أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 04 أيار 2015

سورية مناطق نفوذ … وإيران تلوّح بـ «الخطة ب»

إبراهيم حميدي

أكثر ما لفت الانتباه في معارك المعارضة السورية للسيطرة على مناطق مدنية وحصون النظام العسكرية في إدلب وريفها،عدم مشاركة الميليشيا الإيرانية ومسلحي «حزب الله» في التصدي لهجمات الفصائل الإسلامية، وترك الجيش النظامي و«قوات الدفاع الوطني» الموالية وحيدة تحت ضربات مقاتلي المعارضة المعززين بتنسيق إقليمي أكبر وذخائر وأسلحة نوعية دفعتهم إلى الاتحاد في «جيش الفتح» وتزخيم الخبرة القتالية المتراكمة خلال السنوات الأربع الماضية.

هذا التخلي الإيراني عن القوات النظامية في شمال سورية قرب حدود تركيا، جاء بعد أيام من انخراط علني ضم آلاف العناصر من «الحرس الثوري الإيراني» والميلشيا الشيعية والسورية وخصوصاً الأفغانية في معارك «مثلث الجنوب» بين أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا بين العاصمة والجولان المحتل والأردن. وتزامن الانخراط العلني مع حديث إيراني عن «دور قيادي» بالتزامن مع اقتراب المفاوضات مع الدول الكبرى من الحلقة الأخيرة لعقد مسودة الصفقة النووية، وكأن طهران أرادت القول: التخلي عن البرنامج العسكري مقابل تفويض بدور قيادي في الشرق الأوسط بحيث تكون إيران «اللاعب» في المنطقة والضامن لأمن إسرائيل عبر بوابة الجولان والضاغط على أمن الخليج من بوابة الأردن.

فوجئت طهران بأن لتقدمها حدوداً في الأراضي السورية، وبأن لصبر دول إقليمية كبرى حدوداً أيضاً. أولاً، تمكن مقاتلو «الجيش الحر» من صد الهجوم في جنوب سورية قبل انتقالهم الى الهجوم والسيطرة على مدينة بصرى الشام التي كانت أحد معاقل «الحرس الثوري» ثم السيطرة على معبر نصيب آخر بوابات الحدود بين الأردن وسورية. أما المفاجأة الثانية، فكانت في الشمال الغربي، عبر سيطرة المعارضة على مدينة إدلب ثم مدينة جسر الشغور ثم موقع معمل القرميد وانكفاء قوات النظام المدعومة بأكثر من ٨٠٠ غارة خلال ثلاثة أسابيع، الى ريف جسر الشغور ومعقل النظام في الساحل.

ولا تكمن أهمية هذه الانتصارات لمقاتلي المعارضة في الاستيلاء على مواقع مدنية وعسكرية فحسب، بل في مغزاها السياسي، فهي تضمنت للمرة الأولى تجاوزاً لـ «خطوط حمر» كانت مرسومة ومتفاهماً عليها بين اللاعبين الإقليميين والدوليين في سورية. فقد كان «ممنوعاً» أن يسيطر مقاتلو المعارضة على حدود الأردن لأسباب عدة أحدها أن عمان كانت دائماً تريد ترك «شعرة معاوية» مع النظام السوري. وكان «ممنوعاً» أن يسيطر مقاتلو المعارضة على قــرى شيعية أو الاقتراب من قرى علوية لإبقاء «أمل بحل وطني» في سورية. كذلك، كان «ممنوعاً» دخول المعارضة المدن الكبرى بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على الرقة شمال شرقي سورية والانقسام إزاء تقاسم السيطرة على حلب.

وللدلالة على مدى ارتباط المعارك المحلية بالقرارات الإقليمية والدولية، تكفي الإشارة إلى كيفية تمهيد الطريق لخروج الترسانة الكيماوية من الأراضي السورية والمرور عبر أراض خطرة تتقاسم المعارضة والنظام السيطرة عليها، إلى الموانئ السورية غرب البلاد. فقد قطعت الحاويات الكيماوية مئات الكيلومترات من دون أن تتعرض لأذى.

 

معركة دمشق

في نهاية ٢٠١٢ وبداية ٢٠١٣، كان النقاش بين القادة الغربين والعرب حول نقطة أساسية: هل يدخل مقاتلو المعارضة العاصمة بعد الإعلان عن «معركة دمشق»؟ النتيجة التي وصل إليها النقاش والتفاهمات الكبرى هي ضرورة عدم تكرار نموذج العراق وأنه لا بد من الحفاظ على البقية المتبقية مما يربط سورية بعضها ببعض وبقاء ما تبقى من مؤسسات الدولة والسلطة المركزية بما أن الهدف هو الوصول إلى حل سياسي تفاوضي في نهاية المطاف. كما أن طهران أبلغت من يعنيه الأمر وقتذاك أن دمشق «خط أحمر» وأن طريق دمشق- بيروت «خط أحمر»، ما يفسر كيف بقيت دمشق بمنأى من الصراعات وكيف بقي الطريق بين العاصمتين السورية واللبنانية آمناً رغم كل الاضطرابات. فكانت الرئة للنظام إلى الخارج وخط الإمداد بين «حزب الله» والنظام.

بعد تجاوز «خطوط حمر» عدة، فإن أول سؤال يطرح عن احتمال كسر أحد آخر المحرمات، وهو دخول مقاتلي المعارضة دمشق، ما يتطلب مراقبة نتائج زيارة قائد «جيش الإسلام» زهران علوش حاكم مدينة دوما شرق دمشق، إسطنبولَ ومشاوراته الإقليمية في الخليج. أما الثاني، فهو ما إذا كانت الوجهة المقبلة لـ «جيش الفتح» ستكون الريف العلوي في اللاذقية وطرطوس في شمال غربي البلاد أم مدينة حماة في وسط البلاد.

سورية في سباق بين مسارين: الحل السياسي ومناطق النفوذ. يقوم الخيار الأول على صرف تغيير المعادلة العسكرية في سورية جنوباً وشمالاً على المائدة السياسية وانتهاء الركود منذ فترة طويلة بجلب الأطراف المحليين الى طاولة التفاوض، ما يفسر تسابق القاهرة وموسكو والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا على استضافة لقاءات بين أطراف المعارضة أو بين ممثلي النظام والمعارضة، على أمل إعادة الجميع الى طاولة التفاوض بعقد «جنيف-٣» في مناسبة الذكرى الثالثة لصدور البيان في نهاية حزيران (يونيو) ٢٠١٢. وبين هذا وذاك، تجري محاولات جدية لعقد مؤتمر لشخصيات معارضة، يتضمن الاتفاق على أطر ومبادئ تفاوضية لتشكيل هيئة حكم انتقالية.

الخيار الثاني هو تقسيم سورية مناطقَ نفوذ إقليمية بغطاء دولي. ربما ما يفسر عدم انخراط إيران في معارك الشمال السوري، كما انخرطت و«حزب الله» في السنتين الماضيتين في معارك حمص والقلمون والقصير وأطراف دمشق، هو بدؤها العمل على «الخطة ب» طالما أن «الخطة أ» القائمة على استعادة النظام السيطرة على كل سورية وفرض تسوية سياسية بخطوات تجميلية تحافظ على هيكلية النظام الداخلية وتحالفاته الإقليمية، لم تعد واردة. وتقوم الخطة البديلة على إحكام السيطرة على القوس المفيد الممتد من دمشق إلى القلمون وحمص وطرطوس واللاذقية مع إمكان ترك ممر آمن إلى العراق، ما يحقق الأهداف الوظيفية لـ «سورية المفيدة» بالنسبة إلى ايران، وهي: خط إمداد إلى «حزب الله» لتزويده الأوكسيجين العقائدي والدم العسكري، ممر إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط، حديقة خلفية لـ «دولة العراق الإيرانية»، وموطئ قدم في المزارات الشيعية قرب دمشق و «شرعية سنية» في عاصمة الأمويين، إضافة إلى إمكان ترك جبهة الجنوب مفتوحة، للتمسك بـ «خطاب الممانعة» كذخيرة خطابية. ويمكن التفكير أيضاً باحتمال مد خط أنبوب غاز من إيران إلى العراق و «سورية المفيدة» وصولاً إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

 

مناطق نفوذ

ويرمي البدء بتنفيذ الخطة البديلة إلى إغراء الأطراف الإقليمية الأخرى بالبحث عن مناطق نفوذ. أي أن تصبح مناطق شمال سورية في حلب وإدلب ضمن مناطق النفوذ التركي، فيصبح محافظ إدلب أو حلب والياً مستقلاً بعلاقات اقتصادية وبشرية واجتماعية عابرة للحدود في جنوب تركيا. وهنا، لا بأس في أن تكون الفصائل الإسلامية هي الأساسية في المكاسب التي حققتها المعارضة في الأسابيع الأخيرة. أصلاً، هذه الفصائل مقتنعة بإمكان إحياء «الخلافة الإسلامية» التي انتهت بانهيار الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن الماضي. وامتداد هذه الأقاليم شرقاً مرتبط بالوريث القادم بعد «داعش» ومدى إمكان ولادة شيء عقلاني من هذا الجنون. ولم تكن صدفة أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيران جاءت في بداية الشهر الجاري بعد سيطرة المعارضة على مدينة إدلب وقبل سيطرتها على جسر الشغور.

الخطة البديلة، تفتح الباب أيضاً أمام ارتقاء الإدارات الذاتية الكردية الثلاث في شمال سورية وشمالها الشرقي الى حافة الكيان المستقل. ويصبح رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم حاكماً بأمره لهذه المناطق بقوة عسكرية وأمنية واقتصادية على أن تبحث لاحقاً عن علاقات وتعايش مع الكيانات الأخرى.

في الجنوب، تبدو المعادلة أكثر تعقيداً. إلى الآن، يبدو أن «مثلث الجنوب» واقع تحت دائرة النفوذ الأردني واجهة النفوذ الخليجي. وبدا واضحاً أن هناك أولويتين هنا: منع تمدد «داعش» من جهة ومنع استقرار «الحرس الثوري الإيراني» قرب حدود المملكة الأردنية الهاشمية. وإذ نجح مقاتلو «الجبهة الجنوبية» في «الجيش الحر» بصد الهجوم الإيراني وفتحوا معركة ضد المتشددين الإسلاميين، فإنهم يقدمون أوراق اعتماد للنجاح في معارك أوسع ودور أكبر على مستوى سورية، خصوصاً أنهم بقوا متمسكين في خطابهم بحبال الحل الوطني في سورية وبخطاب عقلاني يسعى إلى بقائه خياراً احتياطياً للحل وتطمين الدروز الموجودين على مرمى حجر من أبناء حوران.

مسؤول غربي متابع لتفاصيل ما يجري في سورية، قال إن «انتصارات المعارضة الأخيرة مهمة، لكن طبيعة الفصائل المنتصرة مقلقة في الوقت عينه». وأضاف: «يجب إقناع إيران وروسيا بالحل في أسرع وقت. إذا لم توضع سورية على سكة الحل خلال فترة قريبة من العام ٢٠١٥، يجب أن ننسى الحل السياسي إلى فترة ليست قصيرة».

ما لم يقله هذا المسؤول، أن مصير سورية مرتبط بمصير المنطقة التي تشهد انهيار النظام الإقليمي القديم والصراع لصوغ نظام إقليمي جديد وسط انهيار واضح في المفهوم القديم للدول داخل حدودها وخارجها، وانهيار للدول المركزية والهويات الوطنية وبروز الأقاليم والهويات الصغيرة.

 

إسطنبول :جهود لتوحيد «البندقية الإسلامية» السورية

لندن – ابراهيم حميدي

قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» إن جهوداً تُبذل في إسطنبول جنوب تركيا لتوحيد «البندقية الإسلامية» المعارضة، والتنسيق بين «حركة أحرار الشام» بزعامة هاشم الشيخ و «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، بالتزامن مع اندماج «فيلق الشام» في «أحرار الشام» خلال الساعات المقبلة. ويضع ذلك تحت مظلة واحدة حوالى 70 ألف مقاتل ينتشرون في شمال سورية ووسطها وقرب دمشق التي اندلعت معارك عنيفة أمس في غوطتها الشرقية للسيطرة على خط إمداد للمعارضة، فيما تردَّدت أنباء عن قرب اندلاع معركة القلمون قرب حدود لبنان (للمزيد).

ونُشرَت أمس صُوَر على مواقع التواصل الاجتماعي، جمعت قائد «جيش الإسلام» الذي يتّخذ من غوطة دمشق مقراً له وقائد «أحرار الشام» الذي يتخذ ريف حلب مقراً، مع القائد السابق لـ «صقور الشام» أحمد عيسى الشيخ في إسطنبول، بعد أيام على نشر «جيش الإسلام» فيديو تضمّن عرضاً عسكرياً شاركت فيه مدرّعات وأسلحة ثقيلة لمناسبة تخرج 1700 مقاتل. وأوضحت المصادر أن عيسى الشيخ يبذل جهوداً تدعمها تركيا ودول في المنطقة لوقف التوتر بين علوش والشيخ و «السير نحو توحيد الجهود أو الاندماج»، أسوة بما فعل هو (عيسى الشيخ) عندما قرر دمج «صقور الشام» في «أحرار الشام» تمهيداً لتشكيل «جيش الفتح»، وخوض معركة السيطرة على إدلب في شمال غربي البلاد نهاية الشهر الماضي.

وكتب عيسى الشيخ الذي يتحدّر من جبل الزاوية في إدلب، على حسابه في «تويتر» أمس: «انتظروا ما يثلج صدور قوم مؤمنين ويغيظ الحاسدين الحاقدين»، بعد ساعات من كتابة الشيخ على حسابه أن «حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، شقيقان أمُّهما الثورة السورية وأبوهما الإسلام». كما كتب عضو مجلس شورى «الجبهة الإسلامية» ‏عبدالكريم الكردي أن ليست هناك خطة لـ «الاندماج، لكن خير أكثر من هذا نرجو من الله أن يحرر أرض الشام».

وحصل توتُّر بين «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» على خلفية وجود الأولى في الغوطة الشرقية لدمشق وانضمام مقاتليها إلى «فيلق الرحمن» الأمر الذي رفضه «القضاء الموحّد» في الغوطة بقيادة علوش.

وتسلم الشيخ قيادة «أحرار الشام» بعد اغتيال مؤسسها حسان عبود (أبو عبدالله الحموي) بغارة غامضة في ريف إدلب، قبل بدء التحالف الدولي – العربي ضرباته الجوية الصيف الماضي، علماً أن هذه الفصائل الإسلامية سبق أن عملت تحت مظلة «الجبهة الإسلامية» في أماكن من سورية أو «الجبهة الشامية» في حلب.

وأوضحت المصادر المعارضة أن تركيا وضعت ثقلها لـ «توحيد» الفصيلين، كما فعلت قبل معركة إدلب، ما يُفسّر سفر علوش من غوطة دمشق إلى إسطنبول. وأشارت إلى أن «فيلق الشام» التابع لـ «الإخوان المسلمين» ويضم بين سبعة وتسعة آلاف مقاتل، سينضم إلى «أحرار الشام» خلال ساعات، ضمن خطوات لـ «توحيد بندقية المعارضة الإسلامية». وأوضحت أن هذه الخطوات تعني انضواء حوالى 37- 39 ألف مقاتل من «أحرار الشام» وحوالى 30 ألفاً من «جيش الإسلام» تحت مظلة واحدة. وتوقعت المصادر أن تنعكس الخطوات الجديدة على المعركة المتوقَّعة للسيطرة على مدينة حلب «خلال أسابيع».

ولا يشمل المكوّن الجديد مقاتلي «الجيش الحر» جنوب سورية الذين يبلغ عددهم حوالى 35 ألفاً، أو مقاتلي «جبهة النصرة» الذين يقاتل حوالى 1200 منهم مع «جيش الفتح» في إدلب، بالتزامن مع أنباء عن قرب اندلاع معركة عنيفة في القلمون، إذ بثّت «النصرة» أمس على حسابها في «تويتر» صوراً لمقاتليها يتدرّبون على صواريخ مضادة للدروع قرب حدود لبنان.

واندلعت معارك عنيفة على قرية ميدعا شرق دمشق، بعد شن القوات النظامية السورية هجوماً لإحكام قبضتها على معقل «جيش الإسلام»، بقطعها آخر طرق إمداد المعارضة.

 

تفجير انتحاري يستهدف مسؤولين أمنيين في دمشق

عمان – رويترز

قال مصدر في الجيش السوري أن مهاجماً انتحارياً فجر نفسه اليوم (الإثنين) في حي وسط العاصمة دمشق تقع فيه مجمعات أمنية رئيسة.

وأبلغ المصدر التلفزيون الرسمي أن قوات الأمن قتلت أعضاء «جماعة إرهابية» في حي ركن الدين خلال مطاردة بعد أن فجر انتحاري نفسه.

ولم يفصح المصدر عما إذا كان الهجوم أسفر عن سقوط قتلى لكن أحد السكان قال، إن «الجيش أغلق الشوارع الرئيسة» في ذلك الجزء المزدحم من العاصمة قرب منشآت حكومية وسفارات.

واعتقلت قوات الأمن عشرات الأشخاص بعد أن هز الانفجار الحي السكني والتجاري المزدحم وهو مفترق طرق رئيسي في دمشق يقطنه عدد كبير من الأكراد السوريين. من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «الانفجار أسفر عن إصابة مدير هيئة الإمداد والتموين في الجيش السوري».

وأوضح أن الحي المستهدف يعيش فيه كثير من كبار المسؤولين الأمنيين، والذي يضم أيضاً عدداً من الفروع الرئيسية لأجهزة المخابرات السورية.

وشهد وسط دمشق الذي تسيطر عليه القوات الحكومية ويخضع إلى حماية أمنية مشددة الكثير من التفجيرات خلال الحرب الأهلية التي دخلت عامها الرابع وأودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص. والتفجيرات الانتحارية نادرة لكنّ هجوماً انتحارياً قتل عدة أفراد من الدائرة المقربة للرئيس بشار الأسد في العاصمة في تموز (يوليو) 2012.

 

كيري يتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط الأسبوع الجاري

واشنطن – رويترز

قالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم (الإثنين) أن وزير الخارجية جون كيري سيتوجه إلى السعودية وباريس لمناقشة قضايا الشرق الأوسط الأسبوع الجاري.

وقالت الناطقة باسم الوزارة ميري هارف أن كيري سيزور الرياض الأربعاء والخميس المقبلين للاجتماع مع كبار القادة السعوديين لمناقشة قضايا أمنية إقليمية.

ويتوجه كيري بعد الرياض إلى باريس للاجتماع مع وزراء خارجية دول “مجلس التعاون الخليجي” لمناقشة الأمن وغيره من القضايا الإقليمية. وسيشارك في مراسم إحياء ذكرى انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وسيجتمع مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

 

قوات النظام السوري تعزز قبضتها حول معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية

بيروت – أ ف ب

أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الأحد) أن القوات النظامية السورية عززت قبضتها حول معقل المعارضة المسلحة في منطقة الغوطة الشرقية، بعدما قطعت آخر طرق الإمداد الرئيسة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، ان “النظام قطع آخر الطرق الرئيسة المؤدية إلى الغوطة الشرقية”، مشيراً إلى أن “هذا الطريق الذي يمر عبر قرية ميدعا التي سيطر عليها الجيش النظامي اليوم، يعد آخر خطوط الإمداد الرئيسة الذي كان مقاتلو المعارضة يستخدومونها للتزود بالطعام والتعزيزات في المناطق التي تحاصرها القوات النظامية”.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تحكم سيطرتها على بلدة ميدعا والمزارع المحيطة بها فى غوطة دمشق الشرقية”، موضحاً أنها “تمكنت من اغلاق المعبر الأخير من دوما باتجاه الضمير بريف دمشق”.

واشارت الوكالة إلى أن الجيش السوري “أوقع أعداداً كبيرة من الارهابيين قتلى ومصابين وتطارد فلولهم فى المنطقة”، وعادة ما يستخدم الاعلام الرسمي كلمة “ارهابيين ” للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون النظام السوري منذ اكثر من اربعة سنوات.

وأوضح عبدالرحمن أنه لم يعد في إمكان مقاتلي المعارضة الاعتماد على الطرق الفرعية “الخطرة” للتزود بالطعام والإمدادات العسكرية، مشيراً إلى أن الاشتباكات لا تزال جارية في ميدعا بين القوات النظامية و”جيش الإسلام”، ابرز تكتل للمقاتلين في المنطقة.

وقال الناطق الرسمي باسم التكتل اسلام علوش، في اتصال من تركيا، ان القوات الموالية للنظام “حاولت الدخول الى البلدة” الا ان المقاتلين “نصبوا لهم كميناً”.

وأوضح ان “المعارك لا تزال دائرة، وقد تستخدم القوات النظامية ميدعا للولوج الى الغوطة الشرقية”.

وتضيق القوات النظامية الحصار منذ أكثر من سنتين على الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة.

وتشهد سورية منذ أكثر من أربع سنوات نزاعاً بدأ بتظاهرات سلمية تطالب باسقاط نظام الاسد، وتحول إلى مواجهة مسلحة بعد أشهر.

 

الجيش الأميركي يُحقق في مقتل 52 مدنياً في غارة 7 قتلى، بينهم 4 تلامذة، في قصف لمدرسة في حلب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

أفاد الجيش الأميركي أنه سيحقق في ادعاءات “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 52 مدنياً في غارات للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قرب بلدة كوباني، في اطار حملته الجوية على تنظيم “الدولة الاسلامية”.

وحصلت الغارات الخميس والجمعة على قرية بيرمحلي، وقال الائتلاف الدولي إنه دمر فيها سبعة مواقع لـ”الدولة الاسلامية”، الى احدى الآليات التابعة للتنظيم قرب كوباني، بينما أكد المرصد أن القرية التي تعد سكاناً عرباً وأكراداً لا تضم مواقع لـ”داعش”، وأن الغارات تسببت بمقتل 52 مدنياً بينهم أطفال.

وأمس، قتل سبعة مدنيين على الأقل، بينهم أربعة تلاميذ ومدرّس في غارة للنظام السوري على مدرسة في حلب.

 

أبو سمير الأردني يقود عمليات «داعش»

«معركة القلمون»: استنفارات.. وشائعات!

عبد الله سليمان علي

على وقع الحملات الإعلامية المتبادلة بخصوص معركة القلمون والتهويل بقرب انطلاقها، تشهد جبال القلمون استعدادات متسارعة من كل الأطراف، تحضيراً لمواجهة استحقاق «ذوبان الثلوج» الذي كان قد أعلن عنه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مطلع السنة الحالية.

وكان لافتا للانتباه في الساعات الأخيرة أن ماكينة إعلامية حاولت ضخ شائعات ومعلومات عن سير المعارك و «الانسحابات» و «الممرات الآمنة»، وذلك خلافا للوقائع الميدانية، إذ إن «حزب الله» يواصل عملية الحشد وفي الوقت نفسه، أكدت قيادته أن توقيت العملية «سيكون قريبا جدا جدا ومرتبطا بمدى الجهوزية وبمعطيات الميدان وليس بأي توقيت سياسي أو ميداني آخر».

ووفق مصادر ميدانية، فإن «جبهة النصرة»، أخلت مواقعها في عدد من التلال الصعبة إما تكتيكيا وإما لانتفاء القدرة في الدفاع عنها وبالتالي تفادي تقديم أثمان باهظة في أية مواجهة محتملة.

في هذه الأثناء، كان لظهور أبو سمير الأردني، القائد العسكري العام السابق لـ «جبهة النصرة» بعد مضي حوالي عام ونصف العام على اختفائه المفاجئ، دلالات كثيرة قد لا تخلو من التأثير في معركة القلمون نفسها.

وبرغم الزخم المعنوي الكبير الذي حصلت عليه «جبهة النصرة» بعد سيطرتها على كل من إدلب وجسر الشغور في شمال سوريا في الأسابيع الماضية، وما يفرضه ذلك من استعداد لديها لخوض أي معركة لاستثمار هذا الزخم وترجمته إلى تقدم على الأرض، إلا أن «النصرة» لا ترغب في خوض معركة القلمون، أو على الأقل لا ترى أن موعد انطلاقها في هذا التوقيت يناسبها.

وبحسب مصدر مقرب من «النصرة»، فإن «معركة القلمون ترتبط أكثر بالأحداث التي تجري في القلمون الشرقي، على امتداد البادية السورية وصولاً إلى محافظتي درعا والقنيطرة في الجنوب، أما الشمال فإن انعكاسه على القلمون يكاد يكون معدوماً لبعد المسافة وعدم وجود تواصل جغرافي متين».

ويقول المصدر نفسه لـ «السفير» إن «المواجهات التي تخوضها جبهة النصرة ضد تنظيم «داعش» في القلمون الشرقي وبادية حمص وفي محافظتي درعا والقنيطرة تشكل عبئاً كبيراً على كاهلها»، وبالتالي «من الطبيعي ألا ترغب في مواجهة حزب الله والجيش السوري في معركة لها أهمية معركة القلمون، في ظل هذه الأعباء التي ستمنعها من خوض المعركة بالمستوى الذي ترغب به».

 

وعلمت «السفير» أن من يقود عمليات «داعش» في القلمون الشرقي هو أبو سمير الأردني، الذي كان يشغل منصب القائد العسكري العام لـ «النصرة»، قبل أن يقرر الانشقاق عنها ويبايع زعيم «الدولة الإسلامية» أبي بكر البغدادي.

ويعتبر هذا الظهور الأول للأردني منذ انشقاقه عن «النصرة» قبل عام ونصف العام، حيث آثر آنذاك الابتعاد عن الأنظار لأسباب عدة، قد يكون على رأسها خوفه من انتقام «النصرة» لتخليه عنها.

ومن المعروف أن الأردني هو نفسه أبو أنس الصحابة، الذي تربطه مع «أمير النصرة» في الجنوب السوري أبو جليبيب الأردني علاقة قوية تعود إلى سنوات عدة قبل الأزمة السورية، حيث كانا من أبرز قادة التيار السلفي الأردني من جيل الشباب، ولعبا دوراً كبيراً في تحريض أتباع التيار على الذهاب إلى سوريا للانضمام إلى القتال.

وتشير المعلومات إلى أن أبا سمير يشغل منصباً قيادياً في «داعش» تشمل صلاحياته عموم المنطقة الجنوبية، وبالتالي فإن بصمته واضحة في الأحداث التي شهدتها مؤخراً المحافظات الثلاث: ريف دمشق ودرعا والقنيطرة، سواء لجهة «البيعات» التي حصل عليها من بعض الفصائل المسلحة، سراً أو علناً، نظراً لما يعرف عنه من قوة تأثير وإقناع، أو لجهة الاقتتال الدائر منذ أيام عدة في ريفي القنيطرة ودرعا، حيث يعتبر الأردني العقل المدبر لتسلل «الدولة الإسلامية» إلى عقر دار «إمارة» صديقه القديم أبو جليبيب.

ومما لا شك فيه أن «النصرة» لا تستطيع تجاهل هذا الظهور العلني، بسبب ما تعرفه من إمكانات قائدها العسكري السابق الذي يعتبر المهندس الفعلي لأبرز عملياتها في السنوات الماضية، مثل «غزوة الأركان» في العام 2012، وبالتالي تعتبره خطراً محدقاً تنبغي مواجهته بأسرع وقت وبأي ثمن قبل أن ينجح في إحداث اختراق في صفوفها في المنطقة الجنوبية، خصوصاً في ريف دمشق والقلمون الغربي حيث شغل أبو سمير منصب «أمير جبهة النصرة في دمشق» وتربطه علاقات واسعة مع غالبية قادتها هناك.

وقد فرضت هذه التطورات على الجبهة الجنوبية نفسها على «جبهة النصرة» التي وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه، فهي مضطرة إلى الاستعداد لخوض معركة القلمون في حال فرضت عليها، خاصة أنها كانت من أوائل من هدد بها انتقاماً من دور «حزب الله» بحسب أدبياتها، لكنها في الوقت ذاته تعتبر مواجهة خطر تمدد «داعش» أولوية لا يمكن تأجيلها، لذلك جاءت مواقفها متضاربة نوعاً ما. فمن جهة نشرت صوراً على حساب «مراسل القلمون» على «تويتر» تظهر استعدادها لخوض المعركة، مثل صور تخريج دفعة من مقاتليها من أحد معسكرات القلمون، وصور للتدرب على إطلاق صواريخ مضادة للدروع، منها صواريخ «تاو» الأميركية الصنع التي تؤكد المعلومات أنها وصلت خصيصاً إلى «جبهة النصرة» وليست من التي اغتنمتها من «جبهة ثوار سوريا» التي تبين أنها مشفرة، ولم تصل «جبهة النصرة» إلى فك شيفرتها بما يمكنها من استخدامها، وكذلك صوراً لبعض القطع الثقيلة التي قالت «النصرة» إنها استولت عليها من الجيش اللبناني، وهددت باستخدامها في استعادة السيطرة على «قرى الرافضة».

ومن جهة أخرى، كشف تهديد «جبهة النصرة» بإعدام المخطوفين العسكريين في حال إطلاق معركة القلمون أنها تحاول وضع عوائق لمنع إطلاق المعركة التي لا ترغب بخوضها، أو على الأقل تأجيلها إلى وقت أكثر ملاءمة لها، بحيث تكون تخلصت من تهديد «داعش» لها. وما يعزز من ذلك الاشتباكات التي حصلت صباح أمس بين مجموعة من «النصرة» وأخرى من «الدولة الإسلامية» في القلمون الغربي بسبب رفض حاجز تابع لـ «داعش» مرور عناصر «جبهة النصرة» قبل إخضاعهم للتفتيش ما أدّى إلى تبادل إطلاق الرصاص بين المجموعتين، وهو ما يشير إلى استمرار حالة التوتر بين الطرفين، ويجعل «جبهة النصرة» تفكر مرة بعد أخرى في ضرورة حماية ظهرها قبل أن تقرر خوض معركة القلمون.

من جهة أخرى، تواصلت المساعي لدى بعض الفصائل في القلمون للتوحد والاندماج على غرار «جيش الفتح» في الشمال السوري، وفي هذا السياق تم إطلاق مبادرة «تجمع واعتصموا» التي انضم إليها كل من «لواء الغرباء» و «السيف العمري و «رجال القلمون» و «نسور دمشق». وبحسب مصادر من داخل التجمع فإنه من المتوقع أن يكون خطوة أولى نحو تشكيل «جيش الفتح في القلمون» بحيث تنضم إليه في ما بعد كل من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «جيش الاسلام».

 

سوريا: برميل متفجر على روضة أطفال في حلب يقتل 10 أشخاص

طائرات الاسد تقصف إدلب بقنابل فراغية تحتوي غاز الكلور

عواصم ـ وكالات: لقي 10 أشخاص مصرعهم، أمس الأحد، جراء إلقاء مروحية تابعة للنظام السوري برميلا متفجرا على روضة أطفال في مـحافظة حلب شمالي سوريا.

وقال مسؤولون في مستشفى ميداني بحلب، إن مروحية تابعة للنظام السوري ألقت برميلا متفجرا على روضة أطفال في منطقة «صلاح الدين» التي تسيطر عليها قوات المعارضة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، منهم 6 أطفال، و4 معلمين، وإصابة 18 آخرين بجراح، حالة 8 منهم حرجة.

وأفاد مروان سالم، ناشط إعلامي من منطقة صلاح الدين، أن الروضة تهدمت بالكامل، وأن فرق الدفاع المدني تعمل على انتشال أشخاص لا يزالون تحت الأنقاض، مشيرًا إلى أن أهالي المنطقة يساعدون الفرق على انتشال المصابين.

جاء ذلك فيما قصفت طائرات تابعة لجيش النظام السوري، بلدة سراقب بولاية إدلب الواقعة شمالي البلاد، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، بقنابل فراغية تحتوي على غاز الكلور.

وأفاد بيان صادر عن الهيئة العامة للثورة السورية، أن القصف تسبب في إصابة 40 شخصا تأثروا بسبب استنشاقهم غاز الكلور، وأن المصابين نقلوا إلى المستشفيات الميدانية القربية.

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجه، قال الخميس الماضي، إن النظام السوري يواصل استخدام غاز الكلور رغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي يمنع استعمال الأسلحة الكيميائية، داعيا المجلس الدولي إلى القيام بخطوات ملمـــوسة بهذا الشأن.

 

ممثل سوري شهير يقبل حذاء أحد جنود بشار الأسد

دمشق ـ تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “تويتر”، صورة للممثل السوري الشهير “زهير عبد الكريم”، وهو يرتمي بين قدمي أحد جنود الطاغية “بشار الأسد” يقبل حذائه. وذلك بعد أيام قليلة من خروج الممثلة “كوثر البشراوي” لتقبل حذاء جندي آخر على الهواء مباشرة وكأنه أحد عشاقها وفق موقع (بوابة القاهرة).

 

متلازمة “البوط العسكري” مرض جديد حطّ رحاله بين جموع المؤيدين لنظام الأسد، ليصبح  “الحذاء العسكري” مثلاً أعلى تكتب فيه الأشعار ويغينه المغنون؛ وتبنى له الصُرُح والنصب التذكارية؛ ليختزل نظام الأسد سوريا في هذا الحذاء.

 

ويقول الإعلامي السوري أبو آدم الحلبي: “متلازمة الحذاء العسكري” ليست حالةً فرديّة بل إنه مرضٌ استشرى بين “قطعان” المؤيدين؛  نظام الأسد لم يجد طريقة يُذلُّ بها مؤيديه أفضل من إجبارهم على لعق الحذاء العسكري وتعظيمه وتمجيده.

 

ويؤكد الحلبي “أنّ مستوى الانحطاط الذي وصل له نظام الأسد ومؤيديه لم تسبقهم لها أيًّ من أمم الأرض؛ ويستشهد الحلبي على كلامه هذا بأنّ دولة كأمريكا مثلاً بنت تمثالاً للحرية؛ يُعدّ الأعظم في العالم كمثال على الحرية التي يجب أن يتمتع بها الإنسان؛ فيما ذهب مؤيدو الأسد للمطالبة ببناء تمثال للحذاء العسكري مثل تمثال الحرية، وهذا الكلام ليس إفتراءً؛ حيث يستطيع المُتابع لصفحاتهم أن يُشاهد آلاف المطالبين بهذا التمثال ليكون منافساً لتمثال الحرية الأمريكي!” على حد قوله.

 

ملك الأردن: النظام السوري قصف الجميع إلا «الدولة الإسلامية» لإظهار طرف أسوأ منه

قال إن معضلة العراق لن تحلّ إلا بمعالجة مشاكل السنّة

عمان ـ «القدس العربي»: قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن النظام السوري لم يستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» في بداية تشكله على الأراضي السورية، معتبرا أن بين التفسيرات لذلك رغبته في إظهار قوة أسوأ منه في ظل الموقف الدولي المناهض لدمشق.

وقال العاهل الأردني في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية، ردا على سؤال حول مصدر داعـــش وكيفـــية تأسيسها «هذا هو السؤال الجوهري. أعني أن هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك.

لكن لا توجد إجابة واحدة محددة. من وجهة نظر الأردن، فقد رأينا عصابة داعش قبل عامين تقريبا تتشكل في الرقة، في شمال سوريا، والتي تعد مقرها الرئيسي».

وتابع بالقول «ما كان مثيرا للاهتمام أنه بينما كانت تتشكل وتقوى، لم يتعرض لها أحد، فالنظام كان يقصف الجميع إلا داعش، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب. لماذا كان يسمح لهم بتعزيز وجودهم؟ كان أحد التفسيرات بشكل واضح أنه بوجود إدانة دولية للنظام، فقد كان هناك من يسعى إلى إيجاد طرف أســوأ منه في منظوره، بحيث يميل الرأي العام إلى النظام، وقد نجحوا في ذلك».

وعن الطرق الواجب اتباعها سياسيا وعسكريا لمواجهة داعش، قال الملك عبد الله الثاني «من منظور عسكري تكتيكي، يجب متابعة تطور الهجمات داخل العراق، ولكن مرة أخرى فالقضية الأساسية هي كيف يتم دعم الأكراد بشكل صحيح لأن ذلك في غاية الأهمية، وكيف يمكننا التواصل مع جميع المكونات السنية وأن نشعرهم بأن لهم مستقبلا».

وأضاف «إن أخفقنا في إيجاد حل لمعضلة مستقبل السنة السياسي في العراق، سوف يتوصلون لاستنتاج مفاده أنه ما الفرق بين بغداد وداعش؟ إن لم نجد حلا يعالج مستقبل السنة الذين هم جزء من مستقبل العراق، لن تحل معضلة العراق أبدا. وآمل أن يفهم أصدقاؤنا وخصوصا الولايات المتحدة هذه الجزئية المهمة».

 

عازف بيانو فلسطيني في مخيم اليرموك يقيم حفلا يُبث للأردن عبر «سكايب»

عمان ـ رويترز: أذاق عازف بيانو فلسطيني مقيم في مخيم اليرموك على مشارف العاصمة السورية دمشق جمهوره في الأردن طعم الحياة في المخيم المحاصر، من خلال حفل بثه لهم مباشرة عبر سكايب يوم الجمعة (أول أيار/ مايو).

يعمل عازف البيانو أيهم أحمد – وهو أب لطفلين – معلما للموسيقى، ويجد سلواه في عزف البيانو وسط الصراع اليومي الذي يستعر في المخيم المحاصر والذي يتعرض لقصف بشكل متكرر وبالتالي سقوط ضحايا.

ويقول أحمد إن موسيقاه وسيلة لتصوير معاناتهم وكفاحهم للعالم الخارجي.

وأضاف «الفكرة من بث الحفلة أن يسمعوا صوت المخيم الموجوع. يسمعوا صوت أَنَات أهل المخيم التي كنا نغني فيها (كرتونة جننتينا) وأغاني الكرتونة المتعددة وأُغنية (نسيت اسمي) والأغاني التي تتحدث عن الوضع الفلسطيني الموجود هنا في المخيم. والوضع بشكل عام مقرف.»

وبسبب ضعف خدمة الإنترنت في مخيم اليرموك فإن البث المباشر لحفل أيهم أحمد تعرض للانقطاع أكثر من مرة، لكن لإصراره على توصيل رسالته لجمهوره في عمان بث أغنيتين من فوق سطح منزله حيث عادة ما تكون إشارة الإنترنت أقوى.

وقال أيهم أحمد «حفلاتي هي شيء شخصي بيني وبين المتلقي. يعني المتلقي يكون حفلة سكايب في أكثر من دولة. هنا لا أحد يعرف أنني أعمل حفلة سكايب. فالموسيقى حرام وخطرة. وضع سيىء جدا يعني. أنا تعرضت لحالة حرق الآلات من فترة قريبة ما صار لها 15 يوم يعني ومليح اني طلعت من الأزمة.»

وقالت امرأة من الجمهور الذي استمتع بحفل أيهم في عمان وتُدعى سجود العزة إنها تأثرت كثيرا بالموسيقى.

أضافت «الموسيقى أسرع شيء ممكن أن يصل إلى الإنسان. أنا بصراحة تأثرت كثيرا لأنه يحاول يوصل رسالة عن طريق الأغنية. لما حكى عن الكراتين اللي بتوصل. يعني هذا أقل شيء يعني حق. أقل حق من حقوقهم «بيتمرمطوا» عشان يحصلوا على هذه الكرتونة وهي ليست حصتهم يعني في الآخر يحصلون على الحد الأدنى. شيء مؤثر وحلو كثيرا انه أوصل الرسالة بطريقة خاصة. هي أغنية بسيطة لكن هو لخَص فيها معاناته ووصلت لكل الناس.»

وأُقيم مخيم اليرموك في عام 1957 لإيواء لاجئين فلسطينيين لكنه تحول إلى رمز لمحنة اللاجئين الفلسطينيين في الصراع السوري منذ فرضت عليه القوات السورية حصارا في عام 2013.

وكان المخيم يؤوي زهاء 160 ألفا من اللاجئين الفلسطينيين والسكان السوريين قبل تفجر الصراع السوري في عام 2011.

وقالت الحكومة السورية في الآونة الأخيرة إن ستة آلاف شخص فقط يقيمون في المخيم حاليا، بينما قالت اللجنة الدولية للصلييب الأحمر إن نحو 18 ألفا لا يزالون بالمخيم المنكوب.

 

خسائر الأسد الأخيرة فرصة لتغييره… وعلى أوباما تشكيل استراتيجية تمنع الجهاديين من ملء الفراغ

البنتاغون قدم خريطة مضللة عن خسائر التنظيم… والجهاديون يحتفظون بالزخم وسط العراق

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي»: منذ فترة تتنشر شائعات حول صحة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي الذي قال تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» إن البغدادي أصيب في غارة جوية قرب قرية البعاج التي تبعد 90 ميلا عن مدينة الموصل، معقل التنظيم.

وقال التقرير إن طائرات التحالف قامت باستهداف موكب من 3 سيارات كان فيه البغدادي حيث أصيب هو وقتل ثلاثة من مرافقيه.

ونشرت مجلة «نيوزويك» بعد ذلك تقريرا حول نقل القيادة من البغدادي الذي لم يعد قادرا على إدارة العمليات إلى نائبه أبو علاء العفري أو الحاج أمان.

وهو أستاذ سابق للفيزياء درس في بلدة تلعفر التي ينحدر منها. وهو من القادة الموثوقين في التنظيم وعمل مع زعيم الدولة الإسلامية في العراق أبو عمر البغدادي قبل مقتله.

وقد أصبح العفري من القادة البارزين في التنظيم وصلة الوصل بين البغدادي وأمراء الولايات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

ورغم تكذيب وزارة الدفاع الأمريكية التقارير ونفيها إصابة البغدادي إلا أن صحيفة «الغارديان» عادت يوم الجمعة (1/5/2015) ونقلت عن مصدرين قال مراسل الصحيفة من إربيل مارتن شولوف إنهما يعرفان ما يجري في داخل تنظيم الدولة.

وقالا إن أبو بكر البغدادي يتلقى العلاج على يد جراح ومتخصصة في الأشعة يعملان في مستشفى الموصل حيث يسافران يوميا إلى مخبأ البغدادي لعلاجه من إصابة في عموده الفقري مما يعني أنه سيعاني من شلل دائم.

 

قد لا يتمكن

وذكرت صحيفة «دايلي تلغراف» في عدد السبت (2/5/2015) أن البغدادي قد لا يتمكن من قيادة التنظيم مرة أخرى واستندت في تحليلها على تصريحات مستشار للحكومة العراقية، هشام الهاشمي الذي وصف العفري بالشخصية الذكية والقوية وقال إنه «آٌقوى رجل في داعش بعد البغدادي».

وأضاف أن «إصابة البغدادي لم تؤثر على العمليات ولكن استبدال البغدادي قد تعني بداية خلافات بين المقاتلين الأجانب والعراقيين».

ولم يظهر البغدادي الحريص على أمنه الشخصي سوى مرة واحدة في الجامع النوري في مدينة الموصل حيث أعلن عن نفسه خليفة للمسلمين.

ومن هنا يثور تساؤل حول أثر غيابه الطويل عن الحركة. فقد كان البغدادي الشخصية المحورية التي اسهمت في تحويل تنظيم كان ضعيفا وهامشيا لا يتعدى أفراده المئات إلى حركة ضاربة سيطرت على مناطق شاسعة من الأراضي وتحكم باسم ما تعرف بالخلافة أكثر من 6 ملايين نسمة، حيث قام أبو بكر البغدادي بإلغاء الحدود بين سوريا والعراق.

ويقول أيمن التميمي الباحث في منبر الشرق الأوسط «أكبر الخطوات الإستراتيجية كانت من تخطيط البغدادي حتى لو قدم البعض المساعدة في التفاصيل».

وهناك بعض التقارير تقول إن العفري منفتح على المصالحة بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة السورية الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا والتي تقود جماعات المعارضة السورية في حملة مكاسب ضد النظام السوري لبشار الأسد في الأونة الأخيرة.

وكان آخر بيان يحمل توقيع أبو بكر البغدادي قد صدر الأسبوع الماضي ودعا البغدادي فيه الجهاديين لإرسال تعزيزات للقتال على الجبهات العراقية في محافظتي صلاح الدين والأنبار. وفي تقرير لصحيفة «صانداي تلغراف» حلل فيه ديفيد بلير أثر غياب البغدادي على التنظيم الذي لن يتأثر بغياب الزعيم المصاب حسب البروفسور توبي دودج، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بمدرسة لندن للاقتصاد- جامعة لندن الذي قال إن «تماسك المنظمة لا يعتمد عليه».

وأضاف أن «البغدادي هو واحد من قيادة جماعية ويقف وراءه عدد من الرموز الذين يملكون بلا شك تجربة في الاستخبارات والعنف». فقيادة التنظيم تضم قيادات مجربة عملت في الجيش العراقي السابق وفي الأجهزة الأمنية التابعة لنظام صدام حسين.

ومن هنا فالتنظيم هو عبارة عن تحالف بين من نجا من قادة البعث والجيل الجديد من القادة الجهاديين المتحمسين ويشتركون معا في هدف وهو الإطاحة بالحكومة الشيعية في بغداد والتي يرون فيها دمية بيد إيران.

ولهذا يعبر تنظيم الدولة عن التهميش الذي تعرض له العرب السنة منذ الغزو الأمريكي عام 2003.

وعليه فموت البغدادي أو شلله لن يغير من الواقع. ويقول دودج إن «المنظمة نفسها هي صورة عن المظالم التي ظهرت في الدولة العراقية منذ عام 2003 والتي تقوم بشكل منظم باضطهاد وتهميش السنة».

وسيواصل تنظيم الدولة مشواره ولكنه قد يضعف بخسارة البغدادي خاصة أن القليل يعرف عن العفري. وهناك إمكانية لانهيار الحلف البراغماتي/المصلحي بين البعث والإسلاميين مما قد يؤدي إلى انقسام داخل قيادة التنظيم وهو ما كانت تسعى إليه الأجهزة الأمنية الغربية. ويشير بلير إلى أن الحملات التي قامت بها الحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية المدعومة من طيران التحالف قد نجحت في إخراج التنظيم من آلاف الأميال وكانت مدينة تكريت هي آخر خسائره. إضافة لخسائره في بلدة عين العرب/كوباني.

وفي الوقت نفسه نجحت القوات الكردية بمحاصرة المناطق شمال الموصل وقطع طرق الإمدادات عنها القادمة من سوريا.

وفي حالة فرض حصار كامل على الموصل فقد يفتح الطريق أمام السيطرة عليها. واستطاع تنظيم الدولة الحفاظ على زخم الحرب في وادي الفرات من خلال الهجوم على مدينة الرمادي لكن السكان وأبناء القبائل قاتلوا ووجدت وحدات التنظيم نفسها في مواجهة حرب استنزاف لا يمكن الفوز بها.

ويرى الكاتب أن تنظيم الدولة قد تجاوز منحى الذروة في القوة ويواجه انحدارا بطيئا. وفي حالة خرج البغدادي من المشهد فخروجه سيترافق مع ذروة الحركة التي ساهم في بنائها. ويقول بلير إن الحكومة العراقية ومصادر أخرى باتت متأكدة من عدم قيادة البغدادي للتنظيم في حملات جديدة حيث يرقد على سرير العلاج في مكان سري. ومن هنا فشلل البغدادي قد يجعل من نقل السلطات داخل التنظيم دائمة.

وعندها سيخسر الجهاديون قيادة محنكة وماهرة جعلت من البغدادي المطلوب الأول في العالم ورصدت الولايات المتحدة 10 ملايين لمن يقتله أو يخبر عنه.

 

من السجن للقيادة

ويقول بلير إن البغدادي «قاتل بأسنانه وأظافره» منذ الإفراج عنه من معسكر بوكا في جنوب العراق عام 2004 حيث اعتقله الأمريكيون. ولهذا فالبغدادي هو النسخة الإرهابية التي نجت من محرقة الأمريكيين، خاصة بعد زيادة القوات الأمريكية بـ 3.000 جندي في الفترة ما بين 2007- 2008 والتي لم ينج منها إلا الأقوياء حسب نظرية داروين التي تقول إن البقاء للأصلح «نظرية الانتقاء الطبيعي».

وقد خرج البغدادي البالغ من العمر 44 من المحرقة لكي يقود تنظيم القاعدة في العراق عام 2010 واستغل الحرب الأهلية السورية التي ساعدته تحويل التنظيم إلى دولة. ففي عام 2013 سيطر على حقول النفط في شرق سوريا حيث استخدم هذه المصادر لكي يملأ خزينة الحرب وأصبح تنظيم الدولة نتيجة لهذا أغنى منظمة إرهابية في العالم.

وتحول التنظيم بعد الموصل إلى بوتقة للجهاد العالمي حيث جلب إليه أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب ومنهم الجهادي المعروف بجون أو محمد إموازي الذي ذبح الرهائن الأجانب.

 

هل يتراجع

وقد ترافقت الشائعات حول إصابة البغدادي الخطيرة مع التطورات الميدانية وتأكيد العسكريين الأمريكيين خسارة التنظيم ربع مناطقه.

وفي هذا السياق يتساءل باتريك كوكبيرن في تقرير له في صحيفة «إندبندنت أون صانداي» وجاء فيه إن الخريطة التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية حول خسارة التنظيم 25% من أراضيه ما هي إلا صورة عن التمنيات. ولم تفت الخريطة عن العين الحادة للصحافيين الذين لاحظوا أنها شطبت الجانب السوري في التنظيم.

ففي الوقت الذي يخسر المقاتلون بلدات وقرى حول بغداد إلا أنهم كانوا يتقدمون حول العاصمة السورية دمشق.

ويقول إن البنتاغون أحرج نفسه بنشر الخريطة لكنه استطاع إقناع معظم وسائل الإعلام نشر الخريطة كدليل على نجاح الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة ونجاح حلفائها الأكراد في الشمال والحكومة العراقية.

فقد كانت استعادة تكريت بعد شهر من القتال دليلا على قدرة الحكومة العراقية على هزيمة التنظيم وإمكانية استعادة الأنبار والموصل في قابل الأيام.

ويتساءل عن حقيقة ما نشرته البنتاغون وإن كان أخبارا سارة، مشيرا إلى أن تكريت لم تستعد إلا بعد قتال طويل ومساهمة من قوات الحشد الشعبي (20.000 عنصر) ولم تكن من عمل القوات العراقية التي أسهمت بـ 3.000 جندي.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارتن ديمبسي إن كل هذه القوات واجهت مئات من الجهاديين الذين وضعهم تنظيم الدولة للدفاع عن تكريت. ورغم النبرة الانتصارية في العراق وخارجه والتحضير لحملة الأنبار وربما استعادة الموصل في نهاية العام إلا ان تنظيم الدولة هاجم مصفاة بيجي، الأكبر في العراق وشن هجوما على الرمادي عاصمة الأنبار مظهرا قدراته على المبادرة.

وحتى يوم الخميس كان المقاتلون التابعون للتنظيم قد سيطروا على 36 كيلومترا من المصفاة. ولم يتبق سوى جيوب صغيرة من المقاومة فيها ونقل عن ضابط شرطة عراقي في المصفاة قوله لم يتبق لدينا سوى القليل من الطعام والذخيرة ولا يمكننا مواجهة القناصة والانتحاريين والصواريخ»، مضيفا «كلنا نفكر في الانتحار».

وما تظهره الجولة الجديدة من القتال هو أن تنظيم الدولة لا يزال يحتفظ بقدراته على شن هجمات في مناطق واسعة في الوقت الذي يرسل فيه الجيش العراقي وحدات من قوات النخبة لمواجهة سلسلة من الأزمات.

ونقل عن مصدر في بغداد قوله إن القوات المستخدمة لا تتعدى 5 كتائب أو ما يقرب من 15.000 جندي.

وهناك تقارير تقدر عددا أقل لا يتجاوز 5.000 جندي الذين تم اختيارهم من «الكتيبة الذهبية». فعندما تستطيع قوات النخبة هذه مواجهة وصد تنظيم الدولة فإنه لا توجد قوات نظامية للحفاظ على المناطق والدفاع عنها. ويرى أن الجيش العراقي المفترض أنه درب من جديد لم يحقق الانتصار على تنظيم الدولة وهو ما يترك آثارا على العراق والمنطقة بشكل عام.

ويضع الفشل في الوقت نفسه ضغوطا على الحكومة العراقية التي أرسلت قوات الحشد الشعبي- ميليشيات إلى مناطق الأنبار السنية.

ونقل عن ضابط عراقي يقاتل في الأنبار «نواجه ضغوطا كبيرة»، «فنحن وسط حرب استنزاف لا يستفيد منها سوى تنظيم الدولة الإسلامية» حيث قال إن الجهاديين «في كل مكان».

ويعتقد كوكبيرن أن إرسال الميليشيات الشيعية الى قلب المناطق السنية يخلق معضلة لأمريكا التي أكدت على ضرورة سيطرة الدولة على هذه القوى الموجهة من ضباط إيرانيين. وكانت واشنطن تأمل بتكرار تجربة الصحوات في الفترة ما بين 2006-2008 ولكن لا حيلة لها خاصة ان قواتها انسحبت من العراق عام 2011. وأثبت تنظيم الدولة قدرة على سحق كل من يعارضه من القبائل السنية فيما تعمق الحقد والكراهية الطائفية. فقد وجد 90.000 من اللاجئين الفارين من الرمادي صعوبة في دخول العاصمة بغداد للشك بهم. ويلخص مصيرهم الحالة التي وصل إليها العراق.

ويرى كوكبيرن أن فشل الإستراتيجية الأمريكية خلال الـ10 أشهر الماضية لهزيمة تنظيم الدولة نابعة من أنها لا تريد دعم القوى التي تواجه الجهاديين، ففي العراق هناك الميليشيات المدعومة من إيران، وفي سوريا هناك الحكومة السورية. كل هذا خفف الضغط على التنظييم في سوريا وأعطى البغدادي الفرصة لنقل قوات من حلب إلى العراق.

ويقول الكاتب إن التعلل بالأماني ليس حكرا على القوى الغربية بل والحكومة العراقية التي تصدق دعايتها. ففي الصيف الماضي صدق القادة الشيعة في العراق أنهم ضحية لمؤامرة كردية – داعشية.

ولكنهم لم يكذبوا أنفسهم إلا عندما أصبح الأكراد الضحية الثانية لتنظيم الدولة. ويقول إن الخريطة المضللة للبنتاغون تثبت أن التفاؤل المزيف لا يزال يسيطر على تفكير وأفعال القوى الخارجية في العراق وسوريا وبقية الشرق الأوسط.

وهو التفكير نفسه الذي أظهره باراك أوباما عندما قال العام الماضي إن تنظيم الدولة لا يمثل أي شيء فأفعاله مثل فريق كرة سلة لا تؤثر كثيرا.

 

تحولات في سوريا

 

ومع ذلك فالنظام السوري لا يمكن اعتباره القوة الفاعلة ضد تنظيم الدولة وبقية الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة بعد سلسلة النكسات التي تعرضت لها قواته.

ولهذا ترى صحيفة «واشنطن بوست» أن الريح بدأت تلعب ضد النظام بعد عامين ساد فيه الساحة بسبب الدعم الإيراني والأساليب الوحشية التي اتبعها مثل رمي البراميل المتفجرة المحشوة بغاز الكلور على مناطق المدنيين.

وأشارت افتتاحية الصحيفة إلى مكاسب المعارضة في شمال وشرق البلاد.

واعتبرت مراسلة الصحيفة ليز سلاي أن التراجعات هي دليل على وجود انقسام داخل النظام السوري الذي حافظ على تماسكه طوال السنوات الأربع الماضية.

وترى أن التغيير في زخم المعركة قد يعطي الولايات المتحدة فرصة تغيير النظام الذي دعمته إدارة باراك أوباما قبل 4 اعوام. لكن تحركا في هذا الاتجاه قد يؤدي إلى كارثة حيث سيتم استبداله بقوات الجهاديين من تنظيم الدولة والقاعدة.

وخلافا لكل هذا فالتطورات الجديدة تدعو الولايات المتحدة لبناء استراتيجية أكثر تماسكا. وتنعى الصحيفة على الولايات المتحدة غياب الإستراتيجية منذ انهيار محادثات جنيف قبل أكثر من عام.

ورغم دعم البنتاغون لبرنامج تدريب المعارضة السورية إلا أن الطيران الأمريكي لا يقدم الدعم لها حالة تعرضها لهجوم من قوات الأسد.

وتتهم الصحيفة باراك أوباما برفضه دعم إنشاء مناطق آمنة يمكن من خلالها للمقاتلين التنظيم والتدريب كما ويغض النظر عن عودة النظام لاستخدام السلاح الكيماوئي.

وبسبب ضعف الدعم الأمريكي انشق عدد من مقاتلي المعارضة إلى الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة. أما التطور الآخر فهو قرار السعودية التي تتعاون مع تركيا لتقديم الدعم لجماعات المعارضة بدلا من الإعتماد على القيادة الأمريكية. وتضيف أن الجماعات المقاتلة التي حققت المكاسب بقيادة النصرة تؤكد أنها لن تطبق قوانينها على المناطق التي سيطرت عليها لكن القوة الجديدة تمثل بديلا بغيضا للغالبية السورية والغرب.

ورغم استبعاد الكثير من الخبراء نهاية قريبة للنظام السوري إلا ان ساحة الحرب تتحرك بطريقتها. وهذا يدعو إلى بديل يوثق بها.

وتعتقد أن فشل الولايات المتحدة في جهودها هي عدم قدرة المعارضة المدنية على بناء قاعدة قوة لها داخل سوريا. لكل هذا هناك حاجة لدعم إقامة منطقة عازلة وتعزيز جهود تدريب المعارضة.

فالتدخل في سوريا ليس مطلوبا ولكن على واشنطن البحث عن حل مقبول لها. واستمرار الولايات المتحدة في رفض التدخل سيؤدي إلى خسارة الأسد وتوسع الإرهابيين.

 

سوريا: زهران علوش متحالفاً مع خصوم الأمس يلوح بمفاجأة… فما هي؟

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي» قبل أشهر غير بعيدة، طحن زهران علوش خصومه من جيش الأمة ونفذ بهم إعدامات ميدانية في مدينة دوما في ريف دمشق، حوّلهم إلى أثر بعد عين، ولاحق قادة جيش الأمة جميعهم وقتلهم، مَن بقي على قيد الحياة من هذا الجيش انضم إلى زهران علوش وبعضهم استسلم ولجأ لقوات الجيش السوري. الرجل الذي يشكل «العلامة الفارقة» في «الثورة السورية» يصفه بعض المراقبين بأنه رجل التحالفات الغامضة وغير المتوّقعة في الجغرافيا السورية. يتهمونه بالسلطوية والديكتاتورية واحتكار السلطة، وباللجوء للدموية المفرطة مع خصومه من التنظيمات المسلحة الأخرى لمجرد الخلاف معهم.

تقول المعلومات إنه وبعد اجتماع تحالفي جرى بين زهران علوش زعيم تنظيم جيش الإسلام زعيم حركة أحرار الشام الإسلامية أبو جابر الشيخ، وزعيم ألوية صقور الشام أبو عيسى الشيخ، خرج أبو جابر وأبو عيسى كلٌّ إلى حسابه على «تويتر» ليغرد الأول قائلاً: جيش الإسلام وأحرار الشام، شقيقان أمهما الثورة وأبوهم الإسلام، بينما غرد أبو عيسى الشيخ قائلاً: انتظروا ما يثلج صدور قوم مؤمنين، ويغيظ الحاسدين الحاقدين. لم يكتب زهران علوش شيئاً لكنه سرب للمقربين أنه بصدد التحضير لمفاجأة في الساعات المقبلة. علوش كان فيما مضى قد حارب أحرار الشام في الغوطة الشرقية وتلاشت الحركة هناك.

لم يُفصح علوش أو يلمّح لطبيعة تلك المفاجأة لكنه سبق له أن فاجأ العاصمة دمشق في كانون الثاني/يناير من هذا العام بما لديه من صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون وكيف استطاع أن يُمطر دمشق بأكثر من ستين قذيفة صاروخية ومدفعية تلقتها أرض دمشق وأحياؤها، وسقط نتيجة صواريخه عشرات المدنيين الدمشقيين بين قتيل وجريح. إحدى القذائف دخلت مدرج كلية الاقتصاد بجامعة دمشق في حي البرامكة وأصابت ما أصابت.

ربما يصعب بالضبط تحديد هوية تلك المفاجأة التي تحدث عنها علوش أو التكهن بها بشكل جازم، هذا إن كان لدى علوش مفاجأة واستطاع تنفيذها على الأرض أصلاً. هل هي ذات صبغة أمنية أم عسكرية؟. يملك زهران علوش أكثر من ألفي مقاتل منتشرين في مناطق من غوطة دمشق الشرقية بريف دمشق ومعظمهم مدربين ويملكون أسلحة متوسطة وثقيلة إضافة لترسانة غير قليلة من الصواريخ قصيرة المدى. ربما يعلن علوش إطلاق ما يمكن تسميته بـ «غزوة دمشق الرابعة» على اعتبار أن مقاتلي التنظيمات المسلحة شنوا ثلاث محاولات للهجوم على العاصمة سابقاً خلال السنوات الماضية من الحرب السورية الطاحنة، الأولى وسميت معركة دمشق الكبرى انطلقت من الأطراف الجنوبية للعاصمة دمشق وأعقبت تفجير مبنى الأمن القومي وسط دمشق واغتيال اربعة من كبار الضباط السوريين ممن كانوا أعضاء في خلية الأزمة حينها في تمّوز/يوليو من العام 2012. و»الغزوتان الثانية والثالثة» انطلقتا من الأطراف الشمالية الشرقية، كانت الغزوة الأخيرة الثالثة في آذار/مارس من العام 2013 وسميت بـ «ملحمة دمشق الكبرى». جميع تلك الغزوات فشلت تماماً ولم تستطع اختراق أسوار العاصمة.

وبالتالي ربما يفكر زهران علوش بإطلاق غزوة دمشق الرابعة اعتقاداً منه بأنه سينجح وهو الذي يحلم بأن يفتح الشام أو دمشق. تابع بالقول: ربما يحاول علوش استغلال حالة الانشغال العسكري لقوات الجيش السوري حالياً بمعارك الجبهة الشمالية الغربية في مدينة إدلب وريفها وريف حماه ومدينة جسر الشغور وبلداتها لاسيما وأنها حالياً تبدو هي الجبهة الأعنف والأخطر والأشد ضراوة واشتعالاً.

يستبعد المراقبون أن يتمكن علوش من فعل مفاجأة كبيرة أو حقيقية على الأرض في ظل التمركز القوي والجيد لقوات الجيش السوري لاسيما على مستوى انتشار كتائب عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ومجموعات مسانِدة من قوات الدفاع الوطني في محيط العاصمة دمشق وقدرتها على صد أية مفاجأة على الأرض ضمن ما يُعرف اصطلاحاً بدرع العاصمة.

الاحتمال الثاني بحسب معلومات «القدس العربي» هو أن تكون مفاجأة زهران علوش تتمثل بالكشف عن امتلاك سلاح نوعي جديد يقدمه علوش على أنه سيقلب موازين القوة في محور دمشق وريف دمشق، ربما يكون علوش قد استطاع الحصول عليه مؤخراً بعد زيارته لتركيا لكن هذا الاحتمال يبدو ضعيفاً نظراً لأنه من الصعوبة بمكان إيصال أسلحة جديدة إلى معاقل جيش الإسلام في ظل حصار عسكري شبه تام تفرضه قوات الجيش السوري على تلك المعاقل في الغوطة الشرقية إلا إذا كان السلاح هو صواريخ جديدة. الاحتمال الثالث في طبيعة المفاجأة التي ألمح لها علوش زعيم تنظيم جيش الإسلام هو أن يكون بالفعل قد حصل على قذائف صاروخية من نوع جديد أكثر دقة وأقوى تأثيراً قد يُطلقها ويستهدف بها العاصمة دمشق بكميات كبيرة.

أما الاحتمال الرابع، فهو أن تقوم مجموعات تنظيم جيش الإسلام بشن هجوم مباغت وخاطف وبأعداد كبيرة ومنسقة على أحد المحاور الميدانية الرخوة في إحدى بلدات الغوطة الشرقية ويحقق مكاسب ميدانية في نقاط استراتيجية تترك أثرها على طبيعة المواجهات العسكرية بين قوات الجيش السوري والتنظيمات المسلحة التي تقاتلها في محور ريف دمشق والخطوط المتاخمة للعاصمة دمشق.

 

محامية مصرية وسيدة سورية تحتالان على السوريين في مصر باستصدار إقامات مزورة

نور ملاح

انطاكيا ـ «القدس العربي» لم تكن تعلم أنها ستبقى معلقة بين الأرض والسماء، معلقة بلا وطن، حين خرجت لزيارة أبنائها في دولة أخرى ثم ركبت الطائرة لتعود عن طريق تركيا إلى مصر حيث استقرت هي وعائلتها منذ قرابة العامين، ولكنها فوجئت بأن الإقامة التي تخوّلها الدخول إلى مصر هي إقامة مزورة، بالرغم من أنها قامت باستصدارها عن طريق محامية مصرية، وكما ادعت الأخيرة أن الإقامة أخرجتها بشكل قانوني.

أم عبد الله واحدة من آلاف السوريين الذين تم خداعهم والاحتيال عليهم من خلال إقامات مزورة، تصدرها شبكات من المحتالين منهم محامون مصريون ومنهم سوريون، والجميع مرتبط بضباط كبار في الأمن المصري.

تتحدث أم عبد الله لـ «القدس العربي» عن معاناتها فتقول: وصلت مطار شرم الشيخ وتفحص الضابط هناك الإقامة التي على جوازي، ثم أخبرني أن إقامتي مزورة، فرددت عليه أن هذه الإقامة قد تم استصدارها عن طريق محامية مصرية، وهي أكدت لي أنها نظامية، وقد دفعت في مقابل الحصول عليها مبلغ ألفين وخمسمئة جنيه.

وتتابع أم عبد الله حديثها: «دهش الضابط من ضخامة المبلغ الذي دفعته، وأصرّ على التأكد من الجهات الرسمية من صحة الإقامة، وللأسف ثبت في اليوم التالي أن إقامتي مزورة، اضطررت حينها للانتظار في مطار شرم الشيخ ليومين كاملين قضيتهما على مقاعد المطار الصغير، وباءت كل محاولاتي لقاء زوجي الذي كان ينتظرني وراء الحاجز بالفشل، حاولت إقناع الضباط بالسماح لي بالدخول إلى مصر، ولو بعد دفع غرامة مالية، فقد افترقت عن زوجي وباقي أبنائي لأشهر، وسأباشر بعدها باستصدار إقامة جديدة بناء على قبول أبنائي في الجامعة، لكن كل هذا المحاولات ذهبت أدراج الرياح».

وتضيف: بقيت ليومين أنتظر الطائرة القادمة من اسطنبول، لألملم خيبتي وأملي المحبط بالاجتماع بعائلتي بعد طول فراق سأظل أدعو على تلك المحامية المصرية «النصابة»، والتي لم تكتف بما أخذته من مال، ولكنها أيضا تسببت في شقائي وتشردي عن عائلتي، ومنعي من دخول مصر مجدداً، كانت تستطيع الاحتفاظ ببقايا إنسانية، وتساعد في حل تلك المشاكل التي تسببت بها للناس، وحتى لو طلبت المزيد من المال، ولكنها الآن تسببت بإدخالي في فصل جديد من فصول المعاناة، لاستصدار جواز سفر سوري جديد دون أن تكون عليه تلك الإقامة المزورة. تتابع أم عبدالله: لا أستطيع العودة إلى سوريا بالطبع فالوضع مزر والطريق شديد الصعوبة، ولا آمن على نفسي شر الاعتقال في حال عدت إلى مناطق النظام لاستخراج جواز جديد، أتمنى أن أتمكن من إخراج جواز جديد من سفارة النظام في اسطنبول وحتى لا أبقى تائهة في البلاد، لا أدري إلى أين أذهب وماذا سيكون مصيري، بعد أن استغل حاجتنا القريب والغريب وأصبحنا هدفا لكل المحتالين، وتجار البشر من السوريين وغيرهم.

بحسب القرارات الجديدة الصادرة من دائرة الهجرة والجوازات التابعة للنظام السوري فإن الزمن اللازم لاخراج جواز جديد، وليس تمديد جواز، هو ما بين شهر إلى ستة أشهر، وقد تصل إلى عام كامل، وهو وقت على أم عبدالله انتظاره في تركيا قبل أن تتمكن من لقاء عائلتها والعودة إلى منزلها في مصر مجدداً.

يبدو أن أم عبدالله ليست الوحيدة، ولكنها لم تتمكن من دفع الرشاوى الباهظة التي دفعها أحمد الذي واجه المشكلة نفسها بسبب اكتشاف تزوير إقامته في مطار القاهرة بعد عودته من سفره، تواصل أحمد آنذاك مع ضباط مصريين كبار لحل مشكلته والتي تم حلها بعد يومين والسماح له بدخول مصر في مقابل مبلع خمسة آلاف دولار أمريكي، المبلغ الذي لا يمكن لأم عبد الله تجميعه أو الحصول عليه مطلقاً، فهي إمرأة بسيطة لا تعمل و كذلك زوجها لم يستطع الحصول على عمل في مصر وإنما يعيشان بمعونة أبنائهما لهما. يبدو أن تلك المحامية المصرية التي تحتال على السوريين ليست الوحيدة، فقد علمت «القدس العربي» من مصادر خاصة أن هناك سيدة حمصية قد تم القبض عليها من قبل الأمن المصري، بسبب مساهمتها في استصدار إقامات مزورة للسوريين مقابل مبالغ كبيرة.

كانت السيدة الحمصية تقيم في أرقى أحياء القاهرة في منزل بفخامة القصور، استطاعت تأمين تكاليف هذه المعيشة الباهظة عن طريق الاحتيال على أبناء جلدتها السوريين، وتقاضي مبالغ تصل إلى ألفين وخمسمئة جنيه عن الإقامة الواحدة، وكانت تدّعي بأن تلك الإقامات هي إقامات مصرية نظامية، لم تكن السيدة الحمصية تعمل وحدها بل كانت وراءها شبكة من الضباط المصريين الكبار، ويبدو أنهم كانوا يتقاسمون الأموال التي كانوا يتقاضونها سويا، ولكن يبدو أن السيدة السورية حاولت العمل وحدها، باستعمال ختم مزور وجدته الشرطة في بيتها، فتم القبض عليها بينما يستمر شركاؤها من الضباط في جريمة التزوير حتى الآن، أما السيدة الحمصية فقد حكم عليها بالسجن ست سنوات بتهم الاحتيال والتزوير، بعد اكتشاف الختم المزور في منزلها.

يتعاون ضعاف النفوس من السوريين وغيرهم من تجار الحروب، وتجار البشر «المهربين»، وتجار الإقامات، على استغلال حاجة اللاجئين السوريين في ظروفهم السيئة، عدا عن المبالغ الكبيرة التي تتقاضاها السفارة السورية مقابل إخراج الجوازات والأوراق الرسمية، في ظروف يعيشها السوريون خارج بلادهم لا يمكن القول إلا أنها في بالغة الصعوبة.

 

“النصرة” تهاجم مواقع للنظام و”حزب الله” في القلمون

العربي الجديد

هاجم مقاتلون من “جبهة النصرة” والفصائل الإسلامية المقاتلة، مراكز تابعة لقوات النظام السوري و”حزب الله” في جرود القلمون شمالي دمشق، في خطوةٍ وصفها المرصد السوري لحقوق الانسان، بأنها “ضربة استباقية” لهجومٍ يخطط النظام وحلفاؤه، لشنه قريباً في المنطقة.

وأوضح المرصد أنّ “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)، استهدفت تمركزات ومقار “حزب الله” في منطقة القلمون الحدودية، الفاصلة بين لبنان وسورية.

وأضاف “تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم، بين “حزب الله” مدعوماً بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهةٍ، ومقاتلي الفصائل الاسلامية و”جبهة النصرة” من جهةٍ أخرى في جرود القلمون”.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدرٍ ميداني سوري أنّ “قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، سقطوا إثر محاولتهم الهجوم على مواقع الجيش السوري في جرود عسّال الورد، والجبة في القلمون”.

اقرأ أيضاً معركة القلمون: “جيش الفتح” يستنسخ تجربتي إدلب وجسر الشغور

 

كما لفت إلى أنّ “الجيش السوري وحلفاءه يصدون هجوماً للمجموعات المسلّحة من جهة جرود الجبة، وجرود عسّال الورد، حيث وقعت المجموعات المهاجمة في كمائن محكمة، أدت الى تدمير آلياتهم، إضافة الى مقتل وجرح العشرات” في صفوفهم.

إلى ذلك، أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن “هجوم جبهة النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة، يأتي في سياق ضربةٍ استباقية ضد حزب الله الذي كان من المتوقع أن يبدأ مقاتلوه مدعومين بقوات النظام عملياتهم في جرود القلمون خلال الأيام المقبلة”.

بدوره، أكّد في وقتٍ سابق، أبو قتادة السوري، أحد قياديي فصائل القلمون، لـ”العربي الجديد” أن “الجميع يعدون للمعركة، سواء النظام أو مليشيات حزب إيران والمليشيات الشيعية الأخرى، أو الثوار في جرود القلمون”، مشيراً إلى أن “تحضيرات الثوار قائمة على غرار ما هو حاصل في شمالي سورية”.

ولفت إلى أنّ الفصائل السورية المعارضة المنتشرة في القملون اتفقت على تشكيل قيادة عسكرية واحدة باسم “جيش الفتح في القلمون”، ويضم هذا التشكيل العسكري الجديد كلاً من: جبهة النصرة، تجمع “واعتصموا” (المؤلف من لواء الغرباء ولواء نسور دمشق وكتائب السيف العمري، وكتيبة رجال القلمون)، وجيش القلمون (المؤلف من مجموعات الجيش الحر في المنطقة)، بالإضافة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية.

كذلك كشف المسؤول نفسه أنه سيتمّ الإعلان عن هذا التحالف مع إطلاق “معركة تحرير القلمون”، مشيراً إلى أنه “تم تحديد القيادة العسكرية والقادة الميدانيين واللجنة الشرعية الموحدة”.

 

النصرة” تتبنى استهداف مبنى إدارة التموين والإمداد في دمشق

أنطاكيا _ أنس الكردي

تبنت “جبهة النصرة”- فرع تنظيم “القاعدة” في سورية- التفجيرين اللذين وقعا، صباح الإثنين، في حي ركن الدين بدمشق، وأديا إلى إصابة مدير هيئة الإمداد والتموين التابعة لوزارة الدفاع، اللواء محمد عيد.

وذكر مراسل “النصرة” في دمشق، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل “تويتر”، أن “ثلاثة من أسود جبهة النصرة تمكنوا من الانغماس في مبنى إدارة الإمداد والتموين العسكري في نهاية شارع برنية” من دون الإشارة إلى نتائج هذا الاستهداف.

وكان ناشطون سوريون قد أفادوا بأنّه سُمع دوي انفجارين في حي ركن الدين قرب مبنى إدارة التموين والإمداد، ناجمين عن استهداف موكب اللواء عيد، ما أدى إلى إصابته.

وبحسب تأكيد مدير المكتب الإعلامي لـ”اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”، يوسف البستاني، لـ”العربي الجديد”، فإنّ “انفجارين هزا حي ركن الدين شمال دمشق، صباح اليوم، واستهدفا موكب عيد، الذي أُسعف إلى مشفى تشرين”، في حين لفت ناشطون سوريون إلى أنّ “الاستهداف جاء عبر زرع عبوتين ناسفتين من قبل شخصين كان يقود كل منهما دراجة نارية، وتفجيرهما لحظة عبور الموكب”.

وذكر الناشط الإعلامي، المُكنى بأبي بكر، لـ”العربي الجديد”، أنه “بعد التفجيرين أغلق شارع برنية، كما قدمت سيارتا دفع رباعي محملتان بالعناصر إلى المنطقة نفسها من طريق صلاح الدين، ترافقهما سيارات الإسعاف، إلى جانب استنفار عناصر الحاجز ووقوفهم خلف المتاريس الترابية، وتوافدت سيارات النجدة رباعية الدفع إلى منطقة التفجير”.

وأضاف أبوبكر، أنه “يتم الآن محاصرة شارع الهجرة والجوازات، وتفتيش جميع من يمر به بشكل دقيق حتى النساء، كما يمنع مرور السيارات منه بشكل نهائي، وسط إغلاق الطريق النازل من مساكن برزة باتجاه الفيحاء عند حاجز مستشفى ابن النفيس ذهاباً وإياباً، وازدحام مروري كبير جداً وصل إلى مستشفى حاميش” .

كذلك، أشار صحافي من دمشق، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “عبوتين ناسفتين فُجّرتا عن بُعد، أدتا إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل، وتزامن ذلك مع تسلل نحو سبعة مقاتلين من بساتين القابون إلى ركن الدين، حيث حدث اشتباك مع قوات النظام، بينما سُمعت أصوات سيارات الإسعاف”، موضحاً أنّ “المنطقة المستهدفة يسكنها عدد كبير من الشخصيات المهمة، وتخضع لحراسة مشددة”.

إلى ذلك، ذكرت الوكالة السورية للأنباء “سانا”، نقلاً عن مصدر عسكري، أنّ “الجهات المختصة قضت على مجموعة إرهابية بكامل أفرادها، خلال ملاحقتها، شرق حي ركن الدين في دمشق، وقيام أحد أفرادها الانتحاريين بتفجير نفسه”.

وكانت “جبهة النصرة” قد أعلنت، قبل نحو ثلاثة أشهر، مسؤوليتها عن تفجيرٍ، تمّ بواسطة حزام ناسف في حافلة لبنانية تقل أشخاصاً من الطائفة الشيعية، متوجهين لزيارة مقامات دينية، ما أدى إلى مقتل نحو ستة أشخاص وإصابة عشرين آخرين، كما سبقت ذلك سلسلة من التفجيرات لـ”النصرة”، عبر عبوات ناسفة طالت ضباطاً تابعين للنظام السوري في مناطق سيطرته.

 

اغتيالات في دمشق..و6 أسرى من حزب الله

أصيب مدير “إدارة الإمداد والتموين” في قوات النظام السوري، اللواء محمد عيد، بجروح سطحية، فيما قتل مرافقه، وجرح اثنان من حراس الإدارة، نتيجة انفجار استهدفهم، الإثنين، في منطقة ركن الدين شرقي العاصمة دمشق.

 

واللواء عيد من بلدة الفوعة بريف إدلب، وكان المسؤول عن كلية “الشؤون الإدارية: بالزربة في حلب، ثم استلم إدارة الوقود، ومن بعدها “الإمداد والتموين”، والتي تعتبر من أهم الإدارات في قوات النظام، وتضم إدارة المركبات والمهمات والوقود والتعيينات.

 

وكان انفجاران قد وقعا في شارع برنية بحي ركن الدين، استهدفا موكب اللواء عيد، بالقرب من “إدارة الإمداد والتموين”، تبعهما إطلاق رصاص واشتباكات، مع عناصر تسللت من منطقة بساتين برزة. وأعلنت “جبهة النصرة” عن تبنيها للتفجيرات، وقالت عبر حساب مراسلها بدمشق، في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “بتوفيق من الله تمكن 3 من أسود جبهة النصرة من الانغماس في مبنى إدارة الإمداد والتموين العسكري في نهاية شارع برنية”.

 

من جهته، أعلن مصدر في “الجيش السوري” ‫إفشال محاولة الاغتيال، بعد أن فجر انتحاري يقود دراجة نارية مفخخة نفسه في حي ركن الدين، بالتزامن مع القضاء على مجموعة مسلحة تسللت من جهة برزة، بعد التفجير، و”تمت السيطرة على الوضع من قبل الأجهزة الأمنية السورية”.

 

ونُقل عيد إلى مستشفى تشرين العسكري، وفرضت القوات الأمنية حصاراً على الحي، وباشرت حملة دهم وتفتيش للمنازل، بعد إغلاق اجباري للمحال التجارية.

 

وفي السياق، نقلت شبكة “سوريات” خبراً عن قتل مدير ادارة الهجرة والجوازات في ريف دمشق العقيد أمير القاسم، على يد مجموعة من عناصره.

 

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الإثنين، إن جنديين عامليين في القوة الدولية لمراقبة الهدنة العسكرية بين سوريا وإسرائيل “UNDOF”، أصيبا بجروح جراء سقوط قذائف على منطقة الجولان، مصدرها الأراضي السورية.

على صعيد آخر، أكدت “شبكة رصد سورية” أسر 6 عناصر من مليشيا “حزب الله” اللبناني صباح الإثنين، خلال اشتباكات مع مقاتلي “جيش الإسلام” في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وقال مصدر ميداني مقرب من “جيش الإسلام” إن عملية تسلل قامت بها قوات النظام مدعومة بعناصر من ميليشيا الحزب، باءت بالفشل، وأسفرت عن أسر العناصر الستة. وأضاف المصدر أن مقاتلي “جيش الإسلام” سيطروا على مجموعة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة، إضافة لكاسحة ألغام حديثة روسية الصنع تمتاز بتدريع عالٍ وتقنيات متطورة جداً.

 

كما استمرت الاشتباكات في منطقة ميدعا عند أطراف الغوطة الشرقية، من جهة الضمير، في محاولة من المعارضة لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها صباح الأحد.

 

وفي القلمون الغربي، أطلق “جيش فتح القلمون” معركة باسم “الفتح المبين” عبر استهداف نقاط لمليشيا “حزب الله” اللبناني وقوات النظام، في محيط بلدات عسال الورد والجبة وراس المعرة. وذلك في ظل قصف قوات النظام للجرود، وتنفيذ الطيران الحربي غارات على المنطقة.

 

من جهة أخرى، أكد الجيش الأميركي، الأحد، أن الغارات التي شنتها طائرات التحالف الدولي، على قرية بيرمحلي بريف حلب، في 30 نيسان/إبريل، لم تسفر عن سقوط أي قتيل مدني. وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية الوسطى إن “”قوات التحالف شنت غارات جوية في محيط بير محلي في سوريا في 30 نيسان/إبريل، دمرت العديد من المواقع العسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية، وأصابت أكثر من 50 مقاتلاً من التنظيم”. وأضاف “ليس لدينا حالياً أي مؤشر على مقتل مدنيين في هذه الغارات”. وأضاف أنه “قبل الغارات الجوية أفادت القوات الكردية التي كانت تسيطر على البلدة، قبل أن تنسحب منها إثر هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية، أن هذا المكان خال منذ أسبوعين من أي وجود للمدنيين”.

 

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد أعلن السبت، مقتل 52 مدنياً على الأقل في غارات جوية نفذها التحالف الدولي، فجر الجمعة في البلدة.

 

القلمون تستعد لحرب “حزب الله” – “جيش الفتح

ربيع حداد

من جرود بريتال سينطلق “حزب الله”

تتأهب كل الأطراف لخوض معركة القلمون. حاول “حزب الله” تأجيل الحرب، ليس لأنه لا يريدها، بل لأن الظروف الحالية، لا تبدو مؤاتية له، لكن على الرغم من ذلك ثمة ثلاثة أهداف مرتبطة ببعضها البعض تدفع الحزب إلى دخول المعركة، وإن كان الدخول حذراَ ومكلفاً. الهدف الأول استعادة زمام المبادرة ورفع المعنويات بحثاً عن نصر بعد هزائم، والثاني تشتيت قوى الفصائل المعارضة في جرود القلمون لمنعها من التقدم بإتجاه القرى القلمونية التي سيطر عليها الحزب والجيش السوري قبل أكثر من سنة، أما الهدف الثالث والأهمّ هو حماية الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحمص وصولاً إلى الساحل السوري، وهي الطريق التي دفع “حزب الله” والنظام مئات القتلى والجرحى من أجل تأمينها.

 

يبدو المشهد وكأن الحزب يستدرج استدراجاً إلى المعركة، الظروف ضغطت عليه، وهو لم يكن يريد الدخول في حرب يدفع فيها تكاليف كبيرة، فيما نتائجها غير محسومة لصالحه، لكن وفق معلومات “المدن” فإن خطوة الفصائل المعارضة في القلمون وتوحيد قواها وإنشاء غرف عمليات مشتركة لإطلاق عملية تحرير قرى القلمون، حتّم تدخّل الحزب لإعاقة ذلك، وتشتيت قوى المعارضة وإلهائهم، لمنع وصولهم إلى القرى، على الرغم من أنه، حاول مراراً، وفق ما تشير مصادر مقرّبة لـ”المدن”، تجنّب تلك المعركة عبر مفاوضات لخروج المقاتلين من المنطقة، إلّا أنهم رفضوا ذلك، وأكدوا أنهم يريدون القتال حتى تحرير المناطق التي سيطر الحزب عليها.

 

كل الأجواء تشير إلى أن المعركة تقترب. حشد “حزب الله” آلاف الشباب للمشاركة، وسينطلق من جرود بريتال، ونحلة، لتأمين، وفق مصادر “المدن”، خطّ حماية لإمداده التسلّحي من سوريا إلى لبنان، ومن أجل نقل سلاحه النوعي وهو عبارة عن صواريخ متطورة وبعيدة المدى، الأمر الذي يعزز أن الإنطلاقة ستكون من جرود بريتال ونحلة.

 

في الجانب السوري تتحضّر فصائل المعارضة، وفيما كان من المفترض أن تعلن معركة تحرير القرى القلمونية سابقاً، أجّلت هذه الخطوة حتى تبلور مآلات الأمور، بالتزامن كانت تعلن تشكيل مجالس عسكرية موحّدة، سعياً وراء تشكيل جيش الفتح في القلمون، الذي سيعلن عن تشكيله قريباً، وفق ما يشير أحد قيادات الفصائل المنضوية في جيش الفتح لـ”المدن”.

 

ويقول “أبو قتادة”، أحد قيادات المجلس العسكري لـ”جيش الفتح” في القلمون، لـ”المدن” أن الإئتلاف الجديد “سيضم جبهة النصرة، أحرار الشام، لواء نسور دمشق، لواء الغرباء، ورجال القلمون وتجمّع “فتح القلمون” الذي يحوي كل مجموعات الجيش الحر”، مضيفاً أن ذلك سيكون بقيادة واحدة.

 

وبالنسبة لمقاتلي “جيش الفتح” فإن هدف المعركة، وفق مصادر “المدن”، هو إعادة اللاجئين إلى المنطقة، مؤكدين أن هدفهم الوحيد هو القلمون وليس المناطق اللبنانية، بل يريدون العودة إلى مناطقهم وبيوتهم.

 

في المقابل يستمرّ “حزب الله” بحملته التعبوية في صفوف مناصريه، والأكيد بحسب مصادر قريبة منه، انه لن يدخل إلى عمق الجرود لأن المعركة ستكون إستنزافية وطويلة وحسمها غير مؤكد، لذا فسيكون الإنتشار مركزاً في الجرود اللبنانية مع إمكانية الدخول أكثر في أماكن معينة ولكن بحدود، فالمهم في تلك المنطقة بالنسبة للحزب هو الربط بين جرود بريتال ونحلة وتلّة موسى في جرود رأس المعرّة مع تلّة الثلاجة في جرود فليطا، إذ يكون بذلك قطع أوصال الجرود على المعارضين ومنعهم من الدخول إلى القرى القلمونية، هاتان التلّتان كانت جبهة النصرة قد سيطرت عليهما في السابق، إذ يؤكد أبو قتادة أن تلك النقطتين كانتا في السابق خطّ التماس، أما اليوم  فقد أصبح خط التماس بعيداً عنهما حوالى الخمسة كليومترات، معتبراً أن الحزب والنظام في حالة دفاع وليس في حالة هجوم.

 

مع دخول “جيش الفتح” تغيّرت الأمور كثيراً في الجرود القلمونية، يشير أبو قتادة إلى أن أمورهم تحسّنت عدّة وعديداً، إذ أنشئت معسكرات مشتركة بين جميع الفصائل، كذلك النصرة طوّرت نفسها، وأصبح لديها أربعة معسكرات يتسع كل واحد منها ل250 مقاتلاً بالإضافة إلى خمسة معسكرات لتنظيمات أخرى، ويقدّر الأعداد بخمسة أو ستة أضعاف عن السابق، فيما يعتبر أن الحزب أصبح في حالة من الضعف على عكس حاله أو دخوله إلى سوريا.

 

المعركة تقترب، لا أحد يريدها وفق ما ستجري عليه، المقاتلون المعارضون لا يريدون الإتجاه صوب الأراضي اللبنانية، و”حزب الله” لا يريد أن يغرق أكثر، لكن سيطرة المعارضين على القلمون تدفن كلّ ما بذله منذ ثلاث سنوات، هذا ما يضطره لدخول المعركة، لكن وفق التقديرات فهو لن يدخل إلى العمق بل يريد تشتيت قوى المعارضة من الشريط اللبناني المحاذي لمنع دخولهم والسيطرة على الطريق الدولي الذي يربط بين دمشق وحمص والساحل.

 

شبح الكلور يغطي إدلب.. وداعش إلى كوباني

داعش نفّذ هجوماً عنيفاً على مسافة نحو 10 كيلومترات، بالريف الجنوبي لمدينة عين العرب (أ ف ب – أرشيف)

قتَلَ النظام السوري عشرة أطفال وامرأة، بقصف بالبراميل المتفجرة استهدف مجمّعاً تعليمياً يحتوي على روضة للأطفال في حي سي الدولة غربي حلب، الأمر الذي دفع مديرية التعليم التابعة للمعارضة، إلى إعلان وقف التعليم نهائياً وإلغاء العام الدراسي الحالي، نتيجة الاستهداف المتكرر للمدارس في الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام في حلب.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن البرميل المتفجر استهدف مركز “سيف الدولة للعلوم والتنمية”، حيث كان بعض التلاميذ يجرون امتحاناتهم فيه، ما أدى إلى تهدم جزء منه، فيما طالت الأضرار روضة للأطفال قرب المركز.

 

من جهة ثانية، تعرّضت قرى وبلدات في جبل الزاوية بريف إدلب إلى قصف ببراميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور، ما أسفر عن حالات اختناق طالت 35 شخصاً. ومع الهجوم الجديد ارتفع عدد المناطق التي تعرضت إلى قصف بغاز الكلور في إدلب، منذ خروجها عن سيطرة النظام أواخر آذار/مارس الماضي، إلى 8 مناطق في المدينة والريف.

 

وأصيب 10 أشخاص بينهم أطفال ونساء، وقتل 4، بقصف نفذته مروحيات النظام على مدينة معرّة النعمان بريف إدلب، فيما حاول النظام استعادة السيطرة على تلة معرطبعي في جبل الأربعين بريف إدلب، إلا أن قوات المعارضة أفشلت الهجوم.

 

وفي الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، حققت قوات النظام تقدماً مفاجئاً، بعد سيطرتها على بلدة ميدعة، وهي آخر خطوط الإمداد للغوطة الشرقية، لاسيما مدينة دوما، التي تشكل المعقل الرئيس لقوات المعارضة في المنطقة. المكتب الإعلامي التابع لـ”جيش الإسلام” الذي يقود تشكيلات المعارضة في الغوطة الشرقية، نفى صحة الأنباء عن تقدم النظام في ميدعة، وأكد أن الاشتباكات ما تزال مستمرة، وأن مقاتليه تمكّنوا من تدمير مدرعات وقتل العشرات من قوات النظام التي حاولت التقدم في المنطقة.

 

إلى ذلك، عادت المواجهات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” والأكراد إلى الواجهة مجدداً، حيث شنّ التنظيم هجوماً عنيفاً على قرىً كردية في محيط عين العرب/كوباني مكّنه من التقدم في بعض المناطق. وفي هذا السياق، قال المرصد السوري إن التنظيم “نفذ هجوماً عنيفاً على مسافة نحو 10 كيلومترات، بالريف الجنوبي لمدينة عين العرب (كوباني) من قرية متراس وصولاً إلى مناطق قريبة من منطقة الجلبية بالريف الجنوبي الشرقي لعين العرب، دارت على إثرها اشتباكات عنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردي، تمكنت خلالها من التقدم والسيطرة على أحد تمركزات الوحدات الكردية”.

 

الجيش السوري: إفشال محاولة اغتيال اللواء محمد عيد في دمشق

أعلن مصدر في الجيش السوري ‫إفشال محاولة اغتيال مدير هيئة الإمداد والتموين في الجيش اللواء محمد عيد بعد أن فجر انتحاري يقود دراجة نارية مفخخة نفسه في حي ركن الدين شرق دمشق، بالتزامن مع القضاء على مجموعة مسلحة تسللت من جهة برزة بعد التفجير وتمت السيطرة على الوضع من قبل الأجهزة الأمنية السورية.

 

وأوضح المصدر أن مجموعة «إرهابية تسللت من نقاط مجهولة على متن دراجات نارية تم كشفها في شرق ركن الدين، واشتبكت الجهات المختصة معها بالنيران»، مضيفاً أنه «عندما أدركت استحالة هروبها، قام أحدهم بتفجير نفسه بحزام ناسف ما أسفر عن وقوع ستة جرحى»، وأن «الجهات المختصة قتلت بقية أفرادها».

وبحسب مصدر طبي في مستشفى هشام سنان، أصيب «ستة مدنيين في الانفجار وقد تم إسعافهم».

وأبلغ المصدر التلفزيون الرسمي السوري أن قوات الأمن قتلت أعضاء «جماعة إرهابية» في حي ركن الدين خلال مطاردة بعد أن فجر انتحاري نفسه، إلا أن المصدر لم يفصح عما إذا كان الهجوم أسفر عن سقوط قتلى، فيما قال أحد السكان إن «الجيش أغلق الشوارع الرئيسة» في ذلك الجزء المزدحم من العاصمة قرب منشآت حكومية وسفارات.

في السياق، اعتقلت قوات الأمن عشرات الأشخاص بعد أن هز الانفجار الحي السكني والتجاري المزدحم، الذي يعد مفترق طرق رئيس في دمشق ويقطنه عدد كبير من الأكراد السوريين.

إلى ذلك، تبنت «جبهة النصرة» التفجير الانتحاري الذي أوقع ستة جرحى. وأشارت مواقع إعلامية تابعة لـ«جبهة النصرة» إلى أنها تبنت مسؤولية التفجير في حي ركن الدين بدمشق، وقالت: «تمكن ثلاثة من أسود «جبهة النصرة» من الانغماس في مبنى إدارة الإمداد والتموين العسكري في نهاية شارع برنية» في دمشق.

(الأخبار، رويترز، سانا)

 

جبهة النصرة تتبنى تفجيرين بدمشق  

تبنت جبهة النصرة تفجيرين وقعا صباح اليوم في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق قتل على إثرهما شخص وأصيب آخرون، قالت مصادر إن بينهم ضابطا كبيرا بجيش النظام.

 

وقالت الجبهة -عبر حساب على تويتر- إن ما وصفته بالعملية الانغماسية نفذها ثلاثة من عناصرها في مبنى إدارة الإمداد والتموين العسكري في ركن الدين شمالي دمشق.

 

وقد ذكرت مصادر للجزيرة أن شخصا على الأقل قتل وجرح آخرون في التفجيرين اللذين أعقبهما تصاعد الدخان وإطلاق النار.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اللواء محمد عيد مدير إدارة الإمداد والتموين بالجيش السوري أصيب في الهجوم بجراح، وأن مرافقه قتل وأصيب اثنان آخران من طاقم مرافقته بجراح.

 

وأفاد ناشطون بأن محمد عيد قد تم إسعافه في مستشفى تشرين، مشيرين إلى أن التفجيرين تم تنفيذهما بعبوات ناسفة فخخت بها دراجاتٌ نارية.

 

ونفى مصدر في الجيش السوري هذه المعلومات، وقال إن خمسة أشخاص ضالعين في “الهجوم الانتحاري” في حي ركن الدين المزدحم بالعاصمة السورية إما قتلوا أو اعتقلوا.

 

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن “مجموعة إرهابية تسللت من نقاط مجهولة على متن دراجات نارية تم كشفها في شرق ركن الدين واشتبكت الجهات المختصة معها بالنيران”.

 

وقالت مصادر مقربة من النظام إن مسلحين تسللوا إلى المنطقة عبر البساتين، في حين أشارت مصادر معارِضة إلى أن التفجيرين ربما استهدفا موكبَ اللواء محمد عيد مدير هيئة الإمداد والتموين.

 

من جهته، قال مصدر في الجيش السوري إن مهاجما انتحاريا فجّر نفسه في حي بوسط العاصمة دمشق به مجمعات أمنية رئيسية، وأبلغ المصدر التلفزيون الرسمي أن قوات الأمن قتلت أعضاء “جماعة إرهابية” في حي ركن الدين المزدحم خلال مطاردة بعد أن فجّر انتحاري نفسه.

 

وقال ناشطون إن الانفجارين تلاهما استنفار لعناصر حاجز شمدين وتوافد سيارات الإسعاف والإطفاء.

 

وقد أغلقت قوات النظام الطرق المؤدية إلى ركن الدين عقب الانفجارين، حيث سمع دوي رصاص واشتباكات وتصاعد دخان.

 

نار الصراع تأكل أذرع النظام بحمص  

إياد الحمصي-حمص

تستعر حرب ضروس منذ أسبوع بين قوات أمن النظام السوري ومليشيات الدفاع الوطني (الشبيحة) التابعة له في أحياء الزهراء والأرمن، أبرز الأحياء الموالية للنظام في مدينة حمص، حيث تتواصل محاولات قوات الأمن للسيطرة عليها وسط مقاومة شرسة من مليشيات الدفاع الوطني.

 

ويقول أبو وسام الحامض -من سكان حي الزهراء- عن أسباب تلك المعارك، “قدمنا العديد من الشكاوى لجميع الأفرع الأمنية في حمص بعد أن زادت عمليات الخطف داخل الحي التي دائما ما يكون وراءها عناصر من الدفاع الوطني”.

 

ويتابع الحامض للجزيرة نت “حدثت العديد من الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية عند محاولة قوات الأمن دخول حي الزهراء، حيث قامت قوة مشتركة من الأمن العسكري والجوي باقتحام أحد المقرات بعربات مدرعة مما أدى لسقوط تسعة جرحى وقتيل من الطرفين”.

 

وكان النظام السوري عمد مطلع عام 2013 وبعد أن فقد السيطرة على العديد من المناطق الإستراتيجية، إلى تشكيل قوة جديدة على الأرض تساند الجيش النظامي في مهامه، دون أن تحسب عليه رسميا، فكان جيش الدفاع الوطني الذي تشكل من مجموعات من المدنيين تترأسها شخصيات بارزة ونافذة في كل منطقة.

 

وتقدر أعداد جيش الدفاع الوطني في حمص وحدها بحوالي خمسين ألف متطوع، يخدم كل منهم في نفس الحي أو المنطقة التي يعيش فيها.

 

السيارات المفخخة

ويؤكد وردان الحمصي -موظف في محافظة حمص- أن السبب وراء تلك التوترات داخل أحياء الزهراء والأرمن هو ورود شكوى رسمية من الأهالي إلى مكتب المحافظ في حمص تؤكد وجود أماكن معينة داخل تلك الأحياء يجري فيها تجهيز السيارات المفخخة.

 

ويضيف للجزيرة نت “باتت القيادة الأمنية بحاجة لتقديم تبرير مقنع لأهالي تلك الأحياء، وخاصة أن الموضوع يتعلق بالسيارات المفخخة التي ذاق سكان تلك الأحياء منها الأمرين”. فالسيارة المفخخة التي تم العثور عليها دخل إحدى المزارع على أطراف حي الزهراء كانت تجهز لاغتيال محافظ حمص طلال البرازي، كما يؤكد الحمصي.

 

وتسود أحياء الزهراء والأرمن حالة من عدم الاستقرار جراء الاشتباكات والعمليات اليومية التي تجري، وخاصة بعد إقناع الموالين للنظام هناك أن مدينة حمص أصبحت آمنة بعد خروج مقاتلي المعارضة المسلحة منها.

 

ويتحدث الصحفي بسام العلي قائلا “كل ما يحصل اليوم في الأحياء العلوية الموالية وجميع التهم التي ألصقت بالدفاع الوطني من سيارات مفخخة ومحاولات لاغتيال المحافظ؛ إنما وراءها خلافات مادية بين أهالي الأحياء أنفسهم، والذين تختلف تبعيتهم كلٌ إلى جهة معينة داخل النظام”.

 

ويتابع العلي متحدثا للجزيرة نت، “وجد النظام الفرصة سانحة أمامه لتبرير عمليات تفجير السيارات المفخخة التي حدثت داخل الأحياء الموالية في أوقات سابقة، واتهم بها المعارضة المسلحة حينها”.

 

الفرار من المعركة

أما علي أيوب -أحد عناصر الدفاع الوطني- فيشرح أسبابا أخرى لمحاولة الأمن اقتحام الأحياء، فيقول “لم نستجب للأوامر التي وصلتنا بالتحرك باتجاه إحدى الجبهات لمساندة الجيش، وأعلنا الإضراب داخل الحي”.

 

ويضيف أيوب للجزيرة نت “يدفع النظام بنا للموت في كل مرة، وحتى جثث عناصرنا لا نستطيع الحصول عليها وإخلاءها من أرض المعركة”، ويحذر من أنهم “لن يسمحوا لعناصر الأمن بالدخول إلى الحي واعتقالهم وسوقهم إلى أرض المعركة حيث الموت بانتظارهم”.

 

ويشير أبو وسام الحامض والعديد من سكان تلك الأحياء إلى أن جميع الأشخاص الذين تم اعتقالهم في الزهراء ليس لهم أية علاقة بما يحدث، وأن المطلوبين الحقيقيين -مثل أبو علي سلامة وأيهم شبيب- وهم قادة المجموعات، تم إبلاغهم مسبقاً بعملية المداهمة للتواري عن الأنظار.

 

يذكر أن مواقع إلكترونية مقربة من النظام تناقلت خبر الاشتباكات في أحياء حمص الموالية على أن القوى الأمنية والجيش يقومون بتفكيك سيارات مفخخة يعمل على تجهيزها عناصر من الدفاع الوطني “الخونة”، بحسب تعبيرهم.

 

معركة القلمون وساعة الصفر المرتقبة

من المرتقب أن يذوب الثلج عن مرتفعات القلمون حيث يتمركز بضعة آلاف من كتائب المعارضة السورية، ليبدأ حزب الله حربه التي قال أمينه العام حسن نصر الله في فبراير/شباط الماضي إنها حرب آتية لا محالة في جبال السلسلة الشرقية بعد ذوبان الثلج. ومن المؤكد أن تصريحات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس تتصادى مع صوت نصر الله بدعوى أن المسلحين السوريين “يحتلون 600 كيلومتر مربع من الأراضي اللبنانية”.

على الجهة المقابلة، ثمة كتائب من المعارضة السورية تسعى إلى تشكيل جيش فتح آخر تقوده غرفة عمليات موحدة للكتائب المسلحة على غرار ما جرى في إدلب وجسر الشغور.

المراقبون يقولون إن ساعة الصفر باتت قريبة في الوقت الذي تعرض فيه النظام إلى ضربات متتالية في إدلب وفي المدينة الإستراتيجية جسر الشغور.

ولم يشكك الصحفي في صحيفة النهار اللبنانية رضوان عقيل في حلقة 3/5/2015 من برنامج “ما وراء الخبر” في اندلاع المعركة خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن قياديا من حزب الله أبلغه أن الحزب أخذ كل احتياطاته اللوجستية، مضيفا أنها ستستغرق قرابة الشهرين “بغية تنظيف المنطقة من الإرهابيين”، على حد قوله.

معركة مثل غيرها

وفي الوقت الذي رأى أن لا خشية على الوضع الداخلي اللبناني مع التفاف الشعب حول “الجيش والمقاومة”، جزم عقيل بأن هذه المعركة ستمر مثل غيرها من المعارك، مشيرا إلى أن العديد من مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن أن أعدادا كبيرة من المسلحين تركت مواقعها في القلمون.

من جانبه أخذ عضو المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر أيمن العاسمي الكلمة من فم رضوان عقيل مؤكدا “نعم ستمر المعركة مثل غيرها” ولكن بانتصار الشعب السوري على المليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، والتي تريد من هذه المعركة محاولة تعويض فشلها في مثلث ريف دمشق والقنيطرة ودرعا وجعلها محاولة أخرى لرفع معنوياتها.

وفي اتصال هاتفي مع قائد كتائب ألوية الشام ثامر مشكاف في القلمون قال “نحن ثوار القلمون ولسنا مرتزقة ونحن أهل سوريا منتشرون في جرود القلمون”.

 

وهو الأمر الذي شدد عليه العاسمي حين قال إن الثورة السورية لم تخرج إلا لمواجهة المستبد، لا من أجل التدخل في لبنان أو العراق، بينما حزب الله تدخل في سوريا بحجة الدفاع عن المقامات والحج والآن بحجة الدفاع عن لبنان، حسب قوله، مذكرا اللبنانيين بأن الشعب السوري مشهور بحفاظه على الجيرة وأنه احتضنهم في نزوحهم إبان حرب 2006 ولم يوجه لهم السلاح.

وقال رضوان ردا على سؤال حول وجود ضوء أخضر إيراني للمعركة خصوصا بعد زيارة وزير الدفاع السوري طهران، إن “معركة القلمون اتخذت قبل أشهر من هذه الزيارة”، وإن لبنان لا يستطيع تحمل مزيد من الضغط بسبب التفجيرات التي تشمل بلاده واختطاف الجنود في عرسال الذين ما زالوا ورقة في يد “النصرة وداعش”.

 

دي ميستورا يبدأ الثلاثاء مشاوراته مع أطراف النزاع السوري  

يبدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، غدا الثلاثاء في جنيف، “مشاورات منفصلة” مع كل من أطراف النزاع السوري، في محاولة لإعادة إطلاق المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدودة.

 

وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أن المشاورات التي كان يفترض أن تنطلق الاثنين ستبدأ بعد ظهر الثلاثاء، موضحا أن “الوسيط الأممي طلب تعتيما إعلاميا على هذه المشاورات”.

ومن المقرر أن تستغرق المشاورات من أربعة إلى ستة أسابيع، بمشاركة ممثلين أو سفراء الأطراف المدعوين إلى جانب خبراء.

 

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فلن تجري النقاشات بين الأطراف المختلفة، بل ثنائيا بين دي ميستورا أو معاونه وكل من الوفود لتحديد إن كان الفرقاء “مستعدين للانتقال من مرحلة المشاورات إلى مفاوضات” تستند إلى بيان مؤتمر جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012.

 

وبيان جنيف وثيقة وقعتها القوى الكبرى تعتبر بمثابة خطة حل سياسي للنزاع السوري في ختام مؤتمر “جنيف1” الدولي، الذي عقد لبحث الأزمة، لكن البيان ظل حبرا على ورق.

 

أما مؤتمر “جنيف2” الذي عقد برعاية الوسيط الأممي السابق الأخضر الإبراهيمي في فبراير/شباط 2014، فوصل إلى طريق مسدودة.

 

مشاركة الائتلاف

من جهته قال الناطق باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، إن مشاركة الائتلاف في المشاورات التي دعا إليها دي ميستورا في جنيف، تهدف لمناقشة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية التي أقرها الائتلاف، وتتضمن خمس نقاط أساسية لأي حل سياسي في سوريا.

 

وأبرز هذه النقاط هي أنه لا حل إلا بإسقاط النظام السوري بكل رموزه وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام أي دور في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى الوقوف في وجه أي مخططات لتقسيم البلاد أو تأهيل نظام الإرهاب وإعادة إنتاجه، مع التأكيد أن يكون أي حل كاملاً وشاملاً لكل القضية السورية.

 

وكان دي ميستورا قد أعلن على هامش جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، إجراء هذه المشاورات لاستطلاع مدى رغبة الأطراف السورية المختلفة في التوصل إلى اتفاق سلام، محددا نهاية يونيو/حزيران المقبل موعدا لتقييم نتيجة هذه الجهود.

 

يشار إلى أن جولتي مفاوضات في يناير/كانون الثاني وشباط/فبراير 2014 برعاية الأمم المتحدة، اصطدمتا بتباين تام في طرح أسس الحل، إذ تتمسك المعارضة برحيل نظام بشار الأسد، بينما ترفض الحكومة السورية طرح مصير الأسد، مطالبة بإعطاء الأولوية “لمكافحة الإرهاب”.

 

المعارضة والنصرة تهاجمان مواقع الأسد وحزب الله بالقلمون

بيروت – فرانس برس

هاجم مقاتلون من جبهة النصرة وفصائل مقاتلة أخرى، مراكز تابعة لقوات النظام وحزب الله اللبناني في جرود القلمون شمال دمشق، في خطوة وصفها المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنها “ضربة استباقية” لهجوم يخطط النظام وحلفاؤه لشنه قريبا في المنطقة.

وقال المرصد إن “جبهة النصرة استهدفت مراكز ومقار لميليشيات حزب الله” في منطقة القلمون الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا.

وأضاف “تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم الاثنين بين ميليشيات حزب الله مدعومة بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الفصائل المعارضة وجبهة النصرة من جهة أخرى في جرود القلمون”.

وأفادت مصادر “العربية” بمقتل حمزة زعيتر، ليل أمس الأحد، أحد عناصر ميليشيات حزب الله، نتيجة الهجوم الذي قام به عناصر النصرة على مواقع لحزب الله.

ويتنازع المتطرفون ومقاتلو عدد من الفصائل المعارضة للسيطرة على منطقة ريف القلمون الشرقي، في وقت تسيطر قوات النظام وميليشيات الحزب على ريف القلمون الغربي.

وفي أبريل 2014، اشتبكت قوات النظام مدعومة من حزب الله مع مقاتلي المعارضة في القلمون، فتراجعت الأخيرة عن مواقعها، إلا أن أعدادا منهم تمكنوا من التحصن في بعض المناطق الجبلية، وكانوا ينطلقون منها لشن هجمات على مواقع النظام وحلفائه.

وأكد مصدر قريب من جبهة النصرة لوكالة فرانس برس، أن هذه الهجمات تأتي بعدما “دقت ساعة الصفر، وانطلقت المعركة” في القلمون.

واعترف الجانب السوري من جهته بالهجوم، وأشار مصدر ميداني سوري إلى سقوط “قتلى وجرحى في صفوف” المسلحين، إثر محاولتهم الهجوم على مواقع الجيش السوري في جرود عسال الورد والجبة في القلمون”.

وأشار المرصد من جهته إلى “خسائر بشرية في صفوف الطرفين” من دون تحديد الحصيلة.

وأعلن حساب مراسل القلمون التابع لجبهة النصرة على موقع تويتر الأحد “اكتمال تدريب طواقم متخصصة من رماة الصواريخ الموجهة، ونشرهم على قمم جبال القلمون تحسبا من أي تقدم للنظام وأنصاره”.

ونشر الحساب صورا تظهر عشرات المقاتلين وهم يقفون في صفوف منتظمة أو يتخذون وضعيات قتالية في منطقة جبلية وإلى جانبهم دبابة كتب عليها بطلاء أبيض “جبهة النصرة”.

ونشرت وسائل إعلام لبنانية مقربة من حزب الله في الفترة الأخيرة تقارير عن تخطيط قوات النظام وميليشيات الحزب لشن هجوم كبير يستهدف القضاء على تجمعات مسلحي المعارضة في جرود القلمون، ومنع تدفقهم باتجاه لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية أو وصولهم إلى العاصمة دمشق.

ويعزز حزب الله، وفق مصادر محلية، نقاط تواجده في القلمون، انطلاقا من جرود بلدة نحلة اللبنانية، فيما تحاول قوات النظام التقدم من الجهة السورية، وتحديدا من عسال الورد ورنكوس.

من جهة أخرى، قال مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس، إن “الجيش اللبناني عزز انتشاره في المنطقة، وتقتصر مهمته على حماية الحدود اللبنانية وبلدة عرسال” المتاخمة للحدود السورية.

ولعرسال حدود طويلة مع القلمون، وهي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين، وكانت مسرحا في أغسطس الماضي لمعارك دامية بين مجموعات مسلحة قدمت من الأراضي السورية ومن داخل مخيمات اللاجئين والجيش اللبناني، وانتهت هذه المعارك بخطف المسلحين عددا من العسكريين اللبنانيين لا يزال 25 منهم محتجزين لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش.

 

أسرى من “حزب الله” بيد الثوار في ريف دمشق

العربية.نت

أفاد مصدر ميداني من “جيش الإسلام” بتمكن مقاتلي الجيش من أسر ستة عناصر من “حزب الله” اللبناني اليوم الاثنين في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وأكد المصدر لشبكة “سوريا مباشر” أن قوات من جيش النظام مدعومة بعناصر من ميليشيات الحزب حاولت التسلل فجرا إلى المنطقة التي تتعرض لقصف شبه يومي بالطيران والمدفعية الثقيلة ليشتبك معها مقاتلو الجيش.

وأضاف المصدر أن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على كاسحة ألغام روسية الصنع ذات قدرة تدميرية عالية، إضافة لعدد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.

 

وحدات الحماية الكردية تنصاع لأوامر الجيش الحر في حلب

العربية.نت

توصلت غرفة عمليات “لبيك أختاه”، أمس الأحد، إلى اتفاق مع “وحدات حماية الشعب” الكردية في حي الشيخ مقصود بحلب، يقضي بتنفيذ مطالب الغرفة، وتسليم كافة العناصر المسيئين الذين قاموا بالاعتداء على إحدى نساء الحي إلى اللجنة الشرعية المنبثقة من الغرفة.

وبحسب بيان صادر عن الغرفة نشرته وكالة الأناضول، فإن “وحدات حماية الشعب الكردية وافقت على تبييض سجونها، وإطلاق سراح كافة الموقوفين لديها، واعتبار الحي الذي كان يتبع للإدارة الذاتية التابعة للأحزاب والميليشيات الكردية، حاله كحال بقية الأحياء المحررة في مدينة حلب، على أن يتم تطبيق الاتفاق اعتباراً من اليوم الاثنين”.

وكان 15 فصيلاً من فصائل المعارضة السورية، أعلنوا إنشاء غرفة عمليات “لبيك يا أختاه” لوقف ما وصفوه بـ”تجاوزات وحدات حماية الشعب الكردية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، وقيام عناصر ينتمون إليه بإجبار امرأة عربية في الحي على الخروج من بيتها لاستخدامه مقراً لهم”.

وجاء في البيان، أنه “استجابة لاستغاثة أهالي حي الشيخ مقصود بمختلف أعراقهم من أكراد وعرب، ورعاية لحقهم في حياة آمنة تحفظ لهم حقوقهم وكرامتهم ضد الاعتداءات المتكررة من مسيئي حزب الـPYG وقوات الأسايش، فقد اجتمع أعيان حلب من أكراد وعرب، وقرروا اتخاذ كل الوسائل المشروعة، سلماً أو حرباً، لنصرة المظلوم ورد العدوان.

يأتي ذلك بعد مظاهرات خرجت، الجمعة، استنكاراً لما وصفوه بـ”تجاوزات “وحدات الحماية” الكردية ضد السكان العرب في الحي.

 

الائتلاف يضع شروطاً أساسية للتفاوض في جنيف 3

العربية.نت

أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بيانا على لسان الناطق الرسمي باسمه سالم المسلط، حدد فيه 5 نقاط أساسية في أي حل سياسي للأزمة في سوريا، ونص البيان:

“تهدف مشاركة الائتلاف في المشاورات الثنائية التي دعا لها المبعوث الدولي، ستيفان دي مستورا في جنيف، لمناقشة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية التي أقرها الائتلاف ووافقت عليها عدد من مكونات المعارضة السورية، والتي ترسم خارطة طريق للحل السياسي في سوريا.

وإذ وافق الائتلاف على الذهاب لجنيف والمشاركة في اللقاءات، إلا أن تلك الخطوة لم تكن فردية، فقد اجتمع الائتلاف مع عدد كبير من ممثلي الفصائل العسكرية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الثورية خلال عدة لقاءات تشاورية توصل من خلالها إلى اتفاق ينص على 5 نقاط أساسية لأي حل سياسي في سوريا.

أولها أنه لا حل إلا بإسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية في مستقبل سوريا.

وأكد الاتفاق ضرورة العمل على تحقيق أعلى درجة من التوافق والتنسيق بين قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية، وحماية القرار الوطني المستقل مع الاستمرار بالتنسيق والتعاون مع حلفاء الثورة وأصدقائها، إضافة للوقوف في وجه أي مخططات لتقسيم البلاد أو تأهيل نظام الإرهاب وإعادة إنتاجه، مع التأكيد أن يكون أي حل كاملاً وشاملاً لكل القضية السورية.

وإذ يؤكد الائتلاف أنه منفتح على أي حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة ووقف الدماء، ويهيئ لمرحلة انتقالية، إلا أننا نشدد على إزاحة الأسد ورموز نظامه من أي عملية سياسية قادمة، سواء كان ذلك على المدى القريب أم البعيد، فدور الأسد سقط في سوريا مع سقوط أول شهيد برصاص نظامه المجرم”.

 

السفير الأمريكي السابق بسوريا لـCNN: نظام الأسد بموقف دفاعي لم يشهد مثله منذ سنين

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال روبيرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا، إن بشار الأسد ونظامه الآن في موقف دفاعي لم يشهد له مثيل منذ سنوات، آخذا بعين الاعتبار الاحداث الجارية على الأرض في سوريا خلال الفترة الأخيرة.

 

جاء ذلك في مقابلة حصرية مع الزميلة كريستيان آمانبور لـCNN حيث قال فورد: “بتقييمي الخاص فإن نظام بشار الأسد هو في موقف دفاعي الآن بشكل لم نره منذ عدة سنوات وبالتحديد في السنتين الماضيتين، إلى جانب أن النظام أمامه أماهه الكثير من القتال في الوقت الذي يقف فيه حاليا الدفاع الآن ولكن الحرب لم تنتهي بعد.”

 

وتابع قائلا: “المجموعات على الأرض السورية هي ما كانت عليه في السابق ولكن الآن اتحدوا تحت قيادات أوسع.. جبهة النصرة بالتأكيد ليس لها الأهداف ذاتها، حيث أن العديد من الجماعات المقاتلة مستعدة للدخول في حوارات سياسية فيما تسعى النصرة لإحراز فوز عسكري كامل.”

 

وحول الدعم الغربي للجماعات المقاتلة ودوره في التغيير على الأرض حاليا، قال فورد: “من المهم بالنسبة لأمريكا الآن هو التنسيق بصورة قريبة جدا مع تركيا والسعودية وقطر في سبيل توصيل الدعم للجماعات غير الإرهابية ومنها صواريخ مضادة للدروع.”

 

وأضاق: “هناك حديث جار هنا في واشنطن عن كون بشار الأسد هو أفضل الخيارات السيئة، وهذا أمر مشين باعتبار أن بشار الأسد لا يمكنه استرجاع مناطق في دمشق ذاتها فكيف يمكنه مقاتلة مناطق النفوذ للدولة الإسلامية التي تبعد مئات الأميال إلى الشرق من دمشق مثل الرقة ودير الزور.”

 

المرصد: إصابة ضابط برتبة لواء بانفجار استهدفه بمنطقة ركن الدين في دمشق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أشار نشطاء سوريون، الأثنين،  إلى أن ضابطا رفيعا برتبة لواء في قوات النظام أصيب بجراح، ولقي أحد مرافقيه مصرعه وأصيب اثنان بجراح  في انفجار استهدفهم في منطقة ركن الدين وسط العاصمة دمشق.

 

ونقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي يرصد ويوثق الأحداث بسوريا، أن مدير إدارة الإمداد والتموين في قوات النظام أصيب الانفجار الذي أعقبه أصوات إطلاق رصاص.

 

ولم تشر وسائل الإعلام الرسمية السورية إلى الحادث حتى اللحظة.

 

القيادة المركزية: قصفنا مواقع “داعش” في “بير محلي” وما من مؤشرات على مقتل مدنيين بالغارات

اتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — نفى البنتاغون لـ CNN علمه بأي مؤشرات عن مقتل مدنيين خلال غارات جوية نفذتها طائرات التحالف الذي تقوده أمريكا، استهدف بها عدد من مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” في قرية بير محلي بريف محافظة حلب الخميس، بعيد اتهام نشطاء للتحالف بارتكاب “مجزرة” خلال القصف الذي راح ضحيته أكثر من 65 قتيلا ومفقودا.

 

وقال الناطق باسم القيادة المركزية الأمريكية لمراسلة الشبكة باربرا ستار، إن الضربات الجوية أسفرت عن تدمير عدد من مراكز لداعش ومقتل أكثر من 50 من مقاتليه في 30 إبريل/نيسان الفائت، لافتا إلى أن القوات الكردية التي كانت المنطقة تخضع لسيطرتها قبل “داعش” أكدت خلوها منذ أسابيع من المدنيين، مضيفا بان الجيش سيجري تحقيقات في هذا الشأن.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يوثق الأحداث داخل سوريا، قد أكد السبت الماضي مصرع 52 مدنيا على الأقل، وفقدان 13 آخرين،  جراء الضربات الجوية لطائرات التحالف، منددا “بأشد العبارات بهذه المجزرة تحت ذريعة وجود عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في القرية”، كما ” طالب الدول التي تنتمي إليها قوات التحالف، بإحالة مرتكبي هذه المجزرة للمحاكم، فيما نجدد مطالبتنا بتحييد المناطق المدنية عن كافة العمليات العسكرية من قبل كل الأطراف”، على حد قوله.

 

مشاركة الائتلاف في مشاورات جنيف لـ”إسقاط نظام الأسد بكل رموزه

روما (4 أيار/مايو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

ذكر الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض، سالم المسلط أن الهدف من مشاركة الائتلاف في المشاورات الثنائية التي تنطلق غداً في جنيف، هو “مناقشة وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية التي أقرها الائتلاف ووافقت عليها عدد من مكونات المعارضة السورية، والتي ترسم خارطة طريق للحل السياسي” في سورية

 

وأشار المسلط إلى أن “قرار الائتلاف بالذهاب لجنيف والمشاركة في اللقاءات لم يكن فردياً، حيث اجتمع الائتلاف مع عدد كبير من ممثلي الفصائل العسكرية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الثورية خلال عدة لقاءات تشاورية توصل من خلالها إلى اتفاق ينص على خمس نقاط أساسية لأي حل سياسي في سورية”، حسبما جاء في بيان للائتلاف

 

ولفت المسلط إلى أن “إسقاط نظام الإجرام والاستبداد بكل رموزه ومرتكزاته وأجهزته الأمنية يأتي في أولى تلك النقاط، وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية في مستقبل سورية، والتأكيد على ضرورة تنسيق العمل بين قوى الثورة والمعارضة السياسية والعسكرية، وحماية القرار الوطني المستقل مع الاستمرار بالتنسيق والتعاون مع حلفاء الثورة وأصدقائها”. كما تتضم تلك النقاط “الوقوف في وجه أي مخططات لتقسيم البلاد أو تأهيل نظام الإرهاب وإعادة إنتاجه، مع التأكيد أن يكون أي حل كاملاً وشاملاً لكل القضية السورية”، حسب البيان الصحفي للإئتلاف

 

ونوّه المسلط إلى أن “الائتلاف منفتح على أي حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة ووقف الدماء، ويهيئ لمرحلة انتقالية”، مشدداً على “إزاحة الأسد ورموز نظامه من أي عملية سياسية قادمة سواء كان ذلك على المدى القريب أم البعيد، فدور الأسد سقط في سورية مع سقوط أول شهيد برصاص نظامه المجرم”، على حد وصف البيان

 

معارض سوري: تغيّر بالموقف الأمريكي تجاه حصرية تمثيل المعارضة بالائتلاف

روما (4 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المنسق العام لهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في سورية وجود قناعة لدى الأمريكيين والأوربيين بضرورة عدم حصر تمثيل المعارضة السورية بالائتلاف، وضرورة توحيد رؤى وبرامج قوى المعارضة السورية المختلفة

وعن نتائج محادثاته مع المبعوث الأمريكي الخاص لسورية دانييل روبنشتاين ومسؤولين في الخارجية الفرنسية، قال المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أنهينا زيارة لباريس للقاء بهم، ولمسنا معطيات جديدة في الموقف مما نطرحه حول توحيد جهود المعارضة السورية ورؤاها، وعدم حصر هذا التمثيل بطرف واحد، لا الائتلاف ولا الهيئة، كما لمسنا قناعة تترسخ لدى الإدارة الأمريكية والخارجية الفرنسية حول أهمية دعم ومساندة وحدة رؤى المعارضة وتكامل جهودها، لأهميتها لوقف الحل الأمني العسكري والصراع المسلح والتطرف والعنف والتحول للمسار السياسي التفاوضي”، حسب ذكره

 

وعن المبادرات المطروحة بهذا الشأن قال “هي في الحقيقة ليست مبادرات بقدر ما هي نهج يقوى لدى المعارضة السورية لإنهاء الانقسام بينها لصالح الحل السياسي التفاوضي وفق بيان جنيف، وهناك دول اهتمت بذلك كمصر التي هيأت الفرصة للقاء والتشاور بدون تدخّل منها، ولمسنا حرصها على سورية دولة وشعباً، وحرصها على حصول انتقال ديمقراطي حقيقي يُنتج نظام تعددي في سورية، كما استلمت الهيئة دعوة سعودية لحضور مؤتمر الرياض ووافقت عليها قبل أن يتم تأجيله، وهذا الاهتمام دليل على بدء تحوّل الموقف العربي باتجاه الحل التفاوضي السياسي بدلاً من الحل العسكري المسلّح”، وأشار إلى أن الهيئة ستشارك في المشاورات التي دعا إليها المبعوث الأممي ستافان دي مستورا في جنيف وتبدأ اليوم، واعتبر اجتماعات موسكو “لا طائل منها” بسبب أن “الوفد الحكومي رفض مناقشة الرؤية الموحدة للمعارضة للحل وإجراءات بناء الثقة والقضايا الإنسانية” وقال إن الهيئة “وضعت حداً لها”، وفق تأكيده

 

وشدد المنسق العام للهيئة على أن المعارضة المسلحة المؤمنة بالحل السياسي يجب أن تكون جزءاً من الحل وقال “هؤلاء سوريون موجودون ًعلى الأرض، والروس والمصريون والمبعوث الأممي يبحثون عنهم لإشراكهم بالحل لأنهم طرف أساسي، ويجب أن تكون كل القوى العسكرية المعارضة التي ترى الحل السياسي ضرورة وسلاحها في خدمته طرفاً بأي مؤتمر لأنهم سيساعدوا على وقف إطلاق النار وإنجاح الحل التفاوضي السياسي، وهم حضروا كثيراً من لقاءاتنا، ويساعدوا فيما بعد بتطوير وهيكلة المؤسسة العسكرية والأمن الداخلي”، حسب قوله

 

كما شدد على ضرورة إشراك إيران بأي مفاوضان مقبلة وقال “نحن نؤمن بضرورة مشاركة جميع القوى العربية والإقليمية والدولية التي لها علاقة بالأزمة السورية، سواء لجانب النظام أم لجانب المعارضة، وهذه القوى شريكة أو قادرة على التأثير على أطراف الأزمة، ولهذا لا ينبغي استبعاد إيران أو تركيا والسعودية وقطر، وإن فاوضنا الوفد لحكومي يجب أن نُؤمّن التزام شركائه ولا يتم تعطيل الحل”، وفق رأيه

 

وحول المتوقع من اجتماع القاهرة قال عبد العظيم “لإنجاح هذا المؤتمر يجب أن تتحدد قبله مشاريع الأوراق التي سيتم طرحها، ومعرفة طبيعة اللجنة التي ستنبثق عنه، لجنة قيادية أم لجنة وفد تفاوضي أم لجنة متابعة إدارية، وهذا ضروري حتى نوفر الأسس الصحيحة لانعقاده” حسب تأكيده

 

ونفى وجود ما يهدد الهيئة بالانشقاق وقال “أحزاب الهيئة متماسكة، وبعض المستقلين الذين غادروا الائتلاف والهيئة يريدون أن يكونوا بديلاً عن الطرفين، ونحن لا نطرح نفسنا حزبا قائدا أو ممثلا شرعيا ووحيدا للمعارضة، ورحبنا بمن ترك الهيئة وشكّل تيار قمح، ودعوناهم للعمل بالهيئة كأحد أحزابها مع وعد بتمثيلهم بها، كما أننا على استعداد للتعامل معهم بأي عمل وطني”، على حد تعبيره

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى