أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 14 تشرين الثاني 2016

 

تهديد شرق حلب بـ «أسلحة عالية الدقة»

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

جددت دمشق مع بدء حاملة الطائرات الروسية مهماتها من البحر المتوسط قبالة سواحل سورية، دعوتها عناصر المعارضة المسلحة في شرق حلب إلى الخروج قبل بدء استخدام أسلحة عالية الدقة وسط تحذير الأمم المتحدة من حصول «مجاعة» في الأحياء المحاصرة، في وقت اقتربت فصائل «الجيش الحر» بدعم من الجيش التركي من طرد «داعش» من الباب وضمها الى المنطقة الآمنة بين حلب وحدود تركيا.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات لم يحددها ما إذا كانت روسية أم سورية، «جددت قصف أماكن في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم طفلة على الأقل بالإضافة الى أضرار مادية كبيرة، ودمار في الثانوية العامة ومركز تدريب الدفاع المدني ومعلومات مؤكدة عن خروجهما عن العمل إثر القصف، كذلك استشهد شخصان على الأقل وأصيب آخرون بجراح، نتيجة تفجير آلية مفخخة بالقرب من كراج مدينة أعزاز الواقعة بالريف الشمالي لمدينة حلب».

وأفاد موقع «روسيا اليوم» بأن «السلطات السورية طالبت المسلحين في حلب بالخروج من شرق حلب برسائل نصية تنذرهم بالخروج قبل هجوم مزمع باستخدام أسلحة عالية الدقة» وأن هذا جاء «بعد التقدم الذي حققه الجيش (النظامي) السوري في محاور قتالية غرب حلب».

وحذر نائب الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق في نيويورك من «مجاعة في حلب نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية ورفض القوات النظامية وروسيا السماح للمساعدات بالوصول الى المُحَاصَرين». وقال إن «الأمم المتحدة تدرس حاليّاً أفضل السبل لمنع موت أكثر من ربع مليون شخص بسبب الجوع في شرق حلب، ولا بد من التحرك لمنع حدوث ذلك».

وقال «المرصد» إن «ما لا يقل عن 12 شخصاً قتلوا في انفجار مجهول في عفرين، استهدف منطقة حاجز الغزاوية في منطقة غزاوية الواقعة بريف عفرين في الريف الشمالي الغربي لحلب».

وإذ رجّحت وكالات كردية أن سبب الانفجار «سيارة مفخخة»، قالت مصادر أخرى إنه ناجم عن غارة جوية لسلاح الجوّ التركي الذي يساند «الجيش الحر» في عمليات «درع الفرات» ضد تنظيم «داعش».

وقال «المرصد» أمس: «باتت فصائل المعارضة المدعومة من قوات تركية على بعد كيلومترين شمال وشمال غربي مدينة الباب» في ريف حلب الشمالي، التي تتعرض حالياً «لقصف جوي ومدفعي تركي».

وتقع الباب على مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفاً للحملة التي أطلق عليها «درع الفرات». وأوضح «المرصد» أن «التقدم إلى الباب يأتي في إطار العملية ذاتها التي بدأت بسيطرة فصائل معارضة على جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي». وأكد أن الفصائل المعارضة والقوات التركية طردت المتطرفين من مساحة تبلغ «2500 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية مع تركيا». وتحدّث ناشطون عن استعداد الفصائل المشاركة للدخول إلى مدينة الباب. ونشرت «الجبهة الشامية» المشاركة في العملية صوراً لأرتال من كتائب الثوار معلّقةً عليها بأنها تستعدّ لدخول المدينة.

في المقابل، قال «المرصد» إن «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية تقدمت في الريف الغربي لمدينة منبج قرب بلدة العريمة، وتمكنت خلال الـ 48 ساعة الماضية من السيطرة على 3 قرى قريبة من العريمة، هي قرط والشيخ ناصر وسبيران، فيما تدور اشتباكات بين هذه القوات من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر في قرية الكاوكلي التي تحاول «قوات سورية» التمهيد لمحاصرة بلدة العريمة، التي من المرجح أن تقوم «القوات» بالسيطرة عليها وطرد تنظيم «داعش» منها، فيما تترافق الاشتباكات مع عمليات قصف متبادل بين الجانبين.

 

خطة دولية – أوروبية لـ «ملء الفراغ» السوري… وعبور «حقل ألغام» الرئيس ترامب

لندن – ابراهيم حميدي

يقوم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بجولة إقليمية توصله إلى دمشق بعد أنقرة وطهران بالتوازي مع اقتراح مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية فريدريكا موغيريني «مقاربة إقليمية» لحلول جزئية في سورية من البوابة الإنسانية. الهدف من التحركين هو ملء الفراغ خلال المرحلة الانتقالية في واشنطن وفهم نهائي للسياسة التي سينتهجها دونالد ترامب واتجاهات السباحة في حقل ألغام مواقفه المتناقضة.

خطة حلب التي يحملها دي ميستورا في جيبه، تتضمن الاتفاق على خروج عناصر «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من شرق حلب بعد اتفاق الدول الفاعلة على عددهم وطريق خروجهم ووجهتهم النهائية مقابل وقف الطيران الروسي والسوري غاراته على مناطق المعارضة شرق المدينة، إضافة إلى قبول بقاء المؤسسات المدنية المعارضة وخصوصاً المجلس المحلي برئاسة بريتا حاج حسن. الخطة تتضمن، بحسب اعتقاد دي ميستورا، حافزاً للمعارضة وحلفائها بالتخلي عن «فتح الشام» مقابل بقاء شرق حلب حراً وخارج سيطرة النظام وحافزاً لموسكو عبر العمل على الفصل بين المعتدلين والإرهابيين وإضعاف فصيل أساسي يقاتل القوات النظامية مقابل قبول منطقة نفوذ خارج سيطرة دمشق.

هذه عناصر النقاش بين خبراء الدول التي شاركت في اجتماع لوزان الشهر الماضي وبنود محادثات دي ميتسورا في أنقرة وطهران ودمشق. الحكومة السورية لا تزال ترفض أي وجود بنية تحتية للمعارضة. هي تريد «إعادة كل شيء إلى سلطة الدولة ثم نبدأ من جديد». و»الحل» بالنسبة إليها بعميم «النموذج الناجح» الذي نجح في داريا جنوب غربي دمشق بإخراج المقاتلين والمدنيين بعد الحصار. لكن موسكو نجحت في أنها ضغطت على دمشق بالتمهل في تدمير المجلس المحلي المعارض مع أن القصف طاول مستشفيات ومناطق حيوية معارضة. طهران تريد خروج المسلحين والمدنيين من شرق حلب وتقول إن من يرفض الخروج هو «حاضنة للإرهابيين والتكفيريين، ولا بد من اجتثاثه».

موسكو، في تجاهل لمفاوضات مع واشنطن، اقترحت معابر لخروج المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، لكن لم يخرج أحد من ربع مليون مدني وحوالى عشرة آلاف مقاتل. وفي الوقت نفسه، أرادت موسكو الإبقاء على الأوكسجين لخطة دي ميستورا ومفاوضات متابعة اجتماع لوزان، عبر تمديد الهدنة في شرق حلب لأكثر من أسبوعين مقابل زيادة قصف جنوب غربي المدنية وغربها وأرياف إدلب وحماة ودمشق ودعم إخراج فصائل معارضة من مناطق استولت عليها منذ بداية آب (أغسطس).

الواضح أن هناك عقدتين أمام نجاح خطة دي ميستورا: الأولى، صعوبة الفصل بين «فتح الشام» وباقي الفصائل والتمييز ميدانياً بين عناصر الطرفين خصوصاً بعدما تشددت موسكو بأنها أضافت فصائل أخرى إلى القائمة السوداء بينها «حركة نور الدين الزنكي». الثاني، صعوبة قبول دمشق وطهران وربما موسكو بالمجلس المحلي وبعض المؤسسات الأخرى المعارضة لأن ذلك سيكون أول تجربة مختلفة في تسويات المصالحة… خصوصاً أن ديبلوماسيين روس انضموا إلى موقف وزارة الدفاع الروسية باعتبار «نموذج غروزني ناجحاً جداً، ويمكن نسخه في شرق حلب ومناطق أخرى».

المبعوث الدولي لا يزال يحاول ملء الفراغ مدعوماً من دول أوروبية، عندما أقرت موغيريني ورقة تضمنت «مقاربة إقليمية» وإجراء حوار مع اللاعبين في الشرق الأوسط بحثاً عن إمكانية تسويات صغيرة أو السير خطوة بعد خطوة نحو الحل. والملف الإنساني أحد أعمدة المقاربة الأوروبية عبر استخدام هذا الملف ورقة للتفاوض مع دمشق وحلفائها. وتضمن اجتماع للسفراء الأوروبيين في ٢٤ الشهر الماضي، العمل على انخراط جميع اللاعبين الإقليميين لدعم المسار الإنساني. ذهب ديبلوماسيون أوروبيون إلى دمشق والتقوا مسؤول أوروبا أيمن سوسان الذي انتقد «تسييس الملف الإنساني»، إضافة إلى «عتبه التركيز الأوروبي الزائد على شرق حلب وتجاهل غربها» حيث مناطق النظام.

حاول ديبلوماسيون أوروبيون اقتراح قيام وفد أوروبي – مصري بزيارة «إنسانية» إلى حلب. دمشق تمسكت بالفصل بين المصريين والأوروبيين خصوصاً مع زيادة التحسن في العلاقات بين دمشق والقاهرة ومناقشة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك مع الجانب المصري إرسال خبراء عسكريين إلى جبهات القتال وتعزيز التعاون الأمني وفتح بوابة المساعدات الإنسانية في حلب. رد دمشق الذي فسرته بعض العواصم الأوروبية بأنه «تعنت» شجع بعض المسؤولين الغربيين على التلويح مجدداً بإسقاط من الجو مساعدات إنسانية إلى شرق حلب… لإحراج موسكو.

إضافة إلى اشتداد المعارك خصوصاً للسيطرة على حلب وتأمين دمشق وعزل إدلب، ستبقى هذه العناصر على الطاولة مع دراسة بعض الأطراف أفكاراً سياسية لعودة ما بصيغة جديدة إلى جنيف إلى حين تسلم ترامب البيت الأبيض، لكن جميع اللاعبين في الأزمة السورية عكفوا على تفسير منعكسات فوز ترامب على سورية خصوصاً أن معظم، إذا لم يكن الجميع، هيأ نفسه لفوز هيلاري كلينتون.

 

مرحلة انتقالية… وحقل ألغام

في أحد الاجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى، جرى بحث سلبيات وإيجابيات التعاطي مع الرئيس ترامب. من جانب، فإن ترامب ليس لديه فريق عمل كبير بحيث لا يتجاوز بضعة عشرات مقابل وجود حوالى ألف شخص في «مؤسسة» كلينتون. هذا يعني أن ترامب سيقوم بمصالحة مع الحزب الجمهوري، ما يفتح المجال لنفوذ حلفاء تقليديين لواشنطن وأصدقاء للحزب الجمهوري في الشرق الأوسط وسط اعتقاد أن ترامب سيركز شخصياً على البعد المحلي وسيترك الشؤون الخارجية لـ «المؤسسة الأميركية» المنحازة طبيعياً للمواجهة مع روسيا مع احتمال أن تكون الساحة في سورية باعتبارها الحلقة الأضعف. وما يراهن عليه داعمو المعارضة أيضاً، أن اهتمام ترامب بقتال «داعش» قد يفتح الباب لتعاون ما ضد دمشق. المناقشة التي يطرحها البعض، هي: «كي نهزم داعش لا بد من العمل على حصول انتقال سياسي في سورية ولا بد من ضمان أن يكون السنة جزءاً من النظام في سورية والعراق».

هناك حجج مقابلة بينها أن دمشق فتحت قناة مع ترامب عبر ابنه، إضافة إلى أن السفير السوري السابق في واشنطن عماد مصطفى يعرف ترامب جيداً. ويكتسب هذا بعداً إضافياً لأن ترامب مهتم بالبعد العائلي وشخصنة فريق عمله. يضاف إلى ذلك، الاعتقاد أن ترامب سيعمل على التعاون مع روسيا ما يعني احتمال «تسليم سورية» إلى الرئيس فلاديمير بوتين باعتبار أن القوات النظامية السورية والطيران الروسي فاعلون في قتال «داعش» عدو أميركا الأول. وقال أحدهم: «داعش يهدد الأمن القومي الأميركي، بينما النظام السوري لا يهدد أميركا»، فيما قال آخر إن «الأمور عند ترامب: أبيض وأسود. عدو عدوي هو صديقي» ما يعني احتمال وقف برنامج دعم المعارضة السورية المعتدلة الذي تديره «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أي) في جنوب تركيا والأردن.

خلاصة النقاش كانت عدم وجود خلاصة، ذلك أن هناك الكثير من الأمور غير المحسومة للوصول إلى مقاربة دقيقة لمواقف الرئيس ترامب إزاء سورية ومدى قدرته على السباحة في حقل ألغام بين مواقف متناقضة خلال الحملة الانتخابية: التعاون مع روسيا ورفض التعاون مع إيران، محاربة «داعش» وقبول الرئيس بشار الأسد، الإعجاب الكبير منه ومن ابنته إيفانكا بالرئيس رجب طيب أردوغان المعارضة لطموح الأكراد والرغبة في دحر «داعش»، بين تلبية طموحات ناخبيه الانعزاليين وإدراكه كرجل أعمال أهمية المصالح والحلفاء، بين عباراته السياسية المباشرة وعمق التوازنات الاستراتيجية والمصالح الأميركية «الجمهورية».

ونقل عن زعيم دولة غربية تحدث هاتفياً مع ترامب بعد فوزه، أنه وجد صعوبة كبيرة في الحديث بالسياسة الملموسة والتفاصيل معه. إذ أنه كان يستخدم عبارات إنشائية عامة ويجري مقاربات بسيطة مثل الحديث كثيراً عن ابنته ودورها ومواقفها وإعجابه بقادة دكتاتوريين في الشرق الأوسط ومقارنة علاقات أميركا مع بريطانيا بما كان بينهما خلال حكم الرئيس رونالد ريغان. وقال إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد تكون مارغريت ثاتشر بالنسبة إليه.

 

«هيومن رايتس» تتهم «البيشمركة» بتدمير قرى عربية

بغداد – حسين داود

طالب ائتلاف «العربية»، بزعامة نائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، الحكومة الاتحادية بإرسال قوات لحفظ الأمن في كركوك، في أعقاب تهديم وحرق قرى عربية في المحافظة، فيما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش قوات «البيشمركة بتدمير أعداد كبيرة من منازل العرب في كركوك والموصل شملت قرى بأكملها».

وجاء في بيان لائتلاف «العربية»، أن «على الحكومة المركزية اتخاذ موقف حازم لحماية المكون العربي وإعادة السلم والأمن المجتمعي إلى هذه المحافظة الكريمة، وذلك من خلال إرسال قوات لحفظ الأمن فيها وسحب الملف من يد الأحزاب». وأضاف أن «التهديم وحرق القرى العربية في كركوك شكل تجاوزاً لكل الأعراف والمواثيق والاتفاقات والمعاهدات الدولية»، محذراً من «عواقب وخيمة نتيجة تلك الأفعال». وطالب الكتل السياسية بأن «يكون لها موقف واضح ورافض لهذه الخروقات».

وكان مسؤولون في مجلس محافظة كركوك أعلنوا قبل أيام فتح تحقيق في تدمير منازل وطرد سكان عرب من قرى وبلدات من وسط المدينة وضواحيها الجنوبية، وأكدوا أن مناطق عربية انسحب منها «داعش» بعد تفخيخ منازلها.

إلى ذلك، أفاد تقرير لـ «هيومن رايتس ووتش» أمس بأن قوات الأمن الكردية «دمرت العشرات من منازل العرب وقرى بأكلمها»، وأوضحت أنه في «الوقت الذي تطرد فيه قوات البيشمركة داعش من القرى الواقعة على مشارف الموصل، على الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين الضغط على مسؤولي إقليم كردستان وهذه القوات للتوقّف عن الهجمات غير المشروعة».

واستند التقرير إلى «زيارات ميدانية لباحثي المنظمة، وأكثر من 120 مقابلة مع شهود ومسؤولين، وتحليل شامل لصور الأقمار الاصطناعية. عاينت هيومن رايتس ووتش منازل مهدمة في 17 قرية في محافظة كركوك و4 في محافظة نينوى، وجالت في غيرها من القرى المدمرة بالقرب من الحدود السورية».

وقال مسؤولون في حكومة إقليم كردستان و «البيشمركة» لـ «هيومن رايتس» إن «تدمير بعض الممتلكات ناجم عن قصف التحالف لداعش بقيادة الولايات المتحدة ونيران مدفعية البيشمركة. وهذا يتفق مع تحليل المنظمة لبعض من الصور قبل القصف وبعده ولكن في الغالبية العظمى من الحالات، تُظهِر صور الأقمار ضرراً سببه استخدام الجرافات والحرق ومواد شديدة الانفجار بعد انتهاء القتال وبسط قوات حكومة إقليم كردستان سيطرتها».

ولفت التقرير إلى أن «السلطات الكردية طردت أكثر من 325 شخصاً من السكان والنازحين العرب في محافظة كركوك وهدمت 100 منزل على الأقل في أعقاب هجوم داعش على كركوك في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في الأيام التي سبقت الطرد».

وطالبت المنظمة حكومة إقليم كردستان بـ «التحقيق في مزاعم انتهاكات القانون الدولي ومحاسبة المسؤولين وعلى الولايات المتحدة وألمانيا، وغيرها من الدول التي تساعد قوات حكومة الإقليم عسكرياً، الضغط عليها لإجراء هذه التحقيقات».

وقال جو ستورك، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة إن «قوات الأمن الكردية دمرت منازل العرب، قرية تلو الأخرى في كركوك ونينوى، وحافظت على منازل الأكراد من دون أي هدف عسكري مشروع». وأضاف أن «نمط هدم حكومة إقليم كردستان غير القانوني للمنازل والقرى العربية مقلق للغاية بحد ذاته، بل هو وصفة جاهزة لاستمرار الصراع حتى لو طردت حكومة إقليم كردستان والقوات المتحالفة معها داعش من الموصل والأراضي الأخرى التي يسيطر عليها في العراق».

 

تركيا قصفت 15 هدفاً في منطقة الباب

اسطنبول – رويترز

قالت القوات المسلحة التركية اليوم (الاثنين) إن طائرات حربية تركية قصفت 15 هدفاً في منطقة الباب شمال سورية أمس، في عملية مع قوات المعارضة السورية لطرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من المنطقة.

وأضاف الجيش في بيان إن عشرة مواقع دفاعية ومراكز قيادة ومخزنا للذخيرة لتنظيم «الدولة الإسلامية» دُمرت في الغارات .وقُتل تسعة من مقاتلي المعارضة السورية خلال اشتباكات في المنطقة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن فصائل سورية معارضة مدعومة من قوات تركية باتت على بعد كيلومترين من مدينة الباب.

وبدأت تركيا في 24 آب (أغسطس) الماضي، هجوماً برياً غير مسبوق في سورية دعماً لفصائل معارضة لطرد «داعش» من المنطقة الحدودية في شمال حلب، واستهدفت مقاتلين أكراد. وتقع الباب على مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، ولطالما شكلت هدفاً للحملة التي أُطلق عليها اسم «درع الفرات».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «التقدم إلى الباب يأتي في إطار العملية نفسها التي بدأت بسيطرة الفصائل المعارضة على مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي»، مؤكداً ان الفصائل المعارضة والقوات التركية طردت المتطرفين من مساحة تبلغ «2500 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية مع تركيا».

ويعود هذا التقدم، وفق عبد الرحمن «إلى الدعم التركي وانسحاب المتطرفين من مناطق عدة من دون خوض معارك». وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي عزم قواته السيطرة على الباب ومن بعدها التقدم إلى منبج.

وعلى جبهة أخرى، تخوض «قوات سورية الديموقراطية» منذ تسعة أيام معارك ضد المتشددين في ريف الرقة الشمالي في إطار حملة أطلقتها بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن لطرد التنظيم من مدينة الرقة، أبرز معاقله في سورية.

وفي حلب، تدور اشتباكات بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة المسلحة على مشارف المناطق الشرقية للمدينة اليوم، بحسب ما أفاد «المرصد السوري»، بعدما تلقى السكان رسائل من الجيش تمهل المسلحين 24 ساعة لمغادرة تلك المناطق.

وتحدث «المرصد» عن وقوع اشتباكات في أحياء كرم الطراب وقرية عزيزة على مشارف المدينة.

 

ترامب يجدّد تهديداته: ترحيل 3 ملايين مهاجر غير شرعي فوراً !

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

استعاد الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب نبرته المتشددة التي اعتمدها خلال حملته الانتخابية، متوعداً بتنفيذ تهديده بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من البلاد بعد تسلمه منصبه، والذين قد يصل عددهم الى ثلاثة ملايين، بالتزامن مع سجال بينه وبين صحيفة “النيويورك تايمس” على وسائل التواصل الاجتماعي، وقت نزل متظاهرون من أنحاء الولايات المتحدة إلى الشوارع لليوم الخامس توالياً أمس احتجاجا على انتخاب المرشح الجمهوري رئيسا للولايات المتحدة.

وقال ترامب في مقتطفات نشرت قبل بث مقابلة كاملة في برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي اس” الاميركية للتلفزيون إن “ما سنفعله هو أننا سنطرد المجرمين والذين يملكون سجلاً اجرامياً وافراد العصابات وتجار المخدرات، وهم كثر، مليونان على الارجح أو حتى ثلاثة ملايين. سنطردهم من البلاد أو سنودعهم السجن. لكننا سنبعدهم عن بلادنا، فهم هنا خلافاً للقانون”.

وجعل ثري العقارات ملف الامن على الحدود الاميركية – المكسيكية عنصراً مركزياً في حملته الرئاسية التي تكللت بفوزه الثلثاء الماضي على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وأوضح ترامب ان الجدار الذي يعتزم بناءه على الحدود قد لا يبنى بكامله بالحجارة وقد يشمل اجزاء تقتصر على سياج، قائلاً في مقابلته التلفزيونية الطويلة الاولى منذ انتخابه: “ربما شمل بعض السياج… في بعض المناطق من الانسب بناء جدار. انا بارع في هذا العمل الذي يسمى البناء”.

وكان الرئيس المنتخب حذر في مقابلة مع صحيفة “الوول ستريت جورنال” من أن استهداف بلاده النظام السوري أو دعمها المعارضة السورية المسلحة قد ينتهي بمواجهة روسيا. وقال إن بلاده ستجد نفسها في مواجهة مع سوريا وروسيا إن هي ضربت نظام الأسد، ويجب التركيز أكثر من ذي قبل على قتال “داعش” في سوريا بدل التركيز على إزاحة الأسد من السلطة.

 

“النيويورك تايمس”

إلى ذلك، عاد ترامب أمس الى منصته المحببة “تويتر” لاطلاق شكاويه، مهاجماً صحيفة “النيويورك تايمس” لتغطيتها للحملة الرئاسية والتي وصفها بأنها كانت “سيئة جداً وغير دقيقة إطلاقاً”.

وقال: “وجهت النيويورك تايمس رسالة الى المشتركين تعتذر فيها عن تغطيتها السيئة لي. أتساءل عما إذا كانت ستتغير. أشك في ذلك”.

ونشرت الصحيفة رسالة من ناشرها آرثر سولزبرغ ورئيس تحريرها التنفيذي دين باكيت شكرا فيها القراء على ولائهم وتساءلا كيف استهانت وسائل الإعلام بحجم الدعم لترامب، إلا أنهما لم يعتذرا.

وكتب المسؤولان أن الصحيفة تنوي “محاسبة السلطة بنزاهة وبلا تردد” خلال فترة رئاسة ترامب.

 

تظاهرات

وتظاهر الآلاف في عدد من المدن منذ إعلان النتائج التي أظهرت أن ترامب خسر التصويت الشعبي لكنه نال ما يكفي من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عدد أعضائه 538 شخصاً للفوز بالرئاسة، مما أثار دهشة العالم.

واستنكر المحتجون التعهدات التي أطلقها ترامب أثناء حملته الانتخابية لفرض قيود صارمة على الهجرة وعلى تسجيل المسلمين فضلاً عن اتهامات بأنه تحرش جنسياً بعدد من النساء.

واعتقل العشرات في حين أصيب خمسة من رجال الشرطة.

وأطلق المتظاهرون هتافات، منها “ليس رئيسي” و “الحب يغلب الكراهية” في نيويورك ولوس أنجلس وشيكاغو وغيرها، معتبرين أن ترامب يهدد حقوقهم المدنية والإنسانية.

وقال منظمو التظاهرات إنهم يريدون الحفاظ على الزخم الذي أثارته ليال من الاحتجاجات بعد الفوز المفاجئ لرجل الأعمال الشهير وقطب قطاع العقارات.

على صعيد آخر، رأى الرئيس السابق لبلدية نيويورك رودي جولياني، وهو أبرز مستشاري ترامب، أنه “لن يكون في امكان اولاد ترامب المشاركة” في الحكومة الجديدة، واقترح عليهم الاهتمام بالامبراطورية الاقتصادية لوالدهم.

 

فصائل تدعمها أنقرة على مشارف الباب إنذار جديد للمقاتلين للخروج من حلب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “روسيا اليوم”)

تجدّدت المعارك بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة في الضواحي الشرقية لحلب بعد نداء جديد من النظام السوري للمقاتلين لإخلاء المنطقة خلال 24 ساعة.

وباتت فصائل سورية معارضة تدعمها قوات تركية على مسافة كيلومترين من مدينة الباب، آخر معقل لتنظيم “داعش” في محافظة حلب بشمال البلاد.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “باتت فصائل المعارضة المدعومة من قوات تركية على بعد كيلومترين شمال وشمال غرب مدينة الباب” في ريف حلب الشمالي، والتي تتعرض حالياً “لقصف جوي ومدفعي تركي”.

وبدأت تركيا في 24 آب هجوما برياً غير مسبوق في سوريا دعما لفصائل معارضة لطرد “داعش” من المنطقة الحدودية في شمال حلب، كما استهدفت مقاتلين أكراداً.

وتقع الباب على مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفاً للحملة التي اطلق عليها “درع الفرات”.

وأوضح عبد الرحمن أن “التقدم الى الباب يأتي في اطار العملية ذاتها التي بدأت بسيطرة الفصائل المعارضة على مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي”. وأضاف أن الفصائل المعارضة والقوات التركية طردت الجهاديين من مساحة تبلغ “2500 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية مع تركيا”.

وكانت جرابلس تعد ومدينة الباب آخر معقلين لـ”داعش” في محافظة حلب، بعدما تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية” من طرد الجهاديين من مدينة منبج.

وأفاد عبد الرحمن أنه”لم يعد هناك مفر للجهاديين في الباب سوى الطريق المؤدية الى الرقة التي تمر عبر مدينة دير حافر جنوبا”، وذلك “بفضل الدعم التركي وانسحاب الجهاديين من مناطق عدة من دون خوض معارك”.

 

حلب الشرقية

إلى ذلك، تحدث المرصد ومراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في شرق حلب عن اشتباكات في احياء كرم الطراب وقرية عزيزة على مشارف المدينة.

وقال المراسل إن أصداء القتال ترددت في معظم مناطق حلب الشرقية التي تحاصرها قوات النظام السوري، وتتعرض لهجوم متكرر منذ اعلان الجيش السوري عن اطلاق عمليته لاستعادة المدينة في أيلول.

وتلقى سكان مناطق حلب الشرقية رسائل نصية تمهل المسلحين 24 ساعة لمغادرة المنطقة، وجاء في إحداها: “ايها المسلحون في احياء شرق حلب. نمهلكم 24 ساعة فقط لاتخاذ القرار بالخروج”، مضيفة أن “كل من يريد الحياة الآمنة عليه بالقاء السلاح ونضمن سلامته. بعد انتهاء المهلة سيبدأ الهجوم الاستراتيجي المقرر وسنستخدم أسلحة الدقة العالية”.

وصرح قائد حاملة الطائرات الروسية “الأميرال كوزنيتسوف” سيرغي أرتامونوف بأن السفينة التي وصلت أخيراً الى شواطئ سوريا بدأت تسير طلعات وجيه ترمي الى تحقيق تفاعل مع مطار ساحلي.

 

طائرات النظام السوري تدمّر مركزاً طبياً تابعاً للمعارضة في إدلب

إدلب- الأناضول- شن طيران حربي تابع للنظام السوري، اليوم الأحد، غارتين على مركز طبي تابع للمعارضة السورية شمال شرقي محافظة إدلب، شمالي سوريا؛ ما أدّى إلى تدميره بالكامل.

وأوضح الطبيب ماعد بدوي، لمراسل “الأناضول”، أنّ المركز الطبي الكائن في منطقة بنش بات غير قادر على استقبال المرضى؛ نتيجة تدميره بالكامل عقب الغارتين الجويتين، دون أن يوضح ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن سقوط ضحايا من عدمه.

وأضاف بدوي أنّ مركز بنش الطبي كان المركز الوحيد الذي يقدّم الخدمات الطبية في المنطقة، وأنّ الغارتين الجويتين أسفرتا عن إعطاب 3 سيارات إسعاف والعديد من الأجهزة الطبية، بالإضاف إلى تدمير مبنى المركز.

وأكدت مصادر في المعارضة السورية، لمراسل “الأناضول”، أنّ المقاتلات التي قصفت المركز الطبي تتبع نظام بشار الأسد.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” يستخدم دبابات خشبية وتماثيل بلحى في محاولة للخداع

بعويزة- رويترز- يستخدم تنظيم “الدولة الإسلامية” نماذج خشبية لدبابات وعربات همفي، في محاولة لتقويض الحملة الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لدعم القوات العراقية في عمليات الموصل، ويستخدم التنظيم أيضا تماثيل بلحى تشبه المقاتلين المتشددين.

 

وعثر الجيش العراقي على مجموعة من النماذج الأسبوع الماضي في موقع تدريب انتزع السيطرة عليه من مجموعة شمالي الموصل، آخر معقل كبير لـ “الدولة الإسلامية” في البلاد. وتحاصر القوات الحكومية الموصل، لكنها لم تخترقها حتى الآن سوى من اتجاه واحد.

 

وعند رؤية النماذج عن قرب فإنها تشبه الدمى، لكنها قد تبدو مثل العربات الحقيقية من على بعد.

 

وقال مقدم في الجيش اليوم الأحد “مع تقدم قواتنا باتجاه المناطق التي نتولى تحريرها تستخدم “داعش” (الدولة الإسلامية) دبابات وعربات مصنوعة من الخشب لتشتيت الطائرات الحربية”.

 

ولم يتضح مدى فاعلية هذه النماذج في إعاقة القصف الجوي الذي يلعب دورا كبيرا في الحملة البرية التي تقوم بها القوات العراقية لطرد “الدولة الإسلامية” من مساحات واسعة من الأراضي استولت عليها في 2014.

 

وقال المتحدث باسم سلاح الجو الأمريكي المتمركز في بغداد الكولونيل جون دوريان إن التحالف رصد استخدام “الدولة الإسلامية” لمثل هذه العربات لبعض الوقت.

 

وأضاف “نصفها بالخداع التكتيكي. وتفعل “داعش” ذلك وهذا تكتيك بالتأكيد يفضل الأعداء استخدامه”.

 

وتابع “ليس مثيرا للقلق في الواقع مثل أشياء كثيرة رأيناها”، مثل إضرام النار في مصنع للكبريت وإضرام النار في آبار النفط جنوبي الموصل.

 

وعثر أيضا في موقع تدريب على عربتين مدرعتين كبيرتين استخدمهما المتشددون في شن هجمات، وعثر أيضا على بقايا أكثر من 12 سيارة ملغومة أبطلت القوات العراقية مفعولها.

 

أردوغان يتوقع توافق أكبر مع «ترامب» حول الرؤية التركية للقضايا العالقة في سوريا والعراق

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: توقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بناء علاقات أفضل بين بلاده والرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب الذي دعاه لزيارة تركيا في أولى جولاته الرئاسية، في حين جدد أردوغان التلويح باللجوء لاستفتاء شعبي في بلاده من أجل سحب ملف انضمامها لاتحاد الأوروبي.

وقال أردوغان في تصريحات متعددة نقلتها وسائل الإعلام التركية على لسان أردوغان في طريق عودته من بلاروسيا: «الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة ترامب تبدو أكثر ترحيباً بالأطروحات التركية لحل القضايا العالقة في سوريا والعراق»، معتبراً أن «التظاهرات المناهضة لترامب في الولايات الأمريكية تدل على فشل فئة من الشعب في تقبل نتائج العملية الديمقراطية».

وأكد أردوغان أن بلاده لم تنحز إلى أي طرف في الانتخابات الأمريكية، و«ذلك لاهتمامها بوضع العلاقات الرسمية بين البلدين بغض النظر عن شخص الرئيس القادم». لافتاً إلى أنه اتصل بترامب و«هنأته على النجاح. وسيستلم المنصب في العشرين من شهر كانون الثاني/ يناير المقبل. قد تكون لنا الفرصة للقيام باتصال هاتفي آخر قبل ذلك الموعد. وقد عبرت له عن رغبة تركيا في أن تكون إحدى الدول الأول التي يزورها بعد تسلمه المنصب».

في سياق آخر، اتهم اردوغان المفوضية الأوروبية بأنها تريد دفع أنقرة إلى التخلي عن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتحدث عن خيار إجراء استفتاء شعبي لحسم هذه القضية، قائلاً: «الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إجبارنا على الانسحاب من هذه العملية (الانضمام). إذا كانوا لا يريدوننا، فليقولوا ذلك بوضوح وليتخذوا القرار».

وأضاف: «لصبرنا حدود. إذا احتاج الأمر يمكن أن نذهب نحن أيضا لمشاورة شعبنا»، مشيرا إلى الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال «نحن أيضا يمكن أن نسأل شعبنا». إلى ذلك، تستعد تركيا لترحيل صحافي فرنسي تم القبض عليه في ولاية غازي عنتاب، جنوب شرقي البلاد، السبت، إثر قيامه بنشر كتابات داعمة لشخصيات يشتبه في انتمائها لمنظمة «فتح الله غولن» الإرهابية.

وأفاد مراسلون، نقلا عن مصادر أمنية تركية، بأن تحريات حول الصحافي الفرنسي «أوليفر روجر جان برتران» (52 عاما) أظهرت أنه أجرى زيارات عديدة إلى تركيا خلال عام 2015، وكانت الزيارة الأخيرة له في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.

كما بينت التحريات أن برتران قدم دعما لشخصيات يشتبه في انتمائها لمنظمة «غولن» الإرهابيين عبر أخبار كتبها عنهم، فيما أجرى مقابلة صحافية مع أحد منتسبي المنظمة اسمه الحركي «حيدر» في 10 أب/ أغسطس الماضي.

وفضلا عن ذلك، أجرى الصحافي الفرنسي مقابلات مع أطفال سوريين في جمعية سلطان العلماء للتعليم والإغاثة الإنسانية، دون تصريح رسمي من مديرية الصحافة والنشر، حسب التحريات ذاتها.

وعلم مراسلون، أن برتران، جرى نقله إلى مركز ترحيل الأجانب في ولاية قوجا إيلي (شمال غرب)، بعد توقيفه في غازي عنتاب، تمهيدا لترحيله إلى بلاده مساء أمس.

 

الجيش التركي على أبواب «العاصمة الثانية» لتنظيم الدولة في سوريا ويسابق الزمن لدخولها قبل الوحدات الكردية

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: باتت قوات المعارضة السورية المدعومة جواً وبراً من الجيش التركي على مسافة قريبة جداً من مدينة الباب السورية الإستراتيجية التي تعتبر بمثابة «العاصمة الثانية» لتنظيم «الدولة» في سوريا.

وتقدمت هذه القوات لتصبح على بعد كيلومترين فقط من المدينة بعد أن دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية شملت 40 دبابة و15 عربة مدرعة و1500 جندي من قوات «الجيش السوري الحر»، حسب وسائل إعلام تركية، لتسريع حسم المعركة قبيل وصول وحدات حماية الشعب الكردية التي تسعى لدخول المدينة قبل الجيش التركي.

وبدأت قوات «الجيش السوري الحر»، صباح امس الأحد، هجوماً استعادت خلاله قرى سوسيان، والدانا، وعولان، وقديران، وحوزان، من تنظيم «الدولة»، في حين قالت وكالة الأناضول الرسمية إن الفصائل سرّعت من وتيرة هجومها باتجاه مدينة الباب خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد رصدها محاولات تقدم من قبل وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني تجاه المدينة.

وفي وقت سابق الأحد، قال بيان صادر عن القوات المسلحة التركية، إن مجموعة قوة المهام الخاصة بـ»السوري الحر» سيطرت إلى حد كبير على 6 قرى، بينها حجي كوسا، وحليصة، وتلجة الشرقية، وحجر أبيض، في ريف حلب، وأن العمل مستمر من أجل تطهيرها من الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي خلفها تنظيم «الدولة».

ولفت إلى أن اثنين من عناصر المعارضة قُتلا وأصيب آخر جراء انفجار لغم، وذكر البيان أنه جرى قصف 24 هدفًا لتنظيم «الدولة» ما أسفر عن تدمير مخابئ، ومواقع دفاعية، ومقرات قيادة، وأسلحة، وسيارات للتنظيم، حسب البيان.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيده تقدم «الجيش الحر» نحو مدينة الباب، وأوضح أن «فصائل المعارضة المدعومة من قوات تركية باتت على بعد كيلومترين شمال وشمال غرب مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، والتي تتعرض حاليا لقصف جوي ومدفعي تركي».

وأكد المرصد أن الفصائل المعارضة والقوات التركية طردت مسلحي التنظيم من مساحة تبلغ «2500 كيلومتر مربع في المنطقة الحدودية مع تركيا»، حيث تقع الباب على مسافة 30 كلم من الحدود التركية.

وفي أكثر من تصريح أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية درع الفرات ستحرر مدينة الباب ومن ثم ستتجه لمنبج لطرد الوحدات الكردية منها وإصابة منطة آمنة على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع شمالي سوريا.

في سياق متصل، قتل شخصان وأصيب 11 آخرون، الأحد، جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة حلب شمالي سوريا قرب الحدود التركية، حيث جرى نقل بعض الجرحى الذين أصيبوا بجراح خطيرة إلى مستشفيات بداخل تركيا.

وقبل أيام، حذرت أوساط تركية من «مؤامرة أمريكية جديدة» تستهدف إفشال أهداف عملية «درع الفرات» التي يقوم بها الجيش التركي في شمالي سوريا من خلال دعم الوحدات الكردية لمهاجمة مدينة الباب قبل وصول الجيش التركي إليها وبالتالي إعادة إحياء وربط ما يسمى بـ»الممر الكردي» شمالي سوريا.

وأوضحت صحيفة «يني شفق» اليومية المقربة من الحكومة في تقرير لها أن منطقة عين عيسى التي أعلن أنها ستكون بوابة الهجوم على الرقة تبعد عن المدينة 54 كيلومتراً وأن الهدف الحقيقي هو التقدم من هذه النقطة نحو مدينة الباب، وذلك حسب ما نقلت عن مصادر ميدانية واستخبارية.

ولفت التقرير إلى أن الخطة الحقيقية لما تم الإعلان عنه على أن معركة الرقة تنص على أن تتقدم الوحدات الكردية بدعم جوي أمريكي من مناطق سيطرتها في منبج نحو مدينة الباب ومن ثم التقدم لوصل هذه المناطق بمدينة تل رفعت والمناطق التي تسيطر عليها الوحدات شرق الفرات، ما يعني فعلياً وصل جميع المناطق التي تسيطر عليها الوحدات في شرق نهر الفرات وغربه، ومن ثم حصار الرقة بالتعاون مع نظام الأسد والسيطرة عليها لاحقاً.

و»الممر الكردي» هي المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في شرق وغرب نهر الفرات وتسعى إلى وصلها مع بعضها البعض من خلال السيطرة على الشريط الرابط بينها والممتد على الحدود التركية شمالي سوريا، وهو ما تعارضه تركيا وترى فيه تهديداً لأمنها القومي.

 

وساطة بين غرفة «الموك» والنظام لتنسيق قتال المعارضة لتنظيم «الدولة» جنوب وشرق سوريا

عبدالله العمري

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: كشف مصدر في المعارضة السورية من الجبهة الجنوبية عن اجتماعات عقدتها غرفة «الموك» بالعاصمة الأردنية مع قيادات من الفصائل السورية في «الجبهة الجنوبية» لفتح جبهة جديدة لقتال تنظيم «الدولة» في مناطق جنوب سوريا.

وأكد على ان «غرفة الموك التي تنسق عملياتها مع حكومتي الأردن ودولة الإمارات بإشراف أمريكي مباشر بحثت إمكانية التنسيق مع النظام السوري عن طريق الامارات وبالتعاون مع الأردن»، حسب قوله.

وأضاف المصدر في حديث مع «القدس العربي»، ان «هناك خطة أمريكية لارسال قوات من فصائل المعارضة السورية المتحالفة معها حصرا بدعم واسناد جوي من طائرات الاباتشي الأمريكية وتزويدها باحدث المعدات القتالية التي تلقت تدريبات على استخدامها على يد مدربين أمريكيين في معسكرات اردنية لعدة اشهر».

وكشف عن أن «هذه العمليات ستكون بالتنسيق مع قوات النظام السوري على الأرض بعد تأكيدات قدمتها الولايات المتحدة عبر وساطة إماراتية من غرفة الموك بعدم التعرض لقوات النظام في هذه الجبهة وعزلها عن الجبهة الشمالية بشكل كامل على ان تقتصر عملياتها القتالية على تنظيم الدولة في محيط مدينة تدمر وصولا إلى معبر التنف على الحدود مع العراق، إضافة إلى قتال التنظيم في محافظة دير الزور ومدينة البوكمال على الحدود مع العراق»، على حد قوله.

وأكد، ان النظام السوري رد على الوساطة الإماراتية «ردا إيجابيا لكنه حذر من تكرار تحركات قامت بها فصائل من المعارضة في الجبهة الجنوبية انتقلت منها إلى ريف حلب لقتال قوات النظام»، واضاف أن الوسيط «طمأن النظام السوري بعد تكرار ذلك الامر وان هذه الفصائل ستتجه إلى قتال تنظيم الدولة فقط».

من جهة أخرى، كشف المصدر في المعارضة السورية ان «النظام السوري طلب تأكيدات من الوسيط الاماراتي بمستقبل هذه القوات ومهامها بعد انتهاء عملياتها ضد التنظيم»، وأضاف، ان الوسيط رد على النظام بأنه «سيتم تسوية أوضاع هؤلاء المقاتلين ونزع أسلحتهم ودخولهم في مصالحة مع النظام بعد انتهاء مهمتهم القتالية»، حسب قوله.

واشار، إلى «شعور أمريكي بأن مهمة فصائل المعارضة هذه سوف تنجح في هزيمة تنظيم الدولة في صحراء حمص ومحافظة دير الزور وستتمكن بالتنسيق مع النظام من إعادة تفعيل العمل بمنفذ التنف وفتحه من جديد بشكل طبيعي مع العراق».

من جهة اخرى، قال المصدر، أن كل ذلك سيكون في «مرحلة تالية بعد التخلص من المجموعات المرتبطة أو القريبة من تنظيم الدولة في الجبهة الجنوبية لغرض استعادة المناطق من سيطرتها وهزيمتها قبل البدء بالمرحلة الثانية في حمص ودير الزور». وأكد على «ان أولوية فصائل المعارضة ستكون هزيمة تحالف جيش خالد المرتبط بتنظيم الدولة والذي يسيطر على مناطق واسعة في الجبهة الجنوبية ولا يمكن التحرك على جبهات أخرى قبل القضاء عليه وتطهير جميع المناطق من أي تواجد له».

 

سوريا: «قف مع دوما» وسمٌ يطلقه ناشطون دمشقيون بعد 7000 قتيل ومقابر بـ7 طوابق

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: أطلق ناشطون دمشقيون وسماً انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لأجل مدينة دوما بريف دمشق الشرقي المحاصر، والتي بات يطلق عليها اسم «مدينة الشهداء»، لإيصال معاناة أهالي المدينة المحاصرين إلى الرأي العام العالمي، وتوضيح معاناتهم بعد مرور خمسة أعوام على عمر الثورة السورية، وما حملته معها من نكبات.

وقال الناشط الإعلامي أبو الحسن الاندلسي من محاصري مدينة دوما في اتصال هاتفي معه ان الحملة جاءت بهدف لفت نظر العالم النائم لما يحصل بحق المواطنين في المدينة، من جرائم يقوم بها نظام الأسد وروسيا، وخاصة التصعيد العسكري الأخير على المدينة.

يوماً بعد يوم يزداد تصعيد القصف الروسي على مدينة دوما وبأعنف الوسائل، ومنها النابالم والفوسفور والعنقودي المحرم دولياً، الأمر الذي أسفر عن تهديم البنى التحتية في المدينة، وكثرة العاجزين والجرحى ممن يعانون حالات البتر والشلل، إضافة إلى مئات الشهداء، وتوقف عملية التعليم، وخروج الأطفال عن السلك التعليمي بعد قصف المدارس، والخروج بجيل أميّ يعاني أزمات نفسية عميقة.

وأكد الناشط عمر الصالح أحد القائمين على الحملة، في حديثه لـ «القدس العربي»، وجود ما يزيد عن 700 حالة بتر، بين أهالي مدينة دوما، و218 حلة شلل، و220 حالة عمى وفقدان البصر، منوها إلى أن الشهداء الموثقين بالاسم قد بلغ عددهم 6888 من أهالي دوما، و620 شخصاً من خارج دوما، ممن استشهدوا داخل المدينة، وتتفاوت اعداد الأيتام المسجلين رسمياً بما يقارب 9200 طفل يتيم.

وأشار إلى أن الحملة تحاول لفت نظر العالم عبر نشاطات وفعاليات ومظاهرات وصور تغزو وسائل التواصل كافة، لأجل مدينة الشهداء، التي تقبع تحت ضربات المقاتلات الحربية الروسية، وقوات النظام السوري والميليشيات المختلفة الجنسيات التي تسانده في حربه على المدنيين، وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ حسب وصفه.

وبيّن الناشط الإعلامي أن مدينة دوما كانت تدعى سابقاً «أم المآذن» لأنها تحوي أكثر من 80 مئذنة، بيد أن معظمها قد سوي بالأرض بفعل القصف وآلة الحرب، وأضاف «بات الآن من الرفاهية في مدينتي أن تدفن فلذة كبدك وهو قطعة واحدة وليس أشلاء، ومن الأمنيات أن تودع جثته وتقبله قبل أن تدفن ما تبقى منه، ومن الرفاهية أيضاً في دوما أن يدفن الشهيد مع خمسة شهداء فقط في قبر واحد، لأن القبور لدينا باتت من سبعة طوابق تحت الأرض، فما فوق».

ولازالت مدينة دوما حسب أهلها، مغيبة إعلامياً، وسط أكبر حملة إبادة يتعرضون لها بجميع أنواع الأسلحة للقضاء على من بقي حياً داخلها، ولازال العالم حسب وصف المتحدث الإعلامي «متعامياً» عن المدينة المنكوبة، والتي كانت تشتهر يوماً ما بالعنب والزيتون، ولحوم الإبل والجمال، «إلا أن رئيس النظام السوري بشار الأسد بمساعدة النازيين الروس والطائفيين من العراق ولبنان أبوا إلا ان يحولوها إلى أنقاض ويجعلون من أهلها جوعى وثكالى وأرامل وشهداء»، حسب قوله.

 

أول استعراض عسكري لحزب الله في سورية

جلال بكور

في تطورٍ يُعتبر الأول من نوعه، أجرى حزب الله اللبناني عرضاً عسكرياً لقواته في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي، ضمن فعاليات ما يسمّى بـ”يوم الشهيد” الذي يحتفل به الحزب سنوياً.

وضمّ الاستعراض العسكري عدداً من المقاتلين والآليات العسكرية من دبابات ومدافع، بينما ألقى عدد من مسؤولي الحزب كلمات خلال العرض.

واعتبر المتحدث باسم “فيلق حمص”، عامر الناصر، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الغاية من الاستعراض هي رفع معنويات عناصر الحزب المنهارة بعد الخسائر الكبيرة التي تعرّض لها في الفترات الأخيرة”.

وبيّن الناصر أنّ “الاستعراض كان سرياً ولم يُعرف توقيته ومكانه تماماً، وبعد انتهائه تم الإعلان عنه في الإعلام، ربما لأن الحزب خشي من الاستهداف”.

وأضاف “حزب الله حزب طائفي بحت، ولا سلطة للنظام السوري عليه أو حتّى على عناصره، وبدأ الحزب منذ زمن ببناء دولته الخاصة في مدينة القصير وريفها، بعدما هجّر كافة أهلها، كما أنه يمنع دخول أي عنصر من قوات النظام إليها”.

ويقاتل حزب الله إلى جانب النظام السوري، منذ بداية الثورة في مارس/آذار عام 2011، ولكنه ظهر إلى العلن بشكل رسمي بعد انتصاره في معركة القصير، وسيطرته على المنطقة بشكل كامل، في يوليو/تموز 2013.

وكانت معركة القصير من أبرز المعارك التي خاضها الحزب ضد المعارضة السورية، وكما كانت الأولى من نوعها من ناحية انفراد الحزب بالمعركة، بينما اقتصر دور النظام على الدعم الجوي، واستمرت 18 يوماً انتهت بانسحاب المعارضة.

ويرى مراقبون أن الاستعراض الذي أجراه الحزب في القصير له الكثير من الدلالات والرسائل، أهمها أن “الحزب بات جزءاً من القرار في سورية، وجزءاً لا ينفصل عن الحل أو المعركة. وتجلّى ذلك، أخيراً، في قيام ضابط كبير في قوات النظام السوري بأداء التحية العسكرية، وتقديم الشكر الخاص للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بعد تقدم قوات النظام والمليشيات الموالية لها في محيط حلب، واستعادتها المناطق التي خسرتها في معركة ملحمة حلب”.

وتمّ تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يقوم فيه العميد الركن نبيل عبد الله، معاون رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حلب، بتأدية التحية العسكرية لنصر الله، قائلا إنه يوجه التحية لـ”عظمة هذا القائد”.

 

مجزرة روسية في حلب… وخسائر لحزب الله والحرس الثوري

جلال بكور

ارتكب الطيران الحربي الروسي، فجر اليوم الإثنين، مجزرة جديدة في ريف حلب الشمالي، ذهب ضحيتها 5 قتلى مدنيين، فيما أوقع القصف المدفعي السوري مزيداً من القتلى والجرحى في الأحياء الشرقية المحاصرة من حلب. وأعلنت المعارضة تكبيد “المليشيات الطائفية” خسائر فادحة غربي المدينة.

وأفاد مصدر في الدفاع المدني السوري في حلب، لـ”العربي الجديد”، بأنّ “الطيران الحربي الروسي ارتكب مجزرة ذهب ضحيتها خمسة قتلى مدنيين على الأقل، إضافة لوقوع جرحى جراء قصف جوي بقنابل ارتجاجية استهدفت منازل المدنيين في مدينة عندان بريف حلب الشمالي”.

بموازاة ذلك، ذكر مركز حلب الإعلامي، أن “مدنيين قتلوا وجرحوا جراء تجدد القصف المدفعي لقوات النظام على حي السكري وحي الصالحين في مدينة حلب”، وذلك بعد ساعات من ارتكابها مجزرة في حي الصالحين ذهب ضحيتها أحد عشر قتيلاً جراء القصف المدفعي على منازل المدنيين.

في المقابل، أعلنت غرفة عمليات فتح حلب عن إيقاعها قتلى وجرحى في صفوف “حزب الله والحرس الثوري الإيراني أثناء محاولتهم التقدم في جبهة سوق الجبس غرب مدينة حلب”.

كما أعلن “الجيش السوري الحر” صدّه محاولة تقدم لقوات النظام من قاعدة بريديج العسكرية في ريف حماة الغربي، موقعاً عدداً من القتلى من النظام ، فضلاً عن تدمير رشاش وذلك خلال الاشتباكات العنيفة بين الطرفين.

وفي ريف دمشق، أعلن الدفاع المدني “مقتل مدني جراء غارة من طيران النظام استهدفت مدينة دوما في الغوطة الشرقية”.

كما شن الطيران الحربي 4 غارات جوية على بلدة أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي، بحسب الدفاع المدني، الذي أكّد إصابة ثلاثة مدنيين في غارة على مدينة سراقب.

وفي شمال الرقة، أفادت مصادر مقربة من قوات “سورية الديمقراطية”، لـ”العربي الجديد”، بإحراز الأخيرة مزيداً من التقدم في محور قرية الخنيز، إذ سيطرت على مواقع في محيط القرية بالتزامن مع تواصل الاشتباكات العنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). في حين شن طيران التحالف غارات جوية كثيفة على مواقع التنظيم في محوري عين عيسى وسلوك.

واندلعت اشتباكات بين التنظيم وقوات النظام في قريه البغيلية، وفي حي الموظفين وشارع بور سعيد في مدينة ديرالزور.

وأفادت مصادر محلية بأن ثلاثة عناصر من قوات النظام أصيبوا جراء انفجار دراجة نارية بالقرب من فرع حزب “البعث” في حي الطلائع بالحسكة.

 

المازوت السوري… براميل أرضية متفجرة في حلب

تحقيق – عمار الحلبي

مع حلول الصباح، يجهز الشاب السوري، لؤي فحّام، وثلاثة من أصدقائه، براميل وأنابيب معدنية وعربة يدوية ممتلئة بقطع بلاستيكية محطّمة، استعداداً للعمل على تصنيع مادة المازوت بطريقة بدائية أجبرهم عليها، النقص الشديد الذي تعاني منه مولدات المشفى الميداني الوحيد الذي يتولّى علاج الجرحى والمصابين في حي قاضي عسكر، (شرق مدينة حلب)، منذ فشل الهدنة بين مقاتلي المعارضة وجيش النظام في 19 سبتمبر/أيلول الماضي.

غير أن عمليات التصنيع اليدوية، محفوفة بالعديد من المخاطر، يأتي على رأسها انفجار البراميل المستخدمة، ويفاقم المشكلة الأدخنة المنبعثة من صهر المواد البلاستيكية والتي تدمر البيئة وتفاقم المعاناة الصحية لـ 250 ألف مدني سوري، نصفهم من النساء والأطفال المحاصرين في الجزء الشرقي لمدينة حلب منذ الخامس من أيلول/ سبتمبر الماضي، الذين يعيشون دون أدنى مقوّمات الحياة، بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية والوقود، كما يقول لؤي لـ”العربي الجديد”.

كيف تتم عملية الاستخراج؟

يشرح لؤي لـ”العربي الجديد” طريقة تصنيع المازوت يدوياً: “تتم العملية عبر الحصول على برميل كبير، يتم شقه فتحتين قابلتين للإغلاق في أعلاه، الأولى مرتبطة بأنبوب طويل، مهمته سحب ناتج الوقود، والفتحة الثانية يتم وضع قطعة البلاستيك المكسورة داخلها، ثم يتم إغلاقها بإحكام عبر غطاء معدني”.

يستطرد الشاب البالغ من العمر 29 عاماً: “نقوم برفع البرميل بعدها ونضع تحته كميات كبيرة من الأخشاب ونشعل النار ليبدأ البلاستيك داخله بالانصهار ثم الغليان، حتى يذوب بشكلٍ كامل”.

بعد عملية الذوبان، يتابع لؤي، موضحاً أن دخاناً كثيفاً ينبعث من الفتحة الثانية الموصولة بأنبوب، والتي يتم وضع كميات كبيرة من المياه فوقها ليتحول الدخان بدوره إلى سائل مخثّر وسميك يُصهر مرّة أخرى، ثم يتم تبريد الدخان المنبعث منه، ويُعاد تكرار العملية مرة ثالثة، وفي هذه المرحلة يخرج المازوت الخالص.

أسعار مضاعفة في المناطق المحاصرة

منذ 20 يوماً، تطوع الشاب الحلبي عماد خالد، للعمل في استخراج المازوت من البلاستيك المنتشر في عدد من نقاط التصنيع في شرق مدينة حلب، ويحدد عماد ولؤي نقاط التصنيع بـ 35 نقطة تعمل على تغطية احتياجات الأهالي والمشافي الميدانية.

ويبلغ سعر اللتر الواحد من مادة المازوت المصنع في الأحياء المحاصرة بمدينة حلب 1100 ليرة سورية (حوالى 2 دولار)، في حين يبلغ سعره في المناطق التي لا تشهد حصاراً 190 ليرة سورية (35 سنتاً من الدولار) وفقاً لإفادة عماد، الذي يبيع اللتر الواحد بمبلغ 400 ليرة سورية (قرابة دولار)، في محاولة للتخفيف عن المحاصر وبيع تلك السلعة الاستراتيجية بمبلغ التكلفة، التي تشمل أجره والمواد المستخدمة في عملية التصنيع، التي تستمر 9 ساعات يومياً من أجل توفير 50 ليتراً توفر الاحتياجات الأساسية للحي.

ولا ينكر عماد وجود من يستغلون حاجة المحاصرين إذ يبيعون المازوت بأسعار أعلى من ذلك، غير أنه يرفض ذلك إذ إن العمل شديد الخطورة، وقد ينفجر البرميل في من يعملون أو يسقط عليهم آخر عبر السماء من طائرات الأسد.

البراميل الأرضية المتفجرة

يؤدي اشتعال البلاستيك إلى ترسب بقاياه على الحواف الداخلية للأنبوب الذي يخرج منه المازوت، الأمر الذي يزداد بعد عمليات التصنيع المتكرّرة في البراميل والأنابيب ذاتها، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى انسداد جزئي في الأنبوب المتصل بالبرميل، وبالتالي ينفجر البرميل بعد أن يرتفع الضغط داخله بسبب انسداده من الجهتين، بحسب ما شرحه سمير الحسين الشاب الحلبي الذي عمل في تصنيع المازوت يدوياً، قبل أن ينسحب بعد انفجار برميل، في عدد من أصدقائه العاملين في ذات المهنة.

ووثّقت “العربي الجديد” ثلاثة انفجارات لبراميل تصنيع المازوت. اثنان منها في حلب والآخر في حي القدم المحاصر جنوب دمشق، وأدت الانفجارات التي وقعت خلال الشهر الماضي إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين، ووقعت آخر حادثة في حي الصاخور شرق حلب، وراح ضحيتها أبو محمد وأصيب صديقاه، العاملان معه في تصنيع المازوت من البلاستيك، بحسب ما أفاد سكّان محلّيون من المنطقة ومعد التحقيق.

ومن بين المصابين في انفجار براميل المازوت، شقيق الناشط والمصوّر الصحافي يحيى الرجو والذي كان يعمل متطوّعاً في نقطة التصنيع ذاتها، التي توفي عليها أبو محمد.

وفي إفادته أكد شقيق الناشط الرجو، أن البرميل انفجر، بعد أن استُخدم لأكثر من أسبوعٍ كامل دون أن يتم تبديل المعدات، مشيراً إلى أن بقايا البلاستيك ترسّبت على الجدار الداخلي للأنبوب ومنعت خروج المادة منه، فانسد البرميل في ظل تزايد الضغط داخله بفعل عملية التسخين التي استمرت 10 دقائق، ولم يتنبه القائمون على التصنيع خلال تلك الفترة، إلى وجود خلل يمنع من خروج مادة المازوت، فوقع الانفحار.

مخاطر صحية وتدمير بيئي

في الساحة الرئيسية لمنطقة طريق الباب، وقرب دوار الحلوانية في أقصى شرق حلب، عمل خلدون مع ثلاثة من أبناء حارته على إشعال النار تحت برميلٍ ممتلئ بقطع بلاستيكية، بغية تصنيع المازوت، غير أن أطفالاً يلعبون بالمنطقة، اشتد سعالهم بفعل الدخان الكثيف ورائحة البلاستيك المحروق.

ويصنع البلاستيك من مواد أولية تسمى البوليمرات، وهي جزيئات عملاقة تتكون في سلسلة مترابطة من عدد كبير من جزيئات صغيرة من المونومرات، تُشتق هذه الأخيرة بالأصل من النفط الخام وأحيانًا من الفحم والغاز الطبيعي، بعد تكسير روابط المادة النفطية في معامل بتروكيماوية، يضاف إلى هذه الجزيئات مواد كيميائية أخرى، ويتركّب البلاستيك من الآيثين وهو أحد مشتقات النفط، الذي يستخدم في صناعة البوليثين، لذلك فإن صهره يولد المازوت أو الكاز حصراً، على ما يشرح الخبير عبدالله صمادي، الحائز على درجة الماجستير في علم الكيمياء.

يقول صمادي في حديثٍ لـ “العربي الجديد”: “يدخل في تركيبة البلاستيك مادتا “نيتروسيكوتين والألدهيدات المشعّة”، ومركبات “الديوكسينات” السامة، والتي تهدد من يتعرضون لها بالإصابة باسمرار الجلد اللطخي واختلال وظيفة الكبد على المدى القريب.

وأضاف صمادي أن مادة الفورمالديهايد تعد من الألدهيدات المشعّة التي تدخل في صناعة البلاستيك، وتعد من العوامل الأساسية لإصابة من يتعاملون معها بالسرطان، مُرجعاً ذلك إلى قدرة هذه المواد على تدمير الحمض النووي في جسم الإنسان، وتعطيل عملية التمثيل الغذائي الخلوي.

وذكر صمادي أن وضع العاملين لـ “كمامة” على وجههم خلال عملية التصنيع يعد أمراً غير كافٍ، شارحاً، إن الأمر لا يتعلّق باستنشاق الدخان بشكل مباشر، وإنما بالتواجد قرب هذه المواد والمساس بها خلال عملية التصنيع، إذ تحتاج إلى أدوات تحجبها عن التنفس أكثر متانة من الكمامة التقليدية، مردفاً أن التصنيع في مناطق مأهولة بالسكّان يزيد من إمكانية إصابتهم على المدى البعيد باختلال في الجهاز المناعي والجهاز الصماوي وعرقلة تطور الجهاز العصبي والتأثير على الوظائف الإنجابية وبالطبع يتهددهم السرطان.

 

وتعد غوطة دمشق الشرقية، أول منطقة سورية لجأت إلى تصنيع المازوت من البلاستيك بعد تعرضها لحصار خانق اشتد مع بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2013، وحقّقت الغوطة اكتفاءً ذاتياً من المازوت كما تقول الطبيبة، منى حجو، التي كانت موجودة في الغوطة الشرقية خلال فترة استخراج هذه المواد.

محاولات للوقاية من انفجار البراميل

في ظل الحاجة الماسّة للمازوت، يعمد لؤي فحّام إلى جعل الأنابيب الخاصة بخروج المازوت السائل من البرميل ثخينة قدر الإمكان، تفادياً لانسداده بشكلٍ كامل، وزيادة ضغط البرميل الذي يؤدي إلى الانفجار، مشدداً على ضرورة تبديل الأنبوب والبرميل كلّه، وبقية المعدّات كل 5 أيام على أقل تقدير، حتى يتم التخلّص من الرواسب البلاستيكية التي تعلق في الجدار الداخلي للبرميل والأنبوب.

غير أن الخبير الكيميائي صمادي، وعلى الرغم من معرفته بأهمية عملية تصنيع المازوت هذه للسكان المحاصرين، شدد على ضرورة إيقافها قدر الأمكان، مشيراً إلى ضرورة إبعادها نهائياً عن أي منطقة مأهولة بالسكان بحدود 2 كم، في حال لم يكن بالإمكان التوقف عنها بسبب الحصار الخانق.

العربي الجديد

 

“درع الفرات” تقترب من الباب.. مركز صناعة مفخخات “داعش”

عدنان الحسين

أحرزت فصائل الجيش السوري الحر المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات”، الأحد، تقدماً استراتيجياً على جبهة مدينة الباب، بعد هجوم واسع من محورين سيطرت فيه على قرى متعددة بعد اشتباكات كانت الأعنف مع تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ التوجه إلى الباب في ريف حلب الشرقي.

 

وباشر الطيران الحربي التركي والمدفعية التركية ضرب أهداف حُددت من قبل لمواقع التنظيم في المدينة، وبينها مصانع وورشات لتصنيع العربات المفخخة والألغام الأرضية، التي استخدمها التنظيم بشكل كبير خلال انسحابه من القرى التي تسيطر عليها “درع الفرات”. وأوردت الصحافة التركية، صباح الإثنين، خبراً عن بدء العملية الكبرى في “درع الفرات”، وقامت “الوحدات الخاصة” التركية برصد أهداف “داعش” في الباب، وقصفتها الطائرات التركية.

 

 

 

وساهم موقع الباب المتوسط بين ريفي حلب الشمالي والشرقي، في جعلها مركزاً ومنطلقاً لإرسال العربات المفخخة والانتحاريين في هجماته. وفور وصول قوات الجيش الحر إلى أطراف الباب، باشر التنظيم في إرسال المفخخات للتصدي له. ويتوقع أن تشهد المدينة أشرس المعارك بين الجيش الحر و”الدولة الإسلامية”، نتيجة للثقل العسكري والبشري للتنظيم فيها.

 

وسيطرت “درع الفرات” في مرحلتها الثالثة، على قرى قبة الشيخ وقديران من المحور الشمالي الشرقي لمدينة الباب، وأصبحت على مشارف بلدة قباسين، وعلى قرى الحدث وعويلين من الجهة الشمالية للباب، وأصبحت على مسافة تقل عن 3 كيلومترات من مركز الباب. كما سيطرت على قرى سوسيان والشيخ علوان والدانا من المحور الشمالي الغربي للمدينة. وذلك في محاولة لعزل الباب، ومحاصرتها، وإجبار التنظيم على الإنسحاب منها، وقطع الطريق على “قوات سوريا الديموقراطية” من الجهتين الغربية والشرقية.

 

واتبعت فصائل “درع الفرات” تكتيكاً جديداً للوصول إلى مشارف مدينة الباب، من خلال عمليات تسلل ضخمة خلف نقاط التنظيم، من ثم جلب تعزيزات كبيرة وبدء هجمات مباغتة، على غرار هجمات التنظيم سابقاً في ريف حلب الشمالي. ومكّنت تلك التكتيكات العسكرية من إحراز تقدم واسع واستراتيجي خلال يومين والوصول إلى مشارف الباب.

 

وظهرت مقاومة غير مسبوقة لـ”الدولة الإسلامية” في محيط الباب، وفجّر التنظيم خلال أسبوع أكثر من ست سيارات مفخخة تمكن الجيش الحر من تفجير معظمها. وعدا عن أهميتها الجغرافية، وكونها مركزاً لـ”ولاية حلب” التابعة للتنظيم، فالباب هي المركز الرئيس لتصنيع العربات والسيارات المفخخة، سلاح “الدولة الإسلامية” الأقوى. ويتم تصنيع تلك المفخخات في ورشات خاصة تحت الأرض، ومن ثم نقلها إلى مناطق الاشتباكات.

 

وتعتبر الباب بشكل عام من المدن الصناعية التي يشتهر أبناؤها ببراعتهم في الحرف بكافة أنواعها، ما شجع التنظيم على جعلها مركز صناعاته الإرهابية، مستغلاً خبرات بعض الحرفيين فيها، من خلال إغرائهم بالمال أو تحريضهم بالبروباغندا الإعلامية والعقائدية.

 

وتتبع لمدينة الباب مراكز فرعية لتصنيع المفخخات، كبلدة صوران وقرية احتيمالات في ريف حلب الشمالي، واللتين سيطرت عليهما فصائل الجيش الحر في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وكشفت كميات كبيرة من الأدوات المستخدمة لتصنيع المفخخات.

 

وبعد فقدانه لبعض المراكز الفرعية في اخترين وجرابلس، وقبل ذلك في منبج، بات التنظيم يعتمد اسلوباً جديداً لنقل عرباته المفخخة من مدينة الباب إلى جبهات القتال مع قوات الجيش الحر؛ فيشحنها بعربات كبيرة تستخدم لنقل البضائع، مغطاة بشكل جيد خشية معرفتها من قبل الطيران الحربي التابع لـ”التحالف الدولي” أو تركيا.

 

وظهرت بشكل واضح معالم مدينة الباب في آخر إصدارات التنظيم “الباحثون عن الحياة” الذي يتحدث عن العمليات الانتحارية التي ينفذها مقاتلوه. ويتم في ورشات التنظيم في المدينة تصنيع سيارات مفخخة يقودها عناصر التنظيم ممن تعرضوا لإصابات نتيجة معارك سابقة. ويشمل ذلك تطوير وسائل قيادة المفخخات لمبتوري الأطراف أو المصابين بالشلل.

 

واتخذ تنظيم الدولة سلسلة من الإجراءات لتفادي قصف الطيران التركي لمواقعه من خلال اشعال الإطارات واشعال حفر تحتوي على النفط. كما نشر حواجز مكثفة داخل مدينة الباب، مع إصداره أوامر بإغلاق معظم المحال التجارية في المدينة نتيجة اقتراب المعارك من مركزها.

 

من أين جاء سلاح حزب الله في القصير؟

منير الربيع

باتت كل مستودعات الجيش السوري تحت تصرّف حزب الله

إحدى أهم نقاط القوة لدى حزب الله كانت أنه يرتكز على مبدأ حرب العصابات، وأنه لم يكن جيشاً منظماً له قواعد ثابتة. هذه الميزة التي لطالما تغنّى بها الحزب في حربه ضد العدو الإسرائيلي، هي التي أكسبته ميزة وتفوقاً على جحافل الجيش الإسرائيلي. لكن فجأة أمراً ما تغيّر لدى الحزب، وبدأت معالمه تظهر منذ دخوله في الحرب السورية. وآخرها، كان العرض العسكري في مدينة القصير في ريف حمص، الذي شارك فيه مئات المقاتلين وظهرت فيه للمرة الأولى مدرعات ودبابات يمتلكها، لم تكن معروفة من قبل.

 

حدث مفاجئ أن يكون العرض العسكري بهذه الضخامة، وفي هذا التوقيت. لكنه يبدو رسالة في اتجاهات عدة. في الاتجاه اللبناني، أولاً، تأكيد أن الحزب باق في سوريا، حتى وإن انتخب ميشال عون رئيساً للجمهورية. وثانياً، رسالة إلى جمهوره بعد ما جرى في حلب والخسائر التي تكبدها فيها. ما من شأنه رفع المعنويات، خصوصاً أنها جاءت في يوم الشهيد. والاتجاه الثالث، هو للقوى السياسية العاملة على خطّ الأزمة السورية، لتأكيد أن الحزب موجود الآن وفي مستقبل سوريا السياسي أو العسكري.

 

درج حزب الله، سنوياً، على تقديم عروض عسكرية في يوم القدس. والعرض الأكثر ضخامة كان احتفال يوم القدس في العام 2000. لكن الحزب انتقل هذه المرة إلى ساحة أخرى، هي سوريا، وتحديداً القصير لما تشكّله من رمزية، جراء الأثمان الغالية التي دفعها للدخول إليها، وهي معركته الأولى المعلنة في سوريا. كما تشكّل رمزية بالنسبة إلى أهالي المنطقة والمعارضة السورية، التي تعتبرها أيقونة الثورة، وبدء مرحلة من الاحتلال اللبناني للقرى السورية.

 

لكن من أين جاءت هذه الدبابات؟

 

باتت كل مستودعات الجيش السوري تحت تصرّف حزب الله. كما أن مخازن الأسلحة الأساسية للحزب هي في الأصل في سوريا، ولم تنقل هذه الأنواع من الأسلحة إلى لبنان. ورغم أهمية التساؤل عن وجود هذه الأسلحة في هذه المرحلة، فإن السؤال الأساسي الذي يطرح هو ماذا بعد انتهاء الحرب السورية؟

 

ثمة من يقول إن السؤال سابق لأوانه. فهذا السلاح لم يكن موجوداً قبل الحرب السورية، أو على الأقل لم يكن ظاهراً. أما أهدافه الأساسية فستكون سورية، ولن يكون موجهاً إلى لبنان، وإن بقي في المناطق القريبة من الحدود، لأن لا حاجة للحزب له في لبنان.

 

لا شك أن هذا العرض العسكري استفز كثيرين، خصوصاً أن الحزب ظهر للمرة الأولى كما لو أنه جيش كلاسيكي. فيما يذهب آخرون إلى اعتبار أن الحزب يكرّس حدود دولته ويستعرض قوته العسكرية عليها. بمعنى أنه حتى بعد انتهاء الحرب السورية، ولو عاد هذا السلاح إلى المستودعات، سيبقى الحزب مسيطراً على تلك المنطقة أو مقرراً فيها.

 

رجل الأسد لدى ترامب

حسين عبد الحسين

بين أول زيارة له إلى دمشق في العام 1984 ولقائه بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وآخر زيارة له في العام2010 ولقائه بالرئيس الوريث بشار الأسد، أمضى السناتور الأميركي الراحل عن ولاية بنسلفانيا آرلن سبكتر 26 عاماً من حياته وهو يزور سوريا بشكل سنوي ويلقى حفاوة الضيافة من آل الأسد.

ولرد الجميل، تحول سبكتر، وهو يهودي أميركي، إلى ممثل الأسد في مجلس الشيوخ، وسخّر علاقاته العامة لإقامة علاقات بين نظام الأسد وكبار المسؤولين في الكونغرس والادارات الاميركية المتعاقبة، ومنهم زمرة من زملاء سبكتر من امثال السناتور باراك أوباما، والسناتور جون كيري، والسناتور تشاك هايغل. وحده السناتور جو بايدن كان صاحب رأي مستقل ومختلف تجاه المنطقة والأسد.

مات سبكتر في أكتوبر/تشرين الأول 2012 عن عمر 82 عاماً، لكن دايفيد ايربان، الرجل الذي يعتبر سبكتر معلمه، والذي عمل أمينا لسرّه على مدى خمس سنوات، يلعب اليوم دوراً محورياً في فريق الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، وهو من أبرز المساهمين في هندسة فوز ترامب بالرئاسة، ومن المتوقع أن يتبوأ منصباً رفيعاً في الادارة الاميركية المقبلة.

ايربان، وهو مثل سبكتر يهودي أميركي من ولاية بنسلفانيا، انتسب الى الجيش الاميركي وعمل ضابطاً للمدفعية في حرب الخليج الاولى في العام 1991. ثم تخصص في القانون، ومع حلول العام 1997، أصبح مديراً لمكتب السناتور سبكتر لمدة خمسة أعوام، ورافقه في رحلاته وترحاله، بما في ذلك الى منطقة الشرق الاوسط، فوجد ايربان نفسه وجهاً لوجه مع الأسد، الأب ثم الابن، ومع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتيناهو، ومع الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

في العام 2002، حمل ايربان خبرته الدولية والمحلية الواسعة وانضم الى عالم اللوبي في واشنطن، وتحول إلى أحد أقوى وجوه هذا القطاع، ما حدا بترامب إلى الاستعانة بخدماته، وخصوصاً لمساعدته في تنشيط حملة المرشح الجمهوري في ولاية بنسلفانيا. وفعلاً، نجح ايربان في تقديم أداء متفوق في الولاية المذكورة، فانتزعها من الديموقراطيين للمرة الاولى منذ 28 عاماً، وأهدى معلمه الجديد ترامب 20 صوتاً، كانت مفصلية في فوزه بالرئاسة.

والعلاقة المتينة التي نشأت بين ايربان وترامب لا بد أنها ساهمت في تشكيل رأي الاخير وموقفه وسياسته حول الأزمة السورية، فترامب بالكاد يمكنه الاشارة الى سوريا على خريطة العالم، وهو في مناظرته الانتخابية مع كلينتون، بدا جلياً أنه لا يعرف الفارق بين حلب السورية والموصل العراقية، وهو ما يشي بأن موقف ترامب الواضح جداً حول الأزمة السورية، على عكس آرائه المتخبطة في السياسات الداخلية أو الخارجية، هو موقف تبناه الرئيس الأميركي المنتخب من شخص على دراية بالملف السوري وصاحب موقف واضح منه، وهو لا شك ايربان.

ولطالما سعى سبكتر، معلم ايربان، الى تقوية العلاقة الاميركية مع عائلة الأسد، معللاً موقفه بأنه يمكن لواشنطن ان تجد حليفاً قوياً في دمشق ضد خصم أميركا، إيران، وفي وقت لاحق ضد الارهاب. لكن رعاية الأسد للمقاتلين الاجانب الذين عبروا حدوده الى العراق لشن تفجيرات أودت بحياة مدنيين عراقيين وجنود أميركيين، جعل من الأسد مادة سامة في العاصمة الاميركية، فتوترت علاقة سبكتر مع ادارة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الى حد رشّح الحزب بديلا عنه. ومع صعود نجم السناتور المرشح للرئاسة باراك أوباما، الذي تلاقت رؤيته حول الأسد مع رؤية سبكتر، انفصل الاخير عن حزبه الجمهوري وانضم الى الديموقراطي، في خطوة أجمع الاميركيون من الحزبين أنها غير أخلاقية ووصولية، فخسر مقعده، ولكنه مع ذلك لم يوقف زيارته الى الأسد.

 

ليس معلوماً المنصب الذي سيشغله ايربان بعد، لكن نفوذه لدى ترامب واسع، وهو ما يحسّن من وضع الأسد في واشنطن. أوباما، ومعه اصدقاء الأسد الآخرين في فريقه، كالثلاثي المتعاقب في مجلس الأمن القومي ستيف سايمون  وفيل غوردن وروب مالي، كانوا اظهروا تهاوناً اميركياً مع حرب الأسد على السوريين، الا ان فريق أوباما ابدى بعض الحياء تجاه الكارثة الانسانية. أما فريق ترامب – ايربان، فلن يبدي في الغالب أي حياء، وقد يقضي على ما تبقى من حياد أميركي وينحاز لمصلحة روسيا والأسد.

المدن

 

مهجّرو ريف دمشق في إدلب:لقمة العيش وفرصة القتال

أحمد مراد

لم يكن طرد 15 عائلة نازحة من بلدة ترمانين شمالي إدلب، وهم من مدينة المعضمية في ريف دمشق، سوى حادثة سلطت الضوء على صعوبات الحياة اليومية للمهجرين قسراً من مدن وبلدات ريف دمشق.

 

وبلدة ترمانين الواقعة شمال شرق إدلب، قرب الحدود التركية، كانت قد استضافت تجمعاً لنازحي مدينة المعضمية، حالها كباقي مدن وبلدات إدلب. ابن المعضمية المُهجّرِ حديثاً إلى الشمال السوري حمزة المعضماني، قال لـ”المدن”، إن طرد العائلات من المخيم جاء نتيجة خلاف بين مدير المخيم التابع لـ”جمعية شام الخير” الملقب بـ”أبو كاسم” وهو نازح أيضاً من معضمية الشام، وبين الأهالي، بعدما طُلب من النازحين إفراغ المخيم من الذكور الشباب، والإبقاء على النساء، “لأسباب شرعية”، منعاً للاختلاط. أهالي المعضمية رفضوا طلب إدارة المخيم، ما أدى إلى طرد 15 عائلة منه، قبل أيام، ممن رفضوا القرار.

 

وكي يزيد الطين بلة، أتى قائد عسكري ومقاتل نازح من المعضمية، ملقب بـ”أبو علي تفجير”، وطالب كل عائلة مطرودة من المخيم بدفع مبلغ 200 دولار، وتسليم المقاتلين لسلاحهم، باعتبار خروجهم من المخيم يعني نهاية سلطة “أبو علي تفجير” عليهم. العائلات رفضت تسليم السلاح ودفع المبلغ. في حين بقيت 40 عائلة في المخيم بعدما تسبب الضغط الإعلامي على إدارة المخيم بوقف إجراءاتها التعسفية.

 

المُهجّرون من ريف دمشق كانوا قد نزحوا عن ديارهم ضمن اتفاقيات مع النظام، قضت بخروج المقاتلين وعائلاتهم إلى إدلب، بسلاحهم الخفيف. واتفاقيات التهجير المعروفة بـ”الباصات الخضراء”، عملت على إفراغ الريف الدمشق الثائر على النظام من أهله، ساهمت بتهجير حوالي 7000 شخص من مناطق الزبداني ومضايا والمعضمية وداريا وقدسيا والهامة.

 

وأخلي ريف دمشق من معارضي النظام، عبر دفعات متعددة، كان أكبرها 2100 شخصاً، من مدينتي داريا والمعضمية، ودفعة أخرى ضمّت 600 شخص من الزبداني، و 1800 شخص من داريا، و1500 من قدسيا. جميع النازحين قسراً وصلوا إلى إدلب، ونزلوا في مدارس ومراكز إيواء مؤقتة، ومخيمات أطمة. في حين عملت فصائل عسكرية على إخلاء مبانٍ كانت تتخذها مقرات لها، وخصصتها للنازحين. وتتركز النسبة الأكبر من المهجّرين قسراً في المنطقة الشمالية من إدلب، ذات الأمان النسبي من القصف، مقارنة بمناطق أخرى كمدن إدلب وسراقب ومعرة النعمان.

 

الناشط الإعلامي محمد أبو يزن، قال لـ”المدن”، إن الوافدين يتوزعون على مختلف مناطق إدلب. بعض الأهالي استضافوا المُهجّرين في بيوتهم، وتكفل بعضهم بتكاليف إيجار منازل المُهجّرين. ويقطن عدد كبير من المهجرين في مراكز إيواء خصصت لاستقبالهم في مناطق خاصة، أو داخل المدن الرئيسية.

 

واختيار إدارة “جيش الفتح” المناطق الشمالية من إدلب لإيواء نازحي ريف دمشق، جاء لحمايتهم من القصف المتكرر الذي تشهده المنطقة، لكن قلة توفر المنازل وارتفاع إيجاراتها قرب الشريط الحدودي مع تركيا، دفع المهجرين للسكن في تجمعات خصصتها لهم الجمعيات والهيئات الإغاثية.

 

أبو يزن، قال إن جميع الواصلين إلى إدلب خرجوا لكونهم مقاتلين، لذا فهم يجدون صعوبة كبيرة في التخلي عن سلاحهم، والتوجه إلى سوق العمل. ومع اشتعال جبهات حلب وأرياف حماة واللاذقية، انضم بعض المقاتلين إلى فصائل عسكرية في الشمال السوري، فيما ظلت فصائل عسكرية ومنها “لواء شهداء الإسلام” من داريا محافظة على تنظيمها العسكري، من دون أن تنضوي تحت راية أي من الفصائل العسكرية العاملة في الشمال.

 

زيد الديراني، آخر الواصلين إلى إدلب من داريا، قال لـ”المدن”، إن عدد أهالي داريا المتواجدين في إدلب يبلغ حوالي 4000، منهم 1200 مقاتل خرجوا على دفعتين، ودفعة أخرى خرجت مع أهالي المعضمية، والباقي هم مدنيون ونساء وأطفال. المقاتلون يتوزعون على 3 فصائل رئيسية؛ “لواء شهداء الإسلام” الذي ما زال يحافظ على بنيته العسكرية، ورفض عروضاً متعددة من “أحرار الشام” و”جبهة فتح الشام” للانضمام إليهم. في حين أن عدد مقاتلي “أجناد الشام” يبلغ حوالي 150 عنصراً، منهم 70 عنصراً من كفرسوسة اتحدوا بعد الوصول إلى إدلب وشكلوا كتيبة “المقداد بن عمرو”.

 

الديراني تحدث عن اتجاه بعض أهالي داريا للدخول في سوق العمل في الشمال، وأشار إلى أن أهالي داريا معروفون بحرفيتهم خاصة في صناعة الموبيليا والمفروشات. ومعظم المقاتلين الحاليين هم من التجار أو أصحاب الحرف سابقاً، اضطروا لحمل السلاح في داريا حفاظاً على حياتهم وحياة ذويهم. وفي الشمال سوق العمل مزدهر، و”ما ينقصنا هو رأس المال للبدء بمشاريع خاصة، فصناعة الموبيليا في الشمال رديئة إذا ما قورنت بالصناعة الديرانية”، وهذا ما دفع عدداً من الشباب للانتقال إلى تركيا للبحث عن مصدر رزق يعين عائلاتهم. في حين أن عدداً آخر نقلوا لتلقي العلاج في المشافي التركية، إثر الإصابات الخطيرة التي تعرضوا لها في داريا.

 

ولا يرى بعض من وصلوا إلى إدلب اختلافاً بين ما كانوا عليه وبين حياة النزوح الجديدة. محمد الشامي، الذي وصل حديثاً من مدينة قدسيا، قال لـ”المدن”، إن حصار النظام لقدسيا والهامة لم يكن كحصار المعضمية وداريا، الأمر الذي انعكس على سلوك النازحين من تلك المناطق في إدلب. فالأسعار في إدلب مرتفعة عما كانت عليه في قدسيا، خاصة أسعار الخضراوات، وقد “سمعنا روايات من الأهالي، أن من نزحوا من داريا والزبداني بعد وصولهم إلى إدلب، كانوا يجمعون كسرات الخبز من الشوارع ويأكلونها، رغم توفر الإغاثة”. فهم اعتادوا شح الطعام والموارد، “أما نحن فقد انتقلنا إلى حالة أسوأ هنا في الشمال، مع انقطاع الكهرباء الدائم، وعدم توفر شبكات الهواتف المحمولة، وشح المياه، وارتفاع الأسعار، وعدم توافر فرص للعمل”.

 

المقاتلون المتواجدون في إدلب ممن خرجوا من مدنهم في ريف دمشق، يعملون لإعادة تجميع أنفسهم في فصائل عسكرية، لقتال النظام السوري. يقول حمزة المعضماني: “لا موارد نعيش منها، ولا نملك رأس المال للبدء بعملنا الخاص، خرجنا بسلاحنا وهو كل ما نملك، سنعمل على إعادة هيكلة كتيبتنا، والخروج إلى جبهات القتال، هدفنا قتال النظام، ومساعدة عائلاتنا من المستحقات الشهرية التي تصلنا كمقاتلين من فصيلنا العسكري”.

 

المعارضة المسلحة تصد هجمات للنظام بحلب  

قال مراسل الجزيرة في سوريا إن فصائل تابعة لجيش الفتح صدت محاولات لقوات النظام السوري ومليشيات موالية له للتقدم على جبهات شمالي مدينة حلب وغربها، بينما كثف طيران النظام غاراته على مواقع المعارضة شرقي المدينة، كما أوقع قتلى من المدنيين في إدلب.

 

ونقل المراسل عن المعارضة قولها إنها تصدت لهجوم لقوات النظام على جبهة العويجة (شمال مدينة حلب)، كما صدت هجمات على جبهة عقرب وسوق الجبس (غربي المدينة)، وقتلت عددا من عناصر النظام في الاشتباكات.

 

وذكر المراسل أن قصفا جويا ومدفعيا استهدف ريفي حلب الغربي والشمالي، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف على أحياء حلب الشرقية، وقتل 15 مدنيا على الأقل -بينهم أطفال- وأصيب العشرات أمس الأحد في قصف لأحياء الصالحين والمشهد والسكري (شرقي حلب).

 

من جهتها، تحدثت شبكة شام عن اشتباكات عنيفة دارت على جبهة عزيزة (جنوب المدينة)، وأشارت إلى أن الطائرات الروسية والسورية شنت غارات بالصواريخ العنقودية والفراغية والفسفورية على أحياء مدن وبلدات محافظة حلب.

 

مهلة مرفوضة

وجددت قوات النظام اليوم الاثنين قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق الراشدين والبحوث العلمية ومحيطها ومناطق أخرى غربي مدينة حلب.

 

من جهتها، قالت مصادر المعارضة إن العشرات من عناصر النظام قتلوا وأصيبوا في قصف استهدفهم في جبهة كرم الطراب (شرقي حلب).

 

وكان النظام أمهل مقاتلي المعارضة للخروج من المدينة حتى مساء الأحد، وهدد ببدء ما سماه هجوما إستراتيجيا باستخدام ما وصفها “بأسلحة عالية الدقة” مع انتهاء المهلة، لكن المعارضة رفضت ذلك، مؤكدة “صمود المقاتلين وثباتهم في الجبهات”.

 

وقال عمار سقار المتحدث باسم تجمع “فاستقم كما أمرت” (أحد فصائل المعارضة المسلحة في حلب) للجزيرة إن التهديد بالأسلحة الحديثة مجرد ترويج لإجرام جديد ضد الشعب السوري، وأشار إلى أن طبيعة الأحياء المتلاصقة في حلب تحد من أهمية دقة الأسلحة.

 

من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح وصفت بعضها بالخطيرة نتيجةَ غارات لطائرات روسية وسورية استهدفت أحياء سكنية في عدة مدن وبلدات بريف إدلب (شمال غرب).

 

وقصفت طائرات روسية المستشفى التخصصي في مدينة بِنّش (شرقي إدلب)؛ مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، وإصابة شخصين من الكادر الطبي.

 

اشتباكات وغارات

وفي ريف دمشق، قال مراسل الجزيرة إن مدنيين اثنين قتلا وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف لطائرات النظام استهدف مسجدا في مخيم خان الشيح، مما أسفر عن دمار المسجد بشكل شبه كامل.

 

وتتواصل الاشتباكات اليوم الاثنين على أطراف بلدة خان الشيخ المحاصرة (الغوطة الغربية) والمزارع المحيطة بها، واستهدفت قوات النظام البلدة بالمدفعية والصواريخ في محاولة لمزيد من التقدم فيها.

 

وفي الغوطة الغربية بريف دمشق، تمكن مقاتلو المعارضة من التصدي لقوات النظام أثناء محاولتها التقدم باتجاه بلدة المحمدية، وفق ما ذكرته شبكة شام.

 

وفي حماة (وسط) أعلن الجيش السوري الحر تدمير مروحية لقوات النظام ومقتل عشرة من أفراد هذه القوات في مطار حماة العسكري، وأضاف أنه استهدف بصواريخ من طراز “غراد” مستودع ذخيرة.

 

وأشارت شبكة شام إلى أن مقاتلي المعارضة تصدوا لقوات النظام التي تحاول التقدم على جبهة بريديج بريف حماة الغربي. بينما شن طيران النظام غارات على مدن مورك وطيبة الإمام وحلفايا وكفر زيتا بالريف الشمالي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

طهران.. دي ميستورا يبحث سبل إدخال مساعدات لحلب

في إطار مباحثاته حول أزمة سوريا، التقى المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا بمسؤولين إيرانيين وبحث معهم سبل التوصل لحل للأزمة السورية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للمدنيين السوريين إلى جانب الوضع في حلب وفق بيان صادر عن مكتبه.

وذكّر ديميستورا ببنود مبادرته التي تضمنت وقفا لإطلاق النار وإنهاءَ القصف الجوي وخروجَ مقاتلي النصرة والحفاظ على الإدارة المحلية في شرق حلب لفترة مؤقتة.

وتابع البيان أن دي مستورا طلب الدعم من الجهات المعنية في المجتمع الدولي لإقناع أطراف النزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات في جنيف لمناقشة العمليّة السياسية.

خمسون قتيلاً بمعارك داخلية بين فصائل المعارضة السورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2016

روما- قالت مصادر في المعارضة السورية إن معارك جرت بين فصائل سورية معارضة في شمال البلاد اليوم أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسين من المدنيين والعسكريين من كلا الطرفين المتحاربين، وأكّدت على أن هذه الفصائل العسكرية المُعارضة استخدمت الأسلحة الثقيلة في معاركها بين بعضها، بسبب دعم أحد الفصيلين لقوات سورية الديمقراطية التي تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

 

وقالت المصادر إن معارك ضارية جرت في مدينة إعزاز شمال حلب بين كتائب أحرار الشام الإسلامية، وكتائب الصفوة الإسلامية، وكتائب الشمال من جهة، وبين الجبهة الشامية من جهة أخرى، بحجّة رغبة الأطراف الأولى باعتقال شخصيات عسكرية وأمنية في الجبهة الشامية بحجة التعامل مع قوات سورية الديمقراطية التابعة للأكراد وإمدادهم بالأسلحة والمعدات العسكرية.

 

وأكّدت المصادر مقتل خمسين وجرح نحو مائة من المقاتلين من كلا الطرفين، استخدم فيها سلاح ثقيل كالدبابات ومدافع الهاون، وامتلأت مستشفيات مدينة أعزاز الضحايا والجرحى من مدنيين وعسكريين.

 

وشددت على أن الاقتتال بين هذه الفصائل المعارضة اسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين النازحين في تلك المناطق المتنازع عليها، وخلف فوضى في مدينة اعزاز.

 

ونفت الجبهة الشامية الاتهامات التي وجهتها لها كل من حركة أحرار الشام وجيش الشمال وكتائب الصفوة، وطالبت بوقف الحرب بينها، ودعتها للانضمام لها في معارك السيطرة على مدينة الباب شمال سورية من تنظيم الدولة (داعش).

 

وخرجت مظاهرات في المدينة طالبت الفصائل بإيقاف الاقتتال الحاصل، وأكد ناشطون بسقوط جرحى من المدنيين جراء الاقتتال الحاصل بين الجانبين، دون أ، تحظى نداءاتهم هذه على تجاوب.

 

حاكم: تركيا تغلق بوابة حدودية مع سوريا بعد اشتباكات

ديار بكر (تركيا) (رويترز) – قال حاكم إقليمي ومصادر أمنية إن تركيا أغلقت بوابة حدودية مع سوريا مؤقتا يوم الاثنين قرب إقليم كلس التركي بجنوب شرق البلاد بعد اندلاع اشتباكات عبر الحدود.

 

وتعتبر بوابة أونجو بينار الحدودية التي تقع على الجانب الآخر من الحدود مع باب السلام في سوريا ممرا أساسيا لحركة السير بين شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة وتركيا. وتقع على مقربة من بلدة اعزاز السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المدعومة من تركيا.

 

وقال إسماعيل جطاكلي حاكم إقليم كلس إن الحدود أغلقت مؤقتا أمام المساعدات الإنسانية والحركة التجارية بسبب التطورات على الجانب السوري. وقالت مصادر أمنية إنه لم يتضح بعد إلى متى سيستمر إغلاق الحدود.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)

 

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على وزراء سوريين آخرين ومحافظ المركزي السوري

بروكسل (رويترز) – وسع الاتحاد الأوروبي عقوباته على سوريا يوم الاثنين فأدرج 17 وزيرا بالحكومة ومحافظ بنكها المركزي على قائمة للمنوعين من السفر إلى دوله وقام بتجميد أصولهم.

 

وقال الاتحاد في بيان “بهذا القرار يرتفع عدد الخاضعين لحظر السفر وتجميد الأصول بسبب القمع العنيف للسكان المدنيين في سوريا إلى 234 في المجمل.”

 

وأضاف “علاوة على ذلك استهدف 69 كيانا بتجميد الأصول.”

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

الجيش التركي: طائرات حربية قصفت 15 هدفا في منطقة الباب السورية

اسطنبول (رويترز) – قال الجيش التركي يوم الاثنين إن طائرات حربية تركية قصفت 15 هدفا في منطقة الباب بشمال سوريا يوم الأحد في عملية مع قوات المعارضة السورية لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال إن السيطرة على الباب الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود هدف للعملية قبل استهداف منبج التي طردت منها قوات يقودها الأكراد تنظيم الدولة الإسلامية والرقة معقل التنظيم.

 

وقال الجيش في بيان إن عشرة مواقع دفاعية ومراكز قيادة ومخزنا للذخيرة لتنظيم الدولة الإسلامية دُمرت في الغارات.

 

وقُتل تسعة من مقاتلي المعارضة السورية وأصيب 52 خلال اشتباكات في المنطقة.

 

وقال الجيش التركي إنه أطلق عملية “درع الفرات” في 24 أغسطس آب وإن مقاتلي المعارضة سيطروا حتى الآن على نحو 1620 كيلومترا مربعا من الأراضي.

 

وأضاف البيان أن العملية استهدفت أيضا وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة وجرى “تحييد” عشرة من مقاتليها في القصف خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أثناء محاولتهم السيطرة على منطقة تل جيجان.

 

ووحدات حماية الشعب حليفة للولايات المتحدة في القتال ضد الدولة الإسلامية. وتدين أنقرة وحدات حماية الشعب وتقول إنها تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي في جنوب شرق البلاد منذ ثلاثة عقود وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه جماعة إرهابية.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى