أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 08 كانون الثاني 2018

 

 

 

 

استنفار في اللاذقية تحسّباً لـ «معركة» فوق حميميم

بيروت – «الحياة»

 

يعيش ريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، خصوصاً قاعدة حميميم الروسية ومحيطها، استنفاراً أمنياً واسعاً للقوات الروسية ونظيرتها النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها، إثر استهداف القاعدة بواسطة طائرات مسيّرة من بُعد (درون) ليل السبت- الأحد، بعد أسبوع من تعرضّها لقصف بقذائف «الهاون» أدّى إلى مقتل جنديين روسيين وتحطّم طائرات، وسط تعتيم روسي على الحادث.

 

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن 18 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون، من بينهم مدنيون، في انفجار استهدف مقر فصيل إسلامي بمدينة إدلب في شمال غرب سورية.

 

وأسفرت الهجمات المتكرّرة على القاعدة الروسية الأكبر في سورية عن تخبط في صفوف قوات البلدين على حدّ سواء، خصوصاً لجهة تحديد الطرف المسؤول عن إطلاق الطائرات والقذائف، ودوافع تهديد القوات الروسية في عقر دارها في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد تقدّماً متسارعاً للنظام على حساب فصائل المعارضة في محافظة إدلب، إذ باتت القوات النظامية على بُعد كيلومترات قليلة من مطار أبو الظهور العسكري الذي يحظى بأهمية بالنسبة إلى دمشق في سعيها إلى تأمين طريق استراتيجي يربط مدينة حلب بالعاصمة (راجع ص3).

 

وانشغلت وسائل إعلام روسية بإعداد تقارير عن الثغرات الدفاعية التي تعانيها القاعدة وكيفية حماية القواعد الروسية في سورية من هجمات في المستقبل. وأفاد مصدر عسكري لـ «الحياة» بأن الطائرات المسّيرة حلّقت فوق القرداحة، مسقط الرئيس السوري بشار الأسد، ومدينة جبلة التي تبعد أقلّ من 3 كيلومترات عن حميميم، وتمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الروسية المحيطة بالقاعدة، نظراً لكونها مصنوعة من مواد لا تكشفها الرادارات. وأضاف أن المضادات الأرضية المحيطة تصدّت للطائرات وتمكّنت من إسقاطها، مشيراً إلى أنها كانت محمّلة بالمتفجرات.

 

ووفق المصدر، فإن الهجمات المتكررة تُثبت نقصاً في الحماية الأمنية والدفاعية للقاعدة، مشيراً إلى أن فريقاً أمنياً روسياً يمسح الأضرار ويدرس الثغرات بهدف تحسين إجراءات الحماية. كما يبحث العسكريون الروس في «إعادة النظر في النظام الدفاعي وتوسيع شريط الحماية إلى مسافة 15 كيلومتراً عوضاً عن 5 كيلومترات»، لتأمين القاعدة في شكل أفضل. وكشف أن القوات الروسية بدأت بتكثيف دوريات جوية بالمروحيات فوق القاعدة ومحيطها، إضافة إلى زيادة النشاط الاستخباراتي والأمني في المنطقة. وأكّد أن «الهجمات المتكررة على القاعدة الروسية لا يمكن أن تتم من دون مساعدة أجنبية، أميركية على الأرجح».

 

وكانت القاعدة تعرّضت في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي لقذائف «هاون». وفي ظلّ علامات الاستفهام المحيطة بحيثيات الهجمات والجهة المسؤولة، أكد المصدر لـ «الحياة» أن هجوم «الهاون» أطلقته مجموعة «أحرار العلويين» المناهضة للرئيس السوري، والمتمركزة في منطقة بستان الباشا في ريف اللاذقية. وأوضح أن مدى القذائف لا يتجاوز خمسة كيلومترات.

 

وأصدرت الحركة بياناً السبت أكّدت فيه أن القوات الروسية لن تستطيع البقاء أكثر من 6 أشهر في سورية. وأشارت إلى أن وراء الصواريخ والطائرات «دولاً قرّرت إذلال الروسي في سورية، والروس أضعف من الصمود». ولفت البيان إلى أن «الأيام المقبلة ستكون أكثر ألماً»، خصوصاً قبل الانتخابات الرئاسية الروسية، مضيفاً أن «هناك من يريد بعث رسالة إلى (الرئيس فلاديمير) بوتين: قادرون أن نقلب الطاولة عليك متى نريد… سمحنا لك بالدخول، وعندما نريد إخراجك، سنخرجك بطريقتنا».

 

في غضون ذلك، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر وصفها بـ «الموثوقة»، أن الطائرات المسيّرة المسؤولة عن الهجوم الثاني السبت، تابعة لفصيل إسلامي عامل في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، من دون أن تسمّه. ورأت مصادر في المعارضة السورية أن القاعدة تشهد «معركة جوية» بين الطائرات المسيرة والدفاعات، إذ تصرّ القوات الروسية على منع أي استهداف جديد للقاعدة التي تشكّل منطلقاً لمعظم المقاتلات الروسية لتنفيذ ضرباتها على الأراضي السورية.

 

ضربة ثانية لقاعدة حميميم الروسية خلال أسبوع

دبي – «الحياة»

 

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأحد) بأن قاعدة حميميم الجوية السورية التي تنتشر فيها قوات روسية استُهدفت في وقت متأخر أمس من طائرة مسيّرة للمرة الثانية في غضون اسبوع.

 

وأوضح المرصد أن «مصادر متقاطعة أكدت له أن الطائرة تابعة لفصيل إسلامي عامل في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي». ولم ترد معلومات عن حجم الأضرار المادية والبشرية الذي خلفه الاستهداف الثاني من نوعه، بعد القصف المدفعي الذي جرى عشية ليلة رأس السنة الميلادية، وقتل فيه جنديان روسيان وخلف حينها أضراراً مادية كبيرة على ما يبدو.

 

وكانت صحيفة «كومرسانت» الروسية نشرت تقريرا تحدثت فيه عن تدمير سبع طائرات روسية ومستودع ذخيرة في هجوم شنه مسلحون «متطرفون» على قاعدة حميميم، لكن وزارة الدفاع الروسية نفت صحة التقرير في حينه.

 

قوات النظام السوري تفك الحصار عن قاعدة عسكرية قرب دمشق

بيروت، دمشق – أ ف ب، رويترز

 

تمكنت قوات النظام السوري اليوم (الاثنين)، من فك الطوق الذي كان يفرضه فصائل معارضة منذ أكثر من أسبوع على قاعدتها العسكرية الوحيدة في الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة المحاصرة قرب دمشق، وفق ما افادت «وكالة الانباء السورية» (سانا).

 

وقالت الوكالة ان «وحدات من الجيش أنجزت مهمتها بفك الطوق الذي فرضه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة، والمجموعات التكفيرية التابعة له على إدارة المركبات، بعد معارك عنيفة سقط خلالها عشرات الإرهابيين بين قتيل ومصاب».

 

وأضافت أنه «بعد فك الطوق عن إدارة المركبات، بدأت وحدات الجيش على الفور عملية عسكرية جديدة بهدف توسيع رقعة الأمان حول الإدارة، وسط قيام سلاح المدفعية باستهداف أوكار وتجمعات الإرهابيين في المنطقة المحيطة».

 

من جهته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن «قوات النظام تمكنت من فتح ثغرة توصلها بإدارة المركبات المحاصرة من قبل هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وفيلق الرحمن، بالقرب من مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية».

 

واوضح المدير أن «المواجهات مستمرة في غرب القاعدة لتوسيع الممر الذي فتحه فريق من القوات الخاصة».

 

وأوقعت المعارك منذ بدء حصار القاعدة 72 قتيلاً في صفوف القوات الموالية للنظام، 87 من مقاتلي المعارضة، وفق ما أشار المرصد.

 

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبّب بنقص خطر في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها حوالى 400 ألف شخص.

 

ويأتي التصعيد في الغوطة الشرقية على رغم كونها أحد مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في أيار (مايو) الماضي في أستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في تموز (يوليو) الماضي.

 

وعلى صعيد آخر، قتل 23 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بينهم مدنيون في انفجار استهدف مقر فصيل من المعارضة في إدلب شمال غربي سورية، وفق ما أفاد »المرصد «أمس.

 

وعزا» المرصد« الانفجار الذي وقع في شارع الثلاثين في المدينة إما لتفجير سيارة ملغومة، أو هجوم بطائرة من دون طيار.

 

وأكد أن سيارات الإسعاف هرعت إلى موقع الانفجار، وأن فرق الإنقاذ تواصل جهودها لانتشال الجثث، وإنقاذ المصابين المحاصرين تحت أنقاض المبنى المستهدف والمنازل المجاورة.

 

وذكر أن معظم القتلى من مقاتلي الفصيل المعارض بالإضافة إلى سبعة مدنيين، في حين لم يتم معرفة مصير عدة أشخاص حتى الآن.

 

وتعد محافظة إدلب معقلاً للمعارضة المسلحة في سورية، وتقع عند حدود سورية مع تركيا أحد الداعمين الرئيسيين للمعارضة ضد الرئيس بشار الأسد.

 

وتدور منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، معارك عنيفة بين الجيش السوري من جهة و «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى من جهة ثانية إثر هجوم واسع لقوات النظام تهدف من خلاله للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتأمين طريق إستراتيجي محاذ يربط مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سورية، بدمشق.

 

ويأتي تحرك قوات النظام باتجاه ادلب، بعد انتهائها من آخر أكبر المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.

 

وتشكل محافظة ادلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها أحد مناطق اتفاق «خفض التوتر» الذي تم التوصل اليه في أيار (مايو) الماضي في آستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في ادلب في أيلول (سبتمبر) الماضي.

 

فايننشال تايمز: “ستار أكاديمي” للنساء تنشر أيديولوجية أوجلان بين العرب في سوريا

لندن ـ”القدس العربي”ـ إبراهيم درويش:

 

قالت صحيفة “فايننشال تايمز″ إن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بالترويج لفكرة قيادة المرأة وسيطرتها على المناطق التي طرد منها تنظيم الدولة. وأشارت في البداية إلى قاعة “ستار أكاديمي” للنساء في شمال- شرق سوريا والتي تبدو من النظرة الأولى جذابة، أركانها مزينة بالورود البلاستيكية والملابس التقليدية. وهناك صور للمقاتلات الكرديات وصورة للثورية اليسارية روزا لوكسمبرغ. وسألت ريحان لوقو طالباتها “من يهزم الدولة؟” فصرخت الحاضرات “الرجل”. وعندما كررت السؤال ومن يهزم الرجل؟ فالجواب كان “المرأة”. وتقدم لوقو لطالباتها دروسا في الأيديولوجية اليسارية النسوية والتي تقوم بالترويج لها قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم من بريطانيا، ومعظم أفرادها هم من أتباع الزعيم الكردي السجين في تركيا عبدالله اوجلان، وتعلق صورة القائد بشواربه ووجه الباسم في قاعات الدراسة.

 

وتضيف الصحيفة أن حزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي يعتبر المقاتلين الأكراد في سوريا فرعا له حاول بنجاح نسبي نشر أيديولوجية أوجلان حول الحكم الشعبي والتي تدعو إلى إنشاء “أمة ديمقراطية” ليس في شمال سوريا وتركيا ولكن عبر الشرق الأوسط. وترى قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية أن الفرصة سانحة لمحاولة تطبيق الأيديولوجية في معاقلها الجبلية بعدما حققت انتصارات على تنظيم الدولة بدعم من الطيران الأمريكي واستغلت من الفوضى التي ستدخل عامها السادس في سوريا. وتقول حياة، إحدى قيادات قوات سوريا الديمقراطية: “نحاول منح قوتنا للمرأة فهن من سيعلمن الجيل المقبل من المجتمع″.

 

وتدير حياة مركز للمرأة في بلدة الطبقة ذات الغالبية العربية والتي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي. وأرسلت مجموعة من النساء إلى “ستار أكاديمي”. وترى الصحيفة أن قيام سوريا الديمقراطية بالترويج لهذه الأفكار هو موقف براغماتي في وقت تحاول فيه تقوية سيطرتها على المناطق بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة من معاقلهم الرئيسية. ففي الأعوام الأربعة الماضية من حكم التنظيم أجبرت النساء على ارتداء العباءة السوداء من الرأي إلى أخمص القدم والبقاء في البيت. وفي منظمة تقوم على أفكار أوجلان فيجب التشارك في المناصب بين الرجال والنساء. وتضيف الصحيفة إن المرشحات للمساقات تم إحضارهن إلى بلدة رميلان حيث يمنح مقر ستار أكاديمي من النافورة والازهار منظرا منعشا عن أجواء المدن المحطمة . ويجب على المرشحات تسليم إجهزة الهاتف النقالة، وتزعم المدربة أن هذا يجعلهن يركزن على المساق ويشاركن في الأعمال اليومية والوجبات والمنامات. وتقول إعمار، 21 عاما من الطبقة “لقد مرت علينا أربعة أعوام بدون هوية” و “الأن يتم تعريفنا بتاريخ المرأة، وهي أمور غير معروفة لنا”.

 

وتدرس لوقو، رؤية أوجلان عن المرأة وتقوم على فكرة أن المجتمعات الأمومية تم تدميرها قبل 5.000 عاما على يد الرجل في أثناء الحضارة السومرية واحتكرت المعرفة من خلال الكتابة. وقالت إن الأديان التوحيدية استخدمها الرجل كسلاح ضد المرأة. اما اليوم فنحن نعيش في عصر “القذارة الرأسمالية”. وأشارت إلى الطريقة التي يتم فيها استغلال جسد المرأة وأصبحت:” سلعة تباع وتشترى”.

 

وتشير الصحيفة إلى أن الكثيرات من المشاركات في “ستار أكاديمي” لديهن قصص عن الإستغلال من خلال إجبارهن على الزواج المبكر من أقاربهن. وتقول ريم التي أجبرت على الزواج في سن الـ 16 عاما وطلقت من زوجها “لم أعد أحب عائلتي” لأنهم “لم يقفوا معي”. ورغم الشهادات المؤيدة لما تقوم به “ستار أكاديمي” إلا أن عربا يخشون من أن تمزق البرامج التثقيفية مجتمعاتهم وتخلق مشاكل مادية وزوجية. وقال شيخ من الطبقة “تتمتع نساؤنا بالحرية ويمكنهن الذهاب إلى أي مكان.. وهذا يمزق عائلاتنا”.

 

روسيا تؤكد الهجوم على قواعدها في سوريا بطائرات دون طيار

موسكو: ذكرت وكالات أنباء روسية أن روسيا قالت اليوم الاثنين إن ما أسمتهم متشددين هاجموا قاعدة بحرية وأخرى جوية لها في سوريا يوم السبت مستخدمين طائرات دون طيار.

 

ونقلت الوكالات عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الهجمات استهدفت قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية في غرب سوريا واستخدمت فيها 13 طائرة دون طيار مسلحة. وأضافت أن الهجمات لم تسفر عن خسائر بشرية أو مادية.

 

كانت الوزارة قالت الأسبوع الماضي إن عسكريين روسيين قتلا في هجوم بقذائف مورتر على قاعدة حميميم في 31 ديسمبر كانون الأول.(رويترز).

 

طائرات مُسّيرة ومُحّملة بالمتفجرات تُحِّلق فوق «حميميم» الروسية في سوريا

المعارضة السورية: سماء القاعدة العسكرية شهدت معركة جوية

كامل صقر ووكالات

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر محلية في مدينة جبلة الساحلية حيث تقع قاعدة حميميم العسكرية الروسية، إن القاعدة تعرضت مساء السبت لطلعات من طائرات صغيرة مسيرة عن بُعد محملة بمواد شديدة الانفجار.

المصادر قالت لـ «القدس العربي» إن عدد الطائرات المسيرة تجاوز الأربع وأن إحداها تمكنت من الوصول إلى فوق القاعدة الجوية لكن جرى تدميرها كما جرى تدمير بقية الطائرات. وقالت المصادر أيضاً إن أصوات صفارات الإنذار التي أُطلقت، سُمعت في محيط القاعدة وأن الأضواء أطفئت فيها أيضاً لأسباب أمنية، وأضافت المصادر أنه كان بالإمكان مشاهدة عيارات نارية تنطلق من أسلحة رشاشة نحو الطائرات المسيرة.

وكانت وكالة الانباء الألمانية ذكرت أن قاعدة حميميم العسكرية تعرضت لقصف جوي بواسطة أسراب من الطائرات المسيرة مساء السبت .وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ(د.ب.أ) إن «سماء قاعدة حميميم شهدت معركة جوية بين الطائرات المسيرة والدفاعات الجوية في القاعدة». وأكدت المصادر أن « أسراباً من الطائرات المسيرة التي تحمل قنابل تتجه إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية».

واعترف المتحدث الرسمي باسم قاعدة حميميم أليكسندر إيفانوف بالهجوم الذي يُشن على القاعدة الجوية وقال في تصريح عبر صفحات القاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي « التجاوزات الأمنية على منطقة حميميم العسكرية سيدفع مرتكبوها ثمناً باهظاً على ارتكابهم لهذه الحماقات غير المبررة».

وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية السورية « تتصدى وسائط الدفاع الجوي الروسي والسوري وبمشاركة القطع البحرية السورية لمواجهة أسراب طائرات بدون طيار تستهدف مطار حميميم قادمة من محافظة إدلب شمال غرب سوريا .»

وأضاف المصدر «لا معلومات حتى الآن إن كان هناك خسائر بشرية أو تعرض الطائرات والآليات الروسية لأضرار داخل القاعدة «. وقالت مصادر محلية في مدينة جبلة السورية قرب قاعدة حميميم لـ (د.ب.أ) إن « أصوات المضادات الأرضية تسمع بكثافة داخل القاعدة وانفجارات تحصل في السماء «.

مصادر عسكرية سورية خبيرة بالحرب الإلكترونية قللت من خطورة هذا الهجوم الذي تم عبر الطائرات المسيرة على قاعدة حميميم الجوية وأكدت أن القاعدة محمية بمنظومة مراقبة إلكترونية تتعامل مع «الأهداف العدوة» وفق ارتفاع الهدف المهاجِم أو انخفاضه عن الأرض.

فإذا كان الهدف المعادي دون ارتفاع محدد بحيث لا ترصده منظومات الدفاع الجوي المتطورة مثل الصواريخ الصغيرة والطائرات المسيرة الصغيرة يجري التعامل معها بالأسلحة الرشاشة من عيارات متعددة، أما إذا كان الهدف ضمن ارتفاع يمكن لمنظومات الدفاع رصده فإنه يجري التعامل معه عبر منظومات بانتسير وإس 300 وإس 400.

 

عشرات القتلى والجرحى في استهداف مقر «أجناد القوقاز» المعارض في إدلب

مجموعات أفغانية مدعومة إيرانياً تسيطر على بلدة سنجار في المحافظة السورية

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: سقط عشرات القتلى والجرحى، مساء أمس الأحد، في انفجار قوي في مدينة إدلب السورية (شمال غرب)، الخاضعة لسيطرة المعارضة، وفق مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) قتل 25 شخصا على الأقل في انفجار استهدف مقر جماعة مسلحة في محافظة إدلب الواقعة في الجزء الشمالي الغربي لسورية مساء أمس الأحد.

وقال مصدر في الدفاع المدني أن «انفجارا عنيفاً هز شارع الثلاثين الذي يعد من أكثر شوارع المدينة ازدحاماً أمام أحد مقرات جماعة مسلحة تعرف باسم أجناد القوقاز أسفر عن مقتل أكثر من 25 شخص وعشرات الجرحى حالة بعضهم حرجة أغلبهم من النساء والاطفال نتيجة تضرر الابنية السكنية القريبة من المقر وكانت فرق الدفاع المدني والاطفاء مازالت تعمل على انتشال الجثث والجرحى واخماد الحرائق» حتى مساء أمس.

وأضاف المصدر: «لا تزال المعلومات متضاربة حول سبب الانفجار هل هي سيارة مفخخة أم قصف صاروخي استهدف مبنى يقطنه مقاتلون من آسيا الوسطى يطلق عليهم اسم أجناد القوقاز».

كما قُتل 18 مدنيا خلال يومين في غارات جيش النظام على غوطة دمشق الشرقية.

وسيطرت مجموعات مدعومة من قِبل إيران، أمس الأحد، على بلدة سنجار التابعة لمحافظة إدلب السورية (شمال غرب)، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة السورية.

وأفاد مراسل الأناضول، بأنّ المجموعات المدعومة إيرانيا والموالية للنظام السوري، تشن هجوما بريا عنيفا على إدلب، من جهة الجنوب والجنوب الغربي. وتقوم المقاتلات الروسية منذ ساعات الصباح، بتوفير الغطاء الجوي للمجموعات المذكورة، والمكوّنة من عناصر أفغانية، حسب المراسل.

وبعد اشتباكات عنيفة، تمكّنت من السيطرة على بلدة سنجار الخاضعة لسيطرة عناصر «هيئة تحرير الشام»، ومجموعات معارضة للنظام السوري.

 

سقوط أكثر من 40 أسيراً وعشرات القتلى لقوات النظام بمواجهات في محيط دمشق

حركة نزوح كثيفة للسكان داخل الغوطة الشرقية وأمراض خطيرة تهدد المحاصرين

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: أدت المعارك المشتعلة في ريف دمشق الشرقي المحاصر وكثافة القصف بالقنابل والصواريخ الشديدة الانفجار على تجمعات المدنيين في المنطقة، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين وموجات نزوح داخلية ازدادت بالقرب من خطوط المواجهات العنيفة ومرمى مدفعية وطيران النظام الذي استهدف معظم الأحياء السكنية والاسواق الشعبية بقصف ممنهج.

مسؤول العلاقات العامة في المكتب الإغاثي الموحد للغوطة الشرقية محمد عبد الرحيم أطلع «القدس العربي» على تقرير موثق لاعداد النازحين والأوضاع المعيشية للسكان المحاصرين البالغ عددهم نحو 350 الف نسمة، حيث أكد ان الأيام الماضية شهدت ارتفاعا متزايدا لوتيرة القصف على كافة بلدات الغوطة الشرقية، تركز معظمه على بلدات حرستا ومديرا وحزرما وأوتايا، والنشابية، مما أدى إلى تجدد موجات النزوح الداخلي بشكل ملحوظ، حيث بلغ عدد الاسر النازحة من هذه المناطق أكثر من 1897 عائلة، فروا جميعهم من منازلهم دون وجود وجهة آمنة معينة يقصدونها.

ان عدم توفر مقومات المأوى المناسب ووسائل التدفئة واضطرار النازحين في بعض الأحيان إلى التشارك في السكن ضمن الأماكن غير الصالحة، بالتزامن مع اشتداد برودة الشتاء، أدى إلى تعرض الأطفال بشكل خاص إلى الامراض ونقص التغذية، فضلاً عن لجوء عدد كبير منهم إلى التسول، وسط ضيق لدى الاسر والمجتمعات المضيفة وتكرار نزوح العائلات المتشردة.

 

في الميدان

 

وتواصلت المعارك في محيط إدارة المركبات وعلى جبهات مدينتي حرستا وعربين بالغوطة الشرقية، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تخفيف وطأة الضغط العسكري على جبهتي جوبر وعين ترما، التي تحاول قوات النظام السوري اقتحامها منذ خمسة أشهر دون جدوى، ومحاولة فصائل المعارضة رصد الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص، المعروف بالمتحلق الجنوبي.

حيث شنت فصائل المعارضة المسحلة صباح امس هجوماً على قاعدة إدارة المركبات العسكرية بهدف فرض السيطرة عليها بشكل كامل، وذلك بعد رفض العناصر المحاصرين فيها الاستسلام. وعزا الناشط الإعلامي أسامة المصري المطلع على سير المعارك، سبب رفض قوات النظام المحاصرة في ادارة المركبات تسليم انفسهم إلى ان بعض الانباء الواردة اكدت «تهديد النظام للجنود بأنه لن يقوم بأي عملية تبادل لهم في حال قاموا بتسليم أنفسهم».

واكد المصدر وقوع مجموعة مسلحة تابعة لقوات النظام أسرى بيد فصائل المعارضة عقب محاولتها دخول إدارة المركبات لفك الحصار عن الجنود فيها، حيث تمت محاصرتهم من قبل كتائب الثوار، ووقعوا أسرى، حيث بلغ عدد اسرى النظام خلال ثمانية أيام أكثر من 40 اسيراً، و100 قتيل موثقين بالاسماء. وشهدت المنطقة تصاعد عمليات القصف بمختلف أنواع الأسلحة، تزامناً مع تحليق لطيران الاستطلاع (ليلاً) على غير المعتاد، فيما شنّ الطيران الروسي أكثر من ستين غارة على الأحياء السكنية في بلدات حمورية ومديرا وعربين ومسرابا وحرستا.

واستهدفت المقاتلات الروسية والسورية منازل المدنيين بشكل متعمد ومباشر في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وأغارت على مدينة حرستا بأكثر من 35 غارة جوية، فيما تعرضت مدينة عربين لنصف هذا العدد من الغارات، وترافقت مع قصف بصواريخ الفيل المدمرة وعشرات القذائف والصواريخ، ما أدى لسقوط العديد من الجرحى بين المدنيين، كما تعرضت مدينة حمورية لقصف جوي عنيف استهدف المدنيين الأمر الذي خلّف مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 قتيلاً بينهم 3 نساء وطفلان، والعديد من الجرحى، كما سقط مدنيان في كلٍ من عربين وبلدة مديرا جراء الغارات الجوية، بالإضافة لسقوط العديد من الجرحى في مدن وبلدات زملكا وسقبا ومسرابا وجسرين وأوتايا و‏النشابية وحزرما وحوش الصالحية وحي جوبر الدمشقي.

 

أمراض خطيرة

 

الدكتور محمد كتوب المطلع بشكل موسع على حالات المرضى والمحاصرين في الغوطة الشرقية قال في اتصال مع «القدس العربي» ان الاهالي يعيشون لليوم التاسع على التوالي في الملاجئ في ظل شتاء قارس وظروف صحية سيئة جدًا، حيث بدأت تظهر على الأهالي امراض تنفسية والتهابات تتعلق بظروف التهوية والطعام والمياه مثل التهاب الكبد، وهذا يحدث في ظل ظروف سيئة جداً فالأدوية شحيحة وقدرة الحركة شبه معدومة.

وأوضح الطبيب كتوب ان الوضع الطبي المتأزم لا يمكن معاجلته ببعض ادوية، ولكن يجب تحسين ظروف الملاجئ التي يضطر الأهالي إلى العيش فيها، وخاصة التهوية والنظافة والتدفئة، تفادياً لانتشار الامراض.

ووفقا لمصادر محلية فقد اسفر التصعيد العسكري وقصف قوات النظام إلى مقتل أكثر من 125 مدنيا ومئات الجرحى خلال الأسبوع الفائت، فيما تصدر بلدة مسرابا قائمة الخسائر البشرية بعد مقتل 20 مدينا معظمهم من النساء والأطفال وسقوط 80 جريحا بعضهم حالات خطيرة، كما قتلت عائلات بأكملها جراء القصف على كل من مدينتي حرستا وعربين، فيما شهد القطاع الطبي والخدمي تردياً غير مسبوق مع اشتداد الحصار واستمرار القصف على مدار الساعة، وتسبب القصف بشلل معظم القطاعات في الغوطة.

إن أهم ما يشغل الأسر النازحة داخلياً في الغوطة الشرقية هو تأمين قوتهم اليومي ويحتل رغيف الخبز المرتبة الأولى في سلم الأولويات لجميع العائلات، إذ ان عدم وجود مشاريع توفر أو تدعم رغيف الخبز وتساهم في خفض حالات نقص التغذية لدى الأطفال، انعكس سلباً على الوضع المعيشي والصحي للأسر النازحة بشكل خاص، وادى إلى تعزيز انتشار الامراض. وناشدت مصادر أهلية جميع المؤسسات الدولية بالتحرك السريع للعمل على فك الحصار الخانق المفروض على ريف دمشق، وتسهيل الدخول الفوري لقوافل الإغاثة والمساعدات والاحتياجات الإنسانية الأخرى، وإخلاء الحالات الطبية الحرجة.

 

روسيا تقرّ بتعرّض قاعدتيها في سورية لهجوم بطائرات مسيّرة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، أن طائرات مسيرة بدون طيار “محملة بمتفجرات” هاجمت القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس فى سورية، ليل الجمعة السبت، دون أن يسفر ذلك عن إصابات أو أضرار.

 

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بيان للوزارة أن “عشر طائرات بدون طيار محملة بمتفجرات اقتربت من قاعدة حميميم الجوية الروسية، في حين اقتربت ثلاث غيرها من قاعدة الأسطول الروسي في طرطوس”.

 

وأضاف البيان أن هذه الهجمات وقعت بين ليل 5 وصباح 6 يناير/كانون الثاني، ولم تسفر عن “ضحايا أو أضرار مادية”، موضحًا أن “قاعدتي حميميم وطرطوس تعملان بشكل طبيعي”.

 

وأكد البيان تدمير سبع طائرات من أصل الطائرات الـ13، في حين اعترض الجيش الروسي ستًا منها.

 

ويعدّ هذا الهجوم الثاني على قاعدة حميميم، تحديدًا، في غضون أيام، إذ سبق أن تعرضت القاعدة لهجوم صاروخي في آخر يوم من عام 2017، أكدت مصادر إعلامية روسية أنه أدى إلى مقتل عسكريين روس، وإعطاب عدة طائرات كانت رابضة في مطار القاعدة.

 

وحاولت موسكو في البداية التعتيم على الهجوم الصاروخي على قاعدة حميميم، إلا أنها اضطرت بعد أيام للاعتراف بمقتل عسكريين اثنين برشقات مجهولة المصدر.

 

ولم تتهم قيادة قاعدة حميميم، وقتذاك، المعارضة السورية المسلحة صراحة بالوقوف وراء ما سمته بـ”التجاوزات الأمنية على منطقة حميميم العسكرية”، متوعدة من ارتكب هذه التجاوزات بدفع ثمن باهظ، واصفة ما جرى بـ”الحماقات غير المبررة”، وفق ما جاء على صفحة القاعدة الرسمية على موقع “فيسبوك” مساء السبت.

 

 

(فرانس برس، العربي الجديد)

 

رئيس وزراء المجر: اللاجئون المسلمون غزاة

برلين – شادي عاكوم

وصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان هجرة المسلمين إلى أوروبا بالغزو. وأوضح في مقابلة له مع صحيفة “بيلد” الألمانية الواسعة الانتشار نشرت اليوم الاثنين، لماذا يرى نفسه في نزاع حول قبول حصص اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي.

 

واعتبر أوربان في حديثه أن “موجة لجوء المسلمين إلى بلادنا ستؤدي بالضرورة إلى مجتمعات موازية تهدد التوازن الديموغرافي في القارة العجوز”.

 

وأضاف قائلا: “لا نعتبر هؤلاء الأشخاص لاجئين، نحن نعتبرهم غزاة مسلمين”. وأكمل أنه من أجل الوصول من سورية إلى المجر يتعين على المرء عبور أربع دول، وهؤلاء الناس يسعون إلى حياة أفضل”. ولفت إلى أنه كان ينبغي على اللاجئين أن يطلبوا قبول لجوئهم مسبقا، بدل أن يخرقوا الحدود اختراقاً غير قانوني.

 

وطالب أوربان زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ماتن شولتز، بالمزيد من الاحترام لبلاده المجر، مضيفا أنه لم يفهم كيف لألمانيا أن تحتفل بالعبور غير القانوني لحدودها، وهو الذي قال في وقت سابق أن المسيحية يتقلص حضورها في البلدان التي تستقبل اللاجئين.

 

واحتج أوربان في المقابلة على التهم الموجهة للمجر بأنها تحصل على المال من الاتحاد الأوروبي وترفض في الوقت نفسه الالتزام بحصص اللاجئين، موضحا أن “المال الذي يستفيد منه الاقتصاد المجري من صندوق الدعم الأوروبي ليس هدية، إنه توازن عادل لفتح أسواقنا للمنافسة الحرة، وهذا لا علاقة له على الإطلاق بقضية اللاجئين”.

 

واعترف أنه “رغم الخلافات مع بروكسل إلا أن الاتحاد الأوروبي مشروع رائع، ويسعد بودابست أن تكون جزءا منه وتبقى فيه”.

 

وسبق لرئيس الوزراء المناهض في مواقفه للهجرة واللاجئين، أن قال خلال مشاركته الأسبوع الماضي في اجتماع للحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا، إنه يرى نفسه قبطان حماية الحدود الأوروبية. وفي محادثاته مع الحزب البافاري اعتبر أن إرادة الشعب واضحة، والمواطن في أوروبا لا يريد أن يعيش تحت تهديد الإرهاب، بل يريد أن تتكفل السلطات بالأمن وحماية الحدود.

 

النظام يعلن فك حصار إدارة المركبات

فكّت قوات النظام السوري، ليل الأحد-الاثنين، حصاراً فرضته المعارضة على إدارة المركبات في مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية، بحسب ما أعلنت قوات النظام و”المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن قوات النظام تمكنت من “فك الطوق الذي فرضه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على إدارة المركبات وذلك بعد معارك عنيفة سقط خلالها عشرات الإرهابيين بين قتيل ومصاب”.

 

“المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن قوات النظام تمكنت من “فتح ثغرة توصلها بإدارة المركبات المحاصرة من قبل هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن، بالقرب من مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية”. وأضاف أن “قوات النظام (تمكنت) من التقدم من جهة مباني الأمن الجنائي القريبة من مبنى المحافظة، وفتحت ثغرة أوصلت القوات المتقدمة بالمحاصرين داخل إدارة المركبات والذين يبلغ تعدادهم بالعشرات من ضباط وصف ضباط وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها”.

 

وكانت إدارة المركبات قد وقعت في حصار محكم في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، بعد اقتحام قوات المعارضة لها في عملية بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني. وكان النظام يستخدم إدارة المركبات كقاعدة لضرب مناطق الغوطة الشرقية، ما أوقع خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات.

 

وشهد محيط مدينة حرستا، خلال الأيام الماضية، توافداً لمئات العناصر من مليشيات موالية للنظام، بهدف استعادة إدارة المركبات. هذا التوافد كان بمثابة ضربة للحرس الجمهوري، الذي كان المسؤول الفعلي عن حرستا، ممثلاً بـ”اللواء 104″ و”اللواء 105″، لكن خسارته لمواقع حساسة في حرستا وحصار المعارضة لإدارة المركبات، دفع قيادة النظام إلى إرسال المليشيات لتدارك الوضع.

 

إلى ذلك، قال “المرصد السوري”، إن “الانفجار العنيف الذي ضرب مدينة إدلب عند مساء الأحد”، أوقع “23 شخصاً على الأقل بينهم 7 مدنيين من ضمنهم 3 مواطنات شقيقات، فيما لا تزال أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع نتيجة وجود عشرات الجرحى بعضهم لا يزال في حالات خطرة، إضافة لوجود مفقودين”.

 

واستهدف انفجار، لم تكشف تفاصيله بعد، مقراً “لفصيل أجناد القوقاز”. وقال “المرصد”، إن “دماراً كبيراً خلفه الانفجار الذي جرى في شارع الثلاثين بمدينة إدلب، فيما تجدر الإشارة إلى أن مدينة إدلب شهدت قبل أسابيع تفجيرات استهدفت عدة مناطق في المدينة وأطرافها، بعضها كان يستهدف آليات وسيارات تقل قياديين وعناصر من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى مساندة لها، وتسببت الانفجارات تلك في سقوط خسائر بشرية”.

 

النظام في سنجار..ما الذي يشغل المعارضة و”تحرير الشام”؟

خالد الخطيب

حققت مليشيات النظام تقدماً كبيراً في ريف ناحية سنجار في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، خلال الساعات الـ48 الماضية. وسنجار هي المحطة الأهم التي وصلتها مليشيات النظام في طريقها نحو مطار أبو ضهور العسكري، وتعتبر من كبريات التجمعات العمرانية والسكانية في مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفيها منشآت ومبانٍ تؤمن حصانة جيدة للمليشيات في حال تعرضت لهجمات معاكسة من قبل المعارضة و”تحرير الشام”، وبالتحديد مطحنة سنجار المرتفعة. كذلك تعتبر البلدة عقدة طرق مواصلات مهمة تربط ريفي إدلب الجنوبي والغربي، ومناطق إدلب في أرياف حلب الجنوبي وحماة الشمالي والشرقي.

 

وسيطرت المليشيات على أكثر من 25 قرية ومزرعة؛ الشيخ بركة وأم مويلات واللويبدة الشرقية والناصرية وحوا والمتوسطة وتل عمارة والمكسر فوقاني والمكسر تحتاني والمشهد ومريجب المشهد وباشكون وام الهلاهيل وسرجة شرقية وخيارة ورملة ونباز القبلي ونباز الشمالي وصراع وصريع وجديدة وتل دم وتل الخزنة وكفريا المعرة، بالإضافة لمركز ناحية سنجار.

 

المليشيات هاجمت سنجار، الأحد، من ثلاثة محاور؛ الأول من الجنوب الشرقي قادماً من قرية حوا، والثاني وهو الأوسط قادماً من قرية الشيخ بركة، والثالث مكّن المليشيات من السيطرة الفعلية على البلدة من الجهة الجنوبية الغربية انطلاقاً من أم الهلاهيل وسرجة. سنجار تعرضت لقصف جوي وبري هو الأعنف أجبر المعارضة و”تحرير الشام” على الانسحاب منها.

 

وحاولت مليشيات النظام التقدم إلى ما بعد سنجار، من جهة الجنوب الشرقي في المحور المتقدم نحو أبو ضهور ومطارها العسكري، ومهدت بالأسلحة الثقيلة على قرى وبلدات الفرجة وعجاز وأبو طحيجة ومرداغنة وعوجا وكراتين كبيرة وأم ميال المعرة. وطال القرى والمزارع ذاتها قصف جوي مكثف من الطيران الحربي والمروحي، ليل الأحد/الاثنين، قتل خلاله عدد من عناصر فصائل المعارضة و”تحرير الشام”.

 

وشهدت إدلب، الأحد، سلسلة من المجازر بسبب القصف الجوي المستمر، وتجاوز عدد الغارات الجوية 200 غارة، السبت والأحد. مروحي البراميل كثف من طلعاته خلال الساعات الـ24 الماضية دعماً للمليشيات التي كانت تمشط القرى والمزارع غربي وشرقي سنجار. القصف الجوي تسبب بمقتل ثلاثة مدنيين في كفرنبل، وفي قرية الشيخ أحمد قتل ثلاثة مدنيين، واثنين في الغدقة، وأربعة في كنصفرة، وفي قرية الفعلول وقعت مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 مدنياً. الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار، لاحقت النازحين أثناء فرارهم من جنوبي ادلب وريف حلب الجنوبي، واستهدفت بصواريخها والرشاشات الطرق الأمر الذي تسبب بحالة من الذعر بين الأهالي الفارين من الموت.

 

وفي مدينة ادلب قتل 35 مدنياً على الأقل، وجرح العشرات، ليل الأحد/الإثنين، بعد استهداف مجمع سكني في شارع 30 بسيارة مفخخة، بحسب ناشطين. “الدفاع المدني” في إدلب أكد بأن الاستهداف من الطيران الحربي، والدلائل على ذلك اتضحت بعد معاينة المكان وانتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض. ورجّح الدفاع المدني أن تكون طائرة روسية هي من قصفت الموقع بقنابل شديدة الانفجار محمولة بمظلات وتم القاؤها من علو مرتفع.

 

وبالتزامن مع تقدم مليشيات النظام حقق تنظيم “الدولة الإسلامية” تقدماً جديداً في قرى ومزارع ريف إدلب الجنوبي الشرقي، في محور موازٍ للعملية العسكرية التي تشنها المليشيات جنوبي إدلب. وسيطر التنظيم على 15 قرية ومزرعة، هي ضباعية وجبل حوايس وعب خزنة وعب القناة وحوايس أم جرن وقلعة الحوايس وجب الصفا وعقلة وتل الحلاوة وعبلة ودلالة وخيرية وأبو حبة وجبل المدور وتلال رسم الحمام. والقسم الأكبر من المواقع التي سيطر عليها التنظيم تتبع إدارياً لريف إدلب الجنوبي الشرقي.

 

محور عمليات التنظيم المتقدم في ريف إدلب استفاد من التغطية النارية التي وفرتها مدفعية مليشيات النظام والغارات الجوية الحربية التي استهدفت القرى الواقعة على الأطراف الشرقية لمحور عمليات المليشيات. وفي بعض المواقع اشتركت مليشيات النظام والتنظيم في الهجوم على مواقع المعارضة و”تحرير الشام”، كما جرى، الأحد، في قريتي عب خزنة وعب القناة، وخسر الطرفان أكثر من عشرين عنصراً قتلوا في حقول الألغام التي زرعتها “تحرير الشام” في القريتين.

 

وتحاول مليشيات النظام الاستفادة من حالة الارتباك في صفوف المعارضة و”تحرير الشام”، وإحراز تقدم سريع في المنطقة، وتقليص المسافة التي تفصلها عن أبو ضهور ما أمكن، وفي الوقت ذاته زيادة عرض محور تقدمها في المنطقة. فمليشيات النظام تشعر بأنها ستكون عرضة لهجمات معاكسة قريباً، لذا فهي تعزز مواقعها الخلفية في محور التقدم بمزيد من العناصر والعتاد الحربي. ونشرت مليشيات “درع القلمون” و”لواء الباقر” و”مليشيا العشائر” التابعة لأحمد درويش، المئات من مقاتليها على جانبي محور التقدم جهتي الشرق والغرب. “مليشيا العشائر” ضمّت إلى صفوفها عشرات العناصر من أبناء المنطقة بعد سيطرة النظام عليها.

 

مليشيات النظام حافظت على قوام قواتها المنتشرة في كامل جبهات ريفي حماة الشمالي الشرقي، وحلب الجنوبي، ونفذت هجمات متتالية خلال اليومين الماضيين بهدف إشغال فصائل المعارضة و”تحرير الشام”، ومنعها من إرسال تعزيزات باتجاه المناطق المستهدفة في ناحية سنجار في ريف إدلب. المليشيات تقدمت، الأحد، في منطقة جبل الحص جنوبي حلب، وسيطرت على قرية رسم سيالة، وحاولت السيطرة على برج سبينة.

 

“قاطع البادية” التابع لـ”تحرير الشام” ما زال متواجداً في جبهات الرهجان وجبل الحص، ويشاركه في جبهات القتال كتائب محلية تابعة للعشائر، و”فيلق الشام” و”الفرقة 23″ و”جيش الأحرار”. ويشارك “جيش النخبة” التابع لـ”تحرير الشام” فصائل “جيش النصر” و”جيش ادلب الحر” و”الجيش الثاني” و”الفرقة الوسطى” في عمليات التصدي للنظام وتنظيم “الدولة” في ريف إدلب. أما “حركة أحرار الشام الإسلامية” فقد تمكنت، الأحد، من استعادة السيطرة على قرية تل دم وتلتها القريبة، بعدما سيطرت عليها مليشيات النظام المتقدمة نحو سنجار. وتقع قرية تل دم غربي محور عمليات المليشيات في المناطق غربي سكة الحجاز، وما زالت “الحركة” تتمركز غربي محور عمليات المليشيات المتجه نحو الشمال الشرقي، وتشاركها في المنطقة “حركة نور الدين الزنكي” وفصائل غرفة العمليات المركزية التي تجمع “جيش النصر” و”الجيش الثاني” و”جيش ادلب الحر”. أما “جيش العزة” فقد قام بتجميع كامل عناصر وعتاده الحربي في جبهات ريف حماة الشمالي في اللطامنة والزكاة ومورك.

 

تحرك “أحرار الشام” الأخير واستعادتها لقرية تل دم، تناوله الشرعي السابق في “تحرير الشام” السعودي عبدالله المحيسني، والشيخ عبدالرزاق المهدي المقرب من السلفية الجهادية في إدلب، بالإضافة لشخصيات أخرى محسوبة على التيار السلفي، في محاولة منهم لدفع “الحركة” للزج بمزيد من ثقلها العسكري خلال الفترة المقبلة، والمشاركة بفعالية أكبر في عمليات التصدي للمليشيات. “أحرار الشام” أصدرت، الأحد، بياناً مطولاً ارتكز على ثلاثة مفاصل مهمة بدأته بمقدمة هجومية ضد “تحرير الشام” محملة إياها مسؤولية ما يجري في ريف ادلب، وتبرأت من اتفاق أستانة ونفت مشاركتها بأي اتفاق يقضي بتسليم المناطق للنظام، وانتهت بإعلان النفير العام للتصدي لمليشيات النظام.

 

وجاء في بيان “الحركة”: “ندعو الفصائل والمؤسسات الثورية والنخب والعلماء والعشائر إلى تحمل مسؤولياتهم بالدفاع عن المحرر كل في ثغره وبحسب قدرته، وذلك بالتواصل مع القائمين على الثغور والنقاط لدعمهم مادياً ومعنوياً ولوجستياً وإعلامياً، ورغم قلة الإمكانيات نعلن النفير العام لصد النظام، وسيتم زيادة أعداد المجاهدين والعمل مع جميع الفصائل الثورية لاستعادة المناطق التي خسرتها الثورة خلال الفترة الأخيرة”.

 

وفي مقابل تحرك “أحرار الشام” وإعلانها النفير العام، كان قائد “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، يجتمع مع مجلسه العسكري، الأحد، والذي ضمّ قائد العمليات “أبو عبيدة كنصفرة”، وقادة من “جيش النخبة” و”قاطع البادية”. وقالت “تحرير الشام” إن هدف اجتماع الجولاني بالقادة الميدانيين هو التشاور واتخاذ القرارات لمواجهة التطورات الميدانية الأخيرة في ريف إدلب.

 

“تحرير الشام” أصدرت بياناً، الأحد، استنكرت من خلاله الاتهامات الموجهة ضدها، والتي تتحدث عن انسحابها من جبهات القتال وإفساح المجال للمليشيات لكي تتقدم جنوبي ادلب. وجاء في بيان “تحرير الشام”: “اليوم حين سقطت بعض القرى في ريف إدلب الجنوبي خرجت علينا بعض الأصوات تدعي أن الهيئة تسلم المناطق أو تنفذ اتفاقات الأستانة أو غيرها من اتفاقات الذل والعار التي دعت الهيئة من أول يوم إلى نبذها ورفضها، وعملت على إفشالها وتقويضها ما استطاعت، لقد حذرنا من قبل من حملة قريبة للنظام خصوصاً بعد انتهائه من معارك البوكمال والشرقية. اليوم تُتهمُ الهيئة أنها هي من تطبق خيانات الثورة وتنفذها، فلسنا نحن من جلس في الأستانة وأسبغ الشرعية على نظام الأسد، ولسنا من اتفق مع العدو المحتل وسلم له احداثيات مقراته وثكناته، ولسنا من بارك مناطق خفض التصعيد، والتي يحاول النظام التقدم إليها اليوم بدعم روسي تنفيذاً لها”.

 

واستفزت حملة التخوين التي طالت “تحرير الشام” قادة وشرعيين آخرين، وأجبرتهم على الخروج عن صمتهم. عبدالرحيم عطون، والإدريسي، وأبو الفتح الفرغلي، والمصري أبو اليقظان، وأبو ماريا القحطاني، وأبوعبدالملك الشامي، وأبو عبدالله الشامي، وأبو عدنان الحموي، انصبت تعليقاتهم على سرد البطولات والتضحيات التي قدمتها “تحرير الشام” خلال أكثر من 100 يوم من المعارك في مناطق شرق سكة الحجاز، ولم يخفوا دهشتهم من اتهام “تحرير الشام” بتسليم المناطق برغم كل ما قدمت من تضحيات في جبهات القتال ضد مليشيات النظام بحسب زعمهم.

 

عملياً، صُعقت “تحرير الشام” من حملة التخوين التي أثيرت ضدها، بعدما كانت تتوقع العكس. إذ كانت “تحرير الشام” تعمل على استثمار الأوضاع الميدانية المتدهورة لحشد الشارع ضد فصائل المعارضة المسلحة التي اعتزلت القتال، أو على الأقل ظلت مشاركتها خجولة، ومن ثم الاستفادة من عملياتها في الميدان لاحقاً لتظهر بمظهر المنقذ الشرعي. لكن النتائج جاءت عكسية، فاستفادت “أحرار الشام” من الحملة ضد “تحرير الشام”. بيان “الحركة” كان أول تصريح رسمي بهذا القدر من الثقة والتصعيد منذ أن خسرت معركتها مع “تحرير الشام”. كما أتاحت الحملة الموجهة ضد “تحرير الشام” الفرصة لعشرات المدافعين عن “الأحرار” ومنظريها للمشاركة في الحملة التي تسببت لـ”تحرير الشام” بالكثير من الحرج أمام أنصارها في ادلب. فخسرت “تحرير الشام” قسماً كبيراً من أنصارها ومؤيدها خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الحملة.

 

الانتكاسة الأخيرة لـ”تحرير الشام” في الميدان وعلى الصعيد الإعلامي هيأت الأجواء لولادة تحالف جديد في ادلب. ولن تستطيع “تحرير الشام” التحكم بمجريات المعركة المقبلة، كما كانت تخطط باعتبارها القوة الوحيدة المتنفذة على الأرض. وسيكون تحالف الفصائل و”تحرير الشام” ندياً، وستعمل فصائل المعارضة المسلحة و”أحرار الشام” على الظهور بمظهر الحريص على استعادة المبادرة على الأرض ووقف زحف المليشيات. وإن نجحت الفصائل و”الأحرار” في ذلك، فسيكون نجاحها الضربة الثانية التي تتلقاها “تحرير الشام”.

 

مصدر عسكري معارض قال لـ”المدن”: “ستشهد الأيام القليلة المقبلة تحركات عسكرية معاكسة لفصائل المعارضة و”تحرير الشام” في المناطق شرقي سكة الحجاز، وفي محور سنجار–أبو ضهور، على وجه التحديد. وستقسم الجبهات على قطاعين، لكل قطاع غرفة عملياته الخاصة. وهناك تحضيرات لعمليات عسكرية نوعية ضد مليشيات النظام في محاور تقدمها جنوبي ادلب”.

 

وأوضح المصدر أن فصائل المعارضة المسلحة و”تحرير الشام” و”الحزب الإسلامي التركستاني” أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة مؤخراً، تمركزت في الخط الثاني والثالث، ولم يحن الوقت بعد للزج بها في المعركة التي ستكون بتنسيق بين كامل قطاعات العمل في المنطقة.

 

أمام فصائل المعارضة و”تحرير الشام” فرصة ذهبية لاستعادة ما خسرته جنوبي ادلب. وعلى الرغم من خسارة المعارضة لناحية سنجار الاستراتيجية والتي تعتبر خطاً دفاعياً مهماً عن أبو ضهور، إلا أنها تملك الكثير من مقومات الضغط والمفاجأة في الميدان. فهل ستحسن المعارضة و”تحرير الشام” استغلال الفرصة، أم أن كل ما جرى من تطورات وبيانات هي محاولة إشغال أخرى للشارع للتغطية على المرحلة الثانية من تقدم مليشيات النظام ودخولها أبو ضهور؟

 

صراع الحدود”يُدخل”رايات النظام” إلى بيت جن..بموافقة إسرائيلية

وليد النوفل

استكملت قوات النظام تنفيذ بقية بنود اتفاقية بيت جن، التي كانت قد توصلت إليها قبل نهاية عام 2017، وفق توصيات قدمها الجانب الإسرائيلي للجانب الروسي الذي ضغط بدوره على “لجان المصالحة” الممثلة بالإعلامية كنانة حويجة، بحسب ما أكدته مصادر “المدن”.

 

وبدأت قوات النظام تنفيذ البنود المتعلقة بـ”تسوية أوضاع” مقاتلي ومدنيي قرى بيت جن في جبل الشيخ من ريف دمشق الغربي، مع تسليمهم العتاد الثقيل والرشاشات، وفتح طريق بيت جن–حينة، ذهاباً وإياباً، وفق ما أكده أحد عناصر “التسوية” لـ”المدن”.

 

وتابع المصدر، أنه فور انتهاء “لجنة المصالحة” من “تسوية أوضاع” المدنيين والعسكريين في قرى بيت جن، ستبدأ بتنفيذ البنود المتعلقة بـ”الحكم المحلي” للمنطقة من خلال تشكيل مليشيا عسكرية أشبه بـ”فوج الحرمون”، الذي يقاتل إلى جانب النظام، ومن المفترض أن تتبع لـ”الأمن العسكري” وبتمويل من “جمعية البستان” التي يملكها رامي مخلوف.

 

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الأحد، إن الجهات المختصة بدأت “تسوية أوضاع” العشرات من المسلحين بالتزامن مع استلام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لإعادة مسلحي بيت جن إلى “حضن الوطن”، والبقاء في منازلهم وأرضهم وممارسة أعمالهم اليومية إيذاناً بعودة الحياة للمنطقة بعد معاناة طويلة من “إرهاب وممارسات عدوانية ضد جميع مظاهر الحياة فيها”.

 

وقال مصدر عسكري، لـ”المدن”، إن الفوج المحلي الجديد سيتم تشكيله وفق شروط مسبقة وضعتها إسرائيل ضمن الاتفاق الذي أبرم عبر الطرف الروسي. وتشمل الشروط عدم الاحتكاك مع أي من المليشيات الإيرانية على الإطلاق، أو الاستجابة لأية مؤازرات عسكرية. وأضاف المصدر، أن الفوج المحلي الجديد سيكون برئاسة قائد “لواء عمر بن الخطاب” إياد مورو، التابع للمعارضة، والذي قاتل ضد النظام خلال الأيام الماضية في قرى بيت جن.

 

وكان مورو، قد نفى عبر تسجيل صوتي قبل أيام، ذلك الأمر، إلا أن مصادر متطابقة أكدت لـ”المدن” تسلمه لقيادة الفوج الجديد. ويبدو أن الجانب الإسرائيلي قد ضغط لعدم إخراج مورو مع قوات المعارضة التي أخرجت قسراً إلى محافظة درعا، وبقائه في المنطقة لقيادة المليشيا الجديدة.

 

وأضافت المصادر، أن الفوج الجديد ستوكل إليه مهام أخرى تتعلق بمراقبة تواجد المليشيات الإيرانية، خصوصاً إذا ما حاولت الاقتراب إلى مسافة الـ5 كيلومترات عن حدودها، التي اشترطتها إسرائيل في الاتفاق المبرم مع الجانب الروسي.

 

وكالة الأنباء الإيرانية “فارس”، كانت قد قالت في تقرير لها مطلع كانون الأول/ديسمبر، إن تعزيزات كبيرة وصلت إلى ريفي درعا والقنيطرة الشمالي، قرب قرية زمرين، التي تعتبر خط تماس بين المعارضة وقوات النظام. وقالت الوكالة الإيرانية إن الهجوم الذي يتم التحضير له سيطال الصمدانية والحمدانية في ريف القنيطرة الشمالي، إلى جانب عمليات عسكرية ستشهدها منطقة مثلث الموت “قريباً”.

 

وتعتبر إسرائيل أن إبعاد المليشيات الإيرانية عن مراصدها، في سفوح جبل الشيخ والقريبة من بيت جن، أحد أهم الشروط.

 

وقال مصدر عسكري من أبناء المنطقة، منتسب لـ”فوج الحرمون” التابع للنظام، لـ”المدن”، إن الجانب الروسي طالب النظام بسحب عناصر “حزب الله” اللبناني خلال الأسابيع الماضية، واستبدالها بقوات من “الفرقة السابعة” و”الفرقة الرابعة” و”اللواء 90″ و”الفرقة العاشرة” وعناصر من القوات الرديفة، كـ”سرايا التوحيد” و”سرايا العرين”، التي تعتبر إسرائيل أنها لا تملك أجندة إيرانية، وولاؤها لـ”الجيش السوري”.

 

وأشار المصدر إلى وجود عناصر من “لواء الأمام الحسين” العراقي تقاتل إلى جانب النظام، إلا أنها لم تتجاوز الطريق الدولي لبلدة حينة.

 

وكان المعارض السوري عصام زيتون، المقرب من إسرائيل، قد نشر مقالاً في إحدى الصحف الإسرائيلية، عن تخوفه من قيام المليشيات الإيرانية بتفجير مقام الشيخ عبدالله للطائفة الدرزية، لإثارة الفتن بين الطوائف في منطقة جبل الشيخ، وطالب إسرائيل بتدخل مشيخة العقل في الجولان المحتل لعقد اتفاق بين الطوائف في المنطقة.

 

وكانت قرى بيت جنّ في جبل الشيخ من ريف دمشق الغربي، قد عقدت اتفاق “مصالحة”، قضى بانسحاب المقاتلين غير الراغبين بالبقاء إلى درعا أو إدلب، بإشراف “الهلال الاحمر”، وبقاء رافضي الخروج في بلداتهم، بشرط “تسوية أوضاعهم” والانخراط في مليشيا محلية موالية للنظام. وبلغ عدد الأشخاص الذين خرجوا ما يقارب 400 شخص من عسكريين ومدنيين. ومن ضمن الشروط التي نص عليها “اتفاق المصالحة”، إطلاق سراح المعتقلين الواردة أسمائهم في قوائم قدمتها المعارضة إلى “لجنة المفاوضات”، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.

 

ونص الاتفاق على عدم دخول مليشيات النظام بلدتي بيت جن ومزرعتها، لكن بشرط رفع علم النظام على المباني والدوائر الحكومية داخل البلدتين.

 

من يقصف قاعدة حميميم؟

من يقصف قاعدة حميميم؟ المشهد من حميميم، ليلاً، كان أشبه بمحاولة صيد ذبابة بمدفع رشاش (يوتيوب)

بعد كثير من اللغط حول طريقة تدمير وإلحاق الضرر بـ7 مقاتلات روسية، في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في جبلة السورية، في ليلة رأس السنة، يبدو بأن الجواب بات ممكناً: طائرات بلا طيار.

 

فلا إمكانية لقصف قاعدة حميميم، من أقرب نقطة للمعارضة إليها، بصواريخ الغراد المعدلة، وهي أفضل ما في مخزون المعارضة العسكري. القصف بالدرونز، هو الأكثر منطقية، خاصة بعد الصور والمقاطع المصورة التي نشرتها مواقع موالية، لعملية استهداف درونز كانت تقترب من حميميم ليل السبت/الأحد. المشهد من حميميم، ليلاً، كان أشبه بمحاولة صيد ذبابة بمدفع رشاش.

 

القوات الروسية، وبكامل منظوماتها الصاروخية المعدة للدفاع الجوي، ومنها درة الانتاج العسكري الروسي: “أس-400″، لم تتمكن من رصد الدرونز، ليلة رأس السنة 31 كانون الأول/ديسمبر، فخلّفت 7 طائرات محطمة. وحاول الروس كثيراً التستر على الخبر، ونفت وزارة الدفاع ذلك مراراً، بعدما فضحته صحيفة “كوميرسانت” الروسية. وعاد صحافي روسي، ونشر صوراً للطائرات المحطمة في القاعدة الجوية، ما أحرج وزارة الدفاع الروسية مرة أخرى.

 

السبت، قام الطيران الحربي الروسي بتدمير بلدة التفاحية، على الحدود السورية التركية، في جبل التركمان، بالكامل، بعدما استهدفها بـ8 غارات. مصادر مقربة من النظام قالت إن البلدة كانت مركز انطلاق الدرونز إلى قاعدة حميميم. إلا أن المسافة البعيدة بين الموقعين، تشير أيضاً إلى استحالة هذا الأمر، وتنفي الادعاءات الروسية. فلا يمكن لتلك الدرونز أن تقطع تلك المسافة الهائلة. مصادر “المدن” أشارت إلى أن “الفرقة الساحلية الأولى” التي تتخذ من البلدة المهجورة نقاط رباط لها، لا يمكنها بأي شكل من الأشكال حيازة هذا النوع من الطيران المُسيّر عن بعد، والقادر على تنفيذ هجمات صاروخية.

 

القصف بالطائرات بلا طيار، على قاعدة حميميم العسكرية، التي أعلن منها الرئيس فلاديمير بوتين، انتصار روسيا، ونهاية مهمة قواتها العسكرية في سوريا، تجعل ذلك الإعلان في مهب الريح. فالقاعدة التي تعجز عن حماية ذاتها، من درونز مجهولة المصدر، لا تبدو قادرة على تحقيق انتصار في سوريا.

 

مصادر مُعارضة، أشارت في حديثها لـ”المدن”، إلى أن مصدر تلك الدرونز قد يكون من إحدى مليشيات النظام ضمن صراع قوى المعسكر الواحد، بسبب الإقصاء والتهميش الذي تفرضه روسيا على بعض المليشيات. واستبعدت تلك المصادر أن تكون الدرونز تابعة للمعارضة، المحرومة دولياً من كثير من التقنيات القتالية.

 

الطريقة التي تصدت لها المضادات الجوية الروسية لغزوة الدرونز ليل السبت/الأحد، تبدو مبالغاً فيها، وتعكس حجم التخبط في التعامل مع هذا النوع من الأجسام الطيارة. وأشارت مصادر “المدن” إلى تمكن المضادات الروسية من إسقاط درونز واحدة، وسط اشتعال حرائق ضمن القاعدة الشديدة التحصين.

 

“القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية في سوريا” قالت ليل السبت/الأحد في “تلغرام”: “التطورات الأمنية في أجواء قاعدة حميميم العسكرية ناجمة عن وجود تهديد من أجسام معادية يجري التعامل معها”، وأضافت: “التجاوزات الأمنية على حميميم سيدفع مرتكبوها ثمناً باهظاَ على ارتكابهم لهذه الحماقات غير المبررة”.

 

“المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال: “استهدفت طائرات مسيرة عن بعد، أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنها تابعة لفصيل إسلامي عامل في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مطار حميميم العسكري بعدة قنابل، قبل أن تباشر القوات العاملة في المطار باستهداف الطائرة وإسقاطها”.

 

هدايا لصحافي اسرائيلي زار دمشق: فناجين نُقشت بصورة نصرالله

نفى الصحافي الإسرائيلي جوناثان سباير أي علاقة تربطه بوزير الإعلام السوري محمد رامز ترجمان، الذي أُقيل مؤخراً، بعدما تلقى دعوة منه لزيارة دمشق، مشيراً إلى أنه التقى بالوزير ترجمان مرة واحدة خلال الزيارة التي قام بها إلى سوريا في شهر نيسان/ أبريل الماضي والتي كتب عنها مقالة موسعة في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في شهر أيار/مايو.

 

وشنت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري حملة طوال الشهرين الماضيين من العام 2017 ضد سباير، ووصفته بـ”الجاسوس الإسرائيلي” و”العميل الصهيوني”، قبل تداول تقارير إعلامية تحدثت عن أن أحد أسباب التعديل الوزاري الذي قام به رئيس النظام السوري الأسبوع الماضي، وطال وزارة الإعلام، كان زيارة سباير نفسه إلى سوريا بدعوة من وزير الإعلام السابق.

 

وأشار سباير في مقابلة مع موقع “والّا” العبري، نشرها عبر مدونته الشخصية، الى أنه لا توجد علاقة تربطه بالوزير ترجمان على الإطلاق، مضيفاً: “لم نلتق خلال الزيارة إلا مرة واحدة، تبادلنا فيها بعض العبارات الموجزة”. وقال إنه حصل خلال زيارته التي كانت التاسعة إلى سوريا، على هدايا تذكارية مختلفة، من بينها ولاعة تحمل صورة بشار الأسد والعلم السوري، بالإضافة إلى فنجاني قهوة، نقشت عليها صورة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الى جانب صورة الأسد.

 

وكان سباير، دخل دمشق بجواز سفره البريطاني. وقال الصحافي الإسرائيلي إنه زار سوريا ثماني مرات في السابق منذ بدء الازمة السورية، وتركزت في مناطق سيطرة المعارضة ومناطق خاضعة لسيطرة الاكراد. وأشار اإلى أنه قبل دعوة النظام السوري، رغم موقفه المعارض منه، بغرض “التعرف إلى مناطق سيطرة النظام خلال الحرب”. ولفت الى انه كان يقيم في حلب قبل استعادة النظام السوري السيطرة عليها، علماً أنه تنقل بين ثلاث محافظات سورية في السابق.

 

وسباير دخل دمشق ضمن وفد إعلامي مكون من 10 صحافيين من دول مختلفة، دعاهم النظام ضمن حملة الانفتاح الإعلامي على الصحافة العالمية طوال العام الماضي، علماً أن أولئك الصحافيين يُختارون بعناية، وإن كان بعضهم لا يلتزم بالتوجيهات الرسمية ويكتب تقارير عن طبيعة القيود التي تفرض على الصحافيين في مثل هذا النوع من الزيارات.

 

وتطرق سباير في مقالة نشرها في مجلة “فورين بوليسي” إلى واقع الحياة في مناطق سيطرة النظام السوري، ورصد حالة الانهيار الرسمي وتبعية النظام بكافة مستوياته للحلفاء الروس والإيرانيين، الذين يتصرف جنودهم الموجودون على الأراضي السورية وكأنهم فوق القانون. وقال إنه التقى صحافيين وناشطين اعلاميين ومدنيين، وكان ذلك بإشراف النظام، كونه كان ممنوعاً عليه التحرك بحرية، والخروج من الفندق في أوقات الفراغ. ولم يحاول كسر هذه القيود، منعاً لأن يلفت انتباه النظام لخلفيته.

 

وقال سباير، الذي يحمل الجنسية البريطانية إلى جانب الإسرائيلية، في حديثه لموقع “والاه” العبري: “زرنا كل المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، كما زرنا دمشق وحلب وقلعة الحصن في حمص. والتقينا شخصيات سياسية رفيعة المستوى من بينها شخصيات في حاشية الأسد، وقادة عسكريين، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين، ووزيرين أحدهما وزير الإعلام، والآخر هو وزير شؤون المصالحة علي حيدر”، وذلك بعدما تعذر لقاء الوفد بالاسد الذي “لم يمتلك وقتاً كافياً للقائهم”. وحول انطباعاته عن الزيارة، قال سباير: “لاحظت بعض النقاط المهمة، من بينها ضعف نظام الأسد مقارنة بحلفائه، ولاسيما الروس، وربما كان ذلك الحال بالنسبة للإيرانيين أيضاً”.

 

أضاف: “رأينا في مدينة دمشق كيف يتجول الروس بحرية مطلقة، وكيف أنهم يتمتعون بحصانة حيال بطش شرطة النظام. شاهدنا الصحافيين والجنود الروس أيضاً وهم ثملون حد الترنح في الشوارع، حتى إنهم يستخدمون أسلحتهم في الاحتفالات من دون أي تعليق أو تدخل من شرطة النظام” معتبراً ذلك “نموذجاً واحداً على ضعف نظام الأسد”.

 

وختم سباير بالقول إن “النظام بدا كما لو كان رهينة في أيدي الروس والإيرانيين، فلن يرى أحد ذلك إلا إذا قام بزيارة مناطق نفوذ الأسد، خلافاً للرسائل التي يروج لها إعلام النظام حول قوة النظام. إن مرافقي الوفد الصحافي التابعين للنظام لم يكن لديهم رغبة في إجراء مقابلات مع المواطنين العاديين كما أنهم منعوا أعضاء الوفد من الحركة بحرية، أو التجوال في الأسواق تفادياً لوقوف الزائرين على حقيقة الأوضاع”.

 

يُذكر ان سباير هو صحافي وباحث اسرائيلي، يتولى ادارة مركز “روبن” (غلوريا سابقاً)، ومؤلف كتاب “ايام السقوط: رحلة صحافي في حروب سوريا والعراق” (2017)، ويكتب عموداً أسبوعياً في صحيفة “أورشليم بوست”، ويكتب في عدد من كبرى الصحف الاجنبية تقارير عن الشرق الاوسط، ابرزها “فورين بوليسي” و”تايمز” و”غارديان” و”وال ستريت جورنال”.

 

هجوم المسلحين على الغوطة يعطي الأسد مبررا لإنهاء الهدنة

قوات الأسد وحلفائه تسارع لتحقيق تغييرات عسكرية وخلق واقع جديد في إدلب في رسالة مباشرة إلى تركيا.

دمشق – قدمت فصائل مسلحة هدية ثمينة للرئيس السوري بشار الأسد من خلال هجومها على مبنى إدارة مركبات الجيش السوري الواقع على أطراف مدينة حرستا، وهو الهجوم الذي سمح له بإنهاء الهدنة في المنطقة بدعم من الطيران الروسي.

 

وكثّفت القوات السورية الاثنين هجماتها على جبهتي الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث تمكنت من كسر حصار عن قاعدتها العسكرية الوحيدة في المنطقة، وفي شمال غرب سوريا حيث تشن غارات عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة.

 

ويقول خبراء عسكريون إن الفصائل المسلحة تقوم بهجمات بين فترة وأخرى لتثبت أنها مازالت رقما مهما في المشهد السوري، وأن على المفاوضين في أستانة، وخاصة الجهات التي تحضّر لمؤتمر سوتشي، أن تقرأ لها حسابا.

 

ويعتقد هؤلاء الخبراء أن الفصائل المعارضة لا يبدو أنها تقرأ مليا التغيرات في المشهد السياسي والأمني السوري والإقليمي، لافتين إلى أن الميزان العسكري يميل لفائدة النظام السوري المدعوم من روسيا ومن قوات إيرانية وميليشيات لبنانية وعراقية وأفغانية، فيما المعارضة لا تكاد تحصل على أي دعم خارجي.

 

وأشاروا إلى أن النظام التقط فرص هجوم المسلحين على القاعدة ليقود هجوما هدفه تحقيق تقدم عسكري على الأرض يسمح له بتقليص عدد مناطق خفض التصعيد، ويدخل به أي مفاوضات مستقبلية بما في ذلك مفاوضات جنيف من موقع قوة، ولاعتقاده أن الواقع على الأرض يحدد شروط التفاوض ونتائجه.

 

وفي مقابل الدعم العسكري والسياسي الذي تلقاه دمشق، فإن قائمة داعمي المعارضة قد تقلصت بشكل كبير في ضوء التغييرات التي تشهدها المنطقة، والتي تميل إلى التركيز على مواجهة الجماعات الإرهابية والدفع نحو الحل السياسي في سوريا، فضلا عن تراجع دعم دول مثل قطر وتركيا لفصائل متشددة بسبب الضغوط الدولية.

 

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن “وحدات من الجيش أنجزت مهمتها بفك الطوق الذي فرضه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على إدارة المركبات وذلك بعد معارك عنيفة سقط خلالها العشرات من الإرهابيين بين قتيل وجريح”.

 

وأضافت أنه “بعد فك الطوق عن إدارة المركبات بدأت وحدات الجيش على الفور عملية عسكرية جديدة بهدف توسيع رقعة الأمان حول الإدارة وسط قيام سلاح المدفعية باستهداف أوكار وتجمعات الإرهابيين في المنطقة المحيطة”.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “قوات النظام تمكنت من فتح ثغرة توصلها إلى إدارة المركبات المحاصرة من قبل هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن، بالقرب من مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية”.

 

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “المواجهات مستمرة في غرب القاعدة لتوسيع الممر الذي فتحه فريق من القوات الخاصة”.

 

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبّب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص.

 

ويأتي التصعيد في الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو في أستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو.

 

وقالت مصادر مقربة من المعارضة في الشمال إن قوات الأسد وحلفائه تسارع لتحقيق تغييرات عسكرية، وخلق واقع جديد في إدلب في رسالة مباشرة إلى تركيا والمجموعات السياسية والعسكرية المدعومة من قبلها خاصة في ضوء الفتور الذي يشهده التنسيق الروسي التركي في الملف السوري بسبب مساعي أنقرة لاستثناء الأكراد من مفاوضات سوتشي، فضلا عن تلويحها باجتياح مدينة عفرين.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن “تتواصل الاثنين الضربات الجوية التي تشنها الطائرات السورية والروسية على مناطق عدة في إدلب”.

 

وتشن قوات النظام منذ 25 ديسمبر الماضي هجوما للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق وتسيطر عليها بشكل رئيسي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا).

 

وتسعى قوات النظام من خلال هجومها بحسب عبدالرحمن، إلى “تأمين” طريق حيوي يربط حلب، ثاني كبرى مدن سوريا بالعاصمة، بالإضافة إلى السيطرة على مطار أبوالضهور العسكري الواقع على بعد 14 كيلومترا من بلدة سنجار.

 

ووفق المرصد، تخوض قوات النظام “معارك عنيفة في المنطقة الفاصلة بين سنجار والمطار”، وتحرز تقدما تدريجيا.

 

وفي حال تمكنت من طرد الفصائل من المطار، فسيكون القاعدة العسكرية الأولى التي تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليها في محافظة إدلب، الحدودية مع تركيا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى