أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 10 تموز 2017

«هدنة الجنوب» صامدة وواشنطن تأمل توسيعها

موسكو – رائد جبر , لندن – «الحياة»

صمدت «هدنة الجنوب» السوري التي أعلنتها أميركا وروسيا بعد أسابيع من المحادثات في الأردن. وساد الهدوء جبهات درعا والقنيطرة والسويداء. ورأى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار «سينقذ الأرواح»، داعياً إلى توسيع التعاون مع موسكو حول سورية. ورحبت دمشق بالهدنة، وقال مسؤول حكومي لـ «رويترز»، إن «السكوت علامة الرضا». وجاء بدء تطبيق الهدنة، عشية انطلاق الجولة السابعة من محادثات جنيف. وتأمل الأمم المتحدة أن يساعد صمود الهدنة والتوافق على شروطها في تطبيق اتفاقيات مماثلة لإنهاء العنف والتخفيف من معاناة المدنيين والتركيز على مسار الانتقال السياسي. وتريد واشنطن استثمار التفاهم مع موسكو من أجل دفع جنيف الى الأمام. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر أمس، إن البيت الأبيض «متحمس» للتقدم المحرز مع روسيا والأردن لإنشاء منطقة خفض التصعيد في جنوب غربي سورية، معتبراً أن ذلك يعد «أولوية» بالنسبة الى الولايات المتحدة.

ولم يستمر أي وقف سابق لإطلاق النار في سورية سوى فترة قصيرة. وهناك مخاوف من أن يكون مصير «هدنة الجنوب» مماثلاً لغيرها، بخاصة أنه لم توضع آليات لمراقبتها. وقال مسؤولون أميركيون وروس إنه سيتم بحث التفاصيل خلال الأيام المقبلة.

وقال مصدر عسكري روسي لـ «الحياة»، إن موسكو تعول على مواصلة النقاشات «التفصيلية» مع الجانبين الأميركي والأردني، بهدف تحديد آليات الرقابة وترتيبات وقف النار في المنطقة، مشيراً إلى أن الأطراف الثلاثة «قطعت شوطاً واسعاً من هذه النقاشات في عمان وآستانة خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات». لكن المصدر أشار إلى «مسائل لم يتم تسويتها في شكل نهائي» ستكون محور نقاشات على مستوى الخبراء. ولفت إلى أن بعض المجموعات المعارضة المسلحة في المنطقة أبدى تحفظات على الاتفاق، و «هذا الموضوع يجري حوار في شأنه مع الأطراف المعارضة».

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» إنه حصل على معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن اتفاق الهدنة ينص على انسحاب عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وانسحاب فصائل المعارضة من خطوط التماس في كل المحاور، وانتشار قوات الأمن الداخلي التابعة للنظام في هذه الخطوط، على أن تتكفل فصائل المعارضة الداخلة في الاتفاق، بحماية المنشآت العامة والخاصة، وخروج كل من لا يرغب بالاتفاق وانسحاب المسلحين الموالين للقوات النظامية من جنسيات غير سورية، وتجهيز البنى التحتية لعودة اللاجئين السوريين تباعاً من الأردن، وإجراء انتخابات مجالس محلية تكون لها صلاحيات واسعة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم بوقف النار.

في موازاة ذلك، قالت مصادر في المعارضة إن الاتفاق ينص على انسحاب القوات الإيرانية إلى عمق 40 كيلومتراً عند الحدود الأردنية والجولان، وانسحاب القوات النظامية من مدينة درعا ابتداء من حي سجنة وعلى ثلاث مراحل، وتثبيت وقف النار وعمل «مناطق فاصلة» مع المعارضة بمسافة 5 كيلومترات في محيط درعا.

 

صمود «هدنة الجنوب» … والمعارضة والقوات النظامية للانسحاب من خطوط التماس

موسكو – رائد جبر , لندن – «الحياة»

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومسؤولان من المعارضة إن اتفاقاً لوقف النار في جنوب غربي سورية توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا متماسك بعد ساعات من سريانه أمس، في أحدث مسعى دولي لتحقيق السلام في سورية. وأكدت مصادر وزارة الدفاع الروسية تماسك وقف النار. ولفتت إلى حوارات جارية مع المعارضة السورية في المنطقة التي أبدت تحفظات على الاتفاق.

وقال لـ «الحياة» مصدر عسكري روسي مطلع أن موسكو تعول على مواصلة النقاشات «التفصيلية» مع الجانبين الأميركي والأردني، بهدف تحديد آليات الرقابة وترتيبات وقف النار في المنطقة، مشيراً إلى أن الأطراف الثلاثة «قطعت شوطاً واسعاً من هذه النقاشات في عمان وآستانة خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات»، ما أسفر عن التوصل إلى التفاهمات التي أعلنها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما في هامبورغ، على هامش قمة «العشرين». لكن المصدر أشار إلى «مسائل لم يتم تسويتها في شكل نهائي» قال إنها ستكون محور نقاشات تفصيلية على مستوى الخبراء. ولفت إلى أن بعض المجموعات المعارضة المسلحة في المنطقة أبدى تحفظات على الاتفاق، و «هذا الموضوع يجري حوار في شأنه مع الأطراف المعارضة».

وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا والأردن إلى اتفاق لوقف النار و «عدم التصعيد» يوم الجمعة بهدف تمهيد الطريق أمام هدنة أوسع وأكثر تماسكاً. وتشمل منطقة الهدنة، درعا، والسويداء، والقنيطرة.

وذكر صهيب الرحيل الناطق الإعلامي لـ «ألوية الفرقان» التي تنشط في منطقة القنيطرة، أن «الوضع هادئ في شكل نسبي».

وقال مسؤول آخر من المعارضة في مدينة درعا إنه لم يقع قتال يذكر. وساد الهدوء جبهة المنشية قرب الحدود مع الأردن التي قال إنها شهدت بعضاً من أعنف عمليات القصف التي نفذها الجيش في الأسابيع الأخيرة.

وقال شاهد في درعا إنه لم ير أي طائرات حربية أو سمع أي اشتباكات منذ ظهر أمس.

من ناحيته، أفاد المرصد «إلى الآن يسود هدوء» المنطقة ولم تقع ضربات جوية أو اشتباكات في جنوب غربي سورية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار ظهر أمس (09:00 بتوقيت غرينتش).

وجاء اتفاق الهدنة بعد معارك عنيفة شهدتها محافظات درعا والقنيطرة والسويداء خلال الأسابيع الأخيرة بين الفصائل العاملة فيها وبين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، حيث يوجد «جيش العشائر» و «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» في محافظة السويداء، فيما توجد الفصائل الجنوبية المدعومة من جهات إقليمية ودولية في محافظة درعا، بينما توجد «جبهة ثوار سورية و «ألوية الفرقان» و «لواء العز» في محافظة القنيطرة، في حين يسيطر «جيش خالد بن الوليد» على منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي.

وأبلغت الفصائل العاملة في بادية السويداء والمتداخلة مع ريف دمشق الجنوبي الشرقي، أنه لم يجرِ إبلاغها، من أية جهة سواء أكانت إقليمية أم دولية، بوقف إطلاق النار في الجنوب السوري. وحصل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» على معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن الاتفاق ينص على انسحاب عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وانسحاب الفصائل المقاتلة والإسلامية من خطوط التماس في كل المحاور، وانتشار قوات الأمن الداخلي التابعة للنظام في هذه الخطوط، على أن تتكفل فصائل المعارضة الداخلة في الاتفاق، بحماية المنشآت العامة والخاصة، وخروج كل من لا يرغب بالاتفاق وانسحاب كامل المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية، وتجهيز البنى التحتية لعودة اللاجئين السوريين تباعاً من الأردن، وإجراء انتخابات مجالس محلية تكون لها صلاحيات واسعة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم بوقف النار.

في موازاة ذلك، سربت مصادر آخرى في المعارضة السورية تفاصيل الاتفاق.

وقالت المصادر إن الاتفاق «غير نهائي» وينص على إنسحاب القوات الإيرانية إلى عمق 40 كلم عند الحدود الأردنية والجولان، وانسحاب قوات النظام من مدينة درعا ابتداً من حي سجنة وعلى ثلاث مراحل، وتثبيت وقف النار وعمل مناطق فاصلة مع المعارضة بمسافة 5 كلم في محيط درعا. كذلك شمل الاتفاق فتح معبر مع الأردن بإشراف «الجيش السوري الحر»، الأمر الذي لم يتم التفاهم على تفاصيله مع الجانب الأردني بعد، إضافة إعادة المهجرين من خارج سورية اعتباراً من أيلول (سبتمبر) المقبل.

ورحبت دمشق بالاتفاق، وقال مسؤول حكومي لـ «رويترز» أمس إن «السكوت علامة الرضا» وذلك في رده على موقف الحكومة من وقف إطلاق النار. وأضاف: «نحن نرحب بأي خطوة من شأنها وقف النار وإفساح المجال أمام المبادرات والحلول السلمية».

وإذا صمدت هدنة الجنوب، ستكون هذه بداية جيدة للبناء عليها في مناطق أخرى كما تأمل الأطراف الدولية المعنية.

وانهارت اتفاقيات عدة لوقف النار منذ تفجر الصراع.

وبمساعدة من القوات الجوية الروسية وعناصر تدعمهم إيران حققت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مكاسب كبيرة على حساب المعارضة العام الماضي.

وكانت محادثات سابقة بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن «منطقة لعدم التصعيد» في جنوب غربي سورية قد تضمنت محافظة درعا على الحدود مع الأردن ومحافظة السويداء القريبة ومحافظة القنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وكتب ترامب على حسابه على «تويتر» أمس يقول: «تفاوضنا على وقف لإطلاق النار في أجزاء من سورية من شأنه حماية الأرواح». وأضاف: «حان الوقت للمضي قدماً في العمل في شكل بناء مع روسيا».

ويمثل الاتفاق أول مسعى لإدارة ترامب لإقرار السلام في سورية الأمر الذي قد يمنحه إنجازاً ديبلوماسياً في أول لقاء له مع بوتين.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية شارك في المحادثات إن هناك حاجة الى مزيد من المناقشات لتحديد جوانب مهمة في الاتفاق «بينها من سيتولى مراقبة تنفيذه».

من ناحيته، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر في بيان أمس، أن البيت الأبيض متحمس للتقدم المحرز مع روسيا والأردن لإنشاء منطقة خفض التصعيد في جنوب غربي سورية، معتبراً أن ذلك يعد أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاق يتضمن «تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية».

ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بوقف النار، لكنه حذر من التورط الإيراني في الصراع السوري الحالي. وخلال الصراع استهدفت إسرائيل سورية بقصف جوي وذلك رداً على سقوط مقذوفات على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. كما استهدفت إسرائيل مستودعات أسلحة «حزب الله» اللبناني الذي يدعم الحكومة السورية.

وتحذر إسرائيل منذ فترة طويلة من تورط إيران في القتال الدائر في سورية مطالبة قوى العالم بالحد مما تراه تهديداً إقليمياً.

ووفق تقديرات المسؤولين الإسرائيليين يوجد في سورية 25 ألف مقاتل إيراني على الأقل من بينهم أعضاء في «الحرس الثوري» وعناصر من العراق ومجندون من أفغانستان وباكستان كما تنسق إيران أنشطة «حزب الله».

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن السفينة الحربية «الأميرال إيسين» غادرت أمس، قاعدة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم متوجهة الى السواحل السورية للالتحاق بمجموعة السفن الروسية المرابطة هناك.

وأفاد بيان عسكري بأن السفينة الحربية «ستشارك في تدريبات على تنفيذ جملة من المهمات في المتوسط»، بينها «تدريبات على صد الاعتداءات الجوية والبرية والبحرية، وعلى الاستنفار التام والجاهزية اللازمة لإطلاق النار بالذخيرة الحية في مختلف الظروف». وكانت سفينة حربية مزودة بصواريخ مجنحة من طراز «كاليبرا» شاركت في شن ضربات صاروخية أكثر من مرة على مواقع في سورية.

 

كيف ستتعامل طهران مع تفاهم واشنطن – موسكو وهل تعتبر وقف النار جنوب سورية حصاراً لنفوذها؟

بيروت – محمد شقير

تترقب الأوساط السياسية في لبنان رد فعل طهران على التفاهم الذي توصل إليه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش انعقاد قمة دول العشرين في هامبورغ في ألمانيا ويقضي بتطبيق وقف إطلاق النار بدءاً من يوم أمس في سياق دفع مسار التأسيس لمناطق خفض التوتر في سورية والذي يشمل المنطقة المعروفة بجنوب غربي سورية المحاذية لمثلث الحدود السورية مع العراق والأردن والقنيطرة القريبة من الجولان السوري المحتل. وتسأل ما إذا كان في مقدورها خرق مثل هذا التفاهم الذي يصنف في خانة توفير الضمانات لكل من الأردن وإسرائيل بتحييدهما عن النيران المشتعلة داخل أكثر من محافظة في سورية.

ومع أن الأوساط السياسية نفسها تتجنب الغوص في طبيعة الرد الإيراني، ومن خلاله «حزب الله» على التفاهم الأميركي- الروسي انطلاقاً من تقديرها أن إيران مضطرة لإجراء حسابات أمنية وسياسية دقيقة قبل أن ترسم خريطة لنفسها للتعامل مع هذا التفاهم على رغم أنه يشكل سداً منيعاً أمام تمدد القوات الإيرانية الى هذه المنطقة الحدودية الحساسة من خلال وجودها العسكري عند نقطة الحدود العراقية – السورية.

وتلفت الأوساط هذه الى أن إيران ستجد نفسها محاصرة بتفاهم واشنطن وموسكو الذي من شأنه أن يشل قدرتها على التغلغل في المنطقة الحدودية السورية المتاخمة للأردن ولإسرائيل، إلا إذا أرادت الدخول في مغامرة عسكرية تعتقد أنها تمكنها من أن تقلب الطاولة على هذا التفاهم وبالتالي تعيد خلط الأوراق الأمنية في هذه المنطقة.

لكن الأوساط السياسية تستبعد، حتى إشعار آخر، احتمال لجوء النظام في إيران الى الانتحار، على رغم أن انخراط الجيش الروسي في الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنعه من السقوط على يد قوى المعارضة في سورية جاء بطلب مباشر من طهران بعد أن عجزت مع حلفائها الذين استقدمتهم من الخارج وأبرزهم «حزب الله» عن توفير مقومات الصمود له.

وتضيف أن إيران وافقت على مضض على التدخل العسكري الروسي في القتال في سورية الى جانب الرئيس الأسد، مع أنها كانت تدرك أن مجرد تدخل موسكو سينتزع منها ورقة التفاوض حول مستقبل سورية، أو على الأقل سيجعل منها القوة السياسية الأقل تأثيراً على مجريات الصراع السياسي والعسكري في سورية.

إلا أنه لم يكن أمام طهران من خيارات عسكرية بديلة تسمح لها برسم حدود لهذا التدخل الروسي في سورية، على رغم أنها لم تشرك في الحلف الدولي لضرب الإرهاب في سورية، إضافة الى أن المنطقة الساحلية من سورية باتت في قبضة القوات الروسية فيما المفاوضات جارية بين أنقرة وواشنطن من أجل خفض التوتر في منطقة شمال سورية، على طول الحدود السورية مع تركيا، والتي ما زالت عالقة بلا نتائج محسومة بسبب عدم حسم الخلاف حول الوضع الكردي في تلك المنطقة.

وبكلام آخر، فإن مجرد التفاهم بين واشنطن وموسكو على وقف النار في جنوب غربي سورية سيؤدي -بحسب هذه الأوساط- الى تراجع النفوذ العسكري لإيران، وحلفائها في اتجاه مناطق حماة ودمشق وريفها. إضافة الى اضطرارها للالتفات الى داخل العراق بعد سقوط الموصل للتعويض عن رسم الحدود للقوى المتنازعة في سورية والذي أدى الى انحسار دورها.

وتعتقد الأوساط هذه أن التفاهم الأميركي- الروسي سيؤدي حتماً الى منع إيران من التواصل مع الأردن من خلال نفوذ جماعة «الإخوان المسلمين» فيها، وهذا ما يدعو الى السؤال ما إذا كان لدى طهران بدائل تتيح لها في حال استخدامها من تجميع أوراق إقليمية تجد فيها قوة للتفاوض على نفوذها في لبنان وسورية.

وفي معرض الحديث عن احتمال تسخين الجبهة في جنوب لبنان، تستبعد الأوساط اللبنانية التفات طهران على الأقل في الوقت الحاضر الى هذه الجبهة لأن مجرد تفكيرها في تغيير قواعد الاشتباك التي يرعاها القرار الدولي الرقم 1701 يستدعي منها التحسب لرد فعل إسرائيل إضافة الى مدى قدرة لبنان على تحمل تداعيات العودة الى تحريك جبهة الجنوب.

 

جبهة جرود عرسال

فهل ينطبق التريث في إعادة تسخين الجبهة في جنوب لبنان من خلال «حزب الله» على ارتفاع منسوب التسريبات الأمنية التي تتحدث عن أن الأخير حدد ساعة الصفر للبدء بهجوم واسع لتحرير جرود بلدة عرسال البقاعية من المجموعات الإرهابية والمتطرفة وهذا ما يستدعي السؤال من موقف لبنان الرسمي منه.

وفي معلومات خاصة لـ «الحياة»، فإن «حزب الله» يستخدم ورقة التلويح بشن هجوم على المجموعات الإرهابية في جرود عرسال للضغط نفسياً وإعلامياً على هذه المجموعات لإجبارها على إخلاء المنطقة.

وفي هذا السياق كشفت مصادر لبنانية مواكبة للاتصالات التي جرت في السابق مع المجموعات الإرهابية لإخلاء هذه المنطقة قبل أن تتوقف المفاوضات، أن الضغط النفسي والإعلامي الذي يتوخاه «حزب الله» من تحديد ساعة الصفر للبدء بهجومه الصاعق الماحق ضد الإرهابيين، يكمن في معاودة المفاوضات مع هذه المجموعات، وإنما هذه المرة عبر وسيط سوري تربطه علاقة بالنظام في سورية، وأيضاً بجهات قادرة على ممارسة التأثر على الإرهابيين ما يعني أن الوساطة التي كان بدأها محمد رحمة الملقب «أبو طه العسالي» مجمدة حتى إشعار آخر.

وأكدت المصادر نفسها أنه سبق للوسيط السوري الجديد، وهو رجل أعمال، أن قام بدور فاعل أدى الى الإفراج عن راهبات معلولا واستضافهم في منزله في يبرود قبل أن تتوج المفاوضات في الإفراج عنهم.

ورأت أن الضغط النفسي الذي يمارسه «حزب الله» من جهة والذي يتزامن مع تزخيم القصف وهذه المرة من داخل سورية على جرود عرسال يصب في خانة تسريع المفاوضات على نار حامية. وقالت إن لا علاقة للاتصالات التي يجريها مسؤول أمني لبناني بارز (في إشارة الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم) بتأمين عودة النازحين السوريين من لبنان الى داخل الأراضي السورية بمقدار ما انها تتصل بإخراج المجموعات الإرهابية من جرود عرسال الى مناطق في سورية تعتبرها آمنة ولا تعرضها للملاحقة من قبل النظام فيها.

أما لماذا تستبعد المصادر عينها لجوء «حزب الله» الى شن هجوم لتحرير هذه المنطقة، في الإجابة عن السؤال ترى أن الأجواء السياسية المحلية ليست مواتية لأي عمل عسكري، مع أن هناك إجماعاً لبنانياً على دحر هذه المجموعات وشل قدرتها على تهديد الاستقرار في البلد.

وتضيف أن «حزب الله» كان أول من دعا الجيش اللبناني الى الدخول الى جرود عرسال وطرد المسلحين منها، لكن قيادته في حينها – اي أثناء ولاية العماد جان قهوجي – لم تأخذ بطلبه واستعاضت عنه بوضع خطة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية أدت الى إطباق الحصار على هذه المجموعات ومنعها من تصعيد عملياتها الانتحارية في الداخل.

وتتابع أن نجاح الجيش والقوى الأمنية في تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة وفي اعتقال أبرز مشغليها والعناصر المكلفة القيام بعمليات انتحارية كانا وراء التسبب بإرباكها وعدم قدرتها على تنفيذ مخططها التفجير، والآن تتابع الأجهزة الأمنية ملاحقتها لها وتوقيف العشرات من الإرهابيين وهم يستعدون لاستهداف مناطق عدة بتفجير أحزمتهم الناسفة.

 

التمييز بين النازحين والإرهابيين

لذلك تعتقد المصادر أنه لا بد من التمييز بين المجموعات الإرهابية وبين النازحين السوريين الذين من واجبهم أن لا يكونوا حاضنة لهم، وأن الإغارة الأمنية المفاجئة التي نفذها الجيش على مخيمين للنازحين، وإن كانت حققت نتائجها الأمنية في ضرب الإرهابيين وقوبلت بغطاء سياسي رسمي وشعبي، فإن ما شابها من إشكالات يستدعي التدقيق فيها من خلال إجراء تحقيق شفاف يحدد الظروف التي أدت الى وفاة 4 شبان سوريين أثناء توقيفهم.

وتقول المصادر هذه إنه سيكون لأي هجوم يستهدف جرود عرسال تداعيات سياسية على الداخل اللبناني يمكن أن ينجم عنها توتر سياسي، وهذا ما لا يشجع عليه رئيس الجمهورية ميشال عون في الوقت الحاضر لئلا ينعكس شللاً على البلد فيما الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري تقوم بكل ما لديها من إمكانات من أجل تحريك العجلة الاقتصادية والإسراع بتنفيذ المشاريع لخلق فرص عمل جديدة للشباب اللبناني ناهيك بتأثيرها السلبي على حركة الاصطياف الناشطة على رغم أنها تقتصر في شكل أساسي على الاغتراب اللبناني.

 

لقاء الحريري – قائد الجيش

وعليه، فإن لقاء اليوم بين الرئيس الحريري وبين قائد الجيش العماد جوزف عون يأتي في سياق توفير الحماية للمؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى سواء أكانت من الانتقادات التي جاءت رد فعل على مقتل 4 سوريين أثناء توقيفهم أم من بعض الذين يخططون لتجاوز المؤسسات الأمنية مجتمعة وتحميلها أوزار أي رد فعل يقومون به لحسابات إقليمية أو محلية خاصة.

فلقاء الحريري – عون يمكن أن يؤسس لإعادة ترتيب الأوضاع من زاوية التركيز على الحسابات اللبنانية الرسمية على قاعدة تأكيد الأول على توفير الحماية القصوى للمؤسسة العسكرية في موازاة اطلاع الرأي العام على ما سيتضمنه التحقيق الشفاف الذي يجرى حالياً بإشراف القيادة لجلاء ملابسات وفاة السوريين الأربعة وتطويق ذيولها.

كما أنه لا بد من رصد ما سينتهي اليه الاجتماع الوزاري الذي يرأسه الحريري عصر بعد غد الأربعاء للجنة الوزارية المكلفة ملف النازحين والذي يفترض أن يؤدي الى التفاهم على خريطة طريق تتعلق بعودة النازحين على أن يكون عمودها الفقري الأمم المتحدة التي من واجبها أن تأخذ على عاتقها تحديد المناطق الآمنة داخل سورية للبدء بمسيرة عودة النازحين مع توفير كل شروط الحماية والحاجات الضرورية لهم.

وطبيعي أن يؤدي هذا الاجتماع سحب مسألة عودة النازحين أو إعادتهم من السجال الإعلامي والتجاذبات السياسية وحصرها باللجنة الوزارية المختصة باعتبارها الأقدر على التوجه الى الأمم المتحدة والطلب منها وضع خطة مبرمجة تؤمن عودة النازحين لأنه لم يعد في وسع لبنان أن يتحمل أعباء الكلفة الأمنية والسياسية لحجم النزوح بعد أن كان السبّاق في استضافتهم هرباً من الحرب المدمرة في سورية.

فهل يستجيب النظام السوري لطلب الأمم المتحدة في هذا الخصوص بناء لإلحاح الحكومة اللبنانية أم انه سيتصرف على أن هؤلاء النازحين هم الآن خارج التعداد السكاني في سورية، ويحاول أن يغطي موقفه الضمني بفتح مفاوضات بين الحكومتين اللبنانية والسورية وهو يعرف سلفاً أن هذا الطلب موضع خلاف بين اللبنانيين وإن كان يتوخى منه الهروب الى الأمام في مواجهته المرجعية الدولية التي تتمتع بوكالة حصرية لإعادتهم إلا إذا أرادوا العودة بملء إرادتهم ولن يكون أمام لبنان سوى تسهيل انتقالهم الى الداخل.

 

قوات سوريا الديمقراطية تنفي تعرض قواتها لقصف من طائرات التحالف

(د ب أ): نفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الاثنين تعرضها لقصف من طائرات التحالف الدولي في ريف الرقة شمال شرق سوريا.

 

وقالت القوات، التي يشكل المسلحون الأكراد أكبر مكون فيه، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: “كل الأخبار أو الشائعات التي تتحدث عن تعرض قوات سوريا الديمقراطية لقصف طيران أمريكي عن طريق الخطأ في الأحياء الجنوبية لمدينة الرقة، هي أخبار كاذبة وعارية عن الصحة”.

 

واعتبر البيان أنه “تم تحريرها (هذه الأخبار) في دائرة الحرب الخاصة التركية لرفع معنويات مرتزقة داعش، والتأثير على حملة غضب الفرات، وتأخير تحرير المدينة لأطول فترة زمنية”.

 

وكانت تقارير تركية نشرت خبراً صباح الاثنين مفاده أن طائرات التحالف الدولي قصفت بالخطأ مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في قرية العكيرشي بريف الرقة الشرقي، ما أدى إلى مقتل 40 مسلحاً من عناصر الوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني.

 

وتجدر الإشارة إلى أن قسد تواصل بدعم من التحالف الدولي عمليات تحرير مدينة الرقة من سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

 

ترحيب روسي ـ أمريكي ـ إسرائيلي بهدنة جنوب سوريا ودمشق تبدي الرضا عن الاتفاق

جمهوريون: تعاون ترامب مع بوتين يشبه التعاون مع الأسد لمنع الهجمات الكيميائية

عواصم ـ القدس العربي» من كامل صقر ووكالات: قال مسؤول سوري لوكالة رويتر إن «السكوت علامة الرضا» ردا على موقف النظام من وقف إطلاق النار في جنوب غرب البلاد، الذي نتج عن اتفاق ثلاثي روسي أمريكي أردني حول المنطقة الجنوبية في سوريا.

قوات النظام كانت استبقت الإعلان عن هذا الاتفاق بالإعلان عن تمديد الهدنة ووقف الاشتباكات التي تخوضها ضد الفصائل المعارضة في مدينة درعا جنوباً، حيث استدعى موضوع الهدنة جنوباً ردوداً من مختلف الأطراف الدولية والإقليمية مع بدء التحضير لانطلاق محادثات جديدة في جنيف بين النظام السوري والمعارضة برعاية أممية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن الاتفاق الجديد «جاء نتيجة تغير في موقف أمريكا تجاه الوضع في سوريا بعد أن أصبح أكثر واقعية». بينما ذكر وزير خارجيته سيرغي لافروف أن الاتفاق يتضمن «تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية». من جهته أكد صهيب الرحيل المتحدث الإعلامي لألوية تنشط في منطقة القنيطرة أن «الوضع هادئ بشكل نسبي».

الموقف الامريكي جاء عبر تغريدة للرئيس دونالد ترامب على حسابه يقول «تفاوضنا على وقف لإطلاق النار في أجزاء من سوريا من شأنه حماية الأرواح». وأضاف «حان الوقت للمضي قدماً في العمل بشكل بناء مع روسيا». بينما قال وزير خارجيته ريكس تيلرسون، إن «المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار تؤثر على أمن الأردن، وهي جزء معقد جدا من ساحة المعارك السورية».

وفي السياق نفسه، أصدر مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت رايموند ماكماستر، الجمعة بيانًا، وصف فيه التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في تلك المناطق بأنه «أولوية» بالنسبة لأمريكا.

من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، إن «إسرائيل لن تسمح ببقاء إيران ووكلائها داخل سوريا»، رغم ترحيبها بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار هناك.

على صعيد آخر وصل وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري سفيره لدى الأمم المتحدة، أمس، إلى جنيف قبيل إطلاق جولة جديدة من محادثات للسلام برعاية الأمم المتحدة، التي تهدف للتوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا الذي دخل عامه السابع في آذار/ مارس وتسبب في وقوع ما يقدر بأكثر من 400 ألف قتيل. وهذه سابع جولة من محادثات السلام السورية في المدينة السويسرية.

وسخر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين البارزين من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العمل مع روسيا لمنع التدخل في الانتخابات وشبهها أحدهم بالعمل مع النظام السوري لمنع الهجمات الكيميائية.

وجاءت تصريحات ماركو روبيو وجون ماكين وليندسي غراهام في الوقت الذي حاول ترامب وكبار مستشاريه تصوير اللقاء الطويل بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بصورة جيدة.

وبعث ترامب بتغريده الأحد قال فيها أن الوقت حان للعمل «بشكل بناء» مع روسيا رغم تدخل روسيا المزعوم في انتخابات الرئاسة 2016، وقال إنه وبوتين ناقشا إنشاء «وحدة أمن معلوماتي» لمنع أي تدخل مستقبلي في الانتخابات. وأثار ذلك استياء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.

وكتب روبيو على تويتر الاحد «ابرام شراكة مع بوتين حول وحدة أمن المعلوماتية يشبه ابرام شراكة مع الأسد لتأسيس وحدة الاسلحة الكيميائية» في اشارة الى الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال غراهام بسخرية مماثلة لشبكة ان بي سي ان فكرة إنشاء وحدة لمكافحة القرصنة «ليست اغبى فكرة سمعتها في حياتي، ولكنها قريبة من ذلك».

 

أتراك يتساءلون: ما هو موقف أوروبا لو رفعنا أعلام «الدولة» وصور «البغدادي» في أنقرة؟

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: ينتاب شريحة واسعة من الشعب التركي شعور بالغضب المتزايد والكراهية تجاه سياسات العديد من الدول الأوروبية نحو بلادهم لا سيما في ما يتعلق بالموقف من أنشطة أنصار تنظيم حزب العمال الكردستاني على أراضيها وسماحها في الكثير من المناسبات بتنظيم تظاهرات مؤيدة للتنظيم رفعت خلالها أعلامه وصور زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان.

وما يزيد من غضب الأتراك في هذا الإطار عدم قدرتهم على شرح موقفهم للشعوب الأوروبية والعالم بشكل عام، على حد تعبيرهم، معتبرين أن العالم يتعامل مع تركيا بمكيالين ويحاول تصنيف الإرهابيين إلى أنواع ولا يريد تفهم حجم الإرهاب الذي يعانيه الشعب التركي من العمليات العسكرية التي ينفذها حزب العمال الكردستاني.

وخلال الأيام الأخيرة، تصاعد الغضب التركي رسمياً وشعبياً من ألمانيا التي ظهرت فيها أعلام «العمال الكردستاني» وصور «أوجلان» في التظاهرات التي رافقت قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ، وقالت أنقرة إن السلطات الألمانية غضت الطرف عن هذه الفعاليات.

وفي مقابلات أجرتها «القدس العربي» مع عدد من المواطنين الأتراك تساءل العديد منهم عن موقف الدول الأوروبية في حال سمحت السلطات التركية لمجموعات بتنظيم تظاهرة مؤيدة لتنظيم الدولة ورفعت علم التنظيم وصور زعيمه «أبو بكر البغدادي» في العاصمة أنقرة أو إسطنبول، على حد تعبيرهم.

ويقول أحدهم: «ما الفرق بين داعش وبي كا كا؟، كلاهما تنظيمان إرهابيان، داعش يفجر ويقتل المدنيين في كل مكان، وبي كا كا يقوم يومياً بقتل المدنيين وقوات الأمن التركية، أم أن العالم لا يرى هذه الجرائم؟، ولا يعتبرها إرهاباً، إنهم يكيلون بمكيالين».

ويضيف آخر: «العام الماضي فجر «العمال الكردستاني» سيارة مفخخة في ميدان كيزيلاي بالعاصمة أنقرة وقتل قرابة 50 مدنياً منهم أطفال ونساء ومرضى عائدين من المستشفيات، بماذا يختلف هذا العمل عن الهجمات الإرهابية التي نفذها داعش في برلين وأوروبا، هل ستكون سعيدة ميركل (المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل) لو رفعنا صور البغدادي في تركيا، هل تقبل ذلك أسر قتلى الهجمات الهجمات الإرهابية التي نفذها داعش في أوروبا».

وتقول مواطنة تركية: «لقد مملنا من النفاق الأوروبي، هل يعتبروا دمائنا أرخض من دمائهم؟، متى سوف يفهمون إن بي كا كا تنظيم إرهابي يقتل الشعب التركي، بالأمس فقط قتلوا 4 عمال مدنيين أبرياء في منطقة هكاري بدون أي ذنب أو تهمة، في نفس الوقت التي سمحت فيه ألمانيا لهم بالتظاهر ورفع أعلامهم».

وتتهم تركيا العديد من الدول الأوروبية بأنها تحولت إلى ملجأ آمن لأنصار حزب العمال الكردستاني، وتقول إن أنصار التنظيم يجمعون سنوياً عشرات ملايين الدولارات للتنظيم يشتري فيها الأسلحة التي يقتل فيها المدنيين والعسكريين الأتراك في هجماته اليومية.

كما هاجم المسؤولون الأتراك مراراً برلين وعواصم أوروبية أخرى لمنعها لقاءات أو تجمعات للجاليات التركية على أراضيها مع وزراء أتراك، معتبرين أنه في الوقت التي تمنع الجاليات التركية من لقاء رئيسها ووزرائها تسمع هذه الدول بتنظيم تظاهرات لأنصار تنظيم بي كا كا الإرهابي.

ويصنف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تنظيم العمال الكردستاني على لائحة المنظمات الإرهابية، إلا أن أنقرة تتهم الدول الأوروبية بترك أنصار التنظيم يعملون بحرية على أراضيها، وتتهم واشنطن بتقديم الدعم العسكري للوحدات الكردية في سوريا التي تعتبرها الامتداد السوري للتنظيم. كما حظرت السلطات الألمانية في وقت سابق من العام الحالي رفع صور أوجلان على أراضيها على الرغم من أنها حظرت قانونياً أنشطة المنظمة منذ عام 1993.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي تصريحات له، السبت، عقب مشاركته في قمة العشرين بألمانيا، أعرب عن أمله في أن تشكل قمة العشرين نقطة تحول نحو الاعتراف بأن الإرهاب يستهدف الجميع ولا دين ولا لغة ولا عرق له. وأضاف: «أتمنى أن ننجح في منع الإرهاب وتمويله دون حصول أي معاناة جديدة».

وأضاف أردوغان: «أكدنا أن مكافحة خطر الإرهاب العالمي يكون عبر إظهار موقف مبدئي وحازم في مواجهة المنظمات الإرهابية». وشدد على ضرورة «التخلي عن إزدواجية المعايير في مواجهة المنظمات الإرهابية وضمان حصول تعاون وتضامن دولي ضد الإرهاب»، مؤكداً على أن «منظمة «بي كا كا» الإرهابية تعمل على جمع الأموال لصالحها في العديد من البلدان الأوروبية».

وقبل أيام، كشف تقرير للمخابرات الداخلية الألمانية، وجود ما يقرب من 14 ألف مؤيد لمنظمة «بي كا كا» في البلاد. وقدر تقرير وكالة حماية الدستورية الاتحادية، مجموع المال الذي جمعته المنظمة عام 2016 في ألمانيا، بنحو 25 مليون يورو.

من جهتها، تحدثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن انه لا تزال ثمة «خلافات عميقة» بينها وبين أردوغان وخصوصا على صعيد احترام دولة القانون. وأوضحت أن لقاءها اردوغان على هامش القمة في هامبورغ «اظهر بوضوح أن لدينا خلافات عميقة».

والأحد، بدأ الجيش الألماني بنقل طائراته وقواته المتواجدة في قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا إلى الأردن، وذلك بعد قرار سابق اتخذه البرلمان الألماني الشهر الماضي عقب خلافات متصاعدة مع أنقرة التي منعت زيارة النواب الألمان إلى القاعدة رداً على منح برلين حق اللجوء إلى ضباط أتراك متهمين بالمشاركة بمحاولة الانقلاب في البلاد.

 

«هيئة تحرير الشام» تطلق عملية أمنية ضد تنظيم «الدولة»

تعتقل مسؤوله العام في إدلب

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: أعلن المكتب الأمني التابع لـ «هيئة تحرير الشام» في محافظة ادلب الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة، أمس الأحد، عن إطلاقه عملية واسعة ضد خلايا تنظيم «الدولة» (داعش) في شمال سوريا، مؤكداً أن الكتيبة الأمنية تمكنت في ساعات مبكرة من فجر يوم الأحد من السيطرة على 25 موقعاً تابعاً لتنظيم «الدولة»، موزعين على كل من مدينة إدلب وبلدة سرمين، إضافة إلى اعتقال أكثر من «100» عنصر أمني من تنظيم «الدولة».

وأكدت وكالة «إباء» التابعة لـ»هيئة تحرير الشام»، أن الكتيبة الأمنية اعتقلت المسؤول العام لتنظيم «الدولة» في مدينة إدلب، المعروف باسم «أبو سليمان الروسي»، بعد انطلاق العملية الأمنية بساعتين فقط، مضيفة أن هيئة تحرير الشام «ضبطت مبالغ مالية ضخمة، ومسدسات كاتمة للصوت، وعشرات العبوات والأحزمة الناسفة»، فيما تتواصل الاشتباكات في بلدة سرمين.

وبحسب مصدر مسؤول في «هيئة تحرير الشام» قال لـ»القدس العربي» إن المعارك التي تهدف إلى إلقاء القبض على جميع من وصفهم بـ»جيبوب الدولة» لن تنتهي حتى «تصل إلى أهدافها بإعلان ادلب وما حولها مطهرة وقد اجتثت جميع خلايا تنظيم الدولة منها» بحسب وصفه.

من جهتها، قالت «هيئة تحرير الشام»، إن: «العملية لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، حيث تمكن المكتب الأمني في هيئة تحرير الشام من اعتقال «أبو سليمان الروسي» الذي يشغل منصب المسؤول الأمني لتنظيم الدولة في مدينة إدلب».

ودعا سعد الدين محمد، وهو مسؤول وقيادي معروف لدى هيئة تحرير الشام، المدنيين إلى التعاون مع عناصر تحرير الشام في عملياتها، وحذر الأهالي من الخروج من بيوتهم، معلناً حظراً للتجوال حتى انتهاء الهيئة من معاركها، حيث نقلت «إباء» عن القيادي الطلب من الاهالي «التزام منازلهم والتعاون مع المكتب الأمني حتى انتهاء العملية».

وأضاف المصدر، تمتد الحملة الأمنية لهيئة تحرير الشام ضد الخلايا التابعة لتنظيم «الدولة» إلى سرمين بريف إدلب، حيث تم اعتقال العشرات من مقاتلي تنظيم «الدولة»، بعد السيطرة على أوكار عدة لهم، فيما لاتزال الاشتباكات مستمرة.

وأشار المصدر إلى اعتقال 3 انتحاريين في مدينة إدلب من قبل المكتب الأمني لهيئة تحرير الشام. وبحسب قائد أمني فإن الانتحاريين كانوا ينوون التنفيذ على تجمعات العامة في مدينة إدلب.

وقال الناشط الإعلامي محمد سرمينا في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» إن: ادلب وريفها شهدا منذ شهر رمضان إلى الآن هشاشة أمنية أدت إلى اغتيال وتصفية العشرات من مقاتلي المعارضة على مختلف انتماءاتهم سواء كانوا من الجيش الحر أو الفصائل الإسلامية وصولاً إلى الجهادية، فيما لم تنته أعمال التصفية في صفوف العكسريين والمدنيين، حيث ارتكب مجهولون عشرات الجرائم في المنطقة.

 

توتر وسرقات وتحذيرات متبادلة بين الأتراك واللاجئين السوريين

حسان كنجو

غازي عنتاب – «القدس العربي» : أكد ناشطون سوريون، وقوع سرقات عدة في مدينتي غازي عنتاب وأنطاكيا الحدوديتين جنوب تركيا، بعد أن استغلت عصابات مجهولة مغادرة السوريين إلى سوريا لقضاء إجازة العيد، والذين لم يعودوا حتى الآن، لسرقة منازلهم، على أثر التوتر القائم تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، عقب قيام لاجئين سوريين بتصوير فتيات تركيات بملابس البحر على أحد شواطئ اسطنبول.

وقال الناشط يمان بيرقدار إن: تلك العصابات في الغالب كانت تعلم بأن لا أحد سيجرؤ على اصطحاب أي أشياء ثمينة من نقود ومجوهرات إلى المعابر الحدودية، حيث الآلاف من الناس وعشرات السرقات التي وقعت.

وتابع بيرقدار في حديثه لـ»القدس العربي»، قائلاً: تعرض أحد المنازل بمنطقة «أونكولوجي» الواقعة في ضواحي ولاية عنتاب الأسبوع الماضي للسرقة، وعلى الرغم من أن المنزل مأهول وأن أصحابه موجودون داخله، إلا أن أحدهم تجرأ ودخل وسرق «لابتوب»، وقد كان بصدد سرقة أشياء أخرى ولم ينتبه أصحاب المنزل لوجوده داخل المنزل.

ويضيف: «تعرضت منازل أخرى في مناطق «التشارشي، ويدي تبه، وغازي كنت» للسرقة، وقد تبين أن الرابط المشترك بين جميع السرقات كان عائديتها لسوريين ذهبوا لقضاء العيد في سوريا، فيما تمت سرقة نحو 5 منازل في ولاية أنطاكيا بالطريقة نفسها وجميع المنازل أيضاً كانت عائدة لسوريين غادروا إلى سوريا».

ويرى بيرقدار أن جميع السرقات تمت بعناية وبعد دراسة وتمحيص ومراقبة دقيقة لجميع المنازل الخالية، مضيفاً أن المعلومات الواردة عن تلك العصابات بأنها مشتركة بين سوريين وأتراك، معتبراً أن هذا خير مثال على ضرورة عدم شمل الكل بأفعال البعض، داعياً الشعب السوري أيضاً لضبط النفس والابتعاد حالياً عن أي احتكاك مع الأتراك ريثما يتم حل الأوضاع.

وبالرغم من مرور أيام عدة على الحادثة التي أشعلت الشارع التركي لدرجة المطالبة بطرد السوريين من تركيا بشكل كامل، إثر قيام لاجئين بتصوير فتيات تركيات بملابس البحر على أحد الشواطئ التركية، إلا أن حدة التوتر بين الأتراك والسوريين لم تنطفئ، فما زال هناك ما يعكر صفو اللاجئ السوري في كل مكان ومنطقة تركية يقطنها بعد تلك الحادثة التي أثارت استنكار الجميع أتراكاً وسوريين.

مظاهرات وتحشدات في أوساط الشعب التركي في مدن عدة أبرزها العاصمة أنقرة ومدينة العثمانية قرب ولاية أضنة، والجميع ينادي بطرد السوريين وترحيلهم، في حين اتخذ البعض الآخر طريقة للتنفيذ ليقوم عدد من الأتراك بضرب عدد من اللاجئين، ومحاولة دهس أحدهم وزوجته قرب العاصمة التركية أنقرة.

صلاح صابوني، أحد اللاجئين الذين تعرضوا للضرب من قبل الأتراك عشية الحادثة، قيام السوريين بالتصوير، في العاصمة التركية أنقرة، قال في حديث خاص لـ»القدس العربي: «لا يمكن وصف ما جرى ويجري وربما ما سيجري سوى بالبلاء الذي عم، فجميع السوريين باتوا في نظر الأتراك أو في أفضل الأحوال شريحة واسعة من الشعب التركي بأنهم عديمو ضمير وقليلو شرف، وفي النهاية يجب ألا يدفع جميع اللاجئين ثمن حماقة اثنين أرادا فقط إشباع أمر ما فيهما».

أما التركي كوغهان كوناي، وهو من سكان أنقرة حيث وقعت الحوادث، فقد اعتبر أن «ما يجري هو فتنة مدبرة وأن ما قام به بضعة سوريين ليس سوى مؤامرة، مشيراً إلى أن النظام السوري وبسبب حقده على تركيا وعلى اللاجئين السوريين الموجودين فيها الذين هم في غالبيتهم معارضون له، دفعه للقيام بعدة أعمال لا أخلاقية باسم السوريين، من أجل تشويه سمعتهم وخلق القلاقل داخل تركيا بعد أن بات تعداد اللاجئين داخلها يتجاوز خمسة ملايين نسمة».

في حين يرى ليفاند تورك أوغلو، وهو مواطن من مدينة أنطاكيا جنوبي البلاد، أن سبب ثورة الأتراك العارمة ناجمة عما وصفه بالصدمة، لافتاً إلى أن طبقة واسعة من الأتراك تعرف عن السوريين العادات والضوابط الاجتماعية إزاء هذا الموضوع، مضيفاً: هناك مشكل ما حدث وعلينا معالجته وليس تمزيق اللحمة بين الشعبين التي كبرت ونمت على مدار أكثر من خمسة أعوام.

 

انطلاق جنيف7 حول سورية بلقاءات ثنائية لوضع جدول الأعمال

جلال بكور

انطلقت، اليوم الإثنين، في مدينة جنيف السويسرية، الجولة السابعة من مفاوضات الانتقال السياسي في سورية، بجلسة ثنائية بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ووفد النظام السوري، لوضع جدول أعمال الجولة.

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إنّ “الجولة الجديدة بدأت بلقاء دي ميستورا مع وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، على أن يلتقي لاحقاً بوفد المعارضة السورية برئاسة نصر الحريري”.

وفي السياق ذاته، قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات وعضو وفد المعارضة السورية إلى جنيف أحمد العسراوي، في حديث مع “العربي الجديد”، إنّ لقاءات اليوم الأوّل ستكون حول وضع جدول أعمال للاجتماعات التي ستتم على مدار أربعة أو خمسة أيام”.

ومن المتوقع، أن يحمل جدول أعمال الجولة السابعة، استمرار المناقشات حول “السلال الأربع” لمفاوضات الانتقال السياسي؛ وهي: الحكم غير الطائفي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، وسط غياب ملف المعتقلين، وإيصال المساعدات.

ويذكر أن السّلال الأربع، هي نتاج ما تم التوصل إليه في الجولة الرابعة من جنيف، وفق ما أعلن دي ميستورا، في مارس/آذار الماضي.

ولم يتم التوصل إلى جديد في محادثات “جنيف5″، و”جنيف6″، إذ أعلن دي ميستورا، أنّ أهم نتائج “جنيف6″، هي التقلّص الملموس في الهجمات المتبادلة بين النظام والمعارضة، وذلك بفضل جولات المحادثات في العاصمة الكازاخستانية أستانة.

وتأتي الجولة الجديدة من جنيف، في ظل سريان وقف إطلاق نار في جنوب سورية، إثر اتفاق روسي أميركي على هامش قمة العشرين، وبعد أيام من انتهاء الجولة السادسة من محادثات أستانة، وهو ما قد يؤثر إيجاباً على سير العملية التفاوضية في جنيف، بحسب ما رآه أعضاء في وفد المعارضة.

وتخضع مناطق سورية في الشمال والوسط إلى هدنة تخرقها قوات النظام السوري بشكل مستمر، وتأتي تلك الهدنة إثر اتفاق روسي تركي إيراني تحت مسمى “مناطق خفض التوتر”، وتم الاتفاق عليها في الجولة الخامسة من محادثات أستانة في كازاخستان.

 

سورية: الاتفاق الرباعي ومسار أستانة يسرقان وهج جنيف7 اليوم/ محمد أمين

تتجه الأنظار مرة أخرى بدءاً من اليوم الإثنين إلى مدينة جنيف السويسرية التي تستضيف جولة سابعة من المفاوضات حول سورية، وسط انخفاض كبير بمستوى آمال المعارضة بجدوى التفاوض حول مسار الحل السياسي، في وقت يحاول فيه المجتمع الدولي إعادة تعويم نظام بشار الأسد، في نسفٍ واضح لأسس العملية التفاوضية التي نصت عليها قرارات دولية. وفيما يأتي “جنيف 7″ بعد يوم واحد من بدء سريان اتفاق رباعي روسي-أميركي-إسرائيلي-أردني لوقف إطلاق النار في جنوب سورية، فإن علامات استفهام كبرى باتت تطرح بشأن مسار جنيف، والذي فشل في الماضي بإرساء أي أسس لاتفاق سياسي لسورية جديدة من دون بشار الأسد ونظامه. وباتت الاتفاقات الكبرى المتعلقة بسورية يتم التفاهم عليها خارج جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، سواء في أستانة أو في غرف اجتماعات الدول المعنية بالملف السوري، من دون حتى إشراك السوريين بما يحاك لبلدهم. ولا تخفي المعارضة خيبة أمل كبرى بالمجتمع الدولي، على اعتبار أن الحل السياسي بات بعيد المنال، مشبهةً مفاوضات جنيف بـ”ورشات العمل” البعيدة عن التفاوض الحقيقي الذي يهدف إلى إيجاد حلول مستدامة.

وتبدأ اليوم الإثنين الجولة السابعة من مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام، من أجل إيجاد حل سياسي للقضية السورية قابل للصمود في بلد بات مهدداً بالتقسيم والتشرذم. وذكرت مصادر في “الائتلاف الوطني السوري” لـ”العربي الجديد” أن مدة الجولة الجديدة أربعة أيام فقط، مشيرةً إلى أنه لم يطرأ أي جديد على تشكيلة وفد المعارضة، إذ يترأسه نصر الحريري، مع وجود أليس مفرج نائباً له، وكبير المفاوضين في الوفد، محمد صبرا.

وذكر صبرا لـ”العربي الجديد”، أمس الأحد، أن الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لم يوزع جدول أعمال الجولة السابعة على الوفدين، فيما أكد عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني السوري”، عقاب يحيى، لـ”العربي الجديد” أن الجولة السابعة تتضمن استمرار “المناقشات” حول السلال التفاوضية الأربع، وهي: الحكم، الدستور، الانتخابات، مكافحة الإرهاب. وتوقع ألا يتم التطرق إلى موضوع المعتقلين، أو التفاوض المباشر مع وفد النظام كما طلبت المعارضة في الجولة السادسة من أجل التعجيل بالحل. وكان نائب المبعوث الأممي إلى سورية، رمزي عزالدين رمزي، قد أكد في تصريحات من دمشق، عقب اجتماعه مع نائب وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، يوم السبت، أن جولة جنيف السابعة “ستبحث حزم الحلول الأربعة بالتوازي مع مواصلة المشاورات التقنية حول المسائل القانونية، والدستورية المتعلقة بالعملية السياسية”.

وانخفض سقف آمال المعارضة السورية إلى حد بعيد بمسار جنيف التفاوضي بعدما بدأ يراوح مكانه من دون تحقيق اختراق حقيقي، خاصةً على صعيد الانتقال السياسي الذي تعتبره المعارضة جوهر العملية السياسية المستندة إلى بيان “جنيف 1” وقرارات دولية أخرى ذات صلة أبرزها القرار 2218 والقرار 2254، والتي يحاول النظام وحلفاؤه القفز فوقها. وتابع عقاب يحيى أن ما يجري في جنيف ليس تفاوضاً “بل هو أقرب إلى المناقشات”، مشبهاً مسار جنيف بـ”ورشات العمل” التي يجري النقاش فيها حول قضايا متعددة.

وأشار يحيى إلى أن ما يجري في سورية يؤكد “أننا لا نزال بعيدين كل البعد عن الحل السياسي”. وأضاف أنه “يجري الآن تحويل سورية إلى مناطق نفوذ لقوى إقليمية ودولية، والحرب على الإرهاب أولوية لدى الولايات المتحدة وليس الحل السياسي للقضية السورية”. وأكد أن لدى المعارضة خشية من تعدد المسارات في الملف السوري. وأوضح أن الاتفاق الرباعي الروسي-الأميركي-الأردني-الإسرائيلي حوّل جنوب سورية إلى مناطق “وصاية”، مشيراً إلى أن هناك محاولات دولية لـ”إعادة تعويم نظام بشار الأسد مرة أخرى”، معرباً عن اعتقاده بأنه لا أمل يُرجى من جولة جنيف السابعة. وقال “هي تسجيل حضور لا أكثر ولا أقل”، وفق تعبيره.

وفقد مسار جنيف التفاوضي كثيراً من زخمه وبريقه الإعلامي والسياسي، في ظل عدم تبلور تفاهمات روسية وأميركية حول مستقبل الصراع في سورية. ولا يزال الروس يصرّون على أن الأسد جزء من الحل، وهو ما ترفضه المعارضة التي تعتبره أصل المشكلة في سورية. وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي في قمة “مجموعة العشرين” في هامبورغ الألمانية، إن مستقبل سورية والرئيس الأسد يحدده الشعب السوري، وليس وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في تأكيد جديد على أن الحل للقضية لا يزال بعيد المنال.

وتراجعت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطوة إلى الوراء حيال مصير بشار الأسد، إذ باتت تعتبره جزءاً من عملية انتقالية في سورية، ولم تعد تصر على رحيله عن السلطة فور بدء هذه العملية، في تأكيد على عدم قدرة الأميركيين على تجاوز حقائق فرضها التدخل الروسي والإيراني في سورية. وقال عضو في “الائتلاف الوطني السوري” لـ”العربي الجديد” إن المعارضة باتت في مأزق. وأوضح قائلاً “لا يمكننا قبول بقاء بشار الأسد في السلطة تحت أي ذريعة بعدما قتل وشرد واعتقل وحاصر ملايين السوريين، ورهن سورية للروس والإيرانيين، ولا يمكننا إزاحته عنها بالقوة، وبنفس الوقت نحن نريد إيقاف قتل السوريين المستمر منذ سنوات”. وأشار إلى أن المجتمع الدولي “خذل السوريين، وحوّل بلادهم إلى مسرح صراع لا يكاد ينتهي والآن يريد تعويم قاتلهم”، في إشارة إلى الأسد. ووصف ما يجري في سورية بـ”الوضع المعقد” الذي يحتاج إلى إرادة حل دولية “للأسف غير موجودة الآن”، وفق المتحدث. وأضاف “يريدون من المعارضة توقيع صكوك استسلام وغفران لقتلة السوريين على مدى أعوام، والقبول باحتلال روسي وإيراني، مستخدمين لغة القوة والجبر”، موضحاً أن المعارضة “في وضع صعب في ظل انشغال حلفائها بخلافاتهم”، على حد تعبيره.

وجاء الإعلان عن الاتفاق الرباعي الروسي-الأميركي-الأردني-الإسرائيلي حول جنوب سورية قبيل أيام من جولة جنيف السابعة، ليسهم في إفقاد المسار التفاوضي قيمته الحقيقية. وبدأت أطراف الصراع تبحث عن حلول تلائم مصالحها خارج سياق المعادلة الأممية التي تحض على إبقاء سورية بلداً موحداً من دون وصاية من دول أخرى. ودشن الاتفاق الرباعي التدخل الإسرائيلي المباشر بالأزمة السورية، إذ أكدت صحف إسرائيلية، أمس الأحد، أن إسرائيل “شريك بالتوصل لاتفاق التهدئة جنوب سورية”. وذكرت كل من صحيفتي “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت”، أن إسرائيل كانت طرفاً في المباحثات التي تمت بين الأطراف الثلاثة المذكورة، وأنها وضعت مطالب واضحة بشأن صيغة الاتفاق المذكور وشروطه، وإن كانت قد تحفظت علناً من إبقاء الإشراف على وقف إطلاق النار بأيدي روسيا بشكل حصري. ويأتي تأكيد الصحيفتين، بعدما كانتا قد نشرتا، يوم الجمعة، لأول مرة، عن الدور الإسرائيلي في المشاورات والمفاوضات الجارية في الأردن، إذ أوردت “هآرتس”، حينها، أن إسرائيل مطلعة على ما يجري في المفاوضات في الأردن، وأنها طالبت الولايات المتحدة بشكل واضح بأن يتم فصل مباحثات وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية عن المفاوضات العامة الجارية في أستانة، وأن يتم استبعاد إيران وأذرعها عن المنطقة. وبحسب الصحيفة، فإن الولايات المتحدة تبنّت المواقف الإسرائيلية المذكورة.

وعاودت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس الأحد، التأكيد عبر مقال للمحلل العسكري، أليكس فيشمان، في نسختها الورقية، بشكل لا يترك مجالاً للشك، أن الاتفاق وقع بين ثلاث دول هي روسيا والأردن والولايات المتحدة، إلا أن إسرائيل كانت لاعباً رئيسياً في بلورته. وأضاف المحلل الإسرائيلي أنه في حال تطبيق الاتفاق وتنفيذه فإن ذلك سيبعد خطر تشكيل جبهة إيرانية مع “حزب الله” في هضبة الجولان، وهو بحد ذاته إنجاز سياسي لإسرائيل، وفق تعبيره.

ولفت فيشمان، في هذا السياق، إلى أن الهجمات والغارات التي شنتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة على مواقع في سورية، إثر سقوط قذائف بالجانب الإسرائيلي من الجولان المحتل، ساهمت في تكريس مكانتها كلاعب لا يمكن تجاهله في الترتيبات في الجولان، فضلاً عما يقال عن علاقاتها مع جهات سورية في الطرف السوري من الجولان، وهو ما يساعدها في أن تكون طرفاً في الإشراف على تطبيق الاتفاق ومراقبته.

وفي الساعات الأولى لبدء سريان وقف إطلاق النار في الجنوب، أي في درعا والقنيطرة وريف السويداء، بدا الالتزام كبيراً نسبياً من جميع الأطراف. وتحدث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن الاتفاق الرباعي، ووصفه بأنه “سينقذ أرواح كثيرين”. وكتب في تغريدة على موقع “تويتر”، قائلاً “حان الوقت للعمل بشكل بنّاء مع روسيا”.

بدوره، أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن سروره من الاتفاق “طالما أنه يضمن عدم وجود عسكري لإيران ولمليشياتها على الحدود الإسرائيلية”. أما حكومة النظام السوري، فعبّر مسؤول فيها عن الموقف بقوله إن “السكوت علامة الرضا”، رداً على سؤال لوكالة “رويترز” حول موقف دمشق من وقف إطلاق النار.

وذكر المتحدث الإعلامي لـ”ألوية الفرقان” التي تنشط في منطقة القنيطرة، صهيب الرحيل، أن “الوضع هادئ بشكل نسبي”. وقال مسؤول آخر في المعارضة في مدينة درعا إنه لم يقع قتال يذكر. وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبد الرحمن، بأن الهدوء يسود في جنوب سورية منذ ظهر الأحد. وقال إن “الجبهات الرئيسية في درعا والقنيطرة والسويداء تشهد توقفاً للمعارك والقصف منذ صباح الأحد باستثناء سقوط قذائف متفرقة قبل الظهر أطلقتها قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في مدينة درعا”.

وكان مسؤول أميركي في وزارة الخارجية قد كشف، لدى الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، يوم الجمعة، أنه سيكون “ترتيباً من ضمن اتفاق أكبر”. وذكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الاتفاق يتضمن “تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية عمّان”. كذلك تم تسريب بنود تتعلق بنشر قوات شرطة عسكرية روسية وأخرى أردنية لمراقبة الهدنة، فضلاً عن الاعتماد على الأقمار الصناعية، وإبقاء المليشيات المحسوبة على إيران بعيدة 30 كيلومتراً عن الحدود الفلسطينية المحتلة والأردنية.

العربي الجديد

 

اعتقال والي “داعش” ومسؤوله الأمني في إدلب

إدلب ــ العربي الجديد

أعلنت “هيئة تحرير الشام”، مساء اليوم الأحد، اعتقال عشرات العناصر التابعين لتنظيم “داعش”، أبرزهم واليه ومسؤوله الأمني في إدلب، إضافة إلى السيطرة على العديد من “الأوكار”، في عملية أمنية، بدأتها اليوم في محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وأفادت مصادر خاصة من سرمين بأن الاشتباكات استمرت حتى ليل اليوم، على محور سرمين قميناس، حيث يوجد المقر الأكبر للجماعات التابعة لـ”داعش”، والتي كانت تنضوي سابقاً تحت لواء “جند الأقصى”.

 

وأكدت المصادر لـ”العربي الجديد”، اعتقال المسؤول الأمني العام، الروسي أبو سليمان، إلى جانب “غرباء مهاجرين”، فضلاً عن العديد من المقالين من أهالي سرمين، بينهم قياديون من آل المحلول، وحسن آغا، وخاروف.

 

وأضافت المصادر أنه جرى، منذ صباح اليوم، اقتحام سرمين من محوري مدينة إدلب غرباً وبنّش جنوباً، بمعدات وأسلحة ثقيلة، ولاقت قوات “هيئة تحرير الشام” مقاومة من المسلحين، أسفرت، بحسب المصادر، عن سقوط جرحى وإلحاق أضرار مادية بالمباني، قبل أن يتم اعتقال المسؤول الأمني والمسلحين الذين فرّ بعضهم شرقاً باتجاه مدينة سراقب.

 

وقالت “هيئة تحرير الشام”، اليوم في بيان، إن العملية الأمنية أسفرت عن “السيطرة على 25 موقعا للخوارج واعتقال 100 أمني، فضلاً عن اعتقال ثلاثة انتحاريين كانوا يعدون أنفسهم للتفجير”، وفق البيان.

 

وأكدت الهيئة، في البيان الذي وصل إلى “العربي الجديد” نسخة منه، اعتقال المسؤول الأمني العام للخوارج أبو سليمان الروسي واعتقال أبو إبراهيم العراقي مسؤول خلايا تنظيم “داعش” في ريف إدلب الشمالي وسبعة من مرافقيه، كما تم اعتقال أبو القعقاع الجنوبي والي البغدادي في الشمال السوري وأبو السوداء المصري، الشرعي العام للجماعة.

 

وأشارت إلى اكتشاف أوكار وضبط أسلحة وكواتم صوت ومبالغ مالية كبيرة.

 

وكانت هيئة تحرير الشام قد بدأت منذ فجر الأحد حملة مداهمات واعتقال في مدينة إدلب بعد فرض حظر للتجوال، قبل أن تتوجه شرقاً إلى مدينة سرمين حيث أسفرت المداهمات عن اعتقال العشرات ومقتل رجل من آل الشاطر وإصابة طفلين بجروح، بحسب المصادر.

 

وشهدت محافظة إدلب في الآونة الأخيرة، العديد من التفجيرات التي استهدفت قياديين ومناطق تجمع للمدنيين، تبنى بعضها تنظيم “داعش”.

 

يذكر أنّ القوة الأمنية التي تتولى الأمور الأمنية في مدينة إدلب، تمكنت منذ عدّة أيام من إلقاء القبض على كبرى هذه الخلايا، حسب وصفها، بريف إدلب الغربي الشمالي، بعد أن نفذت عشرات التفجيرات والاغتيالات في المنطقة.

 

أحرار الشام” ترفع علم الثورة السورية: تغيير تدريجي للخطاب

عدنان علي

تلقي عملية قيام حركة “أحرار الشام الإسلامية” برفع علم الثورة السورية على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، أول من أمس، الضوء مجدداً على التحولات التي تجري داخل الحركة، لجهة انتقالها المتدرج ببطء، ولكن المستمر، من الخندق “الجهادي السلفي” إلى الفضاء “الإسلامي الوطني”، على نحو يجعلها مقبولة أكثر من جانب مجتمعاتها المحلية، فضلاً عن المجتمع الدولي.

وكان قائد “حركة أحرار الشام”، أبو عمار العمر قد ظهر في مقطع مصور في 22 يونيو/حزيران الماضي، وإلى جانبه علم الثورة السورية، في سابقة هي الأولى من نوعها لقادة “الأحرار”. وفي سلسلة تغريدات له على “تويتر”، أمس الأحد، اعتبر القيادي في “أحرار الشام”، أبو عزام الأنصاري، أن “رفع علم الثورة لا يعتبر إنجازاً، وإنما تصحيحاً لخطأ طال كثيراً”، مشيراً إلى أن سبب التأخير برفعه كان مراعاة، لمن وصفهم، بـ”الغلاة والمتنطعين”. وقال الأنصاري إن الشعب الثائر المظلوم يريد أكثر من مجرد رفع علم الثورة، لافتاً إلى أن “الحركة تتبنى أهداف الثورة، وفي مقدمتها رفع الظلم ونشر العدل تحت راية الثورة الخضراء”. ورأى أن من يربط التوحيد بالراية البيضاء والشرك بالراية الخضراء (علم الثورة) فهو “سقيم الفهم ضعيف الإدراك”، مؤكداً أن “هدفنا، نشر الإيمان في القلوب، والعدل في الأرض. نقاتل تحت راية الثورة الخضراء”. وتشير تصريحات الأنصاري إلى أن عملية التحول داخل الحركة، والتي بدأت منذ فترة طويلة، وتخللها كثير من الخلافات والانقسامات والانشقاقات، بدأت تتسارع، خصوصاً بعد أن غادر الحركة باتجاه “هيئة تحرير الشام” كبار القادة المتشددين ممن كان وجودهم يعيق عملية التحول، وفي مقدمتهم القائد السابق للحركة، أبو جابر الشيخ، والقائد العسكري السابق، أبو صالح الطحان. وجاء اختيار أبو عمار العمر، نهاية العام الماضي، قائداً للحركة، بمثابة انتصار للتيار الذي يُوصف بـ”الإصلاحي” داخلها، ويؤيد الانفتاح على تيارات المعارضة، السياسية والعسكرية، والمحافظة على الفكر المعتدل.

ويقول عضو المكتب السياسي في الحركة، لؤي عبد الملك، المعروف باسم “أبو يزن”، في تصريح، لـ”العربي الجديد”، إن “الحركة منذ تأسيسها لم تبتعد عن مطالب الثورة، وكانت حركة شعبية، وكان ارتباطها بالسلفية الجهادية ارتباطاً فكرياً، وجرى عليه مراجعات من القادة، الشهداء والأحياء، وهذا أمر صحي”. ورأى أن “توصيف الحركة لم يكن أنها حركة جهادية، وإنما نحن حركة شعبية إسلامية، لا تتبنّى الجهاد القتالي كوسيلة وحيدة للتغيير، بل تسير بمسارات متوازية، منها مسار عسكري وآخر سياسي ومدني ودعوي”، مشيراً إلى أن التبدل في خطاب الحركة، من خلال مناداتها بالمشروع الوطني، ليس جديداً، وإنما هذا التحوّل بدأ منذ عام 2014، قبل اغتيال قيادات الحركة الرئيسيين، وتجسد التغيير حينها من خلال التوقيع على ميثاق الشرف الثوري الذي توافقت عليه معظم مكونات الثورة. وكان من أبرز بنود الميثاق أن “محددات وضوابط العمل الثوري مستمدة من الشرع الحنيف، وأهمية الحفاظ على وحدة التراب السوري، وأن مشروع الفصائل هو مشروع ثوري وطني، وليس مشروعاً عابراً للحدود”. وبشأن رفع الحركة لعلم الثورة السورية، قال عبد الملك إن هذه الخطوة ليست مبنية على أية ضغوط خارجية، ولا تتصل بطلب النظام إزالة الرموز والشعارات الدينية في مليشياته، كما أنها ليست كما قال بعضهم “اصطياداً في الماء العكر”، وإنما جاء رفع الحركة لعلم الثورة بناءً على توافق السواد الأعظم من الشعب السوري على ذلك، إضافة إلى أن علم الثورة كان أول راية رفعت نكايةً بالنظام السوري، ولأن هذا العلم كان مُعتمداً في سورية قبل أن يسلب حزب “البعث” السلطة في انقلاب عام 1963، وهو علم الاستقلال وليس الانتداب كما يروج بعضهم، لأن الانتداب الفرنسي كان قد حارب هذا العلم الذي كان الثوار يرفعونه، مثل إبراهيم هنانو، معتبراً أن رفع العلم فيه من المعاني التي تعيد روح الثورة من جديد، وتدعو لوحدتها والالتصاق بحاضنتها.

وكانت “حركة أحرار الشام” قد قرّرت اعتماد علم الثورة راية موحّدة لها، إضافة إلى اعتمادها القانون العربي الموحد للقضاء في جميع المحاكم التابعة لها في سورية، وهما الخطوتان اللتان أعادتا الثقة بأن الحركة ما زالت باقية على نهج الإصلاح، وهو الشرط الذي وضعته كثير من الفصائل الهاربة من بطش “جبهة النصرة” من أجل انضمامها إلى الحركة مطلع العام الحالي، إذ دخلت الحركة منذ ذلك الوقت في جمود بشأن عملية الإصلاح، الأمر الذي خلق هواجس لدى الفصائل الوافدة إلى الحركة، والتي ليس لبعضها خلفية إسلامية. وكانت “جبهة النصرة” قد حاولت على مدار عامين ونصف العام، منذ نهاية عام 2014 حتى بداية 2017، تفكيك كثير من الفصائل الأقل حجماً والتابعة لـ”الجيش الحر” في الشمال السوري، ونجحت بالنسبة إلى بعضها، لكن فصائل أخرى اختارت الانضمام إلى “حركة أحرار الشام” لحماية نفسها. ومن أبرز الفصائل التي انضمت إلى الحركة، وساعد وجودها على إغناء تكوين الحركة، وإضافة ألوان أخرى إلى اللون الإسلامي، “جيش المجاهدين” و”تجمع فاستقم”، و”لواء صقور الشام”، وفرع “جيش الإسلام” في الشمال. كذلك استفادت “أحرار الشام” من التعاطف الشعبي الذي حظيت به بعد اغتيال القادة المؤسسين، إذ اعتبر كثر، بمن فيهم معارضو التيار الإسلامي داخل قوى الثورة والمعارضة، أن الحركة تشكل ملاذاً جيداً للشباب المعارض الذي تأثر بموجة صعود التيار الجهادي وأسلمة الثورة، بدل استقطابهم من قبل “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”. ويرى المراقبون أن الحركة باتت اليوم جاهزة لإنجاز مزيد من الخطوات على طريق التحول الداخلي من دون أي محاذير تذكر، بسبب رحيل الفريق المتشدد من قيادة الحركة مطلع العام الحالي، بعد سلسلة من الصدامات مع الفريق “الإصلاحي” كادت أن تعصف بالحركة. أضف إلى ذلك، وجود استعداد كبير لدى قواعد الحركة من أجل التغيير، إذ باتت تلك القواعد منسجمة اليوم بشكل عام.

وتترافق التحولات في “أحرار الشام” مع تحولات مماثلة في تنظيم إسلامي آخر يتمركز في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهو “جيش الإسلام”، والذي تبنى بدوره علم الثورة في فبراير/ شباط الماضي، وهو ما اعتبره “التيار السلفي الجهادي” مخالفاً للشرع، واستجابة لإملاءات وضغوط خارجية، بينما يرى مقربون من الفصيلين أن هذه التحولات تأتي خلافاً لإرادة القوى المتحكمة بالملف السوري، مشيرين إلى اغتيال كل القادة الذين بادروا لإطلاق هذه التحولات الفكرية والسياسية، مثلما حدث مع قادة “أحرار الشام”، والذين دفعوا ثمن توجههم إلى إعادة بناء الحركة، إضافة إلى اغتيال القائد السابق لـ”جيش الإسلام”، زهران علوش. يبقى أن نشير إلى أن “أحرار الشام” تتبنى نهجاً حذراً في مواقفها السياسية، ومنفتحاً في تعاملاتها الداخلية مع المجتمع المحلي. ويقول عبد الملك إن “الحركة تحاول أن تلتصق بحاضنتها الشعبية من خلال تقديم الخدمات للناس ودعم المجالس المحلية، وتقدم الكفاءات لإدارة شؤون الناس، وتحاول أن تنحي الفصائلية عن الموضوع المدني والخدمي”، كاشفاً عن وجود عقبات ومشاكل كثيرة مع “هيئة تحرير الشام” في هذا الخصوص.

 

أهداف حزب الله من التنسيق مع النظام لإعادة اللاجئين

منير الربيع

لا شك في أن الهدف الأساسي لحزب الله، إن لم نقل إن طموحه منذ دخل الحرب السورية، يتركز على إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه سابقاً مع النظام السوري، وما يستتبعه ذلك من اعتراف ضمني من مناهضي هذا النظام اللبنانيين بإنتصار بشار الأسد. لكن الدعوات العلنية من جانب الحزب لاجل التنسيق مع الحكومة السورية، يبدو أنها تنطوي على أهداف عديدة قريبة وبعيدة الأمد. ما يؤشر إلى ذلك، هو خروج الموضوع إلى العلانية، بدل تمريره في قنوات سرّية أو هادئة، خصوصاً أن التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا لم ينقطع بتاتاً، والشواهد على ذلك كل المفاوضات وعمليات تبادل المخطوفين والموقوفين من لبنانيين وسوريين.

 

حين أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، تفكيك مواقع الحزب في السلسلة الشرقية وتسليمها إلى الجيش اللبناني، معلناً بذلك الإنتصار والنجاح في تحقيق ما أراد تحقيقه من خلال دخوله الحرب السورية، سرت تحليلات ومعلومات، أبرزها أن الحزب تلقى نصائح بوجوب الإنسحاب كي لا يتعرض لأي ضربة أميركية في الجرود. لكن الحزب انتقل إلى مناطق أكثر عمقاً ولم يتعرض سوى لضربتين أو ثلاث بالقرب من معبر التنف على الحدود العراقية. فيما نجح بربط الحدود العراقية السورية، وفتح الممر الذي يصل طهران ببيروت.

 

أراد حزب الله حينها استباق أي تطورات، لاسيما لجهة إعلان مناطق خفض التصعيد والمناطق الآمنة، وبذلك أعلن تلك المنطقة آمنة من دون الحاجة إلى آستانة أو جنيف أو غيرها من إتفاقات. واليوم، تأتي الدعوة العلنية إلى التنسيق مع النظام السوري، إستباقية لكل الإتفاقات الدولية التي تجري بشأن سوريا، لناحية توسيع مناطق تخفيض التوتر والتصعيد. يريد الحزب تحقيق أهداف عدة، هي: أولاً إعلان الإنتصار في كل المناطق الحدودية، ثانياً إعلان إنشاء منطقة آمنة بجهوده فقط، وثالثاً تسجيل إنتصار سياسي لمصلحة النظام والمحور الذي ينتمي إليه عبر اعتراف خصومه به.

 

وتتدرج حسابات الحزب في ذلك، في مرحلة يعتبرها مرحلة استعداداً لسوريا ما بعد داعش، أي أن سوريا ستتشكل من جديد على أساس مناطق نفوذ، قد تتحول فيما بعد إلى كانتونات، المنطقة الأولى، هي في الجنوب السوري والتي حصل بشأنها إتفاق شامل على وقف إطلاق النار، وهي السويداء والقنيطرة، والتي ستكون حزام أمان لإسرائيل؛ منطقة ثانية في درعا، وأخرى للأكراد في الشمال وأجزاء من الشرق؛ والمنطقة الرابعة التي يطلق عليها إسم سوريا المفيدة، من دمشق إلى حمص والساحل. وبذلك ستكون إيران وحزب الله حاضرين في سوريا بقوة ضمن هذه المناطق، رغم الإبتعاد عن المناطق الجنوبية بعمق 20 كيلومتر، تحقيقاً للمطالب الإسرائيلية.

 

أما في حسابات حزب الله اللبنانية بشأن التنسيق مع النظام، فإن إثارة الموضوع بطريقة جدلية وكأنها شأن محلّي صرف.. لارباك الطرف الآخر. ويعلم أن المسألة تتخطى التنسيق مع النظام، لأن ذلك غير مرتبط بهذا الأمر، بل مرتبط بالإتفاقات الدولية النهائية بشأن سوريا، والإتفاق السياسي عليها. أما طرخ الموضوع لبنانياً من جانب حزب الله، فيهدف إلى رمي الكرة إلى ملعب “السّنة” لتحويلهم إلى طرف مرتبك في هذا الموضوع. فإذا وافق عليها، يكون قد تلقى صفعة كبرى من قبل جمهوره وفي توجهاته السياسية. وإذا عارض ذلك، سيكون في موقف متخاصم مع المسيحيين، الذين يرفعون شعار عودة اللاجئين للحفاظ على وجودهم في لبنان.

 

وسط الجدل الحاصل في لبنان، برزت مواقف للسفير السوري يؤكد فيها أنه حتى لو وافقت الحكومة اللبنانية على التفاوض مع النظام، فإن سوريا لن توافق على التواصل مع الحكومة اللبنانية. هذا الموقف يعني أن سوريا لا تريد عودة اللاجئين، لاسيما في ظل غياب أي موقف رسمي سوري يطالبهم بالعودة، لأنه يعتبرهم فائضاً ديمغرافياً في هذه المرحلة. هذا التعارض في وجهتي نظر الحزب والنظام، ليس عبثياً، على أن الهدف المراد تحقيقه من خلال طرح هذه القضية، غير معلن أو واضح حتى الآن. فإلى جانب كل الأسباب والدوافع التي ذكرت سابقاً، يبقى هناك هدف أساسي ستظهره الأيام المقبلة.

 

تحرير الشام”تشن حملة تطهير إدلب من”خلايا داعش

أعلنت “هيئة تحرير الشام” اعتقال عشرات الأشخاص في محافظة إدلب، الأحد، ممن قالت إنهم يتبعون “خلايا نائمة” لتنظيم “الدولة الإسلامية”، مطالبة السكان التزام منازلهم والتعاون معها، وفق ما نقلت وكالة “سمارت”.

 

وقالت “تحرير الشام”، عبر وكالة “إباء” التابعة لها، إنها اعتقلت المسؤول الأمني العام لتنظيم “داعش” ويدعى “أبوسليمان الروسي”، إضافة الى إعتقال مئة عنصر في مدينة إدلب وبلدة سرمين بينهم ثلاثة “انتحاريين”، والسيطرة على 25 موقعاً تابعاً للتنظيم في المحافظة.

 

وطالبت “الهيئة” السكان بـ”التعاون مع المكتب الأمني” التابع لها، والتزام منازلهم، لإكمال “العملية الأمنية الواسعة”، فيما قال ناشطون محليون إنهم سمعوا إطلاق نار واشتباكات، في حي الضبيط والأحياء الغربية لمدينة إدلب جراء العملية.

 

من جهته، نقل موقع “عنب بلدي” عن مصادر متطابقة، خبر اعتقال “الهيئة” لعناصر من “القوقاز” وآخرين مهاجرين من جنسياتٍ أخرى، فضلاً عن وقوع اشتباكات في مدينة سرمين أسفرت عن جرح ثلاثة أشخاص.

 

على صعيد آخر، سقط 35 مدنياً بين قتيل وجريج، الأحد، جراء قصف جوي يرجح أن طائرات التحالف الدولي نفذته على أحياء مدينة الرقة، وسط أنباء عن مشاركة “قوات سوريا الديموقراطية” بالقصف عبر مدفعيتها، فيما قتل ثلاثة عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” بمواجهات داخل المدينة.

 

وأضافت المصادر، أن طائرات التحالف ومدفعية “قسد” قصفت أحياء الدرعية، والنهضة، والروضة، ومنطقة البانوراما، ونزلة شحاذة، وشارع سيف الدولة قرب دوار الدلة، ما أسفر عن مقتل 13 مدنياً وجرح 22 آخرين بينهم عائلة كاملة.

 

في السياق، نقلت وكالة “سمارت” عن مصدر في الرقة قوله، إن قوات “قسد” تقدمت في حي الرميلة شمال شرق مدينة الرقة، من جهة المقبرة وسيطرت على الكازية داخل الحي، وصولاً إلى المساكن الشبابية حيث سيطرت على ست أبنية بعد اشتباكات مع تنظيم “الدولة”، كما حاولت التقدم إلى حي الدرعية غرب الرقة بغطاء جوي ومدفعي. وأضاف المصدر، أن ثلاثة عناصر من تنظيم “الدولة” قتلوا باشتباكات مع “قسد” عند دوار القادسية غرب الرقة ودوار البتاني شرقها.

 

إلى ذلك، أفاد موقع “عنب بلدي”، أن ستة عناصر من قوات النظام قتلوا، بعد هجوم مباغت لحركة “أحرار الشام الإسلامية” في ريف حماة الجنوبي. وأعلنت “الحركة” أنه بعد أيام من “الصد والدفاع” عن النقاط الخاضعة لسيطرتها على محور حربنفسه، قامت “أحرار الشام” بعملية خاطفة على إحدى نقاط قوات النظام في حاجز المداجن، تم خلالها مقتل أكثر من 6 عناصر وجرح آخرين، والسيطرة على أسلحة وذخائر.

 

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية، أن “سلاح الجو يستهدف مواقع المسلحين بريف حماة الجنوبي، بعد محاولات تسلل إلى المنطقة منذ أمس السبت”، على الرغم من تحديد المنطقة التي تتعرض للقصف ضمن مناطق “تخفيف التوتر”.

 

جولة سابعة لمحادثات الملف السوري في جنيف

جنيف: «الشرق الأوسط أونلاين»

بدأت في جنيف اليوم (الاثنين) جولة سابعة من محادثات السلام بين النظام السوري والمعارضة، برعاية الأمم المتحدة، وسط آمال ضئيلة في إمكانية تحقيق أي تقدم في العملية السياسية لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من 6 سنوات.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي يبذل جهودا منذ سنوات لإيجاد حل للأزمة السورية: «سنعمل بشكل مكثف جدا».

وبدأت الجولة الجديدة صباح اليوم بلقاء بين دي ميستورا ووفد النظام السوري. ويرتقب أن تستمر مفاوضات جنيف حتى 14 يوليو (تموز).

وأفادت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) بأن وفد النظام برئاسة بشار الجعفري قد عقد جلسة محادثات مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة في جنيف، في مستهل الجولة السابعة من الحوار.

وتأتي جولة المفاوضات غير المباشرة هذه غداة سريان وقف لإطلاق النار في 3 محافظات في جنوب سوريا، بموجب اتفاق روسي أميركي أردني، بناء على مذكرة مناطق خفض التصعيد التي تم إقرارها في محادثات آستانة في مايو (أيار).

ويستكمل طرفا النزاع السوري بحث جدول الأعمال السابق المؤلف من 4 سلات، هي الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، بالتزامن مع اجتماعات تقنية تتناول «مسائل قانونية ودستورية».

ولم تحقق جولة المفاوضات الأخيرة في جنيف التي انتهت في 19 مايو أي تقدم لافت على طريق إنهاء النزاع، الذي تسبب في مقتل أكثر من 320 ألف شخص منذ اندلاعه في عام 2011.

وأقر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن إثر انتهاء الجولة السابقة، بوجود هوة عميقة بين الطرفين حيال القضايا الأساسية، لافتا إلى أن ضيق الوقت أحبط عملية التقدم.

ويبقى مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد نقطة التباين الرئيسية، إذ يصر وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، على مطلب رحيله قبل بدء العملية الانتقالية، الأمر الذي يراه وفد النظام غير مطروح للنقاش أساساً.

ورغم التباين حيال الملفات الأساسية، فإن وفدي النظام السوري والمعارضة يشاركان في هذه الجولة مع توقعات ضئيلة بإمكانية تحقيق أي خرق.

وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي، إن وفد المعارضة يشارك «بتوقعات متواضعة» مضيفاً أنهم سيبحثون «جدول أعمال الجولة السابقة، أي المحاور الأربعة».

ومنذ عام 2014، عقدت 6 جولات من المفاوضات غير المباشرة بين طرفي النزاع السوري، برعاية الأمم المتحدة، من دون أن تنجح في تحقيق خرق يذكر.

وتشهد آستانة منذ مطلع العام جولات محادثات موازية برعاية روسيا وإيران، حليفتي رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة.

ووقعت الدول الثلاث في آستانة في الخامس من مايو مذكرة تقضي بإنشاء أربع «مناطق تخفيف التصعيد» في 8 محافظات سورية توجد فيها الفصائل المعارضة، لكنها أخفقت في اجتماع عقدته الأربعاء في الاتفاق على تفاصيل تتعلق بحدود هذه المناطق.

وبعد يومين فقط، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة في هامبورغ، اتفاق الولايات المتحدة وروسيا مع الأردن على وقف لإطلاق النار في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة في جنوب سوريا، بدأ تطبيقه ظهر الأحد. وهذه هي إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع الواردة في مذكرة آستانة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الهدوء يسود في محافظات درعا القنيطرة والسويداء في جنوب سوريا اليوم، غداة بدء وقف إطلاق النار بموجب الاتفاق الروسي – الأميركي – الأردني، رغم تسجيل بعض الخروقات المحدودة.

ورحبت الأمم المتحدة على لسان رمزي عز الدين رمزي، مساعد دي ميستورا، باتفاق وقف الأعمال القتالية في جنوب سوريا.

وقال رمزي الذي زار دمشق السبت للصحافيين بعد لقائه مسؤولين نظاميين، إن ما حدث «خطوة في الطريق الصحيح» معربا عن الأمل في أن «يتم التوصل في المناطق الأخرى التي تم التباحث بشأنها، إلى اتفاق في أقرب فرصة»، مؤكداً أن «هذا كله يؤدي إلى دعم العملية السياسية بشكل ملحوظ».

وتنظر موسكو إلى محادثات آستانة بوصفها مكملة لمحادثات جنيف، ما يثير شكوك المعارضة السورية التي تخشى وضع روسيا يدها بالكامل على عملية المفاوضات.

ويقول العريضي في هذا الصدد، إن «الهدف من مشاركتنا في جنيف هو الإبقاء على شيء من الزخم للحل السياسي، في ضوء محاولات روسيا حرف الاهتمام باتجاه آستانة التي تريد تصميمها كما تشاء».

ويرى الخبير في الشؤون السورية في مؤسسة «سينتشري» الفكرية للدراسات سام هيلر، إن المعارضة وداعميها يجدون في محادثات جنيف «فرصة لتحقيق انتصارات تكتيكية ومنصة لاتفاق مستقبلي محتمل».

ويضيف: «الأمر يتعلق أيضاً بالحفاظ على عملية سياسية معترف بها، صممها حلفاء المعارضة بدلا من التنازل عن مسار المفاوضات لصالح مسار آستانة المنافس الذي تقوده روسيا».

وبعد غياب فعلي منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، بعدما كانت أبرز حلفاء المعارضة وراعياً رئيسياً لمفاوضات جنيف، توحي مشاركة واشنطن في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا بعودتها، وإن بشكل خجول، إلى الملف السوري.

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في بيان الأربعاء، إن «الولايات المتحدة مستعدة لدرس إمكان العمل مع روسيا على وضع آليات مشتركة تضمن الاستقرار، بما في ذلك مناطق حظر جوي ومراقبون ميدانيون لوقف إطلاق النار، وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية».

وأضاف: «إذا عمل بلدانا سويا على إرساء الاستقرار على الأرض، فإن هذا الأمر سيرسي دعائم للتقدم نحو اتفاق حول المستقبل السياسي لسوريا».

 

المعارضة السورية تدعو “جنيف 7” لتعميم وقف إطلاق النار

دمشق – الخليج أونلاين

دعت المعارضة السورية، المشارِكة في مفاوضات “جنيف 7″، الأحد، إلى تعميم وقف إطلاق النار المعلَن جنوب غربي البلاد، ولطرد المليشيات الإيرانية، الداعمة للنظام للنظام السوري، من البلاد.

 

وعشية بدء مفاوضات “جنيف 7″، قال يحيى العريضي، أحد المتحدثين باسم وفد المعارضة، في مؤتمر صحفي بالمدينة السويسرية: “يتطلع السوريون إلى حالة سلام وخلاص من براميل القتل، وما حدث في الجنوب نريده أن يمتد إلى بقاع سوريا كاملة”.

 

وأعلنت الحكومة الأردنية، الجمعة الماضي، توصل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأردن إلى اتفاق يدعم وقف إطلاق النار بين قوات النظام والمعارضة السورية، في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوب غربي سوريا، بدأ سريانه الساعة 12 بالتوقيت المحلي (09:00 ت.غ).

 

ورغم الخروقات، ما يزال وقف جزئي لإطلاق النار سارياً في سوريا، منذ نهاية العام الماضي، برعاية كل من تركيا وروسيا وإيران، كدول ضامنة.

 

وأضاف العريضي أن “الشيء الأساسي في وقف إطلاق النار، هو أنه يمنع إيران ومليشياتها من الوجود في تلك الأمكنة، ونريد لهذه المليشيات، التي قتلت السوريين، ألا توجد في سوريا، ويجب أن يكون هناك قرار بذلك.. كما تريد أن تبعد (تنظيم) داعش عن سوريا فعليك أن تبعد المليشيات الإيرانية”.

 

وحول جولة المفاوضات التي تنطلق الاثنين، قال: إن “جنيف محطة مهمة وربما تأتي بالسلام والحرية لسوريا”.

 

وعن جدول أعمال المفاوضات، أجاب بأن الجولة تمثل “متابعة للمحاور التي طُرحت في الجلسات الماضية، بدايةً من الانتقال السياسي، وكل ما يدور تحت هذه المظلة من محاربة الإرهاب، ومحاولات لصياغة إعلان دستوري، وتحديد قضايا ناظمة للحياة المستقبلية السورية”.

 

ومضى قائلاً إن برنامج المعارضة، الاثنين، يتضمن “لقاءً صباحياً مع المبعوث الأممي (ستافان دي مستورا)؛ لمناقشة المحاور الأساسية التي وُجدت جنيف من أجلها، واجتماعاً مسائياً للهيئة العليا للمفاوضات”.

 

ورداً على سؤال عن الآلية التشاورية للمسائل الدستورية التي جرى طرحها في جولة مفاوضات “جنيف 6” والتي رفضتها المعارضة، قال العريضي: إن المعارضة “لم ترفض الآلية.. كان لدينا أسئلة عنها؛ لإحساس معين بأنه سيكون انتقال من المسار الرسمي الأساسي، واعتماده على مرجعيات، والالتفاف عليها”.

 

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأممي مؤتمراً صحفياً بعد ظهر اليوم؛ للحديث عن مفاوضات “جنيف 7” وبرنامج ومضمون لقاءاته مع الوفود المشارِكة من النظام والمعارضة.

 

وخلال جولة “جنيف 6″، التي اختتمت الشهر الماضي، طرح دي مستورا مقترح إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية القانونية الخاصة بالعملية السياسية؛ ما أثار استياء الأطراف المشاركة في المفاوضات، فاكتفى بلقاءات تقنية مع وفدي النظام والمعارضة.

 

وشهد العام الحالي ثلاث جولات من المفاوضات بجنيف، وجرى الاتفاق في أولاها (جنيف 4)، فبراير/شباط الماضي، على أربع سلال لمناقشتها كجدول أعمال للمفاوضات، وهي: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.

 

ولم تحقق الجولة التالية، خلال مارس/آذار الماضي، تقدماً في هذه السلال، وبقي الحديث عن الإطار العام، في حين جاءت الجولة الأحدث، في مايو/أيار الماضي، قصيرة، ولم تثمر سوى اجتماع تقني واحد لمناقشة المسائل الخاصة بالدستور.

 

جنيف7″ تنطلق باجتماع بين دي مستورا ووفد النظام السوري

جنيف – الخليج أونلاين

انطلقت، الاثنين، مفاوضات “جنيف 7” بلقاء بين المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، ووفد النظام.

 

ومن المقرر أن يُعقد اجتماع آخر يجمع دي مستورا مع رؤساء الوفود المعارضة الأخرى.

 

كما أنه من المنتظر أن يعقد دي مستورا، بعد ظهر اليوم، مؤتمراً صحفياً؛ للحديث عن هذه الجولة من المفاوضات، وبرنامج الاجتماعات، وأجندة المفاوضات.

 

والأحد، طالبت المعارضة السورية المشارِكة في “جنيف 7″، بتعميم وقف إطلاق النار المعلَن جنوبي البلاد من قِبل روسيا وأمريكا والأردن قبل أيام، وذلك على بقاع البلاد كاملةً، مشددةً على طلبها رحيل المليشيات الإيرانية من سوريا.

 

وأعلنت الحكومة الأردنية، الجمعة الماضي، توصل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأردن لاتفاق يدعم وقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا، يبدأ العمل بها اعتباراً من الأحد.

 

ومن المنتظر أن تستمر الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف حتى الجمعة المقبل؛ حيث يُنتظر إعلان دي مستورا نتائجها.

 

وخلال جولة “جنيف 6″، التي اختتمت الشهر الماضي، طرح دي مستورا مقترح إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية القانونية الخاصة بالعملية السياسية؛ ما أثار استياء الأطراف المشاركة في المفاوضات، فاكتفى بلقاءات تقنية مع وفدي النظام والمعارضة.

 

وقبل الجولة الجديدة التي انطلقت اليوم، شهد العام الحالي ثلاث جولات من المفاوضات في جنيف، وجرى الاتفاق في أولاها (جنيف 4)، فبراير/شباط الماضي، على أربعة ملفات لمناقشتها كجدول أعمال للمفاوضات، وهي: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.

 

ولم تحقق الجولة التالية، خلال مارس/آذار الماضي، تقدماً في هذه الملفات، وبقي الحديث عن الإطار العام، في حين جاءت الجولة الأحدث، في مايو/أيار الماضي، قصيرة، ولم تثمر سوى اجتماع تقني واحد لمناقشة المسائل الخاصة بالدستور.

 

إيران تطالب بتعميم اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا كلها

قال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين 10 تموز/يوليو 2017 إنه يجب توسعة اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا على وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا ليشمل كافة أنحاء البلاد حتى ينجح.

كانت الولايات المتحدة وروسيا والأردن أعلنت عن “اتفاق لعدم التصعيد” في جنوب غرب سوريا يوم الجمعة بعد اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ.

 

وقال قاسمي لوكالة تسنيم للأنباء “يمكن أن يكون اتفاق (وقف إطلاق النار) مثمرا إذا تمت توسعته ليشمل كافة أنحاء سوريا ويضم كل المنطقة التي ناقشناها في محادثات آستانا لعدم تصعيد التوتر”.

 

وحاولت روسيا وتركيا وإيران في محادثات آستانا ترتيب اتفاق لإقامة أربع مناطق لعدم التصعيد في سوريا لكنها لم تتمكن من التوصل لاتفاق.

 

وروسيا وإيران هما الداعمان الدوليتان الأساسيتان للرئيس السوري بشار الأسد في حين تدعم واشنطن جماعات المعارضة الساعية للإطاحة به.

 

وقال قاسمي “تنشد إيران سيادة وأمن سوريا لذا فلا يمكن أن ينحصر وقف إطلاق النار في موقع محدد… لن ينجح أي اتفاق دون أخذ الحقائق على الأرض في الاعتبار”.

 

وفشلت اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار في التماسك لفترة طويلة ولم يتضح مدى التزام القوات الحكومية السورية وجماعات المعارضة الرئيسية في جنوب غرب البلاد بالمسعى الأخير.

 

وقال قاسمي إن الروس أبلغوا إيران بتفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار لكن طهران ترى بعض “نقاط الغموض في الاتفاق خاصة فيما يتعلق بإجراءات أمريكية في سوريا مؤخرا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى