أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 04 آب 2014

18 تنظيماً مقاتلاً تؤسس «مجلس قيادة الثورة»
لندن – «الحياة»
قتل وجرح عشرات المدنيين السوريين أمس في غارات لطيران النظام على مدينتي دوما وكفربطنا في الغوطة الشرقية لدمشق، في وقت أعلن 18 تنظيماً من أكبر الفصائل المسلحة في سورية تشكيل «مجلس لقيادة الثورة» تمهيداً لإنشاء مجلس عسكري وآخر قضائي، يتوقع أن يترك أثاراً سلبية على عمل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ويدخل في مواجهة مع «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية وشمالها الشرقي.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 32 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف للطيران السوري على دوما وكفربطنا في الغوطة الشرقية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إن «17 شخصاً بينهم طفل وامرأة على الأقل استشهدوا في غارتين للطيران الحربي على مدينة دوما (شمال شرقي دمشق)، بينما قتل 15 شخصاً بينهم طفل وامرأة على الأقل في غارة على مدينة كفربطنا (شرق)».

وأعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن سقوط «44 شهيداً في مجزرتين لطيران النظام في كفربطنا ودوما بريف دمشق»، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة» بين قوات النظام و «حزب الله» من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية في القلمون شمال العاصمة.

وكان ممثلو 18 فصيلاً مسلحاً أعلنوا في شريط فيديو أنه «بهدف توحيد الفصائل العاملة على الأراضي السورية، تم الاتفاق على تشكيل مجلس لقيادة الثورة في سورية تحت مسمى مجلس قيادة الثورة السورية ليكون الجسم الموحد للثورة السورية على أن يقوم المجلس باختيار قائد له وتشكيل مكاتبه وعلى رأسها المكتب العسكري والقضائي خلال مدة لا تتجاوز 45 يوماً» اعتباراً من يوم أمس. كما تضمن البيان أن يشكل «المجلس الجبهات القتالية الآتية: الجبهة الشمالية، الجبهة الشرقية، الجبهة الوسطى، الجبهة الجنوبية، الجبهة الغربية» على أن «يبقى الباب مفتوحاً لضم كل الفصائل الراغبة بالانضمام» إلى المجلس.

ولوحظ أن الاتفاق لم يشمل تنظيم «أحرار الشام» برئاسة حسان عبود ولا «جبهة النصرة» بزعامة أبو محمد الجولاني المصنفة على قائمة المنظمات الإرهابية لعلاقتها بتنظيم «القاعدة»، في مقابل وجود الفصائل التي صنفتها دول غربية على أنها «معتدلة» مثل «حزم» و «نور الدين الزنكي» وسلمتها أسلحة مضادة للدروع بينها صواريخ «تاو» الأميركية. وجاء تشكيل المجلس بعد إعلان فصائل «الجبهة الإسلامية» التي تشكلت قبل ثمانية أشهر من أكبر الفصائل الإسلامية، الاندماج في حلب شمالاً برئاسة قائد «لواء التوحيد» عبدالعزيز سلامة وبعد إعلان «جيش الإسلام» برئاسة زهران علوش و «صقور الشام» برئاسة أحمد عيسى الشيخ «الاندماج» باسم «الجبهة الإسلامية» بقيادة علوش. وفيما شارك ممثلو «جيش الإسلام» و «صقور الشام» في تشكيل المجلس الجديد، لم تتضمن القائمة اسم «لواء التوحيد».

كما أن هذه الخطوة جاءت وسط حديث «الائتلاف» عن تشكيل «جيش وطني» في مقابل حديث دول غربية عن قيام علاقة مباشرة مع قادة الكتائب المسلحة على الأرض بعيداً من «الائتلاف». ووفق تقديرات خبراء، فإن الفصائل الـ18 تضم حوالى 60 في المئة من مقاتلي المعارضةً.

«داعش» يوسّع «دولته» بعد طرد «البيشمركة» من سنجار
بغداد – «الحياة»
فرض تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) سيطرته شبه الكاملة أمس على صحراء غرب الموصل وشماله، والتي تشكل المثلث الحدودي العراقي – السوري – التركي الغني بالمياه والنفط، وذلك عندما استولى على بلدتين خاضعتين لسيطرة قوات «البيشمركة» الكردية جنوب قضاء سنجار قرب الحدود العراقية – السورية، ما دفع سكانهما الأيزيديين إلى الفرار نحو الجبال والهضاب. وفي هذه الأثناء تواصلت الاجتماعات المكثفة بين الأطراف الشيعية للخروج من أزمة اختيار رئيس للوزراء عشية جلسة أخرى للبرلمان اليوم. (للمزيد)

وهاجم مسلحو «داعش» هذه المناطق فجر أمس، واشتبكوا مع قوات البيشمركة الكردية التي تركت مواقعها، وانسحبت إلى خارج المدينة. وقبل منتصف الظهر رفع مسلحو التنظيم راياتهم على المباني الحكومية في سنجار. وذكر شهود أن «داعش» سيطر أيضاً على سد الموصل، أكبر سد في العراق بعد انسحاب القوات الكردية التي خسرت ثلاث بلدات وحقلي نفط أمام تقدم مقاتلي «داعش» أول من أمس، في أول انتصار كبير للتنظيم على القوات الكردية منذ أن اجتاح شمال العراق في حزيران (يونيو)، ما يعزز مساعيه لإطاحة حكومة بغداد.

ومع هذه التطورات، بات إقليم كردستان في مرمى نيران «داعش»، فيما شكل انسحاب القوات الكردية من المناطق التي استماتت للسيطرة عليها صدمة كبيرة، خصوصاً أن الأكراد انتقدوا كثيراً الجيش العراقي لانسحابه المذل من الموصل في التاسع من حزيران الماضي. غير أن مسؤولين أكراداً أكدوا لـ «الحياة» أن «البيشمركة تعيد تجميع قواتها لإعادة السيطرة على سنجار في أقرب فرصة».

وفي هذه الأثناء أعلنت الأمم المتحدة أمس أن استيلاء «داعش» على مدينة سنجار دفع حوالى 200 ألف شخص إلى الفرار، مشيرة إلى مخاوف كبيرة على سلامتهم ومحذرة من «مأساة إنسانية». وأوضح بيان للمنظمة الدولية أن «الأمم المتحدة لديها مخاوف كبيرة على السلامة الجسدية لهؤلاء المدنيين المحاصرين من جانب مقاتلي الدولة الإسلامية» في جبال سنجار.

وحذر رجل دين أيزيدي، فضل عدم ذكر اسمه، من «كارثة إنسانية على وشك الوقوع في سنجار بعد سيطرة المسلحين عليها»، مشيراً إلى أن «أكثر من 350 ألف أيزيدي مهددون بالإبادة أو التهجير وترك أراضيهم». وكشف أن «عصابات داعش على رغم وعودها بعدم التعرض لأبناء الطائفة، إلا أننا لا نثق بها، وستقدم على العمل ذاته الذي مارسته في الموصل مع إخواننا المسيحيين».

إلى ذلك، علمت «الحياة» أن مفاوضات تجريها أحزاب وقوى شيعية بمعزل عن حزب «الدعوة» جناح – رئيس الوزراء نوري المالكي، تمخضت عن اتفاق مبدئي يمنح منصب رئيس الوزراء إلى كتلتي «مستقلون» و «بدر»، كما تم رهن تنفيذ الاتفاق بإصرار المالكي على ترشيح نفسه للمنصب. ويعقد البرلمان جلسة اعتيادية غداً قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة الدستورية التي يمنحها رئيس الجمهورية لتكليف الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان تشكيل الحكومة، ولكن التشاؤم يلقي بظلاله على احتمال حسم القضية خلال الجلسة.

وقال النائب عن «كتلة المواطن» حبيب الطرفي لـ «الحياة» إن «التحالف الوطني بجميع مكوناته سيعقد اجتماعاً مهماً غداً (اليوم) في حضور جميع ممثليه في محاولة جديدة لحسم مرشح التحالف الوطني لرئاسة الحكومة». وأضاف أن «المهمة صعبة ولكن الحوارات مستمرة مع الجميع وهناك لقاءات ثنائية بين الأطراف لبحث المسألة. كما أن هناك محادثات أخرى تجرى مع باقي الكتل السنّية والكردية».

سلطة المال والسلاح تجذب شباب «مثلث الموت» العراقي إلى «داعش»
جرف الصخر (العراق) -خلود العامري
لم يعرف أهالي جرف الصخر، الناحية الصغيرة التي تتبع محافظة بابل إدارياً، عن الشاب محمد مرزوق سوى أنه شخص بسيط بالكاد استطاع إكمال تعليمه الجامعي في كلية التربية، لكنه ظهر بشكل مفاجئ قبل أيام وهو يركب سيارة فارهة لا يحلم بها من هو أكثر منه مالاً.

الشاب العشريني الذي لم يتمكن من الحصول على وظيفة حكومية بعد التخرج مثلما كان يرغب فيه حصل على وظيفة تدر عليه راتباً لا بأس به مع قطعة سلاح وسيارة فارهة منحها له تنظيم «»داعش» بعد انضمامه إليه وتوليه مسؤولية تجنيد شباب المنطقة التي يسكن فيها.

شباب الناحية الصغيرة التي يقطنها محمد يجدون في العمل مع «داعش» فرصة للظهور بمظهر مختلف يمنحهم القوة والاحترام من قبل بعض السكان الذين يؤيدون التنظيم المتشدد الذي فرض سيطرته على الناحية لقطع طريق الجنوب على العاصمة بغداد، لا سيما أن جرف الصخر ترتبط برياً مع محافظة الأنبار التي تتواجد فيها «داعش» منذ شهور.

المعارك التي تدور هناك بشكل يومي تقريباً غالباً ما تنتهي بانهيار منازل أقدم عناصر «داعش» على تفخيخها وانتظروا دخول الجيش إليها قبل هدمها. وبهذه الطريقة تمكنوا من قتل عشرات الشباب العاملين مع الجيش، لكن بمرور الأيام باتت تلك الخدعة مكشوفة ولم يعد عناصر الجيش يدخلون المنازل الفارغة وإن دخلوها فليخرجوا منها بسرعة. لكن وعلى رغم ذلك ما زالت الناحية تشهد معارك متواصلة بين الطرفين حيث يسيطر كل طرف على جزء منها.

محمد لم يستقطب شباب جرف الصخر فحسب للعمل مع «داعش»، بل تمكن أيضاً من استقطاب شباب آخرين من زملاء الدراسة في مناطق الحصوة واللطيفية وهما ناحيتان صغيرتان الأولى تابعة لمحافظة بابل والثانية لمحافظة بغداد تقعان ضمن ما يسمى بمنطقة «شمال بابل» وهي المنطقة التي أطلق عليها العراقيون تسمية «مثلث الموت» في الأعوام التي شهدت معارك طائفية عامي 2006 و2007.

المنطقة التي تقطنها غالبية سنية بدأت تشهد تحركات للتنظيم المتشدد منذ إعلان قيام الدولة الإسلامية في الموصل حيث نشط التنظيم هناك واستقطب مئات الشباب كما فعل في الموصل. ونجحت إغراءات «داعش» في تقوية نفوذها هناك حيث استقطبت معظم المراهقين والشباب العاطلين من العمل بشكل يشابه استقطاب الميليشيات لهم.

المشكلة في عملية الاستقطاب تلك هو ما تقدمه من مغريات لم يتوقعوها يوماً الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى التنظيم المتشدد الذي يمنحهم المال والسلطة ويبيح لهم الانتقام من الكثيرين من الأهالي والأخذ بالثأر. والانتقام قد يطاول شخصاً يسكن في إحدى القرى السنية المحيطة بالناحية أو ربما شخصاً آخر يقطن في حي العسكري الذي يقطنه الشيعة وتنتشر فيه الميليشيات.

محمد بدأ يظهر كثيراً في جرف الصخر هذه الأيام وهو يتنقل من وسط الناحية إلى القرى المحيطة بها وبات الكثيرون من الشباب يقصدونه للحصول على فرص عمل مع «داعش»، وتحول من شاب معدوم إلى قيادي يتمتع بالسلطة والجاه والمال ويتخذ القرار في شأن انضمام الشباب إلى العمل مع التنظيم المتشدد فهو الذي يختارهم أو يرفضهم.

لكن ما لم يحسب له محمد حساباً أن التنظيمات المتشددة لا بد من أن تزول يوماً ومعها الميليشيات الطائفية مثلما زال غيرها، وإن ذاكرة الأهالي لن تغفر يوماً أنه تسبب في قتل الكثيرين من الأبرياء بسبب انتمائهم الطائفي لا لأي سبب آخر.

الجيش يسترد مواقع في عرسال… ويؤكد المواجهة
بيروت – «الحياة»
بدأت المخاوف تزداد من وضع لبنان في عين العاصفة السورية مع لجوء المجموعات التكفيرية والإرهابية تحت إمرة «داعش» و «جبهة النصرة»، إلى توسيع دائرة اعتداءاتها على وحدات الجيش اللبناني المنتشرة عند أطراف بلدة عرسال البقاعية وجرودها التي تبلغ مساحتها حوالى 1400 كيلومتر مربع، أي عشر مساحة لبنان، واضطرارها للقيام برد سريع ومباشر وتنفيذ عملية هجومية، كما أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس، لفك الطوق عن المراكز ونجاحها بحماية بعض المواقع واستمرارها في عملياتها العسكرية لاسترداد بعضها الآخر، ومحاربة الإرهابيين المنتشرين في المنطقة مستخدمة المدفعية والراجمات وسلاح الطيران. (للمزيد)

وإذ أكد العماد قهوجي أن توقيف الجيش المدعو أحمد عماد جمعة (أحد قادة «داعش» المنشق عن جبهة «النصرة») لم يكن السبب في شن هجوم واسع على المراكز الأمنية المتقدمة والأمامية، قال إن «ما حصل أخطر بكثير مما يعتقد البعض، ويراد منه نقل السيناريو الذي حصل على الحدود السورية والعراقية لإدخال لبنان في الحرب السورية بشكل مباشر»، وشدد، في المقابل، على أن «الجيش لن يسمح بأن تنتقل هذه الحالة إلى لبنان»، داعياً جميع المسؤولين السياسيين والروحيين إلى «التنبه لما يُرسم للبلد، لا سيما أن أي تفلّت في أي منطقة ينذر بخطورة كبيرة تهدد الوطن بكيانه واستقلاله ووحدته ووجوده».

وكان الوضع المتدهور في عرسال تصدّر الاجتماع الأمني الموسع الذي رأسه رئيس الحكومة تمام سلام مساء أمس في حضور الوزراء سمير مقبل، نهاد المشنوق، أشرف ريفي، رشيد درباس، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود والأمين العام لمجلس الدفاع اللواء محمد خير وقادة الأجهزة الأمنية. وسيستكمل في اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء يعقد اليوم. وتزامن الاجتماع الأمني مع تمكن وحدات الجيش من استرداد تلة مهنية عرسال وثكنة – 83 – عند مدخل البلدة وموقع المصيدة ووادي حميد، وهي تحاول استعادة «تلة الحصن» بعد أن استقدمت تعزيزات جديدة من فوجَي المغاوير والمجوقل.

وعلمت «الحياة» أنه جرى استعراض للنتائج الأولية للتواصل بين هذه المجموعات من خلال وجهاء عرسال ومخاتيرها وبين هيئة العلماء المسلمين ومفتي البقاع الشيخ خليل الميس وعدد من نواب زحلة والبقاع الغربي… ونقل الوسطاء عن مسؤولي هذه المجموعات طلبهم إمهالهم نصف ساعة للبدء بالانسحاب التدريجي من البلدة إلى المناطق الجردية، إضافة إلى استعدادهم لإخلاء بعض المواقع فوراً.

وقال مقبل بعد الاجتماع، جرى عرض لآخر المعطيات المتعلقة بالاعتداء على السيادة اللبنانية في عرسال وجوارها والجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية للتصدي للمخطّط الذي بدأ المسلحون الإرهابيون تنفيذه في المنطقة.

واطّلع المجتمعون على آخر ما توصلت إليه التحقيقات مع الموقوف جمعة. كما استمعوا إلى عرض لملابسات عملية احتجاز عناصر قوى الأمن الداخلي. وأوضح القادة الأمنيون أن الموقف في البلدة موقف داعم للجيش والقوى الأمنية، وأن المسلحين الذين خططوا للاعتداء على القوى اللبنانية ونفذوه لم يتمكنوا من تأمين قاعدة تأييد ومساندة لهم داخل عرسال. كما أكدوا أن جاهزية وحداتهم كاملة، وأن التنسيق بين جميع المؤسسات والأجهزة يجري على مستوى عال.

وفيما أجمعت القيادات السياسية والرسمية والروحية على دعمها الجيش والقوى الأمنية في مواجهة المجموعات التكفيرية والإرهابية، أكد رئيس تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري دعمه المطلق للجيش اللبناني ولجميع القوى الأمنية، ووقوفه إلى جانبهم «لاستعادة بلدة عرسال الصابرة والصامدة الى عرين الدولة لأن لا خيار آخر لأهلها غير مشروع الدولة، وبالتالي تحريرها من خاطفيها من «داعش» وجبهة «النصرة». وقال الحريري لـ «الحياة»: «لا هوادة مع الجماعات التكفيرية والإرهابية أو التساهل مع مشروعها التدميري الغريب عن أهل الاعتدال والتسامح». وشدّد على أن «لا مفر أمامها إلا بإخلاء البلدة ولن تقف الدولة، ونحن إلى جانبها، مكتوفة الأيدي حيال مخططات هذه المجموعات».

ولفت إلى أن «الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية بالنسبة إلينا في تيار المستقبل خط أحمر ممنوع الاعتداء عليهم ونحن على موقفنا الثابت والاستراتيجي من المجموعات التكفيرية». وسأل: «هل هكذا يكون رد الجميل لأهالي عرسال الذين استضافوا إخوتهم النازحين من سورية ولم يبخلوا في تقديم كل أشكال الدعم لهم، هل يكافأون بتحويلهم إلى رهائن لأنهم قالوا لا لهذه المجموعات؟». واعتبر أن هذا «يشكل أيضاً اعتداء على سيادة لبنان وسيادة الدولة على أراضيها».

ومع أن المحاولات لإعادة الهدوء إلى البلدة بقيت محدودة واقتصرت في بادئ الأمر على محاولة تبرّع مخاتير عرسال وفاعلياتها للقيام بها، وتقضي بأن يصار الى تواصل بين مسلّحي «النصرة» و «داعش» وبين جمعة الموقوف لدى الجيش للاطمئنان إلى صحته، على رغم أن لا صحة لما تردد من أنه أوقف وهو مصاب نتيجة المعارك الدائرة بين مجموعاته والجيش النظامي السوري داخل الأراضي السورية، على أن يكون هذا الإجراء متلازماً مع اتصال آخر يُجرى بين قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي للاطمئنان إلى مصير المفقودين من الجيش وعددهم 13 جندياً، والآخرين المخطوفين من قوى الأمن، إلا أن هذا العرض لم يدخل في عداد الاقتراح الذي توصل إليه الوزيران ريفي والمشنوق من خلال اتصالاتهما بفاعليات عرسال.

وفي التفاصيل علمت «الحياة» من مصادر وزارية أن ريفي والمشنوق تواصلا طوال نهار أمس مع فاعليات عرسال بالتنسيق مع رئيس الحكومة تمام سلام وقهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، وبمواكبة مباشرة من الحريري، للضغط على المجموعات المسلحة لإخلاء البلدة، والتوجه إلى المناطق الجردية.

وتوصل ريفي والمشنوق مع فاعليات عرسال ومخاتيرها الذين يتواصلون أيضاً مع مسؤولي المجموعات المسلّحة الى مشروع يتضمن النقاط الآتية: الاتفاق على وقف اطلاق النار من الساعة الرابعة عصراً إلى السادسة من مساء أمس، وشروع المجموعات المسلحة ابتداءً من السادسة، بإخلاء عرسال والتوجه إلى المناطق الجردية، وتأمين انتقال هذه المجموعات من المناطق الجردية إلى داخل الأراضي السورية (القلمون)، وتبيان مصير المفقودين من الجيش اللبناني، وإطلاق المخطوفين من قوى الأمن الداخلي، على أن تتعهد الحكومة اللبنانية تأمين معالجة الجرحى من هذه المجموعات، ونقلهم إلى المستشفيات والحرص على سلامتهم، اضافة الى تأمين محاكمة عادلة لجميع الموقوفين من هذه المجموعات في الاعتداءات على الجيش بمن فيهم جمعة والسماح بتوكيل محامين للدفاع عنهم.

ورداً على سؤال، أكدت المصادر أن قضية تأمين التواصل مع جمعة من جانب المجموعات المسلحة ليس مدرجاً في الصيغة المطروحة لوقف إطلاق النار.

اسبانيا: توقيف شابتين بتهمة السعي للالتحاق بتنظيم “داعش”
مدريد – أ ف ب
اعلنت وزارة الداخلية الاسبانية اليوم الاثنين توقيف شابتين احداهما قاصر في الرابعة عشرة من عمرها في مدريد، بتهمة السعي للانضمام الى شبكة ترسل متطوعين للقتال مع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المتطرف في العراق وسورية.

واوضحت الوزارة أنه “للمرة الاولى في اسبانيا تم توقيف امرأتين احداهما قاصر فيما كانتا تستعدان للانضمام الى خلايا ارهابية تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرفة التي استولت على مناطق كاملة في العراق وسورية”.

ويظهر شريط فيديو بثته وزارة الداخلية الشابتين وهما ترتديان النقاب الاسود اثناء نزولهما من طائرة يحيط شرطيان بكل منهما، لكن من دون توضيح المكان الذي نقلتا اليه.

وتم توقيف الفتاة القاصر التي تبلغ 14 عاما والشابة الاخرى وتدعى فوزيه علال محمد وتبلغ 19 عاما في جيب مليلية الاسباني على الحدود الشمالية للمغرب.

واوضحت الوزارة في بيان ان “الشابتين كانتا عازمتين على عبور الحدود الى المغرب للاتصال مع الشبكة التي كان يفترض ان ترسلهما في وقت وشيك الى منطقة نزاع بين سورية والعراق”.

وتابعت “كان في نيتهما الانضمام الى احدى خلايا تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي بقيادة ابو بكر البغدادي”.

ولفتت الوزارة ايضاً الى انه اول توقيف يجرى في اسبانيا “بعد الدعوة الى الجهاد التي اطلقها في الاول من اب (اغسطس) من الموصل ابو بكر البغدادي”.

«الرويلي».. عضو هيئة سابق و«منشد» «داعش» يقتل في مواجهة مع «جيش الإسلام»
الدمام – منيرة الهديب – الرياض – عيسى الشاماني
حكاية جديدة من حكايات المصير المحتوم لمن يلتحقون بالتنظيمات الإرهابية، فبعد أكثر من عامين قضاها في ساحات القتال متنقلاً بين العراق والشام، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس مقتل السعودي فيصل الرويلي (25 عاماً) خلال مواجهات مع قوات «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، في سورية. ويعد الرويلي من أوائل السعوديين الذين انضموا إلى القتال في صفوف «داعش». (للمزيد)

وخاض معارك عدة في صفوفها، أبرزها معركة القلمون السورية.

وأشار علي الرويلي (والد فيصل) في اتصال هاتفي أجرته معه «الحياة»، إلى أن ولده لم تظهر عليه علامات التشدد أثناء حياته مع العائلة. أوضح أن فيصل كان موظفاً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الجوف، قبل أن يترك العمل لينضم إلى «داعش». وظهر فيصل في مقطع صوتي بثه تنظيم «داعش» في موقع «يوتيوب»، يشدو بقصائد ثناء وتبجيل للقائد السابق لتنظيم القاعدة الزرقاوي، ولأبي بكر البغدادي الذي نصّب نفسه أخيراً أميراً للمؤمنين.

وقال فارس الرويلي (شقيق فيصل) لـ«الحياة» إن شقيقه التحق بجامعة الجوف قسم الرياضيات، إلا أنه لم يكمل تعليمه، وأن أهله لم يعلموا بسفره والتحاقه بـ«داعش» إلا بعد وصوله إلى سورية، إذ اتصل بهم من هناك وأخبرهم بأنه انضم إلى «داعش».

غزة… أو حين ينتصر الفن على الدم
غزة – سامية الزبيدي
تحولت ألسنة اللهب والدخان المتصاعدة من منازل غزة المقصوفة بطائرات حربية اسرائيلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي رسوماً لأطفال ونساء ورجال فخورين شامخين.

هكذا حول فنانون شبان صور التقطها صحافيون فلسطينيون لمشاهد الدمار والدخان الذي ملأ سماء معظم مناطق من قطاع غزة بعد قصفها بمروحيات حربية اسرائيلية في أكثر من ستة آلاف غارة حربية على منازل ومنشآت وأراضي المواطنين الفلسطينيين منذ الثامن من شهر تموز (يوليو) الجاري.

وتناقل نشطاء فلسطينيون وعرب وأجانب على أهم موقعين للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت «توتير» و «فايسبوك» هذه الصور التي عكست جملة من الرسائل التي أراد أصحابها ايصالها الى العالم.

ورسمت الفنانة الفلسطينية بشرى شنان (25 سنة) من مدينة الخليل في الضفة الفلسطينية رجلاً مهيباً ينحني باحترام امام امرأة في سماء غزة.

وأرادت شنان أن تؤصل للفكرة السائدة بأن الجنة تحت أقدام الأمهات، خصوصاً الفلسطينيات فنياً، وقالت: «رأيت الأم شهيدة، والرجل ينحني باحترام لمن تقف الجنة تحت أقدامها».

ولعبت شنان على التباين في الصور الملتقطة بين اللونين الأحمر والأسود المتدرج الى الرمادي، لتحويل الدمار والموت الى فتاة جميلة بشعر ملفوف بعناية، وثغر باسم، في اشارة الى اصرار الفلسطينيين على حب الحياة، وتحديهم لغربان الموت التي لا تغادر سماء غزة تجسساً أو عدواناً. وحولت صورة أخرى الدخان الأسود ولهيب النار الأحمر الى وجوه لعشرات الأطفال الذين استشهدوا مع أكثر من 210 أطفال آخرين في أقل من 20 يوماً من العدوان، ارتكبت خلالها اسرائيل مجازر جماعية لعائلات بأكملها.

وعن هذه اللوحة التي حظيت بعدد كبير من المشاركات على صفحات «فايسبوك»، تقول شنان: «من يقتل في هذه الحرب هم الأطفال الأبرياء وليسوا ارهابيين كما يدعي الاحتلال».

وحولت شنان التي درست «الغرافيك» في جامعة بوليتكنيك فلسطين، وتعمل في مجال التصميم والتصوير الفوتوغرافي مشهداً آخر من الدخان الكثيف المتصاعد من أحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة الى أفعى ضخمة تزحف في اتجاه منازل المواطنين، في اشارة الى توغل دبابات الاحتلال في هذين الحيين وما ارتكبته خلال ذلك من أعمال قتل في صفوف المدنيين وتدمير منازل منشآت على نطاق واسع ما زالت أثارها تتكشف يوماً بعد يوم.

وجسدت الفنانة التشكيلية منال أبو صفر معاني الصبر والصمود والنصر في عدد من الصور التي حولت دخانها ولهبها الى رجل فلسطيني موشح بكوفيته المرقطة، وثانية ليد ترفع شارة النصر، وثالثة لكأس العالم الذي أحرزه الفلسطينيون بصمودهم ومقاومتهم للعدوان بينما كان العالم يتابع نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تحظى بشعبية جارفة في القطاع المحاصر منذ ثمانية أعوام، فيما انتصبت سيدة ببطن مدور في سماء غزة، في اشارة الى أكثر من 82 سيدة استشهدن، بعضهن حوامل.

وفي مشهد يكشف عن جريمة أخرى، صورت أبو صفر شيخاً فلسطينياً يدعو الله من بين مآذن أحد المساجد التي بقيت شامخة على رغم صاروخ الـ F 16 الذي سقط وراءها، بعد أن دمرت قوات الاحتلال عشرات المساجد على طول القطاع وعرضه.

الشاب زهدي الذي شارك إحدى صور شنان على صفحته الشخصية على «فايسبوك»، علق عليها قائلاً: «رغم الألم تولد الابداعات».

وقالت الشابة نعمة التي شاركت صورة أخرى: «الشعب الجبار الصامد، يصنع الامل والهوية على رغم الألم والبكاء والحزن»، فيما اعتبر يامي حمد ان نثر صور الأطفال الشهداء بريشة الفنانة شنان «تخليد لأكثر من 60 طفلاً قتلوا حتى الآن في القصف الاسرائيلي الهمجي على غزة».

سوريا: 50 قتيلاً جهادياً في القلمون والمعارضة تحاول التقدم في ضاحية الأسد بحلب
المصدر: (و ص ف، أ ش أ)
قتل 50 جهادياً على الاقل من تنظيم “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” المتطرفين في معارك تواصلت من الجمعة حتى فجر السبت مع القوات السورية وعناصر “حزب الله” اللبناني في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له :”قتل ما لا يقل عن 50 عنصراً من الدولة الاسلامية وجبهة النصرة في مكمن متقدم نفذته قوات النظام السوري وحزب الله في منطقة الجبة في جرود القلمون” الواقعة شمال دمشق. وأضاف ان المعارك أدت الى مقتل سبعة رجال من قوات النظام والمسلحين الموالين له، بينهم اثنان من الحزب. كما اسقط المقاتلون الجمعة بنيران رشاشاتهم الثقيلة طائرة حربية لسلاح الجو السوري.
وأكد مصدر أمني سوري ان “مجموعات ارهابية حاولت ليل أمس التسلل من الاراضي اللبنانية في اتجاه جرود القلمون، وتصدت وحدات من الجيش لهذا التسلل وتمكنت من قتل اعداد كبيرة منهم”.
وبعد نحو شهر من نشوب المعارك بين “جبهة النصرة” وكتائب من المعارضة المسلحة هي الاولى من نوعها بين الطرفين، اغتيل “أمير” الجبهة في محافظة ادلب يعقوب العمر بتفجير عبوة ناسفة الصقت بسيارته منتصف ليل الجمعة – السبت.
وقال عبد الرحمن ان التفجير أدى الى اصابة نجلي العمر، وهو سوري في العقد الرابع من العمر، مشيراً الى ان الاخير تولى مسؤوليات “شرعية وسياسية”. وأوضح ان “اغتيال العمر يأتي مع تمدد جبهة النصرة في محافظة ادلب على حساب الكتائب المقاتلة، وسيطرتها على مناطق واسعة أهمها ريف جسر الشغور وحارم وسرمدا”.
وسيطرت الجبهة المتطرفة على هذه المناطق تباعاً. وكانت آخر هذه المناطق سرمدا القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والتي سيطرت عليها الخميس اثر معارك مع مقاتلي المعارضة. وسبقت المعارك بين الجبهة والكتائب المقاتلة التي بدأت مطلع تموز “اغتيالات متبادلة” بين الطرفين.
وفي حلب، قال المرصد ان 11 مقاتلاً معارضاً على الاقل قتلوا في معارك متواصلة منذ فجر الجمعة جنوب غرب المدينة، وان مقاتلي المعارضة يحاولون “التقدم في اتجاه حي الراشدين وضاحية الاسد في جنوب غرب حلب، من مناطق في الريف الغربي، وذلك لقطع طريق امداد النظام” بين وسط البلاد وحلب.
وتحدث مصدر أمني سوري عن “محاولات دائمة من الارهابيين لاحداث خرق ليدخلوا من البوابة الجنوبية الى حلب، لكن ثمة تصدياً في شكل يومي” من القوات النظامية.
الى ذلك، أفادت الوكالة العربية السورية للانباء” سانا” أن شخصين قتلا وان ثمانية آخرين جرحوا نتيجة سقوط قذائف هاون على خزانات مياه تشرين في مدينة حلب، فضلا عن حصول أضرار مادية في المكان.
وفي دمشق، سقطت خمس قذائف على أحياء في المدينة، مما أدى الى إصابة شخصين وألحق أضراراً مادية بالممتلكات.

سقوط سنجار يمهد لهجوم محتمل على الحسكة
«داعش» يسيطر على معقل الإيزيديين
محمد جمال
بعد سيطرته على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا خلال الأسابيع الماضية، يبدو أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» قد بدأ يتمدد نحو الحدود العراقية ـ التركية في الشمال، في سياق خطة يبدو أن الهدف منها تثبيت عمق جغرافي عسكري لسيطرته على منطقة الجزيرة في سوريا، وإقامة منطقة فاصلة مع الاراضي التي يسيطر عليها الأكراد.
وشهدت الأحداث الميدانية في العراق، يوم أمس، تطورات سريعة وخاطفة، بعدما وسع «داعش» نطاق سيطرته، ووصل إلى مواقع كانت تقع تحت سيطرة قوات «البيشمركة» الكردية، إذ تقدم شمالاً باتجاه قضاء سنجار، المحاذي لدهوك على الحدود التركية، والذي يقع مقابل محافظة الحسكة السورية.
ووسط هذه الأحداث المتلاحقة، لا تزال مسألة تسمية رئيس الحكومة تعاني نوعا من الجمود، في انتظار جلسة البرلمان يوم غد.
وفي مشهد يشبه اجتياح محافظة نينوى ومدينة الموصل في حزيران الماضي، تمكن مسلحو «داعش»، أمس، من دون مواجهات، من اجتياح قضاء سنجار، الذي يعد معقل الأقلية الإيزيدية في العراق، حيث سيطر على عاصمة هذا القضاء، وحقل نفطي في هذه المنطقة.
وسيطر «داعش» بداية على حقل عين زالة، وهو أول حقل نفطي في العراق اكتشف في العام 1927، ومن ثم تقدم باتجاه بلدة زمار بعد انسحاب قوات «البيشمركة» منها، ليتمموا بعد ذلك السيطرة الكاملة على مناطق واسعة في سنجار، وصولاً إلى معبر ربيعة الحدودي مع سوريا.
وذكر التلفزيون العراقي الرسمي أن «العصابات الإرهابية» التابعة لـ«داعش» استولت على سد الموصل، بعد انسحاب القوات الكردية من دون قتال، إلا أنّ القائد العسكري الكردي نفى هذه المعلومات، قائلاً «البيشمركة متمركزة بمواقعها هناك وتسيطر على الوضع». كما نفت وزارة الموارد المائية العراقية سيطرة تنظيم «داعش» على السد، مشيرة إلى أنه يعمل بصورة طبيعية.
ووصف قائد عسكري كردي تراجع قوات «البيشمركة» من بعض المناطق بأنه انسحاب تكتيكي. وأشار إلى أن معارك اندلعت في سنجار بعد وصول تعزيزات كبيرة لاستعادة السيطرة على المناطق المحتلة، مؤكداً لـ«السفير»، أن «قوة كبيرة يقودها منصور بارزاني، ابن رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، تقوم بهذه العملية العسكرية ولن تنتهي حتى تنتصر».
وأكد مسؤولون محليون في قضاء سنجار لـ«السفير» أن مسلحي «داعش» أقدموا على نسف مرقد للسيدة زينب ومزار شرف الدين التابع للديانة الايزيدية.
وقال الخبير في شؤون التنظيمات المتطرفة مرتضى جابر لـ«السفير»، إن هناك «أسبابا عديدة تقف وراء انسحاب القوات الكردية من أبرز المناطق المتنازع عليها، أولها التراخي في صفوفها حيث اعتقدوا أن المسلحين سيقفون عند هذه الحدود الفاصلة ما بين الموصل والمناطق المتنازع عليها لكن حساباتهم كانت خاطئة».
ورأى جابر أن تنظيم داعش «أراد إرسال رسالة مفادها انه لا مجال للحديث عن حدود، وانه بدأ بهذه الخطوة بعدما تنامت قوته كثيرا، بحيث أصبحت تضاهي جيشا ليس تنظيماً، فهو يمتلك أحدث الأسلحة والآليات والمعدات التي سرقها من الجيش العراقي بعد أحداث حزيران الماضي».
وتكمن خطورة سيطرة «داعش» على قضاء سنجار بقربه من الحدود السورية، بمحاذاة محافظة الحسكة. وبثت مواقع تابعة للتنظيم، بيانات تلوّح فيها بالهجوم على الحسكة من محاور عدّة، ويبدو أن محور سنجار سيكون منطلقاً أساسيا لها.
وتقطن مدينة سنجار والقرى المحيطة بها أقلية إيزيدية ناطقة باللغة الكردية. ويبلغ عدد الإيزيديين نحو 300 ألف نسمة في العراق، يعيش معظمهم في الشمال، لكنهم يشكلون 70 في المئة من سكان قضاء سنجار (240 ألف نسمة). كما تستضيف مدينة سنجار، ذات الطبيعة الجبلية، والتي تبعد 400 كيلومتر عن بغداد لناحية الشمال الغربي، عشرات آلاف النازحين من التركمان الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور.
إلى ذلك، أعلنت وزارة «البيشمركة» في حكومة اقليم كردستان أن قواتها تمتلك ما يكفي من العدة والأسلحة الثقيلة لأي مواجهة، مؤكدة أنها بانتظار صدور أمر من رئيس الإقليم مسعود البرزاني للبدء بالهجوم في مناطق خارج الإقليم.
وأشارت الوزارة إلى تواصل القتال بين قوات البيشمركة ومسلحي «داعش» في حدود قضاء سنجار.
وقال المسؤول الإعلامي في وزارة «البيشمركة» العميد هلكورد حكمت إن «رئيس إقليم كردستان أعلن عن طلبنا من حلفائنا تزويدنا بالأسلحة، وقد تم تشكيل لجنة وزارية زارت الولايات المتحدة للحصول على مساعدات لوزارة البيشمركة، ولكن لم تصلنا أي أسلحة حتى الآن عبر مطار أربيل الدولي، وسنعلن عنها حال وصولها».
ودعت الأمم المتحدة حكومتي إقليم كردستان وبغداد إلى التعاون العاجل في ما بينهما لوضع حد للمأساة التي تتعرض لها بلدة سنجار بعد سقوطها بيد «إرهابيي داعش».
وأضاف بيان للمنظمة أن «مئتي ألف مدني من السكان الايزيديين فروا إلى جبل سنجار»، مشيراً إلى أن هؤلاء «في حاجة ماسة إلى المواد الأساسية، لا سيما الماء والدواء والغذاء».
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للعراق نيكولاي ملادينوف إن «هناك مأساة إنسانية في سنجار، ويجب على حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان على وجه السرعة استعادة التعاون الأمني في التعامل مع الأزمة».
ودعا ملادينوف «جميع السلطات العراقية والمجتمع المدني والشركاء الدوليين للعمل مع الأمم المتحدة لضمان إيصال المساعدة الإنسانية لهؤلاء».
سياسياً، ينتظر العراق بترقب جلسة البرلمان التي قد تحمل أنباء بشأن حسم اسم مرشح رئاسة الحكومة الذي يدور حوله جدل كبير.
ولم تتوصل كتلة «التحالف الوطني»، التي تضم 173 مقعداً، للاتفاق على مرشح واحد بسبب الجدل القائم، حول إعادة تسمية مرشح «دولة القانون»، رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي لهذا المنصب.
ونفت «المحكمة الاتحادية العليا» العراقية تلقّي أي طلب أو دعوة بخصوص «الكتلة النيابية الأكبر» المكلّفة بتشكيل الحكومة، موضحة أن قرار المحكمة الاتحادية الصادر في العام 2010 لا يزال سارياً ونافذاً.
وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان، إن «المحكمة الاتحادية العليا لم تتلقّ أي طلب أو دعوة بخصوص تفسير المادة 76 من الدستور المتعلقة بمفهوم الكتلة البرلمانية الأكبر المكلّفة بتشكيل الحكومة»، وأضاف أن «المحكمة الاتحادية أصدرت قراراً في العام 2010 فسّر المادة 76 من الدستور»، مشيراً إلى أن «هذا القرار بات نافذاً وملزماً لجميع السلطات»، ما يشير إلى أن المحكمة تعتمد «التحالف الوطني» كأكبر كتلة نيابية مسجلة.

الإعلان عن تحالف جديد من 18 فصيلاً
تفكّك «الجبهة الإسلامية» في سوريا
عبد الله سليمان علي
يدخل المشهد «الجهادي» في سوريا مرحلة جديدة من الفرز وإعادة الهيكلة. وإذا كان عنوان المرحلة السابقة هو الطلاق بين «جبهة النصرة» من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، فعنوان هذه المرحلة سيكون طلاقا آخر بين «جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، ليصل بذلك التحالف الذي حمل اسم «الجبهة الإسلامية» إلى نهايته بعد فقدانه الغطاء الإقليمي لاستمراره.
ويسير «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، بخطى حثيثة على طريق إكمال إجراءات الطلاق مع «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي اضطر إلى الاقتران بها تحت مظلة «الجبهة الإسلامية»، التي كانت في حينها مطلباً سعودياً، أرادت الرياض من خلاله مواجهة مسار مؤتمر جنيف ومنع اتخاذه منصةً لإعلان الحرب على الإرهاب كما كانت تريد كل من دمشق وروسيا.
في ذلك الوقت، أي قبل مؤتمر جنيف، كانت أهم الفصائل المسلحة ـ باستثناء «داعش» و«النصرة» ـ تندرج في إطار جبهتين اثنتين هما «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، التي كان ينتمي إليها «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام»، و«الجبهة الإسلامية السورية» التي كانت تهيمن عليها «حركة أحرار الشام» وتضم «لواء الحق». ويبدو أن الأمور تسير باتجاه استعادة ذلك الواقع، مع تغييرات تفرضها التطورات الميدانية والتحديات العسكرية المركبة التي تعيشها الساحة السورية.
فلم تمض 24 ساعة على إعلان الاندماج الكامل بين «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» حتى تبين أن خطوة الاندماج هذه لم تكن سوى تمهيد لخطوة أشمل، من شأنها توسيع الفجوة بين مكونات «الجبهة الإسلامية» والسير بها على طريق «المفاصلة الثانية» بعد المفاصلة الأولى بين «داعش» و«القاعدة». وتمثلت هذه الخطوة بالإعلان يوم أمس عن ولادة تحالف عسكري جديد ضمّ 18 فصيلاً من أكبر الفصائل الموجودة على الأرض.
والأمر المهم في هذا التحالف الجديد أنه لا يخفي سعيه إلى أن يكون الواجهة الجديدة للنشاط العسكري الموحد في سوريا، وبالتالي الاستيلاء على مسمى «الثورة السورية» والعمل باسمها، رغم أن فصائل كبيرة أخرى غير ممثلة فيه، مثل «أحرار الشام» و«جبهة النصرة».
ونص البند الأول من اتفاق هذه الفصائل على «تشكيل مجلس قيادة الثورة السورية، ليكون الجسم الموحد للثورة السورية». وحدد الاتفاق مهلة 45 يوماً يتم خلالها اختيار قائد للمجلس، وتشكيل المكاتب التابعة له، وخصوصاً المكتب العسكري والقضائي. وسيتوزع تشكيل المجلس الجديد، بحسب الجبهات التي كان يتوزع عليها تشكيل «هيئة أركان الجيش الحر» وهي الجبهة الشمالية، والشرقية والجنوبية، والغربية، والوسطى، بحيث يكون لكل جبهة من هذه الجبهات فرع يقودها، مؤلف من ممثلين عن جميع الفصائل المشاركة في تشكيل «مجلس القيادة».
وأهم الفصائل الموقعة على الاتفاق، هي «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم» و«جيش المجاهدين» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«حركة نور الدين الزنكي» و«فيلق الشام» و«لواء الحق» و«هيئة دروع الثورة» وفصائل أخرى غيرها. وإذا كان غياب اسم «جبهة النصرة» عن الاتفاق يبدو طبيعياً، لأنها لم تدخل رسمياً من قبل في أي تحالف عام بين الفصائل، فإن غياب اسم كل من «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» يطرح تساؤلات عديدة حول مصير «الجبهة الإسلامية»، اللذين يعتبران من مؤسسيها مع كل من «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«لواء الحق».
ورغم أن الاتفاق ترك الباب مفتوحاً لانضمام فصائل أخرى إليه، مشيراً بذلك على نحو خاص إلى «أحرار الشام»، إلا أنه من المستبعد أن يحدث ذلك، من دون أن يكون مستحيلاً، لاسيما وأن «أحرار الشام» تعيش تحت ضغط هائل من الاستقطاب والتجاذب بين نهجها ذي الميول «القاعدية»، وبين مقتضيات الميدان وما تفرضه من تحالفات تخالف نهجها، وما يتفرع عن ذلك أحياناً من حالات صراع داخلية بين قيادة الحركة وبين قاعدتها العسكرية.
وقد سبق لـ«أحرار الشام» أن رضخت للضغوط، ووافقت على بعض المواثيق والاتفاقات التي كانت ترفضها من قبل، ومثال ذلك التوقيع على «ميثاق الشرف الثوري» الذي أحدث جدلاً واسعاً، وأثار اتهامات متبادلة مع كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، بسبب تلميحه إلى موضوع استبعاد «المهاجرين» من خلال تأكيده على العنصر السوري في العمل الثوري. وأكد مصدر من داخل «أحرار الشام»، لـ«السفير»، أن قيادة الحركة رفضت «ميثاق الشرف الثوري» عندما عرض عليها أول مرة، لأنها اعتبرته يتضمن بنوداً تشكل انحرافاً عن ثوابتها ومخالفةً لمنهجها. لكن الحركة عادت ووافقت على الميثاق من دون أي تعديل، بسبب التطورات الميدانية التي فرضتها حرب الفصائل «الجهادية» ضد بعضها البعض.
وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن «حركة أحرار الشام» لا تنطلق في تحديد موقفها بناءً على التطورات الميدانية فحسب، بل إن عامل التمويل يلعب دوراً كبيراً في تحديد الكثير من مواقفها، لاسيما بعد أن خسرت القسم الأكبر من مواردها المالية، التي كانت تدرها عليها آبار النفط في المنطقة الشرقية أو بعض المعابر الحدودية التي كانت تحتكر إدارتها قبل فقدانها السيطرة عليها، مثل معبر تل أبيض في ريف الرقة. لذلك تجد الحركة نفسها أسيرةً نوعاً ما لمصدر التمويل، المتمثل بتبرعات رجال الأعمال الخليجيين، والذين يسيرون في فلك أجهزة استخبارات بلادهم، وعلى رأسهم السعوديون والكويتيون.
وبذلك يكون زهران علوش قد نجح في حشر «أحرار الشام» في زاوية ضيقة لا تملك فيها الكثير من الخيارات. فإما أن تسير معه في تحالفه الجديد، متخليةً بذلك عن منهجها وثوابتها وما قد يترتب عنه من تزايد حالات الانشقاق عنها، وإما أن ترفض الانضمام إليه مخاطرةً بفقدان جزء آخر من مصادر تمويلها، الأمر الذي سيضعف من فاعليتها على الأرض ويضعها أمام تحديات جديدة.
في كافة الأحوال، وأياً كان قرار «أحرار الشام»، فإن هذه التطورات تعني أن «الجبهة الإسلامية» قد وصلت إلى نقطة النهاية بعد ثمانية أشهر فقط من تأسيسها، وأن الطلاق بين مكوناتها قد يصبغ المرحلة المقبلة بألوان جديدة من الصراعات والمعارك.

المسلحون يمطرون دمشق بالقذائف
طارق العبد
عاشت دمشق يوماً ساخناً، أمس، مع تساقط عشرات القذائف والصواريخ على أحياء العاصمة، بينما فقدت «جبهة النصرة أميرها» في إدلب، فيما تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي العشائر وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في ريف دير الزور .
وتساقطت عشرات القذائف في أحياء المزة والمالكي والمهاجرين، بينما سقطت صواريخ على المزة 86 ومحيط فندق الشيراتون في ساحة الأمويين، والتي كانت بدورها على موعد مع الصواريخ وكذلك في كفرسوسة وفي المدينة القديمة وساحة الجمارك في حي البرامكة. وذكرت وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» أن شخصين أصيبا في سقوط القذائف والصواريخ.
وكان «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أصدر بياناً أعلن فيه عن عملية «صواريخ الأجناد»، وذلك رداً على ما وصفه «بالمجازر والقصف العنيف» الذي طال الغوطة، وخاصة دوما، خلال عطلة العيد.
ولم يسبق أن تعرضت دمشق لمثل هذا الهجوم منذ شهرين، حين استهدفت بعشرات القذائف في يوم الانتخابات الرئاسية.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون من «جيش الإسلام» إن اثنين من عناصر الهندسة قتلا أثناء تفكيكهم لسيارة مفخخة كانت قد دخلت من جهة مخيم الوافدين، كما القي القبض على سائق السيارة. وكانت الفترة الماضية شهدت تفجير عدد من السيارات داخل دوما، واتهم بتدبيرها عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» .
وفي إدلب، قتل «أمير جبهة النصرة» يعقوب العمر، أمس الأول، بتفجير عبوة بسيارته قرب منزله في خان السبل قرب معرة النعمان وفق ما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأصيب في التفجير أبناء العمر الذي عين «أميراً» لادلب بعد مقتل أبو محمد الأنصاري على يد «داعش» في نيسان الماضي. ويأتي التفجير اثر تقدم «النصرة» في المنطقة، وسيطرتها على عدد من البلدات، كان آخرها سرمدا قرب الحدود التركية.
وفي دير الزور، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن أهالي بلدة الطيانة قتلوا عنصرين من «داعش» من جنسيات غير سورية، أثناء هجومهم على مقاتلي «الدولة الإسلامية»، بعد غارات شنها الطيران السوري على مناطق في الطريق العام بالقرب من مقر للتنظيم في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي. واضاف البيان «ارسل الدولة الإسلامية عناصره إلى بلدة الطيانة، حيث اطلقوا حملة مداهمات وتفتيش للمنازل، بحثاً عن قاتلي عنصري الدولة الإسلامية».
من جانب آخر، جرت مفاوضات بين وجهاء من بلدة سويدان جزيرة و«الدولة الإسلامية» وذلك من أجل وقف الاشتباكات الدائرة بين مسلحين من البلدة وعناصر التنظيم، إلا أن «داعش» رفض الاتفاق، واشترط تهجير المواطنين من قرى وبلدات درنج، سويدان جزيرة، الجرذي الشرقي، الجرذي الغربي، أبو حردوب، أبو حمام، الكشكية وغرانيج كون أهالي هذه المناطق «متورطين في قتال الدولة الإسلامية»، وذلك وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلين ومسلحين عشائريين من طرف، وعناصر التنظيم من طرف آخر في محيط وأطراف بلدة سويدان جزيرة، فيما قصف «داعش» جزيرة سويدان وأبو حمام والكشكية.

استيلاء «داعش» على سنجار وسد الموصل
مصطفى العبيدي
بغداد ـ «القدس العربي» من : على نحو غير متوقع، ووسط مخاوف وتحذيرات دولية من «مجازر»، سقطت سنجار وزمار وسد الموصل بأيادي «الدولة الإسلامية» بعد فرار القوات الكردية (البيشمركة). واصدرت الامم المتحدة تحذيرا من «كارثة انسانية» بعد فرار نحو مائتي الف عراقي ايزيدي من بيوتهم في سنجار التي دخلتها داعش فجر امس، وقامت على الفور بحرق مرقد السيدة زينب هناك.
وأعلنت المصادر الكردية انسحاب قوات البيشمركة من تلك المناطق «لاعادة تنظيم نفسها تاركة التنظيمات المسلحة تفرض سيطرتها عليها».
وكانت مصادر اعلامية كردية قد أعلنت أن مسلحي تنظيم داعش قد دخلوا فجر الأحد قضاء سنجار غرب الموصل ورفعوا راية التنظيم فوق مبنى القائمقامية، فيما اشار شهود عيان أن المئات من الأسر الايزيدية والشبكية الشيعية نزحت إلى جبل سنجار. واكدت مصادر امنية أن سد الموصل الآن بيد العناصر المسلحة بعدما سلمتهم قوات البيشمركة السد وانسحبت باتجاه دهوك من دون أية تدخلات عسكرية واشتباكات حرصا على ارواح اهالي محافظة نينوى بحسب قولها.
ويعتبر سد الموصل أحد أهم السدود المائية في العراق وكان تحت سيطرة القوات الكردية.
وحتى يوم السبت الماضي كانت الأنباء متضاربة حول الجهة التي حسمت معركة السيطرة على ناحية زمار التي تضم حقلين نفطيين.

محافظ الحسكة ينسحب إلى ريف القامشلي والمدينة تخلو من قوات النظام السوري والبحرة يتراجع عن إدانة قوات حماية الشعب الكردية
جوان سوز
الحسكة ـ «القدس العربي»: بعد سلسلة اشتباكات عنيفة استمرت لأكثر من أسبوع بين قوات النظام السوري وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» من جهة ووحدات حماية الشعب الـ «ي ب ك» من جهة أخرى، انسحب محمد الزعال محافظ مدينة الحسكة شمال شرق سوريا إلى بلدة رميلان بريف القامشلي بعد أن سيطرت وحدات حماية الشعب على آخر نقطتين أمنيتين في المدينة وهما مبنى حزب البعث العربي الاشتراكي وفرع أمن الدولة.
وبحسب ما ذكره ناشطون لـ «القدس العربي»، فأن قوات النظام السوري قبل ذلك كانت متمركزة في مقراتها الأمنية فقط، فيما كانت أحياء عدة من مدينة الحسكة واقعة تحت سيطرة جيش الدفاع الوطني ووحدات حماية الشعب، أما الجديد في الأمر، فهو السماح لوحدات حماية الشعب بالدخول إلى مناطق النظام وجيش الدفاع الوطني.
هذا وأشارت شبكة نوروز الإخبارية الكردية إلى وجود محافظ الحسكة مع عائلته ومرافقيه في بلدة رميلان التي أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الـ «بي يه دي» عن تحريرها قبل عامين، وفق حراسة أمنية مشددة من قوات الأمن «الآسايش» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك في مبنى شركة النفط بالقرب من أكاديمية وحدات حماية الشعب العسكرية.
ويذكر إن وحدات حماية الشعب قد استولت على معظم المراكز الحكومية قبل يومين بما فيها مبنى محافظة الحسكة والكهرباء ومحطة المياه بعد وصول 2000 مقاتل من قواتها لمواجهة تنظيم «داعش»، في الوقت الذي تراجعت فيه قوات النظام إلى مدينة القامشلي، حيث تمركزت في المربع الأمني الواقع بالقرب من مطار القامشلي المحلي، وبالتالي أصبحت كامل مدينة الحسكة حتى ساعة إعداد هذا التقرير خالية من قوات النظام السوري بالتزامن مع اشتباكات متقطعة على أطراف مدينة الحسكة بين تنظيم «داعش» ووحدات حماية الشعب التي أغلقت كامل منافذ المدينة باستثناء المدخل الشمالي، حيث تشهد المدنية حركة نزوح كبيرة باتجاه القامشلي تجنباً من أي تصعيد عسكري آخر في ظل انعدام تام للخدمات كالكهرباء والمياه وقلة الأدوية والمواد الغذائية في بعض أحياء المدينة.
وفي سياق متصل، تراجع هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يوم أمس عن تصريح صحافي، أدان فيه استهداف وحدات حماية الشعب للمدنيين بالدبابات في حي غويران في مدينة الحسكة دون أن يوضح أسباب ذلك بعد أن اتهمه الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل بالدفاع عن تنظيم «داعش»، حيث ذكر خليل في بيان صادر عن وحدات حماية الشعب « نؤكد بأن هذا الموقف من رئيس ما يسمى بالائتلاف السوري ليس سوى للتغطية على ما يقوم به تنظيم «داعش» من جرائم في حربه المفتوحة على الشعب السوري بكل مكوناته والشعب الكردي على وجه الخصوص».
أما فيما يتعلق بتقدّم تنظيم الدولة على أطراف مدينة الحسكة والذي تتصدى له وحدات حماية الشعب، فيقول الكاتب والسياسي الكردي السوري أحمدي موسي لـ «القدس العربي»، إن «تنظيم داعش تحّول من حالة الكتائب إلى ظاهرة، وإن جاز التعبير إلى جيش نصف متكامل خلال فترة وجيزة»، متسائلاً «الأمر المحير من يقف وراءه ومن يدعمه وخاصة أن الدول العظمى لم تبدي قلقها حيال تقدم تنظيم داعش في سوريا والعراق إلى الآن، وهو لغزٌ غير مكشوف الأهداف وهو مخفي لوسائل الإعلام».
ويعتقد موسي، ربما يستمر تنظيم «داعش» لعشرات الأعوام، ويضيف في حديثه، إن «اشتباكاته مع بعض القوات الكردية هو اختبار للشارع الكردي ليس أكثر من ذلك، وهو يدرك تماماً رفض الاكراد والمسيحيين له، فلا يمكن لعاقل أن يفهم إن المناطق الكردية هدف راهن للتنظيم، بقدر ما يرى نفسه بديلاً لنظام صدام حسين في مواجهة الامتداد الشيعي الايراني الذي صرح عنه قادة إيرانيون عسكريون إنهم وصلوا على أطراف إسرائيل عبر حزب الله اللبناني».
ويوضح، إن «تنظيم داعش كسب عتاداً عسكرياً كثيراً بما فيها صورايخ سكود من الفرقة 17 التي سيطر عليها في مدينة الرقة قبل أيام، وهو الآن في مرحلة تجمع الخزان البشري من العرب السنة سواءً في سوريا أو العراق التي سيطر على مدنٍ فيها».
ورداً على سؤال لـ «القدس العربي» حول هدف النظام السوري من تسليم مقراته لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (بي يه دي)، يؤكد، إن «خطوة تسليم النظام السوري للحواجز العسكرية في الحسكة إلى قوات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (بي يه دي)، تهدف لفتح حرب أهليّة ستغرق كامل التراب السوري بالحروب الطائفية، لينعم النظام بالأمن والأمان، حيث أنّه سلم يوم أمس فوج 121 المعروف بالميلبية إلى تنظيم الدولة الذي اغتنم أسلحة هائلة، وهو تهديد للوجود الكردي وبالتالي فأن الحرب ستمتد لسنوات بين الطرفين».
ويبين موسي، إن «حزب الاتحاد الديمقراطي الرديف لحزب العمال الكردستاني في تركيا، والذي يملك مقاتلين أشداء، لا يملك الخزان البشري الكافي لمواجهة الخطر المحدق بالاكراد، وذلك بسبب خلافاته مع الأحزاب الكردية الأخرى، كما إنه لا يمتلك القاعدة الشعبية بين الأوساط النخبوية والمثقفة، وإن زاد تهديد تنظيم داعش للكرد، أخشى حينها أن تفوت لحظة حل الخلافات الحزبية الكردية ويؤدي ذلك لهجرة ما تبقى منهم، لتتم تصفية القضية الكردية».

سورية: مجزرتان للنظام في الغوطة… والمعارضة تكسر حصار المليحة
دمشق ــ جديع دواره، ريان محمد
تشهد الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، مواجهات عنيفة بين القوات النظامية وكتائب المعارضة المسلحة، منذ ليل أمس الأحد، بعدما لجأت الأولى إلى ارتكاب مجزرتين في دوما وكفر بطنا جراء القصف الجوي موقعةً عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، في حين تمكن مقاتلو المعارضة من كسر حصار المليحة وإنقاذ ذويهم، بعد تفجير سيارة مفخخة أسفرت عن مقتل 15 عنصراً.

وأشار الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية، مهند الجزائري، لـ”العربي الجديد”، الى أنه “سقط نحو 50 شهيداً، حتى عصر أمس الأحد، إضافة إلى عشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء، جراء شن الطيران الحربي غارات جوية على مدينتي، كفربطنا ودوما”.

ولفت الجزائري إلى أن “الطيران الحربي استهدف السوق الشعبية وسط كفر بطنا المكتظة بالمدنيين، وتناثرت الأشلاء والجثث على طول السوق، مما حال دون التعرف إلى هويتهم”. وأضاف أنه “تم قصف منطقة القوتلي في مدينة دوما بالصواريخ الفراغية، مما تسبب أيضاً في سقوط العشرات من الشهداء والجرحى”.

من جانبه، أحصى الطبيب في الغوطة الشرقية أبو عبد الله، لـ”العربي الجديد”، حصيلة الغارات الأولية بـ”23 شهيداً في كفربطنا، و27 في دوما، إضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم حالات خطرة”.

وأوضح أن “المستشفيات الميدانية تعاني من نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية، مما يحول دون إنقاذ حياة الكثير من الجرحى، ويرجح ارتفاع عدد الشهداء”.

المعارضة تكسر حصار المليحة

وفي ريف دمشق أيضاً، قام أحد عناصر “جبهة النصرة”، أبو آلاء التونسي، بتفجير حاجز للقوات النظامية على أطراف بلدة المليحة، عبر عربة “بي إم بي” مفخخة، مما أسفر عن سقوط 15 عنصراً من القوات النظامية.

وقال المتحدث الرسمي باسم “جيش الإسلام”، عبد الرحمن الشامي، لـ “العربي الجديد”، إن “العملية أدت إلى تراجع القوات النظامية في نقاط عدة، في مقابل تقدّم عناصر المعارضة، الذين استطاعوا فك الحصار عن المقاتلين المحاصرين داخل البلدة منذ نحو شهر تقريباً، وتم تأمينهم بالطعام والذخيرة”.

ورصد ناشطون في مدينة جرمانا، المحاذية للمليحة، وصول نحو 48 عسكرياً من القوات التابعة للنظام، تم اسعافهم في مستشفيات المدينة، جراء التفجير الذي ضرب المليحة ومن بينهم “جثث متفحمة وحالات حرجة ومنهم جروح طفيفة”، على حد وصف أحد الناشطين.

وأضاف الشامي أن “المعارك الدائرة صعبة جداً ومعقدة”. ولفت إلى أن “قوات النظام تعتبر جبهة المليحة خطاً أحمر، وتستخدم تكتيكات عسكرية متطورة، وتستعين بخبراء من روسيا وإيران في حين يقود العمليات على الأرض قادة من حزب الله، وعناصر من المليشيات العراقية، بينما يتم توظيف الشبيحة للتجسس ونقل المعلومات”.

وتوعّد قوات النظام بـ”عمليات نوعية يجري التخطيط لها منذ أشهر، وسيتم العمل عليها في وقت ليس بالبعيد”. ووصف النظام بـ”المنهار داخلياً”، بعد انسحاب عناصر من “حزب الله”، إثر التقدم في القلمون والتوتر في عرسال، وبسبب سقوط أعداد كبيرة منهم على الجبهات.

ونقل عن “خلايا نائمة” تعمل لصالح المعارضة داخل المناطق، التي يسيطر عليها النظام، بأن هناك “احتقاناً كبيراً داخل الطائفة العلوية، بسبب رفضه مبادلة الرهائن مقابل المعتقلين في سجون النظام مما يزيد النقمة عليه”.

وعن سقوط قذائف على مناطق جرمانا والدويلعة، التي تقع تحت سيطرة النظام، والتي أدت إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، أكد الشامي أن “قوات المعارضة لا تستهدف سوى المقار الأمنية والعسكرية”. ونفى استهدافهم تلك المناطق.

من جهته، أشار الناشط غزوان الحكيم، لـ”العربي الجديد” إلى أن “معارك عنيفة تدور في المليحة، يشترك فيها كل من جيش الإسلام، وجبهة النصرة، وفيلق الرحمن، وأحرار الشام، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وألوية الحبيب المصطفى”. وأوضح أن “جيش الإسلام أعلن إشراكه جميع مدرعاته في معركة المليحة، التي أطلق عليها اسم (إن مع العسر يسراً)”.

يُذكر أن قوات النظام تسعى إلى السيطرة على بلدة المليحة في ريف دمشق (خمسة كيلومترات عن العاصمة دمشق)، تمهيداً لإحكام قبضتها على كامل مناطق الغوطة الشرقية، وتأمين طريق مطار دمشق الدولي، في حين تتمترس كتائب المعارضة للاحتفاظ بالبلدة، وجعلها ممراً للوصول إلى منطقة جرمانا الموالية للنظام، تمهيداً للوصول إلى وسط مدينة دمشق.

في جانب متصل، أعلنت فصائل معارضة تشكيل “جيش أسود الشرقية” في منطقة القلمون في ريف دمشق، في بيان مصور بث على موقع التواصل الاجتماعي، “يوتيوب”.

وأوضح البيان أن “11 لواء وكتيبة غادرت محافظة دير الزور في القلمون، وتوحدت ضمن مسمى (جيش أسود الشرقية)، بهدف إعلاء كلمة لا إله إلا الله، وإسقاط النظام”.

ويضم “جيش أسود الشرقية”، الذي غادر محافظة دير الزور بعد مواجهات عنيفة مع “داعش”، فصائل بارزة منها: “بيارق الشعيطات”، و”ابن القيم”، و”القادسية”، و”عمر المختار”، و”تجمع الأصالة والتنمية”.

مسؤول كردي يحذّر من تمدّد “داعش” في كل المنطقة
أربيل – العربي الجديد
أكد مسؤول كردي في قوات “البشمركة” في إقليم كردستان العراق، أن “تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يشكل تهديداً حقيقياً”. وحذّر من سقوط جبل سنجار الاستراتيجي بيد المسلّحين، ما يعني إمكانية استهداف دول عدة. وذلك غداة سيطرة التنظيم على مناطق شمال نينوى بعد معارك مع قوات “البيشمركة” الكردية.

وبيّن مسؤول التوعية والإعلام في وزارة “البيشمركة” العميد هلكورد حكمت لـ”العربي الجديد”، أن هناك “تهديداً جدّياً وخطراً يمكن أن يشكله مسلّحو داعش، في المناطق التي استولوا عليها شمال وغرب نينوى مثل زمار وسنجار”. وأوضح أن “سيطرة التنظيم على أنابيب وحقول النفط في ناحية زمار، فضلاً عن وجودهم في سدّ الموصل، ووصولهم إلى جبل سنجار سيُغيّر المعادلات كثيراً لصالحهم”.
وعن خطورة سيطرة التنظيم على جبل سنجار، بيّن المسؤول العسكري أن “موقع الجبل الاستراتيجي سيتيح للتنظيم ضرب دول عدة، في المنطقة إذا ما توفرت لديهم الصواريخ”. واستند إلى قيام الرئيس السابق صدام حسين بضرب إسرائيل في عام 1991 من الجبل.

ويقع جبل سنجار على بعد نحو 133 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة الموصل، ويرتفع عن الأرض بـ1463 متراً عن مستوى سطح البحر.

وبالنسبة إلى سيطرة “الدولة الإسلامية” على حقول النفط، قال إن “حقول النفط في زمار ستوفر لهم النفط الذي بإمكانهم نقله بسهولة إلى سورية، وهي ورقة قوة بيدهم، والورقة الأخرى والأخطر هي سدّ الموصل، حيث سيكون أكثر من نصف العراق مهدداً بالإغراق، في حال فجروه”.

وتعاني أرضية السدّ من خلل في الأساس، وقد قام مختصون أميركيون خلال الفترة التي تلت الغزو الأميركي للعراق في 2003، بعمليات حقن لأساساته، بهدف الحيلولة دون انهياره.

وفي التطورات الميدانية، تتواصل المعارك منذ أيام بين “داعش” و”البيشمركة” في المناطق شمال وغرب محافظة نينوى (نحو 400 كيلومتر شمال بغداد)، والتي سقطت بأيدي التنظيم. بينما تتضارب الأنباء عن حجم الخسائر في صفوف الطرفين.
وتُجمع الأنباء على تمكن المسلحين من السيطرة على بعض المناطق مثل بلدتي زمار وسنجار، ومعسكر الكسك، وبعض المجمعات السكنية والقرى المحيطة في المنطقة، بما فيها حقول نفطية. إلاّ أن هدفين استراتيجيين يسعى المسلحون إلى الوصول إليهما، وهما سدّ الموصل، وجبل سنجار، لا يزالان خارج سيطرتهما الكاملة.

وتحشد “البيشمركة” قواتها وعتادها منذ الأحد، للهجوم على المناطق التي انسحبوا منها عقب المعارك مع “داعش”.
وعن ذلك، قال حكمت، “نتوقع معارك فاصلة بعد وصول المزيد من قوات البيشمركة والأسلحة إلى المنطقة، سنستعيد السيطرة على المناطق التي فقدناها”.

وعزا المسؤول الكردي التقدم السريع لعناصر “داعش” إلى تسليحهم الجيد مقارنة بقوات “البيشمركة”، موضحاً أن “التنظيم استولى على مخازن سلاح تعود للجيش العراقي، أثناء سيطرته على مدينة الموصل، في المقابل اقتصرت مهام البيشمركة طوال السنوات الأخيرة على حماية المناطق الكردية، وليس قتال الجماعات المسلحة التي تتطلب تسليحاً جيداً”. ويتهم إقليم كردستان، الحكومة العراقية منذ سنوات بـ”تعمّدها إهمال قضية تسليح البيشمركة”.
وكانت حكومة الإقليم قد أوفدت أخيراً، ممثلين عنها إلى الولايات المتحدة لطلب التسليح لقتال الجماعات المسلحة. لكن واشنطن ربطت أي دعم للمقاتلين الأكراد بحصول تنسيق مع الحكومة العراقية.

من جهته، أكد أمين عام وزارة البيشمركة، جبار ياور، إن “المقاتلين الأكراد يقاتلون الجماعات المسلحة بالاعتماد على قدراتهم الذاتية، ولم يتلقوا دعم من أي جهة، وحتى الحكومة العراقية لم تقدم المساعدة لهم”.

خطة هروب “داعش”

وعلى الرغم من تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من السيطرة على مناطق حدودية تابعة لـ”البيشمركة”، إلا أن وكيل وزارة البيشمركة أنور حاجي عثمان، وحكمت، اعتبرا أن “مسلحي داعش مقبلون على هزائم كبيرة. وأن التقدم الذي حققه المسلحون في الأيام الأخيرة ما هو إلا خطة منهم لتأمين ممر يهربون عبره إلى سورية بعد هزائم يتوقعونها”. وأوضح أن “تنظيم الدولة الإسلامية، يبحث عن تأمين طريق لمقاتليه ليتمكنوا من الفرار من العراق إلى سورية، لأن المواطنين العراقيين وخصوصاً أهالي الموصل، لن يتقبلوا وجودهم في مناطقهم، ووصلوا إلى مرحلة تقضي بضرورة طردهم”.

واعتبر وكيل الوزارة أن “داعش انتهى، وهو في طريقه إلى الزوال، وهو دخيل على البلاد”. ولفت إلى أن “أولئك الذين كانوا يصفقون له في الأمس، اشتروا اليوم السلاح للوقوف ضده، لذا أقول إن داعش انتهى، ولن يبقى في هذه المناطق. فليطمئن شعب كردستان ولينتظر خبر انتصار البيشمركة في المستقبل القريب”.

ويعتقد المسؤولين الأكراد أن “التنظيم غيّر من خططه”، معللين ذلك بمماطلة التنظيم اقتحام بغداد، كما خفف في الأسابيع الماضية من حدة هجماته، في بلدات كردية قريبة من الحدود الإيرانية، مثل “جلولاء”، ليفجر الجبهة الشمالية، وتحديداً على الحدود مع سورية.
ورأى حكمت أن “هناك تنسيقاً غريباً في هدف محدد بين الإدارة الأميركية والإيرانية، هو عدم السماح للمسلحين بقيادة داعش من الوصول إلى بغداد”. وتابع “أدرك المسلحون ذلك، وهو ربما دفعهم إلى تفجير جبهة في الشمال ليحصلوا على مواقع نفطية وورقة ضغط، خصوصاً في سدّ الموصل، ومواقع تعد استراتيجية لأنها تربط العراق بسورية وتركيا”.

في المقابل، أكد محلل سياسي كردي، رفض الكشف عن اسمه لـ”العربي الجديد”، أن “الولايات المتحدة ترفض مساعدة قوات البيشمركة الكردية في حربها ضد داعش”. وتساءل “لماذا لا تُشعل داعش جبهات على الحدود مع إيران؟ ولماذا أوقفت ضرب مقاتلي حزب الرئيس العراقي السابق جلال طالباني حليف إيران المهم، وانتقلوا لضرب قوات ومواقع تعد مناطق نفوذ حزب مسعود بارزاني؟”. واعتبر “أن كل شيء مخطط له، الإيرانيون ينسقون مع المسلحين من مختلف الجماعات المسلحة، لضرب المعارضين لها، ولا يعارض إيران من الفصائل الكردية حالياً سوى مسعود بارزاني”. ورأى المحلل السياسي الكردي أن “ضرب مناطق نفوذ بارزاني ومقاتليه، رسالة ربما له لعدم المُضي في مشروع استقلال كردستان”.

تحذير من حملات إبادة وكوارث

في هذه الأثناء، حذّرت الأمم المتحدة من كارثة عقب دخول مسلحي “داعش” إلى سنجار، وفرار أكثر من 200 ألف شخص إلى الجبال المحاذية للقضاء. ولفت المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ميلادنوف، في بيان أصدره، إلى أن “مأساة إنسانية تحدث في مدينة سنجار، التقارير تشير إلى أن الناس الذين أجبرهم داعش على الفرار يصل عددهم الى 200 ألف نسمة”.

وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان حذرت، أمس الأحد، من أن “الأيزيديين والتركمان العالقين في جبل سنجار معرضون للإبادة الجماعية”، داعية إلى إغاثتهم “بشكل عاجل”.

وتكفّر الجماعات المتشددة مثل “القاعدة” و”داعش” السكان الأيزيديين ويجيزون قتلهم، وقد نفذت العديد من الهجمات ضدهم في أنحاء مختلفة من العراق، وبشكل خاص في نينوى، راح ضحيتها المئات منهم.

وفي سياق متصل، وجّه أمير الأيزيدية سعيد تحسين، نداءً إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الأميركي باراك أوباما، والمجتمع الدولي، دعاهم فيه إلى إغاثة ومد يد العون والمساعدة لأهالي قضاء سنجار والمناطق التي يعيش فيها الأيزيديون.

الفرات مهربٌ للسوريين من لهيب الشمس والنار
دير الزور ــ غيث الأحمد
مع ارتفاع درجات الحرارة إلى حدود الـ50 مئوية، وانقطاع التيار الكهربائي لأوقات طويلة، لا يجد أهالي ديرالزور سوى ضفاف نهر الفرات للسباحة وإطفاء لهيب الشمس عن أجسادهم. إذ ينتهز شباب المدينة هدوء المناطق التي يمرّ عبرها نهر الفرات، وبُعدها عن جبهات القتال، فيقصدون النهر لقضاء أطول وقت ممكن.

“معاذ”، أحد المثابرين يوميا على السباحة. يصف تلك الساعات على الفرات بـ”الملجأ الوحيد للشباب تحت درجات الحرارة الحارقة، فما من حلول بديلة لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي سوى الغوص في أحضان الفرات، ومحاولة نسيان أوجاع قصف قوّات النظام السوري”.

أحد العاملين في المجلس المحلي للمدينة، طلب عدم نشر اسمه، قال لـ”العربي الجديد” إنّ “التيار الكهربائي لا يصل إلى بعض الأحياء على الإطلاق نتيجة القصف الذي أدّى إلى تخريب شبكات الكهرباء، بينما الأحياء التي ما زالت شبكاتها تعمل فلا يصلها التيار الكهربائي إلا لأربع أو خمس ساعات في اليوم”.

لكن ما يفسد ساعات الفرات هو رؤية “الجسر المعلّق” غارقاً في قاع النهر، بعد أن حمل ذكريات كثيرة لأهالي دير الزور. فهو أحد رموز المنطقة، حطّمته العام الماضي قذائف النظام وصواريخه. جسر بناه الفرنسيون في العام 1931 كثاني جسر من نوعه في العالم.

أبو أحمد من الذين يلازمون النهر يوميا، ليس للسباحة فقط، بل أيضا لاسترجاع ذكريات غيّبتها الحرب. يقول بحسرة لـ”العربي الجديد”: “يضيق صدري كلما رأيت الجسر المعلق غارقاً في النهر، فلا يوجد شخص بدير الزور إلا وله ذكرى معلّقة بهذا الجسر، وها نحن نجلس اليوم قرب الفرات لنشعر ببعض الأمان، فهو الوحيد المتبقّي من ملامح المدينة، التي اختفت نتيجة القصف والدمار”.

داعش يتمدد في مناطق الأكراد
المدن
سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على سد الموصل، أكبر السدود في العراق، وعلى حقل نفطي وثلاث بلدات أخرى الأحد، بعد أن أنزلوا بالقوات الكردية “البشمركة”، أول هزيمة كبرى منذ اجتياح التنظيم لمعظم شمال العراق في حزيران/يونيو. وقال شهود إن المقاتلين الأكراد قاموا بتحميل عرباتهم بالأمتعة، بما في ذلك أجهزة التكييف وفروا هاربين. وقال مسؤولون أميركيون وأكراد، إن إقليم كردستان يضغط على واشنطن، للحصول على أسلحة متطورة، يحتاج إليها المقاتلون الأكراد لصد المتشددين الإسلاميين. في حين نشرت داعش بياناً بعنوان “غزوة فتح الشريط الحدودي بين ولاية نينوى ومحافظة دهوك” على مواقع التواصل الإجتماعي، جاء فيه “يسر الله تعالى للمجاهدين اقتحام العديد من المناطق المهمة التي تسيطر عليها العصابات الكردية والميليشيات العلمانية، وبعد سلسلة معارك بمختلف أنواع الأسلحة استغرقت يوماً كاملاً فتح الله بها على أوليائه الموحدين، وأخزى فيها أعداءه المرتدين، وسقط وأُصيب فيها العشرات وهرب المئات منهم تاركين أعدادا كبيرة من الآليات والعجلات وكمية ضخمة من الأسلحة والأعتدة غنيمة للمجاهدين”. وأضاف البيان “سيطر الأخوة على العديد من المناطق وهي ناحية زمار ومنطقة عين زالة الغنية بالنفط”، بالاضافة إلى 12 قرية أخرى. وتابع “وقد وصلت سرايا الدولة الإسلامية للمثلث الحدودي بين العراق والشام وتركيا”.

والبلدات التي خسرها الأكراد الأحد، وتضم سنجار وزمار، تقع في منطقة ظلت تحت سيطرة الأكراد لسنوات طويلة. وجعلت المكاسب الأخيرة مقاتلي التنظيم على مقربة من محافظة دهوك، إحدى ثلاث محافظات في إقليم كردستان شبه المستقل. وكانت داعش قد أعلنت نجاحها في فتح الشريط الحدودي بين محافظتي نينوى التي تسيطر عليها، ودهوك التابعة لإقليم كردستان، معربة عن أملها في “استكمال فتح المنطقة بالكامل”. وقال شهود إن مقاتلي داعش يحاولون السيطرة على بلدة ربيعة قرب الحدود السورية، واشتبكوا مع أكراد سوريين عبروا الحدود بعد انسحاب أكراد العراق.

وفي السياق، نقلت وسائل إعلام عراقية، أن نواباً من المكون الشيعي شددوا على إصرار المرجعية الشيعية على تطبيق مبدأ التغيير والإصلاح، وقالوا إن الأحزاب الشيعية بدأت بالفعل في البحث عن صياغة ضمانات لعدم ملاحقة المالكي قضائياً، وذلك بناء على طلبه. وأشارت مصادر في “التحالف الوطني”، إلى وجود مفاوضات بينها وبين المالكي، لتقديم ضمانات له بعدم ملاحقته قضائياً في حال انسحابه من الترشح لرئاسة الحكومة. في الوقت نفسه قالت كتلتا الحكيم والصدر، إن هناك مفاوضات تجري بمرونة مع نواب من ائتلاف المالكي باستثناء نواب حزب الدعوة، من أجل تقديم مرشح غيره. وكان ائتلاف المالكي قد تعرض لتصدع داخلي، بعد أنباء عن انسحاب كتلتي العامري والشهرستاني بسبب إصراره على الترشح. وهي أنباء لم ينفها العامري أو الشهرستاني اللذان لديهما نصف مقاعد ائتلاف المالكي تقريباً.

من جهة أخرى، قالت شركة طيران لوفتهانزا الألمانية، إنها ستستأنف الإثنين رحلاتها من وإلى مدينة أربيل شمال العراق، ولكنها ستواصل تجنب المجال الجوي فوق المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت إن الرحلات إلى آسيا ومناطق الشرق الأوسط الآخرى، ستستمر في تفادي المرور بالعراق. وأضافت الشركة إن هذه التغييرات في طرق الرحلات الجوية ستسري على لوفتهانزا ولوفتهانزا لشحن البضائع والخطوط الجوية النمساوية والسويسرية. وقالت إن طرق الطيران الجديدة لن تقلل زمن الطيران بشكل كبير. وجاء قرار لوفتهانزا بعد يوم واحد من إعلان الخطوط الجوية الملكية الأردنية تعليق رحلاتها إلى بغداد لمدة 24 ساعة على الأقل لأسباب أمنية.

«صواريخ الأجناد» تمطر العاصمة
بدأ تنظيم «الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام» أمس تنفيذ عملية «صواريخ الأجناد» التي أمطر من خلالها شوارع العاصمة بالقذائف والصواريخ، في وقت وقّع فيه 18 فصيلاً على اتفاق يقضي بتشكيل «مجلس قيادة الثورة السورية» في ريف العاصمة
أحمد حسان, باسل ديوب
أمطرت العاصمة السورية أمس بعشرات قذائف الهاون والصواريخ من قبل الجماعات المسلحة المعارضة، وتحديداً «الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام»، الذي باشر في تنفيذ عملية «صواريخ الأجناد». وكان التنظيم قد بثّ على موقع «يوتيوب»، أول من أمس، شريطاً أطلق خلاله هذه العملية التي تستهدف «المناطق الأمنية والعسكرية» في العاصمة. وحذّر التنظيم في البيان المدنيين، مطالباً بإخلاء المناطق المستهدفة. وهزّت العاصمة أمس ثلاثة انفجارات قوية، إثر سقوط صواريخ وقذائف هاون في ساحة الأمويين والمالكي والمزة 86. وسقطت قذائف في المالكي والمهاجرين وكفرسوسة في دمشق.

في موازاة ذلك، عادت الاشتباكات بين «جيش الإسلام» و«الدولة الإسلامية» في الغوطة الشرقية للعاصمة في محيط دوما وبلدة مسرابا. ونفَّذ «جيش الاسلام» ظهر أمس، بأمر من قائد التنظيم زهران علوش، أحكام الإعدام التي أصدرها «القضاء الموحّد» بحق خمسة من المعتقلين في سجن «التوبة» في دوما، في إطار حملة «القبضة الحديدية» التي أطلقها التنظيم بهدف «مكافحة المفسدين».
على صعيد آخر، وفي إطار مبادرة «واعتصموا» التي أطلقتها مجموعة من قادة فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، وقَّع 18 فصيلاً مسلحاً ظهر أمس اتفاقاً يقضي بتشكيل «مجلس قيادة الثورة السورية» الذي سينتج منه، بحسب البيان، تشكيل «مجلس عسكري موحد» و«هيئة قضائية مشتركة»، خلال مدة أقصاها 45 يوماً. وإضافة إلى «جيش الإسلام»، يضم «المجلس» كلاً من حركة «حزم» و«جبهة ثوار سوريا» و«صقور الغاب»، و«ألوية شهداء سوريا» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، إضافة إلى عدد آخر من التشكيلات المعارضة في سوريا.

عودة الاشتباكات بين «جيش الاسلام» و«الدولة» في الغوطة الشرقية

وعن هذه الخطوة، قال أحد مقاتلي «جيش الإسلام» في اتصال مع «الأخبار» إن «الخوارج والمرتدين عن دين الله بدأوا يصولون ويجولون بيننا، معتمدين في أول الأمور وآخرها على ضعف التنسيق بيننا كإخوة، لا على ضعف وهزالٍ أصابنا، وهو ما التفت إليه بعضُ إخوتنا الحريصين على ثباتنا، فأطلقوا تلك المبادرة»، في إشارة غير مباشرة منه إلى الخلافات مع «الدولة الإسلامية». وعقّب المقاتل: «سيقولون إن دولة السعودية هي من أمرنا بتشكيل مجلسنا الجديد، ونقول: جهادنا في سبيل الله، وأولوياته على الأرض هي من فرضت علينا التوحد».
إلى ذلك، أفشل الجيش هجوماً عبر انتحاري من قبل «جبهة النصرة» في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، بعد أن حاول خرق حصار الجيش بواسطة آلية «بي أن بي» مفخخة.

تسوية داريا
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة في وزارة المصالحة الوطنية لـ«الأخبار» عن لقاءٍ جرى أول من أمس بين وفد من أهالي بلدة داريا ووفد ممثل للحكومة السورية، «جرى خلال اللقاء مناقشة كافة الاجراءات المطلوبة لإنجاز التسوية، وتم الاتفاق على بنود محددة للتسوية سيعلن عنها فور نجاح المفاوضات»، وكررت المصادر ذاتها مخاوفها من فشل التسوية: «كالعادة، يقف المسلحون المتشددون في وجه المصالحة، غير أن الحالة المتردية للمدنيين داخل داريا ورغبة الأهالي في استعادة الأمان قد تدفع عجلة المصالحة نحو الأمام». وقال مصدر عسكري في داريا إنّ «الجيش سيكون حامياً للمصالحة في حال أنجزت. يمكن القول إن الأمور قد نضجت لإعلان الصلح، فالجيش استطاع، خلال عملياته النوعية، إقصاء وضرب أعداد كبيرة من المتشددين، ما جعل الكفة تميل أكثر لمصلحة التسويات».
وفي دير الزور، استمرت الاشتباكات بين «الدولة الإسلامية» ومسلحي العشائر في قريتي درني وسويدان وأبو حمام في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى الى وقوع قتلى في صفوف الطرفين. وخرجت تظاهرة في بلدة البوليل في ريف دير الزور دعماً لعشيرة الشعيطات.

«المغيرات صبحا» في حلب
وفي حلب، لم يأت الجزء السابع من «غزوة المغيرات صبحا» بجديد. هجوم لمئات المسلحين بقيادة شيشانية على ضواحي حلب الغربية (الأسد ــ الراشدين ــ الحمدانية) انتهى بفشل ذريع وعشرات القتلى بعد 36 ساعة من الاشتباكات. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» «مقتل 45 مسلحاً على الأقل والقبض على عدد آخر، بينهم غير سوريين». الهجوم الذي شاركت فيه 12 مجموعة مسلحة بقيادة «جيش المجاهدين» الذي يغلب على تشكيلته شيشانيون وأجانب، قوبل بمقاومة شرسة من الوحدات المدافعة التي أجرى بعضها انسحابات لتعيد الهجوم ثانية وتحاصر عدداً من المسلحين، تمكنوا من الوصول إلى أبنية في ضاحية الأسد، منها جامع طيبة وكنيسة قيد الانشاء. وانتهت المعركة في اليوم التالي بعد مشاركة سلاحي الجو والمدفعية، وفق مصدر ميداني.
وارتفعت حصيلة الشهداء الذين قضوا بقصف المسلحين لأحياء الحمدانية والضاحية وحلب الجديدة بقذائف الهاون واسطوانات الغاز المفخخة إلى 11، فيما استشهد ثلاثة آخرون في حلب الجديدة في قصف محيط مبنى مؤسسة المياه الجديد.
وفي الحسكة، تجدّدت الاشتباكات في محيط «الفوج 123» في الحسكة بين الجيش و«وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة، و«الدولة» من جهة ثانية. وردّت «وحدات الحماية»، في بيان، على تصريحات «الائتلاف» المعارض بشأن الاتهام بقصف حي غويران في الحسكة. وقال البيان «إن تصريحات الائتلاف جاءت للتغطية على ما تقوم به داعش من جرائم في حربها على الشعب السوري». وفي الرقة، استمرت الاشتباكات بين الجيش و«الدولة» في محيط «اللواء 93» في بلدة عين عيسى في الريف الشمالي.

الأسد: معركتنا مع الإرهاب معركة مصير ووجود
بيروت – أشار الرئيس السوري بشّار الأسد، اليوم الخميس، إلى أنّ “معركة الجيش السوري مع الإرهاب هي معركة وجود ومصير، لا مجال فيها للتهاون أو المهادنة”.
وفي كلمة عبر مجلة جيش الشعب وجّهها إلى القوّات السورية بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري نقلتها وكالة “سانا”، قال الأسد: “إنّنا اليوم مصممون أكثر من أي وقت مضى على الصمود في وجه مشاريع الفتنة والتقسيم الإرهابية الاستعمارية التي تستهدف سوريا والمنطقة بأسرها، خدمةً لأطماع العدو الصهيوني المستفيد الأكبر من كلّ ما يجري من فوضى وإرهاب”.
وأضاف: “لأنّنا في سوريا نرفض المساومة على قضايانا أو التفريط بحقوقنا آلينا على أنفسنا ألّا نحيّد عن مبادئنا وأن نتمسك بنهجنا، فلا تنازل عن طلب الحقّ ولا تراجع في الدفاع عن الوطن مهما بلغت الشدائد والمؤامرات التي لن تزيدنا إلّا قوّة وصلابة”.

13 قتيلاً من قوّات النظام بتفجير نفقين في حلب
بيروت – فجّر مقاتلو المعارضة السورية نفقين تحت مبنى تتمركز فيه قوّات نظامية في مدينة حلب في شمال سوريا، اليوم الثلاثاء، ما تسبّب بمقتل 13 عنصراً على الأقلّ من هذه القوّات، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي بريد إلكتروني، أورد المرصد أنّه “قُتل ما لا يقلّ عن 13 عنصراً من قوّات النظام والمسلّحين الموالين لها إثر تفجير مقاتلين من الكتائب الإسلامية نفقين أسفل مبنى قيادة الشرطة القديم في محيط قلعة حلب في حلب القديمة”، مشيراً إلى “اندلاع اشتباكات على الأثر لا تزال مستمرّة حتى الآن بين المقاتلين المعارضين وقوّات النظام”.
وتبنّت “الجبهة الإسلامية”، أحد أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، عملية التفجير.
وجاء في بيان نشرته على صفحتها على موقع “فايسبوك” إنّها “نسفت مركزاً لميليشيات الأسد (في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد) يتحصّن فيه أكثر من 50 جنديّاً وضابطاً قُرب مبنى المحافظة”.
وأرفقت البيان بصورة لمبنى من طبقتين أبيض اللون ترتفع منه كتلة هائلة من الغبار والدخان والشظايا.

الإتحاد الأوروبي يزيد مساعداته الإنسانية لسوريا
بروكسل – أشارت المفوضية الأوروبية، اليوم الثلاثاء، إلى أنّها ستزيد المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا بمقدار 50 مليون يورو مع تفاقم الأزمة في ذلك البلد.
وفي بيان، قالت المفوضية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إنّها وافقت كذلك على اقتراحات لزيادة المساعدات للدول المجاورة لسوريا التي تعاني من تدفّق غير مسبوق للاجئين.
كما جاء في البيان أنّ “النزاع في سوريا هو أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يبلغ عدد النازحين داخل البلاد نحو 9,3 ملايين شخص إضافة إلى 2,8 مليوني لاجئ محتاجين إلى المساعدات الأساسية”.

مجموعات في عين الحلوة تستعد لتنفيذ عمليّة ضدّ الجيش
الجنوب – أكّدت مصادر مطّلعة لمندوب موقع NOW في الجنوب أنّ المجموعات الاسلاميّة المتواجدة في حي الطوارئ في مخيّم عين الحلوة في مدينة صيدا أبلغت جميع العناصر المسلّحة المتشدّدة في الحي أن يكونوا على أهبّة الاستعداد لتنفيذ عمليّة عسكريّة ضدّ الجيش اللبناني المتواجد على حواجز حيّ الطوارئ لمخيّم عين الحلوة.
ولفتت المصادر إلى أنّ هذه المجموعات الإسلاميّة التي تضم كل من “جند الشام” و”فتح الاسلام” ومجموعة متوارية تابعة للشيخ الفار من العدالة أحمد الأسير والفنان المعتزل فضل شاكر على تنسيق واتصال مع مجموعات تكفيريّة متشدّدة في عرسال والقلمون تابعة لـ”الدولة الإسلاميّة” (داعش) وجبهة النصرة.
وفي الإطار عينه، ذكر شهود عيان في المخيّم أنّ هذه المجموعات المتشدّدة رفعت رايات “داعش” وجبهة النصرة في حي الطوارئ، كما حصل استنفار في صفوفهم ترافق مع انتشار مسلّح في مختلف أرجاء عين الحلوة.

انتشال عشرات الشهداء بغزة وإسرائيل تسحب آلياتها
أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 53 فلسطينيا على الأقل اليوم الاثنين في قطاع غزة مع تواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع، رغم إعلان تل أبيب عن هدنة من جانب واحد كان من المفترض أن تبدأ في العاشرة من صباح اليوم، غير أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سرعان ما اتهمت إسرائيل بخرق الهدنة.

وقد ناهز إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الثامن من الشهر الماضي 1870 شهيدا، وأكثر من 9500 مصاب، فضلا عن تدمير 3000 منزل كليا أو جزئيا.

وقد قصفت طائرة حربية إسرائيلية اليوم منزلا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فاستشهدت طفلة وأُصيب نحو ثلاثين آخرين، كما استهدف القصف مناطق أخرى في القطاع مخلفا شهداء وجرحى.

انتشال شهداء
وانتشل 35 شهيدا من تحت ركام منازلهم المدمرة التي كان الوصول إليها محظورا، وتمكنت طواقم الإسعاف الفلسطينية من انتشال 11 جثة، بعضها لأطفال في منطقة شرق رفح بجنوب قطاع غزة التي استثناها الجيش الإسرائيلي من التهدئة الأحادية الجانب، وقال مسعفون إنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى جثث كثيرة ما زالت مدفونة تحت الركام.

وكانت عشرات الأسر الفلسطينية قد توافدت على بلدة بيت حانون الواقعة شمال شرق القطاع مع بدء الهدنة التي أعلنتها إسرائيل من جانب واحد قبل أن تخرقها، وذلك للاطلاع على ما حل بمنطقتهم، فشاهدوا مزيدا من المنازل والأحياء المدمرة في القصف في الأيام القليلة الماضية بعد أن أخلوها.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي اليوم إنه لم تحدث ضربات منذ العاشرة صباحا (السابعة بتوقيت غرينتش) حين بدأت هدنة مدتها سبع ساعات، وأضافت أن أربعة صواريخ أطلقت من غزة في وقت لاحق، وسقط اثنان منها داخل إسرائيل.

الأنفاق والدبابات
وقال الجيش الإسرائيلي إنه على وشك إنهاء تدمير أنفاق تستخدمها المقاومة للتسلل عبر الحدود بين غزة وإسرائيل، لكن متحدثا باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن القوات الإسرائيلية ستكون على جانبي الحدود بمجرد انتهاء عملية الأنفاق.

في سياق متصل، طلبت شرطة السير الإسرائيلية من السائقين توخي الحيطة والحذر على الطرق الرئيسية المؤدية من جنوب إسرائيل إلى شمالها، وذلك عقب حركة نشطة متوقعة لنقل الدبابات والمدرعات الإسرائيلية من الجنوب إلى قواعد عسكرية في الشمال.

وقد يحمل هذا التحذير مؤشرات أكيدة على أن تل أبيب ماضية في الإعلان عن انتهاء عملياتها العسكرية في غضون الساعات القليلة المقبلة.

من جانب آخر، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية الاثنين إنها تحقق بطريقة عاجلة في تقارير أفادت بأن موظف إغاثة بريطانيا قتل في غزة أمس الأحد، وسعت بريطانيا إلى معرفة مصير الرجل مع انتهاء هدنة إسرائيلية قصيرة خرقتها بقصف مخيم الشاطئ.

ونشرت وسائل الإعلام البريطانية نقلا عن أصدقاء للرجل أن موظف الإغاثة وهو من روتشديل بشمال إنجلترا قتل في غارة إسرائيلية على رفح وهو يسلم إمدادات إلى أحد مستشفيات القطاع.

مقاتلو عشيرة الشعيطات يتصدون لـ”داعش” في دير الزور
بيروت – فرانس برس
تدور معارك عنيفة في محافظة دير الزور في شرق سوريا، بين تنظيم “داعش” الذي يسيطر على غالبية المحافظة، وعشيرة سنية تخوض منذ أيام مواجهات ضده، ما أدى إلى مقتل 13 مسلحا عشائريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد: “استشهد ولقي مصرعه 13 مواطناً ومسلحاً عشائرياً ومقاتلاً من بلدة سويدان جزيرة، خلال قصف واشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية، والتي انتهت بسيطرة التنظيم على البلدة إثر انسحاب المسلحين العشائريين من البلدة”.

وأشار المرصد إلى أن التنظيم شن كذلك “هجوما على ثلاث بلدات تسيطر عليها عشيرة الشعيطات، هي أبو حمام والكشكية وغرانيج” الواقعة إلى الشرق من محافظة دير الزور.

وكشف المرصد أن المعارك المتواصلة منذ الأسبوع الماضي أدت إلى نزوح أكثر من 5000 شخص من القرى، مؤكدا أن النازحين يواجهون ظروفا صعبة، لاسيما بسبب نقص المياه.

واندلعت المعارك بين الطرفين بعد إقدام عناصر من “داعش” الثلاثاء الماضي على خطف ثلاثة من أبناء العشيرة، “متجاوزين بذلك الاتفاق الذي تم بين التنظيم وأبناء عشيرة الشعيطات، والذي نص على تسليم الأسلحة للدولة الإسلامية والتبرؤ من قتال التنظيم مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات”، بحسب المرصد.

وتمكن تنظيم “داعش” في النصف الثاني من يونيو تدريجيا من السيطرة على مجمل محافظة دير الزور، مع آبارها النفطية، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم لـ”الدولة الإسلامية”.

وكانت عشيرة الشعيطات آخر المبايعين، وقد تعهدت بعدم القتال ضد “داعش” وتسليم أسلحتها شرط عدم التعرض لأبنائها.

وفي حماة، أكد المرصد السوري “استشهاد سبعة مواطنين من عائلة واحدة، بينهم طفل وطفلة، وذلك إثر اقتحام مقاتلين من الدولة الإسلامية منزلهم ليل أمس في منطقة المزيرعة غرب مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي”.

وأوضح المرصد أن بعض القتلى “سقطوا في إطلاق نار، والبعض الآخر بالسلاح الأبيض”، مشيرا إلى أن العائلة هي من الطائفة الإسماعيلية.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد إلى ارتفاع حصيلة القصف الجوي الذي نفذه الطيران الحربي السوري، أمس الأحد، على مدينتين في الغوطة الشرقية، من 32 قتيلا إلى 52. وبلغ عدد الضحايا في مدينة كفربطنا 32 شخصا، إضافة إلى 20 في مدينة دوما.

وفي محافظة حلب، قال المرصد إن القوات النظامية سيطرت على “كتيبة الدفاع الجوي وأجزاء واسعة من قريتي ضهر الشرفة وصقلايا”.

ويحاول مقاتلو المعارضة منذ مطلع أغسطس التقدم نحو جنوب غرب حلب في محاولة لقطع خطوط إمداد النظام من وسط البلاد.

الثوار يكسرون حصار المليحة وقوات الأسد تصاب بهستيريا
العربية.نت
أعلن ناشطون أن عدد قتلى قوات النظام السوري والميليشيات العراقية وحزب الله في معركة المليحة المستمرة منذ 121 يوماً وحتى اللحظة بلغ أكثر من 1500 قتيل وأكثر من 5000 جريح، منهم من الميليشيات العراقية واللبنانية والإيرانية وبعض الجنسيات الأخرى وأكثر من 70 آلية مدمرة.

وأعلن الثوار أمس عن تمكنهم من كسر الحصار عن بلدة المليحة بعد 24 يوماً من إحكامه، بعد توحد جهود كتائب الجيش الحر.

وقد تمت عملية كسر الحصار عبر خطة محكمة بين الثوار داخل وخارج الحصار، حسب ما أكد ناشطون، واندلعت اشتباكات عنيفة تمكن من خلالها الثوار إيقاع خسائر كبيرة في قوات النظام وإرغامها على التراجع.

فيما كثفت قوات النظام من قصفها الهستيري على البلدة ومحيطها وجبهاتها بصواريخ (أرض – أرض) والمدفعية الثقيلة والدبابات مع استمرار المواجهات الشرسة من الجهة الشمالية والشمالية الشرقية، كما استهدفت البلدة وجبهاتها بأكثر من13 صاروخاً ومئات القذائف من المدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ والهاون، حسب ما ذكر المجلس المحلي لبلدة المليحة.
المليحة نقطة استراتيجية للثوار والنظام

وتعتبر بلدة المليحة نقطة استراتيجية، سواء للثوار أو قوات النظام، لأنها تبعد قرابة 5 كم عن العاصمة دمشق، إضافة لمحاذاتها أكثر نقاط النظام أهمية في كل من “جرمانا” معقل التشبيح بريف دمشق، وإدارة الدفاع الجوي، (إدارة الدفاع الجوي التي هاجمها الثوار أكثر من مرة سابقاً بغية تحريرها، تعتبر مركز عمليات قوات الأسد، وأكبر مقراته في ريف دمشق الشرقي).

كما أنها تمثل الحد الفاصل بين جزئي الغوطة “الشمالي الواقع تحت سيطرة الثوار، والجنوبي المحاذي لمطار دمشق الدولي الواقع تحت سيطرة قوات النظام.

ويهدف النظام إلى السيطرة على المليحة كي يسهل عليه السيطرة على الغوطة بأكملها، وتأمين طريق مطار دمشق الدولي بالكامل، إضافة لتأمين مدينة جرمانا الاستراتيجية بالنسبة لقوات وميليشيات النظام وشبيحته.

وتعتبر المليحة ذات أهمية للثوار، لأنها تعتبر بوابة لتحرير دمشق، كما أن تحرير جرمانا من شأنه أن يعزز فرص الثوار الدخول إلى دمشق، وتمكنهم من محاصرة أكثر أفرع النظام قمعاً وإجراماً في سوريا “فرع فلسطين” على المتحلق الجنوبي.

من جانب آخر تمكن (جيش الإسلام) من ضبط سيارة مفخخة في مدينة دوما، وتم إلقاء القبض على سائقها، وقد قتل اثنان من خبراء المتفجرات أثناء محاولتهم تفكيك السيارة، ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي يلجأ بها النظام لاستهداف مدن الغوطة بالسيارات المفخخة.

أما في ريف دمشق فتمكن الثوار من تحرير صالة مارية الواقعة على طريق (زبدين – المليحة)، بعد معارك قوية في المنطقة، حيث كانت معقلاً لقوات النظام.

16 فصيلاً سورياً مسلحاً تتحد لمواجهة تمدد “داعش”
دبي – قناة العربية
أعلن 16 فصيلاً مقاتلاً في سوريا تشكيلهم القيادة العامة للثورة السورية لمواجهة تمدد نفوذ “داعش”.

وهذه الفصائل غالبيتها ذات تأثير في أرض المعارك السورية وتنتشر في غالبية المناطق، فيما ينظر كثير من المراقبين إلى هذه الخطوة بنظرة إيجابية بعد التشتت والانقسام الذي عاشته المعارضة المسلحة في سوريا.

وتتألف المعارضة السورية المسلحة من جماعات وتحالفات تتغير باستمرار منذ أن سلكت الانتفاضة المناهضة للأسد الخط العسكري.

وأصبحت قيادة الثورة السورية تتألف من:
– جيش الإسلام الذي يقوده زهران علوش، ويعمل بشكل رئيسي في غوطة دمشق، ينظر إليه الغرب على أنه ذو توجهات متشددة.
– ألوية صقور الشام وهي مجموعة فصائل تنشط في إدلب وريفها.
– حركة حزم التي اشتهرت مؤخرا بعد حصولها على صواريخ تاو وتحظى كما جبهة ثوار سوريا التي انضمت أيضا إلى التجمع بثقة عالية من الأميركيين.
– جيش المجاهدين والذي شكل عندما بدأت المواجهات مع تنظيم داعش.
– حركة نور الدين الزنكي التي تنشط في حلب .
– وهيئة دروع الثورة تحالف تشكل بدعم من الإخوان المسلمين ويصنف نفسه كتحالف إسلامي ديمقراطي.
– الفرقة 13 والفرقة 11 وهي تتبع الجيش الحر وتنشط في إدلب وريفها.
– الجبهة السورية للتحرير وهي فصيل ينشط في ريف حماة، إضافة إلى فرسان الحق، ولواء الحق وصقور الغاب وجبهة حق المقاتلة وألوية الأنصار وتجمع كتائب وألوية شهداء سوريا، والاتحاد الإسلامية لأجناد الشام .

ويأمل كثيرون أن يكون هذا التشكيل الجديد حقيقياً على أرض الواقع، بعد أن دخلت الجماعات المقاتلة لوقت طويل في اقتتال داخلي أضعف صفوفها لصالح قوات الأسد وتنظيم داعش.

وتشير الأرقام المتوافرة إلى مقتل ثلاثة آلاف من مقاتلي المعارضة هذا العام فقط خلال معارك فيما بينهم، ناهيك عن القتلى الذين يسقطون يوميا خلال معارك مع قوات الأسد وتنظيم داعش.

استمرار الغارات على ريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت لجان التنسيق المحلية إن 125 شخصا قتلوا في سوريا، الأحد، بينما يواصل الجيش غاراته على مناطق تسيطر عليها المعارضة خاصة في ريف دمشق الذي شهد قصفا مكثفا.

وأعلن ناشطون أن 27 شخصا قتلوا في غارات جوية على دوما وكفربطنا في ريف دمشق.

بدورها، ذكرت السلطات السورية أن 12 شخصا قتلوا، في قصف قالت إن الجيش الحر شنه على دمشق.

وفي ريف دمشق، أيضا شن الطيران السوري غارة جوية في إحدى القرى بالقلمون.

وفي إدلب، قصف الجيش السوري بالمدفعية مدينة سراقب. كما سقط قتلى في قصف للقوات الحكومية على بلدة الغنطو في حمص.

ومن جهة أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 7 من عائلة واحدة بينهم طفل وطفلة، إثر اقتحام مقاتلين من الدولة الإسلامية منزلهم ليل الأحد، في منطقة المزيرعة غرب مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي.

وأوضح المرصد أن “البعض قتلوا في إطلاق نار والبعض الآخر بالسلاح الأبيض”.

ويسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” على مناطق واسعة في شرق سوريا وشمالها، إضافة إلى مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.

وأدى النزاع السوري المستمر منذ ثلاثة أعوام، إلى مقتل أكثر من 170 ألف شخص، حسب المرصد.

هل تذكرون سوريا؟.. هل فقد العالم اهتمامه بالنزاع الدموي هناك؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- مع توتر الأوضاع في مناطق أخرى في الإقليم، بجانب الأزمة الأوكرانية، انصرف التركيز الدولي عن الحرب السورية، حيث يتواصل نزيف الدم مع سقوط المزيد من القتلى الذين تجاوزت حصيلتهم 100 ألف قتيل.

وأعاد “قيصر”، الذي يقدم نفسه على أنه منشق من الجيش السوري، تذكير الكونغرس الأمريكي بجرائم النظام، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي الأسبوع الماضي، بعرضه صور ضحايا التعذيب والتنكيل في أقبية المعتقلات السورية.

ويزعم “قيصر” أنه قام بتهريب ما لا يقل عن 50 ألف صورة، ذكر البيت الأبيض أنها توحي بعمليات قتل وتعذيب على نطاق واسع من قبل نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وقال النائب الديمقراطي، أليوت انجيل: “أردنا النظر بعيداً.. لكن لا ينبغي علينا”، وأضاف رئيس اللجنة، اد رويس: “لن ننسى أبداً الشعب السوري.”

ولا يتفق ناشطون مع التصريح الأخير، مع تواري الأزمة السورية للخلف، واتهم أوبي شاهبندر، مستشار بالائتلاف السوري المعارض في واشنطن، المجتمع الدولي بتجاهل ما يحدث في سوريا، والسماح للنظام السوري، و”تنظيم الدولة الإسلامية ” – داعش – سابقاً بالإفلات من “جرائم ضد الإنسانية.”

وأضاف: “هناك قلق حقيقي من أن المذابح اليومية لنظام الأسد، أصبحت، فجأة، مقبولة من قبل الأسرة الدولية كواقع جديد”، فحتى الأمم المتحدة تجد صعوبة في إحصاء حصيلة ضحايا النزاع العام الماضي، في حين أشار متحدث باسم المنظمة الأممية إلى صعوبة الحصول على أرقام موثوق بها، مرجحاً إمكانية تحديث الحصيلة هذا الشهر.

وقدر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل 1600 شخص خلال عشرة أيام فقط في يوليو/ تموز الفائت، بالإضافة إلى أكثر من 115 ألف قتيل، قضوا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد في مارس/ آذار 2011.

وتشير تقارير من سوريا إلى جرائم تقشعر لها الأبدان، من صلب في العلن، وعرض رؤوس مفصولة فوق أعمدة، فكيف يسمح المجتمع الدولي بنسيان صراع دائر منذ أكثر من ثلاثة أعوام؟.. بررها آل تومكينز، من معهد بوينتر للصحافة”، بتعدد الأزمات قائلاً: “هناك عدد من الأزمات في وقت واحد.. أكبرها ما يجري الآن بين حماس وإسرائيل، ثم هناك طائرة أسقطت فوق أوكرانيا.. والأزمة السورية لا تزال تتواصل.”

وأضاف سبباً آخر وهو صعوبة دخول وسائل الإعلام إلى سوريا، وقال في هذا الصدد: “الوضع خطير وصعب.. تغطية قصص سوريا مكلفة”، واستدرك قائلاً: “نسيان أزمة لا يعني أنها أقل أهمية.”

ودعا وزير العدل الأمريكي، أريك هولند، الشهر الماضي، واشنطن على أخذ تحذيرات “تنظيم الدولة الإسلامية” على محمل الجد، محذراً من أن انعكاسات الحركة المتشددة قد تطال الغرب.

وربما تزايد تواري الأزمة السورية للخلف، في مايو/ أيار الماضي، بعد نقض قرار مجلس الامن الدولي إحالة الأزمة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهي الخطوة الأولى نحو تقديم منتهكي حقوق الإنسان في سوريا للعدالة، في خطوة أثارت حفيظة البعض، من بينهم رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، الذي صرح بإحدى شهاداته: “ما نشدد عليه هو أنه إذا لم يتم التعامل مع شأن المساءلة في هذا النزاع، فهذا يعني عدم احترام للضحايا، وللسكان المدنيين، من يدفعون ثمن وطأة هذا الصراع.”

وتعود سوريا لمحط الاهتمام تدريجياً مع ادانة مجلس الأمن الدولي في مايو/ أيار الماضي شحنات نفط قامت بها المليشيات المسلحة في كل من سوريا والعراق، والتحذير من ما قد تمثله عائدات المبيعات من دعم إلى “تنظيم الدولة الإسلامية”، بجانب قرار المنظمة الدولية إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا، دون موافقة مسبقة من النظام، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن 378 مليون دولار إضافية لدعم الشعب السوري.

ودعا تومكينز أمثال “قيصر” للتقدم قدماً، مضيفاً: “قصة دون صور هي قصة ضائعة.. طالما هناك صور للحفاظ على حركة السرد.. فستظل دوماً في المقدمة”، على حد قوله.

المركزي السوري ينظّم “قبض السلع” بالبنوك الإسلامية ويلزمها بمراقبة الشركات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أصدر مصرف سوريا المركزي قراراً قبل أيام، ألزم بموجبه المصارف الإسلامية العاملة في البلاد بعدد من الضوابط والإجراءات لتحقيق “قبض” السلعة المشتراة وتحمل تبعة هلاكها قبل إبرام عقد بيعها للعميل وتسليمها له، إلى جانب تطبيق ضوابط أخرى بينها المراقبة الفعلية للشركات التي تحصل على تمويل إسلامي.

وبيّن القرار الإجراءات الواجب اتباعها بالنسبة لتحقيق “قبض” السلعة المشتراة والمعينة برقم يدل عليها في حالة عدم توكيل العميل، وأضاف القرار أنه في حالة المرابحات الخارجية التي تتم من خلال الاعتمادات المستندية أو البوالص يعد استلام المصرف لمستندات الشحن ولشهادات التخزين التي تعين البضاعة الموجودة بالمخازن “قبضاً حكمياً للسلعة”، مضيفا أنه بجميع الحالات “لا يتحمل العميل تبعة هلاك السلعة بمجرد توقيع العقد وإنما عبر القبض الحقيقي أو الحكمي.”

وفي قرار آخر بين المصرف المركزي الأحكام الواجب اتباعها من قبل المصارف الإسلامية أثناء الدخول في عمليات المشاركة و المشاركة المتناقصة، إذ أوجب أن يتضمن العقد غرض المشاركة ومدتها والضمانات ورأس مال المشاركة، وتحديد كيفية المشاركة في الربح وتحمل الخسارة، والمشاركة المتناقصة والمنتهية بالتمليك، وكيفية تصفية المشاركة، والإجراءات في حالات التأخر عن دفع الالتزامات، وأوجب الالتزام بالتأمين التكافلي في حال اشتراط التأمين.

وحسب القرار يجب على المصرف ضمان الحصول على معلومات كافية وموثوقة وفي الوقت المناسب عن أداء الشركة الممولة وسير العمل فيها، وضرورة تضمين العقد ما يشير إلى تمكين المصرف من مراقبة عملية المشاركة والتدقيق في حسابات ووثائق ومستندات المشاركة وتحديد الآليات التي سيتم اتباعها لهذا الغرض وذلك في حال لم يكن المصرف ممثلاً في إدارة الشركة، وفقا لما نقلته صحيفة “تشرين” الحكومية السورية.

ويرى الفقهاء المسلمون أن أحكام “القبض” تتعدد وتتنوع بحسب المذاهب، ويذكر الداعية علي القره داغي، المتخصص بالمواضيع الاقتصادية الإسلامية، في بحث له حول الموضوع أن المذهب الحنفي يعتبر القبض هو التسليم والتخلي “وهو أن يخلي البائع بين المبيع , وبين المشتري برفع الحائل بينهما على وجه يتمكن المشتري من التصرف فيه” وهو رأي مشابه لرأي المالكية أيضا.

أما عند الشافعية، فالقبض يكون بنقل ما يمكن نقله، أما غير القابل للنقل، كالعقار، فيكون بالتخلية، وبالنسبة للحنابلة فالقبض سكون “كل شيء بحسبه، فإن كان مكيـلا أوموزوناً، بيع كيلا أو وزناً في مقبضه بكيله ووزنه.

وبالنسبة للتعاملات الراهنة، يقول القره داغي: “على نطاق السلع الحاضرة أو التي رآها المشتري سابقــاً يتم فيها القبـض بعد العقد بمجرد التخلية ما عدا الطعام حيث لا يجوز بيعه إلا بعد نقله أو كيله أو وزنه – كما سبق – ويعتبر تسليم البضاعة وإدخــالها في السفينة أو الطائرة أو السيارة بعد إرسال ( بوليصة الشحن) تخلية وقبضاً.”

وأما السلع الغائبة فإما أن يتم العقد فيها بين المستورد والمصدر مباشرة، وذلك بأن يبعث المستورد طلباً بالبضاعة ومواصفاتها المطلوبة , ويوافق عليها المصدر ثم يبعثها عن طريق البر أو البحر أو الجو ففي هذه الحالة فإن العقد لا يلزم إلا بعد وصول البضاعة إلى المشتري ومطابقتها للمواصفات المذكورة في العقد، وحينئذ لا يتم القبض فيها إلا بعد وصولها والتأكد من التطابق.

ويخلص القره داغي في بحثه إلى القول بأن قبض العقار يكون بالتخلية، وكذلك قبض المصانع والشركات، أما في المنقولات – باستثناء الطعام – إذا كانت حاضرة يتم فيها القبض بمجرد التخلية، وأما الطعام فلا يجوز بيعه إلا بعد نقله أو كيله أو وزنه. وأما القبض في السلع الحاضرة – ما عدا الطعام – والسلع التي رآها المشتري سابقا، فيتم بمجرد التخلية بعد العقد.

مسؤول في المنظمة الأثورية: التنظيمات التكفيرية تُفرّغ مدينة الحسكة من مسيحييها
إستانبول (30 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد مسؤول في المنظمة الآثورية الديمقراطية في سورية أن مدينة الحسكة تشهد حالات نزوح كثيفة للمسيحيين خوفاً من الخطر التكفيري، وأشار إلى أن شبح ما جرى في الموصل يهيمن على أهالي المنطقة، وشدد على أن “الصمت الدولي والعربي ترك المنطقة لنزوات الجماعات المتطرفة”، على حد وصفه

وحول محاولات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) السيطرة على مدينة الحسكة شمال شرق سورية، أكّد جميل دياربكرلي، مدير مكتب المنظمة الآثورية الديمقراطية في إستانبول، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن المدينة “شهدت حالات نزوح من قبل السكان المسيحيين، خوفاً من الخطر التكفيري القادم إليها، تاركين خلفهم منازلهم وأراضيهم التي كانت النواة الأولى لتشكل مدينة الحسكة”، وأكّد على أن المدينة تشهد “انقطاعاً دائماً للكهرباء والماء، وتدهوراً في الحالة الأمنية، بالإضافة لحالات خطف وقتل يشهدها سكان المدينة يومياً” وفق قوله.

وأشار دياربكرلي إلى أن ما جرى في الموصل بالعراق بات يشكّل هاجساً لدى أهالي المنطقة، وقال “إن محاولات مقاتلي (داعش) للسيطرة على مدينة الحسكة، التي تمثل أنموذجاً للتعايش بين كل مكوناتها من عرب وكرد وكلدان سريان/آشوريين وأرمن، مسلمين ومسيحيين ويزيديين، بالإضافة إلى كونها مليئة بالمعالم الحضارية والأثرية الآشورية والبابلية، تعيد إلى أذهاننا صورة الجرائم البشعة التي ارتكبوها في مدينة الموصل، من طرد المسيحيين والأقليات الأخرى، وتدنيس وتدمير دور العبادة والأماكن الأثرية”.

وتابع “إن ما يحصل اليوم في الحسكة، ومن قبلها في الموصل وديرالزور والرقة يجعلنا نشهد على لحظة تاريخية تتمثل بإفراغ مكون أصيل من أرضه التاريخية، وفي الوقت ذاته يحثنا على قرع نواقيس الخطر حيال تهديد الوجود المسيحي في المنطقة، وإقبالها على مستقبل مظلم لا تعددية فيه ولا مسيحيين”، على حد تعبيره.

وناشد المسؤول في المنظمة المجتمع الدولي لحماية السكان من الجماعات التكفيرية، وقال “نناشد كل المنظمات الدولية والدول والبلدان في العالم بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والقانونية والتاريخية والأخلاقية في هذه المرحلة العصيبة التي تمر على شعوب المنطقة وشعبنا المسيحي بشكل خاص جراء الأفعال الإجرامية التي تقوم بها (داعش) وغيرها من الجماعات التكفيرية”. ورأى أن “كل من يصمت أو يغض الطرف على هذا الإجرام هو شريك معهم ويتحمل المسؤولية، لأنه لولا هذا الصمت الدولي والعربي لما بقيت المنطقة رهناً لنزوات هذه الجماعات المتطرفة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى