أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 08 آب 2016

 

 

غارات النظام تنتقم لخسارته في حلب

الدمام – منيرة الهديب لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

أدخل مقاتلون سوريون معارضون مواد غذائية إلى الأحياء الشرقية في حلب لأول مرة، في إشارة رمزية إلى كسر الحصار الذي فرضته القوات النظامية والميلشيات الموالية عليها قبل حوالى شهر بالتزامن مع استمرار المعارك في الريف الجنوبي والجنوبي الغربي للمدينة وسط تكثيف غارات الطيران السوري على مناطق سيطرت عليها فصائل معارضة وإسلامية لاستيعاب صدمة الخسارة التي لحقت به بعد هزيمة قواته في أحيائها الشرقية، في وقت شن تنظيم «داعش» هجوماً على «جيش سورية الجديد» الذي دربته أميركا لقتال التنظيم شرق سورية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، إن «سيارات عسكرية تابعة للمعارضة أدخلت ثلاث سيارات تضم بعض الخضار إلى أحياء حلب الشرقية، في خطوة رمزية عن كسر الحصار» الذي فرضته القوات النظامية والميلشيات على ربع مليون شخص لدى سيطرتها على طريق الكاستيلو في 17 الشهر الماضي.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها مدرسة المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية. وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية، بأن أول شاحنة خضار دخلت السبت للمرة الأولى منذ شهر إلى الأحياء الشرقية مروراً بحي الراموسة، لتباع البندورة والبطاطا في أسواق هذه المنطقة المحرومة من الكثير من المواد الغذائية.

وأعلن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أنس العبدة وجود مفاجآت وصفها بـ «الكبرى» في انتظار النظام السوري، بالتزامن مع معركة حلب، مشيراً إلى أهمية دور أصدقاء سورية في دعم الفصائل المقاتلة، وقال لـ «الحياة»: «هناك تقدم ميداني مهم بالنسبة إلى الثوار في حلب وبقية المناطق». وأضاف أن: «النظام يواجه حالياً معضلة كبرى مع الميليشيات الطائفية وحزب الله التي زجها في جبهات القتال ولم تستطع الصمود، إذ أصبح هناك عدد كبير من القتلى في صفوفها».

إلى ذلك، قال رئيس المجلس العسكري في إدلب العقيد الركن عفيف سليمان لـ «الحياة»، إن «معنويات الثوار والفصائل عالية جداً وهم يسعون لاستكمال بناء الخطوط الدفاعية لإيصال الإمدادات إلى داخل حلب». وقال «المرصد» إن «طائرات حربية شنت غارات على مناطق في كليتي التسليح والمدفعية اللتين سيطرت عليهما المعارضة وحي السكري في مدينة حلب بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية في أطراف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة حلب»، في حين أشار نشطاء معارضون إلى أن المعارضة سيطرت فجر أمس على المدرسة الفنية الجوية آخر المعاقل العسكرية للقوات النظامية في هذه المنطقة بعد الكلية الفنية و «مدرسة المدفعية».

ونفى الإعلام الرسمي السوري بدوره فك الفصائل المقاتلة الحصار المفروض على الأحياء الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن «هذه المجموعات الإرهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الإرهابيين في الأحياء الشرقية من مدينة حلب»، في حين أكد «المرصد» أن «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين تعرضوا لخسارة مهمة جداً» ما أحدث صدمة في أوساط الموالين، مشيراً إلى أنه «على رغم أكثر من 600 غارة جوية روسية خلال أسبوع من المعارك، لم تتمكن قوات النظام من الثبات في مواقعها».

في ريف إدلب المجاور، قال «المرصد» أمس إنه «ارتفع إلى نحو 14 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة كفرنبل وقرية كفرعميم شرق مدينة سراقب بريف إدلب». ونقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن «مركز الدفاع المدني في مدينة سراقب»، قوله إن «المدينة باتت منكوبة في شكل كامل جراء الغارات الجوية الروسية التي تستهدف أحياءها» بعد أسبوع على إسقاط مروحية روسية.

الى ذلك، قالت مصادر من المعارضة والمتشددين إن مهاجمين انتحاريين من تنظيم «داعش» هاجموا الأحد قاعدة عسكرية لمقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة قرب الحدود السورية- العراقية. وأوضحت المصادر أن الهجوم الذي وقع قرب الفجر على القاعدة العسكرية المحصنة قرب معبر التنف الحدودي مع العراق استخدمت فيه سيارة ملغومة واحدة على الأقل صدمت بوابة القاعدة التي أقامها «جيش سورية الجديد» الذي دربته وزارة الدفاع الأميركية.

 

قوات النظام تدخل مساعدات إلى أحياء حلب الغربية

بيروت – أ ف ب

أدخلت قوات النظام السوري، اليوم، عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات عبر طريق الكاستيلو إلى الأحياء الغربية في مدينة حلب، بعد تمكن الفصائل المقاتلة من قطع طريق الإمداد الرئيس جنوب غربي المدينة.

وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن أن «قوات النظام تمكنت منذ ليل أمس حتى الفجر من ادخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو».

وأضاف عبد الرحمن: «ادخلت قوات النظام هذه المساعدات بعدما سلكت جزءا من طريق الكاستيلو محاذ لحي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية، لتجنب القصف من جهة الفصائل وسط اجراءات امنية مشددة».

وقال إن هذه الطريق «باتت المنفذ الجديد الذي تعمل قوات النظام على تأمينه كبديل موقت عن الطريق الرئيس الذي كانت تعتمده ويمر عبر منطقة الراموسة».

واوردت قناة «الإخبارية» السورية في شريط اخباري عاجل صباح اليوم «بدء دخول صهاريج المحروقات والمواد الغذائية والخضروات الى مدينة حلب».

وكان التلفزيون السوري الرسمي أفاد امس بان «الجيش اوجد طريقاً بديلاً لدخول المواد الغذائية والمحروقات» الى الأحياء الغربية.

وقال أحد سكان الاحياء الغربية، رفض الكشف عن اسمه، أمس: «الاسواق باتت خالية تماماً من المواد الغذائية والمحروقات في اول يوم حصار، الاكيد ان الايام المقبلة ستكون اصعب».

في غضون ذلك، قال مدير «المرصد»: «كلا الطرفين يحشدان المقاتلين تمهيداً لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى»، مشدداً على أن «معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم».

وأوضح ان «قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها ارسلت تعزيزات من العديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي».

وذكر أن «حوالى الفي عنصر من مقاتلين موالين لقوات النظام، سوريين وعراقيين وايرانيين ومن حزب الله اللبناني وصلوا تباعاً منذ أمس إلى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سورية».

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها اليوم عن مصدر ميداني أن «الجيش وحلفاءه استقدموا التعزيزات العسكرية اللازمة لانطلاق عملية استرجاع النقاط التي انسحب منها» الجيش جنوب غربي حلب، في اشارة الى منطقة الراموسة والكليات الحربية التي تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة عليها قبل يومين.

وذكرت الصحيفة ان الجيش يسعى الى استرداد هذه المناطق «بعملية عسكرية وشيكة قد تنطلق في أي وقت ومحتم عليها».

وأشارت الى اعلان «لواء القدس الفلسطيني الذي يؤازر الجيش العربي السوري عن وصول تعزيزات كبيرة له إلى معمل الإسمنت قرب الشيخ سعيد»، جنوب غربي حلب.

في المقابل، اشار عبد الرحمن الى ان «المئات من مقاتلي الفصائل وتحديدا من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة) ومقاتلين تركستان يصلون تباعاً من محافظة ادلب (شمال غربي) وريف حلب الغربي الى محيط حلب».

وأعلن تحالف «جيش الفتح» في بيان ليل الأحد «بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة»، مضيفاً «نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة. ولن نستكين باذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب».

 

مقاتلو المعارضة السورية خرقوا الطوق المفروض على شرق حلب وقلق في الأحياء التابعة للنظام من حصار بعد قطع الطرق إليها

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تدور اشتباكات متقطعة جنوب مدينة حلب ثانية كبرى المدن السورية، غداة تعرض الجيش لضربة كبيرة بعدما تمكنت فصائل المعارضة وبينها “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) من فك الحصار عن الأحياء الشرقية لحلب.

انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عملياً احياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في المدينة بشمال سوريا صيف 2012.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل”، غداة خسارة الجيش السوري مواقع مهمة تتمثل في كليات عسكرية في جنوب غرب مدينة حلب.

واعلنت فصائل مقاتلة وجهادية في اطار تحالف “جيش الفتح”، وأهمها “حركة احرار الشام” و”جبهة فتح الشام”، بعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز على الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة والتي يقيم فيها 250 ألف شخص.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل مدينة حلب آخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية.

وأكد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من فك الحصار الذي تفرضه القوات السورية منذ ثلاثة اسابيع على الاحياء الشرقية لحلب. وجاء في حسابه بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من “فك الحصار”.

وتحدثت حركة “احرار الشام” المشاركة في القتال في موقع “تويتر” عن “السيطرة على حي الراموسة بالكامل وفتح الطريق إلى مدينة حلب”. وقالت “جبهة فتح الشام” ان “المجاهدين من خارج المدينة التقوا إخوانهم داخل المدينة والعمل جار للسيطرة على ما تبقى من النقاط لكسر الحصار”. وأضافت أنها صادرت عدداً كبيراً من الاسلحة من كلية المدفعية، ونشرت صوراً أوضحت انها من داخل الكلية لصناديق اسلحة وآليات عسكرية.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان مقاتلين من المعارضة في حي الشيخ سعيد بجنوب حلب اتصلوا فعلاً بمقاتلين من الفصائل قدموا من قسم من حي الراموسة، الا ان بقية اقسام الحي لا تزال في أيدي قوات النظام.

وروى مراسل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية ان شاحنة خضار أولى دخلت السبت وللمرة الاولى منذ شهر الاحياء الشرقية مروراً بحي الراموسة، لتباع البندورة والبطاطا في اسواق هذه المنطقة المحرومة الكثير من المواد الغذائية.

لكن المرصد السوري قال الاحد ان المدنيين لم يتمكنوا من الخروج من الاحياء الشرقية لأن الطريق التي فتحت لهم من الراموسة لا تزال خطرة وغير آمنة. وأشار الى أن القتال العنيف والغارات الجوية المكثفة تحول دون إنشاء ممر آمن حتى الآن بين المنطقتين اللتين تسيطر عليهما المعارضة.

وقال شاهد إن الناس في أحد شوارع شرق حلب احتفلوا لوقت قصير بالتقارير لمن كسر الحصار، لكنهم تفرقوا بعد مشاهدتهم الطائرات الحربية في الفضاء.

ويُعتقد أن نحو ربع مليون مدني لا يزالون يعيشون حتى الآن في أحياء شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة، أي أنهم عملياً تحت الحصار منذ أن قطع الجيش والقوات الموالية له الطريق الأخير إلى أحياء المعارضة أوائل تموز.

 

انقلاب المشهد

ونفى الاعلام الرسمي فك الفصائل الجهادية والمقاتلة الحصار المفروض على الاحياء الشرقية. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر عسكري “ان هذه المجموعات الارهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الارهابيين فى الاحياء الشرقية من مدينة حلب”، وان القوات السورية “تواصل عملياتها القتالية على جميع المحاور الى الجنوب وجنوب غرب حلب”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي أن الجيش السوري أرسل تعزيزات الى المنطقة، حيث تدور اشتباكات عنيفة، كما ان “الطيران الحربي يعزل نارياً منطقة العمليات في محيط الكليات العسكرية”.

أما عبد الرحمن، فقال إن “قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جدا”، ذلك انه “على رغم أكثر من 600 غارة جوية روسية خلال اسبوع من المعارك، لم تتمكن قوات النظام من الثبات في مواقعها”. وأوضح ان الفصائل المقاتلة والجهادية “لم تتمكن من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية فحسب، بل انها قطعت أيضاً آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية التي باتت محاصرة” ويقيم فيها نحو مليون و200 الف نسمة. واختصر التطورات في منطقة حلب قائلاً: “من يفوز بهذه المعركة سيفوز بحلب… انها معركة تحديد مصير”.

وتتيح السيطرة على مجمع الكليات العسكرية جنوب حلب للمقاتلين الحصول على الأسلحة المخزنة في المجمع والتي يستخدمها الجيش السوري في الصراع المستمر منذ خمس سنوات مركزاً لقصف أهداف للمعارضة.

ولاحظ المرصد أن هذه أكبر خسارة عسكرية ورمزية مُني بها النظام والروس والإيرانيون و”حزب الله” منذ مطلع 2013.

وهكذا انقلب المشهد تماماً في حلب، ثانية أهم المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد سابقاً، وحيث تعد المعارك فيها محورية في الحرب الدائرة.

وتشهد هذه المدينة منذ صيف 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين احيائها الشرقية والغربية، كما سقط فيها اتفاق لوقف الاعمال العدائية فرضته واشنطن وموسكو في نهاية شباط بعد شهرين من بدء تنفيذه.

وبدا الخوف والتوتر واضحين على سكان الاحياء الغربية الذين باتوا يخشون الحصار، فسارع السكان الى الاسواق لشراء المواد الغذائية والماء تحوطاً لامكان استمرار الحصار.

وقال أحد السكان لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” إن “الاسعار بدأت ترتفع”، متخوفاً من مستقبل “صعب”.

وذكر عبد الرحمن “أن ساعات من الحصار كانت كافية لترتفع أسعار الخضار أربعة أضعاف، وقد فقد الكثير من السلع في الاسواق”. وأعلنت “سانا” مقتل 10 مدنيين خلال استهداف مقاتلي المعارضة الاحياء الغربية بالقذائف.

ووثق المرصد السوري مقتل 130 مدنياً، غالبيتهم في الاحياء الغربية، منذ بدء هجمات الفصائل المقاتلة في جنوب حلب في 31 تموز. كما قتل اكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة والجهادية على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ الاحد الماضي، غالبيتهم من الفصائل نتيجة “التفوق الجوي” لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية.

وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الوضع غامض على نحو يحول دون التعليق عليه.

 

منبج

وعلى جبهة أخرى، نجحت “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة اميركياً من السيطرة على مدينة منبج كاملة. وتشكل منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس أبرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب.

وقال عبد الرحمن: “لم يبق فيها سوى بعض فلول الجهاديين المتوارين بين السكان”، مشيراً الى ان هذا التحالف “قوات سوريا الديموقراطية” المؤلف من فصائل كردية وعربية يعمل على تمشيط وسط المدينة بحثا عما تبقى منهم. الا ان الناطق باسم “المجلس العسكري لمنبج” شرفان درويش قال إن المعارك لا تزال مستمرة في وسط المدينة، وان “قوات سوريا الديموقراطية تسيطر حاليا على 90 في المئة منها”.

وبدأت “قوات سوريا الديموقراطية” في 31 ايار بغطاء جوي من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة هجوماً للسيطرة على منبج الاستراتيجية والواقعة على خط الامداد الرئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة والحدود التركية

 

حلب محاصرة بين معادلتي الراموسة والكاستيلو المعارضة خرقت الطوق على الأحياء الشرقية

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تبدل المشهد في حلب في اليومين الاخيرين مع تمكن مقاتلي المعارضة بما فيهم “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً التي كانت مرتبطة بتنظيم “القاعدة”) من اختراق الحصار الذي يفرضه النظام على الأحياء الشرقية لحلب، بفتح طريق إمداد من جنوب المدينة بعد الإستيلاء على مجمع للكليات العسكرية والراموسة. وبذلك باتت فصائل المعارضة تطوق الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام.

وبينما أكد الاعلام السوري الرسمي ان الجيش النظامي أوجد طريقاً بديلاً الى الأحياء الغربية، طغى الخوف على السكان فسارعوا الى تخزين المواد الغذائية التي سرعان ما سجلت أسعارها ارتفاعاً كبيراً.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل” في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري مواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.

وأعلنت فصائل مقاتلة وجهادية في اطار تحالف “جيش الفتح”، أهمها “حركة احرار الشام” و”جبهة فتح الشام”، بعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز على الأحياء الشرقية لحلب ويقيم فيها 250 الف شخص.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل مدينة حلب آخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية.

وتحدث مصدر في الفصائل عن ادخال المقاتلين “سبع شاحنات خضار وفاكهة” الى الاحياء الشرقية من طريق الراموسة.

الا ان المرصد السوري رأى ان المدنيين لن يتمكنوا من المرور عبر هذا الطريق لخطورته.

وقال قائد قطاع حلب في “حركة نور الدين الزنكي” المقاتلة عمر سلخو: “الطريق للاستخدام العسكري حالياً… وسيسمح للمدنيين بعبورها بعد تأمينها بشكل كامل”.

وصرح قيادي في ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يدعى أبو الحسنين: “بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة… ونحن في خنادقنا و(تشنّ) اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل”، مشيراً الى استخدام قنابل “عنقودية وفراغية”.

وقال معارضون والمرصد السوري إن الجبهة الأمامية لقوات المعارضة تتقدم في الاتجاه الشمالي الغربي نحو غرب حلب وعلى أطراف حي الحمدانية ومنطقة سكنية تسمى مشروع 3000 شقة.

وإلى الشمال من الحمدانية وفي اتجاه تقدم مسلحي المعارضة، يقع مجمع عسكري ضخم آخر هو أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية.

واستناداً الى المرصد، فقد قتل أكثر من 700 رجل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة والجهادية على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ أسبوع، غالبيتهم من الفصائل نتيجة “التفوق الجوي” لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية.

وكان الجيش السوري قد فرض طوقاً على خطوط امداد الاحياء الشرقية في حلب عندما سيطر على طريق الكاستيلو شمال غرب المدينة في 17 تموز الماضي.

 

نفي رسمي

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر عسكري أن “هذه المجموعات الارهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الارهابيين فى الاحياء الشرقية”.

وقال المصدر إن “سلاح الجو ينفذ 21 طلعة قتالية ويوجه 86 ضربة جوية الى تجمعات الارهابيين ومحاور تحركهم في جنوب وغرب حلب خلال الساعات الـ12 الماضية”.

وأغارت الطائرات الحربية السورية والروسية على احياء عدة في الجهة الشرقية، وتضمن ذلك القاء براميل متفجرة.

وأكد مراسل التلفزيون الرسمي ان “الجيش أوجد طريقاً بديلاً لدخول المواد الغذائية والمحروقات” الى الاحياء الغربية.

وأوضح عبد الرحمن أن “قوات النظام تعمل على فتح طريق جديد من الاحياء الغربية في اتجاه الشمال وتسعى حاليا الى تأمينها لضمان امكانية استخدامها”.

وعلى رغم ذلك، بدا الخوف والتوتر واضحين على سكان الاحياء الغربية، فسارعوا الى الاسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتخزين تحوطاً لاستمرار الحصار.

وقال أحد سكان الاحياء الغربية طلب عدم ذكر اسمه: “الاسواق باتت خالية تماماً من المواد الغذائية والمحروقات في اول يوم حصار، الأكيد ان الايام المقبلة ستكون أصعب”.

ولاحظ المرصد أن الأنباء عن تقدم المعارضين تسببت بارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ما يصل إلى أربعة أضعاف في غرب حلب.

واعتبر عبد الرحمن ان “قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جداً”. وقال إن الفصائل المقاتلة والجهادية “لم تتمكن من كسر الحصار عن احياء حلب الشرقية فحسب بل انها قطعت أيضاً آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية التي باتت محاصرة” ويقيم فيها نحو مليون و200 الف نسمة.

 

«ثغرة الراموسة» تعيد «التوازن» قبل لقاء سان بطرسبورغ؟

معركة حلب تستعر: ممر «غير آمن» إلى حين

محمد بلوط

حلب بانتظار سان بطرسبورغ، وقد تنتظر العمليات العسكرية اللقاء الرئاسي التركي الروسي، قبل ان تحتدم من جديد، او تتضح وجهة العمليات، والصفقة السياسية. العودة الى ما قبل محاصرة الجيش السوري حلب الشرقية قد تكون الورقة التي حاول الهجوم التركي، عبر المجموعات المسلحة في حلب الحصول عليها، قبل ان يضع الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غدا في سان بطرسبورغ، نقطة النهاية على مصالحة تنتظر مصافحة، وربما قبلات الختام. ولكي لا يلتقي الرئيس التركي بنظيره الرئيس الروسي، مهزوما استمات الاتراك، والحزب الاسلامي التركستاني، بالمعنى الحرفي للكلمة، وليس مجازا، بل وانتحروا بالعشرات عند اسوار كلية المدفعية والتسليح والفنية الجوية جنوب غرب حلب من اجل ممر، غير آمن، يبلغ عرضه ٩٠٠ متر، بطول كيلومترين، ويمتد من اطراف العامرية شرق حلب مخترقا الراموسة حتى كلية التسليح، حيث التقت ارتال المهاجمين، بالخارجين من حلب الشرقية وحصارها.

تحسين شروط اللقاء بين المتصالحين، واتمام العرس التركي ـ الروسي، قد يكون فرض اعادة تصحيح ميزان القوى نسبيا، بعد ان اختل كليا لمصلحة الجيش السوري في حلب، مركز الصراع على سوريا. الحرب على حلب من اجل التوازن في سان بطرسبورغ اعلن عنه رجب طيب اردوغان، الذي قال امس الاول ان «النظام حاصر حلب لكن المعارضة اعادت التوازن».

وبالعكس مما كان منتظرا بعد الانقلاب التركي الفاشل، لا يملك الرئيس التركي في لحظة احتدام مواجهة حاسمة مع الجناح الاخر للاسلاموية التركية، وتصفية الاتاتوركية، رفاهية التخلي ايضا عن خمسة اعوام من التدخل في سوريا، او اسقاط ورقة حلب، التي قد تكون آخر اوراق المساومة التي لا يزال قادرا على استخدامها في مواجهة الجميع: الروس والاميركيين والايرانيين، من اجل اعادة صياغة علاقاته بالجميع على ضوئها، او استقبال الادارة الاميركية الجديدة ايا كان القادم الى البيت الابيض، من دون الامساك بمفاتيح الحرب المقبلة على الارهاب، التي ستظل لوقت طويل ورقة رابحة للتدخل في ما يتعدى جنوب الاناضول. وفي لحظة تراجع الجيش التركي وانهماكه لسنوات طويلة بعمليات اعادة هيكلة وتطهير مضنية، ستقلص من دوره الداخلي، والخارجي، لا بد من التعويض عن الخسارة الاستراتيجية العسكرية، ومواصلة استخدام الساحة السورية، ساحة تنافس مع القوى الدولية الاخرى، عبر ما تتيحه اجهزة المخابرات التي لا تزال مخلصة للرئيس التركي، والتي لا تحتاج الا للمجموعات الشيشانية والتركستانية، وتحالف عريض ومنظم من الاخوان المسلمين والسلفيين، لمواصلة التدخل في سوريا.

وليس مؤكدا باي حال، حتى ولو قرر الاتراك تكتيكيا اعتبار ثغرة حلب، وملحمتها الكبرى مجرد عملية تقتصر مفاعيلها على موازنة لقاء سان بطرسبورغ، الا انه من المستبعد ان تستدير السياسة التركية ١٨٠ درجة ، وتغير من تحالفاتها الاستراتيجية مع حلف الاطلسي والولايات المتحدة، لبناء تحالف تكتيكي مع ايران والروس. ان المصالحة الروسية التركية كانت لا تحتاج الى صفقة على سوريا الى ان بدأ الروس بالانخراط جويا عبر «عاصفة السوخوي»، ووضع قدم على الارض السورية.

كان الروس والاتراك والايرانيون ايضا، قد بنوا نموذجا فريدا من العلاقات البراغماتية التي نجحت، مع بعض التوتر، في ارساء فصل كامل بين الملف السوري والحرب بالوكالة بينهم في سوريا من جهة، وبين الوصول الى اتفاقات اقتصادية وتجارية كبيرة من جهة ثانية. وهكذا سارت اتفاقية السيل الجنوبي الروسية التركية، وانشاء مفاعلات نووية روسية في تركيا التي عقدها الرئيسان بوتين واردوغان، على وقع المواجهة في سوريا، وتعايش الروس والايرانيون مع دور تركي كبير في الحرب على سوريا. اردوغان سيذهب في لحظة التوازن الجديدة كما يعتقد الى استنباط حل مشترك او صفقة اقليمية بقوله انه «سيدعو الى مؤتمر اقليمي من اجل الحل في سوريا».

ان استمرار هذا النموذج من العلاقات البراغماتية، قد لا يكون ممكنا اليوم بعد انخراط الروس مباشرة في سوريا والذين اصبحت حدودهم المباشرة مع حلف شمال الاطلسي وتركيا، كما ان هزيمتهم في سوريا، لو كانت ممنوعة فعلا، قد لا تسمح بهذا النوع من العلاقات مع تركيا، التي تشكل رأس الحربة في القتال ضد مصالحهم ومصالح حلفائهم في سوريا، وهو ما ينبغي ان يجيب عليه لقاء سان بطرسبورغ. ورسميا لا تقع سوريا على اجندة اللقاء الذي سيقتصر رسميا، على تفعيل الاتفاقات التجارية، واحياء مشروع السيل الجنوبي، لنقل الغاز الروسي الى اوروبا عبر تركيا.

وجلي اليوم ان الثغرة التي احدثت في الراموسة، ليست وليدة رد الفعل من فصائل حلب على محاصرتها في شرق المدينة، كما روجت لذلك عناوين الحملة الاعلامية، والطرق الاعلامي السعودي والقطري الذي رافق الهجوم على المدينة، بل هي عملية عسكرية، خاض فيها الجيش السوري معارك مع جيش كلاسيكي، يملك اسلحة دبابات ومدرعات، وراجمات صواريخ، وطائرات استطلاع، واجهزة استخبارات ومعلومات وفرتها طلعات طائرة «اواكس» تركية لم تتوقف عن التحليق في المنطقة منذ شهر ونصف الشهر. وتقول المعلومات ان ٣٠٠ آلية، من بينها ٥٠ دبابة هاجمت مواقع الجيش السوري على جبهة تنقص عن ٨ كيلومترات، بالاضافة الى عشرات الانتحاريين.

فمنذ ان بدأت العملية الروسية في حلب نهاية ايار الماضي، وانطلاق التمهيد الناري لها حتى العاشر من حزيران، قبل ان تتقدم الوحدات السورية نحو مزارع الملاح، وتبدأ باقفال طريق الكاستيلو، كان الاتراك يعدون على الفور، غرفة عمليات اضافية في انطاليا، خصصت بعد انطاكيا، لمراقبة تقدم العملية الروسية في حلب. وفي مطلع تموز بدا الاتراك نقل مدرعات، نحو كفر حمرة شمال حلب، تم تعديل ابراجها في مشاغل الجيش التركي، لتسليح «فرقة الحمزة»، و «احرار الشام». وعندما اكتمل الطوق على حلب، في السابع والعشرين من تموز الماضي، فور احتدام المعارك حول حلب، وفي اطار الاعداد لاختراق جنوب المدينة، عبرت الحدود التركية من باب الهوى، الى اعزاز ارتال مؤلفة من مئة شاحنة متوسطة وسريعة، جاءت من ادلب الى تركيا عبر باب السلامة، وحملت ألف رجل من دون اسلحتهم، وعبرت حواجز وحدات حماية الشعب التركية، في منطقة عفرين، واتجهت الى دار عزة قرب حلب، حيث تلقت اسلحتها. وفي مطلع الشهر، نقل الاتراك مجموعات ضمت اكثر من ٨٠٠ مقاتل من «احرار الشام»، كانت تتمركز في اعزاز منذ ثلاثة اشهر، وتشكل جزءا من رتل جاء به الاتراك من ادلب، لتدعيم خطوط المجموعات المعارضة، ومنع تقدم القوات الكردية نحو منطقة باب السلامة انطلاقا من تل رفعت.

وبعد ٢٤ ساعة من القتال المتواصل يومي الخميس والجمعة، وموجتين من الهجمات، لم تكن هناك مؤشرات على احتمال احداث اي ثغرة في الحصار المفروض على حلب الشرقية. وكانت الموجة الاولى من المهاجمين قد انطلقت من قرية المشرفة غرب المدينة، نحو اسوار كلية التسليح ومدرسة المدفعية والفنية الجوية. ودارت المعارك من الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر، حتى الواحدة والنصف ليلا من دون ان ينجح جيش من ستة الاف مقاتل على امتداد الجبهة من اختراق مواقع الجيش السوري. وانتهى الهجوم الثاني مساء الجمعة، بعد انطلاقه منتصف الليل، باسترجاع كافة المواقع التي انسحب منها الجيش السوري، وصد الهجمات عند الراموسة.

وبدأ الخرق في الراموسة، وفي كلية التسليح بحسب غرف العمليات السورية، عند التاسعة من ليل الجمعة، دون ان تكون له مبررات عسكرية او ميدانية، حيث كان الجيش السوري في الكليات العسكرية، وحلفاؤه من مقاتلي حزب الله والايرانيين في العامرية، وجنوب الراموسة في معمل الاسمنت، قد ثبتوا خطوط الاسناد، واوقفوا الموجة الثانية من هجمات يوم الجمعة. واتبع المهاجمون نمط انهاك القوى المدافعة عن المدينة بارسال موجات من المهاجمين والدبابات والانتحاريين، مع ميزة القدرة على ارسال قوات جديدة، بعد كل انتكاسة، لتجديد الهجوم، بالابقاء على ارتال جاهزة في الخطوط الخلفية لمتابعة وتيرة العمليات، فيما لم يستطع الجيش السوري وحلفاؤه تعويض الخسائر، او ارسال تعزيرات الا بعد الموجة الثانية من الهجمات، حيث وصل لواء القدس، من حندرات، ووحدات من الحرس الجمهوري كانت ترابط في الليرمون شمال المدينة، وقوات خاصة تابعة للعقيد النمر سهيل الحسن. وكانت القوات المدافعة قد اوقعت اكثر من ٧٠٠ قتيل ومئات الجرحى في القوات المهاجمة، بفعل كثافة الغارات الجوية، والقصف المدفعي، وشجاعة المقاتلين الذين كانوا يتقدمون لضرب المفخخات المهاجمة الى مسافات قريبة بالصواريخ، ومنع وصولها الى اسوار الكليات العسكرية، واستشهد العديد منهم جراء عصف الانفجارات القريبة. وساد الاعتقاد في غرف العمليات ان استنزاف العدو، سيؤدي الى اجباره على التراجع، وهو ما لم يحصل، فضلا عن عدم اتضاح الاوامر بعد صد الهجمات.

ومن اجل ثغرة دبلوماسية لفلاديمير ورجب، ارسلت القيادة التركية افضل وحداتها. وتقول معلومات التنصت السوري، ان الوحدات التي شاركت في الموجة الثانية من الهجوم تلقت اوامر لمغادرة ساحة العمليات، مع فريقها الاعلامي، والتمركز في شمال حلب. وعند التاسعة وصلت قوات تركستانية صينية الى مسرح العمليات، ضمت عشرات الانتحاريين، الذين تدفقوا من الغرب في وقت واحد مع المدرعات التي تقدمت من الشرق. وامام كثافة الهجوم، صدرت عند الواحدة والنصف فجر الجمعة اوامر بالانسحاب من الكليات والابتعاد عنها، كي يتسنى للطيران قصف المهاجمين. وخلال الليل كان الطيران السوري، وحده دون الروسي، يقاتل المهاجمين، قبل ان يعاود الروس طلعات كثيفة صباح امس.

واذ استطاعت المجموعات المسلحة الحصول على ممر ضيق، الا ان الممر يبقى تحت نيران الجيش السوري. اذ ان عرض الممر لا يتجاوز الـ٩٠٠ متر وطبيعة المواقع التي يتحكم بها شمال الممر «حزب الله» والايرانيون، وجنوبا وحدات العقيد النمر والحرس الجمهوري، لا تسمح بالقول ان الحصار على حلب الشرقية قد سقط. اذ ان الممر لن يكون قادرا على تامين حركة عبور المدنيين، او ضمان سيطرة المسلحين عليه من هجمات الجيش. ومن دون التوسع جنوبا وشمالا، وهو ما سيكون صعبا، من غير المتوقع ان تستمر ثغرة الراموسة لوقت طويل، حيث تستمر عمليات القصف الجوي والمدفعي، لعمليات جديدة، فيما تقول معلومات ان قائد فيلق القدس، قاسم سليماني الذي وصل حلب منذ ستة ايام، للاعداد لهجوم نحو ادلب، سيكون هو ايضا، في عداد الحملة الجديدة، خصوصا ان الايرانيين والعراقيين، استكملوا الاستعدادات لعمليات اوسع.

 

أردوغان يدعو إلى مؤتمر إقليمي بشأن سوريا

المسلحون يدخلون الراموسة.. وأبو الغيط قلق من «تفريغ حلب»

بعد سبعة أيام على بدء هجمات الفصائل المسلحة ضد قوات الجيش السوري على المحاور الغربية والجنوبية لحلب وفتح معبر ضيق غير آمن، أطلق تحالف «جيش الفتح» معركة جديدة لـ«تحرير كامل حلب»! ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى عقد مؤتمر إقليمي لدعم سوريا، في وقت كان فيه الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط يعرب عن قلقه ازاء «محاولات لتفريغ مدينة حلب من سكانها عبر الممرات الآمنة» التي اعلنتها كل من دمشق وموسكو.

وأعلن «جيش الفتح» الذي يضم فصائل مقاتلة و«جهادية» في بيان، مساء امس، بدء معركة «تحرير» كامل مدينة حلب، وذلك غداة اعلانه الملتبس «فك الحصار» عن الأحياء الشرقية في المدينة.

وكان الجيش السوري اخلى عدداً من النقاط المهمة مثل الكليات العسكرية في الراموسة، والتي ما إن دخلها المسلحون حتى اعلنوا نجاح مساعيهم لفك الحصار، لتعود الطائرات الروسية والسورية وتدك جموعهم موقعة بينهم عشرات القتلى والجرحى.

مصدر عسكري سوري أكد أن وحدات الجيش ثبتت مواقعها في محيط الكليات العسكرية في حلب وهي توجه ضربات نارية مركزة على تجمعات المسلحين وتوقع في صفوفهم خسائر كبيرة.

وكثفت وسائل الإعلام التابعة للمسلحين بث المعلومات التي تشير إلى تمكن فصائل «جيش الفتح» من السيطرة على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، موضحة أنه تم ادخال «سبع شاحنات خضار وفاكهة» إلى الاحياء الشرقية عن طريق الراموسة، حيث تمكن المسلحون «من التقدم للإلتحام بباقي المقاتلين داخل الأحياء الشرقية عبر المنطقة الواصلة بين كلية التسليح والسادكوب ودوار الراموسة».

مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن أعلن، أمس، وجود «اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية في جنوب غرب حلب»، مشيرا الى ان الممر الذي فتحه المسلحون غير آمن.

وتابع «تعمل قوات النظام على فتح طريق جديد من الاحياء الغربية باتجاه الشمال وتسعى حاليا الى تأمينها لضمان امكانية استخدامها».

وقال قيادي في ما سمي «ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب» ويدعى أبو الحسنين: «بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة، نحن في خنادقنا، و(الطائرات تنفذ) اليوم غارات لم نشهدها من قبل».

 

اردوغان حزين

وتزامنت المعارك الأخيرة مع تأكيد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن الوضع في سوريا سيكون أهم القضايا التي سيبحثها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غداً الثلاثاء، في مدينة سان بطرسبورغ، موضحاً أن «المعارضة» المسلحة أعادت في الأيام الأخيرة التوازن على الأرض.

ودعا أردوغان خلال مقابلة لقناة «الجزيرة» القطرية، أمس الأول، إلى عقد اجتماع إقليمي من أجل سوريا، معرباً عن حزنه على الوضع القائم في «مدينة حلب التي تحاصرها قوات النظام».

وفي مقابلة لوكالة «تاس» الروسية، اعتبر الرئيس التركي أن مشاركة روسيا مهمة جدا في حل الأزمة السورية التي لا يمكن تسويتها من دون جهود موسكو، واصفاً زيارته المرتقبة لروسيا أنها «ستكون تاريخية، بداية جديدة، وأنا على ثقة من أن المحادثات مع صديقي فلاديمير ستفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الثنائية، أعتقد أنه أمام بلدينا الكثير لنعمله سوياً.

 

ابو الغيط قلق

أعرب ابو الغيط عن قلقه ازاء «تزايد أعمال العنف والهجمات الموجهة ضد المدنيين والمرافق المدنية في سوريا، وخاصة استهداف المنشآت الطبية».

وقال المتحدث الرسمي باسم «الجامعة» محمود عفيفي في بيان، إن ابو الغيط «يدين كذلك محاولات حصار المدنيين»، مشيراً إلى أن «الأمين العام يستشعر الانزعاج إزاء ما ترصده جامعة الدول العربية من محاولات لتفريغ مدينة حلب من سكانها من خلال إعمال ما يطلق عليه ممرات آمنة للخروج».

(«السفير»، «سانا»، الأناضول»،

«روسيا اليوم»، رويترز، أ ف ب)

 

نجاة قائد فيلق سوري معارض من محاولة اغتيال في الغوطة الشرقية

القاهرة- دمشق- د ب أ- نجا قائد فيلق الرحمن “أبو النصر” الإثنين من محاولة اغتيال عبر استهداف مسلحين ملثمين اجتماع أمني كان يضم قادة الفيلق في الغوطة الشرقية بسوريا.

 

وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن في تصريح لقناة “أورينت” نشرته على موقعها الالكتروني الاثنين، إن مجموعة مسلحة استهدفت اليوم اجتماعاً لقادة فيلق الرحمن يرأسه أبو النصر في مدينة حمورية، وبعد اشتباكات مع المجموعة المسلحة تعرض أحد قادة الفليق لإصابة بجروح طفيفة وتم إلقاء القبض على عدد من منفذي الهجوم.

 

وأكد علوان أن التحقيقات جارية حاليا مع المسلحين لمعرفة الجهة المسؤولة عن محاولة اغتيال قائد فيلق الرحمن، مشيرا إلى أنه خلال أيام سيتم توضيح التفاصيل التي سيتم التوصل إليها خلال التحقيقات، والجهة المتورطة بهذا العمل.

 

في السياق ذاته، أشار ناشطون إلى أن اجتماع اليوم كان يضم مجموعة من قادة فيلق الرحمن وجيش الإسلام بخصوص تشكيل “الجيش الواحد”، وبعد خروج قادة جيش الإسلام بدقائق هاجم مسلحون مكان الاجتماع، ما تسبب بوقوع جرحى.

 

وكانت رابطة الاعلاميين في الغوطة الشرقية نظمت مؤتمرا، للتعريف بمبادرة “الجيش الواحد” بحضور عدد من المؤسسات والفعاليات المدنية وقائد “جيش الإسلام”، وتدعو الرابطة لتشكيل جيش موحد ليكون قادرا على تخطيط وقيادة وتنفيذ الأعمال القتالية المسندة وتحقيق النصر وحسم المعركة بدخول دمشق وتحقيق هدف الثورة في إسقاط نظام الأسد.

 

ويأتي هذا الحادث في ظل أوضاع أمنية متوترة تشهدها الغوطة الشرقية، بعد تعرض عدد من قادة الفصائل وأعضاء في مجالس الشورى لمحاولات اغتيال من قبل أشخاص مجهولين.

 

سوريا: معارك في جنوب حلب بعد فكّ حصار النظام لأحيائها الشرقية

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: شنت الطائرات الحربية السورية والروسية، أمس الأحد، عشرات الغارات على مناطق الكليات في حلب التي سيطر عليها جيش الفتح خلال الأيام الماضية.

وقال الناطق العسكري باسم أحرار الشام أبو يوسف المهاجر، إن فصائل «جيش الفتح» أعلنت عن المرحلة الرابعة مما أسمتها بـ»ملحمة حلب الكبرى» لتحرير مناطق أخرى في مدينة حلب بعد سيطرتها على كامل الكليات العسكرية في حي الراموسة في حلب، واستطاعت هذه القوات صد عدد من الهجمات للجيش السوري والميليشيات الموالية له، والتي ترافقت مع عشرات الغارات الجوية على المناطق التي سيطر عليها جيش الفتح خلال الأيام الماضية».

وكشف المهاجر «أن الغارات العنيفة التي شنتها الطائرات الحربية الروسية والسورية أمس هي تمهيد لعمل عسكري تعد له القوات الحكومية وذلك من خلال حشد قوات جديدة لها في مناطق الحمدانية ومعمل الغاز في الراموسة وفي حي صلاح الدين القريب من منطقة الراموسة لأجل استعادة المواقع التي خسرتها في الكليات والمناطق المحيطة بها».

وشهدت المناطق الواقعة في جنوب غرب مدينة حلب اشتباكات متقطعة الأحد، غداة تعرض الجيش السوري لضربة قوية بعدما تمكنت فصائل من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.

وبذلك انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عمليا أحياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب في الشمال السوري في صيف 2012. وبينما أكد الإعلام الرسمي أن الجيش السوري أوجد طريقا بديلا للأحياء الغربية، طغى الخوف على السكان فسارعوا إلى تخزين المواد الغذائية التي سرعان ما ارتفعت أسعارها بشكل كبير.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل» في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري لمواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.

وأعلنت فصائل مقاتلة وجهادية في إطار تحالف «جيش الفتح»، وأهمها «حركة أحرار الشام» و»جبهة فتح الشام»، وبعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز/يوليو على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة ويقيم فيها 250 ألف شخص.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الغربية.

إلى ذلك قالت مصادر من المعارضة والمتشددين إن مهاجمين انتحاريين من تنظيم «الدولة» الإسلامية هاجموا أمس الأحد قاعدة عسكرية لمقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة قرب الحدود السورية العراقية .

وقالت المصادر إن الهجوم الذي وقع قرب الفجر على القاعدة العسكرية المحصنة قرب معبر التنف الحدودي مع العراق استخدمت فيه سيارة ملغومة واحدة على الأقل صدمت بوابة القاعدة التي أقامها جيش سوريا الجديد الذي دربته وزارة الدفاع الأمريكية.

وقال معارض إن المتشددين لم يتمكنوا من اجتياح القاعدة المحصنة التي وضعت حواجز رملية حولها لمنع مثل هذه الهجمات في منطقة ينفذ فيها المتشددون هجمات خاطفة وسريعة.

وقال سيد سيف القلموني وهو معارض يعمل في المنطقة «إنها قاعدة جيدة التحصين وحاولوا اجتياحها لكن تم استهداف السيارة الملغومة وإصابتها». وأضاف أن قتيلا واحدا وعدة مصابين سقطوا في الهجوم.

وقال إن طائرات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة» قصفت بعد فترة وجيزة عدة مركبات يعتقد أن متشددين كانوا يقودونها في المنطقة الصحراوية قليلة السكان.

وذكرت وكالة «أعماق» للأنباء ذات الصلة بتنظيم «الدولة» أن مفجرين انتحاريين اثنين هاجما القاعدة وفجرا سيارة ملغومة ثم اقتحما المجمع وفجرا سترتيهما الملغومتين.

وتشكل الجيش السوري الجديد قبل نحو 18 شهرا من معارضين خرجوا من شرق سوريا في أوج توسع تنظيم «الدولة» في عام 2014.

وقالت مصادر دبلوماسية ومن المعارضة إن قوات خاصة أمريكية تدرب مئات المقاتلين من أفراد الجيش السوري الجديد في الأردن.

ويقع معبر التنف الذي استعيد من تنظيم «الدولة» العام الماضي على مسافة 240 كيلومترا من مدينة تدمر السورية.

 

عائلة النقيب إبراهيم اليوسف ترحب بإطلاق المعارضة السورية اسمه على معركة المدفعية في حلب معتبرةً إياه مجاهداً وليس قاتلاً

منار عبد الرزاق

حلب ـ «القدس العربي»: اِعتبرت عزيزة جلود زوجة النقيب إبراهيم اليوسف أن سيطرة فصائل المعارضة أول من أمس السبت، على كلية المدفعية في حلب، نصرٌ للثورة بأكملها، ولعائلة اليوسف بشكلٍ خاص.

ورأت خلال حديثها لـ«القدس العربي» أنّ إطلاق الثوار اسم زوجها على عملية السيطرة على «المدفعية»، هو رد اعتبار للعائلة، وهو بمثابة إعادة الحياة لـ»اليوسف ورفاقه»، مشيرة إلى أنّ ما جرى يعتبر استحضار الأجيال لمسيرة «اليوسف» وتذكيراً ببطولاته.

جاء كلام «جلود» في خضم ردها على منتقدي تسمية معركة المدفعية باسم «النقيب إبراهيم اليوسف»، حيث انقسم المعارضون السوريون ما بين مؤيد لها، وما بين طاعن فيها وبدوافعها بدعوى أنّها تُحرض على الطائفية.

وأشارت إلى أنّ منتقدي إطلاق اسم زوجها على معركة المدفعية، هم من القاعدين وراء الشاشات، ويودون فرض آرائهم على الذين يضحون على الجبهات، داعيةً إياهم في الوقت ذانه إلى النزول إلى ساحات المعارك وإطلاق أي اسم يرغبون به ـ على حد تعبيرها.

وأضافت «جلود»، ان الذين يضحون، يعرفون قدر تضحيات غيرهم، قائلة للمنتقدين: «موتوا بغيظكم إن الله يهيئ للصادقين المخلصين، من يعلي شأنهم بعد وفاتهم، ولو بعد مئة عام، وهذا أكبر إثبات على صدق الشهيد مع الله، وأنه كان صوت وضمير الثوار الأحرار المجاهدين».

وتتهم جماعة الإخوان المسلمين المعارضة لنظام الأسد منذ ما يقرب من نصف قرن النقيب إبراهيم اليوسف بـ»البعثية»، فيما يصفه آخرون بالقاتل، جراء قيامه بقتل العشرات من تلاميذ كلية المدفعية في عام 1979.

في هذا الصدد، تروي جلود تفاصيل وملابسات العملية في حينها، قائلة: «قبل العملية بعامين عمد النظام إلى تسريح الضباط الملتزمين والمعلمين والمعلمات، وقبل أشهر عدة من العملية، قام النظام باعتقال الآلاف؛ بحجة انتمائهم لجماعة الإخوان، حيث طالت الاعتقالات في حينه كل متدين أو قريب لأحد شباب الإخوان».

وتضيف: «في ظل هذه الظروف فكر الشهيد اليوسف مع عدنان عقلة، بعملية؛ من أجل تحرير السجناء، فاقترحوا القيام بعملية على غرار العمليات الفدائية من احتجاز رهائن والمفاوضة عليهم، وهو ما حصل بالتحديد».

لكن قيام مجموعة من الطلاب بالتصدي لليوسف، غيّر مجريات العملية، حيث تقول جلود «هجوم الطلاب عندما علموا أنهم رهائن أفشل الخطة، فاضطر الشباب الذين يحاصرون المكان لإطلاق الرصاص، حيث أن العملية لم تستمر أكثر من 10 دقائق فقط».

وتعرضت جلود بعد قيام زوجها بعملية المدفعية للاعتقال والتعذيب، لأكثر من 11 عاماً، وهي حامل، لتلد ابنها اسماعيل في المعتقل، حيث يعتبر من القادمين إلى السجن عوضاً عن الحياة.

وفي ختام حديثها لـ»القدس العربي» ترفض جلود وسم زوجها بـ»القاتل»، كونه كان يحاول إنقاذ المظلومين من سجن الاستبداد، وأكبر دليل على ذلك هو قيام الثورة السورية في وجه طغيان العصابة الحاكمة ـ بحسب قولها.

واعتبر ياسر نجل النقيب اليوسف أنّ الشعب السوري لم ينس تضحيات من رفضوا ظلم واستبداد الأسد الأب في الثمانينات من القرن الماضي، فاطلقوا على معركتهم اليوم اسم أول من صرخ في وجه الاستبداد في كلية المدفعية عام 1979.

ويقول: «من الطبيعي عندما تكون المعركة في حلب، وعلى مشارف كلية المدفعية، لا يمكن لهذا الشعب الذي تحمل كل المعاناة في السابق إلا أن يتذكر من قام صارخاً في وجه المستبد الجائر، ولذلك عندما كنت اسمع دعوات المجاهدين لرفع اسم ابراهيم اليوسف على معركة حلب وكليه المدفعية، اطمأن أن دماءنا الرخيصة أمام الوطن والشعب، لن تذهب سدى، وسيأتي في مستقبل الايام من ينصفها». ويرفض «ياسر» وصف أبيه بالقاتل، مشيراً إلى أنّ أباه كان مجاهداً وثائراً، موضحاً أنّ والده لم يتنازل ويطأطئ رأسه للحاكم المستبد، بل قدم روحه رخيصةً على مذبح الحرية والكرامة، لافتاً إلى أنّ القاتل، هو من يقتل لشهوة القتل، أما المجاهد فهو الذي يقتل دفاعاً عن عرضه وشرفه وكرامته فهذا هو الانسان الجدير بالانسانية ـ على حد تعبيره.

ويذهب ياسر أبعد من ذلك بالقول: «إنّ من أبقى النظام المجرم إلى اليوم، وسمح لتوارث آل الاسد السلطة على السوريين، هو من ترك القيام بما قام به ابراهيم اليوسف، ولو أننا شهدنا أمثال ابراهيم اليوسف حينها، لما بقي النظام إلى يومنا هذا ينكل بأبناء شعبنا»، متهماً شبيحة النظام، وأبواقه بالترويج لفكرة ان والده قاتل.

وفيما يتعلق بالصعوبات التي اعترضت حياته قبل الثّورة، كونه ابن النقيب إبراهيم اليوسف، يقول ياسر: «لا شك أن الأسرة بكاملها تعرضت للقهر والتعذيب، انا لا انسى سنين السجن التي قضت فيها والدتي وطفلها اسماعيل، معها في السجن وجدي وأعمامي وعماتي وازواجهن، وأخوال أبي وأبناء عمومته، ولا أنسى العذابات والقهر الذي كنت أتجرعه عند كل دخول إلى فرع أو دائرة وكيف كنا نعامل من جلاوزة النظام».

ولكنه كما يقول، كان يرى في الوقت ذاته في عيون الكثيرين من الشعب والموظفين وحتى في أفرع المخابرات، كيف حين يتجردون ولم يكن معهم من يراقبهم، كيف كانت تخرج منهم كلمة «الله يرحم أبوك»، حيث أنصفه أبناء شعبي سابقاً سراً، واليوم ينصفونه علناً.

وبالرغم من السجالات التي أحدثتها تسمية فصائل المعارضة لمعركة حلب، باسم «اليوسف»، والاتهامات التي طالته من قبل عدد كبير من قارئي كتاب التثقيف السياسي لدى النظام السوري «نشأة مشبوهة وتاريخ أسود» كما تصفهم العائلة، إلا أنّ العائلة ذاتها تطالب من ينتقد النقيب اليوسف بالوقوف على حقيقة ما جرى من خلال الاستماع لشهود تلك المرحلة، فمن وصف بحسب العائلة «8 آذار» بالـ«ثورة» من الطبيعي أن يصف «اليوسف» بـ«القاتل».

 

معارك في جنوب مدينة حلب بعد فك حصار أحيائها الشرقية و700 مقاتل من قوات النظام والفصائل المقاتلة والجهادية

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: تدور اشتباكات متقطعة جنوب مدينة حلب ثاني المدن السورية، غداة تعرض الجيش لضربة كبيرة بعدما تمكنت فصائل المعارضة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.

وبذلك، انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عملياً احياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب في الشمال السوري في صيف 2012.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «تدور اشتباكات متقطعة يرافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل»، غداة خسارة الجيش السوري لمواقع مهمة تتمثل في كليات عسكرية في جنوب غرب مدينة حلب.

واعلنت فصائل مقاتلة وجهادية في اطار تحالف «جيش الفتح»، واهمها «حركة احرار الشام» و«جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، وبعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز/يوليو على احياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة ويقيم فيها 250 الف شخص. وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، واهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة إلى الاحياء الغربية.

ودخلت الأحياء الشرقية أول شاحنة خضار السبت وللمرة الأولى منذ شهر إلى الاحياء الشرقية مروراً بحي الراموسة، لتابع البندورة والبطاطا في اسواق هذه المنطقة المحرومة من الكثير من المواد الغذائية.

إلا ان المرصد السوري أكد امس الاحد ان المدنيين لم يتمكنوا من الخروج من الاحياء الشرقية لأن الطريق التي فتحت لهم من الراموسة لا تزال خطيرة وغير امنة.

ونفى الإعلام الرسمي بدوره فك الفصائل الجهادية والمقاتلة للحصار المفروض على الاحياء الشرقية. ونقلت وكالة الانباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري «ان هذه المجموعات الإرهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الإرهابيين فيى الاحياء الشرقية من مدينة حلب». واضاف المصدر ان القوات السورية «تواصل عملياتها القتالية على جميع المحاور إلى الجنوب وجنوب غرب حلب».

 

خوف في غرب حلب

 

اما عبد الرحمن فأكد ان «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له تعرضوا لخسارة مهمة جدا»، مشيرا إلى انه «برغم اكثر من 600 غارة جوية روسية خلال اسبوع من المعارك، لم تتمكن قوات النظام من الثبات في مواقعها».

وقالت «جبهة فتح الشام» بدورها انها صادرت عدداً كبيراً من الاسلحة من الكلية المدفعية، ونشرت صوراً قالت انها من داخل الكلية لصناديق اسلحة وآليات عسكرية. واوضح عبد الرحمن ان الفصائل المقاتلة والجهادية «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن احياء حلب الشرقية بل انها قطعت ايضاً آخر طرق الامداد إلى الاحياء الغربية التي باتت محاصرة» ويقيم فيها حوالي مليون و200 الف نسمة.

ومن هنا انقلب المشهد تماما في حلب، ثاني اهم المدن السورية وعاصمة البلاد الاقتصادية سابقا، وحيث تعد المعارك فيها محورية في الحرب الدائرة في البلاد.

وتشهد هذه المدينة منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين احيائها الشرقية والغربية، كما سقط فيها اتفاقا لوقف الاعمال العدائية فرضته واشنطن وموسكو في نهاية شباط/فبراير بعد شهرين على بدء تنفيذه.

وبدا الخوف والتوتر واضحين على سكان الاحياء الغربية الذين باتوا يخشون من الحصار، فسارع السكان إلى الاسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتموين في حال استمر الحصار. وقال احد السكان ان «الأسعار بدأت في الارتفاع»، مبديا خشيته من مستقبل «صعب». وبحسب عبد الرحمن «فان ساعات من الحصار كانت كافية لترتفع اسعار الحضار أربعة أضعاف، وقد فقدت الكثير من البضائع في الاسواق». وأفادت «سانا» عن مقتل 10 مدنيين خلال استهداف مقاتلي المعارضة للأحياء الغربية بالقذائف.

ووثق المرصد السوري مقتل 130 مدنياً، غالبيتهم في الاحياء الغربية، منذ بدء هجمات الفصائل المقاتلة في جنوب حلب في 31 تموز/يوليو.

كما قتل أكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة والجهادية على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ الاحد الماضي، غالبيتهم من الفصائل نتيجة «التفوق الجوي» لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً بدأ في آذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، تطورت لاحقاً إلى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 280 ألف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتضاربت الأنباء حول خسائر القوات الحكومية السورية في معارك تحرير كلية المدفعية والكليات التي حولها. وقالت مصادر مقربة من القوات الحكومية السورية إن «القوات الحكومية والقوات الرديفة لها فقدت حوالي 72 قتيلاً خلال 24 ساعة الماضية بينهم 14 ضابطاً وأحدهم برتبة لواء، سقط أغلبهم في السيارات المفخخة التي استهدفت كلية التسليح والمدفعية والعدد الآخر سقط خلال الهجوم على كلية المدفعية الذي لم يسبق له مثيل حيث سقط على كلية المدفعية أكثر من مئة صاروخ من نوع ( تاو) المضادة للدروع».

من جانبها أعلنت «جبهة فتح الشام» ـ النصرة سابقاـ التي تخوض معارك حلب إلى جانب معظم فصائل الشمال إن خسائر القوات الحكومية وحزب الله اللبناني أكثر من 150 قتيلا، خلال معركة تحرير كلية المدفعية وما حولها».

وكانت مصادر عسكرية سورية قالت في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مقربة من النظام السوري إن المئات من مسلحي المعارضة قتلوا خلال الساعات الماضية أغلبهم بقصف الطيران الحربي. وبالإضافة إلى ذلك، شنت فصائل المعارضة هجوماً على المناطق الجنوبية والغربية للمدينة عند الساعة العاشرة والنصف بالتوقيت المحلي لمدينة حلب مساء السبت وسيطرت على حي الراموسة بشكل كامل.

وقالت مصادر إعلامية في «جيش الفتح» إن الجيش و»جبهة فتح الشام» و»فيلق الشام» أعلنوا عن المرحلة الرابعة من تحرير حلب وقد وجه نداء إلى سكان أحياء (الحمدانية وصلاح الدين و3000 شقة) واعتبارها منطقة عسكرية وعليهم إخلاؤها».

وقالت مصادر مقربة من القوات الحكومية إن «المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة حلب تتعرض لهجوم عنيف من قبل الفصائل المسلحة والجيش السوري يتراجع عن بعض النقاط ويتموضع في خطوط دفاعية جديدة وأعلنت المنطقة منطقة عمليات عسكرية».

وتمكنت فصائل «جيش الفتح» من فك الحصار عن 40 حياً خاضعاً لسيطرة المعارضة شرقي مدينة حلب، يسكنها حوالي 350 ألف شخص، بعد مواجهات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها. وفي جبهة اخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مناوشات واشتباكات لا تزال تدور بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، وما تبقى من جيوب لعناصر تنظيم «الدولة ـ داعش» من جانب آخر، في منطقة سوق مدينة منبج ومحيط دوار الدلة.

وذكر المرصد، في بيان أن قوات سوريا الديمقراطية تحاول استكمال عمليات التمشيط داخل المدينة للتأكد من إنهاء وجود تنظيم «الدولة» فيها.

وكان المرصد أفاد بأن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي. وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد بدأت، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أواخر أيار/مايو الماضي عملية للسيطرة على منبج.

 

تخوفٌ من المتاجرة بمدينة التل ومظاهرات غاضبة ترفض المفاوضات

أحمد الدمشقي

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: خرجت مظاهرة يوم الجمعة الماضي منددة بما تتعرض له مدينة التل من متاجرة بها وبأهاليها ومن استغلال لمأساتهم بعد حصارهم الذي امتد منذ قرابة 14 شهراً إلى الآن، ورفع المتظاهرون شعارات غاضبة تدعو لوقف المتاجرة بالمدينة عن طريق المفوضين من قبل النظام.

وكان أبرز هؤلاء تاجر من مدينة دوما له يد في المساهمة في الحصار الذي تعرضت له الغوطة الشرقية وكان سبباً في تجويع أهلها، إذ كان يستغل معاناة الأهالي هناك ببيعهم المواد الغذائية بأسعار خيالية لا تتناسب إطلاقاً مع وضعهم المادي، كما أنه كان يأخذ ضرائب تضاف لقيمة السلع الغذائية التي تباع هناك، وبعد انتهاء مهمته في الغوطة انتقل المنفوش إلى مدينة التل لتبدأ مهمة جديدة له بتفويض من النظام الذي يحاصر المدينة منذ سنة وشهرين فقطع النظام عنها الإعانات الغذائية والدوائية وفرض على الأهالي مبالغ كبيرة للعبور من حواجزه لتمرير المساعدات الغذائية أو الخروج إلى الجامعات والمعاهد، وإن استلم المنفوش مهمته التي فرضت على الأهالي من قبل النظام سيفرض معها مبلغ 100 ليرة عن كل كيلو غرام يدخل إلى المدينة.

وقدر نشطاء أن تصل قيمة الإتاوات إلى مليار ليرة سورية شهرياً، فبعض الأهالي سيدفعون مبلغ 1000 ليرة للكيلو غرام الواحد، إلا أن ذلك أثار غضب الأهالي أكثر فعرض مفاوضات عليهم بطرق ملتوية تقضي باستمرار التاجر بمهمته مع عدم تدخل النظام بكل ما يمر من الحواجز فيكون التاجر بذلك واجهة النظام أمام الأهالي، لكن سرعان ما أعلن الأهالي رفضهم لذلك ورفض «الجيش الحر» إدخال السيارات التابعة للتاجر والمحملة بالمواد الغذائية، فاقترح التاجر تسليم المهمة لتاجر من مدينة التل وعرف عنه تأييده المطلق للنظام فقد عمل شبيحاً على أحد الحواجز المحيطة بالمنطقة.

يقول عمر الدمشقي وهو أحد نشطاء المدينة «هذه الإتاوة ستدر على النظام آلاف الليرات يومياً قياساً بعدد الأهالي الموجودين في التل، بسبب الحاجة الكبيرة إلى المواد، ولذلك رفض الأهالي المفاوضات، وقاموا بحرق سيارتين تابعتين لأحد المفوضين عن لجنة المصالحة كرسالة تهديد له، وكتبوا على الجدران شعارات تطالب بطرده من التل وإيقاف عمالته، كما كتبوا شعارات ترفض مجلس التل الذي هو عبارة عن مجموعة من الأشخاص المفوضين عن عائلات في المدينة، واتهم مؤخراً بعمالته للنظام لذلك رفضه الأهالي، وتبقى فئة قليلة طالبت بعودة التاجر وهي فئة التجار المنتفعين مثله، والذين يخشون كساد تجارتهم وعودة الأسعار لحالتها المعقولة».

ويتابع لـ«القدس العربي»، «لما رأى التاجر نفسه منبوذاً من الأهالي طالب بتوكيل تاجر آخر عنه، إلا أن هذا كان مرفوضاً من قبل أهالي المدينة أيضاً، بسبب سمعة الأخير السيئة وبسبب توقعهم أن يزداد احتكار الأسعار أكثر، كل ذلك جعل وضع الأهالي كارثياً في المدينة، لم يبق أمامهم أي خيار فكل الخيارات باتت مرّة، لا سيما أن أغلب هؤلاء الأهالي انعدمت موارد رزقهم بعد ملاحقة الكثير من أرباب الأعمال».

ويضيف عمر «إضافة إلى الوضع المأساوي الذي سيعيشه الأهالي إذا ما تمت هذه المفاوضات، فإن فئة كبيرة من العائلات ستفقد عملها، إذ أنهم يقومون بشراء المواد الغذائية من الخارج ثم بيعها في مدينة التل بأسعار ربحية فيضمنون بذلك مورداً لرزقهم وإن كان ضئيلاً لا يقاس أبداً بما يدخل للتجار، وأغلب هذه العائلات هي من النساء اللاتي فقدن أزواجهن أو من الأطفال الذين يعيلون أسرهم».

ويقول أحمد أحد نشطاء وأهالي المدينة «نعيش اليوم خذلاناً حقيقياً من الجميع، فإن كان هؤلاء التجار قد خذلوا المدينة فماذا عن لجنة المصالحة ومجلس عائلات التل الذين اتفقوا جميعاً على التآمر على المدينة».

لمدينة التل في ريف دمشق حساسية خاصة فيما يجري من أحداث إذ أنها تضم مليوناً ونصف مليون نازح، وعدد كبير منهم من الغوطة الشرقية والمناطق المحيطة بها، فيما هاجر قسم كبير من الأهالي من المدينة، ويعيش هؤلاء النازحون أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية وسط إهمال كبير من المؤسسات الإنسانية، حتى باتت الكثير من الأسر تقطن في بقايا البيوت المدمرة والحدائق.

 

نوح.. لاجئ سوري يمنح العالم دفقة من الإنسانية

تتناقل وسائل إعلام أميركية، منذ أيام، قصة نوح، العامل في محل لبيع المجوهرات شمال ولاية تكساس، بعد أن أثار دهشة العالم بتصرفه المفرط في الإنسانية مع سيدة وابنيها كانت قد دخلت المتجر لتبيع قلادة من الذهب، قالت إنها ورثتها عن والدتها.

وفي لقاء خاص مع محطة “cbs11″، قال نوح، الذي رفض الكشف عن اسم عائلته وغطى ملامح وجهه، بناء على طلبه، إنه تأثر بشدة للحزن الذي كان يطغى على وجه السيدة، إذ كانت عيناها مغرورقتين بالدموع، وهي تعرض القلادة للبيع.

 

“قالت المرأة لي إنها في حاجة للمال لدفع الفواتير، وإنها مفلسة. سألتها كم الثمن الذي تريده مقابل العقد، وأعطيتها ما طلبته من المال” أوضح نوح. كما بينت لقطات الفيديو المنشورة على “يوتيوب” نوحا وهو يفحص القلادة ليتأكد منها.

 

لكن نوح وبعد أن مد يده إلى جيبه الخاص وأعطاها حزمة من ماله الشخصي، مد يده ثانية نحوها وأعاد القلادة للسيدة، لتظهر ملامح وجهها وقد انعقدت من الدهشة جراء هذا التصرف المفرط في الإنسانية، قبل أن تتقدم نحوه وتعانقه، شاكرة إياه.

 

يقول نوح: “لم أفكر طويلاً.. فقط أمسكت المال وأعطيتها إياه”، وأضاف: “لو أخذت رقمها كنت سأتصل بها، وسأسألها إن كانت لا تزال في حاجة للمساعدة، وما كنت لأتوانى عن ذلك”.

 

وحقق الفيديو المنشور منذ قرابة شهر على “يوتيوب”، أكثر من أربعة ملايين مشاهدة، لكن ما لم يكن الناس متأكدين منه، هو هوية نوح، لتكشف وسائل الإعلام في اليومين الماضيين، أنه سوري هرب قبل عامين من الحرب الدائرة في وطنه، وطلب اللجوء وعائلته إلى أميركا.

 

وقال نوح إنه شارك الفيديو الذي رصدته الكاميرا الأمنية في المتجر، مع أحد أصدقائه، لكنه لم يكن يعلم أنه سيرفعه على الشبكة العنكبوتية، وسيُحدث كل هذه الضجة. ويتابع: “أشعر بتحسن، وهذا يكفي” مبيناً أن هذا الشعور أهم من كمية كبيرة من المال.

وأكد نوح أنه فقط حاول أن يمد يد العون لشخص يحتاجها. وأنه فعل ذلك امتناناً للكرم الذي لقيه من الآخرين عندما كان بحاجة للمساعدة في الفترة التي وصل فيها وعائلته إلى أميركا بحثاً عن حياة آمنة، ليختم مقابلته قائلاً: “لا يهم ما هو دينك الذي تؤمن به. لا يهم من أين أنت. المهم إنسانيتنا. وعلى كل شخص أن يفعل ذلك”.

 

سراقب السورية: “مدينة الجداريات” منكوبة بفعل القصف الروسي

محمد أمين

تتعرّض مدينة سراقب، شرقي مدينة إدلب شمال غرب سورية، منذ مطلع آب/أغسطس الحالي لحملة قصف مستمرة من قبل الطيران الروسي أعقبت سقوط مروحية روسية ومقتل طاقمها، حيث حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أنّ المدينة تشهد “جريمة حرب شاملة كاملة الأوصاف”.

 

وكانت المروحية قد سقطت بالقرب من مدينة سراقب منذ نحو أسبوع، وهي من طراز “مي8″، وفق وزارة الدفاع الروسية التي أشارت في بيان إلى أنّ “خمسة عسكريين كانوا على متنها، وهم ضابطان وثلاثة عناصر”، مؤكدة أنّ “الطائرة أسقطت بسلاح من الأرض”.

 

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لحطام الطائرة وجثث طاقمها، ما أثار ردة فعل “هستيرية” لدى الجانب الروسي، حيث شرعت مقاتلات روسية في حملة قصف شديد، أدّت إلى نزوح أغلب سكان مدينة سراقب من منازلهم إلى مناطق مجاورة داخل محافظة إدلب.

 

وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان، يوم أمس الأحد، إنّ “طائرات الاحتلال الروسي تشن غارات مستمرة على مدينة سراقب”، مشيراً إلى أنّها “قصفت خلالها الأحياء السكنية، والبيوت الآمنة”، متهماً الروس “باستهداف متعمد وممنهج ومخطط له لجميع المنشآت الحيوية في المدينة، بدءاً من بنك الدم ومنظومة الإسعاف والمطحنتين ومحطة المياه”، وفق البيان.

 

وأفاد الائتلاف بأنّ الطائرات الروسية دمّرت السوق الرئيسي للمدينة من خلال غارات مركّزة، لافتاً إلى أنّ “عدد الغارات حتى السبت الماضي يقدّر بـ 80 غارة بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، ما أجبر نحو 35 ألفاً من سكانها على النزوح، وألحق الدمار والخراب بكل منازلها تقريباً”.

 

واعتبر الائتلاف ما يقوم به الطيران الروسي في سراقب “جريمة حرب شاملة كاملة الأوصاف”، معلناً أنّ “التفاوض بخصوص جثث الطيارين الروس الذين لقوا مصرعهم فيما كانوا يقصفون المدنيين ويشاركون في جرائم الحرب الروسية بحق الشعب السوري، سيظل الوسيلة الوحيدة المتاحة لاستعادة تلك الجثث”، محذراً من أنّ “الانتقام من المدنيين وتهديدهم بإبادة المدينة، لن يغيّر الواقع إلا نحو المزيد من التعقيد”، بحسب البيان.

 

وكان المجلس المحلي في مدينة سراقب قد أعلن، أمس الأحد، “تعليق عمله اليومي المعتاد نتيجة القصف الروسي المستمر”، منبهاً إلى أنّ المدينة تشهد “كارثة إنسانية”، لافتاً إلى أنّ القصف الجوي الروسي “شرّد 90 % من سكانها”، وموضحاً أنّ “المقاتلات الروسية استخدمت الصواريخ الفراغية، والعنقودية، والغازات السامة في القصف على المدينة”.

 

وكان من المفترض أن تبدأ مفاوضات بين وزارة الدفاع الروسية، وبين حركة أحرار الشام، وهي من كبرى فصائل المعارضة السورية المسلحة، عن طريق أنس الشامي العضو السابق فيما يسمّى بـ “مجلس الشعب” التابع للنظام لتسليم جثث طاقم المروحية الروسية.

 

وفيما تصرّ موسكو على تسلّم الجثث من دون مقابل، تؤكد المعارضة السورية أنها مستعدّة لتسليم الجثث للجانب الروسي مقابل إطلاق معتقلين لدى النظام السوري.

 

وتنظر روسيا إلى حركة أحرار الشام على أنّها “منظمة إرهابية”، وحاولت إدراجها فيما يُسمى بـ “لائحة الإرهاب” إلا أنّها فشلت في ذلك، حتى وجدت نفسها اليوم مضطرة إلى التفاوض معها حول مصير جثث طياري وفنيي المروحية، وهذا ما يفسر الحملة الشرسة التي تشنها على مدينة سراقب ومناطق أخرى في محافظة إدلب في محاولة لإجبار الحركة على تسليم الجثث دون مقابل.

 

وتوصف سراقب بمدينة “الجداريات” نسبة إلى الرسومات الثورية التي كان الناشطون يزيّنون جدران مدينتهم بها. وتعتبر سراقب من أوائل المدن السورية التي أعلنت الثورة في بدايات عام 2011، حيث اقتحمتها قوات النظام في منتصف ذاك العام. ونفّذ أهالي سراقب عصياناً مدنياً أواخر عام 2011، محطمين تمثالاً كان منصوباً في المدينة للرئيس الراحل حافظ الأسد، لتخرج المدينة عملياً عن سيطرة النظام أواخر عام 2012، حيث بسط الجيش السوري الحر سيطرته عليها.

 

وتعرّضت المدينة بعد ذلك إلى عدّة حملات عسكرية، وقصف عشوائي، ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين على مدى أكثر من خمس سنوات.

 

ويؤكد أول رئيس لمجلس سراقب المحلّي وأحد أعضائه حالياً أسامة الحسين لـ “العربي الجديد”، أنّ المدينة فقدت نحو 800 من أبنائها نتيجة القصف المستمر عليها منذ بدء الثورة، مشيراً إلى “إصابة عدد كبير غير معروف من سكانها”.

 

 

وأوضح الحسين أنّ “المدينة، التي يقدّر عدد سكانها بنحو 45 ألف نسمة، لم تشهد حملات نزوح كبيرة خارج حدودها الإدارية، حيث يلجأ أهلها إلى مزارعهم المحيطة بها، وإلى القرى التابعة لها أثناء حملات القصف الجوي”.

 

 

ولفت الحسين إلى أنّ “سراقب تعرّضت لأكثر من حملة قصف جوي مركز لاسيما في عامي 2013 و2014″، مشيراً إلى أنّ “حملة القصف في العام 2014 استمرت 74 يوماً، وأدت إلى مقتل 58 شخصاً وإصابة 171، وتدمير مستشفيات ومدارس، ومراكز حيوية متعددة ومساجد وعشرات المنازل، والبنية التحتية للمدينة بشكلٍ شبه كامل”.

 

قتلى للنظام السوري بعد إعلان معركة تحرير حلب

أحمد حمزة

واصل مقاتلو المعارضة السورية المسلحة، اليوم الإثنين، هجماتهم على مواقع سيطرة قوات النظام، في حلب بعد يومٍ من إعلان بدء مرحلة جديدة من “ملحمة حلب الكبرى”، والتي تهدف، كما أعلن “جيش الفتح” للسيطرة على كامل المحافظة.

 

ووقعت اشتباكات بين قوات النظام من جهة، وفصائل “جيش الفتح” وغرفة عمليات “فتح حلب” من جهة أخرى، إذ أعلنت الأخيرة عن “مقتل وجرح عناصر من قوات النظام، بعد تفجير إحدى نقاط تمركزهم في حي الإذاعة” في مدينة حلب.

 

وفي هذا السياق، أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إلى أن الاشتباكات التي “لا تزال واقعة عند أطراف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية”، أدت لـ”مقتل العشرات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من ضمنهم أكثر من 12 عنصراً من حزب الله اللبناني”.

 

وكشفت مصادر إعلامية مقربة من النظام، عن استقدامه والمليشيات التي تسانده، مئات المقاتلين إلى حلب وريفها، لمحاولة صد هجمات فصائل المعارضة المتواصلة هناك منذ أكثر من أسبوع.

 

كذلك، قال “جيش الفتح” إنه أحبط محاولة تقدمٍ لقوات النظام والمليشيات التي تسانده، عند  محور معمل الإسمنت – الدباغات جنوبي المدينة.

كما استهدفت الفصائل المهاجمة اليوم بالقذائف، ما يُسمّى بـ”مشروع ثلاثة آلاف شقة” التابع إدارياً لحي الحمدانية الذي يخضع لسيطرة النظام جنوبي مدينة حلب.

 

وقالت مصادر محلية في المحافظة لـ”العربي الجديد”، إن الطيران الحربي استهدف اليوم أحياء قاضي عسكر والصالحين والفردوس داخل المدينة، فيما ضربت هجمات مماثلة أخرى، بلدة خان العسل غربي المحافظة.

 

وقصفت مدفعية النظام الثقيلة أيضاً، منطقة الراشدين التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.

 

وكان “جيش الفتح” توعد في بيان له أمس، قوات النظام السوري بمضاعفة عدد مقاتليه حتى يتموا مهمة “رفع راية الفتح على قلعة حلب”، وذلك ضمن إعلانه “بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة”، موجهاً في نفس الوقت رسائل طمأنة، للمدنيين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري في المدينة، بأن هدف العمليات العسكرية قوات النظام والمليشيات الموالية له.

 

جبهة الساحل منضبطة بقرار دولي

عبدالسلام حاج بكري

المأزق الذي يعيشه النظام بعد خسائره الكبيرة في حلب، وفقدانه السيطرة على أهم مواقعه العسكرية فيها، دفعه إلى محاولة تحقيق انتصار على جبهة أخرى يوظفه إعلامياً لتخفيف غضب أنصاره. لذا فقد بدأت قوات النظام هجوماً، الجمعة، على قرية شلف وقلعتها وناحية كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، استمر حتى الاثنين، واستخدمت فيه مختلف صنوف الأسلحة، وقُصف فيه المحور المستهدف وقرى جبل الأكراد وطرق إمداد المعارضة، بعشرات القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة.

 

وتوّجت قوات النظام والمليشيات الداعمة لها هجومها، بالسيطرة على نقاط في قرية شلف وقلعتها صباح الأحد، الأمر الذي مكّنها من السيطرة على بلدة كنسبا، الاثنين، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة التي حاولت وقف تقدمها.

 

وقال مراسل “شبكة إعلام اللاذقية” مجد الناجي، لـ”المدن”، إن قوات النظام تكبدت عشرات القتلى والجرحى خلال معارك الأيام الثلاثة الماضية، وتعرضت مراصدها التي تقصف منها مناطق المعارضة في ريف اللاذقية، لقصف مركز بصواريخ “غراد” حديثة حصل عليها الثوار مؤخراً.

 

وسيزداد حرج النظام أمام مؤيديه إن لم يحتفظ بانتصاره الصغير هذا. وعبّرت شبكات إعلام مؤيدة، في مواقع التواصل، عن الغضب من هزائم الجيش في حلب، وذلك على الرغم من تلقي قوات النظام دعماً غير محدود من روسيا وإيران، ومشاركة عشرات الميليشيات الطائفية ميدانياً إلى جانبها في غالبية المعارك. وبات جمهور المؤيدين ينتظر أخبار انتصارات “ولو صغيرة” تحمل لهم أملاً بانتصارات قادمة أكبر، بحسب شبكاتهم الإعلامية.

 

وكانت قوات المعارضة في ريف اللاذقية، قد سيطرت على كنسبا وشلف خلال المرحلة الثالثة من “معركة اليرموك” التي أطلقتها في 27 حزيران/يونيو. وتحاول قوات النظام منذ ذلك الوقت استعادة السيطرة عليهما نظراً لأهميتهما الكبيرة، حيث تطلان على الطريق الدولي الواصل بين اللاذقية وحلب، وتشرفان على عدد كبير من القرى التي سيطرت عليها قوات النظام، الشتاء الماضي، بفضل الغطاء الجوي الروسي.

 

وشنّت قوات النظام والمليشيات، هجمات متكررة، على كنسبا، وتمكنت من السيطرة عليها ثلاث مرات، بيد أن قوات المعارضة كانت تتمكن من استعادتها خلال فترة وجيزة. ويُصر الطرفان على التشبث بالبلدة، إلا أن أيا منهما لم يستطع ذلك لفترة طويلة. فقوات النظام تقتحمها معتمدة على كثافة القصف الجوي والبري بكل أنواع الأسلحة، بما فيها العنقودية والفسفورية المحرمتان دولياً، بالإضافة إلى استهدافها منذ الأسبوع الماضي، بصاروخ بالستي، أطلقته بارجة روسية من عرض البحر مقابل “المينا البيضا” في اللاذقية. الأمر الذي أرغم مقاتلي المعارضة على الانسحاب منها، ولكنهم لم يتأخروا في العودة إليها عند انخفاض مستوى القصف.

 

حرب الاستنزاف تمنح قوات النظام أفضلية ميدانية نظراً لخطوط إمدادها المفتوحة، بالسلاح والذخيرة، فالسفن الإيرانية والروسية لا تتوقف عن شحن السلاح إلى الساحل. في حين تعاني فصائل المعارضة من محدودية تسليح، ويضطر بعضها للمغادرة أحياناً، للمشاركة في معارك حلب وريفها الشمالي وريف حماة.

 

المقدم المنشق محمد حمادو، قال لـ”المدن”، إن على فصائل المعارضة إن كانت تريد الحفاظ على المواقع التي تسيطر عليها، الاستمرار في الهجوم، والسيطرة على بقية المواقع التي خسرتها الشتاء الماضي. وأشار حمادو إلى ضرورة تقدم الثوار إلى القرى الموالية للنظام، وهذا ما سيحدُّ من استخدام الطيران في القصف، وبذلك تتوازن القوى إلى حد كبير.

 

وفي الوقت ذاته، أشار حمادو إلى أن إيقاع جبهة الساحل مضبوط بقرار دولي، مؤكداً على أنه ممنوع على المعارضة دخول القرى الموالية للنظام، في حين أن النظام، الذي يخطط لإقامة دولته الطائفية غربي نهر العاصي ما زال يتمتع بحرية التقدم في مناطق المعارضة. الأمر الذي سيجعل من ريف اللاذقية، في أسوأ الحالات، منطقة فاصلة عن الداخل المعارض، على حد تعبيره.

 

وحصلت “المدن” على معلومات من مصادر خاصة، تُفيد بأن “معركة اليرموك” كان مخططاً لها الاستمرار لتسع مراحل، وتصل حدود أهدافها إلى استعادة السيطرة على كافة القرى والمواقع التي سيطر عليها النظام مطلع العام 2016. ولم توضح المصادر إن كانت بقية المراحل ستستأنف أم لا.

 

مصادر متطابقة من الجيش الحر والفصائل الإسلامية، تؤكد أن المعركة لم تتوقف، وعلى أنها ستستأنف في أقرب وقت. وقد رأى مراقبون في وصول أنواع جديدة من الصواريخ لفصائل المعارضة في ريف اللاذقية، والتي بدأ استخدامها الأحد في قصف مواقع قوات النظام في تلة غزالة، مؤشراً إلى احتمال استئناف “معركة اليرموك” في أي لحظة.

 

حلب:إشتباكات مستمرة وتعزيزات متبادلة

تواصلت المواجهات في مدينة حلب، بين قوات النظام والمعارضة، وقامت الأخيرة بتفجير نفق في حي الإذاعة، الاثنين، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر النظام. وقال نشطاء نقلاً عن مقاتلي المعارضة، إن تفجير النفق أدى إلى مقتل وجرح العشرات من قوات النظام، وعناصر حزب الله، والمليشيات الإيرانية.

 

يأتي ذلك على وقع إعلان “جيش الفتح” نيته استكمال المعركة في حلب، حيث قال في بيان، ليل الأحد، إن الهدف التالي من “غزوة ابراهيم اليوسف”، سيكون السيطرة على الجزء الخاضع لسيطرة النظام في حلب الغربية.

 

هذه التطورات ترافقت مع أنباء نشرتها وكالة “فارس” الإيرانية، أشارت فيها إلى أن مليشيا “حركة النجباء” العراقية استقدمت 2000 مقاتل إلى جبهات حلب، كما أكدت أن قوات النخبة التابعة لحزب الله، والتي تسمى قوات الرضوان، قد وصلت إلى “منطقة الحمدانية في غرب مدينة حلب، استعداداً لاستعادة المناطق الواقعة في جنوب غرب حلب (الراموسة) من يد الجماعات الارهابية”.

 

في المقابل، أعفى النظام السوري رئيس اللجنة الأمنية في حلب اللواء أديب محمد من مهامه، وتحدّثت تقارير صحافية عن تعيين نائب قائد الحرس الجمهوري اللواء زيد صالح، في مكانه. ونشرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” بعنوان “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة”، نبأ إعفاء رئيس اللجنة الأمنية في حلب.

 

وفي تطور ميداني جديد، تمكّنت قوات النظام من استعادة السيطرة على بلدة كنسبا، الواقعة في منطقة جبل الأكراد في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، وهذه هي المرة الثالثة التي يستعيد فيها النظام بلدة كنسبا خلال الأشهر الماضية. ويقول مراقبون إن عملية استعادة البلدة كانت للتغطية على الخسارات الكبرى التي منيت بها قوات النظام والمليشيات في معارك حلب مؤخراً.

 

في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام اضطرت إلى استخدام طريق جديد لإيصال المواد الغذائية والوقود إلى الأحياء التي تسيطر عليها في الجزء الغربي من مدينة حلب.

 

وأشار المرصد إلى أن النظام والمليشيات استخدموا طريق الكاستللو، الذي كان معبر المعارضة الوحيد إلى الأحياء الخاضعة لسيطرتها شرق المدينة. وتمكّنت قوات النظام وحلفاؤها من رصد الطريق الشهر الماضي.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن أحد سكان غرب حلب، قوله إن الإمدادات وصلت. وأضاف طوني اسحق عبر الإنترنت “وصل اليوم وقود وغذاء وبنزين. فتحت الحكومة طريقا بديلا”.

 

موسكو وأنقرة تعدان للقاء سان بطرسبورغ: الأولوية لسوريا

يجري الجانبان الروسي والتركي اجتماعات في موسكو، الإثنين، على مستوى نائبي وزيري الخارجية تحضيراً للقاء القمّة المرتقب، الثلاثاء، في سان بطرسبورغ بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.

 

ويعقد نائب وزير الخارجية التركي أومين يالجين جولة محادثات مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف، ستتطرّق بشكل أساسي إلى التطوّرات في سوريا ومعركة حلب. ومن المتوقّع أن يعرض المسؤولان نتائج محادثاتهما على الرئيسين، اللذين يجتمعان للمرة الأولى منذ تدهور العلاقات بينهما على خلفية إسقاط المقاتلة الروسية في سوريا، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

 

وقبيل “لقاء الصلح”، أعرب الكرملين عن “أمله” في أن “يصبح تعاطي أنقرة مع مسائل تسوية الأزمة السورية بشكل أكثر إيجابي”، وأكّد معاون الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن بوتين واردوغان “سيبحثان الأزمة السورية في التفاصيل”، كاشفاً عن أن مسؤولين عسكريين روس وأتراك “يعملون بصورة خاصة على الموضوع السورية” سيشاركون في المحادثات بين الرئيسين.

 

الرئيس التركي أكّد من جانبه أن التسوية السورية لا يمكن أن تتم من دون روسيا، ووصف في حديث لوكالة “تاس” الروسية، الأحد، زيارته المرتقبة لروسيا بأنها “ستكون تاريخية” وستفتح “صفحة جديدة” في العلاقات بين البلدين. وقال “أنا على ثقة من أن المحادثات مع صديقي فلاديمير ستفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الثنائية، أعتقد أنه أمام بلدينا الكثير لنعمله سوياً”.

 

وإلى جانب الملف السوري، سيتطرق لقاء سان بطرسبورغ إلى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين واستئناف الطيران العارض وقضية الطاقة، ويعمل الطرفان الروسي والتركي على إحياء مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى أوروبا، وهو ما نصّت عليه مذكرة تفاهم وُقعت عام 2014، تقوم روسيا بموجبها بضخّ حوالي 63 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، 47 مليار متر مكعب منها يذهب إلى السوق الأوروبية، بينما يُخصص 16 مليار متر مكعّب للاستهلاك التركي.

 

ويأتي هذه اللقاء بعد يوم من قمة ثلاثية عقدها كلّ من بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني والآذري الهام علييف في باكو، الإثنين، تطرقت إلى مجالات التجارة والطاقة والاتصالات والبيئة والنقل والترانزيت، إضافة إلى قضية مكافحة الإرهاب.

 

هل سيتقدم “الحشد الشعبي” إلى سوريا برعاية أميركية؟

منهل باريش

انفجر خلاف بين “جبهة الأصالة والتنمية” و”جيش سوريا الجديد” التابع لها، ما دفع الجبهة لإصدار بيان أعلنت فيه قطع علاقتها بشكل نهائي مع “جيش سوريا الجديد”، وذلك بعد إعلانها قبيل ذلك، فصل الجيش بجميع قياداته وعناصره، عنها.

 

وأشار البيان إلى أن “الأصالة والتنمية” ستستمر في عملها في المنطقة الشرقية من سوريا، ولن تتأخر عن التعاون مع الدول الجادة في دعم المنطقة الشرقية، بما “يتوافق مع الثوابت الشرعية والوطنية والشراكة الحقيقة بين الشعب السوري وبين الشعوب التي تريد نصرته الحقيقة”.

 

وقال مصدر مقرب من “الأصالة والتنمية” لـ”المدن” إن “الخلاف قديم نسبياً، لكنه تطور بعد التدخل الكبير من جهة البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) في عمل جيش سوريا الجديد، وأن قيادة جيش سوريا الجديد انساقت خلف الداعم الأميركي وبدأت تعصى أوامر قيادة الأصالة والتنمية”. وأضاف المصدر أن “جبهة الأصالة والتنمية” تتهم قيادة “جيش سوريا الجديد” بالفساد، وبعدم اطلاعها على كل مايجري.

 

منسق العلاقات العامة في “جبهة الأصالة والتنمية” عبد السلام مزعل، قال لـ”المدن”، إن “جبهة الأصالة، هي أول من جلس مع البنتاغون من أجل إنشاء جيش سوريا الجديد بهدف تحرير المنطقة الشرقية، وشكلنا قيادته، وسلمنا قيادته للمقدم مهند الطلاع”.

 

واعتبر مزعل أن “الأمور بدأت تسير على نحو مغاير للطريق الذي رسمناه، وقد اعترضنا مرات عديدة على استراتيجية البنتاغون المتبعة الخاطئة، التي كان آخرها عملية البو كمال والاصدار الذي أظهرته داعش”. وأضاف المزعل أن “جبهة الأصالة” لا تقبل بهذه الأخطاء، و”نحن معروفون بمنهجنا الوطني والديني، الذي لا يمكن التنازل عنه من أجل الدعم”.

 

“الأصالة” كانت قد أبلغت البنتاغون رغبتها بالتخلي عن العمل بالاستراتيجية المتبعة، وعللت طلبها بأنها لا تريد أن تُحسَبَ أخطاء المشروع عليها، أو أن يُصَارَ إلى فصل الأشخاص “المسيئين”. الأمر الذي دفع البنتاغون إلى التفكير، ولكن من دون نتيجة، بحسب “الأصالة” التي اعتبرت ذلك مجرد كسب للوقت.

 

ووصف مزعل، الحرب مع “الدولة الإسلامية” بالحرب “الفكرية والمدنية، وليست حرباً عسكرية فقط”.

 

وأهم سبب للخلاف مع وزارة الدفاع الأميركية، هو الشروط الصارمة المفروضة لقبول المقاتلين، حيث تخضع جداول الأسماء إلى موافقة أمنية تستغرق شهوراً، ويُرفض بعدها كل المقاتلين الذي قاتلوا النظام سابقاً. ويُعلل ضباط الارتباط الرفض غالباً بالأوضاع الصحية للمقاتلين.

 

كذلك، ترفض وزارة الدفاع الأميركية، دُخول قادة “الأصالة” إلى معسكر التدريب، أو مشاركة أي ضابط ارتباط من “الأصالة” في الإشراف على المقاتلين أو كتابة تقارير عن الجاهزية العسكرية والنفسية للمقاتلين في دورات التدريب. وهو ما يعني، بالنسبة لـ”الأصالة”، غسل أدمغة المقاتلين، والعمل على تشجيعهم لتحويل ولائهم من الفصيل الذي أتوا منه لصالح داعميهم وقيادتهم الجديدة، واقناعهم بقتال “داعش” وعدم محاربة نظام الأسد.

 

في السياق، استاءت قيادة “الأصالة” من الأداء الإعلامي وطريقة مخاطبة البنتاغون للمدنيين في المنطقة الشرقية، بعد القاء مناشير صُدّرَت بعبارة “بسم الذي نعبده” بدلاً من “بسم الله الرحمن الرحيم”، وطالبت “الأصالة” أن يكون المكتب الإعلامي تابعاً لها، وهو ما رفضه البنتاغون أيضاً.

 

ويرى المزعل بوجود رغبة أميركية لإفشال أي مشروع عربي سُنّي في المنطقة الشرقية، والحل الذي يريدونه هو التعاون مع “الحشد الشعبي” الشيعي في العراق، و”قوات سوريا الديموقراطية” التي تمثل الجانب الكردي. واتهم مزعل الجهات الداعمة بأنها “لاتريد أن تتعامل معنا كشركاء أو مؤسسة، بل ترغب بالتعامل مع أفراد، تأخذهم وتأتي بهم بحسب رغبتها”.

 

ويعود مشروع برنامج التدريب الذي يشرف عليه البنتاغون لدعم المعارضة السورية “المعتدلة”، ليدخل حيّز النقد اللاذع بعد اتهامات “جبهة الأصالة والتنمية” له، واتهامه بعدم الجدية في التعاطي. في الوقت الذي تُسخِّرُ وزارة الدفاع الأميركية امكانيات لوجستية ودعماً بلا حدود لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، وتقوم بتغطية معاركها جوياً بشكل لافت في حربها في منبج.

 

وتتخوف الفصائل العسكرية في المنطقة الشرقية والبادية السورية، بأن يقوم البنتاغون بدعم “الحشد الشعبي” الشيعي  العراقي، كي يتقدم إلى منطقة الحدود السورية-العراقية، بين منطقتي القائم والوليد، خاصة وأن بعض العشائر السنية العراقية، هي على صلة وثيقة بـ”الحشد الشعبي” وبعضها يتلقى الدعم منه. ويعزز تلك المخاوف سيطرة مليشيات “الحشد الشعبي” على طريق بغداد–دمشق، ضمن الأراضي العراقية الممتدة من بغداد إلى معبر الوليد.

 

هذه الصعوبات التي تعترض عمل العشائر السنية في المنطقة الشرقية، ستؤخر عملياً مشروع الحرب على “داعش”؛ فـ”قوات سوريا الديموقراطية” غير قادرة على محاربة “داعش” وحيدة، ونسبة المقاتلين العرب فيها صغيرة جداً. وكانت العلاقة بين “سوريا الديموقراطية” وقوات “الصناديد” التي يقودها شيخ قبيلة شمر حميدي الدهام، قد توترت وتعقدت على خلفية قيام “قسد” بالتجنيد القسري لأطفال بعض المناطق العربية في الشدادي وجوراها، ما سيعيق أي أمكانية للقضاء على “داعش” هناك.

 

ويبقى خيار العشائر العربية بالمنطقة البحث عن شراكة حقيقية مع أكراد الجزيرة السورية، لكن يبدو أنها هذه المرة ستتجه الى الشراكة مع قوات “البيشميركة” السورية المقيمة في معسكرات أربيل، ممن تتلقى الدعم المباشر من رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني. ومن الممكن أن يلاقي هذا المشروع ترحيباً إقليمياً في حال نجاحه؛ فقوة كهذه في حال اكتمالها وبلورتها تنظيمياً يمكن أن تحظى بدعم تركي سعودي وإماراتي. فجميع هذه الدول تبحث عن مخرج لوضع المنطقة الشرقية السورية، وتريد البحث عن شراكة كردية بعيدة عن حزب “الاتحاد الديموقراطي” فرع “العمال الكردستاني” في سوريا، وذي الهوى الإيراني. كما أن تلك الدول، وهي على علاقة طيبة مع برزاني، فهي تريد ملء الفراغ الذي خلّفه فشل البنتاغون من خلق قوة عربية عريضة.

 

الردّ على حلب.. في ريف دمشق؟

منير الربيع

ليس ما جرى في حلب بعيداً من سياق دولّي مكّن المعارضة من تحقيق ما حققته. السؤال الأساسي اليوم هو ماذا بعد فكّ الحصار؟ بعض المعارضين يعتبرون أن الغنائم تكفي لشنّ معارك كبيرة لأكثر من سنة، وتغني عن الدعم الخارجي. وبالتالي، هم يطالبون باستمرار المعارك إلى حين الدخول إلى الشق الغربي من المدينة والسيطرة عليها كما جرى في إدلب قبل أكثر من سنة. ويعتبر هؤلاء أن الظروف مؤاتية، خصوصاً أن تركيا التي تريد مقاتلة تنظيم “داعش”، تفضّل سيطرة المعارضين على حلب ودحر النظام و”داعش” عن حدودها. لكن، لا شك أن ثمة خطوطاً حمر. فيما السؤال الأساسي الثاني، هو ماذا سيفعل “حزب الله” والنظام السوري؟ هل سيدخلان في مفاوضات جديّة؟ أم أنهم قادران على شنّ هجوم مضاد كما يتردد في أوساطهما؟ كل ذلك يحتاج إلى وقت.

 

صحيح أن حلب تمثّل أهمية إستراتيجية عسكرية وسياسية لمحور الممانعة، لكن الهمّ الميداني وعلى المدى الطويل بشكل فعلي يبقى في غير منطقة، ولاسيما في ريف دمشق. ثمة من يعتبر من دون جزم، أن زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، قبل أسبوع إلى لبنان ودمشق، تناولت آخر التطورات العسكرية في سوريا، مطالباً بضرورة السيطرة على محيط دمشق بشكل كامل، لتبقى منطقة “نظيفة” بالمفهوم الإيراني، تحسباً لأي نتائج في حلب. وبالتالي، يبقى الهم الأساسي بالنسبة إلى إيران و”حزب الله” هو دمشق ومحيطها وصولاً إلى الساحل السوري.

 

الردّ السريع والأولي على نتائج معركة حلب، جاء في وادي بردى، ولاسيما مع التحذير الذي وجهه الحزب إلى أهالي بلدة هريرة التي سيطر عليها قبل نحو أسبوعين بضرورة إخلائها، وبعدما رفض الأهالي ذلك، جرى تفجير عدد من الأبنية، وفق مصادر من المنطقة. وتعتبر أن ما يجري هو ردّ طبيعي في إطار الهدف الأساسي وهو التغيير الديموغرافي في تلك المنطقة.

 

“حزب الله” هو اللاعب الأساسي في تلك المنطقة، كما في القلمون. فالنظام السوري غير قادر على الضغط في المنطقة خوفاً على مياه نبع الفيجة التي يغذي دمشق بشكل كامل. وكذلك المعارضون لديهم حساباتهم التي تمنعهم من التصعيد، حفاظاً على المدنيين، ولاسيما أن معظم مناطق الوادي، تعتبر خزان غذاء بالنسبة إلى مقاتلي جرود رنكوس وتلفيتا وجرود حلبون والزبداني. تكشف مصادر من المنطقة لـ”المدن” أنه قبل أيام كان هناك مفاوضات بين الحزب والمقاتلين، ومنهم من “جبهة فتح الشام” بقيادة أبو هاشم الأنصاري، حول الإنسحاب من هريرة مقابل تسليم الأسير اللبناني ووقف المعارضة الأعمال العسكرية، لكن هذه المفاوضات تعثرت، خصوصاً أن المعارضة تعتبر أن الحزب يريد السيطرة على هذه المنطقة وإحداث تغيير ديموغرافي فيها بشكل هادئ وبدون خسائر، أي عبر الحصار ومنع موارد العيش، وإجبار الناس على المغادرة.

 

‏لجأ الحزب إلى تصعيد تحركّه في المنطقة والسيطرة على قرى أخرى، وربما تكون افره هي وجهته الجديدة للرد على ما جرى في حلب، فيما تعتبر المعارضة أن قدرتها على الردّ مرهونة بكتائب القلمون بشقيه الشرقي والغربي للقضاء على هذا المشروع أو لمواجهته على الأقل، لكن أحد القياديين المعارضين في المنطقة يقول إن الدعم مسلوب عن القلمون منذ نحو السنتين. وهذا يهدف إلى تحقيق ما يريده “حزب الله”، أما بعد معركة حلب فليس محسوماً إذا كان هذا الوضع سيتغيّر.

 

يأمل المعارضون أن تطلق يد “جيش الفتح” في القلمون كما أطلقت في حلب وقبلها إدلب، لكن هناك إتفاقاً دولياً سابقاً أدى إلى تجميد أي نشاط عسكري في القلمون الغربي. أما الآن فلا يمكن الجزم بوجهة الأمور، وإذا صعّد “حزب الله” وأراد السيطرة على مناطق جديدة فسيكون هناك مشروع عسكري جديد لمواجهته، ولن يقتصر على الوادي فقط، بل قد يشمل القلمون، ولكنه أيضاً يحتاج إلى بعض الظروف.

 

المعركة التالية في حلب: وقف تقدم المعارضة

فادي الداهوك

سيطر النظام السوري وحلفاؤه مطلع شباط/فبراير على ممر أعزاز بين حلب وتركيا، وتلك الخسارة لم تكن الوحيدة التي مني بها المعارضون في تلك الفترة، إلا أنها كانت بمثابة نقطة تحول كبير في حلب.

 

منذ ذلك الوقت، استمر النظام المدعوم جواً من الطيران الحربي الروسي، وبراً من حزب الله، ومليشيات يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، بتحقيق انتصارات هزيلة وبطيئة في ظاهرها، ظنّ البعض في البداية أنها تتعلق بحماية ضاحيتي نبل والزهراء، إلا أن المحصلة النهائية لها كانت كارثية على المعارضة، إذ أسست لدخول المناطق التي تسيطر عليها في حصار هدد حياة أكثر من 300 ألف مدني، بعد معارك حاسمة جرت في الضواحي الشمالية مكّنت النظام من رصد طريق الكاستللو، الذي كان آخر المعابر لفصائل المعارضة والمدنيين في الجزء الشرقي من مدينة حلب.

 

المدنيون المحاصرون في الأحياء الشرقية، هم الكتلة السكانية الأكبر التي تعرضت إلى حصار طيلة المعارك التي اندلعت في حلب خلال السنوات الأخيرة، ويلاحظ أن الاستراتيجية القتالية للنظام والطيران الروسي حددت أولوية قصوى هي المدنيين، تمثّلت بضرب كل مقومات الصمود في مناطقهم، فضربت المستشفيات والمراكز الطبية والمرافق الخدمية الأساسية، ما دفع بعشرات الآلاف إلى الهرب باتجاه الحدود التركية، الأمر الذي شكّل ضغطاً هائلاً على الفصائل المسلحة وتركيا في آن معاً. وتقول التقديرات إن نحو ربع مليون شخص علقوا على بوابات تركيا نهاية فبراير/شباط.

 

استفاد المقاتلون من تردد قوات النظام وحلفائها بخوض حرب شوارع بعد رصد طريق الكاستللو، فقد اقتصرت خطة موسكو ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، على تدمير الأبنية والمرافق بالغارات الجوية، وانتظار أن يطلب المدنيون المحاصرون في الأحياء الشرقية من فصائل المعارضة إخلاء المنطقة.

 

ظّن معسكر النظام أن الوقت المناسب قد حان لإنهاء ملف حلب، فأعلنت وزارة الدفاع الروسية وحكومة دمشق أواخر يوليو/تموز، عن خطة إنسانية مزعومة، تقضي بفتح ممرات آمنة للمدنيين الراغبين بالخروج من الأحياء الشرقية، وتسوية أوضاع المقاتلين الذي يرغبون بالاستسلام.

 

لم يجد هذا العرض المتسرّع استجابة تذكر بين المدنيين أو المقاتلين في حلب الشرقية. وقد حاولت موسكو بعرضها هذا أن تحاكي سيناريو إخلاء أحياء حمص القديمة في مايو/أيار 2014، بيد أن هناك فوارق جوهرية بين الحالتين، إذ في حمص كانت مفاوضات شاقة، بإشراف تركي، تجري بين مندوبين إيرانيين، و”الجبهة الإسلامية” التي فوّضّت قائد “لواء الحق” أبوراتب الحمصي لإنجاز ملف الإخلاء داخل تلك الأحياء، كما أن سكان تلك الأحياء كانوا يطهون أوراق الأشجار والأعشاب، وكانت المعارضة في أسوأ تجارب الحصار في سوريا على الإطلاق، مع انهيار جبهات القلمون، بعكس الفترة الحالية، التي يضطلع فيها تحالف “جيش الفتح” بدور كبير جداً، ومتماسك، في القرار العسكري شمال سوريا بعد سيطرته على إدلب، ويملك خطوط تواصل بالغة الأهمية مع فصائل حلب، فضلاً عن وجود قوات له في الريف الجنوبي للمحافظة، وأي انتكاسة في حلب تشكّل انتكاسة لقواته في إدلب.

 

مع تحقيق المعارضة لأهداف العملية الأخيرة في حلب، تدخل المنطقة الشمالية من سوريا مرحلة جديدة من الصراع، لا يقل دموية عن المواجهات الأخيرة، فقد بدأت بعض أطراف المعارضة بالتلميح إلى وجود رغبة بالتقدم نحو الجزء الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حلب، وكان آخر إعلان بهذا الخصوص قد صدر عن قيادي في “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً)؛ وهذا الأمر إذا ما تحقق، فإنه يعني سقوط مركزية إدارة المواجهة في حلب للنظام وحلفائه، فضلاً عن أنه يشكّل مقدمات لخروج المنطقة الشمالية عن نطاق التأثير الإقليمي على الأطراف المتصارعة بمجرد القضاء على أحدهما.

 

ومن الملاحظ أن المعارضة كانت تتوقف، دائماً، بصورة مفاجئة، عن التقدم نحو مناطق جديدة، عندما يشكل ذلك التقدم احتمال حدوث اتصال جغرافي بين المحافظات وخلل في التوازن العسكري، على غرار ما جرى في درعا والقنيطرة، والقلمون وحمص. وفي درعا، على الأقل، لم يكن هناك دور يذكر لـ”جبهة النصرة” أو “أحرار الشام” في المعارك التي أوقفت، فيما تقاسمت “جبهة فتح الشام”، و”أحرار الشام”، و”جبهة أنصار الدين”، و”جماعة أنصار الإسلام”، و”الحزب الإسلامي التركستاني”، وفصائل “المعارضة المعتدلة”، جبهات المعركة الأخيرة في حلب.

 

الانجازات التي حققتها المعارضة في حلب، ترسم ملامح تدخل دولي عاجل للطلب من الدول التي دعمت معركة فك الحصار -والحديث يتردد عن دعم تركي-سعودي-قطري- بتثبيت خطوط التماس حالياً في المناطق التي وصلت إليها عمليتا “ملحمة حلب الكبرى”، و”غزوة ابراهيم اليوسف”، لاسيّما أن المبرر بالنسبة للداعمين كان خرق روسيا والنظام لاتفاق “وقف الأعمال العدائية” مرات عديدة، وتجاوز دمشق وموسكو لخطوط التماس التي رُسمت بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا؛ فسقف الرد المسموح على هذا الخرق لا يبدو أنه سيتعدى خطوتين إلى الأمام حققتهما المعارضة، وخطوة إلى الوراء سيطلب منها أن تخطوها.

 

«لونج وور جورنال»: كسر حصار حلب «انتكاسة» لإيران

تناول تقرير لمجلة «لونج وور جورنال» تفاصيل عن بعض الخسائر التي تكبدتها إيران والحرس الثوري في معارك حلب، وسقوط قادة عسكريين كبار منهم قادة ما يسمي «لواء الفاطميون». فيما تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن قتل قرابة 300 من العسكريين الإيرانيين في سوريا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وقالت الصحيفة إن التدخل العسكري الإيراني في حلب يؤكد الأهمية الاستراتيجية للمدينة بالنسبة لطهران، وأن نجاح جيش الفتح في كسر الحصار حول المدينة سيكون «نكسة» لإيران، وأن إيران وحلفاءها مصرون على النصر في حلب، أو على الأقل التوصل إلى حل سياسي من خلال الوسائل العسكرية.

 

كانت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية كشفت في تقرير لها عن سقوط ما يقارب 1200 مقاتل من حزب الله في سوريا، فيما كشفت تقارير صحفية غربية أخري عن سقوط 400 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني بينهم ستة قياديين.

 

وشن جيش الفتح هجوما موسعا من ثلاث مراحل في حلب لفك الحصار الذي تفرضه قوات «الأسد» وإيران وحزب الله وروسيا، ونجح في فك الحصار، واعترفت إيران بتزايد الضحايا مع تقدم المعارك.

 

خلال الهجوم الأخير في جنوب غرب حلب، أعلن المسؤولون الإيرانيون حتى الآن عن مقتل خمسة جنود إيرانيين علي أيدي ثوار سوريا، كما أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل قائد ميداني إيراني وعضو آخر من قوات التعبئة المعروفة بـ«الباسيج» خلال معارك في سوريا.

 

وأوردت تقارير أن «صادق محمد زادة»، وهو أحد قادة اللواء المعروف باسم «فاطميون» قتل في معارك قرب حماة، كما قتل «محمد حسن قاسمي» وهو أحد أفراد قوات الباسيج خلال ما وصفته تقارير إيرانية «بالدفاع عن حرم السيدة زينب بسوريا»، وبهذا يرتفع عدد قتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى 295 شخصا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015.

 

واعترفت طهران مؤخرا بمقتل 1200 عسكري لها في سوريا منذ تدخلها هناك في عام 2012، لكن مراقبين يشيرون إلى أن الرقم الحقيقي أكثر من ذلك بكثير.

 

وقد أظهرت تعليقات على مواقع التواصل الإيرانية في الأوساط الموالية للحرس الثوري على الانترنت مراسم استقبال عدد من القتلى الإيرانيين منهم قائد كتيبة الإمام الحسين 102 من الحرس الثوري يوم 31 يوليو/تموز. أيضا أكدت وسائل إعلام إيرانية أن قيادي في ميليشيا «لواء فاطميون» الذي يقاتل إلى جانب قوات «الأسد» في سوريا، قد قتل في محيط تدمر، ويدعى «محمد حسين حسيني» الملقب بـ «سيد حكيم». وجاء مقتله إثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في الطريق شرق تدمر وسط سوريا، حين كان يحاول إبطال مفعولها.

 

ويعد «سيد حكيم» الشخصية الأبرز في «لواء فاطميون»، وهي ميليشيا من الشيعة الأفغان استخدمتهم إيران في حربها إلى جانب نظام «الأسد» في سورية، ويشرف عليها الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر.

 

وكان قائد ومؤسس «لواء فاطميون»، «على توسلي»، قد قتل في معارك في ريف درعا الشمالي، في مارس/أذار 2015.

 

وتزامن إعلان مقتل «سيد حكيم» مع كشف إيران عن خسائرها في سوريا في الأيام الماضية خلال المعارك التي اندلعت في ريف حلب الجنوبي، حيث قتل العميد «رضا رستمی مقدم» الملقب بـ «مدهني» ومرافقه الملازم أول «قدرت عبدیانی».

 

وكان «رستمي» أحد القادة العسكريين للحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية، وقد قتل خلال معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، كما قتل قائد كتيبة القوات الخاصة «جهانجير جعفري نيا» وكذلك العسكري المتعاقد «محمد زلفي»

 

ويقول تقرير «لونج وور جورنال» أن وفاة ضابط مدفعية بالجيش الإيراني يشير إلى أن عناصر من الجيش النظامي الإيراني شاركت في الحرب كجزء من قوة التدخل السريع بقيادة الحرس الثوري الإيراني.

 

وأكد قادة الجيش الإيراني رسميا في أبريل/نيسان نشر القوات الخاصة، وتعرضت هذه القوة إلي هزيمة قاسية في واحدة من أولى المعارك الكبرى في حلب في أيدي مقاتلي جبهة النصرة، وقد اعترفت إيران بمقتل سبعة من القوات الخاصة في الجيش، في أبريل/نيسان الماضي.

 

خطة إيران لاحتلال حلب

يذكر أن الحرس الثوري الإيراني يعمل على تنفيذ خطة لاحتلال محافظة حلب، منذ حوالي 8 أشهر، وذلك بأوامر من المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي»، وهو ما فشلت فيه إيران حتى الآن.

 

وتحدث الجنرال «محسن رضائي»، القيادي في الحرس الثوري في وقت سابق عن أن معركة حلب «فاصلة» بين ما سماها «جبهة المقاومة» ويقصد القوات الإيرانية وحلفاءها وبين من وصفهم بـ «المعتدين»، ويقصد فصائل المعارضة السورية المسلحة التي سيطرت على مناطق جديدة بريف حلب.

 

وبدأت الخطة الإيرانية مع التدخل الروسي في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015 حيث نفذ الحرس الثوري عملية واسعة بغطاء جوي روسي سميت باسم «عملية محرم»، ولكنها فشلت بعد مقتل الجنرال «حسين همداني»، الذي كان القائد العام لقوات النظام الإيراني في سوريا، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015 في محيط حلب، وكذلك مقتل عدد كبير من جنرالات وقادة الحرس في تلك المنطقة.

 

وعادت إيران إلى استئناف الخطة في يناير/كانون الثاني 2016 عندما قام الحرس الثوري بمضاعفة قواته في سوريا. لكن رغم الهجوم المتكرر على ريف حلب الجنوبي ووجود عناصر نخبة من اللواء 65 بالجيش الإيراني المعروفة بـ «القبعات الخضراء» منذ بداية إبريل/نيسان الماضي، لم تتمكن القوات الإيرانية من إحراز أي تقدم بهدف السيطرة على المنطقة، بل تكبدت وتتكبد خسائر فادحة حتى اللحظة.

 

وتعد المعركة الحالية في حلب هي ثالث هزيمة للقوات الإيرانية هناك، حيث يتولي قيادة هذه القوات بعد مقتل الجنرال «حسين همداني»، مجلس مشترك يقوده العميد «حسين قائاني»، نائب «قاسم سليماني» في قوة القدس، والعميد «جعفر أسدي» (بالاسم الحركي سيد أحمد مدني).

 

وصرح قادة النظام الإيراني مرات عديدة أن سقوط «بشار الأسد» سيعني سقوط النظام الإيراني من الداخل، ولذلك تحاول طهران نقل معاركها الداخلية إلى الخارج على حساب إراقة دماء الشعوب واستمرار القتل والتشريد والإرهاب في سوريا وغيرها من الدول العربية، حسب ما يقول مراقبون.

 

لماذا تعد سوريا مهمة لإيران؟

وسبق لمركز«جورج تاون للدراسات الأمنية»، أن نشر في المجلد 4، العدد 2، يونيو/حزيران 2016 تقريرا بعنوان: (الدفاع المقدس، سياسة إيران الدفاعية خلال الحرب الأهلية السورية) أكد فيها أن الحرب الأهلية السورية تعتبر تحديا معقدا للسياسيين الإيرانيين، بسبب العلاقة التاريخية الوثيقة مع سوريا وحاجة إيران إلى العمق الاستراتيجي، ولهذا فإن إيران تبدي التزاما بالحفاظ على سيادة حكومة «بشار الأسد»، عدا عن نظرتها للصراع على أنه حاسم لمصالحها الأمنية في الشرق الأوسط.

 

ولهذا سعت إيران لتقديم دعم كبير للحكومة السورية بمختلف المستويات، بداية من التدخل العسكري السري من القوات الخاصة الإيرانية وصولاً إلى نشر ميليشيات شيعية مدعومة من إيران لتقاتل بجانب القوات السورية التقليدية.

 

ونظراً للمخاطر الوجودية التي لا تزال تحدق بحكومة «الأسد» وبالتالي نسبة المخاطر العالية التي تتعرض لها المصالح الإيرانية في المنطقة، فمن المرجح أن تحافظ إيران على مستوى الدعم للحكومة السورية أو ربما تلجأ إلى زيادته وتعزيزه في أكبر مشاركة عسكرية إيرانية منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات.

 

وأوضحت الدراسة أن «الدين لعب دوراً رئيسياً أيضاً في تحفيز المتطوعين الأجانب من الطائفة الشيعية للقتال بالنيابة عن حكومة الأسد، سواء أكانوا من العراق أو باكستان أو حتى من بين اللاجئين الأفغان المتواجدين في إيران»، وأن إيران تعتبر أن النظام السوري ساعد على تشكيل «بيئة صديقة للشيعة».

 

كما أوضحت أن الخوف من نظيم الدولة الإسلامية انتشرعلى نطاق واسع في إيران، وأبدى القادة الإيرانيون خشيتهم من قدرة التنظيم على تقويض محور المقاومة الذي أسهمت إيران وسوريا وحزب الله في تأسيسيه.

 

ولم تشارك القوات الإيرانية في المعارك في جنوبي سوريا أو قرب مدينة دمشق وضواحيها، ولم تساهم كثيراً في محاولات النظام السوري استرجاع البنية التحتية النفطية والغاز من أيدي تنظيم الدولة، وشكلت حلب وضواحيها محور التدخل العسكري الإيراني في سوريا، وشكل ذاك المسرح التحدي الأصعب أمام النظام السوري.

 

وقد وقعت جل انتصارات إيران في سوريا في أوائل عام 2016، وشملت الاستيلاء على مساحات واسعة من الريف الذي يسيطر عليه الثوار جنوب مدينة حلب، فضلاً عن كسر حصار الثوار على القرى الشيعية في المنطقة (نبل والزهراء) في مناطق شمال وغرب حلب.

المصدر | الخليج الجديد

 

«ملحمة حلب»: من كسر الحصار إلى التحرير

بعد النصر الميداني الأهم ضد قوات بشار الأسد منذ العام 2013 بفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أطلق الثوار السوريون المرحلة الرابعة من «ملحمة حلب الكبرى» الهادفة الى تحرير المدينة كلها من قوات النظام والميليشيات الداعمة له.

 

ففي ساعة متقدمة مساء، أعلن تحالف يضم فصائل مقاتلة معارضة لبشار الأسد بدء معركة تحرير كامل مدينة حلب في شمال سوريا، غداة تمكنه من فك الحصار عن احيائها الشرقية في ضربة كبيرة لجيش الأسد والميليشيات المتحالفة معه.

 

وفي بيان أصدره قال تحالف «جيش الفتح» الذي يتألف من فصائل عدة بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، «اننا في جيش الفتح وبعد اسبوع من المعارك المتواصلة(…)، نعلن بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة».

 

وأضاف البيان «نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة، ولن نستكين بإذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب».

 

ودخلت أمس أول قافلة مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية غداة فك الحصار عنها. وقال ناشطون إن فعاليات ومؤسسات أهلية من مدينة إدلب استطاعت إدخال أول قافلة مساعدات إنسانية مكونة من مواد غذائية إلى أحياء حلب الشرقية، مشيرة إلى أنها عبرت من حي الراموسة .ولفت الناشطون إلى إمكان إدخال قوافل أخرى إلى الأحياء الشرقية لحلب، تزامنا مع استمرار الثوار في توسيع مناطق سيطرتهم في مدينة حلب ومحيطها.

 

وتصدى الثوار أمس لمحاولة ميليشيا «حزب الله» التقدم في حي الراموسة، وأسفرت المعارك عن سقوط قتلى من الحزب وتدمير آليات عسكرية، وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الروسية.

 

وأعلنت غرفة عمليات فيلق الشام عن تدمير دبابتين من طراز «تي 72» بعد استهدافهما بصاروخين حراريين في محيط الراموسة، بالتزامن مع قنص عدد من ميليشيا «حزب الله« وعناصر الحرس الثوري الإيراني أثناء محاولتهم التسلل إلى المنطقة.

 

واستهدفت الطائرات الروسية كلية المدفعية وحي الراموسة بعشرات الغارات الجوية، كما استهدف الطيران الحربي حي المشهد بالقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا، وتعرضت أحياء المرجة والأنصاري والميسر إلى قصف عنيف.a

 

وشنت الطائرات الروسية والاسدية مئات الغارات الجوية على مواقع الثوار في جنوب مدينة حلب ومحيطها.

 

وقال مصدر في جبهة فتح الشام إن مرحلة السيطرة على المدينة بشكل كامل بدأت الآن، مشيرا إلى أن قوات النظام انسحبت بالكامل من معركة السيطرة على كلية المدفعية، وحل مكانها مسلحو «حزب الله« وقياديون في الحرس الثوري.

 

وأضاف المصدر أن خسائر «حزب الله« والإيرانيين هي الكبرى في سوريا، حيث خسر الحزب أكثر من عشرين مسلحا بينهم قيادي كبير إضافة إلى قتلى من الضباط الإيرانيين، مؤكدا أن المعارضة غنمت كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إضافة لمستودعات كاملة للذخيرة خلال معارك حلب.

 

وأحبطت المقاومة السورية أمس هجوماً لقوات النظام وميليشياته على محور الراموسة وتمكنت خلال المعركة من تكبيدها خسائر في العتاد والعدد، وسط قصف جوي عنيف تشهده المنطقة منذ يوم أمس.

 

وقال مراسل «زمان الوصل» في حلب، إن المقاومة السورية تواصل عمليات التمشيط في تجمع الكليات العسكرية في الراموسة ومحيطها بهدف تأمين الطريق الذي تم فتحه بين أحياء حلب الشرقية وريفها الجنوبي.

 

وأشار المراسل إلى أن المقاومة السورية تمكنت خلال عمليات التمشيط اليوم من أسر عدد من عناصر جيش النظام بينهم ضابط برتبة نقيب، كانوا مختبئين في أحد المباني في الكلية المدفعية.

 

وأكد مصدر ميداني في المقاومة السورية لـ»زمان الوصل» استمرار فتح الطريق بين أحياء حلب الشرقية وريفها الجنوبي من بوابة منطقة الراموسة، نافياً كافة الأخبار التي تتحدث عن قطعه من قبل قوات النظام، لافتاً إلى أن المقاومة السورية تعمل على تأمين الطريق لفتحه أمام قوافل المساعدات والأغذية والمدنيين مُشيراً إلى أن الطريق في الوقت الحالي يُستخدم كطريق عسكري.

 

وتحدث المصدر عن تجهيزات المقاومة السورية لإطلاق المرحلة الرابعة من «ملحمة حلب الكبرى» والتي تهدف للسيطرة على أحياء حلب الغربية والثكنات العسكرية التي تتبع لجيش النظام في مدخلها، وأبرزها الأكاديمية العسكرية والتي اعتبرها أهم حصون قوات النظام في المنطقة.

 

وأكد المصدر استعداد وجاهزية المقاومة السورية لهذه المرحلة معنوياً ولوجستياً، مشيراً الى أن «المرحلة الأصعب تم إنجازها وتمكنا بفضل الله من السيطرة على تجمع الكليات العسكرية، والمعنويات مرتفعة لدى كافة المقاتلين من كل الفصائل، والجميع ينتظر إطلاق المرحلة الرابعة على أحر من الجمر«.

 

وأضاف: «أما عن تذخيرنا والاستعداد اللوجستي، فقد منّ الله علينا بغنائم تكفينا لتحرير حلب وتزيد، وسنستخدم اسلحتهم التي اغتنمناها منهم لقتالهم بها وهزيمتهم بإذن الله«.

 

تجدر الإشارة إلى أن فصائل المقاومة السورية تمكنت أول من أمس من إنهاء حصار دام 30 يوماً عن أحياء حلب الشرقية التي تضم أكثر من 350 ألف نسمة، وذلك بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام والميليشيات المساندة لها جنوب حلب استمرت لمدة 7 أيام متواصلة.

 

ملحمة حلب: «الدواليب» تغلب «البراميل».. والمعارضة تقلب الموازين

نشر موقع «عنب بلدي» السوري المعارض تحقيقاً خاصاً عن «ملحمة حلب الكبرى» التي أطلقتها المعارضة لفك الحصار عن الاحياء الشرقية لحلب ونجحت في ذلك، بل وانتقلت الى مرحلة حصار الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد بأمل السيطرة على المدينة كلها. الآتي نص التحقيق:

«ملحمة حلب الكبرى».. «الغضب لحلب»، تسميتان أطلقهما المقاتلون والناشطون في حلب، تزامنًا مع سحابة سوداء غطت سماءها، في 31 تموز الماضي، وكانت إيذانًا ببدء المعركة لفك الحصار عن أكثر من 350 ألف مدني حاصرهم النظام السوري.

 

«الملحمة» لم تدم طويلًا حتى حققت نتائجها الأولية بفك الحصار، أول من أمس، وشهدت معاركها انسحابات سريعةً لقوات الأسد من عددٍ من المناطق الاستراتيجية جنوب حلب وغربها.

 

وبعدما خيم شبح الحصار على أحياء المدينة الشرقية، وتخوّف الأهالي من تكرار صوره في مضايا والزبداني، إضافة إلى تخوف قوات المعارضة من خنقها وقطع الإمداد العسكري عنها، أعلنت الفصائل فكّ الحصار، بعد معركة وصفت بأكبر معارك الثورة السورية، بتنسيقٍ عالٍ بين غرفتي عمليات «جيش الفتح»، و«فتح حلب».

 

[منفذٌ جديدٌ للمحاصرين

 

يغني عن الكاستيلو

 

350 ألف مدني محاصرون في الداخل وجدوا في انطلاق المعركة أملًا في تخليصهم من شبح الحصار، ربما كان استمراره سيشكل كارثة إنسانية، عن طريق فتح منفذ جديد مغاير تمامًا عن المنفذ القديم الممثل بطريق الكاستيلو.

 

المنفذ الجنوبي، الذي يصل أحياء الشيخ سعيد والسكري بالريف الجنوبي والغربي للمحافظة مرورًا بالراموسة، يحمل أهمية عسكرية واستراتيجية واقتصادية، كونه يصل أحياء حلب مباشرةً بمدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما يسهل دخول المواد الغذائية والأساسية للأحياء، بعد أن كانت تدخل عن طريق إدلب وريف حلب الغربي ثم إلى الكاستيلو الذي كان يعتبر الشريان الرئيسي للسكان.

 

كما تكمن أهمية المنفذ الجنوبي بعدم وجود قوىً تهدد استقراره، على عكس طريق الكاستيلو، الذي تصارعت عليه قوى تريد بسط سيطرتها عليه، وهي: الوحدات الكردية، التي هدفت إلى توسيع نفوذها في «الشيخ مقصود» ذي الأغلبية الكردية، وقوات الأسد التي تحاول محاصرة فصائل المعارضة، ومنع وصول الإمدادات إليها، إضافة إلى قرب تنظيم «داعش» شرق الطريق.

 

[ غرفتا عمليات و آلاف مقاتل

 

24 فصيلًا شارك في معركة فك الحصار، واندمجوا في غرفتي عمليات رئيسيتين، بتعداد بلغ نحو ستة آلاف مقاتل، وفقًا لمعلومات حصلت عليها «عنب بلدي».

 

الغرفة الأولى هي غرفة «جيش الفتح»، وهي ذات الثقل الأكبر في العملية، وتضم سبعة فصائل رئيسية: جبهة «فتح الشام»، حركة «أحرار الشام الإسلامية»، «فيلق الشام»، تجمّع «أجناد الشام»، «الحزب الإسلامي التركستاني»، «لواء الحق» و«جيش السنة».

 

أما الغرفة الثانية فهي عمليات «فتح حلب»، وينضوي معظم فصائلها تحت «الجيش الحر»، وتعمل على محوري الراموسة جنوبًا، وطريق الكاستيلو ومخيم حندرات شمالًا، ومن أبرز فصائلها: «كتائب ثوار الشام»، «الجبهة الشامية»، جبهة «أنصار الدين»، حركة «نور الدين زنكي»، «جيش الإسلام»، «جيش المجاهدين»، «جيش النصر»، «الفرقة الشمالية»، «الفرقة الوسطى»، «الفرقة 13»، «لواء صقور الجبل»، «الفوج الأول»، تجمّع «فاستقم كما أمرت»، «أنصار العقيدة»، كتائب «أبو عمارة» ولواء «السلطان مراد».

 

وجرى تقسيم المعارك إلى ثلاث مراحل: الأولى كانت مفصليّة كونها ساهمت في رفع معنويات المقاتلين واستمرارهم بالزحف بعد انهيار لقوات الأسد وميليشياته، فخلال الساعات الأولى من انطلاق المعركة تمكنت الفصائل من السيطرة على ثكنة مدرسة الحكمة الاستراتيجية.

 

المرحلة الثانية شهدت سقوط المناطق تباعًا بيد المعارضة ابتداء من تلة مؤتة، تلة أحد، تلة الجمعيات، فقرية العامرية، وكتيبة الصواريخ، ومشروع 1070، وصولًا إلى قرية المشرفة.

 

سقوط «حصن النظام» فتح أبواب حلب

 

أهم المراحل كانت الثالثة، التي انتهت بإعلان الفصائل فك الحصار عن الأحياء الشرقية، وبدأت فيها جبهة «فتح الشام» بعملية وصفتها بـ«الاستشهادية»، كسرت الخطوط الدفاعية الأولى لكلية المدفعية، ليتمكن المقاتلون خلال دقائق معدودة من السيطرة على كتيبة التسليح وكتيبة البيانات.

 

«جيش الفتح» أعلن السيطرة نهائيًا على الكلية نهائيًا بعد عملية «استشهادية» ثانية استهدفتها، وهي تضم 24 مدفعًا (122 ميليمترا)، وعتادًا مخصصًا لتدريب الطلاب والتلاميذ (3 مدافع فوزديكا، و3 عيار 122 ميلميترا، 3 راجمات صواريخ 40 سبطانة، إضافة إلى مدافع هاون من كافة الأنواع من 60 وحتى 160 بمعدل 3 من كل نوع)، بحسب قول رئيس أركان «الجيش الحر» أحمد بري لـ«عنب بلدي».

 

ويضمّ مجمع الكليّات، بحسب بري، قواعد إطلاق الصواريخ (م.د.)، وقاعدة تدريب خاصة، إلى جانب عرباتٍ وعددٍ كبير من الضباط والمدربين يتراوح بين 100 و150 بين عامل ومجند، إضافة إلى صف الضباط المدربين.

 

وتؤمن الكلية الرمي المباشر وصولًا إلى قلعة حلب ومطار النيرب ومعظم مناطق المحافظة، كما تؤمن رماية بكافة الاتجاهات بشكل غير مباشر حتى مسافة 40 كيلومترًا، وبإمكانها استيعاب حتى ثلاثة آلاف مقاتل.

 

كما تطل الكلية على تلة الراموسة التي تمكنت الفصائل من السيطرة عليها عقب سيطرتهم على الفرن الآلي، ودوار الراموسة، ليعلن المقاتلون فك الحصار بشكل نهائي عن أحياء حلب الشرقية.

 

[ المعارضة تحاصر الحصار

 

الأهداف الأولى لإطلاق المعركة كانت فك الحصار عن الأحياء الشرقية، لكنّ هذه الأهداف تحولت إلى السيطرة على المدينة بشكل كامل عقب الانهيارات في صفوف النظام السوري والميليشيات الموالية له، بحسب تصريحات قادة الفصائل.

 

ولم يعد لقوات الأسد منفذٌ للأحياء الغربية سوى طريق الكاستيلو، الذي تحول من شريان رئيسي للمعارضة في الأحياء الشرقية، إلى منفذ وحيد لمناطق النظام في المدينة، وبالتالي فإن سيطرة المعارضة على الكاستيلو سيؤدي إلى حصار النظام في أحيائه الغربية.

 

واعتبر أبو محمد الجولاني، في رسالةٍ صوتية لأهالي حلب أن «نتائج معركة فك الحصار ستتجاوز فتح الطريق عن المحاصرين إلى قلب موازين الصراع في الساحة الشامية، وقلب طاولة المؤامرات الدولية على أهل الشام». وأوضح أن فك الحصار سيرسم ملامح ما وصفها بمرحلة جديدة لسير المعركة، مؤكدًا وجود لحمة بين الفصائل والاجتماع بينها.

 

في حين اعتبر، أحمد بري، رئيس أركان «الجيش الحر»، أنه بسيطرة المعارضة على كلية المدفعية يعتبر النظام في حلب بحكم الساقط والمنتهي عسكريًا.

 

لماذا لم ينجح الطيران في إيقاف الهجوم؟

 

المستشار القانوني للجيش الحر، أسامة أبو زيد، عزا في حديثٍ إلى «عنب بلدي»، عدم قدرة الطيران الحربي (الروسي والسوري) على إيقاف مدّ قوات المعارضة، إلى خطّ طول المعركة، والذي يصل إلى 20 كيلومترًا. على عكس ما حصل على جبهة الكاستيلو الضيقة التي تمكّن الطيران من تمشيطها كلما حاولت المعارضة التقدم.

 

كما لعب إشعال المواطنين للإطارات مع انطلاق المعارك داخل حلب وخارجها، دورًا في حجب الرؤية عن الطيران، ريثما يتمكّن المقاتلون من تثبيت نقاطهم الجديدة.

 

[ حلب بعيون جنيف

 

من المتوقع أن يقلب فك الحصار الموازين في المحادثات الدولية، بعدما كان من المتوقع تحديد أوائل آب الجاري موعدًا لمحادثات جنيف، لكن غياب التصريحات السياسية خلال الأيام القليلة الماضية، وخاصة بعد انطلاق المعركة، دفع محللين للاعتقاد بأن إعلان موعد جنيف سيكون فور حسم المعركة أو عند ظهور ملامحه على الأقل، وسيتمكن الطرف الأقوى من امتلاك زمام الأمور سياسيًا وعسكريًا.

 

فحلب ذات أهمية في تحديد مسار المفاوضات كونها تعتبر ثاني أكبر المدن السورية، ومن أهم المناطق، التي إذا ما سيطرت عليها سيصبج الطريق أمامها مفتوحًا لبسط نفوذها في الشمال السوري.

 

وبعد محاصرة النظام السوري وحلفائه لقوات المعارضة وإحكام قبضته في حلب، في تموز الماضي، أعلن عن استعداده لـ«مواصلة الحوار السوري- السوري في جنيف من دون شروط مسبقة»، وراحت وسائل الإعلام الرسمي تؤكّد أن وجود الوفد في جنيف سيكون قويًا، وهذا يترك سؤالًا مفتوحًا للأيام المقبلة: هل يستمر النظام بتأكيده على حضور جنيف، وما هو دور الروس في ذلك؟

(عنب بلدي)

 

المعارضة تصد هجمات للنظام بحلب وتحشد لمعركة الحسم  

فجرت المعارضة السورية المسلحة نفقا داخل مدينة حلب وصدت هجمات للنظام والمليشيات المؤيدة له على عدة محاور بالمدينة، في وقت تحشد فيه كل من الفصائل وقوات النظام قواتهما لخوض معركة وصفتها المعارضة بمعركة حلب الكبرى.

 

ونقل مراسل الجزيرة محمد عيسى عن مصادر من المعارضة أن عددا من الجنود قتلوا صباح اليوم عقب تفجير النفق تحت مبان تسيطر عليها قوات النظام في حي الإذاعة الذي يقع في منطقة مرتفعة وسط حلب، ويشرف على أحياء خاضعة للمعارضة وأخرى يهيمن عليها النظام.

 

وأضاف المراسل أنه بالتزامن مع التفجير تجددت الاشتباكات بهذا الحي الذي تسيطر قوات النظام على أجزاء كبيرة منه. وقال ناشطون إن مقاتلين من “غرفة عمليات فتح حلب” فجروا النفق، وتحدثوا عن مقتل وجرح عشرات بينهم عناصر إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني.

 

وتأتي هذه العملية بينما قالت مواقع موالية للنظام السوري إن قواته استقدمت نحو ألفين من مقاتلي حركة النجباء العراقية وآخرين من الإيرانيين ومن قوات النخبة بحزب الله -المعروفة بقوات الرضوان- إلى مدينة حلب، بينما ذكرت صحيفة الوطن السورية أن الجيش وحلفاءه استقدموا تعزيزات استعدادا لهجوم لاستعادة مواقع انتزعتها المعارضة منهم جنوب وجنوب غرب حلب.

 

كما تحدثت تقارير عن استقدام جيش الفتح وفصائل المعارضة مئات المقاتلين من ريف حلب الغربي ومن محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) لبدء هجوم أوسع نطاقا يستهدف استعادة مدينة حلب برمتها.

 

معركة حاسمة

وكان جيش الفتح الذي شارك مع فصائل معارضة أخرى في معركة كسر حصار حلب قد أصدر الليلة الماضية بيانا أعلن فيه بدءَ مرحلةٍ جديدة مما سماها ملحمة حلب الكبرى لاستعادة كامل مدينة حلب وفك حصار قوات النظام عنها.

 

وأكد البيان بدء التجهيز لما وصفه بجيش جرار لتلك المهمة، كما أكد أن الهجوم لن ينتهي إلا بالسيطرة على قلعة حلب التاريخية التي تقع وسط المدينة، وتعد رمزا لسيطرة النظام على المدينة.

 

كما طمأن المدنيين الموجودين بمناطق القتال وخيّرهم بين البقاء في منازلهم دون التعرض لهم أو الخروج آمنين، ودعا الجنود السوريين إلى الانشقاق. وبعد ساعات من صدور البيان قال مراسل الجزيرة إن جيش الفتح بدأ تمهيدا ناريا للتقدم إلى ما بعد حي الراموسة الملاصق لحي الحمدانية غربي حلب.

 

وكانت فصائل المعارضة المسلحة سيطرت في أقل من أسبوع على منطقة مساحتها أربعين كيلومترا مربعا جنوب وجنوب غرب حلب، تضم مجمع كلية المدفعية وحي الراموسة، كما سيطروا على أجزاء من طريق الراموسة جنوب حلب، مما أتاح كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية، بيد أن الطريق ما زالت خطرة.

 

وأعلنت تلك الفصائل أنها صدت هجوما من معمل الإسمنت في حي الشيخ سعيد في أطراف حلب الجنوبية، وآخر على حي الراموسة. كما أكدت أنها صدت هجمات لقوات النظام وحلفائه على مخيم حندرات ومزارع الملاح شمال المدينة, وقالت إنه قتل في تلك الهجمات العديد من الجنود وعناصر المليشيات.

 

وقال مراسل الجزيرة إن الطائرات الروسية والسورية شنت اليوم سلسلة من الغارات الجوية على أحياء حلب الخاضعة للمعارضة مما أسفر عن خسائر جديدة بين المدنيين، في حين قال ناشطون إن حالات اختناق سجلت في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي جراء استهدافها بصواريخ تحتوي على غاز الكلور.

 

هل تلقت المعارضة أسلحة نوعية لفك حصار حلب؟  

صهيب الخلف-ريف حلب

 

أثار التقدم السريع لجيش الفتح وفصائل من المعارضة المسلحة أثناء فك الحصار عن مناطق المعارضة بحلب تساؤلات عن الأسلحة التي يستخدمونها، واحتمال وصول دعم استثنائي للمعارضة من حلفائها، وينفي قادة الفصائل ذلك.

 

وكان جيش الفتح قد سيطر في أقل من أسبوع على عشرات الكيلومترات جنوب حلب، بما يشمل قواعد عسكرية كبيرة تابعة لجيش النظام؛ مثل كلية المدفعية، والمدرسة الفنية الجوية التي مثلت معاقل ضخمة للنظام مليئة بالعتاد والمقاتلين.

 

واستبقت المعارضة المعركة بتشكيل غرفة عمليات موسعة لتنسيق العمل العسكري بين مختلف الفصائل؛ المحاصرة في حلب والمنضوية في غرفة عمليات فتح حلب وسائر الفصائل خارجها، لتبدأ المعركة من خلال التمهيد على مواقع جيش النظام بالأسلحة الثقيلة، ثم تفجير العربات المفخخة التي يقودها مقاتلون من جبهة فتح الشام، ثم دخول عناصر الاقتحام من جميع الفصائل على أكثر من محور.

 

وكانت المفاجأة بالتقدم السريع الذي حققه جيش الفتح، حيث تمكن من تجاوز الخطوط الدفاعية الأولى التي حصنها جيش النظام جيدا، في حين بدا سلاح الجو الروسي عاجزا عن فعل أي شيء لإنقاذ جيش النظام والمليشيات الداعمة له.

 

أسلحة تقليدية

ويتساءل مراقبون عن احتمال استخدام جيش الفتح أسلحة جديدة، وهو أمر نفاه أبو حمزة الحموي قائد أجناد الشام أحد فصائل جيش الفتح، حيث قال للجزيرة نت إنهم استخدموا أسلحتهم التقليدية المعتادة، موضحا أنهم لم يتلقوا أي دعم استثنائي.

 

وأضاف الحموي أن التحام الفصائل ووحدة كلمتها زاد من فرص نجاح معركة فك حصار حلب، لأن دخول كل الفصائل يوفر حاجات المعركة وأدواتها المادية من ذخائر وأسلحة، بحيث يقدم كل فصيل ما لديه من هذه الأدوات.

 

من جهته قال الناطق باسم جبهة فتح الشام أبو أنس الشامي إن مقاتلي جيش الفتح نجحوا في تشتيت قوات النظام ومليشياته من خلال فتح جبهة زاد طولها عن عشرين كيلومترا في وقت واحد، ما أدى إلى تشتيت سلاح الجو وشل قدرة النظام على إرسال مؤازرات.

 

وأضاف الشامي أن “قيادة جيش الفتح بعد أن قامت بالرصد والاستطلاع توكلت على الله ولم تنتظر دعما من أحد، فكسر المقاتلون الحصار في أقل من أسبوع نتيجة التوكل على الله والاعتصام به”.

 

وعن الموقف الدولي من هذه المعارك قال الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام الإسلامية أبو يوسف المهاجر للجزيرة نت إنه لم يكن لمعركة فك حصار حلب دعم دولي وقد اعتمد مقاتلو جيش الفتح على أسلحتهم التي يمتلكونها والتي استولوا عليها في معارك العام الماضي، مثل الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ.

 

سقوط المربع الأمني بمنبج وقاذفات روسية تقصف بحمص  

أفادت مصادر للجزيرة أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت بدعم من طائرات التحالف الدولي على كامل المربع الأمني وسط مدينة منبج السورية بريف حلب الشرقي، لتتقلص بذلك سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إلى مساحة ضيقة.

 

وأضافت المصادر أن تنظيم الدولة انسحب بعد خسارته المربع الأمني إلى الأطراف الشمالية للمدينة، حيث تنحصر مناطق سيطرته في منبج.

 

وكانت القوات المهاجمة، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، قد سيطرت في اليومين الماضيين على سوق الهال وحي عقيل، بعدما انتزعت قبل ذلك أحياء رئيسية جنوبي وغربي المدينة، كما توغلت من الشرق وبلغت وسط المدينة.

 

يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بمقاتلين وطائرات من التحالف الدولي بدأت الهجوم على مدينة منبج نهاية مايو/أيار الماضي. وقتلت أكثر من 300 شخص مدني في غارات التحالف والاشتباكات.

 

قاذفات روسية

ميدانيا أيضا استمرت الغارات الروسية والسورية مخلفة المزيد من الخسائر بين المدنيين، كما سجلت مواجهات بين فصائل سورية مسلحة وقوات النظام بعدة مناطق، فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ست قاذفات روسية من طراز “تو 22-إم 3” شنت اليوم ضربات على مواقع تنظيم الدولة شرق وشمال غرب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.

 

وقالت الوزارة في بيان إن قاذفاتها بعيدة المدى أقلعت من روسيا وشنت ضربات مركزة بقنابل متشظية على مواقع التنظيم الدولة بالقرب من بلدة السخنة وآراك.

 

وفي ريف دمشق قال مراسل الجزيرة إن شخصا على الأقل قتل وأصيب آخرون بجروح اليوم جراء غارات روسية -إحداها بالقنابل العنقودية- على مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق الغربي.

 

كما أصيب مدنيون جراء قصف جوي آخر على بلدات مسرابا ومديرا وحوش نصري وميدعاني في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أسفر عن دمار واسع في الأبنية والممتلكات.

 

وفي درعا جنوبي سوريا أفاد مراسل الجزيرة أن قوات المعارضة المسلحة استهدفت بالأسلحة الثقيلة مواقع قوات النظام السوري في مدينة الشيخ مسكين بريف المحافظة الغربي. وقالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش أحبط هجوما شنته “مجموعة إرهابية”، وقتل وأصاب معظم أفرادها، كما دمر عربتي دوشكا وعربة مدرعة وعتادا حربيا.

 

مبادرة لتوحيد فصائل الغوطة الشرقية  

سلافة جبور-دمشق

 

“هي حلب تحررت لما توحدتوا.. ونحنا ما منتحرر ومنخلص من بشار الأسد لحتى تتوحدوا كلكم”.. بهذه الكلمات البسيطة لخص الحاج أبو سامي رأيه، وعبر في حديثه للجزيرة نت عما يدور في خلد الآلاف من سكان غوطة دمشق الشرقية المحاصرين منذ أكثر من أربعة أعوام.

 

فالمنطقة المحيطة بالعاصمة السورية من شرقها والمؤلفة من عشرات المدن والبلدات، تعيش منذ بداية الثورة السورية معاناة لا تنتهي مع القصف والمعارك والحصار، حالها كحال كل مدينة وقرية خرجت عن سيطرة النظام السوري لتخضع لسلطة الجيش الحر بفصائله المختلفة.

 

ولأن الاتحاد من أهم أسباب القوة والنجاح، وبعد أشهر من الخلافات الدامية بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية وعلى رأسها جيش الإسلام وفيلق الرحمن -وهي خلافات أودت بحياة العشرات وانتهت بهدنة بين الأطراف المتحاربة- أطلقت مجموعة من إعلاميي الغوطة مبادرة ترمي لتوحيد جهود تلك الفصائل وتوجيهها نحو هدف واحد مشترك، هو قتال النظام السوري والمليشيات الموالية له.

 

وبدأت المبادرة بمرحلة تمهيد الشهر الماضي إذ نشر ووزع بيان يوضح المبادرة، تبعها مؤتمران لإطلاقها في الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري، بحضور عدد كبير من ممثلي الفصائل المسلحة والمجلس العسكري لدمشق وريفها والإعلاميين والأهالي.

 

ويعتزم القائمون على المبادرة متابعة عملهم من خلال تنظيم أنشطة مدنية كحملات التوعية واستطلاعات الرأي والمظاهرات السلمية والرسوم الجدارية.

 

خطر الاقتتال

وفي حديث للجزيرة نت، قال رئيس لجنة مبادرة الجيش الواحد يوسف البستاني إن حالة النزاع الكبير بين فصائل الغوطة والخطر الحقيقي لهذا النزاع على واقع الغوطة المحاصرة، والرغبة في التخلص من “وباء” الحالة الفصائلية المنتشر في كثير من المناطق المحررة، كانت من أهم أسباب إطلاق المبادرة.

 

وأضاف أن لجنة تشكلت لمتابعة المبادرة من مجلس إدارة رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية وإعلاميين آخرين، وطالبت اللجنة بداية قادة الفصائل المسلحة المختلفة بالموافقة على المبادرة ومباركتها عبر بيانات رسمية.

 

وأكد البستاني أن الموافقات شجعت اللجنة على الانتقال للخطوات التالية باتجاه تشكيل جسم عسكري جامع تنضوي ضمنه جميع القوى الثورية بالغوطة، وأشار إلى عقد مؤتمرين لبحث أهداف وتفاصيل وآليات المشروع، الأول عقد في القطاع الأوسط للغوطة والثاني في مدينة دوما.

 

وتضمّن المؤتمران تعريف الحاضرين بخطوات المبادرة واللقاءات بين اللجنة والفصائل العسكرية، وتبع ذلك كلمة لقائد المجلس العسكري لدمشق وريفها العقيد الركن عمار النمر، كما دارت حوارات اتسمت بالإيجابية.

 

ورأى يوسف البستاني -وهو عضو مجلس إدارة رابطة إعلاميي الغوطة- أن الأجواء الإيجابية التي سادت المؤتمرين أعطت الأمل للقائمين على المبادرة وشجعتهم على الاستمرار والتوجه للشارع بهدف كسب حاضنة شعبية قادرة على المساهمة بشكل فعال في إنجاح المشروع.

 

أسئلة جريئة

وأيد أبو اليسر براء -وهو أحد أعضاء لجنة مبادرة الجيش الواحد- هذا الرأي، وقال للجزيرة نت إن حضور قائد جيش الإسلام أبو همام البويضاني مع مدير مكتبه الإعلامي، وشخصيات من مؤسسات مدنية مثل المجلس المحلي لدوما وحوش الضواهرة والكثير من المثقفين، أغنى المؤتمَريْن، حيث عقد الأول في منطقة نفوذ فيلق الرحمن، والثاني في منطقة سيطرة جيش الإسلام.

 

وأكد الناشط الإعلامي طرح الحضور الكثير من الأسئلة الجريئة خاصة لقائد جيش الإسلام، وركز معظمها على معركة تحرير حلب التي أحرزت تقدما غير مسبوق إثر توحد الفصائل المقاتلة، مع التأكيد على أهمية تكرار هذه التجربة في مختلف المناطق السورية.

 

ونوّه براء إلى أن الحماس الذي استشعره القائمون على المبادرة لدى المشاركين دفعهم لتشكيل لجنة من 15 إعلاميا على رأسهم مجلس إدارة رابطة إعلاميي الغوطة لمتابعة الخطوات التالية وصولا لهدف المبادرة المنشود.

 

مقتل 93 مدنيا في قصف ببراميل في سوريا  

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل 93 مدنيا بينهم 21 طفلا و18 سيدة، في قصف للنظام السوري ببراميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة، وذلك في يوليو/تموز الفائت.

 

ووفق الشبكة فإن عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي للنظام بلغت في الشهر نفسه 1182 برميلا متفجرا، وكان العدد الأكبر منها على محافظتي حلب وريف دمشق ثم إدلب.

 

وأشار التقرير إلى أنه نظرا لكون البرميل المتفجر سلاحا عشوائيا ذا أثر تدميري هائل، فإن أثره لا يتوقف فقط عند قتل الضحايا المدنيين، بل يمتد إلى التدمير وتشريد الأهالي بالمنطقة المستهدفة. وأكد أن إلقاء البرميل المتفجر من الطائرة “بهذا الأسلوب البدائي الهمجي” يرقى إلى جريمة حرب.

 

ولجأت القوات الحكومية وفق التقرير إلى البراميل المتفجرة نظرا لكلفتها الزهيدة بالمقارنة مع الصواريخ، ولأثرها التدميري الكبير.

 

وأثبتت عمليات الرصد والتوثيق اليومية للشبكة أن النظام السوري مستمر في “قتل وتدمير سوريا” عبر إلقاء مئات البراميل المتفجرة، رغم ادعاء الجانب السوري أن القوات الحكومية توقفت عن ذلك. وقد وثق التقرير إلقاء الطيران المروحي الحكومي نحو 11 ألف برميل متفجر منذ بدء التدخل الروسي.

 

وأوصى التقرير مجلس الأمن بأن يضمن التنفيذ الجدي للقرارات الصادرة عنه بحظر استخدام البراميل المتفجرة. كما طالب بفرض حظر أسلحة على الحكومة السورية، وملاحقة جميع من يزودها بالمال والسلاح.

 

الائتلاف السوري: النظام فشل في حلب لأن الثوار توحدوا

دبي- العربية.نت

شدد #أنس_العبدة رئيس #الائتلاف الوطني السوري في مؤتمر صحافي، اليوم الاثنين، على أن ما تحقق في حلب معجزة حقيقية، قائلاً: “النظام لم يستطع مواجهة الثوار لأنهم توحدوا وكانوا على قلب رجل واحد فحققوا معجزة.”

وأضاف أن أهل حلب الآن في حرب تحرير للأرض والإنسان، وهم يقاتلون احتلالات وغرباء وشذاذ آفاق يحاولون فرض الأسد على الشعب السوري بالقوة، مشدداً على أن النظام لن يستطيع الصمود أمام #الثوار في حلب.

إلى ذلك، نوه بالبيانات الصادرة عن المقاتلين في حلب، لاسيما لجهة التأكيد أن “هناك فرصة أخيرة أمام الضباط المنضوين في قوات #النظام_السوري من أجل الانشقاق عن هذا الجيش المجرم بدلاً من أن يقتلوا شعبهم”، كما نوه بتأكيد الثوار على أن “أهل #حلب بشرقها وغربها لن يظلموا”.

وشدد العبدة على أن السياسة التي كان ينتهجها النظام لجهة تفريغ حلب من أهلها توقفت بفضل جهد الثوار، وأكد أن الثوار كسروا الحصار وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة تحرير حلب، وهذه رسالة واضحة للمدنيين في حلب، مفادها أنه لم يعد هناك ما يخشوه.

المجتمع الدولي متفرج

وعلى صعيد الموقف الدولي، قال: “حتى الآن المجتمع الدولي متفرج على ما يجري في حلب، فإذا أراد هذا المجتمع أن يكون جاداً عليه أن يقوم بمسعى جدي تجاه المدن المحاصرة التي ترزح تحت القصف اليومي ومحاولات الاقتحام والنقص الحاد بالمواد الغذائية والطبية.

من جهة أخرى، أشار إلى القلق الحقيقي حول ما يجري في سجن السويداء المركزي منذ يوم الجمعة 5 أغسطس.

كما أكد أن روسيا شريك لنظام الأسد ضد السوريين.

أما عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو، فقال: “ننظر بإيجابية لزيارة أردوغان إلى روسيا، وقد أكد لنا الطرف التركي أن موقفه تجاه الثورة السورية لم يتغير، وواثقون من موقف الرئيس التركي الحليف والصديق للثورة السورية”.

أبو حطب: النظام يمارس تطهيراً عرقياً في حلب

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب أن #النظام_السوري يمارس تطهيرا عرقيا في بعض مناطق حلب، منددا بقصف المناطق المأهولة بالسكان والتي لا تعتبر جبهات قتالية.

واعتبر أبو حطب أنه لن يتم التعرض لأي مدني يجلس في منزله ولا يحمل السلاح ضد #المعارضة ، معتبراً أن الممرات المفتوحة هي لإدخال المساعدات وليس لتهجير المدنيين.

 

شركات أجنبية تسيطر على ملايين المنازل باتفاق مع الأسد

عدد البيوت المدمرة في سوريا يصل إلى 2.9 مليون

العربية نت- أحمد سلوم

نشرت عدد من المواقع الإعلامية التابعة لنظام الأسد تقارير تشير إلى أن الشركة السورية الصينية تقدمت بمقترح للحكومة يتضمن تشغيل الأيدي العاملة المحلية وتحقيق أرباح اقتصادية، إضافة إلى إقامة شركات قابضة تساهم فيها الدولة بنسب تتراوح بين 15 و20%، ولجميع المواطنيين 35%، ولقتلى الجيش والقوى الرديفة 25%، وللشركات الأجنبية الموردة لخطوط الإنتاج 15-20%.

وتضمن المقترح إقامة معامل لإنتاج الجدران مسبقة الصنع خفيفة الوزن لتوفير الطاقة، وإقامة معامل في غالبية المحافظات السورية التي أصاب مبانيها الدمار أولا، كما يمكن أن يكون مجال عمل هذه الشركات إقامة معامل لتدوير مخلفات البناء، أي جلب مخلفات البناء المتهدم في الحرب، ويستخلص منها مواد بناء ويعاد استخدام هذه المواد من جديد.

وقال المتخصص في الاقتصاد السوري نسيم المسالمة، إن توزيع نسب المساهمة بالشكل المطروح مبهم وفيه غموض كبير وغير مفهوم من حيث تبعية مجلس الإدارة.

وأشار إلى أن الفكرة مقبولة من حيث المبدأ، إلا أنه من الناحية التجارية والقانونية غير صحيح، لأنه حتى تتمكن الشركة القابضة من السيطرة عن طريق تملكها أغلبية الأسهم في رأسمال الشركات التابعة يجب أن تتملك الشركة القابضة 51%، على الأقل في رأسمال الشركات التابعة.

وأشار المسالمة إلى أن الهدف من وراء هذا المقترح هو الدخول من باب إنشاء شركات تحت مسميات مختلفة وبعضها غامض من أجل إنشاء قاعدة لها في المستقبل لأخذ حصة من كعكة إعادة الإعمار بسوريا.

واستطرد المسالمة قائلا إن هذا المقترح إن تم فسيكون غير قانوني، خاصة أن هذه الشركات ستتملك بيوت الأهالي التي دمرت واضطرت للنزوح إلى أماكن أخرى، أو الذين هاجروا إلى البلدان المجاورة, حيث تهدف هذه الشركة إلى استغلال كل ما هو ليس من حقها بحجة إعادة إعمار الكثير من البيوت للمواطنيين السوريين.

وأضاف المسالمة أن المقترح نص على بناء معامل في المحافظات التي تعرضت للدمار، وهذا يعني أن غالبية المحافظات تهدمت بشكل جذري، خاصة حمص وريف دمشق وحلب، ومعظم هذه المحافظات خارجة عن سيطرة النظام، ما يدل على محاولة النظام، بمشاركة الشركات الخاصة وبعملية استباقية، امتلاك كل ما هو خارج عن سيطرته من خلال توقيع عقود طويلة الأجل.

وقال الصحافي السوري عمر السيد، إن ملكية المنازل بعد التنظيم هي محل غموض وتساؤل، فهل سيحصل أصحاب العقارات الفعليون على حقهم بمنازل جديدة أم أن من دمر البيوت سيسرقها ويعطيها لشركائه ممن أسماهم “القوى الرديفة” أو “الشبيحة والميليشيات”، وذلك وفق مفهوم بشار الأسد صاحب مقولة “الوطن لمن يدافع عنه”.

وتجاوز عدد المنازل التي تهدمت في سوريا قرابة 2.9 مليون منزل، من بينها أكثر من 850 ألف مبنى مدمر بشكل كامل، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في حين قدرت دراسة سابقة “للإسكوا” في 2013، عدد المنازل المهدمة بنحو 1.9 مليون منزل، ما يعني وفقا للعدد الكبير المهدم فإن سوريا ستكون في خطر البيع الاستباقي من نظام الأسد للشركات الخاصة.

 

الأسد يلغي لقب “الفاتح” عن سلطان عثماني شهير!

تعميم وزاري يمنع استخدام “محمد الفاتح” والإشارة إليه بمحمد الثاني فقط وتغيير “الفتح” إلى استيلاء أو دخول!

العربية.نت – عهد فاضل

أجرت وزارة تربية الأسد تغييرات وصفت بالجذرية على بعض المصطلحات والصيغ التاريخية التي تقدم لطلاب المدارس في كتب التاريخ في شكل خاص، وتحديدا ما يتعلق منها بالمرحلة العثمانية التي طالت التغييرات كل مصطلحاتها التي نشأ عليها الطالب السوري، مدرسيا أو جامعياً.

والتغيير الجذري المزمع، سيطل على الطلاب في “سوريا الأسد” في طبعة 2016-2017 من كتاب التاريخ الذي أول ما سيشتمل عليه إلغاء صفة “الفاتح” عن السلطان العثماني #محمد_الفاتح ، لتصبح، فقط، “محمد الثاني” بعد حذف “الفاتح” منها، بشكل نهائي!

وجاء ذلك في كتاب رسمي لوزارة تربية #الأسد، بعد أن طلبت الأخيرة “تدقيق الكتب الدراسية عند دفعها للطباعة”، كما ورد في الكتاب الرسمي الذي اشتمل على القائمة التي انتهت إليها التغييرات الجذرية.

ومن التغييرات الجذرية التي ستصدر في كتاب التاريخ للصف الثامن الإعدادي نجد ما يلي: “ونبين أهمية فتح القسطنطينية” فتصبح بعد التغيير: “ونبين أهمية الاستيلاء على القسطنطينية”. أما ” #فتح_القسطنطينية ” فتصبح “سقوط القسطنطينية” أو”دخول القسطنطينية”.

ويشمل التغيير كل الأمكنة التي وردت فيها كلمة “فتح” ليتم إبدالها في سياقها، فتصبح كلمة “الفتح” العثماني في أي مكان ترد فيه، إما “دخولاً” أو “استيلاءً”. وبذلك تتغير الصيغة من “الفتح العثماني” إلى “الدخول العثماني” أو “الاستيلاء العثماني”، كما أوصت بذلك، رسمياً، وزارة تربية الأسد.

وعليه، فإن ورود اسم #السلطان_العثماني محمد الفاتح، استتبع تغييرا جذريا ليصبح في أي سياق: “محمد الثاني” بحذف الإشارة إلى لقبه كفاتح.

حتى #البلقان تعرّضت للتغييرات الجذرية، فتغيرت صيغتها من “فتح البلقان” إلى “دخول البلقان”. وكل المناطق التي “فتحها العثمانيون” أصبحت “المناطق التي “استولى عليها العثمانيون”!

 

ويأتي هذا في الوقت الذي ناقش فيه برلمان الأسد، أخيراً، إلغاء تدريس التربية الدينية في سوريا، في 28 من الشهر الفائت. من خلال اقتراح تقدم به برلمانيو الأسد، وتمت مناقشته بحدة بعد أن لقي اعتراضاً شديداً من بعض الذين وصفوا بالإسلاميين.

وكان مفتي #النظام_السوري أحمد بدر الدين حسون، هو أول من طالب بإلغاء تدريس مادة التربية الدينية في مدارس سوريا، وذلك في أواخر عام 2013 في مدينة اللاذقية مسقط رأس النظام السوري، بعدما حضر لقاء في قرية “عين البيضا” وطالب من هناك بإلغاء تدريس مادة #التربية_الدينية من المدارس وإحلال مادة “التربية الوطنية” مكانها.

يشار إلى أن ما عرف بالدستور الروسي لسوريا، تضمّن في مسودته إشارة لإلغاء ديانة رئيس الدولة من الدستور، كما أنه تضمن إلغاء لفظ الجلالة (الله) من القسَم. فضلا عن تضمّنه إلغاء صفة “العربية” عن الدولة، فتصبح “الجمهورية السورية” عوضاً من الجمهورية العربية السورية.

تعليقات عديدة وردت بعد نشر صورة للوثيقة التي تظهر فيها التغييرات الجذرية لمصطلحات تاريخية نشأ وترعرع عليها الطلاب السوريون بمختلف أجيالهم.

وقال حساب فيسبوكي باسم “إبراهيم عرابي” ونشر على صفحة “دمشق الآن” الإخبارية القريبة من نظام الأسد، تعليقا على هذه التغييرات: “هل التاريخ مسلسل، وتغيرون فيه السيناريو على هواكم؟.. كفى سخافة”.

 

بعد فشله في حلب.. الأسد يقيل رئيس اللجنة الأمنية

العربية.نت

في محاولة لاستدراك التقهقهر السريع الذي أصاب قوات النظام وميليشياته في حلب، أعفى بشار #الأسد رئيس اللجنة الأمنية في #حلب اللواء أديب محمد من كل مهامه، وعين مكانه اللواء زيد صالح نائب قائد الحرس الجمهوري.

وأفادت وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن مصادرها أن ” #النظام_السوري عين الأحد اللواء زيد صالح نائب قائد الحرس الجمهوري رئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في مدينة حلب، بعد إعفاء اللواء أديب محمد من كافة مهامه العسكرية في حلب، حيث كان يشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية”.

إلى ذلك ظهر على صفحة “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” في موقع فيسبوك خبر عاجل يفيد بـ”إعفاء اللواء أديب محمد من كافة مهامه العسكرية في حلب وتعين اللواء زيد صالح رئيسا للجنة الأمنية بحلب عوضا عنه”.

كما نشر موقع “شبكة سورية الحدث الإخبارية” أنه “أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة قراراً بتعيين اللواء زيد صالح رئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في حلب خلفاً للواء أديب محمد”.

وأشار الموقع إلى أن اللواء زيد صالح هو رئيس أركان الحرس الجمهوري في سوريا وقائد قوات الحرس الجمهوري في حلب، وإلى أنه قائد معركة “تطهير بني زيد ومعامل الليرمون”.

 

مناشدات لإجلاء طفلة أصابها قناص لحزب الله في مضايا

العربية.نت

ناشد ناشطون وأطباء في بلدة #مضايا المحاصرة بريف #دمشق ، المنظمات الإنسانية والجهات الراعية لاتفاق الهدنة لإخراج طفلة مصابة للعلاج، لاسيما بعد تأزم حالتها الصحية.

وتعاني الطفلة “غنى قويدر” البالغة من العمر تسع سنوات، من إصابة برصاص قناص من حاجز عبدالمجيد، الذي تتمركز فيه قوات النظام وعناصر ميليشيات #حزب_الله ، ما تسبب بكسر متمدد في الفخذ، يحتاج لعلاج جراحي عاجل، وهذا ما لا يستطيع الأطباء في البلدة المحاصرة تقديمه نظراً لضعف الإمكانيات الطبية وعدم وجود أي أدوية ومسكنات وتجهيزات طبية.

وسبق أن وجهت الهيئة الطبية في مضايا نداءات للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لنقل حالات إنسانية مرضية منها مصابون بأمراض مزمنة ومنها حالات إصابات جراء القصف ومنها بسبب الحصار والتجويع، إلا أن قوات النظام وعناصر “حزب الله” تفرض قيوداً كبيرة على نقل هذه الحالات إلى المشافي الحكومية أو أي جهة خارج المدينة.

 

الائتلاف السوري: آخر فرصة لضباط النظام بحلب للانشقاق

شدد #أنس_العبدة رئيس #الائتلاف الوطني السوري في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين على أن ما تحقق في حلب معجزة حقيقية، قائلاً:”النظام لم يستطع مواجهة الثوار لأنهم توحدوا وكانوا على قلب رجل واحد فحققوا معجزة.”

وأضاف أن أهل حلب اللآن في حرب تحرير للأرض والانسان، وهم يقاتلون احتلالات وغرباء وشذاذ آفاق يحاولون فرض الأسد على الشعب الوري بالقوة، مشدداً على أن النظام لن يستطيع الصمود أمام #الثوار في حلب.

إلى ذلك نوه بالبيانات الصادرة عن المقاتلين في حلب لا سيما لجهة التأكيد على أن “هناك فرصة أخيرة أمام الضباط المنضوين في قوات #النظام_السوري من أجل الانشقاق عن هذا الجيش المجرم بدلاً من أن يقتلوا شعبهم” كما نوه بتأكيد الثوار على أن “أهل #حلب بشرقها وغربها لن يظلموا”.

وشدد العبدة أن السياسة التي كان ينتهجها النظام لجهة تفريغ حلب من أهلها توقفت بفضل جهد الثوار، وأكد أن الثوار كسروا الحصار وبدأت مرحلة جديدة هي مرحلة تحرير حلب، وهذه رسالة واضحة للمدنيين في حلب مفادها أنه لم يعد هناك ما يخشوه.

المجتمع الدولي متفرج

وعلى صعيد الموقف الدولي، قال:” حتى الآن المجتمع الدولي متفرج على ما يجري في حلب، فإذا أراد هذا المجتمع أن يكون جاداً عليه أن يقوم بمسعى جدي تجاه المدن المحاصرة التي ترزح تحت القصف اليومي ومحاولات الاقتحام والنقص الحاد بالمواد الغذائية والطبية.

من جهة أخرى، أشار إلى القلق الحقيقي حول ما يجري في سجن السويداء المركزي منذ يوم الجمعة 5 أغسطس.

كما أكد أن روسيا شريك لنظام الأسد ضد السوريين.

أما عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو، فقال:” ننظر بايجابية لزيارة أردوغان إلى روسيا، وقد أكد لنا الطرف التركي أن موقفه تجاه الثورة السورية لم يتغير، وواثقين من موقف الرئيس التركي الحليف والصديق للثورة السورية.”

 

قوات سوريا الديمقراطية تعرض ممرا آمنا لمقاتلي داعش في منبج بسوريا بشرط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عرض المجلس العسكري في منبج وهو جزء من تحالف الأكراد والعرب المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أو ما يُعرف بـ”قوات سوريا الديمقراطية،” ممرا آمنا لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” للخروج من مدينة منبج شمال سوريا.

 

 

فيديو تنفرد به CNN من شمال سوريا: مستشارون أمريكيون يدربون قوات سورية لقتال داعشPlay Overlay

فيديو تنفرد به CNN من شمال سوريا: مستشارون أمريكيون يدربون قوات سورية لقتال داعش 2:46

 

 

 

واشترط المجلس إطلاق سراح جميع المدنيين الذين يستخدمهم عناصر داعش في المدينة كدروع بشرية.

 

ويشار إلى أن هذه الانباء تأتي في الوقت الذي تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من دفع مقاتلي داعش بعيدا عن وسط مدينة منبج التي تعتبر استراتيجية ومركزا عملياتيا للتنظيم وسيطرت على نحو 90 في المائة من المدينة.

 

الجيش السوري ينشر فيديو استهداف مقاتلين بحلب.. و”جيش الفتح” يصور “غنائم” المدرسة الفنية الجوية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— نشر الجيش السوري، الاثنين، مقطع فيديو يظهر عملية استهداف من وصفهم بـ”المجموعات الإرهابية” جنوب حلب عبر غارة جوية نفذها سلاح الجو وفقا لما نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية.

 

على الصعيد الآخر نشرت جبهة فتح الشام أو ما كان يعرف بـ”جبهة النصرة سابقا” فيديو في جولة على المدرسة الفنية الجوية وعدد الأسلحة الرشاشة والذخيرة والآليات العسكرية التي حصلت عليها بعد السيطرة على هذه المنشأة العسكرية الاستراتيجية في حلب.

 

ويشار إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية أن قرابة 2000 مقاتل من تنظيم “حركة النجباء” العراقية الشيعية قد وصلوا إلى مدينة حلب السورية، كما وصلت مجموعة من قوات النخبة التابعة لمليشيات حزب الله اللبناني المسماة “قوات الرضوان” إلى منطقة “الحمدانية”، غرب المدينة لدعم قوات الأسد.

 

قوات كردية سورية تعلن منع العرب من دخول مناطقها دون كفيل

 

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 8 أغسطس 2016

روما-أصدرت قوات كردية تُطلق على نفسها اسم (أسايش روج آفا) والتابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي فرض فيدرالية على جزء من شمال سورية، قراراً يقضي بمنع دخول المواطنين المقيمين في المناطق المجاورة لمقاطعاتهم الكردية الثلاث، واشترطت أن يتوفر “كفيل” من أحد مواطني “المقاطعة” وأخذ إذن مسبق من القوات العسكرية الكردية.

وأوضحت هذه القوات، التي تشارك في معارك للسيطرة على مدينة منبج بحلب شمال سورية، أن دخول المواطنين من سكان المناطق المجاورة للمقاطعات الثلاث يجري “في حالات الضرورة”، واشترطت “كفالة شخصية من أحد مواطني المقاطعة التي يريد زيارتها وبالتنسيق مع قوات الآساييش”. وقالت إن هذه القرارات تأتي في إطار “الحرص والحفاظ على السلم والأمن في (روج آفا)”، وهي التسمية الكردية التي أطلقها الأكراد على منطقة الجزيرة السورية.

كما أصدرت هذه القوات قرارات تتعلق بنظام النقل ودخول السيارات والشاحنات لمناطق نفوذها، مشترطة أن يرافق كل سيارة نقل عضو من أعضاء (الآسايش) حتى تصل السيارة إلى بوابة الخروج من المقاطعة، كما خصصت ساحات لتفريغ البضائع في مدخل كل “مقاطعة” ومنعت دخول الشاحنات الكبيرة مهما كان نوعها إلى مدن وبلدات “المقاطعات” الثلاث.

كذلك قررت منع دخول سيارات الشحن الصغيرة والمتوسطة للمدن والبلدات إلا ليلاً، شرط أن تكون مُسجّلة لدى مديرية تسجيل المركبات التابعة للإدارة الذاتية الكردية التي تدير المنطقة، وأعلنت عن إجراءات عقابية تطال المخالفين.

ويشتكي السوريون العرب من قيام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، عبر قواته العسكرية (الأسايش ـ جيش سورية الديمقراطي ـ وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة) بالقيام بعملية “تغيير ديموغرافي قسري” في المنطقة من خلال “إرغامهم على ترك قراهم وبلداتهم، واستهدافهم في عملياتهم العسكرية بحجة انتماءهم لتنظيم الدولة (داعش)”، كذلك من خلال “تغيير أسماء البلدات والقرى من العربية إلى أسماء كردية”، وهو ما يحاول الحزب الكردي نفيه عبر تصريحات مسؤوليه.

 

الائتلاف الوطني السوري: ليس أمام روسيا إلا التفاوض لاستعادة جثث طياريها

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 8 أغسطس 2016

روما-رأى الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه “ليس أمام روسيا إلا التفاوض، وليس الانتقام من المدنيين وتهديدهم بالإبادة، من أجل استعادة جثث الطيارين الذين لقوا مصرعهم خلال طلعة جوية لقصف المدنيين”.

 

وقال الائتلاف، وفق بيان بثه مكتبه الإعلامي إن “التفاوض بخصوص جثث الطيارين الروس الذين لقوا مصرعهم فيما كانوا يقصفون المدنيين ويشاركون في جرائم الحرب الروسية بحق الشعب السوري، سيظل الوسيلة الوحيدة المتاحة لاستعادة تلك الجثث، وعلى الاحتلال الروسي المجرم أن يدرك أن الانتقام من المدنيين وتهديدهم بإبادة المدينة، لن يغير الواقع إلا نحو المزيد من التعقيد”.

 

واعتبر الائتلاف إن ما يحدث في سراقب هو “جريمة حرب شاملة كاملة الأوصاف، وانتهاك سافر يستحق الإدانة والاستحقار”، مطالباً المجتمع الدولي، باتخاذ إجراءات عاجلة رادعة تلجم العدوان الروسي، وتكف إجرامه المستمر بحق المدنيين”.

وأشار إلى أن “كل جريمة روسية جديدة بحق الشعب السوري، وكل حملة على المدنيين ينفذها نظام الأسد المجرم وأعوانه، لن يكون سوى دليل إضافي يؤكد عجز هذا التوجه”، منوّهاً بأن “الحل العسكري لن ينجح في كسر إرادة الشعب السوري، وأن مصير سورية محسوم لصالح شعبها، ولن تكون للمحتلين ولا للمستبدين مكان فيها”.

 

المرصد: القوات السورية تنقل مساعدات إلى حلب عبر طريق بديل

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية قامت بتوصيل الغذاء والوقود إلى أحياء تسيطر عليها في مدينة حلب يوم الاثنين عبر طريق بديل بعد أن قطع مقاتلو المعارضة طريق الإمداد الرئيسي لهذه المناطق.

 

وكسر مقاتلو المعارضة حصارا حكوميا دام شهرا لمنطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة يوم السبت ليتقدموا في مواجهة القوات السورية وحلفائها ويعزلوا جزءا من الأراضي تسيطر عليه الحكومة.

 

وقطع هذا التقدم طريق الإمداد الرئيسي الذي تستخدمه الحكومة من الجنوب إلى داخل المدينة وطرح احتمال أن يحاصر مقاتلو المعارضة منطقة غرب حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة.

 

وقال المرصد إن الجيش وحلفاءه نقلوا المساعدات عبر طريق الكاستيلو الذي يمتد من الشمال إلى داخل حلب.

 

وكانت القوات الحكومية قد استعادت السيطرة على طريق الكاستيلو الشهر الماضي بعد أن كان طريق الإمداد الرئيسي للمعارضة.

 

وأكد بيان للجيش السوري توصيل المساعدات يوم الاثنين لكنه لم يحدد الطريق الذي استخدم لنقلها.

 

وقال أحد سكان غرب حلب إن الإمدادات وصلت. وأضاف طوني اسحق عبر الإنترنت “وصل اليوم وقود وغذاء وبنزين. فتحت الحكومة طريقا بديلا.”

 

وقالت مصادر من المعارضة والمرصد السوري إن المعارضة تخطط لجلب إمدادات إنسانية لشرق حلب من مناطق تحت سيطرتها غربا لكن الطريق ليس آمنا.

 

وقال المرصد إن طائرات حربية سورية تقصف منطقة الراموسة التي تقدم فيها مقاتلو المعارضة وقطعوا الطريق فيها يوم السبت مما لا يدع هناك أي ممر آمن أمام المدنيين.

 

وذكر بيان الجيش السوري أن القوات الحكومية تقصف مواقع مقاتلي المعارضة في منطقة الراموسة. وأشار المرصد إلى أن مقاتلي المعارضة قصفوا مناطق في غرب حلب ليل الأحد.

 

وتحظى القوات السورية بدعم جوي من روسيا ومساندة جماعات إيرانية مسلحة ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية التي أرسلت تعزيزات للجيش السوري.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

طائرات تقصف مقاتلي المعارضة السورية بعد اختراقهم حصار حلب

من ليزا بارنجتون وسليمان الخالدي

 

بيروت (رويترز) – بعد أن حقق مسلحو المعارضة السورية مكاسب كبيرة على الأرض بخرقهم يوم السبت حصارا لشرق حلب الواقع تحت سيطرتهم تعرضوا لهجوم جوي مكثف يوم الأحد من القوات الموالية للحكومة.

 

وتسعى القوات الحكومية لوقف تقدم قوات المعارضة الذي تسبب أيضا في قطع طريق الإمداد الرئيسي إلى قطاع حلب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية ذاتها.

 

واستولى المعارضون على الجزء الأكبر من مجمع عسكري حكومي كبير في جنوب غرب حلب في هجوم مكثف بدأ يوم الجمعة لكسر حصار استمر لمدة شهر وهم الآن يهاجمون بمزيد من الضراوة مناطق تسيطر عليها الحكومة.

 

وسمح التقدم المفاجئ في الراموسة لمقاتلي المعارضة في غرب سوريا باختراق شريط تسيطر عليه الحكومة يوم السبت والالتحاق بمقاتلين في القطاع المحاصر في شرق حلب.

 

لكن عنف القتال والضربات الجوية المستمرة لقوات روسية وسورية في الراموسة ومحيطها لم تسمح بفتح ممر آمن لسكان شرق حلب بحسب ما قال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأعلن مقاتلون من ائتلاف لجماعات إسلامية معارضة يدعى جيش الفتح بداية مرحلة جديدة لتحرير حلب بالكامل متعهدين بزيادة عدد المقاتلين في المعركة التي قالوا إنها لن تنتهي إلا برفع علمهم على قلعة حلب القديمة التي ما زالت تحت سيطرة قوات الحكومة.

 

وقالت مصادر بالمعارضة المسلحة إن طائرات يعتقد أنها روسية كثفت ضرباتها لريف حلب الذي تسيطر عليه المعارضة كما استهدفت مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرتهم في شمال غرب سوريا.

 

ونشر المعارضون تسجيلا مصورا يظهر نيرانا مشتعلة قالوا إنها بفعل قنابل فسفورية بيضاء ألقيت على المدينة.

 

ويريد الرئيس بشار الأسد بسط سيطرته الكاملة على حلب ثاني أكبر المدن السورية قبل الحرب من حيث عدد السكان والتي صارت الآن مقسمة إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة وأخرى تسيطر عليه الحكومة.

 

وتدعم القوات الحكومية في سوريا قوات جوية روسية وفصائل مسلحة إيرانية ومقاتلون من حزب الله اللبناني.

 

وربما تغير مكاسب المعارضة مطلع هذا الأسبوع ميزان القوى في حلب خاصة بعد أن قال الأسد إن حصار القوات الحكومية والقوات الحليفة في أوائل شهر يوليو تموز للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب سيكون مقدمة لاستعادة المدينة. وستمثل خسارة المعارضة لحلب ضربة قوية لها.

 

وقال قيادي فيما سمي ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يدعى أبو الحسنين “بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة.. ونحن في خنادقنا و(تنفذ) اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل” مشيرا لاستخدام قنابل “عنقودية وفراغية.”

 

وقللت قنوات إخبارية موالية للحكومة السورية من مكاسب المعارضة وقالت إن جهود الجيش السوري أجبرت المعارضة على الانسحاب من بعض المناطق التي كانت سيطرت عليها في الآونة الأخيرة.

 

لكن قناة الميادين الإخبارية اللبنانية الموالية للحكومة السورية قالت مساء السبت إن الجيش السوري انسحب من عدد من المواقع في جنوب غرب حلب وأعاد تمركزه في خطوط دفاعية جديدة.

 

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الجيش السوري.

 

ومع سيطرة مسلحي المعارضة على أجزاء من مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية نشروا صورا للأسلحة والذخيرة التي استولوا عليها.

 

ونشرت جبهة الشام التي كانت سابقا جبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة صورا لصفوف من المركبات المدرعة والذخائر ومدافع الهاوتزر والصواريخ والشاحنات.

 

وقال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجبهة الأمامية لقوات المعارضة تتقدم في الاتجاه الشمالي الغربي نحو غرب حلب وعلى أطراف حي الحمدانية ومنطقة سكنية تسمى مشروع 3000 شقة.

 

وإلى الشمال من الحمدانية وفي اتجاه تقدم مسلحي المعارضة يقع مجمع عسكري ضخم آخر هو أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية.

 

وهنأ التحالف الوطني السوري المعارض قوات المعارضة على ما حققوه من مكاسب كبيرة قال إنها بعثت رسائل واضحة لنظام الأسد وإيران وروسيا مفادها إنهم لن يستطيعوا هزيمة الشعب السوري أو إملاء شروط للتسوية.

 

وقال التحالف “إن ما حققه الثوار هو رسالة واضحة لنظام الأسد وإيران وروسيا على أنهم لن يستطيعوا حسم المعركة عسكريا وفرض إملاءاتهم على الشعب السوري.” وأضاف أن “إرادة الثوار أثبتت قدرتها على كسر جبروتهم وتفويت أهداف .. المستبد وأسياده المحتلين.”

 

وختم التحالف بقوله “لكم العز والفخار أبطالنا وأنتم تسطرون صفحات المجد في حلب وكل سوريا وتعبدون الطريق لولادة سوريا كوطن للسوريين الأحرار.”

 

* حصار

 

وتتصاعد المخاوف في غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة من أن تقع تحت حصار المعارضين مثلما تحاصر القوات الحكومية شرق حلب لأن طريق الراموسة الرئيسي الممتد جنوبا إلى دمشق لنقل البضائع قد قطع.

 

وقال المرصد إن الأنباء عن تقدم المعارضين تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ما يصل إلى أربعة أمثالها في غرب حلب.

 

وبعد قطع طريق الراموسة قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز إن السيارات العسكرية مازالت قادرة على دخول غرب حلب والخروج منها عن طريق الطرق المتبقية المتجهة شمالا لكنها ليست آمنة بما يكفي لعبور المدنيين.

 

وفي شرق حلب رغم بعض مظاهر الاحتفال بعد كسر المقاتلين للحصار يوم السبت فإن غياب طرق آمنة للخروج يعني أن أوضاع السكان لم تتغير.

 

وقال عبد الرحمن إن ثلاث شاحنات محملة بالخضراوات عبرت إلى شرق حلب لكنها كانت مجرد بادرة رمزية ومازال الممر خطر للغاية على المدنيين أو على الإمدادات.

 

وقالت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إن الأوضاع في شرق حلب المعزولة التي يسيطر عليها المعارضون أصبحت مقلقة للغاية.

 

وقالت كريستي ديلافيلد مسؤولة الاتصال لمؤسسة ميرسي كوربس التي تدير أكبر عمليات مساعدات غير حكومية داخل سوريا لرويترز “اسمع في الفترة الأخيرة أن الأسواق مغلقة ويكاد يكون من المستحيل شراء الطعام. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إجمالي إمدادات المساعدات إلى شرق حلب لن يدوم لأكثر من أسبوعين.”

 

وأضافت ديلافيلد “توصيل المساعدات لمن يحتاجون إليها أكثر خطورة من أي وقت مضى والوضع يزداد سوءا كلما مر وقت قبل وصول مخزونات جديدة.”

 

واجتذبت الحرب متعددة الأطراف الدائرة في سوريا منذ عام 2011 قوى إقليمية ودولية وتسببت في أسوا حالة طوارئ إنسانية في العالم واجتذبت مجندين للمتشددين الإسلاميين من مختلف أرجاء العالم.

 

(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

 

“قوات سوريا الديمقراطية” تطارد فلول تنظيم “داعش” داخل منبج

© أ ف ب

يطارد مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية آخر فلول تنظيم الدولة الاسلامية داخل مدينة منبج في شمال سوريا حيث لا يزال عشرات الجهاديين يقاتلون في جيب في وسط المدينة، متوقعين الانتهاء من “تحرير المدينة بالكامل” خلال ساعات.

وعلى وجوه المقاتلين المدججين بأسلحتهم والمنتشرين في شوارع المدينة، تبدو علامات الفرح والفخر واضحة بعد سيطرتهم على منبج بعد شهرين طويلين من المعارك الضارية، وهم ينتظرون بفارغ الصبر موعد الاعلان رسميا عن السيطرة الكاملة على المدينة التي كانت تعد واحدة من ابرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب.

 

ويقول المقاتل ابراهيم الحسين وهو يلف عنقه بحزام من الرصاص لمراسلي فرانس برس اللذين كانا اول فريق اعلامي دخل المدينة اثر التقدم الذي احرزته قوات سوريا الديموقراطية في نهاية الاسبوع “لم تبق الا حارة أو اثنتين تحت سيطرة داعش”، مضيفا بثقة “داعش انتهى وستكون المدينة محررة خلال الساعات المقبلة”.

 

ويقول مقاتل آخر قوي البنية يعرف عن نفسه باسم ابو عمار بفخر “نحن قريبون من المربع الامني، 75 مترا ونقتحمه”.

 

واظهرت مقاطع فيديو لمصور فرانس برس مباني بمعظمها من طبقتين شبه مدمرة جراء القصف ومحال تجارية فارغة تشهد على حدة المعارك الضارية في المدينة. كما يجول مقاتلون في الشوارع وينتشرون بشكل خاص في محيط المربع الامني.

 

ويوضح فياض الغانم، قائد “لواء صقور الرقة” المنضوي في مجلس منبج العسكري، احد مكونات قوات سوريا الديموقراطية، لوكالة فرانس برس خلال جلوسه في استراحة مع مقاتليه ان “الاشتباكات تتركز حاليا داخل المربع الأمني (الذي كان يستخدمه تنظيم الدولة الاسلامية في وسط المدينة) إذ بقي في يد داعش اثنان الى ثلاثة في المئة من مساحة المدينة”.

 

وبحسب احد المقاتلين، يوجد “قرابة 130 عنصرا في وسط المدينة.. محاصرين من كل الجهات”.

 

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية خلال الاسبوع الماضي من احراز تقدم سريع في منبج وصولا الى السيطرة قبل يومين بشكل شبه كامل على المدينة.

 

ويقول مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية لمراسل فرانس برس “زرع التنظيم الكثير من الألغام في المدينة ليعيق تقدمنا وعليكم أن تتبعونا لكي لا تنفجر فيكم الألغام”.

 

ويقول ابو عمار بدوره ان “داعش يستعمل كل الاساليب الخبيثة من سيارات مفخخة… كما يحتجز المدنيين في كل مكان”.

 

خشية على المدنيين

 

بدأت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة اميركية، في 31 ايار/مايو وبغطاء جوي من التحالف، هجوما للسيطرة على منبج الاستراتيجية الواقعة على خط امداد رئيسي للتنظيم الجهادي بين محافظة الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.

 

وتحاصر قوات سوريا الديموقراطية الجيب الاخير الذي يتحصن فيه الجهاديون من كل الجهات لكنها تتريث في القيام بعملية اقتحام سريعة لوجود مدنيين داخله يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية.

 

ويقول الغانم الذي يرتدي ثيابا عسكرية وبحوزته جهاز اتصال لاسلكي ان الاقتحام “تأخر لاننا نحاول اخراج المدنيين حفاظا على سلامتهم… ولئلا نلحق الاضرار بهم” متحدثا عن “لجوء تنظيم داعش الى حرق بيوتهم وزرع المفخخات لاعاقة تقدمنا”.

 

وعلى رغم دوي الرصاص وقذائف الهاون التي تطلقها الفصائل العربية والكردية على مواقع الجهاديين، يحاول عشرات المدنيين الفرار من مناطق الاشتباكات داخل المربع الأمني مكتفين بحمل حقائب او اكياس صغيرة.

 

على تخوم المنطقة المحاصرة، ينتظر محمد بنشي، وهو في الاربعينات من عمره، مع أفراد من عائلته تعليمات مقاتلي سوريا الديموقراطية للوصول الى مكان آمن بعد تمكنهم من الخروج من المربع الامني.

 

ويقول بنشي لفرانس برس “كنا موجودين في شارع الكواكب، في شقة مع 15 شخصا من عائلتي، كنا محاصرين بسبب الاشتباكات وكان الوضع صعبا”.

 

واوضح انه تمكن من الخروج وعائلته بعد وصول مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية اليهم ومساعدتهم على الخروج” لافتا الى ان تنظيم داعش “كان يمنعنا بالقوة من الخروج ويقول لنا لا تخرجوا الا عندما نعطيكم الاوامر”.

 

واضاف “خرج عدد من الاشخاص خفية وتمكنوا من الهرب” مشيرا في الوقت ذاته الى “مقتل سيدة قنصا لدى محاولتها الخروج من منزلها”.

 

دخان للتمويه

 

وعلى مقربة من بنشي وعائلته، ينتظر شاب يرتدي قميصا أبيض ويمسك بيد شقيقه المعوق. ويقول لفرانس برس من دون ذكر اسمه “ما ذنب هذا الطفل أن يرى كل هذه الاشتباكات ويتم منعه من قبل داعش من الخروج؟”، قبل ان يضيف “الحمدلله اننا خرجنا من المدينة بسلام بفضل قوات سوريا الديموقراطية”.

 

واجهت قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري بعد اقتحامها المدينة منذ حزيران/يونيو مقاومة عنيفة من الجهاديين الذين لجأوا الى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والقناصة وزرع الالغام لاعاقة تقدمهم.

 

وعبر جهاز اتصال لاسلكي، ينادي عنصر من قوات سوريا الديموقراطية رفاقه طالبا “سيارة لنخرج أربعة من رفاقنا تم قنصهم من قبل داعش في المبنى المجاور” مضيفا “لا تتأخروا نحن ننتظركم”.

 

وتشهد ابنية المدينة المدمرة بمعظمها بشكل كامل وعبوات الرصاص الفارغة في الشوارع على ضراوة المعارك بين الطرفين والتي واكبتها ضربات من التحالف الدولي مساندة لتقدم قوات سوريا الديموقراطية.

 

وفي محاولة لتجنب ضربات طائرات التحالف، يقدم مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على حرق الاطارات المطاطية لتمويه تحركاتهم. وعاين مراسل فرانس برس خلال زيارته منبج دخانا اسود كثيفا يغطي سماء المدينة.

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل منذ بدء الهجوم على منبج في 31 ايار/مايو حتى اليوم، 973 مقاتلا على الاقل من تنظيم الدولة الاسلامية و203 جراء ضربات التحالف. كما قتل 433 مدنيا بينهم 104 أطفال.

 

الجيش السوري يدخل مساعدات إلى حلب الغربية عبر الكاستيلو

© أ ف ب

ادخلت قوات النظام السوري عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات عبر طريق الكاستيلو الى الاحياء الغربية في مدينة حلب، بعد تمكن الفصائل المقاتلة من قطع طريق الامداد الرئيسي جنوب غرب المدينة، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تمكنت قوات النظام منذ ليل امس حتى الفجر من ادخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو”.

 

ويخشى سكان الاحياء الغربية ان يتمكن مقاتلو الفصائل من فرض حصار كامل عليهم، ما دفع قوات النظام الى استخدام طريق الكاستيلو الذي كان طريق الامداد الوحيد الى الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، قبل تمكنها من قطعه في 17 تموز/يوليو اثر معارك ضارية امتدت لاسابيع.

 

وبحسب عبد الرحمن “ادخلت قوات النظام هذه المساعدات بعدما سلكت جزءا من طريق الكاستيلو محاذ لحي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية، لتجنب القصف من جهة الفصائل وسط اجراءات امنية مشددة”.

 

وقال ان هذه الطريق “باتت المنفذ الجديد الذي تعمل قوات النظام على تأمينه كبديل مؤقت عن الطريق الرئيسي الذي كانت تعتمده ويمر عبر منطقة الراموسة”.

 

واورد تلفزيون الاخبارية السورية في شريط اخباري عاجل صباح الاثنين “بدء دخول صهاريج المحروقات والمواد الغذائية والخضروات الى مدينة حلب”.

 

ويأتي ادخال هذه المساعدات غداة ارتفاع غير مسبوق في اسعار المواد الغذائية وندرة بعضها الاخر في الاحياء الغربية، للمرة الاولى منذ العام 2013، بعدما تمكنت الفصائل المعارضة والمقاتلة وأبرزها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) من التقدم جنوب غرب المدينة.

 

وتمكنت الفصائل بعد سيطرتها على الراموسة ومنطقة الكليات العسكرية جنوب غرب حلب من توجيه ضربة قوية الى قوات النظام، بقطعها طريق الامداد الرئيسي الى الاحياء الغربية من جهة، وكسرها الحصار عن احياء حلب الشرقية من جهة ثانية.

 

وكان التلفزيون السوري الرسمي افاد امس بان “الجيش اوجد طريقا بديلا لدخول المواد الغذائية والمحروقات” الى الاحياء الغربية.

 

وقال احد سكان الاحياء الغربية، رفض الكشف عن اسمه، لفرانس برس امس “الاسواق باتت خالية تماماً من المواد الغذائية والمحروقات في اول يوم حصار، الاكيد ان الايام المقبلة ستكون اصعب”.

 

ويقيم حوالى مليون و200 الف نسمة في الاحياء الغربية تحت سيطرة النظام مقابل نحو 250 الفا في الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.

 

وتدور في مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية والفصائل المعارضة التي تسيطر على الاحياء الشرقية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى