أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 05 آب 2013

دمشق تشدد العقوبات على التسعير بالدولار بعد عزوف واسع عن التداول بالليرة السورية

لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

في مؤشر جديد الى صعوبة الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه النظام السوري وعزوف السوريين عن التداول بالعملة المحلية، شدد الرئيس بشار الأسد امس العقوبات على التجار الذين يسعرون بضائعهم بغير الليرة السورية التي فقدت نسبة كبيرة من قيمتها منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في 2011، في وقت استمرت المواجهات بين «الجيش السوري الحر» والجيش النظامي في مختلف انحاء سورية.

وقالت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) ان الأسد اصدر مرسوماً تشريعياً بمنع التداولات التجارية بغير الليرة السورية، سواء كان ذلك بالقطع الأجنبي او بالمعادن الثمينة، من دون موافقة مجلس الوزراء، وقضى بالحبس ما بين ستة اشهر وثلاث سنوات او الأشغال الشاقة الموقتة بين ثلاث وعشر سنوات لمن يخالف احكامه.

وقال مصرفيون وتجار ان القرار الجديد مرده الى الخرق الواسع للقيود المفروضة على تسعير البضائع بالدولار بسبب التراجعات الحادة في سعر صرف الليرة السورية.

ومنذ بدء النزاع، فقدت العملة المحلية نحو ثلاثة ارباع قيمتها وارتفع سعر صرف الدولار من 50 ليرة الى اكثر من 300 ليرة قبل ان يتدخل المصرف المركزي ويعيده الى حدود 200 ليرة.

في هذا الوقت، اعلن «الائتلاف الوطني السوري» استعداده للتعاون مع لجنة تحقيق «محايدة» في «جرائم الحرب» التي ارتكبت في سورية، وذلك رداً على دعوة مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي الى التحقيق في قيام مقاتلين معارضين بـ «اعدام» جنود في شمال البلاد.

وشدد «الائتلاف» في بيان على «استعداده للتعاون مع أي لجنة محايدة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت في كل أنحاء سورية من دون استثناء أي منطقة سعياً لكشف الحقيقة وإدانة المتورطين»، مؤكداً «التزامه الكامل باحترام العهود والمواثيق الدولية، واهتمامه الكامل بملاحقة كل من يثبت تورطه في جرم أو جناية بحق السوريين (…) أياً كانت الجهة التي ينتمي إليها».

ميدانياً، واصل جيش النظام قصفه وغاراته الجوية على المناطق المحررة في مختلف انحاء البلاد، مع التركيز على محيط العاصمة دمشق ومحافظتي حلب واللاذقية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي المعارضة من جهة وبين الجيش النظامي ومسلحي «اللجان الشعبية الفلسطينية» الموالية له من جهة اخرى، في مخيم اليرموك بالعاصمة، رافقها سقوط قذائف على المخيم. كذلك تعرض حي الحجر الأسود ومنطقة المادنية في حي القدم لقصف القوات النظامية، اضافة إلى قصف عنيف على حي القابون. كذلك دارت اشتباكات في مدينة داريا التي كان الرئيس السوري زارها قبل ايام لمناسبة عيد الجيش.

وفي حلب، تعرضت بلدات تقاد والأتارب ودارة عزة لقصف الطيران الحربي، بالتزامن مع قصف على بلدتي تل رفعت والمنصورة، واشتباكات في بلدتي معرة الأرتيق وجبل شويحنة عند اطراف المدينة.

كذلك دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة ومسلحين من «اللجان الشعبية» من الطائفة الشيعية عند اطراف بلدتي نبل والزهراء، اسفرت عن مقتل 10 من مسلحي «اللجان» على الأقل و11 من الكتائب المقاتلة المهاجمة. واستهدف مقاتلو المعارضة مبنى معامل الدفاع في حي الخالدية امس ووردت معلومات عن خسائر في صفوف القوات النظامية.

وفي اللاذقية، شن الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في بلدة سلمى ادت الى خسائر بشرية، وأرفقها بقصف مدفعي على مناطق في البلدة، بالتزامن مع اشتباكات على محور قرى بارودة والشيخ نبهان وإنباته الخاضعة لسيطرة المعارضة.

الرئيس بشار الأسد: لا حل للأزمة السورية سوى “بضرب الارهاب بيد من حديد

دمشق – ا ف ب

اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان لا حل ممكنا للازمة السورية المتواصلة منذ اكثر من عامين سوى “بضرب الارهاب بيد من حديد”، في اشارة الى المعارك مع مقاتلي المعارضة الذين يصنفهم النظام “ارهابيين”.

واعتبر الاسد خلال خطاب ألقاه في استضافته افطارا مساء امس الأحد في احد القصور الرئاسية بدمشق، ان “الحرب الشعبية” بمشاركة السوريين الى جانب الجيش “تحسم المعركة” خلال اشهر.

واذ ترك المجال مفتوحا لحل سياسي، شن هجوما لاذعا على المعارضة التي اعتبرها “ساقطة اخلاقيا وشعبيا” ولا دور لها في الحل.

وقال الاسد في الخطاب الذي بثته القنوات السورية قرابة منتصف الليل (21:00 ت.غ)، “صحيح ان المعركة تخاض في الاعلام وفي المواقع الاجتماعية وفي المجتمع، لكن الحسم للأزمة هو فقط في الميدان”. واضاف ان “المعاناة الاقتصادية التي نعاني منها جميعا، الخدمات المتراجعة، كل الامور اليومية التي نعاني منها كسوريين مرتبطة بالوضع الامني، ولا حل لها سوى بضرب الارهاب”.

وقال بنبرة حازمة “لا حل مع الارهاب سوى ان يضرب بيد من حديد”.

ويأتي خطاب الاسد بعد تحقيق قواته النظامية اختراقات ميدانية في الشهرين الماضيين لا سيما في محافظة حمص (وسط)، مدعومة بعناصر من حزب الله وقوات الدفاع الوطني السورية التي تشكلت من افراد دربوا على حرب الشوارع. وقال الرئيس السوري “في هذا النوع من المعارك، كسوريين، اما ان نربح معا او ان نخسر معا”.

واشار الى ان القوات النظامية غير المدربة لحرب العصابات “تمكنت من تحقيق ما يشبه المستحيل” خلال العامين الماضيين، معتبرا ان “المناطق التي تم فيها انجاز افضل من مناطق اخرى، هي المناطق التي اضيف فيها الى الدعم المعنوي الدعم العملي”.

وتابع “هناك حرب وحيدة تتفوق على حرب العصابات هي الحرب الشعبية، وهذه الحرب هي الجيش مع المواطنين، وهذا ما حصل (…) اذا نجحنا في هذا الحرب الشعبية وكان هناك مساهمة اكبر في باقي المناطق، فأنا استطيع ان اقول بأن الحل سيكون سهلا. خلال اشهر سورية قادرة على الخروج من ازمتها وضرب الارهاب لان يد الله مع الجماعة”.

وترك الأسد الباب مفتوحا لحل سياسي للازمة، مع تشديده على تلازم مساري السياسة والمعارك العسكرية في مواجهة معارضيه.

وقال في الخطاب الذي استمر قرابة 45 دقيقة “لا يمكن ان يكون هناك عمل سياسي وتقدم على المسارات السياسية والارهاب يضرب في كل مكان. فلا بد من ضرب الارهاب لتتحرك السياسة في شكل صحيح”.

الا انه اعتبر ان هذا “لا يمنع ان يكون ثمة مسار مواز. اذا كنا نضرب الارهاب وثمة مسار سياسي بالتوازي، لا يوجد مانع، من دون ان يكون هذا مبررا للتوقف عن مكافحة الارهاب”.

وأتت تصريحات الاسد وسط جهود دولية تقودها موسكو حليفة دمشق، وواشنطن الداعمة للمعارضة، لعقد مؤتمر دولي بمشاركة ممثلين لطرفي النزاع السوري سعيا للتوصل الى حل للازمة. الا ان هذه الجهود لم تتمكن بعد من تحديد موعد المؤتمر او الاتفاق على تفاصيله.

وشن الاسد هجوما لاذعا على المعارضة الخارجية الممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من دون ان يسميه. وقال “لدينا معارضة وطنية زجت نفسها منذ الايام الاولى في العمل السياسي والوطني، وجزء من هذه المعارضة يتواجد معنا الآن في هذه القاعة”. وتابع “وهناك معارضة لا وطنية لم يكن لها هدف سوى تحقيق المكاسب. هناك معارضة حاولت ان تبتزنا في بداية الازمة تحت عنوان نحن نوقف التظاهرات ولكن تعطونا مواقع في الدولة والحكومة”.

واتهم بعض اطراف هذه المعارضة بـ”قبض الاموال من اكثر من دولة” عربية، و”لوم الدولة على الارهاب بدلا من لومه المسلحين”، معتبرا ان مواقفها تتغير “بحسب تغير الاوضاع الامنية والعسكرية”.

وخلص الى انه “بالمحصلة، هذه المعارضة لا يعول عليها، هي ساقطة شعبيا واخلاقيا ولا دور لها في حل الازمة لانها تسعى فقط الى المكاسب”.

وشدد الرئيس السوري على ان كلامه “ليس هجوما على احد، و(انا) لم اهاجم المعارضة لا في كلمة ولا في خطاب سابقا، ولكن لا نستطيع الا ان نكون صريحين عندما نتحدث عن الشأن الداخلي”.

ووجه الاسد انتقادات الى الدول الداعمة للمعارضة، معتبرا انها “وصلت لقناعة بان هذا الحسم الذي يبحثون عنه غير ممكن. ما هو الحل؟ ان نطيل امد الازمة بحرب استنزاف تستهلك سورية، تتآكل سورية، تضعف سورية، ونحقق النتيجة ذاتها بصرف النظر عن اسقاط الدولة السورية”.

ورأى ان “معظم الدول الاقليمية العربية وغيرها بدلت رؤيتها باتجاه الواقع” الميداني في سورية، “ما عدا عدد قليل من الدول المعروف” في فكره ونهجه.

الأسد يؤكد أن “الحسم في الميدان فقط” ويمنع التعامل بغير الليرة السورية

(و ص ف، رويترز)

أكد الرئيس السوري بشار الاسد ان الحسم للأزمة التي تواجهها سوريا هو فقط في الميدان وانه اذا نجحت سوريا في الحرب الشعبية فإنها ستخرج من ازمتها خلال اشهر. وكرر ان الارهاب لا يعالج بالسياسة بل لا بد من ضربه بيد من حديد.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان الرئيس السوري تشارك “عشية ليلة القدر طعام الإفطار مع فاعليات المجتمع السوري من أحزاب وسياسيين ومستقلين ورجال دين مسلمين ومسيحيين ونقابات واتحادات ومجتمع مدني”. ولم تذكر المكان الذي اقيم فيه الافطار.

وجاء في كلمة ألقاها الأسد ان “الرمادية التي اختارها البعض في الوطن شكلت حاضناً للارهاب وهذه الحاضنة اطلقت الوحوش الى الساحة، الكثير من هؤلاء تراجعوا عن خطأهم ولكن متأخرين”. وقال: “نحن في حاجة الى حوار صريح بعيد عن كل المجاملات، فالمجاملات في هذه الظروف هي كالنعامة التي تدفن الرأس في الرمال. ودفن الرأس في الرمال الآن يعني دفن الوطن في الرمال”. ورأى انه “لا بد من الحوار لاصلاح المجتمع، وكي يكون حواراً مفيداً لا بد ان يكون حواراً صريحاً وشفافاً”. وأضاف: “إما ان نربح معاً كسوريين او نخسر معاً. كل الخيارات جربت ولم يبق سوى ان ندافع بايدينا والكل ينظر الى المؤسسة العسكرية ويأمل في ان تنهي الوضع اليوم قبل الغد”. واكد ان “الحسم للازمة هو فقط في الميدان. كل الامور التي نعاني منها يومياً مرتبطة بالحل الامني ولا حل لها سوى ضرب الارهاب، واذا ما نجحنا بالحرب الشعبية فالحل يكون سهلاً وخلال اشهر سوريا قادرة على الخروج من ازمتها”. وخلص الى ان الحل هو “بتوحد الشعب والجيش للانتصار على الارهابيين، وفي الاماكن التي طبق فيها هذا الحل بات الوضع جيداً”. ولاحظ ان “من يقول ان الدولة السورية تبنت الحل الامني هو من تبنى المسار الارهابي، والمواجهة هي بين الدولة والخارجين على القانون والمرتزقة الاجانب”.

التعامل بالليرة فقط

وأصدر الاسد امس مرسوما تشريعيا قضى بمنع المعاملات التجارية بغير الليرة السورية التي فقدت نسبة كبيرة من قيمتها من جراء النزاع المستمر منذ سنتين وبضعة أشهر. ونص المرسوم على انه “مع مراعاة انظمة القطع النافذة يمنع التعامل بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات او لأي نوع من انواع التداول التجاري او التسديدات النقدية، وسواء كان ذلك بالقطع الاجنبي أم بالمعادن الثمينة”. و”لا يجوز بغير موافقة مجلس الوزراء عرض السلع والمنتجات والخدمات وغيرها من التعاملات التجارية بغير الليرة السورية”.

وفرض المرسوم عقوبة على من يخالف احكامه تراوح بين الحبس من ستة اشهر الى ثلاث سنوات، او الاشغال الشاقة الموقتة بين ثلاث سنوات وعشر سنين، تبعا لقيمة المدفوعات او المبالغ المتعامل بها.

واعتبر مدير الاسبوعية الاقتصادية “سيريا ريبورت” جهاد يازجي ان هذه الخطوة “ذات رمزية لانها تأتي بعد نحو عشرة اعوام بالتمام والكمال من إلغاء الرئيس الاسد القانون الرقم 24 العائد الى العام 1986، والذي كان يمنع السوريين من امتلاك الدولار”. واضاف :”اليوم، القرار المتخذ يهدف الى جعل كل عملية بغير الليرة السورية مسألة معقدة، والسيطرة على سعر الصرف”.

ومنذ بدء النزاع السوري منتصف آذار 2011، تدهورت العملة السورية وفقدت نحو ثلاثة ارباع قيمتها. وارتفع سعر الدولار من 50 ليرة سورية قبل بدء النزاع الى اكثر من 300 ليرة في الفترة السابقة. وتدخل المصرف المركزي في أسواق القطع خلال الاسابيع الاخيرة، مما اعاد سعر صرف الدولار الى حدود 200 ليرة.

وباع عدد من التجار الكبار بالدولار الاميركي عقارات يملكونها خصوصاً في الضواحي الراقية لدمشق، كما عمد آخرون الى توفير مواد اولية وغذائية للصناعيين السوريين بالدولار ايضا، كالأرز والسكر والاقمشة والأدوات الالكترونية.

دلالات الظهور المفاجئ للأسد في داريا ونصرالله في الضاحية

سامي كليب

تؤكد المعلومات الأمنية المتوفرة لدى أصحاب الشأن، أن إسرائيل كانت تراقب بدقة كبيرة كل التحركات السورية والإيرانية، وتلك التي يقوم بها «حزب الله» بشأن نقل الأسلحة المتطورة من طهران إلى الحزب عبر دمشق. دمرت جزءا بسيطا منها، وعجزت عن معرفة طريق أو مخابئ الجزء الأهم. تابعت عمليات الرصد من «الأعلى» عبر وسائل حسّاسة جدا، وساعدها في ذلك وجود قوات حلف شمال الأطلسي في المنطقة.

تبيّن للأطراف الثلاثة، أي دمشق وطهران والحزب، أن عمليات الرصد الإسرائيلية والأطلسية كثّفت منذ عامين مراقبة تحركات الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. دفع ذلك المولجين بأمن الرئيس السوري ومستشاريهم (غير السوريين في بعض المرات) إلى فرض خطط تقضي بعدم التحرك في عدد من الأماكن الحساسة. لكن هذا لم يمنع الأسد من «إزعاج» الأمنيين في بعض التحركات ومخالفة نصائحهم والخطط.

ماذا استجد إذا؟

تقول المعلومات الأمنية، إن الأسلحة التي كانت تشغل إسرائيل قد وصلت إلى «حزب الله». ربما وصل أهم من تلك التي كانت تعتقد أنها ستصل. بات الحزب مع سوريا وإيران قادراً فعلا على تكبيد إسرائيل خسائر هائلة، إذا ما أقدمت على مغامرة عسكرية.

أضيـــف إلى ذلك تعــديل جوهري في الإستراتيجيات العسكرية المشتركة، بحيث أصبح احتمال مواجهة إسرائيل أولوية. ادخل ذلك قلقا مضاعفا عند الإسرائيليين، خصوصا بعد معركة القصير. أصبح القادة الإسرائيليون يأخذون بعين الاعتبار أن الحزب انتقل من القتال في وضع الدفاع وعلى أرضه، إلى الهجوم وعلى أرض غير أرضه… ويربح المعركة. في دمشق قرار مركزي الآن يقول: «سنرد بقوة على إسرائيل إذا ما اعتدت مجددا. نحن ليس لدينا ما نخسره بعدما دمرت الحرب الكثير عندنا وتوقفت الحركة الصناعية، أما هي فسوف لن تحتمل انهمار الصواريخ وشل الحركة في مناطق عديدة وتدمير بنى تحتية مرصودة بدقة».

يدرك السيد نصر الله أن إسرائيل تريد استهدافه. هو هدف دائم منذ حقق أكثر من انتصار على جيشها. لم يكن ظهوره أمام مناصريه إذا من قبيل «المغامرة». بات يعرف تماما أن إسرائيل ستشتعل الأرض تحت أقدامها إذا ما تخطت هذه المرة حدودها. لم يكن بالصدفة قوله، قبل فترة، إن المقاومة هذه المرة ستدخل إلى فلسطين، ثم تأكيده قبل يومين الرغبة في اقتلاعها من الوجود.

لم يكن بالصدفة أيضا تعريج السيد نصر الله على خصوصيته «الشيعية». ربما أزعج الأمر بعض محبيه لكونهم اعتادوا عليه «سيدا عربيا» وليس سيدا شيعيا فقط، ولكن للأمر أهمية قصوى هذه المرة من منظور التحليل المشترك الإيراني ـ السوري ـ «حزب الله».

قال السيد هذا الكلام فيما الأميركيون يصولون ويجولون في المنطقة لتمرير «صفقة» تسوية غريبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لا بأس إن هم أسقطوا الدور الأوروبي في مصر ليعودوا إليها بمبعوثيهم يستفيدون من الأزمة الحالية التي أدت في بعض تفاصيلها إلى تدمير أنفاق غزة وتطويق حركة حماس. هم يدركون تماما أن الحركة كادت تفقد رصيدها العسكري والمالي مما كانت توفره إيران وسوريا والحزب، لكنهم فوجئوا قبل فترة بأن طهران والحزب عادا يفتحان الأبواب أمام بعض قادتها، لإدراكهم بضرورة الحفاظ على الجانب المقاوم.

أراد السيد حسن نصر الله بتركيزه الكبير على فلسطين، في اليوم العالمي للقدس، التأكيد على أن لا تسوية ستتم من دون «الشيعة» أو من دون محور المقاومة. قال هذا الكلام ليؤكد أن كل محاولات تضخيم وتعزيز الفتنة المذهبية الشيعية ـ السنية لن تؤثر مطلقا على أن البوصلة تبقى فلسطين. هذا الكلام دقيق ووجهته واضحة. السيد يخاطب الأميركيين وقاعدتهم العسكرية المتقدمة في المنطقة، أي إسرائيل. يكفي أن يتابع المرء خضة إسرائيل منذ أن شاهدت السيد أمام مناصريه وكيف تسابق الإعلام على رصد هذا «التهديد»، ليفهم حجم القلق.

في هذا المناخ بالضبط اطل نصرالله على شعبه في يوم يحمل رمزية كبيرة، أي اليوم العالمي للقدس. فكرة هذا اليوم هي إيرانية بامتياز. أطلقها الإمام الخميني. كان لا بد إذا من مناسبة كهذه تتخطى حدود المذهبية الضيقة والفتن المتنقلة والكيديات المحلية للعودة إلى فلسطين. كان في ذلك أيضا رسالة، ولكن من مكان عال جدا على كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي صوّب سهامه على المقاومة في لحظة اشتباك قصوى بين المحورين.

ولأن الاشتباك في ذروته، تماما كما جس النبض بين الأميركيين والروس في ذروته، كان لا بد للأسد من الظهور في منطقة خطيرة وحساسة، هي داريا. كانت هذه المنطقة الواسعة مسرحا لاشتباكات عنيفة، ومقرا لخطر كبير، ومنطلقا لقصف مناطق مهمة في دمشق، بينها المزة. بدت لفترة طويلة عصيّة على الاختراق، تماما كالخالدية في حمص. سيطر الجيش على المنطقتين وهو يكمل التقدم.

لا يمكن القول إن الذهاب إلى داريا آمن مئة في المئة. لكن إيصال الرسالة في مناسبة «عيد الجيش العربي السوري»، تحمل من الرسائل ما لا يمكن حصره. فهي تقول من منظور السلطة، إن الخيار العسكري مستمر وهو يحقق انجازات. وتقول إن أي تسوية في جنيف وغيرها يجب أن تأخذ الأمر بعين الحسبان، رغم الإدراك السوري الرسمي بأن لا تسوية ممكنة في الأفق، وأن المستقبل مرهون لعمليات عسكرية نوعية. وتقول إن «النصر» الذي تحدث عنه الأسد لن يحققه سوى الجيش. وتقول إن لا قبول مطلقا «للإخوان المسلمين» في أي تركيبة مقبلة. داريا حساسة في هذا السياق. وأما على المستوى الإقليمي والدولي فهي تؤكد لإسرائيل و«الأطلسي» أن استهداف الأسد غير ممكن. هكذا أمر من الصعب التفكير به طبعا من دون تنسيق دقيق مع «حزب الله» وإيران، وخصوصا مع الدرع الديبلوماسي والعسكري والسياسي للنظام السوري على المستوى الدولي، أي روسيا.

وإذا ما أضيف إلى تزامن الظهورين المتعاقبين للأسد ونصر الله، كلام الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني حيال المنطقة وسوريا، والذي وازن تماما بين صلابة الموقف الديبلوماسي والعسكري من جهة والرغبة في الانفتاح من جهة ثانية، يفهم المرء تماما سبب الهيجان الإسرائيلي الذي عبّر عنه بنيامين نتنياهو حيال إيران وروحاني. يشير موقف روحاني حول الحوار مع أميركا وسرعة الرد الايجابي من الأميركيين إلى أن ثمة شيئاً ما يسير على الطريق ولو ببطء بين الجانبين. هذا أيضا يفتح الباب أمام احتمالات كثيرة، وفي هكذا لحظات يصعب تصور مغامرة إسرائيلية أو أطلسية ضد الأسد أو نصر الله، حتى ولو أن إسرائيل ليست من النوع المؤيد للصفقات والتسويات في المنطقة.

لعل هذا ما يفسر تماما يقين السيد نصر الله والأسد بأن محورهما مع إيران وروسيا وصولا إلى الصين بدأ ينتصر. هكذا قالا مؤخرا لزوارهما. بينما كان رئيس الاستخبارات العامة والأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان يزور موسكو وسط تكثيف تصريحات المعارضة السورية السياسية والمسلحة الناقدة للغرب لأنه لا يستجيب.

ومع ذلك فالحذر كبير عند الأسد ونصر الله وحلفائهما من أن ما بقي من الصيف الحالي يحمل مخاطر عسكرية كبيرة، وربما اكبر من أي وقت مضى.

الأسد ينتقد «الرماديين»: الأزمة تُحسم في الميدان

«القاعدة» يحاول مهاجمة الساحل السوري

سعى المسلحون التابعون لتنظيم «القاعدة»، الى فتح ما يسمى «معركة الساحل» السوري ما قد يدخل الحرب السورية في منعطف خطير، حيث شنّوا هجوما مباشرا على 10 قرى في ريف اللاذقية، فيما انتقد الرئيس السوري بشار الأسد دولا عربية تعرب عن قلقها على كل قرية سورية ولكنها مطمئنة على وضع القدس بين أحضان العدو الصهيوني، مشددا على أن «الخير لن يأتينا من أصحاب الفكر الظلامي الذي أسسه الوهابيون بالقتل وسيسته جماعة الإخوان المسلمين بالنفاق».

وتحت مسمى «معركة تحرير الساحل»، شنّت فصائل تابعة لتنظيم «القاعدة» هجوما كبيرا على قرى ريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعد أسابيع على دعوة عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الإسلامي أنس عيروط إلى خلق «توازن رعب» عبر الهجوم على «مواقع أبناء الطائفة العلوية» في سوريا. وكان يتم استهداف مثل هذه المناطق، بطريقة غير مباشرة سواء عبر قصفها بقذائف الهاون أو عبر تفجير سيارات.

ووفقا لموقع «حنين»، المقرّب من «القاعدة»، فإن ما يجري هو عملية «تحرير الساحل»، مشيرا الى السيطرة على مواقع عدة ومتحدثا بلهجة مذهبية بحتة. لكن مصادر ميدانية قالت لـ«السفير» إنه تم صد هجوم بأعداد كبيرة للمسلحين على عدة نقاط وقرى في منطقة سلمى وقرى الحفة. وذكرت مواقع موالية أن المسلحين يحتجزون أعدادا كبيرة من المدنيين، لاسيما ممن حاولوا النزوح باتجاه اللاذقية. واعلن مصدر عسكري سوري لقناة «الميادين» مقتل قائد «لواء التوحيد» قحطان حاج محمد في اشتباكات مع الجيش السوري في ريف اللاذقية. (تفاصيل صفحة 14)

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إلى «مقتل 12 مسلحا و19جنديا وعنصرا من قوات الدفاع الوطني» في الاشتباكات. وأظهرت أشرطة فيديو بثت على الانترنت مسلحين من أتباع «القاعدة» فوق موقع عسكري في قرية بارودة. وقال مصدر في اللاذقية لوكالة «رويترز» إن المسلحين «شنوا هجوما متزامنا على 10 قرى علوية» في المنطقة.

الاسد

وقال الأسد، خلال إفطار مع فعاليات المجتمع السوري من أحزاب وسياسيين ومستقلين ورجال دين مسلمين ومسيحيين ونقابات واتحادات ومجتمع مدني، إن «السوريين وحدهم من يستطيع إنهاء الأزمة مهما كان قدر التدخل الخارجي»، مضيفا «في الوطن لا يوجد إلا أبيض مع الوطن وأسود ضده، ولا رمادية وطنية، فتلك الرمادية حاضنة للفكر الإرهابي، وهي من أطلقت الوحوش على الساحة الداخلية».

وتحدث الأسد عن المبادرات الخارجية التي ظهرت والتي وافقت عليها دمشق لكن دولا عربية وأجنبية أفشلتها، معتبرا ان «المرونة التي أبدتها السلطات السورية ساعدت جميع الأصدقاء في العالم ليكون لديهم القدرة على الدفاع عن سوريا في المحافل الدولية».

وأعلن أن «سوريا كدولة مستمرة في نهج التسامح بالتوازي مع ضرب الإرهابيين بيد من حديد»، مؤكدا أن «الحسم في الأزمة هو فقط في الميدان… وأن أهم عامل في إنجازات القوات المسلحة هو العامل الشعبي، لذلك اذا نجحنا في الحرب الشعبية، فإن سوريا ستخرج من أزمتها خلال أشهر… وبتوحد الجيش والشعب ستعود سوريا إلى سابق عهدها بلد الأمان والأمن».

وأعلن الأسد أن «الخير لن يأتينا من بعض الدول القلقة جداً على كل قرية في سوريا ولكنهم مطمئنون على وضع القدس بين أحضان العدو الصهيوني، وتعبر عن قلقها عن الديموقراطية لدينا بينما هي ليس لديها ديموقراطية»، معتبرا أن «هذه الدول ستدخل التاريخ من باب القتل والتدمير والتخلف والجهل». وقال «الخير لن يأتينا من الفكر الظلامي الذي أسسه الوهابيون بالقتل وسيّسه الأخوان بالنفاق. هذا الفكر هو اول من دق الاسفين بين العروبة والاسلام فيما جمعه القرآن والنبي، ودق إسفين ثان بين المسلم والمسلم وثالث بين المسلم والمسيحي… هؤلاء هم الاسلاميون الجدد لخدمة اسرائيل، والأصح تسميتهم بالجاهلية».

روحاني والحلقي

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي سلّم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في طهران، رسالة من نظيره السوري بشار الأسد «تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات والإرادة المشتركة في مواجهة المخططات الغربية والأميركية وأدواتها في المنطقة، والتي تستهدف إضعاف محور المقاومة».

وأضافت «شدد روحاني على إصرار إيران على تعزيز علاقاتها مع سوريا والوقوف معا في مواجهة التحديات كافة. وأكد أن العلاقات الراسخة والإستراتيجية والتاريخية التي تربط بين الشعبين والبلدين الصديقين، سوريا وإيران، والمبنية على أسس التفاهم والمصير المشترك وتلبية طموحات وتطلعات الشعبين، لا يمكن لأي قوة في العالم أن تزعزعها أو تنال منها».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مسلحون يقتلون خمسة من عائلة واحدة بعد اقتحام منزلهم في شمال دمشق

بيروت ـ  (ا ف ب) – قتل مسلحون مجهولون خمسة افراد من عائلة واحدة موالية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد اقتحام منزلها في أحد أحياء دمشق السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

وفي غرب البلاد، تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر الاحد بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني التابعة لها، ادت الى مقتل اكثر من 30 عنصرا من الطرفين، بحسب المرصد.

وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد يوم امس السبت خمسة مواطنين من عائلة موالية للنظام هم رجل وزوجته وبناتهما الثلاث، على ايدي مسلحين مجهولين في حي ركن الدين” في شمال دمشق.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “المسلحين هاجموا المنزل وقتلوا الرجل وزوجته وبناتهما الثلاث (احداهما طالبة مدرسة والاخريان جامعيتان)، بينما نجا شقيقهما البالغ من العمر ثماني سنوات بعد اختبائه في المرحاض”.

وتحدث عن “وجود روايتين لطريقة تنفيذ الهجوم، احداهما بإطلاق الرصاص، والثانية بالذبح”، من دون ان يتمكن من تأكيد ايهما حصلت.

ورجح عبد الرحمن ان يكون أفراد العائلة “من الطائفة العلوية، اذ يتحدرون من بلدة رأس البسيط في ريف اللاذقية (غرب)”، المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.

وفي جنوب دمشق، استهدفت عبوة ملصقة بسيارة حاجزا للقوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها بين حي الصناعة وبستان الدور، بحسب المرصد الذي لم يفد عن وقوع اصابات.

من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان “ارهابيين (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) فجروا عبوة ناسفة بسيارة خاصة في منطقة بستان الدور السكنية”، ما ادى الى اصابة مدني بجروح، واضرار مادية.

وتعرضت الاحياء الواقعة على اطراف دمشق، لا سيما برزة (شمال) وجوبر (شرق)، لقصف من القوات النظامية، في حين دارت اشتباكات في الاحياء الجنوبية بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول السيطرة على جيوب للمقاتلين المعارضين على اطراف دمشق.

في ريف اللاذقية (غرب)، افاد المرصد بعد ظهر الاحد ان “ما لا يقل عن 12 مقاتلا من الكتائب المقاتلة بعضهم من جنسيات غير سورية استشهدوا واصيب العشرات بجروح، كما قتل ما لا يقل عن 19 من القوات النظامية ومسلحي قوات الدفاع الوطني واصيب العشرات خلال الاشتباكات الدائرة في مناطق عدة بجبل الاكراد”.

واوضح المرصد ان الاشتباكات اندلعت فجر الاحد “بهجوم مقاتلين من الكتائب المقاتلة على نقاط تمركز القوات النظامية في المنطقة”، والتي تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة الثقيلة. ولجأت القوات النظامية الى سلاح الطيران الحربي في قصف تجمعات المقاتلين، بحسب المرصد.

وفي شمال البلاد، قال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت ليل السبت عند اطراف بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية في ريف محافظة حلب، بين مسلحين من اللجان الشعبية الموالية للنظام والمقاتلين المعارضين الذين يحاصرون البلدتين منذ اشهر.

واشار الى ان الاشتباكات “ادت الى مقتل ما لا يقل عن 10 من مسلحي اللجان الشعبية واستشهاد ما لا يقل عن 11 من الكتائب المقاتلة”.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل اربعة اشخاص بينهم طفل في قصف للقوات النظامية على مدينة اريحا، بحسب المرصد.

وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 148 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.

المعارضة السورية مستعدة للتعاون مع لجنة تحقيق محايدة في جرائم الحرب

بيروت- (ا ف ب): أبدت المعارضة السورية استعدادها للتعاون مع لجنة تحقيق “محايدة” في “جرائم الحرب” التي ارتكبت خلال النزاع السوري، وذلك ردا على دعوة مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان الى التحقيق في قيام مقاتلين معارضين بـ”اعدام” جنود في شمال البلاد.

وشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان ليل السبت الاحد على “استعداده للتعاون مع أي لجنة محايدة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت في كل أنحاء سوريا دون استثناء أي منطقة سعيا لكشف الحقيقة وإدانة المتورطين”.

وأكد الائتلاف المعارض “التزامه الكامل باحترام العهود والمواثيق الدولية، واهتمامه الكامل بملاحقة كل من يثبت تورطه في جرم أو جناية بحق السوريين (…) ايا كانت الجهة التي ينتمي إليها”.

ودعا المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى “التحرك العاجل للتحقيق في كافة المجازر التي ارتكبت في سوريا، ويخص بالذكر منها تلك التي وقعت في شهر رمضان” على يد قوات نظام الرئيس بشار الاسد.

واتهم الائتلاف النظام بقتل “1700 شهيد (خلال رمضان)، بينهم 250 قضوا في 20 مجزرة جرى توثيقها بالتواريخ والمناطق والأرقام”، معلنا انه سيقدم تقريرا مفصلا بهذه الارتكابات يوم الاربعاء.

وكانت بيلاي قالت في بيان الجمعة انه “ينبغي فتح تحقيق معمق لتحديد ما اذا تم ارتكاب جرائم حرب، وينبغي سوق المسؤولين عنها الى امام القضاء” موضحة ان هذه الاحداث قد تكون وقعت في تموز/يوليو بعد معركة خان العسل، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة اواخر الشهر الماضي.

واضافت ان “عشرات الاعدامات” المفترضة هذه “صادمة للغاية” وتلفت النظر مجددا الى الحاجة الى محاكمة المسؤولين عن انتهاك حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد عن سيطرة مقاتلي المعارضة على خان العسل، آخر معاقل النظام في ريف حلب الغربي، بعد معارك عنيفة استمرت يومين. وفقدت القوات النظامية جراء المعركة من 150 عنصرا، بينهم اكثر من 50 جنديا اعدموا ميدانيا، بحسب المرصد.

وادى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من عامين، إلى مقتل اكثر من 100 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.

 الحر’ يعلن سيطرته على عدة مناطق بريف اللاذقية

مسلحون يقتلون 5 من عائلة واحدة بمنزلهم شمال دمشق

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: شهدت العاصمة السورية دمشق جريمة بشعة الاحد حيث قتل مسلحون مجهولون خمسة افراد من عائلة واحدة موالية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد اقتحام منزلها في أحد أحياء دمشق السبت، جاء ذلك فيما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اشتباكات عنيفة اندلعت في اللاذقية بين الجيش الحر وقوات النظام، واستهدف الجيش الحر بصواريخ ‘غراد’ تجمعات لقوات النظام في قرى بريف اللاذقية، وشوهدت تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة لقوات النظام في بلدة الحفة متجهة نحو نقاط الاشتباك.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد في بريد الكتروني ‘استشهد يوم امس السبت خمسة مواطنين من عائلة موالية للنظام هم رجل وزوجته وبناتهما الثلاث، على ايدي مسلحين مجهولين في حي ركن الدين’ في شمال دمشق.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ‘المسلحين هاجموا المنزل وقتلوا الرجل وزوجته وبناتهما الثلاث (احداهن طالبة مدرسة والاخريان جامعيتان)، بينما نجا شقيقهما البالغ من العمر ثماني سنوات بعد اختبائه في المرحاض’.

وتحدث عن ‘وجود روايتين لطريقة تنفيذ الهجوم، احداهما بإطلاق الرصاص، والثانية بالذبح’، من دون ان يتمكن من تأكيد ايهما حصلت.

ورجح عبد الرحمن ان يكون أفراد العائلة ‘من الطائفة العلوية، اذ يتحدرون من بلدة رأس البسيط في ريف اللاذقية (غرب)’، المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.

كما خاض الجيش الحر معركة للسيطرة على مراصد في كفرية وتلا وقرى أخرى بهدف السيطرة على المراصد في جبال الساحل السوري، إضافة إلى ذلك، أعلن مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عن مقتل 12 مقاتلاً من ميليشيا حزب الله في كمين نصبه لهم في منطقة السيدة زينب في دمشق، عند محاولتهم إدخال سيارة مفخخة إلى المنطقة عند نقطة سوق الخضرة. ويشارك مقاتلو ميليشيا الحزب اللبناني في القتال في المنطقة إلى جانب قوات النظام.

في الأثناء، قال ناشطون إن قوات النظام كثفت من غاراتها على القرى والبلدات التابعة للقلمون في ريف دمشق، بعد أن تمكنت عناصر من الجيش الحر من السيطرة على مستودعات ‘تنحة’ التابعة للقسطل. وقالت عناصر من قوات المغاوير إن المستودعات تحتوي على كميات كبيرة من صواريخ مضادة للدروع من نوع ‘كونكورس′ و’كورنيت’.

وفي غرب سورية، دارت اشتباكات عنيفة منذ فجر الاحد بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني التابعة لها، ادت الى مقتل اكثر من 30 عنصرا من الطرفين، بحسب المرصد.

احتجاجات في بلدة العريضة اللبنانية بعد مقتل منشق سوري برصاص جيش النظام

استياء من تكرار الانتهاكات الحدودية ودعوة للجيش اللبناني للانتشار

بيروت: كارولين عاكوم

انتهاك أمني آخر سجل على الحدود السورية – اللبنانية أمس في بلدة العريضة الحدودية شمال لبنان حيث قتل مواطن سوري برصاص قوات النظام، أثناء محاولته عبور مجرى النهر الكبير، عمد بعدها أهالي المنطقة إلى اقتحام مركز الأمن العام وتحطيم زجاجه بالحجارة ونصب الخيم وقطع الطريق الدولي، احتجاجا على الانتهاكات المتكررة للجيش السوري. وطالب المحتجون الجيش اللبناني بالانتشار على الحدود وفتح تحقيق بالحادث، قبل أن تعمد القوى الأمنية على فتح الطريق والعمل على إعادة الهدوء إلى المنطقة.

وأكد مصدر في البلدة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا المواطن هو عسكري سوري يعمل في دائرة الهجرة والجوازات على الحدود اللبنانية – السورية، انشق وحاول الهرب إلى لبنان، الأمر الذي جعل رفاقه من العسكريين يلحقون به وأطلقوا النار عليه إلى أن قتل وهو في مجرى النهر الكبير محاولا الوصول إلى منطقة العريضة.

وبدورها أوضحت المديرية العامة للأمن العام ما حصل في بيان لها، مشيرة إلى أنه في «صباح اليوم (أمس) وعلى إثر سماع إطلاق نار من الجانب السوري المقابل لمركز الأمن العام في العريضة، قامت عناصر الأمن العام بالكشف على محيط المركز للاطلاع على ما يجري، فتبين وجود جثة في النهر الكبير، في هذا الوقت تقدمت مجموعة من أهالي بلدة العريضة باتجاه مبنى الأمن العام وعملت على رشقه بالحجارة وتكسير زجاج السيارات العابرة والمتوقفة إلى جانبه أقفلوا الطريق الدولية بالإطارات المشتعلة، مما أدى إلى تضرر المبنى وعدد من السيارات».وأشار البيان إلى أن «قوى الأمن العام بمساندة الجيش وبالتنسيق مع بعض الأهالي لفتح الطريق وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، كما تقوم الأجهزة المعنية في الأمن العام بإشراف القضاء المختص بإجراء التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وملاحقة المرتكبين».

من جهته، قال مختار بلدة العريضة علي الأسعد لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك مواطنا سوريا أشارت بعض المعلومات إلى أنه عسكري منشق، حاول الهروب عبر النهر إلى لبنان، فما كان لقوات النظام السوري إلا أن حاصرته وأطلقت النار عليه حتى قتل في النهر من دون أن يتمكن أحد من انتشال الجثة. وأكد الأسعد عدم معرفة أهل البلدة بهذا المواطن، إنما رد فعلهم لم يكن موجه ضد الأمن العام إنما ضد عنصر واحد وتكسير سيارته بعدما وصلت إليهم معلومات أنه كان أول من رأى العسكري المنشق يحاول الهرب فأخبر العناصر في مركز الأمن السوري بذلك، فعمدوا إلى ملاحقته ومن ثم قتله. مشيرا كذلك، إلى أن ما قام به الأهالي ينطلق بشكل أساسي من استيائهم من تكرار انتهاكات الجيش السوري الدائمة وإطلاقه النار باتجاه البلدة، ومطالبة الجيش بالانتشار وحماية الحدود.

«الجيش الحر» ينقل معاركه إلى اللاذقية.. ويسيطر على أربع بلدات بريفها

مقتل 12 عنصرا من لواء أبو الفضل العباس العراقي بكمين.. واشتباكات عنيفة بين مقاتلين أكراد و«النصرة»

بيروت: ليال أبو رحال

أعلن الجيش السوري الحر، أمس، بدء عملية تحرير الساحل السوري، الذي يضم بشكل رئيس محافظتي اللاذقية، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، وطرطوس، اللتين تعدان استراتيجيتين بالنسبة للنظام السوري، بالتزامن مع سيطرة المعارضة على عدد من المواقع العسكرية النظامية في منطقة ريف اللاذقية.

وأكدت مواقع المعارضة السورية أمس سيطرة وحدات من «الجيش الحر» على بلدات أسرتيه وبارودا وكفرية وتلا الواقعة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وتضم البلدات الأربع مراصد تعتبر استراتيجية، وجاءت السيطرة عليها بعد اشتباكات عنيفة، واكبتها القوات النظامية بغارات شنتها المروحيات.

وقال ناشطون معارضون إن هذه المراصد بمثابة معاقل رئيسة لقوات النظام التي تتمركز فيها، واستمرت الاشتباكات بشكل خاص في محيط مرصد تلا، بينما يسعى الجيش الحر إلى استكمال السيطرة على مراصد أخرى تقع في جبال منطقة الساحل السوري.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في سياق متصل أن اشتباكات عنيفة اندلعت في اللاذقية، مؤكدة استهداف الجيش الحر بصواريخ «غراد» تجمعات نظامية في قرى بريف اللاذقية. ونقلت عن شهود عيان توجه تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة لقوات النظام في بلدة الحفة نحو نقاط الاشتباك.

وتغيب مدينة اللاذقية، وهي المدينة الخامسة في البلاد من حيث عدد السكان، عن خارطة الاحتجاجات القوية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، المتحدر من بلدة القرداحة المجاورة. وبسبب فترة الاستقرار التي عاشتها أخيرا، استقطبت، وفق أحد الناشطين في المدينة، عددا كبيرا من النازحين داخل سوريا لا سيما من حلب. وتشير تقديرات إلى أن نحو نصف مليون نازح وفدوا إلى اللاذقية.

وفي حين يوجد المعارضون في أحياء الصليبة والرمل الفلسطيني وقنينص في المدينة، على الرغم من القبضة الأمنية القاسية المفروضة عليهم، تنحصر المواجهات بين المعارضة والقوات النظامية في ريف اللاذقية. ويعمل النظام السوري، وفق ما يؤكده ناشطون معارضون على تطويق أي مظاهر احتجاجية في المدينة، وهو لا يتوانى عن اعتقال كل من يتجرأ على رفع صوته من مثقفين وكتاب ومعارضين، علما بأن المدينة خليط من الطائفتين السنية والعلوية مع أقلية مسيحية، في حين يتوزع العلويون بشكل رئيس في بلدات الريف. وكان اعتقال السلطات السورية للدكتور العلوي عبد العزيز الخير، أبرز أركان هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، الذي لا يزال مصيره مجهولا، أشعل اشتباكات عسكرية بين العائلات العلوية في منطقة القرداحة، مسقط رأس عائلتي الأسد والخير.

ويعتبر عدد من المناطق الريفية المحاذية لمدينة اللاذقية مناطق شبه محررة، تسيطر عليها كتائب «الجيش الحر». وفي حين أن البلدات المحيطة بالقرداحة، مسقط رأس الأسد، بغالبيتها ذات أكثرية علوية، فإن الريف المجاور للحدود مع تركيا بغالبيته يضم أكثرية سنية. وتتركز المواجهات والاشتباكات بحسب ناشطين معارضين في المنطقة الوسطية بين الريفين العلوي والسني.

وللاذقية أهمية استراتيجية بالنسبة للنظام والمعارضة السورية في آن معا، إذ يعتبرها النظام نقطة أساسية لانتقال الأسد إلى تنفيذ خطته البديلة المتمثلة بإقامة الدولة العلوية، بينما تسعى المعارضة لضرب النظام في «داخل بيته».

ويقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن السوري سامي نادر لـ«الشرق الأوسط» إن أهمية اللاذقية هي في كونها «تشكل عاصمة الدولة العلوية، لكن من المعروف أن المدينة يسكنها غالبية سنية، بينما يتركز العلويون بشكل أكبر في الريف».

ويوضح نادر أن «اللاذقية هي بمثابة مدينة ساقطة عسكريا لأنها محاطة»، لكنه يشير إلى أن «أي تقدم تحرزه المعارضة سيتوقف على الدعم العسكري وتنفيذ الوعود التي تلقتها بالتسليح، ومن شأنه بالتالي أن يعزز موقعها التفاوضي».

ويرى أن النظام السوري «يذهب عمليا إلى طاولة المفاوضات، وهو يوحي بأنه قد حسم الأمور جغرافيا، خصوصا بعد حسم معركة القصير، التي تعتبر نقطة التواصل مع حزب الله الشيعي في لبنان، واستماتته في معركة حمص».

ويخلص إلى أن «المعارضة السورية تسعى من خلال إعلان الجيش الحر معركة تحرير الساحل والتقدم في بعض قرى الريف إلى تثبيت وجودها وتعزيز موقعها التفاوضي وتصعيب الأمور أكثر على النظام، بينما صمودها يتوقف على دعم المجتمع الدولي».

تجدر الإشارة إلى أن غارة إسرائيلية استهدفت في الخامس من الشهر الماضي مخزن أسلحة في ريف اللاذقية، تضاربت الأنباء بين احتوائه على مستودعات ذخيرة وصواريخ متطورة مضادة للسفن.

وفي التطورات الميدانية في باقي المناطق السورية، نسف «الجيش الحر» حاجز عبوس قرب معرة النعمان في ريف إدلب شمال البلاد، مما أدى لمقتل جميع عناصر الحاجز، وبينهم ضباط، بحسب معارضين.

وفي دمشق، قال ناشطون إن 12 عنصرا من لواء أبو الفضل العباس العراقي قتلوا في كمين نصبه لهم عناصر من «الجيش الحر عند سوق الخضار في بلدة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق».

وفي محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات عنيفة منتصف ليل السبت – الأحد، بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي من طرف ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف آخر، في محيط بلدة تل حلف بريف مدينة راس العين. وتواترت الأنباء عن تقدم لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في المنطقة وخسائر في صفوف مقاتلي تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية».

وأفاد المرصد السوري أمس بأن مقاتلي وحدات حماية الشعب نفذوا عملية أول من أمس في قرية كشتو قرب بلدة تل حلف، التابعة لمدينة رأس العين، حيث سيطروا على نقاط كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة. واستولى المقاتلون الأكراد على كمية من الأسلحة والذخيرة.

أنباء عن تشكيل «الإخوان» جناحا عسكريا وتخزين أسلحة

تصدعات داخل الجماعة وتضارب حول استقالة المتحدث باسمها

بيروت: «الشرق الأوسط»

تتجه جماعة الإخوان المسلمين والمعروفة بمعارضتها التاريخية للنظام السوري إلى تشكيل جناح عسكري داخل سوريا يقاتل إلى جانب «الجيش السوري الحر» ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أفادت به تقارير نشرتها مواقع سورية معارضة. وتتزامن هذه الأنباء مع تصدعات في كوادر الجماعة وسط تضارب حول استقالة المتحدث باسمها زهير سالم.

وفي حين ينفي قياديون إخوانيون التوجه لإنشاء جناح عسكري، مؤكدين أن «التنظيم على مسافة واحدة من كافة فصائل الجيش (الحر)»، تتهم جهات في المعارضة السورية ذات توجهات علمانية «الإخوان» بتخزين السلاح لمرحلة ما بعد الأسد بهدف الاستحواذ على السلطة.

وأفادت تقارير إعلامية معارضة بأن «التحضيرات النهائية تتم حاليا لعقد اجتماع كبير يضم قيادات (الإخوان المسلمين) داخل الأراضي السورية وبالسرعة القصوى، ومن المرجح أن يكون في حلب بهدف تشكيل الجناح العسكري». وأشارت إلى أن «التشكيل سيكون معلنا ومنظما ومدروسا ومدعوما سياسيا وعسكريا من أجل إحداث تغييرات جذرية على الأرض في مسار المعركة التي يخوضها ثوار سوريا ضد نظام الأسد»، وذلك «بعد مراوحة الثورة السورية في ذات المكان وسط تزايد المجازر وطغيان النظام».

وقال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عضو المجلس الوطني السوري ملهم الدروبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجماعة تدعم العديد من الكتائب المسلحة التي تقاتل النظام السوري»، مؤكدا أن «من أبرز هذه الكتائب (هيئة دروع الثورة) باعتبارها الأقرب فكريا إلى فكرنا المعتدل». وشدد الدروبي في الوقت نفسه على أن «الجماعة تقف على مساحة واحدة من جميع الكتائب وتدعمها بما هو متاح لها».

وبحسب شريط فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» في يناير (كانون الثاني) 2013، فإن هيئة «دروع الثورة» تضم 43 فصيلا مسلحا، وكلها تستخدم أسماء تتمحور حول كلمة «درع». ويتمركز نحو نصف الفصائل في محافظة إدلب، فيما تتواجد الفصائل الأخرى في حماه، التي تعد المعقل الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، لكن عددا ضئيلا من العمليات منسوب إلى الهيئة التي نادرا ما يرد اسمها في التقارير الإخبارية الميدانية.

وكان الدروبي، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» تعود إلى مطلع شهر أغسطس (آب) الفائت، قد أعلن أن «جماعة الإخوان شكلت أول وحداتها المسلحة داخل سوريا قبل نحو ثلاثة أشهر». لكن المرشد العام السابق للجماعة رياض الشقفة سارع إلى إصدار بيان رسمي أوضح فيه أنه في حين أن (الإخوان المسلمين) يدعمون المعارضة المسلحة، لكن «هذا لا يعني أن لدينا وحدات خاصة بجماعة الإخوان».

ولفت الدروبي أمس إلى أن «فكرة تشكيل تنظيم عسكري يتبع لـ(الإخوان) غير مطروحة حاليا»، مشيرا إلى أن «الجماعة ليست في صدد الدخول بصراعات مع المجموعات الجهادية التي تحارب النظام في سوريا». وقال: «عدونا هو النظام السوري، أما علاقتنا مع الجهاديين فتقتصر على المحاورات الفكرية لمحاولة جذبهم إلى فكرنا المعتدل».

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن «الدافع الأساس لتشكيل جناح إخواني عسكري هو انتشار الجهاديين بشكل كبير في سوريا، ما يؤشر إلى أن أول مواجهة بعد سقوط النظام ربما تكون معهم لإرساء دعائم الدولة الجديدة». ودافعت جماعة الإخوان عن الجهاديين في مواجهة وصف الولايات المتحدة لهم بالإرهاب. وفي بيان صادر في الحادي عشر من شهر ديسمبر (كانون الأول)، دعت الجماعة إلى مراجعة القرار الأميركي واصفة جبهة النصرة بأنها «جماعة يمكن الاعتماد عليها للدفاع عن البلاد وحماية المدنيين ضد جيش النظام».

وفي إطار الأنباء عن نية «الإخوان المسلمين» تشكيل جناح عسكري داخل سوريا، كشف كمال اللبواني عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الجماعة تملك في سوريا حاليا سلطة متكاملة لا تقتصر على الصعيد العسكري وإنما الاقتصادي والاجتماعي والإغاثي»، موضحا أن ما يسمى «هيئة حماية المدنيين» عبارة عن «دولة إخوانية متكاملة تشتري ولاءات الناس عبر تقديم بعض الخدمات ودفع الأموال». وأكد أن «هذه الشبكات الزبائنية لن تنفعهم شيئا لأنهم يفتقرون إلى الحاضنة الاجتماعية في سوريا».

وقال اللبواني إن «جماعة الإخوان المسلمين تقوم بتخزين الأسلحة تمهيدا لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد»، مؤكدا أن «(الإخوان) لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع لأنهم يعلمون أن الفشل ينتظرهم»، مرجحا أن يكون العنف أحد خياراتهم.

وتزامنت هذه الأنباء مع تقديم القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والمتحدث باسمها زهير سالم استقالته من عضوية قيادة الجماعة، وفق مصادر في المعارضة السورية. وقال سالم إنه سيستمر «جنديا في الصف» حسب تعبيره، مع متابعة عمله في إدارة مركز الشرق العربي للبحوث والدراسات، لكن القيادي الإخواني ملهم الدروبي أكد لـ«الشرق الأوسط» عودة سالم عن استقالته، واضعا هذه الأمور في إطار «الشؤون الداخلية للجماعة».

ويعتبر زهير سالم من الشخصيات الإسلامية المعتدلة داخل جماعة الإخوان المسلمين التي تميل إلى التفاوض والتفاهم في السياسة.. الأمر الذي يجعل محاولة إقصائه تنعكس تشددا وتطرفا على الجماعة. ويقول متابعون للشأن الإخواني في سوريا إن استقالة «سالم» وعودته عنها تمثل انفراط أول حبة في عقد «الإخوان» السوريين وبداية لمزيد من الانشقاقات داخل الجماعة.

تصريحات البيت الابيض ورسالة ديمبسي تحضير للتعايش مع سورية مقسمة

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ يخشى السوريون السنة الذين يعيشون في مناطق حمص والمناطق التي يتواجد فيها علويون وشيعة في سورية من حملة تطهير يقوم بها النظام السوري تحضيرا لاقامة ما يقولون انها ‘دولة علوية’ في وسط البلاد تمتد من دمشق العاصمة ومرورا بحمص الى منطقة الساحل حيث اللاذقية وطرطوس.

ويقول السنة الذين يعيشون في المناطق الساحلية ان هناك ادلة عن محاولات النظام تشكيل صورة المنطقة، وهي محاولات تتجاوز فكرة تعزيز السيطرة الامنية على هذه المناطق. وتتركز مظاهر القلق على مدينة حمص، ثالث كبريات المدن السورية والتي تتعرض لهجمات وقصف منذ الشهر الماضي، ويتوقع المراقبون الغربيون ان تسقط بيد النظام السوري وداعميه من حزب الله في نهاية الصيف الحالي، مما سيعتبر انجازا كبيرا لنظام بشار الاسد الذي حقق انجازات عدة على حساب المقاتلين السوريين الذين يعملون من اجل الاطاحة بنظامه.

حرق مكتب السجلات العقارية

وما يعزز فكرة التطهير الطائفي حرق وتدمير مكتب سجلات الاراضي والعقارات التي يقول المواطنون ان ضياع السجلات يعني عدم قدرتهم على استعادة املاكهم او ادعاء الملكية لها.

ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مواطن في المنطقة رفض الافصاح عن اسمه ‘ماذا سيحصل اكثر من هذا؟’ مشيرا ان تدمير مبنى العقارات لم يأت عبثا لانه يقع في اكثر مناطق المدينة أمنا مما يعني ان ‘هناك مؤامرة تحاك’ حسب قوله. ومما يثير مخاوف السكان ان الاملاك وسجلاتها موجودة فقط على الورق ولم يتم تحويلها الى بيانات رقمية حفظت على الكمبيوتر. ونقل عن مواطنين يعيشون في منطقة باب هود التي يقع فيها المبنى بالاضافة لعدد من الموظفين قولهم انهم شاهدوا السنة النيران تشتعل في الطابق الخامس من المبنى حيث يحفظ ارشيف سجلات الملكية وذلك في الخامس من تموز (يوليو) الحالي. فيما كانت القوات الحكومية متمركزة في الطوابق السفلية.

بين الساحل والبقاع

وينظر لحمص كمنطقة حيوية في اية خطة لانشاء دولة علوية حالة انهيار النظام الحالي، لانها جغرافيا تصل المناطق العلوية على الساحل ومنطقة البقاع اللبناني التي تعيش فيها غالبية شيعية وتعتبر منطقة سيادة لحزب الله الذي يقاتل الى جانب القوات السورية. ويربط المراقبون الانجازات التي حققها النظام بدعم من حزب الله وايران التي ترى في نظام الاسد حليفا استراتيجيا وبين ما يرونه خططا لتعزيز قوة النظام في وسط البلاد.

وتعيش في منطقة حمص غالبية سنية بالاضافة لاقليات علوية ومسيحية ولكن المنطقة تحولت ومنذ اشهر الى تجمعات سكانية محصنة حيث اقامت القوات التابعة للنظام جدرانا حول الاحياء العلوية، حيث اصبح من الصعب على المعارضة السورية الوصول اليها، فيما تعيش المناطق الريفية المختلطة السنية ـ العلوية حالة من التقلب وسجلت فيها العديد من المذابح، في الحولة وبانياس.

ويقول التقرير ان عملية التطهير العرقي ليست سياسة للنظام فقط، فقد تم طرد السكان العلويين من قراهم القريبة من الحدود التركية وذلك في مناطق شمال محافظة اللاذقية، وهي المنطقة التي يسيطر عليها الجهاديون ومقاتلو جبهة النصرة. ويقول التقرير ان احياء اخليت من سكانها في مدينة حمص وحل محلهم علويون مثل حي الخضر وكرم الزيتون وباب السباع.

ويشير الناشط ابو رامي الى ادلة عن عمليات تطهير طائفية في مناطق متعددة من حمص، مضيفا انه ‘تطهير طائفي، جزء من خطة شيعية ايرانية، وهي واضحة من خلال مشاركة حزب الله والميليشيات الايرانية، وهي ايضا جزء من مشروع الدولة العلوية التي يريد الاسد اقامتها’.

اتصالات مع ليبرمان

وتقول الصحيفة ان دبلوماسيين في المنطقة زعموا خلال الستة الاشهر الماضية ان مسؤولي النظام السوري الحالي قاموا باتصالات دبلوماسية مع دول معادية. وبحسب وسيط، وهو دبلوماسي معروف فهم ان نظام الاسد اتصل في نهاية العام الماضي مع وزير الخارجية الاسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان، وطلب النظام من اسرائيل عدم الوقوف في وجه اي محاولة لانشاء دولة علوية حيث يعني هذا نقل علويين من منطقة الجولان.

وفي الوقت الذي لم يرفض فيه ليبرمان الحديث الا انه طلب معلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اسقطت طائرته في سلطان يعقوب في لبنان عام 1982، وطلب ايضا رفات العميل الاسرائيلي المعروف ايلي كوهين الذي اعدم في دمشق في الستينات من القرن الماضي.

اسلحة وذخائر

وعلى الرغم من التحضيرات الظاهرة الا ان الانجازات التي حققها النظام في الفترة الاخيرة خففت من حدة التحضير لسيناريو ينهار فيه النظام في دمشق، ومع ذلك فالعلويون يخشون من المستقبل ويرون ان الحرب قد غيرت سورية بشكل جعلت التعايش مع الغالبية السية امرا مستحيلا. ونقلت عن مؤيد للنظام قوله ان العلويين ‘سيشجبون امامه اي فكرة عن اقامة دولة علوية’ و’سيقولون له ان القتال هو قضية وطنية سورية، ولكن في اعماق المجتمع هناك مخاوف حول الهوية، وبدأ الكثيرون منهم يناقشون واقعا سينسحبون فيه الى دولة علوية، ويعتقدون ان القتال الحالي هو قتال من اجل الوجود’.

ونقلت الصحيفة عن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قوله ان النقطة المحورية ظهرت عندما بدأت معركة حمص وبدا واضحا حينها نية النظام لفتح الطريق كله من دمشق وما بعدها، حيث بدأت عمليات الطرد الديني، وحدثت مجازر في بانياس ومناطق اخرى، وسمعت انه طلب من السنة الانتقال وربما تتحول هذه المنطقة كلها ملجأ للعلويين. واكد علويون يعيشون في طرطوس واللاذقية ان النظام قدم لهم السلاح ثلاث مرات منذ بداية الانتفاضة في عام 2011.

وقال علوي ان ‘شحنة سلاح وصلت عام 2012 واثنتين قبل شهرين’، مضيفا ‘والان يحصل كل علوي يسكن القرى العلوية على الساحل حزمة مدعومة من الحكومة تتكون من اي كي – 47 وقنبلتين يدويتين وذخائر، و’لو انضممت الى قوات الدفاع الشعبي فانك ستحصل على اسلحة اكثر’. ويقول الشخص العلوي هذا انه تم وضع الاسلحة من اجل الاستخدام في الساحات العامة في القرى الاستراتيجية مضيفا ان ‘كافة المجتمع اصبح يرى انه يواجه عدوا مشتركا’.

ويقول السنة والعلويون في المناطق الاستراتيجية في شمال – شرق سورية ان هناك اندفاعة لتسليح المجتمعات وسط تزايد مظاهر الخوف والاستفزاز.

ونقلت الصحيفة عن طالب علوي في جامعة دمشق قوله ان اقاربه ومنذ سبعة اشهر يتطوعون للعمل مع الاستخبارات الجوية والامن العسكري حيث يقومون بـ ‘هجمات او يقيمون حواجز على الطرق حول بانياس والصحة في طرطوس والمنطار جنوب طرطوس′، واضاف ‘اخبرني ابن عمي انه حالة عبرت عن استعداد للعمل معهم فكمية الاسلحة التي ستحصل عليها ضخمة ـ وقد حصل ابن عمي الاخر على كل انواع الاسلحة باستثناء الدبابات’. ونقلت الصحيفة عن محام في طرطوس التي يعيش فيها عدد كبير من السنة قوله ‘في طرطوس المدينة حدثت عدة حوادث تطهير طائفي، ولكن هناك الالاف من اللاجئين، ويعطي انتشار السلاح في يد العلويين حسا بان هناك مجزرة قادمة’.

وعلى الرغم من ان السنة ليسوا مسلحين الا ان احياءهم تشهد تواجدا امنيا مكثفا. ويضيف المحامي ان ‘الشعور العام بين مؤيدي الاسد هو امكانية انهيار دمشق مما يعني انهم سيعيشون في ظل حكومة الجيش الحر والسنة، وتشعر غالبية السكان هنا انه من الافضل العيش في ظل دولة علوية والتي يشعرون ان حمص يجب ان تكون جزءا منها’.

ونقلت عن ضابط انشق عن الجيش السوري بعد ان ساعد في بناء جدران حول الاحياء العلوية في حمص قوله ان الجيش السوري يعتمد على عدد من العسكريين الذين خدموا في لبنان اثناء الحرب الاهلية كمستشارين وهم الذين جاءوا بفكرة عزل القرى العلوية عن الاحياء السنية، وهي نفس الخطة التي طبقت في لبنان وكأن التاريخ يعيد نفسه’. وختم التقرير بالقول ان النظام يشجع العائلات العلوية ممن لديها مشاكل مع السنة على الانتقال الى الاحياء العلوية في حمص، ويقول ابو احمد وهو قيادي في كتيبة الفاروق انهم متأكدون من ان النظام يريد ضم حمص وقراها للدولة العلوية.

ممارسات الشبيحة

وتناولت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ نفس الموضوع وقالت ان الشبيحة هم من يقومون بمهمة التطهير الطائفي، ونقلت عن لاجئين سوريين قولهم ان هذه الجماعات التي تجند في الاعم الاغلب من العلويين تقوم وبشكل منظم بنهب وتدمير بيوت السنة الذين يهربون من محافظة حمص. ونقلت عن بلال (23 عاما) قوله ‘لقد اخرجوا المقاتلين والآن يريدون اخراج السنة جميعهم’.

وقال الشاب وهو من تل كلخ ‘لقد اخذوا بيوتنا، وهددونا ودمروا قرانا’. وتقول الصحيفة ان الجيش السوري قد حول انظاره نحو محافظة حمص مستخدما قدراته حيث استعاد تل كلخ والقصير من يد المقاتلين الذين يقولون ان العملية العسكرية مكثفة ويعترفون انهم قد لا يصمدون طويلا، مشيرة الى ان الحرب اتخذت طابعا جديدا عندما تم ضرب ضريح الصحابي خالد بن الوليد، ولا يعرف ان كان القصف مقصودا ام جاء عن طريق الخطأ. ويشير التقرير ان قوات الدفاع الشعبي المكونة من المتطوعين العلويين، بالاضافة لمدنيين ومؤيدين للنظام يقومون بعد كل عملية للجيش بمداهمة القرى والبلدات التي اعاد الجيش سيطرته عليها ويعملون ايديهم نهبا وسرقة وعادة ما يراقبون البيوت، من اجل قطع امل السنة الذين تركوها من العودة اليها مرة اخرى. ونقلت عن زكريا وهو مقاتل من تل كلخ قوله ‘لقد سرقوا حتى احواض الغسيل، وما لم يستطيعوا حمله حرقوه’.

واضاف ان الشبيحة عادة ما يأتون بعد انتهاء الجيش من مهمته حيث يقسمون البيوت فيما بينهم من اجل النهب. وفي الوقت الذي يقول السكان الهاربون من حمص ان النظام يقوم بتطهير المنطقة من السنة من اجل اقامة الدولة العلوية الا ان بعض الخبراء يشككون حيث يرون ان النظام الذي حقق انتصارات في الاونة الاخيرة يركز على سحق المقاومة في البلاد. ويقول بيتر هارلينغ من مجموعة الازمات الدولية ان النظام عندما يقوم بطرد السنة من قراهم فانه يريد تعزيز سلطته في مناطقهم خاصة انهم عادة ما يتعاطفون ويتعاونون مع المقاتلين، ومن هنا فالسماح لهم بالعودة يعني عودة المشاكل حسب الخبير.

سوق السنة

ومع ذلك فالوضع في حمص وسورية عامة كشف عن الهويات الطائفية، ففي تل كلخ التي تعايش فيها السنة مع العلويين الذين يعيشون في 52 قرية، يقوم العلويون الآن بحملة تطهير ضد جيرانهم السنة، فبحسب فايز الذي لجأ من تل كلخ فما يحدث ‘ليس عن مجرمين يريدون الحصول على المال بل يريدون قتل كل السنة’. ويقول فايز ‘كنا نسمعهم وهم يهتفون في قراهم ‘نحن قادمون ولا نريد سنة على ارضنا’. فيما قال لاجئون آخرون ان العلويين يقومو بخزن ما نهبوه من بيوت السنة في مزارعهم. وفي الوقت الذي هرب الكثير من السنة الا ان من بقي منهم يتعرضون لضغوط واغراءات من رجال اعمال علويين يعرضون عليهم شراء بيوتهم واملاكهم شرط ان لا يعودوا اليها مرة اخرى وذلك نقلا عن مواطن من تل كلخ تحدث لمراسلة الصحيفة عبر الهاتف. ويقول المواطنون ان عمليات النهب والهجمات التي يقوم بها الشبيحة لم يتدخل الجيش لوقفها بل وقف يتفرج عليها وساعد المهاجمين في بعض الحالات.

وتقول الصحيفة المواد المنهوبة من القرى تنقل للاحياء العلوية في حمص حيث تباع هناك فيما اصبح يعرف ‘بسوق السنة’. وقامت ناشطة تطلق على نفسها بام الحمصي بتصوير السوق سرا حيث قالت ‘تظاهرت بمحاولة البحث عن جهاز كمبيوتر رخيص، حيث يوجد في هذا السوق كل شيء من احذية رياضية من نوع اديداس الى الاثاث’، وقالت انهم خلعوا البيوت ولم يبقوا على شيء، مشيرة الى ان الشبيحة منظمون، حيث يقسمون انفسهم بين من ينهب البيوت ومن ينهب المحلات، ولا يشعرون بالخجل مما يفعلون، حيث قال احدهم لها ان ما يبيعونه هو ‘هدية حرب’.

خيارات واشنطن

ويأتي الحديث عن التطهير الطائفي في الوقت الذي قدمت فيه وزارة الدفاع الامريكية للكونغرس تفاصيل عن خططها لوقف نزيف الدم السوري مقترحة ان عملية حرف ميزان الحرب لصالح المعارضة ستكون مهمة ضخمة.

فقد قدم رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي لرئيس لجنة الجيش في الكونغرس اول تفاصيل عن التحديات الضخمة التي تواجه الولايات المتحدة حالة قررت التدخل في سورية. وجاءت التفاصيل في ثلاث صفحات ارسلها لكارل ليفين، رئيس اللجنة وذلك بعد اسبوع من جلسة الاستماع والتي طالب فيها النواب بمعلومات وتوقع فيها ديمبسي بقاء الاسد في السلطة لعام منذ الان. ويأتي هذا في الوقت الذي بدأ البيت الابيض وان بطريقة غير مباشرة ان الاسد لن يخرج من السلطة في وقت قريب. وفي نفس اليوم قال جي كارني المسؤول الاعلامي للبيت الابيض ‘على الرغم من التحول في المعركة الا ان الاسد، حسب رأينا لن يحكم كل سورية مرة اخرى’، وفي هذا اعتراف غير مباشر من البيت الابيض الذي اكد على ضرورة رحيل الاسد ان الاخير لن يخرج من السلطة في وقت قريب، وربما بقي في المستقبل المنظور ويحكم جزءا من سورية المقسمة.

ومع ان الخيارات التي افصحت عنها البنتاغون معروفة مثل اقامة منطقة حظر جوي، وغير ذلك لكن الجنرال ديمبسي قدم تفاصيل حول كلفة ومخاطر كل خيار، حيث قال ان خيار الهجمات على مواقع النظام السوري الصاروخية والبنية العسكرية يقتضي استخدام مئات المقاتلات والغواصات وغير ذلك، وستصل الفاتورة الى مليارات الدولارات.

ولم تشر رسالة ديمبسي الى خطة ارسال السلاح للمعارضة والتي تشرف عليها وكالة الاستخبارات ‘سي اي ايه’. وقال ديمبسي انه جاهز لتنفيذ اوامر الرئيس في شن اي من الخيارات التي تضم دعم وتدريب المعارضة السورية، شن هجمات جوية محدودة، واقامة منطقة حظر جوي من الشمال او الجنوب – على الحدود مع تركيا او الاردن، وتأمين ترسانة السلاح الكيماوي السورية. ولكنه اضاف ان ‘كل الخيارات تحتاج الى اهداف عسكرية اضافية لمساعدة المعارضة كي تقوم بالضغط على النظام’. ولكنه حذر قائلا ‘بعد التحرك علينا تحضير انفسنا لما سيأتي بعد وهو تدخل عميق’ في الازمة. وقال ان قرارا باستخدام القوة ليس الا اعلانا للحرب، مضيفا ‘اننا يمكن عن غير قصد سنعزز قوة الجماعات المتطرفة ونطلق العنان لاستخدام الاسلحة الكيماوية التي نريد التحكم بها’.

الاكراد بدأوا خطوات لتحقيق اطار حكم ذاتي في مناطقهم.. ويستلهمون تجربة اخوانهم في العراق

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ يطرح موضوع الاكراد في سورية كثيرا في الاونة الاخيرة، سواء في ضوء تصريحات بعض قادة الاكراد السوريين عن نية اقامة حكم ذاتي ودستور خاص بالمناطق التي يقطن فيها الاكراد في شمال ـ شرق سورية، او في ظل التوترات الفصائلية الدائرة بين المقاتلين الاكراد والمقاتلين الاسلاميين من اتباع جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام اللتين قامتا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان باختطاف مئتين من المدنيين الاكراد في ريف حلب وحصل الاختطاف في وقت حاولت فيه الجماعتان الاسلاميتان السيطرة على تل عرن وتل حاصل.

فيما صرح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بان العدد 350 كرديا، ولا تعرف ظروف الخطف لكن بعض المصادر اقترحت ان 400 مقاتل كردي تم اختطافهم. وعلى الرغم من ان الاكراد الذين يشكلون نسبة 9 بالمئة من السكان واشتكوا طويلا من التمييز والحرمان من استخدام لغتهم او ممارسة عاداتهم وتقاليدهم الوطنية. ظلوا مترددين في بداية الانتفاضة من الانضمام لها وتجنبوا اغضاب الجيش الذي قرر الانسحاب من خمس قرى كردية وسلم ادارتها لحزب الاتحاد الديمقراطي، الا انهم وهم اكبر اقلية عرقية في سورية قرروا الاستفادة من الفراغ للدفع بحكم ذاتي حرموا منه طوال حكم آل الاسد، مع ان الاسد الابن قرر منح الالاف منهم الجنسية السورية ومعاملة متساوية مع بقية المواطنين السوريين، وهو قرار يبدو انه جاء متأخرا، حيث ظل الاكراد يشكون بالنظام ونواياه وهوية الانتفاضة.

الحلم الكبير

وينظر الى مطالب الحكم الذاتي التي يطالب بها الاكراد على انها جزء من معركة واسعة قادها اكراد العراق الذين يديرون اقليما شبه مستقل عن العراق واكراد تركيا الذين توصلوا اخيرا لاتفاق اطلاق نار مع حزب العمال الكردستاني حيث انهوا حربا استمرت لعقود وحصدت عشرات الالاف من القتلى ويستمرون في معركتهم في ايران.

ويظل الاكراد الطرف المستفيد من الفوضى التي خلفتها ثورات الربيع العربي. ويطمح الاكراد بان تؤدي جهودهم الى اقامة دولتهم الكردية التي وعدهم بها المنتصرون في الحرب العالمية الاولى ثم تراجعوا عنهم ورسموا خريطة جديدة للمنطقة على انقاض الامبراطورية العثمانية مما ترك اثرا سيئا في نفوس الاكراد الذين شعروا بحس الخيانة. وفي الوضع الحالي لا يتجاوز طموح الاكراد اقامة حكم ذاتي ضمن الدول التي يتواجدون فيها.

وفي سورية ادى وضع الاكراد في الانتفاضة الى عدد من المواجهات بينهم وبين مقاتلين في الجيش الحر مرة ومقاتلون اسلاميون مرة اخرى، حيث يتهمهم البعض بالتعاون مع النظام السوري. وتظهر المواجهات واستهداف بعض الساسة الاكراد الصورة المتشرذمة للمعركة في سورية اليوم، حيث تركز بعض الفصائل المقاتلة على تحقيق بعض الانجازات المحلية، وبناء سيادة مناطقية وترتبط بشكل او باخر بجهود للاطاحة بنظام الاسد المتمترس في وسط سورية. ومن هنا يؤكد الزعماء الاكراد في سورية ان كل طموحهم هو متابعة النموذج الكردي في العراق، برلمانا، وحكومة اقليمية، وسياسية خارجية، وسيطرة على المعابر الجوية وقوات مسلحة خاصة بهم. ولا يزال الاكراد في العراق يعتمدون على الحكومة المركزية في ميزانيتهم ولم يمنعهم هذا الوضع من اقامة علاقات تجارية مع تركيا وتوقيع صفقات مع شركات غربية للتنقيب عن النفط.

خطوات نفذت

وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان الاكراد السوريين تلقوا تدريبات عسكرية في معسكرات في شمال العراق، فيما قدم اعضاء حزب العمال الكردستاني ـ بي كي كي – خبراتهم لاخوانهم الاكراد السوريين في هذا المجال. ولاحظ مراسل الصحيفة في رحلة قام بها بالاونة الاخيرة للمناطق الكردية في سورية ان خطوات اتخذت من اجل تحقيق الحكم الذاتي.

ونقل التقرير عن مقاتل من افراد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مدينة القامشلي قوله ان الاكراد سينجزون حقهم في تقرير المصير تحت اي نظام سياسي، بالاسد او بدونه. وقال ان الاكراد يدفعون الدم من اجل انجاز حقهم وليس منحة من احد. وتخشى تركيا من التحالف بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني الذي طلب زعيمه عبدالله اوجلان المعتقل لدى الاتراك من المقاتلين وضع اسلحتهم والانسحاب من جنوب تركيا في صفقة تمت بين انقرة والزعيم المعتقل. ولكن صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد حاول طمأنة القادة الاتراك في زيارة قام بها الاسبوع الماضي لانقرة حيث قال ان حزبه سيقوم بانشاء حكومة مؤقتة في المناطق الكردية. وفي الوقت الذي اثنى به احمد داوود اوغلو على تعامل مسلم مع الوضع الا ان طيب رجب اردوغان قد حذر من اي ‘خطوات غير صحيحة وخطيرة’ تجاه حكم ذاتي في سورية. ويظل حزب مسلم هو الاقوى في المنطقة حيث قام بعقد سلسلة من التحالفات المحلية حيث تحالف مع قبائل عربية وفي بعض الاحيان تعاون مع الحكومة في دمشق.

وتنقل الصحيفة عن باحثة في مجموعة الازمات الدولية التي اصدرت تقريرا مفصلا عن خيارات ومواقف الاكراد من الحرب الاهلية في سورية قولها ان حزب الاتحاد الديمقراطي حزب براغماتي ولديه خطة لادارة مناطق الاكراد في سورية وعليه يقوم بعقد التحالفات المؤقتة والتنازلات الضرورية مع القوى الموجودة على الارض لتحقيق هذه الخطة.

ويتهم كثير من سكان المناطق المختلطة في شرق سورية الاكراد بعدم العمل على انهاء الاسد مثل ما يرغب المقاتلون في المعارضة بل يريدون اي الاكراد اقامة دولة مستقلة ـ وهذا يفسر الاشتباكات التي اندلعت الشهر الماضي في بلدة راس العين في الحسكة. وتعتبر مدينة القامشلي من اكبر مراكز الاكراد حيث قامت القوات السورية بالانسحاب من مركزها العام الماضي تاركة فرقة لحماية المطار، وينفي المقاتلون الاكراد تلقيهم اي دعم من الحكومة السورية، مشيرين الى التجاهل والاهمال الذي طبع فترة حكم بشار لمناطقهم.

تقسيم فعلي

ويبدو ان سيناريو التقسيم في ظل التطورات الميدانية بات حديث معظم المحللين الذين يراقبون الشأن السوري، ففي مجلة ‘ايكونوميست’ البريطانية في عددها الاخير كتب تحت ‘الوضع الجديد’ جاء فيه التقسيم في سورية يتعمق بعيدا عن الانجازات التي يحققها النظام او المعارضة.

وتحدث التقرير عن مظاهر التغير التي احدثتها الانتفاضة السورية التي مضى عليها اكثر من 29 شهرا، حيث قالت ان زكريا وزياد وعمار سوريون لكن مكان ولادتهم – في طرطوس ودير الزور، يبدو وكأنهم يمتون الى بلد اخر. ففي طرطوس، شمال- غرب سورية فانها مغطاة بملصقات تحمل صورة الرئيس بشار الاسد، اما في مدينة زكريا، في شمال ـ شرق سورية فيدرس في المدرسة اللغة الكردية التي كانت ممنوعة، وبالنسبة لعمار فهو من مدينة دير الزور ـ شرق سورية فيسيطر عليها المقاتلون.

واشار التقرير الى ان سورية تنقسم تدريجيا الى ثلاثة اجزاء، ففي الوقت الذي حازت فيه قوات الاسد على زمام المبادرة الا انها ليست قادرة على هزيمة المقاتلين، وبدلا من ذلك تقوم بتعزيز سيطرتها على الجزء الغربي من البلاد والممتد من دمشق وحمص الى حماة واللاذقية، وفي هذه المنطقة يقوم النظام برسم دولة ساحلية. في الجانب الاخر يقوم المقاتلون بنفس الامر حيث يرسمون دولة تمتد من وادي الفرات في الشرق الى تركيا وعبر الصحراء الى العراق، فقد سيطر المقاتلون في 22 تموز (يوليو) الماضي على خان العسل، البلدة القريبة من حلب التي لا تزال مدينة مقسمة. وتشير المجلة الى سيادة القاعدة والجماعات الاسلامية المتشددة التي تقيم شبه امارة وترفرف اعلامها السود في هذه المناطق.

في الشرق تقول المجلة ان الاكراد الذين اضطهدوا طويلا يستفيدون من فوضى الحرب الاهلية لانشاء منطقة حكم ذاتي مستقلة. مشيرة الى ان حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي قالت انه الفرع السوري لـ بي كي كي التركي اعلن عن الدستور الجديد للمنطقة، واعلن عن خطط لانتخابات مجالس محلية لادارة المنطقة التي تعرف بغرب كردستان او ‘روجافا’، فقبل عام بالضبط ترك الجيش السوري المناطق لهم لادارة امنها وفي بداية الشهر الماضي طردوا الجهاديين من رأس العين.

وترى المجلة ان خطوط التقسيم او الحرب تتعقد حتى لو استطاع المقاتلون تحييد المدن التي يسيطر عليها النظام. مشيرة الى ان واقعا فعليا يظهر في سورية وينم عن انقسام ثلاثي. وتقول ان داعمي المقاتلين من دول الخليج قد لا يكونون كرماء مثل ايران وروسيا وحزب الله التي تدعم النظام الا ان المقاتلين يواصلون المعركة بعزم ولا تزال الاسلحة تدخل وان بشكل غير منتظم. مما يعني صعوبة استعادة المناطق التي خسرها النظام والتي يديرها الجهاديون، ولكن النظام اظهر قدرة على الدفاع عن المناطق المتنازع عليها وذلك بمساعدة قوات الدفاع الشعبي التي دربتها ايران.

وختمت بالقول ان حالة الجمود التي تعيشها الجبهات كانت واضحة من الخيارات التي وضعها مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية والذي يظل كل خيار منها وتحقيقه امرا صعبا. وتقول ان سورية كبلد نعرفه لم يعد موجودا، حيث يقوم كل جزء من اجزائه الان بتطبيق نظام قانوني مختلف عن الاخر، وهي تتراوح ما بين قوانين تقليدية قديمة، الى قوانين الشريعة الى لا قانون. فيما اصبح لكل جزء منه نظامه الاقتصادي المحلي ويعتمد على الاقتصاد الجديد المرتبط بالحرب، ولكل منطقة علمها او اعلامها التي ترفرف على المباني الادارية ان وجدت.

فرق التفتيش في سورية

وبعيدا عن سيناريو التقسيم الفعلي، يحضر فريق من مفتشي الامم المتحدة انفسهم لتفتيش مواقع كيماوية والتحقيق من مزاعم استخدام غاز السارين في الحرب الاهلية. وفي تقرير مطول اعده مراسل الشؤون العلمية في صحيفة ‘الغارديان’ ايان سامبل جاء فيه ان فرق التفتيش الدولية ستدخل سورية في وقت قريب بعد ان وافقت الحكومة في دمشق واعطت الضوء الاخضر لاكي ستلستروم، مدير فريق الاسلحة الكيماوية وانجيلا كين، مسؤولة برنامج الاسلحة في الامم المتحدة، حيث اكد المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسركي ان الفريق سيغادر الى سورية في غضون ايام. وتقول الصحيفة ان مغادرة الفريق ينهي اشهرا من المفاوضات التي بدأت عندما دعا النظام الامم المتحدة التحقيق في استخدام الاسلحة الكيماوية في بلدة خان العسل حيث اتهم طرفي النزاع الاخر باستخدامها في 19 اذار(مارس) الماضي.

وكان بان كيمون، الامين العام للامم المتحدة قد دعا قبل فترة للتحقيق في استخدام غاز السارين في مدينة حمص. وتقول الصحيفة ان التحقيق الذي سيديره المفتشون سيتركز على فيما ان تم استخدامه وليس على من استخدمه.

وقد اكدت كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ان غاز السارين قد استخدم وان عينات قد هربت من داخل البلاد وارسل بعضها لتحليله. وسيقود الخبير السويدي ستلستروم فريقا من الاطباء والمترجمين وخبراء الاسلحة الكيماوية.

وسيواجه الفريق تحديات في مواقع عدة، ونظرا لان المادة التي استخدمت قليلة ولمرور الوقت على الهجمات. ونقلت عن مفتش قوله ان ‘بعض الاشخاص قد يقول ان الوقت مضى وهذا ما اتفهمه بالتأكيد’، مضيفا ان الناس خائفون من النتائج سواء كانت سلبية او ايجابية ولكنها قد تكون قاطعة. ويعبر رالف تراب، خبير الاسلحة الكيماوية عن عدم تأكده من النتائج حيث قال ان ‘المشلكة هي العودة من سورية بدون ان نعثر على اي شيء، وفي حالة اثبات ان جهة استخدمتها فالسؤال عندها يتغير’، وقال ان غاز السارين ‘ليس مادة تشتريها من الصيدلية، وعندها تنتقل الى الجهة التي تملكها، ومن الصعوبة صناعة السارين ولكن هناك صعوبة في الحفاظ عليه في مكان آمن’.

“الجهاديون” في سوريا لم يتعلموا شيئاً

الفرنسي جان بيار فيلو متخصص بالعالم العربي الاسلامي، واستاذ علوم سياسية.أصدر هذا العام كتاباً أصدر”الشرق الاوسط الجديد”، وقبله رواية مصوّرة عنوانها “الربيع العربي”. مجلة “نوفل ابزفاتور” أجرت معه حواراً (25 تموز 2013) حول المواجهات الحاصلة بين المعارضتين السوريتين، الجهادية والمدنية. هنا نص الحوار:

[كيف تفسر المواجهات الجارية الآن بين أطراف التمرد السوري؟

ـ انا عائد لتوّي من حلب، من ذلك الجزء المحرّر من المدينة حيث يعيش مليونا مواطن سوري. لم أكن اثناء إقامتي هناك شاهداً على أي واحدة من المعارك بين الميليشيات. مع ان الشمال السوري يضج بالشائعات والروايات عن المواجهات المتزايدة عنفاً بين “الجيش السوري الحرّ” والمجموعات الجهادية. هذه المجموعات الأخيرة منقسمة الى كيانين: “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية في العراق والبلاد الشام”. الكيان الاول، “النصرة” كان قد رفض الاندماج بتنظيم “القاعدة”، فحصل انشقاق ولدت منه “الدولة…”. الواقع ان الإشتباكات حصلت بين مقاتلي “الجيش الحرّ” ومقاتلي “الدولة…”. وعادة تندلع هذه الاشتباكات بعد تظاهرات إحتجاجية، بل أحيانا تمردات، من الأهالي ضد الشراسة البالغة للجهاديين، الذين هم من الHغراب، وهم يتمادون عادة في عنفهم ضد الأهالي. حصلت إنتفاضة من هذا القبيل في دانا، غرب حلب. وعندما تدخل “الجيش الحر” لحماية الأهالي، قتل من قادته وقُطعت رؤوسهم. و”الدولة…”، الثابتة على نهج زرع الرعب، لم تتعلم شيئاً من إدارتها الكارثية للمحافظات العراقية الغربية، وهي مستمرة بالتصرف وكأنها كيان خارجي ذو تطلعات توتاليتارية، تفرض تفسيرها الخاص للإسلام على مواطنين، يمكن ان تصفهم بأي شيء غير انهم “غير مسلمين”.

[ما هي آثار هذه الإنقسامات على القدرات العسكرية للمتمردين على النظام؟

ـ على الأرض، ما زال “الجيش الحر” هو المرجع المهيمن وإن كانت راياته ترفرف جنباً الى جنب مع رايات “الكتائب”، وهي مجموعات عسكرية صغيرة، ذات حساسيات وممارسات متنوعة، وتتشكل من الثوار الأكثر تصميماً والعصابات التي لم تفعل سوى الإنضمام الى الثورة. ذلك انه بالنسبة لسكان شمال سوريا، فان معسكر الثورة هو حتماً المعسكر المنتصر. فالسكان هناك، على الرغم من الخسائر الهائلة التي مني بهم حجرهم وبشرهم، استقروا منذ سنة على الثورة، وهم ينظمون حياتهم اليومية على هذا الأساس. ومنطقة الشمال هذه، بسبب قربها من الحدود التركية، هي على أفضل حال من المناطق التي تسيطر عليها القوات النظامية. وقد اخترعت لنفسها مؤسسات جديدة. وعلى الرغم من اجتياح قوات النظام للقصير، ومن رميها للقنابل على مدينة حمص، فأنا لا أعتقد بأن هذه الصراعات الداخلية بين المتمردين سوف تضعف “الجيش الحرّ” أو رجال حرب العصابات. ذلك ان “الدولة…”، التي لا تفرق بين جيش بشار وبين الثائرين عليه الذين لا ينفذون تعليماتها، هي في الواقع مجرّد حجرة على الجبهة الثورية، لم تحتل إلا مواقع هامشية. برأيي، اننا على العكس، بهذه الاشتباكات، نشهد توضيحاً وفرزاً للمواقف. من الخبث اتهام الثورة السورية بأنها تضعف عندما تبدأ بمواجهة الجهاديين، فيما كنا نطالبها منذ وقت قليل بأن تضعهم جانباً كي نتمكن من مساعدتها. لنكن واضحين: الجهاديون لم يتم إلغاءهم نهائيا، ولكنني أعتقد بأنهم بلغوا ذروة سلطتهم في الربيع الماضي.

اذن، بدأت تضعف الآن الحجة الغربية القائلة بأنه من المستحيل تزويد الثورة بالسلاح بسبب خطر إستيلاء الجهاديين عليه…

الامر بسيط جدا: إذا كان الأوروبيون والولايات المتحدة يريدون بديلاً حقيقياً، عليهم أن يسلّحوا المعارضة؛ ليس فقط من أجل الدفاع عن المدنيين وقلب ميزان القوى، إنما أيضا لكي تتمكن هذه الثورة من أن تبني نفسها حول قطب قوي وفعال. يكفي القليل لإلحاق الخسائر بالجيش السوري، بضعة صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض-جو. ذلك ان أمراً يجب أن نعرفه، هو ان بشار الأسد، على الرغم من دباباته وطائراته وصواريخه وسلاحه الكيميائي… هو نمر من ورق.

[ما هي ردة فعل السوريين تجاه سياسة الغرب؟

ـ السوريون بغالبيتهم العظمى يشعرون بأنهم متروكون لمصيرهم وأن عليهم الإعتماد على أنفسهم في قتالهم ضد بشار الأسد وروسيا وإيران. يدرك السوريون بأن إمتناع الغرب عن مساعدتهم يعني قتل مجاني لأرواحهم. لكنهم اختاروا المقاومة ولن يسلموا أبداً.

سقوط 18 قتيلا بقصف براميل متفجرة في ريف إدلب بسوريا

قوات الأسد تنقل معتقلين سياسيين لتصفيتهم بعد إدانتهم من قبل محكمة الميدان العسكرية

دبي – قناة العربية

أعلن إتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن سقوط 18 قتيلا بقصف بالبراميل المتفجرة في منطقة ريف إدلب.

وقال ناشطون إن مدينتي دوما وعدرا في ريف دمشق تعرضتا لقصف بغازات سامة ومواد كيماوية إضافة إلى قصفهما بالمدفعية الثقيلة، ما تسبب بحالات اختناق بين السكان وجرح 30 منهم حتى الآن.

وانطلقت صفارات الإنذار نتيجة استخدام النظام للكيماوي والغازات السامة على المدينة، وبحسب المكتب الإعلامي لمدينة دوما هناك إصابات بالعشرات حيث تم قصف المنازل بغاز السارين.

وروى شاهد تفاصيل الاعتداء الكيماوي على عدرا بريف دمشق حيث قال “في وقت الصلاة شممنا رائحة تشبه الكبريت وتأكدنا أن هناك قصفا بالكيماوي وهرعنا للبس الكمامات بعد أن توقفنا عن أداء الصلاة”.

وأضاف أن هناك أحد الشبان لم يرتد الكمامات الواقية من الكيماوي ليصاب بالاختناق وضيق التنفس مشيرا الى أن المنطقة المستهدفة يتواجد فيها المدنيون.

وقال إن “السماء أضحى لونها أحمر حتى أننا لم نستطع القيادة مما استدعى وصول الإسعاف لإنقاذنا”.

تصفية مئات المعتقلين

من جانب آخر أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن مئات المعتقلين تمت تصفيتهم داخل المعتقلات وجرى التخلص من جثثهم عبر دفنها في مقابر جماعية متفرقة وذلك استناداً إلى إفادات وشهادات من معتقلين تم الإفراج عنهم.

قالت الرابطة السورية في تقرير صادر عنها إن جهاز الأمن السياسي في ريف دمشق قام وبشكل سري بنقل عشرات المعتقلين السياسيين من سجن دمشق المركزي بعدرا في ريف دمشق إلى جهة مجهولة، وذلك بعد إدانتهم من قبل محكمة الميدان العسكرية.

وقال تقرير الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إن التقديرات تشير إلى أن عدد الجثث في إحدى المقابر الجماعية لامس عتبة الخمسة آلاف وكلها مجهولة الهوية، وهي بطبيعة الحال موجودة داخل منطقة عسكرية لا يمكن الوصول إليها.

هيومن رايتس تدين استخدام نظام الأسد لصواريخ “بالستية

المنظمة ذكرت أن الصواريخ قتلت ما لا يقل عن 215 شخصاً بينهم 100 طفل

اسطنبول – فرانس برس

دانت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين استخدام النظام السوري صواريخ بالستية ضد المعارضة، ما أدى إلى سقوط العديد من المدنيين ومن بينهم أطفال، وذلك بعد التحقيق حول 9 صواريخ أطلقت في الفترة بين فبراير/ شباط ويوليو/تموز.

وأكدت هيومن رايتس ووتش التي زارت 7 من المواقع التسعة المشار إليها في سوريا، أن تلك الصواريخ قتلت ما لا يقل عن 215 شخصا بينهم 100 طفل.

وقالت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها في نيويورك إن “على القادة العسكريين الامتناع عن استخدام الصواريخ “البالستية” في المناطق التي يسكنها مدنيون”.

وأضافت أن تكرار استعمال تلك الصواريخ في المناطق الآهلة “تدفع إلى الاعتقاد بقوة أن الجيش يستخدم طوعا تقنيات حرب لا يمكنها التمييز بين المدنيين والمقاتلين مما يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي”.

وأطلق عدد كبير من هذه الصواريخ من قاعدة متمركزة في منطقة القلمون بريف دمشق، وقام نشطاء معارضون يسكنون بالقرب من القاعدة بتصوير إطلاقها ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب المنظمة.

ونقلت المنظمة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن القوات النظامية السورية تملك مخزونا من صواريخ سكود وإس إس 21 توتشكا ولونا-إم.

ميدانيا، حصلت المنظمة على شهادات لنشطاء وسكان تفيد باستخدام هذه الصواريخ في حادثة مقتل حسن ياسين وزوجته وأطفالهما السبعة إثر سقوط صاروخ على الحي الذي يقطنوه في حلب.

وأعلن السبت عن سيطرة مقاتلين معارضين على مخازن للذخيرة تابعة للقوات النظامية السورية في منطقة القلمون قرب دمشق، تحتوي على أسلحة مضادة للدروع وصواريخ غراد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

المعارضة تسيطر على قرى بريف اللاذقية

ناشطون: بدء معركة جبل الشيخ بريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة المسلحة بسوريا سيطروا، الاثنين، على أربع قرى في منطقة جبل الأكراد المطلة على الساحل السوري شرقي محافظة اللاذقية حيث تستمر مواجهات اندلعت بينهم وبين الحكومة لليوم الثاني على التوالي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من الجيش الحر هاجموا المواقع الحكومية في تلال جبل الأكراد يوم الأحد.  وأضاف أن ما لا يقل عن 32 من القوات الحكومية والميليشيات وما لا يقل عن 19 من مقاتلي المعارضة، وفقا لما ذكرت أسوشييتد برس.

وتخضع معظم أجزاء اللاذقية لسيطرة القوات الحكومية منذ بداية الصراع قبل أكثر من عامين، ولكن بعض المناطق بما في ذلك جبل الأكراد قريبة من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتشهد مواجهات.

وكان انفجار قوي هز منطقة كراجات العباسيين في العاصمة السورية دمشق، وقالت مصادر خاصة لسكاي نيوز عربية إن “دخانا كثيفا يتصاعد من المنطقة”.

وتقع كراجات العباسيين بالمنطقة ما بين القابون، التي تتعرض لحملة أمنية وعسكرية عنيفة منذ أشهر، وبين ساحة العباسيين، ثاني أكبر ساحة في دمشق بعد ساحة الأمويين والتي تسيطر عليها القوات الحكومية.

أما في إدلب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدات كفرلاته وسرجة وكنصفرة بالزامن مع اشتباكات عنيفة فجر الاثنين بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب المعارضة في محيط وادي الضيف الذي يشهد منذ يومين اصطدامات متقطعة بين الطرفين.

وفي حماه تعرضت بلدة حربنفسه في ريف المدينة لقصف من قبل القوات الحكومية دون أن ترد معلومات عن سقوط ضحايا، وفقا لمصادر المعارضة.

كما تعرضت بلدات في ريف محافظة درعا جنوبي البلاد لقصف مستمر منذ منتصف الليلة الماضية وحتى الآن، وتركز القصف على مناطق في بلدتي نمر والحارة.

رايتس ووتش تدين “الذاتية الدفع”

من جهة أخرى، أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش، الاثنين، استخدام النظام السوري صواريخ ذاتية الدفع “بالستية” ضد مقاتلي المعارضة ما أدى إلى سقوط العديد من المدنيين بما فيهم أطفال، وذلك بعد التحقيق حول تسعة صواريخ أطلقت بين فبراير ويوليو.

وأكدت المنظمة، التي زارت 7 من 9 مواقع مشار إليها في سوريا، أن تلك الصواريخ قتلت ما لا يقل عن 215 شخصا بينهم 100 طفل.

وقالت ووتش إن على القادة العسكريين الامتناع عن استخدام الصواريخ الذاتية الدفع في المناطق التي يسكنها مدنيون.

وأضافت أن تكرار استعمال تلك الصواريخ في المناطق الآهلة “تدفع إلى الاعتقاد بقوة أن الجيش يستخدم طوعا تقنيات حرب لا يمكنها التمييز بين المدنيين والمقاتلين ما يشكل انتهاكا خطيرا للحق الإنساني الدولي”.

لجان التنسيق بسورية تطالب الهيئات المدنية والعسكرية البحث عن الأب دالوليو

روما (5 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

مع مرور أسبوع على اختفاء الكاهن الكاثوليكي الإيطالي الأب باولو دالوليو في الرقة بشمال سورية، دعت لجان التنسيق المحلية اليوم (الاثنين) الهيئات المتواجدة في مدينة الرقة، بشقيها المدني والعسكري، إلى بذل كل ما يمكن وبالسرعة الممكنة من أجل الكشف عن مصيره وإطلاق سراحه فورا

كما طالبت لجان التنسيق الائتلاف الوطني وهيئة أركان الجيش السوري الحر بإيجاد حل عاجل للوضع الأمني المتفاقم في مدينة الرقة والفلتان الأمني الذي تعاني منه وسيطرة دولة العراق والشام الإسلامية على المدينة التي لا تخضع لسيطرة النظام

ولقد انتشرت إشاعات متعددة حول مصير الاب اليسوعي الإيطالي الذي قضى نحو ثلاثة عقود في سورية جلّها في دير مار موسى الحبشي في القلمون بريف دمشق، قبل أن تطلب السلطات السورية منه مغادرة البلاد العام الماضي بسبب مواقفه الداعمة للثورة

ويخشى البعض من احتمال احتجازه من قبل جماعات إسلامية متشددة (دولة العراق والشام الإسلامية) بينما يؤكد البعض أنه بأمان ويقوم بمهمة سرّية هي السبب بانقطاع أخباره، دون أن تصدر أية إشارة حول مصيره رغم مرور أسبوع على اختفائه

وكان الأب دالوليو قد دخل إلى محافظة الرقة عن طريق معبر تل أبيض الحدودي نهاية الشهر الماضي، وانقطع الاتصال معه يوم الاثنين الماضي بعد زيارة قيل إنها لقيادة دولة العراق والشام الإسلامية، ولم تتبن أية جهة اختطافه حتى الآن

حقوقي سوري: معلومات عن عفو رئاسي عن معتقلين قبيل العيد

روما (5 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال محام سوري إن مرسوم عفو عن المعتقلين سيصدر بمناسبة عيد الفطر، ورجّح أن يطال مرسوم العفو “عدداً لا بأس به من المحالين لمحكمة قضايا الإرهاب” بالبلاد

وأشار المحامي ميشيل شماس الناشط الحقوقي المهتم بمتابعة قضايا معتقلي الثورة إلى أنه “يجري الإعداد الآن لعفو بمناسبة عيد الفطر، وقد يشمل هذا العفو عدداً لا بأس به من المحالين لمحكمة قضايا الإرهاب والذين مازالوا في الفروع الأمنية، بعد أن تبيّن أن مرسوم العفو السابق لم يشمل إلا القليل القليل”

وأضاف “لم يصدر أي شيء حتى الآن بشأن العفو، ولكن هناك أخبار غير مؤكدة من أن العفو سيصدر غداً الثلاثاء” أي قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، مع العلم أن محكمة قضايا الإرهاب قد أغلقت ابتداءً من الاثنين وحتى انتهاء عطلة العيد

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر آخر عفو منتصف نيسان/أبريل الماضي، لكنه لم يشمل المعتقلين السياسيين أو الناشطين الإغاثيين والإعلاميين المعارضين، حاله كحال غالبية مراسيم العفو التي صدرت خلال السنتين الأخيرتين، ولم يشمل العفو الجرائم المنصوص عليها في قانون الإرهاب، وهو القانون الذي يُحاكم على أساسه أغلبية معتقلي الثورة المحالين إلى محكمة الإرهاب، وبالتالي لم يستفد منه أياً منهم إلا بشكل جزئي جداً\

ووصفت مراصد حقوقية غالبية مراسيم العفو التي أصدرها الرئيس السوري بأنها “دعاية إعلامية”، وقالت إن “النظام يحاول الإيحاء من خلالها بأنه يتجه لتحسين أوضاع حقوق الإنسان” في البلاد

ولا يعرف أحد عدد المعتقلين في سورية منذ بدء الانتفاضة، وتقدّر بعض أوساط المعارضة عددهم بنحو ستين ألف معتقل فيما تؤكد قوى الحراك الثوري على أنهم قاربوا الـ 100 ألف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى