أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 13 أيار 2013

تركيا تتهم النظام السوري بمحاولة جرها إلى «فخ طائفي»

لندن، برلين، إسطنبول، دمشق، الناصرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اتهمت أنقرة أمس مجموعة «إرهابية موالية للنظام السوري» بالوقوف وراء تفجير سيارتين مفخختين في مدينة الريحانية التركية قرب حدودها مع سورية. وإذ دعت الحكومة التركية المجتمع الدولي إلى «التحرك» ضد سورية، حرصت على دعوة الأتراك إلى «ضبط النفس» وعدم الانجرار إلى «فخ» عبر إثارة «فتنة طائفية» في تركيا.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أعلن أمس اعتقال تسعة أشخاص أتراك ينتمون إلى «منظمة إرهابية على اتصال مع أجهزة الاستخبارات السورية»، قائلاً إن بعضهم أدلى «باعترافات»، بعد قول وزير الداخلية التركية معمر غولر أن منفذي التفجيرين «على علاقة بمنظمات تدعم النظام السوري وأجهزة مخابراته».

وفيما قال اتالاي إن منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الأخرى من الحدود بل «بحسب معلوماتنا فانهم أتوا من الداخل»، رفض غولر الإدلاء بمزيد من المعلومات عن هوية المشتبه بهم وطبيعة مجموعتهم، لكنه قال إنهم ناشطون «نعرف أسماءهم وأنشطتهم» و «اتصالاتهم الوثيقة» بنظام دمشق. وقال: «لقد كشفنا هويات هؤلاء المنظمين والذين قاموا بعمليات الاستطلاع والذين أودعوا السيارات». وتوقعت مصادر مطلعة أن يحمل أردوغان هذا الملف إلى لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن نهاية الأسبوع الجاري، لتصعيد الضغوط على النظام السوري.

ويتوقع أن تربك هذه المعلومات عن التورط السوري الموقف التركي الذي وجه اصبع الاتهام إلى دمشق بالوقوف خلف التفجيرات. واعتبر أردوغان أن الهجمات «لا تهدف إلى تغيير سياسة بلاده من الأزمة السورية وإنما زعزعة الاستقرار وخلق فتنة طائفية بين مكونات الشعب التركي»، مؤكداً أن بلاد لن تسقط في هذا الفخ. وقال أردوغان خلال لقاء في إسطنبول: «إنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي»، داعياً الشعب إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري».

من جانبه، قال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن «من قاموا بجريمة التطهير العرقي في بانياس (على الساحل السوري) هم أنفسهم من قام بالتفجيرات في الريحانية»، قبل أن يدعو من برلين أمس المجتمع الدولي إلى «التحرك» ضد النظام السوري.

إعلامياً، تم تداول معلومات عن علويين أتراك من الاسكندرون ينتمون إلى تنظيمات يسارية متطرفة كانت سورية حاضنة لها في ثمانينات القرن الماضي، بعدما فر عناصرها من تركيا بعد الانقلاب العسكري في 1980. وقالت مصادر إعلامية تركية إن امتدادات هذه التنظيمات هي المسؤولة عن تفجيرات الريحانية، وأن عناصر منها تقوم بدعم قوات الجيش والأمن النظامية في منطقة الساحل السوري وتتنقل بين تركيا وسورية.

في المقابل، نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أي تورط سوري في التفجيرين، وقال: «منذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سورية بكل حكوماتها وجيشها وأجهزتها على سلوك هكذا تصرف أو فعل، ليس لأننا لا نستطيع بل لأن تربيتنا وأخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح». وشن هجوماً لاذعاً على أردوغان، قائلاً: «أنا أطالبه أن يتنحى كقاتل وكسفاح وليس من حقه أبداً أن يبني أمجاده على دماء الأتراك وعلى دماء السوريين».

وقال داود أوغلو في مقابلة مع قناة «تي آر تي» التلفزيونية التركية إنه «لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري. ويتعين أن نكون حذرين حيال الاستفزازات العرقية في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس» في غرب سورية، علماً أن المعارضة اتهمت النظام بشن عملية «تطهير عرقي» ضد مواطنين سنة قتلوا على أيدي قوات نظامية وموالين لها من الطائفة العلوية.

وأصدر زعيم «الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون» علي كيال بياناً بعدما اتهمته مصادر تركية بالوقوف وراء التفجيرين. وقال إن هذه التفجيرات «نفذتها اليد ذاتها الملطخة بالدماء في تفجيرات حلب ودمشق وغيرها من التفجيرات في سورية»، مشيراً إلى أن أردوغان «يلفظ أنفاسه الأخيرة وسيغرق في دماء سياسته التي بنيت على معادلة الموت للشعوب البريئة».

في غضون ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن أكثر من 80 ألف سوري، بينهم 34 ألف مدني منهم نحو خمسة آلاف طفل، قتلوا خلال سنتين من الصراع في سورية، في وقت واصلت طائرات حربية سورية غاراتها على مناطق مختلفة في البلاد. وقال «المرصد» انه وثق سقوط 70257 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية في آذار (مارس) 2011، يضاف إليهم أكثر من 12 ألفاً من «الشبيحة» والمخبرين الموالين للنظام.

وشنت المعارضة أمس هجوماً بقذائف الهاون على عدد من أحياء منطقة المزة جنوب دمشق، في حين تعرضت أمس مناطق في بلدتي دروشا وخان الشيح في الغوطة الغربية لدمشق لقصف عنيف، بالتزامن مع اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف دروشا، وفق المرصد الذي أضاف أن مناطق في بلدة بيت سحم قصفت بالمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة.

وجددت القوات النظامية قصفها بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على مناطق في مدينة القصير وسط البلاد، في وقت حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في مناطق أخرى من ريف حمص قرب حدود لبنان.

سياسياً، قالت مصادر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض انه سيجتمع في إسطنبول في 23 الشهر الجاري، لاتخاذ قرار في شأن المشاركة في مؤتمر السلام الذي ترعاه أميركا وروسيا في جنيف، علماً أنه كان رحب بأي حل سياسي «يبدأ» برحيل الأسد. وكان نائب رئيس «الائتلاف» رياض سيف بين موقعين على بيان يؤكد على ضرورة «التعاطي بأقصى درجات الجدية مع فرص الحل السياسي». وتجري المعارضة مشاورات لاختيار رئيس لـ «الائتلاف» والحكومة الموقتة وتشكيل وفد إلى المؤتمر.

وفي القاهرة، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن المبعوث الدولي- العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يقوم حالياً بإعداد الأمور الإدارية والفنية واللوجستية لمؤتمر «جنيف-2». وأضاف أن الاتفاق بين القطبين الكبيرين في مجلس الأمن أحيا الأمل في الحل السياسي، وأن روسيا بدأت تعترف بأن الشعب السوري هو من يقرر «مصير» رئيسه.

وفي الناصرة، كرر وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس قلق حكومته من احتمال تنفيذ روسيا صفقة بيع صواريخ أرض جو روسية متطورة من طراز «أس 300»، معرباً عن خشيته من أن هذه الأسلحة «ستغير ميزان القوى في المنطقة بشكل دراماتيكي». وأضاف في حديث إذاعي أن «احتمال وصول هذه الأسلحة إلى سورية ومنها ربما إلى حزب الله يجب أن يقلقنا جميعاً».

وكان شالوم يعقب على الأنباء عن زيارة رئيس حكومته بنيامين نتانياهو إلى روسيا هذا الأسبوع بهدف إقناع القيادة الروسية بعدم تنفيذ صفقة الصواريخ.

من جهته رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب عاموس يدلين أن روسيا التي لم يعجبها عدم تصدي الدفاعات السورية للطائرات الإسرائيلية التي نفذت هجومين قبل أقل من أسبوعين، هو الذي دفع بها إلى الحديث عن تسريع تنفيذ الصفقة وإمداد سورية بالدفاعات المتطورة، لكنه لم يستبعد في الوقت ذاته أن تكون موسكو تشارك في «لعبة نفسية» تريد منها ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن القيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد، أكثر من رغبتها في تنفيذ الصفقة.

تركيا تقول إنها فقدت الاتصال بمقاتلة قرب سورية

أنقرة – رويترز

قال الجيش التركي إنه فقد الاتصال بإحدى مقاتلاته من طراز إف 16 في مدينة العثمانية الجنوبية قرب الحدود مع سورية.

وتابع البيان أن عمليات بحث وانقاذ تجري حالياً.

                      أردوغان يهدّد سوريا بردٍّ “في الوقت المناسب”

الائتلاف يحدّد موقفه من الحوار في 23 أيار

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

ربطت أنقرة بين تفجير السيارتين المفخختين في بلدة ريحانلي باقليم هاتاي على الحدود مع سوريا والمخابرات السورية وذلك بعدما اعتقلت تسعة اتراك على خلفية التفجيرين اللذين اوقعا 46 قتيلاً وعشرات الجرحى، وهدّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالرد قائلاً: “الدول الرئيسية تنتقم بضعفي حجم الاستفزاز الاولي عندما تواجه هجوماً، لكنها تنتظر الوقت المناسب. ينبغي الا يشك احد في ان الثمن سيدفع لحياة اخواننا في ريحانلي علاوة على مئات الالوف في سوريا”. أما دمشق، فنفت أي تورط لها في التفجيرين واتهمت تركيا بفتح مطاراتها امام تدفق السلاح والمقاتلين الجهاديين الى سوريا.

وفيما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان عدد القتلى منذ بدء الازمة السورية وصل الى 80 الفاً نصفهم من المدنيين،  يعقد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”   اجتماعا في اسطنبول في 23 ايار، لاتخاذ قرار في شأن دعوة موسكو وواشنطن الى مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة للتوصل الى حل للازمة. وفي الجهود الاقليمية المتعلقة بالبحث عن حلول للازمة السورية، اجتمع وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مدينة جدة السعودية على هامش مؤتمر دولي بمالي.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن سعود الفيصل عقد اجتماعاً مع  صالحي، وانهما بحثا في “العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة”.

الائتلاف السوري

وقال العضو في المكتب الاعلامي للائتلاف السوري سونير أحمد: “سيعقد اجتماع لمدة ثلاثة ايام في اسطنبول بين 23 ايار و25 منه… وسيقوم ببت مبادرة (وزير الخارجية الاميركي جون) كيري و(نظيره الروسي سيرغي) لافروف، وامكان وجودنا في المؤتمر المقترح قريباً”.

من جهة اخرى، قال احمد ان الاجتماع سيبحث في “انتخاب رئيس جديد وهيئة رئاسية جديدة للائتلاف لان الدورة الرئاسية للهيئة الحالية انتهت ولايتها بحسب النظام الداخلي”. وتتألف الهيئة الحالية من احمد معاذ الخطيب الذي قدم استقالته في آذار الماضي، ونائبه جورج صبرا الذي يتولى حاليا مهماته بالانابة، ونائبي الرئيس سهير الاتاسي ورياض سيف، والامين العام مصطفى الصباغ.

وفي موضوع الحكومة التي ستتولى ادارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وخصوصاً في شمال سوريا وشرقها، قال احمد ان تشكيلتها “باتت جاهزة كاملة، وتنتظر عقد اجتماع الهيئة العامة لطرحها والمصادقة عليها”. واشار الى ان الهيئة ستكون امام خيارات ثلاثة هي “المصادقة على الاسماء ويتم اصدار القائمة كاملة… او رفضها ويكلف الاستاذ غسان هيتو تشكيل حكومة اخرى، او سحب الثقة منه واختيار رئيس وزراء آخر”.

وتوقع ان يبحث الاجتماع كذلك في “مجازر بانياس وعمليات التطهير الطائفي”، في اشارة الى مقتل اكثر من مئة شخص في وقت سابق من هذا الشهر في حي سني بمدينة بانياس الساحلية وقرية سنية مجاورة لها، على ايدي القوات النظامية.

تظاهرة في انطاكيا

وفيما كانت مدينة ريحانلي تدفن ضحايا التفجيرين، خرج مئات المحتجين الى شوارع مدينة انطاكيا المجاورة. وشارك مئات من المتظاهرين اكثرهم يساريون وقوميون في مسيرة في وسط المدينة التي لا تبعد سوى 50 كيلومترا عن الحدود مع سوريا وحملوا لافتات واطلقوا هتافات مناهضة للحكومة وسط تشجيع من المارة.

وكتب في لافتة رفعها المحتجون: “لدينا رسالة لشعبنا: سنخلص مدينتنا من القتلة الجهاديين”. وكتب في اخرى: “ارفعوا ايديكم عن سوريا” مع صورة لاردوغان والرئيس الاميركي باراك اوباما يعتمران خوذتين بينما تتصدر طائرة مقاتلة اللافتة.

وهتف الجميع: “اهل ريحانلي ليسوا وحدهم”. وتعالت الهتافات التي تطالب اردوغان بالاستقالة.

موسكو

وفي موسكو، صرح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس دوما الدولة الروسي اليكسي بوشكوف، بان “تركيا تتهم سوريا بكل صغيرة وكبيرة، وسبب ذلك هو دعمها للمعارضة السورية وهي تريد ان تتألف في دمشق حكومة من القوى ضمنها المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا وتؤويها على اراضيها”. وقال: “علينا ان نأخذ في الاعتبار ان اردوغان يكره بشار الاسد، على رغم انهما كانا صديقين في السابق، وافترقا حاليا”، مشيراً الى ان الاسد يبادله الشعور بالكراهية”. واضاف: “نفهم من هذا ان هناك لعبة جيوسياسية كبيرة للسيطرة على سوريا والشرق الاوسط بكامله…”

من جهة اخرى، قال القائد العام للقوات البحرية الروسية الاميرال فيكتور تشيركوف ان القيادة باشرت انشاء مكتب دائم لتشكيلات السفن الحربية للعمل في البحر الابيض المتوسط.  واوضح أنه “يتواصل العمل في الوقت الحاضر على تشكيل مجموعة السفن حيث يجري اختيارها وتعيين الضباط للعمل في المكتب بموجب الملاك المتكون من 20 ضابطا”.

العربي

في القاهرة، رحب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالمساعي الجديدة التي تبذلها روسيا والولايات المتحدة لانهاء الحرب في سوريا من طريق التفاوض. وقال في مؤتمر صحافي ان الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل بلاده ورئيسها وليس المجتمع الدولي. لكنه ايد امداد خصوم النظام بالسلاح.

واضاف: “روسيا ترى ان الرئيس الاسد لا يتنحى في البداية ممكن يتنحى في النهاية، لكن هذا الموضوع لم يطرح بهذه الطريقة الان… هو الروس بيعترفوا ان اللي يقرر مصير الرئيس السوري هو الشعب السوري وهذا كلام 100 في المئة. الشعوب هي التي تقرر مصير الرؤساء”. وذكر انه “في كل نزاع مسلح في التاريخ الحديث” ان لم يكن في التاريخ كله “عندما يكون فيه طرفين بيتحاربوا كل طرف بيحصل على (الاسلحة) وربما هذا يكون مطلوب لايجاد نوع من التوازن وبالتالي يحصل تسوية”.

زعيم اسلامي معارض مستقل من دير الزور أقوى المرشحين لخلافة هيتو

تشديد الاجراءات الامنية بدول عربية بعد تفجير الريحانية

المعارضة تجتمع لبحث المشاركة في محادثات مع نظام الاسد

الريحانية ـ دمشق ـ برلين ‘القدس العربي’ ـ وكالات: تسير العلاقات السورية التركية باتجاه المزيد من التأزم بعد التفجيرين اللذين اوقعا 46 قتيلا في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية، وتم اعتقال تسعة اشخاص الاحد، فيما حملت انقرة مسؤوليتهما لنظام الرئيس بشار الاسد الذي نفى اي ضلوع له في ذلك.

جاء ذلك بينما قال مسؤولون بائتلاف المعارضة السورية إن الائتلاف سيجتمع في اسطنبول يوم 23 ايار (مايو) لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة وروسيا لمحاولة انهاء الحرب الاهلية في سورية.

وقالت المصادر لرويترز إن المؤتمر سينتخب ايضا رئيسا جديدا للائتلاف وسيبحث مصير رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو الذي تعرض لانتقاد شديد. وقال مسؤول بالائتلاف اسيتحدد كل شيء في اجتماع الجمعية العامة.ب

ويعد أحمد خضر وهو زعيم اسلامي معارض مستقل من محافظة دير الزور في شرق سورية من أقوى المرشحين لخلافة هيتو.

وغداة هجوم الريحانية الذي اثار المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري، قالت مصادر عربية ان دول جوار سورية ودولا اخرى خليجية شددت اجراءاتها الامنية.

وقالت المصادر ان الاجراءات الامنية في الدول الخليجية خاصة عند المعابر الحدودية اصبحت اكثر تدقيقا، فيما صعد الاردن مراقبته للحركة على الحدود، وفي اماكن تواجد السوريين، وكان اعتقل بعض السوريين ممن شكك في دوافع وجودهم في مخيم العزيزية.

وفي انقرة اعلن نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي ان المعتقلين التسعة وكلهم اتراك ينتمون الى ‘منظمة ارهابية على اتصال مع اجهزة الاستخبارات السورية’ مضيفا ان بعضهم ادلى ‘باعترافات’.

وقال اتالاي ايضا ان 38 من القتلى الـ46 تم التعرف الى هوياتهم وبينهم 35 تركيا وثلاثة سوريين.

وبعد ساعات على التفجيرين اعلن وزير الداخلية التركية معمر غولر اعتبارا من مساء السبت ان المسؤولين عن انفجار سيارتين مفخختين امام مقر بلدية الريحانية التي تعد 60 الف نسمة وحيث يقيم العديد من اللاجئين السوريين ‘على علاقة بمنظمات تدعم النظام السوري واجهزة مخابراته’.

واوضح اتالاي ان منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الاخرى من الحدود بل كانوا موجودين في تركيا. وقال ‘بحسب معلوماتنا فان المنفذين اتوا من الداخل’.

والاحد رفض غولر الادلاء بمزيد من المعلومات حول هوية المشتبه بهم وطبيعة مجموعتهم لكنه قال انهم ناشطون انعرف اسماءهم وانشطتهمب وباتصالاتهم الوثيقةب بنظام دمشق.

وقال ‘لقد كشفنا هويات هؤلاء المنظمين والذين قاموا بعمليات الاستطلاع والذين اودعوا السيارات’.

وفي مؤتمر صحافي في برلين مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي، حمل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امنظمة ماركسية قديمة مرتبطة مباشرة بالنظامب السوري مسؤولية التفجيرين.

من جهته اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد ان النظام السوري يحاول جر تركيا الى ‘سيناريو كارثي’ عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية. وقال اردوغان خلال لقاء في اسطنبول ‘انهم يريدون جرنا الى سيناريو كارثي’، داعيا الشعب الى ‘التنبه وضبط النفس في مواجهة اي استفزاز يهدف الى جر تركيا الى المستنقع السوري’.

في المقابل، نفت دمشق الاحد الاتهامات التركية لها بالوقوف خلف التفجيرين بسيارتين مفخختين وذلك بحسب تصريحات لوزير الاعلام السوي عمران الزعبي.

وقال الزعبي امنذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سورية بكل حكوماتها وجيشها واجهزتها على سلوك هكذا تصرف او فعل ليس لاننا لا نستطيع بل لان تربيتنا واخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح’، وذلك بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي.

واكد وزير الاعلام ان ‘ليس من حق احد ان يطلق اتهامات جزافا’، مشيرا الى ان ‘وزير الداخلية (التركي) يقول ان الاتهام موجه الى سورية وسوف نثبت عندما نصل الى ادلة’.

اضاف ان الاخير ‘يطلق اتهامات ثم يريد ان يبحث عن ادلة وبمعنى اخر يريد ان يصنع ادلة’. وحمل الزعبي الحكومة التركية ‘المسؤولية الكاملة عما حدث’، مشيرا الى انها ورئيسها رجب طيب اردوغان والوزراء ولا سيما وزير الداخلية ‘يتحملون مسؤولية مباشرة سياسية واخلاقية تجاه الشعب التركي والمنطقة وتجاه الشعب السوري والعالم’.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاحد إن من المعتقد ان من تورطوا في تفجيري ريحانلي هم من نفذوا هجوما على بلدة بانياس الساحلية السورية الاسبوع الماضي والذي افادت تقارير بان مقاتلين يدعمون الاسد قتلوا خلاله 62 شخصا على الاقل.

وكان اوغلو توعد السبت منفذي التفجيرين من اي جهة اتوا. وقال للصحافيين اثناء زيارة الى برلين ان ‘المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها’.

وعندما سئل بشأن ضرورة الدعوة الى تحرك حلف شمال الاطلسي قال اان ذلك ليس ضروريا في الوقت الحاضرب.

لكن الضمانات التي اشار اليها داود اوغلو لم تمنع الانتقادات التي تتزايد في الصحافة التركية ولدى المعارضة حول سياسة دعم المعارضة السورية واستقبال اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم حاليا حوالى 400 الف شخص.

وفي الريحانية حيث جرى دفن اولى الضحايا الاحد، كان التوتر شديدا بين السكان وعدد من السوريين المقيمين في المدينة وفي مخيم قريب للاجئين.

وقال احد السكان ويدعى احمد كسكين لوكالة فرانس برس ‘نريد فقط ان يرحلوا. لم يكن ليحصل اي شيء من هذا القبيل لو لم يكونوا هنا’.

وفي ردود الفعل، استنكرت الحكومة العراقية الاحد التفجيرات ‘الاجرامية’ في بلدة الريحانية داعية دول المنطقة الى التعاون في ما بينها لمواجهة ‘الارهاب والتطرف’.

ودان نائب وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي الاعتداء االارهابي الهمجيب الذي وقع في تركيا السبت واسفر عن سقوط ما لا يقل عن 43 قتيلا ومئة جريح، كما افاد الاحد موقع التلفزيون الرسمي على الانترنت.

وفي بيروت دان حزب الله الشيعي اللبناني التفجيرات قائلا انها اتأتي ضمن سلسلة من الجرائم المماثلة التي تطال الآمنين في أكثر من دولة عربية وإسلامية، والتي لا يمكن إلا أن تكون من صنع أيدٍ إجرامية، كما تحمل بصمات أجهزة مخابرات دولية، تهدف إلى زعزعة الاستقرار وخلق الفتن والقلاقل في هذه الدولب>

من جانب اخر، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض الاحد النظام السوري بارتكاب التفجير.

كما دانت الحكومة الاردنية التفجيرين. وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان ‘الاردن يدين التفجيرات الاجرامية التي وقعت في مدينة الريحانية جنوب تركيا ويعرب عن تضامنه مع الحكومة التركية والشعب التركي الصديق وتعاطفه مع ذوي الضحايا والمصابين’.

العاهل الاردني: نعمل على تجنب تقسيم او انهيار سورية

الناصرة ـ االقدس العربيب ـ من زهير أندراوس: كشفت صحيفة ‘هآرتس′ العبرية في عددها الصادر أمس الأحد النقاب عن أن ميزانية الدولة العبرية للعامين القادمين تشمل بندا جاء فيه أن إسرائيل أقامت قبل سنة ونصف السنة ممثلية دبلوماسية في إحدى الدول الخليجية، مشددة على أن البند المذكور موجود في الميزانية التي تقترحها وزارة المالية الإسرائيلية.

وقال مراسل الشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، إن الوزارة حرصت على عدم ذكر اسم الدولة الخليجية، في ما عقبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على النبأ بالقول إننا لا نُريد التعقيب بسبب حساسية الموضوع، كما جاء في الصحيفة.

وبحسب الوثيقة فإنه بين الأعوام 2010 وحتى 2012 أقامت إسرائيل 11 ممثلية مختلفة في دول العالم، وفي الصفحة رقم 213 الذي يظهر أيضا على موقع الإنترنت التابع لوزارة المالية جاء أن الممثليات المذكورة أقيمت في إحدى دول الخليج، دون ذكر اسم الدولة، مع أن باقي الممثليات الجديدة تم ذكر اسمها.

وتابعت الصحيفة قائلة إن علاقات الدولة العبرية مع دول الخليج هي قضية حساسة للغاية، لافتة إلى أن سفير إسرائيل في ألمانيا، يعقوف هداس، كتب ونشر مقالا على موقع مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي جاء فيه أن للدولة العبرية ولدول الخليج مصالح مشتركة، إن كان ذلك في المجال الاقتصادي أو المجال السياسي، على حد تعبيره.

وتابعت الصحيفة قائلة إن الدبلوماسي هداس، الذي شغل منصب مدير ممثلية إسرائيل في العاصمة القطرية، الدوحة بين الأعوام 2002 ـ 2003، وبعد ذلك تسلم منصب مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية قال أيضا إنه إذا كانت العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين في وضع سيىء فإنه من غير الممكن أنْ تكون لإسرائيل علاقات علنية مع دول الخليج العربي، وتحديدا إقامة ممثليات، ولكنه استدرك قائلا إن الوضع ديناميكي ومُتغير، على حد وصفه.

وزادت الصحيفة قائلة إن إسرائيل تُقيم علاقات سرية مع الإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى أنه في برقية لوزارة الخارجية الأمريكية في آذار (مارس) من العام 2009، والتي قام بتسريبها ونشرها موقع (ويكيليكس) يتحدث السفير هداس لعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين الكبار بأن وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد طور علاقات شخصية وثيقة ووطيدة جدا مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، تسيبي ليفني، ولكن بلاده ليست على استعداد لأنْ يُعلن عن المحادثات السرية وعن فحواها. كما قال الدبلوماسي هداس آنذاك إن الدول الخليجية تؤمن بدور الدولة العبرية المهم جدا بسبب علاقاتها الوطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا لأن هذه الدول تؤمن بأن إسرائيل تقدر على الاعتماد على نفسها في المسألة الإيرانية، وهوم يعتقدون، أضاف الدبلوماسي هداس، أن إسرائيل قادرة على صنع المعجزات، على حد تعبيره.

وشددت الصحيفة العبرية، نقلا عن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب، قولها إن افتتاح ممثلية في دولة خليجية هو أمر مهم للغاية، خصوصا وأن الدولة العبرية تُقيم علاقات علنية فقط مع المملكة الأردنية الهاشمية ومصر، لافتة إلى أنه في الماضي كانت لإسرائيل ممثلتان في دول الخليج، الأولى في قطر، والثانية في عاصمة سلطنة عُمان، مؤكدة على أن الممثلية في مسقط افتتحت في العام 1996، بعد أكثر من 15 عاما من العلاقات السرية بين عُمان وإسرائيل، واستمرت في العمل حتى اندلاع انتفاضة القدس والأقصى في العام 2000، الأمر الذي دفع السلطات العمانية إلى إغلاقها.

كما أشارت إلى أن الممثلية الإسرائيلية في قطر تم افتتاحها في العام 1996، مشيرة إلى وجود علاقات وطيدة جدا بين الدولتين، وبعد عملية ‘الرصاص المصبوب’ ضد قطاع غزة في العام 2009، قامت قطر بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين وإغلاق الممثلية في الدوحة. وأضافت أنه في العام 2010 جرت مباحثات بين الدوحة وتل أبيب لإعادة افتتاح الممثلية في الدوحة، ولكن إسرائيل رفضت الشروط التي وضعتها قطر، وبالتالي تنازلت تل أبيب عن هذا المشروع.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل قامت بتعيين مبعوث سري خاص لدول الخليج، قبل 10 أعوام، والذي كشف عنه الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت، حيث كتب أن اسمه بروس كشدن، وهو دبلوماسي إسرائيلي قائلا في العام 2002 إنه يقوم بأعمال بطولية في دول الخليج، ويعرف أيضا السعوديين، على حد وصف الصحافي كاسبيت، الذي نشر مقاله في آذار (مارس) من العام 2002، كما قالت ‘هآرتس′ الأحد.

في الرقة اقامت الجبهة امارة اسلامية.. راياتها السود ترفرف في كل مكان ورايات الثورة تظهر على حياء

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: اهلا بك في مدينة الرايات السود، والمقاتلين التابعين لجبهة النصرة، ديفيد روز مصور صحيفة ‘صاندي تلغراف’ زار مدينة الرقة السورية التي تعتبر اول مدينة تقع بالكامل في يد المقاتلين المعارضي لنظام بشار الاسد وقدم سلسلة من الصور المثيرة من داخلها، فيما كتب ريتشارد سبنسر مراسل الصحيفة من داخل المدينة وصفا للحالة الاسلامية فيها حيث حطم المقاتلون الاسلاميون المحلات التي تبيع الخمور واغلقوا تلك المتخصصة ببيعه وكذا الكازينو الذي اقيم خارجها واعتقلوا فتيات لانهن كن بدون محرم.

ويضيف ان الجهاديين احضروا من مصر شيخا متطرفا ليؤم صلاة الجمعة، وانشأوا محكمة للشريعة اتخذت من مركز المدينة مقرا لها. وبالمحصلة اقاموا امارة او اقطاعية اسلامية على مسافة لا تبعد سوى 60 ميلا من حدود تركيا العضو في الناتو.

ويقول التقرير ان انتصار جبهة النصرة في الرقة يبدو كاملا. ويبدو ان قوتهم وتصاعد تأثيرهم في الثورة السورية هما السبب الذي ادى الى تغيير الحسابات الدولية، مشيرة الى التحركات الدولية وموقف ديفيد كاميرون الذي مرره الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول ضرورة التعاون في الملف السوري. فمن خلال السيطرة على مدينة الرقة قبل شهرين، حققت القاعدة انقلابها العسكري الاكبر في الثورة السورية لحتى الآن، فهي اول عاصمة لمحافظة تسقط بالكامل في يد المقاتلين ومنحت جبهة النصرة الدور القيادي. وتختلف مواقف السكان حول التطورات من راض عنها ومحذر لنشاطاتها وحانق عليها، فبعضهم ممن تحدثوا للصحيفة قالوا انها جماعة جيدة ‘جبهة النصرة جماعة ممتازة’ لانها حسب عبد الله محمد من بلدة المنصورة القريبة منها ‘يطبقون الشريعة الاسلامية ولا يوجد هناك مشاكل، وهم مخلصون ولا يديرون الامور بطريقة جيدة’.

الثروة هي السبب

ويرى التحقيق ان سبب دعم الجبهة هو المال، فجبهة النصرة تعتبر من اكثر الجماعات الجهادية تمويلا وتتلقى اموالا من اثرياء الخليج. وبسيطرتهم على الرقة اصبح بيدهم مصادر للدخل جيدة تجعلهم قادرين على دفع الرواتب، فمن المطحنة الرئيسية للحبوب يقومون بتزويد المخابز بالطحين اللازم، حيث تزدحم امامها الطوابير للحصول على الحصص اليومية تحت عين وحراسة مقاتلي الجبهة.

ويضاف الى سيطرتهم على مخازن الحبوب، فقد سيطروا على حقول النفط في دير الزور، ومع ان انتاجه ليس كبيرا الا انهم قادرون على بيع ما يكفي لسد احتياجات السوق المحلي. ولا يعني تفوق الجبهة انها بلا منافس في المنطقة، فهي تعتمد على تحالف مع ‘كتيبة احرار الشام’ السلفية، وهناك جماعات اخرى منافسة مما يجعل النفط مصدرا للخلافات بينها. ويرى التقرير ان تحدي جبهة النصرة وتأثيرها نابع من حسد بقية الجماعات او الخوف منها. واشار الى سلسلة من الاغتيالات التي وقعت في العشرة ايام الاخيرة واستهدفت جماعات منافسة منهم ابو عواد من ‘كتيبة الفاروق’ المنافسة وابو الزين من كتيبة ‘احفاد الرسول’.

وطريقة اغتيالهما واحدة ففي كلا الحالتين قامت مجموعة من الملثمين باطلاق النار على الضحايا ثم قادوا السيارة بسرعة. وفي الوقت الذي يلقي فيه البعض الاتهامات على بقايا الشبيحة من نظام الاسد الا ان بعض المواطنين يقولون ان الضحيتين كانتا من معارضي اقامة نظام اسلامي وهما يدعوان الى دولة مدنية. وفي بعض الاحيان تصاب المدينة بالشلل كما حدث يوم الثلاثاء الماضي عندما تم اعتقل ابو ديب من كتيبة ‘اسود الاسلام’، حيث تم تقديم اكثر من شرح حول الاعتقال الا ان مدير الادارة المدنية المؤقتة عبد الله الخليل قال ان الاعتقال جاء على خلفية التنازع على سيطرة اكبر مخبز في الرقة. ويحذر قادة في كتائب اخرى من المعركة القادمة مع الجبهة حيث نقلت الصحيفة عن عمار ابو ياسر من ‘كتيبة الفاروق’ ‘بعد سقوط الاسد ستندلع ثورة اخرى.

خلافات ايديولوجية

ويرى ابو عزام ان الخلافات مع الجبهة تعود الى الايديولوجيا ‘فهناك نزاع بين الراية السوداء وراية الثورة’ التي وان رفعت فوق البنايات العامة الا انها تظل في مواقع غير ظاهرة.

ويقول ابو ياسر انه ليس من ‘الحكمة اقامة دولة اسلامية هنا، فهناك مسيحيون وعلويون ودروز، ولو حدث لكان هناك مشكلة كبيرة’. واتهم الجماعة بعدم النظافة حيث قال انها ليست كما يعتقد البعض فقد جردت المصانع في المدينة من محتوياتها، وقال انها هربت 200 طن من السكر وباعتها في تركيا للربح. ويشير التقرير ان الجبهة منذ ان بايعت تنظيم القاعدة توقفت عن اعطاء مقابلات صحافية ومنعت افرادها من الحديث للصحافة، ولم تعد مهتمة بنفي او تأكيد الاتهامات الموجهة اليها. وهذا الموقف نابع ربما من الثقة بالنفس، فهناك اعتقاد بين السكان انه لا الفاروق او غيرها من الكتائب المنافسة للجبهة بقادرة على الانتفاضة ومواجهة التنظيم، وعلى الرغم من ذلك فكل من تحدث اليهم اكدوا ان سورية لن تكون دولة راديكالية، حيث نقلت عن مسؤول المجلس المحلي المؤقت ان ما يجري الان هو تحالف مع الجبهة وتعاون معها حتى تنتهي الحرب.

جيش الاسد يتقدم

وتعتبر الرقة وما حولها خارج نطاق سيطرة الحكومة التي تواصل هجماتها الجوية عليها. وعلى الرغم من تقدم الجيش في مناطق اخرى الا انه من المستبعد في الوقت الحالي استعادته للسيطرة عليها، وقد اهتمت صحيفة ‘واشنطن بوست’ بالانجازات الاخيرة التي حققها الجيش السوري. وتقول ان النظام السوري بدأ بحرف ميزان الحرب لصالحه بسبب الاستراتيجية الجديدة بمساعدة من ايران وروسيا ودعم من مقاتلي حزب الله. وتقول الصحيفة ان الانجازات المتفرقة والمتواضعة حققت نوعا من الاختراق. وتنبع اهمية التقدم الذي حققه النظام من انه سيطر على مواقع استراتيجية، وتظهر نوعا من قوة الاداء والتوجه الصحيح الذي لم ير سابقا لدى الجيش. وفي الوقت الذي تؤشر التطورات الاقليمية والدولية الى اتجاه توريط الدول الاقليمية والقوى العظمى في الحرب، من مثل الغارات الاسرائيلية على مخازن اسلحة قرب دمشق، والعمليات الانتحارية على داخل الاراضي التركية، وتفكير عدد من الدول الغربية لتسليح المعارضة. بعيدا عن هذه التطورات فالاحداث الميدانية تؤشر الى ان بندول المعركة بدأ يتحرك لصالح الحكومة مما يجعلها في وضع من يفرض شروطه القوية على طاولة المفاوضات في حالة انعقد المؤتمر الدولي الذي اتفقت روسيا والولايات المتحدة على عقده في نهاية الشهر الحالي. ونقلت عن تشارلس ليستر من ‘جين لدراسة الارهاب’ قوله انه لو استمر هذا الوضع فالحكومة هي التي ستكون المستفيدة، مشيرا الى انه ‘من الواضح ان المقاومة لم تعد تمثل تهديدا وجوديا على النظام’.

وتنقل عن محللين مؤيدين للاسد قولهم الانجازات جاءت نتيجة لاعادة تنظيم الجيش السوري بشكل جعله في وضع قادر على مواجهة حروب الشوارع، فالجيش النظامي الذي انهكته حرب العامين الاخيرين، واضعف بسبب خسارته للجنود بالقتل او الانشقاق وقلة السلاح تم ضخ صفوفه بحوالي 60 الفا من القوات غير النظامية او الميليشيات المعروفة بقوات الدفاع الشعبي التي تلقت تدريبات على يد مقاتلي حزب الله ومستشارين عسكريين ايرانيين. وجاء معظم افراد ما يعرف بجيش الدفاع الوطني من ابناء الطائفة العلوية حيث يعتبرون اكثر ولاء للنظام.

ونقلت عن الصحافي سالم زهران، ان ’70 بالمئة من الجيش هم من السنة، ولكن النظام ابقاهم في الثكنات’، وبدأ يعتمد اكثر على جيش الدفاع الوطني المكون فقط من ‘الذين يؤمنون بالنظام’. ويقول الجنرال المتقاعد الياس حنا ان هذه القوات تلقت تدريبات على اساليب حرب العصابات وحرب المدن وهي الاساليب المناسبة لمواجهة قوات المعارضة. ويضاف الى هذا ان النظام لا يزال قادرا على الاعتماد على الجيش النظامي واستخدام الطائرات والصواريخ الباليستية لضرب المواقع التي يتمركز فيها المقاتلون من المعارضة الذين لا يتلقون سوى مساعدات متفرقة من الخارج فيما يمكن للنظام الاعتماد على روسيا وايران في تزويده بالاسلحة.

ويقول مقاتلون يسيطرون على المناطق حول العاصمة دمشق ان الاستراتيجية الجديدة التي تجمع بين حرب العصابات والحروب التقليدية بدأت وبشكل تدريجي تعصرهم وتعزلهم عن بقية وحدات المعارضة مما يؤثر على تدفق الامدادات اليهم، حيث تنفد الذخيرة من بعض الوحدات فيما تعاني الاخرى من وضع صعب. ونقلت عن احد مقاتلي الكتيبة الاولى في الجيش الحر قوله ‘لا نشعر بالخوف هنا ولكننا نخشى من المستقبل، فنحن نواجه كل انواع الاسلحة ولا نستطيع مساعدة انفسنا فنحن بحاجة لدعم كبير جدا’.

تورط حزب الله واضح

وتشير الصحيفة الى دور حزب الله الذي ينفي وجود الاف من مقاتليه في سورية. ويقول زهران انه يجب التفريق بين القوة التي جندها حزب الله من ابناء القرى الحدودية مع سورية للقتال في حمص وعددها الفا مقاتل وبين كوادر حزب الله المنظمة التي ارسلت لمواقع مختلفة في سورية وعلى قاعدة مصغرة حيث لا يتعدى عددهم المئات.

والجدير بالذكر هنا ان حزب الله والمعلقين المرتبطين به لم يعودوا يخفون حقيقة وجوده على الارض، وكان الاسد قد اثنى في لقاء مع وفد لبناني على كفاءة مقاتلي الحزب. فقد لعبوا دورا مهما في كسر الجمود الذي استمر على ساحة المعركة ولصالح النظام. وقام المقاتلون بتأمين عدد من القرى السورية القريبة من الحدود مع لبنان، في القصير مما ادى الى تعطيل خط نقل الامدادات للمقاتلين السوريين. وبحسب ناشط في المعارضة فقتال حزب الله اصبح اكثر صعوبة من مواجهة الجيش السوري النظامي.

ضجيج فقط

ويقول مراقبون ان الاسد استفاد من تردد الرئيس باراك اوباما من اتخاذ فعل ضده، فعلى الرغم من تصاعد الاصوات المطالبة بالتدخل وتسليح المعارضة الا ان الكونغرس حسب ‘لوس انجليس تايمز′ تصدر منه اصوات قوية وغير واضحة عن سورية فهم يصرخون عاليا ولكنهم يحملون عصا صغيرة. ففي الوقت الذي طالبت فيه النائبة دايان فينشتاين بموقف قوي من سورية واستخدامها للسلاح الكيماوي، فانها لم تكن تدعو الى تورط عسكري في سورية بل العمل من داخل مجلس الامن والامم المتحدة.

وتقول الصحيفة ان النائبة التي ترأس لجنة الامن والاستخبارات في الكونغرس ليست وحدها في هذا الموقف. فهناك العديد من النواب من الذين يدعون الى قيادة امريكية قوية في سورية لكنهم لا يدعون الى تغيير في الموقف الامريكي الحالي، فهم قلقون على ما يحدث للمدنيين في سورية لكنهم يخشون من تورط في حرب جديدة في الشرق الاوسط.

وتشير الى شجب النائب جيمس انهوف عن اوكلاهوما لاوباما لكنه حذر من عواقب خطوات عسكرية. اما ايد رويس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية فقد طالب الادارة بمنح حلفائها ضوءا اخضر لتسليح المعارضة، وهي خطوة قامت بها الادارة منذ شهور. ويعلق كريستوفر بريبل من معهد كاتو على الطريقة التي يتصرف فيها الكونغرس حيث قال ‘من المثير للدهشة ان تصدر اصوات قوية تدعو للعمل ولكن تحت السطح لا تبدو كذلك’. ويضيف ان الكثيرين في واشنطن يريدون الظهور بمظهر من يقوم بعمل لكنهم يفهمون ان كل الخيارات المتوفرة امامهم ‘فقيرة’.

شحنة الصواريخ الروسية لسورية تقلق اسرائيل

صحف عبرية

ما زالت الهجمات الجوية الاخيرة في سورية التي امتنعت اسرائيل عن تحمل مسؤولية رسمية عنها تدوي في المنطقة بعد ان عاد الجمهور في البلاد الى الاهتمام بالمجال الاقتصادي. وقد وقعت في الايام الاخيرة ثلاثة تطورات على الأقل تتصل بأعمال القصف وقد تكون لها جميعا جوانب مقلقة بالنسبة لاسرائيل.

ففي رد على القصف هدد رئيس سورية بشار الاسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ايضا بأنه يتوقع تجديد النضال ضد اسرائيل على حدود هضبة الجولان، بل إن نصر الله أشار اشارة خفية الى أن منظمته ستشارك في ذلك. وقال نصر الله ايضا، لاول مرة بصورة معلنة، إن حزب الله معني باحراز ما يوصف بأنه ‘سلاح يُخل بالتوازن’، أي تلك الانواع من الاسلحة (السلاح الكيميائي والمنظومات المضادة للطائرات المتقدمة، وصواريخ ارض ـ ارض ذات درجة دقة عالية وصاروخ الساحل ـ بحر الروسي ‘يحونط’)، التي أعلنت اسرائيل أنها ستستمر في العمل لاعتراض نقلها الى حزب الله.

ويتعلق التطور الثالث وهو الأهم بتجديد الاشتغال بامكانية أن تسلح روسيا سورية بصواريخ ارض ـ جو من طراز ‘إس300′. وقد سارعت موسكو في الحقيقة الى نشر نصف إنكار لذلك حينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف أنه لا يوجد عند بلده خطط جديدة لبيع سورية منظومات مضادة للطائرات. لكن كان يبدو في المؤتمر الصحافي وقت زيارة بولندة أن لافروف يقشع متعمدا الضباب في هذه المسألة حينما أوضح أنه ما زالت توجد بين روسيا وسورية صفقات سلاح سابقة لم تُستكمل بعد.

إن هذه الأنباء تقلق اسرائيل الى حد أنه نُشر في نهاية الاسبوع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيشخص في الايام القريبة لزيارة موسكو ليقنع رئيس روسيا فلاديمير بوتين بتعويق الصفقة. وأفادت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ في يوم الخميس الأخير ان الادارة الامريكية تفحص عن معلومات استخبارية نقلتها اسرائيل اليها تقول إن الصفقة توشك أن تُنفذ وأن تشتمل على نقل ست قواعد اطلاق صواريخ و144 صاروخا يبلغ مداها نحوا من 200كم.

تُنشر أنباء عن تزويد سورية وايران بصواريخ إس300 من روسيا في وسائل الاعلام الدولية مرة كل بضعة أشهر منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي. ولم يُبلغ الى اليوم ان واحدة من تلك الصفقات تم تحقيقها بالفعل. لكن السياق مختلف هذه المرة: فروسيا هي الدعامة الرئيسية للرئيس الاسد في معركة الحياة والموت التي يقوم بها في مواجهة المعارضة السورية التي تحاول اسقاطه في الحرب الأهلية التي أوقعت أكثر من 70 ألف ضحية في أقل من سنتين.

جاء القصف الاسرائيلي في ذروة جدل عاصف في واشنطن في وقت يضرب فيه منتقدو الادارة ومنهم السناتور الجمهوري (والمرشح للرئاسة في الماضي) جون مكين، الرئيس براك اوباما بسبب خوفه من التدخل في الحرب الأهلية. وكانت احدى الدعاوى التي صدرت عن وزارة الدفاع الامريكية وتعترض على الهجوم الجوي في سورية أن منظومات الدفاع الجوي في الدولة الالتفاف عليها أصعب كثيرا مما كان في ليبيا أو في العراق (حيث هاجمت الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الاطلسي فيهما في الماضي). وسخر مكين من تردد الادارة في مقابل العمليات الاسرائيلية. لكن يمكن النظر في هذا الادعاء من زاوية اخرى ايضا: فقد تكون الهجمات من وجهة نظر الروس قد كشفت عن قابلية سورية للاصابة وهي تُسوغ نقل منظومات الدفاع الجوي الحديثة الى نظام الاسد للمساعدة على حمايته.

كان رئيس معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب، اللواء (احتياط) عاموس يادلين، هو الذي تنبأ بهذه التطورات تنبؤا ما، فقد كتب يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الماضي، في الاسبوع الماضي استعراضا قلل فيه من آثار الهجمات في سورية. وكان أحد الامكانات التي ذكرها أن ‘الروس الذين لم يستحسنوا الهجوم سيحررون منظومات دفاع جوي بعيدة المدى مثل إس300 ليتم تصديرها الى سورية’.

قال يادلين أمس لصحيفة ‘هآرتس′ إنه لا يُقدر ان يكون الحديث عن خطر حقيقي مباشر لأن التسلح لهذه المنظومة واعداد الوحدات السورية لاستعمالها قد يستمر أكثر من سنة. وعبر ايضا عن شك في تحقيق روسيا لتهديدها وقال: ‘هذه في الأساس لعبة نفسية، فروسيا تريد أن تتحدى السياسة الامريكية وأن تصد ضربة محتملة اخرى للاسد’.

ويُقدر يادلين في مقالته أن المخاطرة المحسوبة التي تحملتها اسرائيل في الهجوم أثبتت نفسها والدليل الذي يأتي به على ذلك هو الامتناع السوري عن رد عسكري الى الآن.

وقال إن سورية وايران تحصران العناية الآن في الحرب الأهلية في سورية أما حزب الله فيتلقى انتقادا داخليا قاسيا في لبنان لمشاركته فيما يجري هناك. ويذكر مع ذلك أن اعضاء هذا المحور قد لزموا في الماضي أكثر من مرة سياسة رد مؤخر بعيدا عن الساحة المحلية صفوا به حسابا مع اسرائيل من جهة وامتنعت من جهة اخرى من تحمل مسؤولية مباشرة عن اعمالها.

وهو يرى ‘أن الحادثة لم تنته لا تكتيكيا ولا استراتيجيا، باحتمال عال. ويُحتاج الى تيقظ عال في الأمد القصير’ خشية رد عسكري من الأعداء. أما من الجهة الاستراتيجية، ‘فحينما يزنون في اسرائيل العملية التالية الموجهة على تهريب السلاح، يجب ان توزن قضية هل تُمكن الظروف الاستراتيجية الى الآن من حرية عمل في مخاطرة قليلة من اسرائيل أو يفضي تراكم الأحداث بالضرورة الى تصعيد عسكري غير مطلوب. إن فرض حرية العمل النسبية هو وهم لأنه كنز يفنى… لأنه يوجد ضغط يتراكم على القيادات في الطرف الثاني لترد وهو ضغط قد يفضي بها الى نقطة انكسار والى رد واسع قد يقع بعقبه تصعيد عسكري خطير’.

عاموس هرئيل

هآرتس 12/5/2013

مهربو النفط يستفيدون من الفوضى بشرق سورية

بيروت ـ رويترز – في محافظة دير الزور بشرق سورية استغلت شبكة من القبائل والمهربين فوضى الحرب للإنخراط في تجارة نفط غير مشروعة تجعل الآمال الأوروبية في شراء الخام من معارضي الرئيس بشار الأسد بعيدة المنال.

ونشرت قبائل سنية ذات نفوذ مقاتلين مسلحين حول منشآت إنتاج النفط وخطوط الأنابيب التي وقعت تحت سيطرتها وأبرمت صفقات للتهريب والتجارة وفقا لمصادر بالمحافظة منها مقاتلون معارضون وموظف بشركة نفطية وأشخاص لهم صلات بالقبائل.

وتمثل دير الزور أهمية كبيرة لإنتاج النفط في سورية الذي وصل الى أقل من النصف خلال القتال على مدى العامين الماضيين. ويعقد خطف القبائل لصناعة النفط الجهود الغربية لمساعدة المعارضة السورية على تمويل نفسها وسيجعل مهمة إعادة الإعمار في المستقبل اكثر صعوبة.

وقال الموظف بشركة النفط الحكومية الذي ذكر أن اسمه ابو رمزي “كل قبيلة الآن تسيطر على جزء على الأقل من حقل نفطي. يتوقف هذا على حجمها وعدد المقاتلين الذين تستطيع نشرهم.”

والى جانب منشآت الإنتاج سيطر مقاتلون قبليون على خطوط أنابيب ويستخرجون منها النفط.

ويقول ابو رمزي إنه يجري تهريب الآلاف من براميل النفط الخام الى تركيا يوميا في شاحنات صغيرة من خلال طرق زراعية. وقال مصدر قريب من المهربين في دير الزور إنه يتم نقل النفط الى معبري باب الهوى وتل ابيض الحدوديين. وقال ابو رمزي إن سعر البرميل يتوقف على نوعية النفط الخام وتكلفة النقل كلما كانت الرحلة أقصر كان السعر أرخص لكنها يمكن ان تصل الى ثمانية آلاف ليرة سورية اي اكثر من 50 دولارا بقليل.

وفي الاسابيع القليلة الماضية بدأ بعض المهربين ميسوري الحال استخدام “مصافي تكرير متحركة” على شاحنات لتحويل الخام الى وقود ومنتجات أخرى. وتبلغ تكلفة المصفاة متوسطة الحجم 230 الف دولار ويمكنها تكرير ما يصل الى 200 برميل يوميا. ويباع الوقود الذي يتم تهريبه الى تركيا بسعر أعلى بنسبة 50 في المئة تقريبا من سعره داخل سورية.

واعترف قادة مقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب والذين كان الاتحاد الأوروبي يتعشم أن يستفيدوا من القرار الذي أصدره الاتحاد الشهر الماضي بالسماح بشراء النفط من المعارضة السورية بأن احتمالات أن يحصلوا على نصيب من هذه التجارة ضئيلة.

إن نفوذ القبائل في شرق سورية المحافظ المغرق في التقليدية التي لها مقاتلون في الكثير من كتائب مقاتلي المعارضة يجعل من المستحيل تقريبا الاقتراب من زعماء هذه القبائل. وتعقد شبكة القبائل والمعارضة المتشرذمة الجهود الغربية للتوصل الى حل فعال للأزمة في سوريو.

اما القوة الاخرى في المنطقة فهي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي وصلت الى تفاهم مع القبائل بشأن تقسيم الغنائم وفقا لما تقوله مصادر. وكانت جبهة النصرة قد استغلت مكاسبها لشراء المزيد من الأسلحة وسداد مبالغ مالية لمقاتليها.

وتخشى القيادة العسكرية للمعارضة المدعومة من الغرب من أن تؤدي اي محاولة للسيطرة على حقول النفط الى مواجهة دموية مع القبائل وتسبب دائرة لا تنتهي من العمليات الانتقامية.

الأولوية بالنسبة لها هي السيطرة على مدينة دير الزور قبل التعامل مع من تصفهم “بلصوص النفط” وهي طبقة صاعدة من قادة الفصائل تربطهم صلات النفط والمال والسلاح.

وقال أحد قادة مقاتلي المعارضة “هذا صعب جدا. تذوق الناس الآن المال والنفوذ الذي يصاحبه. لن يستسلموا بدون قتال.”

وأضاف “لا يريد المقاتلون التصادم مع احد في الوقت الحالي. إنها محافظة قبلية ويمكن أن يأتي اي شيء بنتيجة عكسية على المقاتلين وهم أنفسهم ابناء قبائل.”

وقالت بعض المصادر من مقاتلي المعارضة إن القادة أجروا اتصالات مع بعض القبائل لإقناعها بتقاسم نسبة من الأرباح. وحتى الآن لم تسفر المحادثات عن شيء. وقال مصدر في قيادة مقاتلي المعارضة عبر سكايب “لا نستطيع الاقتراب منها بدون دماء. لنكن واقعيين.”

وقال مصدر آخر قريب من واحدة من أقوى القبائل في المنطقة إن انهيار السلطة المركزية بعد الصراع على مدى عامين في سوريا أتاح للقبائل أن تصبح اكثر تنظيما ونفوذا. واضاف المصدر “هؤلاء الناس لن يسمحوا لأحد بأن يمس خطوط الأنابيب.”

وهناك 11 حقلا نفطيا على الاقل في محافظة دير الزور اكبرها حقل التيم على بعد ستة كيلومترات فقط من مدينة دير الزور عاصمة المحافظة التي تقع على نهر الفرات قرب الحدود مع العراق.

وبعد أن تقهقرت قوات الأسد في الاشهر القليلة الماضية وركزت كتائب مقاتلي المعارضة على محاولة السيطرة على مدينة دير الزور تدخل شيوخ القبائل الأقوياء لملء الفراغ الأمني.

وبدأت القبائل تسيطر على حقول النفط تدريجيا. وفي وجود مئات الآلاف من السوريين في تركيا كان من السهل إقامة صلات مع رجال أعمال أتراك. وسريعا نجحت القبائل في السيطرة على مؤسسة النفط بالمحافظة ايضا.

وانضمت قبائل أخرى. وشكلت القبائل الأصغر حجما تحالفات للتنافس مع تلك الاكبر. وانتشر عشرات المقاتلين حول مواقع النفط وتمركزت مركبات مزودة بأسلحة او حتى دبابات مسروقة لحراسة مصادر الثروة الجديدة.

ولايزال للحكومة موطيء قدم بالمنطقة. وتسيطر قوات الاسد على مدينة دير الزور ومعظم حقل التيم. ولايزال بعض النفط يضخ على بعد مئات الكيلومترات الى الغرب من مصفاة بانياس التي تسيطر عليها الحكومة على البحر المتوسط.

ويقول سكان إن إنتاج النفط بالمحافظة على مدى ثلاثة عقود لم يعد عليهم بفوائد تذكر وإنهم مازالوا يكسبون رزقهم من الزراعة.

وقال احد السكان ذكر أن اسمه مازن “الآن بعد أن أصبحت الحكومة غير موجودة هنا عاد النفط الينا لكن لفترة وجيزة لأن البلطجية والمسلحين والقبائل سيطروا عليه.”

وعبر من خسروا امتيازات كانوا يتمتعون بها تحت سيطرة الحكومة عن هذه المرارة بعد ان وجدوا رجالا مسلحين يتمتعون بعلاقات قبلية جيدة يحققون الثراء.

وقال مازن “البعض أثرياء جدا الآن الى حد انهم يدخرون أموالهم في حقائب. البعض لديهم مليارات الليرات السورية. تبدل حظهم. ذهبوا الى النوم وهم بائعو خضر فقراء واستيقظوا كمهربي نفط أثرياء.”

بالنسبة لآخرين طغى احتمال التحول الى الثراء على الحديث السابق عن الإطاحة بالأسد. البعض يشتري منازل وأراضي ويتحدث آخرون عن اتخاذ زوجة ثانية.

وقال قائد يرأس واحدة من كتائب مقاتلي المعارضة الرئيسية في المحافظة “كلها أنانية. الثورة انتهت في دير الزور منذ ذقنا النفط. إنها لعنة.”

ويقول سكان إن لتجارة النفط غير المشروعة أثر مباشر على الصحة. وتسبب صهاريج التكرير البدائية التي انتشرت في المحافظة سحابة من الدخان الأسود تخيم فوق القرى مما يسبب مشاكل في التنفس.

وقال ساكن يدعى نور إن بعض الناس يحرقون النفط لتكريره. وأضاف “هناك أمراض كثيرة تظهر. بعض الناس تملأ وجوههم الآن الدمامل. لا يرتدون اي شيء للحماية بل إنهم يدخنون السجائر أيضا اثناء القيام بهذا.”

بعد شهور من الجمود.. فرصة جديدة أمام الدبلوماسية في سورية

روما ـ موسكو ـ رويترز ـ إذا كانت روسيا قد قررت القيام بمسعى دبلوماسي جديد لإقناع الأطراف المتناحرة في سورية بالدخول في محادثات سلام فقد يكون السبب في ذلك علامات على إمكانية انضمام الولايات المتحدة تدريجيا الى الصراع.

وجاء الإعلان المشترك للدولتين العظميين أنهما ستحاولان جمع ممثلين عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بمعارضين يقاتلون للاطاحة به ليمثل أول مبادرة دبلوماسية جدية منذ قرابة عام.

وبعد محادثات مطولة في موسكو يوم الثلاثاء قالت الولايات المتحدة وروسيا إنهما ستحاولان بث الحياة في اتفاق تم التفاوض جيدا بشأنه وأقرته الدولتان في حزيران (يونيو) 2012 لكنه لم يقدم إجابة عن سؤال ما اذا كان الاسد سيبقى في السلطة.

ومغزى المسعى الجديد هو دفع الطرفين الى الجلوس إلى طاولة التفاوض ربما في جنيف بحلول نهاية أيار (مايو) في محاولة لإنهاء الحرب وحثهما على تشكيل حكومة انتقالية بالتوافق المتبادل.

وتم تحديد هذا الاطار لانهاء الصراع السوري الذي قتل فيه أكثر من 70 ألف شخص منذ أن اندلع في 2011 في شكل إعلان جنيف الذي أقر يوم 30 حزيران (يونيو) 2012 .

وبعدما بدا من عدم اكتراث موسكو بتنفيذ الاعلان فإن رغبتها الواضحة لاحياء الفكرة قد تعكس قلقها من أن يكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعيد التفكير في معارضته لشكل من أشكال التدخل العسكري في سورية.

ومن بين العلامات على هذا اعتراف البيت الابيض يوم 25 نيسان (ابريل) أن وكالات مخابرات أمريكية تعتقد ان الحكومة السورية ربما استخدمت أسلحة كيماوية ضد شعبها وكان أوباما قد وصف هذا الأمر في السابق بأنه “خط أحمر.”

وهناك مؤشرات أيضا على اتساع دائرة الصراع حيث قصفت إسرائيل أهدافا في سورية مرتين خلال مطلع الأسبوع بالاضافة إلى المخاوف من صعود الاسلاميين المتشددين الذين أعلن بعضهم ولاءه لتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة المسلحة وكذلك دور إيران وحزب الله حليفها في لبنان في دعم الأسد.

وتعالت أصوات في الولايات المتحدة تحث أوباما على تسليح مقاتلي المعارضة ومن بينهم السناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي والذي قدم قانونا لهذا الغرض في السادس من ايار (مايو).

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه “من بين كل هذه الحجج أعتقد ان الخوف الروسي الأكبر هو أن تكون الولايات المتحدة والغرب في طريقهما لشكل أو آخر من أشكال التدخل العسكري في سورية ويرجح أن هذا يدور بذهنهم.”

وأشار بيان للخارجية الروسية إلى هذا الخوف يوم الإثنين. وعبر البيان عن القلق من الغارات الجوية الإسرائيلية على سورية وقال إن روسيا “قلقة للغاية بسبب إشارات على إعداد الرأي العام العالمي لتدخل مسلح محتمل” في سورية.

ولم يخف أوباما رغبته في تجنب التدخل العسكري في سورية بينما سحب القوات الامريكية من العراق ويحاول إنهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان.

وذكر دبلوماسيون أنه إذا قدر لهذا الموقف أن يتغير فإن تسليح جماعات معينة من المقاتلين السوريين يمثل خطوة أولى أكثر ترجيحا من التدخل المباشر مثل شن حملة قصف لدك الدفاعات الجوية السورية وفرض منطقة حظر طيران ناهيك عن إرسال قوات أمريكية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع نظيره الامريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن موسكو ليست مشغولة بمستقبل الأسد.

وأضاف “لا نهتم بمصير أشخاص بعينهم. إننا مهتمون بمصير الشعب السوري. ويجب أن يقرر السوريون أنفسهم مصير الشعب السوري ومصير سورية ومصير أشخاص معينين.”

وعبر دبلوماسيون عن بعض التشكك في استعداد روسيا بالفعل لنفض يديها عن الأسد اذ لم يتغير موقفها على صعيد الممارسة كثيرا من هذا الأمر خلال العامين المنصرمين.

وقال دبلوماسي آخر “إن الطريقة التي عبروا بها عن الأمر علنا جديدة لكن فحواها غير واضحة لي.. إلى أي مدى سيضغطون على الأسد لإعطاء هذه المفاوضات فرصة.”

وأضاف أن “هذا الخلاف بشأن ما اذا كان يجب أن يرحل الأسد ومتى يكون موعد ذلك” لا يزال قائما.

وتصر روسيا على أن رحيل الأسد يجب الا يكون شرطا مسبقا لاجراء المحادثات وهي نقطة يبدو ان واشنطن قبلتها.

وكانت الولايات المتحدة قد قالت إن الأسد لابد ان يرحل لكنها لم تضع هذا كشرط صريح لاجراء المحادثات وقد تتقبل صيغة يتنحى الأسد في إطارها عن السلطة في وقت لاحق هذا بافتراض أنه مستعد لترك السلطة.

ولم يطالب إعلان جنيف بتنحي الاسد كما بدا غامضا بشأن من قد يشكل حكومة انتقالية وقال “يمكن ان تشمل أعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة وجماعات أخرى وستشكل على أساس التوافق المتبادل.”

وتقول الولايات المتحدة منذ وقت طويل إن عبارة “التوافق المتبادل” تعني ان المعارضة يمكن أن تعترض على أي دور للأسد.

وقال دبلوماسيون إنه على الرغم من أن موسكو قادرة على دفع الحكومة السورية إلى طاولة التفاوض فقد يكون من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب إقناع المعارضة بتجرع مرارة الدخول في محادثات مع احتمال بقاء الاسد في السلطة لبعض الوقت.

لكن واشنطن قد تخبر المعارضة السورية بأن الحصول على المزيد من الدعم الأمريكي يتوقف على مشاركتها في المحادثات.

والائتلاف الوطني السوري المعارض ومقره في القاهرة والمدعوم من الغرب والذي رحب بالمبادرة الامريكية الروسية لا يتمتع بسيطرة تذكر على المقاتلين في سورية.

وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن الوضع يستحق استكشاف مدى استعداد الروس للضغط على الأسد.

وأضاف “كان هناك شعور بأن موقف الروس بشأن سورية لا يمكن أن يتغير ومن الجيد التشكيك في هذا بعد تزايد المخاوف من استخدام أسلحة كيماوية والخوف من توطيد المتطرفين لوضعهم.”

وتابع أن الولايات المتحدة وروسيا لهما بعض المصالح المشتركة في سورية ومن بينها الخوف من امتداد “نشاط المتشددين” في سورية الى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وقال لافروف يوم الثلاثاء “جزء كبير من السكان (السوريين) يخشى أن.. يطاح بالنظام.

“وليس هذا لأنهم يحبون هذا النظام.. وليس هذا لأنهم معجبون بالأحداث المروعة الجارية في سورية ولكن لأنهم يخشون أن تتحول سورية إذا انتصر من يقاتلون النظام من دولة متعددة الاعراق والطوائف إلى دولة يحكمها المتشددون.”

وقال “(وبينما) لا يتحدث أحد علنا في هذا الشأن اليوم فإن كل من حاورتهم يشاطرونني هذا الرأي. ولهذا حاولنا تقديم مبادرة لتوحيد كل المجموعات التي تمثل كلا من النظام والمعارضة.”

ومازالت الشكوك تحوم حول ما إذا كانت روسيا قد غيرت بالفعل سياستها أم أنها تكسب وقتا بإظهار أنها تحاول التعاون مع القوى الغربية بشأن سورية في وقت تريد واشنطن أن تظهر فيه أمام الشعب الأمريكي أيضا في صورة الباحث عن انفراجة.

وفي مؤشر على أن روسيا ربما لم تتخل عن دعمها للأسد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس الخميس أن إسرائيل أخبرت الولايات المتحدة بشأن صفقة روسية وشيكة لبيع أنظمة صواريخ أرض جو متقدمة لسورية. ولم تعلق موسكو على التقرير على الفور.

وأشار الترمان أيضا إلى تردد روسيا الشديد في أن ترى الغرب يساعد على الاطاحة بزعيم عربي آخر خاصة بعد أن ساعد التدخل الغربي المقاتلين الليبيين على الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.

وقال “قلق روسيا من تعزيز سابقة التدخل الخارجي ومن أن تضع الولايات المتحدة حلفاء لها في مكان حلفاء روسيا دفعها لمعارضة التعاون الدولي الذي يهدف إلى تغيير حكومة الأسد.”

وذكر أن التوصل إلى تسوية سلمية في سورية “سيكون صعبا للغاية لكنه ليس مستحيلا وربما يعتبر نتيجة أفضل بالنسبة للروس مقارنة بفقدانهم السيطرة على الأمور تماما”.

سوريا: الائتلاف يتشاور مع الرياض وأنقرة والدوحة حول المؤتمر الدولي

أعلن «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، اليوم، أنه في طور التشاور مع السعودية وقطر وتركيا بخصوص المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا الذي اقترحته واشنطن وموسكو.

وقال رئيس الائتلاف بالإنابة جورج صبرا، في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، إنه «في ما يتعلق بالبيان الذي صدر عن اجتماع وزيري الخارجية الأميركي والروسي في موسكو مؤخراً، نعتقد أنه لا يزال من المبكر اتخاذ القرار بشأن الحضور أو عدمه، لأنه حتى الآن لم تتضح حيثيات هذا المؤتمر، ولم يعلن له أجندة أو جدول زمني، كذلك لم تعلن قائمة الحضور من الدول أو الممثلين».

وأضاف صبرا «نحن الآن في مرحلة التشاور مع قوى الثورة في الداخل ومع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، في تركيا والسعودية وقطر وبقية الدول العربية من أجل اتخاذ القرار المناسب».

وجدد صبرا «الترحيب بجميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي لما يجري في بلدنا قائم أولاً على وقف القتل وأعمال العنف ضد السوريين»، إلا أنه أكد في الوقت ذاته «ضرورة رحيل بشار الأسد وطغمته الحاكمة بحيث يفسح المجال لمباشرة عملية سياسية تؤمن انتقال السلطة والبلاد من نظام استبدادي إلى نظام ديموقراطي».

وتابع صبرا إن «الهيئة السياسية للائتلاف قدمت محددات تلتزم بها بأي مبادرة سياسية، سواء كانت صادرة عن الائتلاف أو يريد الائتلاف أن يستجيب لها، وعلى رأس هذه المحددات وقف أعمال العنف ورحيل بشار الأسد».

وكان وزيرا الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وجون كيري قد أعلنا في موسكو، الثلاثاء الماضي، أن البلدين اتفقا على حث النظام السوري ومعارضيه على إيجاد حل سياسي للنزاع على أساس اتفاق جنيف، وعلى الدعوة إلى مؤتمر دولي لإرساء هذا الحل.

(ا ف ب)

المعارضة «تعيد ترتيب أوراقها» تمهيداً لـ«جنيف 2»

انطلق قطار «جنيف2». المعارضات السورية تريد حجز أماكنها عبر لعب ورقة «أنا أمثّل الشعب السوري»، فيما تجلس موسكو وواشنطن في مقصورة القيادة حيث يطبخ الحلّ… أو سواه

إيلي حنا

ككلمة سرّ علنية نطقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو: إلى «جنيف2» دُرْ. واقعية أميركية جعلت إدارة الرئيس باراك أوباما تتشارك الصحن السوري مع الكرملين. الأفق المسدود دفع من قال لبشار الأسد بعد شهور قليلة من الأزمة «ارحل»، إلى الموافقة على مشاركة النظام في «حكومة انتقالية».

لم يكن كيري قد التحق بطائرته المغادرة الأراضي الروسية، حتى انهالت التصريحات المرحّبة بنتائج الزيارة، من دول «الأطلسي» إلى طهران مروراً بدمشق. صحيح أن التقارب الأميركي _ الروسي لا يزال في بدايته، وضمن خطوط عريضة قد تسقط عند أوّل مفترق، لكن الحراك الدولي يشي اليوم بانفراج لم نشهد مثله من قبل. ذلك واضح من كلام مصدر روسي، نقلته «روسيا اليوم»، عن استبعاده انعقاد مؤتمر دولي حول سوريا قبل نهاية شهر أيار، وأنّ هناك الكثير من الاختلافات، منها التمثيل في المؤتمر ومن هو شرعي وغير شرعي. المصدر رأى أنّ «من الواضح عدم إمكانية عقد المؤتمر دون ممثلين عن المعارضة، لكن السؤال: أيّ معارضة؟ نحن نرى أنّه لا يوجد (لدى المعارضة) هيئة موحدة يمكن بدء المباحثات معها لتطبيق الالتزامات في ما بعد».

هذا الكلام يحيلنا على حال «المعارضات» السورية. الجميع حلّ عليهم التفاهم الدولي الجديد بنداً محورياً على جداول أعمالهم من دون استئذان. كل طرف معارض يحاول اليوم «لمّ» أكبر عدد ممكن من الأحزاب والشخصيات المعارضة ليحوّلها إلى كتلة واسعة قد تحجز لها مقعداً في قطار الحلّ، بدءاً من «الائتلاف» الذي أنهى يوم أمس يومين من المشاورات لهيئته السياسية، قبل الاجتماع المقبل للهيئة العامة في إسطنبول، أيضاً، في 23 من الشهر الجاري.

بنود ثلاثة حضرت على جدول أعمال «الائتلاف»: الإعداد لانتخاب بديل من أحمد معاذ الخطيب مع هيئة رئاسية جديدة، ومسألة الحكومة الموقتة التي فشل غسان هيتو في تشكيلها، إضافة إلى مسألة توسيع إطار «الائتلاف» ليشمل أعضاءً جدداً، والبند الطارئ وهو المشاركة في مؤتمر جنيف 2. وقرّر الحاضرون حسمه في الاجتماع المقبل أيضاً.

أحد أعضاء الهيئة السياسية يروي لـ«الأخبار» أنّ مسألة توسيع «الائتلاف» تدور حول دخول 8 أعضاء جدد، في ما يعرف بمجموعة ميشال كيلو، ما يعني، بالتالي، عودة 8 أعضاء جمّدوا عضويتهم، لينضموا إلى 9 أعضاء ما زالوا في الائتلاف ليصبح عدد هذه الكتلة 25 شخصاً. محدّثنا يدرك جيداً أهمية هذه المسألة كونها تعني «إعادة التوازن» إلى الائتلاف الذي يغلب عليه «الطابع القطري» عبر أعضاء الاخوان المسلمين ومجموعة مصطفى الصباغ.

هذا التوازن سيسري أيضاً على مركز الرئاسة، إذ يروي القيادي السوري أنّ أسهم رئيس «المجلس الوطني» السابق برهان غليون مرتفعة لكونه «محطّ إجماع» معظم مكوّنات «الائتلاف»، في وقت يجري فيه البحث في أسماء جديدة لخلافة هيتو (كلّف في 18 آذار الماضي)، «الذي قطع المدّة الممنوحة، وأساساً انتخابه لم يكن عليه إجماع»، ليتداول اسم أحمد طعمة الذي شغل منصب أمين سر المجلس الوطني في «إعلان دمشق» (2005).

خالد الناصر، العضو في الهيئة السياسية يقول لـ«الأخبار» إنّنا في مرحلة «إعادة ترتيب أوراقنا»، معتبراً أنّ مسألة «جنيف2» وضعت مسألة الحكومة في خلفية المشهد الآني.

وضمن إطار هذا المؤتمر، الذي أضحى عنوان المشهد السوري، يروي أحد أعضاء الائتلاف من المجتمعين بسفير الأميركي في سوريا روبرت فورد، أنّ الأخير أكّد لهم أنّ «واشنطن لا تريد التدخل المباشر (العسكري) في الأزمة السورية»، وأنها «تريد إعطاء فرصة للحل، وهي اليوم على طاولة من سيجتمع في المؤتمر الدولي المزمع عقده».

ومن إسطنبول إلى مدريد، حيث يعقد مؤتمر بدعوة من «حزب التنمية الوطني» السوري، برعاية وزارة الخارجية الاسبانية، وستكون «هيئة التنسيق الوطنية» الركن الأساس فيه عبر مشاركة 6 من قياداتها (3 من الداخل السوري و3 من الخارج) بينهم ممثل الهيئة في الخارج هيثم مناع، والمنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم وأمين سر الهيئة رجاء الناصر.

مشاركة الهيئة في المؤتمر جاءت، حسبما أكّد عبد العظيم لـ«الأخبار»، بعد عدة استفسارات من الهيئة لمنظمي المؤتمر، بعد كلام عن اعتراض بعض المشاركين على اسم مناع، وحول صيغة الدعوة والمدعوين بعد الكلام على احتمال مشاركة شخصيات «ذات نبرة طائفية»، ما ترفضه الهيئة.

ويروي عبد العظيم أنّ هذا المؤتمر سيكون ذا إطار تشاوري يهيّئ لمؤتمر سيعقد في القاهرة في شهر حزيران تحضيراً لتشكيل «تحالف ديمقراطي واسع» على أساس رفض العسكرة والجنوح نحو الحلّ السلمي ضمن محددات مؤتمر جنيف.

من ناحية أخرى، تروي مصادر متقاطعة من «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» أنّ المعارض ميشال كيلو، الذي يتجّه لتشكيل «القطب الديمقراطي» عبر مؤتمر في القاهرة، ما زال توجّهه النهائي غير واضح المعالم، إذ يروي عضو في المكتب التنفيذي في «هيئة التنسيق» لـ«الأخبار» أنّ كيلو بعد لقاء معه كان موافقاً على المشاركة في التحالف الذي تزمع الهيئة تشكيله والمشاركة في مؤتمر مدريد أيضاً، لكن «تبيّن أن للرجل حسابات أخرى». عضو في «الائتلاف» يروي أنّ كيلو ينتظر إشراك «كتلته» في الائتلاف بدفع سعوديّ.

أما الرئيس المستقيل أحمد معاذ الخطيب، الذي ما زال يشنّ هجوماً تلو الآخر على الائتلاف الذي أصبح «مكاناً لإمرار قرارات لا تخدم السوريين»، فقد تداول اسمه كمشارك في مؤتمر مدريد، وهذا ما نفاه أحد المعارضين المقربين من الشيخ، إذ قال لـ«الأخبار»: «الشيخ قال لي بالحرف، أنا لم أُدعَ ولا وقت لديّ لهذه المؤتمرات».

في موازاة ذلك، أكّد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنّ طهران مستعدة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا. وأضاف «لم نتلقّ بعد دعوة، لكننا سنحضر بالتأكيد. ويمكن أن نطلق مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في سوريا»، في حين قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إنّ روسيا اقتنعت أخيراً بأن الشعب السوري هو من يقرّر مصير الرئيس بشار الأسد، وهو موقف صائب تماماً. ورأى العربي، عقب اجتماع طارئ للجامعة العربية، إنّ «البحث الآن يدور حول الأمور الإجرائية المتعلقة بعقد الاجتماع، بخصوص من سيشارك من جانب الحكومة ومن جانب المعارضة. فالروس يقولون إن لديهم أسماء من سيمثل النظام، في حين أن المعارضة لم تحدد حتى الآن من سيمثلها».

أنقرة توجه اتهامات مباشرة لدمشق.. وأردوغان يحذر من «سيناريو كارثي»

المتهمون يشتبه في انتمائهم إلى منظمة «تحرير لواء الإسكندرون».. وبين القتلى 3 سوريين

بيروت: ثائر عباس أنقرة: «الشرق الأوسط»

استفاقت تركيا من «صدمة» التفجيرين اللذين استهدفا بلدة الريحانية الحدودية القريبة من سوريا، وبدا أن بوصلة الاتهام التي تفرعت في اللحظات الأولى بين النظام السوري و«المتضررين» من عملية السلام مع الأكراد قد استقرت أخيرا باتجاه النظام، بعد إعلان تركيا عن توقيف 9 من مواطنيها على خلفية التفجيرين. وقالت مصادر تركية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إنهم قد يكونون أعضاء في ما يسمى «جبهة تحرير لواء الإسكندرون» المتحالفة مع النظام السوري والتي تضم في صفوفها علويين من إقليم هاتاي ذي الغالبية العربية.

واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى «سيناريو كارثي» عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية السبت والذي أسفر عن مقتل 46 شخصا. وقال أردوغان خلال لقاء في إسطنبول «إنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي»، داعيا الشعب إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري».

وارتفعت حصيلة التفجيرين اللذين استهدفا بلدة الريحانية إلى 46 قتيلا، بعد وفاة 6 من الجرحى ذوي الإصابات البالغة، فيما بقي في المستشفيات نحو 50 مصابا تتراوح حالتهم بين «الخطيرة والمستقرة» كما أوضحت المصادر. وكانت قوة التفجيرين شديدة، وكانت فرق الإنقاذ تبحث عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التي أشارت إلى سيارات عدة مدمرة تماما بفعل قوة التفجيرين. كذلك تحطم زجاج نوافذ معظم المباني حتى مائتي متر من منطقة التفجيرين. وأفاد المصدر نفسه بأن عددا كبيرا من عناصر الشرطة العلمية كانوا يتنقلون بملابسهم البيضاء الخاصة داخل منطقة الطوق الأمني.

ويخشى المسؤولون الأتراك من أن تؤدي هذه الاعتداءات إلى زيادة التوتر بين أبناء محافظة هاتاي التي كانت تطالب سوريا باستعادتها قبل تحسن علاقاتها مع تركيا، باعتبارها أرضا سورية ضمت إلى تركيا بالقوة. ويغلب على أبناء المحافظة الطابع العلوي – النصيري الموجود في سوريا. وقد أثارت هذه المسألة حساسيات بين بعض أبناء المنطقة العلويين والمعارضين السوريين الذين كانوا يسكنون في أنطاكيا وجوارها، مما حمل السلطات التركية على الطلب من السوريين النازحين الانتقال إلى الداخل التركي لتجنب التوترات.

وبعد تأزم العلاقات مع تركيا، عاد شعار «تحرير لواء الإسكندرون» إلى الظهور، وأفادت تقارير أمنية تركية في وقت سابق بتأليف جماعة تطلق على نفسها «طيبة» و«صقور الإسكندرون»، لكن السلطات التركية حجبت موقعها الإلكتروني، كما ظهرت «جبهة تحرير الإسكندرون» التي يتزعمها علي الكيالي، وهو من أبناء محافظة هاتاي. وقيل إن هؤلاء يقاتلون إلى جانب النظام السوري.

وأكد نائب رئيس الوزراء التركي بشير أتالاي، في مؤتمر صحافي في مدينة أنطاكيا القريبة من الريحانية، أن منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الأخرى من الحدود بل كانوا موجودين في تركيا. وقال «بحسب معلوماتنا فإن المنفذين أتوا من الداخل». وأضاف أتالاي أن هؤلاء الأشخاص التسعة وكلهم أتراك ينتمون إلى «منظمة إرهابية على اتصال مع أجهزة الاستخبارات السورية» مضيفا أن بعضهم أدلى «باعترافات». وقال أتالاي أيضا إن 38 من القتلى الـ46 تم التعرف إلى هوياتهم وبينهم 35 تركيا وثلاثة سوريين.

وأعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر أن منفذي التفجيرين مرتبطون بتنظيمات موالية للنظام السوري. وقال الوزير التركي بحسب ما نقل عنه تلفزيون «تي آر تي» الحكومي على موقعه الإلكتروني إن «الأشخاص والتنظيم الذين نفذوا الهجوم عرفت هويتهم. وتبين أنهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري وأجهزة مخابراته».

وتوعد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو منفذي التفجيرين من أي جهة أتوا. وقال للصحافيين أثناء زيارة إلى برلين إن «المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أو من خارجها». وعندما سئل بشأن ضرورة الدعوة إلى تحرك حلف شمال الأطلسي قال «إن ذلك ليس ضروريا في الوقت الحاضر». لكن داود أوغلو رأى أن «الوقت قد حان ليقوم المجتمع الدولي بتحرك ضد الرئيس السوري بشار الأسد في ظل تزايد المخاطر الأمنية التي تتعرض لها تركيا وغيرها من جيران سوريا». واعتبر أن تفجيري الريحانية يظهران ضرورة التوصل إلى «حل عاجل» للأزمة السورية. وأشار إلى «المصادفة» بين توقيت الاعتداء المزدوج الذي استهدف مقر بلدية الريحانية، و«تسارع» الجهود الرامية لحل الأزمة في سوريا لا سيما مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن الخميس. وشدد على أن بلاده لن تغير في سياستها لناحية إيواء اللاجئين السوريين، مؤكدا أن «كل من يلجأ إلى هنا فهو ضيفنا».

وقال داود أوغلو إنه يعتقد أن مقاتلين موالين للرئيس السوري بشار الأسد وراء التفجير. وقال في مقابلة مع قناة «تي آر تي» التلفزيونية التركية «لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري». وأضاف «من المعتقد أن الضالعين في هجوم السبت هم الذين نفذوا الهجوم على بلدة بانياس السورية الساحلية منذ أسبوع».

وقد نفت سوريا بشدة الاتهامات التركية. ونقل عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قوله لوسائل إعلام حكومية «سوريا لم ولن تقدم أبدا على هكذا تصرف لأن قيمنا لا تسمح بذلك.. ليس من حق أحد أن يطلق الاتهامات جزافا». وطالب الزعبي رئيس الوزراء التركي «بالتنحي كقاتل وسفاح» وفق وصفه. وقال في كلمة له أمام ندوة سياسية بدمشق «ليس من حق أحد في تركيا أن يطلق الاتهامات جزافا بحق سوريا بشأن التفجيرات التي وقعت في تركيا، فسوريا لم ولن تقدم أبدا على هذا التصرف لأن قيمنا لا تسمح لنا بذلك».

واتهم الوزير السوري تركيا بأنها «حولت مناطق الحدود إلى مراكز للإرهاب الدولي، وهي التي سهلت وما زالت وصول السلاح والمتفجرات والعبوات الناسفة والسيارات والأموال والقتلة إلى سوريا، لذلك فإن الحكومة التركية ورئيسها يتحملان مسؤولية مباشرة سياسيا وأخلاقيا تجاه الشعب التركي والشعب السوري وشعوب المنطقة».

سكان الريحانية يشيعون ضحاياهم.. ويصبون غضبهم على اللاجئين السوريين

بعضهم طالب الحكومة بإعادة النظر في سياستها الخارجية.. وآخرون بالرد

أنقرة – لندن: «الشرق الأوسط»

شيع سكان بلدة الريحانية التركية أمس ضحايا الهجوم بسيارتين ملغومتين الذي وقع أول من أمس في شارعين مزدحمين قرب المركز التجاري في البلدة، مما أدى إلى مقتل 43 شخصا في البلدة وإصابة أكثر من مائة.

ووقع الانفجاران في ساعات الظهيرة الأولى مما أسفر عن تناثر الكتل الخرسانية وتحطم السيارات في البلدة التي تقع في إقليم هاتاي جنوب تركيا، حيث يوجد الآلاف من اللاجئين السوريين. ودمرت المطاعم والمقاهي وتناثرت الأشلاء في أنحاء الشوارع. وامتد الدمار لمسافة ثلاثة مبانٍ على الأقل من موقع التفجيرين.

وما زال مسؤولو الطب الشرعي ينقبون وسط الأنقاض بحثا عن أدلة قد تفضي إلى منفذه، في وقت وجهت فيه الحكومة التركية أصابع الاتهام إلى النظام السوري بضلوعه في تنفيذ الهجوم في البلدة الواقعة قرب الحدود السورية.

وحل الغضب محل الرعب والألم غداة الهجوم، إذ صب سكان البلدة جام غضبهم على اللاجئين السوريين الذين باتوا تحت حراسة الشرطة التركية.

وقال النجار أحمد كسكين (36 سنة) تحت مطر غزير غمرت سيوله الحفر التي أحدثها الانفجار حول مقري البلدية والبريد:: «لا بد من أن يرحلوا»، مشيرا دون تردد إلى المذنبين. وأضاف: «لم يكن ليقع كل هذا لو لم يأتوا إلى هنا»، مؤكدا: «لقد منحناهم اللجوء، هذا ليس معقولا».

وعلى غرار أحمد يشعر الكثير من سكان الريحانية بأنهم خدعوا بالسوريين البالغ عددهم 25 ألفا الذين استقروا منذ سنتين في مدينتهم. وخلافا لما يجري في المدن التركية الحدودية الأخرى أو في مخيمات اللاجئين التي أقامتها الحكومة التركية، كان السوريون في الريحانية يتمتعون بحرية تنقل نسبية، وكان معظمهم يستأجر منازل حتى إن بعضهم أقام تجارته هناك.

وقال التاجر أحمد اتلار (50 سنة) الذي كان يتناول الغداء مع عائلته عندما وقع الانفجار الثاني وكسر كل زجاج منزله: «لا أتذكر في حياتي أنني شاهدت مثل ذلك! لم يتوصلوا حتى إلى التعرف على الجثث»، في إشارة إلى ضحايا الهجوم المزدوج، مؤكدا: «كلما وقعت جريمة سواء كانت رصاصا أو مخدرات أو سرقة فإننا نفكر بالتأكيد في السوريين»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يكتم سكان الريحانية غضبهم واندلعت حوادث السبت مع مجموعات من الشبان الغاضبين العازمين على الثأر من السوريين، ما اضطر الشرطة إلى إطلاق النار في الهواء قبل أن ينفذوا ما كانوا يعتزمون القيام به.

لم تسلم السيارات التي تحمل لوحات سورية في وسط المدينة من ذلك الغضب، فكسر زجاجها الأمامي وأصيبت بأضرار وأصبحت كلها تقريبا تحمل آثار الرد.

ومن باب الوقاية أصبحت الشرطة التركية تراقب عن كثب داخلي الشوارع التي يسكنها الكثير من السوريين والتي قطعت مداخلها بحواجز من البلاستيك الأصفر. وفي دليل على هذا التوتر لزم معظم اللاجئين منازلهم خشية التعرض لأعمال انتقام.

ومن السوريين القلائل الذين تجرأوا على الخروج وقف محمد الموراي الذي نزح عن مدينته إدلب مع أفراد عائلته السبعة الأسبوع الماضي ويعمل نادلا في دكان الحلواني القريب من البريد الذي انفجرت أمامه السيارة الثانية، ينتظر الزبائن وهو يشعر بشيء من التوتر. وقال: «إنني منزعج قليلا لكنني متيقن أن كل شيء سيكون على ما يرام بالنسبة لي»، مؤكدا أن «عائلتي ستبقى في المنزل لفترة ما، لكن يجب علي أن أخرج لكسب القوت».

وطالب سكان الريحانية الحكومة بتشديد إجراءات الأمن، وقال عصمت جوز: «نشعر بالضيق والخوف هنا. نريد أن تطبق الحكومة إجراءات أمنية كاملة هنا وأن تسيطر على كل من يعبر إلى تركيا وتعيده إلى سوريا. نريد الأمن مرة أخرى»، بينما قال يالجين باس: «تركيا تقول إن الفاعل قد يكون المخابرات السورية، لكن متى يتم إعلان ذلك رسميا فعلى تركيا أن تشرع في حملة عبر الحدود وأن ترد».

موجة استنكار لتفجيرات تركيا.. وكيري يعتبرها رسالة «خاصة وشخصية» لواشنطن

الجامعة العربية تدين.. وإيران تنادي بمكافحة الإرهاب

أنقرة – لندن – عواصم: «الشرق الأوسط»

أثار التفجيران الانتحاريان اللذان شهدتهما بلدة الريحانية، جنوب تركيا قرب الحدود السورية، أول من أمس وأسفرا عن مقتل 43 شخصا وإصابة نحو 100، موجة استنكار دولية وعربية وإقليمية وسط دعوات لتعاون إقليمي لمواجهة «خطر التطرف والإرهاب».

ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجيرين اللذين نفذا بسيارتين مفخختين، مؤكدا أن منفذيهما يجب أن «يساقوا أمام العدالة». وقال مارتن نيسيركي، المتحدث باسم بان، إن «الأمين العام يدين بأقسى عبارات الإدانة الاعتداءات الدموية» التي استهدفت مقر بلدية الريحانية بمحافظة هاتاي القريبة وهي بلدة تقع على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود مع سوريا.

وأضاف أن الأمين العام «يدين كل أعمال الإرهاب، ويجدد التأكيد على أنه ما من شيء أبدا يبرر استهداف المدنيين (…)، ويأمل أن يتم التعرف سريعا على المرتكبين وأن يتم سوقهم أمام العدالة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مساء أول من أمس السبت، إن الولايات تدين «الأخبار المروعة» بشأن تفجير السيارتين الملغومتين في تركيا. وأضاف «إننا نقف مع حليفتنا تركيا». وأشار إلى أن تفجيرات تركيا تمثل «رسالة خاصة وشخصية» للولايات المتحدة، نظرا لدور تركيا «كمحور حيوي» في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

وفي تلك الأثناء، دان نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي الاعتداء «الإرهابي الهمجي» الذي وقع في تركيا، وقال إن «هذا عمل إرهابي همجي، ومثل هذه الجرائم مدانة في العالم أجمع»، مؤكدا أنه «من واجب كل البلدان مكافحة الإرهاب». كما ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في بيان صحافي أمس، بشدة بتلك الأعمال الإرهابية التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، معتبرا أن استخدام السيارات المفخخة وأعمال القتل والعنف يمثل أعمالا إرهابية تستدعي إدانة شديدة من المجتمع الدولي. كما أدان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الهجومين، وقال قبيل مغادرته القاهرة متوجها على متن طائرة خاصة على رأس وفد من كبار العلماء إلى مسقط في زيارة لسلطنة عمان والإمارات تستغرق خمسة أيام «إنني أدين بشدة هذا الاعتداء، كما أقدم التعازي للشعب والحكومة التركية في الضحايا»، داعيا الله أن يعم السلام والأمن في المنطقة.

ومن جانبه، أعرب وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني عن إدانة الأردن لـ«التفجيرات الإجرامية» التي وقعت في مدينة الريحانية جنوب تركيا. ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية «بترا» أمس فقد جدد المومني التأكيد على موقف الأردن الثابت والمبدئي برفض كل أشكال العنف. ومن ناحيتها، استنكرت الحكومة العراقية التفجيرات «الإجرامية» في تركيا، وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي «تعبر الحكومة العراقية عن شجبها واستنكارها الشديدين لعمليات التفجير الإجرامية التي وقعت في بلدة الريحانية التركية، وتعرب عن تضامنها مع الشعب التركي الصديق وعوائل الضحايا الأبرياء». وأضاف أن «ارتكاب هذه الجرائم واتساع دائرة الإرهاب يشكل حافزا إضافيا على ضرورة تعاون جميع الدول لا سيما دول المنطقة والتنسيق في ما بينها لقطع دابر الإرهاب واستئصال التطرف والعنف بكل أشكاله».

محللون مؤيدون للأسد يعزون تقدمه في بعض الجبهات لإعادة هيكلة قواته

عزز قواته بـ60 ألفا من الميليشيات

واشنطن: ليز سلاي*

بدأت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في تحويل الدفة لصالحها في الحرب الدائرة، مدعومة في ذلك باستراتيجية جديدة، ودعم متزايد من إيران وروسيا ومساعدات مقاتلي حزب الله اللبناني. لكن هذه السلسلة من النجاحات للقوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة لم تسفر عن انتصارات حاسمة. غير أن محللين عسكريين مقربين من الحكومة أشاروا إلى أن التقدم الجديد جاء في المناطق التي تشكل أهمية استراتيجية، وهو ما يشير إلى مستوى جديد من الإدارة والفعالية غير المسبوقة في أداء الجيش.

هناك توقعات بأن تشهد الحرب، التي تأرجحت كفتها بعنف خلال العام الماضي وتهدد الآن بدخول لاعبين إقليميين آخرين، تحولا في ميزان القوة أكثر من مرة بصورة غير متوقعة قبل أن تنتهي. وتأتي أحداث مثل التفجيرات التي أودت بحياة ما لا يقل عن 40 شخصا في مدينة تركية حدودية، أول من أمس، والغارات الإسرائيلية على دمشق، الأسبوع الماضي، والقرارات التي اتخذتها القوى الخارجية بتسليح الثوار ضمن عدد كبير من المتغيرات التي يمكن أن ترجح كفة الميزان مرة أخرى.

بيد أن المحللين يعتقدون أن الكفة تميل الآن لصالح قوات الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتوقع أن يضعه في موقف أقوى لتحديد شروط التفاوض مع المعارضة التي وافقت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وروسيا الأسبوع الماضي على رعايتها. وقال تشارلز ليستر، من مركز «آي إتش إس جان للإرهاب»: «إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسوف تكون الحكومة صاحبة النفوذ الأكثر وضوحا. وإذا توقفت الأوضاع على ما هي الآن، فسيتضح جليا أن الثورة لا تشكل خطرا تهديدا وجوديا للنظام.

ويعزو المحللون المؤيدون للأسد التقدم إلى إعادة هيكلة القوات الحكومية التي تمتلك تسليحا أفضل لمواجهة الثوار. فقد تعززت الجيش السوري التقليدي، المرتبك بسبب الانشقاقات والخسائر والمنهك من القتال المتواصل منذ أكثر من عام، بنشر ما يقرب من 60 ألف مقاتل غير نظامي دربوا، ولو جزئيا، على يد حزب الله والمستشارين الإيرانيين.

وينتمي غالبية أفراد قوة الدفاع الوطني للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وهم أكثر ولاء للأسد من الجنود، بينما ينتمي ضباط الصف والجنود الذين يشكلون غالبية الجيش إلى الطائفة السنية. ويقول سالم زهران المحلل والصحافي الذي يلتقي بشكل منتظم بمسؤولي حكومة الأسد: «يشكل السنة 70 في المائة من الجيش، ولذا يحتفظ النظام بهم في ثكناتهم، أما قوة الدفاع الوطني فتتألف جميعها من الأفراد الموالين النظام».

في هذه الأثناء، سيتمكن النظام من استغلال هذا التفوق التقليدي لاستعراض قوته في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الثوار، بما في ذلك شن الغارات الجوية واستخدام الصواريخ البالستية والمدفعية. وعلى عكس قوات الثوار، التي تلقت إمدادات محدودة من حلفائها من العرب والغرب، تستطيع لقوات الأسد الاعتماد على الإمدادات المتواصلة من السلاح والذخيرة من إيران وروسيا، بحسب حنا.

في الضواحي الشرقية من دمشق التي يحتدم فيها السباق، إحدى المناطق التي تحقق فيها قوات الأسد تقدما على الأرض، يقول مقاتلون في الجيش السوري الحر الذي يعاني قلة التنظيم، إن دمج المقاتلين في صفوف الجيش التقليدي زاد حجم القوة البشرية لجيش لنظام بمقدار الثلث. ويشير الثوار إلى أنه، على الرغم من احتفاظ المقاتلين بغالبية المعاقل التي تمكنوا من السيطرة عليها، خلال العام الماضي، فإن القوات الموالية للأسد كثفت الهجمات عليهم، وعزلتهم عن بقية كتائب الحر، وقطعت طرق الإمداد، حتى تستنفد الوحدات الذخيرة، ويغلب عليهم الإحباط.

ويقول زين الدين الشامي أحد مقاتلي اللواء الأول بالجيش السوري الحر: «نحن لا نعرف الخوف هنا، لكننا قلقون بشأن مستقبلنا. نحن نواجه كل أنوع الأسلحة ولا يمكننا الدفاع عن أنفسنا. نحن بحاجة إلى دعم هائل».

ربما كان العامل الأبرز وراء هذه التقدم تعديل قوات النظام نهجها تجاه الحرب، فبدلا من الانتشار الضعيف لقواتها في محاولة للقتال على عدة جبهات في البلاد، ركز النظام على ما سماه بعض «المحاور»، التي تشكل أهمية خاصة في سيطرته على ميزان القوة، بحسب سوريين وعسكريين على دراية بهذه الاستراتيجية. وتشمل هذه المحاور ضواحي دمشق وشريط الأرض الذي يمتد من الموانئ الساحلية للاذقية وطرطوس، شمال غربي العاصمة، والمدن الرئيسة في البلاد، التي تشكل أهم مسارات الدعم بالنسبة لها. وشدد زهران على أن التركيز الجديد لا يمثل مؤشرا على نية النظام تحرير مناطق واسعة في الشمال والشرق التي يسيطر الثوار على القسم الأعظم منها، الذين يواصلون التقدم في مواجهة المواقع المتناثرة الموالية للنظام. لكن الهدف الرئيس لقوات النظام الآن هو تأمين المركز ثم الأطراف لاستعادة باقي البلاد؛ محافظة تلو الأخرى.

ويتوقف نجاح هذه الاستراتيجية على محافظة حمص، حيث حمل المسلحون السلاح للمرة الأولى ويتدفق مقاتلو حزب الله. فالسيطرة على حمص التي تتقاطع مع 5 محافظات سوريا أخرى و3 دول ستكون نقطة انطلاق لاستعادة السيطرة على الشمال والشرق في الوقت الذي ستحرم فيه قوات الثوار من إمدادات السلاح المقبل من لبنان والعراق والأردن، ويقول زهران: «حمص هي الجزء الحيوي».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

تقرير أممي: السوريات يجبرن على الزواج من الثوار والقتل لا يفرق بين كبير وصغير

صبري عبد الحفيظ حسنين

حذرت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي من تفشي ظاهرة  الزواج القسري للسوريات من المقاتلين، ومن كارثة وشيكة في القصير. ودعت لإحالة الجرائم التي ترتكب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، بوصفها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

القاهرة: قالت نافي بيلاي، المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن تقارير المجازر المُزعم تنفيذها من قبل قوات الحكومة السورية والمليشيات الموالية للحكومة في الأيام الأخيرة من شأنها أن تحفز المجتمع الدولي للتحرك لإيجاد حل للصراع، وضمان أن المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان سوف يواجهون المساءلة عن جرائمهم.

وأعربت عن انزعاجها من تقارير تشير إلى تجمّع عسكريّ كبير حول بلدة القصير في غرب سوريا، قائلة إنها تخشى المزيد من الفظائع في حال تم اجتياح المنطقة.

وأضافت بيلاي: “أنا قلقة للغاية من التقارير التي تلقاها فريقي في المنطقة من مجموعة متنوعة من المصادر والتي تشير إلى أنّه، نتيجة لحشد قوة عسكرية كبرى من قبل قوات الحكومة السورية والميليشيات الموالية للحكومة حول منطقة القصير قرب الحدود اللبنانيّة، يتم تشريد السكان المدنيين على نحو متزايد، ويبدو من المرجح أن يكون ذلك في إطار تحضير لهجوم واسع النطاق لاقتلاع المعارضة المسلحة من القصير، كما وان السكان المحليين يخشون بوضوح تكرار عمليات قتل المدنيّين التي وقعت الأسبوع الماضي”.

محنة النساء

قالت بيلاي في تقرير لها عن الأوضاع في سوريا، تلقت إيلاف نسخة منه عبر مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة: “تشير التقارير إلى تزايد عمليات اختطاف واحتجاز الرهائن من قبل بعض جماعات المعارضة، بما فيهم جبهة النصرة”. وإستطردت قائلة: “إنّ محنة النساء والفتيات السوريات هي مصدر قلق خاص بالنسبة إلي، بما في ذلك الإدعاءات الأخيرة بأن بعض المقاتلين يمارسون الزواج القسري”.

أضافت: “لقد هالني القتل الظاهر للنساء والأطفال والرجال في قرية البيضاء، وربما في أماكن أخرى في منطقة بانياس، التي تبدو وكأنها تشير إلى وجود حملة تستهدف مجتمعات معينة يُنظر إليها على أنها داعمة للمعارضة”.

وظهرت صور مؤلمة تظهر أكوام من الجثث المدمّمة والمحترقة، بما في ذلك الأطفال الصغار والرضع، وهي صور يفترض أنها التقطت بعد اجتياح القوات الحكومية والميليشيات للبيضاء وأجزاء أخرى من بانياس في الاسبوع الماضي.

وقالت بيلاي: “إن هذه الصور، إذا تم التحقق منها، تشير إلى وجود انعدام تام للاعتبار لحياة المدنيين، ويجب أن يكون هناك تحقيق دقيق في كل حادثة من هذا القبيل، ولا ينبغي لنا أن نصل إلى نقطة في هذا الصراع حيث يصبح الناس فيها غير مباليين بقتل المدنيين”.

وجدّدت المفوضة السامية نداءها إلى وجوب إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت: “أعتقد أن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وغيرها من أعمال قد تصل إلى جرائم حرب و/ أو جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت، ويجب علينا أن نوضح لكلا من الحكومة وجماعات المعارضة المسلحة أنه ستكون هناك عواقب واضحة تجاه الأشخاص المسؤولين عن تلك الجرائم”.

القتل بكل أشكاله

رحبت بيلاي بالاتفاق المبرم بين روسيا والولايات المتحدة للعمل من أجل عقد مؤتمر دولي من أجل إيجاد حل سياسي للصراع. وقالت بيلاي إن الطبيعة الوحشية المتزايدة للصراع تجعل الجهود الدولية لوقف إراقة الدماء حتمية.

وقالت المفوضة السامية إن العنف والاعتداء على الحياة والأشخاص، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، يشكل جرائم في غاية الخطورة، “ويزداد قلقنا مع ورود معلومات حديثة من فريق العمل لدينا في المنطقة تؤكد أن القوات الحكومية مستمرة في اللجوء إلى الاستخدام العشوائي وغير المتناسب للقوة في المناطق السكنية”.

أضافت بيلاي: “تصلنا باستمرار شهادات تشير إلى أن القوات الحكومية تستهدف مباشرة كيانات إدامة الحياة الرئيسية، مثل المخابز والصيدليات والمستشفيات والمدارس، حيث يحتمي المدنيون، وقد تشكل هذه الهجمات -اعتمادا على الظروف- جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية”.

وتشير روايات شهود عيان أن المناطق السورية تتعرض لقصف بالصواريخ وبقذائف الهاون، بصرف النظر عما إذا كانت مقرّ تواجد ثقيل أو خفيف لجماعات المعارضة المسلحة، لكن التجاهل الفاضح لحماية المدنيين لا يقتصر على الجانب الحكومي، بحسب بيلاي، “فازدياد نطاق الانتهاكات على أيدي الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة أيضا ينذر بالخطر”.

إبادة سوريا

من جانبه، قال المعارض السوري بالقاهرة، جبر الشوفي، إن الأوضاع في سوريا تشير إلى أن ما يجري على الأرض هي حرب إبادة بحق الشعب السوري، مشيرًا إلى أن تقارير الأمم المتحدة لم تقدم جديدًا للسوريين، ولم تساهم في إيقاف نزيف الدم الذي يجري يوميًا. وأضاف الشوفي لـ”إيلاف”: “الشعب السوري فقد الأمل في المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت، بالرغم من إرتكاب المجازر بحقه”.

ولفت إلى أن الحديث عن إنتهاكات مقاتلي المعارضة وتصوير جبهة النصرة على أنها هي من تحارب نظام حكم بشار الأسد، لا يصب في صالح الثورة السورية، بل يخدم نظام الحكم الحالي، لاسيما أنه يصور للعالم أنه يحارب الإرهابيين وتنظيم القاعدة، ما يمنحه المبرر لإرتكاب المذابح بحق الأبرياء. وأضاف: “لا يمكن مقارنة إنتهاكات المقاتلين بإنتهاكات جيش وشبيحة بشار الأسد، رغم أنها مرفوضة”.

أنقرة: حان الوقت كي يتحرك العالم ضد الأسد

أردوغان يدعو لضبط النفس بمواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري

طالبت تركيا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك رداً على انفجار سيارتين مفخختين في بلدة الريحانية التركية ما أسفر عن مقتل 46 شخصاً، متهمة جماعات لها صلات بالاستخبارات السورية بالمسؤولية عن ذلك، فيما سارعت دمشق لنفي أي مسؤولية لها.

لكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قال في مؤتمر صحافي خلال زيارة لبرلين إن الجناة من “منظمة ارهابية ماركسية قديمة” لها صلات بنظام الأسد، مضيفاً أنه “حان الوقت كي يتحرك المجتمع الدولي سويا ضد هذا النظام فوراً ومن دون أي تأخير”. ودعا إلى اطلاق “مبادرة عاجلة ودبلوماسية تهدف إلى تحقيق النتائج” للعثور على حل للازمة السورية، مضيفاً أن “تركيا لديها الحق في القيام بأي إجراء” رداً على تفجيرات الريحانية.

وأعرب عن أعتقاده بأن صمت العالم حيال النزاع في سوريا هو السبب في “العمل الارهابي الوحشي”، وقال إن “الهجوم الاخير يظهر كيف تتحول شرارة إلى حريق عندما يظل المجتمع الدولي صامتا ويفشل مجلس الامن الدولي في التحرك”. وأضاف: “من غير المقبول أن يدفع الشعبان السوري والتركي ثمن ذلك”، واصفاً هذين التفجيرين بأنهما انتهاك لـ”الخط الأحمر” الذي وضعته تركيا.

وألقى داود أوغلو بمسؤولية الهجوم على “منظمة ماركسية سابقة مرتبطة بشكل مباشر بنظام” الرئيس السوري بشار الاسد. وقال إنه يجري التحقيق في “أي علاقة بين مجزرة بانياس .. والهجوم الإرهابي الأخير”.

بدوره، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في خطاب أذاعه التلفزيون التركي في وقت لاحق “لن نفقد هدوءنا. لن نتخلى عن التفكير السديد ولن نقع في الفخ الذي يحاولون دفعنا إليه”. لكنه أضاف: “أياً كان الذي سيستهدف تركيا سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً”.

ورأى أردوغان أنّ النظام السوري يحاول جر تركيا إلى “سيناريو كارثي” عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية السبت القريبة من سوريا. ودعا الشعب إلى “التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري”.

وجاء التفجيران في الوقت الذي تزايدت الفرص الدبلوماسية لمحاولة إنهاء الحرب بعدما أعلنت موسكو وواشنطن بذل مساع مشتركة للجمع بين الحكومة ومقاتلي المعارضة في مؤتمر دولي.

نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أعلن أن السلطات ألقت القبض على تسعة أشخاص جميعهم أتراك بينهم المدبر المزعوم للتفجيرين. فيما أفاد وزير الداخلية التركي معمر غولر أن جماعة لها صلات مباشرة بالاستخبارات السورية هي التي ارتكبت الهجوم.

كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هرمزلو اعتبر “جريمة منطقة الريحانيّة كجريمة تفجير في باب الهوى التي أودت بحياة 17 شخصاً”، مشدداً في حديثٍ إلى قناة “الجديد”، على أنه “يجب ألا تبقى هذه المسائل من دون حساب”.

ونفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في تصريحات للتلفزيون الرسمي أي ضلوع لدمشق في التفجيرين، متهماً تركيا بالمسؤولية عن العنف في سوريا من خلال مساعدتها مقاتلين مرتبطين بتنظيم “القاعدة”. وقال: “سوريا لم ولن تقدم أبداً على هكذا تصرف، لأن قيمنا لا تسمح بذلك… ليس من حق أحد أن يطلق الاتهامات جزافاً”.

رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (البرلمان) اليكسي بوشكوف استبعد وجود مصلحة لسوريا بتنفيذ مثل هذا “العمل الارهابي” في الريحانية، مشيراً إلى أن “سوريا تعلم مسبقاً أن ذلك سيُستخدم ضدها، وسيُستخدم كحجة للدخول في حرب ضدها من طرف دول أجنبية، كما سيكون سبباً لتوريد الأسلحة إلى المعارضة المسلحة بصورة مباشرة وعلنية، كما ترغب بذلك لندن وباريس وأنقرة”.

المجلس الوطني السوري المعارض اتهم في بيان النظام السوري بارتكاب تفجير الريحانية، مستنكراً “الجرائم الجبانة التي ارتكبها عملاء النظام السوري في مدينة الريحانية بحقّ مواطنين سوريين وأتراك”.

واعتبر المجلس أنّ ما جرى في الريحانية وقبله في تل أبيض وباب الهوى يظهر “مدى إجرام هذا النظام القاتل ومدى خطورته على حياة جيرانه وعلى السلم والأمن في كلّ دول المنطقة”، مشدّداً على ضرورة “صيانة العلاقة الأخوية المتينة التي تربط الشعبين السوري والتركي، وحمايتها من السعي المحموم للنظام الإجرامي لتعكير صفوها وتمزيق أواصرها”.

إثر محادثاته مع بوتين كاميرون متفائل بحل سوري تدعمه روسيا

                                            ذكرت صحيفة ديلي تلغراف اليوم الاثنين أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون متفائل بشأن إيجاد حل للأزمة السورية بعد لقائه الرئيس فلاديمير بوتين، نتيجة بروز دلائل متزايدة على أن روسيا يمكن أن تكون على استعداد لاتخاذ موقف أكثر تشدداً مع النظام السوري، مما يسهل عقد مؤتمر للسلام بهدف التوصل إلى عملية تحول سياسي.

ورغم عدم ظهور بوادر على أن روسيا تسحب تأييدها لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فإن مصادر بريطانية تقول إن اجتماع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة أظهر أن موسكو أكثر قبولا للتعامل مع الغرب في الشأن السوري.

واستمر الاجتماع فترة أطول بكثير مما كان مقررا، وهيمنت عليه القضية السورية، وطلب بوتين من كاميرون أن يشرح موقفه من الصراع.

ووصف كاميرون -في تصريحات نسبتها إليه ديلي تليغراف أدلى بها خلال رحلته إلى الولايات المتحدة- المحادثات مع بوتين بأنها كانت “في غاية الإيجابية وجيدة”، وأنه يتطلع لمناقشة نتائج محادثاته في روسيا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورؤية إمكانية تحويلها إلى عملية سلام وإحداث “تغيير حقيقي”.

وأضاف “في حين لا يخفى على أحد أن بريطانيا وروسيا لديهما موقفان مختلفان من سوريا، فإنني اندهشت جدا خلال محادثاتي مع الرئيس بوتين لأن هناك إدراكا بأن من مصلحتنا جميعا جعل سوريا تنعم بالأمن والأمان بوجود مستقبل ديمقراطي تعددي، وإنهاء عدم الاستقرار الإقليمي”.

وقال كاميرون إن “هناك أمورا أكبر تحدث هنا، ومنها إدراك أن من الأفضل كثيرا أن نفعل هذا لتحقيق عملية التحول السياسي عبر مشاركة واتفاق أكبر بين أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وقوى أخرى”.

وأكد أن هناك “وحدة هدف قوية” بين بريطانيا والولايات المتحدة بشأن العمل على نحو “وثيق” مع المعارضة السورية، ومساعدتها على “صياغة ما تقوم به.. وهذا هو السبب في أننا نقدم لهم المساعدة التقنية الآن”.

وفي السابق، تسببت روسيا في شعور كاميرون وزعماء غربيين آخرين بالإحباط عندما منعت اتخاذ أي إجراء ضد الأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبسبب تزويدها النظام السوري بالسلاح.

مؤتمر سلام

وقال كاميرون إنه سيتحدث مع أوباما بشأن ما يمكن فعله للمساعدة على الإسراع بتنفيذ الاقتراح الأميركي الروسي بعقد مؤتمر سلام. كما أنه من المرجح أن يبحث قضية حساسة هي تسليح المعارضة قبل انتهاء حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا الشهر المقبل.

وتسعى بريطانيا وفرنسا إلى رفع هذا الحظر أو تعديله للضغط على الأسد، لكن الولايات المتحدة أكثر تحفظا فيما يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة، خشية سقوط أي أسلحة تقدمها في أيدي “متشددين إسلاميين”.

ومع أن كاميرون يرغب في أن يبحث مع أوباما كيف يمكن أن يعزز بلداهما المعارضة السورية بأفضل الطرق، إلا أنه قال إن التركيز ينصب الآن أساسا على السعي لإيجاد حل سياسي.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وروسيا مساعي مشتركة لدفع الحكومة السورية والمعارضة إلى المشاركة في مؤتمر دولي، في أول مبادرة دبلوماسية من نوعها لوقف الحرب الأهلية في سوريا.

وكانت تقارير صحفية كشفت الأسبوع الماضي أن كاميرون يسعى إلى عقد قمة طارئة في لندن، تهدف إلى إيجاد حل للصراع المتصاعد في سوريا، واستخدام مباحثاته مع الرئيسين بوتين وأوباما لتمهيد الطريق أمام لندن لاستضافة قمة يحضرها جميع اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية.

اشتباكات عنيفة بين الحر والنظام بدمشق وريفها

                                            تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في عدة أنحاء بسوريا لا سيما في دمشق وريفها، في حين أغارت طائرات النظام على عدة أحياء في العاصمة.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عشرين شخصا قتلوا اليوم على يد قوات النظام في مناطق متفرقة في سوريا.

وقال ناشطون سوريون إن عددا من المنازل السكنية دمرت جراء قصف قوات النظام مدينة داريا بريف دمشق.

كما استهدف القصف الذي لم يهدأ منذ أشهر المحال التجارية والبنى التحتية للمدينة، بالتزامن مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية مدعومة بآليات لإحكام حصارها على المدينة.

وقد شن الطيران الحربي التابع لقوات النظام عدة غارات على مدينة عربين بريف دمشق بعد غارات جوية متتالية على بلدات بريف دمشق في وقت سابق.

في السياق ذاته تجددت الاشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة وعناصر الأمن والشبيحة في حيي جوبر وبرزة بدمشق في حين ذكرت شبكة شام أن الطيران الحربي للنظام يقصف منطقة الصناعة في حي القابون وحي جوبر والمنحلق الجنوبي بدمشق.

 كما شهدت بلدة المليحة بريف دمشق اشتباكات متقطعة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام.

وأفاد ناشطون بأن عناصر الجيش الحر استهدفت تجمعاً للشبيحة في بناء تاميكو في بلدة المليحة بعد حصار للبناء دام عدة أسابيع حيث أرسلت قوات النظام حشودا عسكرية لفك الحصار عن المبنى لكنها باءت بالفشل.

كما استهدفت عناصر الجيش الحر حاجز النور العسكري القريب من مبنى تاميكو وحققت إصابات مباشرة وفق ما أفاد بعض نشطاء.

خربة غزالة

في الوقت نفسه نقلت وكالة أسوشيتد برس برس عن المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- قوله إن القوات النظامية استعادت مجددا بلدة خربة غزالة في درعا التي تربط بين الطريق السريع بين دمشق والحدود الأردنية.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الجيش الحر استعادته هذه البلدة من القوات النظامية.

وقد وثقت شبكة شام في وقت سابق تعرض بلدات خربة غزالة وتسيل ونصيب وأم المياذن والمزيريب وعلما في درعا للقصف.

من جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة بحلب أن الجيش الحر يواصل حصاره للسجن المركزي ومستشفى الكندي الذي تتحصن فيه قوات النظام، كما يحاصر مطار كويرس العسكري، في حين كثف الطيران الحربي قصف القرى المحيطة بالمطار الواقع جنوب حلب.

وكانت شبكة شام الإخبارية قالت إن قوات الجيش النظامي قصفت أحياء حمص المحاصرة الليلة الماضية.

كما ذكرت شبكة شام أن الجيش الحر استهدف معاقل لقوات حزب الله اللبناني داخل الأراضي اللبنانية بأربعة صواريخ غراد.

جاء ذلك بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في ريف القصير بين الجيش الحر وقوات النظام مدعومة بأعداد كبيرة من قوات حزب الله اللبناني. وقد أعلن الجيش السوري النظامي أنه استعاد السيطرة على قرية آبل في ريف حمص.

في هذه الأثناء تعرضت شبكات الكهرباء في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر لأضرار بليغة نتيجة القصف الذي تعرضت له، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل.

ويعمد النظام إلى قطع الكهرباء عن بعض المناطق للضغط وعقاب السكان الذين عاد بعضهم لاستخدام حلول قديمة.

من جهة أخرى، يشهد الشمال السوري سقوط أمطار غزيرة منذ عدة أيام، مما خفف من وتيرة القتال على مختلف الجبهات. غير أن سوء الأحوال الجوية لم يمنع قوات النظام، المحاصرة منذ خمسة أشهر في مطار كويرس العسكري، من مواصلة قصف الأحياء المدنية.

فلسطينيو سوريا.. لاجئون يبحثون عن لجوء

                                            محمد النجار- عمان

تلخص قصة عائلة اللاجيء الفلسطيني أبو محمد حكاية عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الموت في سوريا، في رحلة لجوء جديدة تتزامن مع الذكرى الـ65 لنكبتهم.

يسكن أبو محمد مع عشرات العائلات الفلسطينية منطقة “تل شهاب” وهي قرية حدودية سورية على الحدود مع الأردن بعد أن منعت السلطات الأردنية دخولهم تنفيذا لقرار رسمي من أعلى المستويات بالمملكة.

روى اللاجيء الفلسطيني للجزيرة نت عبر الهاتف حكاية هروبه وعائلته من القصف على مخيم اليرموك هو وعشرات العائلات التي تقطعت بها السبل في الطرق إلى لبنان والأردن.

يقول أبو محمد إن خوفه على أطفاله قاده للهروب نحو جنوب دمشق حيث سكن منطقة الكسوة بريف دمشق لأيام قبل أن ينتقل لقرى درعا إلى أن وصل لتل شهاب حيث جرى تجميعه من قبل نشطاء مع مئات اللاجئين تمهيدا لنقلهم إلى الأردن.

أبو محمد قال أيضا “حذرنا النشطاء السوريون من أن الأردن لا يسمح بدخول الفلسطينيين وأنه سيعيدنا معهم، إلا أننا أصررنا على التوجه نحو الحدود عل الأطفال يشفعون لنا بالدخول، لكننا تأكدنا بعد وصولنا للأردن أن لا سبيل لنا بالدخول فعدنا أدراجنا نحو الحدود السورية”.

وتحولت قرية تل شهاب السورية شبه المهجورة لتجمع لنحو 250 لاجيء فلسطيني فارين من سوريا، يقول أبو محمد إن الفلسطينيين يقطنون هناك في بساتين أو بيوت تركها أصحابها وفروا لمناطق أخرى، وروى فصولا من معاناتهم وأطفالهم بسبب النقص الكبير في الأغذية والأدوية عوضا عن متطلبات الحياة الأساسية.

حالة أبو محمد بدت قريبة من حالة سهام، وهي سيدة فلسطينية تمكنت من الدخول للأردن بداية الثورة على نظام بشار الأسد بعد أن فرت من درعا، بينما تقول إن زوجها وإخوتها تفرقوا بين الداخل السوري وبين لبنان، في حين علمت أخيرا أن أحد أشقائها وصل تركيا عله يجد لنفسه مكانا على أحد قوارب الموت المتجهة نحو أوروبا والتي يسافر فيها مهاجرون غير شرعيين.

سهام قالت للجزيرة نت إنها تمكنت عبر أحد أقربها من الخروج من مخيم “سايبر ستي” بمدينة الرمثا والسكن بمدينة إربد (81 كلم شمال عمان) لكنها تركت وراءها العشرات من العائلات هناك “حالها أفضل من الذين لا زالوا في سوريا”.

منع الدخول

ولا تخفي الحكومة الأردنية بأنها تمنع اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا من الدخول، حيث صرح وزير الدولة لشؤون الإعلام السابق سميح المعايطة مطلع العام الجاري للجزيرة نت بأن الأردن يمنع دخول الفلسطينيين من سوريا لأنه “غير مضطر لدفع أثمان سياسية للأزمة السورية”.

وأضاف “الأردن لا يمنع عودة مواطنيه من حملة الجنسية الأردنية إلى المملكة، لكن مسألة تحويل لجوء الفلسطينيين من سوريا إلى الأردن تتعلق بعشرات الآلاف، وهو أمر لا يمكن للأردن احتماله”.

وكان مجلس السياسات الذي يترأسه الملك عبد الله الثاني اتخذ قرارا في مايو/ أيار 2011 منع بموجبه دخول الفلسطينيين اللاجئين بسوريا إلى المملكة.

ويبرر سياسيون هذا القرار بكونه متعلقا بجدل الهوية الأردنية والمخاوف من تحول الأردن لوطن بديل للفلسطينيين حيث يشكل الأردنيون من أصل فلسطيني نحو 42% من المواطنين بالأردن، عوضا عن نحو 12% من الفلسطينيين من غير حملة الجنسية الأردنية.

وبينما تقول الحكومة الأردنية إن عدد الفلسطينيين الذين دخلوا من سوريا لا يتجاوز الـ130، فإن مصادر إغاثية تتحدث عن أن عدد هؤلاء اللاجئين يتراوح بين 1200 وثلاثة آلاف لاجيء.

ووفقا لبيانات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فإن نحو 235 ألف فلسطيني من أصل ستمائة ألف من اللاجئين الفلسطينيين بسوريا تركوا أماكن سكنهم في 12 مخيما فلسطينيا بسوريا عوضا عن المدن، وباتوا لاجئين بالداخل السوري، عوضا عن عشرات الآلاف الذين فروا للخارج.

وتعيد نكبة اللاجئين الفلسطينيين بسوريا للأذهان رحلات النكبة التي تعرض لها الفلسطينيون بعد رحلة نكبة الخروج من وطنهم فلسطين عام 1948 وبعد احتلال الضفة الغربية عام 1967، حيث عانى الفلسطينيون من نكبات بعد خروجهم من الكويت عام 1991 ومن العراق بعد احتلاله عام 2003، فضلا عن موجات لجوء يدفع فيها الفلسطينيون ثمن الحروب بمنطقة ملتهبة يجد الفارون من كل الجنسيات مكانا للجوئهم، بينما يظل الفلسطينيون يدفعون ثمن الخوف من توطينهم خارج وطنهم المحتل منذ 65 عاما.

ثوار سوريا: النظام يحول الصراع لحرب طائفية

                                            لقاء مكي- حلب

 حذر قياديون من الثوار في سوريا مما قالوا إنه سعي من النظام لتحويل الصراع القائم إلى “حرب طائفية” ذات بعد إقليمي أو حتى عالمي بعدما تزايدت -وفق تأكيدهم- أعداد المقاتلين الأجانب الذين باتوا يشاركون في المعارك إلى جانب الجيش النظامي، مؤكدين أن هؤلاء ينتمون لبلدان مختلفة، لكنهم “يتوحدون حول أساس طائفي محض” على حد وصفهم.

وأبلغ القياديون الجزيرة نت أن مشاركة مقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني ومن العراق، أصبح أمرا مؤكدا، مشيرين إلى العثور على جثث لبعضهم في المعارك الأخيرة بحلب لا سيما في معركة الشيخ سعيد بجنوب المدينة التي كانت وصلت قوات النظام فيها تعزيزات مدرعة كبيرة قبل بضعة أيام.

وقال قائد إحدى الكتائب في لواء التوحيد بحلب إن الثوار استشعروا بداية الأمر وجود تدخل أجنبي واضح بالقتال حينما لاحظوا تطورا في “إرادة القتال” لدى القوات النظامية، وفي تغيير تكتيكات حركتها، لكن هذا الهاجس سرعان ما تحول لقناعة أكيدة بعد توفر الكثير من الأدلة على هذه المشاركة الأجنبية.

وأضاف قائد الكتيبة أبو محمد أنه بالإضافة إلى رصد أحاديث لاسلكية بلغة فارسية أو بلهجة لبنانية بين قوات النظام، فإن مقاتليه اعتقلوا امرأة في حلب القديمة تبين أنها من بلدة نبل المؤيدة للنظام بالريف الشمالي والتي تحتضن -كما يقول الثوار- الكثير من القوات النظامية والشبيحة، مشيرا إلى أن هذه المرأة اعترفت بوجود مقاتلين من لبنان والعراق داخل البلدة.

وأكد أن هؤلاء المقاتلين موجودون هناك وفي أماكن اخرى بسوريا “لأسباب طائفية محضة” مشيرا إلى أن “بلدة نبل وجارتها الزهراء هما البلدتان الشيعيتان الوحيدتان في الريف الحلبي، وكنا نعتقد من قبل أنهما تؤويان شبيحة النظام وقواته فقط قبل أن نعلم أن مليشيات شيعية من لبنان والعراق ترابط هناك أيضا” على حد قوله.

حرب طائفية

واتهم أبو اليسر، وهو مقاتل من قياديي اللواء، النظام بشن “حرب طائفية ضد الشعب السوري منذ سنوات” على حد قوله، لكنه أردف أن النظام يريد الآن جعل هذه الحرب الطائفية “علنية وعالمية” لذلك فهو بدأ يستقطب “مقاتلين ومرتزقة شيعة من دول عديدة”.

وأضاف أنه يبدو أن إيران تتولى تجنيدهم وإعدادهم وإرسالهم للقتال لصالح النظام على حد اعتقاده، واعتبر أن الحملات الإعلامية الأخيرة التي اتهمت الثوار بالإساءة لمراقد ومساجد في سوريا كان هدفها شحذ النزعة الطائفية من أجل القتال في سوريا.

واعتبر أبو اليسر أن تصريحات رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز آبادي أمس الأول عن تأسيس “حركات مقاومة شعبية في سوريا على غرار حزب الله اللبناني” للقتال إلى جانب النظام، اعتراف صريح بوجود هذا “الجيش الطائفي” في سوريا.

وتوقع وصول أعداد أكبر من “المتطوعين الشيعة” للقتال إلى جانب النظام بالمستقبل القريب، مشيرا بهذا الصدد إلى ما تردد عن وجود تشكيلات مثل “لواء أبو الفضل العباس وفدائيي السيدة زينب، وحزب الله-العراق، وجيش الطف، وسواها موجودة أو أنها يجري إعدادها للقتال في سوريا”.وذكر أبو اليسر في هذا الصدد أنباء عن قيام موقع إلكتروني إيراني يطلق على نفسه اسم (ولي الامر) بإطلاق حملة تطوع في ما يسمى “ألوية فدائيي السيدة زينب” للمشاركة في حماية مرقد السيدة زينب بريف دمشق إلى جانب فصائل موجودة هناك بالفعل. ويؤكد هذا الموقع من جهته أنه غير مرتبط بأية جهة حكومية إيرانية.

وكان رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس أكد خلال برنامج “بلا حدود” بالجزيرة الأسبوع الماضي مشاركة فعلية لحزب الله ولمليشيات عراقية في القتال ضد الثوار بالعديد من المناطق، وأبرزها حمص ودمشق وريفها.

من جانبه قال أبو محمود، وهو قائد كتيبة أخرى، إن مقاتلي الثوار بالجبهات القريبة جغرافيا من قوات النظام باتوا يسمعون أصوات مقاتلين من (الجانب الآخر) تحمل شعارات طائفية مباشرة، أو تتضمن وصف مقاتلي الثوار بـ”الكفار” مستخدمين لهجات غير سورية أو بالعربية الفصحى، مشيرا إلى أن “جنود النظام لم يستخدموا من قبل أبدا شعارات دينية”.

وتوقع أن يكون هناك مقاتلون من أكثر من جنسية، من دون الإشارة إلى جنسيات محددة. لكن مصدرا إعلاميا مطلعا في حلب كان أبلغ الجزيرة نت أن مقاتلين من باكستان والهند وأفغانستان إلى جانب إيران والعراق ولبنان يقاتلون في جبهات مختلفة بسوريا اليوم من بينها جبهة حلب الجنوبية.

وأعرب أبو محمود عن اعتقاده بأن نهج النظام لتحويل المعركة الحالية إلى حرب طائفية ستكون له آثار خطيرة، على المجتمع السوري وعلى وضع الدول المجاورة وتصعيد حالات الانتقام والتطهير الطائفي، وأعرب عن اعتقاده بأن تكريس هذا المد الطائفي في القتال ربما سيدفع أشخاصا كثيرين من العالم الاسلامي إلى التطوع للقتال إلى جانب الثوار على نفس الأساس الطائفي.

مستشار لأوباما: سوريا تمتلك أكبر برنامج كيماوي بالعالم

أكد أن ضخامة هذا البرنامج تعقّد مهمة التدخل العسكري الأميركي للسيطرة عليه

دبي – قناة العربية –

قال غاري سيمور، المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما، إن لدى سوريا أكبر برنامج ناشط للأسلحة الكيماوية في العالم، بما في ذلك غاز السارين السام.

وأشار سيمور في مقابلة مع شبكةCNN إلى أن ضخامة هذا البرنامج تعقّد مهمة التدخل العسكري الأميركي للسيطرة عليه.

وأضاف المستشار السابق في مجال أسلحة الدمار الشامل أن حماية هذه الأسلحة لن تكون مهمة سهلة، لأن البرنامج السوري كبير جدا ويتوزع على مرافق إنشاء وتخزين وتسليح وسـتكون هناك حاجة إلى استخدام قوة كبيرة للسيطرة على كافة المنشآت.

من جانبه يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما .

وأجرى كاميرون محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إطار مساع بريطانية، لتمهيد الطريق أمام لندن لاستضافة قمة يحضرها جميع اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية.

وكان كاميرون أعلن “أن هناك أدلة محدودة ولكن مقنعة على أن النظام السوري استخدم ولا يزال الأسلحة الكيماوية بما في ذلك غاز السارين، داعياً إلى موقف دولي تجاه النظام السوري.

7500 امرأة قتلت بسوريا 24 منهن قضين تحت التعذيب الشديد

المرأة السورية تعرّضت لجميع أنواع الانتهاكات منذ اندلاع الثورة

دبي – ماريا شحادة –

تعرّضت المرأة السورية لشتى أنواع الانتهاكات منذ اندلاع الصراع في بلادها، بداية بالاعتقال والتهجير وليس نهاية بالقتل وفقدان فلذة كبدها.

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما وصفته بالقتل خارج نطاق القانون بحقّ المرأة خلال الثورة السورية، حيث بلغت نسبة القتلى من النساء 9% من المجموع الكُلي للقتلى المدنيين.

وبلغ عددهن أكثر من 7500 قتيلة على يد قوات الأسد، بينهن 2500 طفلة، و257 رضيعة دون الثلاث سنوات.

وأشارت الشبكة إلى أن لديها دلائل على أن أكثر من 40 امرأة قتلت برصاص قناص كان على يقين تام بأنه يقتل امرأة، كما تم توثيق مقتل 24 سيدة تحت التعذيب في معتقلات النظام.

وحدثت حوادث القتل – كما يقول التقرير – خلال القصف العشوائي أو المتعمّد ضد المدنيين باستخدام البراميل المتفجرة المُلقاة من الطائرات أو صواريخ سكود أو المدفعية، إلا أن هناك المئات من النساء قُتلن خلال الاقتحامات والمجازر على نحو متعمّد.

تركيا: السيارات المستخدمة بـ”الريحانية” مهربة من سوريا

غولر قال إنها دخلت إلى ورشات تصليح لتجهيزها بأماكن مخفية لزرع المتفجرات

دبي – قناة العربية –

كشف وزير الداخلية التركية، معمر غولر، عن تفاصيل جديدة حول كيفية وصول السيارات المفخخة إلى موقع التفجيرات في بلدة الريحانية القريبة من الحدود السورية قائلا إن السيارات والمواد المتفجرة تم تهريبها من سوريا إلى إقليم هاتاي، حيث تم التفجير.

وقال غولر “اكتشفنا أن المواد والسيارات تم تهريبها إلى داخل هاتاي ودخلت السيارات في ورشات تصليح لتجهيزها بأماكن مخفية لزرع المتفجرات، ثم استلمها أشخاص قاموا بنقلها إلى مسرح التفجيرات في ريحانة”.

وجاءت التصريحات غاضبة من رئيس الوزراء التركي، مذكرا شعبه والعالم بأن تركيا لن تقع في الفخ الذي يحاول النظام السوري جرها إليه وتعهد بالرد ولكن بعد حين.

وتعهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بجعل الجهات المنفذة للتفجيرات والتي تقف وراءها تدفع الثمن، مشدداً أن على بلاده التعامل بهدوء مع الاستفزازات التي يمارسها نظام الأسد.

وقال أردوغان “كل من يرد إلحاق الأذى بتركيا سيدفع الثمن عاجلا أم آجلا, إن بإمكان الدول الكبيرة أن ترد أضعافا مضاعفة إن تعرضت للهجوم لكنها تنتظر الوقت المناسب”.

وأضاف “لا يجب أن يشك أحد في أن من أزهق أرواح إخواننا الذين سقطوا في ريحانة، وكذلك أرواح مئات الآلاف من السوريين سيدفع الثمن.”

أما وزير الخارجية التركي فقد وجه رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنه آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحرك معا ضد النظام السوري، لأن المخاطر الأمنية على دول الجوار السوري في تزايد، حسب قوله .

وقد أعلنت وزارة الداخلية التركية عن القبض على الأشخاص التسعة ومن ضمنهم مدبر التفجيرين اللذين وقعا بعد ظهر الأحد في شارعين مزدحمين في بلدة ريحانية التركية وقتل فيهما ستة وأربعون شخصا، إضافة إلى العشرات من الجرحى بعد تفجير سيارتين مفخختين.

وقد نشرت السلطات التركية أعدادا كبيرة من قوات الشرطة والدرك في المدينة في محاولة لاستيعاب الموقف والحيلولة دون مزيد من ردود الأفعال بين السكان.

ورش عمل لتدريب “الجيش الحر” على القانون الإنساني الدولي

تهدف إلى تعريفهم بقوانين الحرب وحماية المدنيين لتجنب ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

دبي – قناة العربية –

تقوم المنظمة الدولية “جنيف كول” بتنظيم دورات تدريبية ووِرَش عمل لتعليم مقاتلي المعارضة السورية القانون الإنساني الدولي، وتهدف حملة المنظمة إلى تعريف الجيش الحر بقوانين الحرب وحماية المدنيين.

وواصلت منظمة جنيف كول غير الحكومية مهمتها في تدريب جنود ومسؤولين تابعين للمعارضة المسلحة السورية على أسس القانون الإنساني الدولي تحت عنوان “مقاتل وليس قاتلاً”، بهدف إقناعهم باحترام هذا القانون لتجنب ارتكاب جرائم ضد الإنسانية قد يحاسبون عليها في المستقبل.

وحسب المسؤولين في المنظمة هذه الدورة التدريبة هي جزء من سلسلة ورش عمل تقام في محافظة غازي عينتاب التركية، يسعون من خلالها إلى تعريف المقاتلين بالقانون الدولي في الحروب، لاسيما أن عدداً كبيراً من جنود الجيش الحر ليسوا عسكريين سابقين أو منشقين وإنما هم مدنيون.

وتضمنت ورشة العمل أيضاً كيفية التعامل مع الفرق الطبية وتأمين حمايتها في مناطق القتال، لاسيما بعد الانتهاكات الجسيمة التي تحدثت عنها المنظمات الحقوقية واتهمت بارتكابها قوات النظام والمعارضة على حد سواء.

وأثارت الانتهاكات مخاوف عدة لدى المنظمات الدولية من اعتماد الجيش الحر نفس الأساليب التي تستخدمها قوات النظام ضد المناطق الثائرة والمعارضة المسلحة عموماً.

أوباما: لا مستقبل لنظام الأسد بسوريا

جوزيف خولي- واشنطن – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه لا مستقبل لبشار الأسد ونظامه في سوريا.

وشدد أوباما على أن بلاده ستزيد الضغط من أجل مساعدة الشعب السوري، مؤكدا على دعمه “المعارضة المعتدلة”.

وأضاف: “سنستمر في العمل لمعرفة حقيقة استعمال الأسلحة الكيماوية في سوريا”.

من جهته، قال كاميرون: “تاريخ سوريا يكتب بدمائها، ويجب علينا العمل لوقف المذابح في سوريا.. ولا مصلحة لأحد في رؤية انتشار المتطرفين في سوريا أو في استخدام الأسلحة الكيماوية”.

وتابع: “سنعمل على حل سياسي ولذلك سنضاعف مساعداتنا للمعارضة السورية”.

أعداد القتلى تتجاوز 82 ألفا

وفي سياق متصل، قتل في سوريا 82 ألف شخص على الأقل، وفقد 12500 آخرون بعد عامين من النزاع في البلاد، وفقا لناشطين معارضين.

ولقي معظم القتلى حتفهم على أيدي الحكومية والميليشيات الموالية لها، فيما معظم المفقودين يعتقد أنهم محتجزون لدى أجهزة الأمن التابعة للحكومة.

وذكر تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أسسه رامي عبدالرحمن في بريطانيا قبل 7 سنوات، أن 4788 طفلا كانوا بين 34473 مدنيا قتلوا في الحرب.

وأضاف أن 12916 مقاتلا مناهضا للأسد قتلوا إلى جانب 1924 منشقا عن الجيش.

وبالنسبة للموالين للحكومة السورية، قتل 16729 جنديا و12 ألفا من رجال الميليشيات والمخبرين، وقال التقرير إن مصير نحو 2500 جندي من القوات الموالية ما زال مجهولا ويعتقد أن مقاتلي المعارضة يحتجزونهم.

وأشار عبد الرحمن إلى أن هذه الأعداد هي الحالات الموثقة وأن العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء الأزمة السورية يتجاوز حسب تقدير المركز 120 ألفا.

الميغ تستهدف مدنيين

ميدانيا، قتل 7 أشخاص وأصيب عشرات فجر الاثنين لدى استهداف طائرات الميغ مدنيين في بلدة حزة بريف دمشق، في وقت انقطع فيه التيار الكهربائي بشكل كامل عن المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.

وأضاف ناشطون أن الطيران الحربي شن غارات جوية متتالية على بلدة حزة وحمورية وسقبا في ريف العاصمة.

وتعرضت منقطة الغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقي لقصف عنيف براجمات الصواريخ والهاون.

كما شهد حي المزة وسط العاصمة قصفا عنيفا من قبل القوات الحكومية، كما تواصل القصف بالمدفعية وقذائف الهاون على أحياء برزة وجوبر والقابون وأحياء دمشق الجنوبية، وسط اشتباكات في حيي برزة ومخيم اليرموك.

وكان 91 شخصا قد قتلوا في أعمال عنف متفرقة شهدتها مدن سورية عدة الأحد.

عضو بالوطني السوري: المؤتمر المقترح مرشح للفشل حتى لو حصل على إجماع دولي

روما (13 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى عضو في المجلس الوطني السوري المعارض أن المؤتمر الذي اقترحه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا سيفشل لأنه سيعيد إنتاج النظام الاستبدادي نفسه إن لم ينص على موقف واضح وصريح على رحيل الأسد، وأعرب عنه قناعته بأن نتائج المؤتمر ستفشل حتى لو نجحوا بالوصول إلى عقده بدعم دولي وعربي

وقال جبر الشوفي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أعتقد أنهم إذا لم ينصّوا صراحة على ضرورة رحيل النظام بدءاً من رأسه فلن يستطيعوا أن يعقدوا هذا المؤتمر إلا بالاعتماد على بعض المعارضين السهلين والمشكوك بمعارضتهم أصلاً وهؤلاء ستسقطهم قوى الثورة السياسية والعسكرية، وستفشل نتائج المؤتمر إذا نجحوا بالوصول إلى عقده بدعم دولي وعربي”

وتابع الشوفي “غالباً لا أعتقد بنجاح هذه المبادرة لأنها لا تنص على موقف واضح وصريح على رحيل الأسد، لأن بقاءه يعني إعادة إنتاج النظام الاستبدادي مطعّماً ببعض المعارضين في الوزارة من خارجه، ونحن نعتبر هؤلاء الذين يقبلون بالمشاركة مع النظام خداماً له سواء أدركوا ذلك أم لا، لأنهم يمنحونه شرعية مجانية كان قد افتقدها منذ اليوم الأول الذي شرّع فيه العنف، وهم بهذه الخطوة يقوّون النظام في مواجهة الشعب السوري ويدعمون الاستبداد بقوة معنوية مضاعفة وبقوة واقعية ويشتتون المعارضة والثوار أكثر فأكثر”. كما اعتبر هذه المبادرة أنها “ستعيد التجاذب والمناكفة بين الروس الضامنين للأسد بقاءه والأمريكان ـ إذا كانوا صادقين يريدون ترحيله ـ وأعتقد أنهم إذا نجحوا بتنحية الأسد فسيحاولون أن يتركوا بعض أزلامه الأقوياء لطمأنة العلويين، وهذا يعني إجهاض الثورة وبيع دم الشهداء بالرخيص، وفصائل الثورة الميدانية والسياسية ذات الموقف الصلب والموقف الثابت والمطالبة بالتغيير الجذري لبنية النظام، سترفض هذه الصفقة وتعمل على إسقاطها قبل أن تتم”، حسب تأكيده

وحول أهم الصعوبات التي قد تطيح بمشروع الحل المتفق عليه في موسكو، قال الشوفي، عضو مكتب الأمانة في تجمع إعلان دمشق المعارض “أهم الصعوبات أنه ترك مصير الأسد للمستقبل وهذا يعني ترحيل المشكلة الأصعب التي عطلت كما يبدو مبادرة جنيف منذ حزيران/يونيو الماضي، وكانت مصدر خلاف في المواقف الدولية وفي أوساط المعارضة السورية”، وتابع “إن صعوبة إقناع الأسد بالرحيل إذا تم التوافق على رحيله، واستحالة إقناع قوى الثورة بعدم رحيله هو وأركان نظامه، ولاسيما أن الروس مازالوا مصريين على رفض ترحيله عبر المؤتمرات والحلول السياسية ويساند ذلك بقوة الإيرانيون وجماعة المالكي وحزب الله الذين يعملون لإشعال المنطقة وإغراقها بحرب طائفية يغرق الجميع في بحرانها”

وأضاف “إننا نرحّب بحل سياسي يتضمن رحيل الأسد ونظامه ويوقف عمليات التطهير المذهبي الطائفي للسنّة الذين يشكّلون البنية الأساسية في الديموغرافية السورية، تمهيداً لإقامة الدولة العلوية، علماً أننا نرفض بشدة وندين كل العمليات التي تتبنى القتل على الهوية من أية جهة كانت، ويجب الحفاظ على الطائفة العلوية والتمييز بين المجرمين والشبيحة وأجهزة الجيش الوطني الذين يوظفهم النظام في القتل والتدمير وارتكاب المجازر”

وتابع “من العقبات أيضاً تشتت قوى الثورة السياسية والعسكرية وتباين خطابها السياسي والإيديولوجي وتواجد فصائل القاعدة والتكفيريين وأشباههم وعدم الاتفاق بين قوى الثورة على الحماية الدولية للمدنيين، وإقامة المناطق العازلة وحظر طيران النظام”

وحول مصير قيادة الجيش وأجهزة الأمن خلال المرحلة الانتقالية المفترضة، قال الشوفي “إذا لم يُجبَر النظام على الرحيل فإنه من الطبيعي، بقراءة واقعية لهذا النظام وبنيته الأمنية المركبة والمعقدة، فسيأتي بآخرين بديلاً عن كل من فقده سواء بالانشقاق أو بالقتل أو غير ذلك، وهو الآن يعمل فعلياً على استبدالهم”

كاميرون يبحث مع أوباما سبل حل الأزمة السورية

يعقد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مباحثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن التي وصل اليها صباح الاثنين.

وقال كاميرون لبي بي سي إن المباحثات ستتركز على كيفية إجراء عملية سلام صحيحة في سوريا.

وكان متحدث باسم رئيس وزراء البريطاني قال في وقت سابق إن كاميرون سيدرس في اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، سبل تمكين قوات المعارضة السورية من التحرك بقوة وفاعلية أكثر.

وأوضح “أن رئيس الوزراء حريص على التباحث مع الرئيس أوباما بشأن الكيفية التي نساعد بها معا على إقامة معارضة أقوى وأكثر مصداقية، سياسيا وعسكريا، داخل سوريا”.

ويناقش الزعيمان أيضا تأسيس منطقة تجارة حرة بين أوروبا والولايات المتحدة. وقد وصف كاميرون، في مقال كتبه لصحيفة وول ستريت جورنال، مثل هذه المنطقة بأنها جائزة قد تجلب المليارات إلى الاقتصادين البريطاني والأمريكي كما تفيد بقية العالم.

وتأتي زيارة كاميرون لواشنطن بعد ثلاثة أيام من لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي بحثا فيه أيضا سبل إيجاد تسوية للنزاع السوري.

وقد قال كاميرون في تصريحات صحفيه عند وصوله واشنطن إنه لاحظ “خرقا حقيقيا” دبلوماسيا بين واشنطن وموسكو بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى موسكو.

وكانت العاصمتان قد إتفقتا على تنظيم مؤتمر دولي بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تتطابق مع الإتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف في 30 يونيو/حزيران 2012 بين الدول الكبرى بشأن الأزمة السورية.

كاميرون يبحث مع أوباما دعم المعارضة السورية عسكريا

قال متحدث باسم رئيس وزراء المملكة المتحدة، إن ديفيد كاميرون سيدرس في اجتماعه اليوم مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سبل تمكين قوات المعارضة السورية من التحرك بقوة وفاعلية أكثر.

وأوضح “أن رئيس الوزراء حريص على التباحث مع الرئيس أوباما بشأن الكيفية التي نساعد بها معا على إقامة معارضة أقوى وأكثر مصداقية، سياسيا وعسكريا، داخل سوريا”.

وقد تلقت المعارضة المسلحة في سوريا ضربات موجعة في الفترة الأخيرة، حيث تراجعت أمام هجمات شنتها القوات النظامية لاستعادة مواقع استراتيجية في جنوبي البلاد.

وأفاد ناشطون بأن القوات الحكومية السورية سيطرت اليوم على قرية قرب طريق سريع يربط بين العاصمة دمشق والأردن.

ويسعى المعارضون المسلحون إلى تأمين طريق من الحدود الأردنية عبر مقاطعة درعا الجنوبية، للانطلاق نحو العاصمة دمشق.

وكانت المعارضة المسلحة حققت تقدما نوعيا في الأسابيع الماضية لكنها تراجعت أمام ضربات القوات النظامية.

واندلعت اشتباكات في الأيام الأخيرة بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة من أجل السيطرة على قرية خربة غزالة، قرب الطريق السريع بين دمشق والأردن.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، الموجود في بريطانيا، إن قوات النظام استعادت خربة غزالة، وإن المعارضة المسلحة انسحبت من المنطقة.

ولا تزال العاصمة دمشق تحت سيطرة قوات النظام، أما المعارضة المسلحة فتسيطر على قطاعات واسعة بريف المنطقة الشمالية من سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى