أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 09 أيلول 2013

أوباما يواصل الحشد والمنطقة تستعد

باريس – رندة تقي الدين

لندن، القدس المحتلة، بغداد، إسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – في وقت تواصل ادارة الرئيس باراك اوباما حملتها الديبلوماسية خارجياً وداخلياً للحصول على دعم لقرار توجيه ضربة عسكرية الى قوات نظام الرئيس بشار الأسد، بدأت الدول المجاورة لسورية اتخاذ اجراءات احترازية للعملية العسكرية في وقت وضعت قيادة «الجيش الحر» خططاً لاستغلال الضربة المحتملة.

وفيما قال الأسد في مقابلة مع محطة «سي. بي. إس» الأميركية انه «لا يوجد دليل على انني استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبي»، محذراً من رد انتقامي من جانب المتحالفين معه في حال نفذت الولايات المتحدة ضربة عسكرية، اكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان نظام الأسد استخدم «الكيماوي» 11 مرة على الأقل، لافتاً بعد لقائه تسعة وزراء عرب في باريس الى ان هناك إجماعاً على ان الأسد تجاوز «الخط الأحمر».

وكان الوزير الأميركي يتحدث بعد اجتماع مع أعضاء «لجنة المبادرة العربية لمفاوضات السلام» برئاسة وزير خارجية قطر خالد العطية، وبعد اجتماعين ثنائيين مع وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والمصري نبيل فهمي في بيت السفير الأميركي في باريس بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وقال كيري عن لقائه مع سعود الفيصل ان المملكة وقّعت بيان مجموعة العشرين وهي تؤيد ردع النظام السوري. وقال كيري: «بما اننا ناقشنا هذا الأمر اليوم فقد اجمعنا على ان لجوء بشار الأسد المشين للأسلحة الكيماوية التي قتلت مئات الأبرياء وبينهم أطفال يعد تجاوزاً لخط احمر دولي (…) وإذا كان المجتمع الدولي يريد بالفعل ضمان السلام والأمن في العالم فلا يمكنه البقاء بلا حراك عندما يتعرض شعب اعزل للهجوم» بأسلحة دمار شامل.

وتابع كيري: «ندعو دولاً اخرى الى التدخل لحماية الشعب السوري مما يتعرض له» موضحاً ان بلاده تدرس مع دول حليفة اخرى سبل التحرك، وقال: «ناقشنا الإجراءات التي يمكن ان يتخذها المجتمع الدولي لمنع (الأسد) من تجاوز الخط الأحمر»، مؤكداً ان «انتهاء الحرب الأهلية في سورية يتطلب حلاً سياسياً ولا يوجد حل عسكري»، وأن «ما تسعى اليه الولايات المتحدة مع شركاء آخرين في المجتمع الدولي هو ضمان احترام القوانين في مجال الأسلحة الكيماوية. نحن لا نريد ان نكون طرفاً في النزاع».

وفي واشنطن، يبدأ اوباما اليوم حملة اعلامية قوية بإجراء ست مقابلات تلفزيونية قبل توجيهه خطاباً الى الشعب الأميركي مساء غد، في وقت تحدث مساعدوه الى وسائل الإعلام لشرح اسباب قراره شن ضربة لقوات الأسد، في وقت بدأت دول مجاورة سورية اتخاذ اجراءات تحسباً للضربة. وقال مسؤول إسرائيلي إن الولايات المتحدة ستبلغ إسرائيل بأي هجوم على سورية قبل ساعات من تنفيذه. ونشرت اسرائيل امس بطارية من نظام «القبة الحديد» غرب القدس، بعدما كانت نشرت أواخر الشهر الماضي بطارية صواريخ متنقلة في منطقة تل ابيب وتم توجيهها شمالاً باتجاه سورية. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن نشر ست او سبع من هذه البطاريات.

ونقلت شبكة «ان تي في» التركية ان بطارية صواريخ ارض-جو من نوع «ستينغر» نصبت خلال الأيام القليلة الماضية على قمة جبل شوف قرب مدينة يايلاداغي في محافظة هاتاي على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع سورية وعلى مقربة من البحر المتوسط. كما نشرت بطارية اخرى في مدينة جيلانبينار الصغيرة الواقعة في محافظة سانلي اورفه في جنوب شرقي البلاد بمحاذاة الحدود.

في هذا الوقت، افادت «سي. بي. إس» الأميركية بأن الأسد نفى مسؤوليته عن «الهجوم الكيماوي» وقال انه «لا يوجد دليل على انني استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبي». وقال مراسل الشبكة تشارلي روز الذي تحدث عبر الهاتف إن الأسد حذر من رد انتقامي من المتحالفين معه في حال نفذت اميركا ضربة عسكرية. وأضاف إن الأسد أبلغه بأن سورية مستعدة للهجوم بكل ما أوتيت من امكانات.

ورداً على ما قاله الأسد، صرح الأمين العام للبيت الأبيض دنيس ماكدونو عبر شبكة «سي بي اس» ان «هذا الأمر كذبة كما يبدو لي»، ودعا الى مشاهدة الأشرطة الوثائقية التي نشرت على موقع مجلس الشيوخ للتأكد من أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي.

اعتبر ماكدونو ان «من المهم» ان «يوافق (الكونغرس) على هذا القرار (الذي يجيز تدخلاً عسكرياً) لنتمكن من توجيه رسالة واضحة ومقنعة جداً لشخص يبدو انه لا يفهم شروط المجتمع الدولي» بخصوص الأسلحة الكيماوية.

وكتبت صحيفة «بيلد ام تسونتاغ» الألمانية نقلاً عن عمليات تنصت للجيش الألماني ان الاسد لم يوافق شخصياً على الأرجح على «الهجوم الكيماوي». وزادت أن ضباطاً كباراً في الجيش السوري «يطالبون بانتظام منذ نحو أربعة اشهر في القصر الرئاسي في دمشق (بشن) هجمات كيماوية، (لكن) هذه الطلبات تم رفضها على الدوام.

في المقابل، استنفرت قيادة اركان «الجيش الحر» طاقاتها لإعداد خطط من اجل ان «تستغل الى اقصى حد» اي ضربة عسكرية غربية محتملة ضد الأسد. وقال المستشار السياسي والإعلامي لـ «الجيش الحر» لؤي مقداد لوكالة «فرانس برس» امس: «نحن في حال استنفار كامل واللواء سليم ادريس يقوم بزيارات الى الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة، ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى اقصى حد».

ميدانياً، سيطر مقاتلو المعارضة على مدينة معلولا المسيحية قرب دمشق، في وقت اتهم رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا وقائد «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس في بيان مشترك أمس نظام الأسد بـ «ارتكاب جرائم عبر شبيحته لتشويه صورة الثوار». وقال ان النظام يسعى إلى «لعب كل أوراقه وأكثرها قذارة في محاولة بائسة منه لتشويه صورة الثورة وتأليب العالم الحر عليها».

وفي شمال شرقي البلاد، أفادت مصادر المعارضة بأن الطيران الحربي قصف بالبراميل المتفجرة أطراف سد الفرات في مدينة الطبقة. وبث نشطاء فيديوات أظهرت أعمدة الدخان تتصاعد من مكان التفجير وهدير طائرة حربية تقصف أطراف السد. وقال «الائتلاف» إن النظام السوري يعمل على افتعال «كارثة إنسانية عظمى لا يبدو أنه يدرك حجمها، من خلال الاستهداف المتعمد لأكبر مجمع مائي في سورية، وأهم مصدر من مصادر توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، إضافة إلى كونه محاطاً بمناطق سكنية مأهولة، وقد يسبب تدمير جزء منه فيضاناً يودي بأرواح الآلاف إن لم يكن الملايين».

في غضون ذلك، وقع «مجلس غرب كردستان» و»المجلس الوطني الكردي» أمس مشروع تشكيل إدارة مرحلية انتقالية في المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سورية وشمالها الشرقي. وقال مسؤولون أكراد لـ «الحياة» إن مفاوضات شاقة بين الجانبين في مقر «الهيئة الكردية العليا» في القامشلي امس، أسفرت عن توقيع المشروع الذي كان «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم اقترحه قبل أسابيع. ونص الاتفاق المعدل على «تشكيل لجنة لصياغة مسودة الدستور الموقت بعد التوافق عليه من كل المكونات في مدة أقصاها 40 يوماً وأن يقدم كل طرف عدداً من الأعضاء يمثلونه في الهيئة الموقتة التي ستتشكل من كل المكونات وتدير عملية الانتخابات» على أن تقوم هذه الهيئة بـ «تشكيل إدارة ديموقراطية مرحلية مشتركة بعد إنجاز الدستور وصوغ قانون للانتخابات».

الأكراد يتفقون على الإدارة الانتقالية: هيئة موقتة ودستور خلال 40 يوماً

لندن – إبراهيم حميدي

وقع «مجلس غرب كردستان» و»المجلس الوطني الكردي» أمس مشروع تشكيل إدارة مرحلية انتقالية في المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سورية وشمالها الشرقي، ما يضع اتفاق «المجلس الوطني» مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في وضع حرج.

وقال مسؤولون أكراد لـ «الحياة» إن مفاوضات شاقة بين ممثلي «مجلس غرب كردستان» و»المجلس الوطني» في مقر «الهيئة الكردية العليا» في القامشلي امس، أسفرت عن توقيع المشروع الذي كان «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم اقترحه قبل أسابيع. ونص الاتفاق المعدل على «تشكيل لجنة لصياغة مسودة الدستور الموقت بعد التوافق عليه من كل المكونات في مدة أقصاها 40 يوماً وأن يقدم كل طرف عدداً من الأعضاء يمثلونه في الهيئة الموقتة التي ستتشكل من كل المكونات وتدير عملية الانتخابات» على أن تقوم هذه الهيئة بـ «تشكيل إدارة ديموقراطية مرحلية مشتركة بعد انجاز الدستور وصوغ قانون للانتخابات». وشكك مسؤول اخر في امكانية تطبيق الاتفاق بسبب حصول توتر بين الجانبين الكرديين على الارض.

وجاء في الاتفاق أيضاً أن «الإدارة المرحلية الانتقالية تعتبر المرجع التنفيذي وتقوم ببناء مؤسساتها لتسهيل عملها في المجالات الإدارية السياسية الاقتصادية الاجتماعية الثقافية الأمن والحماية» على ان تكون مهمة قوى الأمن «ضمان الأمن والاستقرار في المناطق الكردية والمشتركة، وهي مؤسسة وطنية تلتزم بكل القوانين والمواثيق الدولية ومسؤولة أمام الإدارة المرحلية الانتقالية». وتتبع لـ «مجلس غرب كردستان» مقاتلي «قوات الحماية الشعبية» و»قوات الشرطة» (اسايش) الذين يتجاوز عددهم حالياً 25 ألفاً.

ووافق الموقعون على حضور مراقبين دوليين وإقليميين لمراقبة «الانتخابات الديموقراطية والنزيهة» خلال ستة اشهر من تشكل الإدارة الانتقالية. ويعتبر المجلس المنتخب، وفق الاتفاق، الهيئة التشريعية لـ «كل المكونات في المناطق الكردية والمشتركة»، ويتولى إعداد دستور جديد بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.

وقال مسؤول كردي رفيع لـ «الحياة» ان الخطوة المقبلة هي تشكيل اللجان خلال 40 يوماً وبدء التحضير للانتخابات لتسيير أمور المناطق، في انتظار التوصل إلى حل نهائي لمستقبل سورية، مشيراً الى ان «تعديلات طفيفة جداً» ادخلت على المشروع الذي قدمه «الديموقراطي» وناقشه مسلم في زيارتيه الى كل من طهران وإسطنبول في الأسابيع السابقة.

غير ان مسؤولاً كردياً اشار الى ان الاتفاق الجديد سيؤثر في الاتفاق الذي كان جرى التوصل اليه بين «المجلس الوطني» و»الائتلاف» وأسفر عن تسلم رئيس «المجلس الوطني» عبد الحكيم بشار نيابة رئاسة «الائتلاف» وانضمام الكيان الكردي الى تكتل المعارضة. وتضمن هذا الاتفاق 16 بنداً، منها الاعتراف بالحقوق الدستورية للشعب الكردي وإطلاق اسم «الجمهورية السورية» بدلاً من «الجمهورية العربية السورية»، اضافة الى ضم 11 عضواً من «المجلس الوطني» الى الهيئة العامة لـ «الائتلاف» المؤلف من 114 عضواً وثلاثة أعضاء الى الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً.

وأثار هذا الاتفاق جدلاً في أوساط كردية. كما ان مسلم قال لـ «الحياة» وقتذاك: «طالما أن الاتفاق لم يجر مع الهيئة الكردية العليا، فإننا لن نقبل به»، لافتاً الى ان أحداً لم يتصل به للتشاور قبل توقيع الاتفاق. لكن «المجلس الوطني» أقره قبل ايام مع تسجيل تحفظ بعض الأعضاء.

ومن المقرر ان يناقش «الائتلاف» في اجتماع هيئته العامة يومي 13 و14 ما جرى التفاهم عليه بين الجانبين. وقال مسؤول: «هناك شكوك بإمكان اقراره».

الى ذلك، اكد المسؤول ان رئيس المبادرة الكردية عمر أوسي المقرب من السلطات السورية وصل قبل يومين الى اربيل في كردستان العراق، لإجراء محادثات مع «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني و»الاتحاد الديموقراطي الكردستاني» بزعامة جلال طالباني. وتردد انه يحمل اقتراحاً لتوحيد المجلسين الكرديين في «الهيئة الكردية العليا» لفتح حوار مع النظام السوري للحصول على الإدارة الذاتية.

المعلم: دمشق توافق على مبادرة روسيا وضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية

بيروت – الحياة

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق ترحب بوضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية، حفاظاً على سلامة المواطنين السوريين.

وقال المعلم إن “الوزير لافروف قدم مبادرة بشأن الأسلحة الكيماوية، وبناءً على ذلك أعلن ترحيب الجمهورية العربية السورية بالمبادرة الروسية انطلاقاً من حرص القيادة السورية على أمن بلدها وحياة مواطنيها، وسعياً لمنع الضربة الأميركية”.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن “وضع سورية أسلحتها الكيماوية تحت إشراف دولي، سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام”.

ودعت روسيا سورية إلى وضع ترسانتها من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية لتجنب ضربات غربية عليها.

روسيا تدعو سورية الى وضع اسلحتها الكيماوية تحت مراقبة دولية

موسكو – ا ف ب

دعت روسيا سورية الى وضع ترسانتها من الاسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية لتجنب ضربات غربية عليها، كما انها تنتظر ردا سريعا من دمشق على هذا الامر، وفق ما اعلن الاثنين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وقال لافروف “ندعو القادة السوريين ليس فقط الى الموافقة على وضع مخزون سورية من الاسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه، لكن ايضاً الى الانضمام بالكامل الى منظمة حظر الاسلحة الكيماوية”، معرباً عن امله في رد “سريع وايجابي” من سورية يجنبها الضربات الغربية عليها.

بان كي مون يدعو الى ازالة اسلحة سورية الكيماوية تحت اشراف الامم المتحدة

نيويورك – ا ف ب

دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى اقامة مناطق في سورية تشرف عليها الامم المتحدة يتم فيها التخلص من اسلحة سورية الكيماوية.

وصرح بان كي مون للصحافيين انه قد يقدم هذا الاقتراح الى مجلس الامن الدولي اذا ما اكد المفتشون الدوليون استخدام اسلحة كيماوية في سورية وكمسعى للتخلص من “الشلل المحرج” الذي يعاني منه مجلس الامن الدولي حيال الازمة السورية.

كيري: تسليم سورية الأسلحة الكيماوية قد يجنبها التعرض للهجوم

لندن – رويترز

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن سورية قد تجنب نفسها هجوماً عسكرياً إذا سلم الرئيس السوري بشار الأسد كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال أسبوع لكنه أوضح على الفور انه لا يقدم عرضا جديا.

ويسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما للحصول على موافقة الكونجرس على القيام بعمل عسكري لمعاقبة سورية على ما يشتبه بانه هجوم شنته بالأسلحة الكيماوية في إطار الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.

وردا على سؤال لصحفي في لندن حول ما إذا كان هناك ما يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة الأسد لمنع أي هجوم قال كيري “بالتأكيد.. يمكنه تسليم كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها دون تأخير ويسمح بتقديم كشف كامل بها ولكنه لن يفعل ذلك ويستحيل تحقيق ذلك.”

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت لاحق إن كيري كان يتحدث بشكل مجازي عن استحالة أن يسلم الأسد الأسلحة الكيماوية التي ينفي استخدام قواته لها في هجوم الغاز السام الذي وقع في 21 أغسطس آب.

وقال الأسد في مقابلة مع تلفزيون (سي.بي.إس) الأميركي إنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة التدخل في سورية محذرا من عواقب هذا التدخل.

ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن معارضي الأسد هم الذين نفذوا الهجوم بالغاز السام افتعالا لحادث يسبب تدخلا عسكريا بقيادة الولايات المتحدة وهو زعم نفاه كيري اليوم الاثنين.

واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو اليوم الاثنين وحث الجانبان واشنطن على تركيز جهودها على عقد مؤتمر للسلام لا القيام بعمل عسكري.

وأشار المعلم إلى ان الهجوم الكيماوي ذريعة للتدخل العسكري وتساءل عما اذا كان الرئيس الأميركي باراك اوباما يساند الارهابيين في اشارة إلى متشددين إسلاميين يحاربون في صفوف مقاتلي المعارضة.

وقال كيري انه يثق في الادلة التي قدمتها بلاده وحلفاؤها والتي تدعم اتهام قوات الأسد باستخدام الغاز السام. لكنه قال انه يتفهم الشكوك المستمرة منذ حرب العراق 2003 والتي استند فيها إلى معلومات مخابرات عن امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل ثم تبين بعد ذلك عدم صحتها.

وتجنب كيري الاجابة مباشرة عندما سئل إن كان لدى الولايات المتحدة دليل على وجود صلة مباشرة بين الأسد والهجوم الكيماوي الذي زعم وقوعه في 21 أغسطس آب لكنه قال ان هذه الأسلحة خاضعة لسيطرة ثلاثة اشخاص فقط في سورية هم الأسد وشقيقه ماهر وجنرال لم يذكر اسمه.

وقال كيري إن عدم اتخاذ اجراء حيال هذه الادلة سيلاحق الولايات المتحدة وحلفاءها.

وقال “اذا اردتم ارسال رسالة تهنئة الى ايران وحزب الله والاسد تقول لهم يمكنم ان تفعلوا ما يحلو لكم فلتقولوا: لا تفعلوا شيئا.

“نحن نعتقد ان هذا أمر خطير وسنواجه هذا لاحقا وعلى نطاق أوسع اذا لم نكن على استعداد لاتخاذ… موقف الان.”

وسئل وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن مقابلة الأسد مع تلفزيون (سي.بي.اس) فحذر من اعطاء الكثير من الاهمية لكلمات الرئيس السوري.

وأضاف “يجب ألا نسقط في شرك اعطاء الكثير من المصداقية لكلمات زعيم (مثل) الرئيس الأسد الذي شهد عهده الكثير جدا من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وأظهر مثل هذا الاستخفاف القاتل بخير شعبه.. لذا فلنتجنب السقوط في شرك تصديق كل كلمة…تخرج من رجل كهذا.”

وأكد كيري أن العلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة قوية كما كانت دائما رغم قرار البرلمان البريطاني عدم الموافقة على القيام بإجراء عسكري ضد سورية.

وقال كيري “العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة توصف عادة بانها خاصة وأساسية وهي توصف بذلك لانها كذلك. الرابطة… اكبر من مجرد تصويت.”

وقال كيري إنه أجرى خلال زيارته للندن محادثات “مثمرة” مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.

أوباما يواجه معركة إقناع صعبة للكونغرس الأسد نفى مسؤوليته ولوَّح بانتقام الحلفاء

العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم

بدأ العد العكسي للخطاب الذي سيلقيه الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الثلثاء لاقناع الرأي العام واعضاء الكونغرس بصواب قراره توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري لمعاقبته على استخدام الاسلحة الكيميائية في 21 آب الماضي ولردعه عن استخدامها في المستقبل، على خلفية وجود معارضة شعبية قوية لقراره، ومقاومة غير متوقعة في الكونغرس بما في ذلك من كتلة مهمة من الديموقراطيين في مجلس النواب. ولم يستبعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماع مع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في باريس، عودة واشنطن إلى مجلس الأمن بعد صدور قرار المفتشين الدوليين في شأن استخدام الاسلحة الكيميائية، وأمهل بعض الدول العربية 24 ساعة كي تحدد موقفاً من الضربة العسكرية الاميركية المزمعة.

وفي المقابل، بثت شبكة “سي بي اس” الاميركية للتلفزيون ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي اجرت معه مقابلة ستبثها كاملة اليوم، نفى مسؤوليته عن هجوم بالاسلحة الكيميائية على مدنيين سوريين. وقال إن الدليل ليس حاسما على حصول مثل هذا الهجوم. واضاف ان حلفاء سوريا سيردون على الضربة الاميركية في حال حصولها. وفي اسرائيل عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية للبحث في الضربة الاميركية، ونشر الجيش الاسرائيلي منظومة “القبة الحديد” المضادة للصواريخ قرب القدس، وقال مسؤول إسرائيلي إن الولايات المتحدة ستبلغ إسرائيل أي هجوم على سوريا قبل ساعات من تنفيذه.

وفيما عززت تركيا مواقعها على الحدود مع سوريا بصواريخ أرض – جو من طراز “ستينغر”، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان نحو 1500 مقاتل من المعارضة السورية بينهم أفراد من “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، سيطروا تماما على بلدة معلولا بريف دمشق في هجوم شنوه ليل الاحد. ص11 وقال مراسل قناة “روسيا اليوم” أن 180 مسلحا من مقاتلي المعارضة قتلوا في اشتباكات مع الجيش السوري النظامي في الغوطة الشرقية بريف دمشق امس. ونسبت صحيفة “لوس انجلس تايمس” الى مسؤولين اميركيين ان الضربة الاميركية ستستمر ثلاثة ايام.

تعبئة أميركية

وفور عودة اوباما من روسيا، شن البيت الابيض حملة تعبئة قل نظيرها تحضيراً للخطاب، الذي يمكن ان يتحول أهم خطاب يلقيه اوباما منذ وصوله الى البيت الابيض، وتمهيدا لتصويت مجلسي الكونغرس. وأبرز المفارقات التي أفرزتها الضربة المحتملة لسوريا انها انتجت ائتلافا غريباً في مجلس النواب يعارض الضربة مؤلفا من اليسار الذي أيد أوباما منذ البداية لأنه عارض حرب العراق، وتيار محافظ – انعزالي يعارض التورط في النزاعات الخارجية او استخدام القوة العسكرية الا في حال الدفاع عن النفس.

وكما فعل البيت الابيض الاسبوع الماضي حين طلب من وزير الخارجية جون كيري تمثيل الحكومة في البرامج الحوارية المهمة الاحد، جنّد أمس لهذه المهمة مدير البيت الابيض دنيس ماكدونو الذي اعرب عن ثقة البيت الابيض بالحصول على تفويض من الكونغرس لتوجيه الضربة “لاننا نعمل بجهد كبير”، وأكد ان الضربة “ستكون دقيقة ومحدودة ولكن قوية”. وأوضح أن “هذه ليست مثل العراق، او مثل افغانستان، وهي ليست ايضا حملة جوية طويلة مثل ليبيا”. ورأى ان الضربة ستوجه رسالة قوية الى ايران ايضا و”هذه فرصة كي نظهر موقفا قويا لايران”. ولاحظ أن أحدا لم يدحض حتى الان صدقية الاستخبارات الاميركية التي أكدت صحة المعلومات التي تقول ان نظام الاسد هو الذي استخدم السلاح الكيميائي.

وكشف البيت الابيض السبت عن مجموعة من الاشرطة التي التقطت لضحايا الهجوم الكيميائي فور الهجوم وهي تظهر اعدادا كبيرة من هؤلاء ممددين على الارض بينهم أطفال وهم يلفظون انفاسهم الاخيرة او يحاولون بجهد كبير التنفس واجسادهم في حال تشنج على وقع الصراخ والصلوات. ومع ان أكثر الاشرطة عرضت في وسائل الاتصال الاجتماعي، فان البيت الابيض شدد على ان أجهزة الاستخبارات الاميركية تأكدت من صدقيتها. وعرض البيت الابيض هذه الصور على اعضاء الكونغرس لاقناعهم بدعم الرئيس.

وتشمل حملة التعبئة اجراء اوباما اليوم ست مقابلات مع شبكات التلفزيون الاميركية، ستبث قبل ساعة من بدء موسم لعبة كرة القدم الاميركية التي يراقبها عادة ملايين الاميركيين. وسيلتقي المسؤولون الكبار في البيت الابيض بمن فيهم ماكدونو مع زعماء الكونغرس، كما ستجتمع مستشارة الامن القومي سوزان رايس مع اعضاء كتلة النواب الاميركيين ذوي الاصل الافريقي، خصوصاً ان بعضهم أبدى تحفظه القوي عن الضربة أو معارضته الواضحة لها. ومن المتوقع ان تشارك “اللجنة الاميركية – الاسرائيلية للشؤون العامة (أيباك) التي تمثل ذراع قوى الضغط المؤيدة لاسرائيل في هذه الجهود. وكانت “ايباك” قد بعثت برسالة لاقناع أعضاء الكونغرس بتأييد قرار الرئيس اوباما.

هذه الظروف الجديدة تفسر ايضاً التعاون الجديد بين اليمين واليسار في مجلس النواب لالحاق الهزيمة باوباما، كما ظهر من التعاون بين النائب الديموقراطي آلان غرايسون والنائب الجمهوري تيد يوهو للحؤول دون تفويض اوباما توجيه الضربة العسكرية الى سوريا. وترسم الارقام حتى الان صورة قاتمة لفرص اوباما في اقناع مجلس النواب. والى رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوينر وزعيم الغالبية في المجلس اريك كانتور، تؤيد زعيمة الاقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي ومسؤول الانضباط الحزبي في الحزب الديموقراطي في مجلس النواب ستيني هوير الرئيس في قراره، ولكن يقف في معسكرهما الآن 21 نائبا فقط من اصل 435. وهناك على الاقل 100 عضو في مجلس النواب من الحزبين يعارضون الضربة بقوة. ويعتقد أن ثمة نحو 185 عضوا لم يحسموا امرهم حتى الان. هذه الصورة المعقدة تفسر قول كانتور ان التصويت في مجلس النواب متوقع “خلال الاسبوعين المقبلين”.

ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى ومقربين من نتنياهو، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي أجرى خلال الأيام الأخيرة محادثات مع أعضاء في الكونغرس وأشخاص في الإدارة الأميركية وفي “ايباك”، “من أجل شرح أهمية العملية العسكرية ضد نظام الأسد”.

الأسد

من جهة أخرى، بثت سبكة “سي بي إس” الاميركية للتلفزيون أن الأسد نفى مسؤوليته عن الهجوم بالاسلحة الكيميائية على مدنيين سوريين. وقال إنه “لا دليل على انني استخدم الاسلحة الكيميائية ضد شعبي”.

ومن المقرر بث المقابلة كاملة اليوم في برنامج تشارلي روز على شبكة “بي بي إس”. وقال روز إنه التقى الأسد في دمشق. وقدمت “سي بي اس” عبر برنامج “واجه الأمة” موجزا للمقابلة لم يحتو على أي تسجيلات صوتية أو مصورة للأسد.

وأوضح روز الذي تحدث عبر الهاتف أن الأسد لم يؤكد أو ينف امتلاك سوريا لأسلحة كيميائية ولكن إذا كانت تمتلك مثل هذه الأسلحة فستكون خاضعة لسيطرة مركزية. ونقل عن الرئيس السوري إن الولايات المتحدة يجب أن تقدم الدليل على تورطه إذا كان لديها دليل. وأضاف أن الأسد حذر من رد انتقامي من المتحالفين مع سوريا اذا نفذت الولايات المتحدة وعيدها. وأضاف أن الأسد أبلغه أن سوريا مستعدة للهجوم بكل ما أوتيت من قوة. وأشار إلى أنه سأل الأسد عما إذا كان يخشى أن يتسبب الهجوم بتقويض الجيش السوري والإخلال بميزان القوى في الحرب المستمرة منذ سنتين ونصف سنة، فأجابه الرئيس السوري بأنه قلق جدا من ذلك. وبعث الأسد برسالة إلى الشعب الأميركي بأن عليه ألا يتورط في صراع جديد في الشرق الأوسط.

ونفى كيري زعم الاسد انه لا دليل على انه استخدم اسلحة كيميائية ضد شعبه. وقال ان “الدليل يتحدث عن نفسه”.

المعلم يرحب بالمبادرة الروسية لوضع اسلحة سورية الكيميائية تحت مراقبة دولية والمعارضة تتهم موسكو ودمشق بـ”الكذب والخداع

عواصم ـ وكالات ـ رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين بالمبادرة الروسية بوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية والتخلص منها لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري.

وصرح المعلم في موسكو “ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقا من حرصها على ارواح مواطنيها وامن بلدنا ومن ثقتنا من حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلدنا”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا سوريا في وقت سابق من الاثنين الى وضع ترسانتها من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية لتجنب ضربات غربية عليه.

وقال لافروف في تصريح مقتضب بعد ساعات قليلة على لقائه نظيره السوري “ندعو القادة السوريين ليس فقط الى الموافقة على وضع مخزون سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه، لكن ايضا الى الانضمام بالكامل الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية”.

واضاف “لقد نقلنا هذا الاقتراح الى وزير الخارجية السوري (وليد) المعلم الموجود حاليا في موسكو ونأمل في رد سريع وايجابي”.

ويأتي تصريح لافروف بعد موقف ادلى به نظيره الاميركي جون كيري في وقت سابق الاثنين في لندن اكد فيه ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بامكانه تجنب الضربات اذا ما بادر الى وضع ترسانته من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية.

وقال كيري “من المؤكد انه (بشار الاسد) يستطيع تسليم ترسانته الكيميائية كلها الى المجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل، تسليم كل شيء ودون ابطاء (…) لكنه ليس مستعدا للقيام بذلك ولا يمكنه القيام به”.

وتاتي زيارة المعلم الى روسيا فيما يستعد الكونغرس الاميركي الى مناقشة شن ضربات عسكرية محدودة ضد النظام السوري.

من جانبه اتهم رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس الاثنين موسكو ودمشق ب”الكذب” و”الخداع″ في المبادرة المتعلقة بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري.

وحذر ادريس في اتصال هاتفي مع قناة “الجزيرة” التلفزيونية القطرية الاميركيين من الوقوع في “شرك الخديعة والتضليل”. وقال “نطالب بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب وبوتين يعلمهم الكذب. بوتين اكبر كذاب”.

تجدد الاشتباكات قرب دمشق للسيطرة على بلدة مسيحية تاريخية

بيروت- (رويترز): قال نشطاء ان قوات الحكومة السورية شنت الاثنين هجوما لاستعادة السيطرة على بلدة مسيحية تاريخية شمالي دمشق.

وكانت قوات الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة التي ينتمي بعضها للقاعدة قد تبادلت السيطرة على بلدة معلولا ثلاث مرات بالفعل خلال الستة ايام الماضية.

ويقول مقاتلون ان شدة القتال من أجل السيطرة على البلدة يرجع إلى موقعها الاستراتيجي قرب الطريق المؤدي من دمشق الى مدينة حمص في وسط سوريا.

لكن القتال في منطقة ذات رمزية دينية من هذا القبيل قد يزيد قلق الاقلية المسيحية التي تراقب العنف الطائفي بين الاغلبية السنية والاقلية العلوية يخيم على الانتفاضة ضد حكم الاسد.

ويهدد القتال قرب معلولا في جبال القلمون شمالي العاصمة المواقع المسيحية القديمة عند سفوح الجبال والتي يزورها المسيحيون والمسلمون على السواء.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يعارض الاسد ومقره بريطانيا ان القوات والميليشيا الموالية للأسد عاودت دخول معلولا في وقت مبكر من صباح يوم السبت لكنها انسحبت في المساء عندما استدعت المعارضة تعزيزات.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان القوات الحكومية المتقهقرة واصلت قصف قوات المعارضة والاشتباك معها على اطراف معلولا الاحد والاثنين على الرغم من تراجع حدة العنف داخل البلدة صباح الاثنين.

ويوجد في معلولا عدة كنائس وأديرة مهمة منها دير مار تقلا لراهبات الكنيسة اليونانية الارثوذوكسية الذي زاره الكثير من المسيحيين والمسلمين الذين يتوافدون عليه كمكان مقدس طلبا للشفاء.

ولا يزال عدد كبير من سكان معلولا وبلدتي الصرخة وجبعادين السنيتين القريبتين يتحدثون اللغة الارامية وهي لغة المسيح.

وقال عبد الرحمن ان 18 من مقاتلي المعارضة قتلوا واصيب اكثر من 100 خلال قتال السبت. ولم يستطع تأكيد عدد الضحايا في صفوف القوات الحكومية.

والقيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الاعلام المستقلة تجعل من الصعب التحقق من هذه الروايات.

وكان اغلب سكان معلولا فروا منها عندما اندلع القتال يوم الاربعاء الماضي حول حاجز تحرسه القوات الحكومية.

ودخلت قوات المعارضة البلدة في وقت لاحق من ذلك اليوم لكنها انسحبت يوم الخميس. ونفت رئيسة دير مار تقلا تقارير تداولتها جماعات مؤيدة للحكومة تفيد بأن المعارضة نهبت المواقع المسيحية المقدسة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة من بين قوات المعارضة التي سيطرت على البلدة يوم السبت.

وحمل اعضاء بهذه الجماعة بيانا مصورا على موقع يوتيوب امس ينفون فيه نيتهم احتلال معلولا.

وفي التسجيل المصور يقول رجل يحيط به عشرة من مقاتلي المعارضة يلبسون اقنعة ويمسكون بأسلحة ان المقاتلين استهدفوا السيطرة على حاجز قرب معلولا الاسبوع الماضي وانهم لم يدخلوا البلدة الا للدفاع عنها ضد الهجمات الحكومية.

وقال الرجل “سننسحب قريبا من البلدة ليسا خوفا ولكن لترك منازلها لاصحابها. فهم ليسوا هدفنا. فهدفنا هو عسكري بالاساس″.

وينتهي التسجيل المصور بمقابلة مع امرأتين مسنتين ترتديان زي الراهبات الاسود. وتقول احداهما ان قوات المعارضة عاملتهما “بشكل جيد للغاية” لكن غطى على باقي كلامها صوت القصف شبه المستمر في الخلفية.

وتخشى الطائفة المسيحية في سوريا من القوة المتصاعدة للجماعات الاسلامية داخل حركة التمرد لكنها تظل على الحياد الى حد بعيد منذ 2011 عندما بدأ المتظاهرون السلميون يحتجون ضد حكم اسرة الاسد المستمر منذ اربعين عاما.

ويشكل المسيحيون قرابة عشرة في المئة من سكان سوريا. وحملت نسبة صغيرة منهم حتى الان السلاح في الحرب الاهلية التي تضع بصورة عامة الاقليات وخاصة الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد في مواجهة الاغلبية السنية.

الأسد يحذر: كل شيء متوقع في حال حصول ضربات على سوريا

واشنطن- (ا ف ب): حذر الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية تبث الاثنين واشنطن من انه في حال شنت ضربات على سوريا، فعندها “يمكنها توقع كل شيء”.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة (سي بي اس) الأمريكية: “عليكم توقع كل شيء. الحكومة (السورية) ليست اللاعب الوحيد في هذه المنطقة. ثمة اطراف عدة، فصائل مختلفة، عقائد مختلفة. لديكم كل شيء في هذا القرار الان”، ولم يستبعد استخدام اسلحة كيميائية “اذا كان يملكها المسلحون او ارهابيون في المنطقة أو أي مجموعة اخرى”.

واضاف “لست منجما كي اخبركم ماذا سيحصل”.

كما دعا الرئيس السوري اعضاء الكونغرس الامريكي الذين يتعين عليهم التصويت على مشروع قرار يجيز ضرب سوريا – إلى “الطلب من الادارة (الامريكية) ابراز ما لديها من ادلة” على الهجوم الكيميائي في 21 اب/ اغسطس.

وتابع الأسد “العالم اجمع يشعر بالخيبة من ادارة” الرئيس باراك أوباما، مضيفا “كنا نأمل انها ستكون مختلفة عن ادارة (الرئيس الامريكي السابق جورج) بوش”. كما قال الرئيس السوري انه “في هذه القضية، لم يقدم (وزير الخارجية الامريكي جون) كيري اي دليل. في المنطقة التي يقال ان الحكومة استخدمت فيها اسلحة كيميائية، ليس هناك سوى تسجيلات مصورة وادعاءات. لم نكن هناك. قواتنا، شرطتنا لا يعتقدان الامر نفسه”. وتساءل “كيف يمكن لاحدهم الحديث عن شيء من دون ان يكون شاهدا عليه (…) حكومتنا لا تتحدث الا عندما يكون لديها ادلة”.

وصرح الاسد “الكونغرس سيصوت خلال بضعة ايام، واعتقد ان الكونغرس منتخب من الشعب لتمثيله. على النواب ان يستاءلوا اذا: ماذا تجلب الحروب لامريكا؟ لا شيء”. واضاف “هذه حرب تصب في غير مصلحة امريكا. لماذا؟ انها حرب ستؤدي إلى دعم القاعدة والناس الذين قتلوا امريكيين في 11 ايلول/ سبتمبر” 2011.

لافروف: لدينا أدلة على استخدام المتمردين السلاح الكيماوي في سورية

موسكو- (د ب أ): قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تعتقد بوجود دليل كاف يشير إلى أن المتمردين السوريين يتحملون اللوم على شن هجوم باستخدام أسلحة كيميائية خارج دمشق الشهر الماضي.

ونقلت وكالة (انترفاكس) الروسية للأنباء عن لافروف قوله: “من وجهة نظري، يوجد دليل كبير” مشيرا إلى أن شبكة الإنترنت ممتلئة بالصور، يزعم خلالها المتمردون بأنهم نفذوا الهجوم.

وذكر لافروف أن كل يوم يزداد عدد المتفقين مع روسيا أنه لا يوجد أي حل عسكري للأزمة السورية، مؤكدا أن موسكو تتخذ خطوات لتجنب وقوع “الكارثة” في الشرق الأوسط، نافيا وجود أي صفقة بشأن سورية “من دون علم الشعب السوري”.

وقال لافروف خلال مؤتمر مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو الاثنين إن جميع زعماء دول “مجموعة الثماني” متفقون على إجراء تحقيق محايد في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي، مؤكدا على ضرورة التحقيق في كافة حوادث استخدام الكيميائي.

وأضاف لافروف في المؤتمر الصحفي المشترك الذي نقلته قناة (روسيا اليوم): “طالبنا بعودة الخبراء الأمميين إلى سورية لاستكمال تحقيقاتهم ونصر على ذلك” معربا عن قلق بلاده بشأن مصير المنطقة وحياة المواطنين الروس في سورية.

وقال لافروف إن موسكو تدعو الأمريكيين للعمل على عقد مؤتمر “جنيف 2″ وليس للاستعداد للحرب، مشيرا إلى أن موسكو تتوقع أن يعلن ممثلو المعارضة عن موافقتهم على المشاركة في “جنيف 2″، موضحا أن موسكو ستواصل تقديم المساعدات إلى الشعب السوري بشكل مباشر أو في إطار منظمات دولية، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني في هذا البلد يتدهور، مؤكدا أنه يمكن معالجة هذا الوضع دون تدخل عسكري.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه مع نظيره الروسي لافروف في موسكو إن أي ضربة أمريكية لبلاده ستهدد مؤتمر “جنيف 2″، الذي تريد دمشق المشاركة فيه، مشيرا إلى أن دمشق أكدت أكثر من مرة مشاركتها دون شروط مسبقة، إلا أن “العدوان” الأمريكي قد يقوض الجهود الرامية إلى عقده.

هيغ وكيري يحملان النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي بريف دمشق

لندن- (يو بي اي): حمّل وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، ونظيره الأمريكي، جون كيري، نظام الرئيس بشار الأسد مسؤولية الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية بريف دمشق بنهاية الشهر الماضي، وأكدا أن بلديها ما زالا في تحالف وثيق بشأن سوريا على الرغم من تصويت البرلمان البريطاني ضد المشاركة بأي تدخل عسكري هناك.

وقال هيغ، إن لندن وواشنطن “تعملان معاً لإنقاذ حياة الناس، وإحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والضغط من أجل رد دولي قوي على استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل حكومة (الرئيس) الأسد”.

واعتبر أن موقف حكومة المملكة المتحدة “واضح حيال الأزمة في سوريا، وظلت نشطة للغاية على الجبهة الدبلوماسية والإنسانية وداعمة لموقف واشنطن، وتحترم بالكامل القرار الذي اتخذه البرلمان، لكن لا تزال لديها أربع أولويات”.

واضاف هيغ أن الأولوية الأولى للحكومة البريطانية هي “الدفع لعقد مؤتمر (جنيف 2) للسلام في سوريا، والثانية تقديم المساعدات الإنسانية، والثالثة دعم المعارضة المعتدلة، والرابعة اتخاذ موقف حازم بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية”.

واشار إلى أن 11 دولة وقّعت على اعلان خلال قمة مجموعة دول الـ 20 التي استضافتها روسيا الأسبوع الماضي يدين استخدام الأسلحة الكيميائية ويطالب برد قوي، داعياً الدول الأخرى إلى “محاكاة هذه الخطوة للمساعدة في زيادة الضغط على السلطات السورية”.

ومن جانبه، قال كيري إن العلاقة الخاصة بين واشنطن ولندن “لن تتأثر بسبب تصويت البرلمان البريطاني ضد المشاركة بأي تدخل عسكري في سوريا”، واصفاً العلاقات بينهما بأنها “أكبر من تصويت واحد أو لحظة واحدة في التاريخ”.

ورفض الاقتراحات بأن الرئيس باراك أوباما اضطر لاستشارة الكونغرس بعد رفض البرلمان قضية العمل العسكري، مشدداً على أن الرئيس الأمريكي “كان يعتزم القيام بهذه الخطوة ولا يوجد هناك اساءة فهم للتصويت البريطاني”.

وأصرّ وزير الخارجية الامريكي على أن الأدلة على وقوف النظام السوري وراء الهجوم الكيميائي بريف دمشق “مقنعة”، مشيراً إلى أن العمل المحدود الذي تخطط له الولايات المتحدة ضده “يختلف جداً عن العراق عام 2003″.

واضاف كيري “نحن لا نتحدث عن حرب.. ونحن لن نذهب إلى الحرب، ولن نعرّض حياة الناس للخطر بهذه الطريقة وننشر قوات على الأرض، ونخطط بدلاً من ذلك لضربات محدودة للغاية وعلى المدى القصير وتستهدف قوات الرئيس الأسد”.

وفيما اشار إلى “أن الولايات المتحدة والرئيس أوباما وهو شخصياً والمسؤولين الأمريكيين الآخرين في اتفاق كامل على أن نهاية الصراع في سوريا يتطلب حلاً سياسياً وليس عسكرياً ولا توجد لديهم أوهام حول ذلك”، حذّر من “أن عدم القيام بتدخل عسكري في سوريا يمكن أن يدفع نظامها لاستخدام الأسلحة الكيميائية من جديد”.

وتتهم الولايات المتحدة الحكومة السورية بالوقوف وراء الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية بريف دمشق أواخر الشهر الماضي والذي قالت إنه أدى إلى مقتل أكثر من 1400 مدني، فيما نفت الأخيرة صحة ذلك وتحدت واشنطن بتقديم أدلة موثوقة حوله، محملة من تصف بـالإرهابيين” مسؤولية الهجوم.

الائتلاف السوري المعارض: مقتل 27 من السجناء في حمص

دمشق- بيروت- (د ب أ)- (ا ف ب): اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض، أكبر تجمعات المعارضة السورية، النظام السوري باعتماد “القمع المفرط” للسيطرة على محاولات للعصيان داخل سجن حمص المركزي، ما أسفر عن مقتل 27 من السجناء.

وقال بيان صادر عن الائتلاف تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الاثنين، إن لديه “أنباء تفيد بقيام مجموعات من الشبيحة باعتماد القمع المفرط واستخدام الرصاص الحي للسيطرة على محاولات للعصيان جرت داخل السجن وأسفرت عن استشهاد 27 من المعتقلين داخله”.

وحمل البيان مدير سجن حمص المركزي العميد عبدو يوسف كرم “مسؤولية كل خرق تم ارتكابه أثناء توليه مهام إدارة سجن حمص المركزي، إضافة إلى كل من كان له دور في إصدار الأوامر أو الإشراف عليها أو تنفيذها إضافة إلى سائر الخروقات والجرائم الأخرى التي ارتكبتها عصابات النظام وقوات جيشه وشبيحته بحق المدنيين في سورية”.

وطالب الائتلاف، في بيانه بـ”إتخاذ الإجراءات الكفيلة بلجم همجية النظام وفرض حل فوري وعاجل يحقن الدماء وينقذ أرواح الأبرياء ويخص بالذكر المعتقلين والمخطوفين في سجون النظام الذين يتعرضون لمختلف صنوف التعذيب والقمع منذ عامين ونصف”.

وقال البيان إن النظام السوري يعتقل “أكثر من 200 ألف مواطن سوري، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، في ظروف لا تطاق يتعرضون خلالها لأفظع أنواع التعذيب”.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون أكدا في وقت سابق الاثنين أن القوات النظامية السورية اقتحمت سجن حمص المركزي وسط البلاد بعد منتصف ليل الأحد الاثنين، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سقط عدد من الجرحى وأنباء عن سقوط شهيد في اقتحام القوات النظامية لبعض مهاجع سجن حمص المركزي” في الجزء الشمالي للمدينة.

من جهته، افاد الناشط يزن الحمصي فرانس برس عبر الانترنت ان “قوات الامن حاولت في الايام السابقة اعادة تقسيم السجناء وتوزيعهم على المهاجع في محاولة لتقسيمات جديدة وترحيل قسم منهم الى سجون داخل المطارات والثكنات العسكرية”.

واوضح ان بعض السجناء نفذوا عصيانا “حتى لا يتم ترحيلهم من السجن المركزي، فأطلقت قوات الامن رصاصا عشوائيا وقنابل مسيلة للدموع واستخدمت العصي الكهربائية لاجبارهم على الدخول الى المهاجع وسحب السجناء المطلوب عزلهم قبل ترحيلهم”.

واوضح أن “الكهرباء والماء مقطوعة داخل السجن”.

تقرير: جماعة جهادية في سوريا قد تعيد نجم القاعدة الى الصعود

واشنطن- (رويترز): جاء في تقرير لمؤسسة بحثية أمريكية نشر الاثنين ان تنظيم القاعدة الذي ضعف أمامه فرصة من جديد لان تدب فيه الحياة في سوريا حيث تساعد حالة الاضطراب الناجمة عن الحرب الاهلية في تعزيز نفوذ واحدة من الجماعات اللصيقة التابعة له.

وأعد مشروع الامن الداخلي التابع لمركز سياسة الحزبين تقريرا بعنوان “الارهاب الجهادي: تقييم للخطر” جاء فيه “من السابق لاوانه التنبؤ على المدى الطويل بالخطر الذي تشكله القاعدة والجماعات المتحالفة معها حيث تمر الحركة بمرحلة انتقالية قد تلفظ فيها أنفاسها الاخيرة لكن الظروف المواتية في الشرق الاوسط المضطرب قد تبعث أيضا الحياة في الشبكة من جديد”.

ومن أكثر الفصائل التي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد فعالية وقوة جبهة النصرة وهي احدى أفرع القاعدة. ويقول معارضو خطة الرئيس الامريكي باراك أوباما لضرب قوات الحكومة السورية عقابا لها على هجوم كيماوي مزعوم الشهر الماضي ان ذلك سيصب في نهاية المطاف لصالح جبهة النصرة.

وقال بيتر بيرجن الخبير في شؤون القاعدة وأحد المشاركين في اعداد التقرير “مصير نجم القاعدة في الصعود والهبوط يتحدد الى حد ما في سوريا. انظر حول العالم هناك بالفعل الكثير من الاماكن التي لا يؤدون فيها اداء جيدا لكن من الواضح انهم يؤدون اداء جيدا جدا في سوريا”.

ويرأس مشروع مركز سياسة الحزبين توماس كين المحافظ الجمهوري السابق لنيوجيرزي ولي هاملتون النائب الديمقراطي السابق لانديانا اللذان رأسا تقرير لجنة 11-9 الذي حلل مدى استعداد الولايات المتحدة لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 ورد فعلها.

ونشر تقريرهما الجديد قبل الذكرى الثانية عشرة لهجمات 11 سبتمبر وجاء فيه ان الولايات المتحدة تواجه خطرا ارهابيا غير متبلور بما في ذلك هجمات يشنها أفراد متشددون.

وفي سوريا بدأت جبهة النصرة العمل على توفير الخدمات الاجتماعية على نطاق واسع لكسب تأييد السكان في المناطق التي تسيطر عليها.

وقال التقرير “هذا شيء تحققه جماعة تابعة للقاعدة لاول مرة.. تطوير منهج لمراكز سكانية على شاكلة ماو (الزعيم الشيوعي الصيني) لتنفيذ تمرد ناجح”.

وجاء في التقرير ان تسليح مقاتلي المعارضة السورية قد يسمح بسقوط أسلحة ثقيلة في ايدي جماعات جهادية.

وقال التقرير أيضا ان ترسانة الأسد من الاسلحة الكيماوية تشكل مشكلة محتملة اذا وصلت اليها جماعات مثل النصرة. وذكر ان الاسلحة يمكن ان تستخدم في سوريا ويمكن ان تهرب الى خارج البلاد وتستخدم في هجمات تشن مستقبلا.

ويبذل أوباما جهودا مضنية لاقناع اعضاء الكونغرس والحكومات الاجنبية بتأييد خطته لتنفيذ ضربات محدودة ضد قوات الاسد.

والخطر الاخر الناجم عن الحرب الاهلية السورية هو وجود الاف من المقاتلين الاسلاميين المتشددين الاجانب ومن بينهم أمريكيون.

وقال التقرير “المحاولات المستمرة ونجاح جماعات متشددة اجنبية في اقامة شبكات دعم داخل الولايات المتحدة يشكل خطرا محتملا في المستقبل لان الاموال التي يرسلها الافراد لجماعات ارهابية في الخارج يمكن ان تحول لشن هجمات في الداخل كما ان الامريكيين الذين يحاربون في الخارج يمكن ان يعودوا لارتكاب ارهاب داخل الولايات المتحدة”.

وصرح روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق الشهر الماضي بأن المسؤولين في المكتب قلقون من ان الامريكيين الذين ربما يقاتلون في سوريا قد يعودون بتكتيكاتهم الارهابية الى الولايات المتحدة.

ويشعر مسؤولو أمن امريكيون وأوروبيون بالقلق أكثر من اشتراك مواطنين من دول اوروبية مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا في القتال في سوريا. فمواطنو تلك الدول يمكنهم دخول الولايات المتحدة بسهولة دون الحصول على تأشيرة دخول ولذلك يشكل هؤلاء المقاتلون الذين حاربوا في سوريا خطرا ارهابيا.

وقدر مسؤولون اوروبيون عدد البريطانيين الذين يحاربون في سوريا مع مقاتلي المعارضة ضد قوات الاسد بما يتراوح بين 70 و100 مقاتل عدد كبير منهم في صفوف جبهة النصرة.

الأسد يحتاط بصواريخ ‘أرض جو’ استعدادا للضربة العسكرية

الرياض- (د ب أ): كشفت مصادر في صفوف المعارضة السورية لصحيفة (الوطن) السعودية أن نظام دمشق عمد أخيراً إلى تحويل المنطقة المحيطة بالعاصمة لمنصات إطلاق صواريخ (أرض ـ جو) مضادة للطائرات والصواريخ، تحضيراً لمواجهة الضربة العسكرية الغربية المرتقبة.

وذكرت المصادر للصحيفة أن بعضاً من هذه المواقع يتمثل في مطار المزة العسكري، الذي يعتبر شريان نظام الأسد الجوي، ويتوقع أن تطاله نيران الضربات العسكرية المنتظرة، إضافة إلى منطقة المزة الدمشقية، ومحيط مطار دمشق الدولي، بجانب مواقع أخرى متعددة.

إلى ذلك، أبدى قيادي في قيادة أركان الجيش السوري الحر للصحيفة ارتياحه مما وصفه بـ(الثقة) من تلقي نظام دمشق ضربةً اعتبرها “قاصمة”، فيما بدا الأمر بانتظار تصويت الكونغرس الأمريكي عليه.

لكن القيادي، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، قال: “الموضوع بالنسبة لواشنطن محسوم، نحن نطمئن أن الأمر بالنسبة لنا محسوم، والضربة ستوجه لا محالة”.

المعلم: أي هجوم أمريكي على سوريا سيهدد مؤتمر ‘جنيف 2′ الذي نرغب بالمشاركة فيه

موسكو- (يو بي اي): أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، ان أي هجوم امريكي على بلاده سيهدد مؤتمر (جنيف 2)، الذي تريد دمشق المشاركة فيه.

ونقلت وسائل إعلام روسية الإثنين عن المعلم، قوله خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن الرئيس السوري بشار الأسد ممتن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقفه وبلاده من القرار حول سوريا.

وأضاف المعلم أن “الأسد طلب مني نقل تحياته وامتنانه لبوتين على موقفه حول سوريا قبل وبعد قمة مجموعة الـ20″.

وشدد وزير الخارجية السوري على ان بلاده ما زالت مستعدة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2.

وقال “أكدنا مرات عدة مشاركة سوريا في المؤتمر من دون شروط مسبقة، ونحن مستعدون للمشاركة حتى الآن”.

ولكنه أوضح، ان أي هجوم أمريكي على سوريا سيهدد مؤتمر (جنيف 2)، وقال “أنا أعلم ما قد يحصل بعد أي هجوم أمريكي.. والأرجح أن صاروخاً سيطلق وسيعيق المؤتمر”.

وشدد المعلم على أن دمشق مقتنعة بأن “الولايات المتحدة لا تريد مؤتمراً”، مشيراً إلى ان طبول الحرب تقرع من امريكا.

وأضاف “نعتقد ان روسيا تلعب دوراً مهماً في تفادي حصول الإعتداء، ولهذا فإن الموقف الروسي قوي لأن حفظة السلام أقوى ممن يريدون شن حرب”.

ومن جهته، أكد لافروف خلال اللقاء على ان روسيا تعتزم مطالبة المعارضة السورية بالموافقة بوضوح على عقد مؤتمر (جنيف 2) من دون شروط مسبقة.

وجدد موقف موسكو، مؤكداً على أنه لا يوجد هناك بديل للحل السلمي للأزمة السورية، ولا حل عسكرياً للمشكلة.

كيري يحصل على غطاء عربي: عدة دول تؤيد ضرب النظام السوري

واشنطن ـ باريس ـ لندن ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ـ وكالات: اكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي اجتمع الاحد في باريس مع وزراء عدد كبير من الدول العربية، وجود اجماع على ان الرئيس بشار الاسد تجاوز ‘خطا احمر’ باستخدام الاسلحة الكيمياوية في سورية.

وقال كيري ان السعودية، التي حضر وزير خارجيتها سعود الفيصل الاجتماع، وقعت على الدعوة التي اطلقتها الجمعة 12 من دول مجموعة العشرين لتوجيه ‘رد قوي’ على استخدام الاسلحة الكيمياوية، موضحا ان دولا عربية اخرى ستعلن موقفها في هذا الشأن خلال الـ24 ساعة القادمة.

وقال كيري ‘الجميع فهموا جيدا ان القرار يجب ان يتخذ خلال الـ24 ساعة المقبلة’.

واضاف الوزير الامريكي ‘بما اننا ناقشنا هذا الامر اليوم (امس) فقد اجمعنا على ان لجوء بشار الاسد المشين للاسلحة الكيمياوية التي قتلت مئات الابرياء وبينهم اطفال يعد تجاوزا لخط احمر دولي’ وذلك في تصريح للصحافيين مع وزير الخارجية القطري خالد العطية.

واعلن الوزير القطري ان بلاده تدعم اعلان الدول الـ12 في مجموعة العشرين.

وقال ‘اذا كان المجتمع الدولي يريد بالفعل ضمان السلام والامن في العالم فلا يمكنه البقاء بلا حراك عندما يتعرض شعب اعزل للهجوم’ بأسلحة دمار شامل.

واضاف ‘ندعو دولا اخرى الى التدخل لحماية الشعب السوري مما يتعرض له’ موضحا ان بلاده تدرس مع دول حليفة اخرى سبل التحرك.

وتابع كيري ‘ناقشنا الاجراءات التي يمكن ان يتخذها المجتمع الدولي لمنع (بشار الاسد) من تجاوز الخط الاحمر مجددا’ موضحا ان النظام السوري استخدم اسلحة كيمياوية 11 مرة على الاقل.

وقد اجتمع كيري الاحد مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية السعودية والامارات والبحرين وقطر ومصر والاردن والكويت والمغرب وممثل للسلطة الفلسطينية.

واكد كيري ان ‘انتهاء الحرب الاهلية في سورية يتطلب حلا سياسيا فلا يوجد حل عسكري’، مشددا على ان ‘ما تسعى اليه الولايات المتحدة مع شركاء اخرين في المجتمع الدولي هو ضمان احترام القوانين في مجال الاسلحة الكيمياوية. نحن لا نريد ان نكون طرفا في النزاع′.

من جهته نفى الرئيس السوري بشار الأسد ‘اي صلة’ بهجوم مزعوم بأسلحة كيمياوية قرب دمشق، ملمحا الى رد من حلفائه على توجيه ضربة لبلاده.

جاء ذلك في مقابلة أجراها المحاور تشارلي روز بشبكة ‘سي.بي.إس′ مع الاسد صباح امس الاحد في دمشق والتي من المقرر ان يتم بثها بالكامل مساء اليوم الاثنين في برنامج ‘واجه الأمة’.

ونقل روز عن الأسد قوله ‘ليس هناك اي دليل على انني استخدمت اسلحة كيمياوية ضد شعبي .. واذا كان لدي ادارة (اوباما) بالفعل دليل، عندئذ فانه يتعين عليهم ان يكشفوا عنه ويطرحوا حجتهم’.

واضاف روز ان الاسد اشار ‘كما حدث من قبل الى انه ربما يكون للمتمردين علاقة بذلك الامر’.

وتابع ان الاسد ‘ألمح إلى أنه سيكون هناك نوع من الرد من جانب من يتحالفون معه إذا تم توجيه ضربة’، غير انه ‘لم يتحدث حتى عن طبيعة ذلك الرد’.

واستطرد روز قائلا ‘إنه (الاسد) يقبل بعضا من المسؤولية’ عن هجوم الحادي والعشرين من اب (أغسطس) الذي راح ضحيته أكثر من 1400 من المدنيين السوريين، بينهم مئات الأطفال.

وقال روز: ‘طرحت عليه هذا السؤال ‘هل تشعر بأي ندم؟” فقال ”بالطبع أشعر’، لكن كلماته لم تكن تعكس شعورا داخليا عميقا’.

وتابع ‘الأسد وجه رسالة للشعب الأمريكي مفادها أن تورطهم في حروب وصراعات في الشرق الأوسط كان تجربة غير جيدة بالنسبة لهم… وأن النتائج لم تكن جيدة’.

وتأتي تلك المقابلة في وقت تحاول فيه إدارة أوباما إقناع الأمريكيين والكونغرس بدعم عمل عسكري ضد سورية على خلفية مزاعم باستخدام اسلحة كيمياوية في ريف دمشق.

الى ذلك شرعت القوات المسلحة التركية في إنشاء قاعدة عسكرية جديدة على قمة جبل ‘كيل’ المتاخم لمدينة اللاذقية الساحلية السورية.

ويجري تجميع المعدات العسكرية، التي كانت تحملها شاحنات لمدة يومين من منطقة ‘يايلي داغي’ في محافظة هاتاي، جنوبي البلاد، على قمة الجبل.

وتقع القاعدة بالقرب من المكان الذي تم فيه إسقاط طائرة تركية من جانب قوات النظام السوري في عام 2012، حسبما ذكرت صحيفة ‘حريت’ التركية اليومية على موقعها الإلكتروني امس الأحد.

وقد عزز الجيش من وجوده العسكري على طول حدود البلاد الجنوبية مع سورية في الأيام الأخيرة تحسبا لتوجيه ضربات لنظام دمشق.

كما تم إرسال زوارق خفر سواحل إلى سواحل بلدة السويدية، وهي البلدة التي نقلت منها في السابق قنابل إلى بلدة الريحانية، حيث قتل 53 شخصا في التفجير الذي وقع في أيار (مايو).

كما تم ارسال شاحنات، تحمل عربات مدرعة ودبابات، إلى موقع ‘مورسيتبينار’ الحدودي في مدينة ‘شانلورفا’ جنوب شرقي تركيا.

ونقلت وسائل اعلام تركية الاحد ان الجيش التركي نشر مزيدا من بطاريات الصواريخ المضادة للطيران على الحدود مع سورية، في الوقت الذي تتزايد الاستعدادات الامريكية بشكل خاص لشن ضربة عسكرية على سورية.

ادارة اوباما تحشد قوتها لانجاح مشروع القرار في الكونغرس.. اتصلت بالقادة اليهود والعرب الامريكيين ومراكز البحث.. وايباك تقوم بحملتها الخاصة لدعم الرئيس

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: اظهر استطلاع اجرته صحيفة ‘صندي تلغراف’ البريطانية معارضة الاغلبية في بريطانية توجيه ضربة عسكرية لسورية حتى لو ثبت بما لا يدعو للشك ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد استخدم السلاح الكيماوي في الغوطة في 24 آب (اغسطس) الماضي. فقد عارضت نسبة 46 بالمئة من المشاركين فكرة اجراء تصويت جديد في البرلمان على مشاركة في عمل عسكري ضد سورية، مقابل 36 بالمئة وافقت على هذا.

وفي سؤال يتعلق بموقف الغرب/ بريطانيا من الدول التي تستخدم الاسلحة الكيماوية وان كان يجب على الغرب معاقبتها، اجابت الغالبية (44 بالمئة) بانه في بعض الاحيان يمكن التدخل فيما عارضت نسبة 24 بالمئة المشاركة بالمطلق ووافقت نسبة 16 بالمئة على التدخل. وعن اثر تصويت البرلمان البريطاني المعارض للتدخل في سورية وان كان سيشجع الانظمة الديكتاتورية على ارتكاب جرائم جديدة، قالت الغالبية ان التصويت البريطاني لا اثر له (53 بالمئة) فيما قالت نسبة 24 بالمئة انه قد يشجع هذه الانظمة.

وعن دور بريطانيا في الازمة السورية اكدت الغالبية على ضرورة عدم التورط في فعل عسكري في سورية واهمية مواصلة تقديم الدعم الانساني للسوريين، فيما لم تدعم سوى نسبة 19 بالمئة فكرة عمل عسكري الى جانب الولايات المتحدة. ولم يحظ دعم المعارضة بالسلاح الا بتأييد نسبة 3 بالمئة من المشاركين.

انقسام

واشارت الصحيفة ‘صندي تلغراف’ الى طبيعة الانقسام داخل حزب المحافظين الحاكم فمن جهة حذر ليام فوكس وهو احد المتشددين من تبعات تصويت البرلمان واثره على موقع بريطانيا عالميا حيث ‘ همشها’. فيما دعا جون ريدوود من نواب المقاعد الخلفية الكونغرس الامريكي التصويت ضد اي عمل عسكري ضد سورية، حيث قال ان العمل العسكري لن يؤدي للاطاحة بالاسد ولن يجلب السلام، وكتب في نفس الصحيفة ‘اذا اعتقد قادتنا ان عملية عسكرية شاملة غير ممكنة فان توجيه ضربات محددة ليست بالحكيمة ولن تكون ناجحة’.

ودعت جاستين غرينينغ من وزيرة التنمية الدولية لتكثيف الجهود الانسانية ومساعدة اللاجئين السوريين. وتشير الصحيفة الى تلاشي قوة ما اسماهم البعض بالمحافظين الجدد في الحكومة فلا احد يدعو ويدعم التدخل سوى مايكل غوف، وزير التعليم والذي كان في تحالف مع جورج اوزبورن وزير المالية، ولكن الاخير على ما يبدو راغب في اغلاق ملف سورية في البرلمان ولا يعتقد بامكانية نجاح تصويت جديد عليه، ولهذا اختار دعم موقف رئيس الوزراء الذي قبل بتصويت البرلمان. واختار بعض الوزراء مثل تريزا مي، وزيرة الداخلية الصمت.

احترام المعارضة

ودعت الصحيفة في افتتاحيتها كاميرون بقبول ما اسمته الشكوك الحقيقية النابعة من الرأي العام حول سورية والذي لا يرغب بتصويت جديد حول سورية حالة ثبت استخدام النظام للسلاح الكيماوي لان البريطانيين لا رغبة لديهم في حرب جديدة في الشرق الاوسط. ولاحظت الصحيفة ان نتائج الاستطلاع تعكس شكوكا حول سورية ولا تدعو بالضرورة لعدم التدخل في مناطق اخرى في المستقبل. وتضيف ان مشاعر المشاركين الشاكة عبرت عنها رسائل القراء الذين تساءلوا عن حكمة التدخل العسكري في حرب اهلية معقدة لن تزيدها الا تعقيدا كما كتب جون ريدوود في الصحيفة نفسها. وبنفس السياق تقول ان تردد الرأي العام دعم تسليح المعارضة نابع من مخاوف وقوع السلاح في ايدي الجماعات الجهادية. وتختم بالقول ان بريطانيا والولايات المتحدة تحدثتا بشكل مسهب حول الدواعي الاخلاقية للتدخل لكنهما لم تشرحا بشكل واضح طبيعة العمل العسكري وما يمكن ان يحقق وهو ما قوى معسكر الشاكين من التدخل. وذكرت بالرئيس جورج بوش الذي ظهر عام 2003 على متن البارجة ‘يو اس اس ابراهام’ مبتسما وملوحا وفوقه ‘المهمة انجزت’ ولم تخرج امريكا من المستنقع العراقي الا عام 2011، مشيرة الى ان قضية العراق تظلل النقاش حول سورية مثل السحابة السوداء.

وثمنت الصحيفة موقف رئيس الوزراء كاميرون الذي لم يعبر عن استعداد لعرض الامر على البرلمان بل ولتقديم معلومات امنية للرأي العام حول سورية. وترى في اذعانه لموقف البرلمان مدعاة للثناء وابتعادا عن سياسة توني بلير وخلفه غوردون براون الامبريالية النزعة. ومقارنة مع كاميرون اعتبرت الصحيفة موقف زعيم العمال ايد ميبلباند غامضا ومشوشا. ودعت في النهاية كاميرون احترام مواقف من يختلفون معه حول سورية.

ازمة اوباما

ويواجه الرئيس الامريكي في تصويت الكونغرس مهمة شاقة لاقناع نوابه خاصة ان استطلاعلات الرأي الامريكية تظهر معارضة قوية لعمل عسكري ضد سورية، وسيوجه الرئيس اوباما خطابا للشعب يوم غد الثلاثاء يشرح فيه الموقف. وينظر المراقبون الى خطابه بانه من اصعب الخطابات ويعلم ولايته الثانية، وقد اكد في حديث اذاعي له يوم السبت ان اي عمل عسكري سيكون ذا اهداف محددة ولن يتم استخدام فيه قوات برية. ويبدو الرئيس الامريكي في ورطة بين خطوطه الحمراء التي وضعها العام الماضي حالة ثبت تورط النظام السوري بهجمات كيماوية تستدعي ردا امريكيا ومخاوف الامريكيين من الانجرار لحرب جديدة في الشرق الاوسط، حيث جاء اوباما الذي حاز على جائزة نوبل للسلام من اجل انهاء التورط الامريكي في العراق.

وتقول الولايات المتحدة ان البيان الذي وقعت عليه بريطانيا وكندا وتركيا والسعودية واستراليا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية في نهاية قمة العشرين في روسيا، يعتبر دعما واضحا لعمل عسكري. فيما تقول روسيا ان اربع دول فقط خرجت من القمة بتصريحات تدعم بشكل واضح العمل العسكري وهي كندا وفرنسا وتركيا والسعودية. وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في تقرير لها حول معركة اوباما الصعبة للحصول على دعم الكونغرس ان عددا من مساعدي الرئيس يجتمعون ومنذ الاسبوع الماضي صباحا في مكتب رئيس طاقم الرئيس دينيش ماكدونو لاخذ الاوامر حول معركة اقناع الكونغرس بضرورة عقاب سورية.

تجنيد كل شخص

ونقل عن ماكدونو قوله انه من الباكر لاوانه القفز والحديث عن نتائج حول تصويت مجلس النواب، مؤكدا ان الجهود ستتكثف هذا الاسبوع. ولم يمنع هذا الادارة من تجنيد كل مسؤول بارز من الرئيس الى اسفل. وبالاضافة اليهم فقد اتصلت الادارة مع قادة اليهود والعرب الامريكيين، ومراكز البحث ذات التوجه اليساري بل ومسؤولين من ادارة الرئيس السابق جورج بوش، وتحصل على دعم ايضا من اقوى اللوبيات المؤيدة لاسرائيل وهي لجنة العلاقات العامة الامريكية – الاسرائيلية (ايباك) والتي تقوم بحملة من اجل دعم العمل العسكري ضد سورية.

وتقول الصحيفة ان البيت الابيض وحلفاءه في الكونغرس يخالفون الاخرين الرأي في الطريقة التي ادارت فيها الادارة الاسبوع الاول من الحملة حيث يقول المسؤولون انهم نجحوا في ازالة الشكوك حول الجهة التي قامت بالهجوم الكيماوي، وقال ماكدونو ‘لقد حددنا الهدف هذا الاسبوع من خلال تفهيم الناس الحقائق’ مؤكدا ان ‘لا احد ممن تحدثت معهم يشك في المعلومات الامنية’. لكن النواب في الكابيتال هيل يرون ان موقف البيت الابيض من الهجوم لم يكن مقنعا، خاصة بعد استماعهم لوزير الخارجية جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هيغل، ورئيس هيئة الاركان المشتركة ديمبسي والذي اعطى انطباعا للنواب بانه متردد، فيما بدا هيغل غير متأكد مما يقول، اما كيري فقد كان واثقا من نفسه، ثقة جعلت البعض منهم يصدق والاخر يشك. وتقول الصحيفة ان المرحلة الثانية من حملة اقناع النواب ستكون اكثر فردية ومن اوباما نفسه، حيث سيتم الطلب من النواب الديمقراطيين التصويت ضد اجراءات قد يقوم بها الجمهوريون لتعويق او تعطيل التصويت وبعد ذلك يقول المسؤولون يأتي دور الحديث مع النواب والطلب منهم انقاذ الرئيس من الهزيمة. وقبل كل هذا يقول المستشارون البارزون ان الرئيس عليه تطمين الرأي العام والتأكيد له ان سورية ليست العراق، خاصة ان المواطنين الامريكيين يتساءلون ان كان الكونغرس سيشرع لحرب جديدة. ومن هنا فخطاب الثلاثاء سيكون فرصة اخرى امام الرئيس كي يقدم للشعب توضيحا حول العملية العسكرية وطبيعتها المحددة. وفي نفس اليوم ستقوم ايباك بنشر اسماء 250 نائبا اتصلت بهم وعبروا عن دعمهم للضربة.

تجنب المهمة الزاحفة

وكانت ‘نيويورك تايمز′ قد دعت الصحيفة في افتتاحيتها يوم السبت على اهمية تجنب اوباما ما اسمته المهمة الزاحفة التي تؤدي الى جر الولايات المتحدة في مستنقع سورية. واشارت الى اسباب عدة تجعل من الامريكيين يعارضون ضربة عسكرية لسورية على الرغم من مواقفتهم ان الهجوم الكيماوي هو بربري ويعتبر خرقا للعهود الدولية. فالقلق الاكبر لديهم هو دخول امريكا في حرب مكلفة وجديدة في الشرق الاوسط. واضافت ان هناك اسبابا جيدة تدعو الى الخوف خاصة ان قادة البنتاغون يوسعون الان من الخطط والاهداف.

وفي الوقت الذي اكد اوباما في ختام قمة العشرين ان المهمة ستكون محدودة الا انها اي الصحيفة اوردت ان البنتاغون يقوم بتوسيع قائمة الاهداف في سورية لتتجاوز الخمسين التي تم تحديدها اولا. فالاهداف تشمل الوحدات التي قامت بتحضير وتخزين السلاح الكيماوي، وكذا مراكز القيادة التي قامت بالاشراف عليها، وتشمل ايضا الصواريخ والدبابات التي تحمل عليها الاسلحة الكيماوية، مع انه لا توجد هناك خطط لضرب مخازن الاسلحة نفسها خشية ان تؤدي الى كارثة. وفي الوقت الذي اكد فيه اوباما ان الحديث عن قائمة اهداف موسعة غير ‘صحيح’ الا انه فشل في تقديم معلومات او توضيح.

ايام حرجة

حول اثر التصويت على اوباما كتب روبرت كرومويل في ‘اندبندنت اون صاندي’ ان الايام القادمة ستكون من اكثر الايام حرجا في رئاسة اوباما حيث قال ان الفيديو الذي يصور مقاتلين اسلاميين وهم يعدمون جنود النظام يدعو الى التساؤل حول موقف الولايات المتحدة. وقال الكاتب ان ‘صورة واحدة تعادل الف كلمة’ كما يقول المثل، والصورة التي ظهرت على الصفحة الاولى لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ قد تساوي مئة صوت في الكونغرس. في اشارة لصورة تظهر سبعة جنود نصف عراة في وضع سجود وحولهم مقاتلون اسلاميون ينتظرون لحظة الانتقام منهم. ويضيف الكاتب ان هؤلاء المتشددين الاسلاميين هم من ستقوم واشنطن بدعمهم لو مضت قدما في عملها العسكري ضد النظام السوري. ومن يدري فقد تحرف هذه الصورة الميزان في نقاشات الكونغرس، فالصورة لا تقوض فقط ما تبقى لاوباما من ايام في الرئاسة ولكن دور امريكا في النظام العالمي. ولا يبالغ الكاتب في وصف اثر الصورة على نقاشات اوباما وحواراته مع قادة الدول الذين اجتمعوا قرب سانت بطرسبرغ ومكالماته الهاتفية مع قادة الكونغرس، فالايام القادمة، بلا شك تعتبر الاحرج لاوباما. فالتصويت الذي سيتم داخل المجلسين، الشيوخ والنواب سيعلم رئاسته وارثه السياسي.

بريطانيا باعت الغاز

وفي سياق مختلف كشفت ‘ميل اون صاندي’ عن قيام شركات بريطانيا ببيع مادة ‘فلوريد الصوديوم’ الذي يستخدم في تصنيع غاز السارين لسورية. وقالت ان الحكومة البريطانية اصدرت خمسة تراخيص لتصدير المادة لشركتين بريطانيتين في الفترة ما بين 2004- 2010 ، واعترفت الحكومة بحسب الصحيفة بتصدير المادة هذه مما يعتبر خرقا للقوانين الدولية. وتضيف ان المادة ارسلت في الوقت الذي كان يقوم فيه الاسد ببناء ترسانته الكيماوية.

وتقول الشركات البريطانية انها شحنت ‘فلوريد الصوديوم’ لشركات صناعة مساحيق تجميل الا ان المسؤولين الامنيين يعتقدون ان هذه الشركات ما هي الا واجهات تنقل عبرها المادة لصناعة السلاح الكيماوي. ونقلت عن توماس دوتشري، عضو لجنة تصدير السلاح في البرلمان قوله ‘ كان علينا ان لا نسمح بوقوع المادة هذه بيد نظام الاسد’ واضاف قائلا ‘في السابق وعندما تم منح تراخيص التصدير لم تكن منها لمواد كيماوية ولكننا الان نعرف ان شركات بريطانية وبدعم من حكومتنا كانت تشحن موادا قاتلة لسورية’.

محللون: الضربة الغربية ستعطي زخما للمعارضة السورية المسلحة من دون احداث انقلاب شامل

بيروت ـ ا ف ب: يرى محللون ان الضربة الامريكية المحتملة ضد النظام السوري ستعود بالفائدة على المعارضة السورية المسلحة بكل فصائلها رغم تشتتها، لكنهم يستبعدون انقلابا شاملا في موازين القوى يدفع في اتجاه اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

في المقابل، تحرص قيادة الجيش السوري الحر التي تقاتل النظام على استغلال هذه الضربة في حال حصولها لاحداث منعطف قوي في مسار النزاع السوري لصالحها.

وفي وقت ينتظر الرئيس الاميركي باراك اوباما (ديمقراطي) تغطية من الكونغرس لاتخاذ قرار نهائي في شأن الضربة العسكرية التي يريدها ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية يتهم النظام بتنفيذه في ريف دمشق، انتقد السناتور الامريكي جون ماكين (جمهوري) قبل ايام ما اسماها ‘ضربة تجميلية’، موضحا انه من دون تغيير على الارض، لن تكون هناك ‘ظروف مؤاتية لرحيل بشار الاسد’.

وتؤكد الادارة الامريكية حتى الآن ان الضربات ستكون ‘محددة الاهداف’ و’ضيقة’.

ويقول المحلل تشارلز ليستر من معهد ‘آي ايتش اس جاينز′ الاميركي للدراسات حول الارهاب وحركات التمرد ان ‘سورية مؤلفة من عدد لا يحصى من ساحات العمليات’، مضيفا ان ‘الضربات ستؤثر على الارجح على مناطق عمليات محددة (…) الا ان تأثيرا على المستوى الوطني مستبعد، ولو ان احراز المعارضة بعض الانتصارات في محيط دمشق وحلب يبقى امرا ممكنا’.

ويبدي آرون لوند الخبير في الشؤون السورية والحركات الاسلامية، بدوره شكوكا في هذا الشان. ويقول ‘ان الثوار لا ينسقون بشكل جيد بين بعضهم على نطاق وطني’، مشيرا الى ان 11 مجموعة مقاتلة تبنت قبل فترة عملية صغيرة واحدة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.

ويضيف ‘اذا ركزت الضربات على منطقة معينة، فقد ينتج عنها متنفس للثوار في هذه النقطة بالتحديد’. بالنسبة الى دمشق ومحيطها مثلا، تنشط كتائب مقاتلة عدة لا تحصى معظمها يعمل تحت لواء الجيش السوري الحر.

ويقول ليستر ‘هناك اكثر من 12 كتيبة تحمل لواء الجيش الحر (في منطقة دمشق) ضمن تحالفات فضفاضة، الا ان لواء الاسلام هو الجهة المرجح ان تستفيد من اي ضربة اكثر من سواه’.

في مناطق اخرى، لا يمكن تحديد المستفيدين، وان كان البعض يشير الى ان كتائب الجهاديين المعادية للولايات المتحدة قد تكون من ضمن المستفيدين ايضا.

وتقاتل مجموعتا جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطتان بتنظيم القاعدة بشكل مستقل عن الجيش الحر.

ويقول ليستر ‘من شان اي ضربة عسكرية غربية ان تعود بالنفع على اي مجموعة مسلحة في سورية’.

الا ان المستشار السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد يؤكد استحالة ان تستفيد الكتائب الجهادية من اي ضربة محتملة. ويقول لوكالة فرانس برس ‘لا يمكن للمجموعات الجهادية ان تستفيد على الاطلاق من اي ضربة امريكية… ومراقبة للوضع على الارض تؤكد ذلك’.ويضيف ‘الدولة الاسلامية او جبهة النصرة لا تفتحان اي جبهة مع النظام. هل رايتم مقاتلا من الدولة الاسلامية في القصير او في تلكلخ (حمص)؟ او في دمشق؟. مقاتلوهم يتمركزون في المناطق المحررة، مثلا في حلب وريف ادلب والرقة… ولا يشاركون في القتال على الجبهات الحامية’.

في المقابل، يؤكد مقداد ان الجيش الحر سيعمل على استغلال الضربة ان حصلت ‘الى اقصى حد’.

ويقول ‘نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى اقصى حد’.

وتستمر التكهنات في شأن الاهداف التي ستطاولها الضربات الغربية المحتملة، وان كانت كل التقارير ترجح انها ستشمل مواقع تصنيع او تخزين الاسلحة الكيميائية. ويقول جيريمي بيني، الخبير في الشؤون الامنية في معهد ‘آي ايتش اس جاينز′ ان ‘القواعد الجوية ستكون هدفا مرجحا’ في حال ارادت الادارة الامريكية تقديم دعم قوي للمعارضة.

ويضيف في تحليل نشر اخيرا ‘الا ان هذا الامر لن يحدث تغييرا كبيرا في النزاع، كون الجيش السوري يعتمد كثيرا على صواريخ ارض ارض’.

ويشير الى ان من الاهداف المرجحة ايضا المروحيات التي تستخدم لتموين القوات النظامية ومراكز قيادة عسكرية وبنى تحتية للاتصالات.

ويقول لؤي مقداد ان ‘لا تنسيق بالمعنى العسكري بين الجيش الحر والبنتاغون او الادارة الامريكية لتحديد بنك اهداف، او للمشاركة في تركيبات العمل العسكري’، لكن ‘بحسب المعطيات المتوافرة عن الضربة، فانها تهدف على الارجح الى تدمير قدرة بشار الاسد الكيميائية وتقليص قدرته على استخدام الصواريخ البالستية والطيران الحربي’.

ويتابع ‘بالنسبة الى الامريكيين، قد تكون الضربات موضعية تجميلية، لكن بالنسبة الينا سنستغلها لتكون بوابة انهيار نظام بشار الاسد، ونامل ان تساعد على اسقاطه’.

رسام الكاريكاتور علي فرزات يطالب العالم بحماية نساء سوريا وأطفالها

لوانا خوري- ايلاف

في مقابلة حصرية مع تايمز البريطانية، يطالب رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات العالم بحماية نساء سوريا من جرائم النظام السوري، ويلوم بريطانيا على قرارها عدم ضرب سوريا، لأنها بذلك تدير ظهرها للشعب السوري الذي قتل منه تى الآن أكثر من مئة ألف مدني.

لوانا خوري من بيروت: منذ بداية الثورة السورية على النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، انتقى رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات أن يكون إلى جانب الشعب السوري، الذي يعاني يوميًا من قسوة حاكمه ونظامه. ولم يتوقف فرزات عن الرسم، فكان وقع كاريكاتوره على النظام السوري كما وقع انشقاقات جنوده وضباطه، فرأى في هذا الفنان عدوًا، وأطلق عليه كل التسميات المقيتة، وفي مقدمها “إرهابي”.

لذا، يسأل فرزات محدثته لوسي بانيمرين، مراسلة صحفية تايمز البريطانية: “هل أبدو لكِ إرهابيًا؟”. فتجيب إن فرزات ليس إرهابيًا، إلا أن النظام السوري يعتبره عدوًا له ومنشقًا، ومستفزًا للرئيس السوري بشار الأسد.

يا أحفاد تشرشل!

في آب (أغسطس) الماضي 2011، كان فرزات يهمّ بمغادرة مقر عمله في سوريا، حين عاجله معتدون مقنعون بضربات كسرت أصابع يديه، مهددينه: “سنكسر لك أصابعك كيما تتجرأ على نشر أي رسم يمسّ الرئيس”. لذا، ينزوي اليوم في الكويت، عاود فيها نشاطه بعد تعافيه من كسور أصابعه.

في مقابلة حصرية مع تايمز، يعبّر فرزات عمّا يعتمل في قلبه مما يجري في بلده، فيعبّر دامعًا عن خيبة أمل وإحباط شديدين حين يرى العالم كله عاجزًا عن القيام بأي تحرك تجاه سوريا، وبالتحديد بريطانيا، لوقف جرحها النازف منذ عامين ونصف عام. فتنقل عنه بانيمرين قوله: “لا أصدق بأنهم أحفاد تشرشل، فالأطفال والنساء يتعرّضون لأبشع اعتداء، في حين يقف العالم عاجزًا عن حمايتهم، ويتجاهل مسؤوليته الأخلاقية تجاههم”.

ويضيف: “هذا الأمر أشد ضررًا بالإنسانية من أي جريمة ارتكبها النظام السوري، فعدم القيام بأي شيء تجاه هذه الجرائم هو أسوأ من ارتكابها، وصمتهم أشد ضررًا بالإنسانية مما فعله النظام السوري”.

عتب على الغرب

ويسأل فرزات بانيرمين: “لماذا صوتوا في مجلس العموم البريطاني ضد قيام بلدهم بضربة عسكرية في سوريا؟ فهل هم برلمانيون أم مراهقون في البرلمان البريطاني؟”. ويجيب بنفسه قائلًا: “خيبت بريطانيا العظمي أملنا بعدما ادارت ظهرها للشعب السوري الذي عاني على مدى عامين ونصف من أسوأ حرب، قتلت أكثر 100 ألف شخص”. ويضيف فرزات أن بريطانيا لها قيمتها في العالم، فليس عليها إدارة ظهرها والاكتفاء بالقول ‘لا نريد شن حرب على سوريا ولا نريد أي ارتباط بأي قرار له علاقة بذلك’، لأن على عاتقها مسؤوليات جسيمة”.

في المقابلة نفسها، لم يطالب فرزات الدول الغربية بتقديم النصر للسوريين على طبق من ذهب، بل طالبهم بحماية نساء سوريا وأطفالها. وكأنه بذلك يقول إنه لا يريد أن يضرب الغرب النظام لتنصر سوري على آخر، بل لتخلص الشعب السوري من نير النظام الذي يقتل نساءه وأطفاله. ويهاجم الأمم المتحدة، التي “تتصرف كما المافيا، لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة”.

نظريات فرزات

في الخامس من أيلول (سبتمبر) الجاري، نسب الكاتب بشير البكر في صحيفة “المدن” لفرزات أكثر من تفسير للثورة السورية. يقول البكر: “قبل كل شيء هي لا تقلد غيرها، تسونامي إنساني، لم يأت بفعل الحركات السياسية، بل هو ما يلفظه المجتمع من أوساخ القاع، لتنظيف نفسه مما ترسب فيها لعقود عدة. وبعد أن يجرف تسونامي في طريقه الخراب والتشوه الذي أصاب الجسد العام، سوف تعود الطبيعة الأولى إلى نظامها الخاص”.

يضيف البكر: “النظرية الأطرف لعلي فرزات، وهي نتاج مزاوجة بين ذهنية البيئة الشعبية وخيال فنان الكاريكاتور، تقوم على فكرة الحنفية (صنبور الماء). يشبّه فرزات سوريا بالحنفية المغلقة منذ خمسين سنة التي علاها الصدأ وامتلأت مساربها بتراكمات كثيرة، ولذا فإن فتح هذه الحنفية يحتاج جهدًا غير عادي، ولكن حين تبدأ بضخ الماء من داخلها فإنها سوف تلفظ أوساخ خمسين سنة، قبل أن تصل تدريجيًا إلى حالة من الصفاء التام.

من هنا ينسب فرزات الشوائب التي نمت على حواف الثورة خلال عامين، إلى الماضي، ويعتبرها ظواهر عابرة”. وقد أدرجت مجلة تايم الأميركية فرزات ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم.

روسيا تدعو دمشق إلى تسليم كل أسلحتها الكيميائية والمعلم يرحب

نصر المجالي

ايلاف

دعت روسيا حليفتها سوريا إلى تسليم أسلحتها الكيميائية لتجنيب نفسها ضربة عسكرية، وجاء الطلب الروسي على لسان وزير خارجية البلاد سيرغي لافروف بعد ساعات محدودات من طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين من سوريا تسليم الأسد كل أسلحته الكيميائية للمجتمع الدولي خلال أسبوع.

نصر المجالي: رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالمبادرة الروسية بوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية والتخلص منها لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري. (التفاصيل)

كما رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين بالاقتراح الروسي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتجنب عملية عسكرية اميركية. (التفاصيل).

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين الى اقامة مناطق في سوريا تشرف عليها الامم المتحدة يتم فيها التخلص من اسلحة سوريا الكيميائية. (التفاصيل)

وأعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها سترحب باي خطة تقضي بتخلي سوريا عن اسلحتها الكيميائية، الا انها قالت ان سجل دمشق السابق لا يوحي بالكثير من الثقة بانها ستوافق على القيام بذلك.(التفاصيل)

ودعت روسيا حليفتها سوريا إلى تسليم أسلحتها الكيميائية لتجنيب نفسها ضربة عسكرية، وجاء الطلب الروسي على لسان وزير خارجية البلاد سيرغي لافروف بعد ساعات محدودات من طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين من سوريا تسليم الأسد كل أسلحته الكيميائية للمجتمع الدولي خلال أسبوع.

جاء بيان لافروف، الذي بثته التلفزة الروسية، بشكل قصير ومركز، ولم يتجاوز بضع كلمات قائلًا “على سوريا تسليم كل أسلحتها الكيميائية للأمم المتحدة خلال أسبوع”.

وكان كيري قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ ردًا على سؤال حول ما إذا كان هناك أي شيء يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة الأسد لمنع أي هجوم، قال “بالتأكيد.. يمكنه تسليم كل أسلحته الكيميائية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها من دون تأخير، ويسمح بتقديم بيان كامل (عنها)، ولكنه لن يفعل ذلك، ويستحيل تحقيق ذلك”.

ولم يبد أن كيري كان يقدم عرضًا جادًا للحكومة السورية التي تتهمها الولايات المتحدة باستخدام أسلحة كيميائية في هجوم شنّ يوم 21 أغسطس/ آب. وفي وقت لاحق قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان بالبريد الالكتروني “كان الوزير كيري يتحدث بشكل مجازي عن استحالة وعدم امكانية ان يسلم (الاسد) الاسلحة الكيميائية التي نفى انه استخدمها.

وأضافت المتحدثة: “النقطة التي أثارها (كيري) هي ان هذا الديكتاتور المتوحش بتاريخه في التلاعب بالحقائق والمراوغة لا يمكن الوثوق به ليسلم الاسلحة الكيميائية، والا كان قد فعل ذلك منذ فترة طويلة. ولهذا فان العالم يجد نفسه في مواجهة هذه اللحظة”.

وأوضح كيري ان السيطرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا قاصرة على الرئيس السوري وشقيقه ماهر وأحد الجنرالات. وتابع انه يثق في الادلة التي قدمتها بلاده وحلفاؤها، والتي تدعم الاتهامات لقوات الاسد باستخدام الاسلحة الكيميائية، لكنه قال انه يتفهم المخاوف نظرًا الى الجدل الذي ثار حول حرب العراق عام 2003.

وقال كيري ان عدم اتخاذ اجراء حيال هذه الادلة سيلاحق الولايات المتحدة وحلفاءها، وقال “اذا اردتم ارسال رسالة تهنئة الى ايران وحزب الله والاسد: “يا رفاق يمكنم ان تفعلوا ما يحلو لكم” فلتقولوا: “لا تفعلوا أي شيء”. ولمح: “نعتقد ان هذا أمر خطير وسنواجه هذا في طريقنا بطريقة أكبر حجًما اذا لم نكن على استعداد لاتخاذ… موقف الان”.

تصريحات لافروف

وكان وزير الخارجية الروسي تحادث الاثنين في موسكو مع نظيره السوري وليد المعلم، وفي مؤتمر صحافي مشترك نفى وزير الخارجية الروسي صحة ما أعلنته مصادر إعلامية من أن الولايات المتحدة والسعودية اقترحتا على روسيا في اجتماع قمة مجموعة العشرين أن يتفقوا على حل لإنهاء الأزمة في سوريا من دون مشاركة السلطات السورية الحالية.

وقال لافروف إن الوضع السوري في غاية الخطورة الآن، ومع ذلك “نعتقد نحن وشركاؤنا السوريون أن فرص الحل السياسي ما زالت قائمة”. ولم يستبعد لافروف “أن ندعو جميع الذين يرون لهم في مصلحة في إحلال السلام في سوريا، ويهتمون بالحل السياسي ويرفضون الحل العسكري إلى موسكو” ليجروا محادثات هنا. ونوه لافروف إلى أن الضرورة تقتضي “بدء الحوار بين السوريين كافة” في حال من الأحوال.

لا صفقة روسية

وسأل أحد الصحافيين لافروف إن كان صحيحًا أن روسيا وافقت على إبرام صفقة عرضتها الولايات المتحدة والسعودية لحل الأزمة السورية من دون مشاركة السلطات السورية الحالية، فقال: “لا يمكن لروسيا أن تبرم أية صفقة بخصوص سياستها تجاه سوريا من وراء ظهر الشعب السوري”.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين عقب ختام الاجتماع مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو يوم الاثنين: “لا يمكننا إلا أن نبدي قلقنا بشأن مصير الرعايا الروس الذين يعيشون ويعملون في سوريا”. واعلن لافروف: ولكيلا تصبح حياتهم في خطر، ستبذل روسيا ما بوسعها لمنع تنفيذ السيناريو العسكري في هذا البلد.

وأشار لافروف إلى أن “مزيدًا من الشخصيات القيادية السياسية يتفقون معنا على أن السيناريو العسكري سيؤدي تنفيذه إلى عربدة الإرهاب في سوريا وفي بلدان الجوار، وإلى تدفق اللاجئين الذين أخذ عددهم يتزايد بعدما أعلنت الولايات المتحدة نيتها توجيه ضربة نحو الأراضي العربية السورية”.

وختم لافروف أن روسيا تؤيد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ضرورة عودة فريق مفتشي الأمم المتحدة إلى سوريا لإكمال عملهم في مواقع قيل إنها شهدت استخدام أسلحة كيميائية. وقال إن روسيا وسوريا اتفقتا على العمل لأجل إعادة خبراء الأمم المتحدة إلى سوريا.

الأسد: لست منجّمًا كي أخبركم بما يحصل

أ. ف. ب.

حذر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية تبث الاثنين واشنطن من أنه في حال شنت ضربات على سوريا، فعندها “يمكنها توقع كل شيء”.

دمشق:  حذر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية الاثنين واشنطن من انها “ستدفع الثمن” في حال شنت ضربات عسكرية ضد بلاده، نافيا استخدامه اسلحة كيميائية ضد شعبه.

وقال الاسد في مقابلة مع قناة “سي بي اس” الاميركية: “ستدفعون الثمن اذا لم تتصرفوا بحكمة. وستترتب على (الضربة العسكرية) تبعات. ومن الصعب توقع ما سيحدث. فهي منطقة كل شيء فيها على حافة الانفجار. وعليكم توقع اي شيء”.

واكد “عليكم ان تتوقعوا كل شيء، فالحكومة (السورية) ليست اللاعب الوحيد في المنطقة. توجد اطراف مختلفة، و فصائل مختلفة، وايديولوجيات مختلفة. ويوجد كل شيء في هذه المنطقة الان”.

وردا على سؤال عن امكانية استخدام الاسلحة الكيميائية رفض الرئيس السوري استبعاد ذلك وقال “كل شيء ممكن. اذا كان يملكها المتمردون او ارهابيون في المنطقة او اي مجموعة اخرى فقد يحدث ذلك. لست منجما ولا استطيع ان اقول لكم ما سيحدث”.

وتعليقا على ذلك قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض بن رودس ان “الجيش الاميركي اقوى بكثير بالتاكيد من جيش الاسد او جيوش حلفائه. سنبعث له رسالة شديدة الوضوح. بكل صراحة ليس له اي مصلحة في تصعيد هذا النزاع”.

كما دعا الرئيس السوري اعضاء الكونغرس الاميركي، الذين سيصوتون قريبا على مشروع قرار يجيز ضرب سوريا – الى “مطالبة الادارة (الاميركية) بتقديم ما لديها من ادلة” على الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس.

وقال “يجب ان تتحلوا بالشفافية. العالم اجمع يشعر بخيبة امل من ادارة” الرئيس باراك اوباما، مؤكدا انها لا تملك “ادنى دليل” واضاف “كنا نأمل ان تكون مختلفة عن ادارة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش”. وتابع الرئيس السوري انه “في هذه القضية، لم يقدم (وزير الخارجية الاميركي جون) كيري اي دليل” مشيرا ايضا الى العناصر التي قدمها كولن باول وزير الخارجية الاسبق لاثبات وجود اسلحة دمار شامل في العراق قبل غزو هذا البلد عام 2003.

وقال “في المنطقة التي يقولون ان الحكومة استخدمت فيها اسلحة كيميائية، لا توجد سوى تسجيلات فيديو وصور وادعاءات. نحن لسنا هناك. قواتنا المسلحة، شرطتنا لا تعتقد ذلك”. وتساءل “كيف يمكن لاحد الحديث عن شيء لم يره؟ حكومتنا لا تتحدث الا عندما تكون هناك ادلة”.

وقال “لسنا مثل الادارة الاميركية. لسنا مثل الاعلام الاجتماعي او الحكومي. نحن حكومة تتعامل بالادلة”.

واضاف “الروس لديهم ادلة مختلفة تماما، تشير الى ان الصواريخ اطلقت من مناطق يسيطر عليها المتمردون”.

وقال الاسد “الكونغرس سيصوت خلال بضعة ايام، واعتقد ان الكونغرس منتخب من الشعب لتمثيله. على النواب ان يتساءلوا اذا: +ماذا تجلب الحروب لاميركا؟+ لا شيء”. واضاف “انها حرب ضد مصلحة اميركا. لماذا؟ انها حرب ستؤدي الى دعم القاعدة والناس الذين قتلوا اميركيين في 11 ايلول/سبتمبر” 2011.

اجتماع خليجي يبحث إجراءات دولية “تردع النظام السوري

أ. ف. ب.

يبحث مجلس التعاون الخليجي غدًا الثلاثاء الاجراءات الدولية التي يمكن أن تتخذ لردع نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن ارتكاب الممارسات غير الإنسانية. ويتزامن الاجتماع الخليجي مع تحركات أميركية وفرنسية لحشد التأييد لتوجيه ضربة ضد سوريا.

الرياض: يبحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم الدوري في جدة الثلاثاء “اجراءات دولية تردع النظام السوري”، حسب ما صرح دبلوماسي خليجي لوكالة فرانس برس الاثنين.

وقال المصدر رافضا ذكر اسمه ان “الدول الست في مجلس التعاون تؤيد الاجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب ممارسات غير انسانية”.

ويتزامن الاجتماع مع تحركات دبلوماسية اميركية وفرنسية تحاول حشد مزيد من التاييد لضربة عسكرية اميركية تستهدف سوريا.

وحمل المصدر “النظام السوري مسؤولية ما يجري بسبب رفضه كل المبادرات العربية وغير العربية”.

بدوره، اكد مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الاثنين برئاسة ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز “متابعة الجهود والاجراءات الدولية الهادفة لردع النظام السوري عن ارتكاب المزيد من الممارسات غير الانسانية”.

وجدد مواقف المملكة “الثابتة من الازمة ودعوتها المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته (…) وانهاء ما يتعرض له الشعب السوري من اعمال اجرامية وابادة جماعية وانتهاكات خطيرة”.

من جهته، اكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في بيان الاربعاء دعم بلاده ل”رد دولي حازم” على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا.

وقال الشيخ عبدالله ان الامارات تقدم “تأييدها الكامل لموقف المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال اجتماعات قمة مجموعة العشرين … ودعم القرارات التي أصدرتها الدول ال11 في مجموعة العشرين”، وهي استراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية واسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

وتضمن بيان المجموعة الذي استعاده البيان الاماراتي دعوة الى “رد دولي حازم على هذا الخرق الخطير لقواعد ووجدان العالم، رد يبعث برسالة جلية مفادها أن هذا النوع من الفظائع لا يجوز أن يتكرر أبدا. وأولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم يجب محاسبتهم على أفعالهم”.

وياتي الاجتماع الخليجي الذي كان مقررا في الاول من الشهر الحالي لكنه ارجئ بسبب انعقاد المجلس الوزاري العربي، في اعقاب لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعدد من نظرائه العرب في باريس الاحد.

وصرح كيري ان هناك اجماعا على ان الرئيس بشار الاسد تجاوز “خطا احمر” باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا.

وقال ان السعودية وقعت على الدعوة التي اطلقتها الجمعة 12 من دول مجموعة العشرين لتوجيه “رد قوي” على استخدام الاسلحة الكيميائية، موضحا ان دولا عربية اخرى ستعلن موقفها في هذا الشأن خلال ال24 ساعة المقبلة.

واضاف “الجميع فهموا جيدا ان القرار يجب ان يتخذ خلال ال24 ساعة المقبلة”.

وقد اجتمع كيري مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية السعودية والامارات والبحرين وقطر ومصر والاردن والكويت والمغرب والسلطة الفلسطينية.

لكن كيري رغم تشديده على ضرورة الرد عسكريا استدرك قائلا ان “انتهاء الحرب الاهلية في سوريا يتطلب حلا سياسيا فلا يوجد حل عسكري”.

واوضح في هذا السياق ان “ما تسعى اليه الولايات المتحدة مع شركاء اخرين في المجتمع الدولي هو ضمان احترام القوانين في مجال الاسلحة الكيميائية. نحن لا نريد ان نكون طرفا في النزاع”.

يذكر ان مجلس التعاون الخليجي طالب السبت المجتمع الدولي ب”تدخل فوري” في سوريا بهدف “انقاذ” الشعب السوري من “بطش” النظام.

وتاتي هذه المطالبة فيما يامل الرئيس الاميركي باراك اوباما بان يؤيد الكونغرس تدخلا عسكريا في سوريا.

ويضم مجلس التعاون الخليجي كلا من البحرين والكويت وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية.

كيري يرى الحل للنزاع في سوريا “سياسيا” وليس “عسكريا”

اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين في لندن ان حل النزاع السوري يجب ان يكون سياسيا وليس عسكريا، في ختام حملة دبلوماسية في اوروبا لتبرير الضربات التي تعد الولايات لتوجيهها الى دمشق.

وقال كيري في مؤتمر صحافي اثر محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ “دعوني اكون واضحا، ان الولايات المتحدة، الرئيس (باراك) اوباما، انا شخصيا واخرين، متفقون تماما على ان وقف النزاع في سوريا يتطلب حلا سياسيا. لا يوجد حل عسكري، وليست لدينا اية اوهام بهذا الصدد”.

وتابع “لكن خطر عدم التحرك اكبر من الخطر الذي قد ينجم عن تحرك” مشددا على ضرورة معاقبة نظام الرئيس السوري بشار الاسد لاستخدامه الاسلحة الكيميائية.

واضاف “لن نتوصل الى الحل في ساحة القتال، بل حول طاولة المفاوضات. لكن علينا ان نصل الى هذه الطاولة” في اشارة الى مؤتمر جنيف2 للسلام الذي يسعى كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الى عقده منذ ثلاثة اشهر.

ورد كيري ايضا بصورة غير مباشرة على الرئيس السوري الذي نفى في حديث لشبكة تلفزيون اميركية ان يكون نظامه شن الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس.

واكد ان بشار الاسد وشقيقه ماهر الاسد وجنرالا في الجيش هم الثلاثة الذين يتحكمون في تحركات واستخدام الاسلحة الكيميائية وقال “لا يوجد لدينا ادنى شك في تسلسل المسؤوليات”.

وردا على سؤال عما اذا كان النظام السوري يستطيع تجنب الضربات قال الوزير الاميركي “من المؤكد انه (بشار الاسد) يستطيع تسليم ترسانته الكيميائية كلها الى المجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل، تسليم كل شيء ودون ابطاء (…) لكنه ليس مستعدا للقيام بذلك ولا يمكنه القيام به”.

وشدد كيري ايضا على ضرورة عدم التزام “الصمت” بشان سوريا واعرب عن تاثره لتدهور الوضع الانساني في سوريا و”العبء الهائل” الناتج عن تدفق اللاجئين في المنطقة.

في انتظار تبلور الموقف الاميركي النهائي حيال سوريا بعد المناقشات التي ستجري في الكونغرس، شدد كيري على ان الضربات التي تدرسها واشنطن ستكون محدودة في الزمن ومحددة الاهداف مؤكدا “لسنا ذاهبين الى الحرب”.

كما قلل من مخاطر اعمال انتقامية من قبل النظام السوري في حال تعرضه لضربات غربية.

وقال “لمدة نحو 100 عام كان العالم متحدا ضد استخدام الاسلحة الكيميائية وعلينا ان نجعل الصوت المناسب مسموعا، عبر استذكار تلك اللحظات في التاريخ عندما قتل عدد كبير من الناس لان العالم لزم الصمت. ان محرقة اليهود، ورواندا وغيرهما من الاحداث تشكل دروسا لنا اليوم”.

اما وزير الخارجية البريطاني فاكد “دعم بريطانيا الدبلوماسي التام” للولايات المتحدة في خطتها للتحرك عسكريا ضد سوريا.

وقال “لديهم الدعم الدبلوماسي الكامل من المملكة المتحدة” مؤكدا ان بلاده “ستواصل لعب دور نشط في معالجة الازمة السورية والعمل مع اقرب حلفائنا خلال الاسابيع والاشهر المقبلة”.

لكن هيغ شدد بان مجلس العموم البريطاني رفض مشاركة بريطانيا في ضرب دمشق مؤكدا ان حكومته “ستحترم” هذا الرفض

بشار الأسد: من صبي خجولٍ في طفولته إلى زعيم سيئ

 يرسم الخبير السوري الإيراني، مجيد رافي زادة، صورة دقيقة للرئيس السوري بشار الأسد، الذي تحول من صبي خجول انطوائي إلى حاكم سيىء، يتهم بقتل مئات الآلاف من السوريين.

عشية ضربة أميركية متوقعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تخوض تقارير إعلامية عديدة في شخصيات القادة في هذه الأزمة، كالرئيس الأميركي باراك أوباما أو الرئيس السوري بشار الأسد. وتنقل (سي ان ان) عن مجيد رافي زادة، الخبير السوري الإيراني بشؤون الشرق الأوسط ورئيس المجلس الأميركي الدولي، والعضو في مجلس أمناء جامعة هارفارد، تفنيدًا لشخصية الأسد، إذ يقول إن غالبية من كان يعرف الأسد في طفولته الدمشقية كان يراه طفلًا خجولًا ومتحفظًا، ضعيفًا ومترددًا، يميل إلى الانطواء على نفسه، لم يرث أيًا من ميزات والده الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وشقيقيه الراحل باسل وماهر، وخصوصًا أنه لم يرث من هؤلاء الذكاء والقوة ومهارات القيادة.

 اتصال غيّر حياته

كان طول الأسد الفارع ورقة ملامح وجهه تضيف إليه سمات الضعف في عيون السوريين، أو جلهم تقريبًا. وقبل أن يرفع إلى مكانة الرئاسة، كانت غالبية السوريين ترى فيه شخصًا ميالاً إلى المطالعة والتنظير، وليس شخصًا يمتلك مؤهلات قيادة بلد. وينسب رافي زادة إلى صديق له علوي يدعى أبو هشام قوله: “لا يمكن لبشار أن يقف في وجه قوى مثل إسرائيل والولايات المتحدة، فنحن بحاجة لزعيم مثل باسل”.

لكن القدر لعب لعبته القذرة، وبين للجميع أنهم أخطأوا في الحكم على الأسد من طفولته وملامحه. ويتساءل رافي زادة: “كيف تحول صاحب العينين الزرقاوين والقامة الطويلة، والمتعلم طب العيون في الغرب، والذي امتلك مهارات الفحص وإيجاد الحلول، إلى زعيم سيىء؟”.

 ويقول إن قدر بشار تغيّر في العام 1994، “فعندما كان يدرس طب العيون في إنجلترا، تلقى اتصالًا من والده يطلب منه العودة إلى دمشق بعد مصرع شقيقه باسل في حادث سيارة، وهو الذي كان مرشحًا لخلافة والده، وهذا الاتصال غيّر حياة بشار إلى الأبد”.

وبحسب رافي زادة، أخضع بشار لدورات تدريب مكثفة، عسكرية وسياسية، تلقى فيها أسس مبادئ حزب البعث والعلمانية، لأنه كان بعيدًا عن السياسة التي أدار بها والده سوريا، اشرف عليها الحرس القديم من حزب البعث والجيش السوري.

 انفتاح اقتصادي لا سياسي

 يقول رافي زادة إن بشار كان يملك نظرة مختلفة لسوريا، إذ أراد إبعادها رويدًا رويدًا عن تسلط حزب البعث وسيطرة الجيش وسياسات الحرس القديم الذي أحاط بوالده الراحل. يضيف: “رغم أنّه عزز سلطة العسكر القديم ونزوعهم إلى حملات القمع، إلا أن نزوعه إلى الحياة الغربية انعكس على خطاب توليه الرئاسة بعد رحيل والده، إذ تعهد ساعتها بأنّ الوقت حان لتحديث البلاد، وتحقيق آمال ‘شعبنا’ المشروعة”.

 فبعد إعتماد مبادئ الاشتراكية طويلًا، أراد بشار أن يزرع في سوريا بذور منحى ليبرالي وفق النموذج الغربي. لكن ذلك استفادت منه دائرته الضيقة والأقلية العلوية، فيما توسع الفارق بين الأغنياء والفقراء. ولعل من الأخطاء التي زادت الطين بلة أن بشار لم يقتنع بأن الانفتاح الاقتصادي يقتضي أيضًا انفتاحًا سياسيًا، بحسب تحليل رافي زادة.

 وعلى العكس من ذلك، قمع بشار المعارضة والناشطين الحقوقيين، بمساعدة من إيران التي توسع نفوذها في سوريا أكثر من أي وقت مضى. وزادت الخلافات بين أطراف الدائرة الضيقة من العسكر القديم، وعكس موقف قائد الاستخبارات العسكرية المخضرم ومستشار والده علي دوبا، الرافض للابتعاد عن مبادئ حزب البعث السوري، تلك الخلافات.

 لا بديل

 ويعول رافي زادة كثيرًا على دور دوبا، فيقول في تحليله: “عند اندلاع الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011، حاول بشار العودة إلى الأصول بالاعتماد على علي دوبا نفسه، الذي لعب دورًا بارزًا في مجزرة حماة قبل عقود، وعلى شقيقه ماهر، وعلى الأقليات، وحوّل أجهزة الدولة إلى خادم مطيع له”.

 يضيف: “حتى الآن، يبدو أن بشار والعسكر القديم نجحا في الاستمرار مع دخول الحرب عامها الثالث، معتمدين في ذلك على معطى مهم يتمثل في كون الطبقة المستفيدة من حكمه، أي الأقليات ورجال الأعمال والمال والجيش، لم تظهر انشقاقًا واضحًا عنه”.

 وبشار الأسد مستمر اليوم، في الربع الساعة الأخير قبل ضربة أميركية وشيكة لنظامه، في سعيه لإقناع العالم بأن لا بديل له لحكم سوريا، قائلًا إنّه إذا لم يستمر قائدًا لسوريا الموحدة، فبإمكانه أن يسرّب النزاع إلى المنطقة ككل، وأن يحوّل بلاده إلى جهنم.

كيري يواصل الحشد أوروبيا وعربيا.. ويلمح إلى العودة لمجلس الأمن

التقى الفيصل ووفد المبادرة العربية.. وفابيوس: لا نحتاج تعهدا عسكريا من كل الدول الأوروبية

باريس – لندن: «الشرق الأوسط»

عشية انطلاق نقاشات الكونغرس الأميركي بشأن تفويض الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية تستهدف نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية ضرب منطقتين في ريف دمشق الشهر الماضي وأودى بحياة المئات، واصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس جهوده الدبلوماسية للحصول على مزيد من الدعم على المستوى العربي بعد نيله الدعم الأوروبي باتجاه تدخل عسكري في سوريا. وعقد سلسلة اجتماعات في باريس ولندن مع مسؤولين ووزراء عرب في مقدمتهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لبحث الأزمة السورية ومحادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي مؤتمر صحافي في باريس مع نظيره القطري خالد العطية، قال كيري إن الولايات المتحدة لم تستبعد إمكانية العودة لمجلس الأمن للحصول على قرار بشأن سوريا وإنها ستدرس الاقتراح الفرنسي بهذا الصدد بمجرد أن ينتهي مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة من تقريرهم. وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتخذ قرارا بعد بخصوص هذا الأمر.

وكان كيري أكد في مؤتمر صحافي في باريس أول من أمس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس تصميمه على «معاقبة» النظام السوري عسكريا، وأكد أن «هناك عددا من الدول – عدد من رقمين – مستعدون للمشاركة في عمل عسكري». وأضاف أن «هناك مزيدا من الدول المستعدة للتحرك عسكريا، وفي الواقع أكثر مما نحتاج إليه للعمل العسكري المطروح»، دون أن يوضح هذه الدول.

وأمس أعلن فابيوس أن باريس وواشنطن «لا تحتاجان» إلى تعهد عسكري من كل الدول الأوروبية للتدخل في سوريا، مرحبا بـ«الدعم السياسي» للدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقال لقناة «فرانس 3»: «لسنا بحاجة ماديا وعسكريا إلى تعهد كل الدول. معظم هذه الدول ليس لديها الوسائل للقيام بذلك. إنه دعم سياسي».

ودعا وزراء الخارجية الأوروبيون السبت في فيلنيوس إلى «رد قوي وواضح» على الهجمات الكيميائية في سوريا الشهر الماضي، مؤكدين أن هناك «قرائن قوية» تحمل النظام السوري مسؤوليتها.

وقال فابيوس: «تحركت الأمور في نهاية الأسبوع. كلما أوضحنا الوضع تحركت الأمور». وأضاف أن «الدول الـ28 لم تقل: لا نريد تدخلا عسكريا معكم، بل في العمق نؤيد تحليلكم، بعد أن شرحت وجون كيري الوقائع».

وقال فابيوس: «هناك ثلاثة أسباب لشكوكهم ويجب أن نرد على كل سبب: نعم، وقع هجوم كيميائي، ونعم، نظام الأسد مسؤول عنه، ونعم، إننا معنيون لأن هناك عددا كبيرا من الفرنسيين في المنطقة، وأيضا إذا سمحنا بانتشار الإرهاب واستخدام الأسلحة الكيميائية أصبحنا كلنا مهددين». وخلص إلى القول: «وإذا أردنا حلا سياسيا يجب أن يكون هناك عقاب وردع لنظام الأسد».

ويقول خبراء إنه إذا جرى عمل عسكري «قصير ومحدد الأهداف»، حسب العبارات التي تستخدمها واشنطن وباريس، فسيتخذ شكل إطلاق صواريخ عابرة. والدول التي تملك مثل هذه القدرة، باستثناء الولايات المتحدة وفرنسا، قليلة.

ويعود كيري إلى واشنطن اليوم (الاثنين) بعد توقف في لندن مساء أمس، حيث كان متوقعا أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يلتقي اليوم وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ.

وكان هيغ قال في وقت سابق أمس إن استخدام الأسلحة الكيماوية «شر» يجب على العالم أن يواجهه. ودعا في مقابلة تلفزيونية مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى اتخاذ إجراءات حيال استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية. وأضاف: «المسألة تتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية، وهي قضية أكبر من سوريا. وما كانت الولايات المتحدة تتحدث عنه وما كنا نتحدث عنه قبل التصويت في البرلمان كان ردا محدودا ومتناسبا على استخدام الأسلحة الكيماوية لمحاولة الردع عن استخدام الأسلحة الكيماوية».

وأجهضت خطط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لانضمام بريطانيا إلى هجوم عسكري محتمل على سوريا الشهر الماضي حين صوت البرلمان برفض اقتراح حكومي لإجازة هذا التحرك من حيث المبدأ.

وقال هيغ إن الحكومة تحترم قرار البرلمان ولا تنوي طرح الاقتراح مجددا. وأضاف: «لسنا حكومة حريصة على العمل العسكري». وتابع: «ليس هناك حل سهل للأزمة في سوريا لكن المؤكد أنه يجب وقف استخدام الأسلحة الكيماوية». ومضى يقول: «مما رأيته كوزير للخارجية أعتقد أن السماح بانتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية في القرن الحادي والعشرين شر يجب أن نقف ضده بطريقة أو أخرى».

من جهة أخرى، بحث كيري مع مسؤولين عرب مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن كيري استضاف في باريس اجتماعا مع وفد من لجنة المبادرة العربية بشأن محادثات السلام برعاية الجامعة العربية. وذكر البيان أن الوفد ضم وزراء خارجية البحرين ومصر والأردن والمغرب وفلسطين وقطر والكويت والسعودية والإمارات والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

وأطلع كيري الحاضرين على وضع المفاوضات الراهن بين الفلسطينيين والإسرائيليين وجدد التزام الولايات المتحدة بمفاوضات مكثفة لإنهاء الصراع من خلال اتفاق نهائي. كما اطلع الوفد على خطط لإنعاش الاقتصاد والاستثمار في فلسطين. وقال البيان إن الوفد عبر عن دعمه الكامل لجهود وزير الخارجية الأميركي لإنجاح المفاوضات ضمن جدولها الزمني المحدد بتسعة أشهر.

تركيا تنشر صواريخ «أرض ـ جو» جديدة على الحدود مع سوريا

تواصل تدفق اللاجئين السوريين إليها

إسطنبول – لندن: «الشرق الأوسط»

نشر الجيش التركي مزيدا من بطاريات الصواريخ المضادة للطيران على الحدود مع سوريا، في الوقت الذي تتزايد فيه الاستعدادات الأميركية بشكل خاص لشن ضربة عسكرية على سوريا.

ونقلت شبكة «إن تي في» الإخبارية التركية أن بطارية صواريخ «أرض – جو» من نوع «ستينغر» نصبت خلال الأيام القليلة الماضية على قمة جبل شوف قرب مدينة يايلاداغي في محافظة هاتاي على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع سوريا وعلى مقربة من البحر المتوسط.

من جهتها، قالت شبكة «سي إن إن – تركيا» إن بطارية أخرى نصبت في مدينة جيلانبينار الصغيرة الواقعة في محافظة سانلي اورفه في جنوب شرقي البلاد بمحاذاة الحدود مع سوريا.

وسبق أن نشرت القوات التركية عدة بطاريات صواريخ مضادة للطيران على طول حدودها المشتركة مع سوريا في صيف 2012 إثر قيام المضادات السورية بإسقاط طائرة استطلاع تركية. وفي مطلع 2013 نشر الحلف الأطلسي بطاريات صواريخ من نوع «باتريوت» استقدمت من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة مع مشغليها لحماية تركيا من أي تهديد سوري محتمل. وتستقبل تركيا حاليا أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، وهي تؤيد أي عمل عسكري قد تقوم به الولايات المتحدة بعد اتهام النظام باستخدام السلاح الكيماوي في هجوم وقع في 21 أغسطس (آب) قرب دمشق.

وواصل السوريون العبور إلى تركيا أمس تاركين منازلهم ويحدوهم الأمل في التمتع بالأمان بعد معاناتهم من الصراع الذي مزق سوريا على مدى عامين ونصف العام. وقالت امرأة من إدلب إنها ليس لديها شك في أن نظام الأسد هو الذي استخدم الأسلحة الكيماوية. وأضافت أن النظام هاجم الشعب بكل أنواع الأسلحة. وقال سوري آخر كان يعبر الحدود ويدعى طلال الرياني إنه يريد أن تشن الولايات المتحدة ضربة على نظام الأسد.

وكانت تركيا قد أعلنت في ما سبق أنها مستعدة للمشاركة في تحرك دولي ضد الأسد حتى لو لم يكن برعاية الأمم المتحدة، ووضعت قواتها المسلحة في حالة التأهب تحسبا لأي تهديدات من سوريا. لكن أنقرة أكدت أن التدخل العسكري في سوريا يجب أن يهدف إلى إنهاء حكم الأسد. وتستضيف تركيا أكثر من ربع مليون سوري فروا من القتال منذ مارس (آذار) 2011. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من أربعة ملايين شخص نزحوا داخل البلاد.

الكونغرس يناقش اليوم التدخل العسكري في سوريا.. وإدارة أوباما تكثف حملتها

واشنطن تستعد لردود الفعل «الانتقامية» ضد الأصدقاء.. والبنتاغون يحضر لضربات أقوى

واشنطن: محمد علي صالح

قبل يوم من خطابه الذي سيوجهه إلى الشعب الأميركي غدا (الثلاثاء)، ومع عودة الكونغرس اليوم (الاثنين) من إجازته السنوية، يكثف الرئيس باراك أوباما حملته لإقناع الكونغرس والشعب الأميركي بتنفيذ قراره بمعاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب «استخدامه أسلحة كيماوية ضد شعبه».

وفي غضون ذلك، كشفت تقارير صحافية أميركية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر ثلاثة أيام.

وسيتخذ الكونغرس الأميركي خلال الأيام المقبلة موقفا من الضربة العسكرية المحتملة بناء على قرار الرئيس أوباما نهاية الأسبوع المقبل. لكن الموافقة على العمل العسكري ليست أمرا مؤكدا وخصوصا في مجلس النواب.

وحسب آخر استطلاع في مجلس النواب، وقع 25 فقط من أعضاء المجلس على بيان يؤيد أوباما، بينما قال أكثر من مائتي نائب، مما يضمن الأغلبية، إنهم سيعارضون، أو يميلون نحو المعارضة. وفي استطلاع آخر، قال 227 عضوا إنهم سيعارضون، أو يميلون نحو المعارضة. غير أن مجلس الشيوخ، حيث الأغلبية تتبع للحزب الديمقراطي، يشهد انقساما متساويا تقريبا. وبالنسبة للشعب الأميركي، أظهر استطلاع صحيفة «واشنطن بوست» أن 59 في المائة يعارضون.

في نفس الوقت، وحتى قبل أن يخاطب الشعب الأميركي غدا، أعلن البيت الأبيض أن أوباما سيظهر في سلسلة مقابلات تلفزيونية خلال هذا اليوم، وأن مساعديه ومستشاريه سيقضون اليوم في مقابلات تلفزيونية وصحافية.

وأمس، ظهر دينيس ماكدونو، كبير موظفي البيت الأبيض، في أربع قنوات تلفزيونية رئيسة لحشد الدعم للتدخل الأميركي في سوريا.

وقال ماكدونو إن إدارة أوباما تخطط لـ«كل طارئ» في حال ظهور أي تبعات للضربات العسكرية الأميركية المحتملة ضد نظام الأسد. إلا أن ماكدونو رفض الإفصاح عما إذا كان أوباما سيشن الضربات العسكرية في حال رفض الكونغرس منحه الضوء الأخضر لذلك، كما رفض كشف تفاصيل.

وقال ماكدونو لشبكة «سي إن إن» إن «المخاطر متعددة، أولها خطر الانجرار إلى الحرب الأهلية الدائرة في الشرق الأوسط». وأضاف ماكدونو: «علينا أن نكون حذرين للغاية وأن تكون الضربات محددة جدا ومحدودة للغاية حتى لا ننجر إلى وسط ما يجري. وبالطبع هناك أيضا خطر وجود رد فعل أو عمل انتقامي ضد أصدقائنا». وتابع: «نحن بالتأكيد نخطط لكل طارئ بهذا الخصوص وسنكون مستعدين له».

ونشرت لجنة في الكونغرس تسجيلات فيديو قالت إنها لذلك الهجوم الكيماوي ظهر فيها رجال وأطفال يتألمون ويتقيأون. وصرح ماكدونو لشبكة «فوكس نيوز» أمس قائلا: «آمل في أن يشاهد كل عضو في الكونغرس هذه التسجيلات قبل أن يدلي بصوته. إنها مريعة بشكل لا يصدق»، محملا النظام السوري مسؤولية الهجوم. وقال إن أكثر من 400 طفل قتلوا «في هذا الهجوم البشع الذي استخدم فيه هذا السلاح المحظور في العديد من دول العالم منذ مائة عام».

وبينما أيد السيناتوران الجمهوريان جون ماكين ولندسي غراهام الضربة الأميركية، على شرط أن تكون شاملة تستهدف نظام الأسد، اعترض آخرون على أي ضربة.

وقاد المعارضة في الكونغرس السيناتور الجمهوري راند بول (ولاية كنتاكي). وقال لتلفزيون «فوكس»: «ليس الخيار (الحرب) هنا سهلا، إنه صعب. لكننا يجب أن نتذكر أن ضرب نظام الأسد نصف ضربة، أو ربع ضربة، سيقوي المعارضين الإسلاميين. سيقوي منظمة القاعدة وحزب الله وأنصار إيران. لهذا، فإما ضربة تقضي على نظام الأسد وإما لا ضربة».

وفي غضون ذلك، قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر ثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المخططين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى.

وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة إن البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف لكي تشمل «عدة أهداف إضافية» مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم نحو 50 هدفا. وهذه الخطوة هدفها القيام بقصف إضافي لإلحاق ضرر بقوات الأسد المشتتة.

ويدرس مخططو البنتاغون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجو وكذلك خمس مدمرات صواريخ أميركية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لإطلاق صواريخ «كروز» وصواريخ جو – أرض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة.

ويمكن لحاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» وسفينة حربية وثلاث مدمرات متمركزة في البحر الأحمر إطلاق صواريخ «كروز» أيضا على سوريا.

وقال ضابط مطلع على التخطيط للصحيفة: «ستكون هناك عدة دفعات وسيجري تقييم بعد كل دفعة، لكنها كلها لمدة 72 ساعة مع إشارة واضحة لموعد الانتهاء».

ووسط شكوك في أن تؤدي الضربة العسكرية الأميركية إلى كبح قدرات الأسد العسكرية، قال ضابط للصحيفة إن العملية التي يجري التخطيط لها ستكون بمثابة «عرض قوة» لعدة أيام ولن تؤدي إلى تغيير كبير في الوضع على الأرض.

المعارضة تسيطر على «معلولا».. و«الحر» يستنفر لاستغلال الضربة

النظام يستهدف «سد الفرات» والمعارضة تحذر من اللعب على «ورقة الأقليات»

بيروت: «الشرق الأوسط»

في حين لا تزال الأنباء الآتية من معلولا في شمال دمشق، تفيد باستمرار المعارك فيها وحشد قوات النظام تعزيزات عسكرية لاقتحامها، أعلن، أمس، المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مسلحي المعارضة السورية استولوا على المدينة، بينما أعلن الائتلاف الوطني وهيئة الأركان العامة عن تكليف قوات خاصة من الجيش الحر لتأمين الحماية لأهالي المدينة، ولا سيما الأديرة والمقدسات، محذرا من مغبة لعب النظام على ورقة الأقليات. كذلك، أبدى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تخوفه من نتائج استهداف قوات النظام لسد الفرات بالبراميل المتفجرة، ولا سيما على مصير ملايين السوريين في المحافظات الشرقية، بينما أعلن «الجيش الحر» استنفاره لاستغلال الضربة العسكرية.

وذكر المرصد السوري الذي أعلن عن سقوط 170 قتيلا من القوات النظامية والمعارضة، يوم السبت الماضي، أن «المعارك في معلولا أدت إلى مقتل 17 شخصا، وأكثر من مائة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «دخلت قوات النظام إلى المدينة، لكنها عاودت الانسحاب من جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي الكتائب المقاتلة إلى البلدة، التي سيطرت عليها بشكل كامل».

وفي هذا الإطار، أصدرت هيئة الأركان العامة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بيانا مشتركا، محذرين من استغلال النظام لورقة الأقليات من خلال ادعائه أنه حاميها، في محاولة بائسة منه لتشويه الثورة وتأليب العالم عليها، كاشفا عن تكليف قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين الحماية لأبناء معلولا ولا سيما الأديرة والمقدسات.

وجاء في البيان: «خلال الثورة حرص النظام على استهداف الأقليات في أكثر من واقعة، في إطار حربه المفتوحة على السوريين، وحاول إلصاق التهمة بالثوار، والكل يذكر اتهام الثوار بتفجير بعض كنائس حلب لتثبت بعدها التحقيقات أن النظام قصفها بمدفعيته الثقيلة، ولم يكن فيها أي وجود للجيش الحر».

وأكد الطرفان «العمل بكل جهد لحماية كل السوريين، وقد تم تكليف قوات خاصة من الجيش الحر بتأمين الحماية لأهلنا في معلولا وبالخصوص للأديرة والمقدسات»، مبديين تحفظهما على تسمية الأقليات، «لأنهم أخوتنا ولكوننا نعلم أن النظام سيستهدفهم بشكل استثنائي في هذه المرحلة تحديدا، أفلح الجيش الحر في مهمته هذه في غير مكان، ولكنه أخفق في بعض الأماكن لضعف الإمكانات».

من جهة أخرى، وفي سابقة خطيرة من نوعها، وفق ما أعلن الائتلاف الوطني، استهدف الطيران الحربي التابع لسلاح الجو في قوات النظام، بإلقاء براميل متفجرة على مدعمات سد الفرات وأساساته، مما يشكل تهديدا كبيرا لمصير ملايين السوريين في عموم سوريا، وعلى وجه الخصوص القاطنين منهم في المحافظات الشرقية، بينما نفت مؤسسة مياه الشرب في دمشق المعلومات التي أشارت إلى تسمم مياه الشرب في مناطق ريف العاصمة. واعتبر الائتلاف أن ما جرى يكشف الاستهتار الهائل بحياة ملايين الناس، ومحاولة النظام، بشكل مباشر أو غير مباشر، ارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق أبناء المنطقة الشرقية في دير الزور والرقة على وجه الخصوص، مشيرا إلى أنه «بعد استخدامه للسلاح الكيماوي ضد الشعب، يعمد النظام اليوم إلى ارتكاب كارثة إنسانية عظمى، من خلال الاستهداف المتعمد لأكبر مجمع مائي في سوريا، وأهم مصدر من مصادر توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، إضافة لكونه محاطا بمناطق سكنية مأهولة قد يسبب تدمير جزء منه فيضانا يودي بأرواح الآلاف إن لم يكن الملايين».

في المقابل، أعلن المستشار السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد أن «قيادة الأركان استنفرت طاقاتها لإعداد خطط من أجل استغلال إلى أقصى حد لأي ضربة عسكرية غربية محتملة على النظام»، مشيرا إلى أن «رئيس قيادة هيئة الأركان اللواء سليم إدريس يقوم بزيارات على الجبهات، وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة». ورأى أن «الرئيس السوري بشار الأسد هو من أتى بهذه الضربة من خلال المجزرة الإنسانية التي يقوم بها منذ أكثر من سنتين ضد الشعب السوري، التي كان آخر فصولها مجزرة الكيماوي في الغوطة»، لافتا إلى أن «الخطط الموضوعة لهذا الاستغلال قد تلحظ اقتحامات وفتح جبهات جديدة وغنم أسلحة وتحرير مناطق».

وأضاف: «نعتقد أن الضربات ستشجع تشكيلات عسكرية كبيرة على الانشقاق وستضعضع قوات النظام»، معربا عن أمله في أن تكون «البوابة التي تقود إلى إسقاطه».

وعن الأهداف المحتملة للضربة العسكرية، أوضح مقداد أن «تحالف القوى الغربية الذي سينفذ الضربة، لا يحتاج إلى معلومات من (الحر) لتحديد بنك أهدافه، لأن النظام مكشوف تماما لكل الدول»، لافتا إلى «اتفاق بين هيئة الأركان وبعض الجهات الدولية، على أن يتم إبلاغنا قبل وقت قصير من بدء الضربة العسكرية بأهدافها، لنوزع هذه المعلومات على مسؤولي المجالس العسكرية في المناطق، فتساعدهم على استغلال هذه الضربات إلى أقصى حد».

وتابع: «نحن، من موقعنا في المعركة ضد النظام، لدينا مشكلتان أساسيتان؛ مسألة السلاح الكيماوي ومسألة الصواريخ البالستية والطيران»، متخوفا من أن «يلجأ النظام في مرحلة مقبلة إلى استخدام صواريخ بالستية محملة برؤوس غير تقليدية تطلق بواسطة الطائرات، مما يعني قتل مئات ألوف السوريين».

الأسد ينفي تورط نظامه باستخدام الكيماوي في مقابلة تلفزيونية أميركية

المعلم في موسكو اليوم.. وروسيا تواصل إجلاء رعاياها

لندن – برلين: «الشرق الأوسط»

عشية اجتماعات الكونغرس الأميركي لمناقشة توجيه ضربة عسكرية لنظامه، نفى الرئيس السوري بشار الأسد مسؤوليته عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب)، وقال: «لا يوجد دليل قاطع على ذلك». وبينما يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم لموسكو اليوم لبحث تداعيات الأزمة، واصلت روسيا، حليفة الأسد، إجلاء رعاياها من سوريا جراء المخاوف من الضربة العسكرية.

وجاءت تصريحات الأسد في مقابلة خاصة مع المحاور الاميركي الشهير تشارلي روز والتي من المتوقع ان تبث بأكملها الليلة. ولكن بثت شبكة «سي بي إس» الأميركية، مقتطفات من حديث الأسد. ونقل الصحافي عن الرئيس السوري قوله: إن الدليل ليس حاسما على وقوع مثل هذا الهجوم.

وقالت الشبكة إن الأسد قلق جدا من أن يقلص الهجوم على سوريا قوة جيشه ويقلب الميزان في الصراع. وجاءت مقابلة الأسد ضمن مساعي النظام السوري الى التأثير على الرأي العام الأميركي في اسبوع حاسم لاتخاذ الكونغرس قراره حول الموافقة على ضربة عسكرية على سوريا. وكانت صحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية ذكرت أمس نقلا عن المخابرات أن القوات السورية نفذت على الأرجح هجوما بأسلحة كيماوية قرب دمشق دون تصريح شخصي من الأسد. وقالت الصحيفة إن رسائل عبر اللاسلكي التقطها عملاء للمخابرات الألمانية أوضحت مطالبة قادة الألوية والفرق السوريين قصر الرئاسة بالتصريح لهم باستخدام أسلحة كيماوية على مدى الأربعة شهور ونصف الماضية لكن القصر كان يرفض دائما.

ورأى مسؤولون بالمخابرات أن ذلك قد يعني أن الأسد لم يوافق شخصيا على الأرجح على الهجوم الذي وقع قرب دمشق وقدر عدد ضحاياه بأكثر من 1400 قتيل.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات اللاسلكية التقطتها سفينة الاستطلاع (أوكر) التابعة للبحرية الألمانية أثناء إبحارها على مقربة من الساحل السوري.

وأدلى رئيس وكالة المخابرات غيرهارد شيندلر الأسبوع الماضي بإفادات سرية أمام لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني. وأضافت الصحيفة أن شيندلر أبلغ لجنة الدفاع أن الحرب الأهلية في سوريا قد تستمر لسنوات.

وأبلغ رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الألمانية الجنرال فولكر فيكر المشرعين بأن تأثير القوات ذات الصلة بتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة السورية في تزايد.

وقال أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية، حضروا الإفادة، لوكالة رويترز، بأن شيندلر قال: إنه رغم عدم وجود دليل قاطع لدى وكالة المخابرات بشأن مسؤولية حكومة الأسد فإن لديها الكثير من الأدلة التي تشير إلى مسؤوليتها. يشمل ذلك اتصالا هاتفيا التقطه رجال مخابرات ألمان بين مسؤول بجماعة حزب الله والسفارة الإيرانية في دمشق قال فيه المسؤول إن الأسد أمر بالهجوم.

وفي غضون ذلك، هبطت طائرة روسية في مدينة اللاذقية السورية أمس لإجلاء الرعايا الروس. وقالت المتحدثة باسم وزارة الطوارئ الروسية ايرينا روسيوس في بيان إن الطائرة ستنقل المواطنين الروس ورعايا الجمهوريات السوفياتية السابقة «الذين أعربوا عن رغبتهم في مغادرة منطقة النزاع». ولم يتضح عدد من سيتم إجلاؤهم على تلك الطائرة، إلا أن وكالات الأنباء الروسية قالت: إن الراغبين في المغادرة يتجمعون حاليا في مطار اللاذقية.

وكانت روسيا أجلت مئات من رعاياها في رحلات مماثلة منذ بدء النزاع في سوريا. وقامت أيضا بإجلاء 116 مواطنا من روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة في رحلتين جويتين في أواخر أغسطس الماضي.

الكيماوي مقابل الضربة

يمكن (للرئيس السوري بشار) الأسد تفادي التعرض لهجوم اذا سلم كل الأسلحة الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل”. عبارة أطلقها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بشكل عابر خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني وليام هيغ.  لكن بالنسبة لروسيا كانت تلك العبارة على ما يبدو الخيط الذي تحتاجه لالتقاطه وتقديم مبادرة تجنب الجميع مخاطر الانزلاق إلى عمل عسكري في سوريا، بعدما ضم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صوته إلى نظيره الأميركي، مسلماً وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي يزور موسكو مقترحاً بضرورة الموافقة على فرض رقابة دولية على الاسلحة الكيماوية.

البداية كانت مع اطلاق وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لتصريحه الذي  فسر من قبل الكثيرين على أنه مهلة أميركية وفرصة اللحظة الأخيرة التي ستتيح للادارة الأميركية تفادي الغوص في الرمال السورية وللنظام السوري تجنب الضربة، وخصوصاً أنه تزامن مع اقرار كيري بصعوبة الحصول على تفويض من الكونغرس الأميركي للقيام بالعمل العسكري.

 لكن الخارجية الأميركية سارعت لتوضيح تصريح كيري، بالتأكيد على أنه كان “يتحدث بشكل مجازي عن استحالة وعدم امكانية ان يسلم (الاسد) الاسلحة الكيماوية التي نفى انه استخدمها”.

وأضافت “النقطة التي أثارها (كيري) أن هذا الدكتاتور المتوحش بتاريخه في التلاعب والمراوغة بالحقائق لا يمكن الوثوق به ليسلم الاسلحة الكيماوية والا كان قد فعل ذلك منذ فترة طويلة. ولهذا فان العالم يجد نفسه في مواجهة هذه اللحظة”.

إلا أن روسيا بدت غير معنية بهذا التوضيح، بعدما عقد لافروف مؤتمراً صحافياً، هو الثاني في غضون ساعات بعد مؤتمر صحافي جمعه بنظيره السوري، واعتبر  “أنه إذا كان من شأن فرض رقابة دولية على الاسلحة الكيماوية السورية أن يوقف التدخل العسكري في سوريا، فإن روسيا على استعداد للعمل مع الجانب السوري بهذا الشأن”.

وأضاف لافروف “نحن لا نعرف ما اذا كانت سوريا ستوافق على ذلك، ولكن إذا كان من شأن فرض رقابة دولية على الاسلحة الكيماوية في هذا البلد أن يوقف الضربات، فنحن سننخرط فوراً في العمل مع دمشق”. وأضاف لافروف “لقد سلمنا مقترحنا الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونأمل برد سريع وايجابي”. وهو الرد الذي لم يتأخر كثيراً باعلان المعلم أن سوريا ترحب بالاقتراح الروسي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية.

المبادرة الروسية جاءت لتؤكد صحة ما نشرته صحيفة “هآرتس” من معلومات، عن أن ايران وروسيا تعملان على دفع اقتراح حل وسط، من شأنه ان يمنع توجيه ضربة عسكرية لسوريا، يشمل موافقة سوريا على نقل مخزونها من الاسلحة الكيماوية الى روسيا او دولة اخرى.

في المقابل، ذكرت الصحيفة ان المعلم سيطلب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ان يسمح لسوريا بنقل صواريخ تملكها الى القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس لتجنب استهدافها من قبل الولايات المتحدة، فضلاً عن تقديمه خطة شاملة لنقل السلطة في سوريا على مراحل، تقضي “بتقريب موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا وعدم ترشيح الأسد لنفسه في هذه الانتخابات”.

ووفقاً لـ”هآرتس”، فإن اقتراح الحل كان مدار نقاش بين مسؤولين سوريين ورئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، قبل بضعة ايام، فيما يتوقع تبلوره بشكل نهائي خلال لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي ونظيره الايراني، حسن روحاني.

مساعي الحل هذه لم تمنع روسيا وإيران من الاستمرار في اطلاق المواقف الداعمة للنظام السوري والرافضة لتوجيه اي عمل عسكري خارج مجلس الأمن، بعدما أكد مجلس الأمن الروسي أن “موسكو تلح على الحل الدبلوماسي للملف السوري وتأمل بأن موقفها سيسمع”، مشدداً على أن “العدوان على سوريا لن يكون شرعياً حتى لو أقره الكونغرس الأميركي”. وهو ما عبّرت عنه الخارجية الصينية التي دعت للعودة إلى مجلس الأمن الدولي.

وضع يستفيد منه النظام السوري لمواصلة سياسة التهديد ب”الأسوأ”.  الرئيس الأسد، أكد في مقابلة مع تلفزيون “سي.بي.إس نيوز” الأميركي بثت اليوم، أن تداعيات الضربة العسكرية التي قد توجهها الولايات المتحدة لبلاده قد تأخذ أشكالاً مختلفة ومنها آثار مباشرة وآثار غير المباشرة.

وأوضح أنه إضافة إلى الرد المباشر، فإن الآثار غير المباشرة قد تشمل زعزعة الاستقرار وانتشار الإرهاب في كل المنطقة وهو ما سيؤثر على الغرب بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه “من الضروري توقع الأسوأ”.

أما وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، فاعتبر في المؤتمر الصحافي مع  لافروف، أن الضربة العسكرية المحتملة لسوريا تقضي على فرص الحل السياسي للأزمة، معيداً التأكيد على استعداد دمشق للذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 لتسوية الأزمة في بلاده.

المدن

روسيا تقترح وسوريا توافق وواشنطن تتحفّظ

يبدو أنّ سباق الساعات الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما والذي أثمر مبادرة روسية لتجنيب سوريا ضربة عسكرية، تلقّفته دمشق بإيجابية، بعد أن سارعت إلى الإعلان عبر وزير خارجيتها وليد المعلم الذي يزور موسكو أنّها ترحّب بالمبادرة الروسية حول وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية.

وقال المعلم في مؤتمرٍ صحافي: “أعلن ترحيب الجمهورية العربية السورية بالمبادرة الروسية بناءً على حرص القيادة السورية على أرواح مواطنينا”، مرحّباً “بحكمة القيادة الروسية لمنع العدوان الأميركي ضد الشعب السوري”.

هذا الأمر كان مدعاة ترحيب بريطاني حذر، حيث اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن “وضع سوريا أسلحتها الكيماوية تحت إشراف دولي خطوة كبيرة للأمام ويجب تشجيعها”، داعياً في الوقت عينه إلى التنبه من ألا يكون ذلك سياسة إلهاء للدفع الى مناقشة أمر آخر غير المشكلة المطروحة على طاولة البحث، ولكن اذا كان ذلك عرضاً صادقا فيجب النظر إليه بصدق”.

إيجابية دمشق خلقت إرباكاً أميركياً فتفاوتت ردود الفعل، إذ أعلنت وزارة الخارجية أن وزير الخارجيّة جون كيري بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف المبادرة، معلنةً أن هناك شكوكاً تساورها ازاء موافقة سوريا.

أما نائب مستشار الأمن القومي طوني بلانكين، فرأى أنّ “المقترح الروسي أتى بسبب الضغط العسكري ولكن سندرس هذا الإقتراح بتمعّن”.

من جهتها، عادت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس لتدافع عن صوابية توجيه ضربة عسكرية، لافتةً إلى أن “استخدام السلاح الكيماوي يهدد الأمن القومي الاميركي، مؤكدة في هذا الاطار أن “مسؤولين كباراً في نظام الرئيس السوري بشار الاسد وراء استخدام السلاح الكيماوي في هجوم 21 آب”.

كما شدّدت على أنّ “عدم الرد على استخدام السلاح الكيماوي سيؤدي إلى تدمير المواثيق الدولية، ويفتح باب المخاطر لاستخدام سلاح آخر من نوع الدمار الشامل، مجددةً التأكيد على أن “أن اميركا لا تنوي شن حرب جديدة ولن تكون الضربة على غرار ما حصل في العراق وأفغانستان وكذلك ليست كما حصل في ليبيا، إنّما محدودة ومدروسة”، وأضافت: “هذا العمل سيكون مقتصراً بنطاقه الزمني، وما نريده شلّ قدرة الاسد على استخدام السلاح الكيماوي، ونؤكد أنه لن تكون حرباً مفتوحة، ولن نسهم في العمل بإطاحة نظام الاسد أو تغييره”.

إلى ذلك حذّرت رايس الأسد وحلفاءه من عدم ارتكاب أي حماقة في حال تمت الضربة العسكرية”.

الكرملن يسابق الكونغرس: حلّ اللحظة الأخيرة

روسيا مستعدّة لإقناع الأسد برقابة دولية على الكيماوي مقابل إلغاء الضربة العسكرية

بشار_بوتين_روحاني

عشيّة تصويت الكونغرس الأميركي على تفويضٍ يسمح للرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، أعلن وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أنّ بلاده على استعداد لحثّ الجانب السوري على وضع أسلحته الكيماويّة تحت المراقبة الدوليّة “إذا كان من شأن ذلك أن يوقف التدخل العسكري”.

ونقلت وكالة “روسيا اليوم” عن لافروف قوله، في مؤتمر صحافي مقتضب اليوم الإثنين، أنه سلّم المقترح إلى وزير الخارجيّة السوري وليد المعلّم، وأنه يأمل “برد سريع وإيجابي”.

وقال لافروف: “نحن لا نعرف ما إذا كانت سوريا ستوافق على ذلك، ولكن إذا كان من شأن فرض رقابة

دولية على الاسلحة الكيماوية في هذا البلد أن يوقف الضربات، فنحن سننخرط فوراً في العمل مع دمشق”.

وكان لافروف قد أكد صباحاً أمام نظيره السوري وليد المعلّم في موسكو أنّ بلاده “تتخذ خطوات لتجنّب وقوع الكارثة في الشرق الأوسط”.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ إيران وروسيا تعملان على دفع اقتراح حل وسط من شأنه أن يمنع توجيه ضربة عسكرية لسوريا، مشيرة إلى أنّ الاقتراح كان مدار نقاش بين مسؤولين سوريين ورئيس لجنة الخارجيّة والأمن في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي قبل بضعة أيام.

 ولفتت إلى أن “وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيطرح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في موسكو اليوم خطة شاملة لنقل السلطة في سوريا على مراحل”. وأضافت “إن الخطة تقضي بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا بحيث لا يرشح الرئيس بشار الاسد نفسه في هذه الانتخابات”.

 واضافت الصحيفة ان “بوتين والمعلم سيبحثان أيضاً على الارجح اقتراحاً آخر ينص على ان توافق سوريا على نقل مخزونها من الاسلحة الكيماوية الى روسيا او دولة أخرى، مشيرة إلى أن المعلم سيطلب من الرئيس الروسي ان يسمح لسوريا بنقل صواريخ الـ”سكود وصواريخ اخرى تملكها دمشق، الى القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس لتجنب استهدافها من قبل الولايات المتحدة.

 هذا وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أكّد أمس، في لقاء مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، أنّ “إيران تبذل كل الجهود لمنع وقوع الحرب في سوريا”.

 في السياق عينه، أعلن نائب وزير الخارجيّة الروسي ميخائيل بوغدانوف أنّه من المُقرر حصول لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني في وقت قريب.

 كلام بوغدانوف جاء خلال لقائه مع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بموسكو، حيث أشار إلى أنه  “من الممكن عقد لقاء بين وزيري الخارجية في البلدين في إطار قمة “منظمة شنغهاي للتعاون” يوم 13 أيلول في العاصمة القرغيزية بشكيك”، وفق ما نقلت وكالة “روسيا اليوم”.

 هذا وأكد لافروف للمعلّم أنه لا وجود “لأي صفقة بشأن سوريا من دون علم الشعب السوري”، وقال إن “جميع زعماء دول “مجموعة الثماني” متفقون على إجراء تحقيق محايد في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي”. من جهته، أكّد المعلّم أن دمشق تثمن عالياً جهود الرئيس بوتين في جهود منع الحرب، وأكّد أن الجهود الدبلوماسية لم تستنفد في تسوية الأزمة السورية، لكنّه حذّر من أن موقف سوريا “سيتغيّر في حال وقوع العدوان علينا”.

 وقد سُرّبت أمس أجزاء من مقابلة الرئيس السوري مع القناة الأميركية “سي بي أس”، حذّر فيها الأسد من أن “حلفاء سوريا سيردّون على الضربة” العسكرية الأميركية.

إيران وروسيا تعملان على دفع اقتراح حلٍ وسطٍ يمنع توجيه الضربة للأسد

من المُقرر حصول لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني في وقت قريب.

النظام السوري بين الاستعداد للحرب وتسليم الكيماوي

قبيل ساعات قليلة من بدء بتّ الضربة العسكرية على سوريا في الكونغرس الأميركي، بدت المواقف من هذه المسألة على حالها، ففيما حضّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “للعمل على عقد مؤتمر “جنيف 2″ وليس للاستعداد للحرب” وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو، ردّ وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرة البريطاني وليم هيغ في لندن، بدعوة الرئيس السوري بشار الاسد إلى “تسليم مخزونه الكيماوي خلال أسبوع لتفادي الضربة العسكريّة” المحتملة على سوريا، مشيراً إلى أنّ الأدلة التي تملكها الولايات المتحدة “ستدحض كل ادعاءاته وأكاذيبه”.

وأعلن لافروف أن “كل يوم يزداد عدد المتفقين مع روسيا أنه لا يوجد أي حل عسكري للأزمة السورية”، مؤكدا أن “موسكو تتخذ خطوات لتجنب وقوع الكارثة في الشرق الأوسط”.

ونفى لافروف “وجود أي صفقة بشأن سوريا من دون علم الشعب السوري”. وقال إن “جميع زعماء دول “مجموعة الثماني” متفقون على إجراء تحقيق محايد في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي”، مؤكداً ضرورة التحقيق في كل حوادث استخدام الكيماوي.

وأعرب الوزير الروسي عن قلق موسكو بشأن مصير المنطقة وحياة المواطنين الروس في سوريا. وقال إن “موسكو تدعو الأميركيين للعمل على عقد مؤتمر “جنيف 2” وليس للاستعداد للحرب”، مشيرا إلى أن “موسكو تتوقع أن يعلن ممثلو المعارضة عن موافقتهم على المشاركة في جنيف 2”.

كما أعلن لافروف أن موسكو ستواصل تقديم المساعدات إلى الشعب السوري بشكل مباشر أو في إطار منظمات دولية، مشيرا إلى أن “الوضع الإنساني في هذا البلد يتدهور”. وأضاف أنه “يمكن معالجة هذا الوضع دون تدخل عسكري”.

من جهته، قال المعلم إن دمشق تثمّن عالياً جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جهود منع الحرب. وأكد أن الجهود الدبلوماسية لم تستنفد في تسوية الأزمة السورية، قائلا إن “موقفنا سيتغير في حال وقوع العدوان علينا”.

وصرّح الوزير السوري بأن “عدوان أوباما سيكون في مصلحة الأشخاص الذين قاموا بتفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك”، مشيراً إلى “أن واشنطن تريد تحويل سوريا الى قاعدة يستخدمها تنظيم القاعدة”.

وقال المعلم: “نحيي الشعب الأميركي لوعيه، والتاريخ علّمنا أن أول ضحايا الحروب هم الأطفال والنساء”، مؤكداً أن دمشق تتعاون مع موسكو في مسألة استخدام الكيميائي لنزع الذرائع وحماية الشعب السوري، معرباً عن شكره لبابا الفاتيكان على صلاته من أجل السلام في سوريا.

من ناحية ثانية، أكّد وزير خارجيّة الولايات المتحدة الأميركيّة جون كيري لنظيره البريطاني وليام هيغ “استمرار التعاون في الجهود الجارية لوضع حدٍ للحرب الأهليّة في سوريا”، وطالب في مؤتمر صحافي مشترك معه من لندن الرئيس السوري بشّار الأسد “بتسليم مخزونه الكيماوي خلال أسبوع لتفادي الضربة العسكريّة” المحتملة على سوريا، مشيراً إلى أنّ الأدلة التي تملكها الولايات المتحدة الأميركيّة “ستدحض كل إدعاءاته وأكاذيبه”.

وقال كيري: “نتفهم موقف المعارضين للضربة لذلك علينا إجبار الحكومة السوريّة على الحلّ السياسي للأزمة، ولكننا سنحتاج لعدة سنوات لنتوصل إلى ذلك ومن هذا المنطلق يجب أن نواجه الأسد الآن”.

وإذ أشار إلى أنّ “إيران إعترفت بوقوع هجوم بالأسلحة الكيماويّة في سوريا”، قال كيري: “نعلم أنّ النظام السوري أعطى الأوامر بإستخدام السلاح الكيماوي، وتعقبنا مصدر الصواريخ الكيماويّة التي أطلقت على الغوطة ولا نصدق أنّ المعارضة شنت هذا الهجوم”. وشدد كيري على أنّه “يجب ألا يفكر أيّ طرف أنّه يستطيع قصف شعبه ثم ينجو من العقاب”، وأكّد أنّ “ما ارتكبه الأسد لن يحدث مرة أخرى”.

ورداً على سؤال، أجاب كيري: “لن ننشر أيّ قوات بريّة في سوريا والعملية المرتقبة ستكون قصيرة ومحددة، كما أننا نقدم مساعدات عسكريّة للجيشين اللبناني والأردني لضبط الحدود مع سوريا”.

وتطرق كيري إلى طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس درس الضربة العسكرية، فأشار إلى أنّه “اتخذ قراراً صعباً بطلب تفويض الكونغرس للضربة العسكريّة”، وأشار إلى أنّه “متأكد من أنّ الكونغرس سيستمع بشكل دقيق إلى مشروع قرار أوباما”.

من جهته، رأى هيغ أنّ الأسد “أظهر لامبالاة تجاه شعبه، ويجب ألا نقع في فخ تهديداته بالرد”، كما لفت إلى أنّه “خسر صدقيته لأنّه مسؤول عن “جرائم ضد الانسانيّة”. ودعا إلى “عدم تصديق نفيه لاستخدامه السلاح الكيماوي”، لافتاً إلى أنّ “الحل الدبلوماسي هو المسار المقبول للأزمة السوريّة”.

هيغ الذي أكّد تأييده لجهود واشنطن لتوجيه ضربة عسكريّة للحكومة السورية، أشار إلى أنّها “ستواصل التعاون مع الولايات المتحدة لحلّ الأزمة في سوريا”، وأضاف: “موقفنا من الضربة واحد ونعمل معاً من أجل عقد مؤتمر “جنيف 2″ كما يهمنا العمل للحفاظ على أرواح الناس هناك”.

رايس تحذر من انتشار “كيميائي” سوريا

                                            حذرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس من أن الفشل في الرد على النظام السوري قد يؤدي إلى استخدام السلاح الكيميائي يوما ما ضد الولايات المتحدة وحلفائها، مجددة دعوة الرئيس باراك أوباما لتأييد ضربة عسكرية ضد النظام لتقويض قدراته على استخدام هذا السلاح وإنهاء الصراع عبر عملية سياسية.

وفي كلمة لها أمام مؤسسة “أميركا الجديدة” حول الأزمة السورية، أكدت رايس أن رئيس النظام السوري بشار الأسد كان يريد تطهير الغوطة القريبة من دمشق وأن يدفع بالمعارضة خارجها لكن استعماله للأسلحة الكيميائية لم ينجح في ذلك.

وأشارت إلى أن هذه الأسلحة لا يملكها سوى النظام وأن الصواريخ انطلقت من أراض يسيطر عليها النظام وسقطت في أراض تسيطر عليها المعارضة، مضيفة “ووفق معلوماتنا الاستخباراتية فقد خطط للهجوم مسؤولون كبار في النظام”.

وحذرت رايس من أن النظام السوري يمتلك أكبر مخزون سلاح كيميائي في العالم، وأنه مع ذلك لم يوقع على معاهدة حظر السلاح الكيميائي التي تضم معظم دول العالم.

كما حذرت من أن الفشل في الرد على النظام قد يؤدي إلى وصول أسلحته الكيميائية إلى حلفائه, مثل حزب الله اللبناني، وإلى تنظيم القاعدة، مما قد يتسبب في استخدامها ضد حلفاء واشنطن بالمنطقة أو ضد دول تسعى للاستقرار بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أو حتى ضد الأميركيين على أراضيهم.

في سياق متصل، قالت مستشارة الأمن القومي إنها تعي أن كثيرا من الأميركيين يرفضون الضربة العسكرية، لكنها أوضحت أن الضربة المتوقعة لا تشبه ما جرى في العراق ولا أفغانستان وإنما ستكون محددة ومدروسة.

وأضافت رايس أن الهدف من الضربة هو ردع النظام وتقويض قدراته على استخدام الأسلحة الكيميائية، إضافة إلى إنهاء الصراع عبر عملية سياسية تؤدي إلى رحيل الأسد عن السلطة، كما حذرت الأسد وحلفاءه من ارتكاب أي “حماقة” في حال تمت الضربة العسكرية.

وتواصل إدارة أوباما حشد طاقاتها داخليا ودوليا لإقناع حلفائها بتأييد تدخل عسكري ضد الأسد، حيث يجري وزير الخارجية جون كيري مباحثات في لندن مع نظيره وليام هيغ، كما يسجل أوباما ما لا يقل عن ست مقابلات مع شبكات تلفزيونية تبث مساء اليوم قبل أن يتحدث مباشرة إلى الأميركيين مساء الغد من مكتبه البيضاوي.

دمشق ترحب بإخضاع “الكيميائي” للرقابة

                                            استجابة لمقترح روسي

قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الاثنين إن النظام السوري يرحب بالمقترح الروسي بوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية، وذلك بعد ساعات من تقديم هذا الاقتراح من قبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتخلص من أسلحة سوريا الكيميائية في مناطق داخل سوريا بإشراف أممي.

وفي تصريح قدمه المعلم للصحفيين مساء اليوم الاثنين قال المعلم “إن سوريا ترحب بالمبادرة الروسية بدافع من قلق القيادة السورية على أرواح مواطنيها وأمن البلاد وبدافع أيضا من ثقتها في حكمة القيادة الروسية التي تحاول منع العدوان على شعبنا”.

وكان لافروف قد قدم هذا المقترح بعد محادثات أجراها مع نظيره السوري في موسكو، وقال “ندعو القادة السوريين ليس فقط الى الموافقة على وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منه، لكن أيضا إلى الانضمام بالكامل لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”، معربا عن أمله في رد “سريع وإيجابي” يجنب النظام الضربات الغربية المتوقعة.

ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى إقامة مناطق في سوريا تشرف عليها المنظمة الدولية يتم فيها التخلص من أسلحة سوريا الكيميائية، وأضاف أنه قد يقدم هذا الاقتراح إلى مجلس الأمن الدولي إذا أكد المفتشون الدوليون استخدام هذه الأسلحة في سوريا وكمسعى للتخلص من “الشلل المحرج” الذي يعاني منه مجلس الأمن حيال الأزمة السورية.

إدريس: نحن لا نأمن على الشعب من هذا النظام

ردود فعل

وفي أول رد فعل دولي على موقف نظام الأسد، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون “إذا كان الأمر كذلك فإنه سيكون موضع ترحيب كبير”، مضيفا أنه إذا وضع النظام أسلحته الكيميائية خارج الاستخدام وتحت إشراف دولي “فمن الواضح أن هذا الأمر سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام ويجب تشجيعه”.

ومن جهته حذر رئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس في اتصال للجزيرة، المجتمع الدولي من تصديق ما أسماه “الأكذوبة الكبيرة” التي قدمها النظام، معتبرا أن رد النظام على المقترح الروسي هو “مؤامرة جديدة تحوكها روسيا بالتعاون مع إيران” لكسب الوقت.

وأضاف أن النظام كان يكذب في كل ما يتعلق بالثورة منذ بدايتها ومازال يمعن في قتل السوريين، ورجح أن يضع النظام جزءا من سلاحه الكيميائي تحت الرقابة الدولية دون أن يسلمه مع الاحتفاظ بالكثير منه، مضيفا “نحن لا نأمن على الشعب من هذا النظام في ظل رعاية روسية”.

وجدد إدريس المطالبة بتوجيه ضربات عسكرية للنظام “الذي تجاوز كل الخطوط الحمر”، مشيرا إلى أن كل جبهات الجيش الحر قد وضعت خطة لتوجيه ضربات حاسمة وقاصمة للنظام تزامنا مع هذه الضربات المتوقعة بهدف إسقاطه.

محادثات

وفي مؤتمر صحفي سابق اليوم أكد لافروف والمعلم ضرورة عودة المحققين الدوليين لإجراء “تحقيق محترف” في استخدام الأسلحة الكيميائية، وضرورة تركيز الجهد على عقد مؤتمر جنيف2 دون شروط.

وقال وزير الخارجية السوري إنه إذا كانت ذرائع الحرب (التي تهدد بها الولايات المتحدة) هي استخدام الكيميائي فإن الجهود الدبلوماسية في هذا الصدد لم تستنفد، مضيفا أن دمشق ستتعاون مع موسكو بشكل كامل في هذا الخصوص.

يذكر أن هذه التطورات جاءت بعد ساعات من تصريح لوزير الخارجية الأميركي جون كيري قال فيها إن نظام الأسد يمكن أن يتجنب عملا عسكريا إذا سلم الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي الأسبوع المقبل، لكنه جزم بأن الأسد “لن يفعل ذلك”.

ويواصل كيري -الذي وصل اليوم الاثنين إلى بريطانيا للاجتماع بنظيره البريطاني وليام هيغ- حملته الدبلوماسية في أوروبا لتبرير مشروع الضربة المحتملة على نظام بشار الأسد على خلفية اتهامه بشن هجوم كيميائي قرب دمشق يوم 21 أغسطس/آب الماضي.

وقال كيري إنه ليس هناك حل عسكري، لكنه أضاف أن الحل السياسي يحتاج أطرافا مستعدة له، مشددا على أنه يجب أن لا يفكر أي طرف في أنه يستطيع قصف شعبه ثم ينجو من العقاب.

مقاطع مصورة لمقاتلين إيرانيين في سوريا بثتها المعارضة المسلحة

بث لواء داوود التابع للمعارضة المسلحة السورية على شبكة الإنترنت مقاطع مصورة قال إنها لمقاتلين إيرانيين داخل سوريا, حيث يظهر فيها ضباط إيرانيون يتنقلون في محافظات سورية عدة أثناء قيامهم بأدوار مختلفة منها التدريب والإشراف والمشاركة في مهام قتالية.

وفي اتصال لقناة الجزيرة، قال حسام السرميني مدير مكتب قائد لواء داوود من إدلب إن هذه الصور دليل واضح على مشاركة الحرس الثوري الإيراني في القتال إلى جانب النظام السوري، مؤكدا أنه تم الحصول عليها من آلة تصوير كانت بحوزة مقاتلين إيرانيين تم قتلهم على يد الثوار.

وأضاف أنه ما زالت بحوزة اللواء تسجيلات كثيرة تثبت تورط الإيرانيين في المعارك على أرض سوريا، وأن بعضها يكشف مخططات عسكرية وأسماء ووثائق وإحصاءات للمقاتلين الإيرانيين وتوزعهم وأدوارهم، موضحا أنه سيتم الكشف عنها لاحقا.

ومن جهته، قال رئيس تحرير وكالة مهر الإيرانية حسن هاني زادة لقناة الجزيرة إن هذه الصور “مفبركة” وإن الهدف من “فبركتها” هو تشويه سمعة إيران، وأضاف أن سوريا لا تحتاج لقوات إيرانية لأن الجيش النظامي هو الذي “يتولى مطاردة المجموعات المسلحة في سوريا”.

وتعيد المعطيات التي عرضها التقرير إلى الواجهة طبيعة المعادلة الميدانية في الثورة السورية، ففي سبتمبر/أيلول 2012 أعلن القائد الأعلى لحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في أول تصريح علني وجود عناصر من فيلق القدس الإيراني داخل سوريا، لكنه قال إنهم يقدمون المشورة فقط، ثم استدركت وزارة الخارجية الإيرانية بعد يومين بالقول إن هذه التصريحات أخرجت من سياقها نافية وجود الحرس الثوري في سوريا.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي أطلق الثوار سراح 48 إيرانيا سبق اختطافهم لمبادلتهم بنحو ألفي معتقل، وقال الثوار إنهم من الحرس الثوري وكانوا في مهمة قتالية، وفي الشهر التالي احتجت الخارجية الإيرانية على قيام السلطات العراقية بتفتيش طائرات الشحن التابعة لها والمتوجهة إلى سوريا، بينما صرح وزير الخارجية العراقي بأن بلاده غير قادرة على وقف عملية نقل السلاح من إيران إلى سوريا.

خلاف بالذرية على خلفية مفاعل دمشق

                                            انتقل الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة بشأن ضربة قد توجهها الأخيرة إلى سوريا إلى اجتماع أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم في العاصمة النمساوية فيينا، حيث طلبت روسيا من الوكالة تقييما للمخاطر المحتملة من إصابة مفاعل نووي صغير للأبحاث قرب دمشق.

وقدمت روسيا الأسبوع الماضي طلبا إلى الوكالة تدعوها فيه إلى تقييم مدى الأضرار التي يمكن أن تنتج عن إصابة محتملة لمفاعل الأبحاث النووية السوري في ضربة أميركية محتملة.

وقد انتقد ممثل الولايات المتحدة جوزيف ماكمانوس بالوكالة الطلب الروسي، وقال في اجتماع مغلق لأمناء الوكالة إن الطلب الروسي ليس من عمل الوكالة، وأضاف أن “الوكالة لم تقم قط بهذا النوع من التقييم، وهو خارج نطاق صلاحياتها، وستكون له تبعات تتخطى قدرات الوكالة وسلطتها”.

وقال المدير العام يوكيا أمانو إن الوكالة الذرية ستدرس الطلب الروسي الذي قدم الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن “الأمر بالغ التعقيد” لأن على الوكالة أن تدرس الموضوع “من عدة جوانب” أي من الناحية السياسية والفنية والقانونية.

وأضاف أمانو أن على الوكالة أن تتحقق أولا من وجود قاعدة علمية تسمح لها بالقيام بمثل هذا التقييم الذي يقوم على فكرة افتراضية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الطلب الروسي أدى إلى انقسام بين أعضاء الوكالة.

وأشار إلى أن المفاعل المذكور قد يحتوي على كيلوغرام واحد من اليورانيوم عالي التخصيب، وهو ما رآه “كمية غير كبيرة” ورفض أن يتحدث عن النتائج التي يمكن أن تترتب على إصابته بالضربة الأميركية المحتملة.

ويعقد مندوبو الدول الـ35 الأعضاء بمجلس أمناء الوكالة اجتماعا مغلقا طوال أسبوع في فيينا, ويتوقع أن يتحفظوا في انتقاد إيران هذه المرة رغم استمرارها في زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم بشكل كبير.

وستتطرق الوفود إلى الحوادث الأخيرة بمحطة فوكوشيما النووية باليابان التي تضررت بسبب تسونامي عام 2011 وشهدت تسربات للمياه المشعة أثارت المخاوف.

الموضوع الرئيسي

ويُتوقع للموضوع الإيراني أن يكون رئيسيا بالاجتماع. فالقوى الكبرى تنوي إفساح المجال أمام الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني كي يترجم تصريحاته المتكررة الداعية إلى التهدئة بالأسابيع الأخيرة إلى أفعال.

وقد أعرب روحاني -الذي يسعى إلى التفاوض لتخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد البلاد- عن استعداده لإجراء محادثات جدية بشأن الملف النووي، مكررا التأكيد على حق طهران في تخصيب اليورانيوم من أجل إنتاج الكهرباء أو لأغراض طبية, كما أنه جدد فريق مفاوضي بلاده بالملف النووي بالكامل.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف -الذي كلف برئاسة فريق بلاده للمفاوضات النووية- بمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا+ ألمانيا) ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون وسيطة المجموعة أواخر سبتمبر/أيلول الجاري في نيويورك.

وستستأنف الوكالة المفاوضات مع إيران يوم 27 سبتمبر/أيلول الجاري بفيينا باجتماع سيكون الـ11 من نوعه منذ مطلع 2012. وبالتالي سيتمكن مجلس حكام الوكالة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل من الحصول على فرصة لتنسيق المواقف وإن دعت الحاجة إلى تشديد اللهجة، وفق ما يرى بعض الدبلوماسيين.

وتشتبه القوى الكبرى في سعي إيران للتزود بسلاح نووي تحت غطاء برنامجها المدني ولا سيما من خلال أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، على الرغم من نفيها المتكرر لذلك.

رايس: حصلنا على دعم دولي للقيام بعمل عسكري ضد الأسد

مستشارة الأمن القومي كشفت أن مسؤولين سوريين كبار كانوا وراء استخدام الكيماوي

العربية.نت

قالت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأميركية، في كلمتها عن سوريا لقد “حصلنا على دعم دولي للقيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد”، داعية كل الأطراف إلى التفاوض على عزل الأسد والحفاظ على الدولة السورية.

وقال رايس إن استخدام الأسد للسلاح الكيماوي يهدد الأمن القومي الأميركي، وإن رفض الرد العسكري على نظام الأسد يثير الشكوك حول قدرات واشنطن.

وترى سوزان رايس أن الضربة العسكرية المحدودة هي الأنسب لمنع الأسد من استخدام الكيماوي، مؤكدة أن واشنطن ستسعى لعقد جنيف 2 بعد أي ضربات عسكرية.

وحذرت مستشارة الأمن القومي الأسد وحلفاءه من مغبة الرد على الضربة العسكرية المحتملة، وأن الضربة العسكرية لنظام الأسد لن تسهم في تغيير نظامه، بل ستكون محدودة ورادعة، مضيفة أن الضربة العسكرية لنظام الأسد ستمنعه من استخدام الكيماوي.

وحملت رايس روسيا مسؤولية منع التحرك الدولي لوقف نظام الأسد، في وقت بات الرد العسكري على نظام الأسد أمرا ضروريا، لأن الامتناع عن ضربه سيثير الشكوك حول قدرات واشنطن.

وجددت سوزان موقف الإدارة الأميركية من نظام الأسد بقولها “لن نسمح للإرهابيين في العالم باستخدام الأسلحة غير التقليدية، وعدم الرد على نظام الأسد يتيح لآخرين امتلاك واستخدام السلاح الكيماوي”.

وقالت رايس إنه “لا بد من رد دولي على استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي، رغم تخوف من سقوط هذا السلاح بيد المتطرفين”، وعادت رايس لتؤكد استخدام النظام السوري للكيماوي أكثر من مرة، وهو يمتلك أكبر مخزون للأسلحة الكيماوية في العالم.

وحسب مستشارة الأمن القومي الأميركي، فقد استخدمت قوات النظام السلاح الكيماوي في محيط دمشق، وإن مسؤولين كبارا في نظام الأسد كانوا وراء استخدامه.

لاجئو “الزعتري” للمجتمع الدولي: اضربوا الأسد لا تخذلونا

الأردنيون يخشون توافد العديد من اللاجئين إلى البلد ذي الطاقة الاستيعابية الصغيرة

عمان – قناة العربية

ناشد سكان مخيم الزعتري اللاجئين السوريين في الأردن الغرب ضرب نظام الأسد، متخوفين من خذلان المجتمع الدولي لهم في هذا السياق.

ورصد فريق قناة “العربية” آراء اللاجئين التي اختلفت بين من يؤيد الضربة وبين من تخوف من تبعاتها، إلا أن أغلبهم أعرب عن عدم ثقته في المجتمع الدولي.

وأكد لاجئ يدعى أبو حميدة أن “الضربة العسكرية مرهونة بالمصالح الأميركية والأوروبية. إذا هذه المصالح اقتضت الضربة فستكون. وإن لم تقتض فلن تحصل الضربة”.

وتأسف أبو حميدة لكون قرار التدخل لم ينبع سابقاً من قبل الدول العربية لتوقف نزيف الدم السوري.

ومن جهته اعتبر اللاجئ أبو رأفة أنه في حال لم تتم الضربة الغربية ضد النظام السوري “سيكون أوباما قد تخاذل تخاذلاً واضحاً”، مشدداً على أن “الضربة أساس كل شيء”.

ومن ناحيتها وجهت حجة سورية من درعا، أمضت في مخيم الزعتري حتى الآن 7 أشهر، رسالة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، مطالبةً إياهم بضرب الأسد “ضربة قاضية”.

وذكّرت الغرب أن الأسد “قتل كل الشعب السوري، أطفالا ونساء.. وشردنا.. نفضل أن نموت شهداء على أن يحكمنا بشار الأسد”، مؤكدةً أنه في حال تم ضرب الأسد فستعود إلى بلدها.

وفي سياق متصل، خفت وتيرة التحضيرات العسكرية واللوجستية في الأردن تحسباً لضرب النظام السوري، في حين أعرب المسؤولون عن تخوفهم من توافد أعداد كبيرة من اللاجئين للأردن ذي الطاقة الاستيعابية الصغيرة.

محللون يشككون بمبادرة روسيا ويستغربون سرعة موافقة الأسد

اعتبروا موافقة النظام محاولة للالتفاف على المجتمع الدولي وكسب المزيد من الوقت

العربية.نت

استغرب محللون سياسيون ومعارضون سوريون سرعة استجابة النظام السوري للمبادرة الروسية، التي تدعو إلى تسليم الأسلحة الكيماوية ووضعها تحت الرقابة الدولية.

وشكك محللون في أن تكون هذه المبادرة مبنية على توجه حقيقي للحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل واعتبروها مناورة دبرت بالاتفاق بين النظامين الروسي والسوري لتفادي الضربة الأميركية.

وقال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر من باريس: تفاجأنا من السرعة التي رد بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيسه على الموضوع”.

وأضاف المقداد: جاء الرد على المبادرة خلال ساعة، وهو أمر مستغرب على نظام ممانع ومقاوم قال إنه سيدمر تل أبيب وسيقصف البيت الأبيض”.

وأعلن المقداد رفض هيئة أركان الجيش السوري الحر لكل ما ورد في كلام المعلم اليوم، معتبر إياه محاولة للالتفاف على المجتمع الدولي وكسب المزيد من الوقت.

وأضاف: طالبنا كل دول الاتحاد الأوروبي وأميركا بعدم الوثوق بهذا الكلام، بشار يحاول كسب المزيد من الوقت، والروس يحاولون إيجاد مخرج لهذا “المجرم” الذي ذبح شعبه بالأسلحة الكيماوية.

اعتراف روسي بمسؤولية الأسد

ومن جهته، اعتبر المعارض السوري ميشيل كيلو، في حديث له مع قناة “العربية”، أن المقترح الروسي بتجنب الضربة الأميركية لنظام الأسد في حال سلم ما لديه من مخزون الكيماوي، إنما تدل على “اعتراف واضح” من موسكو بأن الأسد هو من استخدم الكيماوي في غوطتي دمشق.

وشدد كيلو على أن الخطر لا يكمن في السلاح الكيماوي أو غيره، إنما يكمن في من اتخذ القرار باستخدامه، معتبراً أن على المجتمع الدولي أن يتحرك لمنع الأسد الذي تكمن فيه المشكلة على حد وصفه.

قوات الأسد تستأنف الهجوم على قرية “معلولا” المسيحية

شدة القتال عليها يرجع لموقعها القريب من الطريق المؤدي من دمشق إلى حمص

بيروت – رويترز

قال نشطاء إن قوات الحكومة السورية شنت، الاثنين، هجوماً لاستعادة السيطرة على بلدة “معلولا” المسيحية شمالي دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يعارض الأسد ومقرّه بريطانيا، إن القوات والميليشيا الموالية للأسد عاودت دخول معلولا في وقت مبكّر من صباح يوم السبت لكنها انسحبت في المساء عندما استدعت المعارضة تعزيزات.

وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، إن القوات الحكومية المتقهقرة واصلت قصف قوات المعارضة والاشتباك معها على أطراف معلولا أمس الأحد واليوم الاثنين، على الرغم من تراجع حدة العنف داخل البلدة صباح اليوم.

ويوجد في معلولا عدة كنائس وأديرة مهمة منها دير مار تقلا لراهبات الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية الذي زاره الكثير من المسيحيين والمسلمين الذين يتوافدون عليه كمكان مقدس طلباً للشفاء.

ولا يزال عدد كبير من سكان معلولا وبلدتي الصرخة وجبعادين السُّنيتين القريبتين يتحدثون اللغة الأرامية وهي لغة المسيح.

ويهدد القتال قرب معلولا في جبال القلمون شمالي العاصمة المواقع المسيحية القديمة عند سفوح الجبال والتي يزورها المسيحيون والمسلمون على السواء.

ويقول مقاتلون إن شدة القتال من أجل السيطرة على البلدة يرجع إلى موقعها الاستراتيجي قرب الطريق المؤدي من دمشق الى مدينة حمص في وسط سوريا.

واشنطن تدرس قبول دمشق مراقبة الكيماوي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها ستدرس موافقة الحكومة السورية على المقترح الروسي الرامي إلى وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية، إلا أنها أعربت عن قلقها من أن تكون تلك الخطوة عملية “مماطلة” من قبل دمشق مكررة تشككها في النوايا السورية.

وبعد إعلان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أن بلاده ترحب بالمبادرة الروسية، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بن رودس، أن بلاده تعتزم “المتابعة” مع روسيا للتأكد من أن الخطة “ذات مصداقية”.

واستطرد بن رودس قائلا إن واشنطن لن تخفف الضغوط على دمشق وإنها حذرة من أن تكون هذه عملية “مماطلة”، بينما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستنظر بجدية في الاقتراح الروسي، لكنها أعربت عن شكوكها أيضا.

ترحيب سوري

وكانت دمشق سارعت إلى الترحيب باقتراح موسكو وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية لتفادي الضربة العسكرية الغربية، وذلك بعد أن طرح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، هذا الحل كخيار يجنب سوريا أي عملية عسكرية.

وعلى الرغم من أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية شددت على الطابع “الافتراضي” لموقف كيري، إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حث دمشق على “وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيمياوية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه”.

وصرح المعلم في موسكو “ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقا من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلدنا ومن ثقتنا من حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلدنا”.

وكان لافروف قال في تصريح مقتضب بعد ساعات قليلة على لقائه نظيره السوري “ندعو القادة السوريين ليس فقط إلى الموافقة على وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية، ثم التخلص منه، لكن أيضا إلى الانضمام بالكامل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.

ويأتي تصريح لافروف بعد موقف أدلى به كيري في وقت سابق الاثنين في لندن، أكد فيه أن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بإمكانه تجنب الضربات إذا ما بادر إلى وضع ترسانته من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية.

وقال كيري “من المؤكد أنه (بشار الأسد) يستطيع تسليم ترسانته الكيماوية كلها إلى المجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل، تسليم كل شيء ودون إبطاء (…) لكنه ليس مستعدا للقيام بذلك ولا يمكنه القيام به”.

لكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي شددت على الطابع “الافتراضي” لموقف كيري، مشيرة إلى أنه لا يمكن قراءته أنه مهلة أو عرض للتفاوض موجه إلى “ديكتاتور وحشي” غير أهل للثقة.

رايس تؤكد على الضربة.. والكونغرس يصوت الأربعاء

في غضون ذلك، أكدت مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض، سوزان رايس، أن رفض الرد العسكري على الحكومة السورية يثير الشكوك حول قدرات واشنطن، دون ان تطرق إلى موافقة دمشق على مبادرة موسكو.

وجاء كلام رايس في مركز نيو أميركا فاونديشن البحثي في إطار مساعي البيت الأبيض لحشد دعم الشعب الأميركي وأعضاء الكونغرس لتفويض الإدارة الأميركية بشن ضربة عسكرية ضد الحكومة السورية.

إلى ذلك، قال مستشار للسناتور الأميركي الجمهوري، جون ماكين، إنه لا يعول كثيرا على موافقة سوريا على العرض الروسي بشأن مخزونها من الأسلحة الكيماوية.

وأكد المستشار الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن إجراءات مجلس الشيوخ مستمرة حتى الآن وأن ليس هناك تعديل في نية المجلس للتصويت على مشروع القرار الذي يجيز للرئيس باراك اوباما التدخل عسكريا في سوريا.

يشار إلى أن زعيم الغالبية الديمقراطية، هاري ريد، أعلن أن أول تصويت في مجلس الشيوخ الاميركي حول هذ القرار سيتم الأربعاء المقبل.

وهذا التصويت الأولي الذي سيكون مؤشرا إلى مدى التأييد الذي يحظى به مشروع الرئيس باراك أوباما في مجلس الشيوخ، يشكل مرحلة لا بد منها لمواصلة المناقشة واقتراح تعديلات والتبني النهائي للمشروع الذي قد يتم في مجلس الشيوخ بحلول نهاية الأسبوع.

المعارضة: موقف دمشق “خدعة”

وعن رد المعارضة السورية على موقف دمشق، اعتبر رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس أن الترحيب السوري بالمبادرة الروسية “كذب” و”خداع”.

وحذر إدريس في تصريحات إعلامية الأميركيين من الوقوع في “شرك الخديعة والتضليل”. وقال “نطالب بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب وبوتن يعلمهم الكذب. بوتين أكبر كذاب”.

بريطانيا ترحب وتحذر

من جهته، رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين بالاقتراح الروسي وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي لتجنب عملية عسكرية أميركية.

وقال كاميرون “إذا كان الأمر كذلك فإنه سيكون موضع ترحيب كبير”، مضيفا “إذا كانت سوريا ستضع أسلحتها الكيماوية خارج الاستخدام، تحت إشراف دولي، فمن الواضح أن هذا الأمر سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام ويجب تشجيعها”.

وأضاف “أعتقد أن علينا التنبه إلى ألا يكون ذلك سياسة إلهاء للدفع إلى مناقشة أمر آخر غير المشكلة المطروحة على طاولة البحث. ولكن إذا كان ذلك عرضا صادقا فيجب النظر إليه بصدق”.

خطة لتدمير الكيماوي

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين في محاولة لمساعدة مجلس الأمن الدولي في التغلب على “شلل محرج” أنه قد يطلب من المجلس مطالبة سوريا بنقل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية إلى مواقع سورية حيث يمكن تخزينها بأمان وتدميرها.

وقال بان الذي تحدث للصحفيين في نيويورك إنه قد يطلب أيضا من المجلس المؤلف من 15 دولة أن يطالب سوريا بالانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية التي لم توقع عليها دمشق قط.

“الجيش الحر ” ينسحب من معلولا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن الجيش السوري الحر انسحابه الاثنين من بلدة معلولا بريف دمشق الشمالي، لتنتقل الاشتباكات إلى بلدة جَبعدين القريبة، في وقت تشهد مناطق متفرقة من البلاد معارك عنيفة.

وسقط عدد من قذائف الهاون على بلدة بقين القريبة من الزبداني فيما لا تزال بلدات في ريفي دمشق الغربي والشرقي تشهد اشتباكات وتتعرض لقصف القوات الحكومية.

وفي مدينة دمشق، جرت اشتباكات في القابون والسيدة زينب، بينما لايزال القصف مستمرا على أحياء برزة واليرموك .

وفي درعا، ذكر ناشطون أن الجيش الحر سيطر على مخفر للقوات الحكومية على الحدود السورية الأردنية.

في حين شنت القوات الحكومية قصفاً مدفعياً على بلدة الجيزة في ريف درعا الشرقي.

وجرت اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي في بعض أحياء درعا البلد، فيما تستمر الاشتباكات في بعض بلدات وقرى ريف درعا، أبرزها نوى والشيخ مسكين والنعيمة.

قصف بريف اللاذقية

وفي وقت سابق، قصف مقاتلو المعارضة قاعدة للقوات الحكومية في ريف اللاذقية الاثنين، بينما شهد ريف حمص مواجهات عنيفة بين الجانبين.

وبدا في شريط مصور بثته وكالة رويترز، قصفاً مكثفاً من قبل جماعات تابعة للجيش الحر على قاعدةٍ للجيش السوري، على قمة جبل الأكراد. كما أعلنت مصادرُ المعارضة أن القوات السورية قصفت بالأسلحة الثقيلة مدناً وقرى في ريف حمص الشمالي.

واستهدف الجيش الحر بصواريخِ غراد أحياء النزهة وعكرمة والزهراء في مدينة حمص، حسب ناشطين سوريين. وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى وقوع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في درعا البلد.

وأفادت مصادر معارضة بسقوط أكثر من 85 قتيلا في أنحاء سوريا الأحد، من بينهم 35 جندياً من القوات الحكومية قُـتلوا في اشتباكات عند مدخل مدينة إدلب. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة بسبب صعوبة الأوضاع على الأرض.

الضربة العسكرية لسوريا.. هل يمكن تفاديها؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– جاء تلميح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى إمكانية تفادي توجيه ضربة وشيكة إلى سوريا، بمثابة “القشة” التي تعلق بها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وحلفاؤه من الروس، لإجهاض مساعي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لشن عملية عسكرية ضد نظام دمشق.

الأسد للأمريكيين: ضرب سوريا لن يخدم إلا القاعدة

ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره البريطاني، وليام هيغ، في لندن صباح الاثنين، فاجأ كيري الجميع بإجابته على سؤال عما إذا كانت هناك طريقة ما لتفادي الضربة العسكرية على سوريا، بقوله إنه ينبغي على الأسد تسليم كل ما لديه من أسلحة كيميائية خلال أسبوع، إلا أنه استبعد أن يستجيب مسؤولو دمشق إلى هذا الشرط.

ولكن بعد قليل من تصريحات كيري، التي تزامنت مع لقاء جمع بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره السوري، وليد المعلم، خرج الأول ليعلن أن موسكو اقترحت على دمشق إخضاع ترسانتها من الأسلحة الكيميائية إلى رقابة دولية، إلا أنه شدد على ضرورة أن يرتبط ذلك بعدم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.

قيادات عسكرية قلقة من “مهمة” سوريا

وبينما أكد لافروف أن موسكو ليس لديها أي علم بما إذا كانت دمشق ستقبل هذا المقترح أم لا، معرباً عن أمله في “رد سريع وإيجابي”، جاء الرد سريعاً من نظام الأسد، حيث أعلن المعلم موافقة سوريا على هذا المقترح، قائلاً إنه يأتي “انطلاقاً من ثقتنا بحكمة القيادة الروسية، الساعية لمنع العدوان الأمريكي على شعبنا.”

وأمام هذه الردود المتسارعة من جانب دمشق وموسكو على ما طرحه كيري، سارعت الخارجية الأمريكية، وعلى لسان المتحدثة باسمها، جينيفر بساكي، إلى التأكيد على أن “الوزير كيري كان يتحدث بشكل مجازي عن استحالة وعدم إمكانية أن يسلم (الأسد) الأسلحة الكيميائية، التي ينفي أنه استخدمها.”

ماكين يلعب البوكر أثناء مناقشة ضربة سوريا

وتابعت بساكي، في رسالة تلقتها CNN عبر البريد الإلكتروني، أن “النقطة التي أثارها (كيري) هو أن هذا الدكتاتور المتوحش بتاريخه في التلاعب والمراوغة بالحقائق، لا يمكن الوثوق به ليسلم الأسلحة الكيميائية، وإلا كان قد فعل ذلك منذ فترة طويلة.. ولهذا فإن العالم يجد نفسه في مواجهة هذه اللحظة.”

وفي إشارة إلى أن تصريحات وزير الخارجية ربما تكون قد وضعت إدارة أوباما في مأزق، وصف مسؤول أمريكي رفيع تصريحات كيري بأنها “تُعد خروجاً عن النص”، وتابع بقوله لـCNN مساء الاثنين: “لا أحد في الإدارة يأخذ العرض السوري بجدية.”

الناطق باسم الجيش الحر: موافقة النظام على رقابة دولية للكيماوي محاولة يائسة لتفادي الضربة العسكرية

روما (9 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف الناطق باسم الجيش السوري الحر موافقة النظام السوري على وضع أسلحته الكيميائية تحت الرقابة الدولية بأنها “محاولات يائسة من النظام لتفادي الضربة العسكرية الغربية”، وشدد على أن المجتمع الدولي “سيقع في فخ النظام فيما لو صدّق نواياه”، وقال إن “الضربة العسكرية قادمة لا محالة وستكسر ظهر النظام”

وتعقيباً على ترحيب وزير الخارجية السوري وليد المعلم باقتراح روسيا بشأن وضع أسلحتها الكيميائية تحت الرقابة الدولية، قال فهد المصري، مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ليس هناك صفقة بين النظام السوري والولايات المتحدة وإنما هي محاولات بائسة ويائسة من النظام للالتفاف على الضربات العسكرية القوية والقاصمة التي ستكسر ظهره، والتي نستطيع الجزم بأنها قادمة دون أدنى شك، وبائتلاف عسكري دولي من خارج مجلس الأمن الدولي” حسب تأكيده

وقال المصري “يحاول النظام السوري ممارسة كل ألاعيبه الممكنة لتلافي الضربات العسكرية لأنه يعلم تماماً أن نظامه سيتداعى ويسقط كقصر من رمال مع الصاروخ الأول الذي سيسقط على قصوره وقواته العسكرية”. وأضاف “إن ما يطرحه النظام على حليفته روسيا ما هو إلا محاولة احتيال من بشار الأسد وحليفه الإيراني، تم تدعيمها بمحاولات لإثارة المخاوف على الأقليات في سورية وبشكل خاص المسيحيين حيث قام النظام السوري بدفع جبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية لاقتحام مدينة معلولا المسيحية لإثارة الرأي العام الغربي ضد الثورة السورية وللإيحاء بأن هناك إرهابيون وأنه ليس هناك ثورة” حسب تعبيره

وتابع الناطق باسم القيادة المشتركة “يحاول النظام السوري هو وحليفته إيران شيطنة الثورة بعد أن زرعوا جبهة النصرة وغيرها في محاولة للقضاء على الثورة مهما كلف الثمن، لكننا نستطيع الجزم والتأكيد على أن ورقة بشار الأسد ونظامه قد انتهت وطويت في المحافل الولية ولن يعفي عنه المجتمع الدولي على استخدامه للأسلحة الكيميائية”

وأعلن أنه “خلال أيام سنقوم بعقد مؤتمر صحفي دولي في العاصمة الفرنسية باريس، وسيشارك فيه ضباط كبار من المنشقين إلى جانب ضحايا أسلحة النظام الكيماوية، لاطلاع الرأي العام الغربي والدولي على مخاطر عدم التدخل عسكرياً للإطاحة بهذا النظام، الخطر لا يكمن بالتدخل العسكري في سورية بل هو بعدم التدخل، فعدم التدخل سيقود سورية لأن تصبح أفغانستان، وسيشتعل الشرق الأوسط بالكامل، التدخل ضرورة، بل وضرورة قصوى، من أجل منع انفجار الشرق الأوسط والمنطقة برمتها” وفق قوله.

وختم المصري قائلا “لم تأت المدمرات وحاملات الطائرات إلى قبالة الشواطئ السورية للنزهة، ولن تغادر مرابضها إلا بعد القيام بعمليات عسكرية محددة وفقاً للخطط العسكرية الموضوعة والتي أصبحت أمراً محسوماً، والاقتراح بوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية لن يتم الموافقة عليه إلا بعد توجيه الضربة للنظام” حسب تقديره

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وعشيّة تصويت الكونغرس الأمريكي على تفويض يسمح للرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، أعلن أن بلاده على استعداد لحث الجانب السوري على وضع أسلحته الكيميائية تحت المراقبة الدولية إذا كان من شأن ذلك أن يوقف التدخل العسكري، وبعدها بساعة تقريباً أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم موافقة بلده على هذا الاقتراح دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

وبدوره كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ اليوم أيضاً أنه بإمكان السلطات السورية تفادي الضربة العسكرية في حال تسليم كافة الأسلحة الكيميائية الموجودة لديها إلى المجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل، وأوضحت الخارجية الأمريكية أن تصريح كيري خلال المؤتمر كانت تصريحات مجازية وليست عرضاً أو صفقة مع النظام السوري

الناطق باسم الجيش الحر: موافقة النظام على رقابة دولية للكيماوي محاولة يائسة لتفادي الضربة العسكرية

روما (9 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف الناطق باسم الجيش السوري الحر موافقة النظام السوري على وضع أسلحته الكيميائية تحت الرقابة الدولية بأنها “محاولات يائسة من النظام لتفادي الضربة العسكرية الغربية”، وشدد على أن المجتمع الدولي “سيقع في فخ النظام فيما لو صدّق نواياه”، وقال إن “الضربة العسكرية قادمة لا محالة وستكسر ظهر النظام”

وتعقيباً على ترحيب وزير الخارجية السوري وليد المعلم باقتراح روسيا بشأن وضع أسلحتها الكيميائية تحت الرقابة الدولية، قال فهد المصري، مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ليس هناك صفقة بين النظام السوري والولايات المتحدة وإنما هي محاولات بائسة ويائسة من النظام للالتفاف على الضربات العسكرية القوية والقاصمة التي ستكسر ظهره، والتي نستطيع الجزم بأنها قادمة دون أدنى شك، وبائتلاف عسكري دولي من خارج مجلس الأمن الدولي” حسب تأكيده

وقال المصري “يحاول النظام السوري ممارسة كل ألاعيبه الممكنة لتلافي الضربات العسكرية لأنه يعلم تماماً أن نظامه سيتداعى ويسقط كقصر من رمال مع الصاروخ الأول الذي سيسقط على قصوره وقواته العسكرية”. وأضاف “إن ما يطرحه النظام على حليفته روسيا ما هو إلا محاولة احتيال من بشار الأسد وحليفه الإيراني، تم تدعيمها بمحاولات لإثارة المخاوف على الأقليات في سورية وبشكل خاص المسيحيين حيث قام النظام السوري بدفع جبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية لاقتحام مدينة معلولا المسيحية لإثارة الرأي العام الغربي ضد الثورة السورية وللإيحاء بأن هناك إرهابيون وأنه ليس هناك ثورة” حسب تعبيره

وتابع الناطق باسم القيادة المشتركة “يحاول النظام السوري هو وحليفته إيران شيطنة الثورة بعد أن زرعوا جبهة النصرة وغيرها في محاولة للقضاء على الثورة مهما كلف الثمن، لكننا نستطيع الجزم والتأكيد على أن ورقة بشار الأسد ونظامه قد انتهت وطويت في المحافل الولية ولن يعفي عنه المجتمع الدولي على استخدامه للأسلحة الكيميائية”

وأعلن أنه “خلال أيام سنقوم بعقد مؤتمر صحفي دولي في العاصمة الفرنسية باريس، وسيشارك فيه ضباط كبار من المنشقين إلى جانب ضحايا أسلحة النظام الكيماوية، لاطلاع الرأي العام الغربي والدولي على مخاطر عدم التدخل عسكرياً للإطاحة بهذا النظام، الخطر لا يكمن بالتدخل العسكري في سورية بل هو بعدم التدخل، فعدم التدخل سيقود سورية لأن تصبح أفغانستان، وسيشتعل الشرق الأوسط بالكامل، التدخل ضرورة، بل وضرورة قصوى، من أجل منع انفجار الشرق الأوسط والمنطقة برمتها” وفق قوله.

وختم المصري قائلا “لم تأت المدمرات وحاملات الطائرات إلى قبالة الشواطئ السورية للنزهة، ولن تغادر مرابضها إلا بعد القيام بعمليات عسكرية محددة وفقاً للخطط العسكرية الموضوعة والتي أصبحت أمراً محسوماً، والاقتراح بوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية لن يتم الموافقة عليه إلا بعد توجيه الضربة للنظام” حسب تقديره

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وعشيّة تصويت الكونغرس الأمريكي على تفويض يسمح للرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، أعلن أن بلاده على استعداد لحث الجانب السوري على وضع أسلحته الكيميائية تحت المراقبة الدولية إذا كان من شأن ذلك أن يوقف التدخل العسكري، وبعدها بساعة تقريباً أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم موافقة بلده على هذا الاقتراح دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.

وبدوره كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ اليوم أيضاً أنه بإمكان السلطات السورية تفادي الضربة العسكرية في حال تسليم كافة الأسلحة الكيميائية الموجودة لديها إلى المجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل، وأوضحت الخارجية الأمريكية أن تصريح كيري خلال المؤتمر كانت تصريحات مجازية وليست عرضاً أو صفقة مع النظام السوري

معارض سياسي سوري: الضربات الأمريكية “ستفتح باباً لن يُغلق” ضد النظام

روما (9 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب معارض سوري بارز عن قناعته بأن الضربة العسكرية الأمريكية للنظام السوري “ستفتح باباً لن يُغلق وستكون إيجابية للثورة” السورية

وقال المعارض فواز تللو لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن المعارضة السورية خارج إطار صورة التحركات المتعلقة بالضربات العسكرية القادمة وهي ذات تأثير هامشي بدءاً بالأسباب التي دفعت لهذه الضربات العسكرية والمتمثلة أساساً بدماء السوريين وأخطاء النظام السياسية والعسكرية، مروراً بالتحضير لهذه الضربات سياسياً وعسكرياً وانتهاء باستثمارها أيضاً في اليوم التالي لها سياسياً وعسكرياً، وأعني هنا الائتلاف الوطني والمجلس الوطني ولا أشير إلى التشكيلات المعارضة الأخرى والتي بمعظمها بما تطرحه أقرب إلى النظام متخفية بشعارات شعبوية للتغطية على توجهاتها الانتهازية أو الطائفية” على حد تعبيره

وفيما إن كان النظام سيكسب قوة إضافية من وراء الضربة العسكرية الأمريكية، قال تللو “فكرة أن النظام سيقوى بعض الضربة إن لم تكن قوية بما يكفي، أمر يدركه الأمريكيون وهم ليسوا من السذاجة لهز صورتهم عالمياً، حساباتهم الدقيقة تتركز على أمر أساسي يتمثل بأن لا تكون قوية بما يكفي لإضعافه عسكرياً بشكل واضح وإضعافه سياسياً بشكل كبير لكن دون إسقاطه بشكل كامل”. واضاف “الهدف هو تمرير حل سياسي سيستثني غالباً رئيس النظام وعائلته وأركان حكمه من أي دور سياسي أو عسكري مستقبلي مع حفظ مكان لآخرين ضمن النظام للحفاظ على بعض من سيطرة الطائفة في سورية الجديدة، وبذلك أيضاً يمكن تلبية بعض شروط (المعارضات) التي ستذهب إلى مفاوضات في مؤتمر جنيف 2 أو غيره، وهو ما سيغير عملياً بشكل كبير من محتوى وأطراف التفاوض”

وعن عدم وقوف روسيا بقوة بوجه التحرك الأمريكي، قال المعارض السوري “إن فكرة أن الضربة متفق عليها مع الروس أو أن الروس صامتون بهدف توريط الأمريكيين وغيرها من عظائم الأمور فما هي إلا حرب إعلامية يطلقها النظام ليبيع الأوهام لأنصاره خوفاً من الانهيار الذي بدت علاماته واضحة منذ الإعلان عن الضربات العسكرية”. وأضاف “فهؤلاء يخافون فقط عندما يشعرون أن الأمريكيين قرروا التحرك والروس التفرج”. ورأى أنه “في الحقيقة، أحد أسباب الضربات الأمريكية هو توجيه رسالة لأنصار النظام بأن صلاحية العائلة وأركانها قد انتهت وعليهم البحث عن عنوان آخر لتمثيلهم وفق مقاربة عسكرية وسياسية جديدة”

وفيما لو أخطأت الحسابات وانهار النظام، قال تللو “صحيح، قد تُخطئ الحسابات وينهار النظام في مرحلة مبكرة من الضربات، وإن لم يحصل ذلك فهي ستضعفه حتماً لدرجة تؤدي لانهياره لاحقاً، لكن ذلك يعتمد أيضاً على استغلال الأمر من قبل الثوار”

وحول رؤيته لليوم التالي للضربات العسكرية قال “الضربات العسكرية قادمة لا محالة وما نراه من حشد للدعم الدولي من ناحية والدعم الأمريكي والأوروبي شعبياً وبرلمانياً من ناحية أخرى، ليس الهدف منه تنفيذ ضربات تجميلية، ولو كان الأمر كذلك لقام الأمريكيون بإطلاق بضعة صواريخ مفاجئة رداً على الهجوم الكيماوي (وهو ضمن صلاحيات الرئيس الأمريكي) ورفعوا العتب عنهم وعن تعهدات رئيسهم ولما فتحوا جبهة دبلوماسية عالمية”. وأضاف المعارض السوري “الهدف من كل هذا الحشد السياسي والعسكري أن الضربات ستجري خارج إطار الأمم المتحدة بما يُخرج روسيا من أي مجال تأثير أو تعطيل فعّال أولاً، وثانياً لاستعادة كاملة لمصداقية واشنطن عالمياً، وثالثاً لتغيير قواعد اللعبة بشكل كامل، فتوجيه الضربات العسكرية سيفتح باباً لن يُغلق

سوريا ترحب بالمبادرة الروسية لوضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة الى التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية بإشراف دولي

رحبت الحكومة السورية بمبادرة روسية تقضي بوضع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية ومن ثم تدميرها بسرعة، من أجل تفادي أي عمل عسكري غربي ضدها.

وجاء الترحيب على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو بعد ساعات من دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرئيس السوري بشار الأسد لتسليم ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية للمجتمع الدولي كشرط لوقف العمل العسكري ضده.

وقال المعلم “ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقا من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلادها ومن ثقتنا في حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلادنا”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن العرض قدم لسوريا خلال المحادثات التي تمت مع نظيره السوري في موسكو، معربا عن أمله في تسلم رد سريع من دمشق.

شكوك أمريكية

واشنطن من جانبها أبدت تشكيكها بالتصريحات السورية لكنها قالت إنها “ستدرس بدقة” خطة تسليم مخزونات الأسلحة الكيماوية الروسية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني إن الإدارة الأمريكية تدرس المقترح، لكن لديها شكوكا في صدقية نظام الأسد.

وصدرت تصريحات مرحبة ومشككة في الوقت نفسه عن بعض المسؤولين الأمريكيين، إذ قال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لشبكة أم أس أن بي سي الأمريكية إن الولايات المتحدة تعتزم “المتابعة” مع روسيا للتأكد من الخطة التي تنص على تسليم الاسلحة الكيماوية السورية ذات صدقية.

ووصفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، بعد خروجها من لقاء مع الرئيس الامريكي باراك أوباما، المقترح الروسي بأنه سيكون “خطوة مهمة”.

وفي غضون ذلك أعلن زعيم الغالبية الديمقرطية هاري ريد أن التصويت الأولي في مجلس الشيوخ الأمريكي حول مشروع قرار إجازة التدخل عسكريا في سوريا سيتم الأربعاء.

خطة أممية

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالعرض الروسي، مؤكدا على أهمية البحث عن سبيل لعقد مؤتمر جنيف للسلام في سوريا.

كما حث بان سوريا على الموافقة على نقل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية والمواد الكيماوية التي تصنع منها الى مناطق آمنة داخل سوريا ليتم التخلص منها باشراف الامم المتحدة.

وبدوره إنضم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الدعوات المطالبة سوريا بتسليم أسلحتها الكيماوية، وقال الاثنين إنه يجب تشجيع سوريا على وضع ترسانتها من الأسلحة النووية تحت إشراف دولي.

وأضاف أن على العالم أن يضمن أن لا تتحول مناقشة هذه الفكرة إلى “اسلوب لصرف الانتباه لنناقش شيء غير المشكلة المطروحة على الطاولة”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الإقتراح الروسي “يمكن قبوله بثلاثة شروط على الاقل”، مطالبا بـ”التزامات واضحة وسريعة ويمكن التحقق منها” من جانب دمشق.

وحدد فابيوس الشروط الثلاثة بأن على الرئيس السوري “أن يلتزم من دون تأخير بوضع مجمل ترسانته الكيميائية تحت مراقبة دولية والسماح بتدميرها”، و”هذه العملية يجب أن تتم استنادا إلى قرار ملزم من مجلس الأمن مع برنامج زمني قصير ونتائج حازمة إذا لم يف الأسد (بالتزاماته)”.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد نفى استخدام الأسلحة الكيماوية.

وتهدد الولايات المتحدة باتخاذ عمل عسكري ضد سوريا، بعد اتهامها الحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب.

جدل خطابي

وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري – الذي يزور حاليا أوربا لكسب التأييد لرد عسكري – مرة أخرى بأن عدم الرد أكثر خطورة من شن عمل عسكري.

وعندما سئل كيري في مؤتمر صحفي بعد محادثاته مع وليام هيغ إن كان يمكن لحكومة الأسد أن تفعل شيئا أو تقدما شيئا لوقف قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري، قال “بالتأكيد، يمكنه تسليم جميع ما لديه من أسلحة كيمياوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل، دون تأخير، وأن يسمح بالمحاسبة الكاملة عنها، ولكنه لن يفعل ذلك، ولا يمكن فعل هذا”.

ثم أوضح مسؤولون أمريكيون لاحقا أن كيري كان يعرض “جدلا خطابيا”، ولم يكن يقدم عرضا جديا.

غير أن لافروف طالب سوريا فيما بعد بـ”وضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية، ثم تدميرها فيما بعد”.

وتتهم الولايات المتحدة القوات السورية بقتل 1429 شخصا بغاز السارين في هجوم قيل إنه وقع في ضواحي دمشق في 21 أغسطس/آب.

أما الحكومة السورية فتنحي باللائمة في هذا على مسلحي المعارضة الذين يقاتلون منذ أكثر من عامين ونصف لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

أوباما يكثف جهوده لإقناع الكونجرس والأمريكيين بخطة ضرب سوريا

واشنطن (رويترز) – زاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين الحملة المكثفة الرامية إلى إقناع المتشككين في الكونجرس بدعم توجيه ضربات عسكرية أمريكية الى سوريا رغم أن بعض المشرعين انتقدوا نهج الإدارة واقترحوا حلولا بديلة.

ويعتزم أوباما إجراء ست مقابلات تلفزيونية مساء الاثنين. ومن المقرر أن يزور مبنى الكونجرس يوم الثلاثاء للتحدث بشكل مباشر مع المشرعين قبل أن يوجه خطابا الى الأمة من البيت الأبيض في المساء.

وتأتي هذه الحملة المكثفة قبل تصويت تجريبي حاسم من المتوقع أن يجريه مجلس الشيوخ يوم الأربعاء على التفويض بالقيام بعمل عسكري في سوريا ردا على الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدنيين سوريين الشهر الماضي.

وفي حين سعى أوباما لحشد الدعم الداخلي للعمل العسكري قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه يبحث دعوة مجلس الأمن الدولي الى مطالبة دمشق بنقل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية إلى مواقع سورية يمكن تحزينها فيها بشكل آمن وتدميرها.

وأيدت روسيا وبريطانيا هذه الفكرة التي قد يساهم نجاحها في نزع فتيل الأزمة غير أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبدى تشككه فيها أثناء حديثه في لندن.

ويقول بعض أعضاء الكونجرس إن أوباما فقد الدعم للضربة العسكرية في الأسبوع الماضي. وقال الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب والمؤيد للضربات يوم الاثنين إن أوباما “لم يتقن” توصيل الرسالة الخاصة بسوريا ويواجه لحظة حرجة.

وقال روجرز لشبكة إم.إس.إن.بي.سي “سيدي الرئيس.. وضح القضية. إنها قضية مهمة لمستقبل الأمن القومي لهذا البلد. أنت صائب في قرارك فأظهر للأمريكيين الآن لماذا ترى أنه (قرار) صائب.”

وأضاف “وعندما يفعل ذلك أعتقد أننا سنكسب أصواتا.”

ويخشى بعض أعضاء الكونجرس من الحزبين أن تؤدي الضربات حتى وإن كانت محدودة إلى التزام عسكري أمريكي آخر طويل الأمد في الشرق الأوسط وتفجير صراع أوسع نطاقا.

وسعى الرئيس السوري بشار الأسد إلى تأجيج هذه المخاوف يوم الاثنين قائلا لتلفزيون سي.بي.إس إن العمل العسكري قد يؤدي إلى هجمات انتقامية وعواقب غير محمودة.

وقال الأسد إنه إذا شنت ضربات عسكرية على سوريا فعلى الولايات المتحدة توقع أي عمل.

وأضاف أن العواقب قد تأخذ أشكالا مختلفة من بينها آثار مباشرة وغير مباشرة.

ونفى الأسد أن وجود أي دليل يظهر صلة بين حكومته والهجوم الذي وقع يوم 21 أغسطس آب قرب دمشق ويقول مسؤولون أمريكيون إنه قتل ما يزيد على 1400 شخص.

ويقول مسؤولو إدارة أوباما إنه لا شك في أن الأسد مسؤول عن الهجوم. وقال كيري “نعلم أن نظامه أصدر أوامر بالإعداد لهجوم كيماوي.”

وأظهر استطلاع أجرته صحيفة يو.إس توداي ونشرت نتائجه يوم الاثنين أن الغالبية في مجلسي الشيوخ والنواب مازالت مترددة مما يزيد من صعوبة التنبؤ بنتيجة التصويت على التفويض بضرب سوريا.

وقالت الصحيفة إن 22 عضوا في مجلس الشيوخ ومثلهم في مجلس النواب يؤيدون تنفيذ الضربات العسكرية بينما قال 19 عضوا بمجلس الشيوخ و130 في مجلس النواب إنهم يعارضون هذه الضربات.

ووافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي بفارق ضئيل على قرار يحظر إدخال قوات قتالية برية أمريكية إلى سوريا ويحدد فترة التدخل العسكري بتسعين يوما كحد أقصى.

ولكن في ظل الجهود الرامية لكسب المزيد من الأصوات تم طرح بدائل أخرى. وقال النائب الديمقراطي كريس فان هولن عن ولاية ماريلاند إنه يصيغ مشروع قرار مع الديمقراطي جيرالد كونولي من ولاية فرجينيا سيكون أضيق نطاقا من مشروع قرار مجلس الشيوخ.

وأضاف أن مشروع القرار “سيذكر بوضوح شديد أن الغرض الوحيد من العمل العسكري هو ردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل.”

وقالت السناتور الديمقراطية هايدي هايتكامب من نورث داكوتا إنها تعمل مع الديمقراطي جو مانشين من وست فرجينيا على إعداد بديل يمنح حكومة الأسد 45 يوما للتوقيع على حظر دولي على استخدام الأسلحة الكيماوية والبدء في عملية تسليم أسلحتها.

وأضافت هايتكامب “خلال هذه الفترة ستعمل الولايات المتحدة على حشد الدعم الدولي وإعداد رد عالمي على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.”

وقال بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي إن الإدارة مستعدة للعمل مع الكونجرس بشأن جوانب مشروع قرار التفويض ولكن يجب على المشرعين “أن يعملوا بحس مدرك للضرورة الملحة.”

وقال رودس على شبكة إم.إس.إن.بي.سي “ستكون هناك أصوات تعمل دفاعا عن مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة” مضيفا أن المقاطع المصورة للضحايا الذين عانوا من الهجمات الكيماوية التي وزعت على المشرعين ستساعد في إقناعهم.

وقالت روسيا يوم الاثنين انها ستحث سوريا على وضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية إذا كان ذلك سيجنبها الضربات العسكرية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه نقل الفكرة إلى سوريا ويتوقع “ردا سريعا.. وأتمنى أن يكون إيجابيا.”

وقال كيري إن الأسد يمكن أن يتجنب الضربة العسكرية بتسليم جميع أسلحته الكيماوية في غضون أسبوع ولكنه سرعان ما أوضح أنه لا يعتقد أن الأسد سيفعل ذلك.

وردا على سؤال لصحفي في لندن حول ما إذا كان هناك ما يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة الأسد لمنع أي هجوم قال كيري “بالتأكيد.. يمكنه تسليم كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي الأسبوع المقبل. يسلمها كلها دون تأخير ويسمح بتقديم كشف كامل بها ولكنه لن يفعل ذلك ويستحيل تحقيق ذلك.”

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاثنين إنه يجب تشجيع سوريا على وضع ترسانتها من الأسلحة الكيماوية تحت إشراف دولي ولكنه أضاف أن على العالم أن يضمن ألا تتحول مناقشة هذه الفكرة إلى “أسلوب لصرف الانتباه”.

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير محمد محمدين)

من جون وايتسايدس وسوزان هيفي

روسيا تحث سوريا على وضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية

موسكو (رويترز) – حثت روسيا سوريا يوم الاثنين على وضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة دولية أملا في أن يحول ذلك دون تعرضها لضربات عسكرية أمريكية عقابا على هجوم بالغاز يزعم انها نفذته وقالت حكومة الرئيس بشار الأسد إنها ترحب بالاقتراح.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه نقل الفكرة إلى نظيره السوري وليد المعلم أثناء محادثات في موسكو وإن روسيا تتوقع “ردا سريعا.. وأتمنى أن يكون إيجابيا.”

وأضاف لافروف “إذا كان وضع الأسلحة الكيماوية (في سوريا) تحت رقابة دولية سيفسح المجال تجنب الضربات فسنبدأ العمل مع دمشق فورا.”

وقال المعلم للصحفيين في وقت لاحق إن بلاده ترحب بالاقتراح. ولم يقل المعلم صراحة إن سوريا وافقت على تنفيذ الاقتراح ولكنه لمح فيما يبدو إلى أنها ستوافق عليه إذا كان سيؤدي إلى امتناع الولايات المتحدة عن تنفيذ ضربات عسكرية.

وقال المعلم إن سوريا ترحب بالمبادرة الروسية بدافع من قلق القيادة السورية على أرواح مواطنيها وأمن البلاد وبدافع أيضا من ثقتها في حكمة القيادة الروسية التي تحاول منع “عدوان أمريكي على شعبنا”.

ويبدو أن روسيا تستغل فكرة طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رغم أنه سرعان ما أوضح أنه لم يكن يقدم عرضا جديا.

وردا على سؤال لصحفي في لندن حول ما إذا كان هناك ما يمكن أن تفعله أو تعرضه حكومة الأسد لمنع أي هجوم قال كيري “بالتأكيد.. يمكنه تسليم كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. يسلمها كلها دون تأخير ويسمح بتقديم كشف كامل بها ولكنه لن يفعل ذلك ويستحيل تحقيق ذلك.”

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق إن كيري كان يتحدث بشكل مجازي عن استحالة أن يسلم الأسد الأسلحة الكيماوية التي ينفي استخدام قواته لها في هجوم الغاز السام الذي وقع في 21 أغسطس آب في ضواح تسيطر عليها المعارضة في دمشق.

غير أن روسيا التي تعارض الضربات الأمريكية وتحمل مقاتلي المعارضة المسؤولية عن الهجوم الكيماوي تحدته فيما يبدو أن يثبت على قوله.

وقال لافروف إنه بالإضافة إلى وضع ترسانة الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية تحث موسكو سوريا على تدمير هذه الأسلحة في النهاية وأن تصبح عضوا كاملا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ويبدو أن هدف الاقتراح الروسي أو على الأقل أحد أهدافه يتمثل في الضغط على الولايات المتحدة لإظهار صدق مخاوفها من الأسلحة الكيماوية وأنها لا تستغل هجوم 21 أغسطس آب كذريعة للتدخل العسكري.

وشكك المعلم في الدوافع الأمريكية خلال مؤتمر صحفي مع لافروف عقب محادثاتهما يوم الاثنين وقال إن القنوات الدبلوماسية الرامية لحل هذه القضية لم تستنفد بعد.

واتهم المعلم أوباما بمساندة إسلاميين متطرفين وشبه الحادث على ما يبدو بهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 في الولايات المتحدة متسائلا كيف يمكن لأوباما أن يدعم من فجروا مركز التجارة العالمي في نيويورك.

وفي بداية المحادثات نقل المعلم امتنان الأسد للدعم الذي يقدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شدد على موقف موسكو الرافض للهجوم العسكري على سوريا خلال قمة العشرين التي حضرها أوباما في روسيا الأسبوع الماضي.

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

من جابرييلا باتشينسكا وأليكسي أنيشتشوك

الامم المتحدة تطرح خطة لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية

الامم المتحدة (رويترز) – قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين في محاولة لمساعدة مجلس الامن الدولي في التغلب على “شلل محرج” انه قد يطلب من المجلس مطالبة سوريا بنقل مخزوناتها من الاسلحة الكيماوية الى مواقع سورية حيث يمكن تخزينها بأمان وتدميرها.

ومن المتوقع ان يقدم فريق خبراء الأسلحة الكيماوية التابع للامم المتحدة برئاسة السويدي أكي سلستروم تقريرا للأمين العام للمنظمة في الاسبوع الحالي أو المقبل عن نتائج تحقيقاته في هجوم 21 اغسطس اب الكيماوي في سوريا الذي قالت الولايات المتحدة انه أودى بحياة نحو 1400 شخص كثير منهم أطفال.

ويسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحصول على موافقة الكونجرس على توجيه ضربات عسكرية لسوريا بسبب الحادث الذي تحمل واشنطن دمشق المسؤوليته عنه. وحذر بان من ان معاقبة سوريا عسكريا دون تفويض واضح من الأمم المتحدة قد يزيد الوضع سوءا.

وقال بان “إنني أدرس بالفعل بعض المقترحات التي يمكن أن أعرضها على مجلس الأمن عندما أقدم تقرير فريق التحقيق.” وأضاف أن المجتمع الدولي سيكون ملزما بالتحرك اذا ثبت استخدام غاز سام في الحرب الأهلية السورية.

وتابع “إنني أدرس حث مجلس الأمن على المطالبة بنقل أسلحة سوريا الكيماوية ومحزوناتها من المركبات الكيماوية إلى أماكن داخل سوريا حيث يمكن تخزينها وتدميرها بأمان.”

وكان بان يرد على اسئلة بخصوص خطة روسية لوضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية.

وقال بان انها خطة واقعية لكنها تستلزم تعاونا من سوريا. واضاف أنه اذا وافقت سوريا “فسيقوم المجتمع الدولي على وجه السرعة باجراءات لضمان تخزين… الاسلحة الكيماوية بأمان وتدميرها.

أولا وقبل كل شيء يتعين أن توافق سوريا على هذا بشكل مؤكد.”

وحث سوريا كذلك على الانضمام الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية التي لم توقعها سوريا قط.

وقال بان إنه إذا أكد تقرير سلستروم استخدام اسلحة كيماوية في سوريا “فستكون هناك حاجة الى المحاسبة لتقديم من استخدموها الى ساحة العدالة… ولمنع غيرهم من استخدام هذه الأدوات المقيتة من وسائل الحرب.”

وأضاف “ستكون هناك حاجة لمزيد من الامن فيما يخص اي مخزونات من الاسلحة الكيماوية.”

وقال بان انه يرحب بالاقتراح الروسي وبتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي أدلى بها في اوروبا يوم الاثنين وقال فيها انه اذا سلمت سوريا ما لديها من اسلحة كيماوية فقد تتجنب التعرض لضربات امريكية وهي تصريحات وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية لاحقا بانها مجرد تعليق مجازي.

وقال بان الذي عاد أخيرا من قمة مجموعة العشرين في روسيا إنه لزاما على مجلس الأمن أن يضع حدا لعجزه بشأن سوريا موضحا “ان الصراع في سوريا على مدى عامين ونصف العام لم يجلب الا شللا محرجا في مجلس الأمن.”

وتابع “إذا أكد تقرير السيد سلستروم استخدام اسلحة كيماوية فسيكون ذلك بالتأكيد شيئا يمكن أن يجمع مجلس الامن على رد موحد وشيئا يستحق حقا إدانة عالمية.”

وسيتناول تقرير سلستروم ما اذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت ولن يتطرق الى الطرف المسؤول عن استخدامها.

(اعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

من لويس شاربونو

فابيوس يقول ان الاسد يجب ان يقبل الرقابة الدولية على الترسانة الكيماوية

باريس (رويترز) – قالت فرنسا يوم الاثنين ان اقتراح روسيا أن يسلم الرئيس السوري بشار الاسد ترسانته من الاسلحة الكيماوية مقبول بشروط تشمل قرارا من مجلس الامن الدولي يتضمن عواقب في حالة عدم الالتزام.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان “اقتراح وزير الخارجية الروسي… يستحق دراسة دقيقة.” واضاف “سيكون مقبولا بثلاثة شروط على الاقل.”

واضاف ان الاسد سيكون عليه ان يضع ترسانته الكيماوية تحت الرقابة الدولية سريعا وان يسمح بتدميرها ون العملية يجب ان تتم بعد قرار من مجلس الامن.

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى