أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 05 حزيران 2017

النظام يقصف درعا تمهيداً لـ «هجوم شامل»

لندن – «الحياة»، أب، رويترز

شهدت مدينة درعا أمس معارك عنيفة وقصفاً مدفعياً وجوياً نفذته مقاتلات روسية وأخرى تابعة لقوات النظام واستهدف أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة التي قالت مصادرها إن قوات النظام كثفت قصفها في درعا البلد والمناطق المحيطة بها، فيما يعتقد أنه «تمهيد لهجوم عسكري شامل» على المنطقة.

وقالت مصادر المعارضة إن القصف تركز في حي طريق السد والمخيمات وأسفر عن دمار كبير، مشيرة إلى أن هذه الأحياء شبه خالية بسبب القصف العنيف الذي زادت حدته بالتزامن مع معارك السيطرة على حي المنشية الإستراتيجي. ويأتي هذا التصعيد مع استقدام قوات النظام تعزيزات وصفتها المعارضة بالكبيرة إلى أطراف هذا الحي. وأعلنت «غرفة عمليات البنيان المرصوص»، التابعة لتنظيمات المعارضة، أنها قتلت عشرة من عناصر «حزب الله» في معارك درعا. وأوردت أسماءهم على حساباتها الرسمية على شبكة الإنترنت.

وقال مصدر طبي لموقع «سمارت» الإخباري إن الطيران المروحي ألقى أربعة براميل متفجرة على بلدة الغارية (14 كيلومتراً شمال شرقي مدينة درعا)، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. كما شن هجمات على أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم اللاجئين. ودارت اشتباكات بين فصائل من «الجيش السوري الحر» وقوات النظام على أطراف مخيم درعا للاجئين. ويأتي هذا القصف على رغم كون درعا إحدى المناطق الأربع المشمولة باتفاق «تخفيف التصعيد»، الذي وقّعت عليه الدول الراعية لمحادثات آستانة، والذي ينص على وقف العمليات العسكرية فيها.

إلى ذلك، تكبد تنظيم «داعش» خسائر كبيرة أمس في سورية على جبهتين، ما يفتح الباب أمام تطويقه وحصار عناصره، ففي محافظة حلب، سيطرت القوات النظامية على بلدة مسكنة الواقعة في ريفها الشرقي. ومسكنة، التي تبعد نحو 15 كيلومتراً عن الرقة، هي آخر معاقل «داعش» في محافظة حلب، والسيطرة عليها تعني أن قوات النظام باتت على أطراف الحدود الإدارية لمدينة الرقة، كما تعني أن «داعش» لم يعد لديه ذلك الممر الاستراتيجي الذي يمكّنه من إرسال عناصر وأسلحة من ريف حلب الشرقي إلى مركزه في الرقة.

وفي الرقة، أعلنت «»قوات سورية الديموقراطية» سيطرتها على مواقع حيوية جنوب غربي المدينة من «داعش»، من بينها «سد البعث». ويقع السد على مسافة نحو 22 كيلومتراً من الرقة، وتعني خسارته بالنسبة إلى التنظيم فقدان آخر معبر له يربط بين ضفتي نهر الفرات. وتقف «قوات سورية الديموقراطية» حالياً على بعد 13 كيلومتراً من الجانب الغربي للرقة وعلى بعد كيلومترين من شرق المدينة.

وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وداعش» من جهة أخرى في محيط منطقة الصوامع ومفرق محمية التليلة بالريف الشرقي لحمص. وتسعى قوات النظام إلى استعادة منطقة السخنة الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال شرقي مدينة تدمر. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن استعادة قوات النظام سيطرتها على بلدة السخنة، في حال تمت، ستتيح لها التقدم نحو الحدود الإدارية للبادية السورية مع محافظة دير الزور، وتنفيذ عملية عسكرية في المحافظة التي يسيطر «داعش» على معظمها. وتبعد بلدة السخنة نحو 50 كيلومتراً من الحدود الإدارية للبادية مع دير الزور.

ومع اشتداد الصراع على منطقة البادية، أفادت مصادر متطابقة في المعارضة السورية بأن «جيش مغاوير الثورة»، أحد فصائل المعارضة، قام بإنشاء معسكر متقدم في منطقة الزكف بالبادية بمساعدة قوات التحالف بقيادة أميركية.

 

«سورية الديموقراطية» تسيطر على سد غرب الرقة

بيروت – رويترز

أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم (الاحد)، أنها انتزعت السيطرة على سد على نهر الفرات من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في أحدث مكسب تحققه في تقدمها صوب مدينة الرقة.

وقالت القوات إنها «سيطرت على سد البعث صباح اليوم وغيرت اسمه إلى سد الحرية». ويقع السد على مسافة حوالى 22 كيلومتراً من مدينة الرقة قاعدة عمليات «داعش» في سورية.

وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب الكردية» نوري محمود، وهي الفصيل الرئيسي في القوات، إن «المقاتلين يقومون بتمشيط القرى المجاورة بحثاً عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية»، مضيفاً أنهم «سيطروا على السد بالكامل».

ويعني هذا التقدم أن القوات تسيطر الآن على ثلاثة سدود رئيسة على نهر الفرات، بعدما سيطرت على أكبر سد في سورية الشهر الماضي. وكان محمود قال أمس إنه من «المقرر أن تبدأ عملية اجتياح المدينة خلال بضعة أيام».

ومازال التنظيم يسيطر على مساحات كبيرة من المنطقة الشرقية الصحراوية في سورية على الحدود مع العراق، وغالبيتها محافظة دير الزور التي ستصبح أكبر معقل متبقي له في سورية بعدما يخسر الرقة.

من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام حكومية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الجيش السوري وقوات متحالفة معه انتزعوا السيطرة على آخر بلدة كبيرة يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في حلب اليوم. وقالت «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) إن وحدات من الجيش حققت مكاسب استراتيجية في الريف الشرقي لحلب.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره بريطانيا إن القوات الحكومية دخلت بلدة مسكنة بعد قتال عنيف استمر أسابيع.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش «أعاد الأمن والاستقرار إلى بلدة مسكنة ومواقع محيطة بها»، واستعادت القوات الحكومية كذلك مولدات ضخمة تزود محطة ضخ مياه بالكهرباء. وكان الجيش استعاد محطة المياه من التنظيم المتشدد في آذار (مارس) الماضي.

ويتحصن مقاتلو «داعش» في مناطق صحراوية في الطرف الجنوبي الشرقي من حلب، وهو مكان تواجدهم الوحيد في المحافظة. وتسيطر قوات الحكومة على مدينة حلب وأغلب مناطق شرق المحافظة في حين تسيطر الجماعات المعارضة على مساحات في غربها.

وتستبعد الولايات المتحدة حتى الآن التعاون مع الحكومة في محاربة «داعش» في سورية، إذ أجبرت حملات منفصلة عدة التنظيم المتشدد على التراجع.

وتمكن الجيش السوري بمساعدة القوة الجوية الروسية ومقاتلين تدعمهم إيران من تكثيف هجماته على «داعش» في ريف حلب.

وقال الجيش السوري أمس إنه طرد «داعش» من منطقة جبلية في شرق الطريق الواصل بين دمشق وحلب، وهو شريان رئيس لقوات الحكومة التي كثيراً ما تعرضت لهجمات التنظيم

 

«الحشد الشعبي» يكرس وجوده قرب الحدود السورية

بغداد – «الحياة»

أعلنت قوات «الحشد الشعبي» سيطرتها على بلدة البعاج، حيث «قصر الخلافة» في البادية والجزيرة، والممر الرئيسي لـ «داعش» بين العراق وسورية، مكرسة وجودها عند الحدود بين البلدين، كما أن قضاء البعاج كان معقلاً دائماً للتنظيم ومنطلقاً لهجومه على الموصل عام 2014، ويعتقد أن زعيمه أبو بكر البغدادي يتنقل بين القرى المتفرقة في الصحراء المحيطة به.

وأكد نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس أمس، أن «عملية تحرير ثاني أكبر قضاء في العراق نوعية، ولم تستغرق سوى ساعات، إذ اقتحمت قواتنا صباح اليوم (أمس) مركز البعاج من ثلاثة محاور، مكبدة داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات».

وبسبب تعقيدات المنطقة جغرافياً واحتوائها ممرات وتلالاً وأنفاقاً طبيعية تمتد مسافات طويلة، اختارها «داعش» وقبله «القاعدة» مركزاً للتدريب وقاعدة للتنقل بين سورية والمدن العراقية، حيث يرتبط البعاج عبر الصحراء بقضاء الحضر المجاور وصولاً إلى محافظة صلاح الدين غرباً، ويمتد إلى حدود الأنبار جنوباً.

وبعد سيطرة «الحشد» على البعاج سيجد مسلحو «داعش» الذين يقاتلون في عدد من أحياء الجانب الغربي للموصل صعوبة كبيرة في التسلل باتجاه الحدود السورية، على رغم خبرتهم في المنطقة.

إلى ذلك، أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان أمس، أن قواته «سيطرت على 60 في المئة من حي الزنجيلي، بعدما توغلت من محاور عدة صوب باب سنجار وقتلت 23 إرهابياً وأحكمت قبضتها على مقر ما يسمى بالاستشهاديين وضبطت أحزمة ناسفة»، وأشار إلى «تكثيف الجهد الإنساني لإنقاذ مئات العائلات المحاصرة ونقلها عبر الممرات الآمنة إلى مخيمات النازحين».

وأفادت مصادر أمنية بأن «مسلحي التنظيم شنوا هجمات على قوات الشرطة في مناطق باب الجديد وباب الطوب وباب لكش، وكذلك عند ملعب الموصل، في محاولة لفك الطوق من الجهتين الجنوبية والغربية».

وأكد القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أمس، «قتل 120 إرهابياً في عملية تطهير حي الصحة»، وأعلن قائد «عمليات نينوى» اللواء الركن نجم الجبوري أن «داعش انتهى عسكرياً في الموصل ولم يعد يسيطر سوى على 6 في المئة من ساحلها الأيمن».

ونفت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس «ما تناقلته وسائل الإعلام من أخبار غير دقيقة عن استخدام الفوسفور في المعركة»، وأكدت: «خروج عدد كبير من المواطنين باتجاه قواتنا لحمايتها من قناصي داعش المنتشرين في المستشفى وتمت الاستعانة بالتحالف الدولي لتوجيه ضربات دخان كغطاء يحجب الرؤية عن القناصين لمنح المدنيين فرصة للخروج الآمن، وتم ذلك بنجاح»، وأضافت أن «هذه الضربات الدخانية سبق استخدامها في المعركة للهدف ذاته».

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع العراقية قتل عدد كبير من انتحاريي «داعش» بضربة جوية في الأنبار، فيما قتل عدد من عناصر التنظيم و «الحشد العشائري» في اشتباكات جنوب تكريت، مركز محافظة صلاح الدين. وأوضحت الوزارة في بيان أن قيادة القوة الجوية «استناداً إلى معلومات دقيقة من المديرية العامة للاستخبارات والأمن، نفذت غارة وقتلت مجموعة كبيرة من الانتحاريين في القائم، كانوا يرومون الهجوم على مناطق الرمادي وهيت وكبيسة في الأنبار».

 

في طقس استمر لمئات السنين… «قمر الدين» في شهر رمضان يعاني في غوطة دمشق

حسين الزعبي

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: «قمر الدين» اسم لعصير كان وما زال يشكل لمن تبقى في سوريا طقساً رمضانياً عمره مئات السنين، بل تذهب بعض الروايات إلى أن مشروب «قمر الدين»، وغوطة دمشق أساسه يعود لنحو 1400عام، إذ يقال إن أحد خلفاء بني أمية وهو الوليد بن عبد الملك كان يأمر بتوزيع مشروب المشمش فور ثبوت رؤية هلال رمضان لذلك أطلق عليه اسم قمر الدين، بينما يرجع البعض تسميته إلى أشهر صناع هذا المشروب وكان اسمه قمر الدين، ويقول آخرون تسميته تعود إلى قرية في بلاد الشام تشتهر بصناعته اسمها «أمر الدين».

ويروى أن الشيخ السوري طاهر الجزايرلي رأى طفلة جميلة صغيرة في السن تجلس تحت شجرة فأراد أن يداعبها فقال «هل تأكلين قمر الدين يا قمر الدنيا»، تتعدد الأسماء والروايات والمنتج واحد مادته الأولى ثمار المشمش الذي كانت تحتل سوريا في إنتاجه المركز الأول عربياً والثالث عالمياً بعد الولايات المتحدة وإيران، قبل أن يتراجع عدد أشجار المشمش في غوطة دمشق من (2147) ألف شجرة في العام 1991 إلى (1936) ألف شجرة في العام 2012.

هذا التراجع الذي طال زراعة المشمش كما يقول الكثير من أهالي الغوطة الشرقية كان في سياق التدمير الممنهج الذي قاده اللواء علي زيود محافظ ريف دمشق الأشهر لمدة 30 عامًا وأحد رفاق حافظ الأسد، إذ أباح زيود التوسع العمراني غير المنظم في الغوطتين الشرقية والغربية لسنوات طويلة، مع تعطيل المخططات التنظيمية لبلدات الغوطة الشرقية والغربية فانتشرت نتيجة لذلك طبقة من السماسرة من أهالي الغوطة ودمشق على حدٍ سواء ارتبطت مصالحهم بمصالح النظام وبدأت عميلة قضم الأراضي الزراعية الخصبة، هذا بالإضافة للاستملاك الواسع لأراضي الغوطة من قبل الحكومات المتعاقبة لبناء مبان حكومية ومساكن ومرافق وخدمات دون دفع تعويضات لأصحاب الأراضي المستملكة.

أما الأسلوب الآخر الذي انتهجه زيود فهو نشر المستوطنات العشوائية وتغذيتها بالمياه لاستنزاف حوضي بردى والأعوج، فمثلاً حفر 18 بئراً عميقاً لري ملاعب الغولف في فندق إيبلا الشام الواقع على طريق المطار والذي كان له التأثير الكبير على انخفاض مستوى المياه الجوفية في قرى الغوطة المقابلة للفندق.

أشجار الجوز طالها ما طال المشمش، إذ تراجعت أعدادها من (357) ألف شجرة إلى (217.2) ألف شجرة ، وأشجار العنب من (8350) ألف شجرة إلى (2169.2) ألف شجرة، والجانرك من (537) ألف شجرة إلى (229.3) ألف شجرة، و الخوخ من (705) ألف شجرة إلى (350.5) ألف شجرة ، وبذلك تكون غوطة دمشق قد فقدت (7193.8) ألف شجرة خلال عشرين عاماً أي بمعدل يبلغ وسطياً ( 360) ألف شجرة في تلك الأصناف الخمسة فقط.

بالعودة إلى «قمر الدين» في هذه الآونة، يقول أبو البراء الغوطاني، إن ورشات صناعة قمر الدين تتركز حالياً في مدينة عربين المحاصرة في الغوطة الشرقية، وتعاني صناعته من ارتفاع أسعار المواد الاولية فسعر كيلوغرام المشمش 500 ليرة ما يعادل دولاراً واحداً، أما سعر كيلو السكر فتجاوز 1000 ليرة، أي ما يقارب 2.3 دولار.

وأشار إلى أن مادة «قمر الدين» ارتبطت بذاكرة أهالي الغوطة بفترات الحصار المطبق من قبل قوات النظام إذ كان المادة الأساسية وفي كثير من الأحيان كان المادة الوحيدة على مائدة أهالي الغوطة، المادة التي ساعدت بالصمود أمام الحصار المفروض عليهم وافشال مخطط التجويع من خلال استبدال رغيف الخبز بقمر الدين بعد ان منع النظام ادخال الطحين إلى الغوطة.

وحسب الغوطاني فإن قمر الدين سلعة بسيطة الصناعة حيث تتم صناعته من عصير المشمش الطبيعي الذي يتم غليه بدرجة حرارة عالية ويضاف اليه السكر والقليل من المواد الحافظة ومن ثم يتم تجفيفه تحت اشعة الشمس على دفوف خشبية مدهونة بالزيت البلدي لمدة 72 ساعة حتى يجف بشكل جيد، ومن ثم تتم عملية التغليف.

قمر الدين الذي بات من المشروبات ذات النكهة «الإسلامية» لارتباطه بشكل وثيق بشهر رمضان المبارك، له حسب الدراسات الكثير من الفوائد الصحية منها أن 100 غرام منه تمد الجسم بأكثر من 40% لما يحتاجه من فيتامينات طيلة اليوم فمثلا هو يقدم للجسم 8% من فيتامين ج، و 6% من فيتامين ب و 3% من فيتامين بـ1، ويقلل من الشعور بالظمأ والجفاف إذا كان خفيفاً وغير مركز ومضاف إليه الكثير من السكر.

وينظم عمل الأمعاء وينصح بتناوله قبل الأكل، ويعالج الإسهال وغزارة الطمث وسوء الهضم، ويقوي الاعصاب ويقي الجسم من التعب والإرهاق ويزيل الأرق، كما أنه وحسب الدراسات مفيد جداً للمصابين بفقر الدم والرياضين وأصحاب الأعمال المرهقة والنساء الحوامل.

 

«قسد» تسيطر على سد غربي الرقة…. والجيش السوري النظامي يتقدم على حساب تنظيم «الدولة» في حلب

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قالت «قوات سوريا الديمقراطية»، (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة إنها انتزعت السيطرة على سد رئيسي على نهر الفرات من تنظيم «الدولة» امس الاحد في أحدث مكسب تحققه في تقدمها صوب مدينة الرقة.

وقالت «قوات سوريا الديمقراطية» وهي تحالف من مقاتلين أكراد وعرب إنها سيطرت على سد البعث صباح امس وغيرت اسمه إلى سد الحرية. ويقع السد على مسافة نحو 22 كيلومترا من مدينة الرقة قاعدة عمليات «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وقال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب الكردية»، وهي الفصيل الرئيسي في «قوات سوريا الديمقراطية»، إن المقاتلين يقومون بتمشيط القرى المجاورة بحثا عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية. وقال نوري محمود إنهم سيطروا على السد بالكامل. ويعني هذا التقدم أن «قوات سوريا الديمقراطية» تسيطر الآن على ثلاثة سدود رئيسية على نهر الفرات بعد أن سيطرت على أكبر سد في سوريا الشهر الماضي.

وبمساعدة ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية» تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من تطويق الرقة التي يستخدمها التنظيم المتشدد كقاعدة لشن هجمات في الخارج.

وكان محمود قال السبت إن من المقرر أن تبدأ عملية اجتياح المدينة خلال بضعة أيام. وسيشكل الهجوم على الرقة ضغطاً إضافياً على التنظيم المتشدد الذي يواجه الهزيمة في مدينة الموصل العراقية ويتراجع في العديد من مناطق سوريا.

ومازال التنظيم يسيطر على مساحات كبيرة من المنطقة الشرقية الصحراوية في سوريا على الحدود مع العراق وأغلب محافظة دير الزور التي ستصبح أكبر معقل متبقٍ له في سوريا بعد أن يخسر الرقة.

وتقدمت «قوات سوريا الديمقراطية» خلال الأشهر القليلة الماضية حتى أصبحت على بعد كيلومترات عدة من وسط الرقة وواجهت مقاومة عنيفة من مقاتلي الدولة الإسلامية. وأدى القتال منذ أواخر العام الماضي إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان وفقاً لمصادر من الأمم المتحدة وفر العديد منهم إلى مخيمات في المنطقة بينما تقطعت السبل بآخرين في الصحراء.

وأثار مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان مخاوف حيال تقارير متزايدة عن مقتل مدنيين مع تصاعد الغارات الجوية. وقال المكتب في تقرير في شهر أيار/مايو إن حملة الرقة «أسفرت عن خسائر بشرية هائلة وعمليات نزوح ودمار خطير للبنية التحتية». وأضاف أن متشددي «الدولة الإسلامية» منعوا المدنيين مراراً من المغادرة.

ويقول التحالف بقيادة واشنطن إنه حريص على تجنب وقوع خسائر بين المدنيين خلال عمليات القصف في سوريا والعراق. جاء ذلك فيما سيطر الجيش السوري اثر معارك مع تنظيم «الدولة» على مسكنة احدى اهم البلدات التي كان استولى عليها الجهاديون في محافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما نقل الاعلام الرسمي الاحد.

وتأتي السيطرة على مسكنة، الواقعة على الضفاف الغربية لبحيرة الاسد، في اطار عـملية عسـكرية واسـعة بدأها الجيش السـوري بدعم روسي منـتصف كانـون الثاني/يناير لطرد الجهـاديين من ريـف حـلب الشـرقي.

ونقل وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري «تواصل وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقدمها في الريف الشرقي لحلب ومطاردة مجموعات تنظيم داعش الإرهابي وتعيد الامن والاستقرار إلى بلدة مسكنة الاستراتيجية وعدد من البلدات والمصالح الهامة».

وتعد مسكنة احدى اهم البلدات التي كان سيطر عليها التنظيم المتطرف في محافظة حلب، وتبعد حوالى 15 كيلومترا عن الحدود الادارية لمحافظة الرقة، حيث من المتوقع ان تبدأ «قوات سوريا الديمقراطية»، تحالف فصائل عربية وكردية، خلال ايام معركة لطرد الجهـاديين من مـدينة الـرقة، معقـلهم الابرز في سـوريا.

وأوضح مصدر عسكري ان «ناحية مسكنة هي آخر مركز تجمع سكاني مهم يقع على حدود ريف حلب الشرقي قبل الوصول إلى الرقة»، مشيراً إلى ان «من يسيطر على مسكنة يتحكم بالمحاور المؤدية من حلب إلى الرقة وبالعكس».

ومنذ بدأ الجيش السوري عمليته العسكرية في ريف حلب الشرقي، تمكن من السيطرة على أكثر من 200 بلدة وقرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي السيطرة على مسكنة التي سيطر عليها تنظيم «الدولة» في العام 2014 اثر معارك مع الجهاديين بغطاء جوي كثيف من الطائرات الحربية السورية والروسية، حسب المرصد.

وتحصر السيطرة على مسكنة وجود التنظيم المتطرف، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في «قرى متناثرة يسهل السيطرة عليها في شرق وجنوب شرق محافظة حلب، وهي مناطق صحراوية». واكد المصدر العسكري في هذا الصدد ان وجود التنظيم في ريف حلب الشرقي «بات في نهايته».

 

مع انطلاق عملية الرقة… هل رضخت تركيا للشروط الأمريكية وما هي خياراتها؟

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بشكل مفاجئ ومن أنقرة أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس الأحد، أن عملية استعادة مدينة الرقة عاصمة تنظيم «الدولة» في سوريا قد انطلقت فجراً، وأن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت أنقرة بـ»المعلومات اللازمة» حول العملية قبيل انطلاقها.

وشدد على أنّ بلاده لا تؤيد الطريقة التي بدأت بها الولايات المتحدة الأمريكية حملة الرقة، وأشار إلى أن واشنطن أبلغت أنقرة بأنّ اعتمادها على الوحدات الكردية للقيام بهذه العملية «لم يكن اختيارياً إنما ضرورة فرضتها الظروف.. واشنطن أبلغتنا أنّ تعاونها مع مسلحي (ب ي د) عبارة عن تكتيك عسكري، لن يدوم طويلاً، وقدّموا لنا الضمانات اللازمة، للحيلولة دون انتقال الأسلحة المقدّمة لهم إلى العناصر الإرهابية الناشطة داخل أراضينا (في إشارة إلى «بي كا كا»)».

وعلى الدوام رفضت تركيا الخطة الأمريكية للهجوم على الرقة كونها تعتمد بالدرجة الأولى على قوات سوريا الديمقراطية التي تقول أنقرة إنها تتكون في معظمها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها الامتداد السوري لتنظيم «بي كا كا».

لكن الإعلان عن انطلاق العملية من أنقرة يشير إلى أن واشنطن تحاول فعلياً وطبقت تعهداتها في التخفيف من مخاوف حليفها التركي، حيث تعهدت الإدارة الأمريكية مراراً بأن تأخذ مخاوفها على محمل الجد والتعاون معها وتزويدها بجميع المعلومات حول العملية لا سيما المتعلقة بالأسلحة التي بدأت واشنطن تسليمها للوحدات الكردية وتخشى أنقرة أن تشكل تهديداً لأمنها.

هذه التطورات لا تعني أن تركيا موافقة على العملية أو أنها يمكن أن تقدم لها أي شكل من أشكال الدعم العسكري أو السياسي، حسب وسائل الإعلام التركية التي قال بعضها إنه تسليم بالأمر الواقع وعدم الرغبة والقدرة على التصعيد المباشر مع الإدارة الأمريكية.

في المقابل، جدد رئيس الوزراء التركي تهديده بأن «إستراتيجيتنا التي لا تتغير، هي أننا لن نتهاون في ضرب أي منظمة إرهابية تهدد أمننا وسلامتنا سواء كانت هذه المنظمة داخل حدود بلادنا أو خارجها»، وذلك بعد يوم واحد من تحذير الرئيس رجب طيب أردوغان لواشنطن بأن بلاده لن تشارك في عملية الرقة، وأنها سترد على أي تهديد لأراضيها ينطلق من الأراضي السورية.

التسليم التركي بالخطة الأمريكية للعملية سيبقى قابلاً للتهدئة والتصعيد بناءً على سير العملية، وفي حال تعرض القوات التركية على الحدود أو المتواجدة على مدينة الباب ومحيطها إلى هجمات من قبل الوحدات الكردية أو باستخدام أسلحة جديدة تسلمتها من واشنطن يمكن أن يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير مع واشنطن.

وفي السابق، وبجانب تأكيدها المطلق عدم مشاركتها في أي عملية إلى جانب الوحدات الكردية، ألمحت تركيا إلى إمكانية وقف تقديم أي تسهيلات من أراضيها للعمليات التي تشارك فيها هذه الوحدات، وفي هذا السياق يمكن أن يتكرر سيناريو الخلاف بين تركيا والتحالف الدولي بقيادة واشنطن كما حصل إبان عملية منبج والذي يمكن أن يتطور هذه المرة إلى تهديد أو تنفيذ التهديدات السابقة بإغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية أمام عملية الرقة، وهو ما يؤثر بشكل كبير جداً على سير العمليات اللوجستية والغطاء الجوي ويمكن أن يقود لأزمة دبلوماسية غير مسبوقة كما حصل مع ألمانيا التي يزور وزير خارجيتها اليوم الاثنين أنقرة في محاولة أخيرة قبيل قرار سحب القوات الألمانية من القاعدة ونقلها إلى الأردن.

كما تخشى أنقرة أن تؤدي العملية إلى حصول موجات نزوح جديدة إلى أراضيها وتفاقم الأزمة الإنسانية على حدودها مع سوريا، لا سيما وأن التحالف الدولي أكد قبل يومين أن نحو مئتي ألف شخص غادروا مدينة الرقة لافتاً إلى أن 800 شخص يصلون يومياً إلى مخيم «عين عيسى» للنازحين الذي يبعد 30 كلم شمال الرقة والوضع يزداد صعوبة بسبب الافتقار إلى الإمكانات الإنسانية.

ومع تزايد أعداد المدنيين الذي يقعون ضحايا لغارات التحالف وتقدم الوحدات الكردية سوف تتصدر أنقرة المشهد في التركيز على هذه الجوانب إعلامياً، كما أنها سوف تركز على الانتهاكات المتوقعة للوحدات الكردية التي تتوقع أنقرة أن تلجأ إلى القيام بعمليات تغيير ديموغرافي في المدينة عقب طرد المسلحين منها.

لكن الهاجس الأكبر لدى الدوائر التركية هو لجوء التنظيم أثناء العملية إلى تنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي التركية ومحاولة تحريك الخلايا النائمة له داخل أراضيها، حيث تمكن الأمن التركي من وقف هذه الهجمات خلال الأشهر الأخيرة وتخشى أن تؤدي أي هجمات جديدة متوقعة إلى توجيه ضربات قاسية إلى السياحة والاقتصاد في البلاد.

وحسب المصادر التركية، أرسل الجيش الأمريكي قافلة مؤلفة من 70 شاحنة وسيارة محملة بالأسلحة والذخائر من قاعدة «رميلان» الجوية الأمريكية في مدينة الحسكة إلى الوحدات الكردية في محيط الرقة، ليبلغ إجمالي الشاحنات المقدمة للتنظيم خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة 218 شاحنة.

يضاف إلى هذه المخاوف تأكيد مصادر تركية الأنباء عن وجود اتفاقيات متزايدة بين الوحدات الكردية وتنظيم الدولة في شمالي سوريا، وقال المتحدث باسم الرئاسة: «الاستخبارات التركية تتابع الأمر عن كثب وهناك علامات تؤيد ما يقال»، معتبراً أن «هذا ليس أمراً جديداً، سبق لـ (ب ي د) وداعش، أن فعلا الأمر نفسه في (مدينة) منبج، هذا يظهر كيف أن المنظمات الإرهابية تتعاون مع بعضها عندما يكون الأمر في مصلحتها».

وقبل أيام، كشف الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن فحوى «الخطة البلدية» التي قدمتها أنقرة لواشنطن لاقتحام الرقة وتتمثل في «تدريب ما بين 10 و12 ألف شخص في إطار الجيش السوري الحر، وضم العناصر العربية في قوات سوريا الديمقراطية إليهم ليصل عددها تقريباً إلى 20 ألفاً»، وقال: «هذه القوات، مع التحالف الدولي وبدعمه الجوي، يمكنها القيام بعملية الرقة إلا أن إدارة أوباما لم تبحث تلك الخطة».

وأوضح أن «الأمريكيين استوعبوا حساسية تركيا في هذا الشأن (دعم ي ب ك)، ولهذا صرحوا بأنهم بصدد اتخاذ خطوات لتهدئة مخاوف أنقرة الأمنية، ومنها منح تفاصيل الأسلحة التي قدموها للتنظيم الإرهابي.. نحن بالطبع منفتحون على هذا التعاون وسنستمر في العمل مع الولايات المتحدة العضو في التحالف ضد داعش»، لكنه حذر واشنطن من أنها ستطلب مساعدة تركيا لاحقاً عقب اكتشافها خطأ قرار التسليح، على حد تعبيره.

 

المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية لـ «القدس العربي»: نطالب بدخول قوات عربية ودولية تحت إشراف الأمم المتحدة لحماية الشعب السوري

عقب اجتياز «الحشد الشعبي» العراقي للحدود السورية

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي»: طالب المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد خلال لقاء مع «القدس العربي» بدخول قوات عربية ودولية تحت إشراف الأمم المتحدة لحماية الشعب السوري مما سماه «الاحتلال الروسي الإيراني وعصاباتهم الإرهابية المسلحة حزب الله وال «ب ي د» وعصابات ملالي قم الطائفية وداعش والاسايش والنجباء والافغان»، ودعا إلى «الحفاظ على وحدة التراب السوري من التقسيم والتجزئة بعد اجتياز الحشد الشعبي العراقي للحدود السورية والسيطرة على قرى عدة».

وأضاف، «أن دخول الحشد الشعبي العراقي إلى سوريا سيفتح باباً جديداً للإرهاب والفوضى لأن ما حدث في العراق سيتكرر في سوريا، وهذا ما نبهت منه العشائر والقبائل السورية التي استشرفت الخطر والإجرام الآتي اليها من الشرق تحت غطاء الطائفية المقيتة بينما الدين منهم براء»، حسب تعبيره.

وأصدر مجلس العشائر والقبائل السورية بياناً السبت الماضي طالب فيه الدول العربية والصديقة والقوى الفاعلة بشأن السوري، بـ»ضرورة التصدي للمشروع الإيراني الذي يهدف إلى احتلال المزيد من الأراضي السورية، وتقديم الدعم لكافة القوى الوطنية الفاعلة من أجل إيقاف هذا المشروع الخطير»، وفق البيان.

وجاء في البيان «نحن أبناء أحرار سوريا عامة، وأبناء القبائل والعشائر خاصة، نعلن أن سوريا أرضاً وشعباً، ستبقى عصية على كل ناهب ومقبرة لكل غازٍ وطامع».

وأكد الأسعد ان «ما فعلته ميليشيات إيران في العراق ولبنان واليمن جعل الشعب السوري يأخذ الدروس والعبر مما حدث للأشقاء وما جرى بعد ذلك من مذابح وجرائم قامت بها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والنجباء وحزب الله في الحولة والقلمون ومضايا وريف دمشق والزبداني وسرغايا ووادي بردى وهو الدليل على خطر تلك الميليشيات الإرهابية».

وأشار إلى أن «المجتمع السوري في محافظة الحسكة والمنطقة الشرقية عموماً هو من البيئة العشائرية ولمكوناته كافة من العرب الأكثرية وصولًا إلى الأكراد والسريان والتركمان والايزديين والججان، لذلك ما تتعرض له المنطقة سيؤدي إلى السوء على كافة المكونات وسيؤثر على الحياة العامة للسكان اجتماعياً وسياسياً».

ولفت الأسعد إلى ان «دخول الحشد الشعبي العراقي لمحافظة الحسكة من أجل محاربة الإرهاب هو الإرهاب نفسه، وما الحشد الشعبي الذي تم تشكيلة للدخول إلى سوريا ما هو إلا مجموعة من المرتزقة التي شكلتها إيران من أجل محاربة الشعب السوري ومحاربة الثورة السورية وكذلك لتحقيق أهداف ومشاريع ملالي قم في سوريا والمنطقة ومن أجل مساعدة نظام الأسد للبقاء في سدة الحكم بعد أن استباحوا سوريا قبل ذلك وتحت تسميات طائفية مثل «النجباء» و»أبو الفضل العباس» و»الفاطميون» و»الزينبيات» و»الأفغان» و»الباقر» و»الحسين»، وهؤلاء ساهموا في قتل مليون مواطن وتهجير 12 مليوناً مع 2 مليون بين معتقل وجريح ومصاب».

كما شدد على «رفض أبناء القبائل والعشائر السورية رفضاً قاطعاً دخول الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني وكل الكتائب التي شكلتها أو تدعمها إيران لأن لا فرق بينها وبين داعش وال «ب ي د» وجيش سوريا الديمقراطية وحزب الله فلكهم سواء والكل ساهم في قتل الشعب السوري وتدمير سوريا، حيث سيكون الرد قوياً عليهم من الأهالي ومن خلال المقاومة الشعبية التي ستتصدى بكل قوة وبكل الطرق لكل العصابات المسلحة الإرهابية، التي استباحت الأرض السورية والإنسان السوري».

ويرى الاسعد أن دخول الحشد الشعبي إلى سوريا يعني «زيادة القتل والتدمير، فإيران كان لها السبق في ارتكاب المجازر المروعة بحق الشعب السوري، وحالياً يريدون من خلال دخولهم للحسكة أن يرتكبون مجازر جديدة بحق أهالي الحسكة خاصةً وسوريا عامة مع السيطرة على مناطق العشائر والقبائل السورية في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة والبادية السورية وهذه المناطق تشكل 70% من مساحة سوريا الجغرافية و90% من إنتاج سوريا الاقتصادي من النفط والغاز والطاقة والفوسفات والحديد والزراعة والثروات الحيوانية والمياه».

وكان زعيم ميليشيات بدر والقيادي بالحشد الشعبي هادي العامري قد أعلن في وقت سابق عن تمكن الحشد من الوصول إلى الحدود السورية غرب نينوى، وإنه سينسق مع كل الفصائل المسلحة الموجودة على حدود العراق وسوريا باستثناء من سماهم «صنيعة أمريكية»، فيما أكد ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا سيطرة الحشد الشعبي العراقي على قرى سوريا في ريف المحافظة قبل أن ينسحب منها ويسلمها لـ «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساساً من «وحدات الحماية الشعبية الكردية».

 

تحركات تقلق الأردن: بشار الأسد ينقل معدات ثقيلة وسيبدأ معركة درعا بدون «تنسيق» وبتوقيت مريب… ضمانات «غير موثوقة» إيرانية عبر الوسيط الروسي والتحالف «لا يعترض» الميليشيات الطائفية

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: استجابة النظام السوري المباغتة لدعوة أردنية قديمة بالتحرك عسكرياً في جنوبي سوريا برزت لواجهة الأحداث خلال الساعات القليلة الماضية لكن بتوقيت «مريب» وبأسلوب بعيد ميدانياً عن المواصفات والمقاييس التي كانت عمان تطالب بها.

والأهم ان هذه الاستجابة العسكرية المفاجئة ولدت مع صباح السبت بدون «تنسيق» وتشاور مباشر وفقاً لقواعد الاشتباك الحدودية، الأمر الذي اربك الأردنيين قليلاً لكن دفعهم وباللغة العسكرية إلى اقصى مستويات الحذر والجاهزية القتالية في الوقت نفسه تجنباً لمزالق اي مطبات أمنية ناتجة أو هزات ارتدادية أو تداعيات.

بهذا المعنى يمكن وصف ما يجري ميدانياً في عمق محافظة درعا هذه الأيام ومن الزاوية الأردنية على النحو التالي: نظام بشار الأسـد يتـحرك عسكرياً وينقل معدات ثقيلة ويستعد لتدشين معركة كبيرة بعنوان «استعادة درعا» لكن بأسلوب ينطوي على مناكفة للأردن وبدون مشاورات تنسيقية وعلى اسـاس مباغتـة ميـدانية تنطـوي على مجـازفات أمنـية.

برزت هذه المؤشرات مع بواكير فجر السبت حيث تم رصد حراك غير مألوف منذ اربع سنوات لقطاعات عسكرية نظامية بإتجاه مدينة درعا تحت عنوان تحريرها من الإرهابيين.

في التفاصيل تحركت كتيبتان على الأقل من الجيش النظامي السوري وتم نقل عربات صواريخ متخصصة بتدمير أهداف إنشائية واسلحة وذخائر متخصصة بتدمير التحصينات والدشم مع توفير حافلات عسكرية يعتقد انها ستعنى بنقل ميليشيات شبه عسكرية مساندة لجيش النظام السوري ومجموعات تتبع الحرس الثوري الإيراني وقد تشمل لاحقاً مقاتلين من حزب الله اللبناني.

حصل ذلك بتوقيت في غاية الريبة وبالتزامن مع وصول رسمي لقوات الحشد الشيعي العراقي برضى النظام ودعم روسيا إلى منطقة المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني.

اللافت جداً حسب الراصد المتخصص للميدان السوري صلاح ملكاوي هو ان حركة الحشد الشيعي العراقية تصل بمقاتلين مجهزين تحت أعين «قوات التحالف» التي لا تتـابعها ولا تـردعها علماً بان الأردن جزء اسـاسـي من قوات التحالف. والجزء المتعلق بقوات الحشد العراقية غامض حتى الآن والسؤال الذي يطرحه المراقبون فهل جرى نقل هذه القوات وعدم إعاقتها من قبل قوات التحالف الموجودة اصلاً في المنطقة بعلم وموافقة الأردن؟

ميدانياً لا تؤكد ولا تنفي السلطات السياسية والحكومية الأردنية اي معلومة في السياق. لكن يعتقد على نطاق واسع بان وجود قوات ميليشيات مسلحة جداً بالقرب من مثلث الحدود الأردنية وبادية الشمال وبإقرار ورضى التحالف الدولي خطوة لا يمكنها ان تولد بدون موافقة عمان أو على الأقل بالتوازي مع «تطمينات وضمانات» قدمت للأردنيين من الراعي الروسي بأن هذه القوات ستقف داخل الأرض السورية والعراقية ولن تقترب من الجزء الأردني ومهمتها ستكون حصرياً مطاردة ومضايقة وملاحقة مقاتلي تنظيم «الدولة ـ داعش».

في الجانب الميداني لا يمكن رصد المصير الذي ذهبت اليه في ظل تطورات الواقع تأكيدات وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي لنظيره الروسي سيرغي لافروف بان عمان لن تقبل بوجود عصابات إرهابية ولا ميليشيات طائفية على حدودها.

لكن عمان في الواقع الموضوعي يبدو انها تقبل فعلاً او مضطرة لأن تقبل مع ان مصادر خاصة ابلغت «القدس العربي» بان طهران ارسلت للأردنيين ما يفيد بعدم وجود مبرر للقلق من حركة الحشد الشيعي العراقي في منطقة التنف او حركة الحرس الثوري في وسط وعـمق درعا لأن حـدود عمليـات هذه القـوات سورية تماما ولا اجندة سياسية لها ولوجودها ووظيفتها مساعدة الأردن في مواجهة تهديدات تنظيم «الدولة».

التأكيدات الإيرانية ومعها الروسية بهذا المعنى تبدو «ملتبسة» تماما ويزيد من مستوى الإلتباس ان نظام بشار الأسد بدأ يستعد لمعركة كبيرة في درعا تحديداً ايضاً بدون ضمانات او تأكيدات للأردنيين المضطرين بدورهم ميدانياً للتبديل والتغيير في استراتيجيتهم الأمنية وفقاً لمعطيات الميدان وبنظام القطعة.

في دوائر اردنية سياسية لا تبدو مفهومة حتى الآن العديد من المظاهر والمسارات وأهمها موقف التحالف الدولي من تجمع قوات الحشد الشيعي قرب الحدود مع العراق وموقف روسيا من ضمان عدم «عدائية» الميليشيات الإيرانية في درعا وموقف النظام السوري نفسه من مقاييس الأردن الأمنية التي تطالب بعودة الجيش النظامي السوري لدرعا.

ولكن مع وجود تنسيق عملياتي وبطريقة لا تستخدم فيها «مدفعية ثقيلة» حتى لا يتأثر الأمن الحدودي الوطني الأردني شمالي المملكة.

 

اجتماعات “تقييمية” للمعارضة السورية تسبق أستانة وجنيف/ محمد أمين

تتحرك المعارضة السورية على أكثر من مسار قبل استحقاقات هامة تنتظرها خلال الشهر الحالي، وأبرزها جولة جديدة من مسار جنيف التفاوضي، فتعقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعات “تقييمية” على مدى أيام في العاصمة السعودية الرياض، بعد أيام من زيارة قام بها رئيس الائتلاف الوطني السوري رياض سيف، إلى بروكسل البلجيكية، وأخرى قام بها المنسق العام للهيئة رياض حجاب، إلى باريس الفرنسية، لمطالبة الأوروبيين بـ”أخذ دور أكبر في سورية، ودعم المعارضة السورية في العملية السياسية”.

 

وتجري الهيئة العليا للمفاوضات اليوم، الإثنين، “عملية تقييم للجولة الفائتة من مفاوضات جنيف”، في اجتماعات تعقدها في مقرها بالرياض. كما تهدف الاجتماعات إلى “وضع استراتيجية للمرحلة المقبلة، خصوصاً على صعيد التفاوض مع النظام في مسار جنيف”، وفق مصادر في الهيئة.

 

من جانبه، ذكر كبير المفاوضين في وفد المعارضة، المفاوض محمد صبرا، أن “الهيئة العليا للمفاوضات تجتمع مع الوفد المفاوض يوم الخميس المقبل لتقييم الجولة السابقة من المفاوضات”، مشيراً في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أنه “لا توجد نيّة لدى الهيئة لإجراء تعديلات على تركيبة الوفد المفاوض”. وأضاف أنه “حتى اللحظة لا يوجد أي تأكيد على موعد عقد الجولة المقبلة من المفاوضات”.

ومن المتوقع أن تعقد جولة سابعة من مسار جنيف في الشهر الحالي، عقب الجولة الجديدة من مسار أستانة المقررة في 12 يونيو/حزيران. وكانت الجولة السادسة من المفاوضات، قد انتهت في 19 مايو/أيار الماضي، من دون إحراز أي تقدم يذكر. ولا يزال النظام وحلفاؤه يحاولون القفز فوق قرارات دولية تدعو إلى انتقال سياسي جاد تعتبره المعارضة الجوهر الحقيقي للعملية التفاوضية، رافضة مساعيَ يبذلها الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لتغيير أولويات التفاوض، في مخالفة واضحة للمرجعيات الدولية.

 

وتعقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاتها في خضم تطورات سياسية وعسكرية هامة تشهدها سورية، بفعل تراجع تنظيم “داعش” على أكثر من محور، في وقت يحاول فيه النظام قضم المزيد من المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة في جنوب البلاد، ووسطها. وبات من الواضح أن النظام وضع مسار جنيف خلف ظهره، وهو ما يفتح أمام جولات وجولات هدفها تمييع عملية التفاوض، وتبديد الوقت لحصر المعارضة السورية في بقع جغرافية معزولة، لدفعها للموافقة على حلول تكرس وجود النظام.

 

وتأتي اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات بعد أيام من زيارة قام بها سيف الى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وأخرى قام بها حجاب إلى باريس، في إطار محاولة المعارضة السورية الحفاظ على علاقات مميزة مع الجانب الأوروبي، على وقع المساعي الروسية لحرف المسار التفاوضي مع النظام. ويتم تهميش مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، وتفعيل مسار أستانة كي يُتاح لموسكو تثبيت حلول تلبي مصالحها في شرق المتوسط.

 

وكان سيف قد أجرى لقاء، وصفته مصادر في الائتلاف بـ “الهام”، مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وأشارت المصادر إلى أن “سيف طالب الأوروبيين بأخذ دور أكبر في سورية والشرق الأوسط، وأن تقترن التصريحات الأوروبية التي تدين النظام بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بتصرف على الأرض”. كما أكد للجانب الأوروبي بأن “إيران تحتل سورية، وروسيا تفعل ما تريد، بينما أصدقاؤنا لم يفعلوا ما يوقف العدوان، ولم يعطوه الاهتمام المطلوب”، وفق المصادر.

 

وطالب سيف الاتحاد الأوروبي بـ “المساعدة بإيجاد حل لـ 10 ملايين سوري لا يملكون وثائق سفر بسبب إجراءات النظام الأمنية”، فيما أكدت موغيريني أن “الاتحاد يدعم المعارضة في العملية السياسية”. كما وعدت بأنه “سيكون هناك دعم كامل للحكومة السورية المؤقتة في العمل على الأرض لدفع الجهود على المستوى الاقتصادي لإدارة مرحلة ما بعد الصراع”، مؤكدة أن “الاتحاد الأوروبي يرى في المعارضة شركاءنا الأساسيين في ذلك”.

 

وشدّدت على أن “العملية السياسية في جنيف هي الأساس”، لافتةً إلى أنها “قد لا تكون الوحيدة للوصول للحل السياسي”. وتابعت قائلة إن “أستانة بالنسبة لنا قد تكون مفيدة لأنها قد تساعد في احتواء العنف على الأرض”. وأبدت خشية من تقسيم في سورية، مؤكدة حرص الأوروبيين على بقاء سورية موحدة.

 

من جانبه، أكد رئيس الحكومة السورية المؤقتة، جواد أبو حطب، أن العلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي “تزداد تحسناً”، مشيراً إلى أن “اللقاء مع موغيريني، كان هاماً جداً على صعيد دعم الحكومة المؤقتة ودعم كوادرها البشرية ومشاريعها”.

 

وأوضح أبو حطب أن “هناك خمسة مشاريع يتم العمل عليها مع الاتحاد الأوروبي، وهي التعليم، والصحة، والزراعة، وملف الداخلية، والتوثيق، ومنح الأوراق الثبوتية، والهويات الشخصية، ووثائق السفر”، وفق مصادر في الائتلاف. وكان حجاب قد بحث أواخر الشهر الماضي، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ووزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، التصعيد الذي يعد له النظام وإيران في مختلف أنحاء سورية. وتلقى حجاب تأكيداً بأن فرنسا ما زالت على موقفها الداعم والمؤيد لتطلعات الشعب السوري، بتحقيق الانتقال السياسي.

 

معارك الحسم في سورية تسبق أستانة

عدنان علي

تكثفت المؤشرات على قرب اندلاع معركتين كبيرتين في سورية، الأولى في مدينة الرقة، شرق البلاد بين “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والثانية جنوبها في مدينة درعا، بين فصائل المعارضة وقوات النظام والمليشيات المقاتلة معها، إثر حشد النظام قوات كبيرة على أطراف المدينة استعداداً لإطلاق عملية واسعة، قد تتخطى الهدف المعلن منها وهو “استعادة ما خسره النظام في حي المنشية بدرعا البلد”، إلى “استعادة درعا البلد كلها”، لتكون مدينة درعا كاملة تحت سيطرته، كونه يسيطر حالياً على درعا المحطة. وفي المقابل، تحشد قوات المعارضة بدورها لمواصلة معركة “الموت ولا المذلة” واستكمال السيطرة على حي المنشية وحي سجنة ومحاصرة قوات النظام في درعا البلد.

 

في هذا السياق، صعّدت قوات النظام من قصفها الجوي والصاروخي على مناطق سيطرة قوات المعارضة في درعا البلد والمناطق المحيطة، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين، في تمهيد يسبق هجوماً عسكريّاً شاملاً على المنطقة من جانب قوات النظام.

 

وقد أعلنت مصادر من طرف النظام بالفعل بدء هذا الهجوم أمس، الأحد، عبر قوات خاصة من “الفرقة الرابعة” بقيادة ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار الأسد. وذكرت صفحات لمقرّبين من هذه الفرقة، أنه “بدأت منذ صباح أمس أشرس معركة في درعا، بقيادة قوات الغيث في الفرقة الرابعة. وبدأنا من المخيم وقد أحرزت قوات الغيث تقدماً كبيراً في المنطقة”.

 

وكانت قد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور لأرتال “قوات الغيث” (الفرقة الرابعة)، بقيادة العميد غياث دلة، وهي متجهة من دمشق إلى درعا. ومنذ أواخر الشهر الماضي، عمدت قوات النظام إلى إرسال تعزيزات كبيرة إلى درعا، وصل بعضها إلى أطراف المدينة، لكن جميعها مركزة في منطقتي إزرع وخربة غزالة، الخاضعتين لسيطرة النظام في الريف الشمالي. وضمّت تلك القوات مئات المقاتلين من “الفرقة الرابعة”. وقد راجت معلومات بأن رئيس الفرقة زار إزرع نهاية الشهر الماضي برفقة عدد من ضباط فرقته، الذين ما زالوا هناك بغية التخطيط والمشاركة في معركة درعا المرتقبة. وشهدت الساعات الماضية تكثيفاً لافتاً في قصف النظام لأحياء درعا البلد والمناطق المحيطة وحتى المناطق البعيدة نسبياً.

 

وذكرت الصحافية، سارة الحوراني، الموجودة في درعا البلد لـ”العربي الجديد”، أن “طائرات النظام شنّت خلال الساعات الماضية أكثر من 10 غارات جوية على أحياء درعا البلد، فيما ألقت المروحيات عشرات البراميل المتفجرة. كما سقط على المنطقة والمناطق المجاورة عشرات الصواريخ من نوع (فيل) مما تسبب في دمار هائل في تلك الأحياء، التي أزيل بعضها عن الخريطة بشكل تام تقريباً”.

 

وأوضحت الحوراني أن “بعض البراميل المتفجرة كانت تحمل مادة النابالم الحارقة”، مشيرة إلى أن “القصف طاول بشكل خاص مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، وطريق السدّ، الذي أُلقيت عليه براميل متفجرة عدة، وسقط فيه عدد من القتلى والجرحى”. وكشفت عن أن “حصيلة عمليات النظام في درعا البلد والمناطق المحيطة بها خلال الساعات الماضية بلغت حد إلقاء النظام 53 صاروخاً من نوع فيل و30 برميلاً متفجّراً وأكثر من 15 غارة جوية”.

 

وحول الهجوم الذي تحدثت عنه قوات النظام في درعا، أفادت الحوراني بأن “تلك القوات تحاول بعد أن عجزت عن تحقيق أي تقدم في درعا البلد برغم ضراوة القصف الجوي والصاروخي، تحقيق تقدم من جهة المخيم وطريق السد بعد استهداف المنطقتين بقصف جنوني”، مشيرة إلى أنه “حققت بالفعل تقدماً طفيفاً في هاتين المنطقتين”. وقد طاول القصف الجوي أيضاً بلدة الغارية الغربية، حيث قُتلت سيدتان، وسقط عدد كبير من الجرحى معظمهم نساء وأطفال جراء إلقاء براميل متفجرة على البلدة.

 

من جانبها، نعت فصائل المعارضة عشرةً من مقاتليها، قُتلوا في المواجهات مع قوات النظام والمليشيات الموالية له في درعا البلد. كما أُعلن عن مقتل قائد “لواء مغاوير اللجاة” التابع للجيش الحر بانفجار عبوة ناسفة في منطقة اللجاة، شرق درعا.

 

بدورها، قصفت فصائل الجيش الحر بالصواريخ مبنى المخابرات الجوية والمطاحن على أطراف مدينة درعا. كما استهدف القصف بصاروخ “عمر”، محلي الصنع، وبالخراطيم المتفجرة، مقرّ عمليات قوات النظام والمليشيات الموالية له بحي سجنة. وطاول قصف براجمات الصواريخ غرفة عمليات النظام الرئيسية في ملعب البانوراما، شمال درعا. وأكدت “غرفة عمليات البنيان المرصوص” مقتل أربعة من مقاتلي حزب الله في حي المنشية، بينما انسحب مقاتلو “لواء فاطميون” من الحي، وذلك عقب مشاحنات مع قوات النظام وحزب الله.

 

ورأى مصدر عسكري من المعارضة السورية في حديثٍ مع “العربي الجديد” أن “قوات النظام وهي تحاول جس النبض لاستكشاف الجهة المناسبة لبدء هجومها على درعا البلد، قد تحاول السيطرة على المناطق الشرقية المحيطة بمدينة درعا، بغية قطع خطوط الإمداد عن قوات المعارضة”، مشيراً إلى “تكثيف الغارات الجوية على بلدة النعيمة المجاورة لدرعا من الجهة الشرقية، وعلى بلدة غرز التي تضم محكمة دار العدل في حوران، والتي تم إخلاؤها منذ أيام تحسباً لمثل هذه الاحتمالات”. وأضاف أن “قوات النظام تحاول رسم حدود المنطقة الجنوبية، استباقاً لاجتماعات أستانة التي ستبحث هذه الحدود بعد نحو أسبوع من الآن”.

 

وفي شرق البلاد، حققت “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) المزيد من التقدم على طريق السيطرة على مدينة الرقة، معقل تنظيم “داعش” في سورية. وذلك بعد إعلان متحدثين باسم هذه القوات عن قرب بدء المعركة النهائية على المدينة.

 

وبسطت “قسد” سيطرتها أخيراً على بلدتي المنصورة، وهنيدة، جنوب سد البعث، الذي كانت قد أعلنت منذ أيام، سيطرتها عليه بريف الرقة الغربي. وبثّت وسائل إعلامية تابعة لتلك القوات، تسجيلاً مصوراً يظهر فيه عناصر من “قسد” على جانب سد البعث.

 

ومع التقدم الذي أحرزته تلك القوات في الأيام الأخيرة، تكون قد وصلت إلى مشارف حي المشلب، شمال شرقي الرقة، وسيطرت على أجزاء واسعة منه، بعد سيطرتها على عشرات القرى المحيطة به كالصالحية والأسدية، إلى جانب معمل السكر ومجمع الأقطان.

 

وفي هذا الإطار، أفاد متحدثون باسم “قسد”، بأن “المعركة لن تكون سهلة في الرقة، لأن داعش لديه تحضيرات كبيرة جداً في المدينة، وهناك أنفاق وتلغيم ومفخخات وانتحاريون وبنفس الوقت يستعمل المدنيين كدروع بشرية”.

 

بدوره، ذكر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، لوسائل إعلام تركية، أن “معركة الرقة بدأت ليل 2 ـ 3 يونيو”، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة أعلمت تركيا مسبقاً بذلك”. وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قد قال إن “بلاده سبق أن قدمت للولايات المتحدة خطة بديلة للسيطرة على مدينة الرقة من داعش، بدلاً من اعتمادها على المليشيات الكردية”.

 

في غضون ذلك، سيطرت قوات النظام والمليشيات المساندة لها فجر أمس على مدينة مسكنة وقرى مسح الطرن والمحمودية بريف حلب الشرقي. ودارت اشتباكات بين قوات النظام و”داعش” بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية عدة، على مدينة مسكنة قُبيل اقتحامها. وأعلنت مصادر إعلامية تابعة لتنظيم “داعش” تدمير دبابة لقوات النظام، بالقرب من المزرعة السادسة، جنوب مدينة مسكنة، ومقتل طاقمها، إثر استهدافها بصاروخ حراري.

 

وتعد مدينة مسكنة آخر معاقل تنظيم “داعش” في حلب، وذلك عقب خسارته مناطق واسعة بالريف الشرقي لصالح قوات النظام والمليشيات المساندة لها، بإسناد من الطيران الروسي. ومع هذا التقدم لقوات النظام، تكون قد وصلت إلى أطراف الحدود الإدارية لمدينة الرقة، ومناطق نفوذ “قوات سورية الديموقراطية”.

 

كما أعلنت مصادر تابعة لـ”داعش” مقتل 20 عنصراً من قوات النظام بتفجير عربة مفخخة في منطقة العباسية جنوب تدمر. وأضافت أن “اشتباكات دارت بين الطرفين، في محاولة من قوات النظام التقدم على مواقع التنظيم من ثلاثة محاور، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي متبادل”.

 

معارك الحسم في سورية: بدء معركة الرقة ومواجهات في درعا

عدنان علي

تكثفت المؤشرات على قرب اندلاع معركتين كبيرتين في سورية، الأولى في مدينة الرقة، شرق البلاد بين “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والثانية جنوبها في مدينة درعا، بين فصائل المعارضة وقوات النظام والمليشيات المقاتلة معها، إثر حشد النظام قوات كبيرة على أطراف المدينة استعداداً لإطلاق عملية واسعة، قد تتخطى الهدف المعلن منها وهو “استعادة ما خسره النظام في حي المنشية بدرعا البلد”، إلى “استعادة درعا البلد كلها”، لتكون مدينة درعا كاملة تحت سيطرته، كونه يسيطر حالياً على درعا المحطة. وفي المقابل، تحشد قوات المعارضة بدورها لمواصلة معركة “الموت ولا المذلة” واستكمال السيطرة على حي المنشية وحي سجنة ومحاصرة قوات النظام في درعا البلد.

 

في هذا السياق، صعّدت قوات النظام من قصفها الجوي والصاروخي على مناطق سيطرة قوات المعارضة في درعا البلد والمناطق المحيطة، مما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين، في تمهيد يسبق هجوماً عسكريّاً شاملاً على المنطقة من جانب قوات النظام.

 

وقد أعلنت مصادر من طرف النظام بالفعل بدء هذا الهجوم أمس، الأحد، عبر قوات خاصة من “الفرقة الرابعة” بقيادة ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار الأسد. وذكرت صفحات لمقرّبين من هذه الفرقة، أنه “بدأت منذ صباح أمس أشرس معركة في درعا، بقيادة قوات الغيث في الفرقة الرابعة. وبدأنا من المخيم وقد أحرزت قوات الغيث تقدماً كبيراً في المنطقة”.

 

وكانت قد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور لأرتال “قوات الغيث” (الفرقة الرابعة)، بقيادة العميد غياث دلة، وهي متجهة من دمشق إلى درعا. ومنذ أواخر الشهر الماضي، عمدت قوات النظام إلى إرسال تعزيزات كبيرة إلى درعا، وصل بعضها إلى أطراف المدينة، لكن جميعها مركزة في منطقتي إزرع وخربة غزالة، الخاضعتين لسيطرة النظام في الريف الشمالي. وضمّت تلك القوات مئات المقاتلين من “الفرقة الرابعة”. وقد راجت معلومات بأن رئيس الفرقة زار إزرع نهاية الشهر الماضي برفقة عدد من ضباط فرقته، الذين ما زالوا هناك بغية التخطيط والمشاركة في معركة درعا المرتقبة. وشهدت الساعات الماضية تكثيفاً لافتاً في قصف النظام لأحياء درعا البلد والمناطق المحيطة وحتى المناطق البعيدة نسبياً.

 

وذكرت الصحافية، سارة الحوراني، الموجودة في درعا البلد لـ”العربي الجديد”، أن “طائرات النظام شنّت خلال الساعات الماضية أكثر من 10 غارات جوية على أحياء درعا البلد، فيما ألقت المروحيات عشرات البراميل المتفجرة. كما سقط على المنطقة والمناطق المجاورة عشرات الصواريخ من نوع (فيل) مما تسبب في دمار هائل في تلك الأحياء، التي أزيل بعضها عن الخريطة بشكل تام تقريباً”.

 

وأوضحت الحوراني أن “بعض البراميل المتفجرة كانت تحمل مادة النابالم الحارقة”، مشيرة إلى أن “القصف طاول بشكل خاص مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، وطريق السدّ، الذي أُلقيت عليه براميل متفجرة عدة، وسقط فيه عدد من القتلى والجرحى”. وكشفت عن أن “حصيلة عمليات النظام في درعا البلد والمناطق المحيطة بها خلال الساعات الماضية بلغت حد إلقاء النظام 53 صاروخاً من نوع فيل و30 برميلاً متفجّراً وأكثر من 15 غارة جوية”.

 

وحول الهجوم الذي تحدثت عنه قوات النظام في درعا، أفادت الحوراني بأن “تلك القوات تحاول بعد أن عجزت عن تحقيق أي تقدم في درعا البلد برغم ضراوة القصف الجوي والصاروخي، تحقيق تقدم من جهة المخيم وطريق السد بعد استهداف المنطقتين بقصف جنوني”، مشيرة إلى أنه “حققت بالفعل تقدماً طفيفاً في هاتين المنطقتين”. وقد طاول القصف الجوي أيضاً بلدة الغارية الغربية، حيث قُتلت سيدتان، وسقط عدد كبير من الجرحى معظمهم نساء وأطفال جراء إلقاء براميل متفجرة على البلدة.

 

من جانبها، نعت فصائل المعارضة عشرةً من مقاتليها، قُتلوا في المواجهات مع قوات النظام والمليشيات الموالية له في درعا البلد. كما أُعلن عن مقتل قائد “لواء مغاوير اللجاة” التابع للجيش الحر بانفجار عبوة ناسفة في منطقة اللجاة، شرق درعا.

 

بدورها، قصفت فصائل الجيش الحر بالصواريخ مبنى المخابرات الجوية والمطاحن على أطراف مدينة درعا. كما استهدف القصف بصاروخ “عمر”، محلي الصنع، وبالخراطيم المتفجرة، مقرّ عمليات قوات النظام والمليشيات الموالية له بحي سجنة. وطاول قصف براجمات الصواريخ غرفة عمليات النظام الرئيسية في ملعب البانوراما، شمال درعا. وأكدت “غرفة عمليات البنيان المرصوص” مقتل أربعة من مقاتلي حزب الله في حي المنشية، بينما انسحب مقاتلو “لواء فاطميون” من الحي، وذلك عقب مشاحنات مع قوات النظام وحزب الله.

 

ورأى مصدر عسكري من المعارضة السورية في حديثٍ مع “العربي الجديد” أن “قوات النظام وهي تحاول جس النبض لاستكشاف الجهة المناسبة لبدء هجومها على درعا البلد، قد تحاول السيطرة على المناطق الشرقية المحيطة بمدينة درعا، بغية قطع خطوط الإمداد عن قوات المعارضة”، مشيراً إلى “تكثيف الغارات الجوية على بلدة النعيمة المجاورة لدرعا من الجهة الشرقية، وعلى بلدة غرز التي تضم محكمة دار العدل في حوران، والتي تم إخلاؤها منذ أيام تحسباً لمثل هذه الاحتمالات”. وأضاف أن “قوات النظام تحاول رسم حدود المنطقة الجنوبية، استباقاً لاجتماعات أستانة التي ستبحث هذه الحدود بعد نحو أسبوع من الآن”.

 

وفي شرق البلاد، حققت “قوات سورية الديموقراطية” (قسد) المزيد من التقدم على طريق السيطرة على مدينة الرقة، معقل تنظيم “داعش” في سورية. وذلك بعد إعلان متحدثين باسم هذه القوات عن قرب بدء المعركة النهائية على المدينة.

 

وبسطت “قسد” سيطرتها أخيراً على بلدتي المنصورة، وهنيدة، جنوب سد البعث، الذي كانت قد أعلنت منذ أيام، سيطرتها عليه بريف الرقة الغربي. وبثّت وسائل إعلامية تابعة لتلك القوات، تسجيلاً مصوراً يظهر فيه عناصر من “قسد” على جانب سد البعث.

 

ومع التقدم الذي أحرزته تلك القوات في الأيام الأخيرة، تكون قد وصلت إلى مشارف حي المشلب، شمال شرقي الرقة، وسيطرت على أجزاء واسعة منه، بعد سيطرتها على عشرات القرى المحيطة به كالصالحية والأسدية، إلى جانب معمل السكر ومجمع الأقطان.

 

وفي هذا الإطار، أفاد متحدثون باسم “قسد”، بأن “المعركة لن تكون سهلة في الرقة، لأن داعش لديه تحضيرات كبيرة جداً في المدينة، وهناك أنفاق وتلغيم ومفخخات وانتحاريون وبنفس الوقت يستعمل المدنيين كدروع بشرية”.

 

بدوره، ذكر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، لوسائل إعلام تركية، أن “معركة الرقة بدأت ليل 2 ـ 3 يونيو”، لافتاً إلى أن “الولايات المتحدة أعلمت تركيا مسبقاً بذلك”. وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قد قال إن “بلاده سبق أن قدمت للولايات المتحدة خطة بديلة للسيطرة على مدينة الرقة من داعش، بدلاً من اعتمادها على المليشيات الكردية”.

 

في غضون ذلك، سيطرت قوات النظام والمليشيات المساندة لها فجر أمس على مدينة مسكنة وقرى مسح الطرن والمحمودية بريف حلب الشرقي. ودارت اشتباكات بين قوات النظام و”داعش” بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية عدة، على مدينة مسكنة قُبيل اقتحامها. وأعلنت مصادر إعلامية تابعة لتنظيم “داعش” تدمير دبابة لقوات النظام، بالقرب من المزرعة السادسة، جنوب مدينة مسكنة، ومقتل طاقمها، إثر استهدافها بصاروخ حراري.

 

وتعد مدينة مسكنة آخر معاقل تنظيم “داعش” في حلب، وذلك عقب خسارته مناطق واسعة بالريف الشرقي لصالح قوات النظام والمليشيات المساندة لها، بإسناد من الطيران الروسي. ومع هذا التقدم لقوات النظام، تكون قد وصلت إلى أطراف الحدود الإدارية لمدينة الرقة، ومناطق نفوذ “قوات سورية الديموقراطية”.

 

كما أعلنت مصادر تابعة لـ”داعش” مقتل 20 عنصراً من قوات النظام بتفجير عربة مفخخة في منطقة العباسية جنوب تدمر. وأضافت أن “اشتباكات دارت بين الطرفين، في محاولة من قوات النظام التقدم على مواقع التنظيم من ثلاثة محاور، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي متبادل”.

 

معركة الرقة:توشك على الانتهاء قبل ان تبدأ؟

خليل عساف

تبدو “معركة الرقة” الموعودة هزيلة لجهة مجرياتها العسكرية العملياتية قياساً إلى حجم الضخ الإعلامي المرافق لها. وصوّر الإعلام العالمي الرقة معقلاً للإرهاب ومقراً للتآمر وتصدير الإرهاب وإصدار أوامر القتل والترويع، طوال ثلاث سنوات ونصف من عمر سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها، في حين حولها إعلام التنظيم إلى قبلة للمهووسين والباحثين عن مغامرة والمتطهرين الساعين إلى بداية جديدة.

 

رقعة سيطرة تنظيم “الدولة” في محافظة الرقة تقلصت بشكل متدرج منذ حزيران/يونيو 2015، بأقل ما يمكن من قتال على الأرض. في حين قام طيران “التحالف الدولي”، الأميركي بوجه خاص، بإنهاك التنظيم وسحق خطوطه الدفاعية ودفعه إلى الانسحاب في كل المواجهات التي جرت خلال العامين الأخيرين. انسحابات التنظيم كانت دائماً باتجاه الرقة وريفها القريب، لكن مع تقدم خطوط المواجهة نحو المدينة بدأ التنظيم يسحب منها قواته الرئيسة وكوادره، ومنهم كوادر من المدنيين، نحو مدينتي البوكمال والميادين. كما بدأ التنظيم بالانتشار في البادية السورية، ما يعني أنه أقر عملياً بخسارته للرقة، إلا أنه يتأهب لمرحلة قادمة وساحة صراع جديدة.

 

مدينة الرقة تكاد تكون ساقطة عسكرياً اليوم؛ فمليشيات “قوات سوريا الديموقراطية” تطوق المدينة الآن من جهاتها الشمالية والشرقية والغربية. وخط الجبهة الشمالي يمتد في خط مستقيم من “معمل السكر” شرقاً إلى “معمل الغاز” غرباً، مروراً بموقع “الفرقة 17″، ما يجعل المنطقة الشمالية من المدينة مكشوفة بالكامل ومحكومة بنيران الأسلحة المتوسطة. ومن الجهة الغربية سيطرت مليشيات “قسد”، الأحد، على أحد أحياء قرية حاوي الهوى، التي تُعتبر مفتاح مدينة الرقة من جهتها الغربية الشمالية؛ كما بسطت سيطرتها، السبت، على سد “البعث” الذي أعادت تسميته “وحدات حماية الشعب” الكردية باسم سد “الحرية”. كما سيطرت “الوحدات” على بلدة المنصورة المجاورة للسد، والواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات، وبدا أنها توشك على مد سيطرتها إلى قرية السحل الغربي، التي ينتمي إليها أحد زعماء التنظيم ومؤسسيه المحليين؛ علي موسى الشواخ، المعروف بـ”أبي لقمان”. ومن الجهة الشرقية تقدمت مليشيا “قسد” حتى قرية الرقة السمرة.

 

وأصبحت الرقة محاصرة بالفعل بطوق عسكري لا يبعد أكثر من 7 كيلومترات في أحسن الأحوال، الأمر الذي مكَّن “قسد” من البدء بقصف مدفعي بالهاون على مدار الساعة على أحياء المدينة، فيما يواصل الطيران الأميركي قصف الأهداف المتحركة لتنظيم “الدولة” على طول خطوطه الدفاعية، إضافة لاستهداف عدد من المنشآت لأسباب لا يمكن وصفها بالعسكرية البحتة، مثل مقسمي البريد في الدرعية ودوار الساعة.

 

في هذه الأثناء، كانت قيادات تنظيم “الدولة” المحلية قد نظّمت انسحاب عناصرها من المنصورة وبعض قرى الريف الغربي-الجنوبي نحو البادية السورية عبر صفقات محلية وموضعية بتوسط من وجهاء محليين. كما بدأت تتكشف بعض وقائع الصراع بين العناصر المحليين والمهاجرين الأجانب داخل التنظيم حول مسألة الانسحاب والتسليم أو القتال حتى النهاية. هذا على الأقل، ما جرى، حسب ناشطين محليين، في سد “البعث”، الذي حوله التنظيم إلى سجن ومعقل عسكري وأمني له منذ العام 2014. وأدى صراع مسلح بين مهاجرين ومحليين إلى مقتل العشرات من الطرفين. هذا الشقاق بين مكوني التنظيم كان يمكن دفعه إلى أقصاه باكراً لو أن مكوناً محلياً كان قد ساهم في القتال ضد “داعش”.

 

لكن يبدو أن خطوطاً حمراً رُسمها الأميركيون وحلفائهم الأكراد حول مشاركة قوى محلية في معركة السيطرة على الرقة من أجل ضبط الأجندة السياسية المتبعة وتجيير كل مخرجات معركة الرقة لصالح قوات “حماية الشعب” الكردية، كما من أجل طمس واغلاق ملفات مرحلة “داعش”؛ من إعدام وخطف وسجن وتعذيب وتهجير ومصادرة الأرزاق والبيوت. هذه الملفات التي لا يبدو أن ثمة من يُعنى بفتحها ومعالجتها إلا أبناء الرقة من أصحاب المظالم وأولياء الدم. بينما يبدو الأميركيون والأكراد سائرون باتجاه صياغة تحالف يجمع عناصر “داعش” المحليين الراغبين في “المصالحة” مع بقايا موالي النظام مع وجهاء من الدرجة الثانية والثالثة الراغبين في صياغة أداور سياسية لهم، بغض النظر عن الوضع السياسي العام.

 

تحالف يقصي كل القوى السياسية المعارضة والثورية والمقاتلة عن نتائج معركة الرقة، بعد طرد الجسم المهاجر من تنظيم “الدولة” من المدينة، وامتصاص المحليين من التنظيم في عملية أمنية وسياسية يتحولون فيها إلى الطرف المذنب والأضعف، وبالتالي الأداة المنفذة الأرخص.

 

بادية حلب بيد النظام..فهل تتقدم مليشياته إلى الرقة؟

خالد الخطيب

سيطرت مليشيات النظام، الأحد، على مدينة مسكنة، أبرز وآخر معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الجنوبي الشرقي بالقرب من نهر الفرات. وجاءت سيطرة المليشيات على المدينة بعدما أجبر التنظيم على الانسحاب من 30 قرية ومزرعة في محيطها خلال الساعات الـ48 الماضية. مليشيات النظام سيطرت على الطريق الدولي مسكنة-الرقة، ولكنها تركت للتنظيم طريقاً آمناً يؤمن خروجه من المدينة نحو منطقة البادية في ريف الرقة الجنوبي.

 

وبعد سيطرتها على مسكنة، واصلت مليشيات النظام عملياتها العسكرية، مستفيدة من غارات متواصلة نفذتها المقاتلات الحربية الروسية، وأخرى تابعة للنظام، على أرتال التنظيم المنسحب لتحقق مزيداً من التقدم، وسيطرت على عدد آخر من القرى قرب بلدة دبسي فرج، ومحطة الضخ الرئيسية على نهر الفرات. ووصلت مليشيات النظام إلى مشارف الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. ومن القرى التي سيطرت عليها المليشيات، ليل الأحد/الإثنين، المزرعة السادسة وخربة العنز والمخزوم ومسطاحة المخزوم والمرتضى وعزيزية الحج صالح والقرامطة.

 

ولا يُعرف حتى اللحظة إذا ما كانت مليشيات النظام تنوي التقدم في ريف الرقة الجنوبي، بدءاً من بلدة دبسي فرج القريبة من نهر الفرات، رغم أن غارات المقاتلات الروسية استهدفت القرية وعدداً من البلدات القريبة منها في ريف الرقة بعدد كبير من الغارات الجوية. كما طال تلك المواقع قصف مدفعي وصاروخي من قبل مليشيات النظام، بشكل متواصل، منذ اقترابها من محيط مسكنة. فهل سيسمح “التحالف الدولي” بتقدم مليشيات النظام قريباً من أرض المعركة التي تشنها “قوات سوريا الديموقراطية” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة؟

 

وخسر تنظيم “الدولة” 50 عنصراً على الأقل في الضربات الجوية التي استهدفت مواقعه، وأرتال مقاتليه، كما تكبدت مليشيات النظام خسائر تجاوزت 20 عنصراً بينهم قادة ميدانيون من مليشيات “لواء الباقر” و”لواء القدس” و”مليشيا النمر” التابعة لسهيل الحسن. وبدأت كتائب الهندسة العمل على إزالة الألغام ومخلفات التنظيم المتفجرة بإشراف القوات الروسية في محطة الضخ شمال شرقي مسكنة على ضفاف الفرات.

 

مليشيات النظام أشغلت محورين إضافيين بالتزامن مع العمليات المستمرة في مسكنة وريفها، السبت والأحد. وهاجمت المليشيات في المحور الأول مواقع التنظيم في مثلث سبخة الجبول–مسكنة–الفيصلية، وسيطرت على قرى أم ميال والقواصية والكالطة وصوانية وفتحة والمجادمة والوسيطة، وغيرها من المزارع التي كانت التنظيم يشن منها هجماته باتجاه خناصر وطريق إمداد مليشيات النظام في القسم الأعلى من ريف حلب الجنوبي. وبهذا التقدم أمنت مليشيات النظام القسم الأعلى من طريق الامداد نحو حلب. والمحور الثاني الذي حاولت مليشيات النظام التقدم فيه يقع في منتصف الطريق إثريا–خناصر، ويهدف للتوغل في منطقة البادية والسيطرة على التلال والسلاسل الجبلية متوسطة الارتفاع في المنطقة لشل حركة التنظيم ورصد أرتاله، وتجميد عملياته التي تعتمد على السرعة والمباغتة والتي تكبد مليشيات النظام في كل مرة الكثير من الخسائر البشرية في صفوفها وفي عتادها الحربي.

 

مليشيات النظام هاجمت قرية الحمام وسلسلة تلال الطويحينة، وسيطرت على بعض المواقع الجبلية في المنطقة، لكنها تعرضت لكمائن نصبها التنظيم وخسرت أكثر من 30 عنصراً، السبت والأحد. وتواصل المليشيات عملياتها في المنطقة بهدف تثبيت مواقعها. وتنفذ المقاتلات الروسية غارات يومية على مواقع التنظيم في باديتي حلب وحماة شرقي الطريق إثريا–خناصر، وتستمر في محاولة التقدم.

 

مليشيات النظام استقدمت تعزيزات إضافية إلى منطقة وسط طريق امداد حلب، لتغطية الثغرات العسكرية على طول الطريق، ومواصلة العمليات العسكرية، وفي الوقت ذاته لصدّ أي هجمات مباغتة قد يشنّها التنظيم بعد خسارته مسكنة. مليشيا “لواء القدس” تمركزت في القسم الشمالي، وتوجه مقاتلون من “قوات الطراميح” التي تتولى الدفاع عن قمحانة وكتائب من “مليشيا النمر” كانت تتمركز في ريف حماة الشمالي، إلى القسم الجنوبي من طريق الإمدار شمالي إثريا.

 

محاور القتال شرقي طريق خناصر-إثريا تبدو الهدف المقبل لمليشيات النظام، التي لا تريد أن تستعجل أي رد فعل من قبل “التحالف الدولي” بدخولها الحدود الإدارية لمحافظة الرقة. وبذلك تنهي المليشيات سيطرة التنظيم أولاً في منطقة البادية الحلبية، وتؤمن طريق الامداد بشكل كامل.

 

مليشيات النظام تتبع سياسة عسكرية موحدة في قتالها ضد تنظيم “الدولة” في بادية حلب. غرفة العمليات في معامل الدفاع جنوب شرقي حلب يشرف عليها ضباط روس وإيرانيون، ومن خلالها يتم توزيع المهام بين المليشيات، وتوجيه إعادة انتشارها. والسياسة العسكرية تعتمد بشكل رئيس على الكثافة النارية المستخدمة في المعارك ضد التنظيم، وأسلوب تقطيع الأوصال من خلال الالتفاف على الأهداف الأرضية الاستراتيجية التي يعتمد عليها التنظيم عادة في فرض سيطرته محاولاً فيها جرّ المليشيات للاشتباك المباشر. التنظيم لم ينجح في جر مليشيات النظام لسيناريو حرب المدن منذ بداية العام 2017، تاريخ بدء العمليات العسكرية للنظام في ريف حلب الشرقي، والتي وصلت اليوم إلى الجنوب الحلبي وكادت تنهي تواجد التنظيم بشكل كامل في ريف حلب.

 

أنقرة:واشنطن أبلغتنا أن تحالفها مع الأكراد لن يدوم طويلاً

كشف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن العملية العسكرية ضد تنظيم “داعش” في الرقة “بدأت” ليلة 2 حزيران/يونيو، وأكد أن الولايات المتحدة الأميركية زوّدت أنقرة بـ”المعلومات اللازمة” قبل بدء الحملة.

 

وشدّد يلدريم على أن بلاده لا تؤيد الطريقة التي بدأت بها الولايات المتحدة الحملة، وقال خلال مأدبة إفطار في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة، دعي إليها عدد من ممثلي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إن واشنطن أبلغت أنقرة بأنّ اعتمادها على مسلحي “وحدات حماية الشعب” الكردية للقيام بهذه العملية “لم يكن اختيارياً إنما ضرورة فرضتها الظروف”.

 

وأضاف يلدريم “واشنطن أبلغتنا أنّ تعاونها مع المسلحين (الأكراد) عبارة عن تكتيك عسكري، لن يدوم طويلاً، وقدّموا لنا الضمانات اللازمة، للحيلولة دون انتقال الأسلحة المقدّمة لهم إلى العناصر الإرهابية الناشطة داخل أراضينا”.

 

وأكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تتهاون “في ضرب أي منظمة إرهابية تهدد أمننا وسلامتنا سواء كانت هذه المنظمة داخل حدود بلادنا أو خارجها”.

 

وكانت “قوات سوريا الديموقراطية” قد أعلنت في وقت سابق، السبت، أنها ستبدأ “خلال ايام” معركة السيطرة على مدينة الرقة، وذلك بعد أن تمكنت من تحقيق مزيد من التقدم غربي المدينة.

 

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المتحدثة باسم حملة “غضب الفرات” التي تقودها “قسد” جيهان شيخ أحمد قولها: “سنبدأ خلال ايام قليلة”.

 

وأكد المتحدث باسم “قسد” طلال سلو حصول تقدم على الجبهة الغربية للرقة ضمن المراحل الاخيرة قبل بدء الهجوم على المدينة. وأشار سلو إلى تسلم “قسد” أسلحة ومعدات حديثة “من التحالف الدولي (…) في اطار التحضير لاطلاق معركة الرقة التي باتت قريبة”.

 

ورصدت خلال الساعات الماضية، في بلدة عين عيسى التي تعد مركزاً مهماً لـ”قسد” في ريف الرقة الشمالي قافلة مدرعات يقودها عسكريون في التحالف الدولي. وتضم القافلة، بحسب “فرانس برس”، ناقلات تحمل على متنها جرافات وآليات أخرى، ويرافقها مقاتلون من “قوات سوريا الديموقراطية”.

 

ما مستقبل تنظيم الدولة في سوريا؟  

محمد كناص-غازي عنتاب

ما زال تنظيم الدولة الإسلامية يخسر بشكل دراماتيكي المزيد من مساحات سيطرته في سوريا، وهي تراجعات بدأت منذ 26 يناير/كانون الثاني 2015 عندما خسر أولى معاركه في سوريا في عين العرب (كوباني) بريف حلب الشمالي على الحدود مع تركيا.

وكان تنظيم الدولة يسيطر على مساحة جغرافية تزيد على مساحة بريطانيا حتى أغسطس/آب 2014، وكان يعيش في المناطق التي يسيطر عليها ما لا يقل عن ستة ملايين نسمة، أي ما يزيد على سكان الدانمارك أو فنلندا أو إيرلندا، بحسب تقارير إعلامية حينها.

 

وبات تنظيم الدولة اليوم محصورا في منطقة البادية العراقية والسورية، مع القليل من الحواضر والجيوب والمدن والبلدات.

 

ففي سوريا بات تنظيم الدولة يخشى من سقوط الرقة التي تعدّ من أهم مدنه في سوريا، حيث تبعد ما تعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية” -التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيسي فيها- عن الرقة من الجهة الشرقية حوالي كيلومترين، ومن الشمال حوالي ثلاثة كيلومترات.

 

أما من الغرب، فما تزال تفصل قوات سوريا الديمقراطية عن الرقة منطقة المزارع، وهي منطقة يتراوح عمقها بين سبعة وثمانية كيلومترات. وبقيت فقط الجهة الجنوبية بيد التنظيم وهي على ما يبدو -وبحسب التكتيك العسكري- تظل بابا مفتوحا لتنظيم الدولة فيما لو فكر بالانسحاب من الرقة.

 

انكماش وتراجع

وبقي لتنظيم الدولة في سوريا أحياء من دير الزور وكامل ريفها، ومناطق في البادية السورية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن قوات النظام السوري بالتعاون مع من أسمتهم الحلفاء تمكنت من السيطرة على 1400 كيلومتر مربع في البادية السورية شرق تدمر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة.

 

وتثير هذه الصورة سؤالا لا بد منه عن مستقبل تنظيم الدولة في سوريا، وإلى أين تتجه به الأمور ومن سيكون الوريث الشرعي لأراضيه؟

 

يقول المحلل العسكري فايز الأسمر -خلال حديث مع الجزيرة نت- إن تنظيم الدولة بات ينكمش على نفسه، وأصبح يتبع سياسة تقوم على فكرة تقليص المساحة من أجل تقوية الدفاعات، فالتنظيم يحارب في وسط كبير من الأعداء، وبالأحرى يحارب العالم بأسره، وهذا يرفع كلفة الدفاعات على التنظيم لذلك لا بد أن يلجأ إلى تضييق المساحات التي يتم من خلالها شن الهجمات عليه.

 

دير الزور النهاية

وبحسب الأسمر، فإن نهاية تنظيم الدولة ستكون في مدينة دير الزور في ظل المعطيات على الأرض، إذ إن التنظيم بات شبه محاصر في مدينة الرقة، ولم يبق أمامه سوى الجهة الجنوبية مفتوحة، وهناك نهر الفرات كعائق طبيعي يمنع انسحابه ويقيد حركته بعد أن دمرت طائرات التحالف الدولي جميع الجسور على النهر.

 

ويقول الأسمر إن العمل حاليا قائم من أجل عزل التنظيم وتفكيكه إلى كيانين منفصلين أحدهما في سوريا والآخر في العراق، فمن الجانب السوري يجري تنظيف الحدود من قبل فصائل تابعة للمعارضة المسلحة بدعم من طيران التحالف الدولي، حيث تم إنشاء قاعدة التنف الأميركية هناك، والنظام يزحف على حساب التنظيم قادما من تدمر.

 

التنظيم فكرة

ويبدو أن النظام هو الأقرب للسيطرة على دير الزور من قوات المعارضة المسلحة، إذا ما عرفنا أن المسافة بين النظام ودير الزور تقريبا 130 كيلومترا، في حين تبعد فصائل المعارضة عنها أكثر من مئتي كيلومتر، أما الرقة فسقوطها سيكون لصالح قوات سوريا الديمقراطية التي باتت تطوق المدينة من ثلاث جهات.

 

وعن أفق وجود تنظيم الدولة في سوريا، يقول مدير تحرير شبكة بلدي نيوز الإعلامية الصحفي أيمن محمد، إن التنظيم سينتهي كوجود جغرافي خلال شهور في سوريا، “لكن بكل تأكيد سيبقى كفكرة تسبب حالة من عدم الاستقرار في البلاد، إذ سينتشر المؤمنون بفكر تنظيم الدولة بين المدنيين كقنابل موقوتة وخلايا نائمة تحت الطلب”.

 

ويرى محمد أن القضاء على تنظيم الدولة يتطلب عملا متوازيا على الصعيد العسكري والصعيد الفكري؛ وذلك بالقضاء على الظلم والفقر والقهر الذي يمارس ضد السوريين، “فما يدفع الإنسان للتطرف هو إحساسه بالظلم وعدم تحقيق العدالة التي ينشدها، وبوجود نظام بشار الأسد لن تستقر البلاد وسيدفع هذا النظام المجرم العشرات بل المئات من الشباب المقهور باتجاه التطرف”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

القوات الكردية تواصل تقدمها بالرقة  

تواصل قوات سوريا الديمقراطية تقدمها في محافظة الرقة وتزيد من تشديد الخناق على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة الواقعة وسط سوريا.

 

وسيطرت تلك القوات، التي يشكل أكراد سوريا غالبية مسلحيها، على بلدة المنصورة بعد أن سيطرت على بلدة هنيدة. كما تمكنت من السيطرة على سد البعث على نهر الفرات.

 

وأصبحت القوات الكردية بعد هذه المكاسب تحاصر تنظيم الدولة من الغرب والشرق والشمال، ويبقى الجنوب منفذه الوحيد.

 

يأتي ذلك في وقت أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن معركة الرقة ستبدأ بعد أيام. ويتناقض ذلك مع تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الأحد بأن معركة انتزاع الرقة بدأت بالفعل، وأن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بها.

 

وقال يلدريم -حسبما نقلت عنه وسائل إعلام تركية- إن عملية الرقة التي خطط لها قبل مدة طويلة، بدأت في وقت متأخر من الثاني من يونيو/حزيران الجاري، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة زودت بلاده بالمعلومات الضرورية المتعلقة بهذه المسألة قبل العملية.

 

لكن التناقض في إعلان تاريخ العملية ليس الاختلاف الوحيد بين الأتراك وأكراد سوريا ومن ورائهم الإدارة الأميركية بشأن عملية الرقة.

 

فقد اختار الأميركيون قوات سوريا الديمقراطية لمهمة إنهاء وجود تنظيم الدولة في مدينة الرقة وقدمت لها إدارة الرئيس دونالد ترمب الأسلحة رغم احتجاج الأتراك.

 

من جانبها ذكرت المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية مكونا أساسيا فيها، أن مقاتليها سيطروا على مزرعتي القحطانية والخاتونية غرب الرقة، وأنهم يحاصرون تنظيم الدولة من الغرب والشرق والشمال، ويبقى الجنوب منفذه الوحيد.

 

ووصلت قوات سوريا الديمقراطية إلى مشارف أول أحياء مدينة الرقة من الجهة الغربية بعد انسحاب عناصر تنظيم الدولة من أول قرية في ريف محافظة الرقة الغربي شرق مدينة مسكنة.

 

في غضون ذلك، سيطرت قوات النظام السوري على مسكنة، إحدى أهم البلدات التي كان تنظيم الدولة قد استولى عليها في محافظة حلب شمالي البلاد، وفق ما نقل الإعلام الرسمي الأحد.

 

وتأتي السيطرة على مسكنة، الواقعة على الضفاف الغربية لسد الأسد، في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها جيش النظام السوري بدعم روسي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي لطرد التنظيم المسلح من ريف حلب الشرقي.

 

من جهة أخرى، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن قوات النظام بالتعاون مع من سمتهم الحلفاء تمكنت من السيطرة على 1400 كيلومتر مربع في البادية السورية شرق تدمر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة.

 

وفي هذه الأثناء، قالت مصادر لقناة الجزيرة إن تنظيم الدولة شن هجوما واسعا على مواقع قوات النظام السوري في محيط مدينة دير الزور.

 

وأفادت المصادر بأن قتلى وجرحى سقطوا نتيجة قصف التنظيم مناطق غربي دير الزور. وكان التنظيم قد شن هجوما مماثلا يوم أمس على مواقع عدة لقوات النظام غربي دير الزور، وتمكن من السيطرة على مواقع عدة داخل المدينة أبرزها دوار البانوراما.

 

أما التنظيم نفسه فقد أعلن من جانبه أنه قتل 35 من قوات النظام السوري بتفجير عربتين ملغمتين في مواقع لتلك القوات في العباسية جنوب تدمر، وتلال الغراب في منطقة الحماد بريف حمص الشرقي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

النظام السوري وحلفاؤه “يتكبدون خسائراً” في درعا و”يتراجعون جزئياً

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 5 يونيو 2017

روما – صعّدت القوات التابعة لإيران، وخاصة ميليشيات حزب الله اللبناني، ولواء فاطميون الأفغاني، وعدة كتائب عراقية، بالاشتراك مع قوات تابعة للنظام السوري، بشكل كبير من عملياتها العسكرية ضد مدينة درعا وريفها في جنوب سورية، بتغطية جوية وصاروخية كثيفة من سلاحي الطيران الروسي والسوري. ورغم شنّ “أكثر من مائة غارة جوية على المدينة، إلا أن هذه القوات والميليشيات لم تستطع إحراز تقدّم يُذكر على الأرض”، حسبما أفادت جهات بالمعارضة.

 

وأعلنت فصائل المعارضة المسلحة في المدينة عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تحت اسم (رص الصفوف) في بلدة النعيمة شرق محافظة درعا، لتنضم لغرفة عمليات (البينان المرصوص) لتشكّلان وحدة بين نحو 25 فصيلاً مسلحاً، من بينها فرقة فلوجة حوران، فرقة أسود السنة، جيش الثورة، فوج المدفعية، لواء المعتصم بالله وغيرها، إلى جانب نحو 60 تشكيلاً مسلحاً صغيراً من خارج غرفتي العمليات.

 

وأعلنت هذه الغرف عن “تقدّمها” في بعض المناطق من المدينة، وإلحاقها “خسائر كبيرة في صفوف مقاتلي حزب الله على وجه الخصوص، ونشرت أسماء العديد من مقاتلي هذه الميليشيات”،  ممن أعلنت “مقتلهم” في المعارك.

 

ووفق مصادر محلية فإن سلاح الطيران الروسي والسوري ارتكب “مجازر” في أكثر من منطقة في المحافظة، في بلدة طفس ونوى وإنخل والحارة والغارية الغربية وطفس ودرعا البلد. وتتهم هذه المصادر قوات النظام والميليشيات التابعة لإيران بأنها “استخدمت أسلحة محرمة دولية، كقنابل النابالم، وصواريخ الفيل والبراميل العشوائية”.

 

ورغم هذه الحمولة الكبيرة من الغارات، إلا أن فصائل المعارضة المسلحة أحرزت تقدماً على قوات النظام، وأعلنت استعادة كافة النقاط التي خسروها على جبهات مخيم درعا بمدينة درعا، وبلدة النعيمة ومخيم درعا.

 

وقالت المصادر المحلية للوكالة إن فصائل المعارضة المسلحة “كانت تُرجّح قيام النظام والميليشيات الموالية لإيران شن هجوم كبير على المنطقة منذ مطلع العام الجاري، واستعدت لذلك بشكل جيد، وعززت القدرات الدفاعية، عبر حفر الأنفاق وتحصين المقرات على طول خطوط التماس مع قوات النظام والميليشيات الموالية لإيران”. وأضافت “اتّبعت فصائل المعارضة أسلوب امتصاص الهجمات، وعكسها نحو القضم البطيء، واستطاعت بها الأسلوب التقدم بناء إثر بناء بدلاً من أن تتراجع أمام هذه الضربات الجوية والمدفعية الضخمة”.

 

وكانت (القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية) التي يُفترض أنها نافذة إعلامية للقوات الروسية العاملة في المطار، إن القوات الروسية لن تشارك في المعارك البرية في مدينة درعا جنوب سورية، وستكتفي بتقديم الدعم الجوي والاستشارة العسكرية الميدانية.

 

وقالت المصادر إن “قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة شاركت بكثافة في هذا الهجوم على درعا، كما شارك مئات المقاتلين من اللبنانيين والعراقيين والأفغان الموالين لإيران”، وشددت على أن “الحرس الجمهوري بدأ بالانسحاب من المواقع المتقدمة التي استقر بها، خوفاً من هجوم مضاد لفصائل المعارضة المسلحة”.

 

وكان قوات النظام السوري والميليشيات الرديفة لها قد حشدت نهاية الأسبوع الماضي قوات كبيرة باتجاه درعا في جنوب سورية، فيما يُعتقد أنه استعداد لمواجهة عسكرية محتملة تشهدها محافظة درعا وريفها، نافية أن يكون الجنوب السوري قد دخل مرحلة الهدنة الموثوقة.

 

ويسعى النظام السوري وحلفاؤه لاحتلال المعبر الحدودي القديم مع الأردن، وكذلك السيطرة على الطريق الدولي، لقطع الإمداد عن الريف الشرقي للمدينة، ما يعني سهولة سقوطه بيد هذه القوات، وهو ما لم تستطع تحقيق أي تقدّم به حتى الآن.

 

خمس دول عربية تقطع العلاقات مع قطر بسبب “الإرهاب

من نوح براوننج

 

دبي (رويترز) – قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن العلاقات الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين واتهمتها بدعم “الإرهاب” في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات وبعض أطرافه من أقوى الدول في العالم العربي.

 

كما قال محمد الدايري وزير الخارجية في حكومة شرق ليبيا يوم الاثنين إن الحكومة حذت حذو حلفاء إقليميين وقررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

 

وألقت إيران، خصم السعودية منذ وقت طويل وهدف مستتر من وراء الخطوة، باللوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التمهيد للقرار خلال زيارته للرياض مؤخرا.

 

وتشجب مصر ودول خليجية عربية بالفعل دعم قطر للإسلاميين خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي تناصبها هذه الدول العداء.

 

وتصعد الخطوة المنسقة بشكل كبير الخلاف بين الدول العربية ومنها دول أعضاء في أوبك.

 

وأعلنت الدول الخليجية الثلاث إغلاق أجوائها مع قطر وأمهلت الزائرين والمقيمين القطريين 14 يوما للمغادرة. كما أنهى التحالف بقيادة السعودية في اليمن مشاركة قطر فيه.

 

واتهمت السعودية قطر بدعم الجماعات المتشددة ونشر أفكار العنف في إشارة فيما يبدو إلى قناة الجزيرة الإخبارية المملوكة لقطر.

 

واتهم بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية قطر “باحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة) والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم”.

 

كما اتهم البيان قطر بدعم “الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران” في القطيف بالمنطقة الشرقية بالمملكة وفي مملكة البحرين.

 

وقالت قطر إنها تتعرض لحملة بهدف الإضرار بها ونفت تدخلها في شؤون الدول الأخرى.

 

وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية “لقد تعرضت دولة قطر لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة”.

 

وذكر تلفزيون الجزيرة أن الخارجية القطرية أعربت عن أسفها لقرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لاتهامها الدوحة بمساندة الإرهاب.

 

ونقل التلفزيون عن الوزارة قولها “الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة”.

 

وأضاف “هذه الإجراءات لن تؤثر على سير الحياة الطبيعي للمواطنين والمقيمين”.

 

وقالت إيران إن الولايات المتحدة تمسك بخيوط اللعبة.

 

وكتب حميد أبو طالبي مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني على تويتر يقول “ما حدث هو النتيجة الأولية لرقصة السيوف” في إشارة واضحة لزيارة ترامب للسعودية مؤخرا.

 

كان ترامب ومسؤولون أمريكيون شاركوا في رقصة بالسيوف أثناء الزيارة الشهر الماضي. وتحدث ترامب عن إيران بوصفها مصدرا رئيسيا لتمويل ودعم الجماعات المتشددة.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للصحفيين في سيدني اليوم الاثنين إن القرار لن يؤثر على محاربة الإسلاميين المتشددين وإن واشنطن حثت حلفاءها الخليجيين على حل خلافاتهم.

 

وقد يكون للخلاف بين الدوحة وحلفائها المقربين تداعيات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

 

* تداعيات

 

وظهرت التداعيات الاقتصادية للقرارات على الفور إذ أعلنت شركات الاتحاد للطيران وطيران الإمارات وفلاي دبي الإماراتية تعليق جميع رحلاتها الجوية من وإلى الدوحة اعتبارا من صباح الثلاثاء وحتى إشعار آخر.

 

وذكرت الخطوط الجوية القطرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أنها علقت كل الرحلات إلى السعودية.

 

ونزل مؤشر البورصة القطرية 7.5 بالمئة. وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضررا.

 

وهذه الإجراءات أكثر صرامة من إجراءات أخرى اتخذت خلال شقاق دام ثمانية أشهر في 2014 عندما سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة. لكن الأجواء لم تغلق آنذاك ولم يتم طرد القطريين.

 

وتهدد الإجراءات الدبلوماسية مكانة قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة كما ستنظم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وتقدم قطر نفسها منذ سنوات في صورة الوسيط وأحد اللاعبين في الصراعات الكثيرة بالمنطقة.

 

وقال كريستيان أولريخسن وهو خبير في الشؤون الخليجية بمعهد بيكر ومقره واشنطن إن إغلاق الحدود البرية والمجال الجوي لقطر لأي فترة من الوقت “سيثير الفوضى في الجدول الزمني” لكأس العالم.

 

وأضاف “يبدو أن السعوديين والإماراتيين يشعرون بالقوة لتوافق مصالحهم الإقليمية، تجاه إيران والتطرف الإسلامي، مع إدارة ترامب.

 

“قرروا التعامل بالأسلوب البديل مع قطر مفترضين أنهم سيحظون بدعم إدارة (ترامب)”.

 

واستخدمت قطر نفوذها الإعلامي والسياسي لدعم الإسلاميين خلال انتفاضات الربيع العربي في 2011.

 

لكن أحزاب جماعة الإخوان المسلمين المتحالفة مع الدوحة تراجعت في المنطقة خاصة بعد إطاحة الجيش بالرئيس المصري المنتمي للإخوان محمد مرسي عام 2013 عقب احتجاجات حاشدة على حكمه.

 

وتدرج مصر والسعودية والإمارات جماعة الإخوان المسلمين على قائمة للتنظيمات الإرهابية.

 

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن سياسة قطر “تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها”.

 

وقال بيان من وزارة الخارجية المصرية إن مصر قررت أيضا “غلق أجوائها وموانيها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية حرصا على الأمن القومي المصري”.

 

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا قطعت العلاقات مع قطر يوم الاثنين واتهمتها بالتعامل مع جماعة الحوثي المعادية لها والمتحالفة مع إيران.

 

وأضافت الحكومة في بيان أن القرار صدر “بعد اتضاح ممارسات قطر وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية ودعمها للجماعات المتطرفة في اليمن”.

 

وأشارت إلى أن اليمن يدعم قرارا اتخذه التحالف بقيادة السعودية اليوم الاثنين بإنهاء مشاركة قطر فيه.

 

وارتفعت أسعار النفط بعد القرارات ضد قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال وأحد أكبر مصدري المكثفات.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

 

مقاتلان من المعارضة السورية: إسقاط طائرة للجيش السوري شرقي دمشق

بيروت (رويترز) – قال مقاتلان من المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة عسكرية سورية سقطت على بعد نحو 50 كيلومترا شرقي دمشق يوم الاثنين في أراض تسيطر عليها المعارضة قرب جبهة للقتال مع أراض تسيطر عليها الحكومة.

 

وقال سعد الحاج المتحدث باسم جماعة جيش أسود الشرقية المدعوم من الغرب لرويترز إن الجماعة أسقطت طائرة سورية في منطقة تل دكوة بريف دمشق وتبحث عن الطيار. وجماعة أسود الشرقية هي واحدة من الجماعات التي تحارب في صحراء سوريا الجنوبية الشرقية المعروفة باسم البادية.

 

ونشرت مواقع تواصل اجتماعي تابعة للمعارضة على الإنترنت صورا لما بدا أنه رفات الطيار مع صور لحطام طائرة قيل إنها المقاتلة السورية.

 

وذكر مسؤول آخر بالمعارضة المسلحة يدعى سعيد سيف من جماعة الشهيد أحمد العبدو المدعومة من الغرب والتي تنشط في المنطقة أن الطائرة سقطت في منطقة على بعد 15 كيلومترا شرقي بير قصب بين تل دكوة ومطار الضمير.

 

وقال سيف إن مقاتلي المعارضة استهدفوا المقاتلة بمدافع رشاشة ثقيلة مضادة للطائرات وصلتهم في الأسابيع القليلة الماضية من الولايات المتحدة وحلفائها لصد تقدم جديد للحكومة والمسلحين المدعومين من إيران في جنوب شرق سوريا.

 

ولم يتسن الوصول للجيش السوري للتعقيب.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعة من المعارضة المسلحة أسقطت الطائرة في المنطقة وإنه ليس من المعروف إن كان الطيار حيا أم ميتا.

 

ولم يتسن لرويترز أن تتحقق من التقارير عن الطائرة من مصدر مستقل.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى