أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 01 شباط 2016

مظلة أميركية – روسية – دولية لـ «إنقاذ» مفاوضات جنيف

لندن – إبراهيم حميدي , واشنطن، جنيف – «الحياة»، أ ف ب

استأنف المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في شكل متعثّر أمس المفاوضات السورية غير المباشرة، بلقاء مع وفد الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة، طغت عليه المطالبة بتقدُّم في الجانب الإنساني ووضع «برنامج تفاوضي وجدول زمني» قبل الانتقال إلى الجانب السياسي. في الوقت ذاته، انضم نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن بترسون لتأمين الغطاء السياسي لهذه المفاوضات. وأكد مسؤول كردي لـ «الحياة» أن بريت ماكغورك ممثل الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد «داعش»، زار شمال سورية بعدما حطت طائرته في قاعدة عسكرية شرق البلاد .

ويُتوقَّع عقد اجتماع ثلاثي أميركي – روسي – دولي في جنيف اليوم. وبعدما طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في رسالة متلفزة مساء أول من أمس، النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى البلدات المحاصرة مثل مضايا في ريف دمشق، شدّد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال زيارته عمان، على ضرورة أن تؤدي مفاوضات جنيف إلى انتقال سياسي بعيداً من الرئيس بشار الأسد. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارة لسلطنة عمان: «نحن في حاجة ماسة إلى المساعدة في إنهاء المعارك، وعمليات الحصار والانتهاكات الفظيعة الأخرى لحقوق الإنسان التي وصمت هذه الحرب» في سورية.

وكان مقرراً أن تبدأ المفاوضات السورية بجلسة بين دي ميستورا ووفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري في مقر الأمم المتحدة، لكن الاجتماع أُرجِئ من دون معرفة السبب. وفيما قالت مصادر أممية أن دي ميستورا أراد عقد لقاء مع المعارضة أولاً باعتبار أنه كان اجتمع مع الجعفري الجمعة، أشارت مصادر أخرى إلى تحفُّظات لدى وفد الحكومة عن تركيبة وفد المعارضة، بما في ذلك مشاركة العميد المنشق أسعد الزعبي رئيساً للوفد ومحمد مصطفى علوش ممثل «جيش الإسلام» باعتباره «كبير المفاوضين» الذي كان مقرراً أن يصل إلى جنيف أمس.

وكان لافتاً أن غاتيلوف جدد تأكيد موقف موسكو في اعتبار «جيش الإسلام» الذي اغتيل قائده بغارة يُعتقد بأنها روسية على غوطة دمشق، «منظمة إرهابية… ولا مكان له في وفد المعارضة». والتقى المسؤول الروسي بترسون ودي ميستورا، ويُعتقد بأن إحدى نقاط المحادثات تناولت تركيبة وفد المعارضة.

وتضمّن برنامج أمس لقاء بين دي ميستورا ووفد الهيئة التفاوضية الذي حظي بدعم الفصائل المقاتلة، في بيان وقعه قادة 35 من أكبر الفصائل، وشدّد أعضاء الوفد على حصول تقدُّم في الجانب الإنساني قبل بدء المفاوضات غير المباشرة. وقال الزعبي: «لن نتحدث مع دي ميستورا إلا عن ثلاث نقاط، هي وقف القصف الروسي على مناطق الثوار، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام والميليشيات، وإيصال المساعدات للمحاصرين، وإخراج المعتقلين وفي مقدمهم النساء والأطفال». وتوفّي ثمانية أشخاص نتيجة النقص في الرعاية الطبية اللازمة الشهر الماضي، في مدينة معضّمية الشام التي تخضع لحصار من قوات النظام جنوب غربي دمشق، كما أعلنت الأمم المتحدة.

وقال أحد القياديين المعارضين لـ «الحياة» أن وفد الهيئة التفاوضية أعدّ ورقة تتضمن رؤيتها كان مقرراً عرضها في اللقاء مع دي ميستورا مساء أمس، وتشدّد على أن «الجانب الإنساني خارج التفاوض ولا بد من البدء بالإفراج عن الأطفال والنساء والشيوخ». وطالب القيادي في «هيئة التنسيق الوطني» أحمد العسراوي بإطلاق ثلاثة من قادتها بينهم عبدالعزيز الخير ورجاء الناصر. كما تضمّنت الورقة نقاطاً تتعلق بـ «وقف نار شامل بما في ذلك القصف والغارات التي تُشَنّ تحت ذريعة محاربة داعش».

وجاء في الورقة: «لا بد من وضع جدول زمني لتنفيذ هذه الأمور بضمانة الدول الراعية ومجلس الأمن قبل البدء بالتفاوض، ثم الاتفاق على جدول أعمال للمفاوضات وجدولها الزمني، بحيث يعود كل طرف إلى مرجعيته السياسية لبحث هذه الأمور لدى استئناف المفاوضات»، بعد مؤتمر وزراء خارجية «المجموعة الدولية لدعم سورية» المرتقب في ميونيخ في 11 الشهر الجاري.

وقبل لقائه وفد الحكومة السورية غداً، يجتمع دي ميستورا اليوم مع ممثلي المجتمع المدني والشخصيات السياسية التي دعاها بصفتها الشخصية إلى جنيف، إضافة إلى رئيس «الاتحاد الوطني الديموقراطي» صالح مسلم الذي التقى غاتيلوف مساء أمس. وأكد مسؤول كردي لـ «الحياة» أن ماكغورك زار في شمال سورية مدينة عين العرب (كوباني) القريبة من تركيا، بعدما حطّت طائرة أميركية في مطار صغير في الرميلان شرق سورية. وهذه الزيارة الأولى لمسؤول أميركي إلى البلد، من بوابة غير دمشق. وكانت مصادر ذكرت أن خبراء أميركيين حوّلوا مطاراً زراعياً قرب الرميلان قاعدة عسكرية، وحطّت فيها طائرات أميركية لإنزال خبراء لتدريب تحالف كردي – عربي في الحرب على «داعش»، بموجب قرار لأوباما.

وأعلنت الأمم المتحدة مساء أمس أن دمشق وافقت مبدئياً على إدخال مساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا، في حين أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية سيطرة قوات النظام على قريتي تل جبين الاستراتيجية ودوير الزيتون في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات مع فصائل معارضة.

 

بداية متعثرة لمفاوضات جنيف… والمعارضة تحظى بدعم 35 فصيلاً

لندن، جنيف – «الحياة»، أ ف ب

انطلقت في شكل متعثر المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي الحكومة السورية والهيئة التفاوضية العليا بوساطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميتسورا ودعم الجانبين الأميركي والروسي، في وقت طغى الجانب الانساني على المرحلة الممهدة للمفاوضات.

وكان مقرراً ان تبدأ المفاوضات بجلسة بين دي ميستورا ووفد الحكومة في مقر الامم المتحدة، لكن الاجتماع ارجئ من دون معرفة السبب. لكن مصادر اشارت الى تحفظات وفد الحكومة على تركيبة وفد المعارضة بما في ذلك مشاركة العميد المنشق أسعد الزعبي رئيساً للوفد ومحمد مصطفى علوش ممثل «جيش الاسلام» باعتباره كبير المفاوضين.

وتضمن برنامج المفاوضات لقاء بين دي ميستورا ووفد الهيئة التفاوضية العليا الذي شدد اعضاؤه على حصول تقدم في الجانب الانساني قبل بدء المفاوضات غير المباشرة.

ورفض الجانبان اجراء مفاوضات مباشرة، وقد وافقا على ان يستقبل دي ميستورا كلاً من الوفدين في شكل رسمي ومنفصل في مقر الامم المتحدة في جنيف. وأعلنت الامم المتحدة ارجاء اجتماع مقرر بين الموفد الدولي والوفد الحكومي الاثنين «لإفساح المجال للقاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية اولاً». وأوضح مصدر قريب من الوفد الحكومي ان الاجتماع ارجىء الى الاربعاء. وقال المصدر ان دي ميستورا ابلغ الوفد الحكومي الذي سبق له ان اجتمع به الجمعة، انه لا يستطيع لقاءه مرتين في حين لم يلتق بعد وفد المعارضة.

ويريد دي ميستورا اقامة حوار غير مباشر بين الجانبين عبر مندوبين يتنقلون بينهما. وكان اعلن لدى تحديد موعد المفاوضات ان العملية يمكن ان تستغرق حتى ستة اشهر. وتتمسك المعارضة بتطبيق مطالب انسانية تتعلق بإيصال المساعدات الى مناطق محاصرة ووقف القصف على المدنيين، قبل بدء التفاوض، وتصر على حصر التفاوض بالمرحلة الانتقالية التي يجب ان تنتهي برأيها بإزاحة الرئيس بشار الاسد. اما النظام فيتهم المعارضة بإضاعة الوقت وبـ «عدم الجدية» وبالسعي الى «تقويض الحوار».

وقال مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان زيد رعد الحسين لصحافيين الاثنين في جنيف ان جرائم الحرب المرتكبة في سورية يجب الا تنال اي عفو. وأضاف: «لدينا موقف مبدئي في الامم المتحدة بعدم منح اي عفو للمشتبه بارتكابهم جرائم ضد الانسانية او جرائم حرب»، مضيفاً «نأمل بأن يشدد الوسطاء خلال المفاوضات على هذه النقطة لدى اطراف النزاع».

في واشنطن، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في رسالة موجهة الى وفدي المعارضة والنظام: «نظراً الى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من اهمية، اناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الافضل»، وطالب النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الانسانية الى البلدات المحاصرة مثل مضايا في ريف دمشق.

وبدا واضحاً ان كيري يسعى الى اعطاء المعارضة اشارة الى ان الولايات المتحدة تدعمها في مطالبها، في محاولة لدفعها للمضي في المحادثات.

وشدد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال زيارته عمان، على وجوب ان تؤدي مفاوضات جنيف الى انتقال سياسي بعيداً من الاسد. وقال هاموند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة: «يجب أن تؤدي مفاوضات السلام السورية الى انتقال سياسي بعيداً من الأسد ووضع حد لمعاناة الشعب السوري».

وأضاف: «أريد أن أقر وأرحب بالقرار الصعب الذي اتخذته الهيئة العليا للمفاوضات بحضور محادثات السلام التي يستضيفها مبعوث الامم المتحدة». وأوضح انه «كان قراراً صعباً بالنسبة إليهم بسبب انهاك المجموعات المعارضة التابعة لهم والتي تواجه النظام وعلى نحو متزايد القصف الروسي في سورية». وأكد هاموند ان «المملكة المتحدة تدعم هذه العملية».

وقال جودة ان «هناك بارقة امل بإعلان مبعوث الامم المتحدة ان المفاوضات غير المباشرة انطلقت اليوم (امس)، علينا ان نتابع وأن ندعم». وأكد ان «المسار السياسي هو المسار الوحيد الذي سيضمن الخروج من هذا الكابوس الذي تعيشه سورية والعودة الى أمنها واستقرارها ومستقبلها الافضل لشعبها ووقف العنف والقتل والدمار».

وكان 35 فصيلاً عسكرياً اعلنت أن «شرعية الهيئة للمفاوضات منبثقة من شرعية مطالب الشعب السوري»، مؤكدين أن دعمهم للهيئة «لا يعني بأي حال تفويضها للتفاوض على ثوابت الثورة والتنازل عن أي هدف من أهدافها».

الى ذلك، كشفت الأمم المتحدة أن القوات السورية أقدمت في الآونة الأخيرة على حصار بلدة معضمية الشام جنوب غربي دمشق، مضيفة 45 ألفاً إلى عدد الأشخاص الذين انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية والطبية في سورية.

وتسيطر فصائل مسلحة معارضة للنظام على المعضمية الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق منذ منتصف عام 2012. وعلى رغم محاصرة قوات النظام لها عام 2013 غير أنها سمحت بإدخال مواد إغاثية بموجب اتفاق محلي في منتصف عام 2014. لكن الأمم المتحدة قالت إن قوات النظام أغلقت المدخل الوحيد إلى المدينة في 26 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي بعد السماح لما بين 50 ومئة موظف حكومي بمغادرتها في حين لم يتم إنذار المدنيين الآخرين إلى بدء الحصار.

وقالت الأمم المتحدة في بيان «بسبب تزايد التضييق المفروض على المدينة في كانون الأول 2015 فإن الأمم المتحدة أعادت تصنيف المعضمية بأنها محاصرة بدءاً من 27 الشهر الماضي» مضيفة أنها ما زالت تتعرض لقصف متقطع. وأورد البيان أن ثماني حالات وفاة سجلت في المدينة منذ بداية كانون الثاني (يناير)، نتيجة الافتقار إلى الرعاية الطبية المناسبة كما وردت تقارير عن حالات سوء تغذية من دون أن تسجل حالات وفاة بسبب ذلك.

وأورد بيان الأمم المتحدة وجود 486700 شخص تحت الحصار في سورية في مناطق يسيطر عليها النظام ومقاتلون إسلاميون وغيرهم من الفصائل المسلحة من بين 4.6 مليون شخص يصعب إيصال المساعدات الإنسانية اليهم.

وقال نشطاء معارضون ان مئة شخص اصيبوا في معضمية الشام بسبب استنشاقهم غاز الكلور الذي ألقته الطائرات المروحية عبر براميل متفجرة على الأحياء السكنية في البلدة. وأضافوا ان قوات النظام فجّرت اليوم نفقاً تحت الأحياء السكنية في المنطقة الشرقية من مدينة معضمية الشام، تزامناً مع إلقاء الطيران المروحي لأكثر من 66 برميلاً متفجراً على الأحياء السكنية الجنوبية والجنوبية الشرقية للبلدة، بعضها محمل بغاز الكلور.

 

صالح مسلم يتلقى «ضمانات» أميركية لموقع الأكراد في مستقبل سورية

جنيف – إبراهيم حميدي

رفعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مستوى اتصالاتها السياسية مع رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لدى تلقيه اتصالاً هاتفياً من نائب وزير الخارجية الأميركي طوني بلينكين تضمن «ضمانات سياسية» بأن «الاتحاد الديموقراطي» سيكون جزءاً من مفاوضات السلام التي أطلقها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف. لكن القرار عن «موعد وطبيعة» انخراط الحزب مرتبط بنتائج المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ في ١١ الشهر الجاري، وسط تأكيد مسلم أن «وحدات حماية الشعب» هي «العمود الفقري لجيش سورية الديموقراطي الجديد».

وكشف مسلم في حديث إلى «الحياة» أمس أن اتصال بلينكين جاء بعد لقائه المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني مع مسؤول أميركي آخر في لوزان قبل أيام، لبحث احتمال انضمام «الاتحاد الديموقراطي» وحلفائه العلمانيين إلى مفاوضات جنيف، خصوصاً أن دي ميستورا وجّه دعوتين: واحدة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتسمية وفد مفاوض من ١٥ عضواً، وأخرى الى المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة» رياض حجاب بتسمية وفده من ١٥ عضواً لإجراء «مفاوضات لإنجاز عملية انتقالية» في سورية.

وقال مسلم أمس أن نائب وزير الخارجية الأميركي أبلغه «إننا نعرف أن المسار السياسي لا يمكن أن يسير من دونكم ونضع كل جهدنا وثقلنا كي تكونوا إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة». وقبل الاتصال أبلغ مسلم راتني ومسؤولاً أميركياً آخر أن العملية السياسية السورية يجب ألا تتم من دون مشاركة القوة الكردية الرئيسية وان الحزب «لن يقبل نتائج أي مؤتمر للمعارضة لا نشارك فيه».

وكان المبعوث الدولي دعا، إضافة الى وفدي الحكومة والهيئة التفاوضية، شخصيات معارضة أخرى بينها رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل ورئيس «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع، لإجراء «مشاورات» في جنيف. لكن أعضاء هذه الكتلة تمسكوا بطلبهم تلقي دعوة لتشكيل وفد «مماثل من حيث الصلاحيات والعدد» لوفد «الهيئة التفاوضية». وحسمت اتصالات أميركية – روسية الأمر لمصلحة بدء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة اليوم على أن يجتمع دي ميستورا وفريقه غداً مع «الشخصيات السياسية» الأخرى، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والنساء.

أما بالنسبة إلى قادة «الاتحاد الديموقراطي» و «وحدات حماية الشعب»، فقد أسفرت الاتصالات الاميركية – الروسية ودول اقليمية عن دعوة ممثليهم في «مرحلة لاحقة»، وسط معارضة من فصائل معارضة بينها «الهيئة التفاوضية» و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي يتخذ من اسطنبول مقراً، إضافة إلى معارضة انقرة مشاركة «الاتحاد الديموقراطي» مع تلويحها بمقاطعة المفاوضات إذا تمت دعوته.

وكان مسلم وصل إلى لوزان مع حلفائه السياسيين وقياديين في «مجلس سورية الديموقراطي». وأوضح مسلم انه لم يتلق دعوة لسببين: «الأول، الكوردفوبيا، إذ إن بعض الأطراف يخاف أن يكون للأكراد وضع قانوني. هذا يشمل النظام السوري وتركيا وايران، وهذه الأطراف تترأس هذا التيار. الثاني، الخوف من النموذج الذي يقدمه الأكراد. نموذج ديموقراطي يحترم كل المكونات والمساواة بين المرأة والرجل. نظام جذري في ديموقراطيته. بالتالي، فإن الديكتاتوريات تخاف من هذا النموذج».

ورغم انه لم يتلق دعوة إلى مفاوضات جنيف، فإن دولاً عدة والأمم المتحدة حرصت على الإبقاء على علاقة معه. اذ التقى به السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي، اضافة إلى مبعوثين غربيين آخرين. وأوضح مسلم أنه تبلغ من الجميع أن «الحل السياسي لا يحصل من دون الاكراد لأنكم قوة فاعلة على الأرض. لن تُدعون في المرحلة الحالية، لكن سيكون لكم دور في المستقبل».

لكن موعد «المرحلة المقبلة» لم يحدد في الاتصالات وسط اختلاف بين الأطراف المعنية ازاء ذلك. ويتوقع أن يكون موضوع مشاركة «الاتحاد الديموقراطي» رئيسياً على جدول مؤتمر ميونيخ في ١١ الشهر الجاري. إذ قيل أن الجانب الروسي وافق على عدم مشاركة «الاتحاد الديموقراطي» في الأيام العشرة الأولى من مفاوضات جنيف، أي إلى حين انتهاء الجولة الاولى قبل تجميدها لدى انعقاد المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في ميونيخ، في حين ترى دول أخرى أن الانخراط مع «الاتحاد الديموقراطي» يحصل بعد التقدم في المفاوضات وبلوغ مرحلة البحث في مستقبل سورية وعلاقة دمشق بالأطراف والاقاليم، خصوصاً بعد إعلان «الاتحاد الديموقراطي» وحلفائه إدارات ذاتية في ثلاثة اقاليم يريدها «نموذجاً لسورية». لكن في المقابل، تعارض تركيا ذلك وتعتبر «الاتحاد الديموقراطي» حليفاً لـ «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان وتصنّفه «تنظيماً ارهابياً». كما أن «الهيئة التفاوضية» تتهمه بـ «عدم قتال النظام» وتقول أنها لا تهمّش الأكراد بدليل أن بين أعضائها شخصيات سياسية من «المجلس الوطني الكردي».

أما بالنسبة الى أميركا، فإنها تتعاون عسكرياً مع «وحدات حماية الشعب» في قتال «داعش» وتقدم دعماً عسكرياً وتسليحياً ومعلوماتياً لـ «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم تحالفاً كردياً – عربياً وتقدمت على حساب «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي. لكنها لم توافق بعد على الانخراط السياسي والدفع في مشاركتهم في العملية السياسية. وتجرى اتصالات عسكرية بين الاميركيين والأكراد لتحديد موعد معركة اقتحام الرقة معقل «داعش» وسط وصول خبراء عسكريين أميركيين إلى شمال شرقي سورية.

ويأمل مسلم، الذي يسير على خيط دقيق في العلاقة بين الأميركيين والروس، في ترجمة ذلك سياسياً. وقال: «نريد وفدين متوازين، ولن نكون ضمن الوفد الآخر» في إشارة الى «الهيئة التفاوضية»، موضحاً: «هناك أمور نتفق عليها، إذ إن مجلس سورية الديموقراطي أعد قائمة بإجراءات بناء الثقة وهي ذاتها التي أعدتها الهيئة التفاوضية، لكننا نختلف حول مستقبل سورية والنظام الديموقراطي وكيف ستكون سورية. نحن نريد سورية ديموقراطية وهم يريدون سورية إسلامية وبعضهم يريد خلافة إسلامية». وتابع: «نريد تعميم النظام الديموقراطي والإدارات الذاتية على كل سورية. هم يريدون دولة مركزية ونحن نريد لا مركزية، ديموقراطية وفيديرالية».

وأشار إلى أن دي ميستورا اقترح والروس وافقوا على فكرة وجود «ثلاثة وفود: الحكومة، الهيئة التفاوضية، القائمة الديموقراطية»، قائلاً انه ينتظر دعوة رسمية من دي ميستورا للمشاركة في المفاوضات وانه ليس مهماً ما إذا كان سيدعى باسمه أم باسم «الاتحاد الديموقراطي». وأضاف: «المهم أن نجلس إلى الطاولة ونتحدث باسم مجلس سورية الديموقراطي. ولا نهتم بالشكليات».

وجدد نفيه «أي تحالف» بين «وحدات حماية الشعب» والجيش النظامي، قائلاً: «لكن إذا جرى تشكيل جيش سورية الديموقراطي، فقواتنا المسلحة أي وحدات حماية الشعب، هي العمود الفقري لجيش سورية الديموقراطي». وقال مسلم أن الروس تدخلوا عسكرياً في سورية لـ «منع انهيار الدولة والحفاظ على وحدتها، هم ليسوا حريصين على النظام. يريدون أن يقرر الشعب كل شيء والأشخاص ليسوا مهمين عندهم».

وترددت أنباء عن بدء القوات الجوية الروسية استخدام مطار القامشلي شرق سورية الخاضع لسيطرة النظام وأنباء عن استخدام الاميركيين مطار زراعي قرب الرميلان الخاضعة لسيطرة «وحدات الحماية» على بعد عشرات الكيلومترات من القامشلي. لكن مسلم نفى علمه بأي معلومات عن هذه الأمور العسكرية، خصوصاً أن مطار القامشلي تحت سيطرة النظام.

 

70 مقاتلة وقاذفة للعمليات الروسية وتوسيع الاستطلاع في الشرق الأوسط

موسكو – رائد جبر

أكدت وزارة الدفاع الروسية نشر مقاتلات حديثة من طراز «سوخوي – 35» في سورية، وأشارت إلى توسيع نشاطها «الاستطلاعي» في المنطقة. وقال اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة أن موسكو بدأت الأسبوع الماضي نشر مقاتلات «سوخوي – 35 إس» ذات القدرة الفائقة على المناورة وأداء المهمات القتالية في قاعدة حميميم الجوية.

معلوم أن الجيش الروسي أرسل إلى القاعدة أربع مقاتلات من هذا الطراز، وهي تعدّ أحدث المقاتلات الروسية.

ونقلت صحيفة «كوميرسانت» عن مصادر في أجهزة الإدارة العملياتية في الجيش الروسي، أن المقاتلات الأربع عبرت أجواء إيران والعراق، في رحلتها إلى القاعدة العسكرية الروسية في سورية.

وبانضمام المجموعة الجديدة، بات تعداد الأسطول الجوي الروسي المشارك في العملية نحو سبعين مقاتلة وقاذفة من طرازات مختلفة.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تولّت إيصال مئتي طن من المساعدات الإنسانية إلى دير الزور.

إلى ذلك، أشار الناطق العسكري إلى أن موسكو عرضت مقاطع صوَّرتها أجهزة الاستطلاع الروسية، تُثبت قصف مقاتلات تركية مناطق مدنية على الحدود السورية – التركية. وتحدَّث عن تطوير قدرات روسيا الاستطلاعية في منطقة الشرق الأوسط.

في الوقت ذاته، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن المعطيات المتوافرة لدى الرئاسة الروسية تؤكد عدم انتهاك طائرات روسية الأجواء التركية. وزاد: «ننطلق من المعلومات التي أعلنتها وزارة الدفاع». وأفادت الخارجية الروسية بأن «الجانب التركي لم يقدّم لسفارتنا في أنقرة أي مواد أو معلومات عن خرق الطائرة الروسية المزعوم اللمجال الجوي التركي»، موضحة أن «كل تصريحات الطرف التركي في هذا الصدد، وبلغة الديبلوماسية، لا تتوافق مع الواقع».

 

 

 

مذكرة سرية تشير لمحدودية دور الأمم المتحدة في الإشراف على اتفاقيات وقف إطلاق النار

هل تغامر أنقرة وتغزو شمال سوريا؟ فتطرد الأكراد وتنظيم «الدولة» وتقيم منطقة صديقة لها؟

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يمكن أن يبدأ ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا رحلة الألف ميل لحل الأزمة السورية.

فشعاره «كفى/ خلص»، الذي رفعه داعيا الأطراف المتنازعة، سيكون محل امتحان مع وصول وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف، بعد جدل طويل حول طبيعة الضمانات المقدمة لها وضرورة تطبيق ما جاء في قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بسوريا. فهل سيفشل دي ميستورا كما فشل كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي من قبل؟

أم أن الظرف مختلف والطريقة التي اقترحها المبعوث الدولي» محادثات تقريبية» في غرف منفصلة تحرره من الحديث عن الفشل؟ ويمكن القول إن الآمال بحل قريب للأزمة التي تدخل عامها السادس ضئيلة.

وحتى لو توصلت الأطراف المجتمعة في جنيف إلى اتفاقيات وتم وقف إطلاق النار كما اقترح دائما دي ميستورا، أو اتفق الطرفان على صيغة مشتركة حول مستقبل سوريا، سيظل السؤال حول الجهة التي ستقوم بتنفيذ وتطبيق التفاهمات.

محدودية الدور

وربما كانت ورقة العمل السرية التي أشارت إليها مجلة «فورين بوليسي»، صورة عن محدودية ما يمكن للأمم المتحدة عمله. وكتب كولام لينتش قائلا إن المذكرة الاستراتيجية تتحدث بوضوح عن عدم قدرة الأمم المتحدة على مراقبة أو تطبيق أي صفقة يمكن أن يسفر عنها اجتماع جنيف.

وقللت المذكرة من التوقعات التي ينتظرها العالم حول قدرة الأمم المتحدة على الإشراف أو التأكد من التزام الأطراف المتنازعة بشروط وقف إطلاق النار نظرا لتعدد الفصائل ووجود الجماعات الإرهابية، حسب المذكرة التي تحمل عنوان «ورقة أولية عن آليات مفهوم وقف إطلاق النار»، والتي أعدها الفريق العامل مع دي ميستورا.

وهذا يعني أن سوريا ستظل منطقة خطيرة ولا يمكن لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العمل فيها.

ولا يوجد ما يشير لاستعداد الدول الكبرى والمشاركة في الحرب للقيام بمهمة الإشراف بشكل كامل أو جزئي على تفاهمات وقف النار. كما أن هناك مخاطر من قيام الجماعات المتطرفة، والتي استبعدت من المحادثات، بتخريب عملية السلام. وتحدث لينتش عن مشاكل وتعقيدات ليس في تطبيق وقف إطلاق النار ولكن عن صعوبة جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة، في وقت تواصل فيه حكومة الرئيس بشار الأسد، وبدعم من الروس، هجماتها على مواقع المعارضة السورية.

وأشار الكاتب إلى أن أيا من أعضاء وفد المعارضة، لا الرئيس، أو المتحدث به، ليس لديه السلطة الكاملة على فصائل المعارضة. ومن هنا فأي صيغة لوقف إطلاق النار لن تجد من يقوم بالإشراف عليها أو الإلتزام بها إلا الأطراف نفسها.

فبحسب لينتش «على المدى البعيد، يعتقد دي ميستورا أن قوات دمشق والمعارضة المسلحة هم من سيقومون بالإشراف على اتفاقيات وقف إطلاق النار، وفي حالة تحسن الوضع الأمني فسيوسع مكتب مبعوث الأمم المتحدة دوره في سوريا وسيقوم بتوفير التدريب والمصادر اللازمة للقوى المحلية ويعمل على التوسط بين اللاعبين السوريين الرئيسيين واللاعبين الدوليين».

وستترك الأمم المتحدة العمل الرئيسي للمقاتلين والقوى الأجنبية الداعمة لهم والمعروفة باسم مجموعة الدعم الدولية لسوريا والمكونة من 17 دولة. وتشير الورقة هنا إلى أنه: «يجب أن يكون هناك تحول في دور دول مجموعة الدعم الدولية لدعم وضمان الإتفاقيات». وأضافت: «ستقوم مجموعة الدعم الدولية بتنسيق الجهود مع الدول الرئيسية وتقديم تنسيق عملياتي مع الحكومة وجماعات المعارضة من أجل الدفع ورعاية واستمرار وقف إطلاق النار الشامل، بالإضافة إلى إنجاز والحفاظ على اتفاقيات وقف إطلاق النار المحلية».

ويعلق لينتش قائلا إن دي ميستورا ليست لديه أوهام حول أي اتفاق ستسفر عنه اجتماعات جنيف وأنه سيقود إلى سلام مباشر في سوريا.

ومن هنا تلاحظ الورقة أن عملية السلام لن تتحقق قبل أن تخوض الأطراف عملية نقاش معقدة حول وقف إطلاق النار، مدينة بعد مدينة، من أجل تخفيف المعاناة عن السوريين المحاصرين. وقد تقود اتفاقيات محلية إلى وقف شامل للنار في كل البلاد وتعبد الطريق لاحقا نحو السلام.

توقعات قليلة

ويبدو أن دي ميستورا يعرف حدود ما يمكن للأمم المتحدة، في حرب استعصت حتى الآن على الحلول.

وهو واع بفشل سلفيه ولهذا فورقته تقلل من التوقعات حول ما يمكن أن تحققه الأمم المتحدة أو أية جهة مراقبة دولية في سوريا. ولن تشمل توثيق انتهاكات حقوق الإنسان أو بناء الأرضية القانونية في حالات تقدم لمحكمة جرائم الحرب أو الإشراف على الإفراج أو تحسين حالة السجناء. وبحسب الورقة «هناك مخاطر من مهمة زاحفة»، و»من المهم توضيح هذه الأدوار كي تمنع من تحول المهمة إلى هذا الوضع».

ويشير الكاتب إلى اتفاق الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية كنموذج يمكن تكراره في مناطق أخرى.

ففي كانون الأول/ديسمبر2015، تم إجلاء المقاتلين المتعبين والجرجى الذين حاصرتهم قوات موالية للنظام، مقابل السماح للمقاتلين المؤيدين للنظام والذين حاصرهم المقاتلون في بلدتي كفرية والفوعة في محافظة إدلب.

وسمح التوقف في القتال للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بإدخال قوافل الإغاثة للسكان المحاصرين، مع أن الأمم المتحدة تعترف بأنها غير كافية للوفاء بحاجات السكان. وتلاحظ الورقة «بالنسبة للإشراف العملي على مبادرات وقف إطلاق النار، فمن المنتظر أن تتولاه منذ البداية جهات وطنية وبناء على النماذج التي تم تطبيقها (مثل الزبداني)». وتشير الورقة للدور المهم الذي يمكن للمجموعة الدولية ومكتب دي ميستورا لعبه في مراقبة اتفاقيات كهذه، لكنها تحذر قائلة: «ستكون هناك مقايضة مباشرة بين الرغبة في تحقيق مصداقية عالية أثناء عملية الإشراف على وقف إطلاق النار وبين التسامح بالمخاطر الجسدية».

انتقادات

ويشير لينتش إلى الانتقادات التي وجهت إلى الأمم المتحدة وسياستها في دعم وقف إطلاق النار، التي ترى المعارضة أنها تكافىء نظام الأسد وتشجع سياسته القائمة على تركيع المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين من خلال التجويع. وهناك 18 بلدة تتعرض للحصار يعيش فيها أكثر من ربع مليون نسمة.

وبحسب مسؤول تنسيق الإغاثة التابع للأمم المتحدة، ستينفن أوبرين، تحاصر قوات الحكومة أو الموالية لها 274.200 نسمة بالإضافة إلى 200.000 شخص عالقين في مناطق تنظيم الدولة الإسلامية. وتقوم جماعات المعارضة، خاصة «جبهة النصرة»، بمحاصرة 12.500 في جيوب موالية للنظام. وينقل الكاتب عن نوح بونسي الخبير في شؤون سوريا بمجموعة الأزمات الدولية ببروكسل: «هناك إشكالية في الإشارة لكل اتفاق وقف إطلاق النار شاهدناه كنموذج، فهي تقوم بمكافأة العقاب الجماعي والقصف وتجويع المجتمعات من أجل تركيعها». وأضاف بونسي أن اتفاق الزبداني، الذي ينظر إليه كنموذج، يظل إشكاليا، فهو يظهر كيف يجبر العقاب الجماعي كل طرف على التنازل. فقد «ساعد كل اتفاق وقف إطلاق النارعلى حصار جديد واستخدام أساليب العقاب الجماعي».

وأضاف «السؤال المهم، هل يمكننا دفع الأطراف السورية للتحرك أبعد من هذا النموذج إلى شيء أكثر استقرارا ونبني عليه غير العقاب الجماعي؟ وهل هناك اتفاقيات لا تقوم بتحفيز استخدام وسائل العقاب الجماعي هذه؟».

ويعتقد لينتش أن اتفاقيات إطلاق النار ستركز في دبلوماسيتها على اتفاقيات وقف إطلاق نار محلية.

وقال مسؤولون في حزب البعث في الأيام القليلة الماضية، مثل هلال الهلال، إن الحكومة ذاهبة إلى جنيف للإستماع وليس التنازل «ولن نعطي اليوم ما لم نعطه قبل خمس سنوات». و»سيكون هذا العام هو عام النصر».

ويتوقع الخبير في الشؤون السورية بمركز دراسات الشرق بجامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديز، أن تقوم الحكومة السورية بالتفاوض مباشرة مع المقاتلين في ساحات المعارك مع أنها ستقوم في جنيف بشجب المعارضة كإرهابية. وتفعل ما فعله «ترامب»، المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة.

جماعات المعارضة

ويقدر جيمس كلابر، مدير المخابرات القومية، عدد جماعات المعارضة السورية بحوالي 1.500 فصيل مسلح، كل واحد منها لديه ميوله السياسي. ويقول لانديز: «كل واحد منها يجب التعامل معه إما بقتله أو التفاوض معه، وفي كل بلدة».

ويلفت لانديز انتباه صناع السياسة إلى أن قوات الأسد يمكن أن تقوم باستثمار أي اتفاق وقف إطلاق نار وتحويله إلى حملة عسكرية ضد «جبهة النصرة» التي تسيطر على مدينة إدلب. وسيتم الضغط على الجماعات التي تقاتل إلى جانب القاعدة مثل «أحرار الشام» للتخلي عن حليفتها – «النصرة».

وسترسل دمشق للمقاتلين رسالة «لو أطلقت النار علي فستخرق إطلاق النار» لكن هذا لن يكون مساعدا للأسد، «فلو فكرت بهذه الطريقة فالمعارضة ستكون خاسرة على الجهتين».

خطة طارئة

ويشير لينتش إلى أن مسؤولي حفظ السلام والمسؤولين السياسيين بدأوا بالإعداد لخطط طارئة من أجل زيادة حضور الأمم المتحدة حالة تحسن الأوضاع الأمنية.

ويمكن للأمم المتحدة أن توسع مكتب دي ميستورا لمكتب سياسي في دمشق ونيويورك بموظفين لمساعدة العمليات الحالية في جنيف. وفي هذا السياق ترسم ورقة دي ميستورا ثلاثة سيناريوهات للإشراف على وقف إطلاق النار: «نشر قوات دولية مستقة» تقوم بالإشراف على العملية، والثاني هو الإعتماد على مراقبين محليين يتلقون دعما فنيا من المجتمع الدولي. أما الخيار الثالث فهو نشر قوة دولية ومحلية تقليدية. وهذا الخيار يمكن أن يعطي «مصداقية عالية» ولكنه «يحمل مخاطر جسدية عالية» ويحتاج لضمانات من الجماعات المسلحة والداعمين الدوليين لهم.

ويشير الكاتب إلى اجتماع تم خلف الأبواب المغلقة في مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي وتحدث فيه دي ميستورا عن آليات مراقبة وقف إطلاق النار، فهو «يتطلع للخيارات حول المراقبة والتثبث والإبلاغ عن حالة حدوث وقف إطلاق النار» إلا أن الترتيبات هذه بحاجة إلى موافقة الأطراف المتنازعة.

وتحدث دي ميستورا عن محادثات تتم مع المقاتلين وإجراءات بناء ثقة وتعهدات بعدم استهداف المدارس والمستشفيات والسماح للمواد الإنسانية بالدخول إلى البلدات المحاصرة. لكن دي ميستورا يعترف بأن سوريا في المستقبل القريب «ستظل مفككة وسريعة الالتهاب ومعسكرة». وفي ظل هذا الوضع فمن الصعب نشر قوات مراقبة دولية تقوم بمهام إشراف على الأرض.

توتر على الحدود

وضمن التطورات على الحدود التركية – السورية ناقش باتريك كوكبيرن، في صحيفة «إندبندنت أون صاندي»، المخاوف التركية وفيما إن كانت أنقرة مستعدة للمقامرة والقيام بغزو لشمال سوريا لمنع الأكراد السوريين من التقدم غرب نهر الفرات. وأشار الكاتب إلى حادث تفجير الطائرة الروسية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، قائلا إن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، تلقى تحذيرات من قادة الاستخبارات عن خطط تركية لاستهداف الطيران الروسي، لكن بوتين رفض الفكرة لأنه لم يكن يصدق أن تخاطر تركيا وتدفع روسيا لتورط أعمق في سوريا. ويرى الكاتب أن ضرب الطائرة الروسية، وهو الأول الذي تقوم به دول عضو للناتو باستهداف الطيران الروسي منذ الحرب الكورية منتصف القرن الماضي، كان مدبرا. ويكشف عن استعداد أنقرة للذهاب بعيدا من أجل الحفاظ على حدودها، الممتدة على طول 550 ميلا مع سوريا.

ويعتقد كوكبيرن أن ما جرى قبل شهرين مهم لأن تركيا تواجه تطورات في شمال سوريا تمثل تهديدا خطيرا على مصالحها أكثر من اختراق الطائرة الروسية لمجالها الجوي. والتطورات، التي يتحدث عنها كوكبيرن هي سيطرة قوات الحماية الشعبية الكردية على نصف المناطق الحدودية.

فبعد سقوط بلدة تل أبيض، التي كانت بيد تنظيم الدولة الإسلامية وقوات الحماية تتقدم في كل الاتجاهات في المناطق الواقعة بين دجلة والفرات.

ولم يبق أمام قوات الحماية سوى منطقة طولها 60 ميلا غرب بلدة جرابلوس على الفرات، وبهذا ستغلق كل خطوط الإمدادات أمام تنظيم الدولة وتلك الجماعات غير الجهادية التي تعتمد على طريق أعزاز.

وترى تركيا أن تجاوز الأكراد لغرب الفرات يعتبر خطا أحمر مع أنها لم تتحرك عندما قامت الحماية الشعبية وقوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على سد تشرين وهددت معقل تنظيم الدولة في منبج.

ويفكر الأكراد الآن في القيام بعملية شمال حلب وربط الجيب الكردي عفرين مع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. ويقول الكاتب إن الأشهر المقبلة ستحدد من هو المنتصر والخاسر، مشيرا إلى التقدم الذي يحققه الجيش التابع للنظام وبغطاء روسي في مناطق مختلفة.

القوة الوحيدة

ويعتقد كوكبيرن أن حملة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لإطاحة الأسد تقترب من الهزيمة. وقد تقبل تركيا بالأمر الواقع وتتجنب عملية عسكرية في شمال سوريا في ظل معارضة أمريكية وروسية.

ولكن إن كان البديل هو الهزيمة والإهانة، فالتدخل سيكون الخيار. وينقل كوكبيرن عن الخبير الفرنسي، جيرارد شيلاند، قوله: «لو كان الحاكم غير أردوغان فلن يتدخل الأتراك، وسيتدخلون لأنه الزعيم» الآن.

ورغم أن التدخل سيكون مجازفة محفوفة بالمخاطر إلا أن تركيا قادرة على القيام بها، ولن يردع الأتراك الوجود الروسي في سوريا، حسب شيلاند. ولن تكون العملية سهلة، فلدى موسكو طائرات في الجو وصواريخ مضادة للطائرات على الأرض لكن بوتين يعرف حدود تدخله في سوريا.

وحذر عمر شيخموس القيادي الكردي السوري المقيم في أوروبا، أكراد سوريا من أن نظام الأسد وروسيا لن يتورطا في حرب مع الجيش التركي من أجلهم.

وحذر «حزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني» من عدم المبالغة في قوته لأنه لا يمكن التكهن بالطريقة التي سيرد فيها أردوغان. ويرى قادة آخرون أن التدخل التركي ليس محتملا، وكان يجب أن يحصل قبل إسقاط الطائرة الروسية حيث عزز الروس من وجودهم في اللاذقية وحول حلب.

ويعلق كوكبيرن بأن الأكراد يفكرون في الخطوة المقبلة وهم يعرفون أن منطقتهم، التي أطلقوا عليها «روجوفا»، اتسعت بشكل سريع نظرا لحاجة الولايات المتحدة لقوة على الأرض في الحرب ضد تنظيم الدولة.

وفي الوقت الحالي يعرف الأكراد أن لديهم أعداء الجيش السوري نفسهم وأن موقعهم القوي سيظل ما دامت الحرب مستمرة. وفي حالة لم يتدخل الأتراك، فسيكون الطرف الرابح هو الأسد وحلفاؤه. ويعتقد الكاتب أن تركيا هي القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على وقف تطور وضع كهذا إن قامت بتدخل عسكري مفتوح.

وهو تطور لا يمكن استبعاده في ظل سيطرة الأكراد على الحدود. وبعيدا عن تركيا فقد أصبح النزاع دوليا ولا تستطيع وقفه إلا أمريكا وروسيا.

منطقة صديقة

وفي هذا السياق، كتب الباحثان في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إد ستافورد و سونر جاغايتاي، عن أهمية النطاق المحدد بأعزاز ـ جرابلس لتركيا وما يدفعها لجعله منطقة صديقة لها، أي خالية من تنظيم «الدولة» ومنع مقاتلي الحماية الشعبية من الوصول إليه.

وقالا إن الهجوم، الذي شنه تنظيم الدولة في منطقة السلطان أحمد باسطنبول، سيكون محفزا لأنقرة كي تحسم أمرها ضده وتعزيز حماية الحدود التركية مع شمال غرب سوريا، خاصة أن هذه المنطقة تتميز بأهمية استراتيجية ولأنها بوابة حلب وتعتبر منطقة يرغب كل طرف في الحرب بالسيطرة عليها: قوات الأسد والأكراد و»جهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» والجماعات المعارضة غير الجهادية.

ويعلق الكاتبان بأن تنظيم الدولة يخطيء إن فكر أن باستطاعته إرسال انتحاريين إلى اسطنبول واستجلاب المجندين والبضائع المهربة بدون رد تركي، فهو لا يفهم في الحقيقة طبيعة القيادة التركية. فهذه ستحاول الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية، التي نجح على ظهرها «حزب العدالة والتنمية»، وستعمل كل ما بوسعها لمنع تهديده.

ويقترح الكاتبان أن الطريقة الأكثر فعالية لمراقبة منطقة أعزاز- جرابلس الحدودية هي ضمان وجود قوات صديقة لأنقرة، مثل التركمان السوريين، الذين يرتبطون عرقياً بالأتراك ويتم تدريبهم من قبل تركيا كقوة قتال في شمال غرب سوريا. وحالة نجحت الجهود لتأمينها فقد تتحول المنطقة هذه لحزام آمن يوفر الحماية للفارين من حكم الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد تصبح منطقة انطلاق للقوات المناهضة للأسد، ومنطقة للحد من تدفق اللاجئين إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا. وستلقى فكرة إنشاء منطقة صديقة لتركيا الدعم في البلدان الأوروبية، التي تشعر بالفعل بالضغط المتزايد بسبب اللاجئين السوريين الوافدين.

وسيتم من خلالها وقف وصول الإمدادات لتنظيم الدولة، وبالتالي إضعافه . فـ»خلق هذه المنطقة سيثبت للشعب التركي والدول الحليفة أن أنقرة جادة في هزيمة التنظيم، حتى في الوقت الذي تواصل سعيها إلى اتخاذ إجراءات أقوى ضد نظام الأسد».

ولكن هذه المنطقة تحتاج لأن تحميها القوات التركية. ويمكن لأنقرة توفيرها رغم انشغال قواتها بحرب مع حزب العمال الكردستاني- بي كي كي.

 

جنيف 3″ ينطلق اليوم بجلستين منفصلتين وفي ظل رعاية روسية – أميركية مباشرة

جنيف – موسى عاصي

قيل كلام كثير في جنيف امس. لكن الجميع التزموا سقف التفاهم الاميركي – الروسي عدم ايصال الامور الى الطريق المسدود، بل على العكس لعب الطرفان، الحكومي والمعارضة الاتية من الرياض، على الكلام، انتقيا جيداً عبارات لا توتر الامور أوتعيدها الى الوراء. المعارضة اعادت التذكير بمطالبها الثلاثة: رفع الحصار واطلاق السجناء ووقف القصف “الروسي” للمدنيين، من دون ربط ذلك بأي شرط مسبق للمشاركة في الحوار كما كان الحال قبل المجيء الى جنيف.

وشرح بشار الجعفري الديبلوماسي السوري موقف بلاده المبني على أولوية محاربة الارهاب. ولدى تعداد مرجعيات المعارضة الدولية استثنى الولايات المتحدة منها، مركزاً على السعودية وتركيا وفرنسا، أما الدول الداعمة للارهاب فأضاف اليها الاردن واسرائيل.

التفاهم الاميركي – الروسي بات في مسار واضح، وللاشراف على مسارات تطبيقه بما يمنع الانزلاق نحو “جنيف2” يحضر هذا التفاهم بشخص مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط آن بترسون التي وصلت الى جنيف أمس، ومساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي يصل اليوم. ويرأس كلاهما وفداً ديبلوماسياً كبيراً، ومهمتهما الاشراف عن كثب على الخطوة الثانية من العملية التفاوضية بعد نجاح الخطوة الاولى بجمع معظم الأطراف قرب مقر الامم المتحدة.

وتحاول المرجعيتان الدوليتان والامم المتحدة، في الايام المتبقية من الجولة الأولى، وضع أجندة واضحة لمسار العملية التفاوضية لفترة الاشهر الستة المقبلة، من دون الدخول في أي نقاش في العمق “تمهيداً لكسر حاجز الجليد بين الطرفين”. وسيكون 11 شباط الجاري موعداً مفصلياً في مسار الازمة السورية. وفي هذا التاريخ ستجتمع مجموعة فيينا، وعلى جدول الاعمال بند وحيد فرضه الجانب الروسي: التوصل الى لائحة المنظمات الارهابية واتخاذ القرار بسجل التعامل معها.

وهذا الملف تناوله الجعفري في مؤتمره الصحافي على أساس أنه ثغرة “لم تردم حتى الآن”، مشيراً إلى الفشل في التوصل إلى قائمة بأسماء التنظيمات الإرهابية وقائمة بأسماء المعارضات نتيجة اناطة المهمة بدولتين “غير حياديتين وغير قادرتين على العمل بشكل حيادي وموضوعي وترعيان الإرهاب وهما السعودية والأردن”. وحدد المسلمات السورية الحكومية وأساسها أولوية محاربة الارهاب “فالامر لم يتغير بالنسبة الى دمشق منذ أيام جنيف2” مطلع عام 2014، “بل على العكس زادت الامور تعقيداً”.

وينتظر مع وصول غاتيلوف وبترسون حسم مسألة لوائح المعارضة السورية بشقيها الرياض والعلمانية، لم تعلن الهيئة العليا للمعارضة في الرياض حتى الآن اللائحة كاملة، ولم تحسم مسألة مشاركة محمد علوش ممثل “جيش الاسلام”، الذي كان مقررا أن يأتي على متن الطائرة التي نقلت الوفد من العاصمة السعودية الى جنيف، ولكن بعد وصول الوفد اُعلن انه لم يأت و”ينتظر وصوله خلال يومين”.

وعلى مقلب المعارضة العلمانية، تبدو الأمور أكثر تعقيداً فبعد استبعاد ممثلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي من حوار جنيف، اعلن “مجلس سوريا الديموقراطية” الذي يرأسه كل من هيثم مناع والهام أحمد عن مقاطعة المحادثات، في حين يصر كل من قدري جميل ورندة قسيس على المشاركة لأن “هذه المعارضة حصلت على منصة تفاوضية معترف بها من المجتمع الدولي ولا يجوز فقدانها لصالح المعارضة ذات الطابع الاسلامي”.

واعلنت الامم المتحدة أمس عن جولتي حوار اليوم، الاولى مع وفد النظام قبل الظهر، والثانية مع المعارضة بعد الظهر. ووصفت أوساط مشاركة في الحوار جولتي اليوم بأنهما ستكونان “حاميتين”. وبموجب السيناريو الاممي، فإن المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا سينقل الرسائل والمواقف بين الفريقين. وحصر الجعفري مهمة المبعوث الدولي بـ”المسهل” من غير أن تكون له صفة المبادرة أو فرض أي شروط لا اممية ولا دولية خارجية “فالحوار يجب ان يتم فقط بين السوريين ومن دون أي تدخل خارجي”، ويصر الجعفري على الحوار غير المباشر “لأننا لا نعلم أسماء الوفود المقابلة وقد يكون بينهم ارهابيون ونحن لن نجلس مع الارهابيين”.

وكان دو ميستورا قد زار وفد المعارضة في مقر اقامته بفندق “مانوتل” وسط جنيف، وأوضح بيان للامم المتحدة أ، الزيارة كانت “للمجاملة”. كما زار مساعد المبعوث الدولي رمزي رمزي وفد الحكومة السورية في فندق “كراون بلاتزا” قرب مطار جنيف. وصرّح الناطق باسم المعارضة سالم مسلط بأن النقاش كان”ايجابياً للغاية” وخصوصاً في ما يتعلق بالوضع الانساني.

 

كيري

وفي واشنطن، حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على اداء دورهما كاملاً في مفاوضات السلام. وقال في بيان نشر على الانترنت من واشنطن: “هذا الصباح، ونظراً الى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من أهمية، أناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الافضل”، مطالباً النظام السوري بالسماح بايصال المساعدات الانسانية الى البلدات المحاصرة مثل مضايا.

وعلى رغم ان كيري وجه تصريحاته الى الطرفين، فإنه من الواضح ان رسالته كانت تستهدف المعارضة التي هددت بمغادرة جنيف حتى قبل بدء المحادثات.

وفي تطور لافت، أفادت مصادر كردية ان وفداً ضم ممثل الرئيس الاميركي في الائتلاف الدولي بريت ماكغورك التقى في شمال سوريا عدداً من قادة “قوات سوريا الديموقراطية” العربية الكردية التي تقاتل “داعش”. وهذه الزيارة الاولى من نوعها يقوم بها مسؤول أميركي على هذا المستوى للاراضي السورية.

وفي الرياض، صرّح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأن المملكة وتركيا “تعملان جنباً إلى جنب في دعم المعارضة السورية في كل المجالات، ومواقفنا واحدة لدعم الأشقاء السوريين سواء في التعامل المباشر أو الاجتماعات الدولية مثل مجموعة فيينا أو الاجتماعات التي عقدت في نيويورك”.

واجرى رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تناولت، استناداً الى وكالة الانباء السعودية “و ا س”، “مسائل اقليمية والعلاقات الثنائية”.

وفي موازاة الجهود الديبلوماسية في جنيف، هزّ تفجيران منطقة السيدة زينب بدمشق واوقعا 70 قتيلاً وتبناهما تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

 

أكثر من 60 قتيلاً في تفجيرين انتحاريين بحي السيدة زينب تركيا تتهم روسيا بانتهاك مجالها الجوي وموسكو تنفي

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن أكثر من 60 شخصاً بينهم 25 مقاتلاً شيعياً قتلوا في تفجيرين انتحاريين نفذهما تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في حي السيدة زينب بالعاصمة السورية.

قال المرصد إن من المرجح ارتفاع عدد الضحايا في التفجيرين الانتحاريين بالذي فيه وجود قوي لـ”حزب الله” اللبناني وغيره من الفصائل العراقية والإيرانية.

واوضح مديره رامي عبد الرحمن إن مهاجمين انتحاريين استهدفوا أوتوبيساً عسكرياً ينقل مقاتلين شيعة خلال عملية تبديل حرس.

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد من موقع التفجيرين حيث كان الدخان يتصاعد في سماء المنطقة وظهرت النيران تشتعل في مبان عدة وبعض السيارات المحترقة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر في وزارة الداخلية “أن إرهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند أحد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب تبعها تفجير انتحاريين نفسهما بحزامين ناسفين عند تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى”.

وقال شاهد لقناة “الإخبارية” الحكومية إن “انتشال الجثث من تحت الأنقاض مستمر”.

وروى مصور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” في المكان ان التفجير ألحق ضرراً كبيراً ببناء مكون من ست طبقات وحطم نوافذه، كما تهشمت واجهة البناء المقابل له.

واحدث التفجير حفرة كبيرة يزيد قطرها عن متر ونصف متر، وأدى الى تضرر أكثر من 15 سيارة وأوتوبيساً كانت مركونة قرب المكان المستهدف.

وعملت سيارات الاسعاف على نقل الضحايا الى المستشفيات القريبة والى دمشق.

ويقوم مقام السيدة زينب في الحي الذي شهد اشتباكات عنيفة في السنوات الأولى للصراع الذي بدأ عام 2011، لكن الجيش السوري وجماعات شيعية في مقدمها “حزب الله” تولت تأمينه وأقامت حواجز طرق حوله لحمايته. ويقع الحي المكتظ بالسكان جنوب دمشق ويقصده زوار شيعة من إيران ولبنان وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي.

وكثيراً ما تقول الجماعات العراقية والإيرانية الشيعية التي تطوعت لقتال “داعش” في سوريا انها جاءت إلى سوريا للدفاع عن المقام وحمايته.

وتعرضت المنطقة لتفجيرين انتحاريين في شباط 2015، استهدفا حاجزاً للتفتيش واسفرا عن مقتل اربعة اشخاص واصابة 13 آخرين، وذلك بعد أيام من تفجير انتحاري في أوتوبيس في منطقة الكلاسة بدمشق كان متجهاً الى مقام السيدة زينب. وتسبب الانفجار في حينه بمقتل تسعة أشخاص بينهم ستة لبنانيين كانوا يزورون مقامات دينية، وتبنت “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) تنفيذه.

وأعلن “داعش” مسؤوليته عن الهجمات في بيان بوكالة “أعماق” للأنباء التابعة له. وتحدث عن “عمليتين استشهاديتين على وكر للرافضة المشركين في منطقة السيدة زينب في دمشق”.

وفي بروكسيل، صرحت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني إن هدف الهجوم الذي نفذه “داعش” في السيدة زينب هو تعطيل محادثات السلام السورية في جنيف.

وقالت: “الهجوم الذي وقع قرب ضريح السيدة زينب يهدف بكل وضوح إلى تعطيل المحاولات الرامية لبدء عملية سياسية”. ووصفت وجود أعضاء من المعارضة السورية والحكومة في جنيف للتفاوض بأنه أمر مشجع.

 

غارات جوية وقصف

وأورد المرصد السوري كذلك أنباء عن غارات جوية روسية على ريف حمص وفي محافظة دير الزور بشمال البلاد حيث أفاد سكان ان العشرات قتلوا في هجمات جوية على مدن يسيطر عليها “داعش” في الأراضي المتاخمة أيضا للحدود العراقية.

وقال ناطق من المعارضة من منطقة على الحدود التركية إن 40 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال أصيبوا حين قصف الجيش مخيماً يؤوي نحو ثلاثة آلاف شخص من النازحين.

واستمرت الاشتباكات العنيفة أيضاً في ريف اللاذقية حيث تمكّن الجيش السوري مدعوماً بقصف روسي مكثف في منطقة جبلية وعرة الحكومة من استعادة معظم مناطق الريف القريبة من الحدود مع تركيا.

في غضون ذلك، حذرت تركيا السبت من العواقب بعدما قالت إن طائرة حربية روسية من طراز “سوخوي 34” انتهكت مجالها الجوي الجمعة على رغم تحذيرات أجهزة الرادار، مما يسلط الضوء على التوتر بين البلدين الضالعين في الحرب السورية. لكن روسيا نفت حصول أي اختراق.

 

«معارضة الرياض» تلغّم «جنيف السوري».. بالشروط المسبقة!

محمد بلوط

«سنبقى ثلاثة او أربعة أيام لا أكثر في جنيف». استراحة يمنحها كلام بسمة قضماني عضو مجموعة الرياض لوفدها، ونزهة سويسرية ريثما تنجلي مفاعيل الضغوط الاميركية على الهيئة التفاوضية، والتي دفعت بها الى جنيف، لكي تعود الى رهاناتها التي لم تسقط على الحل العسكري، او تصوراتها التي لم تتبدد عن مفاوضات سريعة تفضي الى عودتها من جنيف الى دمشق لاستلام السلطة.

مجموعة الرياض، وإمعانا في رفضها مجرد الخوض في المفاوضات غير المباشرة، رفضت حتى إسباغ الصفة الرسمية على اللقاء مع ستيفان دي ميستورا، كي لا يقال إنّها باشرت المفاوضات، ولم تمنح الوسيط الدولي فرصة القول إنه أقلع بالمحادثات.

وأكثر جدية، فالنبرة العالية التي كررها المتحدث باسم الوفد سالم المسلط، في اول مؤتمر صحافي يعقده في «جنيف ٣»، وقبل التئامه، تشبه الى حد كبير الساعات الاخيرة لـ «جنيف ٢»، وهو يحتضر في قلب السجال على ترتيب الاولويات التي فجرت المؤتمر، وأطالت الحرب عامين: مكافحة الارهاب او الحكومة الانتقالية.

ويبدو ان هذا اللغم الذي زرع في نهاية «جنيف ٢» وانفجر، قد زرع هذه المرة في الطريق التمهيدية الى «جنيف ٣» وحتى قبل ان يرى النور، اذ لم يفعل نزول وفد الرياض في جنيف، سوى نقل الخلافات والشروط التي كانت حبيسة اجتماعات الرياض تحت انظار الاوصياء الاقليميين الى فنادق جنيف، وامام حشد الكاميرات ووسائل الإعلام التي تنتظر الانتقال الى ضفة بحيرة ليمان، في حديقة قصر الامم المتحدة… لكن تصريحات القادمين من الرياض لا توحي بكثير من الامل.

رئيس الهيئة التفاوضية رياض حجاب قال إنه «نظراً لانتهاك النظام السوري وحلفائه لحقوق الشعب السوري، فإن تواجد وفد الهيئة العليا للتفاوض لن يكون له ما يبرره وقد ينسحب»، وهو لم يبدأ مجرد الحديث الى الطرف الآخر، ولن يكون الانسحاب الا من الفندق الذي ينزل فيه ٣٣ عضواً، من المجموعة، ينضم اليهم اليوم رئيس المجلس السياسي لـ «جيش الاسلام» محمد مصطفى علوش.

وفتح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هامشاً اكبر للراغبين بالعودة بسرعة الى الرياض، بالقول إنّ السعودية تدعم المعارضة، سواء ذهبت الى المفاوضات ام لم تذهب.

ويبدو ان العنصر الذي يلم شمل هذه المجموعة هو محاولة انتزاع تنازلات من الحكومة السورية عبر الامم المتحدة، من دون المرور في قاعة المفاوضات، واعتبار مسائل وقف اطلاق النار، او رفع الحصار عن المدن، او اطلاق المعتقلين، هي مقدمات لبناء الثقة، وليست جزءاً من العملية التفاوضية، فيما تتبدد الفرصة الجديدة، لإطلاق مسار تفاوضي، في السجال مجدداً حول الشروط المسبقة، التي تحاول مجموعة الرياض أن تفرضها من دون دفع ثمن سياسي .

وتقول الحكومة السورية، على لسان رئيس وفدها بشار الجعفري في جنيف، إنها تطالب هي ايضاً، برفع الحصار عن سوريا بأكملها، وهو حصار العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية والولايات المتحدة بشكل غير شرعي، والذي يؤدي الى هجرة الآلاف من السوريين بحثاً عن فرص عمل وحياة أسهل. وقال الجعفري إن «الحكومة السورية لا تتعاطى مع هذه المسألة بمنطق المقايضة، فكل المخطوفين والمفقودين ابناء سوريا، ولكن ينبغي طرح السؤال عن مصير ٧٥٠٠ مفقود خطفهم المسلحون من عدرا العمالية، واكثر من 400 إمرأة وطفل خطفوا قبل عامين ونصف من ارياف اللاذقية ونقلوا الى سلمى، وغيرهم».

ونفت بسمة قضماني أن يكون جانبها مستعدا للتفاوض، وقالت إن «الوفد جاء إلى جنيف بعدما تلقى ضمانات والتزامات»، وإن «لديه التزامات محددة بأن يتحقق تقدم جدي بشأن الوضع الإنساني».

وباستثناء الاميركيين، لا توجد جهة يمكنها ان تقدم لوفد الرياض ما تتحدث عنه من التزامات او ضمانات، اذ ليس بوسع الامم المتحدة ان تقدم أي ضمانات، كما ان وسيطها ستيفان دي ميستورا، لم يفعل سوى ارسال الدعوات، التي تتضمن أفكاراً تمهيدية تلخص القرار ٢٢٥٤، وتشكل أرضية لائحة المحادثات، التي لم يجرؤ احد على تسميتها بالمفاوضات توخياً للحذر وتخفيفاً لفشل… معلن.

وفي الساعات المقبلة يعكف فريق «الإنقاذ» الأميركي ــ الروسي على ضبط عقارب ساعة المحادثات السورية في سويسرا. آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية الاميركي، وغينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، سيحاولان، اليوم وغداً، التذكير بمبادئ التفاهم الذي قام عليه «جنيف ٣»، ومحاولة توضيح الاطر التي سيعمل من خلالها.

وينبغي ان يجد الدبلوماسيان جواباً لحيرة رئيس الوفد السوري بشار الجعفري عمن سيفاوضه في جنيف، عندما قال ان «الموعد الرسمي الاول في الخامس والعشرين من كانون الثاني قد مضى عليه اكثر من اسبوع من دون ان تتحدد اسماء المفاوضين … ونحن ما زلنا ننتظر».

ويحمل غاتيلوف دعوة الى تثبيت وفد العلمانيين الديموقراطيين الذي تدعمه موسكو كوفد أصيل، وإنهاء الغموض الذي يمارسه ستيفان دي ميستورا في التعامل مع هذا الوفد، والذي يتجنب دعوته رسميا للقائه، وينأى عن استقباله حتى الآن، لكي يطمئن مجموعة الرياض انها لا تزال الوحيدة المقترحة للمفاوضات. ولكن من دون حسم قضية التمثيل الكردي لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» في عداد هذا الوفد، او ضوء اخضر روسي ــ اميركي مشترك، لن يستطيع الوسيط الدولي القيام باي خطوة عملية تفضي الى تكريسه نداً لمجموعة الرياض، ومساوياً له في الحقوق.

وتقول مصادر في المعارضة ان الروس سيعيدون تأكيد دعمهم لوفد العلمانيين الديموقراطيين.

اما مسألة التمثيل الكردي لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي»، فتقول مصادر سورية ان الاتراك عرضوا في الايام الاخيرة مقايضة تقوم على استبعاد «حزب الاتحاد الديموقراطي» من اي مفاوضات لقاء القبول بأجندة فيينا كاملة، من الحكومة الموسعة الى الانتخابات التي يشارك فيها الرئيس بشار الاسد، فيما تقول مصادر كردية في جنيف ان عودة «حزب الاتحاد الديموقراطي» الى قاعة المفاوضات لن تتم خلال هذه الجولة، وان الاميركيين والروس وعدوا ببحث هذه القضية، وحسمها لمصلحتهم في مؤتمر مجموعة دعم سوريا في الحادي عشر من شباط المقبل.

 

المعارضة تتهم روسيا بخلق “هتلر جديد” وعلوش ينضم للمحادثات

دي ميستورا: انطلاق مفاوضات “معقدة وصعبة” في جنيف

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، يوم الإثنين، أنّ المحادثات السّورية الرّامية إلى إنهاء الحرب الأهليّة بدأت رسمياً، وذلك عقب عقده أول اجتماع رسمي مع المعارضة السّورية في جنيف، في حين وصل “كبير مفاوضي” المعارضة، القيادي في جماعة “جيش الإسلام” المسلّحة محمد علوش، إلى المدينة السويسرية.

وقال دي ميستورا للصحافيين: “لقد بدأنا محادثات جنيف رسمياً، المناقشات بدأت”. وأضاف: “سنلتقي بالوفد الحكومي غداً (يوم الثلاثاء) وسندعو الهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) بعد ظهر غد، للدّخول في عمق القضايا المطروحة”.

وأوضح المبعوث الأممي أنّه يتوقّع محادثات “معقدة وصعبة. لكن الشّعب السّوري يستحق أن يرى شيئاً ملموساً، بعيداً عن المفاوضات الطويلة والمؤلمة”.

وأضاف دي ميستورا أنّ “الهدف الملح الأول هو التّأكد من استمرار المحادثات وأن الجميع حاضر”.

ولم يتمكن من تقدير المدة الزّمنية المتوقعة للجولة الأولى من المحادثات، لكنّه أمل بأن “تحقّق المفاوضات شيئاً” في حلول 11 شباط الحالي.

وأوضح دي ميستورا أن دوره لا يتضمن مناقشة وقف إطلاق النار في مفاوضات السلام في جنيف، داعياً القوى الكبرى إلى البدء فوراً في محادثات حول كيفية فرض وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد.

وقال إن صلاحياته تتمثل فقط في إجراء محادثات حول قرار للأمم المتحدة بخصوص الانتخابات والحكم ودستور جديد.

ولدى إعلانه البداية “الرسمية” لمحادثات جنيف، قال دي ميستورا إنه يتفهم مخاوف المعارضة في شأن الوضع الإنساني وإنه إذا أطلقت الحكومة سراح السجناء من النساء والأطفال فسيكون هذا إشارة إيجابية لمواصلة المحادثات في جنيف.

وأضاف: “بالتالي هنا يأتي التحدي… كانت هناك رسالة … مفادها بأنه عندما تبدأ محادثات جنيف فعلياً فمن المتوقع أن تبدأ بالتوازي مناقشات جادة في شأن اتفاقات لوقف إطلاق النار”، معتبراً ان تلك كانت مشكلة خارج إطار صلاحياته وينبغي للمجموعة الدولية لدعم سوريا التعامل معها على الفور.

وتابع: “ما أقوله ببساطة هو أنني أذكر أعضاء المجموعة بما أشاروا إليه فعلياً- بأنه عندما تبدأ المحادثات الفعلية فإنهم سيبدأون المساعدة في ضمان إجراء مناقشة في شأن وقف شامل لإطلاق النار في الصراع السوري”.

ودعا دي ميستورا المجموعة “إلى ضمان أن يحظى ما نفعله هنا بدعم دولي وعدم ترك السوريين وحدهم في هذا”.

وتضم المجموعة دولاً مثل روسيا وإيران والولايات المتحدة ودول الخليج العربية وتركيا ودولاً أوروبية.

ومن المقرر مبدئياً أن تجتمع المجموعة في ميونيخ في 11 من شباط.

وكانت “الهيئة العليا للمفاوضات” التي تضم معارضين عسكريين وسياسيين للرئيس بشار الأسد، أعلنت أنها ستغادر جنيف ما لم يتم تنفيذ الخطوات الواردة في قرار الأمم المتحدة، ومنها الإفراج عن السجناء ورفع الحصار المفروض على مناطق ووقف القصف.

وقالت الهيئة إن لديها قائمة بأسماء 3000 امرأة وطفل معتقلين في سجون الحكومة.

لكن دي ميستورا أكد: “لم أتلق تلك القائمة بعد.. طلبت الحصول عليها وأريدها. لأنني أعتقد أن قائمة أسماء خاصة للنساء والأطفال المعتقلين ينبغي أن تكون على رأس الإشارات التي تدل على أن شيئا مختلفا يحدث في الواقع”.

وأعلن علوش، الذي تسلّم منصب “كبير المفاوضين” في المحادثات مع الحكومة السّورية، أنّه وصل عصر الإثنين إلى جنيف، قائلاً لوكالة “فرانس برس”: “أتينا كي نجد حلاً”.

وأضاف: “ليس هناك أرضية مشتركة مع النّظام. النّظام يريد أن ينهي المعارضة”، متهماً إياه بـ”ارتكاب جرائم حرب”.

وعلوش، هو عضو في المكتب السّياسي لجماعة “جيش الإسلام”، السلفيّة الإتجاه، والمدعومة بشكل خاص من السّعودية. وكان عُيّن “كبير المفاوضين” من قبل “الهيئة العليا للمفاوضات” المعارضة، تمهيداً للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الحكومة السّورية.

وأعلن المتحدث باسم “الهيئة العليا للمفاوضات” سالم المسلط، المنبثقة عن المعارضة السّورية، يوم الإثنين، أنّ الأخيرة ستسعى “للمشاركة في العملية السّياسية” لإنهاء الحرب، وذلك بعد تلقّي “رسائل إيجابية” من دي ميستورا.

وأضاف المسلط: “جئنا كي نبحث مع المبعوث الخاص قرار الأمم المتّحدة 2254، ورفع الحصار ووقف الجرائم التي ترتكبها الغارات الجويّة الرّوسيّة، وأعتقد أنّنا تلقّينا رسائل إيجابيّة”.

وأكد المسلط، أنّ الهيئة ستنتظر جواباً من دي ميستورا، بعد لقائه مع وفد الحكومة يوم غد الثّلاثاء، متّهماً الحكومة الرّوسيّة، بالمساعدة على تحويل الرئيس السّوري بشّار الأسد إلى هتلر جديد”، قائلاً إنّ “النظام الرّوسي سيخلق هتلر جديداً”.

وكان وفد المعارضة السّورية، أصر على عدم المشاركة في المحادثات رسمياً في حال لم تتحقّق المطالب الإنسانية.

وقال مصدر ديبلوماسي غربي إن “المعارضة تدرس مقترحاً من دي ميستورا يمكن أن يمهد الطريق ليمضي وفدها في المحادثات، بعدما عقد أول اجتماع مع المبعوث الدولي يوم الأحد”، مشيراً الى ان “دي ميستورا فدم اقتراحاً لهم يشجعهم على الدخول في المفاوضات. إنهم شديدو الحذر”، ومضيفاً أنه لا يعلم محتوى العرض.

وتابع: “يريدون أموراً ملموسة مرئية على الفور.. أموراً يمكنهم تقديمها لأنصارهم. بعض الأمور غير ممكنة على الفور كوقف القصف لكن الأسهل هو إطلاق سراح المدنيين والنساء والأطفال.”

وكانت الأمم المتحدة أكدت أن اجتماعاً كان مقرراً مع وفد الحكومة السورية، اليوم، أرجئ لإفساح المجال امام دي ميستورا للقاء وفد “مجموعة الرياض” رسمياً قبل ذلك.

وجاء في بيان رسمي صدر عن الامم المتحدة أن “الاجتماع المقرر عند الساعة 11:00 (10:00 بتوقيت غرينتش) بين مبعوث الامم المتحدة الخاص ووفد النظام السوري قد ارجئ”.

وتابع البيان أن لقاء دي ميستورا ووفد “مجموعة الرياض” لا يزال مدرجا “في هذه المرحلة” عند الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش في مقر الامم المتحدة.

 

“مجلس سوريا” يعلّق مشاركته

وفي سياق متصل، قرر “مجلس سوريا الديموقراطية” (وهو تحالف عربي كردي معارض ينشط خصوصاً في شمال سوريا)، تعليق مشاركته في مفاوضات جنيف بعدما لم يتلق ستة من ممثليه دعوات من الأمم المتحدة، بحسب ما أكد احد اعضائه، الإثنين.

وقال الرئيس المشترك للمجلس هيثم مناع، لوكالة “فرانس برس” عبر الهاتف من جنيف: “قررنا الأحد تعليق مشاركتنا في المفاوضات بعدما لم يتلق خمسة ممثلين أكراد وآخر تركماني، دعوات من موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا” الى المفاوضات.

واشار الى إمكانية مشاركة وفد معارض غير وفد “الهيئة العليا للمفاوضات”، بعدما ارسل الى المتحدة لائحة تضم 35 إسماً، 20 منهم من أعضاء “مجلس سوريا الديموقراطية”.

وأوضح مناع أن “ستة أسماء فقط من أصل عشرين أُبلغت بأن مشاركتها ستكون قيد الدرس في وقت لاحق”.

وأضاف: “لذا قررنا مساء الأحد في جنيف مع اصدقائنا الاكراد وبينهم صالح مسلم، رئيس الحزب الكردي الأبرز في سوريا، تعليق مشاركتنا”، في اشارة الى “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي الذي استثنته الامم المتحدة من الدعوة الى جنيف على رغم فعالية جناحه العسكري، “وحدات حماية الشعب” الكردية، في التصدي لتنظيم “داعش”، شمال وشمال شرقي سوريا.

وتضم اللائحة من خارج “مجلس سوريا الديموقراطية” عدداً من الشخصيات، بينهم قدري جميل، رئيس “الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير”، والحقوقية رندة قسيس.

وغادر مسلم وشخصيات كردية أخرى جنيف، بعدما لم يتلقوا دعوة للمشاركة في المحادثات السبت، لكن مناع قال ان الوفد الكردي عاد الى جنيف للمشاركة في اجتماع ممثلي “مجلس سوريا الديموقراطية”، الأحد.

وحمّل الأكراد تركيا مسؤولية استبعادهم عن مفاوضات جنيف، وكذلك عن اجتماع الرياض في 18 كانون الاول، والذي انبثقت عنه “الهيئة العليا للمفاوضات”.

وتعتبر تركيا “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي فرعاً من “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه “ارهابياً”.

وهددت انقرة الثلاثاء بمقاطعة مفاوضات جنيف في حال تمت دعوة “حزب الاتحاد الديموقراطي”، فيما اعتبرت موسكو أن أي مفاوضات تستثني هذا الحزب لا يمكن ان تحقق “تسوية سياسية نهائية”.

 

مساعدات لمضايا

من جهة ثانية، أعلنت الأمم المتحدة، يوم الإثنين، أنّ الحكومة السّوريّة وافقت “من حيث المبدأ”، على طلب المنظمة الدّولية في تسليم مساعدات إلى بلدات مضايا والفوعة وكفريا المحاصرة.

وفي تطور ميداني، أعلن تنظيم “داعش” اسقاط طائرة من دون طيار فرنسية فوق مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي، بحسب مراسل “السفير”.

 

آلاف يفرون نحو تركيا

الى ذلك، ذكرت وكالة الطوارئ والكوارث التركية “أفاد”، اليوم الاثنين، أن أكثر من 3600 شخص من التركمان والعرب فروا بعد تقدم القوات الموالية للحكومة السورية في شمال محافظة اللاذقية وعبروا إلى تركيا في الأيام الأربعة الماضية.

وقال مسؤول تركماني محلي إن من المتوقع وصول آلاف المهاجرين الآخرين بعد إخلاء مخيم معظم من يقيمون فيه من التركمان في قرية يمادي السورية، بعد أن اقتربت القوات السورية مدعومة بضربات جوية روسية مكثفة.

وأضافت “أفاد”، في بيان: “في منطقة التركمان في سوريا وفي أعقاب هجمات مكثفة ضد السكان التركمان لجأت آلاف الأسر إلى معسكر قرية يمادي على الجانب السوري من الحدود”.

وقال البيان: “بعد وصول الهجمات إلى مخيم يمادي دخلت أول مجموعة من المهاجرين وتضم 731 مهاجراً معظمهم من الرضع والأطفال والنساء وكبار السن بلادنا يوم 29  كانون الثاني الماضي”، مشيراً الى أن نحو 200 شخص أرسلوا إلى معسكر في جوفيجي في إقليم خطاي، جنوب تركيا.

وأفاد التقرير الإنساني للأمم المتحدة أن 12733 مدنياً نزحوا خلال شهرين من القتال، ومن المتوقع أن تستمر عمليات النزوح إذا ما تقدمت القوات الموالية للأسد باتجاه بلدة كنسبا وعلى امتداد الحدود مع تركيا.

وأضافت الأمم المتحدة أن 35715 شخصاً نزحوا، جنوب سوريا، نتيجة هجوم آخر للجيش لاستعادة بلدة الشيخ مسكين.

 

مليارا يورو للاجئين

الى ذلك، قال مسؤولون إن من المقرر أن يتعهد الاتحاد الأوروبي بتخصيص نحو ملياري يورو (2.2 مليار دولار أميركي) مساعدات للاجئين السوريين، خلال مؤتمر مانحين دولي يعقد يوم الخميس. وسينفق معظم هذا المبلغ خارج سوريا.

وتسعى الحكومات الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل للاستجابة لدعوة بريطانيا وألمانيا والنروج التي تستضيف المؤتمر في لندن، وكذلك دعوة الأمم المتحدة والكويت لمضاعفة المساعدات الإنسانية المقدمة للمنطقة.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: “نحتاج لضمان أن جميع الدول المجاورة لسوريا مدعومة”، مشيراً بذلك إلى الأردن ولبنان والعراق.

وأضاف المسؤول، أن “داخل سوريا تحتاج لندن لإظهار استعداد الاتحاد الأوروبي والجهات الأخرى لتقديم مساعدات إنسانية لجميع المناطق فور التوصل لاتفاقية وقف إطلاق نار” على الرغم من أن بعض المساعدات ستقدم أيضا داخل سوريا.

وسيجتمع رؤساء دول وحكومات ووزراء من مختلف أنحاء العالم في لندن في مؤتمر “دعم سوريا والمنطقة”، والذي يهدف لجمع أموال للأزمات الإنسانية الناجمة عن الحرب السورية.

وتناشد وكالات الأمم المتحدة بجمع 7.73 مليار دولار أميركي لسد احتياجات سوريا خلال العام الحالي، بالإضافة إلى 1.2 مليار دولار تطلبها حكومات المنطقة لدعم خططها الخاصة في التعامل مع تأثير النزاع في سوريا.

وقال مسؤولون إن من المقرر أن يقدم الاتحاد الأوروبي تفاصيل محددة لتعهدات المساعدات، خلال المؤتمر يوم الخميس. وأشار المسؤولون إلى أن الاتحاد منح المنطقة نحو 1.1 مليار يورو في آخر مؤتمر للمانحين عقد في الكويت في كانون الثاني عام 2015.

(أ ف ب، رويترز، “موقع السفير”)

 

10 آلاف طفل لاجئ اختفوا في أوروبا

أكثر من عشرة آلاف طفل مهاجر «فُقدوا» بعد وصولهم إلى أوروبا، خلال العام الماضي. الرقم لا يتعلق بمن غرق من الاطفال خلال موجات النزوح التي تصاعدت خلال العام 2015. ارقام الضحايا الغرقى غير معروفة. الحديث هنا عن آلاف الاطفال الذين «اختفوا» بعد وصولهم الى القارة.. هكذا بكل بساطة. صار مصيرهم مجهولا.

وبهذا الرقم ـ الحذر ـ فتحت وكالة الشرطة الأوروبيّة «يوروبول» فصلاً جديداً من مأساة اللاجئين الذين يتدفقّون على أوروبا، بحثاً عن الأمان.

«هم المجموعة الأكثر ضعفاً بين المهاجرين»، هذا ما تقوله مديرة برنامج «أنقذوا الأطفال» (سيف ذي تشلدرن)، رافائيل ميلانو، عن الأطفال الذين يهاجرون من دون رفقة بالغين، والذين وصل عددهم إلى 26 ألفا العام الماضي.

في تقرير نشرته صحيفة «أوبزرفر» التي تصدرها الـ«غارديان» البريطانيّة، مساء أمس الأول، كشفت «يوروبول»، عن أنَّ أكثر من عشرة آلاف طفل هاجروا من دون رفقة أهلهم، فُقدوا خلال العام الماضي، معربةً عن خشيتها من استغلال عصابات تتاجر بالأطفال لأغراض الجنس أو العبوديّة لعددٍ منهم.

وفي أول محاولةٍ من قبل الوكالة لتحديد أحد أكثر الجوانب خطورة في أزمة اللاجئين، قال مدير موظفي وكالة «يوروبول»، بريان دونالد، لصحيفة «أوبزرفر»، إنَّ آلاف القاصرين اختفوا من السجلّات بعد تسجيلهم لدى سلطات الدول التي وصلوا إليها في أوروبا.

وأضاف: «نستطيع أن نقول إنَّ عدد هؤلاء الأطفال يزيد على عشرة آلاف»، مشيراً إلى أنَّ خمسة آلاف اختفوا في إيطاليا وحدها، بينما يوجد ألف طفل في عداد المفقودين في السويد، وفق مسؤولين في تيليبورغ.

وبعدما حذّر من نشوء «بنية تحتيّة إجرامية» خلال الأشهر الـ 18 الماضية لاستغلال تدفّق المهاجرين، قال دونالد: «لا أعتقد أنّه تمّ استغلالهم جميعاً لأغراض إجراميّة، فبعضهم ربّما انضموا إلى أقارب لهم. نحن لا نعرف أين هم وماذا يفعلون ومع من هم»، لكنّنا «نبحث عن أكثر من 10 آلاف طفل مفقود».

ووفق دونالد، فإنَّ لدى «يوروبول» أدلّة على وجود علاقات بين عصابات التهريب التي تنقل المهاجرين إلى دول الاتّحاد الأوروبيّ، وعصابات تجارة البشر التي تستغلّ المهاجرين لأغراض الجنس والعبوديّة.

وأكَّد دونالد أنَّه «توجد سجون في ألمانيا والمجر، غالبية السجناء فيها متّهمون بارتكاب نشاطات إجراميّة تتعلق بأزمة المهاجرين».

وفي حين وصل أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا العام الماضي، معظمهم من سوريا، تقدّر «يوروبول» أنَّ 27 في المئة من هؤلاء هم أطفال «سواءً كانوا مسجّلين أم لا. نحن نتحدّث عن 270 ألف طفل، وليسوا جميعاً غير مُرافَقين»، وفق دونالد الذي أقرّ أنَّ الرقم عشرة آلاف قد يكون تقديراً حذراً مقارنةً بالرقم الحقيقي للأطفال الذين دخلوا وحدهم واختفوا في أوروبا. وأضاف أنَّ العديد من الأطفال «موجودون.. وليسوا تائهين وسط الغابات».

وتعتزم «يوروبول» جمع أدلة من المنظمات العاملة على خطّ البلقان، والتي كانت قد طلبت اجتماعاً مع الوكالة لمناقشة قضية اختفاء الأطفال.

(«السفير»)

 

سوريا توافق مبدئيا على طلب الأمم المتحدة تسليم مساعدات لمناطق محاصرة

بيروت ـ رويترز ـ قالت الأمم المتحدة اليوم الاثنين إن الحكومة السورية وافقت “من حيث المبدأ” على طلب من المنظمة الدولية لتسليم مساعدات إلى بلدات مضايا والفوعة وكفريا المحاصرة.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “بناء على هذا.. ستقدم الأمم المتحدة قائمة مفصلة بالإمدادات وتفاصيل أخرى .. وسوف تضم وتؤكد مجددا على طلب تقديم مساعدات غذائية والسماح بدخول فرق لتقييم الأوضاع الغذائية والصحية.”

ولم يتم تحديد موعد لإرسال المساعدات. وتحاصر قوات متحالفة مع الحكومة السورية بلدة مضايا بينما يحاصر معارضون مسلحون الفوعة وكفريا.

 

مسؤول أمريكي زار شمال سوريا الخاضع لسيطرة الأكراد

بيروت ـ روما  ـ رويترز ـ زار مسؤول أمريكي رفيع شمال سوريا في مطلع الأسبوع لتقييم التقدم الذي أحرز في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية فيما يبدو أنها أول زيارة معلنة للأراضي السورية منذ عدة أعوام يقوم بها مسؤول من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ويسيطر الأكراد السوريون على مناطق واسعة في شمال سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011 وأصبحت وحدات حماية الشعب الكردية شريكا رئيسيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية.

والزيارة التي يقوم بها بريت مكجورك المبعوث الأمريكي للتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية قد تغضب تركيا المجاورة التي تشعر بالقلق إزاء الميل المتزايد تجاه أكراد سوريا خشية أن يثير ذلك مشاعر انفصالية بين الأكراد الأتراك.

وقال مسؤول أمريكي “نستطيع أن نؤكد أن المبعوث الرئاسي الخاص بريت مكجورك أتم زيارة استغرقت يومين لشمال سوريا مطلع هذا الأسبوع لتقييم التقدم في الحملة الرامية لإضعاف وتدمير (داعش) تنظيم الدولة الإسلامية.”

وأضاف “الزيارة والمباحثات التي أجراها تتماشى من جهود المبعوث الخاص لمواصلة البحث عن سبل لزيادة ضغط التحالف على تنظيم الدولة الإسلامية.”

وقال فريد هوف الخبير في الشؤون السورية بمركز أتلانتيك كاونسل إنه على حد علمه هذه هي أول زيارة معلنة لسوريا يقوم بها مسؤول حكومي أمريكي منذ إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق في فبراير شباط عام 2012.

وقال مسؤول سوري كردي لرويترز إن مكجورك وصل بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة جوية يسيطر عليها أكراد سوريا مضيفا أنها تستخدم في الرحلات اللوجستية لطائرات الهليكوبتر العسكرية الأمريكية.

وكان في استقبال مكجورك مسؤولون بينهم رئيس وزراء واحدة من ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي شكلها أكراد سوريا في شمال البلاد.

وقال أكرم حسو رئيس إدارة مقاطعة الجزيرة في بيان على يوتيوب إن وفد مكجورك ضم 17 شخصا بينهم ممثلون من فرنسا وبريطانيا.

وأضاف أيضا أنه زار كوباني وهي بلدة سورية كردية على الحدود التركية شهدت معركة دامت لشهور بين وحدات حماية الشعب وتنظيم الدولة الإسلامية.

 

ثمانية مليارات دولار لازمة لإعادة بناء النظام الصحي في سوريا

باريس ـ أ ف ب ـ قدرت منظمة طبية سورية غير حكومية الاثنين بثمانية مليارات دولار كلفة اعادة بناء النظام الصحي السوري بعد خمس سنوات من حرب أدمت البلاد.

ويتضمن هذا المبلغ خصوصا الأموال اللازمة “لإعادة تأهيل النظام الاستشفائي، وتغطية احتياجات السكان، والوصول إلى معدل سرير مستشفى واحد لكل 270 شخصا”، بحسب ما أوضح رئيس اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية عبيدة المفتي لوكالة فرانس برس.

ويجتمع الدائنون والدول المانحة الخميس في لندن في محاولة لمضاعفة المساهمات المالية للتغلب على الأزمة الإنسانية في سوريا.

ومنذ بداية الحرب السورية، تدمر 330 مرفقا صحيا على الأقل بينها 177 مستشفى، معظمها في عمليات قصف، منها 112 مرفقا تدمرت في العام 2015 وحده، وفقا لاتحاد المنظمات. كما قتل 700 من العاملين الصحيين.

وازدادت الهجمات التي استهدفت النظام الصحي منذ بدء روسيا لضرباتها الجوية قبل أربعة أشهر لدعم النظام السوري.

وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن 90 في المئة من هذه الهجمات هي من فعل الجيش السوري وحلفائه.

واتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية منظمة غير سياسية، يجمع نحو 15 منظمة طبية وإغاثية وأطباء سوريين في الشتات. ويعمل الاتحاد في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة منذ العام 2011، حيث يساعد في تأمين الرعاية الطبية للسكان المحليين.

 

سوريا: وفدا السلطة والمعارضة يتبادلان الاتهامات عشية محادثات جنيف وتقرير أمريكي يكشف سعي الأمم المتحدة لتجميل صورة النظام

جنيف ـ «القدس العربي» لندن ـ من احمد المصري: تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات في جنيف أمس الأحد، في حين أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا عن «تفاؤله» بفرص بدء محادثات غير مباشرة ضمن مساعي إنهاء ما يقارب خمس سنوات من النزاع.

وعقد الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا ووفد المعارضة السورية، في جنيف أمس الأحد، لقاء، فيما لا تزال المعارضة تتمسك بطرح المسألة الإنسانية في المحادثات قبل الدخول في أي مفاوضات رسمية مع النظام السوري. ويبدو أن رهان الأمم المتحدة يصعب تحقيقه طالما أن الارتياب لا يزال يسيطر لدى الطرفين، المعارضة والنظام.

وكشفت مصادر سورية حضرت اللقاء ، أمس، أن الأخير أعلم المعارضة بأن المفاوضات لا معنى لها إن لم تحضر اليوم الجلسة التفاوضية في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وأنه مضطر ليعلن بذلك انتهاءها.

وأوضح أنه «رغم ذلك، فلا ضمانات خطية أو وعود مكتوبة من هذه الأطراف، لأنها تحمل صبغة قانونية، وليس لدى المعارضة سوى الاستفادة من هذا الزخم، والانخراط في المفاوضات».

وبين أنه «في حال رفضت المعارضة القدوم إلى الجلسة التفاوضية، قبيل تحقيق مطالبها الإنسانية، فإنه مضطر عندها لإعلان انتهاء هذه المفاوضات، لأنه ليس لها معنى».

وقال منذر ماخوس الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات «لم نحصل على ضمانات» حول المطالب الإنسانية، مضيفا «هناك وعود، لكننا لم نعد نصدق الوعود».

وأضاف أن الهيئة العليا ستلتقي أيضا دبلوماسيين من أبرز الدول الغربية الضالعة في الملف السوري.

وكانت الهيئة العليا هددت بعيد وصولها مساء السبت إلى جنيف بعد أربعة أيام من التردد قبل الموافقة على المشاركة في المحادثات، من أنها ستنسحب منها في حال واصل النظام ارتكاب «الجرائم».

لكن الهيئة العليا للمفاوضات قالت في بيان بعيد وصول وفدها إلى سويسرا عصر السبت، إنه إذا «أصر النظام على الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم فلن يكون لبقاء وفد الهيئة في جنيف أي مبرر».

وتابع البيان أن الوفد «سيبلغ دي ميستورا نية الهيئة سحب وفدها التفاوضي في ظل استمرار عجز الأمم المتحدة والقوى الدولية عن وقف هذه الانتهاكات».

وعلمت «القدس العربي»أن وفد الهيئة التقى أمس مجموعة المبعوثين الدوليين للأزمة السورية في مقر السفارة الفرنسية. وأبلغ أحد أعضاء الهيئة «القدس العربي» أن اللقاء استهدف طمأنة المعارضة بشأن ما كانت أثارته من مطالب على صيغة شروط للانخراط في المحادثات، خاصة تلك التي تتعلق بالبندين 12 و13 من القرار الدولي 2254 المتعلقين بالوقف الفوري للعنف ورفع الحصار وفتح ممرات إنسانية.

وكعادته وصف بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية إلى محادثات السلام في جنيف المعارضة أمس الأحد بأنهم «إرهابيون مدعومون من قوى خارجية»، لكنه قال إن حكومته تبحث اتخاذ إجراءات إنسانية يطالب بها وفد المعارضة.

وقال الجعفري للصحافيين في جنيف إن الحكومة السورية لا تتعامل مع إرهابيين، وإن هناك قوى خارجية تؤيد أجندات خارجية تهدف إلى ممارسة ضغوط سياسية على الحكومة السورية باستخدام الإرهاب كسلاح سياسي.

وأجاب ردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة تبحث إجراءات مثل إقامة ممرات إنسانية ووقف لإطلاق النار والإفراج عن سجناء، أن هذا بكل تأكيد جزء من البرنامج الذي تم الاتفاق عليه وسيكون واحدا من النقاط المهمة للغاية التي سيناقشها المواطنون السوريون مع بعضهم البعض.

من جانب آخر فإن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تطالب المعارضة وحلفاؤها برحيله قبل بدء العملية الانتقالية، سيكون مطروحا بالتأكيد.

وتعلق الدول الكبرى آمالها على قرار الأمم المتحدة الصادر في 18 كانون الأول/ديسمبر، والذي نص على خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة، وعلى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر، وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، لكن من دون أن يشير إلى مصير الرئيس السوري.

وتريد القوى الكبرى التي طالتها تداعيات النزاع، التهديد الجهادي وأزمة الهجرة، أن يتمكن السوريون من الاتفاق على حل.

لكن حجم الهوة الفاصلة بين الطرفين وحلفائهم لا تبعث آمالا كبرى بتحقيق تقدم على المدى القصير او المتوسط.

ونشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أمس الأحد، في تقرير حصري، وثيقة سرية للمبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، قال فيها إن «الأمم المتحدة لا تستطيع فرض اتفاق سلام في سوريا».

وحذر دي ميستورا في ورقة استراتيجية سرية، حصلت عليها «فورين بوليسي»، من أن الأمم المتحدة لن تكون قادرة على مراقبة أو فرض أي اتفاق سلام قد ينتج عن محادثات السلام الجارية الآن في جنيف، موضحة أن «العالم قد يشهد توقعات غير واقعية من قدرة الأمم المتحدة على مراقبة وفرض وقف إطلاق نار في سوريا على الفصائل والتنظيمات المسلحة المتحاربة في سوريا».

وقالت ورقة الأمم المتحدة بعنوان «مسودة لورقة حول مفهوم آليات وقف إطلاق النار»، إن «السياق الدولي والوطني السياسي المحلي الحالي، والبيئة العملية، تشير إلى أن سعي الأمم المتحدة لحفظ السلام، المعتمد على جنود دوليين أو مراقبين عسكريين، قد لا يكون آلية مناسبة لوقف إطلاق النار».

وكشفت «فورين بوليسي» في تقريرها «كيف سمحت الأمم المتحدة لنظام الأسد بتحريف الحقيقة في الحرب السورية؟»، لتسلط الضوء على تعاون المنظمة الدولية من أجل رسم صورة أكثر إيجابية للنظام السوري.

ويقول كاتب التقرير روي غوتمان إن الإحصاءات الصارخة في ملخص الأمم المتحدة السنوي لبرامج الإغاثة التابعة للمنظمة تحكي قصة الكابوس الإنساني في سوريا، التي أصبحت دولة تعيش على الدعم.

وأضاف أن نحو 13.6 مليون شخص أصبحوا بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، كما يتم تهجير السوريين بمعدل خمسين أسرة كل ساعة يومياً، ويوجد مليون شخص على الأقل في مخيمات النازحين لا يحصلون على المساعدة الدولية.

ويشير غوتمان إلى أن «المفاجأة الكبرى» تتمثل في قراءة خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية التي نشرت يوم 29 /كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث غيرت الأمم المتحدة بعد التشاور مع نظام الأسد عشرات المقاطع وحذفت المعلومات الهامة، وذلك بهدف رسم صورة أكثر إيجابية عن النظام السوري.

وأوضح التقرير أنه بالمقارنة بين النسخة النهائية لخطة الأمم المتحدة والمسودة التي حصلت عليها «فورين بوليسي»، يتضح أنه تمت إزالة عشر إشارات لكلمة محاصر أو المناطق المحاصرة، مثل مضايا التي شهدت موت 23 شخصا من الجوع على مدى عدة أشهر قبل وصول قافلة مساعدات الأمم المتحدة منتصف الشهر الحالي.

كما اختفى من التقرير الأممي أي ذكر للبراميل المتفجرة التي يسقطها النظام بشكل عشوائي على المناطق المأهولة بالسكان، واختفى كل ذكر لجماعات الإغاثة السورية التي توصل المساعدات إلى المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

 

مقتل العشرات بينهم مقاتلون شيعة في عمليات لتنظيم «الدولة» في «السيدة زينب»

دمشق ـ «القدس العربي»: سقط عشرات القتلى والجرحى في ثلاثة تفجيرات، اثنان منها انتحاريان، وقعت في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» العملية التي قتل فيها عشرات المقاتلين الشيعة، حسبما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره بريطانيا.

وقال المرصد إن أكثر من ستين شخصا بينهم 25 مقاتلا شيعيا قتلوا في التفجيرات. وأضاف أن من المرجح ارتفاع عدد الضحايا جراء التفجيرين الانتحاريين في حي في جنوب دمشق فيه وجود قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية وغيرها من الفصائل العراقية والإيرانية.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن مهاجمين انتحاريين استهدفوا حافلة عسكرية تقل مقاتلين شيعة أثناء عملية تبديل حرس.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات من موقع التفجيرات حيث كان الدخان يتصاعد في سماء المنطقة وظهرت النيران تشتعل في عدة مبان وبعض السيارات المحترقة.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر في وزارة الداخلية قوله «إن إرهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند أحد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين عند تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى».

وقال شاهد لقناة الإخبارية الحكومية «لا يزال يتم انتشال الجثث من تحت الأنقاض».

 

الإعلام السوري الرسمي يتبنى «البراميل المتفجرة» بعد أن أنكرها رأس النظام

راشد عيسى

باريس- «القدس العربي»: من أكثر الفيديوهات المتداولة أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي واحد يظهر فيها الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض على الشاشة التلفزيونية السورية الرسمية ليوجه شكره إلى «المخابرات الجوية»، الجهاز الأمني الأكثر دموية في سوريا، ويشكر خصوصاً رئيس هذا الجهاز على اختراعه البراميل المتفجرة، تلك التي يدينها العالم بأجمعه، كما ينكر النظام نفسه استخدامها.

وقال عوض لبرنامج «كلام سياسي»: «الشكر لـ «المخابرات الجوية»على ما صنعوه، ومديرها اللواء جميل حسن. صنعوا برميلاً كلفته مئة إلى مئة وخمسين دولاراً، بينما فعاليته أكبر من فعالية الصاروخ المجنح الذي يكلف خمسمئة ألف دولار».

ويأتي اعتراف «الفضائية السورية» الرسمية بعد أن كان رئيس النظام السوري بشار الأسد نفى استعمال البراميل في مقابلة أجرتها قناة «بي بي سي» في شباط من العام 2015، وقد رد بسخرية على كلام محاوره جيرمي بوين قائلاً «ليس لدينا براميل. مرة أخرى يبدو الأمر كما لو كنت تتحدث عن أواني الطبخ المنزلية. نحن لا نستخدم تلك الأدوات، لدينا، كما لدى أي جيش نظامي، قنابل وصواريخ ورصاص الخ».

وحسب تقرير لـ»الشبكة السورية لحقوق الإنسان» صدر أواخر العام الماضي، فإن البراميل المتفجرة سلاح عشوائي، يزن البرميل الواحد منها حوالى نصف طن، وغالبية ضحاياها من المدنيين. وقد بدأ النظام باستخدامها منذ تشرين أول عام 2012.

وتؤكد إحصاءات أن الطيران المروحي التابع لقوات النظام السوري «قام بإلقاء ما لا يقل عن 17 ألف و 318 برميلاً متفجراً خلال 2015، متسببةً بمقتل 2032 شخصاً، بينهم 499 طفلاً و338 سيدة».

وحسب عدد من استطلاعات الرأي فإن البراميل المتفجرة هي السبب الرئيسي لمغادرة السوريين بيوتهم وأراضيهم إلى خارج البلاد.

يذكر أن الكاتب ميخائيل عوض، وهو من أبرز المحللين السياسيين المدافعين عن النظام، هو سوري الأصل يتحدر من منطقة جبل الشيخ، حصل على الجنسية اللبنانية في الثمانينيات من القرن الماضي، وكان ملاحقاً من النظام السوري إثر عمله في «اتحاد الشغيلة»، الفرع السوري لـ»رابطة الشغيلة» في سوريا، ليهرب إلى لبنان في العام 1978، ثم أصبح عضو قيادة مركزية في «رابطة الشغيلة» التي بدأت تحالفها مع النظام السوري بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982.

 

اعتراف أمريكي بهزيمة جماعات المعارضة السورية الموالية لها في حلب بسبب الضربات الجوية الروسية

واشنطن: تنظيم «الدولة» خسر 5 بالمئة من مناطق سيطرته في سوريا

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم عملية «الحل المتأصل»، ان تنظيم «الدولة» خسر نحو 40 في المئة من الأراضي التى سيطر عليها في العراق، ولكنه لم يخسر أكثر من 5 في المئة من الأراضي التى سيطر عليها في سوريا.

وأوضحت بيانات مغايرة من البيت الابيض، يرجع تاريخها إلى 15 كانون الثاني/يناير، إلى ان التنظيم فقد أكثر من 10 في المئة من الأراضي المأهولة بالسكان في سوريا، في حين اتفقت أرقام البيت الأبيض تماما مع تعليق وارن حول خسارات التنظيم في العراق.

وتبدو هذه الأرقام مختلفة، ايضا، عن تصريح منفصل ادلى به ستيف وارن للصحافيين في بغداد في يوم 5 كانون الثاني/يناير الابيض حيث قال إن التنظيم فقد 40 في المئة من الأراضي في العراق و20 في المئة من الأراضي التى كان يسيطر عليها في سوريا.

وقد بدأت الولايات المتحدة في قصف أهداف للتنظيم في العراق بشهر آب/أغسطس في عام 2014، وفي سوريا بشهر أيلول/سبتمبر من نفس العام.

واكد وارن ان الضربات الجوية الروسية قد ساعدت نظام الأسد،اذ بدأت موسكو حملة جوية في أيلول/سبتمبر لدعم الرئيس السوري في الحرب الأهلية ضد جماعات المقاومة السورية التى تدعمها الولايات المتحدة وتنظيم «الدولة».

وأضاف ان الضربات الجوية الروسية قد ساعدت على تقوية الأسد ولا سيما في منطقة حلب، حيث كانت الضربات مركزة في هذه المنطقة، مشيرا إلى ان هذه الضربات قد ساعدت قوات الأسد على دحر قوات المعارضة وتنظيم الدولة في حلب.

ويتزامن هذا التقييم مع بدء الأمم المتحدة جولة من المفاوضات السياسية في جنيف لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، ووصفت واشنطن المفاوضات بمحادثات تقارب حيث لا تجتمع أطراف الحكومة والمعارضة مباشرة بل مع مشاركين آخرين في غرف منفصلة.

وقد وافقت جماعة المعارضة السورية الرئيسية ولجنة المفاوضات العليا على التوجه لجنيف، ولكنها قالت انها تريد مناقشة وضع حد للغارات الروسية الجوية وغارات النظام والحصار وغيرها من القضايا الانسانية قبل الدخول في المفاوضات.

ووصف السناتور جون ماكين، الذى تحدث مؤخرا مع رئيس لجنة المفاوضات العليا، والسناتور ليندسي غراهام، مطالب جماعات المعارضة بأنها معقولة. وقالا انهما يشعران بانزعاج شديد من تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة شجعت جماعات المعارضة على التراجع عن مطالبها. وجاء في بيان مشترك لمكين وغراهام ان نظام الأسد واصل هجومه على المدنيين السوريين بدعم من الهجمات الجوية الروسية، كما حجب النظام المساعدات الانسانية عن المناطق المحاصرة، واعتقل، ظلما وبلا انسانية، النساء والأطفال الأبرياء، وأكد البيان تأييد قرار لجنة المفاوضات بإرسال وفد إلى جنيف من أجل المضي قدما للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، والتحول بسلام وهدوء من نظام الأسد إلى حكومة ديمقراطية تعددية تحترم كرامة كل السوريين.

وحث المشرعان الإدارة الأمريكية على دعم التزاماتها السابقة للمعارضة السورية والتى تتضمن عدم وجود أى دور للأسد في مستقبل سوريا.

 

اندماج قريب بين «أحرار الشام» و«فيلق الشام»… ومحاولات اقناع الجولاني بفك الارتباط مع «القاعدة» تبوء بالفشل

عبد الله العمري

اسطنبول ـ «القدس العربي»: قال مصدر مطلع في المعارضة السورية المسلحة، في حديث خاص بـ «القدس العربي»، إن اجتماع قيادات الفصائل السورية مع زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني لم يخرج بأي نتائج مثمرة، وكانت قيادات من فصائل المعارضة قد «التقت الجولاني لإقناعه بفك الارتباط بتنظيم القاعدة دون جدوى»، حسب المصدر، الذي كشف أن «الجولاني قد وافق على اللقاء من أجل طرح فكرة تشكيل مجلس شورى واحد لكل الفصائل لإدارة المناطق المحررة واتخاذ قرارات تتعلق بمواجهة التدخلات الروسية والإيرانية وسبل مواجهة النظام وتنظيم الدولة».

وقال المصدر، الذي عرف عن نفسه بأنه أحد منسقي تلك اللقاءات، «إن كل من أبي ماريا القحطاني، الشرعي العام السابق لجبهة النصرة، وعلي العرجاني، الكويتي الجنسية، يقفان وراء فكرة فك الارتباط مع تنظيم القاعدة الأم»، وأضاف أنهما تمكنا من إقناع قيادات أحرار الشام باستمرار الضغط على الجولاني لاتخاذ قرار فك الارتباط».

وذكر المصدر، نقلا عن مقربين من الجولاني، أنّه يدرك أن «قرار فك الارتباط سيؤدي فورا إلى تشكيل قيادة موحدة لكل الفصائل بقيادة تستثني قيادات الجبهة من لعب دور فعال لإرضاء الأطراف العربية والإقليمية التي تربط بين دعم تلك الفصائل، وإقناع النصرة بفك الارتباط مع القاعدة».

وكشف المصدر رفض «أحرار الشام» طلب الجولاني بتشكيل مجلس شورى موحد، كما أنهم رفضوا «عدة مقترحات تقدم بها الجولاني لجمع الفصائل الإسلامية في كيان واحد على أساس الشورى لإدارة المناطق المحررة وتطبيق الشريعة الإسلامية فيها»، بحسب المصدر.

وأوضح، أن القحطاني والكويتي يرتبطان بصلات وثيقة بقيادات الفصائل السورية «وأحرار الشام بشكل خاص، ويسعيان لجذب أكبر عدد من مؤيديهما من داخل جبهة النصرة للانشقاق عنها وتشكيل فصيل جديد على مبدأ (تقدير المصلحة) الذي يروجان له في الآونة الأخيرة بشكل مكثف».

وقال المصدر إن هناك «نية لالتحاق القحطاني والكويتي إلى تشكيل جديد تحت مسمى جبهة تضم أحرار الشام وفيلق الشام، من المزمع الإعلان عنها قريبا للوقوف في وجه جبهة النصرة التي تفكر بالانفراد بإدارة بعض المناطق تحسبا لردود أفعال قد تنتج عن مخرجات الحل السياسي الأممي، الذي يشترط فك ارتباط النصرة بالقاعدة كشرط مسبق لرفعها من لائحة التنظيمات الإرهابية»، حسب رؤية يعتقد بها قادة أحرار الشام وفيلق الشام، كما يقول المصدر.

وتخشى جبهة النصرة أن تكون هدفا مقبلا لبقية فصائل المعارضة السورية، كما هي خشيتها من «أن يكون وجودها في إدلب غير مرحب به، في حال اندماج أحرار الشام وفيلق الشام وفصائل أخرى تتلقى دعما خارجيا مسيسا»، حسب قوله، مؤكدا على أن «جبهة النصرة كثيرا ما طلبت من أحرار الشام وفصائل أخرى رفض أيّ دعم خارجي مشروط، وأي حل سياسي مفروض على الفصائل والشعب من الخارج»، كاشفا عن «تدن كبير في الدعم الذي تتلقاه بعض تلك الفصائل بعد مؤتمر الرياض الذي وضع معايير خاصة لدعم الفصائل، منها مقاتلة التنظيمات الموصوفة بالإرهاب، والقبول بمؤتمر الرياض كمرجعية سياسية تقرر مسار الثورة السورية»، حسب تعبيره.

 

دي ميستورا يعلن بدء المفاوضات “رسمياً” ويلتقي وفد المعارضة

أنس الكردي – وكالات

 

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا الاثنين أن محادثات جنيف بدأت رسمياً، وذلك عقب عقده أول اجتماع رسمي مع المعارضة السورية، التي عبرت عن تطلعها إلى حل جذري لمشاكل السوريين، مشيرة إلى أن الاجتماع مع المبعوث الدولي كان “من أجل المواضيع الإنسانية”.

وقال دي ميستورا للصحافيين “لقد بدأنا محادثات جنيف رسمياً (…) المناقشات بدأت”. وأضاف “سنلتقي بالوفد الحكومي غدا (الثلاثاء) وسندعو الهيئة العليا للمفاوضات بعد ظهر غد للدخول في عمق القضايا المطروحة”.

وقال المبعوث الأممي أنه يتوقع محادثات “معقدة وصعبة، لكن الشعب السوري يستحق أن “يرى شيئاً ملموساً، بعيدا عن المفاوضات الطويلة والمؤلمة”.

وأضاف أن “الهدف الملحّ الأول هو التأكد من استمرار المحادثات وأن الجميع حاضر”.

ولم يتمكن من تقدير المدة الزمنية المتوقعة للجولة الأولى من المحادثات، لكنه أمل بأن “تحقق المفاوضات شيئاً بحلول 11 شباط/فبراير”.

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة السورية إلى جنيف سالم المسلط، إن “روسيا تعتبر كل الشعب السوري إرهابيا باستثناء رئيس النظام السوري بشار الأسد”، مبيّناً أن” الاجتماع الذي عقد مع دي ميستورا كان من أجل المواضيع الإنسانية”، متطلعاً إلى “حل جذري لمشاكل السوريين في سورية”.

وأوضح المسلط خلال مؤتمر صحافي عقد بعد اجتماع وفد المعارضة مع دي ميستورا في جنيف أن “جميع الفصائل الثورية ستكون معنا في المفاوضات، وممثل جيش الاسلام ليس إرهابياً ولكن روسيا تعتبر كل الشعب السوري إرهابياً باستثناء الأسد”، مؤكداً أن “الإرهاب الوحيد هو النظام ومن استقدمه من مليشيات إرهابية وما صنع في الداخل”.

وكانت موسكو، قد أعلنت في وقت سابق اليوم، أنها دمرت مخزنا للوقود تابعا لـ”جيش الإسلام” في محافظة دمشق، فيما يبدو رداً على توجه علوش إلى جنيف.

وشدّد المسلط على ضرورة “وقف القصف الروسي على المناطق السورية”، مشيراً إلى أن “الطرف الحقيقي الذي يحاصر السوريين هو النظام”.

وأضاف: “مطالبنا الأولية تضمنت رفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين ووقف قصف المدنيين من قبل روسيا والنظام، ونحن ننتظر رد دي ميستورا في شأن القضايا الإنسانية بعد لقائه وفد النظام غداً، إذ تناقشنا معه حول ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن قبل الدخول في أية مفاوضات. نريد حلاً جذرياً لمشاكل السوريين في سورية”.

 

الهيئة العليا للمفاوضات السورية تشكل لجنة نسائية

جنيف ـ العربي الجديد، آنس الكردي

شكلت الهيئة العليا للمعارضة السورية لجنة استشارية نسائية مؤلفة من 40 امرأة، لترافق الوفد المفاوض، وتقدم الدعم للمفاوضين، والتنسيق مع المجتمع المدني والضغط باتجاه معالجة الملفات الإنسانية.

 

وفي تصريح خاص، لـ “العربي الجديد”، قالت نغم غادري، وهي نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري، وأحد أعضاء اللجنة: “نحن جزء من الثورة وندعم وفد المعارضة بكل الخبرات”، مشيرة إلى أن اللجنة تضم مجموعة من السيدات ذوات الخبرة في مجالات متنوعة حول الوضع السوري، وسوف تستمر بعملها في المستقبل.

 

وأضافت: “نريد الاستعانة بكافة الخبرات والطاقات الوطنية السورية، وإعطاء تمثيل حقيقي لكل مكونات الشعب السوري، وتمكين المرأة وتعزيز حضورها في العملية السياسية ومشاركتها في صنع القرار”، واعتبرت أن ذلك هو ضمانة لنجاح الهيئة وفرقها ونجاح العملية السياسية في سورية كذلك.

 

وأوضح مصدر أن تشكيل اللجنة النسائية هو لسد الطريق أمام المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، الذي يسعى لاختراق وفد المعارضة السورية، وإضافة أسماء من الأعضاء التي تريد روسيا إدخالها إلى وفد المعارضة.

 

وأفاد المكتب الإعلامي للهيئة، في بيان تسلم “العربي الجديد” نسخة منه، بأن “الهيئة إذ تلحظ ضعف تمثيل المرأة السورية في العملية التفاوضية القائمة، تؤكد على حاجتها الماسة لمشاركة المرأة السورية بفعالية ضمن إطار الهيئة العليا للمفاوضات وفريق التفاوض التابع لها، والتي من شأنها رفع مستوى الهيئة من حيث التمثيل والخبرات”.

وذكر البيان، في السياق نفسه، أن الهيئة “تنظر إلى أن الاستعانة بكافة الخبرات والطاقات الوطنية السورية هي ضمانة لنجاح الهيئة وفرقها، ونجاح العملية السياسية في سورية كذلك، وأن التمثيل الحقيقي والفاعل لكل مكونات المجتمع السوري على أنه من مقومات نجاح عملية الانتقال السياسي في سورية”.

 

وأضافت الهيئة العليا أنها إذ “ترى أن تمكين المرأة وتعزيز حضورها في العملية السياسية، ومشاركتها في صنع القرار، ستكون له تبعاته الإيجابية على العملية التفاوضية، ومستقبل الدولة السورية؛ فإنها تعلن تشكيل لجنة استشارية نسائية تتبع للهيئة”.

 

وحول ماهية النساء المشاركات في اللجنة، ذكرت الهيئة أنها ” تتألف من مجموعة من السيدات ذوات الخبرة في مجالات متعددة، ويرتبط دورها الأساسي بمسار المفاوضات الحالية والهيئة العليا للمفاوضات”.

وكان قرار مجلس الأمن 2254، الذي تدعو المعارضة السورية إلى تطبيقه في محادثات جنيف الحالية، قد أكد على أنه يشجع على مشاركة المرأة على نحو هادف في العملية السياسية، التي تتولى الأمم المتحدة تيسيرها من أجل سورية.

 

سهير الأتاسي لـ”العربي الجديد”:نرفض ربط فكّ الحصار بوقف النار

جنيف ــ العربي الجديد

أوضحت عضو الوفد المفاوض في المعارضة السورية، سهير الأتاسي، في تصريح خاص لـ”العربي الجديد” أن الوفد سيشارك لأول مرة في المحادثات من أجل “تثبيت وجهة نظرنا بوجوب تنفيذ البندين 12 و 13 من قرار مجلس الأمن 2254، وأن هذه البنود هي عبارة عن بنود واجبة التنفيذ وغير قابلة للتفاوض وهي حق الحياة للشعب السوري”.

 

وشددت الأتاسي على أن تنفيذ هذه البنود هو البوابة الوحيدة للدخول في المفاوضات، وأن الحديث الأساس في اللقاء سيكون عن وجوب تنفيذ هذه البنود إنسانيا وقانونياً، وتحميل المسؤولية للأمم المتحدة ومن ورائها النظام السوري وحلفائه.

 

وأضافت: “لا يمكن الخلط بين الموضوع الإنساني والمسار السياسي، محذرة من أن يبقى الموضوع الإنساني رهينة لتقدم المسار السياسي”.

 

وأشارت إلى أن هناك أمرا خطيرا يحصل من قبل الجميع حول ربط فك الحصار بوقف إطلاق النار، وإلى أن وقف إطلاق النار مختلف عن وقف القصف، وهو مرتبط ببدء المرحلة الانتقالية ورحيل الأسد وزمرته، مشددة على أنه لا يمكن أن يكون هناك “ابتزاز ومقايضة لفك الحصار مقابل وقف إطلاق النار”.

 

وبالنسبة للحضور النسائي في وفد المعارضة، أشارت الأتاسي إلى أن وفد المعارضة وهيئته الاستشارية يوجد فيه خمس سيدات، إضافة إلى أنه تم تشكيل لجنة استشارية نسائية ستساهم في ملف التفاوض تتألف من 40 سيدة.

 

وبيّنت أن اللجنة الاستشارية النسائية تضم نساء من كافة الاختصاصات، الحقوقية والإنسانية والسياسية وحتى إعادة الإعمار.

 

المبعوث الأميركي الخاص زار كوباني

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً لمراسلتها ليز سلاي، الأحد، حول زيارة قام بها مسؤول أميركي رفيع إلى كوباني السورية.

 

وفي الزيارة النادرة جداً إلى سوريا، قام المسؤول الأميركي الرفيع، بالعبور إلى المنطقة الكردية شمالي البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع، للقاء مسؤولين ومقاتلين أكراد يواجهون “الدولة الإسلامية”، وذلك بحسب تصريحات صدرت الأحد لمسؤولين أميركيين وأكراد.

 

الزيارة التي قام بها مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى “التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية” بيريت ماكريغ، هي الأولى من قبل مسؤول أميركي كبير إلى مناطق النزاع في سوريا، وتأتي في ظل زيادة التركيز الأميركي على قتال المليشيات الإسلامية على الخطوط الأمامية في سوريا، وفي عاصمة التنظيم المزعومة في الرقة.

 

وتتزامن الزيارة مع تنامي التوتر الإقليمي والعالمي حول وضع أكراد سوريا الذين صنعوا جيوباً مستقلة لهم، خلال عملية قتالهم “الدولة الإسلامية”.

 

وروسيا تتنافس مع الولايات المتحدة في النفوذ والتأثير على أكراد سوريا، الذين حققوا معظم مكاسبهم المناطقية الأخيرة بدعم من الغارات الأميركية. في حين أن تركيا عبّرت عن تحذير متصاعد من نمو قوة الأكراد السوريين، وأرسلت الدبابات والجنود لتعزيز حدودها والتهديد بعمل عسكري لمنع انبعاث كيان كردي جديد.

 

مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، قال بإن ماكريغ أمضى يومين في الجيب الكردي الشمالي المعلن ذاتياً: روجافا.

 

وقال المسؤول الأميركي، إن “الزيارة والنقاشات التي قام بها ماكريغ تأتي في إطار الحفاظ على جهود المبعوث الخاص لمواصلة البحث عن طرق لزيادة ضغط التحالف على داعش”.

 

وهي الزيارة الأولى المعروفة إلى سوريا من قبل مسؤول أميركي رفيع منذ غادر السفير روبرت فورد، العاصمة دمشق في العام 2012 خلال اضطراب الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ولم تحدث اتصالات مباشرة بين حكومتي الولايات المتحدة وسوريا، على الرغم من تفاعلهما في بعض الأحيان من خلال وسطاء.

 

ومن بين المواقع التي زارها ماكريغ، بحسب قول المسؤول في الخارجية الأميركية، كانت بلدة كوباني “عين العرب” الصغيرة، والتي حازت على انتباه عالمي قبل سنة بسبب معركتها ضد قوات “الدولة الإسلامية”.

 

ضراوة المعركة دفعت لأول تدخل من قبل الطائرات الأميركية لصالح الأكراد، وفتحت الباب لتعزيز العلاقات مع القوة الكردية الرئيسية “وحدات حماية الشعب” المعروفة بـYPG، المركزية في قتال “الدولة الإسلامية” في سوريا.

 

العلاقات بين الولايات المتحدة وYPG، رغم ذلك، تمّ تخفيفها بمعارضة تركية، وبتعقيدات الحرب السورية الواسعة. وزيارة ماكريغ قد تكون مقصودة، على الأقل في الجزء المتعلق بتهدئة الغضب الكردي الناجم عن عدم دعوة رئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي” الجناح السياسي لـYPG صالح مسلم، للمشاركة في محادثات السلام السورية المحفوفة بالمخاطر، الجارية في جنيف.

 

مسلم ظهر في جنيف على كل حال، ثم طلبت منه المغادرة السبت، بتكتم، من قبل مسؤولين أميركيين، بعدما هددت تركيا بمقاطعة المحادثات إذا سمح له البقاء في البلدة، وذلك بحسب ديبلوماسيين غربيين يحضرون المحادثات.

المدن

 

من وراء تفجيرات السيدة زينب؟

معاوية حمود

شهدت ضاحية السيدة زينب، جنوبي دمشق، صباح الأحد، يوماً دموياً بعد إنفجارين عنيفين في حي كوع السودان، وقد استهدف الإنفجاران مجموعة كبيرة من مقاتلين “لواء أبو الفضل العباس” العراقي الشيعي، الذي يسيطر على السيدة زينب. وقتل جراء هذين التفجيرين 100 شخص، فيما فاق عدد الجرحى 120 بعض حالاتهم خطرة. كما أكدت مصادر متطابقة لـ”المدن”، وجود عدد كبير من القتلى اللبنانيين، وأن معظم القتلى الذين وصلوا إلى مستشفيات المجتهد والمواساة والـ”601″ العسكري، كانوا يرتدون لباساً عسكرياً.

 

وتأتي هذه التفجيرات بعد حالة هدوء نسبي في السيدة زينب، دامت أكثر من سنة، وجاءت بعد يوم واحد من تفجير في ضاحية الحجر الأسود المجاورة، والواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. واستهدف تفجير الحجر الأسود “أمير أمنيي” التنظيم أبو سالم العراقي، عند مقر المخفر، ما تسبب في إصابته بجروح بالغة، ومقتل 5 من مرافقيه.

 

تفاصيل الانفجارات السابقة ظلت مبهمة؛ فالأطراف التي تبنتها وقاتلت عقبها، هي أطراف منغلقة على ذاتها، وبينها تفاهمات يصعب استيعابها. فتنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة” و”لواء أبو الفضل العباس” وبقية المليشيات الشيعية، يتقاتلون بدوافع دينية جهادية قلما يتمكن المنطق العسكري والمصلحي من الإحاطة بها.

 

فتيل الأزمة الجديدة بدأ بإنفجار عبوة ناسفة أمام مخفر الحجر الأسود مستهدفاً ثاني شخصية في تنظيم “الدولة الإسلامية” في “ولاية دمشق” أبو سالم العراقي، وقتل فيه رئيس المخفر الأمني في الحجر أبو عماد، وأصيب الأمني في “جبهة الأنصار” أبو بكر، التي يتهمها أبناء المنطقة الجنوبية بمبايعتها للتنظيم، رغم أنها تنفي ذلك.

 

بعد وقت قصير كان الرد من قبل التنظيم في مخيم اليرموك، ودارت إشتباكات لساعات بين تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة”، وسيطر التنظيم على المشفى الميداني التابع لـ”النصرة” والواقع في شارع حيفا. واستمرت الإشتباكات وعمليات القنص لساعات وتوقفت حتى سمعت مكبرات الأصوات في مآذن المخيم تنادي لأجل التبرع بالدم، بسبب وجود عدد كبير من الجرحى من الطرفين.

 

وتعتبر هذه الاشتباكات هي الأولى من نوعها بين تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة”، في دمشق، منذ سيطرة التنظيم على مخيم اليرموك وأحياء التضامن والعسالي، مطلع أيار/مايو في العام 2015.

 

أما تفجيرات الأحد في السيدة زينب، فهي وكما أعلن التنظيم، جاءت رداً على أفعال القتل التي يرتكبها “الرافضة المشركون” من التنظيمات الشيعية. ولم يشر التنظيم الى أن هذه العملية جاءت رداً على إستهداف قادته في الحجر الأسود. كما أن معلومات غير مؤكدة، أشارت إلى أن منفذي التفجيرين من “الدولة الإسلامية” هما تابعان لفرع التنظيم في بير القصب على طريق دمشق-السويداء، وليس إلى مجموعة الحجر الأسود.

 

وسائل إعلام النظام وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي المقربة من المليشيات الشيعية، قالت بإنه تفجير مزدوج، نُفّذ الأول بواسطة سيارة مفخخة “فان”، فيما كان الثاني جراء تفجير حزام ناسف. ونعت تلك الصفحات العديد من مقاتلي “لواء أبو الفضل العباس” وقادته، في التفجيرين، وعدد أخر من المدنيين بينهم أطفال.

 

وربما تشهد الأيام القادمة إنتهاء إتفاق الهدنة غير المعلنة بين تنظيم “الدولة” و”لواء أبو الفضل العباس”، لتبدأ معارك الثأر بين الفصيلين، خاصة أن أغلب القادة فيهما هم من العراقيين.

كما ربما تشهد الأيام المقبلة، بحسب توقعات المراقبين، تصعيداً بين تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة”، تبتلع فيه “الدولة الإسلامية” فرع “جبهة النصرة” في أحياء دمشق االجنوبية، قبل تنفيذ إتفاق، توقف جزئياً، يقضي بإخراج أعضاء التنظيم من تلك الأحياء إلى الرقة، حسب تفاهمات متفق عليها بين التنظيم والنظام السوري.

 

النظام من جهته، أدان تفجير السيدة زينب، وصدر بيان عن رئاسة مجلس الوزراء جاء فيه: “أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء أن هدف هذه الأعمال الإرهابية الجبانة واليائسة رفع معنويات التنظيمات الإرهابية المدحورة والمهزومة بفضل الانتصارات الكبرى التي يحققها جيشنا الباسل في جميع المناطق والتي أدت إلى انهيار هذه التنظيمات ودحرها”.

وقام وزير السياحة بشر يازجي، ومدير سياحة ريف دمشق طارق كويفاتي، بزيارة مكان التفجير، والاطلاع على أحوال الجرحى في مستشفى “الإمام الصدر” في السيدة زينب. زيارة المسؤولين في وزارة السياحة إلى موقع التفجير، لا الأمنيين والعسكريين، أعطت إشارة برغبة النظام في استثمار الانفجارات، في “معركة الحضارة ضد الإرهاب”.

 

وسرعان ما لقي تفجير السيدة زينب صداه في جنيف حيث تعقد مفاوضات الحل السياسي بين المعارضة والنظام، برعاية دولية. النظام استثمر التفجير للتركيز على أجندته في “مكافحة الإرهاب”، محولاً الحديث عن الحل السياسي والإنساني. لا بل إن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، قال في كلمته الموجهة إلى الشعب السوري، بإن التفجير استهدف مقاماً دينياً، مناقضاً جميع المعطيات على الأرض التي تؤكد وقوع التفجير في بناء قديم “فندق” تتخذه “حركة الهادي” الشيعية التابعة لـ”لواء أبو الفضل العباس”، مركزاً لها.

 

وأشار نشطاء إلى يد خفية للنظام في تفجير السيدة زينب، بعد معلومات أفادت بأن السيارة المفخخة تم تجهيزها لدى حاجز لـ”اللجان الشعبية” التابعة للنظام، في ريف دمشق الجنوبي. كما أشار البعض إلى حضور أمني كثيف من الأجهزة السورية سبق الانفجارين، وفرضهم لما يشبه حضر تجول على المدنيين، ما جعل الإصابات تتركز في معظمها بين العسكريين.

 

رئيس وفد النظام المفاوض بشار الجعفري، كان قد أخر مؤتمره الصحافي، الأحد، إلى ما بعد حدوث الإنفجار، ودار معظم كلامه والأسئلة الموجهة إليه حول الموضوع واستثماره سياسياً.

 

محادثات السلام السورية: مغامرة في مركب قد يغرق

فادي الداهوك

تدور داخل “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” منذ وفاة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، مبارزة في التحليل السياسي بين الكتّاب. تلك المبارزة أخذت أطواراً متعددة، وصلت إلى مرحلة الاصطفاف مع أو ضد المملكة. فأصبحت الخلاصات التي يمكن الوصول إليها مما يكتبه الخبراء في المعهد تنحصر في معادلة وحيدة: قل لي ماذا تكتب، لأعرف مع من أنت.

 

تلك المبارزة كان موضوعها الأساسي هو إجراء الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز تغييرات كبيرة، وصفت بالانقلاب، استبدل بموجبها مسؤولين من عهد الملك الراحل، بأسماء جديدة، وكان أكثرها إثارة للجدل ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع، ما جعله محور معظم الكتابات.

 

تشكّل ملفات المنطقة، في سوريا واليمن ومصر، الأحجار التي يرشق بها كل طرف الطرف الآخر. فعلى سبيل المثال، تبنّى مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في “معهد واشنطن” سايمون هندرسون، في إحدى مقالاته، وصف المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للأمير محمد بأنه “شاب عديم الخبرة”. تحديداً، كان ذلك بعد بدء المملكة حربها ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وخلص هندرسون إلى القول إن أي وزير دفاع، في أي بلد، لا يحقق نتيجة من حرب ما، يصبح ضحية سياسية. كما قدم استنتاجاً- سبقته استنتاجات أكثر غرابة- على أن حادثة الإعدامات الأخيرة في السعودية تمثّل تهديداً خطيراً على الاتفاق النووي مع طهران. وحرص دوماً على الكتابة ضمن خطين؛ الأول يتنبأ دائماً بـ”شقاق ملكي” داخل الأسرة الحاكمة، والثاني يطلب من الولايات المتحدة سياسة أكثر حزماً تجاه السعودية.

 

“لو أنني حصلت على مليون دولار عن كل تنبؤ صحيح قمت به، منذ الثورات الناصرية والانقلاب في القصر السعودي في عام 1958، حول زوال المملكة الوشيك، لكنت قد أصبحت ثرياً جداً الآن”، يقول الباحث في شؤون الشرق الأوسط في “معهد واشنطن”، ومدير “منتدى فكرة” ديفيد بولوك ساخراً من المنتقدين للعلاقة بين واشنطن والرياض.

 

يعد رأي بولوك، على عنفه، الأكثر صراحة في الفريق الآخر. وهذا الرأي يبدو أكثر واقعية تجاه المملكة ودورها في المنطقة، خصوصاً أنه يضع السياسة الخارجية للسعودية في وضعية التناغم مع سياسة الولايات المتحدة، وهذا يكفي للحفاظ عليها ودعمها، والتأكيد على سذاجة الطرح القائل بضرورة الابتعاد عن المملكة في البحر السني المضطرب.

 

يشير بولوك إلى حاجة الولايات المتحدة إلى عشرة ملايين برميل نفط من السعودية يومياً. وتلك الحاجة أساس ضمان استقرار الاقتصاد العالمي. هذه الحاجة خلقت نوعاً من التشاركية الغريبة في إدارة عدد من الملفات. وكمثال على ذلك، يعدّ الدعم السعودي للنظام المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي، المثال الأكثر غرابة، إذا ما قورن مع الدعم الذي تقدمه السعودية إلى خصوم الرئيس السوري بشار الأسد من الإسلاميين، الذين يراهم السيسي امتداداً لأقرانهم المودعين في سجونه. ذلك جرى بتوافق مع واشنطن، التي لا تتفوّه بكلام واضح حيال انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل نظام السيسي.

 

يبرر بولوك هذا النهج بالاعتماد على فرضية تقول إنه لا ضير في ذلك، طالما أن عائدات النفط السعودي تموّل في النهاية شركاء للولايات المتحدة في المنطقة. فالأنظمة المستقرة هي هدف لواشنطن، ولا يمكن تحقيقه مع شريك أكثر فهماً لهذه المعادلة من السعودية.

 

تنسحب هذه الوقائع على الملف السوري أيضاً. فخلال الأشهر الماضية كانت واشنطن والرياض في أعلى درجات التنسيق حول سوريا، إذ تولّت المملكة تنفيذ مقررات اتفاق المجموعة الدولية في اجتماع فيينا الثاني حول سوريا – وهو جاء بتفاهم بين موسكو وواشنطن- وجلبت السعودية أطياف المعارضة السورية، العسكرية والمسلحة، حتى أولئك الذين يتموّلون من دول إقليمية منافسة مثل تركيا، وجمعتهم بمشهد لا يصدّق داخل قاعة واحدة من أجل تحضيرهم للمحادثات في جنيف.

 

وإذا ما بدا موقف الرياض تجاه الأزمة السورية، في مناسبات عديدة، أكثر حدة من موقف واشنطن، إلا أن هذه الحلقة المفقودة في فهم الموقفين سرعان ما زالت خلال تطورات الأيام الماضية، عندما كان التحضير لمحادثات السلام السورية في جنيف يسابق موعد انعقادها. فخطوط الاتصال كانت مفتوحة بين الوزير عادل الجبير، ونظيره جون كيري، وعمل الوزيران وكأنهما ذراعا جسد واحد، أحاطتا بالمعارضة السورية من الجانبين وقادتاها إلى خوض المغامرة الخطيرة.

 

يقول بولوك في مقالة نشرها قبل نحو أسبوعين، منتقداً المقرّعين للسعودية على خلفية حادثة الإعدامات، واعتبارها مشاغبة سعودية تستهدف سياسة الولايات المتحدة: “انتشرت قصة خيالية مفادها أن أحدث التحركات السعودية أدت إلى حد ما إلى إعاقة المبادرات الدبلوماسية الأميركية الواعدة، من سوريا إلى اليمن. هذا هُرَاء”.

 

بالفعل، أثبتت الأيام الماضية، والتحركات التي جرت بين واشنطن والرياض، لإنقاذ “جنيف-3″، أن أي حديث عن وجود اختلاف في مواقف البلدين تجاه سوريا هو هراء. لكن الغريب هذه المرة، هو اندفاع السعودية، بنهم شديد، إلى تجريب ما تم تجريبه سابقاً، لمرتين، في جنيف عامي 2012 و2014. آنذاك، ثبت أن دعم التجربتين لم يكن صائباً، وأن تحركات الإدارة الأميركية تجاه حل الأزمة غير فعالة، ولا تسير بالاتجاه الصحيح. وأن مقولة “لنختبر نوايا النظام” كان عمرها قصيراً جداً في “جنيف-2”.

 

لماذا كان على المملكة أن تدفع المعارضة السورية لتختبر “نوايا النظام” في موقعة حساسة مثل “جنيف-3″، وهي تعلم جيداً أن السنين في سوريا لا تقاس بالأيام، بل بالسؤال: كم قتل الأسد، وكم دمّر؟ إنها مغامرة تشبه إبحار مجموعة من السوريين من تركيا إلى أوروبا.. في مركب قد يغرق.

المدن

 

جنيف3: الهيئة العليا تلتزم بمطالبها..والنظام يتمسك بالارهاب

التقى وفد الهيئة العليا للتفاوض، الأحد، مع المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي قام بزيارة “مجاملة” للوفد بحسب ما أعلنت مديرة مكتبه في دمشق خولة مطر. وجدد الوفد مطالبه التي أعلن عنها كشرط أساسي لبدء المفاوضات في “جنيف-3″، خصوصاً التي تتعلق بإطلاق سراح عدد من السجناء السياسيين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، بالإضافة إلى وقف القصف. وربط الوفد مسألة انخراطه في العملية التفاوضية، وبقاءه في جنيف، بتنفيذ تلك المسائل في أسرع وقت.

 

وخلال مؤتمر صحافي لثلاثة من أعضاء وفد للهيئة العليا للتفاوض، سالم المسلط، وبسمة قضماني، وفرح الأتاسي، قال المسلط إن “الهيئة مستعدة للتحرك عشر خطوات إذا ما تحرك وفد الحكومة خطوة واحدة فقط. لكنه يعتقد أن نظام الأسد لا يعتزم تقديم أي تنازلات”.

 

وأشارت قضماني إلى أن المعارضة “حصلت على تطمينات من دي ميستورا، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركية جون كيري”، وذلك كان سبب تواجد الوفد في جنيف.

 

في المقابل، جدد رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، اتهاماته لعواصم إقليمية ودولية بأنها تسعى إلى إعادة المفاوضات لمربع الصفر، في إشارة إلى المؤتمرين السابقين اللذين عقدا في جنيف في 2012 و2014، ونجح النظام في حصر التفاوض فيهما حول ملف مكافحة الإرهاب.

 

ووصف الجعفري، خلال مؤتمر صحافي لوفد النظام، السعودية والأردن بأنهما دولتان راعيتان “للإرهاب في سوريا”. وأنهما فشلتا في الخروج بقوائم التنظيمات الإرهابية، والمعارضين، لتنفيذ ما تم إقراره في القرار 2254، بسبب “عدم حيادتهما”. وأضاف “السعودية عجزت عن تشكيل وفود للمعارضة وتحديد من هو المعارض، والأردن فشل في تحديد من هو الإرهابي. مستحيل لهذين الدولتين أن تقومان بهذه المهمة بشكل حيادي وموضوعي”.

 

وأشار الجعفري إلى أن وفد الحكومة السورية لا يعرف حتى الآن من سيجلس للتفاوض معه من أطراف المعارضة. وأكد على أن المبعوث الدولي إلى سوريا هو المعني بتشكيل وفد المعارضة وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي نص على وجوب دعوة أوسع نطاق ممكن من المعارضة باختيار السوريين، لا الرياض وباريس، على حد تعبيره.

 

وتعليقاً على ما طالبت به المعارضة من شروط لبدء المفاوضات، اعتبر الجعفري تلك المطالب بأنها تمثل انتهاكاً للقرار 2254 وبياني فيينا، مشيراً إلى أن دمشق لا تطرح أي شرط مسبق، وأردف بالقول إن “قدومنا يبرهن جدية حكومتنا وهذا لا ينطبق على الطرف الآخر الذي طرح شروطا مسبقة”.

 

في موازاة ذلك، بحث المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في الرياض، التطورات المتعلقة بالعملية السياسية السورية.

 

وعبر حجاب عن قلقه من استمرار الحصار على مختلف المدن السورية وتكثيف القصف الجوي على المدنيين، ومخيمات اللاجئين. وأكد أن التجاوب الذي أبدته الهيئة جاء بناءً على الضمانات والتعهدات الخطية التي تلقتها من القوى الدولية، وهي تقضي بمعالجة المسألة الإنسانية، وفك الحصار وإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، بالإضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين.

 

وشدد حجاب لداود أوغلو، خلال لقائهما الأحد، على أن المطالبات تعتبر فوق مستوى التفاوض مع النظام، ولا تدخل ضمن الأجندة التفاوضية. وأكد أن بقاء وفد الهيئة في جنيف مرتبط بمدى قدرة النظام على تحقيق تلك الخطوات، وإلا لن يكون لبقاء وفد الهيئة في جنيف أي مبرر.

 

في السياق، عقد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير مؤتمراً صحافياً، مع نظيره التركي جاويش أوغلو، جدد خلاله دعم بلاده لقرار الهيئة العليا للتفاوض، الاشتراك في “جنيف-3″، وتأكيده على أنه “لا دور ولا مستقبل لبشار الأسد في مستقبل سوريا”، ولفت إلى أن المملكة ستستمر في تقديم التدعم اللازم للمعارضة السورية، وشكر تركيا على على موقفها “الشجاع والنبيل في دعم المعارضة السورية”.

 

من جهته، قال جاويش أوغلو إن تركيا تدعم “جهود السعودية في حل الأزمة السورية”، وتدعم “وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا، ومطالب المعارضة السورية المشروعة في جنيف”. كما أشار إلى أن “بعض الدول حاولت إضعاف وفد المعارضة السورية إلى جنيف، بضم مجموعات إرعابية إليه” في إشارة إلى الضغوط الروسية لإشراك حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي ورئيسه صالح مسلم، في المفاوضات.

 

في السياق، وجّه وزير الخارجية الأميركية جون كيري كلمة إلى الشعب السوري، أعلن خلالها عن دعم واشنطن لمحادثات السلام السورية في جنيف، وقال إن لا حل عسكرياً في سوريا، والوضع الإنساني كارثي وأعداد الضحايا مذهلة”. وأضاف “إذا لم نتوصل إلى سلام فسيتم تدمير كل البنى التحتية في سوريا”. وكشف أن الأمم المتحدة تقدمّت بـ113 طلباً “بشأن إدخال المساعدات إلى مناطق محاصرة، وافقت الحكومة السورية على 13 طلباً منها فقط”. وحمّل النظام السوري “مسؤولية أساسية في توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين”.

 

“غرب الفرات”… عنوان مواجهة جديدة بين تركيا وروسيا

اتهامات لموسكو بتحريض الأكراد على عبوره

إسماعيل دبارة

تواترت في الآونة الأخيرة التصريحات التركية من أعلى مستوى، مبدية تصميما وعزما كبيرين على منع “حزب الاتحاد الديمقراطي” السوري الكردي الذي تعتبره أنقرة “ارهابيا” من عبور غرب نهر الفرات. وتتهم تركيا الروس بتحريض ومساعدة الأكراد على فعل ذلك.

 

إسماعيل دبارة: يبدو أن المواجهة بين تركيا وروسيا منذ اسقاط الطائرة العام الماضي، ستتخذ شكلا جديدا يبدو أقرب للمواجهة المباشرة.

 

فمنذ دخول روسيا الحرب السورية إلى جانب بشار الأسد، سيطرت قوات النظام السوري على مزيد من المواقع في جبال التركمان في ريف اللاذقية على الحدود السورية مع تركيا، في حين تتقدم الوحدات الكردية باتجاه غرب نهر الفرات لقطع الحدود بين تركيا ومدينة حلب السورية، ما يعني فقدان أنقرة أهم مناطق عمقها الاستراتيجي في سوريا.

 

هذا الوضع لا يعجب تركيا بتاتا، ويبدو أنها عازمة على “تغييره”، في حين يقول الخبراء إن أنقرة لديها ورقات كثيرة لفعل ذلك.

 

“العبور الكبير”

 

تقول الأخبار الواردة من الجبهة، إنّ “وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا” وحلفاءها المحليين وضعوا خططا لشن هجوم كبير يستهدف السيطرة على آخر قطاع من الحدود السورية التركية يسيطر عليه حاليا مقاتلو تنظيم “داعش” الذي تقول تركيا إنها منخرطة في التحالف الدولي الذي يستهدف استئصاله.

 

ويمكن أن يتسبب الهجوم “الكردي” بحرمان التنظيم من طريق يستخدمه في تلقي الإمداد وإدخال المقاتلين الأجانب.

لكن هذا الهجوم – إن تمّ- يمكن أن يتسبب بمواجهة مع تركيا التي تقاتل مسلحي الأكراد على أراضيها وتعتبر أكراد سوريا عدوا لها.

 

تركيا تردّ… إعلاميا

 

وبعد عام من المكاسب العسكرية التي أسهمت فيها حملة جوية تقودها الولايات المتحدة، أصبح الأكراد وحلفاؤهم يسيطرون بالفعل على الحدود في شمال شرق سوريا مع تركيا التي تمتد من العراق إلى نهر الفرات الذي يعبر الحدود غربي مدينة كوباني، تلك المدينة التي تحولت إلى “أيقونة” لصمود الأكراد في وجه “داعش”.

 

يحرض الاعلام التركي الرسمي ضد الاكراد بشكل لافت، ويتهم روسيا بشكل واضح بالوقوف وراء مساعي الكرد لعبور غرب الفرات.

 

تقول برقية لوكالة الأناضول التركية: “بدأ “حزب الاتحاد الديمقراطي” – ذراع منظمة “بي كا كا” الإرهابية في سوريا – في الحصول على الدعم الروسي الذي كان يسعى إليه منذ فترة، للعبور إلى غرب نهر الفرات، حيث شنت المقاتلات الروسية غارات كثيفة على مدينة “منبج” الواقعة على الضفة الغربية للنهر، والخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”.

 

وكان مسلحو “الاتحاد الديمقراطي”، وصلوا إلى نهر الفرات، عقب سيطرتهم على بلدة صرين – التابعة لمنطقة عين العرب (كوباني) في حلب – الشهر الماضي، من يد تنظيم “داعش”، بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكلت من عدد من الفصائل العسكرية المقاتلة في المنطقة الشرقية بسوريا، بقيادة “وحدات حماية الشعب” وهي الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي”، على “سد تشرين” الواقع على نهر الفرات في حلب، وتحديداً في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وعلى بلدة “أبو قلقل” التي تقع على بعد 9 كم شمال غربي السد.

 

مخاوف تركيا

 

تخشى تركيا أن يتسبب مزيد من المكاسب لوحدات حماية الشعب في سوريا بإذكاء النزعة الانفصالية بين أكرادها، خاصة وأن العلاقة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهذه الاقلية، تبدو في أسوأ حال منذ سنوات.

 

وتخشى أنقرة أن تؤدي سيطرة الفرع السوري للتنظيم على مناطق حدودية جديدة إلى دعم ومساندة الفرع التركي في إقامة مناطق حكم ذاتي داخل الأراضي التركية.

 

ويتركز الصراع والاشتباكات في المناطق التي كانت تخطط أنقرة لإقامة المنطقة العازلة فيها، حيث تسعى الوحدات الكردية إلى التقدم لغرب الفرات للسيطرة على مدن جرابلس والباب ومنبج التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، بالإضافة إلى أعزاز التي تشهد أعنف المواجهات في الآونة الأخيرة، لضمها إلى الإقليم الكردي وبالتالي الحد بشكل كبير جداً من النفوذ والتأثير التركي في الصراع السوري.

 

ويتهم النظام السوري وحلفاؤه، أنقرة، بتسهيل عبور مقاتلي “داعش” عبر حدودها، وبشراء النفط من التنظيم مما يعزه من موارده المالية، ويقوّي قدرته على الحشد والتجنيد.

 

التوجه إلى موسكو

 

يقول الأتراك إنّ “وحدات حماية الشعب” تسعى منذ مدة، لتعزيز التعاون مع روسيا، بغية إحراز تقدم شمالي محافظة حلب، لاسيما بين مدينتي جرابلس، واعزاز في ريف المحافظة، التي ترغب تركيا في تأسيس منطقة آمنة بينهما.

 

ويحاول عناصر الاتحاد الديمقراطي السيطرة على مدينة منبج، إلا أن سيطرته مرهونة بالدعم الذي ستقدمه قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من جهة، ومواصلة “قوات سوريا الديمقراطية”، حشد قواتها في المنطقة، غير أن عدم وصول الدعم الأميركي له، بعد تأجيل الهجوم البري، أدى إلى توجهه نحو روسيا، التي قامت بدورها بتقديم الدعم للأكراد.

 

أكدت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول، مؤخرا، أن أنقرة حذرت الجانب الأميركي مراراً، من عدم السماح لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي”، بالتقدم أكثر، بعد وصوله إلى نهر الفرات، مشيرة إلى أن الأخير بدأ يتجه لروسيا،عقب فشله موقتا في الحصول على الدعم المطلوب من واشنطن.

 

وتخبر الصحف التركية بشكل متكرر عن قصف مقاتلات روسية شمال شرقي مركز منبج، من جهة سد “تشرين”، الطريق أمام “قوات سوريا الديمقراطية”، للتقدم نحوها، كما أخبرت عن اجراء الأكراد لقاءات مكثفة مع مسؤولين روس، للحصول على دعم جوي، خلال الأسابيع الأخيرة”.

 

تنسيق كردي – روسي

 

قالت مصادر إنّ الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب، ريدور خليل، التقى مسؤولين روس، في مطار حميميم باللاذقية (شمال غربي سوريا)، في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وطالبهم “بتنفيذ الوعود المتمثلة بتقديم الدعم الكامل ميدانيا لهم، وخاصة، غرب الفرات”.

 

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن وفداً عسكرياً روسياً، أجرى زيارة في 16 يناير/ كانون الثاني الحالي، إلى محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا)، والتقى مسؤولي الحزب، وطلب خلاله بناء منشأة عسكرية للنظام السوري، على بعد 30 كم جنوبي مدينة القامشلي.

 

وبعدها بخمسة أيام، قام مسؤولون بجهاز الاستخبارات الروسية، بزيارة مطار القامشلي الدولي، بغرض تقوية التنسيق مع الحزب، وفحص العمل في المطار الخاضع لسيطرة النظام، تبعها نقل حوالى 100 جندي روسي من الوحدات الخاصة، الموجودة في بلدة تل أبيض، إلى القامشلي، بحسب تقارير الصحافة التركية.

 

وتشير المصادر، إلى أن روسيا تشرك النظام السوري أيضا في تعاونها مع “حزب الاتحاد الديمقراطي”، من خلال تقديم الدعم للأخير، وتصر على أن يقبل الحزب سلطة النظام السوري.

 

وكان ميخائيل بوغدانوف، مساعد وزير الخارجية الروسي، الممثل الخاص للرئيس، فلاديمير بوتين، لمنطقة الشرق الأوسط، التقى صالح مسلم، الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي، في العاصمة الفرنسية باريس، بعد 11 يوماً من انطلاق الغارات الروسية على سوريا نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.

 

وفي 21 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استقبل بوغدانوف، في العاصمة الروسية موسكو، الرئيسة المشاركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، آسيا عثمان، وممثلين من عين العرب، أعقبه جهود فتح ممثلية للحزب في روسيا.

 

و كان الرئيس الروسي، قال في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إنه يتعين على حزب الاتحاد الديمقراطي، أن يتحد مع قوات نظام الأسد، داعيًا إياه للقتال إلى جانب النظام في الحرب التي تشهدها البلاد.

 

ويهدف الحزب، حالياً إلى توحيد عين العرب (كوباني)، مع عفرين، الأمر الذي يتطلب منه السيطرة على منطقتي جرابلس التي تخضع لداعش، وأعزاز التي تخضع للمعارضة المعتدلة.

 

وكان الحزب، قد تمكن من دحر تنظيم داعش، من منطقة تل أبيض الحدودية مع تركيا، بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في شهر حزيران/ يوينو الماضي، ليوسع بذلك المناطق الخاضعة لسيطرته، بدءا من الحسكة شرقاً ووصولاً إلى عين العرب غرباً.

ايلاف

 

دي ميستورا يعقد أول لقاء مع المعارضة السورية في جنيف

أ. ف. ب.

مطالب للأسد بإطلاق سراح آلاف المعتقلين

جنيف: عقد وفد المعارضة السورية في جنيف بعد ظهر الاثنين اجتماعًا رسميا مع موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا، من دون ان يعطي موافقته على البدء بمفاوضات غير مباشرة مع ممثلي النظام، بانتظار الحصول على بعض الضمانات للمدنيين السوريين.

 

وترفض الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية حتى الآن الدخول في صلب المحادثات مع وفد النظام السوري قبل تلبية مطالبها الانسانية المتعلقة بايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين وإطلاق المعتقلين.

 

وسبق لدي ميستورا ان التقى وفد النظام السوري الجمعة في مقر الامم المتحدة في جنيف.

 

والتقى وفد المعارضة السورية دي ميستورا الاحد بشكل غير رسمي في احد فنادق جنيف، وكرر مطالبته بتطبيق الاجراءات الانسانية التي نص عليها قرار مجلس الامن 2254 قبل الدخول في المفاوضات.

 

وافاد مصدر دبلوماسي ان المطلب الاكثر “قابلية للتحقيق” يتعلق باطلاق سراح آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري.

 

وفي تأكيد على فداحة الاوضاع الانسانية في الكثير من المناطق السورية، أعلنت الامم المتحدة في تقرير الاحد ان ثمانية اشخاص توفوا خلال شهر كانون الثاني/يناير جراء النقص في الرعاية الطبية اللازمة في مدينة معضمية الشام التي تخضع لحصار قوات النظام السوري جنوب غرب دمشق.

 

وافاد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان بينهم اطفالا من دون تحديد عددهم. واضاف “يواجه السكان تدهورا حادا في الوضع الانساني خلال الاشهر الاخيرة بسبب زيادة القيود المفروضة على الوصول اليهم، خصوصا في ما يتعلق بالغذاء والرعاية الطبية”.

 

ووصل وفد الهيئة العليا للمفاوضات الى قصر الامم المتحدة في جنيف للمرة الاولى من دون كبير المفاوضين محمد علوش المسؤول في تنظيم جيش الاسلام الذي أعلن وصوله بعد ذلك الى جنيف.

 

والمعروف ان النظام السوري والسلطات الروسية تعتبر تنظيم جيش الاسلام السلفي إرهابيا.

 

ووافق وفد المعارضة على الالتقاء بدي ميستورا بعد ان تلقى “ضمانات” من “اصدقائه” في المجتمع الدولي، وبعد الحصول على “رد ايجابي من موفد الامم المتحدة” دي ميستورا حسبما قال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط.

 

وافاد مصدر دبلوماسي ان دي ميستورا “قدم اليهم اقتراحا” خلال زيارة المجاملة التي قام بها للقاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات في احد فنادق جنيف الاحد. ولم يكشف عن ماهية الاقتراح.

 

وحسب المصدر نفسه فان وفد المعارضة حذر جدا ازاء مواقف النظام وحتى مواقف الامم المتحدة ويريد “ان تكون الامور ملموسة وواضحة”.

 

“لا عفو عن مجرمي الحرب”

 

وكان دي ميستورا ارجأ اجتماعه مع وفد النظام الذي كان مقررا قبل ظهر الاثنين الى قبل ظهر الثلاثاء.

 

ومن مسقط رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ببدء المحادثات في جنيف “التي طال انتظارها كثيرا”.

 

وتأمل الامم المتحدة اقامة حوار غير مباشر بين الطرفين يمكن ان يمتد الى ستة اشهر وهي المهلة التي سبق وان حددتها الامم المتحدة لتشكيل سلطة انتقالية تنظم انتخابات في منتصف العام 2017.

 

وحرص المفوض الاعلى لحقوق الانسان الامير زيد رعد الحسين على التأكيد ان هذه المحادثات يجب الا تتيح إفلات مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الانسانية من العقاب.

 

وقال في هذا الصدد “نأمل بان يقوم الوسطاء خلال هذه المفاوضات بالتشديد على هذه النقطة لدى طرفي النزاع”.

 

وكانت عملية الحوار هذه انطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بمشاركة القوى الغربية وروسيا ودول عربية وايران وتركيا. وينشط دبلوماسيون من هذه الدول خلف الكواليس للدفع باتجاه إنجاح هذه المحادثات.

 

وفي هذا الاطار من المتوقع ان يعقد الاثنين لقاء في جنيف بين آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط، وموفد الولايات المتحدة الى سوريا مايكل راتني من جهة، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف من جهة ثانية.

 

وتلتقي الدول المشاركة في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية الثلاثاء في روما بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري على ان يتم التطرق الى الازمة السورية.

 

كما من المقرر ان يعقد مؤتمر للمانحين الدوليين الخميس في لندن في محاولة لجمع الاموال اللازمة لمساعدة 13،5 مليون شخص يعيشون في ضائقة شديدة، اضافة الى اكثر من اربعة ملايين لاجىء في الدول المجاورة لسوريا.

 

وكانت الامم المتحدة ووكالاتها طالبت العام الماضي بمبلغ 8،4 مليارات دولار لسوريا الا انها لم تحصل سوى على 3،3 مليارات دولار.

 

جنيف: محادثات «إيجابية» بين المعارضة ودي ميستورا

عشرات القتلى بتفجيرين انتحاريين لـ«داعش» في السيدة زينب

أعلنت المعارضة السورية أنها أجرت نقاشات «إيجابية للغاية» مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أمس، وبخاصة في ما يتعلق بالوضع الانساني في سوريا حيث تزداد معاناة المدنيين مع حصار قوات بشار الأسد 45 ألف مدني جديد بحسب تقرير للأمم المتحدة، في وقت تردد في جنيف صدى تفجيرين انتحاريين لـ«داعش» في حيّ السيدة زينب في دمشق حيث سقط 70 قتيلاً على الأقل.

 

فبعد أن أعادت المعارضة التأكيد أمس أنها لن تشارك في مفاوضات سياسية مع حكومة الأسد قبل أن تتخذ إجراءات ملموسة ترفع المعاناة الإنسانية على الأرض، قال المتحدث باسمها للصحافيين إن «اجتماع اليوم (أمس) كان إيجابياً للغاية مع دي ميستورا.. الأمور مشجعة وإيجابية في ما يتعلق بالقضايا الإنسانية».

 

وبرغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا عن «تفاؤله وتصميمه» على مواصلة جهوده. وقال للصحافيين لدى مغادرته فندقا في جنيف بعد اجتماع مع ممثلين عن المعارضة «أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها».

 

ويبدأ الموفد الدولي الى سوريا اليوم مفاوضات غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف برغم التوتر الذي ساد بين الجانبين، اثر تبادل اتهامات قللت فرص نجاح المساعي الديبلوماسية التي تبذل لتقليص الهوة بينهما.

 

واعلنت الامم المتحدة في بيان مساء ان الموفد الدولي ستافان دي ميستورا سيلتقي في جنيف وفد النظام السوري ثم وفد المعارضة في اطار الجهود التي تبذل لحل النزاع في سوريا. وجاء في البيان ان دي ميستورا سيلتقي في الساعة العاشرة صباحاً ممثلي نظام الاسد الذين سبق ان استقبلهم الجمعة الماضي، ثم يلتقي للمرة الاولى بشكل رسمي في الساعة الرابعة وفد الهيئة العليا للمفاوضات من المعارضة.

 

ومساء نقلت «فرانس برس» اعلان محمد علوش ممثل تنظيم «جيش الاسلام» السوري المعارض انه في طريقه الى جنيف، حيث سيتولى مهمته ككبير مفاوضي وفد المعارضة السورية. وقال علوش في اتصال مع «فرانس برس»، «انا في طريقي الى جنيف وسأصل غدا» الاثنين.

 

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المكلفة التفاوض في جنيف باسم المعارضة عينت علوش كبير مفاوضي الوفد برغم ان النظام السوري وروسيا اتهما تنظيمه بـ»الارهاب».

 

وفي واشنطن، حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على اداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام، متهما قوات الاسد بتجويع المدنيين.

 

وقال في بيان نشر على الانترنت من واشنطن «هذا الصباح، ونظرا الى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من اهمية، اناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الافضل»، مطالبا النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الانسانية الى البلدات المحاصرة مثل مضايا.

 

وبرغم ان كيري وجه تصريحاته للطرفين، الا انه من الواضح ان رسالته كانت تستهدف المعارضة التي هددت بمغادرة جنيف حتى قبل بدء المحادثات.

 

وأعلنت المملكة العربية السعودية وتركيا أمس، دعمهما للمعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف غير المباشرة مع ممثلين للنظام، سعيا للتوصل الى حل للنزاع في هذا البلد.

 

وجدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأييد المملكة لموقف المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات «جنيف 3»، مشيرا إلى استمرار الدعم العسكري لها في حال فشل المفاوضات.

 

وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو الذي يقوم بزيارة للرياض، أن المحادثات يجب أن تركز على نقل السلطة من بشار الأسد، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات، وألا يكون للأسد أي دور في سوريا الجديدة. وقال إن وفد المعارضة السورية ذهب للتفاوض حول هذه الأمور. وتابع أن السعودية تدعم المعارضة، سواء اختارت التفاوض أم لا.

 

وقال الجبير إن السعودية تؤيد حق تركيا بالدفاع عن أراضيها بالأسلوب الذي تراه مناسبا لها. وأشار إلى أن البلدين يعملان على دعم المعارضة السورية في كل المجالات، وموقف البلدين هو داعم للأشقاء السوريين.

 

وقال تشاووش اوغلو إن المعارضة السورية لها الحرية في أن تختار مغادرة محادثات السلام في جنيف إذا لم تتحقق مطالبها. وأضاف: «طلبنا من المعارضة أن تطرح شروطها لبدء المفاوضات والاستمرار في المفاوضات. يمكنهم المغادرة في أي وقت إذا لم تنفذ مطالبهم«.

 

واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان هذه المحادثات هي «الفرصة الافضل وربما الوحيدة لوضع حد للنزاع السوري».

 

ومن اديس ابابا، حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «جميع الاطراف على وضع الشعب السوري(…) فوق المصالح الفئوية».

 

وكشفت الأمم المتحدة أن القوات السورية أقدمت في الآونة الأخيرة على حصار بلدة المعضمية السورية مضيفة 45 ألفا إلى عدد الأشخاص الذين انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية والطبية في سوريا.

 

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها إنه «بسبب تزايد التضييق المفروض على المدينة في كانون الأول 2015، فإن الأمم المتحدة أعادت تصنيف المعضمية بأنها محاصرة بدءا من 27 كانون الثاني 2016»، مضيفة أنها ما زالت تتعرض لقصف متقطع.

 

وذكر البيان أن ظروف العيش في المدينة شديدة بالفعل، لكنها تدهورت أكثر منذ إقفال المداخل في ما تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية والدواء وغيرها من المواد الأساسية. وأورد البيان أن ثماني حالات وفاة سجلت في المدينة منذ أول كانون الثاني من جراء الافتقار إلى الرعاية الطبية المناسبة، كما وردت تقارير عن حالات سوء تغذية من دون أن تسجل حالة وفاة جراء ذلك.

 

وفي موازاة الجهود الديبلوماسية في جنيف، هزت تفجيرات جنوب دمشق اسفرت عن أكثر من 60 قتيلا على الاقل وتبناها تنظيم «داعش».

 

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن وزارة الداخلية السورية «أن ارهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند احد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع سودان في بلدة السيدة زينب، تبعها تفجير انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين».

 

واسفرت التفجيرات بحسب المرصد السوري عن 71 قتيلا بينهم خمسة اطفال، في حين افاد الاعلام الرسمي السوري عن سقوط «اكثر من 50 شهيدا واصابة اكثر من مئة اخرين» بجروح.

 

واعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير في بلدة السيدة زينب، التي تقيم فيها غالبية شيعية.

 

وعلى صعيد آخر، التقى وفد ضم ممثل الرئيس الاميركي في التحالف الدولي بريت ماكغورك في شمال سوريا، عدداً من قيادات «قوات سوريا الديموقراطية» العربية الكردية التي تقاتل تنظيم «داعش»، بحسب ما افادت مصادر كردية. وهذه هي اول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول اميركي على هذا المستوى للاراضي السورية.

 

ورافق ماكغورك في الزيارة مسؤولون فرنسيون وبريطانيون، بحسب ما افادت السلطات وكالة «فرانس برس«.

 

وقال مصدر كردي مواكب للقاءات، «قام وفد عسكري رفيع المستوى من قوات التحالف الدولي السبت بزيارة مدينة كوباني (عين العرب) حيث التقى قيادات من قوات سوريا الديموقراطية بعد ان وصل الى الاراضي السورية على متن ثلاث مروحيات».

 

وذكر المصدر ان المحادثات التي جرت في كوباني تناولت بشكل رئيسي «الخطط العسكرية» ضد تنظيم «داعش». واضاف «سيكون لهذه اللقاءات تأثير على تطورات كثيرة ستشهدها المنطقة» في الفترة المقبلة.

 

وقال المصدر ان الوفد غادر سوريا «بعد عقد اجتماعات احيطت بالسرية وبإجراءات امنية مشددة في الاماكن التي عقدت فيها».

 

واشار الى انه تم خلال الاجتماعات «مناقشة التطورات الأخيرة في سوريا واجتماع جنيف 3 ومستقبل سوريا». واضاف ان «الاجتماع تطرق إلى مشاركة الاكراد في اجتماع جنيف والاجتماعات الاخرى في الساحة الدولية».

(ا ف ب، رويترز، العربية)

 

دي ميستورا يلتقي المعارضة ويعلن بدء محادثات جنيف  

اجتمع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا مع وفد المعارضة السورية في جنيف مساء اليوم الاثنين، معلنا البداية الرسمية للمباحثات، وستشهد جنيف اليوم لقاء بين الجانبين الأميركي والروسي لمناقشة سير مباحثات السلام السورية التي تتم برعاية الأمم المتحدة.

 

واعتبر دي ميستورا أن اجتماع اليوم مع المعارضة هو البداية الرسمية للمباحثات بشأن سوريا، مضيفا أن على القوى الكبرى العمل على إنجاح المباحثات لوقف القتال بسوريا.

وتابع القول “هدفنا الآن هو ضمان تمثيل جميع أطياف السوريين في المباحثات” معتبرا أن إطلاق سراح المعتقلين سيكون مؤشرا جيدا لبدء المباحثات.

 

ومن جهته، قال المتحدث باسم وفد المعارضة في مباحثات جنيف سالم المسلط خلال مؤتمر صحفي إن اللقاء مع دي ميستورا كان إيجابيا فيما يخص الشق الإنساني، مضيفا أنهم ناقشوا مع المبعوث ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 قبل الدخول في المفاوضات.

 

وردا على سؤال بشأن إمكانية التفاوض مع النظام، قال المسلط إن اجتماع اليوم كان لمناقشة الجانب الإنساني، و”إذا كانت هناك نوايا صادقة لدى الطرف الآخر” فستسعى المعارضة لتحقيق العملية السياسية التي جاءت من أجلها إلى جنيف.

 

وقال المسلط إن الطرف الحقيقي الذي يحاصر السوريين هو النظام، مؤكدا أن وفد المعارضة يطالب برفع الحصار عن المناطق كافة، وأنه يريد حلا جذريا لمشاكل السوريين في المناطق كافة.

 

وتعليقا على سؤال بشأن اعتراض روسيا على مشاركة ممثل جيش الإسلام محمد علوش في الوفد، قال المسلط إن جميع الفصائل الثورية موجودة وممثلة في الوفد المفاوض، مضيفا أن روسيا تعتبر جميع الشعب السوري إرهابيا باستثناء بشار الأسد، وأن الإرهابي الوحيد في سوريا هو النظام والمليشيات التي استقدمها من الخارج أو صنعها في الداخل ومنها تنظيم الدولة الإسلامية، وفق قوله.

 

وفي وقت سابق اليوم، قال المسلط إن المعارضة تلقت ضمانات بتطبيق قرار مجلس الأمن, وهو ما يعني سماح النظام السوري بعمليات الإغاثة الإنسانية ورفع الحصار ووقف الهجمات على المدنيين، لكن رئيس وفد النظام بشار الجعفري قال إن “دمشق تدرس خيارات مثل وقف إطلاق النار وممرات إنسانية وإطلاق سراح سجناء” معتبرا أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تأتي نتيجة للمحادثات وليست قبلها.

 

مجلس الأمن

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوفد المفاوض للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض أسعد الزعبي في بيان إن المعارضة لن تتنازل عن مطالبها بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشكل كامل، وعلى الأخص المادتين الثانية عشرة والثالثة عشرة, وأنه لن تكون هناك مفاوضات مع نظام الأسد قبل تنفيذ ذلك.

 

وتابع الزعبي أن لقاء المعارضة مع دي ميستورا تضمن ثلاث نقاط, وهي وقف القصف الروسي على مناطق الثوار، وفك الحصار عن المناطق التي يحاصرها النظام وحزب الله وإيصال المساعدات للمحاصرين، وإخراج المعتقلين.

 

ومن ناحيته، قال كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد علوش إن الوفد جاء إلى جنيف لينقل رسالة من الشعب السوري إلى العالم حول حقيقة ما يجري على الأرض في سوريا.

 

وأكد علوش للجزيرة عند وصوله مطار جنيف أن الفصائل المسلحة وعلى رأسها جيش الإسلام جزء من الشعب والمعارضة السورية، وأن من يريد أن يصنف الاٍرهاب “عليه ألا يرتكب ثمانين مجزرة ضد الشعب السوري” في إشارة إلى روسيا.

 

أميركا وروسيا

في سياق متصل، قال مندوب الولايات المتحدة في مقر الأمم المتحدة بجنيف إن غينادي غيتالوف نائب وزير الخارجية الروسي سيلتقي آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأميركي لمناقشة التسوية السورية.

 

وذكر مسؤول أميركي للجزيرة أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني سينضم إلى اللقاء، وأن اللقاء يهدف إلى دعم المباحثات السورية السورية.

 

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت إرجاء الجلسة التي كان مقررا عقدها اليوم في جنيف بين المبعوث الدولي ووفد النظام السوري، دون تحديد موعدها، ومن المرجح أنها لن تعقد قبل الغد.

 

وأوضحت الأمم المتحدة للصحفيين أن الإرجاء تم لأن دي ميستورا اجتمع رسميا مع وفد النظام الجمعة، وقالت موفدة الجزيرة وجد وقفي إن الضغوط التي مارستها المعارضة اقتضت المعاملة بالمثل وإرجاء الجلسة مع وفد النظام.

 

وول ستريت: المعارضة السورية الخاسر الوحيد من جنيف  

تناولت صحف أميركية في تقاريرها محادثات جنيف، وقالت إحداها إن هذه المحادثات “وهمية” ولن تسفر إلا عن تعزيز نظام الرئيس بشار الأسد وتنظيم الدولة وجبهة النصرة وروسيا، وإضعاف المعارضة “المعتدلة”.

 

وذكرت وول ستريت جورنال أن نظام الأسد -ومع افتتاح محادثات جنيف- بدأ في تكثيف حصاره وتجويعه الطويلين لبعض البلدات وتحقيق انتصارات، بدعم من روسيا وإيران وحزب الله، ضد المعارضة المسلحة “المعتدلة” التي تدعمها أميركا والسعودية.

 

وأضافت أن تنظيم الدولة الإسلامية -من جهة أخرى- رد على خسائره الأخيرة في العراق بشن هجوم جديد شرق سوريا لتعزيز قبضته على وادي نهر الفرات، بينما تستمر جبهة النصرة في تحقيق تقدم في حلب. وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة وجبهة النصرة كليهما لا يشاركان في محادثات جنيف.

 

توقعات متشائمة

وقالت الصحيفة إن المعارضة “المعتدلة” خسرت كثيرا من قوتها التفاوضية بالتوازي مع خسائرها على الأرض، “لذلك فإن أي اتفاق يُبرم معها لن يكون له كبير أثر داخل سوريا”، وإن السلام الوحيد المتوقع أن يخرج من جنيف هو الذي سينتج من إرغام واشنطن المعارضة “المعتدلة” على تقديم المزيد من التنازلات.

وأوضحت أن نظام الأسد رحب بالمفاوضات لأنها تمنحه شرعية دولية وفرصا جديدة لانتزاع تنازلات سياسية من معارضيه، وأن روسيا ترى في هذه المحادثات وسيلة لتعويض خسائرها الدبلوماسية وسط العقوبات الغربية مع استمرار دفاعها عن عملائها بدمشق وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط.

 

وأوردت أن الجهات الوحيدة التي ستخسر دون مقابل من هذه المحادثات هي المعارضة “المعتدلة” والشعب السوري “الذي لن ينال منها أي شيء”.

 

زيادة الحنق

وتوقعت الصحيفة أن تتسبب هذه المحادثات في زيادة حنق المعارضة “المعتدلة” على واشنطن التي ظلت تجبرها باستمرار على ما لا تريده من خطوات. كما توقعت أن يتعزز زعم كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة أنهما المعارضة السنية الوحيدة الجادة في معارضة النظام.

 

واستمرت تقول إن خلق كوارث ومن ثم “حلها” مقابل تنازلات غربية هي سياسة تتقنها أسرة الأسد جيدا، وقد تجلى ذلك في موافقة واشنطن على مشاركة بشار الأسد في حكومة انتقالية لفترة لم يُتفق عليها قبل مغادرته الحكم.

 

عدوان متكافلان

ووصفت تنظيم الدولة والنظام السوري بأنهما “عدوان متكافلان”، فكل منهما يحصل على قوة سياسية من “وحشية الآخر”، حتى عندما يستهدفان معا المزيد من القوات “المعتدلة”.

 

وقالت واشنطن بوست إن المعارضة المعتدلة متمسكة بشروطها المسبقة للمشاركة في المحادثات والمتمثلة في تنفيذ بنود قرار الأمم المتحدة بشأن تقديم المساعدات الإنسانية للبلدات والمدن المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف القصف الجوي للمناطق المدنية، وإن وزير الخارجية الأميركية جون كيري أكد دعم بلاده لهذه المطالب.

 

كما أوردت أن ممثل الحكومة السورية بشار الجعفري قال إن حكومته مستعدة لمناقشة المساعدات الإنسانية، لكن ليس كشرط مسبق لبدء المحادثات. وقالت إن أولوية دمشق هي الضغط لتنفيذ قرار أممي مختلف تماما، وهو الذي يدعو المجتمع الدولي لمكافحة “الإرهاب”.

 

قصف روسي بحلب ومعارك بأنحاء سوريا  

أكد مراسل الجزيرة مقتل أربعة مدنيين جراء الغارات الروسية على ريف حلب الشمالي، بينما تدور معارك عنيفة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام في القنيطرة وريف دمشق وحمص واللاذقية.

 

وقال مراسل الجزيرة إن أربعة مدنيين قتلوا جراء غارات روسية استهدفت بلدة عندان في ريف حلب الشمالي، كما شنت الطائرات الروسية غارات مكثفة أيضا على بلدات حيان وحريتان ورتيان وأرض الملاح وطريق الكاستيلو وتل مصيبين في ريف حلب الشمالي.

 

وجاء ذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت بين المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة بغارات روسية، بينما قالت المعارضة إنها صدت هجوما لقوات النظام على بلدة باشكوي، في حين أعلنت قوات النظام سيطرتها على بلدة دوير الزيتون في ريف حلب.

 

وذكرت وكالة شهبا برس أن قوات النظام شنت منذ الليلة الماضية هجوما بريا، مدعومة بمليشيات لبنانية وأفغانية وإيرانية، على باشكوي ودوير الزيتون وتل جبين، حيث استهدف القصف الجوي الروسي المرافق المنطقة والبلدات القريبة بأكثر من مئة غارة جوية، وأودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل.

 

غطاء روسي

من جهة أخرى، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها قتلت عددا من جنود النظام خلال اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في محيط بلدة جبا في محافظة القنيطرة.

 

وتأتي هذه الاشتباكات بعد إعلان المعارضة المسلحة عن بدء معركة جديدة للسيطرة على تل بزاق والحاجز الرباعي في القنيطرة، كما تسعى قوات المعارضة للوصول إلى طريق السلام المؤدي إلى ريف دمشق الغربي.

 

وقالت نشرة مسار برس إن قوات النظام شنت هجوما على قرية كيسين التابعة لمدينة الحولة في ريف حمص الشمالي، بدءا من قرية كفرنان الموالية، في محاولة منها للتقدم وقطع الطريق الواصل بين الحولة وباقي مدن الريف الشمالي، إلا أن الثوار تصدوا لها وأجبروها على التراجع، وقد أسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن مقتل وجرح العديد من قوات النظام وتدمير دبابة.

 

في الأثناء، شن الطيران الحربي الروسي اليوم حوالي 12 غارة بالصواريخ الفراغية والعنقودية على مدن وقرى كيسين وبرج قاعي والغرناطة والغنطو وأم شرشوح شمالي حمص، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.

 

وتحاول قوات النظام منذ ثلاثة أسابيع التقدم في منطقة ريف حمص الشمالي، بعد تمكنها من قطع آخر طريق يربطها بريف حماة الجنوبي، كما شهدت اليوم بلدة حربنفسه التابعة لمحافظة حماة والقريبة من الحولة غارات ومعارك عنيفة، وفقا لشبكة شام.

 

حول العاصمة

وفي ريف دمشق، ذكرت مصادر بالمعارضة أن الثوار سيطروا على مقرات لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة التل بالقلمون، بينما يشهد وادي بردى اشتباكات بين الطرفين منذ الصباح، مما أسفر عن مقتل وأسر عدد من عناصر التنظيم.

 

وفي المحافظة نفسها، قتل خمسة أشخاص وجرح آخرون جراء قصف قوات النظام السوري مدينة داريا، كما دارت اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية في الجهتين الغربية والشمالية من داريا والجهة الجنوبية من مدينة المعضمية، وقد استولت المعارضة على أسلحة وعدة أبنية غربي داريا.

 

وكانت قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها بدأت عملية عسكرية قبل شهرين، بهدف اقتحام مدينتي داريا والمعضمية في ريف دمشق.

 

وفي اللاذقية، تمكن الثوار من إحباط محاولة قوات النظام التقدم في منطقة آرا وقتلوا 15 عنصرا منها على الأقل، بحسب شبكة شام.

 

أما دير الزور والرقة، فتشهدان غارات جوية للطيران الروسي على قرى الحصان ومحيميدة والحسنية والجنينة ومعدان، مما تسبب بسقوط عدة جرحى.

 

الأمم المتحدة: تجويع السوريين جريمة حرب لا يشملها عفو  

قال رئيس مفوضية حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين اليوم الاثنين إن تجويع المدنيين السوريين يرقى لمستوى جرائم الحرب ويشكل جريمة محتملة ضد الإنسانية يجب محاكمة مرتكبيها ولا ينبغي أن يشملها أي عفو مرتبط بإنهاء الصراع.

 

وأضاف -خلال مؤتمر صحفي في مدينة جنيف السويسرية، مكان انعقاد محادثات السلام السورية- أنه “في حالة سوريا، نحن هنا لتذكير الجميع بأنه حيث تكون هناك مزاعم تصل إلى حد جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية فإن العفو غير جائز”.

 

وأشار إلى أن تجويع الناس في بلدة مضايا و15 بلدة ومدينة أخرى في سوريا “ليست جريمة حرب فقط بل جرائم ضد الإنسانية إذا أثبتت في المحاكم”.

 

وقدر الحسين أن عشرات الآلاف محتجزون بطريقة تعسفية في السجون السورية ويجب الإفراج عنهم.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر الأسبوع الماضي استخدام التجويع والحصار في بلدة مضايا بريف العاصمة السورية “جريمة حرب”، متهما أطراف الصراع بارتكاب أفعال يحظرها القانون الإنساني الدولي.

 

وقال إن “أطراف النزاع كافة في سوريا، بما في ذلك الحكومة التي تتحمل المسؤولية الرئيسية لحماية مواطنيها، يرتكبون أفعالا محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي”.

 

انطلاق جنيف 3 “رسميا”.. والمعارضة تنتظر رد دمشق

المسلط أكد سعي المعارضة للمشاركة في العملية السياسية.

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، الاثنين، انطلاق المباحثات بشأن سوريا “رسميا” بعد لقائه وفد المعارضة الذي أكد من جانبه أنه ينتظر رد مندوبي الحكومة السورية بشأن خطوات إنسانية.

وعقب لقائه مع وفد المعارضة في جنيف، قال دي ميستورا للصحفيين “لقد بدأنا محادثات جنيف رسميا..”، مشيرا إلى أنه سيلتقي الثلاثاء “بالوفد الحكومي” على أن يدعو المعارضة بعد ذلك “للدخول في عمق القضايا المطروحة”.

 

وكان المبعوث الدولي أجل الاجتماع مع وفد دمشق من أجل لقاء المعارضة التي تصر على تنفيذ البنود الإنسانية في قرار مجلس الأمن قبل بدء المفاوضات، ومن بينها إنهاء الحصار وإطلاق المعتقلين ووقف قصف المدنيين.

 

وبعد اللقاء الذي عقد مع المعارضة، إثر تطمينات دولية بالنسبة لهذه البنود، قال دي ميستورا إن دوره لا يتضمن مناقشة وقف إطلاق النار في المفاوضات، ودعا القوى الكبرى إلى البدء فورا في محادثات بشأن كيفية فرض ذلك في أنحاء البلاد.

 

كما أكد أنه يتفهم مخاوف المعارضة بشأن الوضع الإنساني، مشددا على أنه في حال أطلقت الحكومة السورية سراح السجناء من النساء والأطفال، فسيكون هذا “إشارة على أن شيئا ما يحدث” سعيا لتحقيق تحسن حقيقي بالمفاوضات.

 

أما المعارضة فقد شددت، عقب اللقاء الذي استمر لساعتين، على لسان المتحدث باسمها، سالم المسلط، على أن الوفد في جنيف ينتظر رد مندوبي الحكومة على اقتراح للأمم المتحدة بخصوص خطوات إنسانية لإنهاء المعاناة في سوريا.

 

وقال “جئنا إلى جنيف لنبحث مع المبعوث الخاص قرار الأمم المتحدة 2254 ورفع الحصار ووقف جرائم.. الغارات الجوية الروسية، وأعتقد أننا تلقينا رسائل إيجابية”، قبل أن يشير إلى أن المعارضة بانتظار الرد، بعد اجتماع دي ميستورا مع وفد دمشق.

 

وكان دي ميستورا قد عجز عن تقدير المدة الزمنية المتوقعة للجولة الأولى من المحادثات الرامية، لكنه أمل بأن “تحقق المفاوضات شيئا” بحلول 11 فبراير”، وهو الموعد الذي كانت قد اقترحته روسيا لعقد اجتماع دولي حول الأزمة السورية.

 

الزعبي: المعارضة السورية لن تتحدث مع دي مستورا إلا عن 3 نقاط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال أسعد الزعبي، رئيس الوفد المفاوض للهيئة العليا للمفاوضات، إن المعارضة السورية في اجتماعها مع مبعوث الأمم المتحدة، الاثنين، ستتحدث عن ثلاثة نقاط فقط.

 

ونقل الموقع الرسمي للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، على لسان: “المعارضة لن نتنازل عن مطالبها بتطبيق القرار 2254 بشكل كامل دون انتقاص، وعلى الأخص المادة 12 و 13، ولن يكون هناك مفاوضات مع نظام الأسد قبل تنفيذ ذلك.”

 

وتابع الزعبي قائلا: “لن نتحدث في لقائنا مع دي ميستورا إلا عن ثلاث نقاط، وهي وقف القصف الروسي على مناطق الثوار، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل قوات نظام الأسد وميليشيات حزب الله الإرهابي وإيصال المساعدات للمحاصرين، وإخراج المعتقلين وفي مقدمتهم النساء والأطفال”.

 

بعد الاجتماع مع دي مستورا.. المعارضة السورية: هناك 18 نقطة محاصرة بالبلاد.. وأولويتنا رفع الحصار وإطلاح سراح المعتقلين

جنيف (CNN)—قال سالم المسلط، المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في مؤتمر جنيف، إن الأولوية تتمثل برفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين، لافتا إلى وجود 18 نقطة محاصرة في سوريا وأن الطرف الحقيقي الذي يحاصر السوريين هو النظام.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المسلط، جاء بعد اجتماع وفد المعارضة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، حيث قال: “ناقشنا مع دي مستورا ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن قبل دخول أي مفاوضات واجتماعنا اليوم لمناقشة الأمور الإنسانية،” مؤكدا على أن “من مسؤولية مجلس الأمن العمل على تنفيذ قراره في سوريا.”

 

وتابع قائلا: “سنسعى لإنجاح العملية السياسية إن تحقق ما جئنا من أجله، ونحن بانتظار الرد بعد اجتماع دي ميستورا مع وفد النظام السوري غدا.”

 

ولفت المسلط إلى أن “معاناة العرب والكرد والمسلمين والمسيحيين بسوريا واحدة أولويتنا رفع الحصار وإطلاح سراح المعتقلين،” مشيرا إلى “جميع الفصائل الثورية ممثلة في وفد المعارضة السورية في جنيف.. ونعتز بوجود فصائل مثل جيش الإسلام ممثلة بيننا بوفد المعارضة.”

 

بعد اجتماعه مع المعارضة السورية.. دي مستورا يعلن انطلاق محادثات جنيف رسميا: 3 أمور ستجعل هذا الحوار مختلفا

جنيف (CNN)—أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، عن انطلاق محادثات جنيف حول الشأن السوري، وذلك بعد اجتماعه مع وفد المعارضة، الاثنين، لافتا إلى أن هناك ثلاثة أمور من شأنها أن تجعل هذا الحوار مختلف عن حوارات مماثلة في السابق.

 

وأوضح دي مستورا في مؤتمر صحفي: “كان هناك إشارات أعطتنا وخصوصا أنا والأمين العام للأمم المتحدة، شعورا بأن المحادثات السورية هذه ستكون مختلفة، وبحاجة لأنن تكون مختلفة عن مثيلاتها السابقة، أولا لأننا في العام 2016، وثانيا أن الناس عانوا بشكل كاف، وثالثا هم بحاجة لرؤية أمر واقع بعيدا عن مفاوضات طويلة وصعبة ومؤلمة.”

 

ولفت دي مستورا إلى أن سيلتقي وفد الحكومة السورية، صباح الثلاثاء، وأنه يخطط للاجتماع مرة أخرى مع وفد المعارضة السورية بعد الظهر للتعمق أكثر وأكثر في الأمور التي طرحوها.

 

الإستخبارات الإيطالية ردا على تحذير فرنسي: قوارب الهجرة تحمل يائسين لا إرهابيين

روما (1 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر إستخباراتية إيطالية إن “قوارب الهجرة ترسو على شواطئنا حاملة أشخاصا يائسين، وليس ارهابيين”، وفق ذكرها

وفي تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء الاثنين، أبدت المصادر الإستخباراتية “بعض الحذر” في تعليقها على تصريحات وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، الذي تحدث في تصريحات متلفزة أمس الاحد عن إمكانية تسلل جهاديي تنظيم داعش، بين المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل الإيطالية قادمين من ليبيا.

 

ولم تخفِ المصادر الايطالية المعنية بالوقاية من الإرهاب، الاعتراف بأن “هناك بالطبع خطر من أن يكون من بين المهاجرين الوافدين عن طريق البحر، أناساً سيسلكون في وقت لاحق مسار التطرف الجهادي الطابع”، لكن “هذه العملية غالبا ما تتم في وقت لاحق”، لأن “التنظيمات الإرهابية لا تجازف أبدا بفقدان مقاتليها في حادث غرق محتمل لسفينة مهاجرين” في البحر المتوسط

 

إيطاليا توافق على المساهمة في المساعدات المالية لتركيا بشأن اللاجئين

أعلنت الحكومة الايطالية على لسان رئيس الوزراء ماتيو رينزي اليوم الاثنين، أنها أعطت الضوء الاخضر بشأن المساهمة في تحويل مساعدات مالية أوروبية بنهاية الشهر الجاري لتركيا، أقرها الاتحاد الأوروبي في وقت سابق، تبلغ 3 مليارات يورو تخصص لدعم سلطات أنقرة في إدارة أعباء اللاجئين

 

وكانت روما قد تحفظت في وقت سابق على هذه المساعدات وطالبت بضمانات. وقال رئيس الوزراء الايطالي، الذي يقوم حاليا بجولة افريقية، “سنقدم مساهمتنا لتركيا لإنقاذ البشر، وسوف نبذل كل جهد ممكن لإنقاذ الأرواح في المتوسط”. وأردف “لقد أنقذنا الآلاف وسوف نواصل ذلك، بينما أدارت أوروبا وجهها إلى الجانب الآخر”.

 

ممثل الرئيس الأمريكي يزور مناطق الإدارة الذاتية الكردية شمال سورية

 

روما (1 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قام بريت ماكغورك، ممثل الرئيس باراك اوباما في التحالف الدولي، على رأس وفد يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين بريطانيين وفرنسيين بزيارة إلى مناطق الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات قوات سورية الديمقراطية شمال سورية. والتقى خلال الزيارة مسؤولين أكراد بالإدارة الذاتية وميليشيات حماية الشعب التابعة لهم، واطلع منهم على عرض لإدارتهم للمنطقة.

 

ووصل المسؤول الأمريكي إلى المنطقة عبر مطار رميلان العسكري، في محافظة الحسكة، والذي حوّلته الولايات المتحدة إلى ما يُشبه القاعدة العسكرية البسيطة لدعم قوات سورية الديمقراطية.

 

كما زار المسؤول الأمريكي أيضاً مدينة عين العرب (كوباني)، ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنه “أشاد بالإدارة الذاتية والوحدات الكردية وقتالها لتنظيم الدولة الإسلامية”، ولم يُعلن عن الأسباب المباشرة للزيارة، لكن مصادر مطلعة تشير إلى أنها زيارة دعم للتأكيد على أنه سيكون للأكراد دور قريب في المفاوضات مع النظام وسيكون لهم اعتراف دستوري في سورية.

 

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ممثل الرئيس الأمريكي قال لأعضاء الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعتي الجزيرة وعين العرب إن من حقهم إحداث الإدارة الذاتية، وأثنى على مقاتلتهم لتنظيم الدولة الإسلامية، وشدد على أن سورية المستقبل ستكون ديمقراطية وستحترم حقوق الشعب الكردي وسيضمن ذلك الدستور الجديد لسورية. كما أكّد لهم أن حزب الاتحاد الديمقراطي سيُشرك في اجتماعات جنيف في المرحلة المقبلة الجدّية كطرف أساسي بهذه المفاوضات.

 

مباحثات جنيف: اجتماع “إيجابي” بين ممثلي المعارضة السورية والمبعوث الأممي

التقى مفاوضو المعارضة السورية الرئيسية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بسوريا ستيفان دي ميستورا، في جنيف، بعدما تلقوا ضمانات بشأن قضايا ذات طبيعة إنسانية.

وقال الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي شكلتها المعارضة، سالم المسلط، إنهم عقدوا “اجتماعا إيجابيا” مع ممثل الأمم المتحدة.

لينا سنجاب، موفدة بي بي سي في جنيف

 

تجري خلف الكواليس جهود دبلوماسية هائلة لإنجاح هذه مباحثات جنيف، لكنها قد تنحرف بسهولة عن مسارها.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي شكلتها المعارضة إنها قد تنسحب من المفاوضات إذا لم تتوقف الحكومة عن هجماتها ضد المدنيين.

وروسيا هي الوحيدة التي يمكن أن تمارس نفوذا على الحكومة حتى تفي بهذه المطالب.

وأضاف المتحدث قائلا أنهم في المعارضة سينتظرون لقاء دي مستورا مع مفاوضي حكومة دمشق لسماع كيف ستتعامل مع مطالبها بخصوص الخطوات الإنسانية التي يجب اتخاذها لإنهاء معاناة المدنيين السوريين.

ومضى المسلط إلى القول “نكثف جهودنا لضمان اتخاذ خطوات عملية من أجل إنهاء المعاناة في سوريا”، حسب ما نقلت عنه وكالة رويترز.

وقال دي مستورا إن مباحثاته مع ممثلي المعارضة تمثل انطلاق مباحثات السلام بين المعارضة والحكومة.

وكانت المعارضة قد طلبت في السابق أن ترفع القوات الحكومية الحصار الذي تفرضه على بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات إن دي مستورا تعامل بإيجابية مع مطالبها لإنهاء الحصار وقصف المدنيين.

وتقول المعارضة إن مطالبها الإنسانية متسقة مع قرار مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا.

لكن الحكومة السورية ترى أن المعارضة غير جادة بشأن السلام.

وقال رئيس الوفد الحكومي، بشار الجعفري، إن الحكومة تدرس إمكانية وقف إطلاق النار وتبادل السجناء، لكنه أشار إلى أن هذه الأمور قد تتحقق نتيجة المباحثات وليس قبلها.

وكان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 نص على إجراء مباحثات سلام بين الحكومة والمعارضة كجزء من عملية انتقالية مدتها 18 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات في سوريا.

 

الأمم المتحدة تعلن إطلاق محادثات السلام السورية وسط تقدم القوات الحكومية شمال حلب

من توم مايلز وجون أيريش وتوم بيري وأرشد محمد

 

جنيف/بيروت/روما (رويترز) – أعلنت الامم المتحدة يوم الاثنين انطلاق محادثات السلام من أجل سوريا داعية قوى العالم للضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الرغم من شن القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي روسي أكبر عملية عسكرية لها خلال عام على مقربة من مدينة حلب.

 

وسيطرت القوات الحكومية والمقاتلون المتحالفون معها على الريف الجبلي على تخوم مدينة حلب يوم الاثنين مما يضع خط إمدادات رئيسي تستخدمه الفصائل المسلحة المعارضة للنظام ضمن مرمى النيران وفقا لما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال مقاتلو المعارضة إن العملية العسكرية تجري وسط قصف جوي روسي مكثف على الرغم من تعهدات حكومة دمشق باتخاذ خطوات حسن نية لتحفيز محادثات السلام.

 

وكانت المعارضة السورية قد أعلنت في السابق أنها لن تشارك في مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة إذا لم يتوقف القصف وترفع الحصارات المفروضة على عدد من المدن والبلدات ويطلق سراح المعتقلين.

 

لكن على الرغم من عدم حدوث ذلك التقى ممثلو المعارضة في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا على مدى ساعتين اعتبرهما المسؤول الدولي بداية رسمية للمحادثات.

 

وشدد دي ديستورا على أن الشعب السوري يستحق أن يشهد تحسنا في الوضع على الأرض مشيرا إلى أن المعارضة لديها “وجهة نظر قوية” في مطالبتها بخطوات حسن نية.

 

ودعا دي ميستورا القوى الدولية إلى بدء محادثات على الفور بشأن كيفية فرض وقف لإطلاق النار.

 

وطغت العملية العسكرية للقوات السورية على محاولات دي ميستورا لإطلاق أول محادثات سلام بشأن سوريا منذ عامين يفترض بها أن تتم بشكل غير مباشر ويتواجد فيها وفدا الحكومة والمعارضة في قاعتين منفصلتين.

 

وفي هذه الأثناء زار مسؤول أمريكي رفيع مناطق في شمال سوريا يسيطر عليها المقاتلون الأكراد الذين حققوا مكاسب ميدانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية بمساندة غارات أمريكية.

 

وتمثل محادثات السلام في جنيف المحاولة الأولى منذ عامين لعقد مفاوضات بشأن النزاع السوري الذي تدخلت فيه قوى عالمية وإقليمية وأسفر حتى الآن عن مقتل 250 ألف شخص على الأقل وأجبر نحو عشرة ملايين على النزوح من منازلهم.

 

ومن جهة أخرى أشار المرصد إلى أن عدد القتلى في تفجير انتحاري نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة تسيطر عليها الحكومة قرب دمشق وتضم مقام السيدة زينب الشيعي الأقدس ارتفع إلى أكثر من 70 شخصا.

 

الهجوم

 

ووافقت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل معظم أطياف المعارضة السورية في وقت متأخر من يوم الجمعة على السفر إلى جنيف بعد قولهم إنهم تلقوا ضمانات لتحسين الوضع الداخلي في البلاد بما يشمل إطلاق سراح معتقلين ووقف الهجمات على المناطق المدنية.

 

غير أن المعارضة تقول إنه منذ ذلك الحين لم تتراجع العمليات العسكرية مع استمرار هجمات القوات الحكومية السورية وحلفائها من الجماعات الشيعية المسلحة على مناطق مهمة في غرب سوريا شملت في الآونة الأخيرة شمال حلب.

 

وقال قائد إحدى الفصائل المنضوية تحت إمرة الجيش السوري الحر التي تقاتل في المنطقة “بدأ الهجوم الساعة الثانية فجرا بالغارات والصواريخ”. وتسيطر المعارضة على أجزاء من مدينة حلب وتسيطر الحكومة على أجزاء أخرى.

 

وأضاف أحمد السعود لرويترز إن جماعته أرسلت تعزيزات إلى المنطقة القريبة من قرية باشكوي.

 

وأضاف من محافظة إدلب المجاورة “أخذنا ضمانات من أمريكا والسعودية لندخل المفاوضات.. لكن النظام ليس لديه حسن نية ولم يظهر لنا أي حسن نية.”

 

وقال المرصد السوري إن القوات الحكومية تحقق مكاسب ميدانية في المنطقة وقد سيطرت على معظم قرية دوير الزيتون قرب باشكوي. وأشار المرصد إلى أن عشرات الغارات شنت على المنطقة صباح اليوم في حين أكد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات الحكومية تتقدم هناك.

 

وأدى القتال إلى موجة نزوح جديدة. وأعلنت وكالة إدارة الكوارث التركية إن أكثر من 3600 شخص من التركمان والعرب فروا أثناء تقدم القوات الموالية للحكومة في شمال محافظة اللاذقية وعبروا إلى تركيا في الأيام الأربعة الماضية.

 

مفاوضات “في ظل التصعيد”

 

وأشارت الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة إلى أنها ستغادر جنيف ما لم يتم تنفيذ خطوات نص عليها قرار لمجلس الأمن في 18 من ديسمبر كانون الأول تدعم عملية السلام وتشمل رفع الحصار المفروض على مناطق.

 

وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة يوم الأحد إن دمشق تدرس خيارات منها وقف إطلاق النار وإنشاء ممرات إنسانية والإفراج عن سجناء. لكنه أشار إلى أن ذلك قد يحدث نتيجة للمحادثات وليس قبلها.

 

وأضافت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن الحكومة السورية وافقت “من حيث المبدأ” على طلب من المنظمة الدولية لتسليم مساعدات إلى بلدات مضايا والفوعة وكفريا المحاصرة.

 

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “بناء على هذا.. ستقدم الأمم المتحدة قائمة مفصلة بالإمدادات وتفاصيل أخرى .. وسوف تضم وتؤكد مجددا على طلب تقديم مساعدات غذائية والسماح بدخول فرق لتقييم الأوضاع الغذائية والصحية.”

 

ولم يتم تحديد موعد لإرسال المساعدات.

 

وقالت العضو بوفد المعارضة فرح الأتاسي إن القوات الحكومية تصعد حملتها العسكرية وهو ما يجعل من الصعب تبرير وجود المعارضة في جنيف. وأشار مسؤول آخر في المعارضة إلى القصف الروسي العنيف على منطقة شمال حمص يوم الأحد باعتباره علامة على عدم حدوث أي تغير.

 

وقالت فرح الأتاسي “سنذهب اليوم إلى السيد دي ميستورا للمطالبة مجددا وللمرة الألف.. (وللقول) إن المعارضة السورية حريصة على إنهاء معاناة الشعب السوري.”

 

وأضافت قولها “لكن لا يمكننا أن نطلب من المعارضة السورية الدخول في أي مفاوضات مع النظام في ظل هذا التصعيد.”

 

وقال بريت مكجورك المبعوث الأمريكي لدى التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية إن زيارته التي جرت في مطلع الأسبوع تهدف لمراجعة القتال ضد التنظيم.

 

وأثبت المقاتلون الأكراد أنهم الحلفاء الأكثر فعالية على الأرض للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا وتمكنوا من إحراز مكاسب ميدانية على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

لكن علاقتهم مع واشنطن قد تغضب تركيا المجاورة التي تشعر بالقلق إزاء تزايد نفوذ أكراد سوريا خشية أن يثير ذلك مشاعر انفصالية بين الأكراد الأتراك.

 

واستبعد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الرئيسي من محادثات السلام السورية.

 

وقال مكجورك إنه “بحث الخطوات التالية في الحملة السورية” مع “مقاتلين متمرسين ومتعددي الأعراق مناهضين للتنظيم” مشيرا إلى ان واشنطن تدعم نهجا شاملا حيال مسألة المفاوضات.

 

وقال دبلوماسي غربي كبير إن المعارضة حضرت حتى لا تعطي “ميزة مباشرة للنظام”.

 

وأضاف “يريدون أشياء ملموسة وواضحة بشكل فوري.. لكن هناك أمورا ليس من المعقول فعلها حاليا مثل إنهاء القصف. من الواضح أنه صعب للغاية. أسهل التسويات هي الإفراج عن المدنيين والأطفال.”

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

المعارضة السورية تقول على الحكومة تنفيذ تدابير لحسن النوايا خلال أيام

بيروت (رويترز) – قال مسؤول بالمعارضة السورية يوم الاثنين إن على الحكومة السورية أن تعلن خلال أيام قليلة استعدادها لتنفيذ تدابير لحسن النوايا على الأرض متهما مبعوث الأمم المتحدة للسلام بأنه أخطأ بإعلانه بدء محادثات السلام.

 

وتوجه وفد المعارضة السورية إلى جنيف حيث بدأت يوم الجمعة اجتماعات محادثات السلام الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام في سوريا. لكن المعارضة قالت مرارا إنها لن تشارك في المفاوضات قبل تطبيق إجراءات إنسانية مثل رفع الحصار.

 

وأضاف منذر ماخوس المسؤول في الهيئة العليا للتفاوض في حديث لقناة العربية أنه “يجب أن يقوم النظام السوري بالإعلان المباشر والصريح غير قابل للالتباس والغموض أنه مستعد لتنفيذ المادتين 12 و 13 بشكل فوري وعلى وجه التحديد ألا يتجاوز بضعة أيام وخلافا لذلك لن يشارك وفد الهيئة العليا للتفاوض في أي عملية أخرى.”

 

وقال إنه في حالة عدم تحقيق ذلك فإن اللجنة العليا للتفاوض لن تشارك في أي عملية أخرى.

 

وأضاف “قلنا له (مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا) بشكل واضح تماما يجب عدم تفسير أي تواصل معه على انه بدء العملية التفاوضية.”

 

وفي تصريح منفصل قال منذر ماخوس لتلفزيون رويترز إن وفد المعارضة جاء لبضعة أيام فقط وإنه إذا لم يتم إحراز تقدم على الأرض فسوف يغادر. وقال إن المعارضة لم تأت كي تشارك في مفاوضات ولكن لاختبار نوايا “النظام”.

 

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

امال متواضعة بتقدم المحادثات السورية في جنيف

يبدأ مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الإثنين مهمة صعبة تقضي بإدارة محادثات بين وفدي النظام السوري والمعارضة هادفة إلى وضع حد للنزاع المستمر منذ قرابة خمس سنوات.

وتنطلق المحادثات التي تأخرت أياما بسبب تردد المعارضة في المشاركة ومطالبتها بتنفيذ مطالب إنسانية على الأرض قبل بدء البحث في السياسية غداة تفجيرات انتحارية دامية تسببت بمقتل 71 شخصا في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق وتبناها تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وتؤشر هذه التفجيرات إلى مدى تعقيد النزاع السوري المتشعب الجبهات الأطراف والضرورة الملحة للتوصل إلى حل للنزاع.

 

ويرفض الجانبان إجراء مفاوضات مباشرة، وقد وافقا على أن يستقبل دي ميستورا كل من الوفدين بشكل رسمي ومنفصل في مقر الأمم المتحدة في جنيف.

 

ويلتقي دي ميستورا الوفد الحكومي السوري عند العاشرة بتوقيت غرينتش وكان التقاه الجمعة. وبعد ذلك سيلتقي وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية للمرة الأولى بعد الظهر (16,00 ت غ).

 

ويريد دي ميستورا إقامة حوار غير مباشر بين الجانبين عبر مندوبين يتنقلون بينهما. وكان أعلن لدى تحديد موعد المفاوضات أن العملية يمكن أن تستغرق حتى ستة أشهر، وهي المهلة التي حددتها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى سلطة انتقالية تنظم الانتخابات في سوريا في منتصف 2017.

 

وعلى الرغم من إعلان الأمم المتحدة منذ الجمعة بدء المحادثات، إلا أنها فعليا لم تبدأ بعد ولا تزال العملية مهددة بالفشل.

 

وتتمسك المعارضة بتطبيق مطالب إنسانية تتعلق بإيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل بدء التفاوض، وتصر على حصر التفاوض بالمرحلة الانتقالية التي يجب أن تنتهي برأيها بإزاحة الرئيس بشار الأسد.

 

أما النظام فيتهم المعارضة بإضاعة الوقت وبـ “عدم الجدية” وبالسعي إلى “تقويض الحوار”.

 

واختصر دبلوماسي غربي متابع للمحادثات الوضع قائلا “لنكن واقعيين، لقد حققنا تقدما فنحن إزاء اشخاص لم يتبادلوا الكلام منذ عامين بينما الفظاعات متواصلة والوضع تدهور”.

 

شارك وفدان من الحكومة والمعارضة السوريتين في مفاوضات على مرحلتين بإشراف الامم المتحدة في جنيف في مطلع العام 2014 لم تؤد الى نتيجة.

 

وتعلق الدول الكبرى آمالا على قرار الأمم المتحدة الصادر في 18 كانون الأول ـ ديسمبر والذي نص على خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة، وعلى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، لكن من دون أن يشير إلى مصير الرئيس السوري.

 

وتريد القوى الكبرى التي طالتها تداعيات النزاع المتمثلة بالتهديد الجهادي وأزمة الهجرة أن يتمكن السوريون من الاتفاق على حل ليكون في الامكان مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يحتل مساحات واسعة من سوريا والعراق.

 

آمال متواضعة

 

لكن حجم الهوة الفاصلة بين الطرفين وداعميهما الإقليميين والدوليين لا تبعث آمالا بتحقيق تقدم على المدى القصير أو المتوسط.

 

وأبرز المفاوضين في الوفد السوري إلى جنيف هو سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي اتهم المعارضة بأنها تفتقر إلى “المصداقية”.

 

أما كبير المفاوضين في وفد المعارضة فهو محمد علوش، ممثل “جيش الاسلام”، أحد أبرز الفصائل المقاتلة المعارضة. وهددت الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة بعد وصولها إلى جنيف الأحد بأنها ستنسحب من المفاوضات في حال واصل النظام ارتكاب “الجرائم”.

 

في واشنطن، حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام على أداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام، متهما قوات الرئيس بشار الأسد بتجويع المدنيين.

 

وقال في بيان “نظرا إلى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من أهمية، أناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الأفضل”، مطالبا النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى البلدات المحاصرة مثل مضايا في ريف دمشق.

 

وبدا واضحا أن كيري يتوجه إلى المعارضة بهدف إعطائها اشارة إلى أن الولايات المتحدة تدعمها في مطالبها ومحاولة دفعها للمضي في المحادثات.

 

ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين وصعوبة العملية، أعرب دي ميستورا الأحد عن “تفاؤله وتصميمه” على مواصلة جهوده.

 

وأوقع النزاع السوري أكثر من 260 ألف قتيل منذ العام 2011 وأدى إلى تهجير أكثر من نصف السكان إلى دول مجاورة أو إلى أوروبا التي يواجهون مخاطر جسيمة في بلوغها.

 

وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني تعليقا على تفجيرات الأمس، أن أعمال العنف الجديدة في سوريا “تهدف بشكل واضح إلى افشال الجهود من أجل اطلاق عملية سياسية”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى