أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 03 حزيران 2013

 اشتباك في جرود بعلبك بين «حزب الله» و«الحر» يثير مخاوف من انتقال المواجهة إلى داخل لبنان

بيروت – «الحياة»

وقع اشتباك فجر أمس بين مجموعة من «حزب الله» وأخرى من «الجيش السوري الحر» في جرود بعلبك المحاذية للحدود اللبنانية – السورية أدى الى سقوط قتيل من الحزب شيع ظهر أمس و4 جرحى وأكثر من 7 قتلى من المقاتلين السوريين بحسب مصادر أمنية، مع ان مصادر حزبية في البقاع حليفة للحزب ذكرت ان عدد القتلى في صفوف السوريين ارتفع الى 17 قتيلاً ووجدت في حوزتهم أسلحة فردية وأخرى «غير عادية» فضلت عدم كشف نوعيتها، إلا أن مصادر أخرى قالت ان جثتين فقط لمقاتلين سوريين وجدتا في موقع الاشتباك.

وسجل مساء امس تدهور في الوضع الامني على محاور جبل محسن-التبانة – القبة في طرابلس وتبادل لاطلاق النار رافقته عمليات قصف وقنص.

ويعتبر اشتباك بعلبك الأول من نوعه منذ اندلاع القتال في سورية بين الجيش النظامي مدعوماً من «حزب الله» وبين «الجيش السوري الحر»، ويثير المخاوف من تمدد القتال الى داخل الأراضي اللبنانية في المنطقة الحدودية بين البلدين، خصوصاً مع استمرار الحصار المفروض على مدينة القصير في ريف حمص من وحدات تابعة للجيش النظامي في سورية وأخرى لـ «حزب الله». (راجع ص 7)

وكشفت مصادر أمنية لبنانية رفيعة لـ «الحياة» أنه سبق هذا الاشتباك سقوط صواريخ عدة انطلقت من المنطقة الحدودية في سورية في اتجاه بلدات عدة في قضاء بعلبك. وقالت ان الصواريخ تطلق للمرة الأولى على هذه المنطقة من دون أن توقع اصابات في الأرواح. بينما لم يتوقف اطلاق الصواريخ على بلدات في منطقة الهرمل رداً على ضلوع «حزب الله» في القتال بسورية الى جانب النظام.

وأكدت المصادر نفسها أن الاشتباك بدأ عندما فوجئت العناصر التابعة لـ «الجيش السوري الحر» بكمين نصبته مجموعة من «حزب الله» في منطقة جردية في اعالي بعلبك تعرف باسم عين الجوزة، بعد أن قامت مجموعة أخرى باستطلاع المنطقة في ضوء ورود معلومات مفادها بأن مجموعات من «الجيش الحر» تقوم من حين الى آخر بالدخول اليها والخروج منها في ظل غياب أي تواجد عسكري للقوى الأمنية اللبنانية الشرعية.

ولفتت المصادر الى ان المنطقة التي وقع فيها الاشتباك تعتبر منطقة متداخلة مع جرود بلدة نحلة في قضاء بعلبك، وان الأخيرة متداخلة مع بلدة فليطه السورية التي تتداخل بدورها مع جرود بلدة عرسال البقاعية.

وذكرت ان «الجيش السوري الحر» أقام منذ فترة طويلة تجمعاً له في فليطه التي تعرف في الوقت نفسه باسم منطقة المشرفة، لكنها لا تستطيع التأكد ما إذا كان هذا التجمع ما زال قائماً مع اشتداد الطوق العسكري على منطقة القصير من الجيش النظامي و «حزب الله» اللذين يشددان الحصار على بعض قرى ريف دمشق المحاذية للحدود بين البلدين. وأوضحت المصادر الأمنية الرسمية أنها لم تتمكن من التثبت من هوية القتلى من «الجيش الحر»، وبالتالي التأكد ما إذا كانوا ينتمون الى «جبهة النصرة»، كما ذكر بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي تتخذ من بيروت مقراً لها.

وقالت إن المخاوف الأمنية مشروعة من تمدد القتال الى داخل المنطقة الحدودية اللبنانية، خصوصاً في حال تمكن الجيش السوري بدعم من «حزب الله» من إطباق سيطرته على منطقة القصير وتعذر دخول المنظمات الإنسانية الدولية اليها لإجلاء المصابين، الأمر الذي يدفع بالوحدات التابعة لـ «الجيش الحر» الى القتال لعله يتمكن من إعاقة تقدم القوات المشتركة من الجيش النظامي و «حزب الله» للسيطرة على مواقعه.

واعتبرت ان سيطرة الجيش النظامي و «حزب الله» على منطقة القصير يمكن أن ينقل المعارك الى مناطق أخرى وصولاً الى تلك المتداخلة بين البلدين في ظل عدم ترسيم الحدود، علماً أنه لم يصدر أي بيان لبناني رسمي حول الاشتباك الذي وقع في داخل الأراضي اللبنانية على مقربة من الحدود.

على صعيد آخر، بات مصير تمديد البرلمان اللبناني لنفسه متعلقاً بما سيقوله المجلس الدستوري في مراجعة الطعن الذي قدمه اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع استعداده اليوم لتسمية أحد أعضائه مقرراً للنظر فيه على أن يلتئم في غضون أيام لإعلان النتيجة.

ورأت مصادر نيابية أن قبول الطعن في حاجة الى موافقة 7 أعضاء من أعضائه العشرة، وقالت ان رئيس الجمهورية لم يعترض في المبدأ على التمديد للبرلمان لكنه أوصى في كلمته التي وجهها الى اللبنانيين بألاّ تتجاوز مدة التمديد الأشهر الستة، ويمكن البرلمان في حال قبول الطعن ان يجتمع قبل انتهائها ليمدد لنفسه مجدداً لمدة مماثلة وهكذا دواليك.

وأكدت أن الانتظار الذي فرضه الطعن لن يمنع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام من تكثيف مشاوراته باتجاه الكتل النيابية للإسراع في عملية التأليف في ظل اصراره على الثوابت التي وضعها كإطار عام لولادة الحكومة العتيدة، وأولها عدم تمثيل أي تجمع سياسي بأكثرية الثلث الضامن لأن الإقرار بذلك يعني انه يوافق سلفاً على لجوء هذا الطرف أو ذاك الى تعطيل الحكومة على رغم انه يرفض التحدي ويكرر أمام زواره أن لا مبرر لما يسمى بالثلث الضامن لأنه سيسبقه الى الاستقالة.

مجلس التعاون يدرس إجراءات ضد «حزب الله» بعد كشف «وجهه الحقيقي»

جدة – فهد الحسني ؛ عمان – تامر الصمادي

جدة، باريس، نيويورك، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – قررت دول مجلس التعاون الخليجي النظر في اتخاذ «اجراءات ضد اي مصالح» لـ»حزب الله» في دول المجلس، معتبرة ان تدخل الحزب في سورية والخطاب الاخير لامينه العام السيد حسن نصرالله كشفا «وجهه الحقيقي» له.

ودان المجلس، في ختام اجتماع في جدة برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية البحريني غانم فضل البوعينين وغياب وزراء خارجية السعودية وقطر والبحرين والإمارات، «التدخل السافر لحزب الله في سورية»، وما تضمنه نصرالله من «مغالطات باطلة ووعود في شأن تغيير المعادلة في المنطقة». ودان تدخل الحزب في القصير، وغيرها من المدن السورية، مشيراً إلى أن هذا التدخل وخطاب أمينه العام الأخير كشفا عن «الوجه الحقيقي» للحزب.

وتابع المجلس ان خطاب نصرالله تضمن «مغالطات باطلة وإثارة للفتن»، مستنكراً وعده بتغيير المعادلة في المنطقة ومحاولة جرها إلى أتون الأزمة السورية وإلى صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه. وقال إن دول المجلس تطالب الحكومة اللبنانية بتحييد لبنان عن القتال في سورية، باعتبار ان تدخل الحزب في القصير يناهض سياسة النأي بالنفس الذي تتخذه الحكومة اللبنانية.

واذ دعت الدول الخليجية مجلس الأمن الى «تحمل مسؤولية ما يحصل في سورية»، أعربت عن بالغ قلقه لاستمرار تدهور الأوضاع في سورية وتزايد احتمالات تأثيرها في الأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصاً في ظل مشاركة «مليشيات حزب الله» في قتال الشعب السوري. وأكدت على موقف المجلس الثابت الداعي إلى مضاعفة جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل ينهي الأزمة في سورية لوقف نزيف دماء الشعب السوري بما يحقق تطلعاته وآماله ويحفظ لسورية أمنها واستقرارها ووحدتها.

ورحّب المجلس الوزاري بنتائج اجتماع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي عقد في اسطنبول نهاية الشهر الماضي، مؤكداًَ دعمه لموقف «الائتلاف» في شأن مؤتمر «جنيف 2» وضرورة تحقيق إرادة الشعب السوري الشقيق ومطالبه المشروعة.

وفي شأن الموقف من إيران، جدد المجلس الوزاري «دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى والمياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة».واستنكر المجلس الوزاري تصريحات القيادات الإيرانية في شأن مملكة البحرين وشعبها، واعتبرها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين وسلوكاً ممنهجاً يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار. كما دان المجلس الوزاري إرسال النظام الإيراني طائرة تجسس، تم العثور عليها في شمال مملكة البحرين، معتبراً ذلك عملاً عدائياً يعكس إصرار إيران على التدخل في شئون مملكة البحرين، وزعزعة أمن المنطقة واستقرارها.

في غضون ذلك، استمر وصول تعزيزات قوات النظام و»حزب الله» من جهة وكتائب المعارضة المسلحة من جهة ثانية، الى جبهات القتال في القصير في وسط البلاد، استعدادا لمعركة كبرى فيها. وتعهد رئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبد الجبار العكيدي خلال جولة ميدانية في مدينة القصير بـ «القتال حتى النصر» في مواجهة قوات النظام مدعومة من «حزب الله». ووجه انتقادات شديدة إلى الحزب، قائلاً: «سنلقنه درساً لن ينساه. وسندحرهم (مقاتلي «حزب الله») إلى أراضيهم» في لبنان. وخاطب المقاتلين: «ليس هناك شيء اسمه انسحاب من المعركة. لا عودة إلى الوراء، بل إننا سنقاتل حتى النصر».

الى ذلك، توقع محمد الشلبي زعيم «السلفية الجهادية» في الأردن حدوث مواجهة حاسمة بين الجهاديين السنة ومقاتلي «حزب الله» في الأيام المقبلة، مؤكداً أن مقاتلة أنصار الحزب «على رأس أولويات» مقاتليه. وقال الشلبي، المعروف بـ «أبو سياف»، في تصريحات لـ «الحياة»، إن مقاتلي «جبهة النصرة» «في طريقهم إلى كل المواقع التي يسيطر عليها مقاتلو الحزب. ننتظر دخولهم القصير حتى يغيّروا المعادلة، ويلحقوا الهزيمة الفادحة بأنصار حزب الشيطان (حزب الله)».

وتراجعت احتمال انعقاد مؤتمر «جنيف – 2» خلال الشهر الجاري. واعتبره وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع «راديو أوروبا 1» وتلفزيون «إي تيليه» امس، «مؤتمر الفرصة الأخيرة»، لكنه اشار الى انه «قد يعقد في تموز (يوليو) المقبل» وان الوقت «قصير جداً» كي يتسنى عقده في الشهر الجاري. وأضاف: «على المعارضة اختيار ممثليها، هذا سيستغرق بعض الوقت، ينبغي الاتفاق على جدول الأعمال. ونحن نعمل من أجل عقده، ينبغي الإعداد له»، مكررا «تحفظ» بلاده على حضور ايران في المؤتمر لانها «لاتؤيد الوصول الى حل» وتريد ربط الموضوع السوري بمفاوضاتها ازاء الملف النووي.

روسيا عطلت بياناً لمجلس الأمن عن القصير

والتعاون الخليجي لإجراءات ضد “حزب الله”

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

رفضت السلطات السورية أمس مناشدات المجتمع الدولي للسماح بادخال مساعدات انسانية الى مدينة القصير واجلاء مئات الجرحى منها. وأحبطت موسكو مجدداً محاولة للندن لاصدار بيان من مجلس الأمن يعبر عن “القلق البالغ” من الحصار الذي تفرضه القوات السورية و”حزب الله” على المدينة.

وغداة بيانات عدة من منظمات انسانية تحذر من الحصار الدامي المفروض على القصير وتتخوف من ارتكاب مجازر في حق المدنيين، اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون هاتفياً من اليابان بوزير الخارجية السوري وليد المعلم وأجرى معه محادثات في شأن الوضع في القصير.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن المعلم “حرص” الحكومة السورية “على أمن مواطني (المدينة) واستقرارهم”، موضحا أن “ما يقوم به الجيش العربي السوري هو لتخليص هؤلاء المواطنين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وعودة الأمن والاستقرار لمدينة القصير وريفها”. وأبدى “استغرابه لتعالي الأصوات في شأن الوضع في القصير في حين لم نسمع هذا القلق عندما استولى الإرهابيون على المدينة وريفها وارتكبوا أبشع الجرائم في حق المواطنين منذ أكثر من 18 شهراً”. وأكد أن السلطات السورية “سوف تسمح للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري بالدخول الى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها”.

الى ذلك، أبلغ ديبلوماسي غربي رفيع “النهار” أن روسيا منعت مجلس الأمن من اصدار مشروع بيان صحافي أعدته بريطانيا يعبر عن “القلق البالغ من الوضع في القصير، سوريا، وبالتحديد الأثر على المدنيين من القتال الدائر هناك”. وجاء في المشروع أيضاً أن أعضاء المجلس “يطالبون بقوة كل الأطراف بالقيام بكل ما في وسعهم لتجنب وقوع اصابات بين المدنيين، والحكومة السورية بممارسة مسؤوليتها لحماية المدنيين”. ويحذرون أن “المسؤولين عن المجازر أو الإنتهاكات الأخرى والتجاوزات التي ينطبق عليها القانون الدولي سيحاسبون”. وكذلك يدعون الحكومة السورية الى “السماح بوصول غير معرقل كامل وفوري للمنظمات الإنسانية المحايدة، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، الى المدنيين المحاصرين في القصير”.

وتحتاج بيانات مجلس الأمن الى اجماع الدول الـ15 الأعضاء لإصدارها.

وعلل الديبلوماسيون الروس هذا الموقف بأنه “لا يستحسن أن يتخذ مجلس الأمن موقفاً كما فعل عندما سيطرت المعارضة على القصير”. ورأوا أن الطريقة الفضلى للحل هي الديبلوماسية. غير أن ديبلوماسياً غربياً لاحظ أن روسيا “لا تزال تزود الحكومة السورية أسلحة”.

مجلس التعاون

وفي ختام اجتماع لوزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي في مدينة جدة – السعودية، صرح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني بأن المجلس يدين تدخل “حزب الله” في المعارك الدائرة في القصير، والذي يناهض سياسة النأي بالنفس. وقال إن المجلس سينظر في اتخاذ إجراءات ضد أي مصالح للحزب في دول الخليج. واضاف أنه يتعين على مجلس الأمن تحمل مسؤولية ما يحصل في سوريا، مشيرا الى أن إدراج “حزب الله” كمنظمة إرهابية يحتاج إلى مزيد من الدرس.

وصرح وزير الدولة للشؤون الخارجية في البحرين غانم البوعينين: “لا احد يستطيع التغطية على ممارسات حزب الله فهو منظمة ارهابية وهذا تصور دول الخليج له”. وأضاف:”هناك اجماع على توصيف التدخل السافر لحزب الله في سوريا بانه ارهاب… لقد كشف التدخل المستور، كان يمارس التقية”.

وأوضح ردا على سؤال ان “ادراج الحزب كمنظمة ارهابية تفصيل فني وقانوني يستدعي المزيد من الدراسة”، مشيراً الى “اضرار حزب الله بلبنان”.

الوضع الميداني

ميدانياً، قتل تسعة من افراد القوات النظامية السورية في تفجير انتحاري في حي جوبر بدمشق. وشن الجيش النظامي سلسلة غارات على مدينة القصير في ريف حمص التي كان احكم الطوق عليها بدعم من “حزب الله” اللبناني. واستهدفت الغارات خصوصا الاحياء الشمالية من المدينة وبعض البساتين وقسما من قرية الضبعة شمال المدينة لا تزال في ايدي المعارضة المسلحة.

وأظهرت لقطات صورها هواة وحملت على موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت ما يعتقد انه زيارة يقوم بها قائد المجلس العسكري الثوري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي الى جانب قائد عسكري من دير الزور للخطوط الامامية في القصير.

“حزب الله” في حلب

ونشرت صحيفة “الواشنطن بوست” الى قائد من “حزب الله” طلب عدم ذكر اسمه ان التنظيم اللبناني حشد ألفي مقاتل في مدينة حلب السورية ومحيطها، مما أثار مخاوف من هجوم وشيك على المعارضة السورية. وقالت ان اكثرية هؤلاء المقاتلين تتمركز في قرى شيعية مثل الزهرة ونبل بشمال حلب، ونقلت عن المعارضة السورية ان بعض هؤلاء دخل امس المدينة استعدادا للهجوم. واعتبرت ان هجوما على المدينة يمكن ان يضغط على القوى المعارضة، بعدما ارسلت تعزيزات من حلب للقتال ضد “حزب الله” والقوات السورية في القصير.

وقال القائد الذي يشرف على خمس وحدات في قتال القصير: “بدأت معركة حلب على نطاق صغير للغاية، دخلنا للتو اللعبة”. واضاف: “سنذهب الى المعاقل التي يعتقدون انها آمنة. سيتساقطون مثل الدومينو”.

محاور الاشتباك السوري اشتعلت دفعة واحدة

وفتور سياسي على طريق بعبدا – عين التينة

“حزب الله” اتخذ تدابير احترازية واجراءات في الضاحية والبقاع والجنوب

احتدمت على الجبهة الشرقية بين “حزب الله” ومعارضين سوريين، فاشتعلت الجبهة الشمالية فجأة ومن دون مقدمات، على رغم الهدنة التي فرضها الجيش “بالتراضي” قبل أيام على محور التبانة – جبل محسن. وبدت الجبهتان وثيقتي الارتباط بتطورات الأزمة السورية المفتوحة الارتدادات على لبنان.

والتطوّر اللافت امس كان لجوء المعارضة السورية الى تنفيذ بعض تهديداتها للبنان التي اطلقتها الاسبوع الماضي رداً على مشاركة “حزب الله” في معارك القصير. وقد حددت لها موعداً خلال عطلة نهاية الاسبوع، فيما بلغت الصواريخ قرى قضاء بعلبك للمرة الأولى.

وكان “حزب الله” أعلن عبر مصادره ان المعارضة السورية عملت على نصب قواعد صواريخ في تلال مطلة على قرى لبنانية، مما استدعى مواجهات معها ليل السبت – الاحد. والحزب، استناداً الى مصادر قريبة منه، اتخذ، بعد التهديدات، اجراءات مشددة، بينما كان يستعد خلال الاسبوع الجاري لإعادة مقاتليه من القصير السورية حيث سقط له وفق مصادر أمنية مئات القتلى الذين يعلن عنهم تباعاً.

والتهديدات حملته على اعتماد خطط بديلة تقضي بإعادة توزيع مقاتليه لمراقبة المعابر والهضاب والجبال المشرفة على مناطق البقاع تحديداً حيث الوجود الشيعي الكثيف لمنع إطلاق الصواريخ من الجانب السوري عليها.

وقد حصلت اشتباكات ليل السبت – الاحد بين مقاتلين من “حزب الله” تقدموا من منطقة بعلبك، ومجموعة من “الجيش السوري الحر” في منطقة سورية حدودة محاذية. ونقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر أمني لبناني “ان عنصراً من الحزب قتل، الى عدد من المسلحين من الجانب السوري لم يعرف”، وقت أفادت مصادر قريبة من الحزب “ان المجموعة السورية التي تضم في عدادها مقاتلين من “جبهة النصرة” كانت تتسلل الى مرتفعات لبنانية لتثبيت منصات صواريخ وانه تم قتل ما بين 17 و20 فرداً منها”.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له حصول الاشتباكات في المنطقة المحاذية لريف الزبداني ويبرود في ريف دمشق من الجهة السورية وجرود بعلبك اللبنانية.

وسبق الاشتباك الليلي سقوط صواريخ عدة على بلدات في قضاء بعلبك، وهي المرة الأولى تطاول الصواريخ قرى في بعلبك، بعدما كانت تركزت في منطقة الهرمل.

وقبيل منتصف ليل امس، أفيد عن اشتباك جديد بين مقاتلي “حزب الله” وآخرين مسلحين كانوا يعبرون معبر جوسية باتجاه الاراضي السورية، وأدى الاشتباك الى مقتل ثلاثة من المسلحين اللبنانيين.

وأوضحت المصادر القريبة من “حزب الله” ان الحزب أخذ التهديدات على محمل الجد منذ الاربعاء الماضي، وقبل ذلك بمدة طويلة، واتخذ اجراءات عدة شملت معظم المناطق، وخصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، فعمد الى تفتيش شمل معظم التجمعات التي يقيم فيها عمال سوريون، وكذلك منازل عدد من اللاجئين، وأقام عدداً من نقاط المراقبة على الطرق المؤدية الى احياء الضاحية. واتخذ الحزب اجراءات مماثلة في قرى بقاعية وجنوبية له وجود فاعل فيها.

واتخذ الحزب اجراءات مراقبة في التلال المحيطة بالعاصمة والمشرفة على الضاحية بعد اطلاق صاروخي “غراد” صباح الاحد الماضي، “على رغم توصل الحزب الى نتائج دقيقة في شأن هوية مطلقي الصاروخين”.

طرابلس

أما في آخر تطورات الوضع في مدينة طرابلس، فقد تسابق كل من الطرفين المتقاتلين في تحميل الآخر مسؤولية بدء الاشتباكات واعمال القصف والقنص، على رغم الهدنة التي امتدت جزئياً اياماً، وهي الهدنة التي وصفتها “النهار” قبل أيام بأنها هدنة محارب. وافاد مندوب “النهار” ان نحو 14 جريحاً نقلوا الى مستشفيات طرابلس وزغرتا نتيجة عمليات القنص وتساقط قذائف الهاون المتفرقة على احياء المدينة منذ السابعة والنصف مساء.

وتوجس أهالي طرابلس شراً مما يحضّر للمدينة بعدما لوحظ بناء الطرفين المتقاتلين تحصينات ودشماً من الباطون المسلح على امتداد محاور القتال في شارع سوريا وصولا الى طلعة العمري وساحة الاميركان. وبلغ الرصاص الطائش شوارع المئتين والزاهرية والثقافة وابي سمرا.

وأشار مندوب “النهار” الى ان طرفي النزاع يتبادلان الاتهامات بالعودة الى القتال، لكن بناء التحصينات وحركة النزوح الكثيفة التي شهدتها المناطق المتاخمة لمحاور القتال اظهرا بوضوح ان ثمة ما يدبر لطرابلس وان ثمة ارادة للعودة الى أعمال العنف. واشار الى ان استعمال قذائف الهاون منذ اللحظات الاولى للاشتباك قد يكون مؤشراً سلبياً لما ينتظر طرابلس من وضع أمني مترد.

الطعن في التمديد

سياسياً، وفيما يعاود رئيس الوزراء المكلف تمّام سلام مشاوراته الرسمية غداً، يستأثر موضوع الطعن في التمديد لمجلس النواب بالحركة في الايام المقبلة، وسط توتر على خط بعبدا – عين التينة، اذ رد الرئيس نبيه بري أمس على انتقاد رئيس الجمهورية ميشال سليمان لمجلس النواب، فأوكل الى معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل المهمة. وقال الاخير: “نأسف ان يتحدث البعض عن تقاعس في مجلس النواب”، وانتقد “ايحاء وتاثيراً معنويين على اعضاء المجلس الدستوري”.

الى ذلك، أثار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي موضوع التمديد منتقداً اياه بقسوة واعتبر “ان قرار التمديد اسقط ثقة الشعب بالنواب الذين مددوا رغماً عنه. ولنا ملء الثقة بالمجلس الدستوري”.

وتخوفت مصادر من ان يؤدي موقف البطريرك الماروني، مع الضغط السياسي الذي يمارسه “التيار الوطني الحر” الذي يتقدم بطلب الطعن الدستوري اليوم، الى التأثير في مواقف الاعضاء المسيحيين الخمسة في المجلس. وترى المصادر أنه اذا مضى العضوان السنيان في قبول الطعن، تتوافر له سبعة اعضاء من عشرة.

جائزة سمير قصير

وأمس كانت الذكرى الثامنة لاغتيال الزميل سمير قصير، وقد وزعت الجائزة التي تحمل اسمه “جائزة سمير قصير لحرية الصحافة”، وكانت من نصيب الصحافية والمصورة السورية ضحى حسن في فئة مقال الرأي عن مقالها “حين قالت لي معلمتي: حافظ الاسد كما الله لا يموت”. اما فئة التحقيق الاستقصائي ففاز بها المراسل المصري احمد ابو دراع عن مقاله “عصابات تهريب الافارقة تحوّل سيناء الى ارض التعذيب”. وفازت لونا صفوان الكاتبة في  “نهار الشباب” عن مشروعها الجامعي عن اقبال التلامذة على العلم في عرسال بجائزة التحقيق السمعي البصري المبتكرة هذه السنة

البقاع في دائرة القلق: صواريخ واشتباك

كأنه كتب على البقاع أن يعود إلى واجهة الاهتمام من بوابة التوتر الأمني الذي يخيّم على ربوعه، لا من بوابة المشكلات الاقتصادية المزمنة التي يعيشها مزارعوه وأهله. هكذا توجهت الأنظار خلال اليومين الماضيين إلى قرى البقاع وجروده، مع توسّع رقعة الاستهداف الصاروخي لتشمل قرى في العمق البعلبكي، ومع الاشتباكات التي شهدها الجرد الحدودي بين مجموعات مسلحة وعناصر من «حزب الله» ليل السبت – الأحد.

وكانت الصواريخ التي تطلق من داخل الأراضي السورية وصلت إلى عمق قضاء بعلبك، مع استهداف بلدة سرعين وجرود بلدتي النبي شيت وبريتال، التي سقط فيها صاروخاً مساء أمس الأول. وطالت الصواريخ، أيضاً، أطراف منطقة الناصرية في قضاء زحلة (سامر الحسيني)، وقد بلغ عددها، وفق مصادر أمنية، نحو 17 صاروخاً توزعت بين الجرود المحاذية للحدود اللبنانية – السورية، عند بلدات النبي شيت وبريتال، فيما وصل أربعة منها إلى محيط المنازل في بلدة سرعين، مع اقتصار الأضرار على الماديات، مع ترجيح أمني بأن يكون موقع إطلاق الصواريخ في منطقة الزبداني السورية.

ارتبطت البلدات الحدودية اللبنانية، قبل ترسيم الحدود وبعدها، مع الداخل السوري بعلاقات مصاهرة وقرابة، لم تحد منها الحدود والجبال التي أطلقت من خلفها الصواريخ. وكادت أن تتسبب بإصابات بين العائلات الآمنة. فكأن ثمة من يريد نسف هذه العلاقات على طول الحدود السورية – اللبنانية من أقصى البقاع الغربي وراشيا عند منطقة حلوة، وصولاً إلى أقصى الشمال عند مدينة الهرمل، مروراً بقرى في قضاء زحلة لجهة الشرق أي قوسايا وكفرزبد وعين كفرزبد ودير الغزال، وهي مناطق لا تنام حالياً جراء دوي القذائف والصواريخ داخل الأراضي السورية.

ويستكمل الخط الحدودي اللبناني – السوري مساره عبر جرود الخضر والنبي شيت وماسا وجنتا وبريتال، وصولاً إلى حام ومعربون. وعند عرسال يمتد الخط الحدودي الأطول بين لبنان وسوريا، انتهاء بمدينة الهرمل وقراها الحدودية المشتركة مع الداخل السوري.

ولم تعرف، قبلاً، العائلات اللبنانية والسورية في المناطق الحدودية أي اعتداء أو إشكالات أمنية تذكر، على مدى تاريخها المشترك، حتى بعد انسحاب القوات السورية من لبنان، وما تلاه من إشكالات حدودية انحصرت دوافعها في إطار الصراع على ملكية بعض العقارات. إلا أن قصف المناطق الحدودية اللبنانية بالصواريخ كان مفاجئاً لأهالي تلك القرى التي عبرت عن غضبها، وطالبت بالثأر، قبل أن تعود وتهدأ، «كون المطلق لايرتبط أصلاً بواقع هذه العائلات وتاريخها المشترك»، وفق مختار بلدة سرعين ساجع سليمان شومان.

وعلى الجانب السوري تنتشر قرى سرغايا والزبداني ومضايا والكفير، وهي قرى حدودية تقابل قرى في قضاء زحلة وبعض قرى قضاء بعلبك، وصولاً إلى بريتال حيث تقابلها الطفيل بسكانها اللبنانيين وبنطاقها العقاري السوري، وعند الوصول إلى عرسال وخطها الحدودي الأكثر طولا تنتشر قرى القصير وريفها ووداي الحميد المشترك بين لبنان وسوريا، حيث تعرّض عناصر الجيش اللبناني الثلاثاء الماضي إلى اعتداء إرهابي. ويستكمل المسار الحدودي طريقه مع القصير السورية التي تقابل أيضا المناطق الحدودية اللبنانية عند القاع ومشاريعها انتهاء عند مدينة الهرمل.

وبالعودة إلى حادث إطلاق الصواريخ، فإنه عند الثانية عشرة وعشر دقائق منتصف ليل السبت – الأحد سقط أول صاروخ في بلدة سرعين الفوقا، وهو أتى من جهة الجنوب الشرقي، وفق خبير عسكري، أي من جهة القرى والبلدات السورية المحاذية للحدود اللبنانية ـ السورية عند السلسلة الشرقية لجبال لبنان. ثم توالى سقوط الصواريخ التي وصل عددها إلى أربعة، وهي سقطت كلّها بين منازل منطقة معروفة باسم منطقة البطحة، في حين تحدثت مصادر عسكرية عن سقوط ما لا يقل عن 17 صاروخاً أكثرها سقط في الجرود غير المأهولة لبلدات الناصرية والنبي شيت وسرعين الفوقا. ورجحت المصادر العسكرية أن تكون الصواريخ من نوع غراد وهي انطلقت من منطقة الزبداني.

ولفت مختار البلدة ساجع شومان إلى أن «الصواريخ سقطت قرب منازل الأهالي، ولم تبعد عنها سوى أمتار قليلة، وكان أخطرها صاروخ سقط على بعد مترين من منزل المواطن محمد زيتون الذي كان وعائلته داخل المنزل، إلا أن الأضرار اقتصرت على الماديات. وسقط صاروخ آخر قرب منزل علي شومان.

بعد ليل سرعين المرعب، وبعد أقل من 24 ساعة أعيد تكرار إطلاق الصواريخ من الجانب السوري التي سقط واحد منها في بلدة جرود بلدة بريتال من دون وقوع أي أضرار بشرية أو مادية.

وقد عمل الجيش وقوى الأمن الداخلي، على الكشف على موقع سقوط الصواريخ، وقياس الحفر التي أحدثتها، وقد تراوح عمقها بين 20 و30 سنتمتر.

وانحصرت أضرار الصواريخ بالحرائق في الأحراج والبساتين، من دون أي أضرار منزلية أو بشرية.

إلى ذلك، شهدت مرتفعات مدينة بعلبك اشتباكاً مسلحاً، عند الثالثة فجر أمس، بين عناصر من «حزب الله» ومجموعة مسلحة لم تعرف هويتها بشكل محدد، وذلك في منطقة تعرف باسم عين الجوز، وهي منطقة جردية تبعد عن مدينة بعلبك نحو خمسة كيلومترات. وقد سقط في الاشتباك عنصر في «حزب الله» يدعى حسين خليل عباس، من مدينة بعلبك. وأفاد مصدر أمني «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «عنصراً من حزب الله قتل، وكذلك عدد من المسلحين من الجانب السوري، لم يعرف عددهم»، فيما أشارت «رويترز» إلى أنّ «12 شخصاً على الأقل قتلوا في الاشتباك».

وفي التفاصيل أن نقطة حراسة تابعة لـ«حزب الله» اشتبهت بموكب من ثلاث سيارات، ولدى اقتراب أحد عناصر الحزب من الموكب بادر من كان بداخله إلى إطلاق النار عليه فأرداه، ثمّ حصل تبادل لإطلاق النار، أصيب جراءه، وفق مصادر أمنية، عدد ممن كانوا داخل السيارات.

وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» أشارت إلى أنّ الاشتباك وقع «في منطقة سورية حدودية محاذية لمنطقة بعلبك».

صواريخ على الهرمل

إلى ذلك، استأنفت مجموعات المعارضة السورية المسلحة استهداف منطقة الهرمل بعدد من الصواريخ. وقد سقطت عند العاشرة صباح أمس، ثلاثة صواريخ نوع «غراد» على أحياء مدينة الهرمل. وسقط الصاروخان الأول والثاني في محلة الكعيدية، أما الصاروخ الثالث فسقط وسط المنازل السكنية التي نجا أصحابها بأعجوبة. وقد تضرر جراء هذا الاعتداء عدد من السيارات، وتكسر زجاج بعض المنازل. وقد تزامن الاستهداف مع تحليق مكثف لطيران العدو الإسرائيلي في سماء المنطقة.

وعادت أجواء التوتر لتخيم على المنطقة، بعد سقوط الصواريخ ، فأقفلت المحال التجارية أبوابها، وشلت الحركة في الأسواق، والتزم الأهالي منازلهم. وأعلنت المدارس الرسمية والخاصة تعليقها الدروس.

سوريا: الحل العسكري يسابق السياسي

لا يزال الحل العسكري في سوريا يسابق الحل السياسي الذي تسعى موسكو وواشنطن إلى تمريره في مؤتمر «جنيف 2»، حيث أرسلت القوات السورية المزيد من التعزيزات إلى القصير في ريف حمص، واستهدفت قرية الضبعة بعد أيام من استردادها المطار العسكري، فيما تتجه الأنظار إلى اجتماع يضم المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روساً وأميركيين في جنيف الأربعاء المقبل للتحضير للمؤتمر الدولي، والذي اعتبرت باريس أنه قد يتأجل إلى تموز المقبل.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أمس الأول، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تلقى اتصالاً من نظيره الأميركي جون كيري تم خلاله «بحث سبل تسوية الأزمة في سوريا، والاستعدادات لعقد جنيف 2». وقال مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيخوف إن قمة روسيا – الاتحاد الأوروبي، التي ستعقد اليوم وغداً في مدينة يكاترينبورغ الروسية، «ستنظر في موضوع التسوية السورية ووقف مفعول حظر تصدير أسلحة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا».

وقالت مصادر ديبلوماسية في مكتب المبعوث الأممي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن «الإبراهيمي سيغادر القاهرة الثلاثاء متجهاً إلى جنيف لحضور الاجتماع مع كيري ولافروف»، بالرغم من أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت، الجمعة الماضي، أن الاجتماع سيضم الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف الشؤون السياسية جيفري فيلتمان، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ومساعدته لشؤون الشرق الأدنى اليزابيث جونز.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «الطيران السوري نفذ سلسلة غارات على مدينة القصير، التي كان قد أحكم الطوق عليها مدعوماً من حزب الله. واستهدفت الغارات خصوصاً الأحياء الشمالية في المدينة، وبعض البساتين وقسماً من قرية الضبعة التي لا تزال بين أيدي المسلحين». وتقع الضبعة في نقطة وسط تقريباً بين مدينة القصير وبلدة البويضة الشرقية في ريف المدينة، التي لا تزال بيد المسلحين.

وأشار إلى «استمرار تدفق التعزيزات العسكرية إلى القصير، والى وجود 15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة يمكن أن ترصد أي سيارات تتحرك وضربها».

وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) «تم إيقاع أعداد من الإرهابيين قتلى في قرية البويضة الشرقية بريف القصير. ودمر الجيش 3 سيارات بمن فيها من إرهابيين وأسلحة شمال غرب الدحيرج كانت متجهة من مزارع الحسينية إلى القصير، وقضى على أعداد من الإرهابيين في خربة جمراح وظهر القضيب جنوب تل الخش وقرب جامع المحمود في مدينة الرستن».

وكان «المرصد» قد ذكر أن القوات السورية قتلت 28 مسلحاً، أمس الأول، خلال محاولتهم التقدم باتجاه قرية قرب تلبيسة، مرجحا أن يكون المسلحون يحاولون عبر «فتح هذه المعارك في ريف حمص الشمالي تخفيف الضغط عن القصير».

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في اتصال هاتفي تلقاه من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «حرص سوريا على أمن مواطنيها واستقرارهم، وأن ما يقوم به الجيش السوري هو لتخليص هؤلاء المواطنين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة، وعودة الأمن والاستقرار لمدينة القصير وريفها».

وعبّر عن «استغرابه من تعالي الأصوات بشأن الوضع في القصير في حين لم نسمع هذا القلق عندما استولى الإرهابيون على المدينة وريفها، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق المواطنين منذ أكثر من 18 شهرا». وأكد أن «السلطات السورية المختصة ستسمح للصليب الأحمر، بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، بالدخول إلى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها».

وكان ديبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي قد قالوا، أمس الأول، إن موسكو عرقلت إصدار المجلس بياناً، وزعته بريطانيا التي تترأس المجلس لهذا الشهر، يعرب عن «القلق من الحصار الدامي» للقصير.

وكان «المرصد» قد ذكر أمس الأول أن القوات السورية استعادت السيطرة على بلدات الزغبة والطليسية والجنينة في ريف حماه الشرقي. وذكرت «سانا» أن «انتحارياً فجّر سيارة في حي جوبر (في ريف دمشق) ما أدى إلى إصابة 10 مواطنين»، فيما ذكر «المرصد» أن مسلحين «أعدموا رجلا في منطقة قدسيا بعد اتهامه بالتعاون مع القوات النظامية، وقاموا بتعليق جثته في إحدى ساحات المنطقة».

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن المؤتمر الدولي حول سوريا، الذي وصفه «بمؤتمر الفرصة الأخيرة»، قد يعقد في تموز المقبل، مشيراً إلى أن الوقت «قصير جدا» لكي يتسنى عقده في حزيران الحالي،. واعتبر أنه «على المعارضة اختيار ممثليها، هذا سيستغرق بعض الوقت، ينبغي الاتفاق على جدول الأعمال. نحن نعمل من أجل عقده. ينبغي الإعداد له».

(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

يعلون: إسرائيل تتابع بقلق إمكانية وصول صواريخ ‘اس-300′ لسوريا

تل أبيب- (يو بي اي): أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الاثنين أن إسرائيل تتابع بقلق إمكانية حصول سوريا على صواريخ (اس-300) الروسية المتطورة المضادة للطائرات، وهدد بضرب أية شحنة أسلحة يتم نقلها من سوريا إلى حزب الله.

وقال يعلون خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إن إسرائيل لن تتدخل بالحرب الدائرة في سوريا “طالما أنها لا تمس بمصالحنا وضمن ذلك نقل أسلحة متطورة أو صواريخ أو سلاح كيميائي إلى حزب الله وطالما لا يتم تسخين الجبهة”.

وأردف “نتابع بقلق إمكانية أن تزود روسيا سوريا بمنظومة (اس-300) مشيرا إلى أنه “وفقا لما تم نشره فإنه لم يتم بعد نقل هذه الصواريخ وإذا كان سيتم نقلها فإن هذا سيحدث في العام 2014 فقط”.

وتطرق يعلون إلى الوضع في سوريا قائلا إن قوات الجيش السوري تسيطر على 40% فقط من الأراضي السورية وأن “هناك 4 أحياء على الأقل في دمشق يسيطر عليها المتمردون”.

وأضاف يعلون، الذي يشارك لأول مرة في اجتماع لهذه اللجنة البرلمانية كوزير للدفاع، ” نشخص وجود نشاط على خلفية عرقية وكل طرف ينفذ مذابح ضد الطرف الآخر”.

وفي ما يتعلق باحتمالات استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قال يعلون إن “إسرائيل مستعدة للدخول إلى عملية سياسية شريطة ألا تكون هناك شروطا مسبقة، وعندها سنبحث في كل شيء وليس الحدود فقط”.

وأضاف “خلال أسابيع معدودة سنعرف ما إذا كان سيتم استئناف المفاوضات أم لا”.

من جانبه قال رئيس لجنة الخارجية والأمن أفيغدور ليبرمان إنه “في الشهور الأخيرة انشغلنا بمسألة مستوى الحياة، وبودي أن أذكّر بأن مجرد حقنا بالوجود هنا بسلام وأمن هي المسألة المركزية” وأن الأحداث في الشرق الأوسط “هي التحدي الأمني الأكبر منذ قيام إسرائيل”.

أردوغان يؤكد ضعف النظام السوري ويشدد على أن كفة المعارضة هي الراجحة على الأرض

أنقرة- (يو بي اي): أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضعيف، مشدداً على ان الكفة على الأرض راجحة لمصلحة المعارضة السورية.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله، في مقابلة تلفزيونية، ان النظام السوري يحافظ على قوته من خلال استخدام المقاتلات والصواريخ، مشدداً على ان “النظام ضعيف على الأرض وكفة قوات المعارضة هي الراجحة، في ظل تنامي عزلة الحكومة السورية”.

وقال أردوغان “أنا متأكد من ان الرئيس بشار الأسد سيرحل عاجلاً كان أم آجلاً”، معتبراً ان “الائتلاف الوطني السوري المعارض يكتسب زخماً سياسياً نظراً لازدياد عدد أعضائه، وإعلان رفضه المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ما لم تنفذ بعض التعهدات التي قدّمت له.

وتطرق إلى مسألة اللاجئين السوريين في تركيا، فأشار إلى ان عددهم بلغ 300 ألف لاجئ، متوقعاً أن يتزايد هذا العدد بالرغم من عودة قسم منهم إلى سوريا.

وقال إن “المسألة السورية ستحل في نهاية المطاف، إلا ان الصعوبة تكمن في ظل تواصل الدعم الروسي ـ الإيراني”.

واعتبر أردوغان، ان دخول حزب الله على خط الأزمة السورية، وتواصل الدعم الإيراني، سينعكس سلباً عليهما، وأعرب عن أمله في ألا تتخذ الصراعات الجارية خطاً مذهبياً، داعياً الجميع إلى عدم الانقياد وراء الفتنة الطائفية.

دعوات لـ’الاخوان’ و’حماس′ ليحذوا حذوه.. ومطالب باحالته للتقاعد

القرضاوي يثير الجدل عقب تصريحه بان ايران وحزب الله ‘خدعوه’

لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري: اثارت تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ضمنيّا بانخداعه لفترة بـ’حزب الله’ اللبناني الشيعي، واعترافه بان مشايخ السعودية الكبار كانوا أنضج منه حيث عرفوا حقيقة ‘حزب الله’ قبله، ردود فعل واسعة في الاوساط الاعلامية وعلى شبكة التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.

ولم يخف معارضو القرضاوي شماتتهم به، فيما دعا اخرون حركة حماس وجماعة الاخوان المسلمين في مصر الى العودة عما سموه ‘تأييد’ ايران والحذو حذو القرضاوي، وقال الشيخ عبد العزيز الفوزان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية على حسابه الشخصي بموقع ‘تويتر’، ‘ما أدركه الشيخ القرضاوي من خطرالرافضة ومخادعتهم لأهل السنة بدعوات التقريب هو ما يجب أن يدركه مرسي وقادة الإخوان’.

من جانبه قال الدكتور مجيد العلوي وزير العمل السابق في البحرين ‘خرّف القرضاوي وعلى أمير قطر أن يحيله على التقاعد’، فيما طالبت الإعلامية المصرية منى الشاذلي الشيخ القرضاوي أن ‘يراجع أفكاره بشأن سورية، بعد أن طالب في خطبة صلاة الجمعة أن يخرج كل مسلم سني قادر على حمل السلاح لمحاربة الشيعة في سورية’ وذلك في برنامجها ‘جملة مفيدة’ على قناة ‘ام بي سي’.

وانشأ المعارضون لتصريحات القرضاوي وسما ‘هاشتاغ’ عنوانه ”القرضاوي لا يمثلني’ هاجموا فيه الشيخ القرضاوي خاصة موقفه من قتل الشيعة، وقال مشارك ‘يجب علينا كمسلمين أن نرفض دعوة الاقتتال الطائفي الذي سنحترق به سنة وشيعة، فهل تريدون ذلك؟ اذن يجب ادانة دعوة القرضاوي’، فيما قال الشيخ احمد الصويان في ‘هاشتـــاغ تراجــــع القرضـــاوي عن خطئه’ ‘رجوع القرضاوي إلى الحق جرأة محمودة ينبغي أن يحمد ويثبت عليها، أما الإدلال عليه والشماتة به وتوبيخه على الماضي، فليس من المروءة وهو تنفير مذموم’.

من جانبها هاجمت الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة الشيخ القرضاوي وطالبت بـ’القصاص منه’، واتهمت الجبهة في بيان نشر على موقعها بـ’فيسبوك’، القرضاوي بانه ‘يدعو الى سفك دماء الشعب السوري، ورأت أن دعواته ‘تتماشى مع اهداف الحركة الصهيونية’، ودعت الجبهة الفلسطينية المقربة من القيادة السورية الى ‘اتخاذ موقف اسلامي وقانوني للقصاص من الشيخ القرضاوي’ الذي وصفته بـ’مفتي الناتو’.

وكان الشيخ القرضاوي قال خلال مؤتمر بالدوحة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لنصرة سورية، أنهم في إيران ضحكوا عليه وعلى غيره، وتبين له أنهم ‘يريدون أكل أهل السنة’.

وأكد أنه لم يكن يعلم حقيقة ‘حزب الله’، ودافع عنه قبل سنوات، ووقف أمام مشايخ السعودية الكبار إلا أنه اتضح أنهم أنضج منه وأبصر بحقيقة هذا الحزب الذي سماه ‘حزب الشيطان’.

وأضاف ‘يسمونه نصر الله هو نصر الطاغوت والظلم والباطل، جاء ليقتل أهل السنة (في سورية)’، مشيرًا إلى أحداث القصير.

ودعا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل قادر على الجهاد والقتال للتوجه إلى سورية للوقوف إلى جانب الشعب السوري المظلوم الذي يقتل منذ سنتين على أيدي النظام ويقتل حاليا على يد ميليشيات ما أطلق عليه ‘حزب الشيطان’، مؤكدا أنه ‘حصحص الحق وأسفر الصبح لكل ذي عينين’.

وقال القرضاوي إن الذين يؤيدون بشار سيصب الله عليهم لعناته وغضبه وسينتقم منهم، وأقسم بالله أن الشعب سينتصر على حسن نصر الشيطان وحزب الطاغوت وبشار الوحش وسيقتلهم السوريون شر قتلة، داعيا جميع المسلمين في كل البلاد أن يذهبوا إلى سورية إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا ليدافعوا عن إخوانهم هناك، ومن يستطيع القتال فليذهب ليقاتل، وأقسم أنه لو كان يستطيع ذلك لفعل دون تردد.

وكشف القرضاوي عن محاولات الأسد الاتصال به عن طريق خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بدايات الثورة السورية، وذلك للوقوف معه.

وحمل القرضاوي بشدة على حزب الله وكذلك إيران، منددا بممارساتها في غزو السنة وقتلهم، كما اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقتل السنة.

عشرات القتلى بمعارك دامية بين حزب الله والجيش الحر في البقاع

بيروت ـ ‘القدس العربي’ من سعد الياس: قالت مصادر أمنية إن مقاتلين من حزب الله خاضوا معركة دامية مع مسلحي المعارضة السورية في ساعة مبكرة الأحد قرب الحدود الشرقية للبنان في احدث تطور يظهر انتقال الصراع السوري إلى الاراضي اللبنانية.

وقالت مصادر ان 15 شخصا على الاقل قتلوا في الاشتباك شرقي بلدة بعلبك في سهل البقاع إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الحدودية النائية والوعرة. واضافت المصادر ان احد مقاتلي حزب الله قتل.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان حصول اشتباكات في المنطقة المحاذية لريف الزبداني ويبرود في ريف دمشق من الجهة السورية وجرود بعلبك اللبنانية، والمتداخلة في بعض اجزائها بين البلدين. وتمتد الحدود اللبنانية مع سورية في الشمال والشرق عبر كيلومترات طويلة غير مرسمة او محددة بشكل واضح في نقاط عديدة.

وسبق الاشتباك الليلي سقوط صواريخ عدة انطلقت من هذه المنطقة الحدودية، بحسب المصدر الامني، على بلدات في قضاء بعلبك الذي يملك فيه حزب الله نفوذاً واسعاً.

وذكرت قناة ‘أل بي سي’ ان ‘الاشتباك وقع عندما كانت مجموعة مسلحة تحاول نصب صواريخ في سهل نحلة حيث اشتبكت مع مجموعة اخرى من حزب الله’، ولفتت الى سقوط قتيل من حزب الله و14 عنصراً من الجيش الحر.

وامتد الصراع الدائر في سورية منذ عامين الى لبنان وهزت المعارك مدينة طرابلس في الشمال وسقطت صواريخ على سهل البقاع والضاحية الجنوبية ببيروت.

ويقاتل مسلحو حزب الله في صفوف الجيش السوري لطرد المعارضة من مدينة القصير الحدودية، في حين انضم مقاتلون سنة من لبنان لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.

ودارت أحدث معارك قرب عين الجوزة وهو لسان من الاراضي اللبنانية يمتد داخل سورية. وقالت مصادر إن كمينا ربما يكون قد نصب للمعارضة اثناء اقامة منصة لاطلاق صواريخ على المناطق الشيعية في سهل البقاع.

واعلنت الأمم المتحدة الاحد ان ما يصل إلى 1500 مصاب ربما يكونون محاصرين داخل القصير. ودعا مسؤولون من الامم المتحدة إلى الوقف الفوري لاطلاق النار للسماح بعلاجهم.

وطلبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر السماح لها بدخول القصير قائلة انها على استعداد لدخول البلدة فورا لتقديم المساعدة.

لكن التلفزيون الحكومي السوري قال ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اخبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عبر الهاتف الاحد ان على الصليب الاحمر ان ينتظر حتى تنتهي العمليات العسكرية في المنطقة قبل دخوله القصير.

اسلحة متقدمة روسية وايرانية وصلت للنظام واسهمت في تقدم جيشه.. والاسد وحلفاؤه زرعوا انقساما طائفيا لاجيال

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ العاصفة تتكاثف فوق سورية هذا عنوان من عناوين صحيفة ‘صندي تايمز′ البريطانية التي تحدثت فيه عن تغير في مواقف المجتمع الدولي من القضية السورية، مشيرة الى دعوة السناتور الامريكي جون ماكين بمعية سليم ادريس، قائد هيئة اركان الجيش الحر لشمال سورية الاسبوع الماضي بتسليح المعارضة، حيث اجتمع في زيارته مع قادة من فرق الجيش الحر الميدانيين.

وتتحدث الصحيفة عن موقف متشكك من الادارة الامريكية من انعقاد مؤتمرجنيف -2 بعد التطورات الاخيرة من رفض الائتلاف الوطني السوري حضوره، وتصريحات الرئيس السوري بشار الاسد لقناة ‘المنار’ والتصريحات عن وصول او قرب وصول نظام صواريخ ‘اس- 300′ الروسية، مما يجعل من ظروف انعقاده صعبة، وبهذا تقول الصحيفة نقلا عن احد المشاركين في المفاوضات السلمية السابق وهو آرون ديفيد قوله ‘إن المؤتمر الذي سيعقد في جنيف قد يؤدي الى ما تخشاه الإدارة الأمريكية حيث سيكشف عن نهاية فرص الحل السياسي للجميع ‘. وفي هذا الاتجاه تقول الدول الغربية ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها الخيار العسكري، حيث طلبت الادارة الامريكية منذ بداية الازمة وضع خطط طارئة قالت انها روتينية يقوم بها الجيش الامريكي من اجل مواجهة اخطار نشأت في مناطق تهم المصالح الامريكية، فيما رفض حلف الناتو التدخل العسكري على الطريقة الليبية، ومن هنا فخيار تسليح المعارضة لا يبدو البديل الامثل، حيث تنقل الصحيفة عن خبراء امريكيين قولهم ان الادارة الامريكية غير مرتاحة من الفصائل المقاتلة الا من عدد قليل منها، وعليه فلم تظهر ادارة الرئيس اوباما اية خطط جدية لتسليحهم.

رفض الرأي العام

ومما يعقد مهمة الادارة الامريكية والدول الغربية هي ان لا رغبة شعبية بدعم تدخل في دول خارجية، فآثار حرب العراق وافغانستان لا تزال تترك آثارها على مواقف الرأي العام الغربي، فقد اظهر استطلاع في بريطانيا نشرت نتائجه صحيفة ‘اوبزيرفر’ ان نسبة 24 بالمئة من المشاركين تدعم توجه الحكومة البريطانية لتسليح المعارضة السورية، مع ان نسبة 58 بالمئة من المشاركين يدعمون ارسال مساعدات انسانية للسوريين. وكان اجتماع لوزراء خارجية الدول الاتحاد الاوروبي قد شهد نقاشا حادا اجبرت فيه كل من فرنسا وبريطانيا الدول الاعضاء على عدم تجديد قرار الحظر على تصدير السلاح للمعارضة السورية، فيما قادت مجموعة المعارضين النمسا والسويد ووقفت المانيا على الحياد.

وبحسب الاستطلاع تعتقد نسبة 78 بالمئة ان القوات البريطانية متعبة من الحروب في افغانستان والعراق ولهذا فهي لا تتحمل حربا جديدة. وتقول نسبة 69 بالمئة ان الحكومة البريطانية عليها ان تقصر قدراتها العسكرية على حماية الاراضي البريطانية وتوفير الدعم الانساني للازمات الانسانية في الوقت نفسه. وعن ما يحدث في كل من افغانستان والعراق التي ارسلت اليها بريطانيا قواتها لم ترض نسبة 60 بالمئة عما يحدث فيهما، حيث شهد العراق مقتل الف شخص في الشهر الماضي وهو اكبر رقم منذ خمسة اعوام. وتناقش كل من بريطانيا وفرنسا ان تسليح المعارضة المعتدلة سيجبر الرئيس السوري بشار الاسد على التفاوض وبجدية، وكذا تهميش القوى المتطرفة داخل المعارضة والتي تتلقى الدعم الافضل. وعلى الرغم من هذا المبرر الا ان عددا من النواب في البرلمان اضافة لدول اوروبية يخشون من وقوع السلاح في يد الجهاديين، واظهر رسم كاريكاتوري في نفس الصحيفة الدب الروسي وهو يحمل صناديق السلاح، وهو يقف وراء صندوق سلاح مكتوب عليه ‘التسليح الانكلو- فرنسي، ويحتوي على مجانين’ حيث يخرج منه رجل يحمل بندقية وعلى لثامه كلمة ‘القاعدة’.

الاسلحة ستصل في آب

وعلى الرغم من كل هذا فقد كشفت صحيفة ‘فايننشال تايمز′ يوم السبت عن خطط بريطانية لارسال اسلحة للمقاتلين السوريين في حالة فشل مؤتمر جنيف -2 التوصل الى تقدم ملموس. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين قولهم ان قرارا نهائيا بشأن التسليح لم يتخذ بعد، لكن مسؤولا في الخارجية قال ان بريطانيا قد تكون جاهزة لتزويد المقاتلين بالسلاح في الصيف وقال المسؤول ان ‘الوقت المحدد لم يتم الاتفاق عليه، ولكن من المحتمل ان … نشحن السلاح للمقاتلين في شهر آب (اغسطس)’. وقال المسؤول ‘اتوقع ان تباشر الدول الغربية الاشهر الثلاثة القادمة بشحن اسلحة طويلة المدى للمقاتلين لانهم بحاجة للذخيرة وبكميات كبيرة كي يواصلوا القتال’. فيما قال اخر ان ‘المقاتلين بحاجة الى ذخائر كثيرة والسعودية وقطر لا تستطيعان تزويدهما بما يحتاجون اليه’.

ونقل عن مسؤول اخر قوله ان هناك توقعات بقيام فرنسا وبريطانيا وربما امريكا بارسال اسلحة للمقاتلين، حيث قال ان الولايات المتحدة قامت في الاسابيع الماضية بضغوط على دول الاتحاد لرفع الحظر. كما وتقول مصادر في المعارضة السورية ان المقاتلين يتوقعون شحنات جديدة من الاسلحة تصل في بداية الصيف مقابل موافقة المعارضة على الذهاب لجنيف.

اسلحة فتاكة وتقدم للاسد

وتزامن الحديث الغربي مع تصريحات مسؤولين روس عن مواصلة موسكو لدعم الرئيس الاسد ونظامه. وتحظى الحكومة السورية بالاضافة للدعم الروسي بدعم من ايران ومقاتلين من حزب الله والعراق. وقالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان هذا الدعم يعزز من موقع الاسد وهجماته الاخيرة، خاصة المعركة على القصير. وجاء في تقريرها ان الاسلحة الفتاكة من هذه الدول اعطت الجيش السوري القدرة على تحقيق انتصارات على قوات المعارضة. ونقلت عن مسؤولين امنيين قولهم ان التكنولوجيا التي حصل عليها النظام السوري من ايران تشمل طائرات بدون طيارات ومضادات لقذائف الهاون. اضافة لاجهزة مراقبة التي يستخدمها النظام لجمع المعلومات الامنية عن مواقع المقاتلين والتشويش على اتصالاتهم. ويشير المسؤولون الى ان الاساليب القتالية التي يتبناها الجيش السوري تؤشر الى خبرات اجنبية.

وبحسب مسؤول أمني غربي ‘نشاهد مرحلة تحول في الاشهر الماضية حيث تحسنت كفاءة الجيش السوري وانظمته العسكرية التي حصل عليها من ايران وروسيا’، واضاف ان المعدات القتالية تقوي من وضع الجيش اضافة الى وصول الاف المقاتلين من حزب الله اللبناني. وقال المسؤول ايضا ان ‘قوات الحكومة لديها رؤية اكثر وضوحا عن المعركة ولهذا فهي في وضع جيد كي ترد على النار، وفي بعض الاحيان قبل ان يقوم الطرف الاخر باطلاقها’. ويؤكد المقاتلون زيادة عدد طائرات التجسس الايرانية الصنع حيث زعموا انهم اسقطوا اثتنين منهما في الاشهر القليلة الماضية.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين امريكيين وخبراء مستقلين قولهم ان النظام السوري حسن من قدراته على توجيه وادارة المعارك واطلاق القذائف المدفعية على مواقع المعارضة. وبالنسبة للاجهزة القتالية التي تقوم بالكشف عن مواقع اطلاق القذائف المدفعية لدى المعارضة فقد تم جمع ادلتها من خلال المراقبة ومعلومات من المعارضة في داخل سورية وقرب الحدود مع الاردن، حيث نقل عن مسؤول عسكري اردني قوله انه شاهد ادلة مباشرة وغير مباشرة عن وصول اسلحة للنظام ادت الى حرف ميزان المعركة لصالح النظام. وقال الجنرال الاردني ‘نشاهد عربات مدرعة وعربات تستخدم للتشويش على الاتصالات، كما نشاهد مناظير ليلية واجهزة اخرى لم نشاهدها من قبل’.

وعلى الرغم من التقدم الذي حققه الجيش السوري في الاشهر الاخيرة الا انه من غير المتوقع ان يكون قادرا على استعادة المناطق الشاسعة التي خسرها خلال العامين الماضيين، وذلك حسب تقديرات المسؤولين الامريكيين وفي المنطقة، وبحسب مسؤول امريكي ‘فقد سمح الدعم الاجنبي للنظام السوري بتحقيق انتصارات تكتيكية، ولكن في المحصلة النهائية، فقد خسر مساحات واسعة من الارض منذ بداية النزاع′. ويمكن النظر الى انجازات النظام من خلال ‘قواعد القصير’ التي استخدم النظام في الهجوم عليها اساليب قتالية تجمع ما بين القوات النظامية وغير النظامية من اجل عزل وحدات المقاتلين وقطع خطوط الامدادات عنهم. وتقوم قوات الحكومة بتقييد حركة المقاتلين في منطقة واحدة ومن ثم قصفها بشكل عنيف وتكبيدهم خسائر فادحة، وهو ما يدفع من نجا منهم للانسحاب من المنطقة.

حرب طائفية في المنطقة

ومع دخول حزب الله الى المعركة زادت النعرات الطائفية حيث تطل الفتنة هذه برؤوسها في لبنان والعراق اضافة الى سورية. وحددت تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي يوم الجمعة في حفل لنصرة الشعب السوري في العاصمة القطريةـ الدوحة معالم المشهد الحالي والعلاقات السنية – الشيعية، حيث عبر عن ندمه لعدم استماعه لتحذيرات مشايخ السعودية الذين حذروه من الشيعة وخطرهم على السنة. وتعكس تصريحات المرجعية المعروفة صورة الوضع في المنطقة واثر الحرب في سورية على العلاقة بين الطائفتين. فقد دعا القرضاوي المسلمين من كل انحاء العالم ممن لديهم تدريبات عسكرية على التطوع والقتال الى جانب اخوانهم في سورية، وفي نفس الوقت يقوم مقاتلو ‘حزب الشيطان’ كما صار يشار اليه في خطاب مشايخ السنة بالقتال في القصير، ويتدفق طلاب المدارس الدينية في العراق الى سورية.

ومن هنا فالمنطقة تواجه ازمة حرب طائفية حيث نقلت ‘نيويورك تايمز′ عن مقاتل من المعارضة السورية قوله ان ‘الشيعة في سورية باتوا هدفا’، وقال المقاتل الذي حضر الى لبنان من القصير حيث قتل فيها شقيقه ان هذا الوضع ناجم عن غضب السكان ‘لقد فقدوا اخوانهم وابناءهم، انهم غاضبون’. وتقول الصحيفة ان الحرب الاهلية في سورية تفتح الباب امام نزاع طائفي معد في المنطقة، وتنقل عن تريتا بارسي من مجلس العلاقات الامريكية ـ الايرانية قولها ان ‘لا شيء عزز من السرد السني ـ الشيعي يلتصق في الخيال الشعبي الا صورة الاسد وبمساعدة من الايرانيين بذبح السنة في سورية’.

وتضيف ان الاسد وحلفاءه الايرانيين ربما ربحوا المعركة العسكرية ‘لكنهم زرعوا بذور انقسام سيظل لعقود طويلة’. وتقول الصحيفة ان القتال في سورية لم يعد صراعا عليها او دفاعا عن الحكومة او المعارضة بل صراعا طائفيا حيث يتدفق طلاب الشيعة الى سورية مدفوعين بواجب ديني، فيما تتخذ الهجمات في العراق على مواقع شيعية بعدا طائفيا ايضا. وتقول الصحيفة ان الانقسام الطائفي الذي يغلي منذ الغزو الامريكي للعراق ينتشر في المنطقة التي قلبتها الثورات العربية.

وتضيف ان الحرب السورية وان كانت عن الصراع الاقليمي بين محور السعودية وايران الا ان المشاعر الطائفية تسربت اليها ففي العراق تشعر الطائفة السنية بالجرأة لان المقاتلين السنة في سورية وهم ابناء الغالبية يواجهون النظام هناك ويحاولون الاطاحة به. ومن هنا فالاحداث الاخيرة في العراق جعلت الكثيرين يشعرون ان البلاد على طريق العودة للايام الحالكة التي عاشتها في الفترة ما بين 2006 ـ 2007.

سياسة المذبحة الاخيرة

وفي هذا الجو القيامي واللغة الدينية فالسؤال الذي يطرح هو من سيستفيد من استمرار القتل في سورية، وهو ما يحاول باتريك كوكبيرن الاجابة عليه في مقال بصحيفة ‘اندبندنت اون صاندي’. وقال ان افضل خيار لوقف الحرب الاهلية هو اتفاق امريكي – روسي لاجبار طرفي النزاع على وقف لاطلاق النار في المناطق الخاضعة لهما، لان اي محاولة لتحديد مستقبل البلاد في ظل حرب اهلية مستمرة محكوم عليها بالفشل خاصة ان كل طرف يعتقد بامكانية النصر.

ومع ان الاتفاق الذي تم بين جون كيري، وزير الخارجية الامريكي ونظيره الروسي سيرغي لافروف في 7 ايار (مايو) الماضي لعقد مؤتمر دولي كان فرصة الا ان امكانية نجاحه او عقده تضاءلت في الايام الاخيرة.

التلفزيون الإسرائيلي: تل ابيب جادة في تهديدها بمهاجمة شحنات الأسلحة السورية القادمة من روسيا

يدلين يحذر من كارثة على نسق تشرنوبيل

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: ألمحت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي في موقعها على الشبكة العنكبوتية (MAKO) أمس الأحد، نقلاً عن مصادر أمنية وصفتها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، ألمحت إلى أن الدولة العبرية جادة في تهديدها بمهاجمة شحنات السلاح الروسي المتجهة إلى سورية، واستشهدت على ذلك بمهاجمة سلاح الجو الإسرائيلي في شهر كانون الثاني (يناير) الأخير، شحنة الصواريخ الروسية من نوع SA-17 المضادة للطائرات خلال تفريغها من سفينة في ميناء طرطوس السوري قادمة من روسيا، حسبما أوردت وسائل إعلام أجنبية.

وأضاف الموقع الإسرائيلي قائلاً إن الهجمات الإسرائيلية على شحنات السلاح المتوجهة إلى سورية على ما يبدو لا تشكل مصدر إزعاج لروسيا، حتى أن الموضوع لم يتطرق له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في زيارة الأخير إلى موسكو قبل نحو أسبوعين.

وفي تهديد صريح ضد روسيا الأسبوع الماضي، قال وزير الأمن الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط، موشيه يعلون إنه في حال إمداد سورية بمنظومات دفاعية جوية متقدمة، فإن إسرائيل ستدمر الصواريخ حتى قبل نصبها، وفي حال وصول صواريخ بالفعل نحن نعرف كيف نتصرف، على حد تعبيره.

جدير بالذكر في هذا السياق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أعطى تعليمات إلى وزراء حكومته بعدم إصدار تصريحات حول الموضوع السوري والحرب الدائرة هناك، والنزاع السياسي بين السنة والشيعة في لبنان، على حد قول الموقع الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، ذكر موقع القناة الثانية أمس الأحد أن إيران تنوي قريبًا تفعيل الفرن الذري في العراق، وهذا المفاعل يُمكن الإيرانيين من تركيب القنبلة النووية خلال أقل من سنة، وزاد الموقع قائلاً، بحسب المصادر الأجنبية، أن إسرائيل التي قصفت في العام 1981 المفاعل النووي العراقي، من شأنها أنْ تُعيد الكرة، وتُوجه ضربة عسكرية قبل الانتهاء من العمل في المفاعل العراقي من قبل الجمهورية الإسلامية، وحذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق ورئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، بأن من شأن الضربة أنْ تؤدي إلى كارثة تشرنوبيل الثانية، على حد قوله.

وبحسب التقرير فإن بناء وتجهيز المفاعل من قبل إيران في العراق يقع على رأس سلم الأولويات لأجهزة المخابرات الغربية والإسرائيلية، ونُقل عن خبراء قولهم أن الدول المذكورة تُفضل أنْ تعمل لوقف بناء وتجهيز الفرن الذري قبل أنْ يصبح جاهزًا للعمل، بهدف منع انتشار المواد الراديو-أكتيف، والتي من الممكن جدًا أنْ تنتشر بعد قصف المفاعل، والتي من شأنها أنْ تؤدي لقتل عدد كبير جدًا من المواطنين.

وقال الجنرال يدلين في هذا السياق إن كل من يُفكر في قصف الفرن الذري في العراق عليه أنْ يأخذ بعين الاعتبار بأننا نكون أمام تشرنوبيل ثانية، وهي الكارثة التي حلت بالاتحاد السوفييتي في العام 1986، يشار إلى أن يدلين شارك بنفسه في قصف المفاعل العراقي في العام 1981، لافتا إلى أن أحدًا لا يريد أنْ تتكرر مأساة تشرنوبيل.

كما نقل الموقع الإسرائيلي عن رئيس المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية قوله إنه يخشى من الكارثة، لافتًا إلى أن الإيرانيين يقدرون على الانتهاء من صنع القنبلة النووية في فترة سنة واحدة من اليوم، على حد تعبيره.

المعلم يعد بدخول الصليب الاحمر للقصير ‘فور انتهاء العمليات العسكرية’ تسعة قتلى من قوات النظام في انفجار سيارة مفخخة في دمشق

الصليب الأحمر: هناك مئات المصابين في المدينة بلا مساعدة

بيروت ـ دمشق ـ جنيف ـ وكالات: قتل تسعة عناصر من القوات النظامية السورية في تفجير انتحاري الاحد قرب قسم للشرطة في دمشق، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان قبل قليل ‘ارتفع إلى تسعة عدد القتلى من عناصر القوات النظامية الذين قضوا اثر تفجير رجل سيارة مفخخة بالقرب من قسم الشرطة في حي جوبر’ في شرق العاصمة.

واكتفت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بالاشارة الى ‘معلومات أولية عن انفجار سيارة مفخخة في أول مدخل جوبر’، من دون ان تعطي تفاصيل اضافية.

ويشهد حي جوبر معارك الاحد بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة. ومنذ اشهر، تدور اشتباكات في هذا الحي الذي يستهدف باستمرار بغارات جوية وقصف بقذائف الهاون.

وليل السبت الاحد، قصفت قوات النظام احياء اخرى في جنوب وجنوب غرب دمشق، بحسب المرصد.

ويستند المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، في معلوماته الى شبكة واسعة من الناشطين ومصادر طبية مدنية وعسكرية.

من جهة اخرى، ‘تمكنت القوات النظامية من اعادة السيطرة على بلدة الزغبة التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف حماة الشرقي وذلك إثر انسحاب مقاتلي الكتائب المقاتلة منها بعد اسابيع من السيطرة عليها’.

وكانت قوات النظام السوري استعادت السبت السيطرة على بلدتي الطليسية والجنينة ذات الغالبية العلوية في المنطقة نفسها. واوضح المرصد ان السكان العلويين كانوا هجروا هذه البلدات بعد دخول مقاتلي المعارضة اليها.

وقتل السبت في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية 144 شخصا غالبيتهم من قوات النظام والمقاتلين المعارضين والمسلحين الموالين لكلا الطرفين.

جاء ذلك فيما اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اتصال هاتفي الاحد مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان السلطات السورية ستسمح بدخول الصليب الاحمر الى مدينة القصير في وسط سورية ‘فور انتهاء العمليات العسكرية’ فيها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’.

وقالت الوكالة ان المعلم ‘تلقى اتصالا هاتفيا من الامين العام للامم المتحدة بان كيمون بعد ظهر الاحد جرى الحديث فيه حول الوضع في مدينة القصير’.

واضاف ان الوزير السوري اكد ان ‘ما يقوم به الجيش العربي السوري هو لتخليص المواطنين من ارهاب المجموعات المسلحة وعودة الامن والاستقرار الى مدينة القصير وريفها’.

وعبر المعلم ‘عن استغرابه من تعالي الاصوات بشأن الوضع في القصير، في حين لم نسمع هذا القلق عندما استولى الارهابيون على المدينة وريفها وارتكبوا ابشع الجرائم بحق المواطنين منذ اكثر من 18 شهرا’.

كما أكد ان ‘السلطات السورية المختصة سوف تسمح للصليب الاحمر بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري بالدخول الى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها’.

وكان بان دعا السبت المتقاتلين في القصير الى تحييد المدنيين وافساح المجال امامهم لمغادرة المدينة.

ووجهت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ومديرة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس نداء مشتركا لتجنيب السكان المدنيين ويلات الحرب في القصير ووقف المعارك لاجلاء الجرحى، مشيرتين الى ان ‘هناك نحو 1500 جريح قد يكونون بحاجة الى عناية طبية عاجلة’ في المدينة.

كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف في بيان لها نشر الأحد عن وجود مئات الأشخاص من أصحاب الأصابات الشديدة في مدينة القصير السورية بلا رعاية طبية.

وناشدت اللجنة الدولية أطراف الصراع بتمكين أفراد الإغاثة من الوصول إلى المصابين دون شروط مسبقة مشيرة إلى أن هناك متطوعين من الهلال الأحمر السوري على استعداد للقيام بهذه المهمة.

وقال روبرت مارديني، مدير العمليات في الشرق الاوسط لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر: ‘نحن ندعو كل الأطراف لاحترام القانون الدولي وحماية حياة المدنيين والمقاتلين المصابين’.

وأضاف مارديني أن الآف المدنيين فروا من القصير خلال الأيام الماضية في حين بقي آخرون في المدينة حيث حبستهم المعارك الدائرة هناك ووصف مارديني وضعهم بأنه ‘ينذر بالخطر’.

كان بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة دعا الأطراف المتصارعة في سورية إلى تحييد المدنيين الباقين في القصير وتمكينهم من مغادرة المدينة.

رحى الحرب الأهلية في سورية قد تستمر سنوات

بيروت ـ (رويترز) – لم يعد الرئيس السوري بشار الأسد قادرا على استعادة السيطرة الكاملة على بلده المنكوب ولا يتمتع معارضوه بالقوة الكافية للإطاحة به مما قد يبقي سوريا في آتون حرب أهلية طائفية لأشهر وربما لسنوات.

وقد حقق الأسد بعض الانتصارات العسكرية في الأسابيع الماضية بدعم من حلفائه الإيرانيين والروس متحديا الكثير من معارضيه الذين توقعوا يقينا اقتراب سقوطه منذ اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) عام 2011.

غير أن الآراء القائلة بأن حكومته قد تلحق الهزيمة التامة بمعارضيها المختلفين يعكس عدم فهم أصحابها لطبيعة الحرب أو الأعداد الكبيرة للقوات المشاركة فيها.

وقال بيتر هارلينج وهو مدير مشروع بمجموعة الأزمات الدولية “في ضوء الوضع الراهن لا يستطيع النظام استعادة السيطرة ولا المصالحة ولا الإصلاح ولا إعادة البناء.”

وقال لرويترز “لكن الفوز يتمثل في البقاء على قيد الحياة ليوم آخر وإذا فكرت بهذا المنطق ستجد أنه (الأسد) كذلك.”

وفي كانون الأول (ديسمبر) صرحت وكالة المخابرات الخارجية الألمانية بأن حكومة الأسد تبدو “في مراحلها الأخيرة” مستشهدة بما فقدته من سيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي وإشارات تعكس تنسيق مقاتلي المعارضة فيما بينهم بشكل أفضل.

وقال مصدر أمني في برلين إن وكالة المخابرات لم تلبث سوى خمسة أشهر حتى غيرت تقييمها للوضع في سورية.

وتعتقد ألمانيا الآن أن المعارضة هي التي تواجه صعوبات خطيرة إذ تعيقها الصراعات الداخلية واضطرت إلى التراجع بعد وصول مسلحي حزب الله اللبناني المدربين تدريبا عاليا والذين شاركوا في الحرب من أجل بقاء الأسد.

ورغم ذلك نفى مسؤول كبير في إسرائيل الفكرة القائلة بأن الأسد بدأ عملية كبيرة لاسترداد سلطانه وأن بإمكانه استعادة السيطرة الكاملة على بلاده. وتتميز إسرائيل بأن لديها بعضا من أفضل معلومات المخابرات بشأن سورية.

وقال المسؤول الكبير “إنه وضع متقلب ولكن بمضي الوقت تجد أن قوة الأسد تتضاءل” مضيفا أن المكاسب التي حققتها الحكومة في الآونة الأخيرة قد يصعب الحفاظ عليها.

وتابع “من الممكن أن تتغير جميع الأمور في الغد.”

ويظهر التاريخ أن معظم الحروب الأهلية لا تنتهي سريعا ولا يغلب عليها الانتهاء بالتوصل إلى تسويات عن طريق التفاوض وكلما طال أمدها ازدادت صعوبة نزع سلاح الميليشيات المشاركة فيها وحل أزمات اللاجئين الحتمية التي تستتبعها.

ودخلت الأزمة السورية الآن عامها الثالث حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص ونزوح ما يربو على 1.6 مليون آخرين إلى الخارج.

ورغم القلق الكبير الذي يساور الغرب يبدو أن أعمال العنف وإراقة الدماء ستستمر لفترة أطول. وتقول باربرا والتر الأستاذة بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو إن الحروب الأهلية التي دارت منذ عام 1945 استمرت عشر سنوات في المتوسط.

وبدأ بعض المحللين في المقارنة بين الحرب السورية والحرب الأهلية في لبنان التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وقالت والتر التي كتبت كثيرا عن الحروب الأهلية في العالم “نعم ستستمر الحرب السورية لعدة سنوات… ولن ينتصر الأسد.”

وفي ظاهر الأمر يبدو موقف الأسد مشجعا لحلفائه.

فمقاتلو المعارضة لم يتمكنوا إلا من السيطرة على واحدة فقط من عواصم المحافظات الأربع عشرة في سوريا وهي مدينة الرقة في شمال شرق البلاد. وعلى عكس ذلك فقد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين السيطرة على 15 من بين 18 محافظة بعد حرب الخليج في عام 1991 ولكنه عاود القتال من أجل البقاء 12 عاما أخرى.

واستخدمت قوات الأسد أساليبها التكتيكية حيث تشارك الميليشيات غير النظامية المدربة على حرب المدن في القتال بينما يركز الجيش قوته العسكرية الكبيرة في المناطق الرئيسية.

وقال أحد مقاتلي المعارضة في مدينة حمص طلب عدم ذكر اسمه “قبل ذلك كان هناك صاروخ يسقط كل عشر دقائق. لكن استراتيجيتهم الجديدة تتمثل في ضربنا بعشرة صواريخ كل 15 ثانية. لا نستطيع التحرك سريعا بالقدر الكافي للرد.”

وثمة دعم آخر كبير من حزب الله الذي أعلن التزام قواته بمحاربة مقاتلي المعارضة الذين يفتقرون إلى الأسلحة الثقيلة.

وقال ناشط معارض للأسد يدعى أحمد كان يعمل مع وحدة تابعة لمقاتلي المعارضة في إدلب شمال غرب سوريا “لقد أحدث وجود حزب الله فارقا كبيرا. إنهم قوة حقيقية. فجنود الجيش يمكن أن ينشقوا. وحزب الله يقاتل حتى آخر نفس.”

وفي خطوة تسلط الضوء على مشكلات المعارضة ترك أحمد وحدته مؤخرا بسبب استيائه من القتال الداخلي المستمر داخل صفوف المعارضة.

ورغم تحسن التوقعات بخصوص الأسد تجعل آليات الحرب الأهلية من الصعب تحديد الطرف القادر على الانتصار.

وقال جوناثان إيال رئيس قسم الدراسات الدولية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة “لا أذكر حربا أهلية واحدة استمرت أكثر من عامين وانتهت باستعادة الحكومة المركزية سيطرتها الكاملة.”

وتظهر أنماط جديدة من القوة في الوقت الذي تتمزق فيها أوصال سوريا وتنهار مؤسسات الدولة واقتصادها. ويشير التدفق الهائل للأسلحة أن الأمر قد يستغرق عقودا لاستعادة النظام.

ويرجح أن تكون الطبيعة الإقليمية والعرقية والطائفية للحرب عاملا آخر يساهم في إذكاء القتال حيث تساند دول سنية مثل تركيا والسعودية وقطر المعارضة المسلحة بينما تدعم إيران الشيعية الأسد.

وقال إيال “حتى وإن تم القضاء على المعارضة فإن التخلي عنها لن يصب في مصلحة معظم الدول العربية لأنها تريد أن يكون لديها أداة لتواصل الضغط على الأسد وإيران.”

وهناك كثير من المصالح الأخرى المتعارضة تجعل من الصعب توقع كيفية إيجاد حل دبلوماسي رغم الجهود الأمريكية والروسية الرامية لعقد مؤتمر سلام في جنيف خلال الأسابيع المقبلة.

وتحولت الانتفاضة الشعبية إلى صراع متعدد الأوجه تواجه فيه الأقليات الدينية في سوريا الأغلبية السنية ويختلف فيه الجهاديون مع الإسلاميين الأكثر اعتدالا في المعارضة المسلحة فضلا عن التوترات بين موسكو وواشنطن التي تشبه تلك التي نشبت بينهما إبان الحرب الباردة ومخاوف إسرائيل بشأن أمنها.

وفي ظل غياب التدخل الخارجي الحاسم لصالح المعارضة – والذي لم يبد الغرب رغبة في القيام به – يشير معارضوا الأسد إلى عاملين محتملين قد يؤديان إلى سقوطه وهما الانهيار الاقتصادي التام أو الانقلاب العسكري.

ولكن ليس بالضرورة أن ينهي أيا من هذين العاملين القتال الدائر في البلاد.

ولعل أفضل ما يتمناه العالم في المستقبل القريب هو انحسار حدة الصراع الذي يقول الأكاديمي الأمريكي جيمس فيرون إنه أحد أشرس الحروب الأهلية التي وقعت في الأعوام الستين الماضية فيما يتعلق بعدد القتلى.

وقال فيرون أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد “من الناحية العملية يصعب على الجانبين تحمل هذا المستوى من العنف لفترة طويلة.”

وأضاف “حتى إن تراجعت حدة القتال كثيرا فإن احتمالات استمرار أعمال العنف في سورية لأعوام بمستويات أقل ولكن خطيرة هي حتما احتمالات عالية للغاية”.

التكنولوجيا الروسية – الإيرانية ترجح كفة الأسد ضد الثوار

لميس فرحات

مالت كفة القتال في الآونة الأخيرة لصالح القوات النظامية السورية، وهو ما يرجعه الخبراء إلى الأسلحة النوعية المتطورة التي وصلت إلى الأسد من إيران وروسيا.

توفر التقنية الروسية الإيرانية المعقدة أفضلية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في رصد وتدمير خصومها ما يتيح لها تحقيق مكاسب ميدانية إستراتيجية.

 هذه التقنيات تشمل أعداداً كبيرة من طائرات الاستطلاع الإيرانية الصنع، إضافة إلى الأنظمة المضادة للقذائف الصاروخية، شبيهة بتلك التي تستخدمها القوات الأميركية لرصد وتحديد مصادر إطلاق القذائف، وأجهزة الرصد لجمع معلومات عن مواقع تجمع الثوار وأجهزة تشويش لتعطيل وسائل اتصالات المعارضة، وفقًا لخبراء ومسؤولين في الاستخبارات الغربية.

 ونقلت صحيفة الـ “واشنطن بوست” عن أحد المصادر قوله: “خلال الأشهر الأخيرة، شهدنا نقطة تحول كبيرة جراء الأسلحة النوعية والأنظمة الأخرى القادمة من إيران وروسيا، والتي ترسخ المكاسب التي حققها الجيش السوري”.

رصد وتشويش

 وتقوم وحدات عسكرية سورية باستخدام أجهزة الرصد والمراقبة لتتبع مواقع الثوار والتشويش على وسائل الاتصال في ما بينهم. إضافة إلى ذلك، ينتهج القادة العسكريون في قوات الأسد أساليب تكتيكية جديدة يعزوها بعض الخبراء إلى مستشارين ومدربين أجانب يقدمون للأسد النصح والإرشادات حول السبل الأكثر فعالية لقمع المعارضة.

 وقال مسؤول استخباراتي في الشرق الأوسط: “نرى نقطة تحول خلال الشهرين الماضيين ترجح كفة الأسد على الثوار، وذلك بسبب جودة ونوع الأسلحة والأنظمة القادمة من إيران وروسيا إلى النظام السوري”، مشيراً إلى أن الأنظمة الجديدة عززت موقع قوات الأسد مع وصول مئات المقاتلين من جماعة حزب الله في الآونة الأخيرة.

 وأضاف: “القوات الحكومية لديها رؤية أفضل بكثير لساحة المعركة، كما أنها أصبحت أكثر قدرة على الاستجابة للنيران، فأحياناً تضرب الثوار قبل أن يقوموا بمهاجمتها”.

 وأكد قادة الثوار الارتفاع الحاد في عدد طائرات الاستطلاع بدون طيار التي تستخدم لمراقبتهم، فيقول البعض منهم إنهم أسقطوا طائرتين بدون طيار إيرانية الصنع في الأشهر الأربعة الماضية، آخرها منذ ثلاثة أسابيع في حي الغوطة، على مشارف دمشق.

 وقال ناطقون باسم الثوار إن الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، وهذا واضح من الكلمات الفارسية التي ظهرت على واحدة منها بعد أن أسقطت بالقرب من الحدود اللبنانية. ومن المعروف أن إيران من الدول المصنعة لهذه الطائرات، وقد سبق أن زودت بها حليفها حزب الله في لبنان.

 “إننا نشهد طائرات بدون طيار أكثر من أي وقت مضى”، قال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر.

 الاردنيون يؤكدون

 من جهتهم، أكد مسؤولون عسكريون في الأردن، وجود أدلة مباشرة وغير مباشرة على أن الأسلحة والمعدات التي تحصل عليها قوات النظام من روسيا وإيران ترجح كفة الأسد على الثوار.

 “لدينا معلومات عن أنواع جديدة من الأسلحة التي لم نرَها من قبل في سوريا”، قال الجنرال حسين الزيود، قائد قوات أمن الحدود الأردنية، مضيفاً: “رأينا أنواعاً جديدة من المركبات المدرعة، وغيرها من المركبات المستخدمة لتشويش الاتصالات، وأجهزة الرؤية الليلية والأجهزة الحرارية”.

 اعترفت روسيا وإيران بتزويد سوريا بمجموعة كبيرة من المعدات العسكرية من دبابات ومروحيات، وصولاً إلى الأسلحة الصغيرة والذخيرة، كما أن قرار روسيا بإرسال صواريخ اس-300 المضادة للطائرات إلى سوريا أدى إلى توتر في المنطقة لا سيما بعد تحذيرات الرئيس الأميركي باراك اوباما ومسؤولين إسرائيليين اعتبروا أن هذه الصواريخ تشكل تهديداً على أمن إسرائيل.

رغم ذلك… الحسم لن يتحقق

 وعلى الرغم من قدرة القوات السورية على صد تقدم الثوار في بعض المناطق، إلا أن الخبراء في الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط استبعدوا أن تتمكن القوات الحكومية من استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي تخضع لسيطرة الثوار.

وقال مسؤول أميركي إن التقارير الاستخباراتية السرية الآتية من المنطقة تشير إلى أن المساعدة الخارجية للنظام السوري مكنت قوات الأسد من الحصول على بعض المكاسب التكتيكية في الآونة الأخيرة “لكن عموماً، هذه القوات فقدت الكثير من قاعدتها منذ بدء النزاع”.

 قدرات الاتصال والمراقبة المتطورة هي جزء أساسي من النجاحات العسكرية التي أحرزتها قوات الأسد في الأسابيع الأخيرة. ويصف الخبراء هذه التكتيكات الجديدة التي تنتهجها قوات الأسد باسم “قواعد القصير”، في إشارة إلى الهجوم العسكري السوري لاستعادة السيطرة على مدينة القصير قرب الحدود الشمالية للبنان.

 ينطوي هذا النهج على استخدام القوات النظامية وغير النظامية لعزل وحدات الثوار وقطع حصولهم على الإمدادات والتعزيزات. فالقوات الحكومية تعزل الثوار في منطقة صغيرة ومن ثم تطلق العنان للقصف المكثف لإيقاع خسائر كبيرة قدر الإمكان.

“في نهاية المطاف هذه التكتيكات سترهق الثوار وتؤدي إلى مقتل الكثير منهم، مما يترك للآخرين إما الهرب أو الهزيمة”، قال الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مضيفاً: “أنها حرب على مستوى العمليات، وذلك باستخدام المناورة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/815899.html

معارضون سوريون في تركيا يتعاطفون مع أردوغان

بهية مارديني

تحتضن تركيا العديد من المعارضين السوريين، وهؤلاء يعربون عن تضامنهم مع رجب طيب أردوغان في خضم الاحتجاجات التي تواجهها حكومته، حتى أن كثيرين يتمنون مثيلًا له ليحكم سوريا.

إسطنبول: فيما يجلس المعارضون السوريون في اسطنبول يتباحثون في شؤون بلادهم، تتعالى اصوات ادوات المطبخ من شرفات المدينة التي تشهد مظاهرات ضد سياسة الحكومة التركية، ويطفئ سكان المدينة أضواء منازلهم ويشعلونها مساء كل ليلة كمشاركة بسيطة في الاحتجاجات.

سبب الاحتجاج: الحريات الفردية

يقول عمر الكيلاني، عضو المجلس الوطني السوري لـ”إيلاف”: سمعت من الاتراك أن موضوع الحديقة وقطع أشجارها ليست سبب الاحتجاجات، بل القرارات التي تخطط لها الحكومة التركية هي التي باتت تثير الناس ومن ذلك منع المشروبات وإغلاق البارات ومحلات السهر بمحيط المآذن”.

أوضح الكيلاني أن بعض الجهات تعتبر هذه القرارات تعديًا على علمانية الدولة، لافتًا الى أن بعض الناس بحثوا عن سبب للتظاهر فكان موضوع الحديقة حاضرًا، ولكنه رأى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان درس الأمر جيدًا، وهو متنبه لما يجري ويعرف أبعاد هذه التظاهرات، على حدّ تعبيره.

لا يمكن أن تستمرّ

أضاف: “اعتقد أن الامور ستنتهي خلال ايام، ولا يمكن أن تستمر على هذا المنوال فسياسات اردوغان بنظر أصدقائه وأعدائه وخاصة السياسات الاقتصادية جيدة جدًا، ولو كان بشار الاسد مثل اردوغان لما ثار الشعب السوري، ولو كنت تركيًا كان من الممكن أن احتج يومًا أو يومين لأشعر بالديمقراطية لكني لن استمر ولن اعطل اعمالي، وأن تركنا بشار الاسد نشتمه كما فعل الاتراك في تقسيم، وكما سمح لهم اردوغان، لما قمنا بالثورة فعلا”.

ويبدي الكيلاني مخاوف من تدخل خارجي في الشأن الداخلي التركي.

حساسية من الاسلاميين

يتعاطف الناشط السوري رامي قره علي مع اردوغان، ويقول لـ”إيلاف”: “الحساسية تجاه الاسلاميين موجودة منذ سنوات، وهذه ليست المرة الاولى التي تقوم فيها المظاهرات ففي العام الماضي شهدت اسطنبول مسيرات واحتجاجات على سياسة حزب العدالة والتنمية ولكن الانتخابات اوضحت مدى شعبية هذا الحزب “.

ولفت قره علي الى أن الاحتجاجات لن تدوم، فاقتصاد تركيا تحسن وارتفع دخل المواطن التركي اكثر من الضعف بين 2002 و2012، وديون تركيا قلت وهذا يدل على قوة الاقتصاد.

وتطرق الى تصريحات اردوغان الذي يصر على الانطلاقة الكبرى لتركيا خلال سنوات وحديثه بكل ثقة على أنها ستكون من الدول الثماني.

المعارضة منزعجة من النجاحات

يشير الناشط السوري  الى أن الحزب الشيوعي التركي لا يحصد في الانتخابات أي نجاح وبعض الاحزاب انسحبت اليوم من المظاهرات حتى لا تؤثر على مستقبل تركيا.

وشدّد على أن اردوغان حل مشكلة الاكراد وهذا ازعج بعض الاطراف في تركيا.

وكان وزير الداخلية التركي معمر كولر قد أعلن عن اعتقال اكثر من الف شخص وبينهم من هو من جماعة معراج اورال وشخص يدعى حسن افجي وهو مسؤول عن تنسيق احتجاجات اسطنبول.

نتمنى حكومة مثلها !

غلى ذلك، يؤكد عضو المجلس الوطني السوري، اسماعيل الحاج بكري لـ”ايلاف” أنه “لو كان لدينا في سوريا مثل هذه الحكومة لما قمت بثورة”.

وقال: “تركيا تخوض حربًا مع أكثر من دولة ورغم هذا فسياسة اردوغان ناجحة، وهناك تنمية حقيقية وسياسة اقتصادية وسياحة، وطالبنا بالنظر الى عظمة مطار تركيا وبنيتها التحتية ومنشآتها، والمقارنة بين تركيا بالأمس القريب وتركيا اليوم”.

وأشار الى شعور غريب يجتاحه عندما يتجول في شوارعها، فهناك ديكتاتورية مبطنة، ولكن هناك مساحة للديمقراطية يصبو اليها أي شعب، ولفت الى خطوة رائعة قام بها اردوغان وهي فصل الجيش عن السياسة.

وقارن بين الوضع في سوريا والوضع في تركيا متحدثًا عن سرقة الشعب السوري من قبل حكامه والفساد الذي يعانيه البلد رغم شعور زائف بالأمان قبل اندلاع الثورة ضدّ الأسد.

وأضاف الحاج بكري: “كنا في منطقة تقسيم مع بداية الاحتجاجات، الا اننا لم نشعر بوجود مخابراتي أو شرطي في بداياتها، ولكن عندما تمادت الامور تدخلت الشرطة وتواجد الأمن”، وتطرق الى ما جرى في اسطنبول حيث انسحب الامن والشرطة من المظاهرات، مؤكدًا أنه لو يجرى هذا الامر في سوريا، لكان كل السوريين في الشوارع ولسقط النظام الأسدي”.

ولفت الى أن الاتراك استفادوا من الانفتاح على سوريا سابقًا، ولكن بعد أن قتل الاسد شعبه وهدد المنطقة قامت الحكومة التركية بالوقوف مع الشعب السوري ضد النظام السوري.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/6/816001.html

سيارة مفخخة بدمشق تقتل 8 من الشرطة.. و«لواء الإسلام» يدخل صاروخا متطورا للمعركة

تفاقم الوضع الإنساني بالقصير.. ودمشق ترفض دخول الصليب الأحمر قبل نهاية الاشتباكات

بيروت: «الشرق الأوسط»

عادت موجة السيارات المفخخة إلى العاصمة السورية، بعد انقطاع دام ثلاثة أسابيع، إذ هز انفجار ضخم حي جوبر في دمشق، أمس، وأسفر عن مقتل 8 عناصر من قوات النظام.

في غضون ذلك أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» «مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات النظامية في حلب». ولفت إلى أن عددا من مقاتلي «قوات الدفاع الوطني» وهي ميليشيات تابعة للنظام، تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط.

وقال عبد الرحمن، إن «العدد الكلي لعدد هؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطا كوريا شماليا ومعظمهم يتكلم اللغة العربية»، موضحا أن هؤلاء «ينتشرون على جبهات متعددة مثل معامل الدفاع جنوب شرقي حلب وفي مراكز القوات النظامية داخل مدينة حلب». وأشار عبد الرحمن إلى أن «هؤلاء الضباط لا يشاركون في القتال الميداني بل يقدمون دعما لوجيستيا بالإضافة إلى وضع خطط العمليات العسكرية»، مضيفا: «أنهم يشرفون كذلك على عمليات القصف المدفعي التي يقوم بها الجيش النظامي».

في حين أعلنت مصادر المعارضة السورية عن تفاقم الوضع الإنساني في القصير بريف حمص التي تشهد معارك عنيفة منذ أسبوعين بين القوات النظامية مدعومة بمقاتلين من حزب الله، وقوات المعارضة السورية التي افتتحت أمس جبهة جديدة في مدينة الرستن في محافظ حمص لتخفيف الضغط على القصير.

وتواصلت المعارك في القصير وسط قلق دولي من تردي الأوضاع الإنسانية. وأفاد المرصد السوري بأن القتال بات يدور داخل القصير وقرى محيطة بها تسيطر عليها قوات الأسد، حيث ثبت مقاتلو المعارضة مدعومين من كتائب مقاتلة جاءت من حلب شمالا ومناطق أخرى، للدفاع عن المدينة الاستراتيجية، في وجه زيادة إرسال النظام وحزب الله تعزيزات تحت غطاء من القصف الجوي تضمنت أمس وصول 15 دبابة وكاشفات ضوئية وصواريخ حرارية موجهة.

وذكر ناشطون أن القوات الحكومية كثفت من هجماتها لاستعادة السيطرة على القصير، بموازاة تفاقم الوضع الإنساني فيها.

وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية إن القوات النظامية السورية ومقاتلي الميليشيات ملتزمون بتوفير ممر آمن للمدنيين يمكنهم من الخروج من القصير والبلدات المحيطة بها. ونقلت المنظمة، في تقرير لها أمس، عن نشطاء من المعارضة بالقصير قولهم إن الهجمات الحكومية الأخيرة على المدنيين الفارين، بما في ذلك هجوم تناقلته التقارير في 31 مايو (أيار) الماضي، جعلت عملية الفرار صعبة ووضعت المدنيين المتبقين، وبينهم جرحى كثيرون، في خطر داهم. وأعربت «رايتس ووتش» عن عميق قلقها إزاء سلامة المدنيين المتبقين والمصابين والأسرى من الجانبين. وأشارت إلى أنه «ينبغي على الحكومات المعنية أن تضغط على السلطات السورية للاضطلاع بما عليها من التزامات بموجب القانون الدولي الإنساني، وتشمل هذه الالتزامات عدم استهداف المدنيين، والسماح لمنظمات الإغاثة الإنسانية بالدخول الفوري، ومعاملة جميع المحتجزين بشكل إنساني».

وتزامن التقرير مع مطالبة الأمم المتحدة والصليب الأحمر بضرورة الوصول إلى مدينة القصير السورية فورا لمساعدة المدنيين المحاصرين فيها. ووصفت المنظمتان الأوضاع في المدينة بأنها بائسة.

وقالت الأمم المتحدة إن أمينها العام بان كي مون يراقب القتال في القصير «بانزعاج بالغ»، داعيا الطرفين إلى السماح للمدنيين بمغادرة المدينة التي كان يقطنها 30 ألف نسمة.

وفي ندائها، قالت منظمة الصليب الأحمر إنها طلبت وصول عامليها إلى المدينة، وأكدت استعدادها لدخولها فورا لمساعدة المدنيين. لكن نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله لبان كي مون، خلال اتصال هاتفي أمس، إن السلطات السورية المختصة «ستسمح للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري بالدخول إلى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها»، وأكد المعلم لبان كي «حرص سوريا على أمن واستقرار مواطنيها»، مشيرا إلى أن عمليات الجيش النظامي «هو لتخليص المواطنين من إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وعودة الأمن والاستقرار لمدينة القصير وريفها».

إلى ذلك، أدى انفجار سيارة مفخخة في حي جوبر بدمشق أمس، إلى مقتل ثمانية على الأقل من قوات النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أن «مجهولا يعتقد أنه من جبهة النصرة فجر سيارة مفخخة بالقرب من قسم شرطة حي جوبر بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور في الحي بين مقاتلين من المعارضة والقوات النظامية». وذكر المرصد أن معارك عنيفة وقعت بين الجيشين النظامي والحر في حي جوبر (شرق العاصمة) الذي كان هدفا في الأشهر الماضية لغارات جوية وهجمات بقذائف الهاون.

وفي ريف دمشق، أدخل مقاتلو الجيش الحر سلاحا نوعيا في المعركة، حيث أعلن «لواء الإسلام» عن استخدام صاروخ حراري متطور في منطقة المنصورة بريف دمشق. وذكر اللواء على صفحته على موقع «فيس بوك» أنه «ضمن معارك الفرقان فجر المجاهدون دبابة T72 في بلدة المنصورة بصاروخ (كونكورس) المضاد للدروع أدى لتدمير الدبابة عن بكرة أبيها».

الهيئة العامة للثورة السورية تعلن انسحابها من الائتلاف

انتقدت عدم تمثيل الثوار وضياع الأموال وتلاعب بعض الدول

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية»، أمس، انسحابها من «الائتلاف الوطني» المعارض، مشيرة إلى إنهاء تكليف ممثليها فيه، بمن فيهم سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف، اعتبارا من يوم السبت الماضي، لأسباب تتعلق بتوسعة الائتلاف مقاعده دون النظر إلى «الممثلين الأحق» في الحصول عليه.

وأوضحت الهيئة في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أمس، أنه «كان من أسس الاتفاق على تشكيل الائتلاف أن يكون للثوار في الداخل من يمثلهم من خلال منحهم ثلث مقاعد الائتلاف وهذا لم يحدث حتى بعد توسعته في اجتماع إسطنبول الأخير أول من أمس»، مضيفا: أنه «ففي التأسيس أعطي وعد لممثلي الثوار في الداخل وخصوصا في الهيئة العامة للثورة السورية أن تشرف على البحث عن ممثلين حقيقيين للثورة في الداخل بما سمي بممثلي المجالس المحلية، إلا أن هؤلاء عينوا من قبل المتسلقين في هذا الائتلاف وحرمت الثورة مرة أخرى من تمثيلها بممثلين حقيقيين خارجين من رحم الثورة ومن ساحاتها».

وأشار بيان الهيئة إلى أن الائتلاف «عجز عن مواكبة الثورة في الداخل السوري وتمثيلها تمثيلا حقيقيا، والابتعاد عن مطالب الثورة الحقيقية بل وتمييعها أحيانا بمبادرات لا ترقى لمستوى ما قدمه الشعب الثائر من تضحيات». وأضاف: أن «اهتمام أعضاء الائتلاف بالظهور الإعلامي على حساب العمل السياسي الذي يخدم الثورة، وهو ما يعكس ضعف الأداء السياسي لدى أغلب الأعضاء واعتقادهم أن الظهور الإعلامي بديل عن هذا العمل»، مشيرا إلى أن هناك «تلاعبا لدول بهذا الائتلاف وتسييره وفق مصالحها والدوس على دماء شعبنا وانقسام كتله لتعمل ضد بعضها البعض ووفق أجندات خارجية».

وتوقف البيان عند ما وصفه بـ«ضياع الأموال التي سخرها بعض أعضاء الائتلاف لمصالحهم وأهوائهم الشخصية في الوقت الذي يعاني فيه أهلنا في الداخل والخارج من مرارة التشرد واللجوء ونقص في أبسط مقومات الحياة المعيشية».

وكانت «قوى الحراك الثوري في الداخل» قد انتقدت يوم الاثنين الماضي فشل اجتماع الائتلاف بسبب التجاذبات السياسية بين كتله، مطالبة بمشاركة «القوى الثورية» فيه بنسبة لا تقل عن 50 في المائة من مقاعده وفي مؤسساته القيادية في إطار عملية توسيعه، وذلك لتحقيق «أهداف الثورة»، وفق تعبيرهم.

كما طالبت «القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة» أخيرا بالحصول على نصف مقاعد الائتلاف، محذرة من أنه لن تكون له شرعية دون تمثيل قوي للمقاتلين فيه.

وزير الدفاع الإسرائيلي: الأسد يسيطر على 40% من سوريا

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون بأن إسرائيل “تراقب بقلق احتمال أن تزود روسيا سوريا بمنظومة الصواريخ إس – 300”.

وعلى الرغم من إعلان الرئيس السوري بشار الأسد تلقي بلاده دفعة من هذه الصواريخ المضادة للطائرات، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن يعلون القول إن “هذه الصواريخ لم تنقل بعد إلى سوريا”، متوقعاً أن يحدث ذلك عام 2014.

ورأى يعلون أن الأسد يسيطر حالياً على 40% فقط من مساحة سوريا وأن المعارضة تسيطر على أربعة أحياء على الأقل في العاصمة دمشق.

وقال إن سياسة إسرائيل “ثابتة بعدم التدخل في الحرب الأهلية في سوريا ما دامت مصالحها لم تتضرر ولاسيما من خلال نقل وسائل قتالية متقدمة كصواريخ أو أسلحة كيماوية إلى حزب الله”.

 غارات على ضواحي دمشق واشتباكات بريفها

                                            قال ناشطون سوريون إن الطيران الحربي التابع للنظام يشن غارات على أحياء في العاصمة دمشق، وإن اشتباكات عنيفة تجري في بلدات بريف دمشق بين كتائب الجيش السوري الحر والقوات النظامية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني.

وأفادت شبكة شام الإعلامية بسقوط عدد من الجرحى في قصف استهدف حي الحجر الأسود جنوبي العاصمة دمشق، وأكد ناشطون أن الطائرات الحربية شنت أكثر من ثلاث غارات على الحي وألحقت دمارا واسعا بالمباني السكنية.

من جهته، أكد المجلس المحلي لبلدة داريا بريف دمشق اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام وعناصر حزب الله التي تحاول اقتحام المدينة من الجهة الغربية، كما دارت اشتباكات في حي سيدي مقداد في ببيلا وكذلك في معضمية الشام.

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها مصعب أبو قتادة في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن قوات الجيش الحر قتلت 17 عنصرا من القوات النظامية وقوات حزب الله في معضمية الشام.

كما أكد اندلاع اشتباكات في حي برزة بدمشق، ووقوع قصف عنيف من الجيش النظامي على بلدة الغوطة الشرقية، التي سقطت فيها -حسب قوله- عشرات الصواريخ وقذائف الهاون.

اضغط للدخول على الصفحة الخاصة عن الثورة في سوريا

تفجير واشتباكات

وفي وقت سابق يوم أمس، قتل سبعة أشخاص وجرح عشرات آخرون بعد سقوط صاروخ من طراز سكود وسط بلدة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي.

وقال مراسل الجزيرة ناصر شديد إنه لايزال هناك ضحايا تحت الأنقاض في البلدة، وإن قوات الدفاع المدني التابعة للجيش السوري الحر تقوم بإزالة الأنقاض وانتشال الجرحى والقتلى.

كما أعلنت شبكة شام أن ثلاثة صواريخ سقطت على مدينة القصير بريف حمص، وأسفرت عن دمار كبير في المباني السكنية.

وبدورها، قالت مراسلة الجزيرة في حلب سلام هنداوي إن بعض مناطق ريف حلب الشمالي شهدت حركة نزوح للأهالي عقب رواج أخبار عن حشد ما بين ثلاثة وخمسة آلاف من جيش النظام السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني في محيط ريف حلب الشمالي، في محاولة لاقتحام بعض البلدات.

وفي مدينة الرستن، قال ناشطون إن الجيش الحر مستمر في ما سماها عملية النصرة للقصير لليوم الخامس على التوالي، حيث تمكن من السيطرة على حاجزين وتدمير دبابة وآليات عسكرية، كما أكد سقوط عدد من القتلى في صفوف قوات النظام خلال اشتباكات اندلعت بين الجانبين.

حشد القوات

ويواصل كل من الجيش النظامي والجيش السوري الحر حشد قواتهما على جبهة مدينة القصير، التي تحاصرها منذ نحو أسبوعين قوات النظام ومقاتلون من حزب الله.

ويدور القتال داخل القصير وفي القرى المحيطة بها التي تسيطر على معظمها قوات النظام، في وقت عززت قوات النظام المواقع التي تقدمت إليها شمالي المدينة، وبينها مطار الضبعة العسكري والجوادية والبساتين في المنطقة.

وفي هذا السياق، اتهمت مصادر المعارضة السورية قوات النظام وحزب الله بتعطيل تدفق المياه إلى محافظة حماة بعد السيطرة على محطات تصفيتها في حمص. أما وكالة سانا الحكومية السورية للأنباء فقالت إن نقص كميات مياه الشرب في حماة يعود للأوضاع الراهنة بمنطقة القصير.

ويوم أمس أيضا قتل تسعة عناصر من قوات الأمن السورية في تفجير قرب قسم للشرطة في حي جوبر بدمشق، نسبته بعض المصادر إلى جبهة النصرة.

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 28 مقاتلا من المعارضة السورية قتلوا في معركة مع القوات النظامية في الريف الشمالي لمحافظة حمص وسط البلاد.

وفي تفاصيل تلك العملية، أوضح المرصد أن 28 عنصرا من الكتائب المقاتلة قتلوا أمس إثر كمين واشتباكات مع القوات النظامية في بساتين قرية كفرنان، التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، والواقعة بريف حمص الشمالي، وأشار إلى أنه من بين القتلى اثنان من قادة الكتائب المقاتلة.

ولا تزال عناصر المعارضة تحاصر قرية كفرنان التي تقع بين مدينة تلبيسة -التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة- ومنطقة الحولة التي يتواجد المعارضون في أجزاء كبيرة منها أيضا.

هيغ: قرار تسليح المعارضة يعتمد على نتائج “جنيف 2

روسيا تقول إن واشنطن لا تمارس ضغوطاً كافية على المعارضة السورية

دبي – قناة العربية

قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده لن تبتّ في أمر تسليح المعارضة السورية إلا بعد المحادثات المقترحة التي تشارك فيها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضوه، فيما اتهمت موسكو الولايات المتحدة بعدم الضغط على المعارضة السورية بالشكل الكافي قبل اجتماع جنيف.

وقال هيغ لصحيفة “فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ” في مقابلة نُشرت الاثنين 3 يونيو/حزيران، إن الأولوية هي للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا لدفع الطرفين المتحاربين إلى طاولة المحادثات وإن كان “لا يشعر بالتفاؤل بدرجة كبيرة”.

ونقلت الصحيفة عن هيغ قوله: “القرار الخاص بتسليم أسلحة فتاكة سيعتمد على كيف ستسير هذه المفاوضات وعلى تصرفات دول أخرى”.

وصرّح هيغ بأن الوقت لم يتأخر لتسليح مقاتلي المعارضة رغم المخاطر التي ينطوي عليها ذلك، خاصة أنه لا تلوح في الأفق نهاية للحرب في سوريا التي اندلعت منذ أكثر من عامين.

وقال: “نريد حلاً سياسياً بأسرع ما يمكن. وللأسف لا نعرف ما اذا كان هذا الحل سيتوفر. الصراع يمكن أن يستمر شهوراً بل سنوات.”

يأتي هذا فيما اتهمت روسيا واشنطن بعدم الضغط على المعارضة السورية بالشكل الكافي قبل اجتماع جنيف. فقد نقلت وكالة الاعلام الروسية عن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله الاثنين إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية على المعارضة السورية حتى تشارك في مؤتمر السلام الذي تحاول موسكو وواشنطن تنظيمه.

ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله: “من وجهة نظرنا الولايات المتحدة لا تبذل بالتأكيد جهداً كافياً فيما يتعلق بالضغط على المعارضة السورية حتى تحضر المؤتمر الدولي”.

مسؤولون روس يلتقون معارضين سوريين على هامش اجتماع جنيف الثلاثي

جنيف (3 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر دبلوماسية روسية أن مسؤولين في الخارجية الروسية سيجتمعون بعدد من المعارضين السوريين في جنيف بعد غد الأربعاء على هامش الاجتماع التمهيدي الذي سيحضره ممثلون عن والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر دولي مخصص للبحث عن حل سياسي تفاوضي للأزمة السورية

ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الثلاثي التمهيدي في الخامس من حزيران/يونيو في جنيف للتحضير لمؤتمر جنيف 2 حول سورية الذي انطلق بمبادرة أمريكية روسية في السابع من الشهر الماضي

وقالت المصادر إن معاون وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سيلتقي معارضين سوريين ويتشاور معهم حول تفاصيل تخص المؤتمر، وتحفّظ المصدر عن ذكر الشخصيات السورية المعارضة التي سيلتقي بها الدبلوماسي الروسي أو التيارات السياسية التي تتبع لها

ولم يتم تحديد موعد نهائي للمؤتمر على الرغم من إعلان وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة عن نيتهما عقده منتصف الشهر الجاري، ويُرجّح الساسة الأوربيون أن يتم تأجيله إلى تموز/يوليو المقبل

ووفق المصادر فإن الاجتماع في جنيف سيكون على مستوى نواب وزراء الخارجية، حيث يشارك عن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف، ونائبه الآخر ميخائيل بوغدانوف، فيما يشارك عن الجانب الأمريكي نائب وزير الخارجية ويندي شيرمان والقائمة بأعمال نائب الوزير إليزابت جونز، وبمشاركة المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان

ولم تستبعد المصادر أن يلتقي المسؤولون الأمريكيون معارضين سوريين أيضاً على هامش لقاء جنيف، لكنّها رجّحت أن تكون الشخصيات السورية المعارضة مختلفة في كلا اللقائين، وقالت إن المشاورات مع المعارضة السورية أساسية وستساهم في رسم التوجّه العام للمؤتمر

مقتل أربعة في طرابلس بلبنان واطلاق النار على شيخ في صيدا

طرابلس (حزيران) – قالت مصادر امنية ان اربعة اشخاص قتلوا في اشتباكات في مدينة طرابلس في شمال لبنان فيما هاجم مسلحون شيخا سنيا في مدينة صيدا بجنوب لبنان يوم الاثنين في مزيد من العنف الناجم عن الحرب الاهلية في سوريا.

وكانت طرابلس شهدت اسبوعا من الهدوء النسبي بعد اسبوع من الاشتباكات ادت الى مقتل 29 شخصا الشهر الماضي في اعنف قتال تشهده المدينة حتى الان بين مسلحين يؤيدون الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد وانصار الاسد من العلويين.

وقالت المصادر في طرابلس ان شخصا واحدا على الاقل قتل في حي باب التبانة الذي يقطنه غالبية سنية واصيب 27 شخصا معظمهم بنيران قناصة في وسط المدينة.

ويعاني لبنان من امتداد العنف الدائر في سوريا حيث قتل 80 الف شخص في العامين الماضيين.

وقتل 12 شخصا أمس الاحد فقط داخل لبنان في معركة بين مقاتلي حزب الله المؤيد للاسد ومقاتلي المعارضة السورية.

وفي صيدا اطلق مسلحون النار على الشيخ السني ماهر حمود فجر يوم الاثنين بينما كان خارجا من منزله لأداء صلاة الفجر. لكن الرصاص لم يصب الهدف وفر مطلقو النار عندما رد حراس حمود باطلاق النار. وينظر الى حمود على انه مقرب من حزب الله وهو منتقد بارز للشيخ احمد الاسير في صيدا الذي دعا اللبنانيين السنة الى التوجه الى سوريا لمحاربة الاسد.

(اعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

روسيا: واشنطن لا تمارس ضغوطا كافية على المعارضة السورية

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة الاعلام الروسية عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله يوم الإثنين إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا كافية على المعارضة السورية حتى تشارك في مؤتمر السلام الذي تحاول موسكو وواشنطن تنظيمه وان تتخلى عن شرط رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.

وأعلنت روسيا والولايات المتحدة في السابع من مايو ايار انهما ستحاولان جمع حكومة الاسد والمعارضة السورية معا في مؤتمر دولي يسعى لانهاء الصراع في سوريا لكنهما لم يحددا موعدا له.

ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله “من وجهة نظرنا الولايات المتحدة لا تبذل بالتأكيد جهدا كافيا فيما يتعلق بالضغط على المعارضة السورية حتى تحضر المؤتمر الدولي.”

وأضاف ان الولايات المتحدة “يجب الا تسمح للمعارضة بان تحدد مهلا وتفرض شروطا. وأهم هذه الشروط…مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.”

وقال الائتلاف السوري المعارض اواخر الشهر الماضي انه لن يشارك في محادثات السلام الا اذا وضع موعد للتوصل الى تسوية يتخلى بموجبها الاسد عن السلطة.

وروسيا هي أكبر داعم للاسد خلال الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 80 الفا منذ مارس اذار عام 2012 وهي ترفض العقوبات كما استخدمت هي والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كانت ستزيد الضغط على حكومة الاسد.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى