أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 09 أذار 2015

 

خوجة لـ «الحياة»: أوباما يربط سورية بـ «النووي»

باريس – رندة تقي الدين

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – اكد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة في حديث الى «الحياة» ان «المشكلة» ان إدارة الرئيس باراك أوباما لا تفصل كما يفصل غيرها من الدول الغربية بين الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، لافتاً الى ان مقاتلي المعارضة أسروا في حلب «ثلاثة حوثيين كانوا يقاتلون الى جانب النظام». في الوقت ذاته أُفيد بمقتل قياديين من «جبهة النصرة» بغارة جديدة لمقاتلات التحالف الدولي – العربي قرب حدود تركيا بالتزامن مع تسجيل اكثر من حالة لقيام قوات تابعة للنظام بفصل رؤوس عناصر من تنظيم «داعش».

 

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ان حوالى عشرة آلاف أوروبي قد ينضمون الى المجموعات المتطرفة وبينها «داعش» بحلول نهاية السنة (للمزيد).

 

وقال خوجة في باريس ان ذهاب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى دمشق وعودته من دون إعلان النظام التزامه وقف قصف حلب لستة أسابيع يعنيان أن «النظام يراوغ كما راوغ مع الممثلين السابقين. قلنا لدي ميستورا إننا نخشى أن يكون إعلان النظام هذا غطاء لكي يحاصر حلب عن طريق القوات الإيرانية الموجودة في جنوبها والآن أصبح جزء منها في الشمال». ولفت إلى أن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني يتنقّل بين العراق وجنوب سورية وشمالها وأن الرئيس بشار «الأسد تحوّل إلى مجرد مدير تنفيذي لمصالح الإيراني، وفي حلب ألقينا القبض على ثلاثة حوثيين كانوا يقاتلون مع الجيش النظامي السوري وإيرانيين».

 

ورداً على سؤال قال خوجة: «فرنسا وألمانيا وتركيا لديها علاقات مع إيران وهي داعمة للثورة السورية وكلها تفصل بين الملف النووي الإيراني وما يحصل في سورية. المشكلة أننا لا نرى هذا الفصل في سياسة أوباما، وربما كانت هناك شكوك لدى الشعب السوري بأن هناك تلازماً وكأن إيران تطرح حزمة من التسوية لا تتعلق بالملف الإيراني، بل بالملفات الأخرى في المنطقة وأهمها الموضوع السوري».

 

في باريس، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي رداً على أسئلة صحافيين من صحيفة «لو موند» وقناة «اي تيلي» وإذاعة «اوروبا١» أمس: «هناك اليوم ثلاثة آلاف أوروبي في سورية والعراق. وعندما ننظر الى الأشهر المقبلة قد يصل عددهم الى خمسة آلاف قبل الصيف، وعلى الأرجح 10 آلاف قبل نهاية السنة».

 

إلى ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الى انه «وثّق صوراً أظهرت عناصر من قوات النظام والموالين يحملون رؤوساً مفصولة عن أجسادها، قالوا إنها لعناصر من «داعش» قتلوا بعد استعادة السيطرة على منطقة في ريف حمص الشرقي، وإنهم ذبحوهم وقطعوا رؤوسهم انتقاماً لرفاقهم». ولفت الى «مسلحين مجهولين قتلوا 12 من متشددي داعش في بلدة الميادين، في حين قُتِل أربعون عنصراً من التنظيم و «وحدات حماية الشعب» الكردية في معارك قرب بلدة تل تمر في شمال شرقي البلاد. ونفت مصادر الكنيسة الأشورية في بيروت أن يكون «داعش» أفرج عن ١٩ أشورياً مسيحياً من أصل ٢٢٠ خطفهم في شمال شرقي سورية.

 

وقُتل 13 مدنياً وجُرِح 50 بقصف جوي لقوات النظام على مدينة عربين شرق دمشق، وفق «المرصد»، فيما ذكر ناشطون أن قيادياً معارضاً وحوالى ٦٠ من مقاتليه سلموا أنفسهم الى النظام جنوب العاصمة. وسلّمت «جبهة النصرة» الفوج 46 في حلب الى «الجبهة الشامية» التي تضم كبريات الفصائل المعارضة في شمال البلاد. وأكد «المرصد» ان «ما لا يقل عن 9 عناصر من جبهة النصرة بينهم 4 من جنسيات غير سورية قتلوا بقصف لطائرات التحالف العربي – الدولي طاول مقراً لجبهة النصرة في منطقة أطمة القريبة شمال سورية وقرب حدود تركيا».

 

أوباما يلوّح بوقف التفاوض إذا لم تقدّم إيران «ضمانات»

واشنطن – جويس كرم – طهران – محمد صالح صدقيان

 

لوّح الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، بـ «انسحاب» واشنطن من المفاوضات التي تجريها إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق يضمن عدم امتلاك طهران سلاحاً ذرياً.

 

في غضون ذلك، بدّد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إشاعات عن تدهور وضعه الصحي مجدداً، اذ التقى مسؤولين وناشطين في شؤون البيئة، عشية التئام مجلس خبراء القيادة لانتخاب رئيس جديد للمجلس، وسط لغط بسبب إدراج اسم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بين المرشحين.

 

وقال أوباما لشبكة «سي بي أس» الأميركية إن أي اتفاق يجب أن يتيح للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «التثبّت» من أن طهران «لن تملك سلاحاً نووياً»، وأن تحظى تلك الدول بـ «وقت يكفي للتحرّك أثناء فترة انتقالية، ولو خدعتها» إيران. وزاد: «إذا لم نحصل على هذه الضمانات، لن نقبل باتفاق». وكرّر أن عدم التوصل إلى اتفاق «هو أفضل من (إبرام) اتفاق سيء، وإذا لم يكن هناك اتفاق، سنخرج من دونه»، لافتاً إلى أن الإيرانيين «لم يوافقوا بالكامل على قيود (تُفرَض) على برنامجهم النووي». وزاد: «وصلنا إلى مرحلة في المفاوضات لم يعد الأمر فيها مرهوناً بقضايا تقنية، بل بإرادة سياسية».

 

وحذر زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل أوباما من إبرام «الاتفاق السيء الذي نتوقّع جميعاً أن يتوصل إليه». وأضاف أن الرئيس الديموقراطي «لا يمكنه الالتفاف على الكونغرس إلى الأبد»، معرباً عن أمله بنيل دعم 67 من الأعضاء المئة في مجلس الشيوخ لـ «تأكيد الدور التاريخي للمجلس، في النظر في أمور على هذه الأهمية».

 

على صعيد آخر، يعقد مجلس خبراء القيادة اجتماعاً دورياً غداً، لانتخاب رئيس خلفاً لرئيسه السابق محمد رضا مهدوي كني الذي توفي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. والمجلس مُكلّف اختيار المرشد وعزله، وتحديد مدى قدرته على إدارة شؤون إيران.

 

وأثار انتخاب رئيس للمجلس لغطاً في الساحة السياسية الإيرانية، بسبب إدراج اسم رفسنجاني بين المرشحين، إضافة إلى مشكلة صحية ألمّت بخامنئي قبل أشهر. ويعتقد مراقبون بأن الرئيس الجديد للمجلس قد يكون المرشد المقبل للجمهورية.

 

ورأس رفسنجاني المجلس بين عامَي 2007 و2011، لكنه لم يسعَ إلى ولاية أخرى، بسبب ضغوط مارسها الأصوليون لاتهامه بتأييد مطالب الزعيمين الإصلاحيَّين مهدي كروبي ومير حسين موسوي بعد انتخابات الرئاسة عام 2009.

 

وبين المرشحين لرئاسة المجلس، إضافة إلى رفسنجاني، الرئيس السابق للقضاء محمود هاشمي شاهرودي، والنائب الثاني لرئيس المجلس محمد يزدي الذي يحظى بدعم رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي، ورجلا الدين المتشددان محمد تقي مصباح يزدي وأحمد خاتمي. ويحرص الأصوليون على دعم شخصية قريبة منهم، من اجل السيطرة على رئاسة مجلس خبراء القيادة، فيما يسعى الإصلاحيون والمعتدلون إلى مساندة رفسنجاني،.

 

ويرجّح قريبون من شاهرودي العراقي المولد، ألا يترشّح للمنصب، بسبب رغبته في زعامة المؤسسة الدينية في مدينة النجف العراقية، علماً أن أوساطاً إيرانية تتحفظ عن ترؤسه مجلس الخبراء، باعتباره عراقي المولد ورأسَ المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لدى تأسيسه في إيران خلال ثمانينات القرن العشرين.

غارة جوية على مصفاة يديرها «داعش» في سورية تقتل 30 شخصاً

بيروت – رويترز

 

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن غارة جوية شنّها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية أصابت مصفاة نفط يديرها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، قرب الحدود مع تركيا، أمس (الأحد)، مما أدى إلى مقتل 30 شخصاً.

 

وقال رامي عبد الرحمن، الذي يدير المرصد، إن من بين القتلى عمالاً في المصفاة، ومتشددين من تنظيم «الدولة الإسلامية». وتقع المصفاة المستهدفة شمال شرقي بلدة تل أبيض، قرب الحدود التركية.

 

الناطق باسم قوة المهام المشتركة التي تشرف على القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، أفاد أنه «عندما يتقرر مصداقية ادعاء بسقوط ضحايا من المدنيين بسبب القوات الأميركية، أو قوات التحالف، يتم إجراء تحقيق شامل لتحديد مدى دقة هذا الادعاء وأي ملابسات محيطة به».

 

وقال الناطق إن القوات الأميركية وقوات التحالف نفذت «تدابير تخفيف مهمة في عملية ضرب الأهداف، وخلال القيام بعمليات، للحد من احتمال سقوط ضحايا من المدنيين والأضرار المصاحبة لذلك».

 

وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات واسعة من سورية والعراق وأعلنها جزءاً من «خلافة» عبر الحدود. وتضم الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في شمال وشرق سورية مناطق منتجة للنفط تمول أنشطة التنظيم.

 

وقدرت الأمم المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أن عائدات التنظيم من النفط تتراوح بين 846 ألف دولار و1.6 مليون دولار يومياً.

 

ولكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قيمت أن النفط لم يعد المصدر الأساسي لعائدات تنظيم «الدولة الإسلامي»ة. وقال ديبلوماسيون غربيون إن هذا يعود للهجمات الجوية على المنشآت النفطية، ولتراجع أسعار النفط العالمية والذي أثر أيضاً على أسعار السوق السوداء.

 

فرض عقوبات على وسيط اشترى نفطاً من «داعش» لمصلحة نظام الأسد

بروكسل – رويترز

 

فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رجل أعمال سوري لشرائه نفطاً من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لمصلحة نظام الأسد.

 

وقال الاتحاد الأوروبي إن جورج حسواني عمل وسيطاً في عقود نفط بين الحكومة السورية و”داعش”. وأضاف الاتحاد اسمه إلى قائمة العقوبات التي يفرضها على أنصار الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وأفاد الاتحاد في صحيفته الرسمية، من دون توضيح كيف توصل إلى هذه النتيجة، قائلاً “جورج حسواني يقدم مساعدة إلى النظام ويستفيد منه من طريق دوره وسيطاً في اتفاقات من أجل شراء النظام السوري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفاً أن “له علاقات وثيقة بالنظام السوري”.

 

تركيا وخطوط عودتها إلى الحضن العربي الخليجي

أنقرة – يوسف الشريف

زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرياض للقاء العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز سبقتها إشارات الرغبة التركية في إعادة الدفء إلى العلاقة بين البلدين، من انضمام مفاجئ إلى اجتماعات التحالف ضد «داعش» في السعودية من ناحية، وإعادة اكتشاف أهمية اليمن من ناحية أخرى بإغلاق السفارة في صنعاء بعد استيلاء الحوثيين عليها، في تنسيق سريع مع الموقف السعودي هناك. لكن إشارات «الغزل التركي» لم تشمل أي شيء يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها المملكة منظمة إرهابية، وهو ما يعني بقاء النية التركية للتدخل في شؤون الدول العربية، تماماً كما تفعل طهران من خلال أذرع شيعية موالية، وهو ما لا يستقيم مع روح المصالحة عموماً.

 

رغبة أم مناورة؟

 

كان مثيراً للانتباه انقطاع الحديث التركي الرسمي عن ضرورة اصلاح العلاقات مع القاهرة فجأة بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي المقابل تم التركيز على إعطاء إشارات باتجاه الرغبة القوية في إعادة الدفء الى العلاقات مع الرياض، تمثلت في إرسال وزير الداخلية إفكان آلا لحضور اجتماع تنسيق لوزراء الداخلية لدول التحالف ضد داعش، وأثناء الزيارة عبر آلا عن رغبة الرئيس أردوغان في زيارة الرياض، كما شارك الجيش التركي في الاجتماع العسكري الأخير لدول التحالف لتنسيق الجهود وتقييم العمليات ضد التنظيم الإرهابي، وترك الباب مفتوحاً أمام التكهنات بتقديم دعم لوجستي أو عسكري لعملية تحرير الموصل. كما أغلقت أنقرة سفارتها سريعاً في صنعاء بعد قرار مماثل من جانب المملكة. هذه الرسائل كانت كافية لتطرق أنقرة باب الرياض وتسمع رداً إيجابياً من الملك سلمان بن عبدالعزيز، خصوصاً أن العلاقات بين تركيا والسعودية كانت في أفضل حالاتها حتى عام 2010 بعد سنوات من العمل على صياغة تعاون خليجي تركي، إذ زار الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز تركيا مرتين، ودفع دول الخليج الى تعاون وثيق ومثمر مع أنقرة تتوج بتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي يستند الى اجتماع سنوي أو شبه سنوي لوزراء خارجية الدول السبع لتنسيق المواقف سياسياً وديبلوماسياً وأمنياً، وفتحت هذه الاتفاقية الطريق حتى التعاون في التصنيع العسكري وإجراء مناورات تدريبية عسكرية في قاعدة قونية الجوية بين تركيا والمملكة العربية السعودية.

 

لذا فإن أساس هذا التعاون والتقارب موجود، ودوافعه قائمة، والمصلحة المشتركة متوافرة، وقد استفادت تركيا – أو على الأخص المقربون من الرئيس أردوغان من رجال الأعمال – اقتصادياً في شكل كبير من التعاون مع دول الخليج، لكن اذا كان الحديث عن عودة التقارب منوطاً بضرورة يفرضها تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة وقرب توقيع اتفاق نووي مع واشنطن قد يطلق يد طهران أكثر في المنطقة، فيجب الوقوف هنا عند نقطتين مهمتين من أجل التحقق من الفائدة المرجوة من العمل مع تركيا في إعادة التوازن الإقليمي الى المنطقة. النقطة الأولى هي العلاقات التركية الإيرانية والتي تحرص أنقرة – أكثر من طهران أحياناً كثيرة – على ألا تصل حافة التوتر، ولذلك أسباب عدة منها، أن صانع القرار التركي – وهنا نخص بالذكر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو – يرى في إيران امتداداً طبيعياً لتركيا في الشرق، بل يرى فيها بوابة تركيا على القوقاز، ويعتبر تركيا وإيران دولتين تكمل كل منهما الأخرى، تركيا امتداد لإيران في الغرب، وإيران امتداد لتركيا في الشرق، وهذا ما أورده في كتابه «العمق الإستراتيجي» الذي شرح خلاله الوزن الإستراتيجي لتركيا بفعل موقعها، كما أن إيران كانت وما زالت مصدراً مهماً لدعم الاقتصاد التركي، فأنقرة لم تتردد في خرق العقوبات الاقتصادية على ايران والتعاون معها في مشاريع عدة، خصوصاً بيع النفط، وفضيحة الفساد الأخيرة لحكومة «العدالة والتنمية» مع رجل الأعمال الإيراني الأصل رضا صراف كشفت عن تعاون تركيا في التحايل على العقوبات البنكية المفروضة على بيع النفط الإيراني.

 

لكن تركيا عانت سنوات طويلة من مخالب الاستخبارات الإيرانية التي دعمت حزب العمال الكردستاني وأدمت الجيش التركي، وتدرك أنقرة جيداً قدرة جارتها على اللعب تحت الطاولة والضرب تحت الحزام، ولا تريد أبداً الدخول في منافسة معها في هذا المضمار، فعلى رغم استخدام إيران الحزب الكردستاني لضرب المصالح التركية خلال التسعينات من القرن الماضي، فإن أنقرة لم تجرؤ أن تحرك ملف الإذربيجانيين الذين يشكلون نسبة كبيرة من التركيبة السكانية في ايران ويشتركون مع تركيا في صلة القرابة والدم. حتى خلاف أنقرة مع طهران على الوضع في سوريا، حرصت تركيا على أن يبقى في اطار الخسائر السورية – السورية، فهي تقاتل الوجود الإيراني وحزب الله والرئيس بشار الأسد بمن لديها من معارضة سورية، السماح للمقاتلين الأجانب – سابقاً – بدخول ساحة المعركة من دون التورط مباشرة – قدر الإمكان – بهدف تجنب مواجهة مباشرة مع ايران على الأرض السورية. ولا يجب أن ننسى ما اعتبرته الديبلوماسية التركية «زلة لسان» عندما انتقد أردوغان عام 2011 دخول قوات «درع الجزيرة» الى البحرين قائلاً إنه «لا يريد كربلاء جديدة»، وتجنُّب أنقرة الخوض في الملف البحريني في شكل قد يزعج طهران.

 

وعليه فإن أنقرة منفتحة على تعاون مع دول الخليج من أجل احداث توازن في المنطقة، لكنها لن تغامر أبداً في استعداء ايران أو حتى الظهور وكأنها تقف في حلف «سنّي» ضد مخطط «الهلال الشيعي» في المنطقة. اذ لا يجب الخلط أبداً بين سياسة «دعم السنّة وقيادتهم والدفاع عنهم في المنطقة» التي رفع رايتها أردوغان في السنوات الأربع الماضية، والتي كان الهدف منها هو دعم تنظيم الإخوان المسلمين وتبرير التدخل التركي في سورية والعراق، وبين «العقيدة» التركية للسياسة الخارجية التي ترفض الدخول في هكذا أحلاف، مهما بلغ تأثير أردوغان في السياسة وتحكمه في مفاصل الدولة، لرفض الشارع التركي ذلك وكذلك رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو – على قلة قدرته على كبح جماح الرئيس أردوغان حاليًا لكنه يعزز موقعه في السياسة يوماً بعد يوم -، كما تابعنا جيداً الكثير من الوعود النارية التي أطلقها أردوغان في السنوات الثلاث الماضية في هذا الإطار والتي لم نر لها أي أثر عملي في الأرض حتى الآن.

 

وعليه فإن طبيعة العلاقات بين أنقرة وطهران تجعل الدعم التركي لأي علاقة مع الدول العربية أو الخليجية محدوداً، ولا يجب المبالغة في رسم توقُّعات كبيرة منه تتجاوز حدود الواقع على الأرض.

 

النقطة الثانية التي يجب التوقف عندها في موضوع التعاون الخليجي – التركي في ما يتعلق بفرض توازن إستراتيجي مع ايران في المنطقة – إضافة إلى العنصر الأول المذكور حول طبيعة العلاقة بين طهران وأنقرة – هي علاقة تركيا بتنظيم الإخوان المسلمين، والتي أدت الى انهيار العلاقة القوية التي كانت بين معظم دول الخليج والسعودية تحديداً مع تركيا خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ إن بقاء هذا الدعم سينسف الحجة العربية المطالبة بعدم تدخل الجيران في شؤون الدول العربية وبخاصة إيران، فكيف يمكن للعرب أن يطلبوا من ايران عدم التدخل في العراق ولبنان واليمن، فيما تركيا تتدخل في مصر وليبيا؟ ناهيك عن أن هناك من يعتقد بأن رغبة تركيا في التقارب مع السعودية قد تكون مناورة لكسب ود السعودية والاستقواء بذلك على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والضغط عليه في ملف تنظيم الإخوان المسلمين، وهذا يستدعي استيضاح الغرض الحقيقي من سعي أنقرة إلى التقارب مع السعودية الآن؟ فهل هي محاولة تخفيف الضغط عن حلفائها في تنظيم الإخوان؟ أم استجابة للضائقه الاقتصادية التي تكاد تعصف بتركيا؟ أم أن أنقرة فعلاً بصدد تصحيح سياساتها وتسعى إلى إعادة التوازن في المنطقة مع إيران ودول الخليج؟ والاحتمال الأخير لا يستقيم مع بقاء علاقات أنقرة قوية مع الإخوان وسياسة زعزعة الاستقرار في ليبيا ومصر. وعليه فإن السعي الى المصالحة وعودة الدفء في العلاقات مع أنقرة أمر إيجابي بل أشك، بل ضروري ربما، لكن يجب أن تكون هناك أرضية واضحة لهذا التعاون، آفاقه ومجالاته، وألاّ تكون هناك مبالغة في التوقعات والقبول بسياسات تبدو متناقضة على أرض الواقع.

 

أما إذا كان الحديث عن تقارب خليجي – تركي من أجل حسم الملف السوري عسكرياً، وترك بقية ملفات الخلاف على الرف الى حين، فإن هذه قد تكون مجازفة، لإن إسقاط نظام الرئيس الأسد عسكرياً من دون الاتفاق مع تركيا على حدود دورها في مستقبل سورية، قد يفتح شهية أردوغان على المزيد من التدخل في الشأنين السوري والعربي.

 

“داعش” يتقهقر في الجرود… ومبايعات من دون ولاء “الجيش الحر” لـ”النهار”: 800 مقاتل تدعمهم غرفة “الموك”

محمد نمر

تعتبر جرود القلمون المحاذية للحدود اللبنانية نموذجاً مصغراً لحال سوريا. هذه البقعة الجغرافية التي تشكل تهديداً للبنان، لا يزال يعيش فيها أكثر من ثلاثة آلاف مسلح دفعتهم المعارك في القلمون إلى التمركز في الجبال والجرود والمغاور، ويتوزعون بانتماءاتهم على “الجيش السوري الحر” وتنظيمي “جبهة النصرة” و”الدولة الاسلامية”.

 

“أبو بلقيس” البغدادي هو أمير “داعش” الجديد في القلمون، بعد مقتل الأمير السابق “أبو أسامة البنياسي” على يد المسؤول الشرعي للتنظيم هناك “أبو الوليد” المقدسي. وتقول مصادر قيادية في “الجيش الحر”، عالية المستوى، إن “المقدسي أودع في السجن، ويعود سبب اقدامه على قتل أبو اسامة، إلى أن الأخير كان يعتبر الجناح المسالم في داعش، فهو رفض العداء للجيش الحر والنصرة، ورفض مرارا مسايرة أمراء في الدولة الاسلامية”، إذاً من هو البغدادي؟ تجيب: “انه الوجه المختلف للبنياسي. شاب عراقي الجنسية، لا يتجاوز عمره 25 سنة، ومتشدد في العداء تجاه النصرة والحر”.

مقتل البنياسي وتغيير الأمراء ومشكلات البيت الداخلي ونقص الامداد عوامل أضعفت “داعش” في الجرود، إلى أن بات هذا التنظيم في رأي المصادر “لا يشكل أي خطر على لبنان في وضعه الحالي، إلا اذا تلقى إمدادا بالعناصر والسلاح من الداخل السوري”. ويكمن الضعف الأكبر في عدد العناصر الذي بدأ يتراجع: وتقول المصادر في هذا الصدد: “من بايعوا داعش، أقدموا على ذلك خوفاً أو من أجل الاحتماء به، ولا يتعدى عدد الموالين له الـ400 عنصر، أما العناصر التي انضمت إليه أخيرا فبدأت بالعودة إلى صفوفها. هناك نحو 800 من مقاتلي الجيش الحر بايعوا داعش في مرحلة سابقة وبدأ كثيرون بالعودة الى حيث كانوا”.

 

مبايعات ولا ولاء

غالبية المقاتلين الذين بايعوا “داعش” هم من كتائب القصير وحمص ومنها: “لواء القصير ولواء الحمد وكتيبة الاصالة والتنمية”، وفق المصادر التي توضح أن “المبايعة لا تكون من لواء او كتيبة بكاملها بل من افراد يتنازلون عن صفاتهم”. وأضافت: “موفق أبو السوس هو قائد فرقة الفاروق المستقلة وليس كتائب الفاروق، بات اليوم القائد العسكري لداعش في الجرود، كما بايعها قائد الكتيبة الخضراء نبيل القاضي (من قارة)، ولواء الحق”.

وإن احتمال الدخول في معارك مدن بات مستحيلا، بالنسبة الى “داعش”، وتقول المصادر في “الحر”: “داعش غير قادرة على تهديد لبنان، أما “النصرة” فكانت واضحة بأن وجهتها إلى الداخل السوري، لكن الأكيد أن معارك الكمائن ستستمر”، معتبرة أن هناك “افراطاً اعلامياً في اثارة ضجة حول التنظيمين”، متوقعة انتهاء قوة “داعش” في الجرود خلال أشهر”.

وتضيف المصادر أن الاقتتال بين “النصرة” و”داعش” قائم في أي لحظة، وأن “الخلاف بلغ ذروته مع دخول المقدسي، ووصل إحدى المرات الى تبادل لاطلاق النار”، و”الطرفان يعيشان أياما حذرة ويتحسب كل منهما للآخر. و”النصرة” تخشى عمليات انتحارية “داعشية” مفاجئة، فضلاً عن خشيتها محاولة من “حزب الله” التقدم من بريتال، ولا يستبعد ان يقدم النظام على صرف النظر عن دخول عناصر داعش إلى الجرود من أجل جر الفوضى الى الاراضي اللبنانية”.

يبلغ عديد “الجيش الحر” في الجرود نحو 700 الى 800 مقاتل، ينتشرون بين عسال الورد وفليطا، وتشير المصادر إلى أن “جميع فصائل الجيش الحر انضمت الى تجمع القلمون الغربي، بقيادة العقيد عبد الله الرفاعي الذي يتلقى المقاتلون الاوامر منه ويتبعون إلى المجالس العسكرية، عاملين باشراف غرفة عمليات الجبهة الجنوبية التي تضم درعا والسويداء والقنيطرة ودمشق وريفها، وهي المعروفة بـ”الموك” والمدعومة من اميركا وبعض الدول العربية”، واكدت المصادر أن “الغرفة ترسل السلاح والذخائر لهم اضافة الى رواتب شهرية”.

لماذا لا يهاجمون “داعش”؟ تجيب: “هذا ما يسعى إليه النظام والحزب، أن يقاتل بعضنا بعضا كي يتسلم الحزب والنظام الجرود. ثم إن مواقع الجيش الحر بعيدة من داعش ولا نقترب من مواقعه. ولكن عندما يعتدي علينا فلا نسمح له”.

 

الإمداد من لبنان وسوريا

تقول المصادر إن “مسلحي الجرود يتلقون امداد الذخائر والسلاح من الداخل السوري، والغذاء من جرود عرسال، وتحديداً وادي حميد”، موضحة أن “المنطقة هناك يعيش فيها لبنانيون ونازحون سوريون، وفيها محال تموينية وعاملون في تصليح السيارات، فضلاً عن محطات وقود يستفيد منها المقاتلون بمن فيهم مقاتلو “داعش”، كما انها تؤمن قوت النازحين هناك”، كاشفة أن “المقاتلين يشترون الغذاء بسعر مضاعف ثلاث مرات عن الاسعار المتداولة في عرسال”.

وتؤكد أن “لا سيطرة لأي فصيل مسلح على هذه المنطقة، بل اتفق الجميع على انها ممنوعة من الأعمال المسلحة، واقتصار اللجوء إليها لتأمين المستلزمات الغذائية والعودة إلى الجرود، وليست هناك مخططات عسكرية لها”، إلا أنها كشفت عن وجود “حاجز لـ “داعش”، يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن “طلعة الملاهي” خارج وادي حميد، مهمته القبض على عناصر الجيش الحر”.

أما الاسلحة والذخائر، فان “الجيش الحر” يحصل عليها من غرفة “الموك” عبر مهربين من القلمون الشرقي، وشددت على أن “امكان خروج سلاح من عرسال مستحيلة. إذ كان هذا الاحتمال قائما في البداية، ولكن لم يعد هناك سلاح داخل عرسال لبيعه”.

 

9 قتلى لـ”النصرة” بغارة للائتلاف على إدلب وديمبسي لا يرى تكثيف الغارات على “داعش”

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن غارة جوية في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد أصابت معسكرا تستخدمه “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” أمس، مما أسفر عن مقتل تسعة على الاقل من مقاتليها في ثاني هجوم كبير على الجبهة هناك في أربعة أيام.

وقال إن اربعة من القتلى كانوا اجانب. وشنت الغارة قرب بلدة أطمة بمحافظة إدلب عند الحدود السورية مع تركيا.

وأوضح قائد جماعة من المعارضة الرئيسية إن الغارة الجوية شنّها كما يبدو الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يهاجم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا، مشيرا إلى دقة الغارة وقوة الانفجار.

وروى شاهد أن الغارة حصلت قرابة الرابعة بعد الظهر (14:00 بتوقيت غرينيتش). وأن الطائرة لم تبد من طراز يستخدمه الجيش السوري.

والاسبوع الماضي قتل القائد العسكري للجبهة ابو همم الشامي وقادة آخرون في الجبهة خلال غارة جوية في إدلب. وقال الجيش السوري انه شنّ الغارة.

وعلى جبهة أخرى، تحدث المرصد عن مقتل 40 عنصرا من “داعش” و”وحدات حماية الشعب” الكردية في معارك بمحيط بلدة تل تمر في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا التي يحاول التنظيم السيطرة عليها. وكان التنظيم المتطرف بدأ هجوماً في اتجاه البلدة السبت. وفي 23 شباط، سيطر على 11 قرية آشورية في المنطقة وخطف العشرات من سكانها.

وفي محافظة دير الزور، قال المرصد إن مسلحين مجهولين قتلوا 12 على الأقل من متشددي “داعش” في بلدة الميادين بشرق سوريا في هجوم ليل السبت – الاحد في منطقة يسيطر عليها التنظيم قرب الحدود مع العراق.

وأعلن إن الجيش السوري قتل قائدا في “داعش” في غارة جوية قرب بلدة حمادي عمر الواقعة على مسافة نحو 50 كيلومترا جنوب شرق مدينة حماه أسفرت أيضا عن مقتل أكثر من 24 عنصراً في التنظيم المتشدد.

وأورد أنصار “داعش” بيانا في حساب بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أعلنوا فيه “استشهاد” القائد ذيب حديجان العتيبي ونشروا صورا له وهو ميت واخرى وهو على قيد الحياة.

وفي ريف دمشق، أشار المرصد الى مقتل “11 مواطناً وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين، في مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية بعد قصفها بصواريخ عدة مناطق في مدينة عربين في الغوطة الشرقية”.

وفي العاصمة، أعلن المرصد ان “كتائب مقاتلة اطلقت صواريخ عدة على أماكن في منطقة المزة 86 وساحة الامويين وسط العاصمة”، مما تسبب بسقوط جرحى.

 

عقوبات أوروبية

في غضون ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رجل الأعمال السوري جورج حسواني الذي يقول الاتحاد إنه اشترى نفطا للحكومة السورية من “داعش” الذي استولى على مساحات واسعة من البلاد بما في ذلك المناطق المنتجة للنفط.

ونفى حسواني الاتهام. وقال عبر الهاتف إن الاتحاد الأوروبي لا يملك أي دليل على الاتهام والأجدى أن يبحث عن وسطاء يهربون النفط إلى تركيا لحساب “داعش”.

 

ديمبسي

واعتبر رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي خلال زيارة له لحاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” التي تشارك في الحرب على “داعش”، انه من الخطأ تكثيف الغارات الجوية للائتلاف الدولي على التنظيم المتطرف. ودعا في المقابل الى اعتماد “الصبر الاستراتيجي” في المواجهة مع هذا التنظيم في العراق وسوريا.

داعش” تدمّر آثار الحضر وخورسباد بعد استهداف الموصل ونمرود معارك في الدور والجيش العراقي و”الحشد الشعبي” أقرب إلى تكريت

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، أ ب)

بعد آثار الموصل ونمرود، دمر تنظيم “الدولة الإسلامية”، “داعش” سابقاً، آثار مدينة الحضر وموقع خورسباد، الأمر الذي دفع وزير السياحة العراقي عادل فهد الشرشاب الى مطالبة المجتمع الدولي بحماية الآثار التي تتعرض للتدمير على يد التنظيم في شمال البلاد. بينما أفاد مسؤولون أمنيون أن القوات العراقية وجماعات “الحشد الشعبي” تزداد اقتراباً من السيطرة على الدور في الطريق إلى تكريت.

 

السبت ارتكب التنظيم جريمة أخرى في حق الآثار العراقية بتدمير مدينة الحضر، والتي كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الأونيسكو” قد أعلنتها من التراث العالمي.

وتقع المواقع المدمرة في مناطق يسيطر عليها التنظيم، ولا وجود فيها القوات عراقية، مما يحصر إمكان الدفاع عنها بمقاتلات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وصرّح الشرشاب بان “السماء ليست بيد العراقيين، وتالياً على المجتمع الدولي أن يتحرك بالآليات الموجودة عنده”. وسئل هل يدعو الائتلاف لحماية الآثار، فأجاب :”أطالب المجتمع الدولي بأن يُفعّل غاراته الجوية لاستهداف الإرهاب أينما وجد”.

ولفت أن مدينة الحضر، وعمرها الفا سنة وتقع في الصحراء على مسافة نحو مئة كيلومتر جنوب غرب الموصل، هي “موقع قصي في الصحراء بالإمكان مشاهدة السيارات والآليات التي تدمره بشكل واضح، وبالإمكان رصدها”. وتساءل :”لماذا لم يتم هذا؟ بالإمكان كشف أي تسلل إليه، وكان متوقعاً تدميره. بالإمكان مشاهدة من يأتي ومن يدمر”.

وكان علماء الآثار تخوفوا منذ نشر شريط تدمير الآثار والتماثيل في الموصل، من تدمير التنظيم المتطرف تباعاً آثار محافظة نينوى التي يعود تاريخ بعضها الى قرون قبل الميلاد.

وأوضح الشرشاب أن السلطات لم تتأكد من مصير الحضر، ذلك أن كل المعلومات المتاحة هي “من تقارير صحافية ومن ناس محليين، أما أي تأكيد رسمي من مصدر رسمي، من مسؤول او موظف، فلم يوجد” بعد.

كذلك تحدث عن مخاوف من جرف موقع خورسباد الواقع على مسافة 15 كيلومتراً شمال شرق الموصل. غير أن سعيد ماموزيني، وهو مسرول كردي من الموصل، أبلغ وكالة “الأسوشيتد برس” تأكيد شهود بدء مسلحين تدمير الموقع.

ويذكر أن خورسباد أنشئت لتكون عاصمة جديدة لمملكة آشور في زمن الملك سرجون الثاني بعيد اعتلائه العرش عام 721 قبل الميلاد، وبقيت كذلك الى حين وفاته عام 705 قبل الميداد. وكان يحيط بها جدار سماكته 24 متراً وسبعة أبواب. والآثار المأخوذة من المكان معروضة في متاحف بغداد وباريس ولندن وشيكاغو.

ويشير خبراء إلى أن التنظيم يدمر الآثار التي لا يمكن نقلها نظراً إلى حجمها ووزنها، ويقوم في المقابل بتهريب أخرى وبيعها لتمويل نشاطاته.

ودعا الشرشاب مجلس الأمن الى تفعيل قراراته ذات الصلة، في إشارة إلى قرار المجلس في شباط تجفيف مصادر تمويل التنظيم، ومنها تهريب الآثار وبيعها.

إلى ذلك، أعلنت جامعة الدول العربية أن أمينها العام نبيل العربي تلقى رسالة من المديرة العامة لمنظمة “الأونيسكو” إيرينا بوكوفا تناولت تنسيق التعاون بين المنظمتين لتوفير الحماية اللازمة للمناطق الأثرية فى العراق.

 

معركة تكريت

ميدانياً، تحدث مسؤولون أمنيون عن مواصلة القوات العراقية وجماعات “الحشد الشعبي” معارك شرسة لطرد مقاتلي “الدولة الإسلامية” المحتمين في المباني في الجزء الغربي من بلدة الدور. كما بدأوا هجوماً آخر ليل السبت – الأحد لاقتحام وسط الناحية. وبحلول الأحد نجحوا في الاستيلاء على المنطقة المركزية التي تقع فيها المقار الحكومية، غير أن مقاتلي التنظيم لا يزالون يسيطرون على مواقع في الغرب.

وقبل ذلك، تمكنت القوات العراقية من تحرير ناحية العلم من أربعة محاور، وأدى قصف مواقع التنظيم فيها إلى مقتل 11 من رجاله بينهم قائد عسكري.

وأفاد احمد الياسري، وهو قائد في “الحشد الشعبي” يقاتل في الدور، أن قناصة التنظيم لا يزالون “يستهدفون قواتنا” من بعض المباني المرتفعة. ولكن من المنتظر ان تنجح طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش في التغلب عليهم.

إلى ذلك، قال الجيش الأميركي أنه شنّ وقوات الائتلاف الدولي 12 غارة جوية في العراق، على أهدافه لـ”الدولة الإسلامية” قرب الحويجة وكركوك والموصل وتلعفر.

وقتل مدني عراقي في انفجار شرق بغداد، بينما سقط آخر في هجوم مسلح في المقدادية بشمال شرق بعقوبة.

وأكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري دعم المجلس للجيش والقوات الأمنية وأبناء العشائر و”الحشد الشعبي” في مواجهة “الدولة الإسلامية”.

وفي حادث منفصل، قالت وزارة الدفاع الكندية إن جندياً كندياً قتل الجمعة بنيران صديقة من مقاتلي البشمركة في العراق ليكون الجندي الكندي الأول يسقط في العراق في المهمة الحالية. كما أصيب ثلاثة جنود كنديين آخرين.

 

غارات «التحالف الدولي» على «النصرة»:

هل تُحبط «فك الارتباط» مع «القاعدة»؟

عبدالله سليمان علي

واصلت طائرات التحالف الدولي شن غاراتها ضد «جبهة النصرة» مستهدفة معاقلها القريبة من الحدود التركية للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، في الوقت الذي بات بحكم المحسوم أن «النصرة» ممثلة بقيادتها العامة ليست في وارد التفكير بـ«فك الارتباط» مع تنظيم «القاعدة» بصرف النظر عن التداعيات التي يمكن أن تترتب على موقفها هذا، خاصةً لجهة الضغوط التي قد تتعرض لها من قبل بعض الدول الإقليمية التي دفعت في هذا الاتجاه، وعلى رأسها قطر.

وفي خطوة تشير إلى تصعيد التحالف الدولي عملياته ضد «جبهة النصرة»، قامت طائراته أمس، بتنفيذ غارات عدة على مقارها في منطقة أطمة في ريف إدلب المحاذية للحدود التركية، وذلك بعد أقل من 48 ساعة على الكشف عن جسامة الخسارة التي لحقت بـ«الجبهة» نتيجة الغارة التي استهدفت أحد مقارها في ريف سلقين والقريبة من الحدود مع تركيا، وسقط جراءها عدد من قادتها من بينهم القائد العسكري العام أبو همام السوري وأربعة من أعضاء مجلس الشورى.

وشنت طائرات التحالف عصر أمس، حوالي ثماني غارات جوية وصاروخية استهدفت جميع المقار التابعة لـ«النصرة» في منطقة أطمة الحدودية، وهي مقر عبارة عن بناء يتألف من طوابق فيه مكاتب بعض قادتها، ومستودع ذخيرة وسلاح، بالإضافة إلى معسكر كانت «الجبهة» تستخدمه لتدريب مقاتليها.

وعلى الفور أعلنت «النصرة» الاستنفار في صفوفها وشكلت طوقاً أمنياً حول المقار المستهدفة كعادتها في مثل هذه المواقف.

ولم ترد حصيلة دقيقة عن الخسائر البشرية التي أصابت «الجبهة»، ولكنها تراوحت بين تسعة و20 قتيلاً وعدد آخر من المصابين، وأكد بعض الناشطين المقربين من «النصرة» وجود عدد من «المقاتلين الأجانب» بين القتلى. كما أشار بعضهم إلى أن عدداً من جرحى «النصرة» نُقلوا إلى المستشفيات التركية لتلقي العلاج.

وتحدثت بعض المصادر الإعلامية عن سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارة التي وقعت بالقرب من مخيم «الكرامة» للاجئين السوريين في المنطقة.

من جهة أخرى، إذا كان المسؤول الشرعي السابق في «جبهة النصرة» أبو ماريا القحطاني قد عبّر عن موقف ضبابي تجاه فك الارتباط بين جماعته و «القاعدة»، حيث صرح بعدم ممانعته اتخاذ مثل هذا القرار ما دام يخدم مصلحة الأمة، مشترطاً أن يأتي في سياق تشكيل «محور سني» لمقاومة المد الإيراني كما أسماه، فإن المسؤول الشرعي الحالي سامي العريدي المعروف بلقب أبو معاذ عبّر في تغريدات له على «تويتر» عن استغرابه من طرح هذا الموضوع على بساط البحث «كأنه لم يبق عثرة في وجه نجاح الثورة السورية إلا ارتباط جبهة النصرة بقاعدة الجهاد»، وأعاد التذكير بأن «إعلان الشيخ الفاتح أبو محمد الجولاني الارتباط بالقاعدة في تلك الأيام كان رحمة وإنقاذاً للساحة مما لا تحمد عقباه».

ويعتبر كلام العريدي بحكم منصبه، بمثابة رفض رسمي من قبل القيادة العامة لـ «جبهة النصرة» لموضوع فك الارتباط، وهو ما يعززه صدور مواقف من منظري «التيار الجهادي» الذين تربطهم علاقات جيدة مع «جبهة النصرة» رافضة لفك الارتباط، حيث سخر الشيخ هاني السباعي من هذا الطرح وقال «لو غيرت جبهة النصرة اسمها إلى جبهة الوردة البيضاء! فسيطلب خصومها تغيير منهجها والانسلاخ من معتقدها». ولكن هذا التوجه القيادي لا يستطيع إخفاء تباين المواقف بين تيارين داخل «جبهة النصرة» يمثل التيار الثاني ما قاله القحطاني حول إمكانية فك الارتباك في مقابل شروط معينة.

وتفاعل الحديث إعلامياً حول موضوع فك الارتباط الأسبوع الماضي، بعد تقرير نشرته وكالة «رويترز» أشارت فيه إلى ضغوط قطرية على «جبهة النصرة» للسير في هذا الاتجاه، غير أن «مزمجر الشام» الذي استند إليه التقرير، نفى صحة الكلام المنسوب إليه، وقال في تغريدات له على حسابه على «تويتر» إن «تقرير رويترز جاء على خلاف ما ذكرناه لمراسلة الوكالة في ما يخص الدور القطري، فأثبت التقرير أن هدفه خدمة مشروع سياسي لا تحري المهنية والصدق»، مشيراً إلى أن «الأنباء التي تشاع عن سفر الجولاني أمير جبهة النصرة إلى قطر أو عن اجتماعات تتم بينه وبين مسؤولين قطريين تثير السخرية، وتقف خلفها أطراف حاقدة» بحسب قوله.

 

«جبهة النصرة» تفرط عقدها مع الفصائل.. و«انشقاق» عكسي في صفوف «الحر»

طارق العبد

أشعلت «النصرة» الجنوب الدمشقي من جديد مع فتحها النيران ضد مجموعة من «الجيش الحر» رافضة الانسحاب من بيت سحم، في الوقت الذي سجلت فيه وللمرة الأولى حادثة انشقاق معاكس من صفوف «الحر» إلى الدولة السورية في مخيم اليرموك.

وعادت أجواء التوتر إلى جنوب العاصمة السورية، مع اشتعال المواجهات بين «جبهة النصرة» و «لواء شام الرسول» التابع لـ «الحر» برغم محاولات «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» لوقف الاقتتال بين الطرفين.

وقالت مصادر محلية لـ «السفير» إن الإشكال بدأ عندما طالب عدد من الأهالي بخروج «النصرة» من بلدة بيت سحم، وهو ما لاقى رفضًا سريعًا من «الجبهة»، التي أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن مقارها خط أحمر، محذرة من الاقتراب منها.

وكانت «النصرة» ردت يوم الجمعة الماضي، بإطلاق النار على تظاهرة ضخمة طالبتها بالانسحاب، قبل أن تقتحم مقار «لواء شام الرسول» عبر عملية تسلل إلى ببيلا وتحتجز عدداً من عناصره، ما فاقم من التوتر.

وتقول مصادر ميدانية معارضة في المنطقة إن «تمسك النصرة ببيت سحم يعود إلى خشيتها من إنجاز اتفاق للمصالحة في البلدة على غرار ببيلا ويلدا المجاورتين، وهو ما يعني اضطرارها للانسحاب والتمركز في مخيم اليرموك وجزء من حي التضامن في مقابل تشديد الخناق عليها، لأن مسلحي بيت سحم سيقومون بحصارهم في تلك المناطق، ما يفسر حربهم الشرسة على مجموعات الحر في البلدة».

إلى ذلك سجل مخيم اليرموك خطوة تعد الأولى من نوعها، بانشقاق «لواء الأنفال» وانضمامه إلى صفوف الدفاع الوطني، حيث بدأت العملية قبل ثلاثة أيام لتتوج أمس الأول، بخروج ما يزيد على خمسين مسلحًا على رأسهم قائد اللواء «أبو مازن الرفاعي»، وذلك عبر شارع الثلاثين في المخيم الذي يعد خط التماس بين الجيش والمسلحين.

وأفادت مصادر بتوجه العائدين إلى منطقة الذيابية قرب منطقة السيدة زينب، حيث يقع مقر الدفاع الوطني في المنطقة الجنوبية، وهي في الوقت ذاته مسقط رأس العديد من مسلحي اللواء الذين خرجوا بكامل أسلحتهم.

وينتمي الفصيل العائد إلى كنف الدولة، إلى تنظيم «جبهة ثوار سوريا» الذي لم تعلق قياداته في تركيا على ما حدث، فيما سبق أن تعرضت مقار «الأنفال» في منطقة سيدي قداد لهجوم في شباط الماضي، على يد مجموعات من «الحر» بتهمة السعي إلى تشكيل ما يسمى بـ «الجيش الوطني»، ولكن تم طي الملف حيث لم تجد «الهيئة الشرعية» في تلك الفترة أي دليل ملموس بحسب ناشطين معارضين.

ويعود السبب الرئيسي للانشقاق إلى خشية «الأنفال» من تمدد «النصرة» في المخيم، ما يعني احتمال شن معركة تستهدف القضاء عليهم على غرار ما حصل في بيت سحم قبل أيام. وجاء خروجهم في خطوة تشبه إلى حد كبير ما قام به عناصر «جيش الأمة» من تسليم أنفسهم إلى حواجز الجيش السوري في مدخل الغوطة الشرقية مؤخراً.

 

لبنان: تعدّدت الروايات حول أسباب ضرب رستم غزالي… والأكيد أنه في المستشفى

«التيار الوطني الحرّ» يوضح: ليس منوطاً بعون السماح أو منع أطباء من معاينة مريض

بيروت – «القدس العربي» من سعد الياس: انشغل اللبنانيون بمتابعة الأنباء الواردة حول وضع رئيس شعبة الأمن السياسي في نظام الرئيس السوري بشار الأسد رستم غزالي الذي كان قبل العام 2005 رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان، وحاكماً فعلياً للبنان بعد مقتل سلفه اللواء غازي كنعان في عملية انتحار ملتبسة.

والأكيد أن غزالي موجود في أحد المستشفيات في العاصمة السورية بعد تعرّضه لضرب مبرح من رجال مخابرات تابعين لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء رفيق شحادة.لكن الروايات تعددت حول أسباب الخلاف الذي أدى الى ضرب غزالي.فالرواية الاولى تقول إن غزالي رفض تسليم بيته في قرية «قرفا» في درعا إلى قوات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله لنصب مدفعية ودبابات داخله لضرب مقاتلي المعارضة نحو القرية، ثم حرقه بعد ذلك بشكلٍ علني في تحدٍّ واضح للأوامر الموجهة إليه، وإيصال رسالة من قبل غزالي بأن بيت اللواء رستم لا تدخله قوات أجنبية.وقد أعقب ذلك توجيه شحادة إهانات الى غزالي ساخراً من رجولته خلال اتصال هاتفي، فتحداه غزالي بأنه سيذهب إلى وسط مكتبه في منطقة كفرسوسة بدمشق لـيدعس على رأسه ويثبت له أن رجل.وفور وصوله إلى مكتب شحادة قوبل بالمواجهة من 8 عناصر تابعين لشحادة على باب المكتب، وتلقفوه بالضرب المبرح ليسحلوه بعدها والدم يسيل منه إلى داخل المكتب حيث بصق رفيق شحادة عليه، وأمر عناصره بأخذ غزالي إلى المستشفى.

الرواية الثانية أوردتها قناة «الجديد» وفيها أن رئيس شعبة الامنِ العسكريِّ رفيق شحادة أمر بتوقيف عدد من مهرّبي المازوت الى مناطقِ المسلحين المعارضين لقاء قبض خمسة أضعاف سعرِها، ليتبيّن أنّ هؤلاء من المحسوبين على غزالي من منطقة قرفا القريبة من مسقط غزالي ودرعا. وعلى الاثر اتّصل الأخير بشحادة ليتطوّر الحديث الى كيل من الشتائمِ والتهديد بالقتل. ثم استدعى غزالي رئيس جِهازِ الأمنِ السياسيِّ في طرطوس العميد عدي غصة، وهو شقيق زوجة شحادة. ولدى دخول الأخيرِ الى مكتبِه لوّح له غزالي بمسدسٍ قائلاً له «روح خبّر صهرك انو بدي فرّغو براسو».

ثم ركب غزالي سيارته بعد كلامه الأخير، وزنّر نفسه بحزام ناسف مُتجهاً الى مكتب شحادة في كفرسوسة.

وهنا أشارت تقارير الى وجود مديرِ مكتب الوزيرِ السابقِ وئام وهاب في مكتب شحادة لحظة وصول غزالي، وهو ما نفاه وهاب في وقت لاحق ساخراً.

وما إن دخل مبنى مكتب شحادة حتى أطلق جِهاز كشف المتفجّرات عند المدخل إنذاراً فطلب أحد الحراسِ إلى غزالي التوقّف للتفتيشِ، إلاّ أن غزالي ردّ بأن انهال عليه ضرباً قبل أن يقبِض عليه بقية الحراس ويكتشفوا أنه مزنّرٌ بحزام ناسف.

وقد كّبّلت يدا غزالي ورجلاه واستُدعيت فرقة الهندسة التي فكّكت الحزام، ليجري ادخال غزالي الى مكتب شحاده حيث تعرّض لضرب مبرحٍ وسُحل من المكتب باتجاه المستشفى وهو مدمّى.

والى هاتين الروايتين هناك بعض من قال إن نظام الرئيس الاسد قد يكون حاول اغتيال غزالي، فيما ذكرت رواية أخرى إن غزالي أصيب في ساقه وعينه اليسرى جراء انفجار قنبلة في درعا.

بموازاة ذلك، فإن ما اثار الاهتمام هو ما جاء في مقال الاعلامي الفرنسي جان فيليب لوبيل الذي نشره على صفحته الالكترونية وعلى موقع «ميديا بارت» تحت عنوان «ظلال زيارة البرلمانيين الفرنسيين الاربعة الى سوريا ولقاء بشار الاسد»، حيث جاء فيه ان «مصادر في المخابرات السورية أكدت واقعة أن خالد شحادة، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية، دعا رستم غزالي الى اجتماع أمني. ولدى وصوله، تم نزع سلاح حراسه وتم ربطه وتعذيبه ورميه أمام مستشفى الشامي في دمشق وهو بين الحياة والموت. وعلى الفور ارسل ثلاثة أطباء من مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في بيروت، موالون للحليف المسيحي لحزب الله، العماد ميشال عون، أحدهم اختصاصي في أمراض القلب، وآخر في الأمراض العصبية وثالث في حالات الطوارئ، الى سوريا من اجل انقاذه».

وقد نفى التيار الوطني الحر هذه الواقعة ولفت في بيان صادر عن لجنة الإعلام في التيار الوطني الحرّ الى أنه «بدايةً، على الرّغم من عدم صحّة المعلومة المتعلّقة بالعماد عون، نودّ أن نذكّر بأنّ العماد عون ليس منوطاً به السماح أو منع أطباء عن معاينة مريض، فلا هو المسؤول عنهم مهنياً، ولا هو مرجع طبي يستشيرونه عند القيام بعملهم».

وأضاف البيان انه «بعيداً من السياسة وبصرف النظر عن صحّة ما ورد في الرواية، وانطلاقاً من علامتي الإستفهام والتعجّب في العنوان، نقف مذهولين أمام استغراب وكالة إعلاميّة كالمركزية، قيام طبيب بمعالجة مريض، أيّ مريض، انطلاقاً من واجبه المهنيّ والإنساني، وعملاً بالقسم الذي يؤدّيه الطبيب، كلّ طبيب، بعيداً عن آرائه السياسية، قبل مزاولته للمهنة».

وتابع البيان أنه «بعد قراءة الرواية كاملة، نستغرب عنونتها بتفصيل جدّ بسيط مقارنة بغيره من التفاصيل «الدسمة» الواردة فيها، وكأنّ كلّ ما يهمّ الوكالة هو زجّ إسم العماد عون على صفحاتها، لغايات يعرفها القيمون عليها أكثر من غيرهم».

وقال البيان «بالعودة إلى كون الأطباء موالين أو غير موالين للعماد عون، وبغضّ النظر عن دقّة التفاصيل الواردة في المقال، وبغضّ النظر أيضاً إن كان هناك أطبّاء آخرون من توجّهات سياسيّة أخرى، يهمّنا التّأكيد على افتخارنا بأطبّاءٍ كهؤلاء، استطاعوا تغليب واجبهم الإنساني والمهني على مشاعرهم الخاصة، في زمنٍ سقطت فيه القيم الإنسانية لتسوده نزعة الأحقاد الشخصيّة، ونقدّمهم مثالاً يُحتذى به لأبناء تيّارٍ يرى في سلوكهم نهجاً وجب اعتماده في كلّ المجالات، وعلى رأسها مجال الإعلام، لبناء الأوطان».

 

تسعة قتلى من جبهة النصرة في غارات لقوات التحالف في شمال شرق سوريا

مسلحون مجهولون يقتلون 12 من الدولة الإسلامية في دير الزور السورية

عواصم ـ وكالات: قتل تسعة عناصر من جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، أمس الأحد، في غارات لقوات التحالف الدولي استهدفت مركزا لها في منطقة أطمة الحدودية مع تركيا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل ما لا يقل عن تسعة عناصر من جبهة النصرة، بينهم اربعة من جنسيات غير سورية، جراء قصف طائرات التحالف العربي – الدولي مقرا لجبهة النصرة في منطقة أطمة القريبة من الحدود السورية – التركية في محافظة إدلب».

وأشار الى احتمال «ارتفاع عدد القتلى، بسبب وجود أشخاص على الأرجح تحت الأنقاض نتيجة تدمير أجزاء من المقر».

وأفاد سكان في بلدة أطمة في محافظة إدلب (شمال شرق) أنهم سمعوا «عصر (أمس) أصوات ست دفعات من الصواريخ سقطت على المنطقة». وأشاروا الى أن الصواريخ استهدفت ثلاثة مساكن يقطنها عناصر من النصرة، وأن المنازل «دمرت تماما». وتحدث السكان «عن العديد من الضحايا».

وتعرضت جبهة النصرة خلال الايام الماضية لضربات عدة، بينها غارة لقوات التحالف بقيادة أمريكية على مقر لها في ابو طلحة في محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، ما تسبب بمقتل قياديين في المجموعة الجهادية وإصابة آخرين بجروح.

ثم استهدفت بقصف جوي مجددا في منطقة أخرى من ريف إدلب في السادس من آذار/مارس، ما تسبب بمقتل خمسة قياديين آخرين، بينهم القائد العسكري في الجبهة ابو همام الشامي، بحسب المرصد. إلا أن الأخير لم يتحقق من الجهة التي نفذت هذا الهجوم الثاني. كما أثار احتمال أن يكون ابو همام توفي نتيجة إصابته بجروح في الهجوم السابق.

ولم تؤكد جبهة النصرة على أي من حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي العملية الأخيرة.

جاء ذلك فيما هاجم مسلحون مجهولون متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الميادين بشرق سوريا الليلة قبل الماضية، فقتلوا أكثر من 12 من أفراد التنظيم في هجوم هو الأخير في سلسلة من الهجمات على المناطق التي يسيطر عليها التنظيم قرب الحدود مع العراق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب في سوريا إن الهجمات التي وقعت في محافظة دير الزور نفذتها مجموعتان منفصلتان من المسلحين.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية تقريبا على المحافظة بالكامل العام الماضي ويواجه سلسلة من هجمات الكر والفر على يد مسلحين مجهولين في المنطقة. ولم تعلن أي جماعة بعد المسؤولية عن الهجوم.

وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية نسبت هجمات مماثلة في كانون الثاني/يناير الماضي إلى «المقاومة الشعبية» لتنظيم الدولة الإسلامية الذي قمع بوحشية أي معارضة لسيطرته.

وقال المرصد إن مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين على الأقل فتحوا النار على دورية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فقتلوا 12 منهم قبل أن يهاجموا أعضاء التنظيم الذين يحرسون محكمة قريبة.

وذكر المرصد أن مجموعة ثانية من المسلحين هاجمت في الوقت نفسه نقطة تفتيش للتنظيم في نفس البلدة مما أسفر عن مقتل واصابة عدد غير معروف من المتشددين.

وتقع الميادين على بعد نحو 60 كيلومترا من الحدود مع العراق.

وعلى الرغم من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على معظم محافظة دير الزور لا تزال الحكومة السورية تسيطر على جزء من مدينة دير الزور.

وفي سياق منفصل قال المرصد السوري إن القوات الحكومية شنت هجوما صاروخيا أمس الأحد على بلدة عربين في منطقة الغوطة شرقي العاصمة دمشق مما أسفر عن مقتل 11 شخصا وجرح 50 على الأقل.

 

أربعون قتيلا في اشتباكات بين الأكراد و«الدولة الإسلامية» في سوريا

مقتل 11 وإصابة 50 في قصف للغوطة الشرقية… وقوات التحالف تنفذ 13 ضربة جوية

عواصم ـ وكالات: قتل أربعون عنصرا من تنظيم «الدولة الإسلامية» ووحدات حماية الشعب الكردية في معارك في محيط بلدة تل تمر في شمال شرقي سوريا التي يحاول التنظيم السيطرة عليها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهة ثانية، قتل 11 مدنيا أمس الأحد نتيجة قصف جوي لقوات النظام استهدف مدينة عربين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «تستمر منذ فجر السبت الاشتباكات العنيفة في محيط بلدة تل تمر بعدما تمكن مقاتلو التنظيم ليلا من الوصول إلى أطراف البلدة». لكن المقاتلين الأكراد «تصدوا لهم واجبروهم على التراجع».

وأضاف «تسببت الاشتباكات بمقتل 40 عنصرا من الطرفين على الأقل».

واستدعت الوحدات الكردية تعزيزات إضافية إلى محيط البلدة أمس لمنع تقدم تنظيم الدولة مجددا.

ويسعى مقاتلو التنظيم إلى السيطرة على تل تمر التي تعد، وفق عبدالرحمن، «عقدة اتصال» اساسية بين شمال محافظة الحسكة ومدينة الحسكة الخاضعين لسيطرة القوات الكردية. كما انها تقع على مفترق طرق يفتح ممرا نحو الحدود العراقية (طريق القامشلي) شرقا ونحو مدينة راس العين الكردية والحدود التركية شمالا.

وكان التنظيم بدأ هجوما في اتجاه البلدة السبت. وفي 23 شباط/ فبراير، سيطر على 11 قرية آشورية في المنطقة وخطف العشرات من سكانها.

في ريف دمشق، أشار المرصد إلى مقتل «11 مواطنا وإصابة ما لا يقل عن خمسين آخرين، في مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية بعد قصفها بصواريخ عدة مناطق في مدينة عربين في الغوطة الشرقية».

وقال ان عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ حوالي سنة ونصف السنة ويستهدفها سلاح الجو بشكل منتظم بغارات في محاولة للقضاء على معاقل كتائب المعارضة وإبعاد خطرها عن العاصمة.

وفي دمشق، أفاد المرصد ان «كتائب مقاتلة أطلقت صواريخ عدة على أماكن في منطقة المزة 86 وساحة الأمويين وسط العاصمة»، ما تسبب بسقوط جرحى.

في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا) وقوات النظام في محيط قريتي حندرات وباشكوي بريف حلب الشمالي. وأشار المرصد إلى مقتل قيادي محلي في جبهة النصرة في محيط حندرات، فيما أدى القصف الصاروخي لقوات النظام على مدينة حريتان إلى مقتل طفل وسقوط عدد من الجرحى.

وقال مصدر عسكري سوري ان «الجيش السوري بدأ منذ منتصف ليل السبت هجوما على حندرات يستهدف مواقع المجموعات المسلحة تمهيدا للسيطرة عليها».

وتكرر القوات النظامية محاولاتها السيطرة على شمال حلب بهدف قطع طرق الإمداد على مناطق سيطرة المعارضة في شرق المدينة.

وفي ريف حلب الغربي، انسحبت جبهة النصرة من الفوج 46 وسلمته، بحسب المرصد، إلى الجبهة الشامية (تحالف واسع لفصائل إسلامية في محافظة حلب).

وكانت النصرة سيطرت الأسبوع الماضي على هذه القاعدة العسكرية إثر معارك دامية مع حركة حزم المدعومة من الولايات المتحدة.

إلى ذلك قال الجيش الأمريكي أمس الأحد إن القوات الأمريكية وقوات التحالف نفذت 12 ضربة جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وضربة واحدة في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة.

وأضاف الجيش في بيان أن الضربة في سوريا نفذت قرب كوباني واستهدفت وحدة تكتيكية للتنظيم ودمرت خمسة مواقع قتالية.

وفي العراق استهدفت ضربتان منطقة قرب الحويجة ودمرتا ستة حفارات وقصفتا وحدة تكتيكية.

وقرب الفلوجة نفذت أربع ضربات ضد وحدتين تكتيكيتن وموقع قتالي ودمرت ثلاث مركبات. واستهدفت ضربات أخرى قرب حديثة وكركوك والموصل وحدات تكتيكية ومواقع قتالية وحفارت ومركبات وأهدافا أخرى. وقال البيان إن ضربتين نفذتا قرب تلعفر وقصفتا مصنعا لتجميع العبوات المتفجرة بدائية الصنع.

 

المعركة على تكريت طائفية بامتياز وستترك آثارا سلبية على سنة العراق هزم التنظيم أم لم يهزم… وتحالف أمريكي – إيراني..والحرس الثوري يقود المعركة وقادة البنتاغون يتفرجون

في شمال العراق يدفع الملايين ثمن أخطاء القيادة الكردية… أربيل ستظل مهددة ما دامت الموصل بيد الجهاديين

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي»: تشي تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي حول العملية التي تقوم بها قوات «الحشد الشعبي» الشيعية المدعومة من إيران في مدينة تكريت بأن الولايات المتحدة تسلم بدور إيران في العراق. فقد أشار الجنرال الأمريكي أن عدد القوات الكبير سيضمن لها النصر على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وتحدثت صحيفة «الغارديان» في عدد السبت عن تحالف أمريكي – إيراني في العراق وقالت إن نتائج معركة تكريت والمفاوضات حول الملف النووي الإيراني ستعيد تشكل مستوى توازن القوى في الشرق الأوسط. ولاحظت الصحيفة تداخل المصالح في الحرب الحالية ضد تنظيم الدولة، فواشنطن وطهران تقاتلان عدوا مشتركا «وهذا تلخيص مثير للدهشة للسرعة التي يتغير بها المشهد السياسي في المنطقة ، فنحن أمام مفارقة وتناقض ظاهري في هذا الثنائي الأمريكي – الإيراني».

وتقول إن حالة العداء بين البلدين لم تتغير فلا تزال طهران تطلق على أمريكا «الشيطان الأكبر» إلا أن جهود الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية جمعت بين القوتين بطرق غير مسبوقة.

وبموازاة هذا يتزايد النفوذ الإيراني الذي أصبح قويا منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003. فقد عزز الغزو الأمريكي من قوة الشيعة العراقيين والذين يراهم الإيرانيون جزءا من منطقة تأثيرهم وورقة في المواجهة مع السعودية.

 

أداة جيدة

وترى الصحيفة أن مشاركة الحرس الثوري في العملية على تكريت لا تثير قلق الأمريكيين رغم أن هذه المنظمة موضوعة على قائمة الإرهاب.

ورغم ذلك فهي تلعب الآن دورا في دعم الميليشيات والمشاركة العسكرية المباشرة حيث ترى فيها الولايات المتحدة أداة جيدة إن لم تكن ضرورية.

فبعد كل هذا تقوم استراتيجية باراك أوباما على تجنب إرسال قوات برية والتدخل العسكري المباشر، وهو ما يؤدي للاعتماد الفعلي على إيران. بالتوازي مع النفوذ في العراق هناك دور كبير في سوريا ولبنان واليمن. والسؤال هو كيف سترد الدول السنية التي يشارك بعضها في التحالف الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية. لا أحد يعرف لكن بالتأكيد فهذه الألعاب الإقليمية تهدد كما تقول الصحيفة مسار التحالف الدولي.

وأشارت في السياق صحيفة «أوبزيرفر» للدور الإيراني، فهي وإن رحبت بالحملة على تكريت والتي تعتبر الأكبر منذ سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق، وهي إشارة إلى نضج رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

فقد أجبر تنظيم الدولة على الدفاع لا الهجوم. وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا طلبتا من العراقيين دائما الوقوف في وجه تنظيم الدولة «وبعد سلسلة من البدايات الفاشلة ها هم يفعلون ما طلب منهم».

ومن هنا كان وزير الخارجية الأمريكية كعادته متفائلا حيث أكد أن الحملة «عراقية» في التنظيم والتشكيل والتنفيذ. لكن آمال الوزير الأمريكي سرعان ما اصطدمت بواقع معركة قد تكون طويلة، فقد توقفت الميليشيات أمام بلدتي العلم والدور بسبب المفخخات التي نصبها التنظيم في الطريق.

ورغم تأكيد وثقة المسؤولين العراقيين على إنجاز المهمة سريعا فمن الواضح إن قواتهم تواجه حربا ستكون على كل بيت وشارع وبلدة « وهو ما لا ينعكس بشكل جيد على التحديد الأكبر وهو إعادة فتح ثاني أكبر المدن العراقية – الموصل».

بالإضافة لهذا فتحليل كيري لا يأخذ بعين الاعتبار الأثر المدمر الذي وقـع على سكان صلاح الدين السنة.

فالمزاعم التي تقول إن تكريت فرغت من سكانها بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها مضللة، فلا يزال هناك الآلاف من السكان محاصرين بين الميليشيات الشيعية التي تتقدم نحو المدينة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية. كما تفاقمت محنة السنة كون ثلثي المشاركين في العملية هم من عناصر الحشد الشعبي وهو ما يزيد المخاوف من تعرض السنة لعمليات انتقامية رغم دعوات العبادي للانضباط.

ومن المتوقع أن لا يستمع إليه أحد خاصة ان تكريت هي مسقط رأس صدام ومركز تأثير السنة. ومن هنا تمت المقارنة بين دخول الأمريكيين للفلوجة عام 2004 للانتقام من أهلها والعملية الحالية المدفوعة بالانتقام لمعسكر سبايكر العام الماضي.

وترى الصحيفة أن نتيجة العملية ستترك آثارا مزلزلة على التوازن الإقليمي، فهي ستمنح انتصارا لإيران. فكما يقول المسؤولون الأمريكيون والعراقيون فإيران هي التي تقوم بإدارة العرض. فعناصر الحشد الشعبي تتلقى الأوامر من طهران لا بغداد. فقد قدمت إيران لعناصره السلاح والتدريب.

وشارك الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العملية الأسبوع الماضي. وبشكل مهم فقد تمت العملية بدون تغطية جوية أمريكية. والسبب كما تقول إن الولايات المتحدة وإيران لا تريدان ولأسباب تاريخية وسياسية التعاون ضد عدو مشترك.

ومن الواضح أن إيران تريد الانتصار في المعركة بدون مساعدة أمريكية وتحقيق الهيمنة على المنطقة والتي كانت ترغب فيها امريكا وحلفاؤها بعد عام 2003.

وتقوم إيران التي دعاها نوري المالكي، سلف العبادي بتعزيز تأثيرها ومصالحها بدون أي معوقات. وأشارت الصحيفة لتصريحات الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي الذي قال «إن ما يجري في تكريت هو ما كنا نخافه، سيطرة إيران على العراق».

وتقول الصحيفة «أصبحت الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تفتقدان السياسات اللوجيستية المتماسكة تجاه كل من إيران والعراق مجرد متفرجتين تأملان حدوث تطور إيجابي».

 

إنعكاسات سلبية

وفي هذا السياق حلل حسن حسن وهو باحث سوري مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة مقالا في الصحيفة نفسها « وقال إن نتائج معركة تكريت ستكون سلبية وعلى خلاف ما يتوقعه المسؤولون العراقيون فستكون معركة طويلة.

ووصف الحملة على تكريت بالحاسمة التي قد تشكل الصراع الذي يتكشف بالمنطقة. وعلى خلاف تصريحات ديمبسي يرى حسن أن هناك العديد من الإشارات إلى حجم المصاعب التي تتعرض لها الحملة وهناك مخاوف من موجة جديدة من العنف الطائفي نتيجة للحملة علاوة على إعادة رسم توازن محاور القوة في المنطقة.

ويضيف أن المعركة لاستعادة تكريت هي الحملة الجادة الأكبر التي تقوم بها الحكومة العراقية إلا أن ثمانية أشهر من القصف الأمريكي ودول التحالف على التنظيم لم تؤثر على وضع التنظيم داخل المناطق التي تعتبر قلب تأثيره والتي تمتد من الرقة ودير الزور إلى الفلوجة والموصل.

ومن هنا يرى أن الحملة تعتبر لحظة حرجة وتطور مهم ستراقبه كل الأطراف المعنية بعصبية.

وهو أول جهد عسكري تقوده الميليشيات الشيعية بدون غطاء جوي أمريكي. ولهذا فغياب طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة عن الحملة الحالية يطرح أسئلة كثيرة.

ولا يوافق الكاتب على مقولات الحكومة العراقية التي تصور حملتها على أنها جهود وطنية تقودها قوات الأمن العراقية ويشارك فيها آلالاف من المقاتلين السنة، وتزعم أن تكريت لم يعد فيها مدنيون.

وعلى خلاف ذلك فالقوى التي تدير العملية وتشارك فيها هي عناصر الحشد الشعبي المدعومة والمسلحة من إيران. وحتى لو شارك مقاتلون سنة فهم في المقعد الخلفي. أما الحديث عن مغادرة سكان المدينة لها فهو مدعاة للخوف، خاصة ان الميليشيات المشاركة في العملية لديها سجل في انتهاكات حقوق الإنسان وسجل حافل وثقته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية خاصة في عمليات ديالى وجرف الصخر. وكان على الحكومة العراقية التركيز على منع عمليات انتقامية بدلا من التركيز على خلو المدينة من السكان.

وأشار الكاتب لشريط فيديو أظهر عناصر شيعية وهي تقوم بقتل صبي سني وهو ما أثار مخاوف الكثيرين من حدوث مجازر طائفية على قاعدة واسعة في أثناء العملية التي قد تستمر لأسابيع أو أشهر. ويعتقد الكاتب أن المخاوف مشروعة نظرا للطبيعة الطائفية للعملية، فهي أولا كما صورت تأتي انتقاما لمجزرة معسكر سبايكر. ثانيا فهو تأكيد الميليشيات على معاقبة «المتعاملين» مع تنظيم الدولة.

 

أهداف سياسية

ولا يستبعد الكاتب العامل السياسي أكثر من التكتيكي وراء العملية. فتحقيق انتصار في تكريت سيعزز من قوة الحشد الشعبي السياسة والعسكرية والمالية ذلك أن دخول القوات الشيعية الأحياء السنية يعتبر نصرا كبيرا. وبدا هذا في النقاش السياسي الذي دار في بغداد وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وسيؤدي تحقيق هذه الميليشيات لإنجاز عسكري لدمجها في مؤسسات الدولة الوطنية، ولهذا السبب يعارض قادة الحشد الشعبي تشكيل «قوات حرس وطني» للسنة مكونة من أبناء العشائر. ومع كل هذا ليست لدى الكثير من عناصر الحشد الشعبي الدافعية للقتال إما لعدم تلقيهم رواتبهم منذ أشهر أو لأنهم لا يريدون القتال خارج مناطق الشيعة ويرون أنه ليس من مهمتهم تحرير المناطق السنية.

ويشير للخطوط التي نجمت عن أشهر من القصف الجوي ضد التنظيم حيث أصبح أمامنا ثلاث مناطق سنية وشيعية وكردية. ويعتقد حسن حسن أن الحرب من أجل استعادة تكريت ستطول وستترك آثارا سلبية. فصمود تنظيم الدولة في تكريت سيؤدي إلى نقاش داخل الميليشيات الشيعية والمسؤولين في بغداد حول قرار القتال في تكريت. فقد قامت حملة الحشد الشعبي على فكرة أن القتال سيكون قصيرا وحاسما وهذا هو ليس الوضع.

 

التحالف الدولي

وأضاف أيضا أن هذا الوضع سيؤثر بالضرورة على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة خاصة علاقة إيران وإشرافها على المعركة. فمن الواضح منذ البداية ان الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تريد أخذ قصب السبق في تكريت مما سيقود الولايات المتحدة للتفكير مليا قبل الهجوم على الموصل. ويرى الكاتب أنه بعيدا عن نتائج الحرب فالمظهر خاصة للسنة مهم. فنحن أمام حملة شيعية يقودها جنرال إيراني في مسقط رأس صدام حسين بدون استشارة الأمريكيين وهو أمر مثير للمشاعر. ففي الماضي كان إخراج تنظيم الدولة من مناطق شيعية أو مناطق مختلطة مفهوما.

ولكن حملة تبدو منذ البداية ذات طابع انتقامي وتعتمد على ميليشيات لها سجل واضح في المجازر الطائفية ضد السنة لن تفسر إلا أنها ليست سوى عملية قصاص. وقد علمنا التاريخ كما يقول الكاتب أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التي تماثله مثل القاعدة لن تتم إلا من داخل السنة. فبعد الغزو الأمريكي تم تدمير الفلوجة مرتين، وها هو تنظيم الدولة يحكمها بدون مشاكل.

ويرى أن فكرة حملة تكريت وكونها جهودا وطنية ليست إلا أسطورة. ولن تؤدي العملية إلا لمنفعة تنظيم الدولة حتى لو هزم طالما أن المنتصرين هم جماعات طائفية لا تختلف في التصرفات عنه. وفي النهاية فهزيمة تنظيم الدولة في تكريت ستكون صعبة ولكن ليست مستحيلة، والنتيجة للمعركة كما في مناطق اخرى ستكون تدمير تكريت. ولن تساعد هزيمة تنظيم الدولة في تكريت على القتال في الموصل، فسيقتنع السنة ان البديل هو أسوأ.

 

النمر الكردي

وفي المعركة على الموصل ستحاول الحكومة الأمريكية الاعتماد على قوات البيشمركه التي لا تريد مثل العناصر الشيعية القتال في مناطق السنة. وفي السمعة تظل قوات البيشمركه الكردية أحسن سمعة من القوات العراقية المتهمة بالفساد والطائفية.

ومع ذلك واجه الأكراد نفس الوضع عندما هاجمت قوات تنظيم الدولة الموصل وجبل سنجار، ففي الموصل انهار الجيش العراقي وفي جبل سنجار هربت قوات البيشمركه. وجاء هذا بسبب عامل الخوف الذي بثه التنظيم في قلوب أعدائه، فهم مثل المغول الذين دمروا بغداد عام 1258 كما يقول نجم الدين كريم محافظ مدينة كركوك.

ويعتقد باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت أون صنداي» أن دروس الضعف التي تعلمها الأكراد من الهزيمة المفاجئة هي التي ستحدد مسار الحرب في كل من العراق وسوريا. ويشير إلى أن انتقاد أعداء التنظيم تركز في الغالب ضد الحكومة العراقية، وبدرجة أقل لم يتم انتقاد قوات البيشمركه المفترض أنها أقوى وأكثر تنظيما، ولم يسأل أحد عن سبب هربها السريع – أسرع من الجيش العراقي – أمام التنظيم في آب/ أغسطس العام الماضي.

فقد اشتكى القرويون الإيزيديون والمسيحيون وبمرارة من هروب الأكراد الذي أكدوا لهم قبل ساعات من هروبهم أنهم سيدافعون عنهم وحتى آخر قطرة من دمهم. وما حدث كما يقول كوكبيرن كان «أكثر الهزائم خزيا في التاريخ». ويشير الكاتب إلى ان حكومة شمال العراق حظيت بتغطية إعلامية جيدة، خاصة أنها استفادت من الطفرة النفطية وازدهار المنطقة، وهو ما ساعد حكام كردستان العراق على تقديم منطقتهم باعتبارها «العراق الآخر» واتهموا حكومة بغداد بالعجز والفساد.

ولإثبات تفوقهم تحدث القادة الأكراد عن الإنجازات التي حققوها: مراكز تسوق وجسور وشقق سكنية انبعثت في كل شارع من شوارع العاصمة أربيل. وكانت كردستان العراق هي المنطقة الوحيدة في العالم التي لم تتأثر بالأزمة المالية عام 2008 وتدفق عليها رجال الأعمال والمستثمرون ممن كان بعضهم لا يعرف مكانها على الخريطة من قبل.

واشتكى المسؤولون الأكراد من عدم قدرتهم على استيعاب الأجانب رغم ما بني في أربيل من فنادق جديدة. وبدا وكأن كردستان في طريقها لتصبح دبي الشرق الأوسط. ويقارن الكاتب بين وضع أيرلندا وكردستان، فهنا شعبان عانيا من الاضطهاد ويريدان التحرر وبناء مستقبل. ففي أربيل كان هناك شعور بأن «النمر الكردي» سينطلق وللأبد.

ولم يكن هذا سوى طموح مبالغ فيه ونم عن سوء فهم من الحكومات الغربية لهشاشة الوضع في كردستان العراق. فلم تكن حكومة إقليم كردستان تختلف عن سائر العراق من ناحية اعتماد اقتصادها على 17% من عائدات النفط العراقي.

وكان الفساد مستشريا «أخبرني صديق أنه عاش في جزء من أربيل يسكن فيها مدراء عامون في الحكومة «راتبي كان أعلى منهم، ولكن بيوتهم كانت أوسع بثلاث مرات من بيتي». ونقل عن كردية «هذه فسادستان، فرغم الفنادق الجديدة من الصعوبة بمكان العثور على مستشفى أو مدرسة جيدة». ويرى الكاتب أن الشيء الذي جعل كردستان مختلفة عن بقية العراق هو حالة الأمن والاستقرار مع أنها لم تكن تبعد سوى 50 ميلا عن أكثر مناطق العالم عنفا، أي الموصل التي لم تر يوما مستقرا منذ عام 2003. ومن هنا فقد انخرم الاعتقاد هذا عندما تقدمت قوات تنظيم الدولة الإسلامية رغم أن القيادة الكردية أوهمت نفسها أن ما جرى في الموصل هو نتاج صراع سني – شيعي وظلت على الحياد. ولكن الأكراد سرعان ما اكتشفوا كم كانوا مخطئين عندما وصل تنظيم الدولة إلى أبواب أربيل.

وتبدو عاصمة كردستان اليوم مدينة تجمدت، فقد توقف فيها البناء والإستثمار، وهي مليئة بالبنايات غير المكتملة – فنادق ومراكز تسوق وعمارات سكنية – وبعضها بات ملجأ للهاربين من تنظيم الدولة في شمال العراق، وهؤلاء هم من يدفعون ثمن الوهم الكردي بالأمن والاستقرار. وهناك 1.2 مليون نازح من الحرب في كردستان العراق اليوم.

وينسب قادة الأكراد لأنفسهم فضل توفير الملجأ لهؤلاء الهاربين مع أن معظم اللاجئين يلومون القيادة الكردية لتقليلها من أهمية وقوة تنظيم الدولة.

ويختم بالقول أن قوات البيشمركه حققت عددا من الأنجازات واستعادت معظم سنجار لكن الموصل وما حولها لا تزال بيد تنظيم الدولة. ولا بد من الملاحظة أن كل هذه الإنجازات لم تتم لولا الدعم الجوي الأمريكي لهم. وما دام داعش يسيطر على الموصل فستظل أربيل غير آمنة.

 

قائد القوات الأميركية يفضل سياسة “الصبر الإستراتيجي” مع “داعش

اعتبر الجنرال مارتن ديمبسي قائد أركان الجيوش الأميركية، اليوم الأحد، خلال زيارة له إلى حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول”، إنه من الخطأ تكثيف الضربات الجوية للائتلاف الدولي على تنظيم الدولة الاسلامية.

 

ودعا الجنرال الأميركي في المقابل إلى اعتماد “الصبر الاستراتيجي” في المواجهة مع هذا التنظيم في العراق وسورية.

 

وقال إن “القاء كميات كبيرة من القنابل على العراق ليس الحل”، مضيفا “علينا أن نكون دقيقين جدا في استخدام قوتنا الجوية”. وقال أيضا إن زيادة وتيرة الغارات ستزيد المخاطر على السكان المدنيين وستصب في مصلحة الأدبيات الجهادية.

 

ودعا الجنرال ديمبسي “إلى التروي وأخذ الوقت اللازم” لجمع المعلومات الدقيقة حول المواقع التي يجب أن تستهدف بالقصف.

 

كما أعلن، وفقا لوكالة “فرانس برس”، أن وتيرة الضربات الجوية تبقى مرتبطة بقدرات الجيش العراقي على الأرض ورغبة الحكومة العراقية بالتصالح مع السكان العرب السنة الذين يتوجسون من القوات العراقية التي يعتبرون أن الشيعة يهيمنون عليها.

 

وكان “داعش” استفاد من مشاعر التهميش التي يعاني منها السكان السنة في العراق خلال السنوات القليلة الماضية، وتمكن في يونيو/حزيران الماضي من السيطرة على مناطق شاسعة شمال وغرب العراق، حيث غالبية السكان من السنة من دون معارك فعلية.

 

وألقى الجنرال الأميركي كلمته وهو يقف إلى جانب نظيره الفرنسي الجنرال بيار دي فيلييه، وأكد أنه من غير الضروري زيادة عدد العسكريين الأميركيين الموجودين حاليا في العراق، والذين يبلغ عددهم نحو 2600 جندي يقومون بتدريب الجيش العراقي.

 

وأضاف الجنرال ديمبسي “هناك مستشارون عسكريون ينتظرون تقدم وحدات عسكرية عراقية إليهم” للمشاركة في التدريبات، وعندما تقدمت بعض هذه الوحدات “بدا على بعض جنودها الضعف وهم يعانون من نقص في العتاد”.

 

وتقوم حاملة الطائرات شارل ديغول بمهمة في مياه الخليج تستغرق ثمانية اسابيع في اطار الائتلاف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

ويفيد ضباط فرنسيون أن ما بين 10 و15 طائرة مقاتلة تقلع يوميا من حاملة الطائرات للقيام بمهمات عسكرية في العراق.

 

وتدل زيارة الجنرال ديمبسي إلى حاملة الطائرات الفرنسية على العلاقات الجيدة بين البلدين والجيشين بعيدا عن الخلافات التي سادت بين باريس وواشنطن خلال الاجتياح الأميركي للعراق العام 2003.

 

طائرات استهدفت مقرات للنصرة على الحدود التركية-السورية

نفّذت طائرات حربية، لم يُعرف ما إذا كانت تابعة للتحالف أو للنظام السوري، غارات جوية استهدفت، بحسب ناشطين، مقرات لـ”جبهة النصرة” قرب مخيم آطمة على الحدود السورية-التركية في ريف إدلب. وأكد الناشطون أن لا خسائر بشرية حتى الآن، في صفوف النازحين الذين يتواجدون في المخيم، كما أن لا معلومات عن حجم الخسائر البشرية التي لحقت في صفوف “النصرة”.

 

وعقب القصف، قالت وكالة “خطوة” الإخبارية السورية المعارضة، إن عناصر النصرة قاموا بفرض طوق أمني حول المواقع التي استهدفتها الغارات، مؤكدة، أن 4 قتلى على الأقل سقطوا في الغارات.

 

من جهة ثانية، قصفت طائرات حربية للنظام السورية، مناطق سكنية في بلدة عربين في الغوطة الشرقية لدمشق، ما أدى إلى سقوط 11 قتيلاً وإصابة 70 آخرين، غالبيتهم من المدنيين. ونقلت وكالة “الأناضول” عن الناشط الإعلامي، عمار البوشي، أن غارات النظام على عربين استهدفت 7 نقاط مأهولة بالسكان، وإحداها مكان مخصص لتوزيع الخبز. وأضاف “الشارع المقصوف مليء بالجثث، والسكان ينقلون الجرحى بإمكاناتهم المتواضعة إلى المستشفيات الميدانية، كما أن فرق الدفاع المدني انتشلت العديد من الجثث، والجرحى من تحت الأنقاض”.

 

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن قيام النظام بشنّ 10 غارات على حي جوبر في العاصمة دمشق، ولفت إلى أن كتائب للمعارضة استهدفت مواقع تتمركز فيها قوات للنظام في الحي نفسه، بقذائف محلية الصنع، أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، لكن من دون توفر إحصائية محددة، فيما قال إن يوم السبت شهد “خامس أعلى إحصائية يومية” منذ بداية العام الحالي، وذلك بتوثيقه مقتل 210 أشخاص، من بينهم 61 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

 

وفي تطور لافت، قتل 12 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” في دير الزور، خلال عملية نفذتها جهة مجهولة. وفي هذا الشأن، قال المرصد إن “مجموعتين مؤلفتين من مسلحين مجهولين نفذتا هجومين متزامنين على مقر وتجمع لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، حيث هاجم مسلحون يستقلون دراجات نارية دورية لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في شارع الجيش بالميادين، وأسفر الهجوم هذا عن مصرع 12 عنصراً من التنظيم على الأقل” وأكد أن المجموعة ذاتها هاجمت “مقر المحكمة التنفيذية، ودارت اشتباكات بينها وبين حراس مبنى المحكمة الواقع في نهاية شارع الجيش”، فيما نفّذت مجموعة أخرى “هجوماً متزامناً على حاجز لتنظيم الدولة الإسلامية قرب فرع الأمن السياسي في مدينة الميادين بريف دير الزور، وأسفر الهجوم عن مصرع وجرح عدد من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية”.

 

يشار إلى أن مدينة الميادين في دير الزور، تشهد عمليات دائمة ضد تنظيم الدولة، لكن هجوم السبت كان الأبرز. ففي الثالث والعشرين من شباط/فبراير تعرض مقر الحسبة في المدينة إلى هجوم من قبل مسلحين، أطلقوا النار عليه، وسبق ذلك بيوم واحد، استهداف لدورية تابعة للتنظيم قرب شارع الجيش في مدينة الميادين، وأسفر الهجوم بحسب ما ذكر المرصد عن “جرح عنصرين على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية”، فيما تعرّضت دورية للتنظيم إلى حادثة مشابهة أيضاً بتاريخ التاسع من الشهر الماضي.

 

سوريا: حلفاء النظام قد يستفيدون من أزمته المالية

جهاد اليازجي

التقى المسؤولون السوريون في الآونة الاخيرة عدداَ من ممثلي الدول الأجنبية، بهدف التوصل الى حلول للصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد. ففي الأيام العشرة الاخيرة، تضمنت قائمة الزوار الاجانب وفداً هندياً ترأسه مسؤول في وزارة الخارجية الهندية، اضافة الى سفراء إندونيسيا، بيلاروسيا، وجنوب افريقيا المعتمدين لدى دمشق، الى جانب وفد من رجال أعمال روس. التقى البعض منهم رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، بينما التقى آخرون وزيري النفط والنقل، في حين اقتصرت لقاءات أخرى على اجتماعات مع رجال أعمال محليين.

 

من المعروف، ان الدول المذكورة أعلاه تتبع سياسات خارجية معارضة لسياسات الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية الأخرى. وفي الحالة السورية فإنها، عموماً، دول داعمة للنظام السوري. وعدا ذلك، فإن للبعض منها مصالح اقتصادية مهمة في سوريا. فعلى سبيل المثال، تعتبر شركة MTN المشغلة لواحدة من شركتي الاتصالات الهاتفية النقالة العاملة في سوريا، والتي تعد في الوقت نفسه واحدة من اضخم الشركات الاجنبية في البلاد، شركة جنوب أفريقية اساساً. في حين، ان شركة النفط والغاز الطبيعي، هي احدى الشركات النفطية الهندية التي تنشط في التنقيب عن النفط والغاز في المناطق الشمالية- الشرقية من سوريا. ويذكر ان شركات هندية عديدة أخرى، وعلى مدى سنوات عديدة، ابدت اهتمامها بالاستثمار في مناجم الفوسفات السورية. أما بالنسبة لروسيا الاتحادية، فيعود تواجد شركاتها في سوريا الى حقبة الاتحاد السوفياتي.

 

من الناحية الرسمية، فان هذه الزيارات تهدف الى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين هذه الدول الاجنبية وسوريا. اما في الواقع، فان الحكومة السورية تحاول ايجاد حلول لمشاكلها الاقتصادية المتفاقمة عبر طرق اكبر عدد ممكن من الابواب. وبالطبع، لم تعد الحكومة تمتلك سوى قدر ضئيل جداً من احتياطيات النقد الاجنبي، وفي الوقت نفسه ليس لديها امكانية الوصول الى حقولها النفطية، وتفتقر أيضا الى امكانية الحصول على التمويل من الدول الاجنبية، بإستثناء إيران.

ومع ذلك، فان تطوير الحكومة السورية لعلاقاتها مع تلك الدول يرمي الى تحقيق أهداف عديدة، فهو يقوي مصداقيتها السياسية في الداخل، ويظهرها كما لو انها ليست معزولة كما يدعي الكثيرون. وقد يساعدها الأمر في تجاوز العقوبات الغربية المفروضة على قطاعي النفط والمال، اضافة الى انها قد تخلق مصادر جديدة للتمويل سواء من خلال القروض، أو من خلال الاستثمار المحتمل.

 

من ناحية اخرى، يعرف المسؤولون الاجانب أن شركاتهم لن تحصل على أي عقود جديدة مهمة، لان الحكومة السورية شبه مفلسة، وان الشركات لن تستثمر في سوريا بسبب انعدام الامن والاستقرار. ومع ذلك، فإن هذه الشركات على الأرجح ستحاول الحصول على تراخيص طويلة الأجل من الحكومة لتطوير بعض الموارد الطبيعية أو البنية التحتية المهمة في البلاد.

فالحصول على أي عقد طويل الاجل، كحقوق التنقيب عن النفط والغاز كذاك الذي كسبته العام المنصرم، شركة سويوزنفت غاز الروسية والمملوكة للدولة، او حقوق تطوير مناجم الفوسفات، يمكن ان يسمح لتلك الشركات بتأجيل اي استثمارات فورية ذات معنى، مع احتفاظها بحقوقها على المدى الطويل. وبما أن الحكومة تستميت للحصول على الاموال، فان هذه الشركات ستحصل على العقود بأرخص الاسعار. وعندما تنتهي الحرب، سيكون بمقدورها البدء بالاستثمار وتحقيق الارباح، او يمكنها اعادة بيع حقوقها في هذه العقود.

 

كلما تزايدت استماتة الحكومة في سعيها وراء الأموال، ازداد احتمال قيامها بتقديم تنازلات أكبر تساعدها في ابقاء قبضتها ممسكة بالسلطة بغض النظر عن الانعكاسات السلبية لهذا التصرف على حقوق السوريين في المدى البعيد في امتلاك مصادر بلادهم من الموارد الطبيعية والثروات الأخرى.

 

سوريا: داعش يستولي مجدداً على “حقل شاعر”..ويهدد انتاج الطاقة

محمد أبو الفوز

عاد تنظيم الدولة الإسلامية، مجدداً للهجوم على “حقل شاعر” للغاز، واقتحمت قواته الحقل بشكل مفاجئ في 3 آذار/مارس، مسيطرة على الآبار 101 و102 و103، بالإضافة إلى تلة “السيرياتل” الاستراتيجية المسماة “زملة المهر”، والتي تكشف المنطقة الواقعة على طريق حمص-تدمر. وما زالت الاشتباكات تدور في محيط الحقل، في ظل أنباء عن تحشيد قوات التنظيم في ريف حمص الشرقي، بعد انسحابه من كوباني “عين العرب”.

 

التنظيم كان قد سيطر العام الماضي على الحقل الغازي، ثمّ استرجعته قوات النظام في تشرين الأول/أوكتوبر 2014، بعد معارك طاحنة.

 

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن سيطرة قوات التنظيم على المنطقة، وقدّرت خسائرها بـ30 قتيلاً من عناصر الجيش ووحدات حماية الحقل، في “مقابل العشرات من القتلى في صفوف التنظيم الإرهابي” بحسب تعبيرها.

 

وأفاد عضو “تنسيقية ريف حمص الشرقي” الناشط أبو يزن الحمصي، لـ”المدن” بأن تعزيزاتٍ لقوات النظام بدأت الوصول إلى جبل شاعر، تحت تغطية نارية من الطيران الحربي، فيما تتواصل الاشتباكات، ولم تتضح حتى الآن النتيجة النهائية للمعارك. وأضاف الحمصي أن التعزيزات التي استدعاها النظام، هي من “قوّات النخبة” الخبيرة بالقتال في البادية السورية، والمسماة “صقور الصحراء”، ويتزعمها العقيد سهيل الحسن، الملقب بـ”النمر”، الذي أشرف على عملية استعادة الحقل السابقة من يد تنظيم الدولة.

 

وحقل شاعر للغاز يقع شرقي مدينة حمص، ويبعد عنها 120 كيلومتراً، وتعتبر منطقة الحقل مهمة عسكرياً لوقوعها في وسط سوريا، وتشكيلها لشريان أساسي يصل شرق البلاد وغربها. كما أنها تمثل عقدة مواصلات هامة. وفي حال تمكّن التنظيم من السيطرة عليها بالإضافة إلى سيطرته على الشرق السوري، فحينها يستطيع التحرك باتجاه مدن حماة وحمص. كما تعتبر جبال شاعر ضرورية لاحكام ربط أجنحة التنظيم العسكريّة بين الأنبار العراقية، وأرياف الحسكة وحمص والرقّة السورية.

 

القائد في ألوية “أتباع الرسول” أبو حمزة، قال لـ”المدن” إن سيطرة التنظيم على المنطقة تحقق له إنتصاراً عسكرياً كبيراً، فحقل الشاعر والتلال المحيطة به مطلة على مطاري “التيفور” و”الشعيرات”، وهي أهم المطارات العسكرية للنظام. وأضاف أبو حمزة أن المعارك الأخيرة أعاقت حركة الطيران في المطارين، و”فرضت ضغوطاً على أحد أكثر الماكينات العسكريّة فعاليّة بالنسبة للنظام، والتي تعد كأهداف لاحقة بالنسبة للتنظيم، بعد استكمال سيطرته على الحقل”. ويضيف أبو حمزة بأن سيطرة التنظيم على المنطقة تقرّبه من القرى الموالية للنظام في ريف حمص الشرقي، وهذا “ما يشكل رعباً كبيراً بالنسبة لها، حيث يعد التنظيم الفزاعة الكبرى بالنسبة لأنصار النظام السوري”.

 

وينتج حقل شاعر ثلاثة ملايين متر مكعّب من الغاز الخام، الذي يتم تحويله إلى وقود غازي في معمل “إيبلا” المجاور، والذي يهدّده التنظيم أيضاً. ويرتبط إيبلا بحقل الشاعر عبر خطّ لنقل الغاز الخامّ بطول 77 كيلومتراً. ويُرسل الغاز المعالج بعدها إلى معمل “الشبكة الوطنيّة”، الذي ينتج حوالى 120 طنّاً من الغاز المنزليّ يومياً، وحوالى 2500 برميل من المكثّفات، إضافة إلى 2.5 مليون متر مكعّب من الغاز النظيف. ويُعتقد بأن سيطرة التنظيم على الحقل، ستتسبب بأزمة وقود خانقة تصيب النظام، من شأنها أن تعيق عملياته العسكرية.

 

وبالإضافة إلى أزمة الطاقة المتوقعة، يُمثّل الحقل مصدراً استراتيجياً لإنتاج الكهرباء، ولاسيّما أنّ أكثر المناطق الموالية للنظام في حمص وريفها واللاذقية وطرطوس ودمشق، تعتمد بشكل مباشر على إمدادات هذا الحقل لتشغيل محطات الكهرباء.

 

درعا: الحر يتصدى للحلف الثلاثي ونفير عام للنصرة

عقوبات أوروبية على مندوب الأسد لدى داعش

مروان شلالا

أوقفت فصائل الجيش الحر والمعارضة السورية تقدم قوات الحلف الثلاثي حزب الله – الحرس الثوري – النظام السوري في الشيخ مسكين في درعا، بينما أدخلت النصرة مئات من مقاتليها بأسلحتهم الثقيلة في الجبهة الجنوبية.

 

مروان شلالا: تصدت فصائل المعارضة السورية في ريف درعا الأحد لمحاولات تقدم قامت بها عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني، مدعومة بمدفعية قوات الأسد، على محاور عدة. فقد حاول المهاجمون التقدم على جبهة الشيخ مسكين – غرفا، إلا أن الثوار تمكنوا من صد هذه المحاولات، فاندلعت اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة بين الطرفين على جبهة اللواء 15، في شرق مدينة أنخل. وفي درعا المحطة، استهدف الثوار فرع المخابرات الجوية، المعقل الرئيس لجيش الأسد وشبيحته، بصواريخ محلية الصنع.

 

نفير النصرة

وقالت التقارير إن جبهة النصرة أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المثلث المشتعل في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق، لتشارك بقوة في صد الهجوم الذي يقوم به مع تحالف نظام الأسد وحزب الله والحرس الثوري الإيراني.

 

ونسبت هذه التقارير إلى مراسل الجنوب التابع للمكتب الإعلامي في النصرة تأكيده أن التعزيزات العسكرية المرسلة جاءت إثر أوامر عسكرية وصلت إلى الجبهة من قيادتها العسكرية العليا، وأن جبهة النصرة في جنوب البلاد أعلنت النفير العام. والتعزيزات المرسلة مكونة من عشرات الآليات الثقيلة وعربات “شيلكا”، وعدد كبير من سيارات الدفع الرباعي، وعربات الناقلة للجند ومئات المقاتلين، قادمين من أرياف درعا.

 

وشهدت سماء قرى ومدن ريف درعا وسماء أحياء المدينة تحليقًا لطائرات الأسد المروحية والحربية، التي ألقت بالبراميل المتفجرة على تل عنتر شمال كفرشمس، وبلدات البكار وإبطع والمال وجملة وأحياء درعا البلد.

 

وشن الطيران الحربي غارات جوية على الشيخ مسكين والفقيع وعقربا والطيحة ومحيط تل عنتر. وقصفت مدفعية الأسد بلدات النجيح وكفرشمس وأبطع ومدينتي الشيخ مسكين وانخل وأحياء درعا البلد وحي طريق السد.

 

قتلى في ريف دمشق

قتل 11 شخصًا وأصيب 70 آخرون نتيجة غارة لطائرات قوات النظام السوري على بلدة عربين، الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، بحسب مصادر في المستشفى الميداني في عربين.

 

وقال ناشطون سوريون إن مقاتلات الأسد قصفت 7 نقاط مأهولة في البلدة، ما أوقع مجزرة جديدة فيها، إلى جانب استهداف الطائرات مكانًا مخصصًا لتوزيع الخبز على المواطنين. وتحدثوا عن شارع امتلأ بالجثث، وبصراخ الجرحى أثناء نقلهم إلى المستشفيات الميدانية.

 

وفي دوما، قتل خمسة مدنيين وجرح عدد آخر جراء قصف جوي، إذ تعرّضت المدينة لغارتين جويتين بالصواريخ الفراغية. واستقبل المستشفى في دوما 25 جريحًا، بينهم طفل بحالة حرجة، وأربع نساء، علمًا أن هذا المرفق الطبي يعاني نقصًا في المستلزمات الطبية وأكياس الدم والسيرومات، ويتم استعمال أجهزته القديمة.

 

واستهدف الطيران بالصواريخ الفراغية بلدتي عين ترما وبالا، فيما ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة، على مدينة داريا. وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة الجبل الغربي لمدينة الزبداني، فيما سقطت قذيفتا هاون مجهولتا المصدر على حي القيمرية في دمشق، ما أسفر عن جرح امرأة، فيما لم تسجل إصابات بسقوط قذيفة مماثلة على شارع الملك فيصل.

 

مازوت داعشي

في سياق منفصل، قالت وسائل إعلام نظام الأسد إن قواته استعادت الأحد السيطرة على حقل جزل النفطي في شرق حمص بعد معارك عنيفة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وإن أضرارًا كبيرة لحق بثلاثة آبار في الحقل. وكان عناصر داعش قطعوا إمدادات الغاز عن محطات توليد الكهرباء حالما سيطروا على الحقل منذ أيام.

 

ويزود حقل جزل محطات توليد الكهرباء في المنطقة الوسطى بالغاز، ويضم عددًا من آبار النفط والغاز، وينتج بين 2500 إلى 3000 برميل نفط يوميًا، بحسب مصادر النظام. ويقع حقل جزل ضمن ريف تدمر، وقريبًا من حقل الشاعر الضخم للغاز والنفط، والذي لا يزال يتعرّض لهجمات متفرقة من جانب مقاتلي التنظيم.

 

وقالت “السورية نت” إن في محافظة السويداء، التي يسيطر عليها النظام مراكز غير نظامية تبيع وقودًا يطلق عليه أهل المحافظة اسم “المازوت الداعشي”، خصوصًا في الجزء الشمالي من السويداء، في قرى الصورة الكبيرة، ولاهثة، والخالدية.

 

مندوب الأسد

في سياق متصل، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على شخصيات ومنظمات مؤيدة لنظام بشار الأسد، بينهم رجل الأعمال السوري جورج حسواني، صاحب شركة HESCO الهندسية، الذي يوصف بأنه “وسيط صفقات النفط بين نظام بشار الأسد وداعش”.

 

وقال موقع “بزنس إنسايدر” إن إدراج حسواني على قائمة العقوبات يسلط مزيدًا من الضوء على الروابط المالية بين الأسد وداعش، “فظاهريًا، يدعي الطرفان المتحاربان بأنهما عدوان لدودان، حيث تتعهد داعش بالإطاحة بالأسد وتحويل سوريا إلى خلافة إسلامية، لكن صعود الحركة الجهادية قد خدم مصالح الأسد بالسماح له أن يطرح نفسه حصنًا ضد الإرهاب”.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن حسواني وسيط في عمليات شراء النفط من داعش نيابة عن نظام الأسد. وأضاف: “هذا يعطي مؤشرًا آخر إلى أن حرب الأسد على داعش مجرد خدعة، وأنه يدعمها ماليًا”.

 

وتدير شركة حسواني محطة للنفط في منطقة طبقة وسط سوريا، التي سيطر عليها داعش في آب (أعسطس) الماضي. ويعتقد مسؤولون أن تشغيل تلك المحطة يتم بشكل مشترك من قبل مقاتلين من التنظيم وأفراد من النظام. كما لا تزال منشأة الغاز تلك تقوم بتزويد المناطق السورية التي يسيطر عليها الأسد بالغاز.

 

المراوغة مستمرة

سياسيًا، أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة لصحيفة “الحياة” أن المشكلة تكمن في أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تفصل، كما يفصل غيرها من الدول الغربية، بين الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، لافتًا إلى أن مقاتلي المعارضة أسروا في حلب ثلاثة حوثيين كانوا يقاتلون الى جانب النظام.

 

وقال خوجة إن ذهاب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق وعودته من دون إعلان النظام التزامه وقف قصف حلب لستة أسابيع يعنيان أن النظام يراوغ، كما راوغ مع الممثلين السابقين، “وقد قلنا لدي ميستورا إننا نخشى أن يكون إعلان النظام هذا غطاء لكي يحاصر حلب عن طريق القوات الإيرانية الموجودة في جنوبها، والآن أصبح جزءًا منها في الشمال، فقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يتنقّل بين العراق وجنوب سوريا وشمالها، والأسد تحوّل إلى مجرد مدير تنفيذي لمصالح الإيراني”.

 

تنظيم الدولة يعلن سيطرته على قرى بالحسكة السورية  

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن مقاتليه سيطروا على عدة قرى تقع بين بلدة الهول ومدينة تل حميس في ريف الحسكة السورية، وأدت الاشتباكات إلى سقوط قتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية، في حين واصل طيران التحالف الدولي قصفه لمقرات يعتقد أنها تعود لتنظيم الدولة.

 

وأوضح التنظيم أن تقدمه في الحسكة شمال شرقي سوريا يأتي عقب معارك دارت بينه وبين الوحدات الكردية المدعومة بطيران التحالف الدولي ونيران قوات النظام السوري، بحسب قول التنظيم.

 

من جهتها أعلنت القوات الكردية أن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة في جنوب بلدة تل تمر في ريف الحسكة الغربي.

 

وقالت مصادر لمراسل الجزيرة إن 12 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية قتلوا في قرية مندك في ريف عين العرب (كوباني)، وذلك في كمين نفذته قوات تنظيم الدولة.

 

وقد بث المكتب الإعلامي لما يسمى “ولاية الرقة” التابعُ للتنظيم، شريطا مصورا بين فيه جانبا من المعارك الجارية في ريف عين العرب. ويُظهر الشريط استهداف مقرات وحدات حماية الشعب الكردية، وتفجيرَ نقاط عسكرية.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة الصحافة الفرنسية إن شابة ألمانية قتلت خلال مشاركتها في صفوف الوحدات الكردية ضد تنظيم الدولة.

 

وفي الأثناء، شنت طائرات تابعة للتحالف الدولي عدة غارات على مدينة تل أبيض على الحدود السورية التركية، واستهدفت مصافي محلية للنفط وهو ما أدى إلى إحراقها بالكامل.

 

من جهته، قال تنظيم الدولة إن طائرات تابعة للتحالف الدولي شنت غارات على محيط مطار الطبقة العسكري، أحد معاقل التنظيم جنوبي الرقة. ولم يعلن التنظيم عن خسائر في صفوفه بفعل هذه الغارات.

 

تسلل الأجانب إلى سوريا يقلق تركيا  

خليل مبروك-إسطنبول

تحولت قضية الفتيات البريطانيات الثلاث اللاتي تمكنّ من التسلل عبر الأراضي التركية للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، إلى ملف خلافي داخلي بين الحكومة والمعارضة في تركيا، وكذلك بين أنقرة وحلفائها الغربيين في الحرب على تنظيم الدولة خصوصا بريطانيا.

 

وبينما تؤكد تركيا اتخاذها كافة الإجراءات اللازمة لمنع تسرب المقاتلين من أوروبا عبر أراضيها، تبدي أوساط أوروبية عدم قناعتها بجدية إجراءات أنقرة، وتطالبها بخطوات أكثر صرامة في التعامل مع هذا الملف.

 

ورفضت تركيا رسميا الخميس الماضي مقترحا للجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني يدعو لتوظيف عناصر من الشرطة البريطانية في مطارات إسطنبول، بهدف منع عبور بريطانيين إلى سوريا عبر الأراضي التركية للالتحاق بتنظيم الدولة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده “لا يمكنها أن تقبل هذا الطلب أبداً”.

 

وكانت الفتيات الثلاث -شميمة البيجوم، وأميرة عباسي، وخديجة سلطانة- قد وصلن الأراضي التركية في 17 فبراير/شباط الماضي، ونشرت السلطات التركية صورا لهن أثناء توجههن في حافلة أقلتهن من مدينة إسطنبول إلى الحدود السورية.

 

وتتفاوت نظرة السياسيين والمحللين الأتراك لهذا الملف تبعا لقربهم أو خلافهم مع حكومة العدالة والتنمية، فبينما يقول معارضو الحكومة إن تدفق جهاديي أوروبا -وآخرهم الفتيات البريطانيات الثلاث- يخدم نظرة حزب العدالة والتنمية للوضع في سوريا، يرى داعمون للحكومة أن ضبط الحدود بصورة مطلقة أمر غير ممكن لاعتبارات سياسية وجغرافية واقتصادية متعددة.

 

تحدي الحدود

وقال الباحث التركي في الشؤون الأمنية مراد يشيلتاش إن بلاده تتخذ كافة إجراءات البحث والتحري، لكن قوانينها لا تجيز طرد الزوار الذين يصلون إليها بطرق شرعية، كما كان عليه الحال مع الفتيات البريطانيات الثلاث.

 

وأوضح أن من بين العوامل التي تزيد من صعوبة ضبط الحدود امتدادها على مسافات طويلة مع كل من سوريا (أكثر من 820 كيلومترا) والعراق (330 كيلومترا)، وانتشار اللاجئين على طرفي الحدود مما يزيد من سهولة اختباء شبكات التهريب والتجارة بالأفراد بين اللاجئين.

 

ويعزو يشيلتاش إخفاق الأمن التركي في منع الفتيات البريطانيات الثلاث من التوجه إلى سوريا إلى ضعف التنسيق مع بريطانيا في هذا الشأن، موضحا أن الأمن التركي تلقى إشعارا من لندن بنية الفتيات الانضمام إلى تنظيم الدولة بعد ثلاثة أيام من وصولهن إلى تركيا، وهي الفترة التي كانت كافية لهن للتوجه إلى الأراضي السورية.

 

انتقادات

وعلق حميد آيور الناشط في حزب العمل اليساري التركي على القضية بقوله إن الحكومة “تغض الطرف عن تسرب المقاتلين الأجانب لأن ذلك يخدم أجندتها المبنية على إدامة الحرب على الأرض السورية ومساعيها لإضعاف النظام، والمسؤولية عن البريطانيات الثلاث تقع على كاهل الحكومة التركية ما دمن قد دخلن أراضيها”.

 

وأضاف “من غير المعقول أن تقوم كل دولة يسافر أبناؤها حول العالم بتزويد الدول التي تستقبلهم بملفات حول خط سيرهم، والسيادة التركية تقتضي متابعة تحركات كافة المقيمين على أراضيها، وهو الأمر الذي قصرت فيه الحكومة”.

 

وذكّر آيور بقضية اكتشاف دخول الفرنسية حياة بومدين إلى تركيا بعد قيام زوجها أميدي كوليبالي بعملية احتجاز الرهائن في متجر بباريس مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.

 

يذكر أن تقارير رسمية تركية تحدثت عن استقبال البلاد أكثر من أربعين مليون سائح في عام 2014، نظرا لسهولة دخول البلاد والحصول على التأشيرة السياحية الخاصة بها.

 

وكانت تركيا قد أعلنت رسميا أنها اعتقلت 1100 مقاتل أجنبي، ورفعت عدد المدرجين على قائمة الممنوعين من دخول أراضيها إلى 12 ألف شخص، لتجنب توجههم للقتال في سوريا.

 

باحث أمريكي لـCNN: الشرق الأوسط يشبه أوروبا بـ”حرب الـ30 عاما” وقد تتقاطع مصالحنا مع إيران.. لكن ليس طويلا

لندن، بريطانيا (CNN) — قال جوزيف ناي، الأستاذ في كلية العلوم الحكومية بجامعة هارفرد، في مقابلة مع CNN، إن الأوضاع في الشرق الأوسط حاليا تشبه الحروب الطاحنة التي عاشتها أوروبا بما يعرف بـ”حرب الثلاثين عاما” مضيفا أن الاستقرار سيستغرق ما بين عقدين إلى ثلاثة عقود، وقد تنتقل خلالها التحالفات الأمريكية بين طرف وآخر.

 

وقال ناي، ردا على سؤال حول إمكانية وجود مقاربة جديدة لعلاقة أمريكية مع إيران تتجاوز الملف النووي، خاصة وأن أمريكا وإيران يجمعهما العداء لطالبان في أفغانستان ضد حركة طالبان ولديهما أيضا عدو مشترك في العراق وهو داعش: “يمكن حدوث مقاربة جديدة، ولكن ليس على الأبعد البعيد.”

 

وتابع ناي شارحا: “الشرق الأوسط يمر حاليا بمرحلة تشبه سنوات ’حرب الثلاثين سنة‘ في أوروبا (سلسلة حروب مدمرة وقعت بين عامي 1618 و1648 شملت معظم القوى الأوروبية آنذاك) فلدينا انقسامات دينية وتفكك لدول وصراعات تشارك في أحزاب وتجمعات، وبالتالي هذا هو الوضع الذي يحدث عادة فيه الكثير من الاضطراب حول التحالفات والائتلافات.

 

وحول إمكانية التأثير الأمريكي رد ناي بالقول: “لن نتمكن من إدارة ما يجري على الأرض أو التأثير فيه، تماما كما كان العالم عاجزا عن التأثير على أحداث الثورة الفرنسية بعد عام 1789. هذه الأمور عادة تستغرق ما بين عقدين إلى ثلاثة عقود قبل أن تستقر، وبالتالي قد نتحرك بتحالفاتنا بين طرف وآخر ووفقا لمقولات ’عدو عدوي صديقي‘ خلال الفترة المقبلة.

 

عقوبات اقتصادية على رجل أعمال تفضح الروابط بين الأسد وداعش: الحسواني يرتب صفقات النفط بين الجانبين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — فجّر الاتحاد الأوروبي مفاجأة من العيار الثقيل في قائمة العقوبات الصادرة أخيرا بحق شخصيات على صلة بنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إذ أضاف إليها رجل أعمال أكد أنه يعمل في الوساطة بين النظام وبين تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش” لتسهيل بيع النفط.

 

وقال الاتحاد الأوروبي، في أحدث تعديلاته على قوائم العقوبات، إن رجل الأعمال جورج الحسواني، وهو أحد أبرز رجال الأعمال في البلاد، شريك في مؤسسة للبناء والإنشاءات، ولديه صلات كبيرة مع رجال في نظام الأسد.

 

وتابع الاتحاد بالقول إن حسواني “قدم الدعم للنظام واستفاد منه من خلال دوره كوسيط في صفقات شراء النفط من داعش لصالح النظام السوري، كما استفاد من النظام عبر نيل مشاريع كمقاول ثانوي مع شركة نفطية روسية.”

 

وكانت التقارير حول وجود علاقات اقتصادية بين النظام السوري وتنظيم داعش قد ظهرت قبل أشهر، مشيرة إلى صفقات بين الجانبين لتوفير النفط لصالح النظام من الآبار التي يسيطر عليها داعش مقابل تسهيل مرور خدمات إلى مناطق نفوذه.

 

وشملت قوائم العقوبات الأوروبية أيضا شخصيات مثل بيان بيطار، المتهم بالضلوع في برنامج الأسلحة الكيماوية السورية، إلى جانب الضابط السوري الرفيع المستوى، غسان عباس، ورجال أعمال مثل وائل عبدالكريم وأحمد برقاوي وعماد حمشو وسمير حمشو.

 

أوباما: أي صفقة مع إيران بشأن النووي يجب أن تتضمن نظاما صارما للتفتيش

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه سيتجنب عقد صفقة مع إيران لتعليق طموحاتها النووية مالم توافق طهران على برنامج مراقبة مشدد مع “شفافية غير مسبوقة.”

 

وأضاف أوباما في مقابلة مع محطة CBS الإخبارية بتثها الأحد ضمن برنامج “واجه الأمة” بانه “إذا استطعنا التأكد بأنهم في الواقع لا يطورون برنامج أسلحة، فإن ثمة صفقة يجب عقدها.” وأضاف خلال المقابلة “ولكن هذا يتماشى مع الطلب منهم قبول نوع من التفتيش المشدد على برنامجهم، والذين هم حتى الآن على الأقل، لم يقولوا نعم بشأنه.”

 

وجاءت أقوال الرئيس الأمريكي مع دخول المفاوضات مرحلة حاسمة بين إيران والمجموعة الدولية ، بهدف التوصل إلى الخطوط العامة للاتفاق مع نهاية شهر مارس/ آذار، ووضع الاتفاق بشكله النهائي مع نهاية يونيو/ حزيران.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر في كلمة له أمام الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي من أن إيران لا يمكن الوثوق بها، وأنه بإمكانها زيادة عدد أجهزة الطرد المستخدمة في تخصيب اليورانيوم بعد إنهاء الاتفاق، إضافة إلى أن إيران تحاول كسب الوقت حيث أن إطالة الوقت تمكنها من تجميع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لبناء سلاح نووي، بدلا من استخدامه في الأغراض السلمية.

 

وقال أوباما خلال مقابلته مع CBS بأنه “إذا لم يكن هناك صفقة، فإننا سننأى بأنفسنا” مشيرا إلى أنه “إذا لم يكن لدينا تأكيدات بأنهم لا يتجهون إلى امتلاك سلاح نووي، وأن هناك محاولة لكسبت الوقت، وفي هذه الحالة حتى لو قاموا بخدعة، فسيكون لدينا الوقت الكافي لاتخاذ إجراء، وإذا لم يكن لدينا هذا النوع من الاتفاق، فإننا لن نقدم عليه.”

 

وزير الخارجية المصري: نسعى لتوحيد المعارضة السورية لأجل حل سياسي

القاهرة (9 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري ان بلاده “بادرت بالعمل مع القوى الوطنية السورية المعارضة نحو توحيد كلمتها وصولاً إلى طرح الحل السياسي المنشود، ونتطلع في هذا الصدد إلى المؤتمر الموسع لقوى المعارضة الوطنية السورية”، الشهر المقبل في القاهرة

 

وأضاف في كلمته باجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الذي انطلق الاثنين، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أنه “لم يعد القبول بوتيرة التعاطي الدولي أو الإقليمي مع ما يدور في سوريا منطقياً”، منوها بأن “الحاجة مُلحة للتعاون والتنسيق ولاعتماد تصور عربي يفضى إلى إجراءات جدية لإنقاذ سورية وصون أمن المنطقة العربية”، بأسرها

 

وبخصوص القضية الفلسطينية قال إنها “ستظل على رأس أولويات العمل العربي المشترك لا تبرح مكانها، وسيظل التأييد المصري التاريخي قائماً حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، وفق تعبيره

 

ونوه بأن بلاده “تؤكد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية طاحنة ينذر استمرارها باحتمالات تفجر الوضع مجدداً”، داعيا “المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتتحمل مسؤولياتها تجاه الوضع الإنساني المتأزم في قطاع غزة باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال”، كما دعا “الدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة” المنعقد بالقاهرة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي

 

أما بالنسبة للوضع في ليبيا فقد رأى ان “ما يحدث في هذا البلد الجار لا يمكن السكوت عليه بأي حال من الأحوال”، وأضاف “نحترم إرادة الشعب الليبي في تقرير مصيره ومستقبله، وكان هذا مبعث تأييدنا لمجلس النواب المنتخب والحكومة المنبثقة عنه”، ودعا إلى “تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لهذه الحكومة الشرعية (في طبرق) دون إبطاء أو شرط لتتمكن من بسط سيطرتها وسيادتها على كامل الأراضي الليبية وبما يفعل دورها في مكافحة الإرهاب المستفحل”، هناك

 

وتابع “في الوقت ذاته ندعم بكل قوة الحلول السياسية المطروحة من قبل الأمم المتحدة بين القوى السياسية الرافضة للعنف والإرهاب، وقد أوفدنا سفيرنا لدى ليبيا إلى الحوار القائم في المغرب الشقيق لدعم المبعوث الدولي (برناردينو ليون) في مسعاه لمساعدة الليبيين على تشكيل حكومة وحدة وطنية”، في البلاد

 

وبخصوص اليمن قال “إننا نعيد التأكيد على دعمنا لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية وأهمية اضطلاعها بمسؤولياتها القومية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية ومصالح شعب اليمن العزيز، كما نشدد على أهمية التزام جميع الأطراف السياسية بمواصلة المشاورات السياسية برعاية الأمم المتحدة على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الأمن”، ذات الصلة

 

وخلص للقول إنه “لا يمكن الحديث عن التحديات التي تواجه الأمن القومي الجماعي دون التأكيد مجدداً وبقوة على ثوابت الموقف العربي حيال موضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي أسلحة الدمار الشامل، خاصة في ظل استمرار غياب التوازن في الالتزامات في المجال النووي بين كافة دول المنطقة من جانب، وبين دولة واحدة من جانب أخر. فما تزال إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي ترفض الانضمام لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وما تزال ترفض إخضاع ترسانتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون توافر مبررات منطقية لهذا الموقف الغريب الذي لا يمكن القبول به”، على حد تعبيره

 

المرصد الآشوري: لا معلومات عن المختطفين الآشوريين في سورية

روما (9 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد الناطق باسم المرصد الآشوري لحقوق الإنسان أن جميع المختطفين الآشوريين من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية ما يزالون لديه، ونوّه بأن المساعي ما تزال مستمرة للإفراج عنهم حتى الساعة

 

وقال الناطق باسم المرصد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا صحة للأنباء التي تتحدث عن الإفراج عن المختطفين الآشوريين السوريين المحتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في حين لا تزال المساعي للإفراج عنهم قائمة حتى الساعة”، وفق ذكره

 

وأشار إلى تمكّن مقاتلين أكراد وآشوريين حاصرهم التنظيم بعد خروجهم من قرى كانوا يحمونها، وقال “انسحب مقاتلون من ثلاث قرى (تل نصري، تل حفيان، تل مغاص) عقب سقوطها يوم السبت الماضي بيد عناصر من تنظيم الدولة، والتجئوا إلى قرية (تل ركبة) العربية، وهناك تمت محاصرتهم من قبل عناصر تنظيم داعش لعدة ساعات، ثم استطاع سبعون مقاتلاً من فك الحصار والوصول إلى بلدة تل تمر، ومن بينهم اثني عشر آشورياً (8من مجموعة حراس تلّ تمر، 4من مجموعة حراس الخابور) والبقية من المقاتلين الأكراد”، حسب وصفه

 

إلى ذلك قالت مصادر أهلية من المنطقة إن جبهة تل تمر تشهد الآن هدوءاً بعد معارك عنيفة شهدتها نهاية الأسبوع بين التنظيم من طرف والمقاتلين الأكراد والآشوريين من طرف آخر، وتمكنت القوات المشتركة (كردية ـ آشورية) من استعادة العديد من القرى التي احتلها التنظيم (تل نصري وتل مغاص وتل حفيان وقرية الخريطة)، فيم لم يُلحظ تواجد أو مشاركة لطيران التحالف الدولي، وما تزال قوات النظام السوري خارج المشهد لا تتدخل على الرغم من أنها لا تبعد أكثر من خمسة عشر كيلومتر عن مناطق الاشتباك، وأشاروا إلى أنه ما من أي معلومات عن المختطفين الآشوريين، وشددوا على أن أحداً من القوى الآشورية لا يتحدث عن قرب الإفراج عنهم قريباً

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى