أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 13 تشرين الأول 2014

 

حرب المواقع تستعر بين «داعش» والأكراد في عين العرب

باريس – رندة تقي الدين { واشنطن – جويس كرم { لندن – أحمد غلاب

أنقرة، بيروت – أف ب – وضع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) كل ثقله العسكري للسيطرة الكاملة على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية المتاخم لحدود تركيا، حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد تحوّلت معها المدينة الصغيرة إلى رمز لقتال التنظيم، وسط احتدام «حرب مواقع» داخل المدينة

 

وترك رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي الباب موارباً أمام احتمال إقامة منطقة حظر جوي في سورية ضمن «ظروف مستقبلية»، في حين استبعد مصدر فرنسي مطلع أي حل للأزمة في هذا البلد من دون عملية انتقال سياسي. وشدد على أن الرئيس بشار الأسد «لا يمكن أن يمثل أي حل»، مبدياً مخاوف من تطور الأحداث. ونفت واشنطن ان تكون طلبت تدخُّلاً عسكرياً تركياً بإرسال قوات برية إلى سورية.

 

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عناصر «داعش» استغلوا وقفاً لغارات التحالف الدولي – العربي و «استهدفوا مدينة عين العرب (أمس) بما لا يقل عن 11 قذيفة سقطت على مناطق في وسط المدينة وقرب المعبر الحدودي مع تركيا، في وقت تقدمت وحدات حماية الشعب الكردي في الجبهة الشمالية الشرقية في المربع الحكومي الأمني، عقب اشتباكات مع التنظيم». وكان «المرصد» أشار الى إن «داعش» جلب «مقاتلين من الرقة وحلب»، معقِلَيْه الرئيسيين في شمال سورية وشمالها الشرقي، مضيفاً أن التنظيم «وضع كل ثقله في المعركة، وهي حاسمة لديه وخسارته إياها ستزعزع صورته أمام الجهاديين».

 

وعشية وصوله الى الرياض لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين، قال وزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير لـ «الحياة» إن المواجهة العسكرية لـ «داعش» لا تكفي «ويجب أن يكون هناك توافق إقليمي في شأن العمل السياسي المشترك للتصدي» للتنظيم. وأكد أن نظام الرئيس بشار الأسد يتحمّل مسؤولية ما يجري «ولم تبقَ له أي صدقية، ولا يجوز غض النظر عنه، ولن يتمّ نسيانه».

 

وتشهد باريس اليوم وغداً، لقاءات بارزة بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وبين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وكل من لافروف وكيري. كما يلتقي الوزير الأميركي في العاصمة الفرنسية نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد الذي سيجتمع كذلك مع فابيوس. ومكافحة «داعش» أبرز المواضيع في هذه اللقاءات. ورأى مصدر فرنسي مطّلع أن الدول المشاركة في الحرب على «داعش» دخلت مرحلة «بالغة الهشاشة، فكل شيء يمكن أن يحصل في اي اتجاه».

 

وكان فابيوس التقى في باريس الأسبوع الماضي نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الذي قدَّم له خطة تقضي بإرسال قوات برية من دون مشاركة الأتراك، لإخراج «داعش»، ومن ثم الاهتمام بـ «حزب العمل الكردستاني». وتعتبر باريس أن هذه الخطة غير عملية لأن إنشاء منطقة آمنة يتطلب حظراً جوياً لمراقبتها، ما يعني الدخول في الحرب على الأرض في سورية ونشر جنود في شمالها في مواقع وبيئة معقّدة.

 

وأضاف المصدر: «هناك تخوف من اتجاه الأحداث، علماً أن الأسد لا يمكن أن يأتي بحل أو أن يكون حلاً… ينبغي أن يبقى في أذهان جميع المشاركين في الحرب على «داعش» وضمنهم الولايات المتحدة، أن المشكلة هي في دمشق ولن يكون حل للأزمة طالما لم نصل إلى انتقال سياسي هناك وتوافق أدنى على هذا الهدف». وزاد: «من يقول إن هناك أسوأ من الأسد، كلامه غير عملي إذ لا يمكن الأسد أن يمثّل أي حل. وعلى رغم أن قواته تتعزّز في أماكن، لم يتعزز وضع النظام».

 

ديمبسي

 

في واشنطن، فتح رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي الباب أمام إقامة منطقة حظر جوي في سورية، عشية اجتماعه مع عشرين قائداً عسكرياً في دول التحالف. وقال في مقابلة مع شبكة «أي بي سي» الأميركية «بإمكان التحالف أن يفعل المزيد في سورية»، عشية استضافته ٢٠ من القيادات العسكرية الدولية في واشنطن وبينها قيادات من السعودية والإمارات ولبنان. وتابع: «هل طُلِب مني أن أقيم منطقة حظر جوي؟ لا… هل ستكون هناك ظروف مستقبلية لاحتمال إقامة هذه المنطقة؟ نعم».

 

وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس لشبكة «أن بي سي» إن تركيا تطالب بمنطقة حظر جوي ومناطق عازلة في سورية منذ ثلاث سنوات. وذكرت أن الحملة العسكرية على «داعش» هي في «بدايتها اليوم»، ولفتت إلى تقدم في المحادثات مع أنقرة، مؤكدة أن واشنطن «لم تطلب قوات برية تركية للتدخل في سورية». وأشارت إلى موافقة تركيا على استخدام التحالف قواعدها، وتدريب وتجهيز ألفي مقاتل من «الجيش الحر» على أرضها. ونفت رايس وجود أي تنسيق مع إيران في الحرب على «داعش».

 

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل توقع حرباً طويلة ضد التنظيم. وتعكس التصريحات الأميركية التركيز على استراتيجية بعيدة المدى في الحرب على «داعش» وحصر المهمات الآن بضربات جوية في سورية وتدريب قوات المعارضة المعتدلة، وانتظار ما سيؤول إليه هذا الجهد قبل درس خيارات أخرى.

 

وكرر وزير الخارجية التركي أمس أن إنشاء ممر للأسلحة والمقاتلين المتطوّعين من تركيا إلى عين العرب «أمر غير واقعي».

 

انتحاري من “داعش” يفجّر شاحنة ملغومة في كوباني السورية

عمّان ـ رويترز

 

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤولون أكراد الإثنين إن مهاجماً انتحارياً من تنظيم “الدولة الإسلامية” فجر شاحنة ملغومة في الجزء الشمالي من مدينة كوباني السورية الكردية المحاصرة قرب الحدود التركية. وقال المرصد والمسؤولون إن الهجوم وقع على بعد كيلومترين تقريباً إلى الشمال من كوباني (عين العرب) التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية ومقاتلي “الدولة الإسلامية” الذين شددوا قبضتهم على المدينة.

 

يأتي ذلك في وقت نجح المقاتلون الأكراد في المدينة الليلة الماضية في استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم “الدولة الإسلامية” (جنوب)، من دون أن يؤثر ذلك في توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم المتطرف.

 

«داعش» يشدد ضغوطه على بغداد

بغداد – مشرق عباس

شدّد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ضغوطه على مدينة بغداد عبر محاولته السيطرة على أكبر عدد من البلدات المحيطة بها، فيما كثف هجماته في ديالى شرقاً والأنبار غرباً، حيث تطلق حكومتها المحلية استغاثات بسبب قرب سقوط آخر المعاقل الرسمية في عاصمتها مدينة الرمادي.

 

في غضون ذلك، سقط عشرات من العراقيين بين قتيل وجريح في هجوم بثلاث سيارات مفخّخة نفذه «داعش» أمس في بلدة قرة تبة بمحافظة ديالى وطاول مقرات أمنية وسياسية كردية، فيما تمكّن التنظيم من اغتيال قائد شرطة الأنبار اللواء أحمد صداك الدليمي (للمزيد).

 

وأورد بيان للتنظيم إن ثلاثة انتحاريين هم «أبو سارة الألماني» و «أبو محمد الجزراوي» و «أبو تراب التركي»، نفّذوا العملية التي أدت إلى مقتل 25، غالبيتهم من قوات «البيشمركة»، وجرح عشرات. كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجومين تعرضت لهما بغداد مساء السبت، في منطقتي الشعلة والكاظمية، ونفّذهما انتحاريان. وتمكّن «داعش» أمس من اغتيال قائد شرطة الأنبار بتفجير عبوة قرب معقل الزعيم العشائري أحمد أبو ريشة.

 

ويركز «داعش» منذ فترة ليست قصيرة على محاولة الاقتراب من البلدات المحيطة ببغداد، تمهيداً لمهاجمة العاصمة التي تنتشر فيها قوات أمنية كبيرة بالإضافة إلى المتطوعين والميليشيات. وأصبح «داعش» اليوم يحيط ببغداد من كل الجهات، ولو في شكل متقطّع، ما يرجِّح سعيه إلى إثارة اضطرابات طائفية عبر تهديد المراقد الشيعية في سامراء وبغداد وكربلاء، لتمهيد الأرضية لدخول العاصمة.

 

ومن شرق بغداد حيث محافظة ديالى، تقع بلدات الخالص وهبهب وبني سعد ملاصقة للحدود الشرقية للعاصمة، فيما يمتد قضاء بلد روز الأكبر في ديالى على مساحة واسعة، ويرتبط جنوبه بحدود وسط بغداد وجنوبها، ويمتد من شماله إلى بلدات جلولاء والسعدية التي تخضع لسيطرة «داعش» منذ حزيران (يونيو) الماضي.

 

وتشكل بلدروز نمطاً جغرافياً مشابهاً لصحراء الأنبار لجهة تعقيده، ما جعلها دائماً هدفاً نموذجياً لـ «داعش» الذي ينتشر بين قراها المتباعدة بين التلال الصخرية، وصولاً إلى البلدات الملاصقة لبغداد، متجنباً بعقوبة والعظيم والخالص التي تقع تحت السيطرة الرسمية العراقية.

 

وتبدو بغداد مكشوفة أمام تنظيم «داعش» من جهاتها الجنوبية والشمالية والغربية. فإلى الجنوب حيث تمتد مساحات شاسعة تربط مناطق اللطيفية وجرف الصخر واليوسفية بالمدائن وصولاً إلى العزيزية والصويرة شمال واسط، ثمة بيئة ديموغرافية وجغرافية أكثر هشاشة، حيث مناطق بغداد المحاذية مثل جسر ديالى وهور رجب وعرب جبور وصولاً إلى المحمودية والدورة، والمعالف، تمتد كمساحات زراعية أو صحراوية أو صناعية، تعقبها تجمعات سكانية سنية في الغالب. وكان «داعش» نظّم استعراضاً عسكرياً نادراً في بلدة أبو غريب، غرب بغداد، في نيسان (أبريل)، أي قبل شهرين من احتلاله الموصل، ثم اختفى ولم تظهر له نشاطات في البلدة.

«داعش» في محيط بغداد… ينتظر اكتمال حبات السبحة قبل رأسها

بغداد – مشرق عباس

«بغداد ليست صيداً سهلاً»… يدرك خليفة «داعش» أبو بكر البغدادي هذه الحقيقة، ويبدو أنه اختار منذ اندفاع مقاتليه من الموصل إلى كركوك وتكريت وديالى والأنبار، أن يقترب من حدود بغداد من جهاتها الأربع، ويستثمر نقاط ضعف المدينة التي يعتبرها أنصاره درة تاج خلافتهم، وهدفاً استراتيجياً يقلب موازين القوى في المنطقة إلى الأبد.

 

ثمة عاملان أساسيان يشكلان جوهر استراتيجية البغدادي ومجموعة المخططين لتنظيمه:

 

الأول: الوقت، فالتقدم الكبير والسريع الذي أحرزه التنظيم بإمكاناته المحدودة في العراق ومن ثم في سورية، يحسب عسكرياً باعتباره نقطة ضعف، ولهذا تحديداً لم يحاول التنظيم الاندفاع كثيراً للسيطرة على مدن كبيرة، وساحة المعركة في العراق قد تكون شبه ثابتة منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي، وحتى بداية تشرين الأول (اكتوبر) الجاري، والقتال جرى طوال تلك الفترة حول قرى وبلدات لا تعد استراتيجية في الميزان العسكري، وجميعها خارج الحدود الأولية للمدن الأساسية التي استقر فيها التنظيم في العراق وهي الموصل وتكريت والفلوجة والقائم.

 

الثاني: الاقتصاد العسكري، فالتنظيم حرص في شكل لافت على استثمار الإمكانات البشرية والعسكرية التي بحوزته، للوصول إلى الأهداف التي يخطط لها بأقل خسائر ممكنة، ولم يكن يتردد في الانسحاب من مواقع احتلها، إذا قدّر أن القوة المهاجمة له كبيرة، لكنه يعود مرة أخرى إلى احتلالها مستثمراً التخبط في خطة الحرب التي تديرها القوات العسكرية العراقية مصحوبة بالميليشيات.

 

حول استدراج واشنطن

 

بعض الأسئلة التي انطلقت منذ شهور حول إصرار تنظيم «داعش» على استدراج قوات «البيشمركة» الكردية إلى المعركة، ومن ثم استدراج الولايات المتحدة إليها قبل خوض معركة بغداد، يتم صوغها بطريقة منفصلة عن النظرة الشاملة التي يراها البغدادي، فذلك الاستدراج يبدو مخططاً له بعناية استناداً إلى:

 

– أن البغدادي أراد منذ البداية الفصل بين تنظيمه ومجموعات العشائر السنّية الثائرة التي يتخذ قادتها من أربيل مقراً لهم، وتوقيت هذا الفصل تم اختياره بعد أن استنفدت ضرورات «الثورة السنّية» وبدأت مرحلة «الخلافة الإسلامية».

 

– أن البغدادي يدرك تعقيدات المنطقة، وطبيعة الصراع الطائفي والسياسي فيها، ناهيك عن التعقيدات العراقية، مثلما يدرك أن مستوى التحدي الذي يمثله لن يدفع بالولايات المتحدة إلى خوض حرب برية في العراق عاجلاً، وأنها ستضطر في النهاية إلى الاستعانة بدول الجوار للقيام بهذه المهمة، واستدراج الأكراد، يعجل من دخول الولايات المتحدة إلى المعركة وهذا ما كان، كما أنه يطرح الأسئلة المؤجلة: كيف يتصرف الشيعة إذا تدخلت تركيا أو تدخلت دول عربية؟ وكيف يتصرف السنّة إذا تدخلت إيران؟

 

– أن الإبقاء على قوة «البيشمركة» سيشكل خطراً كبيراً على الموصل في حال قرر التنظيم التوسع جنوباً، وكان من الضروري إيجاد منطقة فاصلة كبيرة (سهل نينوى وسنجار) بين الموصل و «البيشمركة» تكون ميدان استنزاف عسكري للأكراد، ومحور مشاغلة كبير يجيده التنظيم، يهدر الكثير من الجهد العسكري الأميركي والكردي، ولا بد من التذكير أن التنظيم لم يخض معارك كبيرة، ولم يقدم خسائر كبيرة، لا في مرحلة احتلال قرى سهل نيوى وسنجار، ولا في مرحلة، تقدم البيشمركة بدعم جوي دولي إلا لتحرير بعض البلدات والقرى التي خسرها.

 

– أن القوى التي ستجتمع لقتال «داعش» برياً ستحتاج إلى الوقت لترتيب أوراقها، وتقدير الأخطار، ونقاط الضعف، وأنها ستنشغل لوقت طويل في عمليات القصف الجوي التي لا يمكنها حسم المعركة، وهذا الوقت يصب في مصلحة التنظيم الذي أوجد حوالى 20 ساحة معركة حساسة ومنفصلة عن بعضها، يشغل بها خصومه، ويعيق إمكاناتهم، ويربك قدرتهم على مجاراته في تنقلاته السريعة بين الجبهات، وقدرته على تغيير سياقات المعارك واختيار توقيتاتها، وساحاتها.

 

بغداد ليست قبل طهران

 

لا يقرأ «داعش» أهمية بغداد في مستواها الرمزي فقط، بل ينظر إليها باعتبارها هدفاً استراتيجياً حاسماً، والدخول إلى بغداد لا يعني خوض حرب مناورات في شوارعها، بل يعني الاستقرار فيها أو في جانب الكرخ منها على الأقل على غرار الموصل، وهذه النتيجة لا تجعل بغداد هدفاً آنياً، في الحرب، بل هي غاية الحرب نفسها، ويجب أن تكون الساحة العسكرية مهيأة تماماً للوصول إلى بغداد، مثلما يجب أن تكون الصدامات السياسية والمذهبية والإقليمية قد وصلت إلى أقصى حدودها.

 

قبل أيام أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن تتردد في الدخول إلى المعركة إذا ما تعرضت المراقد الشيعية المقدسة للخطر.

 

وهذه في الواقع ورقة استراتيجية مؤجلة بيد «داعش» الذي فوجئ كما يبدو ببراغماتية الجمهورية الإسلامية التي يشكل دخولها العسكري العلني في الحرب، متغيراً أساسياً يعول عليه «داعش» في تثبيت وجوده كأمر واقع ومقبول إقليمياً ودولياً وقبل ذلك لدى الأوساط السنّية العراقية.

 

قرأت طهران منذ البداية حساسية وضعها، وفضلت أن تكون الحرب على «داعش» بقرار أميركي، لكنها كدولة متداخلة في الصراع الإقليمي من البحر المتوسط إلى الخليج العربي وبحر العرب، لن تسمح أن تترتب على التدخل الأميركي أضرار بمصالحها الاستراتيجية، ولن تسمح أن يتم التحشيد الدولي ضد «داعش» بعيداً منها. لهذا، كان مبرراً أن تندفع في شكل رسمي وعبر أصابعها في العراق إلى تحريك ممانعات شيعية وإقليمية حول نيات هذه الحرب، وتعميق الشكوك التي تحول تنظيم «داعش» إلى مجرد أداة في لعبة أقليمية ودولية.

 

ليس «داعش» بعيداً من هذا التوصيف على أية حال، لكن التنظيم كما كل الكائنات المليشيوية عبر التاريخ، ركب سريعاً اللعبة الإقليمية ليتحول من أداة تتبادل دول المنطقة الاتهامات لبعضها باستخدامها، إلى لاعب يمتلك أهدافاً مغايرة عن أهداف الجميع.

 

«المراقد الشيعية المقدسة»… هدف استراتيجي لـ «داعش»، لكنه ليس هدفاً آنياً أيضاً، بل مرحلة تسمح بالقفزات النهائية إلى بغداد.

 

لم يلجأ التنظيم إلى تهديد مرقد سامراء، على رغم أنه يحاصر المدينة من كل جهاتها تقريباً، كما أنه لم يحاول الاندفاع من مناطق جرف الصخر والإسكندرية والهندية والمسيب ومن صحراء النخيب لتهديد كربلاء، على رغم أنه قادر على هذا الاندفاع، واكتفى بوضع العتبات المقدسة الشيعية تحت التهديد الافتراضي، لتعطيل القدرات القتالية للجيش والميليشيات فيها.

 

واقع الحال أن البغدادي لن يحاول احتلال بغداد، قبل اشتراك إيران فعلياً وعبر جيشها في المعركة، والعتبات المقدسة في سامراء وكربلاء هي المدخل الأكثر حساسية لتحقيق هذه الغاية، ولكن ليس قبل أن تكون حرب بغداد قد نضجت واكتملت معادلاتها.

 

مدن الفرات

 

قضية اختيار التوقيتات، لا تبدو خطيرة لدى القيادات العسكرية العراقية على الأقل، لهذا لم يتم طرح السؤال المنهجي الآتي:

 

«لماذا تأخر تنظيم داعش، في السيطرة الكاملة على محافظة الأنبار، على رغم أنه يسيطر منذ يوم 1 كانون الثاني (يناير) على «الفلوجة» ومنذ 15 حزيران على «القائم»، وهما في الحقيقة أهم مدينتين في هذه المحافظة؟». تقع مدن الأنبار جميعها بامتداد نهر الفرات، وتقع «القائم» في نقطة دخول الفرات إلى العراق (شمال غربس الرمادي عاصمة الأنبار)، فيما تقع الفلوجة في نقطة خروج الفرات من الأنبار (جنوب شرقي الرمادي).

 

وهذه الخريطة تترك المدن والبلدات الأساسية الأخرى «الرمادي، وهيت، وحديثة، وعانة وراوة» داخل نطاق سيطرة التنظيم، حتى لو لم يكن قد غامر بدخولها بقوات عسكرية كبيرة.

 

لكن التنظيم حرص طوال الشهور الماضية، على تأمين مناطق استراتيجية أكثر أهمية بالنسبة إليه، تمتد على مساحات شاسعة في الأنبار من الحدود السورية والأردنية والسعودية، وصولاً إلى مناطق شمال كربلاء، وجنوب بغداد، وشمال غربي بابل، وتضم مناطق طريبيل وعكاشات والرطبة والنخيب، في أقصى غرب العراق، وصولاً إلى اليوسفية واللطيفية والاسكندرية وجرف الصخر والمسيب وسط البلاد.

 

لم يكن تحرك «داعش»، إلى الصحراء بديلاً عن مدن الفرات التقليدية بلا هدف، فالتنظيم يسيطر على مداخل العراق الاستراتيجية مع سورية والأردن والسعودية، وحيث ليس ثمة أهمية اقتصادية كبيرة في معابر الوليد (سورية) والنخيب (السعودية) فإن معبر طريبيل مع الأردن يشكل أهمية كبرى لـ «داعش» الذي سيطر على المعبر في 22 حزيران، لكنه انسحب بعد أيام، عندما أدرك أن سيطرته على المعبر ستكبده خسائر مالية كبيرة.

 

ما لا ينشر في وسائل الإعلام، ولا تعترف به السلطات في العراق وفي الأردن على حد سواء، أن هناك معبرين جديدين أقامهما «داعش» في منطقتي الرطبة (الطريق الدولي باتجاه بغداد) والنخيب (الطريق القديم باتجاه كربلاء)، يقومان باستيفاء ضرائب عن كل حركة التجارة بين العراق والأردن ومن ضمنها ناقلات النفط ومراقبة حركة المسافرين، وهذان المعبران مستقران تماماً ويصدران وصولات بالضرائب المستوفاة من حركة التجارة البرية، وهي تصل إلى ملايين الدولارات أسبوعياً.

 

لكن العامل الاقتصادي ليس الوحيد في لعبة الصحراء التي يجيدها «داعش»، فالسيطرة على هذه المنطقة الكبيرة، تتيح للتنظيم (في خاصية اختيار التوقيتات نفسها) أفضلية استراتيجية للاندفاع باتجاه محاصرة بغداد من ريفها الجنوبي، وتهديد كربلاء عبر حدودها الغربية والشمالية.

 

محيط بغداد

 

على الخريطة، يمكن القول إن «داعش» يحيط بغداد اليوم من جميع جهاتها، ولكن هذه الإحاطة ليست مستقرة.

 

فمن شرق بغداد حيث محافظة ديالى، تقع بلدات الخالص وهبهب وبني سعد ملاصقة لحدود بغداد الشرقية، فيما يمتد قضاء بلدروز الأكبر في ديالى على مساحة واسعة معقدة جغرافياً، ويرتبط جنوبه بحدود واسط وجنوب بغداد، فيما يمتد من شماله إلى بلدات جلولاء والسعدية التي تخضع لسيطرة «داعش» من حزيران الماضي.

 

الواقع أن بلدروز يشكل نمطاً جغرافياً مشابهاً لصحراء الأنبار لجهة تعقيده، ولهذا كان على الدوام، هدفاً نموذجياً لـ «داعش» الذي ينتشر بين قراه المتباعدة بين التلال الصخرية، وصولاً إلى البلدات الملاصقة لبغداد، متجنباً بعقوبة والعظيم والخالص التي تقع تحت السيطرة الرسمية العراقية.

 

تلك المناطق لن تكون مؤثرة كثيراً في معركة بغداد، فهي تجاور أكبر تجمعات سكانية شيعية في المدينة (الحسينية، الشعب، مدينة الصدر، العبيدي، الكمالية، بغداد الجديدة)، لكن قيمة هذه المنطقة أنها تشرف على سلسلة من أكبر الحقول النفطية غير المستخرجة في العراق إلى الشرق من بغداد.

 

في المقابل، تبدو بغداد مكشوفة أمام «داعش» من جهاتها الجنوبية والشمالية والغربية.

 

فإلى جنوب بغداد حيث تمتد مساحات شاسعة تربط مناطق اللطيفية وجرف الصخر واليوسفية بالمدائن وصولاً إلى العزيزية والصويرة شمال واسط، ثمة بيئة ديموغرافية وجغرافية أكثر هشاشة، حيث مناطق بغداد المحاذية مثل جسر ديالى وهور رجب وعرب جبور وصولاً إلى المحمودية والدورة، والمعالف، تمتد كمساحات إما زراعية أو صحراوية أو صناعية، تعقبها تجمعات سكانية سنّية في الغالب.

 

وهنا تجدر الإشارة إلى أن السياسات التي انتهجت بعد عام 2003، مع السكان السنة في بغداد، لم تكن مغايرة لتلك التي واجهها سكان الموصل، وأن هذه السياسات عمقت مفهوم البيئة الاجتماعية الحاضنة «داعش»، حيث يمتلك التنظيم خلايا نائمة في معظم البيئات السنّية داخل بغداد وفي محيطها.

 

كان تنظيم «داعش» أجرى استعراضاً عسكرياً نادراً في بلدة أبو غريب (غرب بغداد) في نيسان (أبريل) من العام الحالي، أي قبل شهرين من احتلاله الموصل، ثم اختفى تماماً لاحقاً ولم تظهر له نشاطات في البلدة.

 

و «أبو غريب» حيث يقع السجن الشهير، ما زالت تقع داخل الحدود الإدارية لبغداد، على رغم ضمها إلى محافظة الأنبار في قرار لم يتم تنفيذه، وتعد النقطة الأكثر خطورة في مخطط «داعش»، حيث تحدها من الغرب مناطق خان ضاري وعامرية الفلوجة وصولاً إلى مدينة الفلوجة، وترتبط من الشرق بأحياء العامرية والخضراء، وحي الجهاد وكلها أصبحت اليوم أحياء سنّية مغلقة، تشرف على مطار بغداد الدولي وتصل امتداداتها إلى نهر دجلة حيث المنطقة الخضراء.

 

إلى الشمال من بغداد تبدو الخريطة أكثر تعقيداً، فمدينتا الكاظمية (الشيعية) والأعظمية (السنّية) تمتلكان امتدادات عميقة على المستويات السكانية والتاريخية والرمزية، وكلاهما تحدّ مناطق مفتوحة بعضها يشكل محيط بغداد الجغرافي، وآخر يشمل حدود محافظة صلاح الدين الجنوبية مثل التاجي والطارمية والمشاهدة وصولاً إلى الدجيل وبلد والضلوعية، وكل هذه المناطق تعد ساحة عمليات اليوم لتحركات «داعش» الذي يركز منذ شهور على احتلال بلدة «الضلوعية» كمعبر استراتيجي حصين، يشكل منطلقاً أساسياً لتهديد سامراء شمالاً وبغداد جنوباً.

 

في محيط بغداد لم تكتمل اليوم لدى «داعش» سوى 60 في المئة من حبات السبحة التي تمثل البلدات والقرى والمحيطة بها والمتداخلة معها، واكتمالها، يتطلب إسقاط كل الأهداف المحيطة ببغداد، مع الإبقاء على قدرة التنظيم على إشغال الخصوم بمعارك على بلدات وقرى بعيدة.

 

أما رأس السبحة فهو تفجير صراع طائفي صريح وكبير داخل بغداد نفسها يستثمر الاحتكاكات الخطيرة بين الميليشيات الشيعية وسنّة العاصمة.

 

خدمات تقدم إلى «داعش»

 

لم يكن البغدادي يحلم وهو يتأمل هذه الخرائط المعقدة، بأكثر من أن تقدم إليه هدايا تخدم مخطط حرب بغداد، وأولى تلك الهدايا هي نشر الميليشيات في مناطق الاحتكاك السنّية – الشيعية الحساسة سواء داخل بغداد أو في محيطها الجغرافي.

 

وتنتشر التشكيلات التي يطلق عليها اليوم «الحشد الشعبي» وأهمها، «سرايا السلام» بزعامة السيد مقتدى الصدر، و «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، و «كتائب حزب الله» وكتائب أبو الفضل العباس» و «قوات بدر»، في مناطق مختلفة من بغداد، إضافة إلى محافظتي ديالى وصلاح الدين.

 

وتتركز «سرايا السلام» في مناطق جنوب بغداد، فيما «تتركز بدر» في محافظة ديالى، وتنتشر «كتائب حزب الله» وسط بغداد وشرقها، وتتوزع «عصائب اهل الحق» على جبهات مختلفة، لكنها في شكل واضح في مناطق غرب بغداد، وتشهد مدينة سامراء تجمعاً من كل تلك الفصائل.

 

على رغم أن الفصائل الشيعية المسلحة نجحت في إيقاف زخم تقدم «داعش» في عدد من الجبهات، وحققت تقدماً واضحاً في ديالى تحديداً، غير أن موقف السكان السنّة في بغداد منها ما زال سلبياً.

 

وبدا غريباً أن يتم اختيار ميليشيا «عصائب أهل الحق» للانتشار في مناطق غرب بغداد ذات الغالبية السنّية، بديلاً من «سرايا السلام» التي كان يمكن أن تكون أكثر قبولاً لدى السكان، بسبب مواقف الصدر نفسه.

 

في المجمل، إن الاستعانة بالميليشيات كانت حلاً اضطرارياً لإيقاف الانهيارات المهولة في الجيش العراقي، ولم يكن هناك بديل جاهز منها، خصوصاً أنها تضم مقاتلين مدربين خاض بعضهم معارك مشابهة في سورية.

 

لكن هذا الحل الاضطراري، يشكل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار، وهي قنبلة ينتظر البغدادي انفجارها منذ شهور عبر أعمال عنف طائفية تسود العاصمة، وهو يحاول إشعال فتيلها عبر التركيز على عمليات تفجير تستهدف أحياء شيعية على غرار تفجيرات الكاظمية الأخيرة، وسيستمر في تلك المحاولات لتهيئة الأجواء، قبل اللجوء إلى تهديد المراقد الشيعية المقدسة.

 

سوء التخطيط للعمليات والتخبط في توزيع القوى، وإهداء «داعش» مخازن هائلة للأسلحة والأعتدة بدل تدميرها، وعدم منح الثقة للسكان السنّة في بغداد لتخفيف الاحتقان داخل مناطقهم، وعدم الانتقال بالعمليات الرسمية إلى الهجوم لانتزاع عامل اختيار الزمان والمكان من مقاتلي البغدادي، كلها خدمات مجانية يستقبلها البغدادي، ويعيد إنتاجها في معاركه المقبلة.

 

داعش” يدفع بتعزيزات جديدة إلى كوباني وواشنطن لم تطلب من تركيا تدخّلاً برّياً

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

ارسل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) تعزيزات الى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة تحولت معها المدينة الصغيرة رمزاً لمقاتلة هذا التنظيم الجهادي المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.

وفيما يستميت المقاتلون الاكراد في دفاعهم عن مدينتهم وقد شنوا هجمات عدة وعلى اكثر من جبهة، صرّح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن واشنطن قلقة جداً مما وصفه بـ”المأساة” في كوباني، لكن القرارات المتعلقة بها لا تحدد الاستراتيجية ضد “الدولة الاسلامية”. وأضاف كيري الذي كان يتحدث في مؤتمر بالقاهرة لإعادة إعمار غزة، أن تجميع صفوف الائتلاف الدولي تماماً لمواجهة المتشددين سيستغرق بعض الوقت. ورأى ان التركيز يجب أن يكون أولا على العراق، بينما يجري إضعاف التنظيم المتطرف في سوريا.

وتحض الولايات المتحدة تركيا على الاضطلاع بدور أكبر في الائتلاف ضد الجهاديين. وأفاد مسؤول اميركي بارز السبت ان أنقرة وافقت على تدريب المعارضة السورية المعتدلة على أراضيها، وأنها ستسمح للولايات المتحدة وقوات الائتلاف باستخدام قاعدة انجيرليك التركية في العمليات ضد المتشددين في سوريا والعراق.

واتصل وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بنظيره التركي عصمت يلماظ وشكر له استعداد انقرة في المساعدة في القتال ضد “الدولة الاسلامية”.

وفي وقت سابق، قالت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي سوزان رايس في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” الاميركية للتلفزيون إن الولايات المتحدة لم تطلب من “الاتراك ارسال قوات برية الى سوريا”. وأوضحت ان المسؤولين الاميركيين “مستمرون في التحدث مع الاتراك عن وسائل أخرى يمكنهم ان يضطلعوا فيها بدور مهم. لقد سبق ان قاموا بدور اساسي في محاولة منع تدفق المقاتلين الاجانب” وفي الحؤول دون تصدير المتشددين النفط عبر تركيا و”هكذا فإن لدى تركيا وسائل كثيرة يمكن ان تساهم بها”.

وتضغط تركيا وحلفاء آخرون للولايات المتحدة على واشنطن لاقامة منطقة حظر طيران داخل سوريا ويسعون الى اقامة منطقة عازلة في الجانب السوري من الحدود مع تركيا. وأكد هيغل أن أميركا منفتحة على مناقشة اقامة منطقة آمنة، لكن انشاءها “لا يدرس بنشاط”.

 

الموقف التركي

وفي اسطنبول، صرّح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع صحيفة “صباح” الموالية للحكومة: “نحن في حاجة الان الى قوة امن تحمي الشعب السوري من تنظيم الدولة الاسلامية ومن النظام”. ورأى أن “الحل يكمن في قوة ثالثة غير النظام وتنظيم الدولة الاسلامية، تمثل الشعب السوري وتكون مكونة من سوريين وليس من مقاتلين اجانب”. وأضاف أن “هذه القوة الثالثة يجب ان تمثل الاطراف كافة في سوريا، والائتلاف الوطني السوري والمعارضة تتوافر فيهما هذه الشروط”. ثم إن “قوة اخرى ستسيطر على الارض بفضل الحماية الجوية التي ستقدم لها، هذه القوة ستكون المعارضة المعتدلة”.

وكشف مسؤول حكومي تركي ان انقرة ستدرب أربعة آلاف مقاتل من المعارضة السورية المعتدلة وان الاستخبارات التركية ستتولى التحقق من هؤلاء.

وحذّر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في خطاب القاه في بايبورت بشمال شرق البلاد، ان الحكومة التركية ستعمد الى تشديد قوانينها لقمع اعمال العنف خلال التظاهرات وذلك بعد الاضطرابات التي هزت البلاد هذا الاسبوع في اشارة الى التظاهرات التي نظمها الاكراد في عدد من المدن التركية تضامناً مع اكراد سوريا المحاصرين في كوباني.

وقال ان “جمهورية تركيا لن تكون دولة اذا لم تكن قادرة على ضبط بعض قطاع الطرق. انهم يحرقون لكنهم سيدفعون الثمن، سنبذل المزيد”.

ومساء السبت اعرب اردوغان عن الامل في مدينة ريزي المجاورة في ان يعكف البرلمان على دراسة مشروع قانون جديد اعتبارا من الاسبوع المقبل “لتطهير الشوارع من هؤلاء المخربين”.

وهزت تركيا هذا الاسبوع تظاهرات عنيفة موالية للاكراد لا سيما في جنوبها الشرقي حيث اغلبية السكان من الاكراد. واسفرت تلك الاضطرابات عن سقوط 31 قتيلا واكثر من 350 جريحا وفق حصيلة اعلنها الجمعة وزير الداخلية التركية افكان علاء.

وامس، افادت وسائل الاعلام التركية ان من حينها توفي على الاقل ثلاثة مصابين متأثرين بجروحهم لترتفع الحصيلة الى 34 قتيلا على الاقل.

غير ان الهدوء عاد الجمعة في حين نظمت بعض التظاهرات ليل السبت – الاحد لا سيما في مدينة سيلوبي جنوب شرق البلاد حيث جرح ثلاثة شرطيين.

 

موسكو

وفي موسكو نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف على هامش مشاركته

في مؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة، إن نجاح حملة الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة ضد “داعش” يتوقف على استعدادها للتعاون مع الحكومة السورية.

وأكد ضرورة معالجة قضايا الإرهاب “بشكل جماعي وعلى أساس مبادئ واضحة”.

 

الدولة الإسلامية” تستقدم مزيداً من التعزيزات إلى كوباني تركيا تعتبر إنشاء ممرّ للمتطوّعين الأكراد “غير واقعي

المصدر: (وص ف، رويترز، أب)

دفع تنظيم “الدولة الاسلامية” تعزيزات الى مدينة كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب السورية، حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة تحولت معها المدينة الصغيرة رمزاً لمقاتلة هذا التنظيم الجهادي المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، فيما وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن انشاء ممر للأسلحة والمقاتلين المتطوعين من تركيا الى كوباني بأنه أمر غير واقعي.

 

على رغم سقوط مربعهم الامني في شمال عين العرب الجمعة الماضي، نجح المقاتلون الاكراد الاقل تسليحاً من عناصر “الدولة الاسلامية” في صد اكثر من هجوم وعلى أكثر من جبهة، وقت شن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جديدة على مواقع التنظيم المتشدد في محيط المدينة وداخلها.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن تنظيم “الدولة الاسلامية” يجلب “مقاتلين من الرقة وحلب”، معقلي التنظيم الرئيسيين في شمال سوريا، وان قيادته لجأت كذلك “الى ارسال أشخاص غير ملمين كثيراً بالامور القتالية”. وأضاف ان التنظيم المتطرف “وضع كل ثقله في المعركة” التي يخوضها منذ نحو شهر ويحاول خلالها السيطرة على هذه المدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة، ذلك انها “معركة حاسمة بالنسبة اليه، اذ ان خسارته لها ستزعزع صورته أمام الجهاديين”. وأوضح ان التنظيم الجهادي الذي يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق المجاور “لم يتقدم كثيراً منذ سيطر الجمعة على المربع الامني للمقاتلين الاكراد” الذين تقودهم “وحدات حماية الشعب”.

وبعدما احكم التنظيم قبضته على عشرات القرى القريبة من عين العرب منذ بدأ هجومه عليها في 16 أيلول، تمكن مقاتلوه من الدخول الاثنين الماضي للمرة الاولى الى المدينة.

ويسيطر التنظيم حالياً على نحو 40 في المئة من عين العرب الواقعة في محافظة حلب، والحدودية مع تركيا، وخصوصا المناطق الواقعة في شرقها، الى احياء في الجنوب والغرب، كما يسيطر على المربع الامني في الشمال والذي يبعد نحو كيلومتر واحد من الحدود التركية.

وأفاد عبد الرحمن أن معارك كر وفر تدور بين الجانبين و”أنهم (المقاتلون الجهاديون) يقاتلون على أكثر من جبهة، لكن القوات الكردية تصدّهم قبل أن يعاودوا الهجوم ويصدّون من جديد”.

ويستميت المقاتلون الاكراد في الدفاع عن مدينتهم، وقد شنوا هجمات عدة وعلى اكثر من جبهة استهدف احدها آليات للتنظيم كانت تحاول دخول المدينة. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 36 مقاتلاً اسلامياً على الاقل.

وحاول مقاتلو التنظيم المتطرف الوصول للمرة الاولى السبت الى الحدود التركية في شمال البلدة، لكن الاكراد نجحوا في دحرهم.

في المقابل، يشن الائتلاف الدولي غارات متواصلة على معاقل الجهاديين، بينها تسع غارات قبيل منتصف ليل السبت – الاحد استهدفت خصوصاً الاحياء الشرقية.

وتحدث المرصد عن “سقوط قتلى بين الجهاديين وتدمير آليات” في هذه الغارات.

ومنذ بدء الهجوم على عين العرب، قتل أكثر من 570 شخصاً في الاشتباكات وعمليات القصف والغارات الجوية، بينما فر 300 الف شخص من المدينة وصل أكثر من 200 الف منهم الى تركيا التي تمنع الاكراد من عبور الحدود نحو عين العرب وتتعرض لضغوط دولية متزايدة للانخراط في الحملة على تنظيم “الدولة الاسلامية”.

ودعت الامم المتحدة تركيا أخيراً الى السماح بعبور المتطوعين نحو عين العرب، محذرة من انه اذا سقطت المدينة نهائياً فان المدنيين الذين لا يزالون فيها سوف “يقتلون على الارجح”.

وفي هذا السياق، أعلن “حزب العمال الكردستاني” الانفصالي بلسان أحد أبرز قادته جميل بيك في مقابلة تلفزيونية اعادة مقاتلين من العراق الى تركيا بسبب معركة عين العرب والتظاهرات الموالية للاكراد التي قتل فيها نحو 30 شخصاً في تركيا وباتت تهدد عملية السلام مع انقرة.

وروى صحافيون في الجانب التركي من الحدود أن هدوءاً ساد عين العرب أمس، وأن أصوات طلقات نارية تسمع بين الحين والاخر.

وفي مخيم للاجئين الفارين من المدينة، قال ازاد بكير الذي وصل قبل ثلاثة أيام مع عائلته، إنه تحدث عبر الهاتف مع شقيقه في عين العرب، بلغه ان “وحدات حماية الشعب” الكردية “متماسكة، والمعارك تتواصل”.

ومن المتوقع ان تكون المعركة في مدينة عين العرب على جدول محادثات اجتماع لقادة عسكريين في الدول المشاركة في الائتلاف الدولي وعددها 21 غداً الثلثاء في واشنطن لتقويم استراتيجيتهم، وقت دخلت حملتهم على تنظيم “الدولة الاسلامية” شهرها الثالث في العراق واسبوعها الثالث في سوريا من غير ان تتوصل الى صد هذا التنظيم وخصوصاً في عين العرب.

 

تركيا

وبعد مناشدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أنقرة الجمعة السماح بعبور “متطوعين” الحدود الى كوباني وتعزيز الميليشيات الكردية هناك، صرح مولود جاويش أوغلو قناة “فرنس 24” انه ينبغي التوصل الى نهج أشمل لهزيمة تنظيم “الدولة الاسلامية”، و”تركيا لا يمكنها فعلا منح مدنيين أسلحة ومطالبتهم بالعودة لقتال جماعات ارهابية… هذا غير واقعي. من سيقدم امدادات الأسلحة اليوم؟ قبل أي شيء إن ارسال مدنيين الى الحرب جريمة”. ولفت الى أن الغارات فشلت في وقف “الدولة الاسلامية”، وينبغي وضع استراتيجية أوسع عبر المنطقة، بما في ذلك انهاء الحرب الاهلية في سوريا. وأضاف: “قتل البعوض واحدة تلو الأخرى ليس الاستراتيجية الصحيحة. يجب ان نجتث الاسباب الجذرية لهذا الوضع… من الواضح انه نظام الاسد في سوريا”. وعندما سئل هل ترسل تركيا قوات، أجاب: “إذا كانت ثمة استراتيجية مشتركة متفق عليها فستنظر تركيا جدياً في تنفيذ هذه الاستراتيجية مع الحلفاء والدول الصديقة”.

 

«الحرب على داعش»: القلق على بغداد!

الحرب على «داعش» تراوح مكانها، شكلياً، لكنها في الواقع لا تحول دون انتشار خطر عصابات التكفير ما بين سوريا والعراق، وربما أبعد من ذلك بكثير. فبعد اكثر من شهرين على بداية الغارات الاميركية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، تزايد امتداد مسلحي التنظيم سواء على الساحة العراقية وتحديداً باتجاه بغداد والمناطق الغربية من العراق، او على الساحة السورية باتجاه السيطرة على عين العرب التي وصلتها تعزيزات من «الجهاديين» تحت مرأى من طيران التحالف وتركيا، بينما اتهمت ايران السلطات التركية بمنع وصول مساعدات الى هذه البلدة السورية بما كان يمكن ان يمنع سقوطها.

وبينما كان المقاتلون السوريون الاكراد يقاومون بشراسة تغلغل عصابات «داعش» في عين العرب، تتجه الانظار غداً الى واشنطن حيث يعقد رؤساء أركان وقادة عسكريون لنحو 20 دولة، بينهم دول عربية، اجتماعاً يحمل ما هو اكثر من الطابع التشاوري، ويميل الى منطق ضرورة اتخاذ قرارات محددة في ما يتعلق بتطورات الحرب على الساحتين العراقية والسورية، مع ما يعتري الحملة الجوية الطابع، من عثرات حتى الآن، تتجلى بوضوح الآن في محيط بغداد، وتدفع متحدثاً أميركياً الى اضطرار نفي احتمال وقوع بغداد نفسها تحت سيطرة «داعش».

وبينما ترفض أنقرة، المتهمة بتسهيل مرور آلاف «الجهاديين» على مر الأزمة السورية، فكرة السماح لمتطوعين اكراد بعبور أراضيها للدفاع عن عين العرب (كوباني)، فإنها اعلنت في المقابل، استعداداها لتدريب اربعة آلاف من مقاتلي المعارضة السورية من اجل هدفين: محاربة المتطرفين الاسلاميين، ومقاتلة النظام السوري نفسه. الموقف التركي الذي يصفه الاكراد وغيرهم من السوريين بأنه متآمر، بالإضافة الى قمع تركي للاحتجاجات الكردية في المدن التركية الذي اوقع عشرات القتلى، دفع الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني جميل باييك الى الحديث عن عودة المقاتلين الاكراد الى المناطق التركية التي انسحبوا منها، واحتمال اندلاع انتفاضة كردية جديدة وسقوط عملية السلام بين الاكراد وأنقرة.

وفي العراق، أدى تردي الأوضاع الأمنية في محافظة الأنبار، وخصوصاً هجوم «داعش» على مدينة الرمادي، إلى إطلاق تحذيرات من أن سقوط المحافظة قد يفتح الطريق أمام «داعش» لشن هجوم كبير على العاصمة بغداد، حيث عزز مسلحو التنظيم سيطرتهم على منطقة أبو غريب، ما يضعهم في مركز قوة على بعد حوالى 23 كيلومترا عن «المنطقة الخضراء» في بغداد.

لكن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل اعتبر، في سانتياغو في تشيلي، أن قوات الأمن العراقية تسيطر تماماً على بغداد وتواصل تعزيز مواقعها هناك. وقال هايغل، الذي اتصل بنظيره التركي عصمت يلماظ، «نواصل مساعدتها بالضربات الجوية وبمساعدتنا وبمستشارينا».

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان لوكالة «اسوشييتد برس» إن هناك 60 ألف جندي وشرطي في مناطق تقع في حزام بغداد، فيما أعلن مسؤول أميركي أن العاصمة ستظل هدفاً لهجمات «داعش» لكنه استبعد إمكانية سيطرته عليها.

وكرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في القاهرة، أن «الولايات المتحدة قلقة للغاية من الوضع في كوباني لكن القرارات الخاصة بها لا تحدد الإستراتيجية ضد الدولة الإسلامية»، معتبراً ان «الأمر سيستغرق بعض الوقت لتجميع التحالف بشكل كامل لمواجهة داعش». وأضاف «التركيز يجب أن يكون على العراق بينما يتم إضعاف الدولة الإسلامية في سوريا».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «داعش» يرسل تعزيزات من الرقة وحلب إلى عين العرب، حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد. وأضاف أن التنظيم «وضع كل ثقله في المعركة»، معتبراً أنها «معركة حاسمة بالنسبة للتنظيم، إذ إن خسارته لها ستزعزع صورته أمام الجهاديين».

وشنت طائرات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، تسع غارات على معاقل «الجهاديين» أمس الأول، استهدفت خصوصا الأحياء الشرقية.

وفي طهران، انتقد رئيس الأركان الإيراني اللواء سيد حسن فيروز آبادي، أمس الأول، تركيا من دون تسميتها. وقال إن «دولة جارة قرب الحدود أغلقت طريق وصول المساعدات إلى أهالي كوباني المظلومين»، مضيفاً «إذا تم إيصال المساعدات إلى سكان كوباني فسيتم إبعاد داعش إن شاء الله». ودعا إلى اليقظة والحذر حيال أهداف التحالف الغربي. وقال إن «رائحة المؤامرة تفوح بأن يكون أهالي كوباني هم الضحية لتمهيد الأرضية لتواجد التحالف العسكري في سوريا».

وقال مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى في إيران علي اكبر ولايتي، خلال لقائه وفداً من مؤسسة الدراسات الإستراتيجية الآسيوية في تركيا، «من الضروري منع تدخل الجهات الأجنبية في هذه المنطقة، وعلى جميع الدول أن تتحرك في هذا المسار». وأضاف إن «سياسة الأجانب في منطقتنا تشبه سياسات الاستعمار، وعلى إيران وتركيا بما لهما من تاريخ أن يمنعا هذه التدخلات». وتساءل «بأي مبرر يمكن السماح للدول الأجنبية بأن تهجم وتقصف مناطق في سوريا والعراق وباكستان من دون إذن من حكومات هذه الدول».

ورفض وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، في تصريح لقناة «فرانس 24»، إنشاء ممر للأسلحة والمقاتلين المتطوعين من تركيا إلى بلدة عين العرب.

وقال جاويش أوغلو إن «تركيا لا يمكنها فعلا منح أسلحة لمدنيين ومطالبتهم بالعودة لقتال جماعات إرهابية». وأضاف «هذا (الممر) غير واقعي. من سيقدم إمدادات الأسلحة اليوم؟ قبل أي شيء فإرسال مدنيين إلى الحرب جريمة».

وكرر جاويش اوغلو إن الضربات الجوية فشلت في وقف «داعش» وإنه ينبغي وضع إستراتيجية أوسع عبر المنطقة، بما في ذلك إنهاء الحرب في سوريا. وقال «قتل البعوض واحدة تلو الأخرى ليس الإستراتيجية الصحيحة. يجب أن نجتث الأسباب الجذرية لهذا الوضع. من الواضح انه نظام الأسد في سوريا».

وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، في مقابلة مع صحيفة «صباح» نشرت أمس، «نحن بحاجة الآن إلى قوة امن تحمي الشعب السوري من تنظيم الدولة الإسلامية ومن النظام». وأضاف إن «الحل يكمن في قوة ثالثة غير النظام والدولة الإسلامية، تمثل الشعب السوري وتكون مكونة من سوريين وليس من مقاتلين أجانب»، معتبراً أن «هذه القوة يجب أن تمثل كل الأطراف في سوريا، والائتلاف الوطني السوري والمعارضة تتوفر فيها هذه الشروط».

وفي إطار مواصلته تسويق فكرة المنطقة العازلة، التي لم تدعم تركيا فيها إلا باريس، قال داود اوغلو إن «قوة أخرى ستسيطر على الأرض بفضل الحماية الجوية، هذه القوة هي المعارضة المعتدلة».

وأعلن مسؤول تركي أن أنقرة وافقت على طلب أميركي بتدريب أربعة آلاف مسلح، موضحاً أن الاستخبارات التركية هي من سيقوم بالتدقيق بهم. وكانت السعودية وافقت على تدريب الآلاف على أراضيها. وأعلن مسؤولون أميركيون أن أنقرة وافقت على السماح للدول الغربية باستخدام مطاراتها لمهاجمة «داعش».

وواصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، هجومه على المتظاهرين، معلناً أن الحكومة ستعمد إلى تشديد قوانينها لقمع التظاهرات، وذلك بعد الاضطرابات التي هزت البلاد، وأدت إلى مقتل 34 شخصاً، وإصابة حوالي 350. وتساءل «أين كان الذين يذرفون الدموع من أجل كوباني، ويتحدثون عن الإنسانية والضمير، عندما قصفت حلب وحماه وحمص؟ وأين كانوا من أجل الموصل وكركوك؟ وأين كانوا عند مقتل 250 ألف شخص في سوريا بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والتقليدية، ونزوح 7 ملايين شخص؟».

وهدد رئيس اللجنة القيادية في «حزب العمال الكردستاني» جميل باييك تركيا بانتفاضة جديدة في حال أصرت على سياستها الحالية. وقال، لشبكة «إيه آر دي» الألمانية، «لقد أنذرنا تركيا. إذا استمرت على هذا النهج فعندئذ ستستأنف مجموعاتنا المقاتلة حربها الدفاعية ذوداً عن شعبنا». وأضاف «حزب العدالة والتنمية هو المسؤول عما يحدث حالياً في كوباني وفي تركيا».

وتابع باييك «أعدنا جميع مقاتلينا الذين كنا قد سحبناهم من تركيا إلى هناك، لأن تركيا مستمرة في سياستها من دون أي تغيير». وانتقد التفويض التركي الذي يسمح بتوغلات عسكرية في العراق وسوريا لمحاربة مقاتلي «داعش»، معتبراً أنه يهدف إلى قتال «الكردستاني». وقال «بالكاد يأتي هذا التفويض على ذكر الدولة الإسلامية، لكنه يذكر حزب العمال الكردستاني كثيراً. إن هذا التفويض يرقى لكونه إعلان حرب على الكردستاني، وبموافقة البرلمان عليه تكون تركيا قد أنهت عملية السلام».

(«السفير»، «فارس»، «ارنا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

 

أنباء عن مقتل أبو خطاب الكردي زعيم حملة «داعش» على كوباني

«نالين» الكردية قائدة عسكرية تواجه «الدولة الإسلامية» في عين العرب

أنطاكيا ـ دمشق ـ «القدس العربي» من محمد اقبال بلو وكامل صقر: تناقل ناشطون اكراد أنباء تفيد عن مقتل «أبو خطاب الكردي» القائد الذي يتزعم الحملة العسكرية التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على مدينة كوباني في الشمال السوري.

ونشر الناشطون صورة قالوا إنها لأبي خطاب الكردي، يظهر فيها وقد تعرض لإصابة في العين بـ»رصاصة أطلقها قناص»، أدت إلى مصرعه أثناء المعارك الجارية في المدينة والتي تشتد ضراوتها يوماً بعد يوم، رغم ان طيران التحالف يقوم بغارات جوية بشكل يومي على المدينة وعلى كل موقع يستولي عليه التنظيم.

ويقود أبو خطاب قوات تنظيم «داعش» كخليفة للقائد العسكري للتنظيم في الشمال السوري عمر شيشاني، ويستنكر الكثير من الناشطين الأكراد أن يقوم رجل كأبي الخطاب بهذه المهمة سيما أنه كردي من حلبجة العراقية، ورغم الانتماء القومي الواحد لم يكن ذلك بعامل مؤثر في طريق تحقيق الهدف والطموح الذي يسعى إليه أبو خطاب ومن معه في التنظيم.

بدورها، قالت مصادر إعلامية إن «لأبي الخطاب ثأرا سابقا مع الأحزاب الكردية المقاتلة داخل المدينة وفي المناطق المحيطة بها، فقد قتل أخوه منذ عدة شهور في الحسكة خلال اشتباكات جرت مع الــPYD، وبالرغم من أنه كان في السابق مقاتلاً رومانسياً يضع وردته في فوهة البندقية، إلا أنه نزع الوردة وأطلق رصاصة على كرد كوباني الذين فرحوا بنبأ مقتله واعتبروه نصراً وإنجازا».

من جهة أخرى، أعلنت الفصائل العسكرية المقاتلة في كوباني عن أسر أربعين عنصراً من مقاتلي التنظيم، كما قالت إنها قتلت أكثر من أربعة وعشرين مقاتلاً من التنظيم، كما تحدث إعلاميو المدينة عن تراجع كبير لـ»داعش» في الجهتين الجنوبية والشرقية من المدينة واللتين سيطر عليهما التنظيم سيطرة شبه كاملة خلال اليومين الماضيين.بينما تعمد قوات الأمن الكردية «الأسايش»، إلى اعتقال المئات من الشبان في مناطق الحكم الذاتي وتجنيدهم لقتال تنظيم الدولة، وقد أعلن المتحدث الرسمي لقوات الأسايش جوان ابراهيم في بيان له، أن عمليات الاعتقال ستشمل العرب والأكراد والسريان من سكان الإدارة الذاتية والذين تتراوح أعمارهم بين 18-30 بهدف تجنيدهم ،فيما أعلن حزب العمال الكردستاني أنه أعاد العديد من مقاتليه من جبال قنديل في أقصى شمال العراق إلى تركيا بهدف تجهيزهم للدفاع عن مدينة كوباني ومحاربة تنظيم «داعش»هناك، وقال أحد أبرز المسؤولين العسكريين في حزب العمال الكردستاني واسمه جميل بيك لشبكة التلفزيون الألمانية: «إذا استمرت الأمور على هذا المنوال سنقاتل دفاعاً عن شعبنا، لأن مهمة حركتنا الرئيسية هي الدفاع عن هذا الشعب».

ولم يحدد القائد العسكري عدد المقاتلين الذين غادروا معقلهم الرئيسي في جبال قنديل باتجاه تركيا، حيث انسحب عدد كبير من مقاتلي الحزب إلى العراق بعد بدء محادثات السلام مع تركيا، رغم أن انسحابهم هذا توقف مؤخراً لاعتبارهم أن الحكومة التركية لم تلتزم بوعودها التي تتعلق بالقيام بإصلاحات تصب في مصلحة المكون الكردي في تركيا.

على صفحة «كوباني الآن» على موقع «فيسبوك» نُشرت صورة لمقاتل «داعشي» يحمل رأس مقاتلة كردية مقطوعا وجدائل شعرها الأشقر تتدلى إلى أسفل الرأس المحمول بقبضة هذا المقاتل، فيما جسدها بلا رأسه ممدد على الأرض، هذا المشهد في كوباني «عين العرب» التي ما تزال عصية على تنظيم الدولة الإسلامية بعد أكثر من خمس وعشرين يوماً من الهجوم العنيف الذي بدأه التنظيم.

يقول نضال حنّان صحافي سوري كردي مقيم في تركيا إن مقاتلي «داعش» الذين يهاجمون كوباني حالياً موزعون بين مقاتلين أجانب (مهاجرين) ومقاتلين سوريين منضوين في التنظيم وهم من المناطق المحيطة بعين العرب من جرابلس ومنبج وتل أبيض ومنطقة الشيوخ ومن دير الزور والرقة. فيما تقاتل الآن فصائل قليلة من الجيش الحر إلى جانب وحدات الحماية الكردية منها «لواء ثوار الرقة» و»كتائب شمس الشمال» و»جبهة الأكراد» وفق قول الصحافي نضال حنّان.

اللافت في معارك عين العرب التي تشغل الإعلام العالمي حالياً هو أن امرأة تقود القوات الكردية المدافعة عن كوباني، تُعرف باسم «نالين عفرين» وهي من بلدة عفرين الكردية الواقعة شمال ريف حلب.

وتفيد المعلومات القليلة عن «نالين» أنها سبق وقادت معارك ضد تنظيم «داعش» وضد «جبهة النصرة» في عدة جبهات أهمها في معارك رأس العين وتل كوجر.

«نالين» اسم كردي يعني بالعربية «الحزينة»، أي أن الحزينة الكردية تقود معركة كوباني ضد «داعش».

والمعروف أن «أغلب الأسماء الكردية مقتبسة من التاريخ الحزين للشعب الكردي الذي لطالما عانى الاضطهاد والإباشدة» وفق قول الصحافي نضال حنّان.

 

نائب وزير خارجية إيران: سقوط «الأسد» على يد «داعش» سيقضي على أمن إسرائيل

طهران ـ الأناضول: قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني، إن «سقوط نظام (بشار الأسد) على يد تنظيم (داعش) من شأنه أن يقضي على أمن إسرائيل»، بحسب خبر نقلته وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء.

وأوضح الخبر الذي نقلته الوكالة الإيرانية، أن المسؤول الإيراني، أدلى أول أمس السبت، بتصريحات تناول فيها آخر التطورات في المنطقة، وتعرض بالتقييم للأزمة السورية الراهنة.

وتابع المسؤول الإيراني قائلا: «إذا أردا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد (داعش)، تغيير النظام السوري، على ذلك التنظيم، فإن أمن إسرائيل سينتهي».

ولفت إلى أنه لا يوجد لديهم إصرار على بقاء نظام «الأسد» في حكم سوريا إلى الأبد، مضيفا «لكننا لن نسمح للإرهابيين بإسقاط أحد حلفائنا الحقيقيين في جبهة المقاومة».

 

«داعش» سيطرت على الأنبار وتتقدم نحو بغداد… والمعركة في عين العرب «كوباني» للتغطية على حملة العراق… وفي معبر ربيعة لم يبق سوى سني واحد

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: كشفت وزارة الدفاع البريطانية عن وجود فريق «صغير» من المستشارين العسكريين يقومون بتدريب قوات البيشمركة العراقية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ، وهو تطور مهم في ضوء رفض الحكومة الأمريكية والحكومات الغربية إرسال قوات برية على الأرض والإكتفاء بالغارات الجوية لتدمير مواقع قوات «داعش» سواء في العراق أو في سوريا.

ويتركز الفريق قرب مدينة إربيل الكردية حيث يقوم بتدريب المقاتلين الأكراد على استخدام المعدات الثقيلة التي قدمتها بريطانيا لهم.

وهناك أعداد من «المستشارين» العسكريين الأمريكيين يعملون في المناطق الكردية ومع الجيش العراقي ولحماية المصالح الأمريكية في بغداد في وقت تتزايد فيه الدعوات لإرسال قوات برية لهزيمة «داعش» بعد فشل الحرب الجوية المحدودة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل شهر لهزيمته.

ولم تؤد الغارات الجوية في العراق أو سوريا لوقف زخم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على معظم بلدة عين العرب (كوباني) الكردية وحققوا تقدما في العراق ولا يبعدون سوى ثمانية أميال عن العاصمة العراقية بغداد.

 

مناشدات

 

وقدم المسؤولون العراقيون مناشدات للحكومة الامريكية يطالبونها بإرسال قوات برية لمساعدة البلد المحاصر وسط أنباء عن تقدم تنظيم الدولة الإسلامية حتى بلدة أبو غريب التي تعتبر من نواحي بغداد.

وزعم مسؤول مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت أن هناك 10.000 جهادي يحضرون للهجوم على العاصمة.

ويقول مسؤولو الحكومة العراقية إن الإهتمام الدولي تركز في الأيام الماضية على مصير كوباني في الوقت الذي يقترب فيه تنظيم «داعش» من السيطرة على محافظة الأنبار. وأدت زيادة نشاطات التنظيم الجهادي في العراق بعض المحللين للتكهن أن عملياته العسكرية في كوباني ما هي إلا محاولة لحرف الأنظار، خطط لها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي للتقدم في العراق.

 

حيلة

 

وبحسب صحيفة «صنداي تلغراف» فالسيطرة على كوباني لن تزيد من نفوذ «داعش» العسكري كثيرا مقارنة مع سيطرته على الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار حيث ستمنحه نقطة انطلاق للتقدم نحو بغداد.

وسيكون سقوط الرمادي كارثيا خاصة أن منطقة وادي الفرات من جنوب تركيا وعبر سوريا وحتى العراق بيد التنظيم. وسيكون بإمكان الجهاديين التحكم بخطوط الإمدادات من العاصمة حتى مركزهم في الرقة.

وسيكون بيدهم سد الحديثة الذي يعتبر ثاني أكبر السدود العراقية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله «الوضع لا يشجع».

ولا تزال محافظة الأنبار تعيش ذكريات الإجتياح الأمريكي ومعركتي الفلوجة عام 2004 التي حاولت القوات الأمريكية فيها سحق المقاومة العراقية. وتعتبر الأنبار مهمة لأن الصحوات السنية ولدت فيها وهي التي ساعدت على هزيمة القاعدة.

وتواجه الحكومة العراقية الجديدة صعوبة في تجنيد العشائر لقتال «داعش» بسبب سياسات نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق التي اضطهدت وهمشت السنة.

وترى الصحيفة إن قرارا للرئيس الأمريكي أوباما بعودة القوات الامريكية سيكون بمثابة التحول الكبير في الإستراتيجية التي استبعدت قوات برية حتى الآن.

ولم تطلب حكومة حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي الجديد قواتا برية، لكن الغارات الجوية كشفت عن محدودية ما يمكن ان تنجزه استراتيجية أوباما من الجو، فبعد ألفي غارة جوية قامت بها طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلا أنها لم تمنع تقدم قوات «داعش» في الأنبار أو كوباني السورية.

وكشف موقع «دايلي بيست» أن غياب المعلومات الأمنية عن تحركات قوات «داعش» هي السبب أو واحد من الأسباب التي تؤثر على فاعلية الغارات.

ونقل الموقع عن أحد الطيارين حديثه عن مشكلة إرسال قوات برية «المشكلة، في اللحظة التي ترسل فيها قوات برية ويقبض على أحد الجنود ويقطع رأسه ويبث على التلفاز الوطني» فكل شيء سيتغير.

ورغم التحذيرات من سقوط بغداد إلا أن مسؤولي الحكومة يستبعدون حدوث هذا السيناريو نظرا لوجود أكثر من 60.000 جندي وقوات أمن وعناصر الميليشيا. لكن القرى المحيطة بالعاصمة سقطت بيد «داعش» مما يعطيه الفرصة لشن هجمات وعمليات انتحارية تهدف لبث الذعر بين سكان العاصمة. وبحسب ريتشارد برينان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية «لا يمكن التصور في هذه اللحظة قيام داعش بالسيطرة على بغداد ولكنه قادر على نشر الذعر فيها مما سيؤثر على شرعية الحكومة».

في الوقت الحالي تقول الإدارة الأمريكية أن البداية الصعبة للغارات هي جزء من خطة طويلة الأمد وتحتاج لسنوات حتى تؤدي الغرض، لكن الغضب الذي أثارته خاصة حول كوباني والموقف التركي تهدد بإضعاف الجهود الأمريكية ضد «داعش».

وترى صحيفة «واشنطن بوست» أن المستفيد الوحيد من الغارات هو الرئيس السوري بشار الأسد الذي استفادت قواته من التحول في ميزان القوة وكثفت من هجماتها على مقاتلي المعارضة السورية.

فالغارات التي استهدفت منشآت النفط ومخازن الحبوب أدت لنقص حاد في الوقود وارتفاع أسعار المواد الغذائية في مناطق المعارضة التي يعاني سكانها أكثر من مناطق «داعش». وعندما بدأت الولايات المتحدة غاراتها الأولى استهدفت مواقع في مناطق المعارضة «المعتدلة» مما أدى لإثارة غضب عدد من فصائل المعارضة.

ورغم تأثير الغارات على «داعش» حيث أجبرته على تغيير سلوكه خاصة في الرقة إلا أنها لم تؤد إلى تخفيف حدة سيطرته في المناطق الواقعة تحت سيطرته ولا حدت من قدرته على شن هجمات في المناطق الكردية.

ويدافع المسؤولون الأمريكيون عن الإستراتيجية التي يقولون إنها صممت اولا لوقف تقدم «داعش» في العراق.

ومع ذلك فقد كشفت الغارات في سوريا عن غياب «الشريك» على الأرض وهم أعضاء المعارضة المعتدلة. ولم تشهد المنطقة الوحيدة التي يواجه فيها الجيش السوري الحر «داعش»، في مدينة حلب أي غارات رغم طلب المعارضة.

واستفادت الحكومة السورية من الوضع وشنت حملة الإسبوع الماضي لقطع خطوط الإمداد عن مدينة حلب. وكثفت الحكومة من غاراتها ففي خان شيخون، المدينة الواقعة على خطوط المواجهة بمحافظة إدلب تضاعفت غارات الحكومة السورية لثلاثة أضعاف.

وبحسب المحلل السياسي نوح بونسي من مركز الازمات الدولية في بروكسل «هناك عدم ترابط في الإستراتيجية التي تعترف بالحاجة لشركاء محليين والحملة التي تقوم باستهدافهم».

 

تخبط

 

وهذا يكشف عن التخبط في الإستراتيجية الأمريكية والتي تظهر بوضوح في كوباني والتي يقول باتريك كوكبيرن في «إندبندنت أون صنداي»إن داعش يريد فيها تحقيق انتصار حاسم وإن بثمن باهظ»، كل هذا كي يضيف كوباني لسلسلة انتصاراته في الموصل التي تعتبر ثاني كبرى المدن العراقية.

ويرى كوكبيرن أن جزءا من قوة «داعش» هو شعوره بحس المهمة المقدسة التي تجلب له انتصارات.

وأمام هذا الواقع يحاول المسؤولون الأمريكيون التقليل من أهمية سقوط كوباني حيث قال نائب مستشارة الأمن القومي توني بلينكين «نركز في سوريا على إضعاف داعش في مركز قوتها ومنعها من القيادة والإستمرار وتعزيز قدراتها».

ويرى الكاتب أن هذا الهراء محاولة لإخفاء الهزيمة. وهذه الهزيمة ليست في سوريا بل في العراق التي يقول كوكبيرن إن «داعش» سيطر وبعيدا عن اهتمام الإعلام على كل بلدة وقرية في محافظة الأنبار، مثل الرمادي وهيت والكبيسة.

ولم يبق في يد الحكومة العراقية سوى بلدة الحديثة الصغيرة وقاعدة الأسد العسكرية والمزرعة قرب الفلوجة.

وفي دراسة لجويل وينغ حول «انهيار القوات الأمنية العراقية وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عل معظم محافظة الأنبار» يقول «هذا انتصار ضخم يعطي المتمردين سيطرة كاملة على الأنبار ويعتبر تهديدا على بغداد».

ويرى الكاتب أن المعركة على الأنبار التي كانت في قلب الثورة السنية ضد الإحتلال الأمريكي في عام 2003 انتهت الآن بانتصار حاسم ل «داعش» الذي سيطر على جزء كبير منها في كانون الثاني/يناير وفشلت القوات العراقية بشكل مخز لمنع سقوط المحافظة وخسرت 5.000 جندي في حوالي 6 أشهر، فيما هرب حوالي مليون ونصف من سكان المحافظة وأصبحوا لاجئين.

ويعتقد الكاتب أن الهدف التالي ل «داعش» سيكون المناطق القريبة من بغداد بدءا من أبو غريب. ويضيف أن الحكومة العراقية وحلفاءها الغربيين يشعرون بالإرتياح لحصول تقدم في مناطق وسط وشمال العراق لكن النجاح لم يتحقق في شمال وشمال- شرق بغداد بجهود الجيش العراقي ولكن الميليشيات الطائفية التي لا تفرق بين «داعش» وبقية السكان السنة. وتتحدث هذه الميليشيات علانية عن التخلص من السنة في المناطق المختلطة في محافظة ديالى.

وهو ما يعني للسنة إما البقاء ودعم «داعش» أو الفرار. ونفس الوضع صحيح في شمال ـ شرق الموصل.ففي معبر ربيعة لم يتبق سوى سني واحد بعد أن اصبح التطهير الطائفي والعرقي أمرا عاما في كل من العراق وسوريا.

ومن هنا يرى الكاتب أن فشل الولايات المتحدة في إنقاذ كوباني إن سقطت سيكون كارثة سياسية وعسكرية.

وينبع هذا الفشل من اختلاف أجندة التحالف الذي شكله باراك أوباما. فالسعودية وبقية دول الخليج وتركيا لها أجندات خاصة. ومن بين هذه الدول تظل تركيا الأكثر تأثرا من الأحداث بسبب الحدود الطويلة بينها وبين سوريا.

ولكن تركيا على ما يبدو توصلت لنتيجة وهي أن حزب الإتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية تمثل تهديدا أكبر عليها من «داعش»، نظرا لكون القوات الكردية في كوباني فرعا لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي).

وحتى عندما انسحبت القوات السورية من مناطق الأكراد السوريين عبرت أنقرة عن مخاوفها من «الكانتون» الكردي على وضع الأكراد في تركيا وعددهم 15 مليون نسمة. ولهذا السبب تطالب تركيا بثمن باهظ للمشاركة وانقاذ كوباني وهو اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي وتدريب القوات المعارضة للأسد.

ويعتقد الكاتب أن الرئيس التركي طيب رجب أردوغان وسياسته في سوريا اتسمت بالغطرسة وسوء التقدير، فسقوط كوباني سيخلق له مشاكل في داخل تركيا، ويذكر هنا بأخطاء صدام حسين التي قادت لولادة منطقة الحكم الذاتي في كردستان، شمال العراق.

 

أردوغان ومشاكله

 

صحيفة «الأوبزيرفر» ركزت على تداعيات الأزمة السورية على حكومة أردوغان، حيث تواجه حكومة أحمد داوود أوغلو التي لم يمض على تشكيلها سوى شهرين تظاهرات واحتجاجات حول الموقف التركي من كوباني وتراجعا في النمو الإقتصادي.

وأصدر يوم الأربعاء الإتحاد الأوروبي تقريره السنوي الذي انتقد فيه تركيا وإن بطريقة مبطنة على منعها «التويتر» و»اليوتيوب»، وحرمان المرشح المنافس لأردوغان في انتخابات الرئاسة سوى من فترة قصيرة في التلفزيون مقارنة مع ما أعطي لأردوغان.

ويقول الكاتب إن كل هذا يتناقض مع تركيا الجديدة» التي تتجه نحو حكم الرجل القوي على الطريقة البوتينية».

وينقل يوفاز بايدر من جامعة هارفارد قوله « كل نظام المحاسبة والمراقبة محل تساؤل» والمؤسسة الوحيدة الباقية بحسب الباحث هي المحكمة الدستورية، وحتى هذه تعاني من مشاكل وتحديات.

ويضيف الكاتب أن «تركيا الجديدة» بثمانين مليون نسمة تريد أن تحتل موقعها الحقيقي كقوة إقليمية وستحتفل بالمئوية الأولى على إنشائها في عام 2023 حيث وعد أردوغان أن تقفز تركيا من رقم 17 في قائمة الدول المتقدمة إلى رقم 10.

وتعتبر اسطنبول ثالث مدينة أوروبية يقبل عليها السياح وتقدم على أنها مركز مالي عالمي. لكن نجاح أردوغان جاء من خلال محاولاته تجريد الحرس القديم من مميزاتهم والدولة العميقة من تأثيرها وإعطاء أبناء الأب الذين حرموا ولعقود من دور في الحياة العامة أي الأكراد.

وكان إصرار حزب العدالة والتنمية تجاهل الخطوط الحمر التي وضعتها المؤسسة هو ما قاده للنجاح رغم لونه الإسلامي. فعند وصوله للسلطة عام 2002 كانت تركيا تعيش وضعا اقتصاديا صعبا ووعد الحزب بأن يكون عجلة الإصلاح. وقد تحسن الإقتصاد وتراجع التضخم الذي وصل في التسعينيات من القرن الماضي إلى 70% .

وفي عام 2005 احتفلت الحكومة بنجاحها عندما سيطرت على قيمة العملة التركية وشطبت 6 أصفار منها. وفي عام 2008 وصلت قيمة الإستثمار الخارجي فيها الى 10 مليار دولار في بلد كان يكافح لجذب الإستثمارات الخارجية.

وجاء كل هذا نتيجة للتعافي الإقتصادي الذي حققته تركيا في وقت كانت فيه عدد من الدول الأوروبية تعيش في غرفة الإنعاش. ولكن الكاتب يقول إن تعافي الإقتصاد الأمريكي سيؤثر على حلم أردوغان لعام 2023.

فبعد سنوات من التطور السريع وتحسن الدخل العام للفرد فستجد تركيا نفسها في «مصيدة الدخل المتوسط» مما يعني أنها ستجبرعلى القيام بسلسلة من الإصلاحات المؤلمة. فعلى خلاف روسيا التي تعتمد على النفط فالإقتصاد التركي معقد وهو بحاجة للسوق العالمي لتغطية العجز في الميزانية.

وتعتمد تركيا على التصدير وفي ضوء التطورات في العراق وسوريا فهي مضطرة للتوجه نحو السوق الأوروبي.

وتحاول تركيا القيام بعدد من المشاريع الكبيرة مثل بناء جسر ثالث على البوسفور وآخر فوق مرمرة، وهناك مشروع لإقامة مطار ثالث في اسطنبول بست مدارج.

ويشير الكاتب إلى مشاكل تعتري تنفيذ هذه المشاريع لها علاقة بسياسات الحكومة وما رشح من محسوبية وفساد.

وقد أدت التسريبات لسلسلة من الإجراءات على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي. وأدت سياسات الحكومة ضد حرية الرأي لخلق خالة من الإستقطاب لم تعد فيها تقبل النقد. ويشكو مدراء التحرير في غرف الأخبار من الضغوط التي يتعرضون لها كي يلتزموا بالخط العام للحكومة.

ونقل الكاتب عن محرر امتنع عن ذكر اسمه حيث قال «لم تعد لقاءات التحرير في الصباح عن القصة المهمة ولكن عن القصة التي سيسمح لنا بتغطيتها».

ويشير الكاتب لتظاهرات عام 2013 حول حديقة غازي في اسطنبول التي مثلت للكثيرين «تركيا الحقيقية»وليست الجديدة، فيما يرى في تظاهرات الأكراد الاخيرة حول كوباني «تركيا الطائفية».

وينقل عن نورسيل أيدوغان من حزب الشعب الديمقراطي «لو سقطت كوباني فستتغير الصورة بالكامل».

ويختم بالقول إن تركيا التي هندس سياستها الخارجية أوغلو، رئيس الوزراء الحالي تقف على السياج بسبب صعود «داعش». فبدلا من أن تكون «المسيطرة على الأحداث تعيش تحت رحمتها».

 

أمريكا والسعودية ضربتا أهدافا للدولة الإسلامية في سوريا

واشنطن- (رويترز): قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة والسعودية وجهتا ثماني ضربات جوية يومي الأحد والاثنين إلى أهداف للدولة الإسلامية في سوريا منها سبعة قرب كوباني.

 

وأضافت القيادة في بيان أن أربع ضربات في جنوب غربي كوباني أصابت وحدات للدولة الإسلامية ودمرت موقعا لإطلاق النار في حين أصابت ثلاث ضربات أخرى في شمال شرقي كوباني وحدة عسكرية ودمرت موقع تجمع وعدة أبنية.

 

وأوضحت القيادة أن ضربة جوية أخرى أصابت موقعا عسكريا شمال غربي الرقة.

 

اتجاه للاتفاق على تسمية طعمة رئيسا لحكومة المعارضة

لندن ـ «القدس العربي»ـ من احمد المصري: عقدت مساء السبت والاحد الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا مطولاً،عرض خلاله المرشحون لرئاسة الحكومة المؤقتة برامجهم الانتخابية أمام أعضاء الائتلاف. وقالت مصادر مطلعة من المعارضة السورية لـ»القدس العربي» امس الاحد إن مصطفى الصباغ تراجع عن تصميمه على وصول غسان هيتو لرئاسة الحكومة واكتفى وكتلته بالضغط ليتسلم هيتو منصب نائب رئيس الحكومة وحقيبة الإدارة المحلية.

وتدور في كواليس المعارضة السورية انباء عن اتفاق سابق بين رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا والأمين العام الأسبق مصطفى صباغ على اختيار غسان هيتو لرئاسة الحكومة، مقابل دعم صباغ لكتلة الجربا واختيار هادي البحرة لرئاسة الائتلاف السوري المعارض الا ان اعلان الصباغ مساء السبت بانه «ملزم بالتصويت لأحمد طعمة»، وهو ما فسره مراقبون على انه اتفاق تركي ـ قطري لإعادة احمد طعمة كرئيس للحكومة المؤقتة.

وشهدت جلسات اختيار رئيس الحكومةالسورية المعارضة المؤقتة انسحابات متعدد حيث انسحب اشخاص محسوبون على «الكتلة الديمقراطية» والتي تدعم وصول طعمة، إضافة إلى كتلة الأركان وهو ما فسره مراقبون بأنه اتفاق على ان يصل طعمة لرئاسة الوزراء.

وكان من أبرز النقاط التي ركز عليها المرشحون في برامجهم الانتخابية، إعادة الثقة بين الشعب السوري والائتلاف، وتفعيل دور الائتلاف أكثر في المشهد السوري، وتنظيم صفوف الجيش السوري الحر، وإنشاء سلك للشرطة، ومحاكم للقضاء في المناطق المحررة، وإيجاد الوسائل اللازمة لتوفير التعليم للطلاب السوريين، ووضع آليات ترشيد الموارد المالية للائتلاف والابتعاد عن الهدر، ووضع استراتيجيات تنموية وإنتاجية في الداخل لتأمين الحاجات الأساسية للسوريين، والتعاون مع دول أصدقاء سوريا في كسب الخبرات واستثمارها في المناطق المحررة.

هذا، وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد بدأت اجتماعاتها أمس، وتستمر حتى يوم الاثنين 13 تشرين الأول/أكتوبر، وتناقش عددا من القضايا، من بينها اختيار رئيس للحكومة المؤقتة، ومناقشة تقرير رئاسة الائتلاف، وتقرير الأمانة العامة، والبت في العلاقة الناظمة بين الائتلاف والحكومة، ومناقشة النظام الأساسي للائتلاف والسياسة المالية.

 

قوات الأمن الكردية تعتقل أكثر من 1000 شاب كردي للإلتحاق بوحدات حماية الشعب والمجلس الوطني في سوريا يطالب بالإفراج عنهم

جوان سوز

الحسكة ـ «القدس العربي» ـقامت قوات الأمن الكردية المعروفة محلياً باسم»الآسايش» التابعة للإدارة الذاتية المدنية والتي يشارك بها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ»PYD»، باعتقال أكثر من 1000 شاب كردي سوري في مدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرق سوريا، بغية الالتحاق بوحدات حماية الشعب الـ»YPG» في تلك المناطق.

وقال سيبان أحمد القيادي في حركة الشباب الكرد في حديث لـ»القدس العربي»، إن: تنفيذ قانون التجنيد الإجباري من قبل قوات «الآسايش» هو تصرف لا يخدم بتاتاً الشعب الكردي في ظل مواجهته لقوی الإرهاب والتطرف وصموده الأسطوري في مدينة كوباني ، بل يحقق رغبات ومشاريع أعداء الكرد في إفراغ مناطقنا وتغيير ديمغرافيتها». وأضاف أحمد أن تنفيذ هذا القانون في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها له دلالات وأسباب لا تخفی علی شعبنا، وهي الاستفادة من مقاومة كوباني في تحكيم قبضته علی الشعب الكردي بعد أن كسبت تعاطفه، حيث لم ينجح في تطبيق هذا القانون قبل معارك كوباني، والأهم من ذلك إن هذا القرار يأتي في محاولة لنسف الجهود المرتقبة حيال اللقاء المرتقب بين المجلسين الكرديين بمدينة أربيل خلال الأسبوع المقبل والذي يحمل شعار إيجاد قوة كردستانية موحدة. وأشار إلى أن تنفيذ هذا القانون أيضاً في مثل هذا الوقت يعكس حالة التخبط التي يعانيها حزب الاتحاد ومنظومته الأم «حزب العمال الكردستاني في تركيا» نتيجة الفشل السياسي في كسب الدعم العسكري ومحاولاته الفاشلة في أن يكون جزءاً من القوات التي سينسق معها التحالف الدولي في الأيام القادمة لاستهداف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

وكرد فعل على عملية الاعتقال طالب «المجلس الوطني الكردي» في سوريا «حزب الاتحاد الديمقراطي» وإدارته الذاتية بالإفراج الفوري عن هؤلاء الشبان.

وكان الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوات «الآسايش» في مقاطعة الجزيرة «الحسكة» الجنرال جوان إبراهيم قال لوسائل إعلام كردية، «لقد بدأت قواتنا بالاحتفاظ بمعظم الشبان من مختلف المكونات العربية والكردية والسريانية في المقاطعة ممن تتراوح أعمارهم بين الـ 18 إلى 30 عاماً، ليتم الاحتفاظ بهم في مراكز خاصة ريثما نقوم بتسليمهم إلى الجهات المعنية في هيئة الدفاع وحكومة الإدارة الذاتية».

وبين أنه تم اتخاذ هذا الإجراء حتى يتمكنوا من البدء بعمليات الاختبار الطبي وإجراء المقابلات الخاصة مع كل فرد منهم من قبل تلك الهيئات لتفعيل آلية وشروط حكومة الإدارة الذاتية وهيئة الدفاع، بهدف تشخيص كل الحالات و تحديد المستثنى منهم من الالتزام بخدمة التجنيد الإجباري ضمن إطار تطبيق قانون «أداء واجب الدفاع الذاتي» الصادر عن المجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة قبل عدة أشهر.

من جهة أخرى، قال فؤاد عليكو القيادي في حزب «يكيتي» الكردي في سوريا لـ»القدس العربي»، «أعتقد أن ما قامت به ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي اليوم من اعتقالات عشوائية في صفوف الشباب الكرد، لا يدخل بأي شكل من الأشكال في خدمة مشروع الإدارة الذاتية ويسبب استياء شعبي عام من مثل هذه الممارسات، في الوقت الذي تتجه الأنظار عالمياُ إلى مأساة شعبنا في كوباني جراء هجمات داعش البربرية والتي أحرقت الأخضر واليابس وتسبب في تشريد أكثر من 300 ألف مواطن من بلداتهم وقراهم ونهب ممتلكاتهم».

وتابع أنه «من المفترض أن تتضافر جهود جميع الخيرين في الحركة الكردية للعمل معا والوقوف في وجه هؤلاء المغوليين الجدد والبحث عن آليات مناسبة للعمل المشترك بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي تلبية لرغبة وإرادة شعبنا، وقد تأمل الشعب خيرا من المعلومات الواردة حول اللقاء المرتقب بينهما في أربيل قريبا تحت رعاية رئيس الإقليم الأخ مسعود البرزاني بغية الوصول إلى تفاهم ينهي حالة التشرذم الحاصل والذي لا يستفيد منه غير أعداء شعبنا والمتربصين به من كل حدب وصوب».

وأوضح، أن «ما قامت به ميليشيات حزب الاتحاد هو عمل مدان ونسف مسبق للجهود المبذولة من أجل تحقيق التقارب الكردي ورسالة غير موفقة للمجلس الوطني الكردي ورئاسة الإقليم بوضع عراقيل واضحة أمام تحقيق هذا الطموح وبالتأكيد أن من قام بتطبيق هذا الإجراء في مثل هذا التوقيت يعرف تماما ما يهدف إليه».

وأشار إلى أنه «يفترض من حزب الاتحاد إدراك مخاطر هذا الإجراء والعودة منه واطلاق سراح جميع المعتقلين الكرد من سجونهم ووقف الحملات الإعلامية التشهيرية بغية توفير أجواء مناسبة للحوار والوصول إلى اتفاق توافقي يرضي الشعب ويرسل برسائل واضحة إلى أعداء الكرد مفاده بأن الخلافات الكردية /الكردية تضمحل وتتلاشى إذا ما تعرض شعبنا إلى مؤامرة تستهدف كيانه ووجوده مهما كانت نوع هذه الخلافات».

من جانبه، قال الصحافي الكردي السوري حسين جلبي إن «حزب الاتحاد الديمقراطي يحاول استغلال ما يجري في مدينة «كوباني» حالياً لإجراء اختبار جديد لشرعيته وتعزيزها وقياس مدى تأثير المقاومة التي تبديها «وحدات حماية الشعب»، بالإضافة الى بعض كتائب الجيش الحر و أبناء المدينة و إمكانية الاستفادة مما يجري لتعزيز سلطته».

وأضاف جلبي «نخشى أن تكون هذه الخطوة قد جاءت بتنسيقٍ مع النظام السوري الذي يعاني بدوره من أزمة في تجنيد العناصر، ويستمر المتخوفون إلى حد القول بإمكانية بيع هؤلاء الشبان الى النظام أو على الأقل تسليمه أسمائهم، وهنا فقد تم تداول معلومات عن قيام الميليشيا ذاتها باعتقال بعض الشبان العرب في القرى العريبة عرب الغمر الذين جلبهم النظام إلى المناطق الكردية القريبة من بلدة رميلان و خاصةً قرية «تل أعور» من أجل إلحاقهم بميليشيا جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام».

 

 

الأنبار في قبضة “داعش

تمكّن تنظيم الدولة الإسلامية، الاثنين، من إحكام سيطرته على قضاء هيت في محافظة الأنبار، التي أصبح 80 في المئة من أراضيها في أيدي التنظيم المتطرّف، مما يثير مخاوف من هجومٍ محتمل على بغداد.

 

وأخلت قوات الجيش العراقي قاعدة استراتيجية، هي من بين آخر مقراتها في محافظة الأنبار، بعد هجوم قوي واشتباكات خاضتها مع عناصر التنظيم، وفق ما أفادت شبكة “سي ان ان” الإثنين، التي ذكرت أن الجنود حاولوا خلال المواجهات إضرام النار في كافة المعدات الموجودة فيها منعاً لسقوطها بيد عناصر التنظيم بعد انسحابهم.

 

وتَحمِل القاعدة التي خضعت لسيطرة داعش اسم “عين الأسد”، وكانت تلعب دوراً في حماية “سد حديثة” ثاني أكبر سدود العراق، إلى جانب مدينة الرمادي، وهي مركز محافظة الأنبار.

 

ويُحذّر مسؤولون عراقيون من سقوط مركز الأنبار، الرمادي، في أيدي التنظيم، خوفاً من استعمالها نقطة الانطلاق للهجوم على بغداد. وتحدثت تقارير إعلامية عراقية عن استقدام التنظيم عشرة آلاف مقاتل من سوريا تمهيداً للهجوم.

 

وطالب مجلس المحافظة، التحالف الدولي، الذي يشنّ حملة جوية على التنظيم في العراق وسوريا، بنشر قوات برية في المحافظة، لكن هذه الدعوة قوبلت برفض أميركي. إلا أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أعلن، الأحد، أن الولايات المتحدة قد تلعب دوراً أكبر إذا حاولت القوات العراقية استعادة مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ يونيو/حزيران الماضي.

 

وتحدث المسؤول العسكري الأميركي عن نوع مختلف من المشورة والمساعدة بسبب تعقيد معركة الموصل، وقال إن هذه المعركة ستكون المرحلة “الحاسمة” في الحملة البرية. كما كشف أن مطار بغداد كاد يسقط بيد مقاتلي “الدولة”، لولا تدخل مروحيات “الأباتشي” في الآونة الأخيرة لصد هجوم المتطرّفين على بعد عشرين كيلومتراً من مطار بغداد.

 

من جهته، استغرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تراجع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اتهاماته لدول الخليج وتركيا بدعم الدولة الإسلامية والتنظيمات المتطرّفة في سوريا والعراق.

 

وقال العبادي إن دول الخليج دعمت المعارضة السورية مع معرفتها بأن أقوى أطرافها هي الدولة الإسلامية والنصرة، واعتبر أن السحر “انقلب على الساحر” وباتت تلك المنظومة الإرهابية “تهدد الجميع، الأردن والسعودية وتركيا”.

 

وأضاف “داعش لا يحتاج لإرسال جيش إلى السعودية أو الخليج هناك جو في هذه المناطق – وهذا أمر قد يغضب السعوديين مني – لا يقبل الفكر الآخر ويطالب بتصفيته ونسمعه من دعاة بالسعودية”.

 

أردوغان يهاجم العمال الكردستاني..ومعارك كوباني تبلغ المعبر الحدودي

هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإثنين، القوى السياسية المحلية التي تهاجم سياسته حيال الأزمة القائمة في مدينة كوباني “عين العرب” السورية، سائلاً الذين يتحدثون عن الظروف الإنسانية التي تتعرض لها المدينة على يد تنظيم الدولة، عن سبب سكوتهم خلال موجات القصف الدموية التي طالت حلب وحمص وحماة طوال سنوات الحرب السورية. وأين كانوا عند مقتل 250 ألف شخص في سوريا بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والتقليدية، ونزوح سبعة ملايين شخص. وأردف أردوغان قوله إن الاحتجاج من أجل كوباني في الداخل التركي، هو “مجرد ذريعة لاستهداف الوحدة الوطنية في تركيا”، متهماً حزب العمال الكردستاني وجماعات مؤيدة له بالوقوف خلفها، وما وصفها بـ”القوى الظلامية التي تقوم بعمليات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي”.

 

وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي الإثنين، إن تركيا لم تتوصل إلى اتفاق جديد، يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجيرليك الجوية، في حربها ضد “متشددي” الدولة الإسلامية، وإن المحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية. وقالت المصادر إن تركيا توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، بشأن تدريب قوات المعارضة السورية، دون أن تذكر من سيدرب مقاتلي المعارضة وأين. وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس، أن تركيا وافقت على السماح لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، باستخدام قواعدها للقيام بأنشطة داخل سوريا والعراق، وعلى تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة.

 

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد قال الأحد، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية مما وصفه “بالمأساة” في مدينة كوباني. وأضاف كيري أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتجميع صفوف تحالف بشكل كامل، لمواجهة “المتشددين”، وقال إن التركيز يجب أن يكون أولاً على العراق، بينما يتم إضعاف الدولة الإسلامية في سوريا. وقال كيري “من المؤكد أن القلق ينتابنا جميعاً من الأنباء التي تتحدث عن مكاسب في كوباني، ونحن نراقب الوضع عن كثب. لا نراقبه فحسب في واقع الأمر، لكننا شاركنا بقوة بضربات في الأيام الأخيرة، وكانت هناك المزيد من الضربات اليوم”. وأضاف “وردت أنباء اليوم عن أنهم يواصلون تشديد الخناق عليها (كوباني). لم يتم الاستيلاء عليها بالكامل بل على أجزاء منها”. وقال كيري إن أكثر من 60 شريكاً تعهدوا بالانضمام إلى الجهود الأميركية لهزيمة تنظيم الدولة. وأضاف وزير الخارجية “كوباني منطقة واحدة وما يحدث هناك مأساة، ونحن لا نقلل من ذلك لكننا قلنا من اليوم الأول إن الأمر سيستغرق وقتاً لتجميع التحالف بشكل كامل”.

 

ميدانياً، انفجرت سيارة مفخخة يقودها مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية، شمالي كوباني، كانت تتجه نحو منطقة المعبر الحدودي الواصل بين المدينة والأراضي التركية. وكانت قذيفتان أطلقهما تنظيم الدولة الإسلامية، قد سقطتا الإثنين، على منطقة المعبر. كما يشهد القسم الجنوبي والقسم الشرقي من المدينة، تبادلاً لإطلاق النار بشكل متقطع بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وسط تحليق لطائرات التحالف الدولي في سماء المدينة وريفها. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن حرس الحدود التركي، وجّه الإثنين إنذاراً إلى مقاتلي وحدات الحماية، للانسحاب من منطقة المعبر، بعد استهدافه من قبل عناصر داعش.

 

وكانت طائرات التحالف الدولي قد نفذت خمس ضربات صباح الإثنين، على مناطق في كوباني، واستهدفت أربع منها، تجمعات وتمركزات لتنظيم الدولة، في القسم الجنوبي للمدينة. بينما استهدفت الضربة الأخيرة، موقعاً للتنظيم، على أطراف المدينة، من جهة هضبة “مشته نور” الاستراتيجية. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد، بعد تدمير آلية، للتنظيم. في حين استمرت الاشتباكات العنيفة، في القسم الجنوبي للمدينة، بين وحدات الحماية وتنظيم الدولة، إثر هجوم للأخير من أربعة محاور على تمركزات القوات الكردية. ونفذت وحدات الحماية بعدها هجوماً معاكساً، انتهى بتمكن الوحدات من التقدم والسيطرة على نقطتين للتنظيم، مما تسبب في مقتل 13 مقاتلاً من تنظيم الدولة، واستيلاء وحدات الحماية على أسلحة خفيفة ومتوسطة. وفي الوقت نفسه، تشهد الأحياء الشرقية في المدينة هدوءاً حذراً، يتخلله تبادل رشقات من إطلاق النار

 

انقرة لا زالت مترددة بالانضمام الى التحالف

تركيا لم توافق على استخدام قواعدها الجوية ضد “داعش”

أ. ف. ب.

نفت انقرة موافقتها على استخدام الولايات المتحدة لقواعدها من أجل مواصلة الحملة العسكرية الجوية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.

 

انقرة: قال مصدر حكومي تركي لوكالة فرانس برس الاثنين ان تركيا لم تبرم “اتفاقا جديدا” مع الولايات المتحدة يجيز فتح قواعدها امام طائرات التحالف الدولي التي تشن غارات على اهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

 

وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته “لا يوجد اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك”، في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا.

 

والاحد اعلن مسؤول اميركي في وزارة الدفاع طالبا عدم كشف هويته ان حكومة انقرة سمحت للجيش الاميركي باستعمال منشآتها لشن غارات على تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وشدد المصدر الحكومي التركي ان “موقفنا واضح، ليس هناك اتفاق جديد”، مذكرا بان الاتفاق الساري حاليا بين تركيا والولايات المتحدة لا يسمح للجيش الاميركي بالوصول الى قاعدة انجرليك، قرب اضنة (جنوب) الا ليقوم بمهمات لوجستية او انسانية.

 

واضاف ان “المفاوضات مستمرة على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا”.

 

وترفض تركيا في الوقت الراهن الانضمام الى التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لان الغارات الجوية ضد مقاتلي تنظيم “داعش” قد تعزز معسكر الرئيس السوري بشار الاسد العدو اللدود للحكومة التركية الاسلامية المحافظة.

 

واشترطت السلطات التركية قبل المشاركة اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمال سوريا وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة واعادة التأكيد على ان الهدف هو قلب نظام دمشق.

 

داعش” يتباهى بسبي نساء الأيزيديين وبيعهن كالجواري

مبررًا ذلك بأنه وجه من أوجه الشريعة!

تباهى “داعش” بسبي نساء الايزيديين في العراق وبيعهن كالجواري في سوق العبيد، في أكبر عملية استعباد جماعي من عصر صدر الاسلام، مبررًا ذلك بأنهن “مشركات”، وسبيهن “وجه من أوجه الشريعة”.

 

إعداد عبد الاله مجيد: قالت مجلة “دابق”، التي يصدرها تنظيم (داعش) باللغة الانكليزية، في عددها الجديد إن نساء الايزيديين واطفالهم غنائم حرب بعد وقوعهم في قبضة مقاتلي داعش، بعدما اجتاح عناصر التنظيم بلداتهم وقراهم في كردستان العراق في آب (اغسطس) الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها داعش الاتهامات الموجهة اليه باعتقال نساء ايزيديات واستغلالهن جنسيًا.

 

سجل ينمو

 

كان عشرات الآلاف من الايزيديين العراقيين هُجروا عندما اجتاح “داعش” منطقة سنجار في شمال العراق. وقال ناجون إن الرجال كانوا يُذبحون والنساء والأطفال يُعتقلون.

 

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان في تقرير جديد أن “داعش” كان يعزل الشابات والفتيات الايزيديات عن عائلاتهن. ونقلت واشنطن بوست عن المستشار الخاص في المنظمة فريد ابراهامز قوله: “ان سجل جرائم داعش المروعة ضد الايزيديين في العراق يواصل نموه”.

 

وتوثق المنظمة في تقريرها حالات 366 ايزيدية محبوسات في سجون التنظيم، لكنها قالت إن معتقلات جرى الاتصال بهن هاتفيًا تحدثن عن أكثر من 1000 سجينة. وكانت الحكومة العراقية اعلنت أن 1500 امرأة وقعن في قبضة داعش حين اجتاح منطقة سجنار التي يقطنها مسيحيون ايضًا.

 

أكبر عملية استعباد جماعي!

 

قالت ايزيدية في الخامسة عشرة من العمر لمنظمة هيومن رايتس ووتش بعد هروبها إن مقاتلًا فلسطينيًا في التنظيم اشتراها مقابل 1000 دولار. وكتبت مجلة دابق أن النساء والفتيات وُزعن على المقاتلين وفق الشريعة الاسلامية، على حد زعمها.

 

وأضافت: “ان الجنود يبيعون العائلات الايزيدية المستعبدة الآن” مشيرة إلى أن المسيحيين واليهود يُمنحون فرصة دفع جزية أو دخول الاسلام، لكنّ الايزيديين يمكن استعبادهم إذا أُسروا خلال الحرب لأنهم “مشركون”.

 

ومضت المجلة تبرر استعباد الايزيديات وبيعهن رقيقًا وفق تفسير التنظيم لأحكام الشريعة، متباهية بأنه نفذ أكبر عملية استعباد جماعي منذ سنوات الاسلام الأولى.

 

من أوجه الشريعة

 

وقالت دابق” :على المرء أن يتذكر أن استعباد عائلات الكفار وأخذ نسائهم سبايا وجه ثابت من اوجه الشريعة، فمذهبهم منحرف عن الصواب، حتى أن المسيحيين أنفسهم الذين يعبدون الصليب عدُّوا الايزيديين على مدى العصور من عبدة الشيطان”.

 

وذهبت المجلة إلى أن رفض الرق يقود إلى الزنا والفحشاء، لأن الرجال الذين لا يستطيعون الزواج لضيق ذات اليد يجدون أنفسهم محاطين بأسباب الغواية. وكتبت دابق تقول: “إذا كانت المرأة جارية فالعلاقة تكون شرعية”.

 

وقالت ايزيدية تحدثت لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنها شاهدت عرائس أخذهن مقاتلو داعش من المدرسة والسجن، “بعضهن كنّ صغيرات لا تتجاوز اعمارهن 12 أو 13 سنة، وتعيّن عليهم أن يجروا بعضهن بالقوة، وكانت بعض النساء متزوجات لكن من دون اطفال، فلم يصدق مقاتلو داعش انهن متزوجات”.

 

تقرير يرصد تعذيب اللاجئين السوريين بعرسال  

دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حكومة لبنان إلى فتح تحقيق في انتهاكات الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين ومحاسبة المسؤولين عن “القتل والقصف العشوائي وكافة أنواع الانتهاكات التي حصلت أثناء اقتحام الجيش لعدد من مخيمات اللجوء بمنطقة عرسال على الحدود السورية الشهر الماضي.

 

ورصد التقرير الذي صدر اليوم حالات تعذيب للاجئين سوريين بمنطقة عرسال أفضى بعضها إلى الموت.

 

وأشار إلى أن ثلاثين شخصا ما زالوا يقبعون في سجون المخابرات اللبنانية بعد أن اعتقل الجيش مئات منهم خلال عملية الاقتحام الشهر الماضي.

 

ووفق التقرير فقد اقتحمت فرقة تابعة للجيش اللبناني عددا من مخيمات اللجوء في عرسال الشهر الماضي ونفذت حملات اعتقال شملت ما لا يقل عن 450 لاجئا سوريا بينهم أطفال، وذلك على مرحلتين، الأولى في الـ19 من الشهر واعتقل فيها نحو 250، والثانية في الـ25 وشملت نحو مائتي لاجئ بينهم 16 شخصاً دون عمر الـ18.

 

وأشار التقرير إلى أن القوات اللبنانية قامت بعمليات تهجير لباقي أهالي مخيم البراء من أطفال ونساء وشيوخ، وإحراق جميع الخيام الموجودة فيه والتي يبلغ عددها أكثر من 150 خيمة.

 

ضرب وتنكيل

ورصدت الشبكة قيام عناصر الفرقة اللبنانية بضرب المعتقلين والتنكيل بهم في مخيم البراء “ولم يقتصر ذلك على الشباب فقط بل شمل كبار السن حيث قام بعض العناصر بإعدام رجل مصاب بعد ضربه والتنكيل به ويدعى كرم عبد الكريم الزين (60 عاما) من منطقة القلمون بريف دمشق وانتهى الأمر بإطلاق رصاصة عليه أودت بحياته أمام جمع كبير من الشهود المعتقلين، ثم قامت بخطف جثمانه”.

 

ولفت التقرير إلى أن تلك الأحداث و”دخول المجموعات المقاتلة وحصول الاشتباكات التي لا شأن للاجئين السوريين بها” تسببت بردات فعل عنيفة وعنصرية من قبل شرائح في المجتمع اللبناني دعت إلى طردهم، وأحيانا إلى قتلهم.

 

تجدد معارك الشوراع بعين العرب وغارات مكثفة للتحالف  

أفاد مراسل الجزيرة بأن طيران التحالف الدولي استهدف اليوم الاثنين مواقع سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا. وجاءت الغارات الجديدة بينما تجددت معارك الشوارع بين التنظيم والفصائل الكردية.

وقال مراسل الجزيرة معن خضر إن طائرات التحالف استهدفت المجمع الأمني الذي سيطر عليه تنظيم الدولة قبل أيام بعد تفجير سيارة مفخخة فيه. وأضاف أن الغارات استهدفت أيضا مركزا ثقافيا سيطر عليه التنظيم قرب وسط المدينة.

 

كما أغارت طائرات التحالف -وفقا للمراسل- على طريق حلب في الطريق الجنوبي من عين العرب (150 كيلومترا شمال شرق مدينة حلب). وبات طيران التحالف يستهدف بانتظام طرق الإمداد التي يستخدمها تنظيم الدولة لاستقدام تعزيزات من محافظتي حلب والرقة.

 

وبسبب هذه الضربات بات مقاتلو التنظيم يدخلون عين العرب في الغالب بواسطة الدراجات النارية. واضطر التنظيم إلى التراجع أمس لبضع مئات من الأمتار عن معبر “مرشد بينار” شمالي المدينة.

 

وكان مقاتلو تنظيم الدولة يحاولون الوصول إلى المعبر لتطويق المقاتلين الأكراد من جهة الشمال على الحدود التركية مباشرة, ومنعهم من تلقي أي مساعدة أو الهرب في حال انهارت مقاومتهم للهجوم المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

 

معارك شوارع

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر في وحدات حماية الشعب الكردي أنها باتت تستفيد من الغارات الجوية حيث إنها تهاجم مباشرة مواقع خصومها بعد تلك الغارات.

 

وأوضح أن مقاتلي تنظيم الدولة يركزون هجماتهم على معبر مرشد بينار, في حين يسعى المقاتلون الأكراد للتقدم نحو المربع الأمني والطرف الجنوبي من المدنية.

 

وتابع أن كلا الطرفين يحاول السيطرة على الطرق الرئيسة في المدينة التي نزح عنها نحو 180 ألفا في الأسابيع الثلاثة الماضية. وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية إن اشتباكات عنيفة تدور على مسافة كيلومتر تقريبا من معبر مرشد بينار, مشيرا إلى استخدام مدافع الهاون والأسلحة الرشاشة في الاشتباكات.

 

وفي مقابل الغارات الجوية أطلق تنظيم الدولة اليوم قذائف هاون على مواقع لمقاتلي الوحدات الكردية في الجهة الشمالية للمدينة. من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة جرت اليوم في الجانب الشرقي من المدينة مما أدى إلى مقتل أربعة من عناصر تنظيم الدولة.

 

وأضاف أن مقاتلا من التنظيم فجر سيارة ملغمة في الطريق نحو المعبر الحدودي. ووفقا للمرصد فإن المعارك أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 500 بينهم أكثر من 300 من تنظيم الدولة.

 

سلاح للأكراد

وقد أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني عن إرسال حكومته أسلحة وعتادا عسكريا لوحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب. وقال البارزاني إن حكومة الإقليم مستمرة في تواصلها مع دول العالم لمساعدة الأكراد السوريين في صد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ولم يكشف المسؤول الكردي عن طبيعة الأسلحة التي تقرر إرسالها للفصائل الكردية في عين العرب. كما لم يوضح ما إذا كانت تركيا سمحت بنقل تلك الأسلحة عبر أراضيها.

 

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل قال أمس إن الغارات الجوية حققت بعض التقدم في صدّ مقاتلي تنظيم الدولة, وأكد أن القتال من أجل هزيمة التنظيم سيكون عملية طويلة الأمد.

 

سعود الفيصل: نظام الأسد جعل سوريا وكراً للإرهاب

الرياض – العربية.نت

أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتله وتشريده، بل أسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب الذي وجد ملاذا آمناً فيها، وأصبح يهدد المنطقة والعالم تحت سمع هذا النظام وبصره.

 

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في جدة اليوم، “نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا، وفق ما نص عليه إعلان (جنيف1) ، كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، وأنه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل باعتباره فاقداً للشرعية”.

 

وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، أوضح أنه تم مع شتاينماير، بحث مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية، بما في ذلك جهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراق وسوريا، بوصف ذلك مسؤولية دولية نشارك جميعا في تحملها، لدرء خطر الإرهاب الذي يهددنا ويهدد الأمن والسلم الدوليين.

 

وأكد الأمير سعود الفيصل ضرورة محاربة الإرهاب في استراتيجية شاملة أينما وجد ومهما كانت مبرراته أو التنظيمات والدول التي تقف وراءه، آملاً أن لا تكون جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة، وضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام، حتى لو استغرق الأمر سنوات.

 

وأردف قائلاً “لقد بحثنا في الاجتماع نتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة الذي استضافته القاهرة بالأمس وشاركت فيه المملكة وألمانيا، خصوصا أن بلدينا من الدول الأعضاء في لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، وإذ تنوه المملكة بالمؤتمر وبجهود الشقيقة مصر وجميع الدول المشاركة فيه، إلا أننا نرى في نفس الوقت أن المجتمع الدولي دائما ما يتحمل أعباء هذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت إلى جانب الشعب الفلسطيني” .

 

وشدد على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة .

 

وأوضح وزير الخارجية أن الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها مؤخراً، مبيناً أنه لابد من الإشارة إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية من دون تغليب فئة على الأخرى .

 

ومضى يقول “هذا الحل قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لذلك فإننا ندعو اليمنيين بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح، وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لا تروم الخير لليمن ولا لشعبه ولا حتى للأمة العربية”.

 

تركيا تنفي السماح باستخدام قواعدها العسكرية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي، الاثنين، أن أنقرة لم تتوصل إلى اتفاق جديد يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية في حربها ضد متشددي “تنظيم الدولة” وأن المحادثات بهذا الشأن لاتزال جارية.

 

وقالت المصادر للصحفيين إن تركيا توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن تدريب قوات المعارضة السورية دون أن تذكر من سيدرب مقاتلي المعارضة وأين.

 

وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركية، سوزان رايس، أن تركيا وافقت على السماح لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها للقيام بأنشطة داخل سوريا والعراق وعلى تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة.

 

العراق.. فرار عشرات الآلاف من هيت

طارق ماهر – بغداد – سكاي نيوز عربية

قالت الأمم المتحدة،الاثنين، إن نحو 180 ألف شخص نزحوا بسبب القتال الدائر داخل وحول مدينة هيت بمحافظة الأنبار غرب العراق منذ أن سقطت المدينة في يد تنظيم الدولة في وقت سابق هذا الشهر.

 

وقال ضابط في الجيش العراقي وثلاثة أعضاء في ميليشيا تدعمها الحكومة إن مقاتلي التنظيم اقتحموا قاعدة عسكرية فر منهاالجيش العراقي على بعد 8 كيلومترات غربي هيت في وقت سابق اليوم.

 

وأضافوا أن عناصر “داعش” استولت على ثلاث عربات مدرعة وخمس دبابات على الأقل ثم أضرمت النار في القاعدة.

 

وخلال الأسابيع القليلة الماضية شن تنظيم الدولة هجوما في محافظة الأنبار المتاخمة لسوريا فاستولى على هيت يوم الثاني من أكتوبر وكبيسة القريبة يوم الرابع من نفس الشهر.

 

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بيان إنه نتيجة للقتال والضربات الجوية التي شنتها القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة فر نحو 30 ألف أسرة أو 180ألف شخص من هيت الواقعة على بعد 20 كيلومترا غربي الرمادي.

إلى ذلك، أفاد مصدر في شرطة كركوك بأن شخصين قتلا، وأصيب 15 آخرون من بينهم عناصر شرطة جراء تفجير دراجة مفخخة مركونة قرب مطعم شعبي في منطقة القادسية شرقي كركوك.

 

كما قتل جندي، وأصيب 12 آخرين، بينهم عناصر من الشرطة، في هجوم نفذه مسلحون لتنظيم الدولة على نقطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة العراقية في منطقة العوينات في سامراء، حسب ما أفاد مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين.

 

ويأتي ذلك في أعقاب ثلاثة تفجيرات هزت بلدة “قرة تبة” بمحافظة ديالى، استهدفت مجمعاً أمنياً للأكراد، مما أسفر عن مقتل ما لايقل عن 40 شخصاً وإصابة العشرات.

 

كوباني.. غارات جديدة مع استمرار القتال

رفيدة ياسين- الحدود التركية السورية – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية، الاثنين، أن مهاجما انتحاريا من “تنظيم الدولة” فجر شاحنة ملغومة في الجزء الشمالي من مدينة كوباني السورية الكردية المحاصرة قرب الحدود التركية، فيما أعلن التحالف أنه شن 8 غارات اليوم وأمس على مواقع لداعش داخل وحول المدينة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤولون أكراد إن الهجوم الانتحاري وقع على بعد كيلومترين تقريبا إلى الشمال من كوباني (عين العرب) التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية ومقاتلي تنظيم الدولة الذين شددوا قبضتهم على المدينة.

 

من جهة أخرى أفادت مصادر ميدانية كردية بتقدم المسلحين الأكراد لاستعادة السيطرة على بعض الأحياء جنوبي وجنوب غربي المدينة.

 

وأضافت أن مسلحي تنظيم الدولة فجروا سيارة مفخخة بالقرب من جامع حج رشاد الواقع شمالي المدينة في منطقة يسيطر عليها المسلحين الأكراد، ما أدى إلى سقوط خمسة جرحى في حالة خطيرة.

 

في غضون ذلك، أعلنت بيان صادر عن القيادة المركزية للجيش الأميركي أن طائرات التحالف الدولي شنت 8 غارات يومي الأحد والاثنين على مواقع وآليات تابعة لتنظيم الدولة جنوبي وشرقي كوباني.

 

وأضافت القيادة في بيان أن 4 ضربات في جنوب غربي كوباني أصابت وحدات لتنظيم الدولة ودمرت موقعا لإطلاق النار في حينأ صابت ثلاث ضربات أخرى في شمال شرقي كوباني وحدة عسكرية ودمرت موقع تجمع وعدة أبنية.

 

وعلى الجانب التركي، سمحت السلطات بدخول جرحى المسلحين الأكراد لتلقي العلاج في المستشفيات التركية، فيما تستمر الإجراءات الأمنية المشددة على طول الشريط الحدودي مع كوباني.

 

أردوغان لـ”المتباكين” على كوباني: أين كنتم يوم قُصفت حلب وحمص وحماة والموصل وكركوك؟

أنقرة، تركيا (CNN) — هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، القوى السياسية المحلية التي تهاجم سياسته حيال الأزمة القائمة في مدينة كوباني – عين العرب، سائلا الذين يتحدثون عن الظروف الإنسانية التي تتعرض لها المدينة على يد داعش عن سبب سكوتهم خلال موجات القصف الدموية التي طالت حلب وحمص وحماة طوال سنوات الحرب السورية.

 

أردوغان، الذي كان على هامش افتتاح عدد من المشاريع بولاية “كوموش خانة”، تطرق إلى أحداث الشغب التي شهدتها تركيا مؤخرا، بذريعة الاحتجاج ضد هجمات داعش على مدينة كوباني السورية، ذات الغالبية الكردية، المتاخمة للحدود التركية.

 

وتساءل الرئيس التركي: “أين كان الذي يذرفون الدموع من أجل كوباني، ويتحدثون عن الانسانية والضمير، عندما قصفت حلب، وحماة وحمص؟ وأين كانوا من أجل الموصل وكركوك؟ وأين كانوا عند مقتل 250 ألف شخص في سوريا بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية والتقليدية، ونزوح سبعة ملايين شخص؟ ”

 

ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله إن الاحتجاج من أجل كوباني “مجرد ذريعة لاستهداف الوحدة الوطنية في تركيا” متهما حزب العمال الكردستاني وجماعات مؤيدة له بالوقوف خلفها، وما وصفها بـ”القوى الظلامية التي تقوم بعمليات عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي”.

 

يشار إلى أن الرئيس التركي يشن منذ فترة هجمات على معارضيه الذين أبدوا رفضهم لسياسة بلاده حيال الملف السوري، في حين دافعت أنقرة عن نفسها بتأكيد استعدادها للتدخل بحال فرض منطقة عازلة عند الحدود والتعهد بالعمل ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

 

المعارضة السورية: إشارة إيران لتهديد إسرائيل بحال سقوط الأسد يكشف انهياره والاستعانة بـ”فزاعة” داعش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — هاجمت المعارضة السورية تصريح طهران الأحد بأنها على اتصال مع الولايات المتحدة حول تنظيم داعش وتحذيرها من أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد قد يعرض إسرائيل للخطر قائلة إن ما أدلت به إيران “يُسقط ورقة التوت عن ادعاءات إيران والأسد” الذي اتهمته بتصنيع “فزاعة الإرهاب.”

 

وجاء في بيان للائتلاف الوطني السوري المعارض، الممثل الأكبر للمعارضة السورية، على لسان نائب رئيس الائتلاف، نورا الأمير، إن تصريحات إيران الأخيرة “أسقطت ورقة التوت عن ادعاءات إيران والأسد في دعم المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي”، مشيرة إلى” أن حالة الانهيار والتهديد الوجودي الذي وصل نظام الأسد إليه اليوم، هو ما اضطر حليفه الإيراني إلى التلويح بفزاعة داعش بوجه الاحتلال وقلب الطاولة وكشف المستور بشكل علني.”

 

وأضافت الأمير أن تلك الحالة من الانهيار دفعت إيران لاتخاذ قرار الإدلاء بالتصريح “حتى ولو كلّف ذلك الأسد والنظام الإيراني التنازل عن كذبة المقاومة التي كان يحاول بواسطتها تجميل قباحته الاستبدادية والدموية والإرهابية طيلة الفترة الماضية.”

 

وعلقت الأمير على التصريح الذي أدلى به نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان بالقول: “نظام الأسد لم يعد قادرا على حماية نفسه حتى يحمي أحدا آخر، وإنّ إصرار المجتمع الدولي على تجاهل سياسته الرعناء في المنطقة، هو ما من شأنه أن يهدد سلام المنطقة بل والعالم بأكمله.”

 

وشددت الأمير على أن إسقاط الأسد “لا يخدم السوريين فحسب بل يخدم السلام بكافة أنحاء العال” مضيفة: “بشار هو المحرّض الحيوي للإرهاب والتطرف الذي غزا بواسطته المنطقة من أجل تخيير المجتمع الدولي ما بين إرهاب الدولة وإرهاب المتطرفين الذين أشرف مع حلفائه على صناعتهم واستخدامهم كفزاعة سياسية وعسكرية ضد الأمن الوطني والقومي والعالمي” على حد تعبيرها.

 

الصحفي الذي أنتج أشهر فيلم عن التنظيم: لست عميلا لداعش ولم ألمّع صورته ومحاكمتي اغتيال للحقيقة

(CNN)– رغم مرور أسابيع عديدة عن ظهوره، مازال الفيلم الوثائقي “الدولة الإسلامية” الذي أنتجته شركة “فايس نيوز” في الرقة، معقل تنظيم داعش في سوريا، يسيل الكثير من الحبر.

 

وفي الآونة الأخيرة، تكررت الاتهامات للموقع وأيضا للصحفي الذي أعد الفيلم، “بتبييض صورة” تنظيم داعش، و”التنسيق” معه، كما نشب جدل أخلاقي حول حدود مهمة الصحفيين في مناطق النزاع، زيادة على رفع قضايا أمام المحاكم في حق الموقع والصحفي.

 

والصحفي هو مدين ديرية وهو بريطاني-فلسطيني عرف بعمله في أخطر مناطق النزاعات الحربية حيث بثت تقاريره المصورة من قلب المعارك وتمكن من الوصول إلى أخطر المناطق في إفريقيا والشرق الأوسط ونجح في ربط الصلة بأخطر الحركات المتمردة والمنظمات الجهادية من جبال أفغانستان حتى سيراليون في غرب إفريقيا.

 

وصوّر الشريط الحياة اليومية في الرقة تحت حكم تنظيم داعش، وتنقل بين “مؤسسات الدولة الإسلامية” وكيف تطبّق أسلوبها بدءا من الصلاة والتدريب و”الحسبة” و”القضاء” وانتهاء بالسجون التي تديرها والتي زارها مدين ديرية.

 

لكنّ أصواتا ترددت متهمة موقع “فايس نيوز” ومنتج الشريط بأنهما تنازلا عن الشروط المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي. ومنهم من اعتبر العمل دعائيا، بل إنّ الصحفي المعروف لوران فان در ستوك مثلا قال الشريط يجعلنا “أحيانا نشعر أن تنظيم الدولة الإسلامية نفسه هو الذي يصور المشاهد هذا يعني انه لم يسمح إلا لصحافيين يشاطرونه عددا من القيم بدءا بالدين بالذهاب معه ” إلى الميدان لتصوير الشريط.

 

لكنّ مدين، وفي حوار مع CNNبالعربية، نفى ذلك جملة وتفصيلا، قائلا إنّ ” لا شك ان الحملة ان الحملة كانت كبيرة وأثّرت على عملي وحياتي الخاصة ومن المؤسف أن ينضم اليها صحفيين مرموقين ووسائل إعلامية لها ثقلها وكنت آمل من زملائي الصحفيين أن يقفوا معي ليس ضدي وأنا أواجه هذا الكم الهائل من الانتقادات واتهامات وصلت لحد العمالة للدولة الإسلامية وتسيير قضايا قانونية والتحريض ضمن صحف ومؤسسات ضدي ومنعي من دخول دول .”

 

وأضاف أنّه كان أول صحفي يلتقي جبهة النصرة وأيضا تنظيم داعش كما أنه غطى الحروب في العراق وأفغانستان وسريلانكا، والحرب بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني، وحروبا في عدة دول أفريقية، وأحداث سوريا وليبيا وفلسطينواليمن وجنوب السودان، وأضاف “فكرة العمل الوثائقي لم تكن حديثة وأنا سبق وعملت في العراق ولي دراية بالدولة والتقيتهم في أعمال أخرى مثل وثائقي سوريا وطن القاعدة الجديد. لذلك فقد كان الأمر يسيرا. واتهامي واتهام فايس نيوز بتقديم عمل دعائي هو عار عن الصحة تمام بل قدمنا عملا يظهر حالة مفقودة لا يعرفها أحد فقط من التحليلات والخيالات الصحفية والدعايات وحاولنا قدر الإمكان أن نكون محايدين.”

 

وبسؤالنا عن معنى “قدر الإمكان” قال مدين “الحقيقة كلمة فضفاضة جدا… وتعرفون أنّ الضحية الأولى في النزاعات هي الحقيقة. وأعتقد أنه ما من أحد في الأرض يدعي امتلاكها والمهنية تقتضي أن تكون محايدا قدر الإمكان. قدر الإمكان بمفهومها الأقصى وليس الأدنى.”

 

وأضاف “كان لدينا ساعات طويلة من التصوير في عدة مناطق في “الدولة الإسلامية” وحرصنا قدر الإمكان على أن نقدّم قصة مقنعة صادقة بأمانة وصدق بعيدة عن التجميل ونقلنا الحياة في أراضي الدولة بحقيقتها وقلنا للمشاهدين هكذا يديرون مناطقهم وهكذا يعيشون وهكذا يتعاملون فلماذا يريدون منا ان نكذب ونقول عكس ذلك؟”

 

وذكر مدين أنه قام بعدة أعمال عن حركات التمرد بل من ضمنها أعمال عن “أعداء الدولة الإسلامية مثل حزب العمال الكردستاني وكذلك حركات غير دينية في الشرق الأوسط وإفريقيا والتقيت كل فصائل الثورة السورية، وإذا شاهدت عملي الوثائقي (اليمن دولة فاشلة) تجد أنني التقيت الحوثيين والحراك الجنوبي واللجان الشعبية ولم ألتق تنظيم القاعدة لكن لو نظمنا لقاء مع القاعدة لقامت الدنيا ولم تقعد وهذا هو النفاق.”

 

وبسؤاله عن كيفية تعامل تنظيم داعش معه وكيف دخل إلى الرقة وما إذا كانت هناك شروط سهّلت له ذلك، قال مدين ديرية إنّ تعامل التنظيم معه “كان ممتازا للغاية معي وتعامل معي عناصر الدولة معاملة ضيف وكنت أشاركهم المنازل والمقرات وأتجول معهم مع العلم أنه كانت لي الحرية أن أتجول لوحدي في الرقة وكل ما طلبته مني الدولة الاسلامية فقط برنامج عملي ولم يطلبوا الأسئلة أو أن نتفق على برنامج الأسئلة وكل الإدارات والمؤسسات التي ظهرت في الوثائقي وفي الأجزاء الخمسة كانت من اختياري وصدقا دخلت سجونهم دون ترتيب أو تنسيق طلبت وأخذوني فورا .. لقد عشت معهم وعرفت كيف يعيشون حيث لا يوجد مراتب وتفضيل بين عناصر الدولة يعيش القائد مثل الجندي ومرتب واحد للجميع ومستوى المنزل واحد.”

 

لكنه أضاف “لم تكن هناك شروط بالمعنى الذي قد تقصدونه.. أي شروط تمس من أخلاقيات المهنة. أنا أختلف مع الدولة الاسلامية فكريا ولكن لا يعني ذلك أن أكذب بشأن ما عاينته. أنا قدمت عملا واقعيا وحقيقيا أزاح التأويلات والتكهنات عن الدولة والمؤسف أن الحقائق تنقلها وسائل الإعلام مغلوطة خدمة لأجندات وهذا اغتيال للحقيقة ووسائل الاعلام بحديثها اليومي عن الدولة الاسلامية تردد كلمات منقولة ومنتشرة أصلا وتقدم خبراء ليتحدث وهو لا يعرفها ولم يلتق أيا من أعضائها. وعندما اتيناهم بعمل استند على المهنية والحقائق وادلة رفضوا تصديق الحقائق. ”

 

وأوضح ” أبو إسلام مسؤول الفريق الذي كلف بمساعدتي وحمايتي قال لي أنت ضيف عزيز وأي شيء تريده أطلب ليس لعملك فحسب بل متعلقات شخصية لك وكانوا يحضرون الطعام يوميا من مطاعم مختلفة.. هذه هي الحقيقة.”

 

غير أنّ مدين رفض التوسع في شرح الكيفية التي دخل بها الرقة مكتفيا بالقول إن عملية الدخول “مرت بمراحل معقدة واتصالات مكثفة.” ويذكر أنّ التقارير أشارت إلى أن أبو موسى قتل الشهر الماضي في غارة للجيش السوري في الرقة.

 

وقال مدين إنّ كبار الصحفيين في العالم أثنوا على العمل المرشح لجائزة “النزاهة والشجاعة والاستقلالية لجائزة فرونت لاين كلوب” وفقا له، مضيفا أنّه يأمل أن تذهب الجائزة التي يعلن عنها الخميس، لعمله حول داعش “الذي حقق أعلى نسب مشاهدة وترجم إلى 28 لغة عبر العالم.”

 

توقعات بأن تكون رأس العين (سري كانيه) الوجهة المقبلة لتنظيم الدولة

اسطنبول (13 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

توقعت مصادر دبلوماسية أوروبية أن تكون الوجهة المقبلة لتنظيم الدولة الإسلامية في سورية، بحال سيطرته على عين العرب (كوباني)، مدينة راس العين شمال محافظة الحسكة والمعروفة لدى الأكراد السوريين بـ (سري كانيه)، ورجّحت أن يؤدي توجّه التنظيم لتلك المنطقة لحركة نزوح واسعة لمسيحيين وأكراد.

 

وقالت المصادر الأوروبية المتابعة لتحركات تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والمشرفة على جزء من ملف متابعة المقاتلين الأوروبيين مع التنظيم، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لدينا معلومات تشير إلى الوجهة المقبلة لتنظيم الدولة بعد مدينة عين العرب (كوباني)، إن سقطت هذه المدينة بيده، ستكون مدينة رأس العين أو ما تُعرف لدى الأكراد بـ (سري كانيه) الواقعة أيضاً على الحدود السورية التركية”. واضافت “المنطقة تضم طيفاً من السوريين، يغلب عليهم الأكراد والمسيحيين، ونخشى عندها أن تحصل موجات نزوح كبيرة لسكانها المسيحيين والأكراد، خاصة وأن التحصينات العسكرية للمدينة تكاد تكون غير موجودة ولا تُقارب بعين العرب (كوباني) التي صمدت فترة جيدة بوجه مقاتلي تنظيم الدولة”، وفق تعبيرها

 

وأضافت المصادر “بالسيطرة على هذه المدينة يكون الشريط الحدودي بين سورية وتركيا بيد التنظيم، وهذا بالنسبة له أمر في غاية الأهمية، وهو يفعل الكثير من أجل تحقيقه، ويخسر كثيراً من مقاتليه وقيادييه بالقتال للوصول إليه، ما يؤشر على مدى أهمية هذه الحدود بالنسبة للتنظيم”، حسب تقديرهاا

 

وتقع رأس العين (سري كانيه) التي تتميز بموقع جغرافي آخر هام للدولة على بعد نحو 85 كم شمال مدينة الحسكة (مركز المحافظة) ونحو 90 كم شمال شرق مدينة القامشلي، ويبلغ سكانها نحو مائة ألف نسمة، خليط من العرب والأكراد والآشوريين والأرمن والتركمان وغيرهم

 

الائتلاف الوطني السوري: على التحالف الدولي إعادة النظر باستراتيجيته لمكافحة الإرهاب

روما (13 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري المعارض، سالم المسلط قوى التحالف الدولي لـ” إعادة النظر في استراتيجيتها بمكافحة الإرهاب”، خاصة بعد “التقدم الملحوظ” لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) نحو عين العرب (كوباني) رغم الغارات الجوية التي نفذها التحالف هناك

 

وعزا المسلط تقدم تنظيم الدولة إلى” تباطؤ المجتمع الدولي في دعم الجيش السوري الحر وعدم اتخاذ خطوات سريعة إزاء ذلك. فالضربات الجوية للتحالف لن تستطيع القضاء على داعش، والقضاء على داعش لا يعني استئصال التحالف للإرهاب، فداعش عرض، ونظام الأسد هو المرض الأساسي الذي لا بدّ للتحالف من استهدافه لمعالجة الواقع السوري”، حسبما نقل عنه المكتب الاعلامي للإئتلاف

 

ورأى الناطق الرسمي للائتلاف “إنّ تهاون دول العالم بطلب الائتلاف المتكرر في دعم الحر كقوة عسكرية معتدلة قادرة على إسقاط إرهاب الأسد وداعش معاً، هو سبب تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السوريون بكل أطيافهم ومدنهم كافة دون استثناء”.

 

كما اعتبر أنّ “عدم استجابة تركيا لطلب المبعوث الأممي بتسليح المتطوعين من اللاجئين وإرسالهم للقتال ضد داعش، هو تصرف واقعي ومبرر، لأنّه من غير المنطق زج المدنيين بالصراع المسلح بشكل مفاجئ ودون تدريب مسبق، بالوقت الذي تتجاهل فيه القوى الدولية دعم الجيش السوري الحر كقوة عسكرية مستعدة من الناحية التدريبية لتلقين تنظيم داعش درسا آخر في المعركة”، على حد وصفه

 

وفي هذا الصدد، نوه الناطق الرسمي للائتلاف بـ”أنّ الجيش الحر هو الوحيد الذي أثبت قدرته على طرد داعش مما يزيد عن 14 منطقة سورية خلال أيام معدودة، في حين لم يتمكن التحالف حتى الآن من تحقيق ولو جزء بسيط مما حققه الحر، بل على العكس تماماً، إنّ ما تشهده عين العرب (كوباني) من تراجع عسكري وميداني كان في ظلّ تحالف 40 دولة ضد داعش!”، على حد وصفه

 

وأشار إلى أن “من يتحمّل مسؤولية الواقع المأساوي الذي تعيشه سورية، هو تجاهل القرار الدولي في التحالف النظر إلى الواقع السوري بصورة شمولية إضافة لعدم وجود استراتيجية واضحة ومتكاملة في مكافحة الإرهاب” بالمنطقة

 

شخصيات سورية معارضة تسعى لتشكيل “بديل” عن الائتلاف الوطني

روما (13 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر في المعارضة السورية أن شخصيات معارضة قررت تشكيل هيئة بديلة عن الائتلاف الوطني، ووجهت دعوات لمعارضين في الداخل والخارج للاجتماع بحدود نهاية الشهر الجاري.

 

ووفق المصادر، فإن الكثير من القوى والتيارات السياسية المعارضة في الداخل أُعلِمت بالتحضير لمؤتمر تأسيسي لهيئة سياسية جديدة بديلة عن الائتلاف بشكل أساسي، ويضم شخصيات ديمقراطية على رأسها المعارض البارز ميشيل كيلو وشخصيات من أطياف أخرى من المعارضة

 

ووفق المصادر فإن المؤتمر سيُعقد في كل الحالات إن حضر جميع من سيتم دعوتهم أم لم يحضروا. وأوضحت أن كيلو الذي أعلن أثناء اجتماع الهيئة العامة للائتلاف باسطنبول الأحد تعيين شخصية بديلة عنه في الائتلاف، وكذلك الأخوان المسلمين الذين أعلنوا مؤخراً انسحابهم من الائتلاف على خلفية موقفه من التحالف الدولي ورفضهم تدخله في سورية، سيكونون ضمن هذا التحالف الجديد، على أمل أن يجمع المعارضة السورية ليكون فيما بعد بديلاً عن الائتلاف الذي اعترفت به الكثير من الدول العربية والأجنبية.

 

من جهته أكّد الناطق باسم هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة وجود اتصالات مع تيار المعارض كيلو، ورحّب بأي تحالف واسع يضم جميع القوى الوطنية الديمقراطية،

 

وقال منذر خدام، الناطق باسم العيئة، لوكالة (آكي) “مسألة وحدة المعارضة السورية التي تؤمن بالحل السياسي التفاوضي كانت دائماً من أولويات عملنا في الهيئة”. وأضاف “لقد أنجزنا خلال الأشهر القليلة الماضية عدداً من التفاهمات مع قوى معارضة مهمّة مثل جبهة التغيير والتحرير وأحزاب الإدارة الذاتية الكردية تحضيراً لعقد لقاء وطني يجمعها جميعاً لتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية عريضة. ومن أجل الهدف ذاته نحاور اليوم أيضاً تشكيلات معارضة أخرى منها اتحاد الديمقراطيين السوريين برئاسة ميشيل كيلو، الذي كان قد أرسل لقيادة الهيئة منذ نحو شهر رسالة يُبدي فيها رغبته بالحوار مع الهيئة من أجل تشكيل تحالف واسع يضم جميع القوى الوطنية الديمقراطية، وهذا يتفق مع الاتجاه الذي نعمل عليه”، تعبيره

 

وتابع “لقد أجرينا بالفعل جولتي حوار مع وفد يمثل اتحاد الديمقراطيين السوريين حتى الآن، وكانت نتائجها مشجعة، وسوف نواصلها حتى نتوصل معهم إلى تفاهمات سياسية شبيهة بتلك التي توصلنا إليها مع جبهة التغيير والتحرير ومع أحزاب الإدارة الذاتية”، وبالنسبة لتوقيت الإعلان عن أي تحالف أو تكتل سياسي جديد، قال “نعتقد أن التوقيت مناسب دائماً، خاصة إذا كان هدفه الرئيسي هو تحرير إرادة المعارضة السورية من وصاية قوى غير سورية عليها”

 

وكان كيلو قد ساهم مع آخرين في تأسيس المنبر الديمقراطي المعارض، ومن بعده اتحاد الديمقراطيين، وانضم فيما بعد إلى الائتلاف غير أن طبيعة أداء الائتلاف وتحالفاته وكثرة أطرافه النافذة دفع كيلو للحد من نشاطه فيه والتفكير بتنشيط حراك مواز للمعارضة السورية مع حلفاء على أمل أن يحظى بتأييد واسع ليكون بديلاً عن الائتلاف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى