أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 05 كانون الثاني 2015

 

الخوجة رئيساً للائتلاف السوري ومنح الحكومة الموقتة الثقة

المصدر: (“النهار”، و ص ف، رويترز، أ ش أ)

انتخبت الهيئة العامة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، بعد اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في مدينة اسطنبول التركية، الدكتور خالد الخوجة رئيساً للائتلاف ، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته هادي البحرة.

وحصل الخوجة على 56 صوتاً، متقدماً منافسه نصر الحريري الأمين العام السابق للائتلاف الذي حصل على 50 صوتاً. وفي التصويت لاختيار الأمين العام للائتلاف، حل يحيى المكتبي في المركز الأول بـ 54 صوتاً، متقدماً منافسه جواد أبو حطب (51 صوتاً). وفاز كل من هشام مروة (56 صوتاً ) و نغم غادري ( 5 صوتاً) في انتخابات نائبي الرئيس.

كذلك استكملت الهيئة العامة للائتلاف انتخابات الحكومة السورية الموقتة، ومنحت حكومة أحمد طعمة الثقة.

وتم ذلك خلال الاجتماعات المتواصلة للائتلاف الوطني في اسطنبول، حيث تتزايد المؤشرات لموقف سلبي للائتلاف من حضور محادثات موسكو المقررة في 26 كانون الثاني الجاري.

وتنصب اعتراضات الائتلاف على آلية الدعوة التي اعتمدتها موسكو، إلى تلميحها لاستبعاد مصير الرئيس بشار الأسد من النقاش.

وقال الائتلاف في صفحته بموقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي إن “الهيئة التي عقدت اجتماعها في إسطنبول ناقشت على مدار الأيام الثلاثة الاخيرة، آخر التطورات الميدانية والسياسية على الجبهات السورية، ولا سيما منها المبادرة الروسية وخطة المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميتسورا، إضافة لعرض نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف لكل من القاهرة والرياض. فيما ناقش أعضاء الائتلاف أيضا، النظام الأساسي للائتلاف والأسس والقوانين الناظمة التي تحكم العلاقة بين مؤسساته”.

وفي دمشق، بث التلفزيون السوري أن الرئيس بشار الأسد صلى في مسجد بدمشق في أحدث ظهور علني له في مناسبات عدة اخيراً.

وأظهرت المشاهد التي أوردها التلفزيون الأسد ينضم إلى المصلين في جامع الأفرم للاحتفال بالمولد النبوي. وكان يرتدي حلة داكنة وجلس في الصف الأمامي. كما أظهرت المشاهد الأسد وهو يصافح رجال الدين ومصلين آخرين ويعانقهم في المسجد عقب الصلاة. وافادت تقارير إعلامية سورية أن الأسد صلى في المسجد نفسه خلال الاحتفال بالمولد النبوي العام الماضي.

ولم يظهر الأسد علانية إلا بين الحين والآخر منذ الانتفاضة التي نشبت في سوريا عام 2011 وتحولت بعد ذلك إلى حرب أهلية.

لكنه ظهر اخيراً أكثر من مرة منها في 31 كانون الأول حين تحدثت أنباء عن زيارته قوات سورية في حي جوبر شمال شرق دمشق والتي قيل إنها استهدفت رفع الروح المعنوية للجنود في السنة الجديدة.

في غضون ذلك، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن مقاتلين من “جيش الاسلام” اشتبكوا مع أفراد من “جيش الامة” في مدينة دوما، موضحاً أن المعركة أودت بعدد من المقاتلين، وأن جماعة “جيش الاسلام” اعتقلت عدداً من قياديي الجماعة الاخرى

الى ذلك، أفادت مصادر أمنية إن مقاتلي “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” اشتبكوا مع “حزب الله ” والجيش السوري النظامي على الحدود السورية – اللبنانية السبت ، مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

 

موسكو تتمسك بشروطها للحوار السوري

لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

ابلغت الخارجية الروسية معارضين سوريين تمسكها بشروطها لعقد «موسكو -١» حتى لو حضر عشرة اشخاص اللقاء التشاوري بين ٢٦ و٢٩ الشهر الجاري الذي دعي اليه ٣١ معارضاً بصفتهم الشخصية للقاء ممثلين عن الحكومة السورية والتمهيد لـ «جنيف – ٣»، في وقت احتدم الصراع على رئاسة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بين كتلتين وحلفائهما الاقليميين. (المزيد).

 

وقال قيادي معارض لـ «الحياة» امس ان الخارجية الروسية تنوي عقد الحوار السوري «بمن حضر» حتى لو اعتذر عن عدم المشاركة عدد من قادة التنظيمات الرئيسية في خارج سورية وداخلها، موضحاً انها وجهت دعوات خطية الى ٣١ شخصية معارضة بينهم ١٥ من الداخل بحيث يكون «لقاءً تشاوريا وتمهيديا غير رسمي وغير ملزم وان تقتصر مهمته على كسر احتكار الائتلاف للمعارضة» كما حصل في مفاوضات جنيف بداية العام الماضي ذلك تمهيداً لاستئناف مفاوضات جنيف.

 

واشار القيادي الى ان موسكو لم تستجب طلب رئيس «الائتلاف» هادي البحرة والمنسق العام لـ «هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم ان تكون الدعوات للتنظيمين ورفع حصة «الهيئة» من ٤ الى ١٠ مقاعد واعتبار بعض المدعويين باسم المعارضة «ضمن وفد النظام»، مضيفا: «لو حضر عشرة اشخاص فان لقاء موسكو سيعقد لانه تشاوري وتمهيدي ولن يحصل فيه تصويت او اتخاذ قرارات كبرى او تفاهمات سياسية». وبحسب القيادي، فان «موسكو -١»، سيعقد على طاولة مستديرة يدير اللقاءات فيه مسؤول روسي، على ان يلتقي وزير الخارجية سيرغي لافروف قادة المعارضة ووفد الحكومة.

 

وكانت الهيئة العامة لـ «الائتلاف» بدأت اول امس اجتماعها في اسطنبول بحضور ١١٢ عضواً لمناقشة خطة المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال بدءاً من حلب شمالاً و»موسكو -١» وانتخاب الهيئة الرئاسية. وبدا واضحاً وجود كتلتين، تضم الأولى «التجمع الديموقراطي» برئاسة ميشال كيلو وتضم حوالي ٥٤ صوتاً من «الإخوان المسلمين» و «المجلس الأعلى لقيادة الثوري» والحراك الثوري والمستقلين وكتلة المجلس العسكري، فيما تضم الثانية «اتحاد الديموقراطيين» وحوالي ٥٦ صوتاً برئاسة البحرة، والمجلس الوطني الكردي والمجالس المحلية.

 

ميدانياً، بسط «جيش الإسلام» مدعوماً بفصائل مسلحة معارضة سيطرته على مدينة دوما معقل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق بعد اعتقاله قادة تتظيم «جيش الأمة» في ريف العاصمة، بالتزامن مع غارات شنها الطيران السوري على مناطق في مدينة دوما «ما أسفر عن سقوط جرحى بين صفوف المدنيين». وتحدث بعض المعارضين عن سقوط مقاتلين في ريف دمشق. واشار «المرصد السوري لحقوق الانسان» الى استمرار المواجهات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي جوبر المجاور شرق دمشق.

 

وفي القلمون شمال دمشق وقرب حدود لبنان، قال «المرصد» امس انه «ارتفع عدد القتلى إلى 12 هم 5 من عناصر حزب الله اللبناني و7 من عناصر قوات النظام الذين قضوا في اشتباكات مع جبهة النصرة في جرود فليطة»، مشيراً الى «انباء مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف جبهة النصرة». وقالت «الهيئة العامة للثورة» ان مقاتلي المعارضة سيطروا على حاجز المسرب في فليطة».

 

الى ذلك، قال نشطاء معارضون ان «طائرة تابعة لقوات النظام هبطت امس في مطار القامشلي تحمل على متنها عناصر من حزب الله اللبناني، وتم نقلهم إلى الفوج 123 كوكب، وقام بحمايتهم رتل تابع للوحدات الكردية في المدينة، ليكون الفوج مقرا جديدا لتجمع قوات حزب الله اللبناني في القامشلي».

 

المعارضة السورية تتمسك بـ «الحكومة الانتقالية»

لندن – إبراهيم حميدي

 

واصل «الائتلاف الوطني السوري» اجتماعاته في إسطنبول أمس، وأعلن أنه استمع إلى البرامج الانتخابية للمرشحين لرئاسته خلفاً لهادي البحرة، على أن تجري الانتخابات اليوم الأحد لاختيار الرئيس الجديد، لكنه لم يعلن أياً من أسماء المتنافسين. واتفق معظم التكتلات المعارضة على «خريطة طريق لإنقاذ سورية» من خلال تشكيل مؤسسات انتقالية، بينها «حكومة انتقالية» تتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوز\راء في الدستور الحالي و «مجلس عسكري» مناصفة بين الطرفين. (المزيد)

 

واعتبرت المعارضة أن الاتفاق الذي توصل إليه معظم التكتلات السياسية وبعض الفصائل العسكرية على خريطة الطريق، يجب أن يكون مرجعاً في الحوار الذي سيجري مع وفد النظام في «موسكو -١» بين ٢٦ و٢٩ كانون الثاني (يناير) الجاري. ولا تتضمن الخريطة إشارة إلى مصير الرئيس بشار الأسد، كما اشترطت ألا تتجاوز فترة المفاوضات ثلاثة أشهر، وأن تعكس تفاهماً دولياً- إقليمياً يترجم بقرار دولي تحت الفصل السادس يتضمن نشر مراقبين.

 

وتقترح الوثيقة، التي حصلت «الحياة» على نصها، تشكيل مؤسسات انتقالية بينها «حكومة انتقالية» تتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في الدستور الحالي و «مجلس عسكري» مناصفة بين الطرفين، لإعادة هيكلة أجهزة الأمن ودمج المنشقين في الجيش النظامي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، إضافة إلى مبادئ دستورية تعترف بـ «المكون الكردي» ولامركزية إدارية. وقال منذر خدام الناطق باسم «هيئة التنسيق» لـ «الحياة»، إن الأطراف التي وافقت على مسودة «خريطة الطريق» تشمل «الهيئة» بأحزابها الـ ١٢، و «تجمع الوطنيين الأحرار» الذي يضم 23 فصيلاً سياسياً وعسكرياً، و «اتحاد الديموقراطيين»، و «الائتلاف الوطني السوري»، و «جبهة التغيير والتحرير»، وأحزاب الإدارة الذاتية التي أسسها «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بمشاركة ١١ حزباً، و «مجموعة قرطبة» التي أسست تكتلاً سياسياً قبل أيام. وبين الفصائل العسكرية الموقعة على الوثيقة، بحسب خدام، كل من «لواء الحق في الغوطة الغربية» و «سرايا الساحل» و «لواء فرسان التحرير في اريحا» و «كتائب الفاروق» برئاسة العقيد الركن هيثم إدريس و «غرفة عمليات القلمون» برئاسة العميد يحيى زهرة. وأشار خدام إلى أنه تم تشكيل لجنتين للتحضير للقاء المعارضة في القاهرة يومي ٢١ و٢٢ من الشهر الجاري.

 

في غضون ذلك، أعلن «الائتلاف» أن هيئته العامة واصلت أمس ولليوم الثاني، اجتماعاتها في إسطنبول وعلى جدول أعمالها «مناقشة ملفات الائتلاف الداخلية، ومنها النظام الأساسي والمالي… كما سيبحث أعضاء الهيئة العامة وضع وحدة تنسيق الدعم، إضافة الى الاستماع إلى البرامج الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية ومناقشتها، وذلك قبل يوم من إجراء الانتخابات غداً (اليوم الأحد)». ومن المقرر أن يختار «الائتلاف» اليوم رئيساً جديداً خلفاً للرئيس الحالي هادي البحرة، وكذلك اختيار هيئة رئاسية جديدة من أمين عام خلفاً للأمين العام الحالي نصر الحريري، ونواب رئيس جدد، كما سينتخب هيئة سياسية جديدة.

 

ووزع «الائتلاف» أمس تصريحاً لأمينه العام نصر الحريري رحّب فيه بإعلان مجموعات معارضة تأسيس «الجيش الأول» في الجبهة الجنوبية (درعا والقنيطرة) وتوحيد صفوف جماعات أخرى في القلمون على الحدود مع لبنان، وقال إن ذلك يُعتبر «خطوة واعية وقادرة على إرغام غطرسة الأسد على الخضوع للحل السياسي، سيما وأنّ واقع المجريات في سورية أثبت أنّ القوة على الأرض هي المتحكم الأقوى بمفردات مفاوضات الحل السياسي». واعتبر الحريري أن «الجيش الأول» هو «نواة حقيقية لمأسسة العمل العسكري في سورية وأحد أهم الدلائل على نجاح الثوار في الانتقال بالكتائب والألوية العسكرية من حالة التشرذم والضياع إلى مرحلة التنظيم والهيكلة والمأسسة العسكرية».

 

ميدانياً، تواصلت المعارك في حي جوبر شرق دمشق، وفيما أعلن النظام تحقيق تقدم فيه، قال ناشطون إن المعارضة استعادت موقعاً كانت القوات النظامية قد سيطرت عليه قبل فترة. وجاء ذلك في وقت برز توتر بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية على خلفية اغتيال زعيمين من زعماء الكتائب الإسلامية، فيما حذّرت جماعة مسلحة من محاولات «الحرس الثوري» الإيراني السيطرة على ريف حمص الشمالي وتجنيد عشائر سنّية للقتال ضد المعارضة.

 

«الإرهاب الجيّد» في سورية والعراق: القرارات الدولية نظرت إلى نصف المشهد

أنقرة – علي حسين باكير

احتلت ظاهرة «المقاتلين الأجانب» خلال العام حيّزاً مهماً من الانشغال الدولي بها وأخطار تفاقم هذه الظاهرة وانعكاساتها المستقبلية على المستوى الإقليمي والدولي. وللمرة الأوّلى يتم تخصيص قرارات دولية لمواجهة هذه الظاهرة، إذ ضغطت واشنطن قبل إطلاقها للحملة الدولية التي تشنّ منذ أشهر عدّة ضد تنظيم الدولة «داعش» باتجاه اتخاذ قرارات أممية في مجلس الأمن، فكان قرار مجلس الأمن الرقم (2170) المتخذ في الجلسة 7242 بتاريخ 15 آب (أغسطس) 2014 وقرار مجلس الأمن الرقم (2178) في الجلسة 7272 بتاريخ 24 أيلول (سبتمبر) 2014. وقد صدر القراران تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يتضمن جواز استخدام القوّة ضد الأطراف التي صدر القرار بحقها وفق المادة 42 من الفصل السابع.

 

القرار (2170) طويل وفيه الكثير من التفاصيل، لكن المدقق فيه سيلاحظ أنّه احتكر صفة «المقاتل الأجنبي»، لأولئك الذين انضموا من الخارج إلى ثلاثة أطراف فقط هي: تنظيم الدولة «داعش» الذي كان معروفاً آنذاك باسم تنظيم الـــدولة في العراق والشام، و «جبهة النصرة»، وتنظــيم «القاعدة»، إضافة إلى أي جماعة ترتبط في شكل مطلق بتنظم «القاعدة»، معــتبراً أن تدفقاً لمقاتلين أجانب إلى هذه التنظيمات أجج النزاع وساهم في إشاعة التطرف العنيف، ومطالباً هذه الكيانات الثلاثة بالكف فوراً عن كل أشكال العنف وأعمال الإرهاب ونزع سلاحها وتسريح قواتها فوراً، إضافة إلى مطالبته لجميع الإرهابيين الأجانب المرتبطين بهذه الكيانات بالانسحاب فوراً.

 

أمّا القرار (2178)، فإنه يسمي أيضاً بالاسم التنظيمات الثلاثة السابقة الذكر، لكنه في المقابل يتضمن تعريفاً واضحاً لماهية «المقاتل الأجنبي»، إذ يقول القرار عن المقاتلين الأجانب: «أي الأفراد الذين يسافرون إلى دولة غير التي يقيمون فيها أو يحملون جنسيتها بغرض ارتكاب أعمال إرهابية أو تدبيرها أو الإعداد لها أو المشاركة فيها أو توفير تدريب على الأعمال الإرهابية أو تلقي ذلك التدريب بما في ذلك في سياق النزاعات المسلحة». كما يطالب القرار المقاتلين الإرهابيين الأجانب بنزع أسلحتهم والتوقف عن جميع الأعمال الإرهابية والمشاركة في القتال في أي نزاع مسلح.

 

هذان القراران يتجاهلان ثلاثة عناصر أساسية تتعلق بالإرهاب في سورية والعراق:

 

العنصر الأول: أنّ هذا الإرهاب هو نتيجة لاستخدام العنف من جانب أنظمة استخدمت الإرهاب ضد المواطنين العزّل، بالتالي فإن قرارات كهذه تتعامل مع النتيجة وليس مع السبب.

 

العنصر الثاني: أن التطرف والتحول في شكل الصراع جاء نتيجةً لتدخل المقاتلين الأجانب الشيعة، وقد حذر الكثير من التقارير، لا سيما في بداية اندلاع الثورة السورية وفي عام 2012، من أن تدخل عناصر شيعية تابعة لإيران مباشرة أو لأذرعها في المنطقة كـ «حزب الله» وكتائب أبو الفضل العباس سيخلق حرباً طائفية ويحول شكل الصراع ويغذي التطرف.

 

العنصر الثالث: أنّ التعريف الذي أطلقه قرار مجلس الأمن (2178) على مصطلح «المقاتلون الأجانب» يتجاوز التنظيمات الثلاثة المذكورة في القرار وينطبق تماماً على التنظيميات الشيعية.

 

الاستنتاج الذي نخرج به من قراءة كهذه يفيد بأنّ هذه القرارات مفصّلة على مقاس جماعة معيّنة، بالتالي لا تهدف إلى معالجة المشكلة الحقيقية، فضلاً عن موضوع تدفق المقاتلين الأجانب. ومن الواضح أنّ هذه القرارات شكّلت أساس الخطاب السياسي للمسؤولين الأمميين وحتى السياسيين في الدول المعنيّة بالملف السوري والعراقي، لأنك عندما تجلس مع هؤلاء المسؤولين تستطيع أن ترى أن فهمهم عن «المقاتلين الأجانب» يكاد ينحصر تماماً بهذه الكيانات الثلاثة، وأنّ مكافحة الإرهاب بالنسبة لهم هو مكافحة هذه التنظيمات فقط!

 

إن مثل هذا التعامل الانتقائي و «الأعور» إن صح التعبير، ينسف مفهوم الحل من أساسه ويعقد المشكلة بل ويزيدها. على سبيل المثل كان «المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب» قد أصدر خلال اجتماع عقد بين وزير خارجية الولايات المتحدة ووزير خارجية جمهورية تركيا في أيلول (سبتمبر) الماضي ولأول مرة على الإطلاق (لائحة «الممارسات الحسنة» لرد أكثر فاعلية على ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب). وتتضمن هذه اللائحة 19 ممارسة حسنة تتوزع على محاور: كشف التطرف العنيف والتدخل ضده، منع وكشف والتدخل ضد تجنيد المقاتلين، كشف سفرهم، الكشف والاعتراض عند العودة.

 

ووفقاً لهذه اللائحة فقد ورد في البند الرقم (5): «يجب أن تتحاشى برامج مكافحة التطرف العنيف وأن تسعى للحيلولة دون ربط المقاتلين الإرهابيين الأجانب أو التطرف العنيف بأي دين أو ثقافة أو جماعة إثنية أو جنسية أو عرق، بخاصة أنّ هناك احتمالاً قوياً لحدوث مثل ذلك الربط في ما يتعلق بالدين. إن مثل تلك الأساليب المتحيزة في التعامل مع التطرف العنيف ستقيد وجهات نظر أولئك المسؤولين عن وضع مبادرات مكافحة التطرف العنيف، ويمكن أن تسبب النفور لأفراد المجتمع المحلي الذين تعتبر تعاونهم مهماً في إنجاح مثل هذه الجهود، كما يمكن استخدامها من جانب المجموعات الإرهابية المتطرفة كدعاية لتقويض هذه الجهود».

 

الفقرة الأخيرة غاية في الأهمية وتجسد لب الموضوع ولا يبدو أنّ المسؤولين الدوليين في صدد فهمها، ويدعم ذلك ما نُشر أخيراً على سبيل المثل حول المبعوث الأممي دي مستورا، حيث اعتبر الأخير خلال لقائه بعدد من مسؤولين رفيعي المستوى أنّ «الميليشيات الشيعية المقاتلة في سورية ليست من مقاتلين أجانب على اعتبار أنّ النظام طلبهم»!، وهو ما يعطي انطباعاً لدى المستمع بأنّ معيار تصنيف «المقاتل الأجنبي» يرتبط بطلب السلطات له أو عدم طلبها له! علماً أنه وحتى في حال افترضنا جدلاً صحّة هذا المعيار، فإنه لا يصح في حالة الأسد الذي لا يسيطر إلا على جزء بسيط من البلاد (حوالى الثلث وفق آخر التقديرات) لكونه نظاماً غير شرعي ومتورط في مقتل مئات الآلاف من المدنيين.

 

ولا يسري هذا الفهم المجتزأ لمصطلح «المقاتلين الأجانب» على هذه الشريحة الرسمية فقط، بل هناك على ما يبدو من يحاول أن يكرّس هذا الفهم الخاطئ في المجال العام. والمفاجأة أنّ هذه الجهود تأتي من الجانب الأميركي أخيراً، فعلى سبيل المثل انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الرسوم المعلوماتية (إنفوغراف) عن المقاتلين الأجانب، ربما أشهرها على الإطلاق تلك التي تتضمن رسماً للكرة الأرضية وعليه خطوط من البلدان التي يأتي منها مقاتلون أجانب للذهاب إلى سورية مع أعداد مرتبطة بكل بلد.

 

لاقت هذا الرسم رواجاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتنماعي ونشرت أيضاً في عدد من الصحف الأجنبية المعروفة كـ «واشنطن بوست». اللافت للانتباه أنّ البلدان والأعداد تتحدث على ما يبدو فقط عن المقاتلين الأجانب من مذهب معيّن. فعلى سبيل المثل، لا يوجد في الخريطة إشارة على الإطلاق إلى أي مقاتلين أجانب من إيران، أما العراق فالرقم هو 247، وأما لبنان فالرقم مثلاً هو 890.

 

لا شك في أنّ مثل هذا الأمر يعد مثيراً للاهتمام على اعتبار أنّه من المعروف والموثق وجود ميليشيات إيرانية في سورية، وأنّ عدد الميليشيات العراقية التابعة لإيران أيضاً يفوق بكثير هذا الرقم، وأنّ أعداد عناصر «حزب الله» التي دخلت من لبنان إلى سورية بالآلاف، فكيف ولماذا يتجاهل الرسم ذلك؟ عند البحث عن المصدر الأساسي للصورة، لوحظ أنّ مصدرها هو مجموعة أميركية يديرها عميل سابق في الاستخبارات المركزية الأميركية من أصل لبناني.

 

من الواضح أنّ هناك تجاهلاً لحقيقة وجود مقاتلين أجانب تابعين لإيران في سورية والعراق كانوا وما زالوا السبب الأساسي والرئيسي لصناعة بيئة مثالية لإنتاج الإرهابيين وتوليد رد الفعل الإرهابي واجتذاب المقاتلين من الخارج.

 

في سورية وحدها، يحصي تقرير مهم جداً صدر قبل أشهر عدّة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان 13 ميليشيا شيعيّة عراقيّة تقاتل في سورية لعل أبرزها كتائب «حزب الله» ولواء أبو الفضل العباس ولواء كفيل زينب، وكتائب سيد الشهداء وفيلق الوعد الصادق ولواء الإمام الحسين وغيرها ممن يبلغ تعداد مقاتليها بالآلاف، علماً أنّ العدد 13 لم يشمل كل الميليشيات الشيعية المقاتلة في سورية إذا ما أخذنا في الاعتبار أن تقارير أخرى أوردت أسماء بعض المجموعات الشيعية المقاتلة التي لم ترد في تقرير الشبكة السورية. هؤلاء مسؤولون عن جرائم ومجازر ارتكبت بحق الشعب السوري وتمّ توثيقها بالصور والأسماء والفيديو.

 

هذه الجماعات ومقاتلوها لا يخفون أنفسهم، بل يفتخرون بما يقومون به. من يجنّدهم معروف ومن يموّلهم معروف ومن يسلحّهم ويدرّبهم ويرسلهم للقيام بمهام إرهابية معروف، وعلى رغم خرقهم لوائح طويلة من العقوبات المفروضة على سورية، وعلى رغم أنّ عدداً كبيراً منهم أيضاً تابع للحرس الثوري الإيراني الذي تطاوله وقياداته سلسلة عقوبات دولية، إلا أنّ هناك تجاهلاً دولياً لهم كأنهم غير موجودين أصلاً.

 

ويعتبر آية الله علي الخامنئي والدائرة المحيطة به من رجال الدين من أهم الذين حضّوا على القتال.

 

أمّا في الجانب العراقي، فيعتبر آية الله قاسم الطائي من أبرز رجال الدين العراقيين الذين دعوا إلى تجنيد المقاتلين في صفوف الميلشيات الشيعية للقتال في سورية، إضافة إلى محمد اليعقوبي وصادق الحسيني الشيرازي، حتى أنّ بعضهم لم يخفِ علناً أنّ الموضوع لا يتعلق بحماية الأضرحة والمزارات، داعياً الشيعة إلى مقاتلة الكفّار… كالمرجع كاظم الحسيني الحائري المقيم في قم الذي أكّد ذلك في فتواه. وقد وردت أسماء أخرى عدة لأشهر المراجع والمشايخ الشيعة الذين كانوا يدعون إلى القتال في سورية ويحشدون المتطوعين الشيعة، وينظمون المقاتلين للقتال إلى جانب النظام السوري، ومنهم: قيس الخزعلي، وعلاء الكعبي والشيخ إبراهيم داوية والشيخ محمود العداي والشيخ عادل الجبوري وأبو علاء النجفي وغيرهم الكثير.

 

أما في العراق، فالجماعات التابعة للمحور الإيراني لا تكاد تعد ولا تحصى، حتى إن فيليب سميث المختص بالحركات الشيعية ذكر في مقال نشر أخيراً في «فورين بوليسي» تحت عنوان «كل رجال آية الله»، أن عددهم يفوق الـ50، وهؤلاء ارتكبوا فظائع قبل ظهور تنظيم «داعش» وبعده، ولا تقل عنه بشاعة أيضاً بما في ذلك الاغتصاب وقطع الرؤوس والحناجر وحرق المعتقلين والجثث وتفجير منازل المواطنين بعد نهبها وإهانة الرموز والشخصيات التاريخية للمسلمين واختطاف وقتل المختطفين من السنّة على رغم دفع الفدية التي يطالبون بها وقتل الأطفال.

 

وقد تحدّث تقرير مفصّل لمنظمة العفو الدولية نشر في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن جرائم الميليشيات العراقية، ولعل أكثرها تطرفاً كتائب حزب الله العراق وتأسس بمساعدة «حزب الله» اللبناني عام 2007، وعصائب أهل الحق وكتائب بدر وجيش المهدي والحشد الشعبي وغيرها، وبعضها كحركة النجباء نشر أخيراً صوراً عن تسييرهم طائرات من دون طيار في العراق! ميليشـــيات تســـير طـائرات من دون طيار في دولة لها جيش وحكومة واعترف رئيس وزرائها بوجود 50 ألف جندي في قائمة المجندين، ولكن غير الوجودين فعلياً، وغالباً ما كانوا يمثلون مثل هذه الميليشيات حيث تدفع الرواتب وتعطى الأسلحة لهم ويقاتلون في مكان آخر.

 

الغريب أنّه لم يتم تجاهل مثل هذه الجماعات من جانب المجتمع الدولي فقط، بل إنّ الولايات المتّحدة تعمل معها اليوم في العراق ضد تنتظيم الدولة «داعـــش».

 

وعلى رغم الإنكار العلني للإدارة الأمــيركية، إلا أنّ الوقائع أثبتت ذلك كما حصل في معركة إمــرلي في العــــراق مثلاً، كما أنّ عدداً كبيراً من الخبراء الأمــيركيين يدرك ذلك ومنه مَن أدلى بشهـــــادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مؤكداً أن الولايات المتحدة أصبحت عملياً تعمل مع مثل هذه الجماعات وبعضها مدرج على لائحة الإرهاب الأميركية نفسها!

 

باختصار ما يجري الآن سيؤدي إلى نتائج كارثية في ما بعد، ولن تنحصر تداعيات ذلك بالتأكيد في المحيط الإقليمي، بل قد تتعداه على الأرجح إلى ما هو أبعد، إذ لطالما كانت سياسة الكيل بمكاييل متعددة سبباً في تعميق الأزمات التي تواجه المنطقة منذ عقود. بالنسبة للغرب، فإن الرسالة التي قد يفهمها كثيرون في المنطقة هي أنّ هناك إرهاباً سيئاً وإرهاباً جيداً في سورية والعراق!

 

خالد خوجة رئيسًا للائتلاف ورفض مبادرة موسكو

انتخاب هيئة سياسية للائتلاف من دون مفاجآت

بهية مارديني

أنهت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض أعمالها اليوم إثر انتخاب رئيس ونواب للرئيس وأمين عام وهيئة سياسية جديدة، وبعدما حددت مواقفها من المبادرات المطروحة حاليًا، حيث رفضت مبادرة موسكو والاجتماع المرتقب في روسيا في نهاية الشهر الجاري، فيما نظرت إلى مبادرة الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا بترقب مطالبة بالمزيد من الإيضاحات.

 

بهية مارديني: انتخب الدكتور خالد خوجة رئيسًا للائتلاف الوطني السوري المعارض مساء أمس بديلًا من هادي البحرة، الذي أنهى فترة رئاسته، وتنافس خوجه مع الدكتور نصر الحريري الأمين العام نحو الرئاسة.

 

وقال الحريري لـ”إيلاف”: “هيّأت نفسي لتحمّل المسؤولية، لكنّ قدّر الله أن يكون الصديق العزيز خالد خوجة بعد الاحتكام لصناديق الاقتراع، هو الرجل المختار لقيادة المرحلة المقبلة في عمر الثورة السورية، والذي نحسبه أهلًا لذلك؛ كيف لا، وهو من قدّم إلى الثورة ما قدّم، منذ بداية انطلاقتها حتى الآن”.

 

استكمالًا للثورة

وهنّأ الحريري “خالد خوجة على منصبه الجديد”، وقال “ندعو الله أن يكون له عونًا في تحمّل المسؤولية وقيادة سفينة الثورة التي تصطدم بآلاف الأمواج الدولية المتلاطمة وخاصة في هذه المرحلة الحرجة من عمر الثورة”.

 

وصباح اليوم، وبعد إعادة انتخابات الأمانة العامة للائتلاف، فاز يحيى مكتبي بهذا المنصب، وهشام مروة ونغم الغادري بمنصب نائب الرئيس، كما انتخبت الهيئة العامة للائتلاف هيئة سياسية جديدة من دون مفاجآت في النتائج، إذ ضمت نذير الحكيم وأحمد رمضان وهادي البحرة وبدر جاموس وفادي إبراهيم و حسان الهاشمي وأكرم عساف وآخرين.

 

وعلمت “إيلاف” أن الهيئة العامة للائتلاف رفضت مبادرة موسكو والاجتماع المرتقب في روسيا في نهاية الشهر الجاري وشخصنة الدعوات، ورفض أي شروط قبل الاجتماع، فيما نظرت إلى مبادرة ديمستورا الموفد الأممي بكثير من الترقب وسط المطالبة بإيضاحات. ومن المنتظر أن يعقد الرئيس الجديد للائتلاف خالد خوجه مؤتمرًا صحافيًا، فيما سيصدر الائتلاف بيانًا لموقفه السياسي من موسكو.

 

خوجة الرئيس الجديد للائتلاف نجح بـ 56 صوتًا من أصل 109 اعضاء انتخبوا في اجتماعات الائتلاف، وهو أحد أعضاء المجلس الوطني السوري، وهو عضو في الكتلة التركمانية في الائتلاف، طبيب من مواليد العام 1965 (دمشق)، قضى 29 عامًا في المنفى، ويقيم الآن في تركيا، كان ضمن مجموعة الـ “40” التي تقدمت باستقالتها من الائتلاف ثم تراجعت.

 

سجل نضالي

سجن والد خوجة الدكتور صالح 14 عامًا لرفضه تأييد حافظ الأسد، وسجنت والدته لمدة 5 سنوات، وعندما بلغ الخامسة عشرة سجن خوجة لمدة عامين، وقضى منهما عامًا في مقر المخابرات في دمشق قبل أن يخرج من سوريا إلى ليبيا ثم تركيا، بحسب معلومات “إيلاف”.

 

وكانت الهيئة العامة للائتلاف بدأت مساء الأحد الماضي عملية انتخاب هيئة رئاسية جديدة للائتلاف الوطني، بعدما استمعت أمس لبرامج المرشحين الانتخابية، وانحصر التنافس على رئاسة الائتلاف ما بين الأمين الحالي للائتلاف نصر الحريري والدكتور خالد الخوجة سفير الائتلاف في تركيا. خوجة سيشغل المنصب لمدة عام، بعد التعديل الذي جرى على النظام الداخلي للائتلاف في الاجتماع الماضي، لتصبح فترة الرئيس منذ هذه الدورة سنة كاملة.

 

هذا وانتخبت الهيئة العامة للائتلاف نادر عثمان نائبًا لأحمد طعمة رئيس الحكومة الموقتة، وعبد الزراق الحسين وزيرًا للعدل، وسماح هدايا وزيرة للثقافة. وحصل نادر عثمان على 81 صوتاً في الانتخابات، بينما حصل عبد الرزاق الحسين على 67 صوتاً، وسماح هدايا على 65 صوتاً.

 

إلغاء تصويت

وكان رئيس الائتلاف الوطني السابق هادي البحرة أصدر قرارًا ألغى بموجبه نتائج التصويت التي حصلت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 على التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة الموقتة لأعضاء الائتلاف، وسط مقاطعة عدد كبير من الأعضاء لعملية التصويت.

 

ونص قرار البحرة على إحالة الطعون المقدمة من بعض أعضاء الائتلاف حول انتخابات رئيس الحكومة إلى لجنة تحقيق مستقلة، و”إلغاء جميع القرارات المتخذة من قبل بعض أعضاء الائتلاف خارج نطاق الشرعية وخلافًا للنظام الأساسي والجلسات المعتمدة في الائتلاف، وإلغاء كل آثارها ونتائجها الإدارية والقانونية”.

 

وأقيمت جلسة للتصويت آنذاك على التشكيلة الوزارية التي اقترحها رئيس الحكومة الموقتة حضرها 60 عضوًا (اثنان منهم صوّتا بأوراق بيضاء)، وغاب عنها 50 عضوًا

(عدد أعضاء الائتلاف 110 أعضاء) إثر خلافات حادة حول التشكيلة المقترحة، وتمثيل كتلة الأركان، والمجلس العسكري..

 

جيش الإسلام” يشتبك مع “جيش الأمة” ويُسيطر على دوما قتلى وجرحى في معارك بين “النصرة” و”حزب الله” في فليطا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن مقاتلين اسلاميين استولوا أمس على مدينة دوما شرق العاصمة السورية دمشق، بعدما طردوا منها جماعة متشددة منافسة أصغر حجما خلال اشتباكات دامية، وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن 15 رجلاً من “حزب الله” قتلوا وان عشرات جرحوا في الهجوم الذي شنته “جبهة النصرة” على حاجز للحزب في جبال القلمون السورية.

 

في أحدث مؤشر لاقتتال الفصائل في الحرب السورية التي قاربت اكمال سنتها الرابعة، قال المرصد الذي يتابع تطورات الحرب الدائرة في سوريا إن مقاتلين من “جيش الاسلام” اشتبكوا مع أفراد من جماعة “جيش الامة” في مدينة دوما، فسقط عدد من المقاتلين، وأن هذا الفصيل اعتقل عدداً من قياديي الفصيل الآخر.

وكان الفصيلان، وهما ضمن مجموعة كبيرة من فصائل المعارضة في الحرب السورية، يقاتلان الجيش السوري، كما كانا يقاتلان للسيطرة على دوما وهي بلدة استراتيجية على احدى الطرق الرئيسية التي تصل العاصمة وحمص الى الشمال.

وأوضح المرصد أن “جيش الاسلام” أقوى في هذه المنطقة، وأنه اشتبك مع سكان مسلحين في دوما في تشرين الثاني من العام الماضي بعدما هاجم هؤلاء مخازن تابعة لتنظيم قريب منه.

وأدى الاقتتال الى اضعاف جماعات تقاتل قوات مؤيدة للحكومة. وتدور أكثر المواجهات في شمال البلاد، فيما تندر نسبيا في الجنوب والعاصمة دمشق.

وتستفيد جماعات اسلامية متشددة من هذا الاقتتال مثل تنظيم “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة “المرتبطة بـ”القاعدة” .

الى ذلك، أفادت مصادر أمنية أن مقاتلي “النصرة” اشتبكوا مع “حزب الله ” والجيش السوري على الحدود السورية- اللبنانية السبت ، مما أدى الى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وقالت ان ثلاثة من مقاتلي “حزب الله” وخمسة جنود سوريين وأكثر من 15 من أفراد “النصرة” قتلوا عندما هاجمت الجيهة قرية فليطا السورية في منطقة جبال القلمون.

وقال المرصد إن قوات “النصرة” هاجمت “حزب الله” والجيش السوري بقذائف الهاون، وان الجيش السوري رد بقصفها في منطقة القلمون.

وتحدثت “الهيئة العامة للثورة السورية” عن مقتل 15 من مقاتلي “حزب الله” وجرح العشرات.

ونقلت عنها قناة “العربية” السعودية التي تبث من دبي إن الجبهة سيطرت على نقطة المسرب في القلمون بعد الهجوم وفرار من بقي من مقاتلي “حزب الله”.

 

كوباني

وفي آخر تطورات كوباني، أعلن المرصد أن تنظيم “الدولة الاسلامية” أطلق ما لا يقل عن 26 أسطوانة متفجرة وقذيفة محلية الصنع على مناطق في المدينة الكردية.

وقال إن طائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شنت غارتين على الأقل على مواقع للتنظيم، مشيرا إلى استمرار تبادل النار والاشتباكات المتقطعة بين المقاتلين الأكراد ومسلحي “الدولة الاسلامية” في محاور وجبهات عدة بمدينة عين العرب.

الى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لـ”حزم” مقتل أربعة من مسلحي الحركة وإصابة ثلاثة آخرين، لدى تصديهم لمحاولات تقدم الجيش السوري على جبهة منطقة المعامل على أطراف مخيم حندرات، بينما قتل ستة من أفراد القوات الحكومية خلال اشتباكات سابقة.

 

الطيار الاردني

وفي الاردن، زار وفد من رؤساء كنائس الاردن السبت عائلة الطيار الاردني معاذ الكساسبة، الذي اسره تنظيم “الدولة الاسلامية” بعد سقوط طائرته الحربية قرب مدينة الرقة في شمال سوريا، للتعبير عن تضامنهم.

وجاء في بيان ان الوفد التقى والد الطيار صافي الكساسبة في ديوان الكساسبة ببلدة عي في محافظة الكرك، على مسافة 118 كيلومتراً جنوب عمان.

ورأس الوفد بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال الذي قال إن “ابنكم البطل هو رمز للصمود في وجه قوى الشر والظلم والظلام والاعتداء على حياة الناس الابرياء”. وأضاف: “فيما نصلي من أجل دوام الامن والاستقرار في الاردن، فاننا نصلي كذلك من أجل عودة الامان والسلام والطمأنينة الى البلدان العربية المجاورة، وخصوصاً في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وجميع منطقة الشرق الاوسط والعالم أجمع”.

 

الأكراد يستعيدون السيطرة على كامل المربع الأمني في عين العرب

بيروت- (أ ف ب): استعاد المقاتلون الاكراد في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا الاثنين السيطرة على كامل المربع الامني الذي يضم مقار الحكومة المحلية ووحدات حماية الشعب، بعد نحو ثلاثة اشهر من سقوطه في ايدي تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال المرصد في بريد الكتروني إن “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقاتل التنظيم الجهادي المتطرف في المدينة منذ نحو أربعة اشهر “سيطرت على كامل المربع الحكومي الامني في عين العرب” التي يسميها الاكراد كوباني.

 

واضاف ان سيطرة المقاتلين الاكراد على كامل المربع الأمني جاءت “عقب اشتباكات بدات قبيل منتصف ليل الاحد الاثنين واستمرت حتى فجر اليوم مع تنظيم الدولة الإسلامية، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين” في جنوب عين العرب.

 

وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي ثلاث ضربات على الاقل استهدفت مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” في المدينة، وسط قصف متقطع من قوات البشمركة الكردية العراقية على مواقع التنظيم في كوباني واطرافها.

 

واسفرت الاشتباكات وفقا للمرصد عن مقتل ما لا يقل عن 14 عنصرا من تنظيم “الدولة الاسلامية”، غالبيتهم من جنسيات غير سورية.

 

وسيطر التنظيم في تشرين الاول/ اكتوبر على المربع الامني قبل ان ينسحب منه قبل نحو عشرة ايام لكن الاكراد لم يدخلوا اليه قبل التاكد من محيطه وتنظيفه من الالغام والمتفجرات.

 

وبدأ التنظيم الجهادي المتطرف في 16 ايلول/ سبتمبر هجوما واسعا على عين العرب، وتمكن خلال اسابيع من الاستيلاء على اكثر من نصف المدينة. الا ان تقدمه توقف في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ثم استعاد المقاتلون الاكراد زمام المبادرة.

 

ولم يعد التنظيم يسيطر حاليا سوى على 20 بالمئة من كوباني، بحسب المرصد.

 

وتبلغ مساحة المدينة التي تحول عدد كبير من احيائها الى ركام، بين ستة وسبعة كلم مربع.

 

وفجر عشرات الانتحاريين من تنظيم “الدولة الاسلامية” انفسهم في مدينة عين العرب، ثالث المدن الكردية السورية، في محاولة للسيطرة عليها بشكل كامل، وبدت على وشك السقوط في تشرين الاول/ اكتوبر، قبل ان يتم تعزيز قوة الاكراد عبر فتح الحدود التركية امام دعم لهم بالسلاح والعناصر.

 

وسقط في معارك كوباني مئات القتلى من الطرفين.

 

المعارضة السورية تتقدم في واحدة من أهم جبهتي حلب

حلب- الأناضول: أحزرت المعارضة السورية المسلحة تقدماً كبيراً على جبهة البريج المحاذية للمدينة الصناعية، التي تشكل مدخل مدينة حلب من الجهة الشمالية الشرقية.

 

وسيطرت الكتائب والفصائل التابعة للجبهة الشامية في الهجوم، الذي شنته على منطقة البربج، ليلة أمس، واستمر حتى صباح الاثنين، على منطقة المجبل وأجزاء واسعة من منطقة المناشر، وتمكنت من اغتنام دبابة ومدفع رشاش عيار 23 ملم، ما صعب إلى حد كبير مهمة قوات النظام التي تحاول حصار مدينة.

 

وأوضح أبو كامل، القيادي في الجبهة الشامية لمراسل الأناضول، أن “السيطرة على المجبل تمت مع بزوغ فجر اليوم، تقدموا بعدها نحو المناشر وسيطروا على أجزاء كبيرة منه”، مشيراً إلى أن “المجبل كان يشكلاً خطراً كبيراً على تحركاتهم لوقوعها على أرض مرتفعة”.

 

وتسمى منطقة المجبل بهذا الاسم بسبب احتوائها على مجبل لمادة الإسفلت، المستخدمة في تعبيد الشوارع، وتتمتع هذه المنطقة بأهمية عسكرية كبيرة، لقربها من حي الانذارات أول أحياء حلب المدينة من الجهة الشمالية الشرقية، أما منطقة المناشر فهي منطقة تابعة للمدينة الصناعية وفيها مناشر الحجر الضخم المستخدم للبناء.

 

وكانت قوات النظام سيطرت على المجبل في الشهر الماضي، ما شكل تهديداً حقيقياً للأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.

 

وتحاول قوات النظام منذ أشهر التقدم على جبهتي البريج وحندرات لضرب حصار على مدينة، إلا أن قوات المعارضة المسلحة تصدت لقوات النظام على الجبهتين، وأفشلت حتى الآن جميع محاولات الحصار. في حين يتحدث ناشطون وقادة عسكريين معارضين عن وجود ميليشيات شيعية إيرانية وأفغانية تقاتل في صفوف قوات النظام، وخاصة في جبهة حندرات.

 

«الائتلاف» يستعدّ لرفض مبادرتي روسيا ودي ميستورا وينتخب خالد خوجا رئيسا

سوريا: قتلى وجرحى في صفوف حزب الله بعد هجوم لـ«جبهة النصرة»

بيروت واسطنبول ـ «القدس العربي» من سعد الياس وجمال إسماعيل: شنت مجموعات تابعة لجبهة النصرة نهاية الاسبوع الفائت هجوماً شاملاً على التلال المحيطة ببلدة فليطا في منطقة القلمون السورية والتي تتمركز فيها وحدات من الجيش السوري.

وأشارت معلومات إلى ان المهاجمين تمكنوا من السيطرة على هذه التلال وكانوا يحاولون التقدم باتجاه البلدة قبل أن تشّن قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله هجوماً مضاداً في محاولة لاستعادة التلال حيث جرت معارك عنيفة وشهدت عمليات كر وفر بين الطرفين.

وأعلنت «النصرة» وعلى حساب «مراسل القلمون» عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن عناصرها اقتحموا نقاط حزب الله والجيش السوري في جرود فليطا، ولفتت إلى أن عناصرها تمكنوا من السيطرة على نقطة المسروب التابعة لحزب الله، وأوردت صورة لمقاتليها من داخل تلك النقطة، وظهرت في الصورة أيضاً جثة لم تعلن الجبهة ما إذا كانت لأحد عناصرها أو لأحد جنود الجيش السوري أو أحد عناصر حزب الله.

وأفيد أن هذه المعارك أسفرت عن سقط 23 قتيلاً بينهم 4 قتلى من حزب الله هم: علي بكري من بلدة صديقين، فضل عباس فقيه من بلدة كفركلا، حمزة عمار من بلدة الطيرة، وهادي نور الدين من بلدة عدوان.

 

الى ذلك انتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مساء الأحد الدكتور خالد خوجا رئيسا له، بحصوله على 56 صوتا، مقابل منافسة الأمين العام السابق، نصر الحريري الذي حصل بدوره على 50 صوتا.

 

وحسب بيان عن المكتب الإعلامي للائتلاف، فقد حصل خوجا على أغلبية نصف + واحد من غالبية أعضاء الهيئة العامة البالغة 109 أعضاء، متفوقا على منافسه، في وقت انتخب فيه هشام مروة نائبا للرئيس بحصوله على 56 صوتا أيضا.

وتتكون الهيئة الرئاسية للائتلاف الوطني من رئيس للائتلاف، وأمين عام، و3 نواب للرئيس من بينهم امرأة، وفي حال عدم تحقيق أغلبية النصف زائد واحد، تكون هناك جولة إعادة يفوز فيها الحاصل على الأكثر من الأصوات.

وبناء على ما سبق ستكون هناك جولة إعادة لانتخاب أمين عام جديد للائتلاف، بعد عدم تحقيق المرشحين للنصاب القانوني من الأصوات، وهما يحيى مكتبي 54 صوتا، وجواد ابو حطب 51 صوتا.

أما في انتخبات نواب الرئيس، فحصل هشام مروة على الأغلبية لوحده، فيما حصل كل من فايز سارة على 48 صوتا، ونغم الغادري على 53 صوتا، وهيفارون شريف على 52 صوتا.

وفي الوقت الذي لم تحدد فيه الهيئة تاريخ الجولة الثانية من الانتخابات، يبقى مقعد نائب الرئيس المخصص للأكراد شاغرا، لأن الكتلة الكردية لم ترشح أحدا في الوقت الحالي، بحسب معلومات بيان الائتلاف.

وكان الدكتور خالد خوجا المحسوب على كتلة المجلس الوطني، يشغل منصب سفير الائتلاف الوطني في تركيا، قبيل أن ينتخب رئيسا للائتلاف.

وانطلقت اجتماعات الدورة 18 للهيئة العامة للائتلاف الجمعة الماضية، واستمرت 3 أيام، وتتضمن جدول الأعمال مناقشة آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، ولا سيما المبادرة الروسية، وخطة المبعوث الدولي “ستيفان دي ميستورا”، بالإضافة لمناقشة نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف إلى كل من القاهرة والرياض.

 

ما لم يفهمه الغرب أن «التنظيم» أقام دولة في ستة أشهر… رجالها يحبون الموت لن تصمد أمامهم قوات المارينز

الموصل تعيش في ظل نظام ديكتاتوري والخوف في الرقة يمنع الناس من السرقة

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» «علينا أن نفهم ان تنظيم الدولة بات دولة الآن» هذا ما قاله الصحافي والسياسي الألماني يورغين تيدنهوفر الذي حصل على إذن لدخول المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية حيث أعجب بالتنظيم وشعر بالرعب من حرص المقاتلين على الموت.

ففي الدولة يتم تجنيد الأطفال في عمر العاشرة ليكونوا جنودا فيها، وكانوا من قبل يحملون رؤوس الرهائن الغربية المدماة، أما الآن فيحملون البنادق ويريدون أن يصبحوا شهداء. ونقل عنه كريستوفر غودوين قوله «أجد هذا مثيرا للحزن».

وكانت رحلته إلى عرين الدولة في سوريا وشمال العراق الشهر الماضي ثمرة لسبعة أشهر من المفاوضات المعقدة التي استمرت سبعة أشهر وبدأت من خلال مراسلات على الفيسبوك.

فهو الخبير في الإسلام شعر بحس من الفضول للبحث أكثر في دوافع الرجال الملتحين المتحمسين الذين أرعبوا الغرب بنشرهم أشرطة فيديو تظهر طقوس ذبح الرهائن الغربيين. ولعل رحلة تودنهوفر لأراضي الدولة هي جزء من مواقفه السياسية فقد كان نائبا عن يمين الوسط ومعارضا لغزو العراق وأفغانستان وكتب عددا من الكتب التي ترجمت للغة العربية وطالب فيها بمحاكمة الساسة البريطانيين والأمريكيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

 

أكره «الدولة»

 

وفي مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» أكد الصحافي الألماني موقفه من الدولة الإسلامية قائلا «أنا ضد داعش وضد أيديولوجيتها ووحشيتها».

ولكنه مع ذلك يعتقد أن الغارات التي قامت بها دول التحالف الدولي بقيادة أمريكا والتي تزيد عن 1.000 غارة لم تكن بذات أثر. وتوقع مقاومة شديدة من مقاتلي التنظيم عندما تبدأ الولايات المتحدة بالتعاون مع القوات العراقية الحملة المنتظرة لاستعادة مدينة الموصل وهي أكبر مدينة خاضعة للتنظيم.

وقال «هم راغبون في أن يرسل أوباما قواتا برية»، و «حتى قوات المارينز أو القوات الخاصة لا يمكنها الصمود في حرب مدن وعصابات أمام هؤلاء المقاتلين».

وهم «يحملون أحزمة ناسفة وعندما يشعرون بالحصار يسحبون زناد الحزام ويفجرون أنفسهم ويأخذون معهم 30 جنديا، فهم مستعدون للموت وهو ما يجعلهم أقوياء».

 

إذن من «الخليفة»

 

وكان تودنهوفر قد حصل على إذن للسفر إلى أراضي الدولة الإسلامية من أبو بكر البغدادي نفسه الذي قال إنه يريد توسيع حدود خلافته من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا ومنه يريد الزحف نحو روما.

ويبدو هذا الكلام كلام مخرفين لكن تودنهوفر يخشى من سوء تقدير الغرب للمقاتلين المتزيين بالزي الأسود.

فما لم «يفهمه الغرب بشكل مناسب أن الدولة أنشأ دولة». فـ «السيارات تحمل لوحة الدولة والشرطة يضعون شارتها على ملابسهم بل وهناك نظام خدمة اجتماعية للفقراء، فقد بنوا دولة في ستة أشهر فقط».

وسافر تودنهوفر مع ولده، 31 عاما، حيث كان يحرسهم ليلا نهارا جهاديو ألمانيا والذين رافقوهم أثناء تجوالهم في أراضي الدولة الإسلامية، وتحركوا بحرية بين سوريا والعراق، فقد محت الدولة الإسلامية الحدود بين العراق وسوريا.

وقضى الصحافي وابنه الليلة الأولى في شقة صغيرة في مدينة الرقة قبل سفرهما بالسيارة إلى مدينة الموصل التي تعرف بمدينة الأنبياء.

ورغم هروب نصف مليون من سكانها بعد سقوطها في يد تنظيم الدولة إلا أن هناك مليونا لا يزالون فيها. فقد أغلقت الدولة الكنائس ورفعت أعلامها عليها وتم فرض الزي الشرعي على النساء، وطبقت الشريعة حيث تقطع أيدي السارقين ومنع التدخين، السجائر أو النارجيلة. ومن بين من لقيهم تودنهوفر رجلا سجن بسبب خروجه مع إمرأة محرمة عليه، وشاهد شاشة تبث صورا دعائية عن مقاتلي التنظيم. وحصل على انطباع أن السكان ليس لديهم علاقة مع التنظيم، وفي حالة طبقوا أوامره فإنه يتركهم لشأنهم.

ووصف الحياة في الدولة بأنه تشبها العيش في ظل نظام ديكتاتوري «وهي عادية أكثر مما توقعت». وفي أثناء رحلاتهم في أراضي الدولة وتنقلهم بين الموصل والرقة ودير الزور كان سائق السيارة يخرج رأسه من النافذة ليرى إن كانت هناك طائرة بدون طيار تحوم فوقهم. ولم يسافرا في قوافل ولكن بشاحنة تفصل سيارتهم عن سيارة المقاتلين.

 

خلافات

 

وعندما عادا إلى الرقة وجدا أن الشقة التي نزلا فيها أول وصولهما قد دمرت بسبب غارات النظام السوري ومع ذلك أقاما فيها رغم تحطم النوافذ والأبواب.

وبسبب تعرضهم اليومي للغارات يتوزع المقاتلون في الموصل على شقق في كل أنحاء المدينة بشكل يعقد مهمة استهدافهم.

وسمح للألماني وابنه بالتحرك بحرية في الموصل ولكن المقاتلين صادروا الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر في اللحظة التي دخلا فيها أراضي الدولة.

ورافقهما الجهاديون الألمان إلى كل مكان. وكانوا ينامون معهم في نفس الغرفة. وكان تودنهوفر يعرف أن من تحدث إليهم لم يقولوا الحقيقة لأن التنظيم كان يراقب الأحاديث «لقد تم التحكم بنا وفرضت علينا الرقابة».

ومن ثم «فحصوا الصور التي التقطها ابني وحذفوا منها تسع صور لأسباب أمنية ولأنها قد تؤثر على عائلات الجهاديين».

وبعد تحدثه مع عدد كبير من المقاتلين، جاء عدد منهم من الدول الغربية قال تودنهوفر إن ما أدهشه بل أخافه هو حماس المقاتلين «لم أر شيئا مثل هذا من قبل»، «لقد قابلت طالبان والقاعدة والتقيت المجاهدين في أفغانستان عندما كانوا يقاتلون الاتحاد السوفييتي السابق ولكنني لم أشاهد حماسا مثل هذا.

ومقارنة مع هؤلاء»تبدو القاعدة كرصاص فارغ». ومضى قائلا «لديهم إيمان قوي بأنهم جزء من حركة تاريخية دينية، وهذا الاعتقاد يجعلهم أقوياء، ويعتقدون أنهم جزء من حركة تطهير ديني يقتل فيها مئات الملايين من الناس».

وقضي تودنهوفر اليومين الأخيرين من رحلته في مركز للتسجيل قرب الحدود التركية. ولاحظ وصول 50 متطوعا كل يوم معظمهم قادمون من أوروبا والبعض من أمريكا.

وزعم أن من بينهم مقاتل بريطاني شاب هو ابن مصرفي بريطاني ثري. مشيرا أن «هؤلاء ليسوا من الفاشلين» بل ممن «أكملوا امتحاناتهم في مجال القانون ولكنهم فضلوا الموت في الدولة الإسلامية بدلا من العمل كمحامين».

والتقى الصحافي مقاتلا أشقر ضخم الجثة جاء من السويد أخبره أنه «يقضى أجمل أيامه في الموصل».

ولكن علاقة تودنهوفر مع الرجال الذين يرافقونه أصبحت صعبة بعد أن واجههم وانتقد أيديولوجيتهم القاسية «أردت نقاش القتل والتطهير الديني، وسألتهم إن كانوا يعتقدون أن ما يفعلونه هو إرادة الله، ولكنهم لم يرتاحوا لما قلت، وحدث خلاف كبير بينا وفي نهاية الرحلة توقفوا عن تناول الطعام معنا».

ولم يكن تودنهوفر قلقا من الوضع وحثه ابنه للتوقف عن الجدال معهم. ويعتقد تودنهوفر أن السنة المعتدلين هم الأقدر على هزيمة الدولة الإسلامية واعتبر الحملة الجوية ضدها خطأ «قنابلنا لا تؤثر، فهم برنامج يفرخ الإرهاب، وكلما قتلوا شخصا بريئا خرج عشرة لأخذ الثأر». ويرى أن «داعش تعتبر أكبر تهديد للسلام العالمي منذ نهاية الحرب الباردة».

 

عاصمة «الخلافة»

 

وفي تقرير كتبه سام ماسترز لصحيفة «إندبندنت أون صاندي» عن عاصمة «الخلافة» أي مدينة الرقة السورية قال فيه إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش يريدها أن تكون نموذجا عن الدولة التي يأمل صناعها أن تمتد يوما ما في كل الشرق الأوسط وأبعد. ومنذ سقوط المدينة بيد المقاتلين قبل 18 شهرا هرب معظم أهاليها لمخيمات اللجوء في تركيا ولبنان.

ومن قرر البقاء يعيش اليوم تحت رحمة قوانين «الخليفة» أبو بكر البغدادي. ونقل الكاتب عن ناشطين من المدينة يقودون حملة «الرقة تذبح بصمت» قولهم إن شرطة الدولة تقوم بحراسة الشوارع، وينتشر الضرب والعقوبة لدى داعش سريعة وحاسمة.

ومن السماء تمطر الطائرات الأمريكية والدول المتحالفة معها حممها وإلى جانبها يواصل الطيران السوري التابع لنظام بشار الأسد غاراته اليومية التي لا تفرق بين مقاتل أو مدني. واشار الكاتب إلى تقارير من داخل المدينة عن محاولات الحلفاء القيام بعملية لتحرير الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي تحطمت طائرته (أف-16) في الرقة ولم يتم تأكيد هذه الأخبار. وترى حملة «الرقة تذبح بصمت» إن الغارات ازدادت وتيرتها منذ أسر تنظيم داعش للطيار الأردني.

وكرد على المحاولات يقول الناشطون أن تنظيم الدولة أقام حواجز جديدة حول المدينة حيث يقوم المقاتلون بتفتيش السيارة والمشاة على حد سواء. ونفت الولايات المتحدة إرسالها قوات خاصة لإنقاذ الكساسبة فيما قالت وحدة المهام الخاصة المشتركة إنه ليس لديها معلومات عن عملية إنقاذ.

 

معاناة الناس

 

ويشير هنا إلى الآثار التي يتركها القصف الجوي على السكان حيث دمر العربات والبنايات وترك السكان بدون ماء أو كهرباء.

وينتشر المتسولون في شوارع المدينة رجالا ونساء وأطفالا يبحثون عن ما يأكلونه. ورغم كل هذا فلا تزال المدينة تدار بيد من حديد ولم تتراخ سلطة داعش عليها بعد.

ولاحظ ناشطون حاجة التنظيم لأعداد جديدة من المقاتلين حيث وزعت بيانات تدعو المقاتلين العودة لخطوط القتال. وبسبب القيود الشديدة ومنع كل الوان اللهو تبدو شوارع الرقة خالية من المارة بعد حلول الظلام.

ولا يتسامح التنظيم مع المعارضة، ورغم أن عدد من رفع صوته منتقدا ممارساته قليلة إلا أن الشهادات التي جمعت من اسطنبول في تركيا وحلب ودمشق تشير إلى أن العنف يستخدم بشكل مستمر ضد المدنيين.

وتعاني الحياة من تعقيدات جديدة في ظل الدولة فلا ترفيه ولا حياة اجتماعية لكن هذا لا يعني أن الحياة في ظل بشار الأسد كانت احسن، فهي حسب أحد الناشطين «سيئة ولكن بطريقة مختلفة».

ويقول إبراهيم الذي يعيش مع شقيقتيه وسافر أبناؤه للسعودية إن الحياة هادئة وعادية وكل شيء منظم ولا أحد يرفع رأسه «هنا أمان وكل شيء منظم، ولا ينبع هذا من الناس ولكن بسبب الخوف، فلا مشاكل أو سرقة لأن الناس يخافون من الموت، ولا أحد يأخذ ما ليس له حتى لو كان كومة من الذهب في الشارع».

ويضيف «من يتجاوز الحدود يتعرض للعقاب ولكن لو فعلت مثلما طلبوا منك (داعش) فلن يتدخلوا في شأنك». وقال أحد المواطنين إن الجهاديين في مكتب الحسبة اعتقلوه عندما أمسكوه وهو يدخن.

وقال «جلدوني 40 جلدة ورموني في زنزانة وكان فيها الكثير من المعتقلين وعندما نظرت إليهم شاهدت الموت في أعينهم، وكان وضعهم مثيرا للشفقة، وسمعت طوال الأيام التي قضيتها في مركز الحسبة صراخ رجال ونساء».

وأضاف أن عقاب من يبيع السجائر هو 100 جلدة حيث يصادر كل ما لديه من سجائر وتوضع أمام دكانه ويرش عليها الكاز وتحرق.

ويقول إبراهيم إن التنظيم أعدم الكثيرين وأنه شاهد إعدام سبعة من الجنود السوريين بعد سيطرته على قاعدة الطبقة العسكرية في آب/أغسطس حيث دخلها المقاتلون بعد معركة طويلة وسقط فيها أكثر من 500 مقاتل وجندي.

ويشير التقرير إلى أن نظام العقوبات والجلد على جرائم صغيرة أدت لتدمير البنية الإجتماعية ففي غياب المواد الغذائية والأعمال ازداد التسول.

 

عملة ذهبية

 

كل هذا في وقت تحدث فيه التنظيم عن صك عملة جديدة ففي العدد الأخير من مجلته «دابق» كتب الرهينة البريطاني جون كانتلي مقالا تحدث فيه عن منافع العملة الذهبية وانهيار النظام الرأسمالي القائم على الدولار.

ويقول إبراهيم «سمعت شائعات عن عملة ذهبية تشبه الجنيه الذهبي السوري القديم، ووضعوا عليه شعار الدولة الإسلامية في العراق والشام».

ويقول إن التنظيم يسيطر على كل شيء «فالغاز والديزل متوفران والغذاء والكهرباء متوفرة ولكن بأيديهم، أحيانا تتوفر الكهرباء لأربع أو خمس ساعات، وفي بعض المرات يقولون إن هناك عطل فني وفي بعض المرات تتوفر الكهرباء طوال الليل، وقد تنقطع ليومين متتاليين، فالأمر بأيديهم».

ويقول إن التنظيم يقوم بجمع النفايات في تراكتوترات ولكن ليس بشكل دوري كما في السابق.

ويخطط التنظيم للفصل في التعليم بين الذكور والإناث. أما بالنسبة للعلاج الطبي فهو متوفر عبر العيادات الخاصة حيث حولوا المستشفيات لمراكز علاج ميداني. وبحسب بعض التقديرات يمثل المقاتلون الأجانب في المدينة ما بين 80-90% من قوات داعش.

ويقول إبراهيم «إنهم من العراق واليمن والسعودية ومنهم أمريكيون وبريطانيون ومن فرنسا وروسيا». و»يقال إن رواتبهم تدفع بالدولار».

ورغم القيود إلا أن السكان يتابعون البرامج الترفيهية في بيوتهم مثل «آراب أيدول» ولكن لا أحد يتجرأ على السير في الشارع مع فتاة غير زوجته أو أخته أو أمه».

وعندما سئل إبراهيم عمن هو أفضل أجاب أنه لا يختار أيا من النظامين «فأي خطأ يكلفك حياتك».

 

لا يزال تهديداً

 

وكتب باتريك كوكبيرن في تحليل له بنفس الصحيفة عن منظور تنظيم الدولة وفرص بقائه قائلا إن التنظيم سيظل في مركز التصعيد هذا العام كما كان عام 2014 فلا تزال المناطق التي احتلها في الصيف الماضي تحت قبضته، رغم انه خسر بعض البلدات والقرى للمقاتلين الأكراد والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

وفي الوقت الذي أوقفت فيه الغارات الأمريكية التي بدأت في 8 آب/أغسطس ضده في العراق و 23 إيلول/سبتمبر ضده في سوريا تقدمه وكبدته خسائر هناك وفي عين العرب/كوباني إلا أن لدى التنظيم آلته العسكرية ويستطيع تجنيد الآلاف من المقاتلين الذين يحلون محل القتلى.

وهذا يمنحه قدرة للدخول في معارك متعددة تمتد من جلولاء قرب الحدود الإيرانية إلى أطراف حلب.

وهذه القوة رغم أن الرئيس باراك أوباما قلل العام الماضي من شأن التنظيم وقارنه بفريق كرة سلة جامعي من الدرجة الثانية. وقال في كانون الثاني/يناير 2014 «المقارنة التي نستخدمها هنا، وأعتقد أنها دقيقة، لو لبس فريق جامعي زي نادي «ليكرز» فهذا لا يجعلهم مثل كوبي برينت (لاعب لوس أنجليس ليكرز الشهير) .

وبعد عام من كلامه يغير الرئيس كلامه ولكنه هذه المرة بحاجة لتغيير فريقه للأمن القومي. ويرى كوكبيرن أن التقليل من أهمية داعش كان الخطأ الكارثي الثالث الذي ارتكبته الولايات المتحدة والدول الغربية منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

ففي الفترة ما بين 2011- 2013 اقتنعت واشنطن بقرب سقوط الأسد بالطريقة نفسها التي سقط فيها معمر القذافي في ليبيا. الخطأ الثاني هو عدم استماع واشنطن لتحذيرات الحكومة العراقية من خطرالحرب في سوريا وأثرها على العراق. ولكن المسؤولين الأمريكيين ركزوا على ممارسات نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق. فيما ساهم دعم دول الخليج للجماعات الجهادية لنقل الحرب إلى العراق كما يقول.

ويتساءل عن الوضع السياسي والعسكري اليوم. ويقول إن داعش أصبح له أعداء جدد ولكنهم منقسمون على أنفسهم. فيما لا تؤثر الغارات الأمريكية طالما غابت القوات على الأرض والتي تقوم بمواصلة ما أحدثته الطائرات من الجو، مشيرا إلى ما جرى في عين العرب/كوباني حيث تعاون الطيران مع المقاتلين الأكراد لصد هجمات داعش. فقد رحبت أمريكا بالأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين كشركاء في الحرب.

ويعتقد الكاتب في تحليله لخريطة الحرب في سوريا والعراق أن النظام السوري يعاني من نقص الجنود مثلما يعاني الداعمون له في روسيا وإيران من آثار هبوط أسعار النفط، وأدى فشل النظام بتحقيق تقدم في حلب ومناطق أخرى لتململ داخل قواعد دعمه التقليدية الذي لم يعد يرى نهاية للحرب.

وقد استفاد تنظيم الدولة من خلافات الحلفاء حول الإستراتيجية واعتراض كل من تركيا خاصة على عدم شمل الأسد في الغارات. ورغم ما لدى الحلفاء من خلافات إلا أن ما يوحدهم هو عداؤهم للجهاديين وهذه هي ورقتهم الرابحة.

 

تنظيم «الدولة» يعد معسكرات تدريبية للعناصر الذين بايعوه من المعارضة السورية المسلحة في القلمون

محمد الزهوري

القلمون ـ «القدس العربي» بدأ «تنظيم الدولة الإسلامية» في إعداد معسكرات تدريبية لمقاتلي المعارضة السورية في القلمون الذين انتسبوا إليه في المرحلة الماضية، حيث أكد مصدر مقرب من التنظيم أن مئات المقاتلين الذين كانوا يتبعون لكل من كتائب «فاروق القصير» و «لواء القصير» و «تجمع صقور الفتح» ومجموعات أخرى كانت تتبع للمعارضة السورية المسلحة، وبايعت الدولة الإسلامية مؤخرا، تخضع الآن إلى معسكرات.

وقال المصدر لـ «القدس العربي» إن: «الهدف من هذه المعسكرات تجهيز المقاتلين نفسيا وعسكريا من خلال التدريب القتالي والدروس الشرعية لخوض المعارك المرتقبة ضد قوات النظام السوري وحلفائه في المنطقة، سواء من جماعات الدفاع الوطني أو اللجان الشعبية، إضافة إلى القوات والعناصر الخارجية التي تنتمي إلى حزب الله اللبناني و لواء أبي الفضل العراقي».

ونوه المصدر إلى أن الدولة الإسلامية قد سعت إلى إدخال العناصر الجدد لها وبهذه الظروف لأن معارك المنطقة تحتاج إلى شراسة كبيرة، انطلاقا من جغرافية الجبال واستراتيجيتها وانتهاء بمناخها، إذا ما قارنا المقاتلين الجدد بالقوات المعادية التي سيستهدفها التنظيم لاحقا، ذلك دون التحالف الدولي الذي يتتبعهم.

وأفاد ناشطون معارضون أن جبهة النصرة نفذت عمليتين نوعيتين ضد مواقع «حزب الله اللبناني» وقوات النظام السوري في القلمون، خلال الساعات الـ48 الماضية.

وأكدوا أن العملية الأولى كانت ضد حاجز بين قرية السحل ومدينة يبرود، وتم تفجير الحاجز برمته، ما أدى إلى مقتل جميع عناصره، فيما كانت العملية الثانية ضد موقعَيْن في منطقة المسراب وهم لـ «حزب الله»، وتكبد فيها الحزب عددا من القتلى والجرحى.

وأشاروا إلى أن هدف هذه العمليات إضعاف وخلخلة قوى النظام وحزب الله في آن واحد، تمهيدا للمعركة الكبرى لتحريرالقلمون، والتي لن تتأخر، حسب قولهم.

وكانت الجبال ذاتها قد تعرضت لقصف صاروخي من قبل الجيش اللبناني، وغارات مكثفة من قبل الطيران التابع للنظام السوري الذي قد نفذ سلسلة من الغارات خلال الأيام الماضية على كل من وادي الشيخ علي وميرا ومرطبية، إضافة إلى منطقة الحليمية التي تحتضن عددا هائلا من اللاجئين السوريين داخل الأراضي اللبنانية التابعة لقضاء البقاع، الأمر الذي أدى إلى مصرع كل من المكنف فاروق الرفاعي وإحسان جلس وبكور الجاعور، وإصابة خمسة من عائلة سورية واحدة.

ونفذ الطيران السوري غارات على الأراضي اللبنانية كما طالت صواريخ الجيش اللبناني مواقع ضمن الأراضي السورية، حيث يتساءل مراقبون هل أصبح النظام السوري وأدواته يلاحقون السوريين المدنيين العزل في مدنهم واللاجئين الفارين من بطشه، أم أن الجيش اللبناني أضحى يخشى تقدم تنظيم الدولة إلى أراضيه؟.

وتشهد جبال القلمون المعروفة بسلسلة لبنان الشرقية الآن مناخا جويا شديد البرودة، فالثلوج تتساقط عليه منذ شهور، ليطرح التساؤل نفسه، هل المقاتلون الجدد الذين كانوا غير مجهزين تماما للقتال في صفوف المعارضة قادرون على التغلب على هذه الظروف؟.

 

جيش الإسلام في سوريا بزعامة علوش يسيطر على مقرات «جيش الأمة» وأنباء متضاربة عن مقتل قائده أحمد طه

هبة محمد

غوطة دمشق ـ «القدس العربي» قالت مصادر إعلامية ان قائد جيش الأمة في غوطة دمشق «أحمد طه» لقي حتفه على يد «جيــــش الإســلام» أكبر الفصائل العسكرية للمـــــعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، ولكن جيش الأمة نفى في بيان له مقتل قائده طه وقال انه اعتقل.

وقال إسلام علوش الناطق العسكري باسم جيش الإسلام إن سبب إطلاقهم لما سماه حملة «تطهير البلاد من رجس الفساد» ضد جيش الأمة، هو فساد عناصر وقادة جيش الأمة، الذي يتمثل بالقتل والسرقة والاغتيالات و بيع المخدرات في دوما وبلدات ريف دمشق بحسب قول علوش.

وتم فرض حظر تجول على أهالي مدينة دوما خاصة، وفي بلدات ريف دمشق الشرقي، واعتقل «جيش الإسلام» عددا كبيرا من قادة جيش الأمة وقتل عددا آخر، فيما تتضارب الأنباء حول مصير «أبو علي خبية» نائب القائد العام لـ «جيش الأمة» وقائد كتيبة «درع دوما» ما بين قتيل أو فار، بينما أكد مصدر خاص استسلام «لواء أسود الغوطة» كاملاً.

وتم الإعلان عن اعتقال أبرز قادة جيش الأمة ومنهم أبو هاشم وأبو خالد الأجوة و أبو الفوز العوا، فيما تكتم «علوش» عن باقي الأسماء بينما يتم التحقيق معهم في القضاء الموحد أصولاً. بدوره، أكد «جيش الأمة» في الغوطة الشرقية على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال قائده «أحمد طه» الملقب أبو صبحي من قبل القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة، كما أعلن الموقع الرسمي لجيش الأمة اعتقال نجل قائده، وأسفرت العمليات العسكرية حسب ما نشره موقع جيش الأمة عن اعتقال مدير المكتب الإعلامي له من قبل القيادة الموحدة، مؤكدين على سلامة «أبو علي خبية» قائد أحد التشكيلات العسكرية المنضوية تحت راية «أحمد طه».

وقد بدأ التوتر بين جيش الأمة وجيش الإسلام قبل نحو 7 أيام عندما وجه الأخير اتهاماً لجيش الأمة بـ «العمالة» لصالح النظام السوري، ومساندته من داخل الغوطـة الشرقية المحاصرة ضد كتائب المعارضة. أتى ذلك على خلفية المعارك العنيفة التي دارت بين الجانبين، إبان استيلاء جيش الأمة على أحد المراكز التعليمية في مدينة دوما، التي كان يخزن بداخلها كميات كبيرة من «المخدرات والحشيش».

وتم العثور بعد انتهاء المعارك بين الجانبين على مولدات كهربائية وبطاريات تم تسليمها إلى القضاء الموحد بداخلها كميات من الحشيش، ويقدر عدد هذه البطاريات قرابة الـ50 بطارية.

وقال «المعتصم» من أهالي الغوطة الشرقية إن العثور على كميات كبيرة من الحشيش كان سبباً في التدخل العنيف من قبل عناصر من جيش الأمة، و «أبو علي خبية» قائد أحد التشكيلات العسكرية العاملة تحت راية جيش الأمة بالأسلحة الثقيلة، والمضادات الجوية لمنع جيش الإسلام من بسط سيطرته على المركز الثقافي.

الخلاف بين الجانبين هو خلاف قديم منذ أن رفض لواء شهداء دوما بزعامة «طه» الانضواء تحت راية القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، والذي ضم أكبر التشكيلات العسكرية فيها، حيت ثم تعيين «علوش» قائداعاما له، و «أبو محمد الفاتح» قائد الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام نائباً له.

وقرر قائد «لواء شهداء دوما» حينها عدم الانضمام وتشكيل «جيش الأمة» بقوام 150 عنصرا، ودعوة كل التشكيلات الصغيرة الرافضة للقيادة الموحدة للانضمام له، ومن ثم الإعلان عن تشكيل «جيش الأمة» في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي، لتكون المواجهات الحاصلة بين التشكيلين في الآونة الأخيرة أحد هذه النزاعات التي تخرج على الواجهة، وسعي «جيش الأمة» إلى العودة للواجهة من جديد من بوابة «جيش الإسلام» صاحب النفوذ الأكبر في مدن الغوطة.

وقال أحد المقاتلين من «جيش الأمة» أ. و»: إن «جيش الإسلام أغلق في الساعة الخامسة صباح اليوم جميع منافذ مدينة دوما وتسلل غدرا إلى مقرات جيش الأمة، بهدف القضاء على الفصيل، لأن قائد جيش الإسلام زهران علوش قال سابقا في أحد تصريحاته لن اسمح بأن يكون هناك رأسان لجسد واحد، وحتى هذه اللحظة يحارب جيش الأمة ليبقى هو الفصيل الحاكم».

وأضاف أن «جيش الإسلام اقتحم جميع مقرات جيش الأمة بدوما، وأغلق منافذ البلد بعملية محكمة لكي لا يأتيهم دعم من الخارج».

فيما بين أحد المدنيين من الغوطة، أنه لم يتمكن من إحضار الخبز صباحا بسبب حظر التجول، كما توزع العناصر في كل حارة من المدينة تتضمن مقرات للكتيبة ومضادات الطيران، كما أن طائرة للنظام حلقت في السماء ولم يطلقوا النار عليها.

كما بين المقاتل «أ. و» أن جيش الإسلام اعتقل جميع الموجودين في مقرات جيش الأمة في سجن التوبة، وسرق «لابتوباتهم» والذخائر وغيرها، أما الكتائب الأخرى فلم تقدر على المقاومة لأن العملية حصلت فجأة وغير متوقعة، موضحا أن الجوامع أعلنت أن جيش الإسلام خصص مكافأة مليون ليرة سورية لكل من يدل على مقر أبو نذير خبية، وانتشرت شائعة عن مقتل أبو صبحي طه لإضعاف جيش الأمة لكي يستلسلم.

لكن المقاتل في جيش الأمة، بين أن أبو صبحي حي يرزق حيث أنه كلم أهله وهو كان خارج دوما عندما بدأت العملية، مشيرا إلى أن عناصر جيش الإسلام منتشرون حتى الآن بما يشبه أفعال جيش النظام.

وبحسب «أ. و» تم اعتقال عدد كبير من قياديي جيش الأمة وسرقة مقراتهم «ليبقى زهران هو القائد والجيش الواحد بالبلد والحجة ان جيش الأمة عملاء للنظام مع العلم ان أبو علي خبية أول من دخل إلى دمشق، وأبو صبحي طه كان القائد الميداني في معركة تحرير دوما والبرج الطبي والغوطة الشرقية».

وبحسب المقاتل، تم اعتقال أمير االشامي المتحدث الإعلامي باسم جيش الأمة لكي لا يستطيع أن يأخذ أي تصريح من مقاتلي جيش الأمة حول ما حدث، كما تم قتل ابو معروف الحجة وهو قيادي آخر «لأنه قاوم وأبى أن يعتقلوه، ونشروا الدبابات والمدرعات في الشوارع، وحاليا يوجد العشرات من جيش الأمة في سجن التوبة من قياديي جيش الأمة، بالتزامن مع قصف النظام على المنطقة».

وبين ناشط من الغوطة الشرقية فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الاعتقال، أن هناك أخوين من عائلة واحدة أحدهم يقوم باعتقال عناصر جيش الأمة، والآخر معتقل في سجن التوبة لدى جيش الإسلام.

وأضاف «المدنيون يريدون أن يأكلوا فقط وهم يكرهون الجيشين، كما أن معظمهم خائفون ان يقولوا أنهم يقفون إلى جانب أحدهم خوفا من الاعتقال حتى الناشطون في المدينة، وإذا أي ناشط منا كتب أي خبر ضد جيش الإسلام سيعتقل في سجن التوبة خلال دقائق».

 

للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة في درعا… أولى المدن السورية الثائرة لم تسجل سقوط أي قتيل خلال يوم كامل

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» : لم يسجل وللمرة الأولى في درعا سقوط أي قتلى بين المدنيين أو عناصر من الجيش السوري الحر على مدار 24 ساعة كاملة في الثاني من كانون الثاني/نوفمبر في درعا جنوب البلاد، حادثة وصفها ناشطون في درعا بالمستحيلة حيث لم يمض يوم من السنوات الثلاث الماضية من عمر الثورة على حد تعبيرهم لم يسقط فيه شهداء جراء قصف قوات النظام السوري على درعا أولى المدن الثائرة في سوريا.

كما لم تسجل في اليوم نفسه أي غارة جوية من قبل طيران النظام الحربي، أو أي براميل من قبل الطيران المروحي، في حين عكر صفو هذا اليوم سقوط عدة قذائف ترافقت مع أزيز الرصاص على غالبية الجبهات الساخنة في درعا، دون وقوع ضحايا.

وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة واصفا شعوره بعد مضي يوم كامل دون وقوع ضحايا: «انتظـــر هذا اليوم الذي أكتب فيـــــه عن آخــــر يوم فـــي الثورة حيث ينتهي شلال الدم، وكان اليـــوم الثاني من هذا الشــهر هادئا كثيرا إلا أن عدم وجود شهداء لا يعني أن الأسد توقف عن القتل، وكم أتمنى أن تشبهه باقي الأيام».

وأضاف «يستحيل أن يكون النظام تعمد عدم القتل، فهو يريدنا جميعا أن نموت، وأن النظام دائما كان يتمنى أن يشن هجوما لاستعادة الجبهات التي خسرها، إلا انه يريد أن يريح قواته قليلا ويقوم بإعمال الحصينات والصيانة لقواته المتهالكة».

وكانت حصة محافظة درعا من القتلى لعام 2014 بحسب مكتب توثيق الشهداء درعا 2990 قتيلا بينهم 1775 مدني، ما نسبته 62٪ من إجمالي القتلى ارتقى خلال العام 39 ناشطا إعلاميا، كان بينهم طاقم قناة «أورينت نيوز».

كما قتلت قوات النظام 258 قتيلة من النساء، ما نسبته أكثر من 8٪ من عموم القتلى، وكذلك سقط 431 طفل بنسبة تتجاوز 14٪ من عموم الشهداء، كما قتل 10 أجنة رفقة أمهاتهم، في الوقت الذي تمكن المكتب من توثيق 302 شهيد تحت التعذيب في سجون قوات النظام، مع «توقع أن يكون العدد أكبر بكثير»، وبين الشهداء 24 شهيد في سجن صيدنايا العسكري لوحده

 

من سيجيد التزلج في «موسكو1» وهل ستنجو المعارضة السورية من السقطات؟

محمد اقبال بلو

انطاكية – «القدس العربي»: «الحافلة المنطلقة بركابها للتزلج في موسكو» هذا ما أطلق على مؤتمر «موسكو1» المزمع عقده في العاصمة الروسية أواخر الشهر الجاري من قبل معارضي الحوار مع النظام السوري تحت مظلة روسية سعى النظام منذ البداية أن يحقق وصول معارضيه إليها. فروسيا الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد لم تقف مكتوفة الأيدي منذ بداية الثورة السورية، بل سعت بكل ما تملك من زخم سياسي وعسكري لدعم حليفها وابن حليفها بشار الأسد، من منطلق الحرص على المصالح الروسية في المنطقة.

ومن المعروف لدى القاصي والداني أن سوريا منطقة نفوذ روسي وتختلف عن العراق الذي يعتبر ملعباً أمريكياً منذ تسعينيات القرن الماضي، كما ان روسيا قامت بالعديد من المناورات السياسية التي ساهمت في بقاء النظام السوري حتى اللحظة رغم إنهاكه وفقدانه لأكثر من سبعين في المئة من قواته المسلحة ما اضطره للاعتماد على الميليشيات الشيعية التي استطاع التحشيد الإيراني تجميعها داخل سوريا خلال السنوات المنصرمة.

أربع مرات استخدمت روسيا حق «الفيتو» ضد التصويت لأي قرار في مجلس الأمن الدولي يضر بمصالح النظام السوري ويهدد بقاءه، ما جعل النظام يزداد ثقة بهذا الحليف الذي أثبت صدقه في الحماية والرعاية كما الحليف الإيراني بل وبشكل أقل خطورة من الأخير، إذ يعتمد هذا الحليف على تحقيـــق مصالحـــه في النفوذ والهيمنة الاقتصادية، بينـــــما الحليف الإيراني يجد أن ثمن ما يقدم أكبر من الاقتصــــاد والمال، ويعـــتقد أنه بات يستحق السلطــــة والأرض أيضاً.

تحاول روسيا وبناء على رغبة ومصلحة النظام السوري ورأسه بشار الأسد أن تجر المعارضة السورية إلى ساحة الحوار فيما بينها أولاً ليتم تهيئة الظرف والمناخ الملائمين للبدء بحوار مع النظام السوري، يكون نده في الطرف المقابل شخصيات معارضة غير منظمة يكون معظمها مقرباً من النظام وبعضها ميالاً للحل السياسي تحت أي شروط مهما كانت مهينة، وحينها قد يسهل الوصول من وجهة نظر «موسكو» إلى حل سياسي يكون الأسد موجوداً فيه بشكل أو بآخر بينما تدخل بعض شخصيات المعارضة في حكومة جديدة لمرحلة انتقالية يتمكن خلالها النظام من إظهار نفسه على أنه أوجد الحل للمشكلة «الصغيرة» التي واجهته، وبهذا قد يقنع العالم أن الثورة السورية لم تكن سوى حرب من قبل المعارضة ضده كما أنها لم تكن سوى نزاع على السلطة تم حله والوصول إلى اتفاق أرضى هذه الرموز المعارضة وادخلها إلى قاعات السلطة في سوريا.

من جانب آخر ترى مصر أن البدء بحوارات بين أطياف المعارضة السورية على أراضيها قد يكون نواة لحل سياسي مقبل، بعد أن يتم التوفيق بين أطراف المعارضة المتنازعة أصلاً، وبهذا من الممكن أن يتم تجميع جهات أكثر قبولاً للحل السياسي وأكثر عرضة لتقديم التنازلات كتيار بناء الدولة وهيئة التنسيق، وجهات أخرى تعتبر متشددة بالنسبة للحلول السياسية التي لا يكون محورها طرد بشار الأسد وكل شخصيات الصف الأول والثاني من النظام السوري والمجسدة بالائتلاف الوطني السوري.

وما نشرته وسائل إعلام مصرية حول اتفاق أمريكي روسي يهدف لدراسة موضوع انتقال السلطة في سوريا لا يعدو عن كونه مجرد آمال بعيدة المنال في أحسن الظروف، فحسب الإعلام المصري فإن هناك اتفاقاً يجري وراء الكواليس بين الروس والأمريكان سيتم فيه تنحي بشار الأسد وكل رجالات الصف الأول في نظامه، ومن ثم تشكيل هيئة حكم انتقالية ومجلس عسكري وبرلمان انتقالي يتم تقسيم المهام فيما بينهم لإدارة مرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات جديدة في البلاد، وأن ذلك من وجهة النظر الأمريكية سيضمن عدم الوقوع في الفوضى والفراغ السياسي على الساحة السورية.

موسكو تنتظر وصول كل من سبق ذكرهم إليها، بل بدت وكأنها تقوم بانتقاء الشخصيات المناسبة لهكذا حوار وطني مع النظام السوري، بينما مختلف الأطراف الموجودة على الأرض السورية ترى ان ما يقال ويحدث منفصل تماماً عن الواقع السوري برمته، فالمعارك مشتعلة والجبهات تغلي بشكل يفوق المراحل السابقة، كما ان طيران النظام ما زال يدك المدن والبلدات والقرى السورية يومياً.

وقد نشرت بعض الوكالات أسماء بعض الشخصيات المتوقع ذهابها إلى «التزلج» في روسيا من مختلف التشكيلات السياسية المعارضة في الداخل والخارج كما وتضم القوائم بعض شخصيات منظمات المجتمع المدني.

من جانب آخر رفضت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في «موسكو1» وأصدرت بياناً أكدت فيه أن الجماعة لن تنخرط في الحوار الذي سيجري في موسكو بل «نعلن التحامنا مع شعبنا البطل في مواجهة بطش النظام المجرم وحليفيه الروسي والإيراني في سبيل نيل الحرية والكرامة».

دولياً عبرت الحكومة التركية عن ارتياحها ودعمها للحوار المزمع عقده بين أطراف من المعارضة السورية والحكومة الروسية، كما أكد جاويش أوغلو أن «لقاءات المعارضة السورية مع روسيا أمر طبيعي» فيما فسر على أنه انعكاس للتقارب التركي الروسي الذي ظهر جلياً خلال الأسابيع الماضية.

 

خبراء أمريكيون: الاستراتيجية الأمريكية في سوريا تتكئ على فرضيات واهمة

رائد صالحة

واشنطن – «القدس العربي»: ما الذي تريده الإدارة الأمريكية حقا في سوريا؟ الولايات المتحدة كما هو معروف لديها مصلحة حيوية واضحة فقط في سوريا وهي منع تنظيم «الدولة الإسلامية» من شن هجوم أرهابي ضد أمريكا أو حلفائها وهي تفتقر كأمة إلى الإرادة السياسية والمصلحة الوطنية للالتزام بانهاء الحرب الأهلية الدموية. ولكن الاستنتاج الذي قد نخرج به من القاء نظرة فاحصة لخطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سوريا هو ان التخبط الأمريكي وصل إلى مرحلة تستدعي على عجل التوصل إلى أعادة مراجعة للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

الإدارة الأمريكية بذلت جهودا واضحة لانكار رغبتها بتغيير استراتيجيتها الحالية في سوريا رغم التسريبات التي تظهر بين الفينة والأخرى حول الاجتماعات المغلقة التي تهدف لإعادة تقييم الخطط الحالية للإدارة ولكن الخبراء لا يرون بارقة أمل من الاستراتيجية الحالية التي تتطلب من العالم الانتظار لسنوات طويلة لتدمير «داعش» ولا تقدم أي ضمانة لسقوط نظام الأسد.

أما المقترحات الجديدة فهي تركز على افتراضيات خطيرة حول قدرة الولايات المتحدة على تحقيق ما تريد وهي أفتراضات واهمة تتكئ على قناعة متغطرسة بان الولايات المتحدة دولة قاهرة. الخبراء الأمريكيون بدورهم حذروا من هذه النظرة وقالوا بان أمريكا قد تكون أمة لا غنى عنها ولكن هذا لا يعني عدم أمكانية تعرضها لهزيمة قاسية.

يحوم أفتراض في واشنطن والشرق الأوسط بان التدخل الأمريكي الحالي من شأنه ان يسرع نتيجة الحرب ولكن معظم الدراسات المتعمقة تشير إلى نقيض ذلك، حيث توصلت خلاصة قامت بها جامعة جورج واشنطن لمعظم الدراسات الدفاعية والأكاديمية بان التدخلات الخارجية لا توقف الحروب، بل انها في الحقيقة تساعد على أطالة أمد الحروب الأهلية. ومن بين هذه الدراسات يبرز تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يؤكد هذه النتيجة فيما يتعلق بالشأن السوري، حيث توصل التقرير لنتيجة واضحة هي ان سياسة دعم المعارضة السورية المعتدلة لن تعمل وربما تكون فكرة سيئة، ويقال في واشنطن بان أوباما مقتنع حتى الآن بذلك رغم اصراره على برامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية.

التدخل الأمريكي لدعم الحركات المتمردة لم ينجح إلا في حالتين هما افغانستان في فترة الثمانينيات ونيكاراغوا. ولكن الخبراء قالوا بانه لا يمكن الأخذ بهذه التجارب التي تشوبها الكثير من التحريفات وانه من الأفضل لأوباما ان يتفحص جيدا خياراته وان يلقي نظرة متمهلة إلى نيكاراغوا وافغانستان باعتبارهما أدلة على الفشل لا النجاح حيث تحولت افغانستان إلى «جنة» لطالبان وتنظيم القاعدة أما نيكاراغوا فهي غارقة في حرب استنزاف لم تتوقف حتى الآن.

وقد يبدو للوهلة الأولى بانه من الحكمة العمل بهذه الاستنتاجات والتوقف عن احتضان الأفكار السيئة منذ التدخل الأمريكي في الشأن السوري منذ 3 سنوات ولكن الامور لا تسير بهذا المنطق في واشنطن.

تقول الخبيرة دانا ستوستر بان التدخل الأمريكي في سوريا سيواجه الفشل، ومما يضاعف من ترجيح هذه النتيجة «حالة نصف التدخل» التي تنتهجها الولايات المتحدة في سوريا لان روسيا مستعدة لدعم الأسد لسنوات كما ان إيران لن تسمح بانهزام عمودها الفقري في المجال الإقليمي، أما المعارضة السورية المعتدلة فهي لن تكون مستعدة قبل سنوات وستكون مشغولة بمحاربة «داعش».

وتضيف ستوستر بان الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد تؤرق ضمير أمريكا والعالم ولكن التدخل وسفك الدماء في حرب لا تنوي الولايات المتحدة الفوز بها هو بديل غير أخلاقي، فالهدف من الحروب الأخلاقية هو بناء سلام أفضل وهو أمر مستبعد في سوريا وليست هنالك ضمانة بان تؤدي التحالفات الهشة للولايات المتحدة في البلاد والمنطقة إلى صياغة حكم يمكن التفاؤل به.

التدخل الأمريكي في العراق أدى إلى كارثة وتدخلها في سوريا سيؤدي إلى كارثة مماثلة والحل الوحيد الذي خرج به أوباما للحصول على القليل من النتائج هو «الصبر الاستراتيجي» الذي يراهن على حصول تقدم لصالح دول التحالف على المدى الطويل، وهذا يعنى بالتأكيد المزيد من سفك الدماء والتمزق والدمار.

 

فيلق الشام في سوريا يدير مطبخا متنقلا لإطعام المقاتلين والنازحين

إدلب ـ رويترز ـ أقام أعضاء في (فيلق الشام) المنضوي تحت لواء الائتلاف الوطني السوري المعارض مطبخا ميدانيا متنقلا لتجهيز الطعام لمئات الأشخاص الذين يعانون من الصراع الدائرة رحاه في البلاد.

 

ويهدف المطبخ المقام في ريف محافظة إدلب الى تقديم الطعام ليس للمقاتلين فقط ولكن للنازحين جراء الصراع أيضا.

 

وجاءت فكرة المطبخ مع انشغال المقاتلين بالحرب وعدم وجود وقت لديهم لإعداد طعامهم.

 

ويوفر المطبخ وجبات الطعام لكل من أعضاء المعسكر الذين يتراوح عددهم بين 600 و800 مقاتل وعائلات النازحين التي تقطن على مقربة من المطبخ.

 

وقال المشرف العام على المطبخ ويُدعى ابو علي لتلفزيون رويترز “احنا هون عندنا مطبخ بنجهز فيه الطعام للمقاتلين. يعني عندنا تقريبا بنجهز الأكل لشي ستمئة شخص ما بين مقاتلين وما بين كمان عندنا النازحين اللي حوالينا كمان متعهدين.. يعني شو نطبخ نعطي كمان من طبخنا.”

 

وأضاف ان المطبخ يواجه مشاكل.

 

“يعني الطبخة احنا وقت ما بدنا نطبخ الطبخة بنجهزلها قبلها بثلاثة أو أربعة أيام. لأنه ما فيك وقت ما بدك تطبخ الطبخة مباشرة بتجيب لها موادها والكميات كبيرة. ما عم تطبخ الطبخة لعشر أشخاص أو عشرين شخص. احنا عم نطبخ طبخ لعدد كبير من الناس.”

 

ويقدم المطبخ أيضا أدوات تنظيف بينها الصابون والمناشف وأدوات تنظيف عام خاصة بالمقاتلين والمعسكر للحفاظ على صحة وسلامة المقاتلين.

 

وقال مسؤول المطبخ ويُدعى وسام علي إنهم يجهزون وجبة الغداء في حدود الساعة الثانية ظهرا.

 

وأضاف “الغداء ان شاء الله الساعة تنتين تنتين ونص بيكون جاهز ونوزعه الى المقاتلين والى المقرات والى الجبهات. وكمان هنا يوجد اخوة نازحون مدنيون بنوزع لهم.”

 

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن زهاء 13.6 مليون شخص شردوا جراء الصراع في كل من سوريا والعراق ويعاني كثيرون منهم من قلة الغذاء وعدم توفر المأوى في فصل الشتاء.

 

وتقول الأمم المتحدة إن قرابة 200 ألف شخص قُتلوا منذ تفجر الصراع في سوريا عام 2011.

 

مصادر تمويل موازنة “داعش” لعام 2015

لندن ـ العربي الجديد

من أين يحصل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي يعرف بـ”داعش” على الأموال حتى يعلن ميزانية حجمها مليارا دولار للعام الجديد 2015؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال العديد من دول العالم، خاصة أميركا التي ورطت المنطقة وتورطت في العراق.

 

وكان الزعيم القبلي ناجي عبدالله، قد كشف لـ “العربي الجديد” قبل يومين أن خطيب الجمعة في الموصل الشيخ أبو سعد الأنصاري، قال إن داعش أقرت أول ميزانية مالية لعام 2015 قدرها مليارا دولار وبفائض 250 مليون دولار.

 

وفي الصدد ذاته، لاحظ ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب وتمويلاته في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن تنظيم الدولة الإسلامية تمكّن من جمع تمويلات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات شهرياً.

 

وقال كوهين “نحن في وزارة الخزانة نركز جهودنا على معرفة مصادر تمويل “داعش”. ولكن حتى الآن ومنذ ذلك التقرير لم تصدر الحكومة الأميركية أية تقارير مفصلة حول المعلومات التي حصلت عليها بشأن تمويلات “داعش”.

 

لكن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ألقى الضوء على هذه التمويلات في تقرير مفصل

 

صدر أخيراً، وأكد فيه أن معظم الأموال التي يحصل عليها تنظيم “داعش” تأتي من التهريب والابتزاز والجرائم المنظمة التي ترتكبها بشكل يومي.

 

وذكر التقرير “حتى قبل استيلاء داعش على مدينة الموصل في يونيو/حزيران الماضي، فإن التنظيم كان يجمع ضرائب شهرية من الأعمال التجارية في العراق. وقدّر قيمة هذه الأموال بنحو ثمانية ملايين دولار شهرياً”.

 

وكان المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الخارجية “تشاتهام هاوس” قد ذكر في تقرير صدر الصيف الماضي، أن داعش تحصل على نحو مليون دولار يومياً من مبيعات النفط للتجار من الحقول العراقية وسط العراق وفي المناطق التي تقع تحت سيطرتها.

 

وقال المعهد الملكي البريطاني إن “داعش” يبيع النفط للتجار الذين يقومون بتهريبه إلى تركيا وإيران وسورية. وحسب تقريره، فإن التنظيم يبيع النفط بأسعار تقدر بنحو 25 دولاراً للبرميل، وهو سعر رخيص مقارنة حتى بأسعار النفط في ظروف انهيار الأسعار الحالية والتي تدور حول 60 دولارا للبرميل.

 

وإضافة إلى هذه المصادر، فإن “داعش” يفرض ضرائب على حركة الشاحنات في الطرق والمناطق التي يسيطر عليها، كما يقدم الحماية مقابل المال لعدد كبير من تجار الحروب الذين يستفيدون من فترات الحرب في تغذية المناطق المقطوعة عن العالم أو المحاصرة بأضعاف سعرها، يضاف إلى هذه الأموال مبيعات الكهرباء التي سيطر عليها التنظيم بعد استيلائه على سد الموصل.

 

المعارضة السورية تعاني شح الأموال

دمشق – عدنان عبد الرزاق

قال مصدر رفيع المستوى في الحكومة السورية المؤقتة، إن الائتلاف جمد المشروعات في الداخل السوري المحرر، لعدم وجود ميزانية لدى حكومة أحمد طعمة التي بدأت بتقليص النفقات وتسريح بعض الموظفين.

 

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ “العربي الجديد”: “سلمنا الرواتب، بما في ذلك أجور من هم في الداخل السوري، من مجالس محلية ودفاع مدني ومديريات الصحة وغيرهم، عن آخر شهر في عام 2014 لكننا أبلغنا الموظفين “إن لم يأت تمويل فعملهم سيكون تطوعاً”.

 

وقال عبد السلام حاج بكري، أحد الذين أنهت الحكومة المؤقتة عقودهم، “صدر القرار بحق 11 موظفاً في مقر الحكومة بمدينة غازي عنتاب التركية، منهم إنهاء عقد ومنهم فصل، وقيل إن السبب يعود للضائقة المالية التي تعانيها الحكومة بعد توقف التمويل والمساعدات.

وأضاف العامل بوزارة التربية سابقاً لـ “العربي الجديد”: تم تخفيض الرواتب بنحو 20% على الألف دولار الأول والثاني و%50 على الثالث وما فوق.

 

وتمنى حاج بكري، أن يكون هناك دراسة موضوعية تحدد الفائض ولا يأخذ التسريح طابعاً تعسفياً كما جرى خلال تسريح نحو 30 موظفاً خلال الشهر الأخير من عام 2014، مشيراً إلى العديد من الثغرات، إن لجهة فائض العمالة ببعض الوزارات والمكاتب، أو لما يتعلق بعدم أخذ الشهادة وسنوات الخبرة في توصيف العمل أو تحديد الأجر.

 

ولعل ما تعانيه الحكومة المعارضة المؤقتة من قلة السيولة ينسحب على الائتلاف الوطني لقوى

 

الثورة والمعارضة الذي لم يسدد أجور العاملين، بمن فيهم أعضاء الهيئة الرئاسية والسياسية منذ شهرين.

 

وفي حين رأى عضو هيئة سياسية في الائتلاف، طلب عدم ذكر اسمه، أن موضوع عدم وجود سيولة حالة مؤقتة ولا يمكن للدول الشقيقة أو الداعمة ترك الائتلاف والحكومة دون تمويل، أكد أن الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم للشهر الثاني.

 

وهو ما أكده موظف بالمكتب الإعلامي بالائتلاف، قائلاً “تقاضينا جزءا من رواتبنا عن شهر 11 ولم تستكمل الأجور ولم نتقاض راتب الشهر 12”.

 

وتوقع عضو الهيئة السياسية خلال حديثه لـ “العربي الجديد” أن تفرج الأمور وتتوفر الأموال في حال تم التوافق على الحكومة وانتخاب رئيس الائتلاف خلال اجتماع الهيئة العامة الذي بدأ الجمعة الماضية، لأن مسألة التمويل مرتبطة بتعطيل الحكومة، فعندما انتخبت حكومة الدكتور أحمد طعمة أول مرة سددت دولة قطر الشقيقة 50 مليون يورو كدفعة أولى ووعدت بدفعة مماثلة بعد ستة أشهر، لكن حجب الثقة ومن ثم الخلاف حول أسماء الوزراء وقانونية الانتخابات، عطلت الدفعة الثانية من قطر وربما تمويل ودعم من دول أخرى.

 

مصادر في الائتلاف السوري أكدت لـ “العربي الجديد” أن زيارة رئيس الائتلاف هادي البحرة، والأمين العام نصر الحريري إلى الرياض الخميس الماضي، تمخض عنها “تقديم السعودية مساعدة مالية عاجلة للائتلاف تضمن استمرار عمل أجهزته “.

 

لكن المصادر ربطت “الفرج المالي” بمدى التوافق الذي ستشهده اجتماعات الهيئة العامة المنعقدة حتى اليوم (الإثنين) في اسطنبول على انتخاب رئيس جديد للائتلاف والاتفاق على الحكومة، لأن “الكتل ضمن الائتلاف تحس بخطورة استمرار الخلاف على الوضع بالداخل وعلى ما يحضر من صفقات حوار سياسي في القاهرة وموسكو. وعلى التمويل والدعم المالي أيضاً ” .

 

وقدرت المصادر كتلة الرواتب والأجور في الحكومة المؤقتة بنحو مليون دولار شهريا، جلها للعاملين في الداخل السوري. وقالت المصادر إن ما يرصد للمكتب الإعلامي في الائتلاف نحو 130 ألف دولار شهريا بين أجور و”أمور أخرى”، كما تبلغ رواتب هيئة رئاسة الائتلاف وأعضاء الهيئة السياسية نحو 85 ألف دولار شهرياً.

 

داعش” يُعدم صحافيا عراقيا مختطفا لديه منذ أربعة أشهر

بغداد ــ علي العزاوي

لم يمُرّ أربعة أيام على بداية العام 2015، حتى بدأت الانتهاكات ضدّ الصحافيين… وها هي تنطلق من تنظيم “داعش”، حيث أعلنت السلطات الإدارية في محافظة نينوى، أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أقدم على إعدام صحافي عراقي يعمل في قناة محلية “سما موصل” رمياً بالرصاص، فيما حذرت نقابة الصحافيين تنظيم الدولة من مغبة الاستمرار في استهداف الصحافيين العراقيين في المناطق الخاضعة له، مطالبة “داعش” بضرورة مراعاة حقوق الإسلام والدين في معاملة الصحافيين المختطفين.

 

وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن “داعش أقدم على إعدام الصحافي عصام محمود، والذي يعمل في فضائية “سما الموصل” وهو معتقل لديه منذ أربعة شهور، وأقدم على إعدامه بطلقات نارية في منطقة الغزلاني، حيث يسيطر على مقر ومواقع تابعة للجيش العراقي”.

 

من جهته، استنكر نقيب الصحافيين العراقيين، مؤيد اللامي، قيام “تنظيم داعش بقتل الصحافي عصام محمد”، معتبراً أن “قتل الصحافيين المختطفين لدى هذا التنظيم الذي لا يُمثّل أبسط حقوق ومراعاة حقوق الصحافيين والإنسان، ولا يمثل الاسم لأنه تنظيم متطرف يسعى إلى القتل والتنكيل”.

 

وأضاف اللامي أن “الصحافيين العراقيين معروف عنهم المهنية في العمل، ولكن ما يقدم عليه هذا التنظيم يعتبر جريمة بحق الإنسانية، وعليه إطلاق سراح الصحافيين الذين يختطفهم”، معتبراً أن “الصحافيين العراقيين قدموا الكثير من التضحيات بسبب هذا التنظيم الفاشي الذي شوه الاسم، ويقتل ويذبح تحت اسم الإسلام، والغرض معروف هو تشويه حقيقة وجوهر الإسلام المتسامح”.

 

من جهته، قال أحد الصحافيين في نينوى ويدعى ذي النون محمد لـ”العربي الجديد”: “18 صحافيا وفنيا، لا يزال داعش يختطفهم في نينوى وغالبية الصحافيين غادروا نينوى باتّجاه كردستان وبغداد وتركيا والمدينة خالية من أي صحافي”، مشيراً إلى أن “ما ينقل من الأحداث هناك ينقل عن طريق أشخاص ثقة، ويتابعون شؤون المدينة وما يفعله التنظيم في المدينة بحق أهلها، وكأن أهل نينوى كانوا على موعد مع خوارج العصر والقتلة، ونطلق عليهم أصحاب الدين الجديد”.

 

جيش الإسلام في دوما: أنا أو لا أحد!

صبر درويش

شهدت مدينة دوما في الغوطة الشرقية الليلة الماضية اشتباكات عنيفة، دارت هذه المرة بين تشكيلين معارضين في المدينة هما جيش الاسلام بقيادة زهران علوش، وجيش الأمة بقيادة أحمد طه أبو صبحي. وجاءت هذه الاشتباكات في سياق حملة أطلقها زهران علوش تحت اسم “تطهير البلاد من رجس الفساد”، وقد أسفرت عن مقتل العديد من الشبان، كما سرت أنباء عن إصابة قائد جيش الأمة “أبو صبحي” ومقتله لاحقاً، حيث لم تفلح جهود المسعفين في إنقاذ حياته، بحسب بعض الصفحات الاعلامية في الغوطة.

 

وبحسب صفحة “الغوطة الآن” الموالية لجيش الاسلام، فقد تم اعتقال عدد من قيادات جيش الأمة، والذين اتهمهم جيش الاسلام برعاية تجارة الممنوعات في الغوطة الشرقية. كما قام بعض مقاتلي جيش الأمة بتسليم أنفسهم وأسلحتهم لجيش الاسلام، حيث ذكرت مصادر بأنهم موقوفون الآن في سجن التوبة بعد أن تلقوا وعوداً بمعاملتهم معاملة جيدة.

 

في هذا السياق أعلنت قيادة الجبهة الجنوبية عبر بيان لها، عن وقوفها إلى جانب جيش الأمة بوجه تعديات جيش الاسلام وقالت في بيانها إن ” الإعتداء على جيش الأمة هو اعتداء على تشكيلات الجبهة كافة”. وأضاف البيان “إننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الهجمة الغادرة التي يتعرض لها جيش الأمة في الغوطة الشرقية”، متهمة جيش الإسلام بالتآمر على تسليم الغوطة الشرقية وجوبر للنظام السوري.

 

وكان زهران علوش قد غرد في وقت سابق على حسابه على “تويتر” بإسقاط طائرتين حربيتين من طراز ميغ 23، وسوخوي 24، قائلاً أنهما كانتا تؤازران ما دعاه “بجيش اللمة” في إشارة إلى جيش الأمة، بينما أكد المكتب الإعلامي لجيش الإسلام عن استهداف المقاتلتين بصواريخ حرارية مضادة للطائرات.

 

أحد الناشطين الاعلاميين في دوما أكد إصابة طائرة واحدة، واشار إلى أنها لم تسقط، إذ هبطت اضطرارياً بعيداً عن الغوطة، وجزم بعدم سقوط أي طائرة في الغوطة كما ادعى علوش، في حين أفاد نشطاء آخرون عن سقوط الطائرة في بير القصب، وذلك بمضادات تنظيم الدولة الإسلامية، وسقطت محترقة في مطار خلخله على طريق دمشق-السويداء.

 

إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية مختلفة بأن اكثر من 30 شخصاً من حواجز جيش الأمة المتواجدين في مخيم الوافدين سلموا انفسهم الى قوات النظام، في ما بات يعرف بعملية “تسوية الوضع”.

 

من جهة ثانية، تحدثت مصادر إعلامية عن اغتيال شخصيتين قياديتين من الجيش الحر في مدينة حرستا الملاصقة لمدينة دوما قبل يومين، وهما: هشام محفوض المعروف بأبو عمر، قائد كتيبة درع الرسول، وعماد البرهمجي المعروف بأبو طالب، قائد كتيبة البشير، والكتيبتان بحسب المعلومات المتوفرة تابعتان لما كان يعرف سابقاً بـ “لواء فتح الشام”، الذي انضم إلى تشكيل “جيش الأمة” في ما بعد.

 

تأتي تلك التطورات في وقت تتكثف فيها حملات نظام الأسد على جبهة جوبر القريبة من دوما، والمهددة بالانهيار في أي لحظة، وهو الأمر الذي أشاع مناخاً من السخط لدى العديد من الناشطين، الذين يتهمون التشكيلات العسكرية، وعلى رأسها جيش الاسلام، بخسارة الجبهات واحدة تلو الأخرى، والفشل الذريع في فك الحصار عن الغوطة الشرقية والمستمر منذ حوالي العامين.

 

وبحسب العديد من ناشطي مدينة دوما، فإن الجميع متفق على ان الغوطة الشرقية اليوم على كف عفريت، وأن القتال الجانبي الذي يحدث بين أخوة السلاح لا يصب إلا في مصلحة نظام الأسد، ويهدد بسقوط الغوطة الشرقية بالكامل كما حدث سابقاً في القلمون شمال دمشق.

 

بلجيكا تحارب الدعاية المتشددة.. بتطبيق تجربة النظام السوري

نذير رضا

التصريح المنقول عن مسؤول مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل كيرشوف، بأن بلجيكا ستبث مقابلات مع “جهاديين محبطين عائدين من سوريا”، ضمن برنامجها لمحاربة الحملات الدعائية للتنظيمات المتشددة في أوروبا، يماثل هجوماً دعائياً غير ذي جدوى، قدمه النظام السوري خلال السنوات الماضية. وجه الشبه بين المخططين، كبير، كذلك التوقعات بنتائجه. فدحض شائعة، من طريق إعلان الندم، مهمة غير مكفولة النتائج، بل سترتد على نحو معاكس، وتحيل الجهود الى آلة دعائية استخدمها النظام، وانهارت بفعل التشكيك بمصداقيتها.

 

والجهود الأوروبية لتقويض تجنيد المتشددين لشبان أوروبيين بهدف القتال في سوريا، تبدأ من المحاصرة الأمنية والتدابير في المطارات والمعابر الجوية، وتتسع لمراقبة مواقع التواصل الإجتماعي والرقابة الإلكترونية. الفعل الأخير، اثبت جدواه في بريطانيا خلال الأشهر الستة الماضية، ما دفع بروكسل لتحذو حذو لندن. حصلت، بحسب كيرشوف، على تأييد من الإتحاد الأوروبي، ودعم مالي يقارب المليون يورو، يُنفق على 5 أو6 خبراء يعملون في وزارة الداخلية البلجيكية، يتم التعاقد معهم لتنفيذ المشروع على مدى 18 شهراً.

 

لا لُبس في تلك الجهود، ونتائجها المرجوة.. لكن الخطة تشمل أيضاً “بث مقابلات لجهاديين محبطين عائدين من سوريا وإدراكهم لأسباب المعارك الطاحنة هناك، وأن الأمر لم يعد يتعلق بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بل بصراع مجموعات متمردة متنافسة”، بحسب ما نُقل عن كيرشوف.

 

هذه الخطة، تتشابه الى حد كبير مع خطط النظام السوري التي توقف عن تنفيذها منذ ما يزيد عن عام. درج التلفزيون السوري الرسمي على بثّ مقابلات مع سجناء، قال أنهم كانوا ينتمون الى جماعات إرهابية. لكن تلك المقابلات، لم تقوّض حركة المعارضة العسكرية ضد النظام السوري، بل زادتها شدة. كما لم تحاصر تمدد الجماعات المتشددة. ففي الحالة الأولى، ساهم التشكيك في مصداقية المقابلات بإفشال مهمة النظام، ما دفعه الى ايقاف تلك الاستراتيجية. أما في حالة المتشددين، فإنها انعكست ازدياداً في عديدهم، لأن معايير الإنضمام الى جماعات جهادية، لا تتوقف على شخص يعلن توبته. هي مرتبطة بمنظومة كاملة من التجييش العقائدي والمال والسلاح وظروف الأمر الواقع.

 

النتائج نفسها، ستترتب على الجهود الأوروبية في ما يتعلق بالمقابلات التلفزيونية. ستكون مواقع التواصل الإجتماعي التي يديرها متشددون، ساحة سخرية من الجهود الأوروبية. سينالون من التوابين العائدين، وسيشككون فيهم.. وذلك في حال رؤيتهم لتلك المقابلات، في ظل انتشار هائل لمواقع سرية، كشف عنها اليوم عبر تسريب بالخطأ من أحد المنتسبين الى “داعش”.

 

ويعتزم الاتحاد إنشاء خلية مستشارين في بلجيكا لمساعدة الدول الأعضاء في محاربة الحملات الدعائية للمتطرفين من أجل الحد من طرق التجنيد، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى جاهداً لمحاربة ظاهرة التطرف وتجنيد المقاتلين، عن أحدث مساعيه في هذا الشأن، وهي خلية مستشارين في بلجيكا يمكن للحكومات الأعضاء استشارتها في مجال مكافحة دعاية التطرف.

 

وأوضح المسؤول عن مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي أن فكرة المشروع تتمثل في تكوين خلية من الخبراء لمساعدة الدول الأوروبية في مواجهة المتشددين الجهاديين، تمنح الحكومات الأوروبية إمكانية الاستشارة بشأن قضية الجهاد. وأضاف كيرشوف أن المشروع سيطرح حلولاً للتصدي للحملات الدعائية التي يقوم بها تنظيم “الدولة الإسلامية” ومجموعات جهادية أخرى لتجنيد واستقطاب المجاهدين خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت وسيلة مهمة في عملية التجنيد، كما يتم استخدامها لبث شرائط فيديو تظهر عمليات الإعدام.

 

ورصدت أجهزة الاستخبارات الغربية 3 آلاف مقاتل أوروبي يقاتلون في صفوف “داعش” في العراق وسوريا، بعدما جندت مواقع التواصل العائدة للجهاديين 15 ألف مقاتل، بحسب تقديرات أميركية.

 

وأطلقت مثل هذه التجربة في بريطانيا في وقت سابق، واعتمدت برنامج بقوم على تشكيل خلية من خبراء يعملون على تطويق المواقع التي تبث خطابا متطرفا وتروج لفكرة “الجهاد” في سوريا، ويقومون ببث رسائل مضادة تساهم في ردع الشباب عن سلوك مثل هذا الطريق. ويرى المراقبون أن البرنامج البريطاني قد أثبت نجاحه ومن الممكن تعميمه وتوسيعه ليشمل الكثير من دول أوروبا.

 

حزب الله تنظيمياً: انتكاسات متراكمة 2014: حزب الله يلملم ما تعرّض له من انتكاسات

يعيش حزب الله مع أفول عام 2014 لحظة مهابة حقيقية بعد سلسلة انكشافات في وضعه التنظيمي الداخلي، فهذا التنظيم “السياسي ـ العسكري” الموجود على الساحة اللبنانية السياسية والعسكرية على مدى 2أكثر من 30 عاماً، تلّقى في هذه السنة سلسلة من الانتكاسات الخطيرة على بنيته.

فقتل القيادي في حزب الله حسان اللقيس في منطقة السان تريز، وشكّل مقتله خسارة كبيرة للحزب منذ اغتيال القائد العسكري عماد مغنية عام 2008 في سوريا. وفي حزيران 2014، أعلنت وكالة الإستخبارات والجيش النيجيري العثور على مستودع للأسلحة يخص حزب الله اللبناني شمال نيجيريا كما أعلن المتحدّث بإسم الجيش النيجيري إعتقال 3 مواطنين لبنانيين هم عبد الله الطحيني ، مصطفى فوّاز ، طلال روضة .

توازياً، أعلنت السلطات التايلاندية إلقاء القبض على 2 من أعضاء الحزب إعترفا أنهما يخططان لشن هجوم ضد سياح إسرائيليين في بنكوك في نيسان 2014 وقد جاء هذا بعد إتّهام حزب الله بتفجير “بورغاس” في بلغاريا قبل سنتين ونصف والذي إستهدف حافلة إسرائيلية موقعاً فيها قتلى وجرحى.

وأخيراً.. ضجّت الأوساط الإعلامية اللبنانية بخبر إعتقال قيادي في حزب الله بتهمة التعامل مع جهاز المخابرات الاسرائيلية “الموساد”. ويوماً بعد يوم، تتكشف معلومات اضافية عن هذا العميل الذي يدعى محّمد شوربا، من بلدة محرونة الجنوبية الذي سبق وأن تدّرج في المسؤوليات داخل الحزب قبل أن يتّولى مسؤولية جهاز العمليات الخارجية في الحزب (910).

الوحدة 910 التي يرأسها كانت قد واجهت فشلاً متكّرراً في السنوات الماضية في عمليات وملفّات كان الحزب يعمل عليها ضد أمور متعلقّة بنشاط العدو الإسرائيلي، وهي كانت مكلفة بالثأر لاغتيال مغنيّة.

مصادر مقربة من حزب الله أكدت في حديث مع “المدن” أن شوربا المعروف باسم “هيثم” عمل على تفكيك الوحدة 910 وزعزعتها من الداخل، وكشف خلايا الحزب في الخارج، وأدى ذلك الى اعتقال العنصر محمّد همدر الذي أوقف في البيرو في تشرين الأول الماضي(2014) والشاب حسين عتريس وزميله جيمس سامي بابلو في تايلاند عام 2012.

وتضيف المصادر أن اكتشاف حزب الله لشوربا يعد انجازاً نوعياً وإعتقاله رغم الأضرار الذي ألحقها جرّاء تسريب المعلومات إلى الموساد. وتُشير إلى أن شوربا تم توقيفه نتيجة تعاون استخباري بين المخابرات الروسية (KGB) والمخابرات الايرانية، إذ أن عميلاً لـ”KGB” داخل جهاز المخابرات الاميركية (C.I.A) كشف أمر عمالة شوربا للموساد ونقل هذه المعلومات لبلاده ومنها إلى ايران”.

يؤكد المصدر أن شوربا تم اعتقاله من قبل المخابرات الايرانية وهو الآن في طهران يخضع للتحقيق.

ثُم، مؤخراً، يستقيل القيادي في الحزب وعضو مجلس الشورى فيه غالب أبو زينب من مسؤوليته في الملف المسيحي. استقالة هي الأولى من نوعها في الحزب، وإن بقي أبو زينب إلى الآن عضواً في مجلس الشورى، إلّا أن أسئلة كثيرة بدأت تُطرح في هذا السياق، لا تبدأ بعلاقته العائلية بشوربا ولا تنتهي بأعماله المزدهرة في جنوب أفريقيا.

ينتهي عام 2014، وحزب الله يلملم ما تعرّض له من انتكاسات، بمحاولة تهدئة داخلية، لا تُخفي الترهّل الذي بدأ يظهر، والذي يعبّر عنه كشف شوربا تحديداً. العقيدة لم تعد كما كانت في السابق. يُقال إن أحد العملاء الذين كشفهم الحزب داخل صفوفه قبل أكثر من عام، لا يزال إلى اليوم مُقتنعاً أنه لم يُخطئ، وأن الإنفلاش يجب أن ينتهي.

 

«المرصد السوري»: استعادة السيطرة على «كامل المربع الأمني» في كوباني

استعاد المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، اليوم، السيطرة على كامل المربع الأمني الذي يضم مقار الحكومة المحلية و«وحدات حماية الشعب»، بعد نحو ثلاثة أشهر من سقوطه في أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وقال المرصد في بريد إلكتروني إن «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقاتل التنظيم الجهادي المتطرف في المدينة منذ نحو أربعة أشهر «سيطرت على كامل المربع الحكومي الأمني في عين العرب» التي يسميها الأكراد كوباني.

وأضاف أن سيطرة المقاتلين الأكراد على كامل المربع الأمني جاءت «عقب اشتباكات بدأت قبيل منتصف ليل أمس واستمرت حتى فجر اليوم مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين» في جنوب عين العرب.

وترافقت الاشتباكات مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي ثلاث ضربات على الأقل استهدفت مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة، وسط قصف متقطع من قوات البيشمركة على مواقع التنظيم في كوباني وأطرافها.

وقد أسفرت الاشتباكات وفقاً للمرصد عن مقتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، غالبيتهم من جنسيات غير سورية.

وسيطر التنظيم في تشرين الأول/أكتوبر على المربع الأمني قبل أن ينسحب منه قبل نحو عشرة أيام لكن الأكراد لم يدخلوا إليه قبل التأكد من محيطه وتنظيفه من الألغام والمتفجرات.

 

(أ ف ب)

 

خوجة بعد إنتخابه: لا حوار مع الأسد في موسكو

نفوذ الاخوان المسلمين ينحسر داخل الإئتلاف السوري

أ. ف. ب.

أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد ساعات على انتخابه اليوم الاثنين في اسطنبول، رفضه لاي حوار مع نظام الرئيس بشار الاسد في موسكو.

 

بيروت: عقد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة مؤتمرا صحافيا قال فيه ردا على سؤال عن اللقاء الذي دعت اليه موسكو لجمع النظام والمعارضة “حسبما تدعو موسكو، المطلوب حوار مع النظام، وهذا غير وارد بالنسبة الينا”.

 

واضاف “لا يمكن الجلوس مع النظام الى طاولة واحدة (…) الا في اطار عملية تفاوضية تحقق انتقالا سلميا للسلطة وتشكيلا لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة”.

 

ودعت موسكو شخصيات من الحكومة السورية و28 شخصية من المعارضة بينها الرئيس السابق للائتلاف هادي البحرة واحمد معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا اللذان تراسا الائتلاف في وقت سابق ايضا، الى لقاء على ارضها يعقد في وقت لاحق في كانون الثاني/يناير.

 

وليس واضحا ما اذا كان اقطاب المعارضة سيوافقون على الحضور من دون مظلة الرئيس الجديد للائتلاف.

 

وكان خوجة انتخب فجرا بدعم القوى العلمانية والاسلامية المعتدلة داخل الائتلاف، بحسب ما ذكر عضو الائتلاف سمير نشار لفرانس برس.

 

وقال نشار في اتصال هاتفي من اسطنبول حيث تمت عملية الانتخاب خلال اجتماع للهيئة الادارية للائتلاف، “نجح خوجة بدعم القوى الديموقراطية والمدنية والاسلام الوسطي المعتدل داخل الائتلاف”، مؤكدا ان الانتخابات “شهدت انحسارا لنفوذ الاخوان المسلمين” الذين كانوا يدعمون المرشح نصر الحريري.

 

وابدى نشار المقرب من خوجة تفاؤله بان الائتلاف مع “القيادة الجديدة سيعمل على اعادة الثورة السورية الى المسار الصحيح، ويعمل على بناء خط وطني ملتزم بالثورة وبتغيير (الرئيس) بشار الاسد واقامة دولة مدنية تعددية في سوريا بعيدا عن اي اقصاء او تهميش”.

 

ونشار معروف بانتقاده لمحاولات حركة الاخوان المسلمين منذ بدء “الثورة السورية” السيطرة على قرار تشكيلات المعارضة المختلفة وعلى مواردها المالية.

 

واكد نشار ان القيادة الجديدة ستعمل “على موضوع التوافق من دون تهميش احد، لكن ضمن الاحجام الحقيقية لكل طرف”.

 

وذكر مشاركون في الانتخابات التي قامت بها الهيئة العامة للائتلاف ان خوجة يعتبر من الشخصيات المقربة من تركيا، البلد الذي عاش فيه سنوات طويلة من حياته بعد خروجه من سوريا حين كان لا يزال دون سن الثامنة عشرة. الا انهم اشاروا الى ان ترشحه احرج السلطات التركية المتهمة بدعم الاخوان والحركات الاسلامية المتطرفة في المعارضة السورية.

 

ولم يتبين بعد موقف الراعيين الخليجيين للمعارضة، اي قطر والسعودية اللذين يتمتع كل منهما بتيار مؤيد داخل المعارضة.

 

وفاز خوجة بغالبية 56 صوتا مقابل خمسين صوتا للحريري، بحسب المكتب الاعلامي للائتلاف.

 

واكد بيان للائتلاف انتخاب هشام مروة ونغم الغادري نائبين للرئيس، فيما انتخب يحيى مكتبي أميناً عاماً.

 

وولد خوجة في دمشق في الرابع من تموز/يوليو 1965. أنهى دراسته الابتدائية فيها والثانوية في ليبيا. درس العلوم السياسية في جامعة اسطنبول، ثم درس الطب في جامعة أزمير في تركيا التي تخرج منها في العام 1994.

 

اعتقل العام 1980، وكان لا يزال فتى لمدة اربعة اشهر، ثم اعتقل ثانية العام 1981 لمدة عام ونصف بسبب نشاط والده السياسي في نقابة الأطباء. وغادر سوريا بعد ان افرج عنه لانه قاصر، وبقي والداه في السجن. ولجأ الى اقارب في تركيا.

 

انخرط في “الثورة السورية” منذ انطلاقها في منتصف آذار/مارس 2011. وهو من مؤسسي المجلس الوطني السوري، اول مجلس سوري معارض، ثم في تاسيس الائتلاف الوطني.

 

وكان حتى قبل انتخابه رئيسا للائتلاف، ممثلا له في تركيا. وهو من اتباع الاسلام الصوفي.

 

وتم انتخاب الهيئة السياسية للائتلاف المكونة من أحمد رمضان وأكرم عساف وخالد الناصر وبدر جاموس وحسان الهاشمي وحسين العبد الله ورياض الحسن وسالم المسلط وصلاح درويش وعبد الأحد اصطيفو وفادي ابراهيم ومحمد دغيم وخطيب بدلة ومحمد بنكو ومحمد قداح ونذير الحكيم ونورا الأمير وهادي البحرة.

 

ولم يتمكن المعارض البارز المخضرم ميشال كيلو من دخول الهيئة الادارية، كما سقط في العملية الانتخابية نائب المراقب العام للاخوان المسلمين فاروق طيفور.

 

بدء تنفيذ قرار منح السوريين سمات لدخول لبنان

إجراء هو الأول من نوعه في تاريخ البلدين

أ. ف. ب.

دخل قرار فرض سمة دخول على السوريين القادمين الى لبنان حيز التنفيذ اعتبارًا من اليوم الاثنين. وبدأ السوريون يملأون الاوراق المطلوبة منهم لدى وصولهم الى المعابر الحدودية أو المطار.

 

بيروت: دخل قرار فرض سمة دخول على السوريين القادمين الى لبنان حيز التنفيذ اعتبارًا من اليوم الاثنين، في اجراء هو الاول من نوعه في تاريخ البلدين، ويهدف الى الحد من أعداد اللاجئين في البلد الصغير المثقل بعبء اكثر من مليون سوري فروا من بلادهم منذ بدء الازمة المستمرة منذ اربع سنوات.

 

وقال مسؤول في الامن العام لوكالة فرانس برس “دخلت الاجراءات المتخذة في شأن السوريين القادمين الى لبنان حيز التنفيذ اعتبارًا من اليوم، وبدأ السوريون يملأون الاوراق المطلوبة منهم لدى وصولهم الى المعابر الحدودية أو المطار”.

 

وكانت المديرية العامة للامن العام اعلنت الاسبوع الماضي “معايير جديدة تنظم دخول السوريين الى لبنان والاقامة فيه”، وتقوم على فرض سمة او اقامة، وهو امر لم يكن معمولاً به من قبل، اذ كان السوريون يدخلون بحرية تامة الى لبنان ويعملون او يقيمون فيه من دون أي قيود.

 

لكن تدفق اكثر من مليون لاجىء الى لبنان بسبب النزاع الذي اندلع في منتصف آذار/مارس 2011، شكل عبئًا كبيرًا على البلد ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والموارد الاقتصادية المحدودة، وبالكاد يتجاوز عدد سكانه الاربعة ملايين.

 

وحذرت الحكومة اللبنانية مرارًا من عواقب هذا التدفق، مطالبة المجتمع الدولي بدعم اكبر وبتوزع عبء استضافة اللاجئين.

 

واعلنت السلطات في تشرين الاول/اكتوبر انها لن تستقبل أي نازح بعد الآن، باستثناء الحالات الانسانية الملحة.

 

وقال مستشار وزير الداخلية خليل جبارة المطلع على الملف لوكالة فرانس برس: “آن الاوان لتنظيم مسألة دخول السوريين الى لبنان، لا بل تأخر الامر كثيرًا”، موضحًا أن عدد السوريين الموجودين في لبنان يصل الى 1,5 مليون، وهو اكبر بالتالي من الرقم المعلن عنه في سجلات الامم المتحدة (1,1 مليون)، “اذ ليس كل السوريين نازحين وليسوا كلهم مسجلين لدى الامم المتحدة”.

 

واضاف ان “هذا الوجود يشكل عبئًا امنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا على لبنان وضغطًا على بناه التحتية لم يعد يستطيع تحمله”.

 

واوضحت السلطات اللبنانية انه لا توجد سمة دخول بمعنى ورقة رسمية اسمها “فيزا” أو “سمة” كما بالنسبة الى مواطني دول اخرى، الا أن السوري القادم الى لبنان سيملأ ورقة على الحدود يقول فيها تحت أي خانة يزور البلد (من اجل السياحة، او العمل، او زيارة اقارب، الخ…). ويوضح مكان اقامته ومدتها. وذكر المسؤولون أن الهدف هو جمع معلومات عن السوريين المقيمين في لبنان واحصاؤهم وتنظيم وجودهم.

 

ويضع الامن العام ختمه على جواز السفر أو يرفض ذلك بناء على هذه المعلومات.

 

وقد بدأ تشديد الاجراءات على السوريين خلال الاشهر الماضية، بعد ان تصاعدت شكاوى اللبنانيين ازاء الضغط على الموارد المائية والكهربائية واليد العاملة، وكذلك بسبب التوترات الامنية التي تورط فيها سوريون، وبينها المعارك التي وقعت في آب/اغسطس في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن داخل مخيمات للاجئين في البلدة.

 

وترى لينا الخطيب من مركز كارنيغي للابحاث في الشرق الاوسط أن التدبير المتعلق بدخول السوريين هو نتيجة فشل لبنان في وضع سياسة لادارة ملف اللاجئين منذ بدء النزاع.

 

ويوجد انقسام حاد بين اللبنانيين حول الملف السوري، بين مؤيدين للنظام وفي طليعتهم انصار حزب الله الذي يقاتل الى جانب النظام في سوريا، ومتحمسين للمعارضة غالبيتهم من السنة، ما يعقد الاتفاق السياسي على كيفية ادارة شؤون اللاجئين.

 

ورأت الخطيب ان قرار منح السمات “اتخذه السياسيون لإرضاء الناخبين المنزعجين من تأثير اللاجئين على البلاد”.

 

واعتبرت أن نقمة اللبنانيين “مبررة ومبالغ بها في الوقت نفسه”، مشيرة الى تراجع المداخيل بسبب تدني اجر اليد العاملة السورية وارتفاع الايجارات بسبب الطلب، والى خشية اللبنانيين من تكرار تجربة اللاجئين الفلسطينيين الذين يقارب عددهم الاربعمئة الف حاليًا، والمتهمين بلعب دور اساسي في تفجر الحرب الاهلية (1975-1990).

 

وكانت السلطات اللبنانية افسحت المجال لجميع السوريين الموجودين على ارضها لتسوية اوضاعهم بمعنى الاستحصال على اقامات قانونية وتسجيل اماكن وجودهم لدى الامن العام، حتى نهاية العام 2014، دون دفع اي رسوم.

 

ولم يعرف عدد الذين تجاوبوا مع هذا الاجراء. لكن الذين اقدموا على تسوية هذه الاوضاع، اعطيت لهم “اقامات مجاملة”. ويفترض بهم ان يقوموا بتجديد هذه الاقامات بشكل منتظم.

 

واكد جبارة “لا قرار بترحيل الموجودين”.

 

واضاف ردًا على سؤال عن موقف الامم المتحدة والمنظمات الدولية من هذا القرار، “هذا قرار سيادي صادر عن الحكومة اللبنانية يأخذ في الاعتبار مصالح لبنان. ونحن نحترم التزاماتنا الدولية، بمعنى اننا لن نرحل احدًا وسنستقبل اصحاب الحالات الانسانية والاستثنائية”.

 

ويعود القرار في تحديد هذه الحالات الى وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية.

 

في ردود الفعل، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة رون ادموند: “نتفهم الاسباب التي اوردتها الحكومة لادراج هذه الضوابط، لكن من مسؤولية المفوضية أن تتأكد من أن اللاجئين لن يكونوا مرغمين على العودة الى اوضاع كانت حياتهم فيها معرضة للخطر”.

 

ودعا ادموند المجتمع الدولي “الى مساعدة لبنان الذي كان سخيًا جدًا (…) ويستحق اكثر من المساعدات التي يتلقاها حاليا”.

 

وقال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي من جهته إن بلاده “تقدر وتتفهم” الاجراءات التي اتخذها لبنان، لكن “موضوع دخول السوريين وخروجهم يتطلب تنسيقًا وتكاملاً بين الجهات المعنية في البلدين”.

 

خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري  

طبيب وسياسي سوري انتخب رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في 4 يناير/كانون الثاني 2015 خلفا لهادي البحرة.

 

المولد والنشأة: ولد خالد خوجة بدمشق في 4 يوليو/تموز 1965، وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في دمشق، سافر إلى ليبيا ليكمل تعليمه الثانوي في مدينة أوباري عام 1985، وبعدها انتقل إلى تركيا حيث درس العلوم السياسية بجامعة إسطنبول عام 1986، ليلتحق بجامعة أزمير في تركيا، ويدرس الطب ويتخرج عام 1994.

 

الاعتقال والتجربة السياسية: تعرض خلال مراحل تعليمه لاعتقالين من قبل نظام الرئيس حافظ الأسد: الأول سنة 1980 واستمرت فترة اعتقاله أربعة أشهر، ثم اعتقل ثانية سنة 1981 مدة عام ونصف بسبب نشاط والده السياسي في نقابة الأطباء.

 

أسس مستشفيين ومستوصفين طبيين منذ عام 1995 حتى عام 2004، كما يعمل مستشار استثمار وتطوير وإدارة بالقطاع الطبي منذ عام 1994 حتى الآن.

 

مع بداية الثورة السورية منتصف مارس/آذار 2011 شارك خوجة في الحراك الثوري، وأسس “منبر التضامن مع الشعب السوري”.

 

يعد خوجة من مؤسسي المجلس الوطني السوري الذي أنشئ في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2011، كما ساهم في تأسيس الائتلاف الوطني السوري لقوة الثورة والمعارضة الذي أعلن عن تشكيله في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

 

ممثل الائتلاف حاليا في تركيا، وهو شخصية قريبة من الحراك المدني والعسكري ويعد من مؤسسي مشروع المجالس المحلية في سوريا.

 

يشارك بشكل دوري في ندوات علمية وسياسية تقيمها مراكز الأبحاث التركية والعالمية كمحلل سياسي وإستراتيجي، إضافة للظهور الإعلامي في القنوات التركية والعربية والعالمية.

 

المعارضة تسيطر على مناطق إستراتيجية بحلب  

أفاد مراسل الجزيرة في مدينة حلب (شمال سوريا) بأن المعارضة المسلحة أعلنت سيطرتها على منطقة المجبل وقسم كبير من منطقة المناشر الواقعة بمنطقة البريج (شمال شرقي المدينة).

 

جاء ذلك بعد معارك عنيفة مع جيش النظام السوري المدعوم بمليشيات أجنبية. وقالت المعارضة المسلحة إن مقاتليها قتلوا عشرات من جنود النظام خلال عملية السيطرة على المجبل.

 

وتكمن أهمية منطقتي المجبل والمناشر في أنهما تقعان قرب مخيم حندرات، حيث كان جيش النظام يسعى إلى التقدم نحو المخيم الإستراتيجي وإلى طريق الكاستيللو الواصل بين مدينة حلب وريفها.

 

وفي تطور آخر، أفاد مراسل الجزيرة بأن أمًّا وطفليها قتلوا وأصيب عدة أشخاص في بلدة كفر عويد بريف إدلب (شمالي سوريا) في قصف لطيران النظام السوري.

 

وأوضح المراسل أن القصف استهدف أيضا قرى التمانعة وكن صفرة ودير سنبل في ريف إدلب، مما أدى إلى دمار في الممتلكات.

 

وألقت مروحيات النظام السوري برميلين متفجرين على الأحراش بأطراف بلدتي الهبيط وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، مما أسفر عن تخريب الأراضي الزراعية في محيط البلدتين، دون تسجيل إصابات بشرية.

اغتيال

من جانب آخر، قال ناشطون إن العميد طيار مهيب الحمد -وهو أحد قادة الفرقة 101 التابعة للمعارضة المسلحة- اغتيل بعبوة ناسفة في بلدة أطمة في ريف إدلب المتاخمة لتركيا.

 

وإلى الغرب من مدينة دير الزور، قالت وكالة أنباء “سانا” السورية إن قوات النظام أعادت الأمان والاستقرار إلى قرية البغيلية، وَفق وصفها.

 

وأضافت الوكالة أن هذه القوات قتلت وجرحت عددا ممن أسمتهم الإرهابيين. وبثت الوكالة تسجيلا قالت إنه من القرية.

 

وكانت مصادر في تنظيم الدولة الإسلامية قالت إن مسلحيه سيطروا على مواقع لقوات النظام في البغيلية وأخرى غرب مدينة دير الزور ومحيطي معسكر الصاعقة ومنطقة عياش التي تضم مخازن ضخمة للسلاح والعتاد.

 

وفي المقابل، أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بارتفاع عدد قتلى حزب الله اللبناني في المواجهات التي جرت السبت مع جبهة النصرة في محيط قرية فليطة بريف دمشق، إلى خمسة بعد وفاة عنصرين متأثرين بجراحهما.

 

هدى- زينة”.. عاصفة ترعب لاجئي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بينما تستعد بعض دول المنطقة لاستقبال العاصفة الثلجية”هدى” فإن البعض الآخر يستعد لاستقبالها باسم مختلف هو “زينة”، وتشكلت هذه العاصفة إثر منخفض جوي قوي قادم من تركيا واليونان وشرق أوروبا.

 

ويعد اللاجئون السوريون هم الأكثر تضررا من هذه العاصفة، خاصة هؤلاء الذين يعيشون في مخيمات مناطق البقاع وشمال لبنان المرتفعة.

 

ففي لبنان، التي أطلق على العاصفة فيها اسم “زينة”، تستمر الأمطار والثلوج في التساقط حتى نهاية الأسبوع، ويترافق ذلك مع عواصف رعدية.

 

وفي مدينة نابلس يستعد الفلسطينيون للعاصفة الجوية التي أسموها “هدى”، بتجهيز ما يلزم. كما يشهد قطاع غزة منخفضا جويا، مصحوبا بكتلة هوائية باردة، حيث يطرأ انخفاض على درجات الحرارة، وتكون الفرصة مهيأة لتساقط الثلوج فوق المرتفعات الجبلية.

 

وتشهد مصر موجة برد قارسة قد تستمر حتى نهاية الأسبوع الحالي، إذ أوضح المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية، وحيد سعودي، أن درجات الحرارة العظمي على القاهرة يومي الأربعاء والخميس المقبلين ستصل إلى 10 درجات مئوية.

 

فيما أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد في السعودية أن موجة قوية من البرد ستضرب الجوف، تبوك، حائل والأجزاء الساحلية الغربية، فيما توقع خبراء الطقس تساقط الثلوج على الجبال المحاذية للحدود الأردنية.

 

ووفقا لدائرة الأرصاد الجوية الأردنية، فمن المتوقع أن تضرب العاصفة “هدى” الأردن، الثلاثاء، فيما بدأ الأردنيون التأهب استعدادا لتلك العاصفة.

 

إلا أن تأثير العاصفة الثلجية في الأردن بدأ مع ساعات الليل الأولى من الاثنين على شكل هواء شديد البرودة.

 

انتخابات الائتلاف السوري المعارض: خالد خوجة رئيسا خلفا للبحرة وهشام مروة نائبا له

إسطنبول، تركيا (CNN)—أعلن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، فجر الاثنين، عن انتخاب خالد خوجة لمنصب رئيس الائتلاف خلفا لهادي البحرة، في الوقت الذي تم فيه انتخاب هشام مروة كنائب له.

 

وبحسب التغريدة المنشورة على صفحة الائتلاف فإن خوجة نال 56 في المائة من الأصوات، محققا بذلك شرط النجاح وهو الحصول على 50 في المائة + واحد.

 

القيادة السورية “غربلت” أسماء المدعوين لاجتماع موسكو مسبقاً

روما (5 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مصدر حزبي سوري مطلع إن روسيا عرضت على الحكومة السورية قائمة المدعوين من المعارضة لاجتماع جنيف قبيل توجيه الدعوات لهم، وأكّدت على أن القيادة في دمشق قامت بما وصفها بـ”عملية غربلة” للأسماء

 

وأكّد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الحكومة السورية “وافقت على أسماء المدعوين من المعارضة” إلى اجتماع موسكو الذي تنوي الخارجية الروسية عقده نهاية الشهر الجاري بين وفد من المعارضين بصفتهم الشخصية وممثلين عن النظام، و”أعلمت موسكو برأيها بالمدعوين قبيل توجيه الدعوة لهم”، وفق تأكيده

 

وأشار المصدر أن النظام قام بما وصفه بـ “غربلة” لأسماء المعارضين المدعوين، وتم إبعاد من لم توافق عليه هذه القيادة، حيث تم حذف عدة أسماء واقتراح أسماء أخرى بديله عنها، ونوّه بأن الروس “التزموا بالقائمة النهائية التي اعتمدتها الحكومة السورية”. وذكر المصدر أن الاخيرة “لن توافق على تغيير القائمة بأي قائمة جديدة كما تطالب بعض قوى المعارضة، أو حتى توسيع المشاركة، واشترطت على الروس أن تعرف المدعوين بالاسم بشكل مسبق وتوافق عليهم قبل أن يسلّمهم الدبلوماسيون الروس الدعوات إلى اللقاء في موسكو”، وفق تعبيره

 

وترى بعض قوى المعارضة أن شخصيات دعتها روسيا لحضور اللقاء لا علاقة لها بالمعارضة، وكان من المنطقي أن تُدعى مع وفد الحكومة وليس مع أفراد المعارضة، وتطالب بتوسيع نطاق الدعوات لتشمل أكبر طيف من المعارضين السوريين.

 

ويشار إلى أن اجتماع موسكو الذي تصر روسيا على عقده “بمن يحضر” ليس مبادرة وإنما مساهمة في عقد لقاء لن يشارك قي اجتماعاته أي مسؤول روسي، ولن تتدخل الخارجية الروسية بأي أمر وإنما تهتم فقط بتهيئة المناخ للسوريين ليتحاوروا. وسيتم الحوار بدون شروط مسبقة، وليس له محاور، وبالتالي ليس له جدول أعمال، والدعوات التي وجّهت هي دعوات شخصية ولم تُوجّه لفصائل المعارضة كتنظيمات، وبالتالي فكل مدعو يمثل نفسه ولا يمثل أحداً آخر

 

آشوريو الداخل السوري يطالبون بتمثيلهم بلقاء موسكو

روما (5 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رغم الأجواء والمناخات المحلية والإقليمية والدولية غير المشجعة على انعقاد اجتماع موسكو الخاص بالأزمة السورية، يفضل آشوريو الداخل ألا يكونوا بعيدين أو مبعدين عن هذا المؤتمر، ويسعون للمشاركة في هذا الاجتماع كما يسعون للمشاركة في مؤتمر الحوار السوري ـ السوري المرتقب في القاهرة

 

وقالت مصادر آشورية مسؤولة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن رغبة الآشوريين ليس المراد منها احتكار القرار الآشوري أو مصادرة رأي آشوريي الخارج، وإنما لأن آشوريي الداخل هم الأكثر التصاقاً بالوطن السوري وأكثر تفهماً للقضية الوطنية السورية ولقضية وحقوق الآشوريين السوريين”، وفق تعبيرها.

 

وأضافت “إن الآشوريين يرفضون أن يُختزل تمثيلهم في مؤتمر موسكو وفي أي مؤتمر يعقد لأجل القضية السورية بشخصيات آشورية من الخارج، بغض النظر عن الأسماء والهويات السياسية لتلك الشخصيات، إذ من غير المعقول أن يمثلهم من ترك الوطن منذ عقود طويلة وغير مُلم بشكل جيد وكاف بظروف وحيثيات الأزمة السورية وبواقع الآشوريين السوريين (سرياناً/ وكلداناً) في الداخل، ومن مقومات نجاح الحوار الوطني هو مشاركة جميع مكونات المجتمع السوري وبشكل متوازن وعادل في أي حوار حول المخارج والحلول السياسية المناسبة للأزمة” السورية.

 

ودعت هذه المصادر من وصفتهم بـ “الشركاء” من معارضة الداخل بدعم المطلب الآشوري من خلال حث أصحاب الدعوة (الروس) على دعوة سياسيين آشوريين من الدخل للمشاركة في حوارات موسكو، وشددت على ضرورة أن يعطى “الدور الأكبر لمعارضات الداخل فيما يخص الحلول السياسية الممكنة للأزمة” السورية

 

وحول أحقية هذه المطالب، قال سليمان يوسف، المعارض والباحث السوري المهتم بقضايا الأقليات لـ آكي “من حق الآشوريين باعتبارهم مُكوّن سوري أصيل وأساسي وبحكم خصوصيتهم أن يكونوا جزءاً من القرار الوطني في تحديد سياسة وصورة بلدهم وشكل نظامهم السياسي والاجتماعي والثقافي الجديد، وعدم مشاركة ممثلين عن آشوريي الداخل يعني إقصاء هذا المكون السوري الأصيل عن الحوار وإبعاده عن المشاركة في رسم وتحديد مستقبل البلد”.

 

وفيما إن كان الآشوريون يسعون للتمثيل ضمن وفد المعارضة أم النظام، قال يوسف “تمثيل آشوريي الداخل يجب أن يكون ضمن وفد معارضة الداخل أو بشخصيات سياسية وحقوقية مستقلة، وليس ضمن وفد النظام، لأن هذا النظام بالنسبة لغالبية الآشوريين السوريين فقد صلاحيته الوطنية وأثبت عدم أهليته لقيادة سورية الجديدة، ناهيك عن أن هذا النظام وعلى مدى نصف قرن من حكمه لم يمنح الآشوريين حقاً واحداً من حقوقهم القومية ولم يعترف حتى بوجودهم كقومية لها خصوصيتها التاريخية وهويتها التي هي جزء من الهوية الوطنية” السورية

 

وعن وجود قناعة بإمكانية نجاح اجتماعات موسكو من وجهة نظر مسيحيي سورية، قال “يهمنا جداً، كسوريين أولاً وكآشوريين سوريين ثانياً، أن يكون الطرف الراعي لهذا اللقاء التشاوري جاداً في مسعاه لإيجاد حلول سياسية واقعية ومقبولة للحرب، حلول توقف العنف الأعمى والقتل والتدمير في سورية وتضمن عودة جميع المهجرين واللاجئين والنازحين وإنهاء حالة الاستبداد في البلاد وتضمن انتقال سورية إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية تحترم وتضمن حقوق جميع أبنائها ومكوناتها”، حسب تعبيره

 

انتخاب خالد خوجة زعيما جديدا للائتلاف الوطني السوري

انتخب الائتلاف الوطني السوري، المعارضة الرئيسية في البلاد التي تدعمها الدول الغربية، خالد خوجة زعيما جديدا للائتلاف خلفا لهادي البحرة الذي لم يسع لإعادة انتخابه.

 

وفاز خالد خوجة، وهو طبيب ورجل أعمال من دمشق يبلغ من العمر 49 عاما، ، بـ 56 صوتا من مجموع 106 أصوات خلال اجتماع عقد الأحد في اسطنبول، مقر الائتلاف.

 

يأتي تعيين خوجة في الوقت الذي تسعى فيه روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى تمهيد السبيل أمام عقد محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة.

 

ولم يستبعد الائتلاف السوري المشاركة، لكنه يرغب في الوفاء بعدد من الشروط.

 

ويصر الائتلاف على أن تعتمد أي تسوية متفاوض عليها على بيان جنيف 2011 الذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة، وهو من بين الشروط التي يرفضها أنصار الأسد.

 

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر في دمشق قوله الشهر الماضي إن الحكومة “مستعدة للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية والاستشارية في موسكو”.

 

لكن المسؤول شدد على أن المبادرة تهدف فقط إلى التوصل لاتفاق بشأن عقد مؤتمر حوار بين السوريين أنفسهم بدون أي تدخل أجنبي.

 

وقالت روسيا إن المرحلة الأولى من المحادثات ستجرى في أواخر يناير/كانون الثاني على أن تضم أعضاء من المعارضة المعتدلة رسميا ومقرها سوريا وجماعات المعارضة في الخارج مثل الائتلاف الوطني.

 

وسوف ينضم ممثلون من الحكومة السورية إلى هذه المفاوضات في المرحلة التالية.

 

وقَبِلَ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، الدعوة للمشاركة في هذه المفاوضات في حين لا توجد أي بادرة حتى الآن على مشاركة دول غربية.

 

وكانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة دعمتا جولتين من المحادثات في جنيف أوائل عام 2014، في حين لم تقدم روسيا في السابق مبادرة لإنهاء الصراع في سوريا الذي دام ثلاث سنوات وأفضى إلى مقتل ما يربو على 200 ألف شخص ونزوح ما يزيد على 10 ملايين آخرين.

 

وطرح دي ميستورا مبادرة تقوم على التوصل إلى اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، أو ما يطلق عليها “تجميد المعارك”، وهي خطوة تساعد في تخفيف حدة القتال في جبهات معارك رئيسية مثل مدينة حلب في شمال البلاد والسماح بإدخال المساعدات إلى سكان المدينة المنكوبة.

 

أمريكا تنفذ 20 ضربة جوية أخرى ضد تنظيم الدولة الإٍسلامية

واشنطن (رويترز) – قالت قوة المهام المشتركة إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة شنت 20 ضربة جوية أخرى ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق منذ الأحد استهدفت مقاتلين للتنظيم المتشدد وأصابت عمليات النفط الخام في أراض يسيطر عليها.

 

وقالت في بيان يوم الاثنين إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 14 ضربة في سوريا أصابت خمس نقاط لتجميع النفط تخص الدولة الاسلامية وخط انابيب متصلا بها قرب دير الزور.

 

وذكرت القوة أن ضربات جوية أخرى قرب مدينة كوباني السورية الحدودية أصابت وحدتين كبيرتين لمقاتلي التنظيم.

 

وأفاد البيان أن ست ضربات في العراق قرب الموصل والقائم والرمادي وقاعدة الأسد أصابت أربع وحدات لمقاتلي الدولة الاسلامية.

 

وقالت القوة إن الضربات نفذت بين صباح الأحد وصباح اليوم الاثنين.

 

(إعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي)

 

السلطات اللبنانية تبدأ تطبيق إجراءات جديدة لضبط حركة النازحين من سوريا

معبر المصنع الحدودي (لبنان) (رويترز) – بدأت السلطات اللبنانية يوم الاثنين تطبيق إجراءات جديدة لضبط حركة دخول النازحين من سوريا عند المعابر الحدودية بين البلدين.

 

وقال أصحاب المتاجر وسائقي سيارات الأجرة على الجانب اللبناني من معبر المصنع الحدودي إن آلاف السوريين عبروا الحدود يوم الأحد قبل بدء تطبيق الأنظمة الجديدة عند منتصف الليل لتبدو الحدود هادئة بحلول يوم الاثنين.

 

وقال مسؤول أمني لبناني كبير يوم السبت إنه سيتعين على السوريين أن يتقدموا بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الأراضي اللبنانية للمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين الجارين ويحددوا فيه سبب وفترة إقامتهم في البلاد.

 

ويستضيف لبنان الذي يقل عدد سكانه عن خمسة ملايين شخص أكثر من مليون لاجئ سوري ويسجل فيه أعلى معدل من اللاجئين بالنسبة لسكان البلاد في العالم.

 

وبدأت الحكومة اللبنانية إجراءات تفرض قيودا على اللاجئين في أواخر العام الماضي.

 

وفي لبنان آلاف السوريين كعمال أو موظفين في المتاجر وتطورت مشاعر السخط على السوريين بين اللبنانيين لتتخذ شكل هجمات عليهم.

 

ويتعين على السوريين حاليا التقدم بطلب لنيل واحدة من أنواع من تأشيرات الدخول إلى لبنان الستة وهي السياحة والعمل والدراسة والعبور والعلاج والإقامة القصيرة. ويتطلب الحصول على أي منها مستندات معينة مثل إظهار حجز الفندق وامتلاك ألف دولار أمريكي بالنسبة إلى السياح أو تلقي دعوة من شركة لبنانية بالنسبة إلى رجال الأعمال.

 

وعبر محمد مخيبر وهو سائق سوري يعمل على خط دمشق-بيروت للنقل البري عن قلقه من ضرورة التقدم مرارا بطلبات للحصول على تصريح مشيرا إلى أن الكثير من العمال الذين يقلهم لن يستطيعوا الدخول إلى لبنان بموجب الأنظمة الجديدة.

 

وشدد مخيبر على أن الأنظمة الجديدة سيكون لها تأثيرها (على حركة دخول السوريين) خصوصا مع وجود أشخاص يعملون في لبنان مثل العمال والسائقين مشيرا إلى أن بعض هؤلاء يعملون في البلاد منذ 20 عاما وبالطبع سيؤثر عليهم هذا القرار.

 

ودعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الحكومة إلى توضيح وضع اللاجئين بموجب الأنظمة الجديدة.

 

وقال المتحدث باسمها رون ردموند “ما نخشاه هو عدم ذكر اللاجئين في هذه الأنظمة الجديدة. نرغب في الحصول على المزيد من المعلومات عن كيفية تطبيق هذه الإجراءات حرفيا لضمان بقاء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر (في لبنان).”

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى