أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 09 تشرين الأول 2017

تركيا في إدلب لمنع «كوباني ثانية»

لندن – «الحياة»

دخلت آليات ومركبات عسكرية تركية محافظة إدلب شمال سورية أمس، استعداداً لشن عمليات عسكرية داخل المحافظة لتأمين الحدود التركية- السورية وطرد «هيئة تحرير الشام». وقال مسؤول في المعارضة السورية إن فريق استطلاع تركياً دخل مع الرتل العسكري وتوجه إلى جبل الشيخ بركات الذي يطل على مناطق يسيطر عليها عناصر المعارضة في محافظة حلب المجاورة لإدلب ومنطقة عفرين التي يسيطر عليها أكراد سورية. في موازاة ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، في تحذير إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، إن بلاده لن تتعايش مع «كوباني جديدة»، وإنها «ملزمة تدمير أي ممر إرهابي» في شمال سورية. وزاد: «إذا لم تتحرك تركيا ستسقط القنابل على مدننا» .

وشدد أردوغان، في تصريحات خلال اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، على أن بلاده لن تسمح بمحاصرتها عبر التهديدات الآتية من سورية والعراق، محذراً من محاولات لإقامة دولة كردية على الحدود الشمالية لسورية. وأضاف: «نحن مضطرون لعرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شمال سورية إلى البحر الأبيض المتوسط، فلا يمكن السماح بتنفيذ هذا المشروع، وإذا تحقق فإننا سنشهد أحداثاً مماثلة لتلك التي حصلت في كوباني»، وذلك في إشارة إلى المدينة السورية المجاورة للحدود التركية والتي استعادها عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية» من «داعش» عام 2015 وتحولت معقلاً لهم. وقال أردوغان إن أنقرة تنفذ اتفاقاً تم التوصل إليه مع روسيا وإيران للحد من العنف في إدلب، بالتعاون مع عناصر «الجيش السوري الحر». وأوضح أن «الجيش الحر» يتقدم في إدلب من دون حوادث أو مشكلات. وأفادت صحف تركية أمس باستعداد أردوغان للتدخل في عفرين لوقف تنامي النفوذ الكردي. وعنونت صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة التركية: «اليوم إدلب، غداً عفرين»، في حديثها عن «عملية إحلال السلام في إدلب».

وواصلت القوات الخاصة التركية احتشادها مع عتاد عسكري ودبابات قرب الحدود السورية أمس، لكن العملية العسكرية لم تبدأ بعد. وأفادت مصادر في المعارضة بأن الرتل العسكري التركي دخل إدلب برفقة عناصر من «هيئة تحرير الشام»، المفترض أن تستهدفها العملية العسكرية التركية- الروسية، ما يؤشر إلى احتمال إبرام اتفاق لتجنب القتال. وضعفت «هيئة تحرير الشام» إلى حد كبير بسبب الانشقاقات الأخيرة والاقتتال الداخلي، وباتت تتكون في شكل عام من عناصر «جبهة النصرة» فقط. وحتى داخل «النصرة» هناك خلافات حول التعامل مع التدخل العسكري التركي.

إلى ذلك، قتل 11 مدنياً على الأقل بينهم طفلان في غارات جوية على سوق في معرة النعمان في إدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «استهدفت طائرات حربية سوقاً في مدينة معرة النعمان» في إدلب، متهماً قوات النظام بشن الغارات.

تزامناً، أطلقت «قوات سورية الديموقراطية» المرحلة الأخيرة من هجومها ضد «داعش» في الرقة. وقال قائد ميداني في «سورية الديموقراطية» إن الهجوم الأخير على آخر الخطوط الدفاعية لـ «داعش» يهدف إلى إكمال طرده من المحافظة التي كانت تعد يوماً عاصمة «خلافته» المفترضة. وستمثل خسارة «داعش» لما تبقى في قبضته من شوارع ومبان في الرقة لحظة فارقة في المعركة الدائرة للقضاء عليه.

وقال القائد الميداني لـ «رويترز» إن الهجوم على «داعش» في وسط الرقة سيركز على المنطقة حول الاستاد وسيحاول تطويقها. وأضاف: «تتجمع قوات داعش هناك لأن هذه هي المرحلة الأخيرة. ستقاوم أو تستسلم أو تموت والموت هو الملاذ الأخير». وإلى جانب الحشد ضده في الرقة، أعلن مصدر رسمي سوري أن القوات النظامية وحلفاءها طوّقوا «داعش» في مدينة الميادين، جنوب شرقي دير الزور.

 

أردوغان: إن لم نتدخل في إدلب ستمطر مدننا بالقنابل

أنقرة، بيروت – رويترز

دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأحد) عن بدء بلاده تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه مع روسيا وإيران للحد من العنف في محافظة إدلب شمال سورية بالتعاون مع مقاتلي «الجيش السوري الحر». وقال «إذا لم تتحرك تركيا ستسقط القنابل على مدننا».

وأضاف «إننا ننفذ الآن قرارات آستانة في إدلب» مشيراً إلى اتفاق أُعلن الشهر الماضي في آستانة عاصمة كازاخستان. وأردف قائلاً لأعضاء في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم خلال اجتماع في إقليم أفيون غرب تركيا «جهودنا في إدلب مستمرة بالتعاون مع الجيش السوري الحر من دون مشكلات في الوقت الحالي».

وكانت قوات تركية تبادلت إطلاق النار مع «هيئة تحرير الشام» قرب قرية كفر لوسين على الحدود بين تركيا وإدلب، بحسب ما نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأحد).

وقال أحد السكان ومقاتل من المعارضة في المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، إن عربات من الجيش التركي دخلت إدلب.

وكان أردوغان قال أمس إن مقاتلين سوريين مدعومين من القوات التركية سيشنون عملية في هذه المنطقة التي يقع معظمها تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام».

وقالت جماعات المعارضة التي تشارك في العملية أمس، إنها تتوقع أن تبدأ قريباً، بينما ذكرت «هيئة تحرير الشام» أن إدلب «ليست نزهة لهم».

وتقود «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» سابقاً في سورية، «هيئة تحرير الشام». وغيرت «النصرة» العام الماضي اسمها، وأعلنت انفصالها عن التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.

ومثلت الهيئة قوة عسكرية هائلة منذ بدايات الحرب السورية، وكانت تقاتل غالباً إلى جانب جماعات مسلحة أخرى، لكنها انقلبت عليهم منذ مطلع العام، فيما تحاول السيطرة على مناطق من بينها إدلب.

وتمثل إدلب ومناطق مجاورة في شمال غربي سورية أكبر معاقل المعارضة وأكثرها سكاناً، إذ تضم أكثر من مليوني نسمة معظمهم نزحوا من أنحاء أخرى من البلاد.

وكانت تركيا أحد أكبر الداعمين للمعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الدائرة منذ ستة أعوام ونصف العام، لكن تركيزها تحول من الإطاحة به إلى تأمين حدودها.

ويأتي هذا التوغل بعد اتفاق بين تركيا وكل من إيران وروسيا، اللتين تدعمان الأسد، على إقامة منطقة «عدم تصعيد» في إدلب والمناطق المحيطة بها لخفض العمليات القتالية، وهو اتفاق لم يشمل «هيئة تحرير الشام».

 

عربات عسكرية تركية تدخل إدلب… وعينها على عفرين

لندن- «الحياة»

قال قيادي في المعارضة السورية إن فريق استطلاع صغيراً تابعاً للجيش التركي عبر الحدود إلى محافظة إدلب، شمال سورية أمس قبل عملية يعتزم عناصر «الجيش السوري الحر» شنها مدعومين بتركيا والطيران الروسي، في إدلب لطرد تنظيم «هيئة تحرير الشام» منها. وقالت مصادر محلية إن رتلاً من المركبات العسكرية التركية دخل إدلب برفقة عناصر من «هيئة تحرير الشام» التي تستهدفها العملية العسكرية التركية وفصائل «الجيش الحر» والطيران الروسي، ما يشير إلى احتمال إبرام اتفاق لتجنب القتال. وبسبب الانشقاقات الأخيرة ضعفت «تحرير الشام» إلى حد كبير وباتت تتكون في شكل عام من عناصر «جبهة النصرة» فقط. وحتى داخل «النصرة» هناك خلافات حول التعامل مع التدخل العسكري التركي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن عناصر من المعارضة السورية تدعمهم القوات التركية سيشنون عملية في إدلب، وحذر من أن تركيا لن تسمح بإقامة «ممر للإرهابيين» قرب حدودها.

وأتى إعلان أردوغان بعد أسبوع على زيارة نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة.

وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أهمية ضمان عدم التصعيد قرب الحدود وقال «سنضمن السلامة في إدلب وسنتعاون مع روسيا».

وتأتي العملية بعد اتفاق بين تركيا وكل من إيران وروسيا، اللتين تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد، على إقامة منطقة «خفض توتر» في إدلب والمناطق المحيطة بها للحد من العمليات القتالية هناك وهو اتفاق لا يشمل «هيئة تحرير الشام»، التي تنضوي تحتها «النصرة» المصنفة إرهابية.

وقال أحد السكان ومقاتل من المعارضة في المنطقة إنهما شاهدا عربات عسكرية تركية تدخل إدلب وبعدها تحركت برفقة عناصر من «هيئة تحرير الشام». وقال القيادي في المعارضة إن فريق الاستطلاع توجه إلى جبل الشيخ بركات الذي يطل على مناطق يسيطر عليها عناصر المعارضة في محافظة حلب المجاورة لإدلب ومنطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد.

وقال آرون لاند المتخصص في الشؤون السورية في مركز الفكر الأميركي «سنتشري فاونديشن» لـ «فرانس برس» إن الهدف بالنسبة إلى تركيا يكمن أولاً «في إعادة ترتيب المناطق الحدودية».

وأفادت صحيفة «حرييت» التركية بأن الفصائل المعارضة المشاركة في الهجوم الوشيك هي نفسها التي شاركت في «درع الفرات». وبعد نهاية هذه العملية أكدت أنقرة مراراً استعدادها لشن عملية أخرى مؤكدة أنها «لن تسمح» بإنشاء «ممر إرهابي» على حدودها. كما أكدت في السابق استعدادها للتدخل في منطقة عفرين الكردية إلى شمال إدلب. وعنونت صحيفة «يني شفق» الموالية للحكومة التركية «اليوم إدلب، غداً عفرين» في حديثها عن «عملية لإحلال السلام».

وأفاد معارضون و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الجيش التركي تبادل إطلاق النار مع «هيئة تحرير الشام» قرب قرية كفر لوسين في إدلب صباح أمس. وذكروا أن عناصر «تحرير الشام» أطلقوا النار على جرافة تركية كانت تزيل أجزاء من جدار حدودي وإن المدفعية التركية ردت على إطلاق النار. وساد الهدوء المنطقة بعدها.

وقالت جماعات المعارضة التي تشارك في العملية، وهي جزء من حملة «درع الفرات» التي تساندها تركيا منذ العام الماضي بالمدرعات والجنود في جزء آخر من سورية إلى الشرق من إدلب، إنها تتوقع أن تبدأ قريباً جداً. وذكرت «هيئة تحرير الشام» أن إدلب «ليست نزهة» لأعدائها.

واحتشدت أمس قوات خاصة تركية مع عتاد عسكري ودبابات قرب الحدود السورية تمهيداً للعملية العسكرية. ويهدف الهجوم وفق قيادي في فصيل سوري معارض يشارك فيه إلى «تحرير إدلب بالكامل من هيئة تحرير الشام» لافتاً إلى أن «آلاف المقاتلين سيشاركون إلى جانب جنود أتراك» في العملية.

وأطلقت القوات التركية في ريحانلي قرب الحدود سبع قذائف هاون باتجاه سورية دعماً للجيش السوري الحر المتحالف مع أنقرة وفق «وكالة دوغان» التركية الخاصة للأنباء.

ولفت مصور في وكالة «فرانس برس» إلى تمركز آليات مدرعة وقوات تركية أمس على الحدود مع تصاعد الدخان في المنطقة نتيجة قذائف الهاون.

ويأتي الهجوم التركي في مرحلة دقيقة لـ «تحرير الشام» التي لا يتجاوز عدد عناصرها ألف عنصر وفق «المرصد السوري»، بعد انشقاقات وانقسامات داخلية.

إلى ذلك، قتل 11 مدنياً على الأقل بينهم طفلان في غارات جوية على سوق في معرة النعمان في محافظة إدلب (شمال غرب).

وقال «المرصد السوري» أمس «استهدفت طائرات حربية سوقاً في مدينة معرة النعمان» في محافظة إدلب، ناسباً الغارات إلى قوات النظام. وأضاف «قتل 11 شخصاً على الأقل بينهم طفلان، وسقط حوالى 20 جريحاً، وحصيلة الضحايا قد ترتفع».

وكانت تركيا أحد أكبر الداعمين للمعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الدائرة منذ ستة أعوام ونصف العام، لكن تركيزها تحول من الإطاحة به إلى تأمين حدودها.

وتمثل «وحدات حماية الشعب الكردية» أكبر هاجس أمني لتركيا على الحدود. والوحدات جزء من تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي تدعمه الولايات المتحدة ويقاتل «داعش» في شرق سورية وهو يتكون من الأكراد بالأساس وبعض القوى العربية. وتسيطر الوحدات على مدينة عفرين. وقال القيادي في المعارضة إن عفرين إحدى المناطق التي سيتمكن فريق الاستطلاع التركي من مراقبتها من جبل الشيخ بركات.

إلى ذلك، علم «المرصد السوري» أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في الريف الشمالي الشرقي لحماة، بالتزامن مع القصف العنيف والمكثف على محاور القتال. ورصد «المرصد» استمرار القتال العنيف بين قوات النظام وعناصر «تحرير الشام» في محيط معبر أبو دالي الإستراتيجي ومنطقة القاهرة ومحاور أخرى واقعة في أقصى الريف الشمالي الشرقي لحماة.

ووثّق «المرصد» مقتل 26 على الأقل من عناصر قوات النظام، بينهم أكثر من 20، جثثهم، لا تزال متناثرة في شوارع القرية كما قتل عناصر من «تحرير الشام» في الاشتباكات ذاتها. وأفاد «المرصد» بانفجارات واشتباكات عنيفة في محيط قرية أبو دالي ومحاور أخرى بريف حماة الشمالي الشرقي، إذ تستميت قوات النظام لاستعادة السيطرة على القرية التي تعدّ معبراً ووصلة وصل بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة النظام.

 

أميركا وتركيا تتبادلان وقف إصدار التأشيرات

أنقرة – أ ف ب، رويترز

علقت البعثة الأميركية في تركيا والبعثة التركية في واشنطن خدمات إصدار التأشيرات أمس (الأحد)، بعد اعتقال أحد موظفي البعثة الأميركية في اسطنبول الأسبوع الماضي، في أحدث مؤشر على توتر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف «شمال الأطلسي».

وجاء في بيان أصدرته البعثة الأميركية في أنقرة: «الأحداث الأخيرة أجبرت الحكومة الأميركية لإعادة تقييم التزام حكومة تركيا بأمن البعثة الأميركية وأفرادها». وأضاف «من أجل تقليل عدد زوار سفارتنا وقنصلياتنا إلى أقل حد خلال إجراء التقييم، علقنا كل خدمات إصدار التأشيرات باستثناء الهجرة بكل المنشآت الديبلوماسية الأميركية في تركيا، على أن يسري ذلك على الفور».

وكان موظف بالقنصلية الأميركية في اسطنبول احتجز الأسبوع الماضي بتهمة ارتباطه برجل الدين التركي فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب التي وقعت العام الماضي، في إجراء نددت به واشنطن ووصفته بأنه «لا أساس له ويضر بالعلاقات بين البلدين».

وحذت السفارة التركية في واشنطن حذو البعثة الأميركية وأصدرت نفس البيان تقريباً مع تغيير اسم البلدين. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن موظف القنصلية مواطن تركي، وقالت إنه اعتقل في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي، لاتهامه بالتجسس ومحاولات الإضرار بالنظام الدستوري وحكومة تركيا.

وأشار وزير العدل التركي عبد الحميد غول اليوم إلى أنه يأمل أن تعيد الولايات المتحدة النظر في قرارها تعليق معظم خدمات منح التأشيرات للمواطنين الأتراك. وقال لتلفزيون «خبر» التركي إن «قرار المضي في القضية ضد موظف القنصلية المحتجز يرجع للقضاء التركي». وأضاف «من حقنا محاكمة مواطن تركي لجريمة ارتكبها في تركيا. آمل أن تلغي الولايات المتحدة قرارها في ضوء ذلك».

وأفادت وسائل إعلام تركية بأن السلطات أصدرت أمراً باعتقال موظف آخر بالقنصلية الأميركية اليوم. وقالت قناة «إن تي في» التلفزيونية إن «مسؤولين أمنيين يلاحقون الرجل وأن الشرطة التركية تستجوب زوجته وطفله». ولم توضح القناة سبب صدور مذكرة الاعتقال. ولم تدل السلطات التركية بأي تصريحات.

وكان وزير العدل التركي قال في وقت سابق إنه «لا يملك معلومات عن إصدار مذكرة اعتقال جديدة».

وعبرت تركيا عن خيبة أملها الشديدة، بسبب دعواتها دون جدوى حتى الآن لتسليم غولن بعد محاولة انقلاب تموز (يوليو) 2016 التي قتل خلالها 240 شخصاً. ونفى غولن أي ضلوع له في محاولة الانقلاب.

وفي حملة منذ محاولة الانقلاب، اعتقل آلاف الأشخاص بينهم المبشر المسيحي الأميركي أندرو برونسون الذي كان يدير كنيسة صغيرة في ازمير على الساحل الغربي لتركيا. وقالت الولايات المتحدة إن برونسون سجن ظلماً ودعت إلى إطلاق سراحه.

وتدهورت العلاقات الديبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة منذ أيار (مايو) الماضي، عندما خاضت قوات الأمن التركية اشتباكات في الشوارع مع محتجين خلال زيارة لواشنطن.

واحتجت تركيا أيضا في أيلول (سبتمبر) الماضي على اتهام الولايات المتحدة لوزير اقتصاد تركي سابق بالتآمر لانتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران قائلة، إن «الاتهامات تصل إلى محاولة انقلاب من خلال المحاكم الأميركية»

 

القوات النظامية تطوق «داعش» في الميادين شرق دير الزور

لندن- «الحياة»

أعلن مصدر رسمي سوري أن القوات النظامية وحلفاءها طوّقوا تنظيم «داعش» في مدينة الميادين في جنوب شرقي دير الزور في شرق سورية. والميادين إحدى آخر معاقل «داعش»، مع تقهقر التنظيم إلى الأراضي الخصبة في محافظة دير الزور في وادي الفرات، والتي يشنّ منها هجماته المضادة في المنطقة الصحراوية بعد خسارته مساحات من الأراضي هذا العام.

وقال المصدر العسكري السوري، «واصلت وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة، تقدمها على اتجاهات ومحاور عدة في مدينة دير الزور وريفها».

وأضاف أن وحدات الجيش «طوّقت إرهابيي داعش في مدينة الميادين». وكانت القوات النظامية وحلفاؤها وصلوا إلى دير الزور في أيلول (سبتمبر)، بعد عملية دامت أشهراً في أنحاء المنطقة الصحراوية السورية وتقدموا في الأسابيع الأخيرة في وادي الفرات تجاه الميادين. ولكن الهجمات المضادة لتنظيم «داعش» في المنطقة الصحراوية زادت الضغط على طريق الإمداد الرئيسي إلى دير الزور من غرب سورية.

في موازاة ذلك، قال مصدر عسكري لموقع «روسيا اليوم» إن القوات النظامية السورية تواصل تقدمها على محاور عدة في دير الزور وريفها، موضحاً أن مسلحي «داعش» يفرّون هاربين من أحياء دير الزور تحت ضربات القوات الحكومية. وأفاد المصدر بأن القوات الحكومية استعادت السيطرة على بلدة مراط الفوقا شرق الفرات نتيجة اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين.

وذكر أن الجيش السوري أحكم طوقاً على مجموعة من مسلحي «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، وكبّد التنظيم خسائر كبيرة في الأفراد.

وأفاد نشطاء معارضون بأن الاشتباكات العنيفة تدور في الأطراف الغربية من الميادين، بالتزامن مع القصف المتواصل من قبل الجيش وسلاح الجو الروسي، مضيفين أن «داعش» شنّ في الساعات الماضية هجوماً معاكساً في المنطقة.

وأوضح النشطاء أن القوات الحكومية والقوات الحليفة فقدوا نحو 10 أشخاص، استولى عناصر «داعش» على جثثهم وقاموا برميها في ساحات المدينة.

وجاءت هذه التطورات بعد يوم من دخول الجيش السوري «الميادين»، وسيطرته على قلعة الرحبة الأثرية وكتيبة المدفعية ومزارع الشبلي وسوق الهال وصوامع الحبوب جنوب غربي المدينة، وذلك في إطار عملية تحرير المدينة من «داعش». وتدعم روسيا وإيران و «حزب الله» اللبناني الرئيس السوري بشار الأسد وقواته خلال الحملة ضد تنظيم «داعش» في الضفة الغربية لنهر الفرات.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطائرات الحربية السورية نفّذت غارات مكثفة على مناطق في الميادين وبلدات بقرص والقورية والبوليل ودبلان ومحكان. كما تواصلت الاشتباكات العنيفة في محور مراط فوقاني في ريف دير الزور الشرقي، بين قوات النظام و «داعش».

وعلم «المرصد» أن «داعش» ومن خلال هجمات معاكسة تمكّن من إبعاد قوات النظام عن الضواحي الغربية لمدينة الميادين، وذلك بعد أن أوقعهم التنظيم بكمائن بالتزامن مع هجمات شرسة شنها تمكّن خلالها من إبعاد قوات النظام على رغم الإسناد الجوي لها من قبل طائرات روسية إضافة إلى القصف العنيف. ورصد «المرصد السوري» وقوع مزيد من الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام في الكمائن والهجمات، حيث ارتفع إلى 38 على الأقل عدد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال الـ48 ساعة الماضية.

ويدعم تحالف تقوده الولايات المتحدة أيضاً حملة أخرى على «داعش»، معظمها على الضفة الشرقية للنهر حيث استعاد السيطرة على الرقة وتقدم أيضاً ليسيطر على مناطق مواجهة لدير الزور.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا من قبل إن تنظيم «داعش» نقل بعضاً من كياناته القيادية والدعائية إلى الميادين مع طرده من أراض أخرى.

 

مدنيون عالقون في مدينة الرقة تحولوا إلى دروع بشرية لتنظيم الدولة

“القدس العربي”- وكالات: مع انكفائهم إلى آخر جيوب لا تزال تحت سيطرتهم في مدينة الرقة، يجبر مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المدنيين العالقين بين المعارك على الانتقال معهم من مبنى إلى آخر ليحتموا بهم من نيران قوات سوريا الديمقراطية وحليفتها واشنطن.

 

وتروي أم علاء بعد فرارها من مدينة الرقة، لوكالة فرانس برس كيف اجبرها الجهاديون وعائلتها على الانتقال مرتين ليكونوا مجرد دروع بشرية لهم.

 

وتقول أم علاء التي كانت تسكن في حي البريد في غرب المدينة “منذ نحو اسبوع، اتى مقاتل عراقي إلى منزلنا واخبرنا أن هذا الحي بات منطقة عسكرية”.

 

ومن على كرسي بلاستيكي خارج أحد المساجد في قرية حاوي الهوى غرب الرقة، تروي أم علاء “نقلونا إلى مبنى آخر (قريب)، كنا نرى منزلنا ولا نستطيع الذهاب اليه”.

 

وبعد ثلاثة ايام، عاد الجهاديون لينقلوا العائلة ومدنيين آخرين الى حارة البدو التي شهدت دمارا كبيرا جراء المعارك.

 

وبالقرب من زوجته، يقول أبو علاء “امسكوا بنا كدروع بشرية، ابقوا علينا هناك ليحتموا بنا”، مضيفا “قالوا لنا: اذا ذهبتم سوف يدمرون البلد فوق رأسنا”.

 

بعد معاناة طالت نتيجة المعارك وانقطاع الحاجيات الاساسية وظلم الجهاديين، تمكنت عائلة ابو علاء الجمعة من الفرار. وعلى غرار مدنيين آخرين رووا معاناتهم لوكالة فرانس برس، رفض افراد العائلة التصريح باسمائهم كاملة خشية انتقام الجهاديين من اقارب واصدقاء لهم لا يزالون عالقين في مناطق سيطرتهم.

 

– دروع بشرية قرب آبار المياه

 

تخوض قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن منذ السادس من حزيران/ يونيو معارك داخل مدينة الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية. وباتت تسيطر على نحو 90 في المئة من المدينة.

 

واجبرت المعارك في الرقة عشرات الاف المدنيين على الفرار من المدينة، وتقدر الامم المتحدة ان نحو ثمانية آلاف لا يزالون عالقين فيها.

 

كما قتل مئات المدنيين واصيب اخرون بجروح جراء المعارك والغارات الكثيفة على المدينة.

 

وتعمل قوات سوريا الديموقراطية في الوقت الحالي على مطاردة مقاتلي التنظيم الذين يتركزون بشكل اكبر في مبان عدة في وسط المدينة.

 

ولم يعد امام الجهاديين خيارات كثيرة، ولحماية انفسهم اختاروا التمركز في ابنية سكنية غير آبهين بالمدنيين واطفالهم، وفق ما تقول مهند التي فرت مؤخرا من حارة البدو برفقة اطفالها الاربعة.

 

وتروي مهند، المرأة الثلاثينية ذات العيون العسلية “كانوا يريدون دخول القبو أو الطابق الأول من المبنى ليحموا انفسهم بالمدنيين”.

 

دفع مقاتلو التنظيم المتطرف بمهند واطفالها إلى الانتقال أربع مرات من مكان إلى آخر، وحين وصلوا إلى حارة البدو لم يجدوا الا القليل ليأكلوه. ولم يكن بامكانهم الخروج سوى لتزويد مقاتلي التنظيم بالمياه من آبار قريبة.

 

وتقول أم محمد، امرأة ثلاثينية اجبرت ايضا وعائلتها على الانتقال الى حارة البدو، “كان داعش يعبئ المياه للمقاتلين اولا ويجبر المدنيين على الانتظار ساعات طويلة ويكونوا بذلك يحمون انفسهم من الطائرات”.

 

وكان ابنها محمد (19 عاما) يخرج فجر كل يوم للتزود بالمياه ولا يعود إلى المنزل إلى بعد ست ساعات.

 

وفي آخر مرة، خرج محمد ولم تره والدته منذ ذلك الحين.

 

وتقول أم محمد “منذ ايام عدة، خرج عند الساعة الرابعة فجرا ولم يعد. سمعنا أن غارة وقعت قرب البئر”، وتضيف “لم أجد حتى خفه”.

 

وقتل 18 مدنيا يوم الثلاثاء الماضي اثناء تجمعهم بالقرب من بئر للمياه، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وقتها. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد ما إذا كان محمد بين القتلى.

 

– “نحن في الوسط”

 

وغالباً ما ينفي التحالف الدولي تعمده استهداف مدنيين، ويؤكد اتخاذه كل الاجراءات اللازمة لتفادي ذلك. واقر في 29 أيلول/ سبتمبر بمسؤوليته عن مقتل 735 مدنيا بشكل غير متعمد جراء غارات شنها منذ بدء عملياته العسكرية في آب/ اغسطس 2014 في سوريا والعراق المجاور.

 

وتقدر منظمات حقوقية العدد بأكثر من ذلك بكثير.

 

ومن بين قتلى غارات التحالف، علاء الابن الأكبر لأم علاء، الصيدلي الذي قُتل اثناء محاولته مساعدة جرحى احدى الغارات وترك عائلته خلفه.

 

تلبس ام علاء حفيدها حسن حذاء وتقول “لكي يقتلوا مقاتلا واحدا من داعش يقتلون عشرة مدنيين”، في اشارة إلى غارات التحالف. وتضيف “الجانبان يطلقان النار ونحن في الوسط”.

 

ورجح المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون أن يكون تنظيم الدولة (داعش) يتخذ المدنيين رهائن في بعض المواقع التي لا تزال تحت سيطرته وبينها المستشفى الوطني في وسط المدينة.

 

وأكد ديلون أن التحالف يولي اهتماما “استثنائيا في مخططاتنا وعملياتنا لضمان الا يطال الضرر المدنيين الابرياء”.

 

لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تجد أن الإجراءات التي يتخذها التحالف الدولي “غير كافية”، وفق ما يقول مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في المنظمة نديم حوري.

 

ويوضح حوري في حديث لوكالة فرانس برس “من الممكن انقاذ المدنيين، وهذا يعني في بعض الاحيان ابطاء العملية، التقدم ببطء اكثر، اتخاذ المزيد من الاجراءات الوقائية، ومن الممكن حتى عدم استخدام قنبلة ضخمة ضد قناص”.

 

ويرى حوري أن اعتماد التحالف الدولي على طائرات الاستطلاع لتحديد ما إذا كان هناك مدنيين ليس بالامر الكافي خاصة لوجودهم داخل المنازل.

 

ويقول “المعركة ليست مجرد السيطرة على مبنى أو مساحة معينة. انها بالنهاية لحماية المدنيين”.

 

تركيا ترسل مزيداً من التعزيزات إلى الحدود السورية

“القدس العربي” – وكالات: تموضعت أعداد كبيرة من ناقلات جنود وعربات مصفّحة تابعة للجيش التركي، في قضاء ريحانلي بولاية هطاي المتاخمة للأراضي السوري، استعداداً للانتقال إلى محافظة إدلب.

 

وتأتي هذه الخطوة، في إطار الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا وإيران خلال محادثات أستانة الأخيرة، بشأن إنشاء مناطق خفض التوتر في المحافظة المذكورة.

 

وبحسب مراسل الأناضول، فإنّ التحركات العسكرية التركية في ولاية هطاي وقضاء ريحانلي، استمرت طوال ليلة الأحد، وفي ساعات الصباح من الاثنين.

 

واتجهت المعدات والعربات العسكرية إلى النقاط الحدودية مع سوريا، فور وصولها إلى قضاء ريحانلي.

 

والسبت أكّد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنّ هدف بلاده من نشر قوات في إدلب، هو “وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد”.

 

ومنتصف سبتمبر / أيلول الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، وفقاً لاتفاق موقع في مايو / أيار الماضي.

 

الجيش التركي يبدأ أنشطة الاستطلاع في إدلب السورية

 

أكد الجيش التركي الاثنين أنه بدأ أنشطة الاستطلاع في محافظة إدلب بسوريا الأحد، قبل عملية عسكرية متوقعة في المنطقة المتنازع عليها في شمال غرب سوريا.

 

وأضاف أن الخطوة شملت إقامة نقاط مراقبة وأنه يقوم بمهامه بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها في عملية أستانة، في إشارة إلى اتفاق جرى التوصل إليه الشهر الماضي في عاصمة كازاخستان.

 

وتقول تركيا إنها ستقدم مساعدة لمقاتلي المعارضة السورية الذين تساندهم منذ فترة طويلة بهدف تنفيذ اتفاق عدم التصعيد الذي يهدف إلى تقليص العمليات القتالية مع القوات الموالية للحكومة في المنطقة التي تعد أكثر المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة سكاناً.

 

عملية عسكرية تركية في إدلب: «حزام أمني» حول عفرين الكردية… وحديث عن تفاهم مع «تحرير الشام»

الروس والإيرانيون هدفهم إزاحة «النصرة» وعودة النظام السوري إلى المدينة

إنطاكيا ـ «القدس العربي» ـ من وائل عصام: جاء دخول الوفد العسكري التركي من معبر اطمه الحدودي نحو دارة عزة، برفقة رتل مسلح من هيئة تحرير الشام، ليؤكد الأنباء التي تم تداولها عن وجود تفاهمات بين تركيا و«هيئة تحرير الشام» حول العملية التركية في إدلب.

فبعد تضارب الأنباء عن طبيعة العملية التركية في إدلب بعد تصريحات الرئيس التركي، وبيان هيئة تحرير الشام «الناري» ضد الفصائل التي تريد دخول إدلب من دون التطرق لتركيا في البيان، بدأت تتضح ملامح التحرك التركي، بإعلان وكالة الأناضول التركية أن العملية هي «انتشار» للقوات التركية، ولا تهدف للاشتباك مع النظام أو أي قوة «محلية».

وأعقبت ذلك أنباء تداولها ناشطون مقربون من «جبهة فتح الشام» (المعروفة بـ«جبهة النصرة»)، عن وجود مفاوضات وتفاهمات تمت في الأيام الأخيرة لها، مع الجانب التركي. وقد تحدثت «القدس العربي» لأحد المطلعين على هذه المفاوضات، حيث أكد وجود «مساع» للتنسيق بين «تحرير الشام» والأتراك لتجنب الاصطدام بينهما خلال العملية. وعلمت «القدس العربي» أن عضو لجنة الشورى في «تحرير الشام» مظهر الويس، هو من تولى إدارة المحادثات مع الأتراك، وكانت من أهم مطالب «الهيئة» عدم الزج بفصائل من «درع الفرات» في ريف إدلب، والاكتفاء بتوجيههم نحو مواقع حدودية بعيدة عن تمركزات الهيئة.

وحسب الأنباء التي رشحت، ومن خلال الإعلان التركي عن عملية انتشار، فإن العملية، في مرحلتها الأولى على الأقل، ستكون محدودة، وستركز على نشر نقاط مراقبة، من خلال قوات ومعدات غير هجومية، أشبه بقوات فصل، لن تهاجم «تحرير الشام» أو تتقدم نحو إدلب، ولكنها ستشكل ما يشبه «الحزام الأمني» حول منطقة عفرين الكردية، في ثلاث نقاط متفق عليها، تتمركز قرب دارة عزة في جبل سمعان، وقرب تل رفعت، وأخرى قرب بلدة جنديريس جنوب عفرين، في محاولة تركية على ما يبدو، لعزل المنطقة الكردية في أقصى شمال غرب سوريا، ومنعها من التمدد شرقاً نحو اعزاز، لتتصل مع باقي المناطق الكردية التي تمتد على معظم حدود تركيا الجنوبية مع سوريا.

لكن من غير المرجح أن تصطدم القوات التركية مع الأكراد أو تحاول التقدم داخل عفرين او القرى الكردية المحيطة بها، فلا الروس ولا الأمريكيين يقبلون بهكذا تحرك. أجواء عدم الثقة، والحذر، تسيطر على الجانبين التركي و«تحرير الشام»، خاصة وأن الهيئة تخشى أن يكون الدعم الروسي للعملية في إدلب، يهدف في مرحلة مقبلة، لتقويض سيطرتها على مركز المحافظة الوحيد الذي بقي خارج سيطرة النظام في سوريا، عدا الرقة .

ويقول فادي حسين الصحافي السوري المتابع لشؤون الجماعات الجهادية في سوريا، إن الاتفاق حالياً بين «الهيئة» وتركيا على عدم الاشتباك ما زال صامداً، باستثناء خروقات محدودة، وإن الهدف الذي وافقت لأجله «تحرير الشام» على دخول قوات تركية هو وضع نقاط تمركز فقط لحماية الحدود التركية قرب عفرين.

أما الناشط احمد فرزات، فيقول إن تركيا تعلم مدى ضعف فصائل «درع الفرات» بعد معركة الباب مع تنظيم «الدولة»، ولا تعول عليهم، ولكنها تستخدمهم فقط كورقة للضغط على «فتح الشام» للقبول بدخولهم. ويضيف فرزات لـ«القدس العربي»: «بعد التفاهمات الأولية، هناك تخوف من قبل «تحرير الشام» بأن تخل تركيا بما تم الاتفاق عليه وتقوم بالزج بفصائل «درع الفرات»، وقد يكون هذا التصعيد التركي للمزيد من الضغط على «تحرير الشام»، ولكن مع ذلك فالأتراك أبلغوا الهيئة أنهم سيدخلون بلا سلاح ثقيل، وبمعدات مراقبة فقط، لثلاث نقاط حول عفرين».

و يعلق الكاتب والمحلل عبد الناصر العايد لـ«القدس العربي» بالقول، إن هناك صفقة بـــــين تركيا وروسيا وإيران على عملية إدلب، ولكل طرف اهتمامه، فالأتـــراك يهمهم موضوع عفرين، وإيران يهمها وضع بلدتي كفريا والفوعة الشيــعيتين، وروسيا يهمها القضاء على «النصرة».

الاعتقاد الآن أن الصدام التركي مع الجولاني والهيئة «آت لا محالة»، وبانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في الفترة المقبلة، فإن هذه المرحلة، ولحد الآن أظهرت تنسيقاً مع «تحرير الشام» دشن بدخول عربــات الوفد العسكري التركي، بهدف إقامة نقاط مراقبة كحزام أمني حـــول عفرين، وليس الهجــــوم على مدينة إدلب، لكن بلا شـــك إن ما يريده الروس والإيرانيــــون من هذه العملية ليس عفرين، بل هو إزاحة «النصرة» وإفساح المجال للنظام ليحل مكانها، وعلى ما يبدو، فإنه وفي نهاية المطاف، سيعمل الروس على انسحاب القوات التركية من كل المناطق التي دخلوها في سوريا، لتعود تحت سيطرة النظام، وهذا ما سيقود «تحرير الشام» إلى مواجهة محتومة مع النظام في إدلب.

 

مفاوضات على وقع طبول الحرب… هل تنجح تركيا بتحييد إدلب دون معارك طاحنة تسحق المدنيين؟

الجيش التركي يسعى لعزل الوحدات الكردية في عفرين

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي»: رغم انطلاق المراحل الأولى مما بات يعرف بـ»عملية إدلب» ووقوع أول اشتباك فعلي بين القوات التركية ومسلحي هيئة تحرير الشام على الحدود التركية السورية، تعمل تركيا حتى اللحظات الأخيرة من أجل محاولة تحييد المحافظة عبر نشر قواتها في «مناطق عدم الاشتباك» دون الدخول في معارك حقيقية مع المسلحين في المحافظة.

هذه المساعي الذي تواصلت عبر مباحثات مباشرة بين ممثلين عن الجيش التركي وقادة من الفصائل المعارضة في إدلب وعلى رأسها هيئة تحرير الشام تسعى من خلالها تركيا إلى تجنب الدخول في اشتباكات سوف تتطلب غطاءً جوياً روسياً ستكون فاتورته مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.

هذه الفاتورة ستكون باهظة جداً على تركيا التي تعمل بقوة من أجل تجنب اتهامها بالمشاركة في عملية عسكرية تودي بحياة عشرات وربما مئات المدنيين الأمر الذي يمكن أن يتسبب في التأثير على مصداقية أنقرة ومكانتها لدى الشعوب العربية وملايين اللاجئين السوريين القاطنين في تركيا.

وفي هذا الإطار، تحدثت مصادر متعددة في المعارضة السورية عن استمرار مفاوضات بين ممثلين عن الجيش التركي والمسلحين في إدلب، وبث نشطاء سوريين مقاطع فيديو تُظهر موكباً عسكرياً كبيراً قالوا إنه لضباط من الجيش التركي دخلوا إدلب بحماية من هيئة تحرير الشام لإجراء مفاوضات، دون التمكن من التحقق من مصداقية المقاطع المنشورة.

وتسعى تركيا لإقناع المسلحين في إدلب الانسحاب من بعض المناطق والاتفاق على نقاط تمركز للجيش التركي على طول حدود المحافظة لتكون بمثابة مناطق عازلة تمنع وقوع اشتباكات مستقبلية بين المعارضة والنظام والمليشيات الإيرانية في أطرافها، وتقديم هذا الطرح لروسيا للاكتفاء به ولو مرحلياً ليكون تطبيقاً لاتفاقية مناطق عدم الاشتباك.

ورغم أن الجيش التركي أنهى جميع استعداداته للدخول في عملية عسكرية واسعة، إلا أن جزءاً كبيراً من هذه الحشودات الضخمة التي تمثلت في مئات الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وآلاف الجنود وعناصر الوحدات الخاصة هدفت إلى الضغط على الهيئة للقبول بالطرح التركي والسماح بإقامة مناطق عدم الاشتباك دون معارك طاحنة سوف تكون مكلفة جداً على الجانبين.

وتشير المعطيات إلى وجود موافقة مبدئية من هيئة تحرير الشام لتسليم الجيش التركي المناطق الفاصلة بين إدلب وعفرين التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، حيث ترى أنقرة في هذه الخطوة مرحلة مهمة من أجل عزل الوحدات الكردية في عفرين وإعاقة وصل مناطق سيطرتها بالمناطق الأخرى، ضمن مساعيها الجامحة في منع وحدات حماية الشعب من وصل مناطق سيطرتها وإعاقة جهود الوحدات في إقامة ممر كردي على طول الحدود التركية شمالي سوريا.

وترى تركيا في انتشار قواتها في المناطق الفاصلة بين إدلب وعفرين خطوة مهمة في سبيل إعاقة جهود الوحدات الكردية وصل مناطق سيطرتها في عفرين بباقي المناطق عقب التقدم في بعض المناطق بإدلب، وتقول صحيفة تركية: «انتشار الجيش في إدلب سيكون بمثابة حاجز أمني ضد مخطط المنظمة السيطرة على المدينة».

وإلى جانب خشية أنقرة من سقوط قتلى وجرحى مدنيين في المعارك، لن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان متحمساً للدخول في معارك فعلية مع المسلحين في إدلب ستؤدي بلا شك إلى سقوط قتلى وجرحى من الجيش التركي وتعيد مشاهد الجنازات اليومية للجنود الأتراك في الإعلام التركي كما حصل إبان عملية درع الفرات والتي فقد فيها الجيش التركي قرابة 70 جندياً.

وقدرة أنقرة على تجنب معارك واسعة يخفض كلفة العملية على الاقتصاد التركي أيضاً، ويتنافى الدخول في معارك واسعة في إدلب مع أبرز أهداف تركيا من ما يجري هناك حيث تسعى أنقرة لتجنب كارثة إنسانية بالمحافظة قد تدفع الملايين للنزوح نحو أراضيها وتجدد مأساة اللاجئين، حيث يقطن بالمحافظة 2.4 مليونًا من السكان المحليين، إلى جانب 1.3 مليون نازح.

وبحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية فإن «الانتشار التركي سيكون من أجل الوصول إلى أهداف تخفيف حدة التصعيد أكثر من الانخراط في اشتباكات مع الميليشيات المحلية أو الجيش السوري»، مشيرة إلى أن الجيش التركي سيشكل عدة نقاط تفتيش ومراقبة في المدينة.

وقالت الوكالة: «تحركات عناصر الجيش التركي لن تكون على شاكلة «عملية عسكرية» بل «انتشار»، كما أن خوض اشتباكات مع النظام السوري أو عناصر محلية خلال الانتشار أو في أعقابه أمر غير مستهدف»، لكنها أشارت إلى أن «الجيش التركي أجرى استعدادته آخذا بالاعتبار جميع المخاطر الأمنية المحتملة».

وسيكون هذا الاتفاق –إن حصل- داعماً للرواية الرسمية التركية التي تسعى لتجند إظهار تدخلها في إدلب على أنه خدمة لروسيا ونظام الأسد، وإنما محاولة لتجنيب المحافظة ويلات عملية عسكرية واسعة سوف تقود المحافظة لمصير حلب السابق.

فرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال، الأحد، إن بلاده سوف تعمل بشكل مشترك مع روسيا من أجل فرض الأمن في إدلب، وسبقه أردوغان الذي أعلن انطلاق عملية عسكرية في إدلب أن بلاده «تتخذ إجراءات جديدة لضمان أمن إدلب»، لافتاً إلى أن بلاده «ستعمل على أن لا يعيش المهجرين من حلب إلى إدلب نفس المصير مجدداً».

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الأحد، إن «هدف بلاده من نشر قوات في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، يتمثل في وقف الاشتباكات تماما والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد»، مضيفاً: «العملية سوف تهدف إلى «منع حدوث انتهاكات، والتحقق من مرتكبيها».

وعن إمكانية وتوقيت دخول الجيش التركي إدلب، أكد أنّ «الاستخبارات والوحدات العسكرية التركية تقيم الأوضاع على الأرض، وبناء على ذلك سيتم اتخاذ الخطوات المقبلة».

ومساء السبت، وصل رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار وقائد القوات البرية الجنرال يسار غولير وقائد القوات الجوية الجنرال حسن كوجوك آق يوز إلى محافظة هاتاي في جنوب البلاد المتاخمة لإدلب لتفقد الاستعدادات، وفقا لما ذكره بيان عسكري.

وبينما لم يسجل رسمياً دخول قوات تركية باتجاه إدلب –حتى كتابة التقرير- وقع اشتباك محدود، صباح الأحد، بين الجيش التركي المنتشر على الحدود وبين مسلحين من هيئة تحرير الشام، وأطلقت المدفعية التركية عشرات القذائف المدفعية في منطقة الاشتباك.

لكن قوات من الجيش السوري الحر أو ما تعرف بـ»قوات درع الفرات» انتقلت منذ مساء السبت إلى داخل تركيا وجرى إدخالها مجدداً من منطقة الريحانية إلى داخل الحدود السورية مقابل إدلب، حيث يتوقع أن يتصدر مسلحي المعارضة المعارك البرية بينما سيوفر الجيش التركي الغطاء الناري والمدفعي، والطيران الروسي الغطاء الجوي في حال احتدام المعارك.

وفي حال فشلت الجهود التركية بالتوصل لاتفاق يسمح بنشر قوات الجيش التركي بدون قتال، فإن الأوساط التركية والسورية على حد سواء تتوقع مقاومة شديدة من مقاتلي هيئة تحرير الشام وحينها سيضطر الجيش التركي لقيادة المعارك البرية وحرب الشوارع بنفسه على غرار ما حصل إبان عملية درع الفرات بعد أن فشل بضع مئات من مقاتلي المعارضة من مواجهة مسلحي تنظيم الدولة آنذاك.

وتُجمع تقديرات مختلفة على أن هيئة تحرير الشام تمتلك آلاف المقاتلين المدربين في المحافظة الكبيرة ويحظى هناك بدعم شعبي، وهو ما يجعل أي مواجهة عسكرية بغطاء جوي روسي مكلفة جداً على المدنيين الذين لجأ مئات الآلاف منهم من مناطق أخرى في سوريا إل المحافظة بحثاً عن الأمان.

وبينما تتحدث تركيا عن إقامة مناطق عدم الاشتباك ووقف العمليات العسكرية في المحافظة، تتحدث التصريحات الروسية والأمريكية عن عملية عسكرية للقضاء على جبهة النصرة، كما أن متحدثين باسم فصائل «درع الفرات» تحدثوا أيضاً عن نفس الهدف المتمثل في القضاء على النصرة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية دعمها للتحركات التركية وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون: «ندعم جهود تركيا حليفتنا بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في مكافحة الإرهاب، ومساعيها الرامية لحماية حدودها ومنع إنشاء مناطق آمنة للتنظيمات الإرهابية»، فيما بحث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون العملية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.

 

وفد عسكري تركي يدخل الأراضي السورية برفقة «هيئة تحرير الشام» و800 من «الجيش الحر» و5000 جندي تركي بانتظار الأوامر لدخول إدلب

تنظيم «الدولة» يبعد قوات النظام السوري عن معقله مدينة الميادين

عبد الرزاق النبهان

بيروت – حلب ـ «القدس العربي»: تمكن تنظيم «الدولة» أمس الاحد من ابعاد قوات النظام السوري من معقله مدينة الميادين في شرق سوريا، وذلك بعد بضعة ايام فقط من دخول هذه القوات لاطراف المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وبإسناد من الطيران الروسي، نجحت قوات النظام الجمعة في دخول الضواحي الغربية للميادين الواقعة في محافظة دير الزور التي تعتبر احد آخر معاقل الجهاديين في سوريا. من جهة أخرى أكد ناشطون سوريون لـ»القدس العربي»، دخول وفد عسكري من القوات التركية من معبر أطمة بريف إدلب إلى مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي برفقة عربات تابعة لهيئة تحرير الشام.

وقال المرصد ان «الهجمات المضادة لتنظيم الدولة الإسلامية نجحت في ابعاد قوات النظام من الضاحية الغربية للميادين». واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان قوات النظام كانت على بعد ستة كيلومترات على الاقل من المدينة، لافتا إلى ان تعرض المدينة «لغارات جوية كثيفة يشنها الطيران السوري والروسي». وكان مصدر عسكري سوري وصف الميادين الجمعة بانها «العاصمة الامنية والعسكرية» لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور الغنية بالنفط والمحاذية للعراق. وكان الجهاديون الذين فروا من الرقة (شمال) لجأوا إلى مدينتي الميادين والبوكمال الواقعتين في وادي الفرات الذي يمتد حتى الحدود العراقية.

ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على نصف محافظة دير الزور حيث يتعرض لهجومين منفصلين. الاول من قوات النظام الموجودة على الضفة الغربية للفرات والتي تتقدم في الاتجاه الجنوبي الشرقي بدعم جوي روسي، والثاني من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تتقدم من شمال المحافظة، بحسب المرصد.

 

إدلب

 

من جهة أخرى وعلى جبهة ادلب قال الصحافي السوري في موقع NSO ضرار الخطاب: إن 18 سيارة «بيك آب» ودفع رباعي تقل 40 ضباطاً ومهندسين أتراكاً عبرت صباح أمس الأحد الحدود مع سوريا من معبر أطمة الحدودي غير الرسمي، برفقة قادة من «هيئة تحرير الشام».

وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، أن عشرة ضباط مهندسين و13 ضابط مشاة وستة ضباط استطلاع وخمسة ضباط عمليات وستة ضباط مسؤولين عن التنسيق داخل سوريا، دخلوا الأراضي السورية برفقة قادة من «هيئة تحرير الشام» متوجهين إلى مناطق بريف حلب الغربي من أجل الاطلاع على وضعها الميداني أبرزها جبل الشيخ بركات.

ونقل الخطاب عن مصدر مرافق للقوات التركية أن الهدف من هذه الجولة الاستطلاعية للضباط الأتراك هو التمهيد لتسلم نقاط في جبل الشيخ بركات الذي يعتبر أعلى نقطة في المنطقة ويكشف في محيطه دائرة نصف قطرها يقارب 25 كيلومتراً تشمل مناطق واسعة تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب YPG» التي تعتبر عدو تركيا الأول داخل سوريا، وقد شملت الجولة نقاط المواجهة كافة بين فصائل المعارضة و»YPG» ابتداءً من مخيم أطمة بريف إدلب غرباً وصولاً إلى منطقة باصوفان في ريف الغربي شرقاً.

وأوضح أن نحو 800 مقاتل من فصائل الجيش السوري الحر التي شاركت في عملية درع الفرات، إضافة إلى نحو خمسة آلاف جندي تركي على الجانب التركي من الحدود مع سوريا، لا تزال تنتظر الأوامر للتحرك باتجاه ريف إدلب، في حين حشدت «هيئة تحرير الشام» مئات المقاتلين في مناطق حدودية مع تركيا.

وأشار إلى أن قذائف عدة كانت قد سقطت قرب مخيم «كفرلوسين» للنازحين قرب الحدود مع تركيا، وسمعت في المنطق أصوات أسلحة رشاشة، وتسبب ذلك بنزوح نحو ألفي مدني كانوا يقطنون في المخيم إلى القرى والمناطق المجاورة دون أن تخلف إصابات، في حين لم يعرف مصدر تلك القذائف بالتحديد، إلا أن الجهات التي تضررت منها الأبنية المصابة، تشير إلى أن الاستهداف كان من داخل الأراضي السورية.

ولفت الخطاب إلى أن العملية المرتقبة يشارك فيها من طرف المعارضة المسلحة فرقة الحمزة وصقور الشمال وسليمان شاه والفرقة التاسعة وفرقة السلطان مراد، كل منها بـ 75 مقاتلاً، كما تشارك بـ50 مقاتلاً كل من الفرقة 23 ولواء المعتصم وجيش الإسلام ولواء المغاوير وجيش النخبة وحركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام، وتشارك أيضاً بـ25 مقاتلاً كل من لواء السلطان عثمان وجيش الأحفاد وثوار الجزيرة.

 

صدام أم توافق؟

 

ومع دخول الوفد العسكري التركي برفقة رتل عسكري تابع لهيئة تحرير الشام عبر معبر أطمة الحدودي ثمة سؤال جوهري يطرح نفسه هو: كيف سيكون شكل العلاقة بينهما في الأيام المقبلة وهل ستشهد تصادماً أم توافقاً؟

الصحافي السوري المختص في الشأن التركي عبو الحسو يرى في حديثه لـ «القدس العربي»، أن السبب الرئيسي وراء دخول الوفد العسكري التركي إلى شمالي سوريا جاء بهدف التفاهم على دخول الجيش التركي وانتشاره لحفظ الأمن دون مقاومة وممانعة من قبل هيئة تحرير الشام وفصائل اخرى، وذلك من أجل تجنيب المنطقة حرباً لا تبقي ولا تذر، وجلب الاستقرار إلى المنطقة وبسط الأمن.

ويضيف أن تركيا تهدف من خلال التفاوض مع هيئة تحرير الشام إلى حقن الدماء وتفويت الفرصة على الأعداء لقيام حرب ومواجهة بين تركيا وهيئة التحرير التي إذا وقعت ستكون لصالح النظام والروس والايرانيين، إضافة إلى أعداء الثورة.

ويعتقد الحسو في ختام حديثه أن الأمور تتجه على الأغلب وحسب المعطيات حتى الآن نحو التوافق والاتفاق، وان كان التيار المتشدد في الهيئة سيدفع نحو المواجهة التي قد تحدث هنا وهناك، إلا أنها بالمجمل ستتجه نحو التهدئة والتوافق والأيام القادمة ستكشف ذلك.

في المقابل يقول الناشط السياسي السوري درويش خليفة إن تركيا كدولة إقليمية لها فعاليتها في الملف السوري لا تحتاج إلى حماية من هيئة تحرير الشام او غيرها للدخول إلى إدلب، حيث أن دخولها يعتبر جزءاً من اتفاقية دولية هدفها السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها قوى مصنفة على قائمة الإرهاب. واعتبر خليفة خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، أن تفاوض تركيا مع الهيئة لدخول ادلب حركة سياسية لضمان سلامة عناصر الجيش الحر الذين يشاركون في هذه العملية من اغتيالات الهيئة ومفخخاتها، التي تعتبر احدى الأدوات التي تستخدمها الهيئة في أي نزاع لها مع فصائل الجيش الحر كما قال.

وأشار إلى أن الأتراك دائماً ما يضعون فاصلاً زمنياً بين تصريحاتهم وأفعالهم، بهدف قياس نبض الشارع التركي والأحزاب السياسية، تحسباً لأي ردة فعل قد تحبط معنويات الجنود. وبالرغم من وجود تصويت برلماني للقيام بأي عملية تضمن حماية أمنها القومي من إرهاب «بي واي دي « أو تنظيم الدولة داعش. ويرى خليفة أن هيئة تحرير الشام لن تقوم بأي رد فعل سلبي على التواجد التركي في ادلب إذا كان الهدف منظمة بي واي دي «الإرهابية».

 

باسيل يعلن “هوية عنصرية لبنانية” تستهدف اللاجئ… وجمهوره يصفق

بيروت – عبد الرحمن عرابي

لم تهدّئ صفة الدبلوماسية التي التصقت برئيس “التيار الوطني الحر”، جبران باسيل، منذ تعيينه وزيراً للخارجية لأول مرة عام 2014، من حدة خطاباته العنصرية تجاه اللاجئين السوريين والفلسطينيين المُقيمين في لبنان، بل على العكس، فقد منحته رئاسة أحد أكبر التيارات السياسية في لبنان منبراً إضافياً لإطلاق مواقفه التي غالباً ما تقاطعها موجات التصفيق الحاد.

 

لم يستثن الوزير باسيل محافظة البقاع اللبنانية (شرق)، التي زارها أمس الأحد، وهي تأوي العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، نتيجة قربها من الحدود الشرقية مع سورية، من ترداد العبارات المناهضة لحوالى مليون ونصف المليون لاجئ سوري وفلسطيني يُقيمون في ظل ما يشبه الحصار الأمني والاقتصادي وحتى الاجتماعي. وهو حصار ساهم باسيل وتياره السياسي في قوننته تحت عنوان الخطة الحكومية الموحّدة للتعامل مع اللاجئين السوريين في لبنان، وتضمّن توجها لتقليص عدد اللاجئين وفرض سمات دخول على السوريين لأول مرة في تاريخ العلاقة بين الشعبين المُتجاورين، جغرافيا واجتماعيا.

 

​وزّع باسيل مفرداته العنصرية على مُختلف البلدات البقاعية التي تضمنتها جولته. وفي خطاباته البقاعية، أمس، كرر باسيل استخدام مفردة “احتلال” لوصف “كل أجنبي قابع على أرضنا من غير إرادتنا”، في تجاهل مقصود لواقع إجبارية إقامة اللاجئ السوري الذي يخشى العودة إلى مناطق سيطرة النظام في سورية، خوفاً من التجنيد الإجباري أو الاعتقال أو القتل أو الإقامة على ركام المنازل المُدمرة.

 

ولم يترك رئيس “التيار الوطني الحر” للاجئ السوري سوى خيار “العودة إلى وطنه”. ​وهو ما تترجمه “خطوات التهجير المنهجي للاجئين من خلال منع أسباب الحياة الكريمة بهدف دفعهم للعودة الإكراهية إلى بلداتهم”، كما ورد في تقرير أصدرته “هيومن رايتس ووتش” الشهر الماضي.

وتجاهل الوزير اللبناني هذا التقرير وعشرات التقارير المماثلة التي أصدرتها منظمات عالمية مُحايدة طوال سنوات الأزمة السورية، ورصدت فيها “تعاملا غير إنساني مع اللاجئين”، وقابلها بدعوة “كل من يفاتحنا بموضوع الإنسانية إلى تطبيقها في بلاده قبل أن يُخبرنا عنها”.

 

واستند باسيل في خطابه إلى منصبه الوزاري، وتحدث باسم “وزير خارجية لبنان”. وبوجود “المُحتل”، أي اللاجئ، يُقدّم الوزير اللبناني نفسه بصفة “المقاوم” لإقامة مخيمات للاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية رفضاً لتكرار “تجربة” مُخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، وهو المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في لبنان، مع إقامة حوالى 100 ألف لاجئ فلسطيني وعدد من العائلات اللبنانية في منطقة لا تزيد مساحتها عن كيلومتر مربع واحد فقط.

وباستثناء موجات من الاستهجان الفُكاهي التي عبّر عنها مواطنون ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، غابت المواقف السياسية المُعارضة لهذا الخطاب العنصري الذي كلله باسيل بإعلان هوية جديدة تُمثّله وتمثل فريقه السياسي، وهي: “نعم نحن عنصريون بلبنانيّتنا، مشرقيّون بتكويننا، عالميّون بانتشارنا”.

 

ويؤشر غياب المواقف المُعارضة لخطاب باسيل إلى واقع اللاجئين في ظل موجة التوافق السياسي العام في لبنان، بعد تسوية انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية مُقابل عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة مطلع العام الحالي. وكما في مُختلف الملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، يُشكّل اللاجئون الحلقة الأضعف ويُلامون من قبل باسيل وفريقه السياسي على أزمات المياه والكهرباء والنفايات والغلاء والبطالة، التي عانى منها اللبنانيون قبل بدء موجات اللجوء السوري إلى لبنان، والتي استخدمها الوزير باسيل ومستشاره السابق ووزير الطاقة والمياه الحالي سيزار أبي خليل، لتبرير النقص الفادح في تأمين الكهرباء والماء للمواطنين، رغم الخطط الحكومية التي أعلنها خلال توليه وزارة الطاقة (2009 – 2014) والتي يستكملها أبي خليل اليوم من خلال توليه المنصب. وهي خطط لاقت اعتراضات واسعة نتيجة شبهات الفساد والهدر التي تحوم حولها، لا سيما في مجالي استئجار بواخر لتوليد الطاقة الكهربائية وإنشاء سدود مائية غير ذات جودى اقتصادية.

 

وإلى جانب التهكم الإلكتروني على باسيل، حاول عدد من الناشطين تقدير عدد الاستدعاءات التي سيوجهها “مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في قوى الأمن الداخلي” للناشطين، بناء لادعاء مكتب باسيل عليهم.​ وذلك مع تنويع الوزير باسيل لنشاطاته بين العنصرية تجاه اللاجئين والتخويف تجاه المواطنين.

 

مقتل مدنيين في دير الزور و”قسد” تقترب من المدينة

جلال بكور

قتل وجرح مدنيون بقصف من تنظيم “داعش” الإرهابي على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام السوري في مدينة دير الزور، في حين سيطرت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) على قرية حوايج ذياب في ريف دير الزور الغربي، كما سقط مزيد من الضحايا بقصف التحالف الدولي على مدينة الرقة.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن تنظيم “داعش” قصف الليلة الماضية مناطق في حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، ما أسفر عن مقتل مدنيين، بينهم رجل وطفله، وإصابة آخرين بجروح مختلفة.

وفي غضون ذلك، قتل مدني جراء غارة جوية من طيران النظام السوري على مدينة القورية في ريف دير الزور الشرقي، وذلك بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في الأطراف الجنوبية الغربية من مدينة الميادين بين “داعش” وقوات النظام، في محاولة لإحراز تقدم من الأخيرة بدعم جوي روسي.

كما دارت معارك عنيفة بين الطرفين في محيط قريتي مراط ومظلوم شمالي شرقي مدينة دير الزور على الضفة الشمالية من نهر الفرات، في محاولة تقدم من قوات النظام باتجاه طريق حقل العمر النفطي المحاذي لضفاف نهر الفرات، وذلك بالتزامن مع محاولات التقدم من “قسد” باتجاه الحقل من محور بلدة مركدة ومحور خشام.

من جهتها، سيطرت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” على قرية حوايج ذياب جزيرة، بريف دير الزور الغربي، بعد معارك مع تنظيم “داعش” إثر السيطرة على قريتي الصعوة وزغير جزيرة، في حين استمرت المواجهات بين الطرفين في الأطراف الغربية والشمالية من بلدة محيميدة التي تبعد 10 كلم عن مدينة دير الزور، في ظل غارات من التحالف على البلدة.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن مسلحي تنظيم “داعش” شنوا هجوما على مواقع مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” في حقل كونيكو شمال شرق دير الزور، اندلعت على أثره معارك عنيفة وقع خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.

وجاء الهجوم تزامنا مع اشتباكات بين الطرفين في محور قرية الكبر على طريق دير الزور الحسكة، وفي محور قرية الملحة شمال بلدة الصورة، وسط تقدم للمليشيات في المحور الأخير.

وكانت “قوات سورية الديمقراطية” قد تمكنت من السيطرة مؤخرا على حقل كونيكو، أكبر حقول الغاز في سورية، إثر عملية إنزال جوي قامت بها قوات من التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.

 

تضارب الأنباء حول الرقة

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أن هدوءا يسود مدينة الرقة منذ صباح اليوم بعد توقف الاشتباك بين “قوات سورية الديمقراطية” وتنظيم “داعش”، وسط حصار المليشيات لمبنى المستشفى الوطني شمال المدينة.

وتتضارب الأنباء الواردة من الرقة عن وجود مفاوضات بين “داعش” والمليشيات من أجل خروج مسلحي التنظيم إلى ريف دير الزور دون سلاح.

وفي الشأن ذاته، نقلت “وكالة ستيب للأنباء” المحلية عن مراسلها في الرقة أن المليشيات طلبت من كافة الإعلاميين المرافقين لها إخلاء مدينة الرقة بشكل فوري، وذلك بحجة الحفاظ على سلامتهم.

وأعلنت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”، أمس، عن بدء المرحلة الأخيرة من عملية طرد تنظيم “داعش” من مدينة الرقة، وذلك بعد السيطرة على 85% من مساحة المدينة، في حين تتوقع مصادر محلية إعلان “قوات سورية الديمقراطية” في وقت قريب السيطرة على مدينة الرقة.

وكانت مصادر محلية قد أفادت في وقت سابق لـ”العربي الجديد” بوجود اتفاق تم التوصل إليه بين المليشيات و”داعش” من أجل خروج عناصر “داعش” من مدينة الرقة، إلى ريف دير الزور إلا أن الاتفاق لم يتم تنفيذه.

إلى ذلك، أفادت حملة “الرقة تذبح بصمت”، مساء أمس الأحد، بمقتل رجل وزوجته وأربعة من أطفالهما، وإصابة بقية أفراد الأسرة جراء غارة من طيران التحالف الدولي على مدينة الرقة، مشيرة إلى أن الأطفال الناجين من القصف تم نقلهم إلى منازل على طريق مزرعة حطين شمال المدينة.

ويأتي ذلك في ظل استمرار الاشتباكات بين مليشيات “قسد” وتنظيم “داعش” في أجزاء من الأحياء الشمالية بعد سيطرة المليشيات على معظم أجزاء المدينة.

من جهة أخرى، قتلت مجموعة عناصر من قوات النظام السوري جراء استهدافهم بصاروخ موجه من تنظيم “هيئة تحرير الشام” خلال تواجدهم في قرية القاهرة بريف حماة الشمالي، في حين استمرت الاشتباكات بين الطرفين بشكل متقطع في محيط قرية أبو دالي.

وكان التنظيم قد سيطر أمس على قرية أبو دالي وتل القطيع ومجموعة من النقاط في ريف حماة الشمالي الشرقي، وذلك بعد هجوم شنه ضد قوات النظام المتمركزة في تلك المناطق.

 

أبو دالي في قبضة “تحرير الشام

أعلنت “هيئة تحرير الشام”، ليل الاحد/ الإثنين، سيطرتها على قرى أبو دالي وتل المقطع والمشيرفة وتل الأسود، في ريف إدلب الجنوبي، وانتزاعها من سيطرة عشائر مسلحة تابعة لقوات النظام. وتواصل “هيئة تحرير الشام” هجومها جنوباً على قرى القاهرة وأم تريكية والزغبة في ريف حماة الشرقي، وتخوض معارك عنيفة وسط  تمهيد مدفعي وصاروخي. وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام محاور الاشتباكات بقصف جوي مكثف على مدار الساعة.

 

وبعدما تمكنت “هيئة تحرير الشام” من السيطرة على قرية المشيرفة، الجمعة، استطاعت أن تطبق الحصار على قرية أبو دالي وتل المقطع، ليومين متتالين، قبل إعلان سيطرتها عليهما ليل الإثنين. ويأتي ذلك بعد هجوم بواسطة عربة مفخخة، استطاع سائقها ركنها بالقرب من آخر تجمّع لقوات النظام في تل المقطع، ومن ثم تفجيرها عن بعد.

 

“الهيئة” أعلنت عن خسائر فادحة في صفوف قوات النظام، وعن مقتل وأسر العشرات منهم خلال عملياتها الأخيرة في المنطقة، وبثت صوراً متعلقة بذلك، بالإضافة إلى صور لمنزل ومكتب عضو مجلس الشعب أحمد درويش، متزعم العشائر المسلحة الموالية للنظام في المنطقة. ونعت مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام 6 من عناصرها، ممن كانوا قد انضموا إليها سابقاً من مدينة التل خلال عمليات “المصالحة” التي تمت في ريف دمشق، وقالت إنهم لقوا حتفهم شمالي سوريا “أثناء أداء واجبهم الوطني”.

 

ومثّلت قرية أبو دالي، سابقاً، منطقة استراتيجية كمعبر تجاري، يتم خلاله تبادل السلع والمحروقات والمواد الغذائية بين مناطق سيطرة النظام والمناطق التابعة لسيطرة المعارضة.

وفرّ معظم المتنفذين من أل درويش، بعدما كانوا مسيطرين عسكرياً على أبو دالي، والمشرفين على إدارة العمليات التجارية مع المعارضة، باتجاه مناطق سيطرة النظام جنوباً. وتضاربت الأنباء حول مقتل أو أسر أو فرار أحمد درويش.

 

وبدا منزل أحمد درويش الذي يضم مكتباً فاخراً، أشبه بفيلا صغيرة، لكنه أقرب إلى نقطة عسكرية استناداً إلى كمية الذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي وجدت فيه، ونظراً لمسلحي المليشيات الذين وجدت جثثهم خلف دشم وتحصينات نصبت في محيطه وعلى سطحه العلوي.

 

وتدور تكهنات بأن النظام لم يكترث بحماية آل درويش، فتبادلات العشيرة التجارية لم تكن تصب في مصلحة النظام مباشرة. ويسوق أصحاب هذا الرأي دليلاً بعدم وجود أي اسناد جوي روسي للقوات في أبو دالي، وعدم محاولة قوات النظام فك الحصار عن المنطقة، قبيل سقوطها بيد “تحرير الشام”. إلا أن النقص العددي في قوات النظام، ومشاركتها في أكثر من جبهة على امتداد مساحات البادية السورية المترامية، تجعل من خوض معركة كهذه، في هذا التوقيت، أمراً غير وارد.

 

المناطق المحررة قد تكون بدورها هي الخاسر الأكبر من معركة أبو دالي، بعد توقف تدفق المحروقات والمواد الغذائية نحوها. ويبدو هذا الأمر خارج حسابات “هيئة تحرير الشام” التي تعجر عن تأمين بديل حتى اللحظة. وارتفعت أسعار أغلب المواد في الأسواق المحلية لمحافظة إدلب وأهمها المحروقات، التي لا يمكن استيرادها من تركيا عبر منفذ باب الهوى الحدودي.

 

معركة إدلب قد تطول.. وتشمل عفرين

خالد الخطيب

ما زال المئات من مقاتلي فصائل “درع الفرات”، ممن وصلوا إلى تركيا فجر الجمعة قادمين من ريف حلب الشرقي، مُعسكِرين في ثكنات عسكرية تركية بين مدينتي أنطاكية والريحانية قبالة الحدود مع إدلب. ومن المقرر أن تنطلق دفعة ثانية من المقاتلين، عبر معبر حوار كيليس في ريف حلب الشمالي، خلال اليومين المقبلين، لتنضم إلى الدفعة الأولى. ولم تنتشر، حتى اللحظة، المجموعات العسكرية المعارضة على خطوط التماس بين تركيا وإدلب، ولم تصدر أوامر لهم بالتحرك بعد.

 

ولا يعرف مقاتلو المعارضة ما هي وجهتهم النهائية، هل هي باتجاه عفرين أم التوغل في إدلب؟ وقد تقتصر مهمتهم على التمركز وحماية النقاط العسكرية الأربع التي اتفق عليها الجانب التركي مع “هيئة تحرير الشام”، في منطقة سمعان الجبلية بالقرب من دارة عزة في ريف حلب، في مواجهة “وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة عفرين.

 

وأكد قيادي عسكري معارض، لـ”المدن”، أن الوفد العسكري التركي الذي دخل إلى ريف حلب، الأحد، قام بجولة ميدانية في المناطق الجبلية في سمعان والشيخ بركات في ريف حلب الشمالي الغربي، وتفقد وضع النقاط المتفق عليها مع “الهيئة”. ومن المحتمل أن يتم العمل على تحصين المواقع والبدء بعملية الانتشار، التي لن تنتهي قبل أسبوع. ورجّح المصدر أن تشغل قوات “درع الفرات” هذه المواقع، بإشراف تركي مباشر، إلى أن يتم تجهيز قواعد عسكرية محصنة ومجهزة لاستقبال مزيد من القوات، خاصة التركية منها.

 

ومصدر اللغط يعود إلى عدم التوافق بين التصريحات التركية الرسمية وغير الرسمية، بشأن العملية العسكرية في إدلب، والتي سبقت الأفعال على الأرض بأشواط كثيرة. فالعملية ما تزال تراوح مكانها في انجاز الخطوات الأولى، والمؤشرات على الأرض هي باتجاه التمركز في محيط عفرين، لا باتجاه التوغل في إدلب بحسب الخطة التركية.

 

ولا تبدو تركيا مستعجلة في تنفيذ خططها العسكرية في إدلب وريف حلب، على عكس ما تصوره وسائل الإعلام عامة، والتركية بشكل خاص. وتحرص القوات التركية على منع التصريحات، وضبطها، خاصة من قبل القادة العسكريين المعارضين، في “درع الفرات” وريف حلب الغربي وإدلب. كما منعت القوات التركية تناقل صور التعزيزات التي أرسلتها فصائل “درع الفرات” إلى الحدود مع إدلب، وضغطت على بعض الفصائل لسحب بيانات أصدرتها قبيل الخروج من ريف حلب بساعات وأعلنت فيه انطلاقها نحو ادلب لتحريرها من “القاعدة”. فلا تريد تركيا إثارة المشاكل مع “تحرير الشام”، في الوقت الراهن، بينما تضع في قائمة أهدافها عفرين التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

مصدر عسكري رجّح في حديثه لـ”المدن” أن تجرّ تركيا “هيئة تحرير الشام” لمعركة ضد “وحدات الحماية” في عفرين، ولكن بعد أن يقطع الطرفان شوطاً في الاتفاق حول إدلب وأرياف حماة وحلب، وفي الاتفاق على شكل “الهيئة” التي ستحلّ نفسها وتعيد التشكّل بطريقة مختلفة. الخطوات الأولى بالنسبة لتركيا تتركز على بناء حائط صدّ وحماية في مواجهة “وحدات الحماية” في عفرين، ومن ثم العمل على تهيئة الأجواء المناسبة لأي تحرك بهذا الاتجاه.

 

وفي الطرف المقابل، يبدو زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، ممسكاً بزمام الأمور ضمن جماعته المسلحة، ملتزماً بتفاهماته مع القوات التركية حتى الآن. وتمكن الجولاني من ضبط عدد من المجموعات المسلحة والشخصيات الأكثر تشدداً في التنظيم، ومن بينها قائد “مجاهدي اشداء” الشرعي أبو اليقظان المصري. وتتألف “أشداء” من بضع مئات من المقاتلين، وكانت قد خرجت من حصار حلب نهاية العام 2016. “أشداء” كانت قبل أيلول/سبتمبر 2016 تابعة لـ”أحرار الشام”، وأبو اليقظان، كان أحد شرعيي “الحركة”، لكنه انشق على خلفية إصدار “الأحرار” فتوى تجيز التعاون والتنسيق مع الجيش التركي لمقاتلة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وانضمت “اشداء” مباشرة إلى صفوف “جبهة فتح الشام” حينها. ويبدو أن “أشداء” هي من استهدفت، الأحد، جرافة عسكرية تركية قرب الحدود عند بلدة كفر لوسين، وهو الخرق الوحيد لالتزام جماعة الجولاني. ونُسبت لأبي اليقظان المصري، تصريحات هاجم فيها العملية العسكرية التركية في ادلب، قبل أن يعود إلى التناغم مع بيان “الهيئة” الأخير الذي هاجم روسيا و”درع الفرات” مغفلاً ذكر القوات التركية. أبو اليقظان، عاد بشكل سريع لتأييد الجولاني في “تلغرام”، وقال: “أشهد الله تعالى أنني لم أر في الساحةِ الشامية أحرصَ عليها، ولا أفهم بما يُحاك لها من القائد الفذ الشيخ الجولاني”.

 

وطرأ تغيّر ملحوظ على انتشار عناصر “هيئة تحرير الشام”، مؤخراً، بالتزامن مع تجهيزات القوات التركية لاشغال نقاطها في مرتفعات سمعان قبالة “وحدات الحماية”. وخفّضت “الهيئة” انتشارها قرب المناطق الحدودية في ريفي حلب وإدلب؛ في حارم وسلقين وأطمة، وعلى جانبي معبر باب الهوى الحدودي الذي انتشر فيه مقاتلو “فيلق الشام”.

 

ومن المبكر حالياً الحديث عن معركة ضد “وحدات الحماية” في عفرين، أو حصارها على الأقل. فتركيا تحاول إحراز تقدم متزامن في جبهتي عفرين وادلب، مستفيدة من الدعم الدولي لخطوتها في ادلب، وتعمل جاهدة على أن تكون خطواتها مدروسة. ومن المؤكد أن تفاهمها مع “هيئة تحرير الشام” يتضمن الكثير من البنود التي سيتم تطبيقها على مراحل، إذ تحاول تركيا في الوقت الحالي أن تؤمن لقواتها موطئ قدم، قبل أن تنطلق في خطوتها التالية.

 

أردوغان: الجيش الحر يتقدم في إدلب بدعم تركي

نقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر عسكرية، أن المدفعية التركية قصفت صباح الأحد، بعض المواقع في مدينة إدلب، في إطار دعم عمليات قوات الجيش السوري الحر في المدينة. وأكدت تلك الوسائل ما سبق ونشرته “المدن” عن دخول وفد تركي إلى جبل الشيخ بركات في ريف حلب الغربي.

 

من جهته، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال الأحد، إنّ “الجيش السوري الحر يتقدم بهدوء في محافظة إدلب شمالي سوريا، وفق ما تم التخطيط له، وذلك بدعم من الجيش التركي”.

 

تصريحات أردوغان، جاءت في الكلمة الختامية للاجتماع التشاوري الموسع لحزب “العدالة والتنمية” في ولاية آفيون التركية. وأشار الرئيس التركي إلى “وجود محاولات جادة لتأسيس دولة على طول الحدود الشمالية لسوريا، وأنه في حال التزمت أنقرة الصمت حيال ذلك، فإنّ تلك المحاولات ستتحقق”. وقال أردوغان: “مضطرون لعرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شرق سوريا إلى البحر المتوسط، فلا يمكننا السماح بتنفيذ هذا المشروع، ولو تحقق ذلك فإننا سنواجه أحداثا مماثلة لتلك التي حصلت في كوباني”. وأكّد: “لن نسمح أبدا بمحاصرة تركيا في مواجهة التهديدات القادمة من العراق وسوريا”.

 

وكان وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، قد أكد السبت، أنّ هدف بلاده من نشر قوات في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، يتمثل في “وقف الاشتباكات تماما والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد”، وبيّن أن المنطقة ستشهد وجود مراقبين من روسيا وإيران، وكذلك أتراك داخل إدلب، ستكون مهمتهم “منع حدوث انتهاكات، والتحقق من مرتكبيها”. أوغلو أوضح أنه بحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في اتصال هاتفي، السبت، التطورات شمالي العراق وإدلب السورية.

 

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، دعمها للتحركات التركية الرامية لحماية وقف إطلاق النار في إدلب ضمن اتفاق مناطق “خفض التصعيد”. وقال المتحدث باسم “البنتاغون” لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون: “ندعم جهود تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، في مكافحة الإرهاب، ومساعيها الرامية لحماية حدودها”، وشدد على دعم بلاده لتركيا في مساعيها الرامية “لمنع إنشاء مناطق آمنة للتنظيمات الإرهابية”. وأضاف: “لا شك أن النظام السوري، جعل من الشمال الغربي لبلاده مناطق آمنة لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي يدعم كافة التنظيمات الإرهابية حول العالم”.

 

وأوضح باهون، أن موقف الولايات المتحدة الأميركية من “جبهة النصرة/تحرير الشام” لم يتغير، مضيفاً أنها “تعد امتداداً للقاعدة في سوريا، ومدرجة على قائمة التنظمات الإرهابية الأجنبية”. وأضاف أن “جبهة النصرة التي أعلنت من قبل قطع علاقاتها بالقاعدة، لا زالت لها صلات بها حتى الآن، وتنفذ أجندة الأخيرة وأهدافها، وغير معنية بأهداف الشعب السوري”.

 

النظام يفشل باقتحام عين ترما..و”قسد”تكاد تنهي”داعش”بالرقة

قتل وجرح عناصر من قوات النظام في اشتباكات مع “فيلق الرحمن” خلال محاولة لاقتحام بلدة عين ترما من غوطة دمشق الشرقية، في وقت أعلن فيه قيادي من “قوات سوريا الديموقراطية” أن الهجوم الأخير ضد تنظيم “الدولة” في الرقة موعده الاحد.

 

وقال مدير المكتب الإعلامي في “فيلق الرحمن” موفق أبو غسان، لمواقع معارضة، الأحد، إن قوات النظام عملت، ليل السبت/الأحد، على إدخال آليات وعربات مصفحة وأربع دبابات طراز “T-72” إلى خط التماس في بلدة عين ترما لكسر خط الجبهة، ما أدى لاندلاع الاشتباكات. وأضاف أبو غسان، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو ثمانية عناصر لقوات النظام، وإصابة عدد كبير منهم، إضافة لتدمير دبابة بصاروخ “مضاد دروع”، واستهداف “تركس”.

 

وأشار المسؤول الإعلامي، إلى أن قوات النظام حاولت تنفيذ عملية إنزال لجنود مشاة، بالقرب من جسر المشاة الواقع بين حي جوبر وبلدة عين ترما، في محاولة لكسب نقطة عسكرية أو التقدم، تزامناً مع قصفها بأكثر من 30 صاروخ أرض–أرض، وقذائف هاون وصواريخ موجهة على حي جوبر وبلدة عين ترما.

 

على صعيد آخر، قال قيادي في “قسد” إن الهجوم الأخير ضد “داعش” في مدينة الرقة سيبدأ مساء الأحد، وأضاف في حديث لوكالة “رويترز”، أن “الهجوم العسكري سيركز على المنطقة حول الملعب، وسيحاول تطويقها”. وجاء حديث القيادي بالتزامن مع تصريح للناطقة الرسمية باسم حملة “غضب الفرات” جيهان أحمد، ذكرت فيه أن “مقاتلي سوريا الديموقراطية تمكنو من تحرير 85 في المئة من مدينة الرقة، وسيزفوا خبر تحريرها في الأيام  القليلة المقبلة”.

 

وبدأت “قسد” وفصائل عربية وعشائرية، ضمن حملة “غضب الفرات”، عملية لطرد “داعش” من الرقة، منذ مطلع حزيران/يونيو، بدعم من “التحالف الدولي”. وتسببت العمليات في الرقة إلى تدمير المدينة فوق رؤوس أهلها، ومقتل آلاف العالقين بين طرفي القتال.

 

إلى ذلك، نقلت مواقع معارضة عن مصادر عسكرية مطلعة غربي درعا، أن “هيئة تحرير الشام” اتفقت مع فصائل المنطقة على بدء عمل عسكري ضد “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في حوض اليرموك.

 

داعش”يهاجم شرق حماة..و”قسد”تصد هجومه على”كونيكو

شن تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً على منطقة الرهجان الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” في ريف حماة الشرقي، في وقت أعلنت فيه “قسد” عن صدّ هجوم لـ”داعش” على حقل “كونيكو” النفطي، بينما سيطرت “تحرير الشام” على بلدة أرمناز، في ريف إدلب.

 

وقالت مواقع معارضة، الإثنين، إن التنظيم شن هجوماً سيطر فيه على منطقة الرهجان، في ريف حماة الشرقي، تزامناً مع عمليات “الهيئة” ضد قوات النظام في المنطقة، وأشارت إلى أن التقدم جاء بعد فتح ثغرة للتنظيم من قبل قوات النظام، وسط اشتباكات تدور حالياً في المنطقة بين الطرفين.

 

وقالت مصادر إعلامية، إن التنظيم سيطر على قرى الشاكوسية وأبو لفة وتفاحة والحسناوي، وذلك بعد اشتباكات مع “قاطع البادية” في “تحرير الشام”، فيما قالت مصادر أخرى، إن “مقاتلي الهيئة يحاصرون مجموعات تنظيم الدولة في منطقة الرهجان في ريف حماة الشمالي، وتجري مفاوضات لتسليم سلاحهم وأنفسهم”.

 

من جهته، قال مسؤول التنسيق وممثل المجالس المحلية شرق حماة ريان الأحمد، لمواقع معارضة، الاثنين، إن التنظيم سيطر على قرى “الرحراحة وسرحة والجندية ورسم النفيذة” التابعة لناحية السعن، مشيراً إلى توجه مدنيين برفقة عناصر من التنظيم نحو قرية الرهجان، المسيطر عليها من قبل “تحرير الشام”.

 

ورجح الأحمد، أن العدد يقدر ما بين 300 إلى 400 مسلح ومدني، ترافقهم أسلحة ثقيلة من دبابات ورشاشات، فيما أفاد ناشطون أن العشرات من عناصر التنظيم يحاولون العبور من ناحية عقيربات إلى الرهجان برفقة نازحين، حيث تجري مفاوضات مع “الهيئة” من أجل تسليم سلاحهم.

 

على صعيد آخر، سيطرت “تحرير الشام” الاثنين، على كامل بلدة أرمناز، شمال غربي مدينة إدلب، عقب اشتباكات مع حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام”. وقال ناشطون، إن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استمرت لساعات في البلدة، انتهت بانسحاب “أحرار الشام” و”فيلق الشام”، وسيطرة “الهيئة”، فيما قال “الحزب الإسلامي التركستاني” في بيان، إن عنصرين له جرحا بإطلاق نار من عناصر “أحرار الشام” في أرمناز، كما قتل مقاتل من “فيلق الشام”.

 

وفي دير الزور، أعلنت “قسد”، الاثنين، أن قواتها صدت هجوماً معاكساً لـ”داعش” على حقل “كونيكو” التابع لناحية خشام، شمال شرقي ديرالزور، ما أدى لمقتل عنصرين اثنين من الأخير.

 

وفي السياق، قالت المتحدثة باسم “عاصفة الجزيرة”، ليلى العبدالله، إن قواتها سيطرت على قرية الصعوة التابعة لناحية الكسرة، شمال غربي ديرالزور، بعد اشتباكات مع التنظيم. وفي ما يخص المعارك الدائرة بناحية الصور باتجاه بلدة مركدة، أشارت العبدالله، إلى أن قوات “قسد” سيطرت على 17 مزرعة وعدد من القرى، وتهدف لمحاصرة عناصر التنظيم في البلدة.

 

نازلة” التدخل التركي..بين”الولاء للكفار”و”المضطر للمحظور”؟

عقيل حسين

كثيرة هي التصريحات والتعليقات التي تناولت موقف وتعامل “هيئة تحرير الشام” مع قضية التدخل التركي في محافظة إدلب، تنفيذاً لتفاهمات استانة الأخيرة. ولم يكن حضور الجانب الديني؛ الشرعي والفقهي، أقل من حضور السياسي والعسكري في التعاطي مع هذه المسألة.

 

وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام البديل، التابعة للمعارضة، بجدل موسع، أظهر تباينات واضحة في القراءة الدينية لهذه “النازلة”، بحسب الاصطلاح الفقهي. هذه التباينات التي يفترض أنها عبّرت في النهاية، عن آراء المدارس الفقهية الإسلامية، والتي استمرت حتى إلى ما بعد دخول أولى طلائع الجيش التركي إلى إدلب، بمرافقة مقاتلي “تحرير الشام”.

 

هناك من أكد باستمرار أن “الهيئة” ستوافق في النهاية على التدخل التركي وفق ترتيبات معينة، إلا أن قبولها بدخول وحدات الاستطلاع التركية أخيراً، شكل مفاجأة كبيرة للكثيرين. ويكفي لفهم ذلك، متابعة الرفض القاطع للتدخل التركي، الذي طالما عبرت عنه “الهيئة”، وتعاملها مع الموضوع بحساسية عالية جداً، سبق وأفضت إلى قيامها بقتال وتدمير العديد من الفصائل العسكرية الأخرى الداعمة لهذه التدخل، وآخرها “حركة أحرار الشام الإسلامية” في تموز/يوليو، وفق معطيات دينية بطبيعة الحال.

 

الضخ الإعلامي الكبير الذي مارسته “الهيئة” عبر إعلامها الرديف، بلغ ذروته مع افتتاح حسابات جديدة في مواقع التواصل الإعلامي، الأسبوع الماضي، مارس فيها “جيش الهيئة الالكتروني” كل ما يمكنه في سبيل التحريض ضد التدخل التركي ومن يسانده أو يقبل به، مستخدماً حمولة طافحة بالتكفير والتخوين والشتم والتهديد. هذا إلى جانب الشائعات واختلاق أخبار وتصريحات تم توظيفها كسلاحٍ، في ما بدا أنها معركة حاسمة ستحدد لا مصير التنظيم فقط بل والمنطقة كلها.

 

لم يقتصر ذلك بالطبع على الإعلام الرديف، بل كان ضرورياً المشاركة الرسمية من قبل الشرعيين في “الهيئة” من أجل تعزيز موقفها السلبي القاطع تجاه أي تدخل عسكري في معقلها الرئيسي في إدلب. وكان في مقدمة المتحدثين من شرعيي “تحرير الشام”، المصري أبو فتح الفرغلي، الذي قدّم في مقال مطول له، ما اعتبره أدلة قاطعة على ردة الجيش التركي، باعتباره “جيشاً علمانياً”، وأكد بناء على ذلك، أن مساندته أو العمل معه ضد أي جماعة مسلمة، يدخل في “حكم الولاء للكفار ومظاهرتهم على المسلمين”. وختم الفرغلي بالقول: “إن مظاهرة الكفار، سواء كانوا يهوداً أو نصارى أو مرتدين أو علمانيين على المسلمين، هو ردة عن دين الله”.

 

زميله أبو العبد أشداء، أشار بدوره إلى ارتباط التدخل التركي بالاتفاق مع روسيا والتعاون معها بالقول: “إن العلماني يطلب دعماً من الملحد ليقتل أهل السنة .. كل من يتعامل مع هؤلاء فهو خائن، فصيلاً كان أم عنصراً”.

 

العشرات من التصريحات والمقالات المماثلة التي نشرها شرعيو وقياديو “هيئة تحرير الشام”، أو من المشايخ المؤيدين لها في التيار السلفي الجهادي، صبت كلها في الإطار ذاته، وعبّرت جميعها عن الفتوى ذاتها تجاه هذه القضية، التي اعتبرت من جانب هؤلاء، أنها محسومة ولا تقبل التكشكيك أو الجدل، وصولاً إلى المطالبة برد أي فتوى أو رؤية شريعة مناقضة، والتعامل معها على أساس أنها مضللة وموظفة، ولا تدخل في إطار الخلاف المقبول والاجتهاد المطلوب.

 

لكن لا يبدو أن كل ذلك قد نجح في اسكات الأصوات المخالفة، التي واجه أصحابها، ما وصفه البعض بـ”الارهاب الفكري” الذي مارسته “تحرير الشام” ضد مخالفيها، الذين انقسمت آراؤهم بين مؤيد للتدخل التركي بالتعاون مع فصائل “الجيش الحر”، أو مطالب بأن تناقش المسألة من جانب كامل الطيف الإسلامي الفاعل في المعارضة السورية، وعدم احتكار الحقيقة من أي طرف في هذه القضية.

 

وفي الوقت الذي كان متوقعاً فيه التأييد المطلق لدخول القوات التركية وفصائل “درع الفرات” إلى إدلب من جانب علماء الدين المؤيدين للثورة والداعمين للجيش الحر، والذين عبروا وبشكل مستفيض عن سلامة هذا الموقف من الناحية الشرعية، بناء على أدلة ورؤية مناقضة تماماً لتيار “تحرير الشام” خاصة لجهة الموقف من الجيش والحكومة التركية باعتبارهما جيشاً وحكومة مسلمة، فقد كان بارزاً حضور أراء مساندة من المدارس السلفية المخالفة لتيار “الهيئة”، التي جددت إجازتها للتعاون بين المعارضة وتركيا، من أجل مصلحة الشعب السوري والثورة.

 

أبرز هذه المواقف عبر عنها الداعية السعودي المتواجد في سوريا ماجد الراشد “أبو سياف”، الذي طالب باعتماد فتوى كل من “المجلس الاسلامي السوري” و”تجمع شورى أهل العلم في الشام”، بخصوص عملية “درع الفرات” المشتركة بين الجيش التركي وفصائل من المعارضة ضد “تنظيم الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي، باعتبارها تنطبق على قضية التدخل في إدلب. الراشد، الذي كان أحد مؤسسي “جبهة النصرة” في سوريا قبل أن يختلف مع قيادتها لاحقاً وينفصل عنها، أكد أن”الفتوى يجب أن تطلب قبل الفعل، أما الأمور التي اتفق عليها قادة الفصائل، واستفتوا من يثقون بدينهم وعلمهم، فأفتوا لهم، فيجب الوفاء بها، ولا عبرة بشذوذ الجولاني واتباعه، فمناقشة الموضوع من الناحية الشرعية بعد الاتفاق عليه، وبعد نازلة جرابلس المماثلة لهذه النازلة غير سليم، سواء كانت مناقشة الموضوع تأييدا له أو رفضا له”. وتابع: “الأتراك مسلمون، بل وحتى لو سلمنا جدلاً أنهم كفار، فيجوز الاستعانة بهم على البغاة عند الأحناف بغير ضرورة، وعند الأئمة الثلاثة مع الضرورة، ولا ضرورة فوق ضرورة الثورة السورية التي وقعت بين سندان الطغاة ومطرقة الغلاة والبغاة”.

 

وفي ما يخص أن هذا التدخل هو حصيلة اتفاق بين الجانبين التركي والروسي، اعتبر الراشد أن “لا خلاف في أن روسيا دولة مجرمة، ولن تكون حليفاً لمجاهد … أما إذا كان هناك من يريد الاستعانة بروسيا، فالسبب هو جرائم الجولاني… فلا تلوموا المظلوم إن استعان بروسيا على الجولاني، بل وله وجه شرعي أقوى من الوجه الشرعي الذي لأجله سفكوا الدماء، وكلا الأمرين محرم شرعاً في الأصل، لكنني أقارن بين المضطر والباغي في ارتكاب المحظور”.

 

الإشارة إلى الحضور الروسي في هذه القضية كانت حاضرة أيضاً في تعليق الشيخ أبو بصير الطرطوسي، عضو “تجمع أهل العلم في الشام”، الذي أكد بدوره أن “الروس غزاة محتلون، وقتلة مجرمون، يحمون ويرعون النظام، وهم يده الباطشة، وهم بذلك أعداء، وتحييد طيرانهم في مرحلة من المراحل، لا يحيل بينهم وبين تلك الحقيقة، ولا يجعل منهم للشعب السوري ولثواره ومجاهديه أصدقاء. أما تركيا، فهي صديقة وحليفة للشعب السوري ولثورته، ولها يد وحق على الثورة السورية لا يمكن جحودهما، وهي في مواقفها، تجتهد في أن تسد الخلل والنقص والضعف الذي أحدثه تفرّق وضعف وتنازع الفصائل على الأرض”.

 

وأضاف الطرطوسي، وهو من العلماء السلفيين السوريين: “كل له حلفاء، حتى أقوى الدول عندما تفكر في مواجهة طرف آخر فإنها تبحث عن أكبر قدر من الحلفاء، لما فيه من مصلحة ترجع عليهم، إلا الثورة السورية، على مذهب الجولاني والبغدادي وشرعييهما، حرام عليها فعل ذلك أو شيء منه، وعليها أن تواجه الجميع وأن تقاتل دول العالم كلها، من دون أن تبحث عن حليف يكون قريباً منها أو من أهدافها نسبياً، يساعدها في رد العدوان أو التخفيف من شره، فإن لم تفعل، كانت ومن معها من أهل الشام ومجاهديهم وثوارهم كفار مرتدون، قتالهم مقدم على مواجهة الغزاة الأصليين!”.

 

تعبيرات ومواقف لا تحمل جديداً إذاً، وخلاف لم يُحمل بأي حال على محمل الخلاف المعتبر شرعاً، بل وضع كل طرف موقف الطرف الآخر الديني في إطار التوظيف السياسي. وعليه، لم يكن منتظراً بأي حال أن يتغير موقف “تحرير الشام” السياسي والفقهي بناء على الفتاوى المناقضة لما اعتمدته، إذ بلغ تشددها من القضية ذروته، الخميس، مع إصدارها أول موقف رسمي حولها، أكدت فيه على تمسكها بمواقفها الرافضة لدخول القوات التركية وحلفاءها إلى إدلب.

 

موقف “الهيئة” هذا جاء عبر بيان حمل عنوان “روسيا محتلة لا حليفة”، ركزت فيه وبشكل كبير على الدور الروسي المثير للجدل في هذه المسألة، مؤكدة على المبررات الشرعية والسياسية التي تستند إليها في موقفها هذا، ومهددة بأشد العبارات القوات التي تفكر بالدخول إلى إدلب.

 

ورغم أن الكثيرين اعتبروا تركيز “تحرير الشام” على دور موسكو في اتفاق التدخل في إدلب مع الجانب التركي وحلفائه من فصائل المعارضة، تضخيماً للدور الروسي في الاتفاق بخصوص المنطقة الواقعة تحت سيطرة “الهيئة”، وليس تحالفاً كما صورته في بيانها “التحريضي” على حد وصف خصومها، الذين توقع أكثرهم، أن المواجهة بين الجانب التركي وفصائل “درع الفرات” مع “تحرير الشام” قادمة بعد هذا البيان. المفاجأة كانت صباح الجمعة، مع انتشار أول التسجيلات المصورة التي تظهر دخول طلائع القوات التركية إلى ريف إدلب، برفقة مقاتلي “هيئة تحرير الشام”، الذين أمنوا تمركز تلك القوات في مدينة أطمة الحدودية، القريبة في الوقت نفسه من مدينة عفرين، معقل القوات الكردية الرئيسي، في ريف حلب الشمالي.

 

تطور فاجأ الكثيرين، لكن ليس من كان يتوقع أن تصل “هيئة تحرير الشام” إلى توافق مع الجانب التركي، ومنهم السعودي عبدالله المحيسني، المنشق حديثاً عن “الهيئة”، والذي استبق ذلك بالتأكيد على أنه لا يحق لأي جهة بعينها تقرير الموقف الشرعي والسياسي من قضية التدخل التركي في إدلب، باعتبارها “نازلة” عظيمة تستدعى رأي الجميع، مطالباً بـ”اجتماع لأبرز علماء الساحة والمشايخ، بعيداً عن معايير الفصائلية، وأن يحضر معهم السياسيون ويطلعوهم على تفاصيل النازلة، ومن ثم يخرجون بفتوى عامة، فالقرار فيها يتعلق بجهاد أهل الشام كلهم، والدماء التي سالت من الجميع”.

 

اللافت في موقف المحيسني، الذي كان أحد أبرز الشرعيين في “الهيئة”، والمروجين لها في الوسط الجهادي والإعلامي، هو تحذيره من أن تغير “الهيئة” موقفها لاحقاً، فتتغير فتاوى شرعييها بما يتناسب والموقف الجديد. وبهذا الصدد قال المحيسني في مواقع التواصل الاجتماعي: “أتمنى ممن رفع السقف وزاود على كلامنا، بخصوص جمع أهل العلم، أن يثبت على هذا الموقف، لا أن تتغير الفتوى (لاحقاً) بحسب ما تصل إليه مخرجات جلسات التفاوض، ثم تبرر نتيجة التفاوض بأنها تمت وفق شروطنا، وكانت ستكون أسوأ من ذلك و..والخ. أما أن تتخذ الفتوى ورقة سياسة للضغط لتحقيق بعض المطالب، ونلمز لأجلها ببعضنا، فهذا ما لانحبه.. نعم، قد يقبل ذلك في البيانات السياسية، ولكنه معيب في الفتوى الشرعية”.

 

وكما توقع المحيسني، وكثيرون غيره بطبيعة الحال، وبالتزامن مع الصمت الرسمي الذي مارسته “هيئة تحرير الشام” تجاه التطور الأخير، فقد سارع أنصارها إلى مواجهة منتقدي هذا التحول الكبير والسخرية منه، بالتأكيد على أن الدخول التركي إلى محافظة إدلب، جاء تحت شروط “الهيئة”، وبعد مفاوضات أجرتها قيادتها مع أنقرة، “بهدف حماية أكثر من مليونين ونصف مليون مواطن يعيشون في محافظة إدلب اليوم، وبما لا يخالف مقتضيات الشريعة ويستجيب لتحفظات الهيئة”.

 

ردود دأب مناهضو “تحرير الشام” على تسميتها بـ”الترقيع”، وهو مصطلح راسخ في انتقادات الاسلاميين البينية، تكثف استخدامه ضد “تحرير الشام” بعد التسريبات الأخيرة لقادة عسكريين وأمنيين فيها، كانت قد أثارت عاصفة جدل كبيرة حولها، وهو المصطلح الذي لم يتأخر المناوئون عن وصف تعليق بعض شرعيي “الهيئة” به، عقب استقبال مقاتليها طلائع الجيش التركي صباح الجمعة.

 

الشرعي المعروف في “هيئة تحرير الشام” أبو الزبير الغزي، سارع إلى نشر مقالة له في قناته في “تليغرام”، ذكّرت بالفوائد التي تحققت للمسلمين بعد “صلح الحديبية”، على الرغم من الوقع الصعب لهذا الصلح الذي أمضاه الرسول مع قريش على نفوس الصحابة، الذي كانوا قد بايعوا قبل ذلك بقليل على القتال حتى الموت. مقالة الغزي هذه، والتي حملت عنوان “أصلح بعد بيعتنا على الموت؟!” كان واضحاً فيها الربط مع المعلومات السابقة التي نشرها مسؤولون في “الهيئة” وتحدثت عن مبايعة المئات من عناصرهم على قتال القوات التركية حتى الموت، في حال قررت الدخول إلى إدلب، باعتبارها “قوات جيش علماني مرتد”.

 

الغزي عاد بعد ساعات ونشر مقالة أخرى في هذا السياق، حملت عنوان “حول مهادنة المرتدين”، أكد فيها على جواز الهدنة مع “المرتدين” إذا كانوا أصحاب شوكة ودولة تمنعهم، وإذا كانت هذه الهدنة فيها مصلحة للمسلمين. المقالة المطولة التي كان واضحاً أنها لا تستجيب فقط للأزمة التي عبر عنها تغير موقف “الهيئة” السريع من هذه المسألة، بل وتجيب عن أسئلة جواز الهدنة أو الصلح مع المرتد، باعتباره ليس من الكفار الأصليين الذين يجوز مهادنتهم أو الصلح معهم شرعاً، كان واضحاً فيها أيضاً، أنها تخاطب وبشكل أكثر تحديداً، عناصر “تحرير الشام” الذين واجه أكثرهم بلا شك، تناقضاً مباشراً يتعلق بانقلاب الموقف من دخول الجيش التركي إلى إدلب، وتناقضاً غير مباشر وعميق، مرتبط بالتعاليم التي طالما تلقوها من شرعييهم حول “حكم المرتد”، والتي لا تنسجم تماماً مع الاتفاق الأخير بين “الهيئة” والحكومة التركية.

 

لكن هل يمكن فعلاً أن تنجح هذه “التبريرات” كما أسماها المحيسني مسبقاً، وهذه التأويلات الطارئة على فكر التيار السلفي الجهادي، الذي تشرب منه عناصر “الهيئة” ومقاتليها عقيدتهم الفكرية والقتالية؟ هل تنجح في حماية المواقف الجديدة لقيادتها السياسية، المتناقضة مع مواقف سابقة قريبة، كانت حرضت هؤلاء العناصر أنفسهم على قتال بقية الفصائل بحجة تأييدها للتدخل التركي؟

 

سؤال حاولت بعض الجهات الإعلامية المعارضة لـ”هيئة تحرير الشام” استثماره عن طريق إشاعة أخبار عن انشقاقات وخلافات داخل “الهيئة” بعد اتفاقها مع الأتراك، لكن هذه الأخبار ظلت مجرد اشاعات، خاصة وأن الجميع بات يدرك اليوم مدى استغلال العامل الديني من مختلف الأطراف في الصراع السياسي والعسكري على الساحة السورية، وعدم تمكن بقية فصائل الثورة والمعارضة من الخروج من فخ المزاودة الدينية الذي وقعت به، بدفع من الفصائل الجهادية المتمرسة في هذا المجال. من دون أن يعني ذلك أن “الهيئة” ستنجو تماماً من تبعات الأمر على المستوى الداخلي في النهاية، خاصة وأنها لم تخرج بعد من آثار أزمتها الداخلية التي أعقبت هجومها على “حركة أحرار الشام”، وأدت لانشقاقات واسعة عنها. فيما يظل السؤال حول “هل يجوز استغلال الدين في الاستثمار السياسي”، هامشياً، على الأقل في هذا الشكل من الطرح.

 

إدلب:”تحرير الشام” تفاوض على دخول تركيا..بلا “درع الفرات

عدنان الحسين

مهمة الوفد التركي هي اجراء مفاوضات لوضع النقاط العسكرية في الأماكن المتفق عليها (اناضول)

دخلت قبل قليل ثلاث سيارات للجيش التركي، رافقها رتل لـ”هيئة تحرير الشام”، توجهت من معبر أطمة الحدودي إلى جبل الشيخ بركات في مدينة دارة عزة غربي حلب، للقيام بجولة استكشافية للوضع الميداني. وبحسب مصادر “المدن”، فإن مهمة الوفد التركي هي اجراء مفاوضات لوضع النقاط العسكرية في الأماكن المتفق عليها.

 

ويشير ذلك إلى صحة الأنباء عن حدوث مفاوضات، السبت، بين أطراف من “الهيئة” والجيش التركي، بهدف عدم وقوع اشتباكات، وتجنيب المنطقة الأسوأ، مقابل عدم دخول الجيش الحر وقوات “درع الفرات” إلى إدلب. وعلمت “المدن” أن شرط “الهيئة” للتعاون مع التدخل التركي هو: عدم دخول فصائل “درع الفرات” ولا تلك المدعومة من وزارة الدفاع الأميركية إلى إدلب.

 

مصادر “المدن” أكدت وجود طرف في “الهيئة” رافض للتدخل التركي أساساً، ويعتبر الجيش التركي جيش احتلال تجب مواجهته، ما يفسر استهداف جرافة تركية قرب الحدود، صباح الأحد. وتوضح تلك الأحداث وجود شرخ داخل صفوف “هيئة تحرير الشام”.

 

وكانت “الهيئة” قد أعلنت، السبت، استعدادها لمواجهة فصائل الجيش الحر القادمة من منطقة “درع الفرات”، عسكرياً. وجاء بيان “الهيئة” شديد اللهجة، موجهاً بشكل كامل لفصائل الجيش الحر، محاولاً عدم تهديد تركيا. واتهم البيان الفصائل بالخيانة والردة لتعاونها مع روسيا، بعدما نُشرت، السبت، تصريحات للرئيس التركي، عن تقديم روسيا للدعم الجوي للمعارضة في حال حدثت اشتباكات ضد “الهيئة”. وهو ما أثار حفيظة الكثيرين من ناشطي وأهالي مدينة إدلب، وسط تشكيك بالقوات القادمة للسيطرة على مناطقهم.

 

وسبق بيان “الهيئة” تشكيل “حكومة إنقاذ” للشمال السوري منبثقة عن “المؤتمر السوري العام”، بإشراف “الإدارة المدنية للخدمات” التي شُكّلت أساساً بدعم وتأييد “هيئة تحرير الشام”، وذلك لقطع الطريق أمام “الحكومة السورية المؤقتة” والفصائل الموالية لها من دخول إدلب.

 

ورغم الخطوات السريعة التي اتخذتها “الهيئة” لتشكيل “حكومة انقاذ” وتهديدها للفصائل وتجنبها الإشارة إلى تركيا، فقد حرصت على توجيه رسائل للحكومة التركية بأنها جاهزة للتعاون، لكن من دون فصائل “درع الفرات” أو “الحكومة المؤقتة”. وتبعت بيان التهديد لـ”الهيئة”، اشاعات أطلقها مؤيدوها عن اتفاق تركي مع “الهيئة”، لدخول قوات تركية فقط إلى نقاط متقدمة في منطقة جنديرس، بحماية “الهيئة”. وذلك مقابل عدم دخول فصائل الجيش الحر. ويتبع ذلك مراحل أخرى، يتم فيها دخول الجيش التركي إلى مناطق متفق عليها مع “الهيئة”.

 

من جانبها، لا تبدو قوات “درع الفرات” التي توجهت إلى إدلب، مكترثة بتهديدات “هيئة تحرير الشام”، كما يبدو أنها مستعدة بشكل كامل للهجوم على مواقع “الهيئة” التي تصفها بأنها نسخة مطورة عن “جبهة النصرة” التي سبق وساهمت في القضاء على أكثر من 13 فصيلاً من الجيش الحر، بحجج واهية.

 

رئيس المكتب السياسي لـ”لواء المعتصم” مصطفى سيجري، قال لـ”المدن”، إن الهدف السياسي والعسكري الرئيس من عملية انقاذ إدلب، هو قطع الطريق أمام المشاريع الخارجية الساعية لتدمير المنطقة وتهجير أهلها، بدعوى الحرب على الإرهاب؛ كالمشروع الروسي بحجة “جبهة النصرة/هيئة فتح الشام”، وكذلك المشروع الانفصالي التوسعي للمليشيات الكردية الانفصالية “قوات سوريا الديموقراطية” بدعم أميركي. فلم يبقَ من خيار أمام الجيش الحر سوى الدخول في عملية عسكرية للسيطرة على إدلب.

 

وأكد سيجري عدم وجود تنسيق مع “جبهة النصرة” في إدلب، وأن الخيار العسكري والصدام سيقعان في حال اختارت “الجبهة” المواجهة. وتجنّب سيجري الحديث عن الخطة الميدانية والمحاور العسكرية التي سيبدأ منها العمل العسكري هناك، ونفى وجود أي دعم جوي او اتفاق ما بخصوص عملية ادلب، مشيراً إلى أن روسيا لطالما استهدفت الجيش الحر، وتعتبر داعماً للقوى الإرهابية في سوريا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التعاون معها لأنها تُعتبر قوات احتلال.

 

“المدن” تمكنت من الحصول على تفاصيل الخطة الميدانية لعملية الانتشار العسكري المرتقب، وهي تتألف من ثلاث مراحل؛ الأولى، السيطرة على الشريط الحدودي ومن ثم الانتقال إلى مدينة إدلب. والمرحلة الثانية هي التقدم إلى ناحية جنديرس التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية”. والمرحلة الثالثة هي السيطرة على كل من تل رفعت وقراها والطريق الواصل بين منطقة جنديرس وتل رفعت، وبالتالي حصار عفرين قبل شنّ عملية عسكرية ضد “قسد” فيها. طريق جندريس-تل رفعت يمر بالقرب من بلدتي نبل والزهراء وبين قرى عفرين القريبة. وربما ستكون المرحلة الثالثة هي الأصعب في العملية.

 

الخطة العسكرية الميدانية معقدة للغاية، خاصة مع وجود “هيئة تحرير الشام”، والتي بدأت نشر قواتها ومحارسها قرب الحدود مع تركيا، ونقلت مجموعات لها إلى المدن الحدودية كحارم وأطمة وسرمدا وداخل معبر باب الهوى. وشوهد انتشار لعدد من عناصر “الهيئة” في المنطقة الواقعة بين أطمة وسرمدا، المقابلة تماماً لمعبر باب الهوى، تحت إشراف الأمير العسكري لـ”الهيئة” أبو عبدالرحمن نجيب، وسط حالة خوف وذعر في صفوف المدنيين هناك من وقوع اشتباكات.

 

ورغم الاجتماعات الأخيرة بين مسؤولين من “هيئة تحرير الشام”، ومسؤولين أتراك، لوضع تفاهم يضمن أمن القوات التركية في إدلب مقابل عدم إدخال قوات تتبع “درع الفرات” من الشمال، إلا أن الواقع يثبت العكس. فتركيا جلبت أكثر من 800 مقاتل من مختلف فصائل “درع الفرات”، كدفعة أولية، للمشاركة في العملية، وأوضحت بشكل جلي هدفها: الانتشار لحفظ الأمن لا الصدام العسكري، إلا إذا فُرِضَ عليها ذلك. وتحاول تركيا عبر جلب مقاتلي “درع الفرات” إلى إدلب، الاثبات للمجتمع الدولي، بأن العملية جدية للقضاء على تنظيم “القاعدة” وأن الفصائل التي تلقت تدريبات تركية ستشارك في العملية.

 

وفي هذه الحالة، لم يتبقَ لـ”هيئة تحرير الشام” سوى خيارين؛ المواجهة العسكرية مع الجيش الحر وتركيا، وهو أمر متوقع، لكن حسابات “الهيئة” تصطدم بوجود عشرات فصائل الجيش الحر في المناطق التي تسيطر عليها، على شراكة مع “درع الفرات”، ومن المؤكد أنها ستشارك في العملية للقضاء على هيمنة “الهيئة” في الشمال السوري وسط رفض شعبي لا يستهان به لوجود “القاعدة” التي رفضت مراراً وتكراراً الخضوع للمحاكم الشرعية، واستحلت دماء الناس بحجة الشرع. والحل الآخر هو الانحلال بشكل جزئي، أو شكلي، وعقد “مصالحة” مع فصائل الجيش الحر، ورد حقوقهم بضمانات تركية، وهو أمر متوقع أيضاً، لكن تقف دونه بعض العوائق؛ فالفصائل عازمة على إنهاء “القاعدة”، خاصة تلك التي تعرضت للتدمير من قبل “جبهة النصرة”، ممن لم تعد تثق بأي شكل من الأشكال بـ”الهيئة”. بالنسبة لتلك الفصائل فإن انحلال “الهيئة” بالكامل وتسليم سلاحها، هو أفضل الحلول، خاصة في ظل الحديث عن اتصالات بين قادة من “الهيئة” وفصائل من الجيش الحر في إدلب لإعطائهم الأمان، في حال دخلت فصائل “درع الفرات” إلى إدلب.

 

وتبقى الأمور معقدة للغاية، غير واضحة المعالم، نتيجة للتخبط التركي منذ بداية التحضير لهذه العملية. فالجانب العسكري التركي يدفع للدخول إلى عفرين، بينما الجانب السياسي يدفع للسيطرة على إدلب، ومن ثم عفرين، متخوفاً من موجة نزوح لأكثر من مليوني سوري باتجاه تركيا، في حال شنت روسيا وقوات النظام عملية عسكرية في إدلب، أو شنّت “قسد” بدعم أميركي عملية عسكرية باتجاه إدلب. وترغب تركيا من خلال هذه العملية ضمان أمن حدودها الجنوبية بشكل كامل، ومنع تمدد “قسد” باتجاه المتوسط، وطرد “القاعدة” من إدلب، ثم تجهيزها لتكون ملاذاً للنازحين، وتقديم كافة أنواع الدعم لها.

 

سوريا: مقتل 4 إعلاميين في أيلول

قتل أربعة إعلاميين سوريين خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي ليرتفع عدد الإعلاميين الذين قتلوا في البلاد منذ مطلع العام الجاري إلى 36، حسبما أفادت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وهي منظمة مستقلة، في تقريرها الشهري حول الانتهاكات بحق الإعلام وحرية التعبير في البلاد.

 

وقتلت قوات النظام السوري إعلاميين اثنين هما عدنان قاسم الأكراد في حي المنشية في مدينة درعا جنوب البلاد وأنس محمود النجار في ريف دمشق، بينما قتلت القوات الروسية الحليفة للنظام الإعلامي معاوي ابراهيم الشبيب في قصف صاروخي على قرية مرديخ بريف محافظة إدلب الشرقي، فيما قتل فصيل “فيلق الرحمن” الإعلامي خالد الشامي بعد إصابته بطلقات نارية على حاجز للفصيل التابع للمعارضة المسلحة على أطراف بلدة حمورية بريف دمشق.

 

إلى ذلك، كان معدل اختطاف الإعلاميين واعتقالهم عالياً، حيث سجل التقرير 17 حالة اختطاف منها 4 على يد “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقاً) في إدلب وكذلك الأمر بالنسبة للقوات التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال شرقي البلاد. فيما أطلق فصيل “جيش الإسلام” سراح الناشط الإعلامي منيب أو تيم بعد أسابيع من اعتقاله التعسفي في مدينة دوما بريف دمشق.

 

وذكرت الشبكة بأن “العمل الإعلامي في سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ في ظل عدم رعاية واهتمام الكثير من المنظمات الإعلامية الدولية بما يحصل في سوريا وتراجع التغطية الإعلامية بشكل كبير في السنة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية”، مذكرة بأن الصحافي “يُعتبر شخصاً مدنياً بحسب القانون الدولي الإنساني بغضِّ النظر عن جنسيته” وأن أي هجوم يستهدفه بشكل متعمد يرقى إلى جريمة حرب”.

 

اشتباكات بين القوات التركية وهيئة تحرير الشام على الحدود السورية

أولى الاشتباكات الحدودية

 

بيروت – تبادلت القوات التركية الاحد اطلاق النار مع هيئة تحرير الشام على حدود محافظة ادلب وذلك غداة اعلان انقرة عن عملية وشيكة هناك، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود عيان.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن السبت ان فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا تشن عملية عسكرية جديدة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا بهدف طرد الجهاديين منها.

 

واطلق جهاديو هيئة “تحرير الشام” صباح الاحد النار على القوات التركية التي كانت تقوم بازالة جزء من الجدار الممتد على طول الحدود بين تركيا ومحافظة ادلب، بحسب المرصد وشهود.

 

وذكر شاهد عيان موجود على الحدود لوكالة فرانس برس ان “مجموعة تابعة لهيئة تحرير الشام اطلقت النار على مركبة كانت تقوم بازالة جزء من الجدار وردت القوات التركية بالمثل وقامت بقصف المنطقة ايضا”.

 

وافاد المرصد، من جهته، عن”تبادل إطلاق نار مكثف بين الطرفين” مشيرا الى ان الاشتباك مستمر، لكن الحادث لا يشير الى انه انطلاق للعملية العسكرية التي اعلن عنها اردوغان السبت.

 

وكانت الحملة ضد الهيئة موضوع بحث لعدة اسابيع ومرتبطة بخطط لتنفيذ ما يسمى “”مناطق خفض التوتر” في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها.

 

وكانت روسيا وايران حليفتا النظام السوري وتركيا الداعمة للمعارضة اتفقت في مايو في اطار محادثات استانا على إقامة اربع مناطق خفض توتر من بينها محافظة ادلب والغوطة الشرقية بهدف افساح المجال امام وقف دائم لاطلاق النار في البلاد التي تشهد نزاعا منذ ست سنوات.

 

وتعد المنطقة التي تضم إدلب اخر منطقة تدخل حيز التطبيق، وتوقف تنفيذها بسبب المعارضة الشرسة لهيئة تحرير الشام المنضوية سابقا تحت الذراع السوري للتنظيم القاعدة.

 

وتسيطر هيئة تحرير الشام، منذ 23 يوليو على الجزء الاكبر من محافظة ادلب مع تقلص نفوذ الفصائل الاخرى.

 

وحذرت هيئة تحرير الشام السبت “الخونة” الذين يحاولون التقارب مع “المحتل الروسي” الحليف لنظام دمشق.

 

وتشهد سوريا منذ مارس 2011 نزاعا داميا تسببت بمقتل اكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

 

محاولات تركية للتفاوض مع هيئة تحرير الشام قبل القتال

بهية مارديني

«إيلاف» من لندن: حذّرت “هيئة تحرير الشام” فصائل المعارضة الذين يعتزمون قتالها في محافظة ادلب، معتبرة أن تلك الفصائل أداة لتثبيت مخطط التقسيم في سوريا، في حين وصل أمس وفد عسكري تركي للتفاوض معها قبل شن عملية كبيرة وعد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأزالت أنقرة من أجلها الحواجز ليدخل عشرات العناصر من «الجيش الحر» لمقاتلة الهيئة.

وأعربت هيئة تحرير الشام في بيان نشرته على موقعها الالكتروني عن رفضها التدخل الروسي في محافظة إدلب ووصفت قواتها بـ “المحتلة” والتي لا يمكن أن تكون حليفة، مشيرة إلى القصف الروسي المستمر وقتله للمدنيين ومساندتها للنظام.

كما توعدت الجبهة قوات المعارضة المشاركة في عمليّة إدلب، التي وصفتها بـ”فصائل الخيانة التي وقفت بجانب روسيا” بالقتال والمقاومة وأكدت أن إدلب “لن تكون نزهة” لتلك الفصائل.

وقالت الهيئة إن الشمال السوري الخاضع لسيطرة تلك الفصائل “يئن تحت وطأة جرائمهم وفسادهم” ، وأنهم باتوا “أداة” لتنفيذ مخرجات مؤتمره أستانة 6 “ليصبح الاحتلال الروسي هو الضامن وصاحب الدعم الجوي وفصائل الإجرام هي أداته على الأرض لإثبات مخططات التقسيم وبيع الثورة “.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعلن السبت عن عملية عسكرية كبيرة تجرى في ادلب بدعم جوي روسي و بإسناد بري من القوات التركية.

وأكدت وسائل إعلامية السبت أن حوالي 500 مقاتل من “الجيش الحر” عبر الحدود التركية باتجاه ادلب، وأن الأتراك أزالوا” الحواجز على الحدود تسهيلاً لعبور مقاتلي الجيش الحر”.

 

اطلاق نار

 

وكانت الهيئة قد تبادلت إطلاق النار في وقت سابق مع قوات تركية تفكك جزءًا من الجدار الحدودي.

في حين قال مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، إن هناك حوالي عشرين ألف مقاتل في إدلب، بينهم مقاتلون جاؤوا من روسيا.

ومحافظة ادلب ضمن مناطق “خفض التوتر” التي تم اعتمادها خلال اجتماع أستانة منتصف الشهر الماضي في اتفاق مدته 6 اشهر قابل للتمديد.

وبموجب الاتفاق يتم نشر مراقبين من الدول الضامنة على حدود ادلب لمنع انتهاك الهدنة، وتتعرض عدة مناطق بريف ادلب منذ أسبوعين لعمليات قصف مكثفة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا حيث اتهمت مصادر معارضة طيران النظام وروسيا بالمسؤولية عن ذلك.

ويخضع الجزء الأكبر من محافظة إدلب لسيطرة هيئة “تحرير الشام” “جبهة النصرة” سابقاً التي تعهدت بمواصلة القتال ضد النظام وعدم التهدئة .

 

وتواترت الانباء أمس عن دخول وفد عسكري تركي الى مدينة دار عزة يرافقهم وفد من هيئة تحرير الشام، وقالت مصادر متطابقة إن فريق الاستطلاع التركي يسعى إلى التفاوض مع “تحرير الشام” قبل شن هجوم كبير ثم غادر الوفد التركي المدينة عائداً إلى بلدة أطمة على الشريط الحدودي التركي دون أن تتسرب أنباء عن نتيجة الزيارة، كما نقلت مواقع المعارضة أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قصفت أثناء وجود الوفد دون وقوع اصابات .

 

السيطرة على بلدة «أبو دالي»

 

الى ذلك أكدت مصادر إعلامٍ مقربةٍ من هيئة تحرير الشام سيطرتها على بلدة “أبو دالي” في ريف إدلب الجنوبي، وبثت صورًا بعد ساعاتٍ على سيطرة الهيئة عليها بشكل كامل.

 

وأظهرت صورٌ نشرتها وكالة إباء 8 عناصر من ميليشيات بلدة أبو دالي التي يقودها الشبيح “أحمد درويش” العضو السابق في مجلس الشعب، وقعوا أسرى في قبضة هيئة تحرير الشام، خلال اقتحامها.

 

وأعلنت هيئة تحرير الشام اليوم سيطرتها الكاملة على بلدة أبو دالي آخر معاقل النظام في ريف إدلب الجنوبي، بعد أيام قليلة على حصارها من قبل “تحرير الشام”.

 

وأكدت ذات الوكالة وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام وميليشياته في البلدة، ونشرت صوراً يظهر فيها فرار مجموعات الميليشيات أمام ضربات عناصر الهيئة في البلدة، وصورًا أخرى لعناصر الهيئة داخل البلدة بعد السيطرة عليها.

 

وأظهرت الصور جثث العديد من عناصر الميليشيات الذين قُتلوا خلال المواجهات في البلدة، إضافة إلى صور لمستودعات الأسلحة والذخائر والآليات التي استولت عليها الهيئة بعد فرار قوات النظام وميليشياته من البلدة.

 

ونشرت “إباء” أيضًا صورةً من داخل مكتب متزعم ميليشيات بلدة أبو دالي .

 

ونعت مصادر موالية أمس ثمانية عناصر من قوات النظام وميليشياته، بينهم ملازم من محافظة اللاذقية الساحلية وعناصر من حماة وطرطوس ، قُتلوا أمس خلال المواجهات مع هيئة تحرير الشام في بلدة أبو دالي.

 

وفي المقابل، أعلنت صفحة “بطولات الجيش السوري” الموالية، عن مقتل 7 عناصر من قوات النظام ، أثناء ما قالت أنه “أداء واجبهم الوطني بتطهير منطقة أبو دالي بريف حماة من دنس الإرهاب التكفيري”.

 

ونعت صفحة شهداء طرطوس الموالية أيضًا، عنصرًا من ريف طرطوس، خلال المواجهات مع هيئة تحرير الشام في شمال حماة.

 

وكانت هيئة تحرير الشّام سيطرت أمس الأحد، على قرية أبو دالي آخر معاقل النظام ومليشياته في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد محاصرتها واستهدافها بالأسلحة الثقيلة والصواريخ والعربات المفخخة.

 

وخسرت قوات النظام أيضًا أحد قادة اللواء السابع والأربعين المدرع في قوات النظام، إثر استهدافه من قبل هيئة تحرير الشام في ريف حماة الشمالي.

 

وأعلنت الصفحات الموالية، مقتل العميد الركن شمعون سليمان من مرتبات اللواء السابع والأربعين المدرع، وذلك في بلدة القاهرة في ريف حماة.

 

ما أبعاد العملية العسكرية التركية في إدلب؟

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

فعلتها تركيا إذن؛ وقررت شن عملية عسكرية في إدلب (شمالي سوريا) بعد عدة لقاءات ومناقشات مع حلفائها الجدد في سوريا؛ روسيا وإيران.

 

اللافت في هذه العملية التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 7 أكتوبر، أنها للمرة الأولى تشارك قوات من المعارضة السورية إلى جانب القوات الروسية، حيث أكد الرئيس التركي أن موسكو ستوفر الغطاء الجوي لقوات المعارضة.

 

وأشار أردوغان إلى أن العملية، وهي جزء من اتفاق “خفض التصعيد” الذي اتفقت عليه تركيا وإيران وروسيا، تتضمن عبور جماعات المعارضة السورية إلى إدلب بدعم من جنود أتراك من داخل الحدود التركية.

 

وأضاف في كلمة لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه والحاكم في البلاد: “هناك عملية كبيرة في إدلب السورية اليوم، وستستمر؛ لأننا يجب أن نمد يد العون لأشقائنا بإدلب ولأشقائنا الذين وصلوا إلى إدلب”.

 

وتابع: “الآن اتخذت هذه الخطوة وهي جارية”، موضحاً أن “القوات التركية لم تدخل إدلب بعد، وأنها عملية للجيش السوري الحر حتى الآن، وروسيا تدعم العملية من الجو”.

 

لكنه عاد بعد يوم وأعلن، الأحد، أنّ الجيش السوري الحر يتقدم “بهدوء” في إدلب، وفق ما تم التخطيط له، وذلك بدعم من الجيش التركي.

 

وبيَّن أنه لن يسمح أبداً بمحاصرة تركيا في مواجهة التهديدات القادمة من العراق وسوريا، مشيراً إلى أن أنقرة مضطرة إلى عرقلة “الحزام الإرهابي” المراد إنشاؤه شرقي سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط.

 

– من أيدي الجولاني

 

وسيطرت “هيئة تحرير الشام” على مفاصل محافظة إدلب الاقتصادية والعسكرية، بعد اقتتالٍ مع حركة “أحرار الشام الإسلامية”، انتهى بسيطرة “الهيئة” على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا وعددٍ من المناطق.

 

وفتح ذلك سيناريوهات تدخُّل دولي في إدلب، باعتبار “الهيئة” مصنَّفة على قوائم الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

وفي أغسطس الماضي، سارعت الحكومة التركية إلى تقديم مقترح إلى المعارضة السورية؛ لتجنيب إدلب، التي تضم أكثر من مليوني نازح فروا من نظام الأسد، عملية عسكرية دولية وشيكة حينها.

 

ووفقاً لتقديرات السلطات التركية، فإن نحو مليونين و400 ألف سوري يعيشون في مدينة إدلب حالياً، وصل منهم مليون و300 ألف مواطن من مدن وقرى مجاورة خلال السنوات الأخيرة.

 

في حديث سابق مع “الخليج أونلاين”، أشار المحلل السياسي كفاح الناصر إلى أن ممارسات أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، تدل على أنه “يريد أن يأخذ إدلب معه إلى النهاية، دون أن يأبه بسكانها الأبرياء”.

 

وأضاف في حديث لـ”الخليج أونلاين”: “الجولاني ليس بصدد العمل على إنقاذ إدلب؛ بل إغراقها معه، وهناك ضغط عام على الجولاني لتجنيب إدلب المصير العسكري المتوقع”.

 

وأشار الناصر إلى أن “الجولاني سيمانع أي محاولة لإخراج إدلب من تحت هيمنته، وهناك حراك مدني واسع لإخراجه من المدينة؛ حتى لا يورط أهالي المنطقة في مصير مرعب”.

 

كما لفت إلى أن “تركيا تخشى أن تصل المليشيات الانفصالية الكردية إلى إدلب بدعم أمريكي”، مشيراً إلى أن “هذه الخطوة إن وقعت، فسوف تصعّد من التعصب القومي، وهذا أمر لا تحمد عقباه”.

 

وبيّن أن “المخاوف التركية مفهومة جداً، وهناك مساعٍ جدية لحل الأمر قبل اتخاذ واشنطن أي خطوات عسكرية”.

 

– سياق العملية

 

وسائل إعلام تركية تحدثت عن مجريات العملية بأنها لا تهدف إلى مواجهة النظام السوري؛ بل إلى دعم عناصر الجيش السوري الحر في مواجهة بعض الفصائل التي تسيطر على محافظة إدلب، وأبرزها “هيئة تحرير الشام”.

 

وبحسب قناة “سي إن إن تورك”، فإن تهديدات الأحزاب الكردية الانفصالية تأخذها تركيا بعين الاعتبار، خاصة بوجود حزب العمال الكردستاني المحظور داخل الأراضي السورية، والذي قد يلجأ الحزب الموجود في منطقة عفرين القريبة إلى السيطرة على أجزاء من محافظة إدلب لاستخدامها كممر للعبور نحو الحدود التركية – العراقية.

 

ولفتت القناة التركية إلى أن “الوجود العسكري التركي في المنطقة سيُفشل مشاريع الأحزاب الكردية الانفصالية، في إنشاء ممرات آمنة لعناصرها نحو مناطق أخرى في سوريا”.

 

– الأفق السوري أبعد من “معارضة ونظام”

 

باسل الحاج جاسم، الخبير في العلاقات الدولية، والمتابع لمجريات عملية “أستانة” التفاوضية، قال: إن “روسيا وتركيا سيقومان بتنفيذ اتفاق أستانة بضم إدلب إلى مناطق خفض التصعيد، وبحسب المعلن فإن لكل طرف منهم دوراً سيقوم به في هذا السياق”.

 

وعن تأثير عملية إدلب على سير العملية السياسية، لفت الحاج جاسم إلى أنه “لا أحد يمكنه تحديد أين ستتجه الأمور في سوريا، فالأمر لم يعد معارضة ونظاماً؛ بل أخذ منحىً مختلفاً تماماً عما كان عليه قبل ست سنوات، مع ظهور أطراف إرهابية متطرفة، وأخرى انفصالية، باتت تسيطر على معظم الأراضي السورية”.

 

ولفت إلى أن “جنيف بمفردها لا تقدم ولا تؤخر شيئاً في سوريا، فبعد عدة سنوات نرى جنيف صفر نتائج، مع عدم إغفال أنه تم حرفها عن هدفها الأساسي”، مشيراً إلى أن “النتائج الحقيقية ستكون في أستانة، وما سيتم التوصل إليه هناك سيُستخدم لدعم جنيف”.

 

وأرجع الحاج جاسم سبب قوة “أستانة” وتأثيرها على عملية إدلب إلى أن “من يجلس على طاولة أستانة يمتلك كلمة على الأراضي السورية، في حين لا يخفى على أحد هناك الكثير ممن هم في جنيف لا يمثلون سوى أنفسهم”.

 

ولفت إلى أن اتفاق أستانة الذي تتم ترجمته حالياً في “عملية إدلب”، والذي تم بالإجماع بين كل الأطراف المشاركة روسيا وتركيا وإيران وسوريا (نظام وفصائل عسكرية معارضة)، أوقف تمدد الفصائل الكردية الانفصالية في سوريا.

 

وبيّن أن “أطراف أستانة هي التي ستحل موضوع إدلب؛ ومن ثم المشروع الأمريكي الانفصالي تم إبعاده حتى الآن، إلا إذا تم تحريك أوراق أخرى تعرقل سير هذا الاتفاق، وقتها لكل حادث حديث”.

 

وأشار الحاج جاسم إلى أنه من “الصعب تحديد مدة قرب نهاية عملية إدلب”، لكنه شدد على أنها “لن تكون سهلة؛ بسبب تشابك المصالح وتعقيدها ووجود عشرات الفصائل متنوعة المشارب والتمويل”.

 

يشار إلى أنه في منتصف سبتمبر الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران)، توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في محافظة إدلب، وفقاً لاتفاق موقع في مايو الماضي.

 

ورفضت “هيئة تحرير الشام”، أكبر الأجسام العسكرية في محافظة إدلب والتي تسيطر على أغلبها، الاتفاق، ومنذ التوصل إلى الاتفاق والقوات التركية ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية–التركية المقابلة لمحافظة إدلب.

 

الغارديان: مستقبل مجهول يواجه عائلات مقاتلي “داعش

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأحد، إن مصيراً مجهولاً، ومستقبلاً غامضاً، ينتظر عائلات مقاتلي تنظيم الدولة وأطفالهم في مناطق داخل سوريا والعراق، وسط غياب ما يكفل حياتهم.

 

ونقلت الصحيفة مشاهد من أحد المخيمات شمال مدينة الرقة السورية، حيث العشرات من النساء والأطفال من عائلات التنظيم، أغلبهم يعودون لمقاتلين أجانب قدموا إلى سوريا والعراق، عقب سيطرة “داعش” على مدينتي الرقة والموصل عام 2014.

 

وحسب الصحيفة، فإن العائلات النازحة إلى مخيم “عين عيسى” (شمال) وصلت مع نهاية مايو الماضي، وقوبلت بفصلها عن باقي العائلات من قبل المسؤولين الأكراد الذين يتولون إدارة المخيم وحمايته، لكونها- أي عائلات داعش- تمثل “قيمة استخبارية كبيرة” .

 

وأضافت أن وجود عائلات مقاتلي التنظيم داخل المخيمات المخصصة للنازحين جعلهم معرّضين للخطر، إذ تسعى وكالات المعونة الدولية وبعض الحكومات إلى تقييمم أعداد هؤلاء الذين يُعتقد أنهم معرضون لمخاطر شديدة على صعيد وجودهم داخل المخيمات.

 

ونقلت الصحيفة عن “أحمد الرقاوي”، أحد مقاتلي تنظيم الدولة (25 عاماً)، وموجود في أحد المعتقلات بسوريا أن لا أحد سيتعامل مع عائلات مقاتلي التنظيم أو حتى يلمهسم بينما كانوا إلى وقت قريب وأثناء سيطرة التنظيم كأنهم ملوك.

 

وبحسب التقديرات فإن هناك نحو 5 آلاف امرأة أنجبن أطفالاً خلال السنوات الأربع الماضية، أغلبهم من مقاتلين أجانب قضوا خلال معارك التنظيم.

 

من جهتها، أعلنت فرنسا استعدادها لنقل الأطفال من آباء فرنسيين في العراق وسوريا شرط أن يكونوا بصحبة أمهاتهم، وقالت إنه سيتم العناية بهم وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم ضمن مخيمات خاصة.

 

وعبّرت رولا أمين، المتحدثة باسم الشرق الأوسط وأفريقيا لمفوضية شؤون اللاجئين، عن قلقها البالغ إزاء مصير الأطفال وانعدام جنسيتهم، قائلةً: “نسعى لجعل الحكومات توافق على منح هؤلاء الأطفال الجنسية وتوفير الحماية لهم”.

 

وقال عبد الوهاب السعدي، نائب قائد قسم مكافحة الإرهاب على الحدود العراقية جنوب الموصل، إن نحو 1800 امرأة وطفل أغلبهم من الأجانب يتم احتجازهم في مبانٍ مهجورة، مؤكداً أن التعامل معهم يجب أن يكون بناءً على طريقة مُثلى.

 

واستند السعدي في حديثه لـ”الغارديان” إلى أحد بنود الدستور العراقي الذي يمنع احتجاز أقارب المتهمين بتهم جنائية، داعياً المجتمع الدولي والعراقي إلى العمل معاً لإعادة تأهيل هؤلاء.

 

وورد في تقرير الصحيفة أن “سكينة محمد يونس”، من مجلس محافظة الموصل، أرسلت العديد من هؤلاء الأطفال إلى المدارس على الرغم من أنهم لا يحملون جنسية أو بطاقات هوية، وقالت: “هؤلاء الأطفال هم أيضاً ضحايا داعش، واستمرار إهمالهم يعني أننا قد نواجه أشخاصاً أكثر تطرفاً من داعش”.

 

الشرق الأوسط الجديد”.. هل تتحقق “نبوءة” كونداليزا ورالف؟

لندن – الخليج أونلاين (خاص)

تتسارع التغيرات في منطقة الشرق الأوسط بشكل دراماتيكي، ما يشي بتوجه نحو إعادة تموضع بعض الحدود في المنطقة، ويجعل من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط محط اهتمام الكثيرين، في ظل الفعل الميداني المتصاعد على الأرض، والحديث عن مخططات التقسيم والانفصالات، وتزايد التحذيرات العلنية منها من قبل دول.

 

تنفيذ هذه المخططات بدأ بالفعل، بحسب بعض الخبراء الاستراتيجيين الذين قرؤوا مشهد استفتاء كردستان العراق والأزمات المتلاطمة في الشرق الأوسط، وصولاً إلى الخطة الأمريكية التي بشّرت بها علناً كونداليزا رايس، قبل أكثر من 11 عاماً، عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، ومن تل أبيب على وجه التحديد، وكرّرها مسؤولون أمريكيون آخرون؛ أبرزهم جو بايدن، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، في عام 2006.

 

قالت رايس في حينه إن مشروع “الشرق الأوسط الكبير” سيحقق –حسب تعبيرها- “حلاً سحرياً لعلاج أزمات المنطقة المزمنة”، إلا أنه وإن طال زمن تحقيقه فقد أصبح هناك من يقرأ تفاصيل الأحداث في المنطقة العربية، والتغيّرات المتسارعة على أرض الواقع بأنها تصبّ في النهاية لصالح تقسيم بعض البلاد العربية، الأمر الذي يصبّ في تحقيق مخطط “الشرق الأوسط الجديد”، وإن كان على مراحل.

 

– “رالف بيترز”.. وحدود الدم

 

في مجلة القوات المسلحة الأمريكية (عدد يوليو 2006)، نشر الضابط الأمريكي السابق (كولونيل متقاعد من الأكاديمية الحربية الوطنية الأمريكية)، رالف بيترز، مقالة بعنوان: “حدود الدم”، وهي جزء من كتابه “لا تترك القتال أبداً”، وتشكّل هذه المقالة تقريراً متكاملاً عن الصراعات في الشرق الأوسط، والتوتّر الدائم في المنطقة، والتي يعتبرها “بيترز” نتيجة (منطقية) لخلل كبير في الحدود الاعتباطية الحالية التي وضعها، حسب تعبيره، “الأوروبيون الانتهازيون”.

 

ويعتقد رالف بيترز أن المجموعات الإثنية والدينية في الشرق الأوسط مارست الاختلاط والتعايش والتزاوج، ولكن لا بد من إعادة رسم الحدود لإنصاف الإثنيات الموجودة، حسب قوله.

 

لذلك، ومن أجل شرق أوسط أمريكي (جديد – كبير)، تقدّم بيترز منذ ذلك الوقت بخريطة أمريكية “مبتكرة”، قد تكون بديلة لسايكس بيكو البريطانية الفرنسية قبل 100 عام وعام، تلغي بعض الحدود القائمة بين الدول، ويعتمد على مبدأ تقسيم الدول الحالية، فتتحوّل الدولة الواحدة إلى دويلات، وتنشأ دول جديدة، وتكبر دول صغيرة، وتصغر دول كبيرة.

 

وبحسب ما نُشر قبل أكثر من 11 سنة؛ فإن بوارد خطته “المقترحة” بدأت بالتحوّل إلى واقع، ما زالت دول كبرى وشعوب ترفضه، كما يراه العديد من السياسيين والمحللين، لا سيما في سوريا والعراق. لذلك كان لا بد من الاطلاع على ما كتبه الضابط الأمريكي قبل عقد من الزمن، لما يشكّله ذلك من مادة مهمة لتكوين فهم لمظاهر نزع الاستقرار والتقسيم السياسي الجارية في كل من العراق وسوريا واليمن، خصوصاً أن الفكرة تهدف لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد على أساس قومي أو إثني أو طائفي.

 

– شكل “الشرق الأوسط الجديد”

 

اللافت أن العقيد السابق في الجيش الأمريكي أول ما بدأ به الحديث عن مشروع تقسيم الدول كان “الدولة الكردية”، والتي هي محور حديث العالم أجمع هذه الأيام، بعد الاستفتاء الشعبي الذي أفرز موافقة أكثر من 92% على الانفصال، وتشكيل دولة كردية في شمال العراق، والتي كما يراها البعض “حجر الأساس” لمشروع “الدولة الكردية الكبرى”.

 

ويرى مقال الضابط الأمريكي أن الخطة المذكورة (في حينه) تقضي بإقامة دولة كردية مستقلّة للأكراد؛ من خلال “استغلال الفرصة التاريخية التي لاحت للولايات المتحدة بعد سقوط بغداد في إنشاء دولة كردية، إثر تقسيم العراق إلى ثلاث دول، لأن الأكراد سيصوّتون بنسبة 100% لصالح قيام دولة مستقلة إذا عُرضت عليهم فرصة قيام دولة مستقلة”.

 

أما عن الدولتين الأخريين في العراق، كما يرسم في مخططه، فواحدة للسنة تقع في وسط العراق، وأخرى للشيعة العرب، يكون مكانها في الجزء الجنوبي من العراق، وتشكّل نواة لإنشاء دولة شيعية عربية تنضمّ إليها مناطق واسعة من الأراضي المحيطة بها، ليشكّل حزاماً على المنطقة المحاذية للخليج العربي، على أن تشمل المناطق التالية: الجزء الجنوبي الغربي من إيران، والمعروف بمنطقة الأحواز، والتي تضم معظم الشيعة العرب في إيران، والجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية، والذي يضم العدد الأكبر من الأقلية الشيعية في المملكة.

 

“دولة سوريا الكبرى”، كما يرى الخبير الأمريكي في التخطيط والتحليل صاحب الفكرة، فإنه بعد تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام: كردي في الشمال، شيعي في الجنوب، وسني في الوسط، سيضطر الجزء السني إلى الالتحاق بسوريا، وذلك لأنه سيصبح دولة لا مقومات لها؛ بين مطرقة الدولة الكردية الكبرى إلى شماله، وسندان الدولة الشيعية إلى جنوبه، إذا لم ينضم إلى سوريا، وسيتم إجبار سوريا على التخلّي عن جزء صغير منها لضمّه إلى لبنان لتشكيل (دولة لبنان الكبير) على البحر المتوسط.

– ماذا عن دول الخليج؟

 

يقول المقال والمخطّط القديم، والذي تتم قراءته حالياً بصورة مغايرة؛ عبر ربط ما جاء فيه مع متغيرات المنطقة وقراءة مستقبلها، إن المملكة العربية السعودية ستكون، إلى جانب الباكستان، بالإضافة إلى تركيا، من أكثر الدول التي ستعاني نتيجة للتغيير الذي سيطرأ على المنطقة، وسيتم تقسيم المملكة إلى خمسة أقسام:

 

أولاً: القسم الشرقي الساحلي حيث توجد الأقلية الشيعية في المملكة، وسيتم إلحاق هذا القسم بـ “الدولة العربية الشيعية”.

 

ثانياً: القسم الثاني، هو جزء يقع في شمال غرب وشرق المملكة، وسيتم إلحاقه بالأردن، الذي سيشكل بحدوده الموجودة حالياً، إضافة إلى الجزء السعودي، دولة (الأردن الكبرى)، التي ستضمّ كل الفلسطينيين في الشتات، والحديث ما زال كما جاء في مقال الضابط الأمريكي “حدود الدم”.

 

ثالثاً: القسم الثالث من المملكة سيضمّ كل المدن الدينية، ولا سيما مكة المكرمة والمدينة المنورة، اللتين سيتم تشكيل دولة دينية عليهما، يحكمها مجمع ديني من مختلف الطوائف والمذاهب الإسلامية، ويشبه إلى حدٍّ كبير الفاتيكان.

 

رابعاً: إلحاق قسم من جنوب المملكة بالجمهورية اليمنية، التي سيزيد حجمها.

 

خامساً: تشكيل دولة سياسية في القسم المتبقّي من حجم المملكة الأصلي.

 

أما عن بقية دولة الخليج؛ فبحسب “المخطط الأمريكي”؛ فإن الكويت وقطر وعمان والإمارات ستبقى على الأرجح بشكلها الحالي دون زيادة أو نقصان، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإمارات قد تشهد بعض التغييرات، وذلك تبعاً للتغيير الذي سيصيب بعض الدول المجاورة لها، سواء لناحية إيران أو لناحية دولة الشيعة العرب، في حين سيزيد حجم اليمن نتيجة لمنحها جزءاً من المملكة العربية السعودية.

 

– “دولة فارسية”

 

يقول المقال إن ما يُفترض أن يتم أن تُقام “دولة قومية فارسية”، ويضيف: “صحيح أن الجمهورية الإيرانية سيتم اقتسام بعض الأجزاء منها لصالح تشكيل دولة كردية، ودولة شيعية عربية، ودولة بلوشية، وجزء صغير لضمه لدولة أذربيجان، إلا أنه سيتم اقتطاع جزء من أفغانستان المجاورة لتشكيل دولة قومية فارسية تحل محل الجمهورية الإيرانية الحالية”.

 

وأما بشأن أفغانستان وباكستان؛ فإن القسم الذي سيتم اقتطاعه من أفغانستان لمنحه لإيران سيتم تعويضه من خلال منح أفغانستان جزءاً كبيراً من باكستان، حيث العديد من القبائل الأفغانية والقريبة لها، وسيتم اقتطاع جزء آخر أيضاً من باكستان، حيث يقيم البلوش، لمنحه لدولة بلوشستان الحرة، وبذلك تتبقّى مساحة ثلث أو أقل من حجم باكستان الحالية، التي ستشكّل الدولة الجديدة المنتظرة.

 

وعلى الرغم من موافقة البعض على هذا المخطط، أو اعتباره خيالاً، فإن هناك من يرى أن الخطط الأمريكية، تجاه المنطقة العربية على وجه الخصوص، تعدّدت وتنوّعت على مرّ السنين لتتلاءم مع التغيرات التي تطرأ عليها بين الحين والآخر، لكنها في جميع الأحوال والظروف حافظت على عاملين أساسيين، وعلى خطٍّ أحمر يمسّ الأمن القومي الأمريكي؛ حماية أمن إسرائيل ودعمها بأي ثمن، وتأمين النفط والمصالح الاستراتيجية الأمريكية الأخرى. كما يشير ما طرحه العقيد في الجيش الأمريكي بطريقة أو بأخرى إلى وجود جهات ودول تتحرّك لفرض وقائع، وما سايكس بيكو ببعيد عما يحدث من أسلوب وطريقة، وإن تطوّرت أدواته وأصبحت أكثر قسوة.

– تحذيرات علنية من تفتيت المنطقة

 

الأمر كما يبدو لم يعد تحليلاً فحسب؛ فعندما تحذّر تركيا، على لسان نائب رئيس الوزراء، هاكان جاويش أوغلو، في 30 سبتمبر الماضي، من أن “بعض الجهات تحاول إعادة رسم حدود المنطقة”، مشيراً إلى أن بلاده “تعلم أين تحاك تلك المؤامرات”.

 

وبحسب وكالة الأناضول، قال جاويش أوغلو، في كلمة ألقاها بمدينة إسطنبول: إن “بعض الجهات (لم يسمّها) تحاول إعادة رسم حدود المنطقة بعد 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو” السرّية التي وقعتها بريطانيا وفرنسا، في 16 مايو 1916، بهدف تفتيت منطقة الشرق الأوسط.

 

وأضاف المسؤول التركي: “لقد شاهدنا ذلك في الأحداث التي نعيشها في سوريا، واستفتاء انفصال إقليم شمال العراق (..) ندرك جيداً أين تُكتب سيناريوهات اللعبة (التي تحاك ضد المنطقة)، ونعلم الدمية والجهة التي تستخدمها أيضاً”.

 

من جانبه، حذّر المفكّر الإسلامي التونسي البارز، عبد الفتاح مورو، نائب رئيس البرلمان والقيادي بحركة النهضة التونسية، في تصريحات صحفية، من عواقب محتملة للاستفتاء في كردستان، قائلاً: “هذا بداية تفتيت المنطقة”. وأوضح رؤيته: “تسويغ وجود مظلومية لجزء من سكان العراق لا ينبغي أن يبرر انفصالاً في فترة نحن نحتاج فيها إلى وحدة الصف. انفصال شمال العراق تهيئة لانفصال مناطق متعددة أخرى سيكون لها تأثير على الواقع الجغرافي السياسي، بما يؤول إلى تفتيت المنطقة في نهاية المطاف”.

 

ويبقى السؤال المطروح والمتكرر على لسان الباحثين والمحللين، هل بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض هيمنتها على المنطقة العربية والإسلامية بشكل أوسع؛ من خلال مخطط أصبحت ترصده أعين المواطنين في الدول المعنيّة، قبل أن ترصده مناظير المحللين والخبراء الذين يتابعون المشهد عن بعد؟

 

تركيا وإدلب.. خيارات المواجهة المحتومة

محمد النجار-الجزيرة نت

لا يبدو أن مقطع الفيديو الذي نشره نشطاء لدخول خبراء عسكريين أتراك محافظة إدلب السورية أمس الأحد بحماية من هيئة تحرير الشام يمثل الواقع الحقيقي لعلاقات الطرفين، وخيارات المواجهة في المحافظة التي تمثل عمقا إستراتيجيا لـ أنقرة.

 

فقبل ساعات قليلة من دخول الخبراء الأتراك، تبادلت المدفعية التركية وقوات الهيئة -التي تمثل جبهة النصرة سابقا عمودها الفقري- القصف، وبالرغم من محدوديته فإنه أعطى صورة ربما أكثر واقعية عن أجواء الشك التي تحيط بعلاقات الطرفين.

 

وتسيطر الهيئة على نحو 80% من محافظة إدلب، ويدخل في نفوذها معبرا باب الهوى وأطمة اللذان يربطان المحافظة بـ تركيا.

 

وارتفع عدد سكان إدلب من مليوني نسمة قبل الثورة عام 2011 إلى نحو ثلاثة ملايين بعد أن تم تهجير سكان مناطق عديدة إليها من محافظات حلب وحمص وحماة وريف دمشق واللاذقية في إطار اتفاقات وقف إطلاق النار التي أبرمت بين النظام السوري وجماعات المعارضة المختلفة.

هدفان إستراتيجيان

ما تريده تركيا من تدخلها في إدلب تحقيق هدفين إستراتيجيين، الأول دعم الجيش السوري الحر لتنفيذ اتفاق أستانا الذي وضع إدلب في قلب منطقة خفض التصعيد الرابعة، وبالتالي تحقيق الأمن ووقف العمليات العسكرية وأهمها عمليات روسيا التي استباحت طائراتها أجواء إدلب على مدى الأسبوعين الماضيين.

والهدف الثاني والأهم بالنسبة لأنقرة هو منع تمدد قوات سوريا الديمقراطية التي تُعتبَر المليشيات الكردية ذراعها الرئيس، وقطع الطريق على تحقيق هدفها بإقامة دولة كردية بالشمال السوري بطول 911 كلم -وفق ما صرح به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب له الأحد- تمتد من رأس البسيط على البحر المتوسط وعلى طول الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا.

 

وبينما تسعى تركيا لضمان بقاء إدلب منطقة نفوذ لها -وإضافة لوقف النفوذ الروسي- تسعى لمنع النفوذ الإيراني من خلال قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين والواقعتين بالمحافظة السنية.

 

على الطرف المقابل، فإن دور أنقرة بإدلب لا يبدو مفروشا بالورود، فهيئة تحرير الشام أرسلت رسائل تهديد للجيش التركي، كما حذرت الجيش السوري الحر المدعوم منها من أي تعاون مع الطيران الروسي، وهو ما استدعى الجيش الحر للرد على تصريحات أردوغان بأن الطيران الروسي يغطي عملياته في إدلب بنفي ذلك، وتأكيد أنه ينظر إلى روسيا كقوة احتلال في سوريا.

نذر المواجهة

وبينما تفضل أنقرة دعم الجيش الحر من الخلف وعدم الاضطرار لإرسال قوات إلى إدلب، تدفعها نذر المواجهة مع هيئة تحرير الشام والقوات الكردية للإقدام على هذه الخطوة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي د. علي باكير أن هيئة تحرير الشام بعثت برسائل تؤشّر على استعدادها لمواجهة القوات التركية إذا قررت الأخيرة دخول إدلب لأنها تعتبر اتفاق تركيا مع روسيا يتعارض مع مصالحها.

لكن باكير قال للجزيرة نت إنه يعتقد أن الهيئة ليس لديها الكثير من الخيارات، فإما أن تقبل بالتدخل التركي الذي يهدف بالمجمل إلى تجنيب المدينة مصير حلب، وإما أن تقوم روسيا وإيران والنظام السوري بهذه المهمة مما سيؤدي لخسارة الجميع.

وتابع الكاتب “إذا قررت الهيئة مواجهة القوات التركية لاحقا فهذا سيعقّد العملية وسيدفع تركيا أكثر باتجاه روسيا من أجل حسم المعركة”.

 

وقال أيضا إن الجيش السوري الحر يقوم بالعملية الآن ويحظى بدعم من القوات التركية من الخلف، لكنه يستبعد أن تصمد تلك القوات لوحدها طويلا إذا ما قررت الهيئة المواجهة، مما سيدفع أنقرة للتدخل على الأرض، وهو ما تعمل الاستخبارات التركية على تقييمه حاليا.

الكانتون الكردي

ووفق باكير فإن الهدف غير المباشر للعملية التركية احتواء الكانتون الكردي في عفرين، واستكمال الخطوات اللازمة لقطع الطريق على مليشيات (بي واي دي) وحرمانها من السيطرة على الشمال السوري.

لكنه يرى أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا قد جرى اتفاق مع روسيا على هذا الأمر، سيما وأن الأخيرة نشرت قوات لها في عفرين لمنع الاشتباك الكردي التركي، كما أن موقفها من المليشيات الكردية لم يحسم بعد، وإن كانت لا تدعمها بالشكل الذي يقوم به الجانب الأميركي.

 

ويلفت باكير إلى أن هيئة تحرير الشام لم تحسم هي الأخرى خيارها النهائي، فإما أن تقرر الذوبان أكثر في الحالة السورية، وهذا قد لا يشكل حلا نهائيا لمشكلتها، وإما المواجهة وهذا سيؤدي لأضرار كارثية للمدنيين بإدلب، وستخسر هي في جميع الأحوال.

 

ويبدو أن أي مواجهة بين تركيا وهيئة تحرير الشام سيكون المدنيون هم الخاسر الأكبر فيها عوضا عن خسارة المعارضة المعتدلة سياسيا وعسكريا، وربما مواجهة الهيئة مصير تنظيم الدولة.

 

عندئذ سيكون النظام السوري وحلفاؤه هم الرابح، والقوات الكردية المدعومة أميركيا والتي ستتمكن -في حال فشل تركيا- من تحقيق نفوذها بالشمال السوري وستقطع الحدود بين تركيا والعالم العربي.

المصدر : الجزيرة

 

وفد عسكري تركي ينهي زيارة للداخل السوري ويحدد مواقع المراصد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 أكتوبر 2017

 

روما- بعد زيارة استمرت نصف يوم، غادر وفد عسكري وتقني تركي محافظة إدلب شمال غرب سورية، بعد أن اختار مواقع ونقاط نشر مراكز للمراقبة والاستطلاع للجيش التركي في المحافظة وفي ريف حلب الغربي. كما حدد الوفد مواقع الحواجز والطرق التي يمكن أن تسلكها القوات التي ترعاها تركيا في المدينة وحولها، لمنع تقدّم أو الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نحو المحافظة، وتحديد المناطق التي ستكون بمأمن عن قصف الطيران الروسي.

 

ودخل وفد يضم خبراء ومستشارين عسكريين أتراك إلى سورية صباح الأحد، من معبر أطمة برفقة وتأمين من (هيئة تحرير الشام)، ومن بينهم مقاتلون من جبهة النصرة.

 

وأكّدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الجيش التركي لن يدخل المنطقة إلا بعد أن تنتشر قوات درع الفرات السورية المدعومة من أنقرة، وسينتشر في المرحلة الأولى نحو مائة مقاتل من هيئة تحرير الشام في هذه المراصد، التي ستكون خمسة في المرحلة الأولى، وقد تصل إلى 20 مرصداً وحاجزاً في مرحلة لاحقة.

 

وستكون هذه المراصد في جبل الشيخ بركات في دارة عزة، وستُشرف على منطقة عفرين حيث معاقل وتجمعات ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يعتبر الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي الذي تُصنّفه تركيا كمنظمة إرهابية.

 

ووفق المصدر العسكري، فإن تركيا “تعهدت لفصائل الجيش الحر العاملة في المنطقة والتي تتعاون مع تركيا أن لا يقوم الطيران الروسي بقصف مواقعها، وسيتم تزويد الروس بهذه المواقع لتفادي أي ضربة جوية عليها أو قربها، وفي مرحلة لاحقة، سيتم تأمين غطاء جوي روسي لحماية هذه الفصائل”، وفق قولها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى