أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 04 تشرين الثاني 2013

«الائتلاف» يرفض أي دور إيراني في «جنيف 2»

القاهرة – محمد الشاذلي ؛ لندن – «الحياة»

مع جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة، والتي تتناول تشجيع الاطراف المختلفة على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» وانعقاد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لدرس الأزمة السورية واعلان رئيس الائتلاف أحمد الجربا رفض اي دور لايران في «جنيف 2» استمر نظام الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه «حزب الله» ومقاتلو «لواء أبو الفضل العباس»، الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات أجنبية بتشديد القبضة والحصار على ريف دمشق والقرى المحيطة بها، وشدد القصف على ضواحي حلب انطلاقاً من مدينة السفيرة التي اعاد النظام احتلالها قبل يومين، واستمر في قصف مناطق حيوية من حمص وريفها في حين أصيبت المعارضة السورية بنكسة جديدة. وأعلن العقيد عبدالجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع لـ «الجيش الحر» استقالته من منصبه «احتجاجاً على «تآمر المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية والتراجع على الأرض والصراع بين أمراء الحرب».

وجدد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دعوته وتشجيعه المعارضة السورية للمشاركة في «جنيف 2» ورحب في كلمة أمام الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب أمس بمشاركة «الائتلاف» ونائب الموفد الدولي – العربي ناصر القدوة.

وكان العربي تسلم من وفد «الإئتلاف» قبل الاجتماع وثيقة تتضمن لائحة مطالب المعارضة قبل إقرار الذهاب إلى «جنيف 2».

وشرح العربي موقف الجامعة وتحركاتها قائلاً إنها استجابت لطموحات الشعب السوري نحو نظام سياسي تعددي وديموقراطي مع المحافظة على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، والدعوة لحقن الدماء السورية، وأهميته تزداد يومياً، ومطالبة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته باتخاذ موقف لحقن دماء السوريين.

وقال العربي إن الجامعة تريد إطلاق عملية سياسية تفاوضية تؤدي إلى بدء مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى مهام المرحلة الانتقالية، والمجلس مطالب اليوم بتوفير كل الدعم للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لحثه وتشجيعه على المشاركة في مؤتمر جنيف وكذلك دعم موقفه التفاوضي المطالب بالغطاء العربي لمشاركته في الإطار المطلوب لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي للأزمة السورية عبر المؤتمر. وأكد أن الجامعة ستستمر في بذل المساعي لتخفيف معاناة الشعب السوري داخليا وخارجيا جراء ما لحق به من قتل ودمار وتشريد.

وقال رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة وزير الخارجية الليبية محمد عبدالعزيز: «يكون لزاما على الجامعة ليس فقط متابعة التطورات ولكن أن تلعب دورا محوريا للإعداد لـ»جنيف 2». وانتهز هذه الفرصة للتعبير عن جزيل الشكر لكل الدول المستضيفة للنازحين ومنظمات الإغاثة العربية والدولية، واللفتة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين المتعلقة بالحملة الوطنية لجمع التبرعات».

ورحب وزير خارجية قطر خالد العطية بالمؤتمر مشترطا ألا يتحول إلى فرصة للنظام السوري في استمرار القتل، لكن أن يضع حدا نهائيا لهذه الأزمة. وقال «يتعين على الجامعة القيام بالتزاماتها أمام الشعب السوري وذلك عن طريق مجلس الأمن ومطالبته بإقرار وقف النار وإنشاء ممرات آمنة لإيصال المساعدات للشعب السوري».

وتحدث الجربا أمام الاجتماع، فقال إن الشعب السوري يقدر الدعم العربي ويعتبره دينا في عنقه ستحمله الأجيال لكنه استغرب أن يدعم البعض سفاحاً لا نظير له على مستوى العالم، وتساءل هل تستباح دماء السوريين؟ شارحا معاناة السوريين ومؤكداً أن لا دور لإيران في «جنيف 2». وقال «اتخذنا قرارانا بالمواجهة حتى الرمق الأخير لأن العالم وقد اختبرناه في الكيماوي ينام على سرير المصالح، والدماء تصرخ في سورية وامعتصماه». وطالب الوزراء «بدعم أكثر منكم». وقال «إذا كان المجتمع الدولي لا يستطيع فتح ممرات وانقاذ أطفال ونساء معتقلات كيف يستطيع تغيير هذا النظام».

ودعا الجربا الاجتماع إلى إعلان إيران دولة محتلة لسورية و»ميليشيا حزب الله» منظمات إرهابية ترتكب عمليات تطهير طائفي وتمارس عدواناً على دولة عربية عضو مؤسس في الجامعة، ووضع الدول الدائمة في مجلس الأمن أمام مسؤولياتها كون سورية عضو في الأمم المتحدة. وشدد على ان المعارضة لن تحضر محادثات السلام المقترحة في جنيف ما لم يكن هناك اطار زمني واضح لرحيل الرئيس الاسد.

وقال: «أطالبكم بقرار واضح بمد الشعب السوري بالسلاح إلى آن يتم الانتهاء من الإعداد لجنيف 2 وسنقدم ضمانات بأن هذا السلاح لن يصل للأيدي الخطأ».

ولم يحدد الجربا شروط الاشتراك في «جنيف 2»، لكنه تحدث عن ضمانات وإطار زمني محدد، ومشاركة موحدة للمعارضة، وأن ينتهي المؤتمر بنقل كامل للسلطة.

وسيقرر الائتلاف موقفه من المشاركة في المؤتمر في اجتماع الهيئة العامة لـ «الائتلاف» في اسطنبول يومي 9 و10 من الشهر الجاري.

وشارك في اجتماع مجلس الجامعة وزراء خارجية مصر والأردن والعراق والسودان وعمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وتونس. واقتصر تمثيل الإمارات، والبحرين على وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومثل السعودية نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، واقتصر التمثيل لدى بقية الدول على مندوبيها الدائمين لدى الجامعة.

في موازاة ذلك، أعاد العكيدي، أحد أبرز القادة العسكريين في الجيش الحر، اسباب استقالته الى «تعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور (…) ما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط السفيرة».

وحدد أسباب تنحيه بثلاثة تُختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين من أسماهم «أمراء الحرب».

وشن حملة على المعارضة قائلاً «أما أنتم الذين نصّبتم أنفسكم أولياء على هذا الشعب ممن تسمون أنفسكم مجازاً المعارضة (…) نقول هنيئاً لكم فنادقكم ومناصبكم، والله إنكم بالكاد تمثلون أنفسكم، فما كان منكم إلا التهاون بالدماء وعدم الارتقاء إلى مستوى المسؤولية: شتات ووهن واستكانة ولهث وراء المناصب تنفيذاً للأجندات وشراء للولاءات».

وخص قادة المعارضة المقيمين خارج سورية بالقول «أدرتم ظهوركم الى الداخل وانسلختم عنه في شكل كامل، فأنتم في واد والشعب في واد» ولم ينس «بعض قادة الألوية والفصائل» ممن أسماهم «أمراء الحرب الذين توجوا أنفسهم ملوكاً وأمراء على عروش وكيانات واهية»، وقال لهم «كفاكم تناحراً وتسابقاً على الزعامة والإمارة وحرصاً على الشهرة والتصوير ولهثاً وراء سراب الخارج وأجنداته واجتماعاته الواهنة التي لا تسمن ولا تغني من جوع».

وحيا في المقابل «الثوار المجاهدين الأبطال» الذين «سطروا أروع ملاحم البطولة والإباء بعيداً من الظهور والرياء»، معتبراً أن الأمل في الثورة معقود عليهم. وقال إنه يستقيل لإفساح المجال «لتولي دماء جديدة تضفي على المجلس نشاطاً وحيوية جديدة»، وإنه سيتابع «واجبي الثوري في باقي الميادين».

ميدانيا، استمرت لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات العنيفة جنوب دمشق بين القوات النظامية مدعومة من مقاتلين شيعة عراقيين ومن «حزب الله» ومجموعات من المعارضة المسلحة، تترافق مع قصف من قوات النظام لأحياء في جنوب العاصمة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأطلق مقاتلو المعارضة عدداً من قذائف الهاون على أحياء في وسط دمشق لم تؤدِّ إلى وقوع إصابات.

وقال المرصد «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر قوات جيش الدفاع الوطني و حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات أجنبية (معظمهم عراقيون) من جهة ومقاتلي الكتيبة الخضراء التي تعرف باسم كتيبة «الاستشهاديين» وكتائب أخرى مقاتلة من جهة أخرى في بلدة السبينة» جنوب دمشق. وأشار المرصد إلى وقوع «خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، مشيراً إلى «تنفيذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على مناطق في السبينة ومحور بلدة حجيرة».

ستة قتلى بينهم أطفال في تفجير سيارة مفخخة في ريف حمص وسط سورية

دمشق ـ أ ف ب

أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بمقتل ستة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة اطفال وأصيب نحو 40 آخرين الاثنين في تفجير سيارة مفخخة في بلدة الثابتية في ريف حمص وسط سورية.

وقالت الوكالة ان “إرهابيين فجروا سيارة مفخخة صباح اليوم على مدخل بلدة الثابتية (في ريف حمص الشرقي)، ما أدى الى استشهاد ستة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، واصابة 37 آخرين بجروح”.

ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد والاعلام الرسمي عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة.

وأشارت الوكالة الى ان التفجير “خلف حفرة عمقها نحو ثلاثة امتار وقطرها نحو عشرة امتار، وألحق اضرارا مادية كبيرة في منازل المواطنين”.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان التفجير ادى الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة اربعين آخرين. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” أن عدد الضحايا “مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطرة”.

وأشار الى ان البلدة التي تبعد نحو 12 كلم عن مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، “تقطنها غالبية شيعية”.

وشهدت مناطق عدة من سورية تفجيرات بسيارات مفخخة، بعضها يقودها انتحاريون، منذ بدء النزاع في البلاد منتصف آذار/مارس 2011.

وأدى النزاع السوري إلى مقتل اكثر من 120 الف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.

الأردن منع دخول المركبات السورية بعد ضبط محاولات إدخال أسلحة

عمّان ـ يو بي أي

كشف مصدر وزاري أردني، الإثنين، أن الأسباب التي دفعت الى منع المركبات السورية العاملة على خط دمشق ـ عمّان من دخول الأراضي الأردنية، تعود الى محاولات إدخال أسلحة الى البلاد.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ”يونايتد برس إنترناشونال”، إن قرار منع دخول السيارات العاملة على خط دمشق-عمان، يعود الى أن “الأجهزة الأمنية ضبطت أخيرا حالات كثيرة ومتعددة لمحاولات إدخال أسلحة (بنادق ومسدسات) إلى الأراضي الأردنية كانت مخبأة في المركبات السورية”.

وأضاف أنه “تم ضبط محاولات إدخال مخدرات وعملات مزورة أيضاً”، لافتا إلى توقيف المتورطين بهذه العمليات. وأوضح المصدر أن الهدف من القرار أيضاً هو “عدم زيادة أعداد المركبات التي تحمل لوحات تسجيل سورية في الأردن، إضافة إلى تخفيف الأعباء عن معبر جابر الحدودي جراء كثرة أعداد هذه المركبات المتواجدة داخل منطقة الحدود الأردنية”، لافتاً إلى أن القرار هو “أمني ـ إداري”.

وكانت السلطات الأردنية، منعت السبت الماضي المركبات العاملة على خط عمّان ـ دمشق من دخول الأراضي السورية، في حين سمحت لنظيرتها السورية بالوصول فقط إلى نقطة الحدود الأردنية من دون الدخول إلى أراضي المملكة.

وقال مسؤول أردني رفيع للوكالة، إن “السلطات الأردنية منعت المركبات الأردنية العاملة على خط عمّان ـ الشام من دخول الأراضي السورية وإلزامهم بتنزيل الركاب عند نقطة الحدود (جابر) ليتم نقلهم عبر مركبات سورية سمح لها فقط بالوصول إلى نقطة الحدود الأردنية من دون السماح لهم بدخول أراضي المملكة”.

ومعبر “جابر” الحدودي أو مركز “نصيب” الحدودي، هو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسورية، ويقع بين بلدة جابر الأردنية في محافظة إربد شمال المملكة، وبلدة نصيب السورية بمحافظة درعا جنوب سورية، كما يعتبر أكثر المعابر إزدحاما على الحدود السورية قبل بدء الأحداث في هذا البلد في آذار/ مارس 2011.

كيري: الأسد ليس جزءاً من المستقبل الخلاف والسعودية على التكتيك لا على الهدف

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الرياض في زيارة تهدف الى محاولة احتواء التوتر مع المملكة العربية السعودية، على خلفية الملفات السوري والايراني والمصري. واستبق كيري هذه الزيارة بمحطة في القاهرة اعلن خلالها انه قد تكون بين الولايات المتحدة والسعودية خلافات على سوريا، ولكنها تتعلق بـ”التكتيك” لا بالهدف وهو انتقال السلطة في هذا البلد.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي: “هناك بعض الدول التي كانت تريد من الولايات المتحدة ان تفعل شيئا في ما يتعلق بسوريا ولكننا فعلنا شيئا آخر”. واضاف: “اننا جميعا نشترك في الهدف وهو… تأليف حكومة انتقالية يمكنها ان تعطي شعب سوريا الفرصة لاختيار مستقبله… اننا كذلك نعتقد ان الاسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن ان يكون جزءا من ذلك … لا احد لديه اجابة عن السؤال كيف يمكن انهاء الحرب ما دام ان الاسد هناك… وتالياً قد تكون ثمة اختلافات (مع السعودية) على التكتيكات ولكن يجب ان نكون واضحين، ان واشنطن منخرطة بشكل عميق في عملية السلام وفي الاهمية الاساسية لحل القضية كما ان واشنطن منخرطة بشكل متعمق في دعم القدرة الدفاعية لدول عدة في المنطقة … وقد اوضح الرئيس باراك اوباما في خطابه ان واشنطن ستكون هناك من أجل الدفاع عن أصدقاءنا وشركائنا وسنكون هناك من أجل السعودية والامارات وقطر ومصر والاردن وغيرها ولن نسمح بالاعتداء عليها من الخارج ، ونقف معها ولدينا علاقات دفاعية كبيرة مع تلك الدول “.

وقلل مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم ذكر اسمه من امكان حصول خلاف كبير مع الرياض. لكنه قر بأن السعودية تعارض اي مشاركة إيرانية في محادثات السلام المقترحة لانهاء الصراع السوري. وقال إن السعودية عبرت ايضا عن قلقها من محادثات واشنطن اخيراً مع إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وأضاف ان كيري سيوضح للسعوديين أن ايران لن تكون موضع ترحيب في محادثات جنيف ما لم تؤيد اتفاقا سابقا يقضي بتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وأكد أن ايران “لم تفعل ذلك. ومن دون ذلك لا نستطيع حتى البحث في امكان مشاركتها… انها مسألة تتعلق بالتأكد من انهم يفهمون التفاصيل المتعلقة بمدى ثبات موقفنا”.

وأوضح انه في ما يتعلق بانهاء الازمة مع طهران بالنسبة الى برنامجها النووي “فنحن نتفق تماما وبشكل صريح مع السعوديين على بواعث قلقهم… نحن لا نميل على الاطلاق إلى تخفيف مواقفنا مما يفعله الإيرانيون لدعم العمليات الارهابية والجماعات الارهابية في انحاء المنطقة”.

رد سوري

ورداً على كلام كيري عن الاسد، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية: “يواصل جون كيري وزير الخارجية الاميركي الادلاء بتصريحات من شأنها احباط مؤتمر جنيف قبل انعقاده، وهي تدخل سافر في الشؤون السورية واعتداء على حق الشعب السوري في تحديد مستقبله… اذا كانت الولايات المتحدة صادقة بالتعاون مع روسيا الاتحادية في رعاية مؤتمر جنيف، فان على كيري ان يفهم ان الشعب السوري وحده صاحب الحق في اختيار قيادته ومستقبله السياسي دون أي تدخل خارجي… على كيري ان يدرك أن نجاح مؤتمر جنيف يتوقف على ارادة السوريين دون غيرهم بالتوافق في ما بينهم للعمل على وقف العنف والارهاب وتحقيق التسوية السياسية التي تقود الى أوسع مشاركة في رسم مستقبل سوريا”.

وزراء الخارجية العرب

في غضون ذلك، دعا مجلس جامعة الدول العربية خلال اجتماعه الطاريء في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية، جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” إلى الاستجابة للجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف – 2 والتعجيل بتأليف وفدها لحضور هذا المؤتمر.

وأكد المجلس في ختام اجتماعه برئاسة وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز والذي ناقش تطورات الوضع في سوريا والجهود الدولية والمساعي العربية المبذولة لعقد مؤتمر جنيف – 2 ، الموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري وموقفه التفاوضي المطالب بالضمانات الدولية اللازمة لرعاية وانجاح مسار الحل السلمي التفاوضي لمؤتمر جنيف – 2 وبما يكفل التوصل إلى اتفاق على تأليف هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقا لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012 والذي أقر بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2118 لسنة 2013.

وأكد المجلس ضرورة تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة بما فيها السلطة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية خلال فترة زمنية محددة وبالتوافق بين جميع الأطراف، والتوصل إلى إقامة نظام سياسي ديموقراطي تعددي أساسه المساواة في الحقوق وسيادة القانون وعدم التمييز بين المواطنين بسبب انتماءاتهم الطائفية أو العرقية أو الدينية أو اللغوية أو غير ذلك ويتم فيه تداول السلطة بشكل سلمي ديموقراطي وتعددي، وتشمل المرحلة الانتقالية صياغة دستور جديد للبلاد يقر عبر الاستفتاء العام بحيث تنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات نيابية ورئاسية في إطار الدستور.

وعبر المجلس عن دعمه لمهمة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي وما يقوم به من جهود مع تأكيد ضرورة تضافر الجهود ومواصلة المساعي العربية والدولية لضمان عقد مؤتمر جنيف – 2 في أقرب الآجال.

وكان رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قال في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، إن الائتلاف “لن يشارك في جنيف – 2 إلا بشرط نقل السلطة كاملة”، مضيفا أن الائتلاف لن يشارك أيضا في حال حضور إيران المؤتمر. وأشار الى أن “الشعب السوري يواجه نظام الملالي ونقاوم إحتلالا لا يرحم”.

طهران

 في طهران، أعلن أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيزور تركيا في كانون الاول المقبل. كما جاء في الصفحة الشخصية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي.

وأوردت وكالة “فارس” الإيرانية للانباء استنادا الى المصدر عينه أنه من المقرر أيضا أن يقوم أردوغان بزيارة لإيران خلال 2014 .

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أورد في صفحته الشخصية بموقع “فايسبوك” اخيراً أنه تقرر خلال زيارته لتركيا، أن يزور أردوغان إيران في كانون الثاني 2014 كما أن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيزور بعد ثلاثة أسابيع طهران للمشاركة في اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي “اكو” واجراء محادثات ثنائية مع الجانب الإيراني.

لاءات إجهاض جنيف2!

فادي الداهوك

 أعلنت جامعة الدول العربية خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، والمتعلق بسوريا، دعمها لمهمة المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي، لعقد “جنيف 2”. إعلان كان بمثابة الرضوخ لرغبة دولية واضحة في السير قدماً نحو عقد المؤتمر، وذلك بعد سلسلة من التحليلات والتكهنات، إحدها قال إن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة سيكون غطاءً لعقد جنيف 2، وآخر كان يرى أنه غطاءً لعدم عقد جنيف 2.

لعل الحقيقة هي أن جامعة الدول العربية عاجزة عن الخيارين.  الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بدا عاجزاً أكثر من أي وقت مضى. الرجل لم يكن لديه ما يقوله، سوى التمنيات بالحفاظ على وحدة سوريا، والأسف على مطالبةِ مجلس الأمن لإقرار وقف شامل لإطلاق النار “لم يطبق للأسف” على حد تعبيره.

 وبدعم الجامعة العربية لمهمة المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أصبحت الكرة في ملعب المعارضة. الأخيرة ومنذ ظهورها، لا تزال تحبو في ملعب السياسة. متناقضة، متشرذمة، غير متفقة، وأوصاف كثيرة، جعلتها تجيد الهروب إلى الأمام أكثر من النظام، بل أكثر من ذلك إنها اليوم تضع الشروط باسم شعب لا يعرف أسماء رموزها.

 رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، أحمد عاصي الجربا، أعلن في كلمته أمام وزاء الخارجية العرب، أن الائتلاف اتخذ قراراً “بالمواجهة حتى الرمق الاخير”. وذكّر الجربا بخطورة إيران على المنطقة ودورها في سوريا، داعياً المجتمع الدولي، إلى إعلانها “دولة محتلة لسوريا”.

  كذلك أطلق الجربا خلال كلمته جملة من الشروط/المعوقات التي تحول دون موافقة الائتلاف على حضور “جنيف 2”. لا مشاركة في مؤتمر جنيف 2 بحضور إيران، لا مشاركة في المؤتمر إن لم يستطع المجتمع الدولي تطبيق جنيف1، ولا مشاركة في المؤتمر إن لم يكن مرتبطاً بجدول زمني محدد لرحيل النظام.  لاءات اختصرها الجربا بعبارة واحدة “لا ضمانة ترجى من عاجز”.

 هكذا إذاً صعد الائتلاف قبيل يوم من الاجتماع الذي ستعقده الولايات المتحدة وروسيا بحضور الإبراهيمي، لمناقشة بـ”جنيف 2″ وحسم ما إذا كان المؤتمر سيعقد في الشهر الحالي أم سيتم تأجيله. وهو ما كان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن عنه في تصريحات سابقة.

 تصعيد قد يكون مرتبطاً  بعجز الائتلاف عن دفع جامعة الدول العربية إلى تبني موقفه من جنيف 2 بالكامل، اذ كان المعارض السوري، فايز سارة، قال في حديث لـ”المدن” سبق اجتماع وزراء الخارجية العرب بساعات قليلة، أن “زيارة وفد الائتلاف إلى القاهرة للقاء وزراء الخارجية العرب، كانت من أجل دفع الجامعة العربية لتبني موقف ورؤية الائتلاف من جنيف 2″،  وذلك بهدف تعزيز موقف الائتلاف سياسياً قبل “جنيف 2”. وأضاف أن “رؤية الائتلاف قائمة على بيان لندن مع بعض الإضافات”.

 كذلك لفت سارة إلى أن الإئتلاف “لم يتبنَ التوصية التي قدمها المجلس الوطني له في ما يتعلق بتغيير الابراهيمي بعد أن كان المجلس طلب من الائتلاف عرضها على جامعة الدول العربية لتغيير الابراهيمي”.

وكشف سارة لـ”المدن” عن “مباردة أطلقها اتحاد الديموقراطيين السوريين من أجل عقد مؤتمر حوار وطني لقوى الثورة، السياسية والعسكرية، وعدد من الشخصيات، بهدف التباحث في جنيف 2″، وأكد أن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، تبنى المبادرة”.

 في موازاة استمرار التخبط داخل المعارضة في ما يتعلق بجنيف 2، كان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يحاول تجديد تطميناته لها بقوله في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري نبيل فهمي، إن “الأسد لا يمكنه أن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية”. وهو ما اعتبره مسؤول في وزارة الخارجية السورية، محاولة لإفشال مؤتمر “جنيف 2″، فيما رد رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، على تصريح كيري في حديث على قناة العربية قائلاً: “المعارضة السورية تريد ضمانة كتابية وتثبيتاً لكلام كيري ميدانياً بألا يكون هناك دور للأسد بعد مؤتمر جنيف2”.

 يحدث هذا في وقت يزداد فيه قلق دول الجوار من تداعيات الأحداث في سوريا. الرئيس التركي، عبدالله غول،  حذر من أن تصبح سوريا “أفغانستان متوسطية”، وذلك في لقاء مع صحيفة “الغارديان”، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يكون “موقفه متصلباً جداً في ما يخص سوريا”.

 وفيما يستمر النزوح السوري بسبب القصف والاشتباكات، لا تتوقف شكاوى الدول المحذرة منه، إذ أطلق الملك الأردني، عبدالله الثاني، ما يشبه التهديد إن لم يتدخل المجتمع الدولي بمساعدة الأردن في مسألة اللاجئين.وقال في تصريحات نقلتها وكالة “فرانس برس” إذا لم يسارع المجتمع الدولي لمساعدتنا في تحمل أعباء الأزمة السورية، فإنني أكرر وأؤكد بأن الأردن قادر على اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحمي مصالح شعبنا وبلدنا”.

«السفير» تنشر وقائع اجتماع القاهرة لتغطية مشاركة «الائتلاف»

العرب إلى «جنيف 2» بقرار أميركي!

كتب المحرر الديبلوماسي:

أعطت جامعة الدول العربية التغطية السياسية المطلوبة منها لـ«جنيف 2»، بدعوتها «الائتلاف السوري» المعارض، أمس، للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد بمبادرة أميركية – روسية وبرعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبمشاركة عدد من العواصم الدولية والإقليمية، فضلا عن ممثلي النظام السوري والمعارضة السورية التي تواجه حتى الآن معضلة وفدها المفاوض.

ويمكن القول إن الاجتماع الوزاري العربي، الذي اتفق مبدئياً على عقده على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم تثبيت موعده بطلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماعه بوفد «الائتلاف الوطني السوري» في باريس، هو أول خطوة عملية على الطريق إلى «جنيف 2»، إلا إذا اتخذ النظام موقفاً مغايراً، خاصة في ضوء المعطيات الميدانية المتسارعة لمصلحته في ريفي حلب ودمشق.

ولوحظ أن كيري حاول استرضاء السعودية قبل ساعات من وصوله إليها، معتبراً، في القاهرة، أن الخلاف بينهما يتمحور حول «التكتيك» وليس الهدف النهائي وهو انتقال السلطة في سوريا، مكرراً أن الرئيس بشار «الأسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن أن يكون جزءاً من ذلك»، فيما سارعت دمشق للرد عليه، معتبرة أن من «شأن تدخله السافر في الشؤون السورية إفشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده». (تفاصيل صفحة 17)

وتشكل دعوة الجامعة العربية، إشارة واضحة إلى اجتماع اسطنبول في التاسع من تشرين الحالي، للقبول بالذهاب إلى «جنيف 2»، خاصة في ضوء قوة الدفع الأميركية ـ الروسية من جهة وتراجع دور بعض القوى الإقليمية المتحفظة، ولا سيما السعودية، من جهة ثانية.

وقد بيّن اجتماع القاهرة أن غالبية قوى المعارضة المنخرطة في «الائتلاف» تريد المشاركة إذا ترك أمر اتخاذ القرار لها، وهي أرادت من وزراء الخارجية العرب أن يوفروا لها المظلة التي تحفظ لها ماء الوجه، وتشجيع بعض المترددين للتصويت لمصلحة المشاركة، ما يعني أن الأميركيين باتوا حتى الآن يملكون أكثر من النصف زائداً واحداً في «الائتلاف» إذا تم التصويت لمصلحة الذهاب إلى «جنيف 2».

وعبرت المداخلة التي قدمها الديبلوماسي الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة، بوصفه مساعد الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، في اجتماع القاهرة عن وجود قرار دولي حاسم بالذهاب إلى «جنيف 2»، بدليل أنه عرض لآلية المشاركة وجدول أعمال الاجتماع التحضيري الذي سيعقد في جنيف يوم غد. وقال القدوة إن اجتماع جنيف التحضيري سيحسم جدول أعمال «جنيف 2» والدول التي ستشارك، فضلا عن هوية الوفد المعارض، بعد أن حسم النظام السوري أمر مشاركته ومن سيمثله.

وبينت الدعوات إلى الاجتماع التحضيري طبيعة الدول التي ستشارك في «جنيف 2»، وبينها لبنان الذي تلقى وزير خارجيته عدنان منصور دعوة للمشاركة في اجتماع الخبراء، وكلف السفيرة نجلا رياشي عساكر تمثيل لبنان فيه.

ووفق مداخلة القدوة، في الاجتماع المغلق، فإن «جنيف 2» سيعقد على مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى جلسات عمل على مستوى وزراء الخارجية المدعوين، بالإضافة إلى ممثلي النظام والمعارضة في سوريا. أما المرحلة الثانية، فتكون محصورة بأطراف الأزمة السورية ويترأسها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويشارك فيها أيضاً وزير خارجية الولايات المتحدة ووزير خارجية روسيا بصفتيهما يمثلان الدولتين المبادرتين إلى الدعوة للمؤتمر.

وإذا كان الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي قد غاب عن اجتماع القاهرة، إلا أن محصلة جولته الأخيرة، عبّرت عنها مداخلات المشاركين وكذلك مداخلة مساعده ناصر القدوة. وبدا واضحاً أن جون كيري الذي زار القاهرة، صباح أمس، وانتقل منها مساء إلى الرياض، نجح في الضغط على السعوديين من أجل خفض سقفهم السياسي، ولو أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد غاب عن الاجتماع بالإضافة إلى وزيري خارجية البحرين ودولة الإمارات، حيث تمثلوا إما من خلال مندوبيهم في الجامعة العربية أو على مستوى وزراء الدولة.

وكان لافتا للانتباه في كل مجريات اجتماع القاهرة من ألفه إلى يائه، حرص الأمين العام نبيل العربي وممثلي السعودية على مسايرة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، بدءاً من دعوته ووفده الذي ضم ميشال كيلو وبرهان غليون وهيثم المالح، إلى الجلوس في المنصة الأساسية إلى جانب الأمين العام ورئيس الدورة، مروراً بإعطائه أول كلمة على مستوى الوفود، وصولا إلى مطالبة السعوديين بدعوة الجربا إلى الاجتماع عند صياغة البيان الختامي للأخذ بملاحظاته، وهي النقطة التي رفضها عدد كبير من الوزراء المشاركين، وأحدثت هرجاً ومرجاً انتهى بالطلب من المندوب السعودي أن يخرج من القاعة ويطلع الجربا وزملائه «الائتلافيين» على البيان، وكانت النتيجة الموافقة بعد دقائق قلية على البيان من دون تعديل حرف أو فاصلة أو نقطة فيه!

افتتاح الاجتماع

وقال العربي، في الجلسة الافتتاحية، إن «الهدف من الاجتماع توفير كل الدعم للائتلاف الوطني لتشجيعه على المشاركة في جنيف 2 ودعم موقفه التفاوضي المطالب بالغطاء العربي لهذه المشاركة».

وأكد وزير الخارجية القطري خالد العطية، بصفته رئيس اللجنة العربية المعنية بمتابعة الملف السوري، ترحيب بلاده «بعقد مؤتمر جنيف 2»، إلا انه شدد على ضرورة اتخاذ «موقف عربي موحد بشأن عملية التفاوض» حتى لا يتم إعطاء «فرصة أخرى للنظام السوري للتلاعب بالشعب السوري».

وقال احمد الجربا، أمام المؤتمر، إن «المعارضة اتخذت قرارا ألا تدخل المؤتمر إلا موحدة». وأضاف «لا جنيف 2 من دون وضوح في الهدف مقروناً بجدول زمني محدد ومحدود ولا لحضور المحتل الإيراني على طاولة التفاوض، وإعلان إيران دولة محتلة لسوريا بالإضافة إلى إعلان حزب الله، المسمّى لبنانياً، ولواء أبا الفضل العراقي منظمات إرهابية».

وأكد الجربا أن «جدية المفاوضات ونجاحها يستدعيان مجموعة من العوامل أهمها إعلان الأمين العام للأمم المتحدة والدول الراعية وكافة الأطراف المعنية التزامها الواضح بالتوصل إلى تطبيق كامل لبيان جنيف 1، وإعلان النظام قبوله بأن هدف المؤتمر هو نقل السلطة كاملة إلى هيئة حكم انتقالية تتمتع بكامل السلطات والصلاحيات بما فيها السلطات الرئاسية التي ينص عليها الدستور السوري الحالي». وكرر مطالب «الائتلاف» لحضور المؤتمر وخصوصا وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات. وطالب «الدول العربية بقرار واضح بمد الشعب السوري بالسلاح»، مضيفاً «نحن على استعداد لتقديم كل الضمانات ألا يصل هذا السلاح إلى الأيدي الخطأ».

وبعد خروج الصحافيين أعطي الكلام لعدد من وزراء الخارجية، وأولهم وزير خارجية العراق هوشيار زيباري الذي خاطب الجربا قائلا: أنت رفعت سقف المطالب والشروط وهذا الخطاب ليس في مصلحة «جنيف 2» والثورة السورية، وأنا أدعوكم للتواضع لأن فرصة «جنيف 2» لن تتكرر. وأخذ على الجربا أنه تحدث عن المقاتلين الآتين من لبنان والعراق وايران بينما أهمل ذكر آلاف المقاتلين الآتين من شتى أنحاء العالم للقتال الى جانب المعارضة.

ورد الجربا على انتقاد زيباري له لمطالبته مجدداً بتسليح المعارضة، وقال له «لو لم يتدخل الأميركي والبريطاني قبل عشر سنوات في العراق، لكان طارق عزيز جالساً مكانك في هذه القاعة».

واتهم الجربا الحكومة العراقية بتهريب ألف سجين من تنظيم «القاعدة» من السجون العراقية الى سوريا، واتهم النظام السوري بالتواطؤ مع تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش)، وخاصة في منطقة الرقة.

ورد زيباري على الجربا بهدوء، ونصحه مجدداً «بذهاب الائتلاف الى جنيف 2، والا ستخسرون كل شيء».

وسأل ممثل سلطنة عمان الجربا عما اذا كان سيذهب الى «جنيف 2» أم لا، فيما ركز وزير خارجية لبنان عدنان منصور على أهمية انعقاد «جنيف 2» ونتائجه، مشدداً على أن الحل في سوريا لا بد ان يكون سياسياً، وعلى أنه «من غير المسموح فشل المؤتمر».

وسأل منصور عن «مصير الفصائل المسلحة التي أعربت عن عدم رغبتها الذهاب إلى جنيف 2 ورفضها التفاوض مع النظام وتأثيرها على نتائج المؤتمر»، مضيفاً «ماذا سنفعل إذا كان قسمٌ من المعارضة لا يريد المشاركة في المفاوضات؟».

وقال المندوب السعودي انه لم يتم تنفيذ مقررات «جنيف 1» ونحن نتحدث كلنا اليوم عن «جنيف 2»، لذلك علينا أن نترك للمعارضة السورية حرية اتخاذ القرار بالمشاركة أو عدمها في المؤتمر. كذلك أبدى المندوب البحريني خشيته من أن يكون مصير «جنيف 2» مثل مصير «جنيف 1.»

وبعد مداخلات سريعة لعدد من المشاركين، طلب العربي من الجربا وممثلي «الائتلاف» الخروج من القاعة، وقال للحاضرين إن فكرة الاجتماع الوزاري ولدت بعد لقائه الجربا في نيويورك حيث ابلغه أن معظم أعضاء «الائتلاف» غير موافقين على «جنيف 2»، وأن الحل يكون بإصدار قرار عربي بدعوة المعارضة لقبول المشاركة.

وقال العربي انه عندما التقى الجربا بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في باريس، اتفقا على أن يأخذ رئيس «الائتلاف» بيان القاهرة ويضعه على طاولة المشاركين في اجتماع اسطنبول نهاية الأسبوع الحالي (السبت).

وبعد ذلك صوت المشاركون على البيان الذي دعا «جميع أطراف المعارضة السورية، بقيادة الائتلاف الوطني السوري، إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2، والتعجيل بتشكيل وفدها لحضور هذا المؤتمر».

وأكد «الموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري وموقفه التفاوضي المطالب بالضمانات الدولية اللازمة لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي التفاوضي لمؤتمر جنيف 2، وبما يكفل التوصل إلى الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وفقا لبيان جنيف الصادر في 30 حزيران العام 2012، والذي جرى إقراره بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118».

وشدد الوزراء على «ضرورة تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة، بما فيها السلطة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وذلك خلال فترة زمنية محددة وبالتوافق بين جميع الأطراف، والتوصل إلى إقامة نظام سياسي ديموقراطي تعددي، ويتم فيه تداول السلطة بشكل سلمي ديموقراطي وتعددي، وتشمل المرحلة الانتقالية صياغة دستور جديد للبلاد يقر عبر الاستفتاء العام، بحيث تنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إطار الدستور». ولم يأت الوزراء العرب على ذكر مصير الأسد ودوره في العملية الانتقالية.

وعبّر عن «دعمه لمهمة الإبراهيمي وما يقوم به من جهود، مع التأكيد على ضرورة تضافر الجهود ومواصلة المساعي العربية والدولية لضمان عقد مؤتمر جنيف 2 في أقرب الآجال».

كيري في السعودية: خلافنا حول سوريا تكتيكي

حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، استرضاء السعودية قبل ساعات من وصوله إليها، معتبراً، في القاهرة، أن الخلاف بينهما يتمحور حول «التكتيك» وليس الهدف النهائي وهو انتقال السلطة في سوريا، مكرراً أن الرئيس بشار «الأسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن أن يكون جزءاً من ذلك»، فيما سارعت دمشق للرد عليه، معتبرة أن من «شأن تدخله السافر في الشؤون السورية إفشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده».

وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي في القاهرة، إن الولايات المتحدة ربما تكون بينها وبين السعودية خلافات حول سوريا ولكنها تتعلق بـ«التكتيك» وليس بالهدف، وهو انتقال السلطة في هذا البلد. وأوضح كيري، الذي استقبله نظيره السعودي سعود الفيصل في مطار الرياض، على أن يلتقي الملك عبد الله اليوم، «هناك بعض الدول التي كانت تريد من الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً في ما يتعلق بسوريا ولكننا فعلنا شيئا آخر». وأضاف «إننا جميعا نشترك في الهدف، وهو تشكيل حكومة انتقالية يمكنها أن تعطي شعب سوريا الفرصة لاختيار مستقبله». وتابع «إننا كذلك نعتقد أن (الرئيس بشار) الأسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن أن يكون جزءاً من ذلك. لا أحد لديه إجابة على السؤال كيف يمكن إنهاء الحرب طالما أن الأسد موجود هناك» في السلطة.

وسارع مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية إلى الرد على كيري. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المصدر «يواصل كيري الإدلاء بتصريحات من شأنها إفشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده، وهي تدخل سافر بالشؤون السورية واعتداء على حق الشعب السوري في تحديد مستقبله». وأضاف «إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بالتعاون مع روسيا في رعاية مؤتمر جنيف، فإن على كيري أن يفهم أن الشعب السوري وحده صاحب الحق في اختيار قيادته ومستقبله السياسي من دون أي تدخل خارجي».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي في ختام مباحثات بين وزراء خارجية ودفاع روسيا واليابان في طوكيو أمس الأول، «هناك الكثير من المحاولات التي تهدف لإفشال جنيف 2، وترمي إلى تشويه مضمونه وتوجيهه إلى مسار غير واقعي سيؤدي بالوضع إلى مأزق».

من جهة ثانية، حذر الرئيس التركي عبدالله غول، في مقابلة نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس، من أن سوريا قد تصبح «أفغانستان متوسطية» اذا ما ظل المجتمع الدولي مكتوف الأيدي.

(«سانا»، ا ف ب، رويترز)

السعودية ترفض اقتصار معالجة الأزمة السورية على إزالة الأسلحة الكيماوية

الرياض- (يو بي اي): دعت المملكة العربية السعودية الاثنين، مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة عدم اقتصار معالجة الأزمة السورية على إزالة الأسلحة الكيماوية.

وقال وزير الثقافة والأعلام السعودي عبدالعزيز خوجه، في بيان، عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز “إن مجلس الوزراء شدد على الموقف الثابت للمملكة وهو الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها”.

كما دعا المجلس إلى “أهمية اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته إزاء التعامل مع الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة وعدم اقتصار معالجة الأزمة على مسألة إزالة الأسلحة الكيماوية”.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اعلنت الاسبوع الماضي أن “سوريا دمرت كل معدات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيميائية المعلنة”

واوضح أن “مجلس الوزراء (السعودي) نوه بالموقف العربي الداعم للإئتلاف الوطني السوري وموقفه التفاوضي المطالب بالضمانات الدولية اللازمة لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي التفاوضي لمؤتمر جنيف 2 وبما يكفل التوصل إلى الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقا لبيان جنيف في 30 يونيو 2012 الذي أقره مجلس الأمن”.

وقال البيان الحكومة السعودية “إنها اطلعت على تقرير عن الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية حول تطورات الأوضاع في سوريا”.

وكان مجلس جامعة الدول العربية الوزاري الطارئ، الذي عقد، مساء الأحد، قرر دعوة جميع أطراف المعارضة السورية، بقيادة الائتلاف السوري لقوى المعارضة السورية، إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر (جنيف 2)، والتعجيل بتشكيل وفدها المفاوض لحضور المؤتمر.

الأكراد يسيطرون على 19 قرية في شمال سوريا اثر اشتباكات مع الجهاديين

بيروت- (ا ف ب): سيطر مقاتلون أكراد على 19 قرية في ريف مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في شمال سوريا، اثر اشتباكات متواصلة منذ يومين مع مقاتلين جهاديين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

وقال المرصد في بريد الكتروني “سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي في شكل كامل على 13 قرية ومنطقة جديدة في ريف مدينة راس العين على الطريق الواصل بين مدينتي راس العين والحسكة” في شمال شرق سوريا، والذي يمر بمدينة تل تمر الواقعة على مسافة 40 كلم جنوب راس العين.

واوضح انه “بذلك يرتفع عدد القرى التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردي منذ بدء الاشتباكات قبل نحو يومين إلى 19 قرية، عقب اشتباكات عنيفة لمقاتلي وحدات الحماية، مع الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة (المرتبطتان بالقاعدة) ومقاتلين من كتائب أخرى”.

واشار إلى ان الدولة الاسلامية وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة “قامت بحشد مقاتليها من محافظات مجاورة للحسكة في منطقة راس العين”، في محاولة لاستعادة المناطق التي فقدت السيطرة عليها.

وتدور منذ اسابيع اشتباكات بين الطرفين في شمال شرق سوريا، تمكن الاكراد خلالها من طرد الجهاديين من مناطق عدة ابرزها مدينة راس العين. كما سيطر الاكراد بشكل كامل في 27 تشرين الاول/ اكتوبر على بلدة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق اثر اشتباكات عنيفة.

ويرى محللون ان الاكراد يسعون الى تثبيت سلطتهم الذاتية على الارض والموارد الاقتصادية في المناطق التي يتواجدون فيها، ومنها الحكسة الغنية بالنفط، في استعادة لتجربة اقرانهم في كردستان العراق.

ويعتبر الاكراد المناطق الممتدة في شمال سوريا من نهر دجلة حتى البحر الابيض المتوسط غربا، وعلى اطراف محافظتي حلب (شمال) واللاذقية (غرب)، مناطق “غرب كردستان”.

اما “الدولة الاسلامية” التي يتزعمها العراقي أبو عمر البغدادي، فتسعى الى بسط سيطرتها على المناطق الحدودية مع تركيا والعراق، وطرد اي خصم محتمل لها منها، بحسب محللين.

الائتلاف السوري يبدي استعداده لعقد لقاء تقني مع ممثلي النظام بهدف إيصال مساعدات

دمشق- (د ب أ): قال “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية، إنه مستعد لإرسال وفد من التقنيين والفنيين العاملين بإحدى وحداته للقاء ممثلين تقنيين عن النظام السوري ومندوبين عن الأمم المتحدة.

وذكر الائتلاف، في بيان صادر عنه الاثنين، أن نقاشاً جرى بين ما وصفه بالمجموعة الدولية وروسيا “حول موضوع إيصال المعونات الإغاثية للمناطق المحاصرة وبحث موضوع عقد لقاء تقني بين مندوبين تقنيين مرسلين من قبل الائتلاف من بين العاملين في وحدة تنسيق الدعم ومندوبين تقنيين من جانب النظام ومنظمات الأمم المتحدة”.

وأعرب الائتلاف عن الاستعداد “لإرسال وفد من التقنيين والفنيين العاملين في مجال العمل الإنساني في وحدة تنسيق الدعم لدراسة إمكانية وطرق السماح بالمرور الآمن للقوافل الإغاثية مع المنظمات الدولية الإنسانية والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي مع إمكانية وجود وفد من الهلال الأحمر السوري لبحث التفاصيل اللوجستية والفنية مع المعنيين الدوليين في الملف الإنساني”.

وأشار البيان إلى أنه “تم التأكيد للمجموعة الدولية أن الوفد لن يضم أعضاء شخصيات سياسية من الائتلاف”، مضيفا أنه “حتى هذه اللحظة لم يتلق الائتلاف أي طلب رسمي أو غير رسمي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من الطرف الروسي للتواصل بهذا الشأن”.

وذكر الائتلاف أن هذا الملف “يتعلق بمسألة إنسانية بامتياز″ مشددا على أهمية “الوصول إلى صيغة دولية ملزمة للنظام بهذا الصدد”.

ولفت البيان إلى أن “فك الحصار والسماح للقوافل الاغاثية والإنسانية بالمرور واحدا من أهم الأهداف التي يسعى الائتلاف الوطني السوري إلى تحقيقها وسيستمر بمواصلة المطالبة بهذا الحق الطبيعي والمشروع بشتى السبل من أجل رفع المعاناة عن شعبنا والتزاماً منا بإعلاء الصوت لفضح ممارسات النظام الهمجية”.

تركيا تصادر مواد كيميائية مشبوهة على الحدود مع سوريا

انقرة- (ا ف ب): ضبطت السلطات التركية على الحدود السورية كمية كبيرة من المواد الكيميائية التي يمكن استخدامها في انتاج أسلحة واعتقلت مشبوها، كما أعلن الجيش التركي مساء الأحد.

واوضحت رئاسة هيئة أركان الجيش في بيان أن عملية المصادرة جرت السبت في بلدة الريحانية في جنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا حيث حاولت قافلة من ثلاث سيارات عبور الحدود بصورة غير قانونية.

ولم يتمكن رجال الدرك من توقيف السيارات الا بعد استخدام اسلحتهم واطلاق النار على عجلاتها ما دفع بسائقيها الثلاثة الى الفرار نحو سوريا.

واضاف الجيش انه تم توقيف احدهم، من دون الكشف عن جنسيته.

والشحنة التي تمت مصادرتها وتضم كبريتا ومادة غير محددة، تخضع للفحص حاليا من قبل متخصصين في الجيش، بحسب البيان.

وتدعم تركيا المعارضين المسلحين في النزاع الدائر في سوريا منذ اذار/ مارس 2011 ضد نظام الرئيس بشار الاسد لكنها نفت على الدوام تزويدهم اسلحة.

والخميس الماضي، اعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الاسلحة الكيميائية المعروفة التي يملكها الجيش السوري خضعت للتفتيش وختمت بالشمع الاحمر واعتبرت مواقع انتاجها غير قابلة للاستخدام.

ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية مكلفة الاشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بموجب قرار من مجلس الامن الدولي أبعد التهديد بشن ضربات جوية اميركية ضد سوريا كانت متوقعة في اعقاب هجوم دموي بالاسلحة الكيميائية في 21 اب/ اغسطس قرب دمشق نسب الى النظام الذي نفى اي تورط له فيه.

صحيفة سعودية: حزب الله يرفع جاهزيته بمقاتلين جدد استعدادا لمعارك أحياء جنوب دمشق

الرياض- (د ب أ): ذكرت تقارير صحفية أسبوعية الاثنين أن حزب الله اللبناني رفع من جاهزيته تمهيداً للمشاركة في معركةٍ من المتوقع أن تشهدها الأحياء الجنوبية بدمشق خلال أيام، لقطع طريق الإمداد من وإلى لبنان.

وقالت مصادر لصحيفة (الوطن) السعودية إن حزب الله وضع أكثر من 30 ألف مقاتلٍ على أهبة الاستعداد للمشاركة في معارك “القلمون”، وهي المنطقة التي يسعى نظام دمشق للسيطرة عليها لقطع طرق إمداد المعارضة المسلحة بالسلاح من الحدود اللبنانية ، نظرا لإطلالة المنطقة على الحدود اللبنانية، إضافة إلى وقوعها على طريق حمص – دمشق، وهو ما يزيد من أهمية المنطقة بالنسبة لطرفي النزاع في سورية.

وأفصحت المصادر عن قرابة عشرة آلاف من المقاتلين الجدد ، الذين لم يشاركوا من قبل في القتال بسورية.

ومن المفترض أن يشارك عناصر حزب الله “الجدد” في معركة القلمون بجانب الآلاف من العناصر الأخرى التابعة للحزب ، وهي المعركة التي يراها مراقبون بأنها الفاصلة في الحرب الدائرة بسورية منذ قرابة الثلاثة أعوام.

وحذرت المصادر مما سمته (محرقة جنوب دمشق)، وهي المنطقة التي يقع بها القلمون، نظراً للحشود العسكرية التي يضعها النظام في تلك المنطقة.

الائتلاف يرفض حضور ايران جنيف 2

مؤتمر وطني عام للمعارضة السورية في 23 الجاري

لندن ـ ‘القدس العربي’: علمت ‘القدس العربي’ من مصادر مطلعة في المعارضة السورية أنها قررت عقد اجتماع تشاوري لها يكون بمثابة مؤتمر وطني تحضره فعاليات سياسية ومدنية وعسكرية ليكون اطاراً وطنياً عاماً لمناقشة امكانية موافقتها او رفضها للمشاركة في مؤتمر جنيف 2.

وأكدت المصادر ان الاجتماع سيكون في 23 من الشهر الجاري لكن مكان الاجتماع لم يتأكد بعد.

هذا وأكد أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري لدى انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب حول سورية في القاهرة امس إن ‘الشعب السوري يواجه نظام الملالي ونحن نقاوم احتلالا لا يرحم’، وكشف الجربا أن المعارضة السورية ترفض حضور إيران لمؤتمر جنيف2.

وأوضح الجربا أن المعارضة السورية ترفض انعقاد جنيف2 إذا لم يستطع المجتمع الدولي تطبيق جنيف1، ولا يستطيع فتح ممرات آمنة لإنقاذ السوريين، والمنطق يقول ‘لا ضمانة ترجى من عاجز′.

وطالب الجربا من المجتمع الدولي، إعلان إيران دولة محتلة لسورية، مؤكدا أن ‘المشاركة بجنيف 2 مرتبطة بجدول زمني محدد لرحيل النظام’.

وأعلن وزير خارجية ليبيا من جهته، عن دعم مبادرة العاهل السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وأعلنت الجامعة العربية دعمها لجهود المبعوث الاممي الابراهيمي لعقد مؤتمر جنيف2، باعتباره الخيار الوحيد والمتاح لعلاج الأزمة السورية.

وطالب مجلس الجامعة العربية بدعم المعارضة السورية وحثها على القبول بالمشاركة في مؤتمر جنيف2، وكذلك البدء في التحضير لحكومة انتقالية ذات صلاحيات واضحة.

أما خالد العطية وزير خارجية قطر، فأوضح أن الوقت حان لتسريع الانتقال السياسي في سورية، معبرا عن أمله في ‘ألا يكون مؤتمر جنيف 2 فرصة للنظام لممارسة التسويف’.

وقد صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية امس الاحد ان تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري التي وصفها بـ’التدخل السافر’ في الشؤون السورية، ‘من شأنها افشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده’، بحسب ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ .

وجاء ذلك بعد ساعات من تصريح جديد لكيري تحدث فيه عن صعوبة ان يكون للرئيس السوري بشار الاسد دور في المرحلة المقبلة في سورية بسبب ‘فقدانه لسلطته المعنوية’.

ونقلت سانا عن المصدر قوله ‘يواصل جون كيري وزير الخارجية الامريكي الادلاء بتصريحات من شأنها افشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده، وهي تدخل سافر بالشؤون السورية واعتداء على حق الشعب السوري في تحديد مستقبله’.

وقال كيري امس في مستهل جولة في المنطقة بدأها من القاهرة وتناول خلالها الوضع السوري ‘اننا جميعا نشترك في الهدف وهو (..) تشكيل حكومة انتقالية يمكنها ان تعطي شعب سوريا الفرصة لاختيار مستقبله’.

وتابع ‘اننا كذلك نعتقد ان الاسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن ان يكون جزءا من ذلك.. لا احد لديه اجابة على السؤال كيف يمكن انهاء الحرب طالما ان الاسد موجود هناك ‘ .

ومن جهة اخرى اعلن العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع لتنظيم الجيش الحر المعارض، الاحد استقالته من منصبه احتجاجا على ‘تآمر’ المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية و’التراجع على الارض’ نتيجة كل ذلك.

وقال العكيدي الذي يعتبر من ابرز القادة العسكريين في الجيش الحر، ‘نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة الى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الانا والغرور (…) ما ادى الى تراجع الجبهات وخسارة طريق الامداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة’ شرق حلب، ف’انني اعلن تنحيي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب’.

وذكر ان اسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الارض بين من اسماهم ‘امراء الحرب’.

وقال في شريط فيديو تم بثه على موقع ‘يوتيوب’ على الانترنت ‘اسقطت هذه الثورة المباركة آخر الاقنعة عن وجه المجتمع الدولي فاسفر عن دمامة وجهه وقباحة قيمه ومدى تآمره على هذا الشعب وهذه الثورة’.

وقال العكيدي متوجها الى قادة المعارضة المقيمين خارج سوريا ‘ادرتم ظهوركم للداخل وانسلختم عنه بشكل كامل، فانتم في واد والشعب في واد’.

وتوجه الى ‘بعض قادة الالوية والفصائل’ ممن اسماهم ‘امراء الحرب الذين توجوا انفسهم ملوكا وامراء على عروش وكيانات واهية’، وقال لهم ‘كفاكم تناحرا وتسابقا على الزعامة والامارة وحرصا على الشهرة والتصوير ولهثا وارء سراب الخارج واجنداته واجتماعاته الواهنة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع′.

وحيا العكيدي في المقابل من وصفهم بـ ‘الثوار المجاهدين الابطال’ الذين ‘سطروا اروع ملاحم البطولة والاباء بعيدا عن الظهور والرياء’، معتبرا ان الامل في ‘الثورة’ معقود عليهم.

وقال انه يستقيل لافساح المجال ‘لتولي دماء جديدة تضفي على المجلس نشاطا وحيوية جديدة’، وانه سيتابع ‘واجبي الثوري في باقي الميادين’.

وجاءت هذه الخطوة بعد ايام من سقوط مدينة السفيرة التي بقيت تحت سيطرة الجيش الحر لاكثر من سنة، في ايدي القوات النظامية.

وانشق العكيدي عن الجيش السوري النظامي في 19 ايار/مايو 2012، وقاد معركة حلب التي فتحت في 20 تموز/يوليو 2012، وسيطر الجيش الحر خلالها في غضون وقت قصير جدا على عدد كبير من احياء المدينة.

وتولى بعد ذلك قيادة المجلس العسكري في المحافظة.

واعلن العكيدي في حزيران/يونيو استقالته من مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الاركان في الجيش الحر الذي يراسه اللواء سليم ادريس، معللا ذلك ب’التصرفات الصبيانية لبعض اعضاء مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الاركان وانشغالهم فقط بالثرثرة والمناصب والسفر’، ما ادى الى ‘سقوط هذا المجلس في نظر غالبية الثوار’، بحسب تعبيره.

وقال في حينه انه مستمر في قيادة المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب.

سيناريوهات سعودية تخيف أمريكا… وبندر مسؤولاً عن ‘الاستراتيجية الدفاعية

بينها الاستعانة بالنووي الباكستاني وتسليح المعارضة السورية ودعم انتفاضة فلسطينية:

عواصم- وكالات: قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس ان الولايات المتحدة ربما تكون بينها وبين السعودية خلافات حول سورية ولكنها تتعلق ب’التكتيك’ فيما قال مراقبون إن السياسة الأمريكية دفعت بالمملكة للتخلي عن دبلوماسيتها الهادئة.

وكان كيري يتحدث في بداية جولة تستغرق 11 يوما خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي ‘هناك بعض الدول التي كانت تريد من الولايات المتحدة ان تفعل شيئا في ما يتعلق بسورية ولكننا فعلنا شيئا اخر’.

إلى ذلك قال مصدر مقرب من دوائر القرار في السعودية لوكالة فرانس برس مشترطا عدم ذكر اسمه ان المملكة ترفض استقبال الابراهيمي بسبب مواقفه. وكشف ان ‘رئيس جهاز الاستخبارات العامة الامير بندر بن سلطان اصبح مسؤول الاستراتيجية الدفاعية ومشتريات الاسلحة’ مشيرا الى ان التنسيق مع الفرنسيين ‘ممتاز′، حيث منحت فرنسا عقد تسلح’، في اشارة الى صفقة تجديد اربع فرقاطات وسفينتي امداد بقيمة 1,3 مليار يورو.

وفي سياق مقارب تحدثت مجلة الفورين بوليسي الأمريكية في تقرير مطوّل أول من امس، عن الغضب السعودي وتدهور العلاقات مع امريكا، ونقلت تصريحات الأمير بندر بن سلطان أمام السفير الفرنسي وسفراء غربيين عن إمكانية أن تتحول السعودية إلى حلفاء آخرين غير الولايات المتحدة، مؤكداً احتمال تأثر صفقات النفط والسلاح معها.

واستشهدت المجلة بتصريحات أخرى للأمير تركي الفيصل، لا تخرج عن سياق تصريحات الأمير بندر بن سلطان كدلالة على تدهور العلاقات بين البلدين.

وقدمت الصحيفة سبعة سيناريوهات كارثية، تجعل أمريكا تشعر بالذعر من الغضب السعودي وذكرت أن السيناريو الأول هو أن تقوم السعودية بتخفيض إنتاجها من النفط عن 10 ملايين برميل، وهو ما سيؤثر في الاقتصاد الأمريكي فوراً، ويهدد الانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه أمريكا حالياً ويتسبب بالتالي بتغير الرأي العام الحالي في أمريكا، مذكّرة بأن السعودية رفعت إنتاجها من النفط بطلب من أمريكا من أجل سد العجز بسبب العقوبات الأمريكية القوية على طهران.

السيناريو الثاني هو أن تمد السعودية يدها إلى السلاح النووي الباكستاني، التي تملك صواريخ ذات رؤوس نووية، مذكرة بأن السعودية كانت تمول البرنامج النووي الباكستاني في عام 1999، إضافة إلى زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لمحطة تخزين الأسلحة النووية في كوهتا رفقة رئيس الوزراء نواز شريف، بخلاف أن باكستان تريد تخزين أسلحة نووية في الأراضي السعودية بعيداً عن أعين جارتها الهندية، لتكون في مأمن في حال نشوب نزاع مسلح مع الهند.

وأضافت الصحيفة بأن السعودية قد تقوم ببناء محطة نووية جديدة، وستقبل بها أمريكا نظراً لامتلاك إيران السلاح النووي. وذكّرت الصحيفة بتصريحات الملك عبد الله بن عبدالعزيز أمام المستشار الأمريكي السابق دينيس روس عام 2009 قائلاً ‘إذا حصلت إيران على السلاح النووي فسنحصل عليه’.

وتحدثت عن السيناريو الثالث، وهو أن الرياض قد تطلب من الأسطول الأمريكي مغادرة البحرين، وهو ما فعلته السعودية مع أمريكا قبل عشرة أعوام، وأخرجت أمريكا من قاعدة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الجوية.

وأضافت بأن السيناريو الرابع أن السعودية قد تزود المعارضة السورية بأسلحة متطورة جداً وخطيرة، وهي إلى الآن ما زالت تصغي لواشنطن، لكنها من المرجح أن تكسر الحظر على الأسلحة الخطيرة والمتطورة، وستقوم بإرسالها إلى المعارضة السورية، بالرغم من الرفض الشديد لذلك من قبل أمريكا.

والسيناريو الخامس هو أن تقوم السعودية بدعم انتفاضة فلسطينية ثالثة، وهي القضية التي تغضب السعودية بشكل دائم، وذكّرت برفض الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزيارة واشنطن محتجاً بعدم ضغط أمريكا على إسرائيل في عام 2001، مبلّغاً واشنطن بأن فلسطين هي القضية الأساسية والمهمة في وجدان الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

والسيناريو السادس هو أن الرياض جعلت مصر مستغنية عن واشنطن، وهو ما ظهر جلياً عقب الدعم السعودي لمصر، إذ جعلت مصر تصم آذانها عما تقوله واشنطن، وتجاهلت تهديداتها.

السيناريو السابع رفض السعودية لمقعد مجلس الأمن واحتشاد الدول الإسلامية خلف السعودية، وعددها 57 دولة؛ إذ دعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى إصلاح مجلس الأمن وإعطائه دوراً يوازي حجم هذه المنظمة وحجم المسلمين في العالم داخل مجلس الأمن؛ وبالتالي إذا عارضت أي دولة من الدول دائمة العضوية أو أمريكا هذه المطالب داخل مجلس الأمن باستخدام الفيتو فإنها ستخسر سمعتها بشكل كبير أمام العالم الإسلامي؛ وبالتالي توفير سبب جوهري لزيادة التطرف والمتطرفين ضد أمريكا واتهام أمريكا بأنها عدوة للمسلمين، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة بشكل كبير.

وأشارت الصحيفة إلى أن محللين عدة استبعدوا أن تقوم السعودية بهذا الخيار؛ لأن له أيضا آثار سلبية على السعودية.

وأضافت الصحيفة بأن السعودية ترى تدهور العلاقات الأمريكية أهم قضية لها حالياً، لكن في الولايات المتحدة القضايا الشائكة كثيرة جداً، والغضب السعودي واحد من هذه القضايا.

استمرار نقص الغذاء والدواء وحلول الشتاء سيؤدي لوفاة السوريين جوعا أكثر من وفاتهم بالرصاص

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: في سورية للجوع مستويات، ولكنه يؤدي إلى الموت في غالب الأحيان. ويقول عمال الإغاثة المدنية أن اللأجئين السوريين القادمين إلى شمال لبنان تظهر عليهم آثار الجوع والضعف الجسدي بسبب قلة التغذية التي يقولون إنها عامل من العوامل في حالات الوفاة المحدودة التي سجلت في المناطق المحاصرة من النظام أو التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

ويحذر الخبراء أنه مع دخول الشتاء وفي حالة استمرار قلة الطعام فستكون أعداد الموتى بسبب الجوع والمرض أكبر ممن يموتون بسبب العنف اليومي.

ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن آن سبارو، المتخصصة في مجال طب الاطفال أن الوضع لم يصل بعد الى درجة خطرة بحيث يجعلنا نقول أن سورية أصبحت الصومال، ولكنه وضع حرج. وقد فحصت سبارو التي تعمل في مستشفى ‘ماونت سيناي’(جبل سيناء) أبناء المهاجرين السوريين في لبنان ولاحظت ان اوزانهم لا تتوافق مع طولهم وأعمارهم. وأضافت أن سورية التي يعتبر معظم سكانها من أصحاب الدخل المتوسط تتحول شيئا فشيئا إلى ما يشبه الصومال.

رنا عبيد

ومن الحالات الشهيرة التي سجلت فيها حالات وفاة بسبب الجوع حالة رنا عبيد ابنة بائع الألبان الذي اشتهر في منطقته قرب دمشق بصناعة أحسن الألبان البيتية، مما در على العائلة ارباحا وفرت لها حياة مريحة، وعندما توفيت رنا في عمر التاسعة عشرة بسبب الجوع والحصار نقص وزنها بدرجة أصبح فيها ذراعاها ورجلاها مثل عصا المكنسة.

ورنا حالة واحدة من الحالات التي سجلت فهناك عائلات تتناوب على تناول وجبة الطعام الوحيدة المتوفرة لها يوميا، فيما لجأت عائلات في ريف حلب لتناول الحشائش.

وفي الوقت الذي لا توجد فيه إحصائيات مؤكدة حول عدد الموتي بسبب الجوع إلا أن الأدلة تتضافر حول انتشار الفاقة، فيما تستخدم الحكومة الحصار والتجويع كأداة لتركيع المناطق التي دخلها المقاتلون.

وتشير الصحيفة إلى روايات عمال إغاثة ومواطنين عن قيام جنود الحكومة بمصادرة أكياس التسوق من سكان المناطق المحاصرة ويتعاملون مع إطعام المقاتلين كجريمة. ولجأ المقاتلون بالمقابل إلى المعاملة بالمثل حيث يعوقون الحركة حول المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ويستهدفون قوافل الطعام المتوجهة إلى هذه المناطق.

وفي الوقت نفسه تعاني المناطق التي يطلق عليها بالآمنة من مشاكل تتعلق بالأمن الغذائي، فتزايد الأسعار، وزيادة معدلات التضخم، وفقدان القدرة على العمل، واستهداف المخابز التي توفر المواد الأساسية للوجبات اليومية مما أدى إلى إغلاق العديد منها، وتأثر الإنتاج الزراعي حيث تقوم المقاتلات الحربية باستهداف المناطق الزراعية الشاسعة التي خرجت عن سيطرة الحكومة.

ويقول برنامج الغذاء العالمي انه يوفر شهريا طعاما لحوالي ثلاثة ملايين سوري إلا أنه لا يستطيع التأكد من وصولها إلى المحتاجين، فقط يمكنه التأكد من وصولها الى المخازن الرئيسية في المدن السورية المختلفة.

ونقلت عن عامل إغاثة قوله مشاهدته لعدد من حالات فقر التغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة مما يقترح ان الأوضاع ستكون أسوأ في مناطق المعارضة. ويزيد النقص في الدواء والمياه الصحية وعدم خبرة المواطنين العاديين على تشخيص حالات سوء التغذية من تعقيد الوضع.

إركع أو جوع

وما يقلق بال عمال الإغاثة هي التقارير التي تشير إلى توقف بعض الأمهات عن إرضاع ابنائهن، خاصة ان الرضاعة هي الطريقة الوحيدة لتغذية الطفل والحفاظ على حياته. ويحذر عمال الإغاثة في الوقت نفسه من التقارير المبالغ فيها والتي قد تؤثر على جهودهم في فحص الوضع، حيث رفض مؤيدو النظام التقارير والصور عن الجوعى وقالوا أنها مجرد ‘دعاية’ من المعارضة، كما أن الذين خرجوا من بلدة المعضمية المحاصرة منذ أشهر، وإن بدت علبهم آثار الإعياء الا انهم لم يكونوا بحالة حرجة.

ويقول الخبراء أنه يجب أن لا يظهر كل الشعب بمظهر الجائع حتى نتحدث عن مجاعة لأن سوء التغذية تصيب الأطفال أكثر والمرضى ممن يعانون من الإسهال والمرضى المتعلقة به فهم بحاجة للتعويض عن السوائل التي خسروها.

ويرى عمال إغاثة أن قيام الجيش بمحاصرة المناطق ومنع السكان الذين هم بحاجة ماسة للمواد الغذائية من الحصول عليها يعتبر في حد ذاته إنتهاكا لحوق الإنسان. وينقل تقرير الصحيفة عن المتحدث باسم مجلس المعضمية قوله أن ‘ما يثير الحزن هو شعورك بأن الطعام لا يبعد عنك سوى مسافة خمس دقائق’.

ويقول عمال في الهلال الأحمر السوري ومواطنون من المعضمية ان الإشارات على مدخل بلدتهم تحمل ‘إركع او جوع′. وفي مناطق أخرى مثل الحجر الأسود تقول سوسن (33 عاما) أن ابنها الذي يعاني من مشاكل كلوية ويحتاج إلى غسيل اسبوعي لم تتم له فرصة لهذا منذ ستة اشهر، مشيرة إلى أنهم يتناوبون على الطعام يوميا بسبب قلته.

ويقول أبو حازم (43 عاما) أنه أطعم أولاده من ما تبقى لديه من مخزون العدس الذي يخلطه أحيانا بالحشائش وقام مرة بقتل كلب لأن الطيور لا تطير فوق المعضمية. وعانت هذه البلدة من نقص من الطعام والخبز بسبب اغلاق المخبز الوحيد فيها لقلة الوقود والطحين.

ولم ير السكان اللحم والبيض والحليب لأشهر. وأدى هذا الى وفاة أطفال مثل عمار مصطفى (8 أعوام) الذي كان من ذوي الإحتياجات الخاصة ويحتاج الى طعام خاص لم يتوفر بسبب الحصار، ثم إبراهيم خليل (4 أعوام)، وعماد صوان (5 أعوام)، ومنى راغب (30 عاما)، ورنا عبيد التي وصف والدها حالتها بأنها أصبحت مثل الشبح.

أمراض معدية

ويحمل الكثير من الهاربين إلى تركيا أمراضا معدية، ففي تقرير نشرته صحيفة ‘ الغارديان’ يوم السبت قالت فيه إن حالات انتشار أمراض التيفوئيد والإسهال منتشرة في المخيمات- جنوب تركيا.

ويحذر أطباء في مناطق الجنوب التركي وهي المحطة الأولى للاجئين من انتشار الحصبة وغيرها من الأمراض المعدية وأنهم بالمواد المتوفرة لديهم غير قادرين على احتواء الوضع. ونقل التقريرعن عائلات تدفع آلاف الليرات السورية للمهربين كي يتم تهرب إلى تركيا لمعالجة أبنائهم.

وتتزامن تحذيرات الأطباء في مخيمات السوريين في تركيا مع التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية حول انتشار حالات من مرض شلل الأطفال (بوليو) في مناطق دير الزور. ونقل التقرير عن رمضان كايا، عضو نقابة الأطباء في ماردين قوله إن الأمراض المعدية مثل التيفوئيد، والحصبة والسل بدأت تظهر في الجنوب التركي. وقال كايا المتخصص بالأمراض الباطنية في مستشفى نصيبين أن تحذيراتهم لم تلفت اهتمام المسؤولين في أنقرة. ويقول جنكيز غوناي، عضو نقابة الأطباء في ديار بكر أن الحدود التركية مع سورية تمتد على طول 850 كم وفي كل يوم يعبرالكثيرون من كلا الجانبين بدون تعرضهم لفحوص طبيةـ مهاجرون، مقاتلون أو مهربون، و’لا نعرف إن كان أحدهم مريضا أم لا وهناك إمكانية في سفر بعضهم الى أنقرة او اسطنبول ومن ثم إلى أوروبا. ودعا غوناي إلى اهتمام العالم بالدراما الإنسانية التي تتكشف. ويشير التقرير إلى أن المشكلة تبدو حادة في مناطق شمال- شرق حيث يتعرض سكانها الأكراد السوريون لهجمات يومية من المقاتلين الجهاديين.

ويقول كايا ان مدينة القامشلي في سورية تحولت الى مخيم مفتوح بسبب تدفق اللاجئين من مناطق اخرى حيث لا تتوفر النظافة ولم تعد المياه تعقم بالكلورين، فيما توقفت الخدمات البلدية من مثل جمع القمامة.

ومع أن سورية كما يقول كايا كانت معروفه بنظامها الصحي المتقدم إلا أنه تعرض للدمار بسبب الحرب. فقبل الحرب كانت سورية تنتج 90′ من أدويتها داخليا. وبعدها فقد انهارت الصناعة الدوائية بنسبة 70′ بالمئة، فيما أشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن ما نسبته 60′ بالمئة من القطاع الصحي- مستشفيات وعيادات قد تضرر بنسبة 60 ‘ وخسرت سورية آلافا من أحسن أطبائها. ويقول الأطباء الأتراك أن الوضع الصحي في شمال- شرق وكذا في أفرين وكومباني قد تفاقم بسبب تجاهل وإهمال الحكومة السورية لمناطق الأكراد. وتنقل الصحيفة عن محمد دمير، عضو نقابة الأطباء في أناضوليا قوله أن نظام الأسد أهمل المناطق الكردية التي استبعدت من الإستثمارات التطوير. وقال ان الأجهزة الطبية التي تستخدم في المستشفيات تعود إلى سنوات الخمسينات من القرن الماضي.

وقد زار دمير مدينة القامشلي قبل أسابيع ووصف الوضع فيها بأنه مزر حيث يعتمد الأطباء على الحظ في نجاح عملياتهم وليس الخبرة، وأنهم يقومون باجرائها بدون مخدر. وكانت كريستننا جورجيوف، المسؤولة عن الصحة في الإتحاد الأوروبي قد دعت المجتمع الدولي التأكيد على السماح للاطباء والمهنيين الصحيين بنفس الطريقة التي يسمح فيها لمفتشي الأسلحة الكيماوية للدخول إلى سورية.

وقالت ان الحرب الأهلية قد تركت آثارا مدمرة على القطاع الصحي. وتتهم جماعات مؤيدة للأكراد الحكومة التركية بأنها تتقصد منع وصول الأدوية والأطباء إلى مناطق الأكراد في سورية لأن الجماعات المقاتلة فيها مؤيدة لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي).

وفي العادة ما يحاول الأكراد السوريون الخروج من تركيا حالة دخولهم اليها وهذا يفسر الزيادة النسبية في عدد المهاجرين منهم في بلغاريا.

مدرسة شيوعية سابقة

فبحسب تقرير لصحيفة ‘إندبندنت أون صاندي’ فهؤلاء المهاجرون يعانون وضعا مماثلا لما عاشوه في المخيمات في تركيا أو في مناطقهم السورية. ولم يجد بانجين الهارب من سورية مع عائلته إلا غرفة متداعية في مدرسة قديمة جمعت فيها الحكومة البلغارية القادمين إليها من سورية.

وفي الوقت الذي يحمي بانجين خصوصية عائلته إلا أنه لم يكن قادرا على حمايتها من الرائحة الكريهة التي تتسلل من ممرات المدرسة. ويقوم اللاجئون على مدار الساعة بمسح الاروقة وتنظيف الغرف والحمامات إلا ان جهودهم عقيمة بسبب استمرار تدفق أعداد جديدة. فأطفال بانجين مثلا لا يمكنهم تجنب القذارة حولهم ولا الزجاج المكسور المبعثر في انحاء المكان.

وبسبب الرائحة الكريهة فإن بعضهم يضع قناعا على أنفه وفمه فيما يحتمي الاطفال بأمهاتهم اللاتي يحاولن حمايتهم من المرض وهو الدافع الذي دفعهن الى الهروب من سورية إلى أوروبا. وفيما نجحوا بابعادهم عن الحواجز والقصف والقناصة إلا أن الحظ ساقهم إلى أفقر بلد أوروبي ليس قادرا على توفير الدواء، الملابس، الطعام او حتى المسكن الملائم.

ويقول بانجين الذي عمل سائق سيارة قبل هروبه الى تركيا مع زوجته وأولاده الثلاثة ‘لقد وضعونا هنا بدون نقود، كل الاولاد مرضى، هنا الكثير من الغبار وتعيش في الغرفة الواحدة عشر عائلات’.

ويقدر عدد السوريين الذين وصلوا الى بلغاريا بحوالي 8 آلاف شخص وهو عدد أكبر من ألفين وصلوا العام الماضي. فالمدرسة ‘فيونا رامبا’ لم تبن كي تستوعب 800 لاجئ بل كانت معهدا للأعمال اليدوية يعود إلى الفترة الشيوعية.

كما أن قدرة بلغاريا على استيعاب لاجئين لا تتعدى استقبال 5 آلاف. ومن هنا فعندما امتلأ مركز استيعاب اللاجئين بحثت الحكومة عن أماكن أخرى. ولم يكن هناك وقت لاصلاح المبنى قبل وصول اللاجئين، حيث عانى السكان من نقص في المياه الدافئة والتي تم اصلاحها، فيما لم يتم بعد تنظيف المكان من الزجاج المهشم في المنطقة التي يلعب فيها الأطفال ولا إصلاح النوافذ المكسرة.

سياسة جديدة لدول الخليج

في سياق مختلف ذكرت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية أن دول الخليج بقيادة السعودية تتجه نحو تقوية المعارضة السورية المسلحة وتطوير سياسة مستقلة عن تلك التي تتبعها الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية في ضوء ما تراه القيادة الخليجية فشلا للرئيس الأمريكي باراك أوباما في شن هجوم على النظام السوري.

وعلى الرغم من دعم السعودية ودول الخليج الأخرى للمعارضة السورية المسلحة منذ بدايتها وتعاونها مع برامج التدريب التي أشرفت عليها الإستخبارات الأمريكية ‘سي أي إيه’ إلا أن المسؤولين الخليجيين يقولون أنهم لم يعودوا يثقوا بقيادة الولايات المتحدة للأزمة السورية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين خليجيين قولهم أن السعودية ستوسع من برامج التدريب للمقاتلين في الأردن وستزيد من دعمها العسكري للجماعات السورية التي تقاتل الجماعات الجهادية والحكومة السورية. ويصف المسؤولون الخطط السعودية بأنها موازية ومستقلة عن الجهود الأمريكية يناقشها السعوديون مع دول المنطقة ذات العلاقة بالمسألة السورية. وتقول الصحيفة أن عدم الرضا عن الموقف الأمريكي من سورية هو جزء من خيبة أمل من الإدارة وسياستها الخارجية في الشرق الأوسط خاصة تقاربها مع الحكومة الإيرانية ونقدها للحكومة المدعومة من العسكر في مصر.

ومن هنا يفهم الزيارة السريعة التي يقوم بها جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي لكل من السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ومصر، وتشمل الرحلة التي تمتد على 11 يوما كلا من بولندا والمغرب والجزائر والضفة الغربية.

صحيفة سورية تصف الابراهيمي بأنه ذو ‘عين واحدة وألسن متعددة

دمشق ـ ا ف ب: وجهت صحيفة حكومية سورية السبت انتقادات لاذعة للموفد الدولي الاخضر الابراهيمي غداة انهائه زيارة لدمشق، قائلة انه ‘ذو عين واحدة وألسن متعددة’، ومعتبرة ان سعيه الى عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة خلال اسابيع هو ‘تسرع في غير موضعه’.

وكتبت صحيفة ‘الثورة’ على صفحتها الاولى تحت عنوان ‘الابراهيمي عين واحدة وألسن متعددة’، ان الموفد الدولي الذي انهى امس زيارة لدمشق، ‘غرد (…) داخل السرب وخارجه، وكأنه يريد ان يرضي جميع الاطراف على حد سواء، متناسيا (ان) دوره كوسيط أممي يستوجب منه الحيادية وعدم الانحياز لطرف دون آخر’.

وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة انه ‘بين قدومه الى دمشق ومغادرته لها وصولا الى بيروت (التي انتقل اليها الجمعة) تبدلت لغة الابراهيمي، وهناك من رصد تغيرا في الكثير من مفرداتها’.

وكان الابراهيمي انهى امس زيارة لدمشق التي وصلها الاثنين، وكانت محطته الثامنة ضمن جولة اقليمية سعيا للحصول على توافق حول مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة. وانتقل الابراهيمي بعد ذلك لساعات الى بيروت.

وقال الموفد الدولي خلال مؤتمر صحافي مقتضب في بيروت ‘لم نلق في اي بلد معارضة لفكرة المؤتمر’، وذلك ردا على سؤال عن اعتراض السعودية التي لم يزرها الابراهيمي، على جنيف 2.

واعتبرت الصحيفة انه ‘يصعب على منطق عاقل ان يتقبل ان السعودية مثلا مع الحل السياسي، وهي التي تجاهر برفضه وتجاهر بدعمها للارهاب’، في اشارة الى المعارضة المسلحة.

وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي سارع الى انتقاد الابراهيمي بعيد مغادرته دمشق، معتبرا انه ‘ليس لديه لغة واحدة (…) في سورية يتحدث بمنطق وعندما يخرج من سورية يتحدث بمنطق آخر’، سائلا عن جدوى دعوة السعودية وتركيا الداعمتين للمعارضة السورية، الى جنيف 2.

وكان الابراهيمي قال صباح امس في دمشق ان المؤتمر لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه، متحدثا عن سعي لعقده خلال ‘الاسابيع المقبلة وليس العام القادم’.

ورأت ‘الثورة’ ان ‘ما وجد فيه الابراهيمي فيه مؤشرا على مواعيد زمنية قادمة قد تحددها بضعة اسابيع، يرى في آخرون معطيات غير كافية للجزم، وبعضهم لا يخفي هواجسه من تسرع في غير موضعه’.

وتأتي هذه الانتقادات بعد يومين من اشادة صحيفة ‘البعث’ الناطقة باسم الحزب الحاكم، بالابراهيمي، واصفة زيارته ب ‘الايجابية’.

والزيارة هي الاولى يقوم بها الابراهيمي الى دمشق منذ كانون الاول/ديسمبر 2012، والتي اتبعتها دمشق والاعلام الرسمي بانتقادات حادة. وقالت صحيفة ‘الوطن’ في حينه ان الرئيس الاسد انهى اجتماعه بالابراهيمي بعدما ‘تجرأ’ الاخير على سؤاله عن احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية في العام 2014.

مساع قطرية لتسوية الخلافات داخل «الحر» في إسطنبول قبيل «جنيف 2»

العطية يلتقي أبرز القادة الميدانيين.. ودعوات لحل قيادته وإيجاد بديل لـ«الائتلاف» السوري

إسطنبول: وائل عصام بيروت: ثائر عباس

على مدى يومين التقى وزير الخارجية القطري خالد العطية أبرز قيادات «الكتائب الإسلامية» في الجيش السوري الحر المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد في سلسلة اجتماعات بمدينة إسطنبول، هدفت لبلورة موقف موحد للكتائب الإسلامية بخصوص العلاقة مع الائتلاف السوري المعارض وهيئة أركان الجيش السوري الحر (المرتبطة بالائتلاف) ومؤتمر «جنيف2» للسلام الخاص بسوريا المزمع عقده خلال أسابيع.

لكن اجتماعات تلك الكتائب انتهت من دون اتفاق واضح على توحيد جهودها في إطار تنظيمي موحد تردد أنه سيحمل اسم «جيش محمد» بهدف الخروج عن مظلة «هيئة الأركان» وانتزاع جزء من تمثيل «العسكر» في الائتلاف الوطني السوري قبل أيام من اجتماع موسع للائتلاف سيعقد في إسطنبول للبحث في موضوع مشاركة المعارضة في مؤتمر «جنيف2» الذي تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى عقده نهاية الشهر الحالي.

وأوضحت مصادر سورية معارضة أن اجتماعات الكتائب الإسلامية مع وزير الخارجية القطري لم تصل إلى «وعود حاسمة» بدعم قطري سياسي ومالي لهذه الخطوة، رغم ما نقل عن العطية من تأييده «إعادة النظر» في تركيبة الأركان، مما يؤشر إلى ميل قطري في هذا الاتجاه، وهو ما أكدته مصادر في المعارضة، مشددة على أن «الغطاء القطري كان واضحا».

وقالت المصادر إن الوزير القطري أجرى مجموعة لقاءات مع قيادات الكتائب الإسلامية، لم تحضره لا «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش» ولا «جبهة النصرة»، التنظيمان المعروفان بقربهما من «القاعدة». كما التقى المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» رياض الشقفة مبديا أمامه «الرغبة في مزيد من التعاون»، كما قال مصدر في «الإخوان» لـ«الشرق الأوسط».

وغادر الوزير القطري إسطنبول أمس من دون أن تسفر الاجتماعات عن نتائج محددة، في ظل تمسك الكتائب الإسلامية بحصة «القرار» في الائتلاف والأركان، وصولا إلى الدعوة إلى قيام «دولة الخلافة» كما ذكر مصدر معارض سوري، مشيرا إلى أن العطية قال إن قطر تدعم الإسلاميين «لكن ليس إلى هذا الحد».

والاجتماع لم يكن تقليديا، فمن النادر اجتماع أبرز القادة العسكريين للثورة السورية من دمشق وحلب وإدلب واللاذقية وحمص وحماه؛ إذ شارك في الاجتماع زهران علوش، قائد «لواء الإسلام» في ريف دمشق، وأبو طلحة، القائد العسكري لـ«أحرار الشام»، أحد أكبر فصائل المعارضة. كما ضم الاجتماع عبد القادر الصالح، القائد العسكري لـ«لواء التوحيد» الفصيل الأقوى في حلب. كذلك شارك في المداولات عيسى الشيخ قائد ألوية «صقور الشام»، وقيادات لعشرين فصيلا مسلحا أخرى مثل «كتائب شهداء سوريا» و«أحفاد الرسول» و«أنصار الشام». وكان الغائب الأكبر هو فصيل «الفاروق» الذي ينشط في حمص.

ودعا الوزير القطري خلال سلسلة الاجتماعات، التي حضرت «الشرق الأوسط» جزءا منها، إلى الخروج بموقف أكثر اعتدالا لتلك الفصائل قبل عقد مؤتمر «جنيف2».

وكانت هذه الفصائل التي تنتمي للتيار السلفي الجهادي عقدت اجتماعا أيضا قبل أيام في مدينة أنطاكيا التركية وأصدرت بيانا أعلنت فيه رفضها «جنيف2»؛ بل وعدّته «مؤامرة ضد الشعب السوري».

وقالت مصادر مقربة من هذه الفصائل لـ«الشرق الأوسط» إنها رفضت التراجع عن موقفها المعترض على عقد «جنيف2»، وأي قرارات تصدر عنه، في موقف قد يعطل تنفيذ أي قرار دولي.

وتمثل الفصائل الرافضة لـ«جنيف2» غالبية الحركة المسلحة المعارضة في سوريا، وهي تملك على الأرض القرار الفعلي في «المناطق المحررة».

وتقول المصادر المقربة للتيارات المعارضة في المناطق السورية المحررة لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن لأي هيئة سياسية فرض اتفاق لوقف إطلاق النار في ريف دمشق، من دون موافقة الفصيل التابع لزهران علوش قائد (لواء الإسلام)»، ولا يمكنها فرض أي قرار في حلب دون التنسيق مع عبد القادر صالح قائد «لواء التوحيد». وكذلك الأمر بالنسبة لأبو طلحة وعيسى الشيخ قائدا «أحرار الشام» و«صقور الشام» الفصيلين الأقوى في ريف إدلب والرقة وريف حماه.

ولعل نفوذ وقوة وتماسك هذه الفصائل على الأرض دفعها من قبل لإعلان رفضها هيئة أركان الجيش السوري الحر بقيادة اللواء سليم إدريس. كما أن تلك الفصائل الإسلامية المسلحة اتخذت في اجتماعها الذي عقد بأنطاكيا قبل أيام قرارا بإنشاء هيئة عسكرية منفصلة عن هيئة الأركان المعارضة، تتولى بمفردها التنسيق مع الجهات الداعمة للثورة السورية.

وحسب تلك المصادر، فإن «جهودا تبذل لرأب الصدع بين رئاسة الأركان والفصائل المسلحة، برعاية القطريين والأتراك، ومن المتوقع عقد اجتماع آخر بينهم خلال الأسبوع المقبل».

ويتحدث قادة هذه الفصائل عن رغبتهم في اتخاذ قرارات بالغة الحساسية تركز على العملية السياسية تتمثل في «تشكيل هيئة سياسية بديلا للائتلاف السوري الموحد». ورغم أن هذا الخيار لا يبدو سهل التحقيق الآن، فإن أبو طلحة، القائد العسكري لـ«أحرار الشام» يصر على رفض الائتلاف ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الائتلاف لا يمثل إلا نفسه».

وأمام هذه المواقف المتصلبة من قادة العمل المسلح في المعارضة السورية، تبدو فرص الوصول إلى تمثيل حقيقي للمعارضة المسلحة في أي اتفاق سلمي ضئيلة للغاية.

لذلك ستعقد في الأيام القليلة المقبلة في تركيا عدة اجتماعات تهدف من خلالها الدول الداعمة للفصائل المسلحة، خصوصا قطر وتركيا، إلى تكثيف جهودها للحصول على مواقف أكثر مرونة من قادة المعارضة المسلحة قبل عقد مؤتمر «جنيف2».

وكشف ضابط قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماعات صاخبة سبقت حضور العطية؛ حيث هددت هذه الألوية الإسلامية بشن حرب على الجيش الحر والأركان إذا لم تلبَّ طلباتها بأن تشكل قيادة جديدة كما يحلو لها»، لكنه أضاف أن «لهجة هؤلاء ونبرة مطالبهم ارتفعت مع وجود وزير الخارجية القطري». وأكد أن «وزير الخارجية القطري طرح تفعيل (الأركان) لكن الفصائل الإسلامية التقطت الإشارة لترفع سقف مطالبها إلى أعلى درجة؛ حيث إنهم يريدون السيطرة على (الأركان) والائتلاف معا مطالبين بحل رئاسة الأركان وكل الهيئات التابعة لها»، لافتا إلى أن هؤلاء الإسلاميين الذين يحظون بدعم قطري «يطالبون بإعادة تشكيل هيئة الأركان برعاية سياسية جديدة هم من يحددها». وأوضح أن «ضباط الأركان المشاركين في الاجتماع رفضوا ذلك تماما وقدموا حلا يقوم على استيعاب هذه الكتائب الإسلامية بشكل أكبر وإعادة هيكلة الأركان»، لكنه أكد أن هؤلاء بدوا «مصممين على الحصول على كل شيء، مهددين بأنهم الأقوى على الأرض ويمكنهم القيام بما يحلو لهم»، مشيرا إلى أنهم «سبق أن وجهوا قبل أيام تهديدا غير مباشر إلى اللواء سليم إدريس للاستقالة وحل الأركان وعدم الوقوف في وجههم».

ويمثل اجتماع الوزير القطري عودة قوية للدور القطري في ملف الفصائل المسلحة بسوريا بعد غياب في الأشهر الماضية، خصوصا أن معظم الفصائل المشاركة تعدّ مقربة من قطر أكثر من غيرها من الدول الداعمة.

السعودية تعلن إعفاء الوافدين السوريين من الترحيل في حملة تنظيم سوق العمل

بعد انتهاء مهلة تصحيح الأوضاع.. قوة ميدانية لضبط المخالفين لنظام الإقامة تبدأ أعمالها اليوم

الرياض: فهد الذيابي

أعلنت السعودية أمس استثناء العمالة السورية المخالفة لنظام الإقامة من الترحيل في الحملة التي تقوم بها لتنظيم سوق العمل.

وقال اللواء منصور التركي الناطق باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي أمس، إن الظروف الحالية التي تشهدها سوريا لا يمكن معها إلزام المخالفين بالمغادرة، مؤكدا أنه سيتم تمكينهم من البقاء ومنحهم فرصة تصحيح أوضاعهم. وانتهت في السعودية أمس المهلة التي منحتها الدولة للعمالة الأجنبية في البلاد لتصحيح أوضاعهم بالعمل لدى كفلائهم الأصليين أو الانتقال لكفالة مؤسسات أخرى يعملون لديها، وهو ما نجم عنه إصدار أكثر من ثلاثة ملايين و800 ألف رخصة عمل، ومليونين و300 ألف تعديل مهنة، إضافة إلى مليونين و450 ألف نقل للخدمة.

وأوضح الدكتور مفرج الحقباني نائب وزير العمل أن المشاريع الحكومية لن تتأثر بترحيل آلاف العمالة المخالفة، مشيرا إلى أن جميع الشركات التي تحظى بعقود ترسية تلك المشاريع تستخرج لها وزارة العمل التأشيرات اللازمة لاستقدام العمالة المنفذة للمشروع. وأضاف أن الجهة الوحيدة التي قد تتضرر هي الشركات التي تقوم أصلا على تشغيل عمالة مخالفة نظرا لتدني الأجور. وأكد نائب وزير العمل أن فرصة تصحيح العمالة لأوضاعها قائمة، مبينا أن المهلة التي انتهت هي تلك التي تتعلق بامتيازات واستثناءات استفاد منها الآلاف، ومنها الإعفاء من رسوم الخدمة التي تتطلبها إجراءات وزارة العمل والجوازات، نافيا في سياق آخر عزم الوزارة تفتيش المنازل للتأكد من قانونية الوافدات اللاتي يعملن فيها.

وشدد على أن الدولة قامت منذ وقت مبكر ببث وتوزيع منشورات توعوية بسبع لغات لإرشاد العمال المخالفين لخطوات تصحيح أوضاعهم، مؤكدا أن تلك المنشورات وزعت في مكاتب العمل والسفارات التي لن تتحمل رسوم تذاكر ترحيل المخالفين من مواطنيها، وإنما سيكون ذلك من الأعباء التي سيتحملها العامل نفسه أو الجهة التي قامت بتشغيله.

من جهته أفصح اللواء التركي عن إنشاء وزارة الداخلية قوة أمنية ميدانية تابعة لإدارة الأمن العام تبدأ أعمالها اليوم في كل المدن، وسيكون اختصاصها ضبط الوافدين الذين يعملون لحسابهم أو لدى أصحاب عمل آخرين، إضافة إلى القادمين عبر تأشيرات الحج والزيارة والمتسللين عبر الحدود، واستأجرت دور إيواء لاحتواء الوافدين قبل مغادرتهم البلاد، وتوعدت الوزارة بإيقاع عقوبات مشددة ضد من يتسترون على العمالة المخالفة ويؤوونهم وينقلونهم عبر المدن والقرى والمحافظات، وتعد عقوبة السجن عامين مع غرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال أهم تلك الجزاءات.

وزراء الخارجية العرب يحثون المعارضة السورية على المشاركة في «جنيف 2»

الجربا يطالب بوضع جدول زمني لرحيل الأسد

القاهرة: سوسن أبو حسين

افتتح مساء أمس في القاهرة اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر «جنيف 2» للسلام المزمع عقده أواخر الشهر الحالي. وبينما طالب زعيم ائتلاف المعارضة الشيخ أحمد الجربا بوضع جدول زمني لرحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد كما أعلن رفض مشاركة الائتلاف في المؤتمر بحضور إيران، قالت مصادر دبلوماسية رفيعة، إن «اجتماع الجامعة على المستوى الوزاري استهدف حث المعارضة على المشاركة في (جنيف 2)».

وقال الجربا في كلمته لدى انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، إن «الشعب السوري يواجه نظام الملالي ونحن نقاوم احتلالا لا يرحم». وأكد أن المعارضة السورية ترفض حضور إيران لمؤتمر «جنيف 2».

وطالب الجربا بمد المعارضة بالسلاح وتعهد بعدم وصوله إلى «الأيدي الخطأ»، في إشارة إلى الجماعات المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام.

ودعا المجتمع الدولي إلى تطبيق توصيات مؤتمر «جنيف 1» الذي عقد في يونيو (حزيران) 2012. كما طالب بإعلان إيران «دولة محتلة» لسوريا.

وبدوره، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى الاستجابة لطموحات الشعب السوري «لإقامة نظام ديمقراطي غير قائم على التمييز بين المواطنين مع المحافظة على وحدة سوريا».

ودعا العربي إلى «حقن دماء السوريين الذين يموتون يوميا»، ودعم اللاجئين السوريين. وطالب مجلس الأمن الدولي بإقرار وقف شامل لإطلاق النار.

وأعلنت الجامعة العربية دعهما لجهود المبعوث الأممي الإبراهيمي لعقد مؤتمر «جنيف 2»، باعتباره الخيار الوحيد والمتاح لعلاج الأزمة السورية.

من جانبه، قال خالد العطية، وزير خارجية قطر، إن «الوقت حان لتسريع الانتقال السياسي في سوريا»، معبرا عن أمله في «ألا يكون مؤتمر (جنيف 2) فرصة للنظام لممارسة التسويف».

وكان العربي قال في وقت سابق أمس لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاجتماع الوزاري، الذي عقد في مقر الجامعة بالقاهرة برئاسة ليبيا، جاء بناء على طلب من المعارضة السورية من أجل توفير غطاء عربي لمشاركتها في مؤتمر (جنيف 2)».

وأشار إلى أنه عقد اجتماعات تشاورية مع عدد من وزراء الخارجية العرب، من بينهم وزراء خارجية ليبيا والمغرب والكويت، للتشاور حول مؤتمر «جنيف 2»، والأولويات العاجلة التي يحتاجها الشعب السوري.

وأضاف العربي أنه التقى أيضا نائب الممثل الأممي والعربي ناصر القدوة، الموجود بالقاهرة حاليا، كما تحدث إلى الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا، هاتفيا للمزيد من التشاور حول ما جرى التوصل إليه من تفاهمات لضمان مشاركة كل الأطراف الفاعلة في المؤتمر.

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «اجتماع الجامعة على المستوى الوزاري استهدف حث المعارضة السورية على المشاركة في (جنيف 2)» وأشارت المصادر إلى أنه من المقرر أن ينعقد اجتماع يوم غد (الثلاثاء) في جنيف يضم كلا من الإبراهيمي وممثلي دول الجوار السوري خاصة العراق وتركيا والأردن للتشاور حول انعقاد مؤتمر «جنيف 2» من حيث الموضوعات والأجندة المطروحة والتوقيت المناسب لعقد المؤتمر.

من جانبه، قال نائب الممثل الأممي والجامعة للأزمة السورية ناصر القدوة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بحث مع العربي أجندة الاجتماع الوزاري وأهمية التأثير على الجهود الدولية لعقد مؤتمر (جنيف 2)، وكذلك الاجتماعات التي ستعقد في جنيف يوم 5 نوفمبر (تشرين ثاني) الحالي، والتي تقرر أن تعقد على النحو التالي: أولا اجتماع يحضره الأخضر الإبراهيمي وممثلو روسيا وواشنطن، ثم اجتماع للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ثم اجتماع للدول الدائمة ينضم إليهم دول الجوار السوري والجامعة العربية، وكلها تهدف إلى التوصل لصياغة تؤدى إلى توافق لعقد المؤتمر الدولي».

وقال القدوة، إن «الاجتماع الوزاري يهدف إلى تقديم الدعم العربي للمؤتمر وللمعارضة السورية مع التركيز على الوضع الإنساني.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك اتجاها لإلغاء ما يسمى باللجنة العربية للشأن السوري والتي كانت ترأسها دولة قطر.

المعارضة تحشد في حلب مع تقدم النظام.. واشتباكات في ريف دمشق

قائد المجلس العسكري يستقيل احتجاجا على «تخاذل المجتمع الدولي»

بيروت: نذير رضا

قلل ناشطون سوريون من أهمية التقدم الذي حققته القوات النظامية في حلب في السفيرة وقرية العزيزة، مؤكدة أن التقدم جاء على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر من المنطقة بفعل القصف. وأكدت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، بدأ من ليل السبت/ الأحد بإرسال تعزيزات إلى المنطقة لمؤازرة مقاتلي جبهة النصرة جنوب غربي السفيرة. في موازاة ذلك، أعلن رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب، العقيد عبد الجبار العكيدي، استقالته من المجلس «احتجاجا على تخاذل المجتمع الدولي وتخليه عن الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية».

وأعلن ناشطون سوريون، أمس، أن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد واصلت تقدمها في ريف حلب الشرقي، حيث سيطرت على قرية العزيزة المتاخمة للسفيرة. وكان مقاتلو المعارضة السورية، أعلنوا انسحابهم يوم الجمعة الماضي من كامل مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع، بعد مواجهات عنيفة استمرت 27 يوما مع الجيش النظامي.

وأوضح عضو المجلس الأعلى في قيادة الثورة ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط» أن استعادة القوات النظامية سيطرتها على السفيرة، «جاءت على خلفية انسحاب الجيش السوري الحر منها من غير تنسيق»، مشيرا إلى أن الانسحاب «وقع تحت ضغط القصف العنيف الذي تعرضت له المنطقة، قبل دفع القوات النظامية بتعزيزات لاقتحامها». ولفت إلى أن القوات الحكومية «بدأت بتمشيط المنطقة، مواصلة التقدم نحو قرية صغيرة تدعى العزيزة».

وقال النجار إن قرية العزيزة «تقع على ممر إمداد نظامي، حيث أرادت القوات النظامية تمرير رتلها العسكري منها، وهو عبارة عن إمدادات عسكرية، بما يوحي بأن النظام يخطط لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة». وأشار إلى أن «رتلا كبيرا قادما من حماه باتجاه معامل الدفاع، ويضم 900 جندي و200 مدرعة وناقلة جند وعربات (بي إم بي)»، مؤكدا أن قوات المعارضة «استهدفت جانبا منه، ودمرت بعض العربات». وأوضح أن «النقص في الأسلحة المضادة بالدروع عند المعارضة، حال من دون منع تقدمه».

وقال النجار إنه بعد انسحاب الجيش الحر من المنطقة «أرسلت (داعش) تعزيزات إلى المنطقة مساء السبت/ الأحد لمؤازرة مقاتلي جبهة النصرة الذين يقاتلون على هذا المحور»، مشيرا إلى أن النصرة «عززت مواقعها من الطرف الجنوبي للسفيرة، لجهة طريق مساكن الواحة جنوب غربي البلدة».

في الوقت نفسه، أعلن قائد المجلس العسكري بحلب عبد الجبار العكيدي استقالته من رئاسة المجلس. وقال في شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» مساء أمس، وحمل عنوان «استقالة العكيدي من المجلس العسكري للتخاذل الدولي وتشرذم المعارضة»، إنه «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور (…) مما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة» شرق حلب، فـ«إنني أعلن تنحيتي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب». وذكر أن أسباب تنحيه ثلاثة تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين من سماهم «أمراء الحرب».

ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في أحياء الصاخور وبستان القصر والحيدرية لقصف من قبل القوات النظامية، مشيرا إلى أن طائرات القوات الحكومية فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي مساكن هنانو ومناطق قرية رسم العبود.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد تعرض مناطق في بلدة يلدا لقصف نظامي بقذائف الهاون، ترافق مع قصف استهدف مناطق في بلدة جسرين، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة في السبينة وداريا والجهة الغربية لمعضمية الشام. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن اشتباكات دارت بين الجيش الحر وميليشيات لواء «أبو الفضل العباس»، في ظل قصف عنيف براجمات الصواريخ في السبينة بـريف دمشق.

وفي العاصمة دمشق، تجدد القصف على حي العسالي ومنطقة الحجر الأسود، كما سقطت قذيفة هاون في ساحة التحرير بمنطقة القصاع وأخرى في منطقة المزرعة.

المقداد: السعودية تمارس حصاراً على الشعب السوري

بيروت – اعتبر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الجهات الداعمة للإرهاب، أرادت الوصول الى أهدافها عبر التأثير على الوضع الانساني للسوريين، مشيراً إلى أن الدول الغربية وبعض الدول العربية من بينها السعودية تمارس حصاراً على الشعب السوري.

وأكد في مؤتمرٍ صحافي عقده اليوم الاثنين، أن الحكومة السورية تعمل دائماً على اعادة بناء ما دمرته المجموعات المسلحة ، مذكراً ” بالدور المدمر التي قامت به الحكومة التركية، وسمحت بدخول الارهابيين الى سوريا، محملاً الدول التي حاصرت سوريا مسؤولية معاناة المواطن السوري”.

وأضاف: “نبذل قصارى جهدنا من اجل ان تصل المساعدات الانسانية الى المواطنين السوريين، لافتاً إلى أن روسيا وايران و فنزولا والصين لم تبخل بتقديم المساعدات، في حين أن الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية قدمت السلاح بدلاً من تقديم المساعدات،  في الوقت الذي يشدد فيه القانون الدولي على احترام سيادة الدول بما يتعلق بموضوع المساعدات الانسانية”.

وأوضح المقداد أن المجموعات المسلحة استولت على العديد من قوافل المساعدات ولم نسمع كلمة واحدة أو اي احتجاجات من أي دولة ، مؤكداً أن حكومة الجمهورية العربية السورية مستعدة لايصال هذه المساعدات إلى المناطق كلها ، ومن أوقفت المساعادات الطبية والغذائية الى المعضمية هي المجموعات المسلحة “.

لى ذلك طالب المجتمع الدولي بتأمين اللقاح الى كل طفل سوري خارج سوريا، مشدداً على أن شعب سوريا هو الاساس في كل خطوة تقوم بها الحكومة، وهي تتعاون مع كل المنظمات على صعيد المساعدات في اطار احترام سيادة الدولة”.

من جهةٍ أخرى، دعا وزير الخارجية السوري الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي إلى أن يعير مهمته مزيداً من الاهتمام، من أجل انجاح مؤتمر جنيف 2.

جنبلاط ينفي “رسالته” إلى الأسد: لم أصل الى هذه الدرجة من الخرف

ارسلان ينفي بدوره نقل رسالة من جنبلاط إلى الأسد

بيروت – نفى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ما تردد، اليوم، في وسائل الإعلام عن أنه بعث برسالة إلى الرئيس السوري بشار الاسد.

جنبلاط، وفي حديث إلى صحيفة الأنباء، قال “لم أصل إلى هذه الدرجة من الخرف والهبل السياسي”.

وكانت صحيفة دايلي ستار اللبنانية الناطقة بالانكليزية قد ذكرت أنَّ رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان نقل رسالة إلى الأسد من جنبلاط، يطلب فيها الأخير إعادة قراءة العلاقات بين الحزب الاشتراكي والقيادة السورية، وإعادة ضابطين درزيين الى الجيش السوري بعدما انشقّا عنه قبل مدة.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن مصادر قالت إنهم من فريق ٨ آذار، ان الاسد رد بنصف جواب إيجابي.

كذلك، نفى مصدر سوري للأخبار كل ما ذكرته الصحيفة، سواء لناحية أصل الرسالة، او الردّ عليها.

ورفض جنبلاط تفسير خبر دايلي ستار سياسياً، لناحية كونها مملوكة من آل الحريري.

من جهته، نفى النائب أرسلان ايضاً، في حديث مع قناة المنار، ما نشرته الصحيفة.

دايلي ستار: جنبلاط طلب من الأسد إعادة قراءة العلاقات بين الحزب التقدمي الإشتراكي والقيادة السورية

معارك عنيفة قرب دمشق وتفجير سيارة بدرعا

                                            تدور اشتباكات وصفها ناشطون بالعنيفة بين قوات النظام -التي تكثف قصفها المدفعي والجوي لمناطق مختلفة من البلاد- وبين قوات المعارضة التي صدت هجمات ودمرت دبابات بريف دمشق، واستهدفت حاجزا للنظام بدرعا بسيارة مفخخة.

فقد قال المركز الإعلامي السوري إن مواجهات عنيفة دارت منذ ساعات الصباح الأولى بين قوات الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني على جبهات عدة في ريف دمشق.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن الجيش الحر تمكن من صد هجوم لقوات النظام وحزب الله ولواء أبو الفضل العباس في بساتين حجيرة البلد بريف دمشق، وقتل العديد منهم ودمر أربعة سيارات عسكرية.

وتحدثت عن اشتباكات عنيفة في تلة حربون في أعلى جبل الشيخ بريف دمشق الغربي، وسط قصف عنيف يستهدف عدة قرى بجبل الشيخ حيث سيطر الجيش الحر على سرية تابعة للنظام، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة.

وأشارت الشبكة إلى أن قوات النظام قصفت بشكل عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات المليحة ومعضمية الشام وداريا وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة السبينة وعلى الجبهة الغربية لمدينة معضمية الشام.

من جانبه، أكد اتحاد تنسيقيات الثورة وقوع اشتباكات على عدة جبهات في منطقة المرج بالغوطة الشرقية بريف دمشق.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل اثنين في دمشق والرقة لهذا اليوم، وكان أحدهما امرأة.

جبهات أخرى

وفي درعا، ذكر ناشطون أن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد بعد استهداف حاجز معهد الفندقة التابع للنظام في حي المنشية بسيارة مفخخة.

وقالت شبكة شام إن عدة مناطق في درعا وريفها تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، حيث وقعت اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.

كما تعرضت عدة أحياء في دير الزور، تسيطر عليها قوات المعارضة، لقصف براجمات الصواريخ.

وفي محافظة الرقة، وقعت اشتبكات بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة بالفرقة 17 شمال مدينة الرقة، وفق شبكة شام الإخبارية.

وقالت وكالة مسار الإخبارية إن كتائب الثوار قتلوا ستة عناصر من قوات النظام أمس الأحد بعملية تسلل نفذتها عند مدخل السفيرة الشمالي بحلب.

وكانت مدينة السفيرة الإستراتيجية قد سقطت بيد النظام بعد عام من سيطرة الجيش الحر عليها، وهو ما دفع قائد المجلس العسكري الثوري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إلى الاستقالة من “الحر”.

الجربا يشترط إطارا زمنيا لرحيل الأسد

الجامعة تدعو معارضة سوريا لحضور جنيف2

                                            دعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للتجاوب مع الجهود لعقد مؤتمر جنيف2، بينما أكد رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن المعارضة لن تحضر المؤتمر من دون إطار زمني لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

ففي ختام اجتماع طارئ بالقاهرة الأحد خصص لبحث تطورات الأزمة السورية والإعداد لمؤتمر جنيف2، دعا مجلس الجامعة جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف السوري المعارض للتجاوب مع الجهود الدولية والإقليمية لعقد مؤتمر جنيف2 والتعجيل بتشكيل وفدها لحضور المؤتمر.

وأكد المجلس على الموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري، وموقفه التفاوضي لمؤتمر جنيف2، المطالب بضمانات دولية لازمة لرعاية ونجاح مسار الحل السلمي، وبما يكفل التوصل لاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة وفقا لبيان جنيف1.

وشدد وزراء الخارجية العرب على أربعة عناصر باعتبارها تشكل الهدف النهائي للعملية التفاوضية، وهي تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وإقامة نظام سياسي ديمقراطي، وعدم التمييز بين المواطنين بسبب انتماءاتهم، والتداول على السلطة بشكل سلمي.

الجربا يشترط

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أكد في كلمته أمام الاجتماع أن المعارضة لن تحضر المؤتمر من دون إطار زمني لرحيل بشار الأسد، وقال إن المعارضة لن تدخل المؤتمر إلا موحدة.

كما طالب الجربا بإعلان إيران دولة محتلة لسوريا رافضا حضورها للمؤتمر، وطالب كذلك بإعلان ما سماه مليشيا حزب الله اللبناني وأبو الفضل العباس العراقي منظمتين إرهابيتين كونهما يرتكبان ما وصفها بمجازر تطهير طائفي في سوريا.

وطالب الجربا أيضا بمظلة عربية لمشاركة المعارضة السورية في جنيف2 وبمدها بالسلاح. مضيفا “نحن على استعداد لتقديم كل الضمانات بألا يصل هذا السلاح إلى الأيدي الخطأ”.

من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن دور الجامعة لا يزال محوريا ومركزيا في التعامل مع الأزمة السورية وصياغة الحل التفاوضي استنادا للبيان الختامي لمؤتمر جنيف1. كما أكد على ضرورة دعم الائتلاف الوطني السوري المعارض للمشاركة في جنيف2.

وأضاف العربي أن الجامعة تعمل على دعم جهود المبعوث العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي لعقد مؤتمر جنيف2.

موقف موحد

من جهته، تحدث وزير الخارجية القطري خالد العطية مؤكدا ترحيب بلاده بعقد مؤتمر جنيف2 للتوصل إلى حل سياسي، إلا أنه شدد على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد بشأن عملية التفاوض “حتى لا يتم إعطاء فرصة أخرى للنظام السوري للتلاعب بالشعب السوري”.

ودعا العطية الجامعة العربية إلى القيام بالتزاماتها عبر توفير ضمانات من الأمم المتحدة خاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بأن مؤتمر جنيف2 سيفضي إلى انتقال للسلطة في سوريا.

وعلمت الجزيرة نت أن الجربا أبلغ العربي استعداد الائتلاف الوطني لإرسال ممثلين عنه إلى المؤتمر المتوقع تنظيمه خلال الشهر الجاري شريطة أن يقرر المؤتمر مصير الأسد، فضلا عن ضرورة تدخل الأمم المتحدة رسميا لوقف المجازر وتطبيق الفصل السابع من ميثاقها على من ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية من المنتسبين للنظام السوري.

على صعيد متصل عقد بمدينة شيكاغو الأميركية اجتماع للجنة التحضيرية للهيئة العامة لإعلان دمشق في الولايات المتحدة الأميركية انتخب فيه ممثلو الإعلان في الولايات المتّحدة إلى مؤتمر المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر الذي سيعقد قريبا في إسطنبول.

يشار إلى أن إعلان دمشق هو وثيقة سياسية وطنية سورية وقّعت عليها عام 2005 شخصيات بارزة من المجتمع المدني والإسلاميين والليبراليين السوريين, وتدعو إلى إنهاء عقود من حكم أسرة الأسد لسوريا واستبدال نظام ديمقراطي منه.

الفيصل: اتفقنا مع واشنطن على أنه لا دور للأسد بالمستقبل

اعتذار السعودية عن عضوية مجلس الأمن لا يعني انسحابها من الأمم المتحدة

العربية.نت

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن بلاده والولايات المتحدة متفقتان على أنه “لا دور للأسد في المرحلة المقبلة”، وأن واشنطن والرياض ماضيتان في العمل لحلّ قضايا المنطقة بعيداً عن العاطفة، مشدداً على أن اعتذار السعودية عن عضوية مجلس الأمن لا يعني انسحابها من الأمم المتحدة.

وأكد الفيصل أن العلاقات الأميركية السعودية تقوم على الاحترام المتبادل بين البلدين، مبيناً أن اعتذار السعودية عن مقعد مجلس الأمن يعود إلى قصور المنظمة الدولية عن التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية السعودي إن بلاده تدرك أهمية المفاوضات لحل الأزمات على أن لا تطول، واصفاً المجتمع الدولي بـ”العاجز عن وقف العنف في سوريا”.

وشدد الفيصل على أن إزالة الأمم المتحدة للسلاح الكيمياوي لم ينجح في وضع حدّ للقتل في سوريا، وأن اختلاف السعودية مع واشنطن على التكتيكات للوصول الى المرحلة الانتقالية، منددا بوجود القوات الإيرانية – التي تحسنت علاقاتها بأميركا –  في سوريا، الأمر الذي يتناقض مع حديثها عن حسن الجوار.

كيري: مناقشات بناءة مع السعودية

من جهته وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري مناقشاته مع السعوديين بالبناءة، مبدياً إعجابه بحكمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فيما أشار إلى أن جمع الدول في جنيف 2 هو لدعم تنفيذ جنيف 1 بأسرع وقت.

ورحّب كيري ببيان الجامعة العربية الداعم لجنيف 2، مشيراً إلى أن بلاده تتشاور مع السعودية وشركائها الآخرين للإعداد للمؤتمر، وأن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي بالنسبة للأزمة السورية.

وأبان عن أن الولايات المتحدة لن تقف جانباً مع استمرار الأسد في استخدام السلاح ضد شعبه، مشدداً على وضوح موقف واشنطن الواضح لدعم الائتلاف السوري والمرحلة الانتقالية في جنيف 2، وأن “أوباما قال إنه سيستخدم ما بوسعه من قوة لحلّ مشاكل المنطقة”.

وقال كيري إن واشنطن تقدر قيادة السعودية لدعمها الائتلاف السوري المعارض، مؤكداً أن السعودية شريك أساسي ومستقل للولايات المتحدة.

خيارات التعامل مع إيران

وحول العلاقات الأميركية الإيرانية قال كيري إن أوباما لا يستبعد أي خيارات للتعامل مع إيران، مؤكداً أن واشنطن تنتظر من إيران أفعالاً وليس كلاماً، وأنه لو بقي الاثنان بلا اتفاق فسيكون أفضل من أي اتفاق سيئ.

أما عن الوضع في لبنان واليمن ومصر فعلّق كيري: “ناقشنا سبل منع حزب الله من تحديد مستقبل لبنان”، وكذلك دعم الحوار في اليمن، موضحاً أن واشنطن ملتزمة بدعم القاهرة لتجاوز المرحلة الانتقالية.

حصار جنوب دمشق ونقص الدواء يودي بحياة طفل بعمر الرابعة

اشتباكات بين المعارضة وقوات للنظام مدعومة بمقاتلين من العراق وحزب الله

دبي – قناة العربية

تواصلت المعارك العنيفة التي تشهدها جنوب العاصمة دمشق لليوم الثالث على التوالي بين قوات النظام المدعومة من ميليشا حزب الله ولواء أبو الفضل العباس العراقي وقوات الجيش الحر الذي أطلق مقاتلوه قذائف هاون على أحياء في وسط العاصمة دمشق.

ذنب الطفل عبد الحي الوحيد.. أنه ولد في حي الحجر الأسود في ريف دمشق وسط الحصار ونقص الغذاء والدواء.. أحد لم يستطع إنقاذ حياة كان بالإمكان الحفاظ عليها لو توفرت المساعدة المناسبة.

ويبدو أن أحدا لا يستجيب لنداءات سكان المناطق المحاصرة.. وفوق كل هذا تقصف بشكل يومي.. لا وبل تتحدث تقارير الناشطين المعارضين الواردة من سوريا عن تصاعد متزايد للقصف على مناطق الحجر الأسود والمعضمية والسبينة والمليحة والعسالي، وتدك في ذات الوقت أحياء دمشق الجنوبية خصوصا جوبر والقابون وبرزة التي تحدثت الهيئة العامة للثورة عن اشتباكات عنيفة وقعت هناك استعاد مقاتلو المعارضة على إثرها بعض المناطق التي خسروها سابقاً.

التطورات الميدانية لا توفر أياً من المناطق التي يتواجد فيها معارضو الأسد مدنيون أو عسكريون ، فالطيران الحربي يستمر بقصف المباني السكنية في مدينة كفرزيتا بريف حماة بالبراميل المتفجرة منذ أيام.

كما استهدفت عدة مناطق في درعا بقذائف الهاون على رأسها بصرى الشام وعتمان.

الوضع لا يختلف كثيرا في حي الوعر في حمص، حيث قالت شبكة شام الإخبارية إن القصف اليوم لم يوفر أيا من أحياء مدينة دير الزور.

الرئيس التركي يحذر من تحول سوريا لـ”أفغانستان متوسطية

أكد أن بلاده سترد بأكبر قدر من الحزم حال عبرت شرارة النزاع السوري إليها

لندن – فرانس برس

حذر الرئيس التركي عبد الله غول من أن تصبح سوريا “أفغانستان متوسطية” إذا ما ظل المجتمع الدولي مكتوف الأيدي ولم يتدخل لوضع حد للنزاع الدائر فيها.

وقال غول في مقابلة نشرتها صحيفة “الغارديان” أمس الأحد خلال زيارته للعاصمة الاسكتلندية “ادنبره”، إنه أصيب بـ”خيبة أمل شديدة” لطريقة تعامل الأسرة الدولية مع الأزمة السورية.

وأضاف أنه إذا استمر المجتمع الدولي يتعامل بـ”لامبالاة” مع الحرب الدائرة في سوريا فإن هذا يمكن أن يؤدي الى مزيد من التشدد والى جعل سلوك بعض الجماعات التي تشارك فيها أكثر تطرفا.

وتابع “لا أظن أن هناك أحدا يمكنه أن يقبل بوجود شيء مماثل لأفغانستان على ضفاف المتوسط”، مشددا على أنه “لهذا السبب يجب على المجتمع الدولي ان يكون موقفه متصلبا جدا في ما خص سوريا”.

الرد بأكبر قدر من الحزم

وتركيا هي أحد أبرز داعمي المعارضة السورية المسلحة وهي أيضا تستضيف على أراضيها حوالي 600 ألف لاجئ سوري بينهم 200 ألف في مخيمات.

من جهة ثانية حذر غول من أن بلاده سترد “بأكبر قدر من الحزم” إذا ما عبرت شرارة النزاع السوري حدودها الجنوبية.

واتهم غول من جانب آخر حلفاء بلاده بأنها لم تقدم الدعم الكافي للجهود التفاوضية التي بذلتها أنقرة مع الرئيس السوري بشار الأسد في بدايات الأزمة التي اندلعت في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011.

وقال إنه لو تمكن في حينه من مواصلة المفاوضات التي بدأها مع نظيره السوري “لربما ما كان 100 ألف شخص قتلوا ولما كانت سوريا تعرضت لكل هذا الخراب”.

الفيصل: على إيران الخروج من سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الاثنين، على أن إيران يجب أن تثبت حسن نواياها تجاه الدول المجاورة بخروجها من سوريا، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور السعودية ضمن جولة في دول المنطقة.

من جانبه، قال كيري إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي وإن المسؤولية تقع بصورة مباشرة على طهران لإظهار أن برنامجها سلمي.

وعن العلاقات بين البلدين، أوضح الفيصل أن الخلافات مع الولايات المتحدة عادية وأغلبها بخصوص الأساليب ولا توجد خلافات رئيسية على الأهداف.

كما أشاد كيري بالسعودية بوصفها حليفا “هاما للغاية”، وأضاف في محاولة لاحتواء التوتر مع السعودية بسبب ملفات إيران وسوريا أن العلاقات مع المملكة “استراتيجية ودائمة”.

وتطرق الفيصل إلى الأزمة السورية وقال إن المملكة تدرك أهمية المحادثات المتعلقة بسوريا كوسيلة لإنهاء الصراع لكن هذه المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.

فيما أكد كيري على أن الأسد فقد شرعيته وعليه الرحيل لتشكيل حكومة انتقالية، وأن هناك سعيا لعقد جنيف 2 بشأن سوريا بأسرع وقت مع مواصلة تقديم الدعم للمعارضة السورية.

وهذه أول زيارة لكيري منذ أن حذر رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان الشهر الماضي من أن المملكة ستجري تغييرا كبيرا في علاقاتها مع واشنطن وقال إن تخلي السعودية عن مقعدها في مجلس الأمن رسالة للولايات المتحدة.

وبالإضافة إلى الرياض والقدس وبيت لحم يتوقف كيري في الأردن والإمارات والجزائر والمغرب.

سوريا..معارك وعنف وسط مراوحة دبلوماسية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مع استمرار المراوحة الدبلوماسية بشأن وقف النزيف الدامي الذي يعانيه الشعب السوري، شهدت مناطق عدة في البلاد، الاثنين، تفجيرات وعمليات قصف بالتزامن مع تواصل المواجهات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.

فبعد أشهر على توصل الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق يقضي بعقد مؤتمر يجمع الأطراف المتنازعة في سوريا برعاية دولية وحضور للدول المعنية في هذا النزاع، لايزال موعد ومصير هذا المؤتمر مرهون بالتجاذبات الإقليمية والدولية.

أما على الأرض، فلا تزال معظم المناطق السورية مسرحا للمواجهات الدامية بين الأطراف المتنازعة وسط تصاعد حدة الهجمات التي تستهدف المدنيين. إذ قتل وجرح عشرات الأشخاص اليوم في تفجير سيارة مفخخة في بلدة الثابتية بريف حمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن 7 أشخاص، بينهم 3 أطفال وامرأة، قتلوا في انفجار سيارة في بلدة الثابتية بريف حمصن في حين تعرضت بلدات أخرى من المحافظة لغارات شنها طيران الجيش السوري.

كما أكد المرصد استمرار الاشتباكات جنوب دمشق بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة لليوم الثالث على التوالي، وسط قصف الجيش السوري لأحياء في جنوب العاصمة، بينما أطلق مقاتلون من المعارضة عددا من قذائف الهاون على أحياء وسط دمشق.

وفي محافظة حماة، تعرضت مناطق في بلدة عتمان لقصف من قبل قوات حكومية بالتزامن مع استمرار المعارك في قرية الحماميات وعلى عدة حواجز في الريف الشمالي، بحسب مركز حماة الإعلامي المعارض.

أما في دمشق وريفها، فقال المرصد إن قوات حكومية مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين من لواء أبو الفضل العباس تخوض اشتباكات مع فصائل عدة من المعارضة على محور المخابرات الجوية ببلدة السبينة التي تتعرض لقصف عنيف.

في المقابل، أعلنت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء أن القوات الحكومية نجحت في ريف حلب الجنوبي الشرقي بـ”إعادة الاستقرار” إلى قرية العزيزية شمالي مدينة السفيرة التي استعادت السيطرة عليها قبل أيام بعد أن دحرت فصائل المعارضة المسلحة.

الأكراد يسيطرون على 19 قرية

إلى ذلك، سيطر مقاتلو “وحدات حماية الشعب الكردي” على 13 قرية ومنطقة جديدة في ريف مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا في شمال سوريا، ليرتفع عدد القرى التي سيطر عليها المقاتلون الأكراد منذ بدء الاشتباكات مع فصائل مرتبطة بالقاعدة إلى 19 قرية.

وتدور منذ أسابيع اشتباكات بين الطرفين في شمال شرق سوريا، تمكن الأكراد خلالها من طرد مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وجبهة النصرة من مناطق عدة أبرزها مدينة راس العين، وذلك بعد أن سيطروا على بلدة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق.

ويرى محللون أن الأكراد يسعون إلى تثبيت سلطتهم الذاتية على الأرض والموارد الاقتصادية في المناطق الممتدة في شمال سوريا من نهر دجلة حتى البحر الأبيض المتوسط غربا وعلى أطراف محافظتي حلب واللاذقية، إذ يعترونها مناطق “غرب كردستان”.

الائتلاف يدعو لفك الخناق

في غضون ذلك، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض المنظمات الدولية إلى فك الخناق عن المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية وتمنع عنها الغذاء والدواء، مطالبا بالسماح بمرور قوافل الإغاثة إلى الأماكن التي لم تستطع الأمم المتحدة الوصول إليها.

وأعرب الائتلاف في بيان عن استعداده لإرسال وفد من العاملين في مجال العمل الإنساني لبحث التفاصيل اللوجستية والفنية مع منظمات الإغاثة الدولية العاملة في سوريا التي تشهد منذ عامين ونصف نزاعا داميا أسفر عن مقتل 120 ألف شخص، ونزوح مئات الآلاف عن ديارهم.

مقتل قائد عسكري إيراني في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل قائد بالحرس الثوري الإيراني في المعارك الدائرة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في العاصمة السورية دمشق، حسبما ذكرت وكالة مهر الإيرانية.

وأوضحت الوكالة أن محمد جمالي زاده من فيالق الحرس الثوري الإيراني في محافظة كرمان جنوب شرق إيران قتل في الأيام القليلة الماضية على يد “إرهابيين وهابيين”.

ولم يتسن التأكد من صحة التقرير من مصدر مستقل.

وجمالي زاده كان مقاتلا قديما في الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و 1988 ثم خدم في وحدات مكافحة التهريب.

وقالت مهر إنه لم يسافر إلى سوريا باسم فيالق الحرس الثوري الإيراني لكن بصفته متطوعا للدفاع عن مقام السيدة زينب في الضواحي الجنوبية لدمشق.

وشهدت المنطقة المحيطة بالمسجد قتالا عنيفا. وتقام غدا الثلاثاء مراسم جنازة جمالي زادة في مدينة كرمان عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن إيران وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد تقدم لسوريا مساعدات بمليارات الدولارات وعددا لم يكشف النقاب عنه من المستشارين العسكريين.

وتعترف جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران علنا بوجود مقاتلين لها في صفوف قوات الأسد بسوريا لكن طهران تنفي تورط قوات لها بشكل مباشر في القتال الدائر بسوريا.

ترجيح موافقة الائتلاف على جنيف2 وخوف على انقسام الكتائب المسلحة

روما (4 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال قيادي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أن الائتلاف يتجه لإعلان مشاركته في مؤتمر جنيف2 الذي تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى عقده نهاية الشهر الجاري، ولن يقبل بمشاركة قوى معارضة أخرى في وفد موحّد إلا برئاسته، ولكنه رأى أن الخطر يكمن باحتمال انقسام الكتائب المسلحة

وقال القيادي في الائتلاف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “المشاورات الجانبية التي تجري الآن بين كتل الائتلاف وهيئته السياسية وداخل المكتب التنفيذي للمجلس الوطني ومع بعض الدول العربية المعنية بالأزمة، تشير في الغالب إلى ترجيح كفّة المشاركة في مؤتمر جنيف2، على أن تتخذ الهيئة العامة قراراً بهذا الشأن بالأغلبية بعد أيام”

وأضاف “لا توجد مؤشرات على احتمال انقسام الائتلاف أو اضمحلال دوره إن وافق على المشاركة في المؤتمر، فالمشاركة لن تكون نهاية الطريق، وصحيح أن الانسحاب منه بعد عقده لن يكون فكرة صائبة، لكن يستحيل قبول نتائج لا تتوافق ومطالب الثورة ولا تحقق أهدافها، ولا تهدد هذه المشاركة الائتلاف بالانقسام خاصة أن الاقتراع على المشاركة سيتم بالأغلبية، والمشاورات الجارية تخفف حدة الخلافات تجاه هذه القضية”

لكنّ القيادي لم يقلل من احتمال تأثير هذه المشاركة على القوى العسكرية المعارضة، وقال “نخشى أن يدفع قرار المشاركة قسماً من هذه القوى العسكرية الثورية للاستقلال بقرارها بشكل نهائي، وقد يهدد هذا الأمر هيئة الأركان والجسم العسكري المرتبط بالائتلاف، وخاصة الكتائب الإسلامية”، منوها في هذا الصدد بأن العلاقة بين هذه المكونات العسكرية الإسلامية وهيئة الأركان “تمر بمرحلة سيئة، وفشلت كل الجهود السورية والعربية لتوحيد هذه المكونات في إطار تنظيمي موحّد، بل وفشلت حتى في رأب الصدع بينها”. واعتبر القيادي أن “هذا الأمر يُضعف هيئة الأركان أمام مواقف متصلبة من قادة العمل المسلح في المعارضة السورية كلواء الإسلام وأحرار الشام ولواء التوحيد وصقور الشام وأحفاد الرسول وأنصار الشام وغيرها من الكتائب الإسلامية”

قرار مجلس الجامعة بشأن تطورات الوضع في سورية والجهود الدولية والمساعي العربية المبذولة لعقد مؤتمر جنيف (2)

إن مجلس جامعة الدول العربية المنعقد في دورة غير عادية على المستوى الوزاري بتاريخ 3/11/2013 بمقر الأمانة العامة بالقاهرة برئاسة معالي وزير خارجية دولة ليبيا وبمشاركة الأمين العام للجامعة والسادة وزراء الخارجية ورؤساء وفود الدول الأعضاء، لبحث تطورات الوضع في سورية والجهود الدولية والمساعي العربية المبذولة لعقد مؤتمر جنيف (2)،

– واستناداً إلى قرارات مجلس الجامعة على كافة المستويات بشأن تطورات الأوضاع في سورية،

– وفي ضوء تقرير السيد الأمين العام ومداخلات السادة رؤساء الوفود،

– وبعد الاستماع إلى العرض المُقدم من الدكتور ناصر القدوة نائب الممثل الخاص المشترك للأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية حول نتائج المشاورات والاتصالات الجارية لعقد مؤتمر جنيف (2)،

– وبعد الاستماع إلى مداخلة السيد أحمد العاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية،

– وبعد التداول حول الأوضاع الخطيرة في سورية وما آلت إليه أحوال المواطنين السوريين من مآسٍ مؤلمة، وما أسفرت عنه الجهود والمشاورات والاتصالات الجارية للإعداد لمؤتمر جنيف (2)، وفقاً لبيان جنيف الصادر في30/6/2012.

– وإذ يؤكد على قراراته السابقة بشأن الأزمة السورية، مع التشديد على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته إزاء التعامل مع مختلف مجريات الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة على سورية والمنطقة، وعلى ضرورة توفير الدعم لمسار الحل التفاوضي للأزمة تمهيداً لعقد مؤتمر جنيف (2) وتوفير أسباب نجاحه، بحيث لا تقتصر تلك المعالجة على مسألة إزالة الأسلحة الكيماوية السورية، كما أكد المجلس على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة، وتقديمهم للعدالة باعتبارها من جرائم الحرب وغيرها من الجرائم الأخرى المرتكبة في حق الشعب السوري.

– وإذ يُعرب عن تأييده لقرار مجلس الأمن رقم 2118 (2013) الذي دعا جميع الأطراف السورية إلى المشاركة بجدية وعلى نحوٍ بناء في مؤتمر جنيف (2)، لإيجاد حل سلمى للأزمة السورية، وكذلك تأييده للبيان الرئاسي لمجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية في سورية،

– وإذ يؤكد على موقفه الثابت بالحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامة أراضيها، يُقــــر ر

1- التأكيد على الموقف العربي الداعم للائتلاف الوطني السوري والتشديد على الموقف العربي المطالب بضرورة توافر الضمانات الدولية اللازمة لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي التفاوضي لمؤتمر جنيف (2) وبما يكفل التوصل إلى الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقاً لبيان جنيف الصادر في 30/6/2012، والذي جرى إقراره بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 (2013).

2- دعوة جميع أطراف المعارضة السورية إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف (2)، والتعجيل بتشكيل وفدها المفاوض برئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للمشاركة في هذا المؤتمر.

3- التأكيد على العناصر التالية باعتبارها تُشكل الهدف النهائي للعملية التفاوضية ولمسار الحل التفاوضي في جنيف (2) تنفيذاً لبيان جنيف

(1):

أ- تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة بما فيها السلطة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وذلك خلال فترة زمنية محددة، وبالتوافق بين جميع الأطراف.

ب- التوصل إلى إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي أساسه المساواة في الحقوق وسيادة القانون وعدم التمييز بين المواطنين بسبب انتماءاتهم الطائفية أو العِرقية أو الدينية أو اللغوية أو غير ذلك، ويتم فيه التداول على السلطة بشكلٍ سلمى ديمقراطي وتعددي، وتشمل المرحلة الانتقالية صياغة دستورٍ جديد للبلاد يُقر عبر الاستفتاء العام بحيث تنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إطار هذا الدستور.

ج- الالتزام بالمحافظة على سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها.

د- اعتماد نتائج مؤتمر جنيف (2) من قِبَل مجلس الأمن والعمل على تنفيذها واتخاذ إجراءات رادعة ضد كل مَنْ يحاول إعاقة تنفيذ بنودها.

4- التأكيد على ضرورة التزام كافة الأطراف المعنية بتوفير المناخ الملائم لمواكبة انطلاق أعمال مؤتمر جنيف (2)، وذلك عبر اتخاذ الإجراءات العاجلة التالية:

أ- ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سورية وبالخصوص المناطق التي تعاني من الحصار وسياسة التجويع، ورفع كافة أشكال الحصار والمعوقات لإدخال مواد الإغاثة الإنسانية للمواطنين المتضررين، وفتح المجال أمام منظمات الإغاثة العربية والدولية وتمكينها من القيام بمهامها بحرية في جميع المناطق السورية ودون أية عوائق، وذلك وفقاً لما نص عليه البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 2/10/2013.

ب- الإفراج عن جميع المعتقلين والمحتجزين السياسيين في سورية بدءاً بالنساء والأطفال، وتبني آلية للكشف عن مصير المفقودين ووقف عمليات الاعتقال والتعذيب، وإعادة المهجرين والنازحين إلى أماكن سكنهم وضمان أمنهم وذلك وفق جدول زمني محدد.

ج- سحب جميع القوات والميليشيات الأجنبية من سورية.

د- التزام جميع الأطراف بالوقف الشامل لإطلاق النار ولكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهةٍ كانت وأياً كان مصدرها.

5- دعم مهمة السيد الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك وما يقوم به من جهود، مع التأكيد على ضرورة تضافر الجهود ومواصلة المساعي العربية والدولية لضمان عقد مؤتمر جنيف (2) في أقرب الآجال.

6- التأكيد على مواصلة الجهود العربية واستمرار الدور المحوري الذي تضطلع به جامعة الدول العربية في معالجة الأزمة السورية، وتكثيف التشاور والتنسيق مع الأمم المتحدة والممثل الخاص المشترك وكذلك مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية للتحضير الجيد لمؤتمر جنيف (2) ورعايته وإنجاح أعماله وتقديم الدعم اللازم والمساندة لوفد المعارضة في هذا المؤتمر.

7- الإشادة بترحيب صاحب السمو أمير دولة الكويت لاستضافة المؤتمر الدولي للمانحين (كويت 2) في مطلع العام المقبل 2014 الذي يساهم في تخفيف المعاناة والمأساة الإنسانية للشعب السوري الشقيق، والدعوة لحشد الجهود العربية والإقليمية والدولية لنجاح هذا المؤتمر في معالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في سورية.

8- إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة المستجدات.

(ق: رقم 7716 – – ج3- 3/11/2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى