أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 15 حزيران 2015

الأكراد يضيّقون الخناق على «داعش» في تل الأبيض

لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

وصل المقاتلون الأكراد إلى مشارف مدينة تل الأبيض حيث اشتبكوا في ساعة متأخرة أمس مع مسلحي تنظيم «داعش» الذين يسيطرون على المدينة الحدودية مع تركيا، بعدما نجح الأكراد صباح أمس في طرد عناصر التنظيم من بلدة سلوك في الريف الشمالي لمدينة الرقة وتوجهوا نحو تل الأبيض. وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه من تقدم الأكراد في شمال سورية، مشيراً إلى أن ذلك «قد يشكّل تهديداً لتركيا في المستقبل».

وقال ريدور خليل المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية لوكالة «رويترز» إن المقاتلين اشتبكوا مع مسلحي «داعش» على المشارف الشرقية لتل أبيض، مشيراً إلى أن التنسيق مع غارات التحالف الدولي «ممتاز، وأن الغارات تُنفذ وفق الحاجة، وأن الطريق الواصل بين تل أبيض والرقة أصبح تحت مرمى نيران وحدتنا».

وقال حسين خوجر، مسؤول العلاقات العامة في جبهة تل أبيض إن «الاشتباكات تدور على مشارف تل أبيض على بعد 50 متراً فقط من المدينة».

وإضافة إلى توجيه ضربة عسكرية لـ «داعش» ستُساعد السيطرة على المدينة القوات الكردية في الربط بين المناطق التي يسيطرون عليها في شمال سورية، وهو سبب خشية تركيا من خطر النزعة الانفصالية بين أقليتها الكردية في جنوب غربي البلاد. وقال أردوغان، في معرض التعبير عن قلقه من توسع رقعة الهيمنة الكردية، إن الجماعات الكردية تسيطر على مناطق يخليها العرب والتركمان، مشيراً إلى أن هذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تهديد الحدود التركية التي فر إليها حتى الآن أكثر من 13 ألف سوري هرباً من القتال قرب تل أبيض.

وانسحب أمس تنظيم «داعش» كلياً من بلدة سلوك بعدما حاصرتها لنحو 48 ساعة وحدات الحماية مدعمة بكتائب مقاتلة وطائرات التحالف. ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر أن الوحدات الكردية ومقاتلي الفصائل بدأوا بتمشيط المدينة من الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي أجبرتهم على الانسحاب قبل يومين، بعد سيطرتهم على القسم الشرقي من البلدة، نتيجة وجودها وزرعها من قبل التنظيم في البلدة بأعداد كبيرة.

وأضاف المرصد أن الواقع الجديد يعني أن الوحدات الكردية وسّعت مناطق سيطرتها من الريف الشرقي لبلدة تل تمر مروراً بالريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانية)، وصولاً إلى مسافة خمسة كيلومترات جنوب شرقي تل أبيض. وترافق التقدم المتسارع لوحدات الحماية والفصائل مع قصف مكثف من قبل طائرات التحالف الدولي، وحركة نزوح واسعة لمئات العائلات نحو مدينة الرقة والشريط الحدودي مع تركيا، تخوفاً من الاشتباكات التي تشهدها المنطقة بين الطرفين.

وكانت وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بفصائل مقاتلة وطائرات التحالف تمكّنت أول من أمس من التقدم مجدداً في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة تل أبيض، على الطريق الواصل إلى بلدة سلوك، وسيطرت على نحو 20 قرية في الريف الجنوبي الغربي لتل أبيض، بعد انسحاب تنظيم «داعش» منها.

إلى ذلك، قال أمس مكتب ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، إنه سيزور دمشق قريباً وسيلتقي بمسؤولين حكوميين كبار في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة بين جميع الأطراف بهدف إنهاء الصراع الذي دام أكثر من أربع سنوات.

 

البراميل المتفجّرة بين دو ميستورا ودمشق اعتباراً من اليوم الأكراد يقتربون من استعادة تل أبيض من “الدولة الاسلامية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

وصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا مساء أمس الى بيروت آتياً من ايطاليا، في طريقه الى دمشق، حيث يتوقع أن يلتقي اليوم بناء على دعوة من الحكومة السورية، مسؤولين سوريين للبحث في الازمة، بينما استمرت، المعارك في شمال سوريا بين تنظيم “الدولة الاسلامية” والقوات الكردية التي وصلت بدعم جوي من غارات الائتلاف الى مشارف مدينة تل ابيض الواقعة في محافظة الرقة، مهددة واحداً من طرق الإمداد الرئيسية لمدينة الرقة التي تمثل “عاصمة الخلافة”.

وكان ناطق باسم المبعوث الدولي صرح بأن دو ميستورا سيقوم قريبا بزيارة لدمشق، وينوي ان يثير مع الحكومة السورية مسألة حماية المدنيين، وان يؤكد مرة اخرى الاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة، وان “هناك واجبا لا جدل فيه على كل حكومة وفي جميع الظروف لحماية المدنيين وفقا للقانون الانساني الدولي”.

وينتظر ان يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم وان يستقبله الرئيس السوري بشار الاسد.

ويجري دو ميستورا منذ ايار مشاورات واسعة مع عدد من الاطراف السياسيين وممثلي حكومات في محاولة لمعاودة المفاوضات السياسية لإنهاء النزاع في سوريا. ومن المقرر أن يواصل مشاوراته حتى تموز المقبل، على أن يرفع بعد ذلك تقويما الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون.

 

تل أبيض

في غضون ذلك تسعى القوات الكردية السورية الى استعادة تل ابيض، المدينة العربية والكردية، من ايدي تنظيم “الدولة الاسلامية” لحرمانه نقطة مهمة لنقل اسلحة وعبور مقاتلين جهاديين.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له مساء أمس ان الاكراد “وصلوا الى مدخل المدينة من الطرف الجنوبي الشرقي، ولكن لم يدخلوها. ولا تقدم من الجهة الجنوبية الغربية”.

وأوضح القائد في “وحدات حماية الشعب” الكردية ومسؤول العلاقات العامة في “جبهة تل ابيض” حسين خوجر، ان “تنظيم الدولة الاسلامية فجر جسرين على بعد 300-400 متر من تل ابيض”. وقال إن الحملة لاستعادة المدينة “هي بالتنسيق مع لواء التحرير وفصائل من الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب من مدينة كوباني”.

وفضلا عن توجيه ضربة عسكرية الى التنظيم، ستساعد السيطرة على تل أبيض ستساعد “وحدات حماية الشعب” الكردية ربط بين المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، وهو ما يزيد قلق تركيا من خطر النزعة الانفصالية بين أقليتها الكردية في جنوب غرب البلاد.

واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الجماعات الكردية بالسيطرة على مناطق يخليها العرب والتركمان، مشيراً إلى أن ذلك قد يهدد في نهاية المطاف الحدود التركية.

ولجأ 13 ألف شخص على الأقل إلى تركيا هرباً من القتال قرب تل أبيض.

وقال مصدر أمني إن السلطات التركية أعادت فتح الحدود بعد أيام من اقفالها، وتوقع عبور نحو عشرة آلاف شخص هذه الحدود.

الى ذلك، بث التلفزيون السوري الرسمي أن عشرات من المدنيين أصيبوا عندما انفجرت قنبلتان في مدينة حمص بوسط البلاد. وقال مسؤولون إن 27 شخصا على الأقل أصيبوا حين انفجرت سيارة مفخخة في شارع تجاري مزدحم في حي كرم اللوز بوسط حمص.

 

تل أبيض في مرمى نيران الأكراد وسقوطها يقطع شرياناً حيوياً لـ”داعش” تنويه أميركي وتركيا تخشى كياناً مستقلاً يهدّد حدودها

موناليزا فريحة

تل أبيض، المعقل الحيوي لتنظيم “الدولة الاسلامية”، باتت في مرمى نيران المقاتلين الاكراد. غارات الائتلاف الدولي التي يبدو أنها استنفدت طاقتها في العراق، مهدت الطريق لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية للتقدم في اتجاه المدينة الواقعة في محافظة الرقة. السقوط المحتمل لتل أبيض يوجه ضربة قوية الى “داعش” في سوريا، ويمهد لتوسيع رقعة سيطرة الاكراد على طول شريط حدودي من شمال شرق سوريا الى كوباني، الامر الذي من شأنه أن يزيد قلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

تل أبيض الاستراتيجية هي أحد المعاقل الحيوية لـ”الدولة الاسلامية”. لا تبعد سوى مسافة 80 كيلومتراً شمالا من مدينة الرقة، “عاصمة الخلافة”. وهي تكتسب أهمية استراتيجية للتنظيم لوقوعها عند الحدود التركية ولطالما شكلت نقطة عبور للمقاتلين الاسلاميين والعتاد من تركيا.

ومنذ الخميس الماضي، تحركت القوات الكردية في اتجاه المدينة بدءا بهجوم على بلدة سلوك الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومترا جنوب شرق تل ابيض والتي كان يستخدمها التنظيم قاعدة بشرية ومخزنا لعتاده.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان “وحدات حماية الشعب” الكردية باتت منذ السبت على مسافة خمسة كيلومترات من تل أبيض، وان مقاتيلها يتقدمون نحو المدينة الاستراتيجية بمؤازرة فصائل معارضة سورية ودعم من غارات طائرات قوات الائتلاف.

وكانت “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهي القوة الكردية السورية الرئيسية، تمكنت منذ أيار الماضي من استعادة أكثر من 200 بلدة وقرية مسيحية وكردية صغيرة في شمال شرق سوريا، الى مناطق جبلية استراتيجية كان يسيطر عليها “داعش”. والاسبوع الماضي، بدأ مقاتلوها هجوما على محافظة الرقة، بعدما غنموا في طريقهم ذخائر وأسلحة وآليات تركها الجهاديون، وذلك بالطريقة نفسها تقريباً التي غزا بها مقاتلو “الدولة الاسلامية” العام الماضي مواقع القوات العراقية واجتاحوا ثلث العراق.

وصرح القائد في “وحدات حماية الشعب” الكردية ومسؤول العلاقات العامة في “جبهة تل ابيض” حسين خوجر لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان القوات الكردية وصلت الى مشارف تل ابيض، وأن “الاشتباكات تدور الآن عند اول حاجز للمدينة على اطرافها”.

وروى الناشط الكردي ارين شخموص الذي يرتاد يوميا الجبهة مع القوات الكردية “ان مدينة تل ابيض باتت محاصرة بشكل شبه كامل”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن انه لم يبق في مدينة تل ابيض سوى 150 جهادياً هددوا بالانسحاب ما لم يتلقوا تعزيزات من الرقة ، الا أن “قادة التنظيم لن يتمكنوا من ارسال امداداتهم لان غارات التحالف الدولي تستهدف ارتال التنظيم”.

وفي تقدير المسؤول الكردي ادريس نعسان ان سقوط تل أبيض صار مسألة وقت، ذلك أن المقاتلين الاكراد يحاصرون البلدة من الشرق والغرب والجنوب، فيما الحدود التركية تطوّق الجهاديين من الشمال.

ولاقت التطورات في شمال سوريا تنويهاً مباشراً من واشنطن، إذ صرح نائب المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص الى الائتلاف الدولي بريت ماكغورك لشبكة “أن بي سي” الاميركية للتلفزيون بأن القوات الكردية ووحدات أخرى في سوريا تحقق مكاسب ميدانية كبيرة ضد “الدولة الاسلامية”، و”توجه ضربة الى التنظيم وتقترب جدا من قطع طريق الامداد الرئيسي للتنظيم الى عاصمته الرقة”.

وتمثل السيطرة المتوقعة للاكراد على تل أبيض فعلاً خسارة مهمة لـ”داعش” معنوياً واستراتيجياً، إذ انها تقطع طريق الامدادات الى الرقة، وتجعل شمال حلب نقطة الاتصال الوحيدة لـ”الدولة الاسلامية” مع العالم الخارجي.

 

أردوغان

في غضون ذلك، أثار تقدم القوات الكردية بمؤازرة غارات التحالف قلق السلطات التركية التي تخشى سيطرة الاكراد على كامل الطريق التي تربط مدينة عين العرب المعروفة ايضاً بكوباني، بمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية الواقعة في الشرق على الحدود مع العراق.

وبلا مواربة، رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “هذه التطورات قد تؤدي الى إنشاء كيان يهدد حدودنا”. وبنبرته الاستعلائية ، رأى أن “على الجميع ان يأخذ في الاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع”.

وكانت تركيا استقبلت الاسبوع الماضي نحو 15 الفاً من السوريين الذين هربوا من الاشتباكات الاخيرة قبل اقفال الحدود. الا أن أردوغان قال ان مقاتلي “حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي و”حزب العمال الكردستاني” يسيطرون على الاماكن التي يغادرها اللاجئون.

وتعتبر تركيا مع حلفائها الغربيين “حزب العمال الكردستاني” تنظيماً “ارهابيا”. كذلك تتهم انقرة “حزب الاتحاد الديموقراطي” بانه الجناح السوري لهذا الحزب.

والواضح أن الخلاف بين أنقرة وواشنطن على أولويات النزاع السوري متعدد الوجه. فحكومة أردوغان ترى وجوب اطاحة الرئيس السوري بشار الاسد أولاً، فيما تركز استراتيجية الرئيس باراك أوباما على هزيمة جهاديي “الدولة الاسلامية”. واتهمت أنقرة مراراً بدعم المقاتلين الاسلاميين وتسهيل انتقالهم الى سوريا عبر أراضيها.

 

“سوريا أولاً”

وعلى رغم الامتعاض التركي، يلاحظ أن التنسيق بين المقاتلين الاكراد والائتلاف الدولي الذي منعت غاراته “الدولة الاسلامية” من استقدام تعزيزات، ينجح في توجيه ضربات موجعة الى “داعش” في قلب معقله السوري. وهذا النجاح الذي يتزامن مع تعثر على الجبهة العراقية، دفع خبراء الى اعادة تركيز الضوء على شعار “العراق أولاً” الذي يركز عليه اوباما في معركته ضد “الدولة الاسلامية”.

وكتب الباحث حسن حسن، وهو أحد مؤلفي كتاب “الدولة الاسلامية – داخل جيش الرعب” في حسابه بموقع “تويتر” إن ما يحصل في شمال سوريا يشكل نموذجا لطريقة الافادة من غارات الائتلاف. وهو كان كتب في مقال في مجلة “فورين أفيرز” أن الحملة الجوية على “داعش” في العراق بلغت مرحلة المراوحة، وأن مزيدا من الغارات لن يساعد في المعركة الاميركية على “داعش”، وإنما سيزيد زعزعة التوازن الطائفي في البلاد، موضحا أن “الاكراد والشيعة أفادوا كثيراً من الغارات. لقد تمكنوا من حماية اراض وبنى تحتية وطاقة على حساب الحرب على داعش”. ومن هذا المنطلق، أعتبر أن سوريا هي الجبهة الفضلى لمحاربة التنظيم.

 

دي ميستورا في دمشق

طهران: بديل الأسد «داعش»

يستقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق اليوم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وذلك بعد «برود» ظهر بشأنه في مكاتب بناء كفرسوسة، بسبب تصريحاته التي أبرزتها وسائل الإعلام عن أن «لا مكان» للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا وانه «ليس جزءاً من العملية السياسية»، وقال مسؤولون، لـ»السفير»، إنه تبين عدم صحة بعضها.

لكن بعض التصريحات الأخرى، كان دقيقاً، وصدر ببيانات رسمية عن دي ميستورا، كمطالبة الحكومة بوقف الهجمات بالبراميل المتفجرة، وهو ما اعتبرته السلطات منحازاً لطرف دون الآخر.

في هذا الوقت، يؤكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «السفير» انه «لم يطرأ أي تغيير على استراتيجيتنا في سوريا»، مضیفاً «ما زلنا نعتقد أن سوريا من دون الرئيس بشار الأسد تُشكل خطراً جاداً على سوريا بالذات وعلى المنطقة ومحور المقاومة»، مشيراً إلى أن إيران وروسيا لم تغيرا موقفيهما الاستراتيجيين من سوريا، وهما في حالة تواصل ودعم كما في السابق.

من جهة أخرى، أعلن القائد في «وحدات الحماية الكردية» حسين خوجر أن القوات الكردية وصلت إلى مشارف بلدة تل أبيض السورية الخاضعة لسيطرة «داعش» على الحدود مع تركيا، فيما سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى إبداء غضبه، معتبراً أن الجماعات الكردية تسيطر على مناطق يخليها العرب والتركمان، وأن هذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تهديد الحدود التركية. (تفاصيل صفحة 11)

وتراكمت حساسية دمشق اتجاه دي ميستورا، حين تبين لها أن الديبلوماسي يركز على «منهج واحد للحل السياسي» في مشاوراته الطويلة في جنيف، يستثني منها مؤتمري موسكو، ويهمش فيها المعارضة الداخلية، مستنداً الى رؤية «جنيف 1» القائمة على مرحلة انتقالية تستثني قيادة النظام الحالية.

ولن يوفر المعلم جهداً في تأكيد «عتب سوريا» على الرجل، وعلى «طريقة عمله»، رغم أن الاتصالات لم تنقطع بين فريقي الطرفين، وإن تراجعت «حرارتها نسبياً».

وسبق لدمشق أن وافقت «مبدئياً وبشروط على وقف الغارات الجوية في حلب» في آذار الماضي، وذلك «في إطار تعاونها مع مقترح تجميد القتال في حلب الذي سوّقه المبعوث الدولي». وأرسلت البعثة الدولية فريقاً حينها إلى مدينة حلب لـ«تقييم الأوضاع، والاتصال مع الجانب المعارض» على خط الجبهة، لكن «زيارة الفريق الأممي لم تكن موفقة تماماً»، وفقاً لما قاله مسؤول سوري لـ «السفير» حينها.

وسيلتقي دي ميستورا الأسد غداً، كما سيعقد لقاءات مع معارضين وناشطين، خلال فترة وجوده في دمشق، التي تستمر أياماً عدة. ومعروف أن دمشق ترغب في عكس «بعض الليونة في تعاطيها مع الأمم المتحدة»، وهو أمر «يطلبه حلفاؤها أيضاً، ولا سيما الحليف الروسي، الذي يرغب دائماً في رؤية عجلة سياسية تواكب العجلة الحربية».

وطلبت دمشق، منذ أسبوعين، من الجانب الروسي العمل على عقد «موسكو 3»، الذي سيطلب السوريون من دي ميستورا «إبداء جدية أكبر اتجاهه، ولا سيما عبر مشاركة فعلية» خلافا لما جرى في المؤتمرين الأخيرين. كما وعدت دمشق، وفقا لما قالته مصادر ديبلوماسية لـ «السفير»، بـ «مرونة سياسية أكبر على طاولة موسكو 3» ربما تستبقها بإجراءات «بناء ثقة» إضافية، سبق وانتقدها الروس «لقلة فعاليتها»، ولمستوى «الجمود الذي سيطر على معظم جلسات الحوار الثنائية بين وفدي الحكومة والمعارضة».

وتبني دمشق، «حجة سياسية» على استقبال دي ميستورا «بعد تردد»، مردها أنها «الطرف الأكثر تعاوناً عملياً معه» وهو أمر «يثبت جديتها في التعاطي مع المبادرات السياسية».

من جهته، يسعى دي ميستورا الذي طلب اللقاء، إلى توضيح «جوهر تصريحاته الصحافية الأخيرة، ولا سيما التي لم ينطق بها»، كما يرغب في «إحاطة دمشق بأجواء مشاوراته المستمرة حتى نهاية تموز في جنيف»، ولكن من دون أن يكون «على أجندته شيء جديد يمكن البناء عليه».

وذكر بيان لمكتب دي ميستورا «خلال مباحثاته يعتزم المبعوث الخاص من جديد أن ينقل للمسؤولين السوريين قناعته التامة بأنه ليس هناك حل للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ملحة إلى تسوية سياسية تشمل كل الأطراف وبقيادة وإدارة سورية»، وانه «سيطلب وقف الهجمات بالبراميل المتفجرة».

 

طهران والأسد

إلى ذلك، يبدو أن إيران وروسيا لم تغيرا موقفيهما الاستراتيجيين من سوريا، وهما في حالة تواصل ودعم كما في السابق. بل إن الإيرانيين يقولون إنهم يتابعون الدعم بشكل أكبر.

وتعتقد طهران أن سوريا من دون الأسد خطر عليها أولاً وعلى المنطقة ثانياً. وتبدو إيران غير قلقة من التطورات الميدانية الأخيرة في الشمال، نظرا إلى قناعتها بأن الأسد لا يزال يمسك بمفاصل الدولة الرئيسية بقوة، رغم الأوضاع الصعبة التي تواجه سوريا. وترى أن لجوء خصوم الأسد إلى شائعات تستهدفه وعائلته دليل على إفلاس هؤلاء، وعجزهم أكثر مما هو دليل على ضعف الرئيس السوري.

ويقول مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية «لم يطرأ أي تغيير على استراتيجيتنا في سوريا»، مضیفاً «ما زلنا نعتقد أن سوريا من دون الرئيس الأسد تُشكل خطراً جاداً على سوريا بالذات وعلى المنطقة ومحور المقاومة».

وعلمت «السفير» أن مسؤولاً إيرانياً رفيع المستوى قال إن اللقاء الأخير الذي أجراه نائب وزير الخارجية للشؤون العربية وشمال أفريقيا حسين أمير عبد اللهيان مؤخرا مع المسؤولين الروس سادت فيه أجواء الاتفاق في وجهات النظر حول الأسد. وكشف المسؤول أن طهران تعتقد «أن الإدارة الأميركية نفسها تشعر بالقلق» من البدائل من الأسد، وتقول إن «أقرب بديل للأسد هو داعش».

وعن نظرة إيران للتطورات الميدانية في إدلب، يقول المسؤول «هذه التطورات ليست حاسمة، ويتم حالياً إدارتها جيدا». وعزا أحداث الشمال السوري، في إدلب وجسر الشغور، إلى وضع تركيا ودول أخرى في الإقليم ثقلها مع الفصائل المسلحة في الداخل السوري، وما حدث في الميدان هو أن «تركيا وبعض دول الإقليم تمكنت من إعادة تنظيم بعض فصائل المعارضة وإيجاد وحدة في الظاهر بين داعش وجبهة النصرة». وأضاف «أقول ظاهرياً، لأنهم عندما يسيطرون على منطقة ما فإن داعش والنصرة يشتبكان مع بعضهما البعض في اليوم التالي. لذلك نقول انه لم يتم إنجاز وحدة حقيقية بين المعارضة المسلحة في الداخل السوري».

وعن المعارضة السورية في الخارج، يقول المسؤول «لم يطرأ أي تطور جاد على المعارضة في الخارج. بالطبع، تسعى الولايات المتحدة للقيام بإجراء ما كحل داخل سوريا، لكنها غير مستعجلة في ذلك، وفي الوقت ذاته يؤكد الأميركيون أن هذا الحل يجب أن يكون سياسيا». وتابع «هم يعتقدون أن توظيف واستخدام الجماعات المسلحة يرفع من حظوظ نجاح الحل السياسي».

وعما إذا كانت الدولة السورية تواجه خطر التفكك أو الانهيار على ضوء ما يحصل في الشمال والجنوب السوري، قال المسؤول «بحسب معلوماتنا الدقيقة من الداخل السوري، فإن الأسد مسيطر على مفاصل الدولة والمؤسسات الرئيسية بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد».

واعتبر أن «هؤلاء يروّجون الشائعات للتأثير على الشعب السوري نفسياً، والسبب في لجوئهم للحرب النفسية إخفاقهم في تحقيق أي نجاحات ملحوظة في الميادين الأخرى».

وعن وجود تخوف في أوساط سورية عن تغير في الموقف الإيراني والروسي، قال المسؤول «نحن في إيران نتابع بجدية أكبر لتقديم المساعدة لسوريا. مساعداتنا نحن والروس مستمرة بجدية مع سوريا».

 

«النصرة» الخصم والحكم في مجزرة قلب لوزة

عبد الله سليمان علي

تفرض «جبهة النصرة» طوقاً محكماً حول قرى جبل السماق في ريف إدلب، لمنع تسريب أي صورة، أو شهادة، حول حقيقة المجزرة التي ارتكبها أميرها التونسي أبو عبد الرحمن وعناصره، الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها العشرات من أبناء طائفة الموحدين الدروز، ولا يزال مصير 15 آخرين مجهولاً.

ويأتي هذا الطوق استكمالاً للطوق الخانق الذي فرضته «جبهة النصرة» على هذه القرى على مدار العامين الماضيين، وحاولت من خلاله إخفاء حقيقة تعاملها مع أبناء هذه القرى الذي يخالف «حرية المعتقد» التي تنص عليها جميع شرائع حقوق الإنسان، ويناقض حتى تعاليم الدين الإسلامي الذي يقوم على مبدأ «لا إكراه في الدين»، وذلك من خلال إجبارهم على التخلي عن عقائدهم الدينية، وتلقينهم تعاليم المذهب الوهابي، خاصةً لصغار السن، ومن خلال سعيها إلى محو وإزالة كل ما يشير إلى تراث هذه الطائفة من معابد ومقامات وأضرحة دينية، وحتى كتب.

وإذا كانت «المجزرة العقائدية» بقيت بعيداً عن الأعين، بسبب تواطؤ بعض الأطراف مع «جبهة النصرة» وحرصهم على ألا تخرج هذه الممارسات إلى الضوء بذريعة الخوف على مصير الطائفة، فإن المجزرة الدموية كانت أكبر من أن تُخفى، وأفجع من أن يجري التستر عليها، فتسربت قطرات الدم عبر شقوق الحصار لتُنبئ بحقيقة ما يجري وراء الجدران التي بنتها «النصرة» حول تلك القرى، محاولةً أن تصبغ نزعتها التكفيرية بقناع «التطمين».

ونظراً لوحشية المجزرة وعدم القدرة على السكوت عنها بعد أن خرجت أخبارها إلى العلن، وانتشرت عبر وكالات الإعلام، سارعت بعض الفصائل الإسلامية، على رأسها «أحرار الشام» السلفية «الجهادية» و «أجناد الشام» و «الجبهة الشامية» و «تجمع فاستقم كما أمرت»، إلى إصدار بيان استنكرت فيه المجزرة، ووصفتها بأنها «مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي الذي يمنع الظلم وإراقة الدماء من دون حق». وطالب البيان بتقديم «جميع المتورطين إلى محكمة شرعية محايدة».

وفي غمز مبطن من قناة «جبهة النصرة»، واستمرارها في احتضان قيادات «داعشية»، أكد البيان أن سلاح هذه الفصائل «لن يوجه إلا لمن أجرم وبطش بحق شعبنا من النظام والدواعش ومن حالفهم». ويأتي هذا البيان استمراراً لسياسة «أحرار الشام» التي تحاول من خلالها وضع مسافة بينها وبين «جبهة النصرة»، منعاً لتحميلها مسؤولية ما تقوم به بسبب مرجعيتهما السلفية الواحدة.

ويبدو أن هذا البيان الذي فاقت حدّته البيان الصادر عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» الذي اكتفى بوصف المجزرة بأنها «حادثة فردية»، قد استفز «جبهة النصرة» واضطرها إلى إصدار بيان للرد عليه. ولو كانت «النصرة» تشعر بالفعل بالأسف نتيجة المجزرة فإنها لم تكن في حاجة إلى انتظار ثلاثة أيام قبل أن تعبر عن هذا الأسف، كما ليس مبرراً أن تكون هي آخر جهة تصدر بياناً حول الحادثة برغم أنها المعنية بها مباشرة.

ومع ذلك فإن البيان الذي أصدرته «جبهة النصرة» وصاغت عباراته بدقة كبيرة، جاء تكريساً لسياسة الإقصاء والتكفير التي تتبعها بحق الطوائف الأخرى، بل أكثر من ذلك حاول البيان أن يتخذ من المجزرة منصةً كي يشرعن «جبهة النصرة» ويشرعن محاكمها ويفرض على الجميع منطقها وقوانينها. وهذه فرصة لا تعوض بالنسبة إلى «النصرة»، لأن القبول بعرض هذه القضية على محاكمها سيعني، في ما يعنيه، أنها استطاعت الحصول على اعتراف علني بشرعية هذه المحاكم وقدرتها على الفصل في قضايا بالغة الحساسية.

وانطلق البيان من محاولة فرض مبدأ أساسي هو أن «قيادة النصرة» لا علاقة لها بالمجزرة، وأن من ارتكبها هم مجموعة من العناصر من دون الرجوع إلى «أمرائهم» (فهل المقصود هو أبو عبد الرحمن التونسي)، وذلك في محاولة لتحييد هذه القيادة، وبالتالي إمكانية أن تطرح نفسها حكماً للنظر في القضية. ثم حاول البيان ترسيخ صورة الأمان التي يعيش بها أهالي قرى جبل السماق، وأن المجزرة لم تعكر صفاء هذه الصورة، «وما زالت القرية وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتنا وفي مناطق سيطرتنا»، من دون أن تفسر كيف «تحت حمايتها» ثم تُرتكب فيهم مثل هذه المجزرة؟

لكن البيان حاول التخفيف من وقع المجزرة، من خلال وصفها بأنها «خطأ غير مبرر». ثم أكد أن «كل من تورط في تلك الحادثة سيقدَّم إلى محكمة شرعية، ويُحاسب على ما ثبت في حقه من دماء، وما ذاك إلا تحكيماً لشريعة ربنا». وعدم ذكر «محكمة محايدة»، كما طالب بيان «أحرار الشام»، قد يكون مدخلاً للاختلاف حول هذه النقطة، خاصةً أن التجارب السابقة تدل على أن «النصرة» رفضت أكثر من مرة المثول أمام محاكم لا تكون لها فيها الكلمة الفصل، وما تزال قضية أبو عبدالله الخولي، قائد «حركة حزم» المعتقل عند «النصرة»، متوقفةً بسبب الخلاف على الجهة التي ينبغي أن تحاكمه.

وقد يكون تسريب وثيقة موقعة من وجهاء قرى جبل السماق مؤشراً إلى أن «جبهة النصرة» تسعى إلى عرض القضية أمام محكمة مشكلة من فصائل «جيش الفتح» الذي تهيمن عليه. حيث طالبت الوثيقة الموقعة من ممثلي 11 قرية بـ «تقديم المدعو سفينة (لقب أبو عبد الرحمن التونسي) وعناصره إلى لجنة قضائية من جيش الفتح»، و «إقامة نقطة أمنية دائمة من قبل فصائل جيش الفتح في منطقتنا في كفرتخاريم (التي تتبع لها القرى إدارياً)».

فإذا تحقق هذا المطلب فإنه لا يعني سوى أمر واحد هو أن «جبهة النصرة» ستكون هي الخصم والحكم في قضية مجزرة قلب لوزة، وهو ما يعززه تسريب هذه الوثيقة، لأنه لم يكن ليحدث لولا رضاها بالتسريب، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه على القرى في جبل السماق.

 

تركيا تفتح حدودها للهاربين من معارك تل أبيض في سوريا

دخل الاف اللاجئين السوريين الى تركيا، اليوم الأحد، للهروب من المعارك الجارية بين الأكراد السوريين وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”، بهدف السيطرة على مدينة تل أبيض، بعدما فتحت السلطات التركية حدودها المقفلة منذ أيام.

ودخل السوريون، حاملين أكياساً وأطفالاً صغاراً عبر نقطة اقجه قلعة الحدودية، بحسب مصور وكالة “فرانس برس”.

وشهد هذا المعبر قبل ذلك حالة من الفوضى بعد أن عبر عدد من اللاجئين الحدود بطريقة غير شرعية من خلال ثغرات في الأسوار، ما دفع الجيش التركي الى التدخل واستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لإعادة فرض الامن.

وكانت تركيا منعت على مدى أيام دخول لاجئين سوريين الى اراضيها، قائلة إنها لن تسمح بذلك الا في حال حصول مأساة إنسانية.

لكن مسؤولين محليين في اقجه قلعة قالوا في وقت سابق، إنهم تلقوا إذنا من أنقرة بالسماح للاجئين بدخول تركيا.

وجاء القرار فيما تتقدم القوات الكردية على مشارف مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق.

ومع درجات حرارة فاقت 35 درجة مئوية، القى عمال الطوارئ الأتراك زجاجات مياه للحشود حيث كان العشرات يمدون أيديهم لالتقاطها.

ثم بدأت السلطات التركية بتسجيل اللاجئين وتطعيمهم وأجرت لهم فحوصات طبية.

وقالت وكالة أنباء “دوغان” التركية، إن اللاجئين الذي لديهم اقرباء في تركيا يمكنهم الالتحاق بهم، بينما سيحال الآخرون الى مخيمات اللاجئين.

وقال التلفزيون التركي انه من المتوقع ان يعبر نحو ثلاثة آلاف شخص الى تركيا، غير أن مراسلا لوكالة “فرانس برس” متواجداً في المكان قال إن الاعداد بدت اكبر بكثير.

وبموجب سياسة “الباب المفتوح” التي دافع عنها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، استقبلت تركيا في 1,8 مليون لاجئ سوري منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.

 

الجيش السوري يتصدى لهجوم في ريف إدلب

الأكراد يحاصرون تل أبيض.. وأردوغان غاضب!

أغضب وصول «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى مشارف بلدة تل ابيض الحدودية مع تركيا، حيث يتواجد عناصر «داعش»، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي اعتبر أن سيطرة الأكراد على المناطق قد تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل.

في هذا الوقت، تصدى الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره، لهجوم عنيف شنّه مسلحو «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، على قرى ونقاط تمركز قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب.

وقال مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن القوات السورية تصدت لهجوم عنيف على عدة محاور في ريف إدلب، شمل قرى جنة القرى وصراريف وفتحة سد زيزون والمشيرفة، موضحاً أن الهجوم العنيف الذي شنه المسلحون دفع القوات المرابطة إلى الانسحاب بشكل مؤقت لاستيعاب الهجوم وإفساح المجال لسلاح الطيران لاستهدافهم، قبل أن تعاود القوات انتشارها على معظم النقاط بعد التصدي للهجوم.

إلى ذلك، تابعت القوات الكردية تقدمها، تحت غطاء جوي من قوات التحالف الذي تقوده أميركا، في ريف الرقة، حيث سيطرت على قرية سلوك التي كان يسيطر عليها «داعش»، وذلك بعد معارك عنيفة استعملت خلالها الأسلحة الثقيلة، قبل أن ينسحب مقاتلو «داعش» إلى بلدة تل أبيض الحدودية مع تركيا.

ويأتي ذلك بعد أن تمكــنت «قوات حماية الشعب» الكردية من السيطرة على 12 قرية شرق تل ابيض وغربهــا، وســط نزوح الآلاف نحو الحدود التركية المغلقة بسبب احتدام المعارك.

وبات المقاتلون الأكراد السوريون على مشارف تل ابيض الحدودية، التي يسيطر عليها «داعش» والذي يستخدمها كممر عبور لمقاتليه عبر الحدود مع تركيا. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «وحدات حماية الشعب» تقدمت نحو تل ابيض، وباتت على بعد خمسة كيلومترات من البلدة التي تقع في محافظة الرقة.

وأعرب اردوغان، أمس، عن قلقه من تقدم القوات الكردية في منطقة تل ابيض، مشيرا إلى أنها قد تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل. وكرر تحذيره من انه يتم استهداف عرب وتركمان خلال تقدم القوات الكردية، مؤكدا أن تركيا استقبلت حوالي 15 ألفا منهم الأسبوع الماضي قبل إغلاق الحدود.

وأضاف، لوسائل إعلام تركية خلال عودته من أذربيجان، أن مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي و «حزب العمال الكردستاني» يسيطرون على الأماكن التي يغادرها اللاجئون. وتابع «إن هذا ليس مؤشرا جيدا. قد يؤدي ذلك إلى إنشاء كيان يهدد حدودنا. على الجميع أن يأخذ بالاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع».

من جهة ثانية، ذكر «المرصد»، أمس الأول، أن مجموعات إسلامية طردت عناصر «داعش» من قرية بل في محافظة حلب قرب الحدود التركية، حيث يحاول التنظيم التكفيري قطع نقطة إمدادات أساسية للفصائل التكفيرية الأخرى. وقال معارضون إن معارك تدور في محيط بلدة مارع.

(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب)

 

تجهيزات عسكرية لبدء عملية «عاصفة الجنوب» لتحرير مدينة درعا و300 ألف مدني يؤجلون التنفيذ

عمار خصاونة

درعا ـ «القدس العربي»: انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء كثيرة عن بدء فصائل المعارضة السورية التجهيز لفتح معركة تهدف للسيطرة على مدينة درعا، و باتت هذه الأنباء هي محط اهتمام الكثير سواء من أهالي المدينة الذين يعيشون داخل مناطق سيطرة النظام أو أهالي المدينة الذين لجأوا إلى دول الجوار أو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

تحتوي مدينة درعا على المراكز الأساسية لمؤسسات الدولة الخدمية، والأمنية، والإدارية والتي يتمركز النظام حالياً في منطقة درعا المحطة والتي تحتوي بدورها على مربع أمني يضم أربعة أحياء هي: حي الصحاري، حي المطار، حي شمال الخط وحي المحطة المركزي الذي يضم المشفى الوطني أحد حصون قوات النظام، وأيضاً فرع الأمن العسكري، والأمن السياسي ومبنى الحزب، واللواء 132 مدرعات الذي يمتد من حي الصحاري حتى ضواحي درعا الغربية، و يقع على بابها الشمالي مدينة الباسل الرياضية التي اتخذ منها النظام مركزا لإدارة عمليـاتـه العسكـرية في محـافظة درعـا كـاملة مـنذ ـبدء اقتـحام قـوات النظـام للمـدينة في 25نيسـان/أبـريل 2011.

وقال قائد فرقة 18 آذار العقيد محمد الدهني الملقب بأبي منذر في حديث خاص لـ»القدس العربي»، «إن عاصفة الجنوب ستعصف بجنود بشار الأسد ومن معهم من المرتزقة، والمليشيات الشيعية، وسنذيقهم الويلات بسبب ما أذاقوه لأهلنا داخل درعا المحطة، وستكون عاصفة الجنوب سحبا تبرق وترعد وتمطر على رؤوسهم حجارة من سجيل».

و قد أشار الدهني في حديثه إلى أن الموعد ليس ببعيد، وأن تجهيز مثل هذه المعركة يحتاج لدقة كبيرة، موضحاً أنهم لا يريدون إعادة تجربة جمرك نصيب مرة أخرى داخل أحياء درعا المحطة.

وأوضح العقيد الركن خالد النابلسي قائد عمليات الجبهة الجنوبية، وقائد لواء المعتز بالله، في حديث خاص مع «القدس العربي» أن سبب التأخير في العمل هو إتخاذ تدابير إضافية لضمان التحرير بأقل الخسائر، مشيراً إلى أن لواء المعتز بالله يتماشى مع باقي فصائل الجبهة الجنوبية، وأنه ينضوي ضمن غرفة أسود الحرب، وأضاف: «لن يتهاون في تأدية واجبه حال انطلاق العمل».

و يرابط لواء المعتز بالله على جبهة مدينة درعا الشمالية في وضعية تماس مباشر مع مدينة باسل الرياضية، في حين ترابط فرقة 18 آذار على الجبهات الشرقية والجنوبية بالتعاون مع بعض الفصائل الأخرى.

و عن جيش عمر الذي انتشر صيته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قال الدهني: «لا نعلم من هو جيش عمر، ولا من نادى به، لكن التوحيد الحقيقي للقوى الفاعلة على الأرض أصبح مطلب الناس، وإدارة الشعب فوق كل إرادة» مشيرا إلى أن عملياتهم في رصد تحركات النظام داخل مناطق سيطرته مستمرة على مدار24 ساعة، وشدد على أنهم يعلمون باجتماعات قيادات النظام الكبرى وأماكنها، وما يدور بداخل الاجتماعات، وأن قيادات النظام في حالة تخبط شديدة تكاد تصل لإنهيار نفسي لكنهم يخفون هذه الحالة على جنودهم حتى يحافظوا على ما تبقى من معنويات الجنود.

و يتابع الدهني حديثه: «إن نقل الوثائق الهامة للنظام وعوائل كبار المسؤولين إلى الصنمين أو دمشق أمسى أمرا يعرفه الجميع» كاشفاً عن طرق سرية تجهزها قيادات النظام للهروب من خلالها إلى خارج درعا المحطة في حال بدء أي عمل عسكري من قبل الجيش الحر.

وركز الدهني على أن هذه الطرق أصبحوا يعرفونها و أنها لن تكون آمنة لهم عند خروجهم، وأن عدد المدنيين الكبير داخل الأحياء السكنية و الذي يقارب ال300 ألف نسمة هو ما يقف وراء زيادة التدابير الاحترازية لبدء العمل والتحرير بأقل الخسائر.

و بحسب ما تم نشره على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك فإن فصائل الجبهة الجنوبية قد وضعت خطة أمنية وإدارية لضمان عدم وقوع أي خطأ، حيث أن أبرز نقاط هذه الخطة تقوم على أن لا يتم وضع أي مقر لأي فصيل عسكري بالقرب من مساكن المدنيين، وأنه ستقوم لجان مختصة بحراسة المرافق العامة من السرقة وغيرها ليتم تسليمها فيما بعد للمجلس المحلي لمدينة درعا ليشرف على إعادة تشغيلها.

فيما سيتم فرض حظر تجوال لمدة أقصاها 72 ساعة بعد التحرير يلتزم خلال هذه الفترة المدنيون لمنازلهم، لكي تتابع الفصائل تمشيط المنازل، وتفتيشها لملاحقة فلول كل من كان يتعاون مع نظام الأسد، وألحق الضرر بالناس ليتم اعتقالهم، وتسليمهم لمحكمة دار العدل للنظر في أمرهم لضمان تطهير المدينة بشكل كامل، وتأمين حياة آمنة للمدنيين، وسيتم خلال فترة حظر التجوال توزيع الخبز على الأهالي من قبل المجلس المحلي لدرعا مجانا.

و بحسب مصادر من داخل منطقة سيطرة النظام فإن الأهالي يتخوفون من مجازر يمكن أن يرتكبها النظام في حال بدء أي هجوم عسكري، وأنهم يعيشون حالة رعب من استخدام بعضهم كدروع بشرية لإيقاف تقدم الجيش الحر حال بدء العملية.

تبقى عمليات الجيش الحر مرهونة ومرتبطة ارتباطا كاملا بسلامة المدنيين داخل المنطقة التي ينوي تحريرها، فهؤلاء المدنيون ـ بحد تعبير قيادات الجيش الحر- هم «أمانة في أعناقهم ولم يكن ليظهر الجيش الحر إلا لتحرير سوريا وشعبها من نظام تسلط على شعبه و تغطرس عليه بلا إنسانية ولا رحمة، و تأمين حياة أمان و استقرار لأهل سوريا»، على حد قولهم.

 

«التحالف الدولي» يغطي جوّياً تقدّم الأكراد ضد «الدولة الإسلامية»

آلاف اللاجئين عالقون على الحدود مع تركيا ويتهمون أمريكا بقصف بلداتهم عشوائيا

عواصم ـ وكالات: شنت طائرات تابعة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأحد، غارات على مواقع «التنظيم» في أطراف مدينة «تل أبيض» بمحافظة الحسكة شمال سوريا.

وقصفت طائرات التحالف منطقة سكنية في الجانب السوري، على بعد نحو 20 كيلو مترا من الحدود المشتركة مع تركيا، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من المنطقة المستهدفة بالقصف.

وتزامن القصف الجوي مع استمرار انتظار السوريين الفارين جراء القصف في معبر «أقجة قلعة» الحدودي، حيث أثارت أصوات انفجارات القصف حالة من الذعر لدى اللاجئين وسكان المنطقة.

جاء ذلك فيما عززت القوات الكردية سيطرتها حول مدينة تل أبيض السورية الخاضعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» والحدودية مع تركيا حيث لا يزال آلاف اللاجئين عالقين.

وتمكنت قوات الحماية الكردية بمؤازرة مقاتلي المعارضة السورية وضربات التحالف الدولي الجوية من الوصول إلى بعد 5 كلم من مدينة تل أبيض الاستراتيجية والتي يستخدمها التنظيم معبرا لمقاتليه.

ونزح آلاف السكان الأكراد والعرب من هذه المدينة هربا من أعمال العنف آملين بالحصول على لجوء في تركيا.

وقال عدد من اللاجئين السوريين ممن وصلوا إلى تركيا مؤخرا، إن القصف العشوائي لطائرات التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، دون تفريق بين مدني وعسكري، أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين هو ما دفعهم للجوء إلى تركيا.

لكن اللاجئين لا يزالون عالقين منذ صباح أمس الأحد وينتظرون أمام السياج الشائك، فيما تمنع الشرطة التركية اللاجئين من الاقتراب مستخدمة خراطيم المياه والطلقات التحذيرية لمنعهم من دخول الأراضي التركية.

وناشد الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا ريدور خليل المدنيين بعدم النزوح نحو الحدود التركية ولكن باتجاه المدن داخل سوريا.

ومساء السبت شاهد مصور الوكالة على مقربة من الحدود التركية مع سوريا، داخل الأراضي السورية، رجالا عديدين يرتدون بزات عسكرية ويحملون رشاشات وينتمون على ما يبدو الى تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك على مرأى من الجنود الأتراك الذين بدوا وأنهم يراقبون بقلق الطرف الآخر.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن «قادة التنظيم لن يتمكنوا من إرسال إمداداتهم لأن غارات التحالف الدولي تستهدف أرتال التنظيم».

 

دي ميستورا يزور دمشق ويحذر من البراميل المتفجرة

جنيف ـ رويترز: قال مكتب ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أمس الاحد إنه سيلتقي مسؤولين حكوميين سوريين كبارا في دمشق في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة بين جميع الأطراف بهدف إنهاء الصراع السوري.

وبدأ دي ميستورا محادثات الشهر الماضي قائلا إنه يتوقع أن يلتقي بأربعين وفدا أو أكثر في مناقشات تجري مع كل طرف على حدة في جنيف وبينهم مسؤولون سوريون ومعارضون وممثلون عن هيئات المجتمع المدني وممثلون لحكومات في المنطقة لها نفوذ في الصراع.

وقال مكتبه في بيان «خلال زيارته يعتزم السيد دي ميستورا أن يثير مع الحكومة السورية قضية حماية المدنيين ويسلط الضوء من جديد على الاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة وواجب أي حكومة غير القابل للنقاش تحت أي ظرف من الظروف في حماية المدنيين.»

ولم يذكر البيان ما إذا كان دي ميستورا سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، كما لم يحدد المواعيد المحددة للسفر التي يجري التكتم عليها لأسباب أمنية.

وقال دبلوماسيون إنه بلقاء شخصيات في جنيف سيكون دي ميستورا مسيطرا على العملية وستجري المحادثات على أرض محايدة. ولكن جماعة المعارضة السياسية السورية الرئيسية رفضت لقاءه ودعته للاجتماع بها بدلا من ذلك في إسطنبول.

وقال البيان الصادر أمس الأحد أيضا إن اجتماعات دي ميستورا ستستمر حتى تموز/يوليو مؤكدا أن الجدول الزمني المؤقت – الذي يتضمن اطلاع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على المستجدات بنهاية يونيو حزيران- جرى تمديده.

وأضاف البيان أن دي ميستورا سيبحث أيضا الوضع الإنساني في سوريا وسبل تسهيل الوصول إلى المحاصرين والمتأثرين بالصراع.

وتابع «خلال مباحثاته يعتزم المبعوث الخاص من جديد أن ينقل للمسؤولين السوريين قناعته التامة بأنه ليس هناك حل للصراع السوري يمكن فرضه بالقوة، وأن هناك حاجة ملحة إلى تسوية سياسية تشمل كل الأطراف وبقيادة وإدارة سورية.»

وأسفر الصراع السوري عن مقتل أكثر من 220 ألف شخص وإصابة أكثر من مليون، كما تحول نحو أربعة ملايين إلى لاجئين ونحو 12.2 مليون آخرين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية بينهم 5.6 مليون طفل.

 

نظام بشار الأسد يطالب الشباب الدروز بالالتحاق بصفوف الجيش مستغلا هجوم «الجيش الحر» على مطار الثعلة بالسويداء

درعا – مهند الحوراني: جابت في الأيام الماضية إذاعة متنقلة وكانت عبارة عن سيارة تحمل ميكروفونات تنادي بشعارات وطنية لحشد وتحريض شباب السويداء أبناء الطائفة الدرزية من المتخلفين عن التجنيد والاحتياط بالالتحاق بقوات النظام، وحماية أرض السويداء، تحت وعود بأن تكون الخدمة ضمن أراضي المحافظة.

يأتي هذا بعد صدور بيان عن أحد شيوخ العقل حكمت الهجري دعا فيه أبناء السويداء للالتحاق بجيش النظام بتوجهات من بشار الأسد، وذلك بعد فشل النظام في إفراغ السويداء من الآليات العسكرية الثقيلة، وتقهقره في كثير من المناطق وكان آخرها اللواء 52 الذي سيطر «الجيش الحر» عليه، والذي يعتبر ركيزة دفاعية لمحافظة السويداء.

وأكد ناشطون من السويداء أن النظام عمد إلى إنشاء معسكر للتدريب في منطقة سد العين، وحث شباب السويداء للانضمام لقواته وذلك بعد سيطرة «الجيش الحر» على اللواء 52 ، كتعويض عن الخسائر البشرية في صفوفه، والانهيار المتسارع في قطعه العسكرية، وقال الناطق الرسمي باسم تنسيقية السويداء المعارضة للنظام في حديثه لـ «القدس العربي» أن هذه الدعوة لزج شباب السويداء في بوتقة النظام لم تحظ بالقبول الكبير بين الناس، وخاصة عندما لاحت بوادر نية النظام سحب الآليات العسكرية الثقيلة من السويداء، ومحاولته تركها طعما سهلا أمام «تنظيم الدولة» الذي بات خطره محدقا بالسويداء بعد الهجمات التي شنها شمال المحافظة على بلدة الحقيف.

وأضاف: «عمل النظام لتأجيج الفتنه بين محافظة السويداء ودرعا منذ اندلاع الثورة، واستغل قرب المحافظتين من بعضهما وانطلاق شرارة الثورة من درعا وركونها في السويداء، واستغلال سكوت اهل السويداء لزجهم في هذا الصراع، وكان يعمد لوضع المتطوعين من أبناء السويداء في درعا ليكونوا قاتلين أو مقتولين، والنتيجة إشعال الثأر بين المحافظتين، وازداد نشاط النظام بترسيخ هذه الفتنة بعد اقتراب معارك «الجيش الحر» في درعا من السويداء في اللواء 52 ومطار الثعلة فاتبع أسلوب التخويف والتحريض كقيامه بقصف مناطق من السويداء بقذائف الهاون، وسوق الخبر بين الناس بأن مصدرها من درعا»، وبحسب المصدر كان رأي الشارع تقريبا متفق على أنها من فعل الأمن العسكري لأنه من يدير الملف الأمني والخطة الأمنية في السويداء، وبأن هذه القذائف أطلقت من مواقع قريبة تحت سيطرة الجيش والأمن.

في سياق متصل أصدرت تشكيلات «الجيش الحر» والفصائل الإسلامية المشاركة بمعركة سحق الطغاة التي تهدف لتحرير مطار الثعلة العسكري الواقع بريف الغربي للسويداء، بيانا لطمئنة الطائفة الدرزية بأنها ليست المستهدفة بل قطع النظام العسكرية هي الهدف، وشدد البيان أن «الهدف ليس كما يروّج النظام بأننا دعاة قتل وإرهاب واعتداء وكما يروّج اليوم دعاة الفتنة بأننا سنقوم بالاعتداء على أهل السويداء، وبل ما نقصد هو تحرير مطار الثعلة العسكري الذي قمنا به دفاعاً عن أهلنا، فإنّ هذا الموقع الذي دمّر وقتل وشرّد وأذاق أهلنا الويلات في المنطقة اصبح لا بدّ من القضاء عليه، ولا نيّة لنا في قتالكم أو الاعتداء عليكم إلا من بادر في قتالنا أو الاعتداء علينا».

 

“دولة داعش” تترنّح في معقلها السوري

رامي سويد

بات تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) قريباً من خسارة المدن الثلاث التي يسيطر عليها في ريف مدينة الرقة الشمالي، لصالح القوات المشتركة، المكوّنة من قوات تابعة لفصائل “الجيش الحرّ” وقوات “حماية الشعب” الكردية التي تقاتله في سورية. وأجبرت هذه القوات “داعش” على الانسحاب من عشرات القرى والبلدات التي كان يسيطر عليها في ريف الرقة الشمالي، لتصبح مدن تل أبيض وعين عيسى وسلوك، التجمعات السكنية الأكبر في ريف الرقة الشمالي، قاب قوسين أو أدنى، من السقوط في يد القوات المشتركة.

 

وفي ظلّ عمليات القصف المتبادل والاشتباكات العنيفة بين الطرفين، نزح عشرات الآلاف من السكان، وقام عناصر “داعش” بتفخيخ عشرات المباني السكنية كي لا تتجرأ القوات المشتركة على دخولها للتمركز بها. وهاجمت القوات المشتركة التنظيم من الجهتين الغربية والشرقية في وقت واحد، وضيّقت الخناق على من تبقّى من عناصره في تل أبيض وعين عيسى، والذين لم يتمكنوا من التحرّك إلى منطقة الاشتباكات.

 

من الجهة الشرقية، تقدمت القوات المشتركة إلى قرية السرد وسيطرت عليها، قبل أن تتقدم إلى قرى مشرفة الحاوي والمحربلي ومهيدي، لتصل إلى قرية بير عاشق، المقابلة لجسر الجلاب، الواقع على نهر الجلاب، شرقي مدينة تل أبيض مباشرة، حيث تتمركز قوات “داعش” المدافعة عن المدخل الشرقي للمدينة.

 

” ودفع التقدم الكبير للقوات المشتركة شرقي تل أبيض، قوات “داعش” إلى إزالة السدود الترابية على طرفي نهر الجلاب، ما أدى إلى إغراق الأراضي الزراعية في المنطقة، وإقفال كل الطرق التي تصل تل أبيض بريفها الشرقي، ليبقى طريق واحد اضطراري، يمر عبر جسر الجلاب والذي يتمركز عليه عناصر التنظيم. وفخّخ التنظيم الجسر أيضاً، تحسباً لإمكانية انسحاب عناصره من المنطقة. وعدا عن جسر الجلاب، فخخت قوات “داعش” جسر شريعان، على نهر الجلاب أيضاً، وهو جسر يربط طرفي الريف الجنوبي لتل أبيض ببعضهما، ويقع جنوب شرق المدينة على بعد سبعة كيلومترات منها.

بدورها، باتت مدينة سلوك بحكم الساقطة عسكرياً بعد انسحاب “داعش” منها وتركها خالية بعد تفخيخ عشرات المنازل السكنية فيها، الأمر الذي منع القوات المشتركة من تمشيط المدينة حتى الآن، بسبب انشغالها بقتال ما تبقى من قوات التنظيم في محيط تل أبيض.

 

على الجبهة الغربية، تمكنت القوات المشتركة من إحراز المزيد من التقدم في محيط مدينة عين عيسى، وباتت على التخوم الشمالية للمدينة بعد سيطرتها على قرى الفارس والروضة وخربة علو والجخيدم والطيبه وجهجاه ومقصود وعريضة وعجيل والمهرة وشنينة وسعدة وكورازات.

 

ونجحت القوات المشتركة في السيطرة على تلال استراتيجية عدة على جبهتي القتال، لتحاصر ما تبقّى من عناصر “داعش” في ريف الرقة الشمالي، ورصد خطوط إمداد التنظيم في المنطقة، وبالتالي منع عناصره وآلياته من التحرك.

 

وأدى الهجوم من الجبهتين إلى استنزاف “داعش” ومنعه من القيام بأي مناورة أو عملية التفاف على القوات المهاجمة، وشتت قواه وأسقط خطوط دفاعه. ولم يتمكن التنظيم من إعادة تجميع قواته وبناء خط دفاعي حقيقي، يُمكنه من الصمود أمام هجوم القوات المشتركة.

” ونزح آلاف السكان جرّاء المعارك، وأوضح الصحافي أحمد الحاج صالح، في حديث إلى “العربي الجديد”، أن “معاناة النازحين مستمرة لليوم الثالث على التوالي على الحدود السورية التركية، قرب تل أبيض، فالنازحون يتجمّعون على الجانب السوري من الحدود، في المنطقة الواقعة شرقي البوابة الحدودية الجديدة. ويُقدّر عددهم بنحو ألفي نازح، معظمهم من الأطفال والنساء”.

 

وأضاف أن “النازحين يعانون من أوضاع إنسانية مأساوية، مع وصول درجة الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية، وعدم توفّر الماء والخبز، بسبب قيام عناصر داعش بنقل الطحين الموجود في أفران تل أبيض الثلاثة، والطحين الموجود في مطحنة الصوامع، إلى مدينة الرقة، يوم السبت”.

 

أما بالنسبة للاجئين القادمين من الرقة ومن ريف الجنوبي، فأوضح الحاج صالح أن “عددهم يُقدّر بأكثر من سبعة آلاف شخص، يتجمعون في المنطقة الواقعة غرب صوامع تل أبيض باتجاه البوابة الحدودية القديمة. وتزداد المعاناة أكثر بفعل انعدام المياه، ونفاد الطعام ومستلزمات الأطفال”.

 

من جهتهم، يمنع حرس الحدود التركي النازحين من الدخول إلى الأراضي التركية، في ظل تواصل إصابة أعداد منهم بضربات الشمس ولدغات العقارب والأفاعي السامة. ويستخدم حرس الحدود التركي خراطيم المياه، كما يُطلق النار في الهواء لإبعاد النازحين عن الشريط الحدودي. مع العلم أن الحكومة التركية سمحت الأسبوع الماضي بدخول دفعتين من النازحين إلى تركيا، وتجاوز عدد من دخلوا الأراضي التركية من تل أبيض وحدها الأسبوع الماضي، أكثر من سبعة آلاف نازح.

 

توتير إسرائيلي لإجهاض اتفاق السويداء ومحيطها

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

تواصل إسرائيل مساعيها الدعائية لتشويه موقف القيادة الموحدة للدروز في محافظة السويداء، تارةً بادعاء تلقيها توجهات من قيادات درزية في الداخل الفلسطيني المحتل نقلت مطالب من السويداء بتدخل إسرائيلي لمساعدة الدروز في مواجهة “جبهة النصرة”، وتارةً بمحاولات الإيحاء باهتمامها بأمرهم والسعي لتوفير الحماية لهم، إن لم يكن عن طريقها فعبر الولايات المتحدة من خلال طرح مطلب تقديم المساعد لدروز سورية.

” وكثفت الصحف الإسرائيلية بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة اهتمامها بأوضاع محافظة السويداء عبر الترويج والتهويل من أن الدروز في المحافظة وفي جبل العرب يتعرضون لخطر داهم على غرار ما كتب موقع “يديعوت أحرونوت”. وتحاول إسرائيل، عبر صحفها، الإيحاء أن قادة الدروز في سورية طلبوا مساعدات إسرائيلية لهم. لكن ما انفردت فيه “العربي الجديد”، أمس الأول، من تبيان عروض إسرائيلية رفضها دروز سورية اضطرها إلى الإقرار بأن التوجهات جاءت من القيادات الدرزية في الداخل الفلسطيني، والتي نفت بدورها أن يكون مثل هذا الطلب قدم لإسرائيل رسمياً.

من جهتها، أقرّت مصادر في الطائفة الدرزية أن بعض أبناء الطائفة المنخرطين في الأحزاب الصهيونية ومن يروجون لحلف الدم بين الدروز في الداخل وبين إسرائيل، حاولوا عرض مثل هذه المطالب، لكن الموقف العام للقيادات السياسية والدينية الدرزية في الداخل الفلسطيني، رفض توريط دروز سورية، وتحدثت في اتصالاتها عن تأمين مخرج طوارئ ومساعدات إنسانية عبر الجولان، على غرار ما تم الاتفاق عليه من تأمين معبر بري آمن عبر الحدود مع الأردن.

وفيما واصلت الصحف الإسرائيلية الحديث عن “مأزق الدروز في السويداء”، نقل المحلل العسكري لـ”هآرتس”، أمس الأحد، أنّ إسرائيل اقترحت على رئيس أركان الجيش الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، أن تقدم الولايات المتحدة المساعدات العسكرية للدروز في سورية.

ويبدو هذا الطرح محاولة إسرائيلية واضحة ومكشوفة تهدف إلى توريط دروز سورية، الذين أعلنوا رفض إقامة شريط حدودي آمن لإسرائيل من حوران شرقاً وحتى رأس الناقورة غرباً، وزرع أسباب الفتنة والتشكيك في موقفهم مع تقدم الاتصالات بين قادة السويداء وبين فصائل المعارضة السورية الرامية لإخراج محافظة السويداء من دائرة القتال.

” وتأمل إسرائيل أن تتمكن من إبقاء حالة التوتر الشديد في السويداء، بما يساعد في عرقلة طريق المعارضة السورية، ويخلق حالة عداء دموية بينها وبين الموحدين الدروز في جبل العرب تفضي إلى اشتعال معارك دامية بين الطرفين، مما يساعد ماكينة الدعاية الإسرائيلية بالقول إن أحسن وضع للأقليات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط، هو ذلك الذي تتمتع به مختلف الأقليات الدينية داخل إسرائيل.

في هذا السياق، أظهر تقرير “هآرتس” بشأن المساعدات الأميركية المطلوبة من إسرائيل لصالح الدروز، أنها جاءت من قبل مختلف القيادات السياسية والأمنية في إسرائيل، بدءاً برئيس أركان الجيش الجنرال جادي أيزنكوت مروراً برئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون، وانتهاء برئيس الدولة راؤبين ريفلين الذي لا يمنحه القانون الإسرائيلي أي صلاحية للخوض في القضايا السياسية أو الأمنية.

ويمكن تفسير ذلك بأنه محاولة من قيادات إسرائيلية لتوجيه رسالة إلى الدروز في الداخل الفلسطيني المحتل بأنّ عدم قدرة إسرائيل على تقديم المساعدات العسكرية للدروز في السويداء، بفعل مخاطر ذلك وتداعياته على حدود إسرائيل، لم يمنعها من طلب مثل هذه المساعدة من طرف ثالث هو الولايات المتحدة. ويهدف الاحتلال من وراء ذلك إلى تحقيق مكاسب في صفوف دروز الداخل الفلسطيني وتعزيز مكانة المنخرطين في الأحزاب الصهيونية والمروجين للقومية الدرزية والتحالف مع إسرائيل.

كما يمكن بهذا الإعلان تصوير إسرائيل بأنها تسعى لرعاية وحماية دروز سورية، ولو عبر طرف ثالث، الأمر الذي من شأنه في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها سورية عموماً والسويداء على نحو خاص، أن يعكر جو المفاوضات الجارية لتحييد السويداء، وخصوصاً أن عضو الكنيست الليكودي، أيوب القرا أعلن في حديث مع “هآرتس”، أنه سيلتقي نتنياهو ويبحث معه قضايا تتعلق بالوضع في السويداء، ولكن عبر التأكيد أن الحديث يدور عن مساعدات من الدروز في الداخل وليس من حكومة إسرائيل.

ويأتي هذا الخطاب من القرا كما علمت “العربي الجديد” من مصادر مختلفة، على أثر الضغوط التي مارستها قيادات سياسية ودينية درزية في الداخل رفضت الانخراط في لعبة الدعاية الإسرائيلية الرامية لفرض وصاية إسرائيلية على الدروز في سورية.

وأكد ناشط من دروز فلسطين في الداخل المحتل لـ”العربي الجديد” أن هناك حذراً شديداً في أوساط دروز الداخل من مساعي إسرائيل لتسجيل وجني مكاسب إعلامية وسياسية من ملف السويداء عبر الترويج لاتصالات مع الحكومة الإسرائيلية، وأن تحاول إسرائيل أن تضع لها موطئ قدم في ملف الموحدين الدروز في سورية انطلاقاً من عقيدتها الاستراتيجية بتفتيت الوطن العربي والمجتمعات العربية إلى طوائف وملل والضرب على وتر الأقليات.

 

النظام السوري يغذي مخاوف الموحدين لدعمه

عدنان علي

تتواصل الاشتباكات في محيط مطار الثعلة بريف السويداء بين قوات النظام والمجموعات المسلحة التي تواليها من جهة، وكتائب المعارضة السورية التي تحاصر المطار منذ الأربعاء الماضي من جهة ثانية. واتخذت هذه الاشتباكات بعداً جديداً عقب تدخل قوة مسلحة درزية لمقاتلة قوات النظام (بقيادة وحيد بلعوس) داخل المطار بعد انشقاق طيار درزي، بهدف إبعاد الطائفة والمحافظة عن القتال قدر الإمكان؛ يأتي ذلك وسط التفاعلات داخل مدينة السويداء حول سبل التعامل مع هذه المستجدات.

وقال الرائد نبيل أبو عبدو من “جيش اليرموك”، أحد أبرز فصائل المعارضة التي تحاصر المطار في إطار معركة “سحق الطغاة”، لـ”العربي الجديد”، إن سبب إحجام قوات المعارضة في درعا عن اقتحام مطار الثعلة العسكري التابع للنظام قرب محافظة السويداء، هو القتال الذي دار بين قوات النظام الموجودة في  المطار ومسلحين دروز قدموا من قرية الثعلة المجاورة للمطار ومن قرى أخرى، وعمد هؤلاء إلى منع جيش النظام من مغادرة المطار.

وكشف الرائد الموجود مع قوات المعارضة التي تحاصر المطار، أن “طياراً من الطائفة الدرزية انشق وشارك في قصف قوات النظام في المطار، ما دفع المضادات الأرضية التابعة للنظام إلى إسقاط طائرته”، مشيراً إلى أن طائرته سقطت الخميس الماضي شرق بلدة بصرى الحرير، وتبنت المعارضة السورية إسقاطها، غير أن من أسقطها هو النظام نفسه، بعد مشاركتها في قصف جنوده المحاصرين في مطار الثعلة.

في المقابل، قالت مصادر محلية فضلت عدم نشر اسمها، لـ”العربي الجديد”، إن أبرز المجموعات الدرزية التي تدخلت للقتال إلى جانب قوات النظام الموجودة داخل مطار الثعلة تلك التي يتزعمها نزيه جربوع، إلى جانب  مجموعات أخرى غير درزية بقيادة جمال البلعاس، فضلاً عن تدفق متطوعين من حزب الله السوري والحزب القومي السوري الاجتماعي، وشبان دروز قدموا من مناطق مختلفة في دمشق خصوصاً من جرمانا.

يأتي ذلك وسط تواصل التفاعلات داخل مدينة السويداء حول ما يجري في محيط المدينة وكيفية التعامل مع المخاطر المحتملة لهذه التطورات، إذ تتقاذف المجتمع المحلي تيارات عدة، وسط جهود غير خافية من النظام لتغذية مخاوف أهالي السويداء من جيرانهم في محافظة درعا، ومن البدو الذين يعيشون على أطراف المحافظة، وطالما جرت اشتباكات بينهم وبين أهالي السويداء حتى قبل الثورة بسبب الخلافات على حقوق الرعي في المنطقة.

وفي ظل هذه الأجواء، طلب النظام أن يرسل أهل السويداء أبناءهم المتخلفين عن الخدمة العسكرية، إلى ثكنات الجيش، مقابل التعهد بحمايتهم من مقاتلي المعارضة وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الذي يحاول الوصول إلى حدود المحافظة عبر البادية من جهة قرية القحف التي سعى لاقتحامها قبل شهر وفشل في ذلك.

وبعد رفض أهالي السويداء إرسال أبنائهم للخدمة العسكرية خارج حدود المحافظة، وافق النظام كما يبدو على خدمتهم ضمن القطع العسكرية الموجودة في المحافظة وريفها.

وبحسب صفحة (تجمع أحرار السويداء) على موقع “فيسبوك”، فإن العشرات من أصل 27 ألف متخلف عن الخدمة ذهبوا إلى شعب التجنيد السبت الماضي للالتحاق بالجيش، لكنهم وجدوا ما وصفته الصفحة بـ”محاولة للاحتيال عليهم”، عبر فرزهم إلى الفرقة 15 وتحديداً اللواء 52 الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ أيام بريف درعا الشرقي على بعد 25 كيلومتراً من مدينة السويداء غرباً، ولأن اللواء 52 محرر وأقرب نقطة عنه هي مطار الثعلة العسكري، فلا بد أن ينخرطوا في المعارك الجارية هناك، الأمر الذي أثار غضب أهالي السويداء.

وعلى الأثر، اتجه الشبان إلى الشيخ أبو فهد بلعوس للانضمام الى مشايخ الكرامة الذين اعتزلوا القتال، واختاروا الحفاظ على السلم بين السويداء ودرعا، بحسب الصفحة المذكورة.

يأتي ذلك بعد امتعاض إثر دعوة أطلقها شيخ العقل الأول للطائفة الدرزية في سورية حكمت الهجري، الموالي للنظام، والذي حث فيه شباب السويداء على الالتحاق بالقطعات العسكرية التابعة للنظام داخل المحافظة، في حين تتصاعد دعوات التسلح من بعض الأصوات داخل المحافظة، ومن خارجها، خصوصاً من جانب الوزير اللبناني وئام وهاب، الذي كان حثّ أهالي السويداء على الاعتماد على أنفسهم وطلب من رئيس النظام السوري بشار الأسد تسليحهم، وهي دعوة سخر منها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ووصفها بالعنتريات الفارغة، داعياً إلى المصالحة بين أهالي السويداء وجيرانهم في محافظة درعا.

 

الأكراد يتقدمون في ريفي الحسكة والرقة

أسقط “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، عضوية وليد العمري، بسبب اعتدائه على رئيس الائتلاف خالد خوجة، أثناء اجتماعات الهيئة العامة. وقال الائتلاف في بيان له، الأحد، إن أعضاء الائتلاف صوتوا بالأغلبية على إسقاط عضوية وليد العمري، وذلك بسبب تجاوزه “القواعد الأساسية لاجتماعات الهيئة العامة بما يخالف القانون الداخلي للائتلاف، وتعديه على احترام القواعد والقوانين الديموقراطية الناظمة لعمل مؤسسة الائتلاف، وبشكل لا يليق بتمثيل الثورة السورية”.

 

وبدأت الهيئة العامة للائتلاف اجتماعات دورتها الـ22، الجمعة، ومن المقرر أن تنتهي الأحد، حيث يناقش الأعضاء المستجدات السياسية، وفي مقدمتها نتائج اللقاء مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

 

ميدانياً، تجمّع نازحون سوريون أمام معبر “أقجة قلعة” الحدودي التركي، بانتظار السماح لهم بالدخول إلى الأراضي التركية، بعد أن هربوا من قصف قوات التحالف الدولي لتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي استهدف منطقة رأس العين “سري كانيه” بريف الحسكة، والمعارك قرب تل أبيض بريف الرقة. وأمضى النازحون ليلتهم أمام المعبر الحدودي، في ظل تحليق طائرات التحالف، وقيامها بطلعات استكشافية فوق المنطقة.

 

وتواصل قوات الأمن التركية، اتخاذ تدابير أمنية على الخط الحدودي، بعد أن لجأ إليها نحو 15 ألف سوري خلال الأسبوعين الماضيين، جراء ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين قوات “وحدات حماية الشعب” الكردية، ومقاتلي “تنظيم الدولة” في منطقة تل أبيض. حيث شهدت الأيام الماضية، سيطرة “وحدات الحماية” وفصائل من غرفة “بركان الفرات” على قرى وبلدات، في ريف مدينة تل أبيض. الأمر الذي أسفر عن حالة نزوح للأهالي، في حين بدأ التنظيم بحفر خندق حول تل أبيض، في مسعى منه لتعزيز مواقعه الدفاعية.

 

وتمكنت مليشيا وحدات الحماية من محاصرة مدينة تل أبيض من الجهتين الشرقية والغربية، وذلك بعد تقدمها إلى مشارف المدينة. وسيطرت الوحدات السبت، على قرى عوض والدبس وخربة عبود وخربة البقر وأبو خرزة والرافعة وأم حويش شرقي تل أبيض، ووصلت إلى وسط مدينة سلوك، التي فخخ التنظيم منازلها قبل انسحابه منها، جراء الضربات المكثفة لطائرات التحالف الدولي. وفي الجهة الغربية لتل أبيض، وصلت الاشتباكات إلى قرى علو وجهجاه ومفرق أبو خرزة، قرب مدينة عين عيسى، وسط حالة هلع ونزوح مكثف للأهالي الذين يواصلون الانتقال إلى مدينة الرقة جنوباً، والبوابة الحدودية في تل أبيض شمالاً، والتي أغلقتها السلطات التركية منذ 3 أيام أمام النازحين.

 

كما سيطرت “وحدات حماية الشعب”، السبت، على قرى قلاج ورنيم ورزاكي ودردو، في الريف الغربي لمدينة رأس العين بريف الحسكة. في حين تستمر الاشتباكات في قرى دارا وعمر وحلول.

 

وكانت الولايات المتحدة، قد أعربت الجمعة، عن قلقها من تقارير حول استغلال حزب “الاتحاد الديمقراطي” الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني”، للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي، في تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.

 

وكان التحالف الدولي قد شنّ 9 غارات جوية، ليل السبت-الأحد، على مناطق سيطرة التنظيم في ريف حلب، مستهدفاً رتلاً لـ”تنظيم الدولة”، ما أدى لمقتل 12 عنصراً للتنظيم، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وطاول القصف قرية صوران إعزاز بريف حلب الشمالي، والتي سيطر عليها التنظيم مؤخراً. واستهدف القصف رتلاً للتنظيم كان قادماً من بلدة احتيملات، وأشارت الأنباء إلى تدمير 6 سيارات للتنظيم ومدفع 57. ويأتي هذا بعد أن استطاع مقاتلو المعارضة استعادة السيطرة على قرية البل، موقعين إصابات بصفوف مقاتلي التنظيم، حيث تمكنوا من قتل ما يزيد عن 30 عنصراً، واغتنام دبابة ورشاش 23.

 

في حين قصفت طائرات النظام بلدة تل قراح بريف حلب الشمالي، بينما دارت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمعارضة في منطقة البريج بمدخل حلب الشمالي الشرقي، وعلى أطراف حي الراشدين غربي حلب. وقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام، باستهداف آلية عسكرية على طريق بلدة خناصر. كما قصفت قوات المعارضة بقذائف مدافع “جهنم” تجمعات لقوات النظام في حي العامرية.

 

وفي حماة، قتل 30 عنصراً لقوات النظام، السبت، خلال اشتباكات مع المعارضة المسلحة المشاركة بمعركة “فتح من الله”، على حاجز “مدجنة شجاع” قرب قرية معركبة. وتهدف معركة “فتح من الله” للسيطرة على حواجز البويضة ومعركبة والمصاصنة ولحايا وزلين، التابعة لقوات النظام في ريف حماة الشمالي. ودمرت فصائل “فتح من الله” دبابة لقوات النظام بين قرية معركبة ومدينة مورك، وسيارة مزودة برشاش 23، كما قصفت بصواريخ “غراد” مطار حماة العسكري. وقال مراسل مركز حماه الإعلامي حسن العمري، لوكالة “السورية نت”، إن هدف المعركة هو الاقتراب من الطريق الدولي تمهيداً للسيطرة على مدينة مورك.

 

وفي إدلب، سيطرت “غرفة عمليات جيش الفتح” مساء السبت، على قرية جنة القرى وتل خطاب، في الريف الغربي لمدينة جسر الشغور. حيث استهدفت حركة “أحرار الشام الإسلامية” بصواريخ “كاتيوشا” حاجز تل حمكة، واستهدف “جيش الفتح” بقذائف الهاون، قوات النظام عند جسر قرية جنة القرى، فيما انسحب رتل لقوات النظام من قرية المشيرفة القريبة. واستهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرية مشمشان، من مواقعها في معسكر جورين بريف حماة.

 

السويداء: متخلفون عن “الخدمة الإلزامية”.. يلجأون إلى شيوخ المزرعة

مرة جديدة تفشل مساعي النظام الرامية لاستعادة قرابة 27 ألف متخلف عن الخدمتين العسكرية والاحتياطية، من أبناء محافظة السويداء. فبعد أن لجأت القيادات الأمنية مؤخراً إلى  استخدام آخر أوراقها من خلال استصدار فتوى دينية عن الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، برئاسة شيخ العقل حكمت الهجري، لحث الشباب على الإلتحاق بالخدمة العسكرية شرط أن تكون داخل محافظتهم، أفشلت مجموعة من الشباب الذين انصاعوا للفتوى ذلك المخطط، بعدما اكتشفوا أن الموضوع كان مجرد خدعة.

 

وسرعان ما اكتشف مجموعة من الشباب أنهم وقعوا في فخ تلك الفتوى، حين علموا أنهم سيساقون إلى القتال لاستعادة اللواء 52، الذي خسره النظام قبل أيام في محافظة درعا، إضافة لاكتشافهم  نية النظام سحب بعضهم للقتال في القلمون تحت حجة أن أحد القطاعات العسكرية الموجودة في تلك الجرود الوعرة، تابعة للفرقة 15، وهي تقع في السويداء ووعد بيان الشيخ الهجري أن يقضي أبناء السويداء خدمتهم فيها.

 

وذكرت مصادر من السويداء لـ”المدن” أن مجموعة من الشبان ويبلغ عددها قرابة الخمسين شاباً تركوا مركز تجميع العساكر في ثكنة “سد العين”، وتوجهوا فوراً إلى بلدة المزرعة لطلب الحماية من الشيخ وحيد البلعوس، ومجموعة رجال الدين المسلحين، لحمايتهم من الاعتقال بعدما فرّوا من المركز. وتحدث عدد من الشبان أثناء لقائهم بالشيوخ أنهم اكتشفوا محاولات الاحتيال عليهم بعد العهود التي قطعها النظام وبيان الهجري ببقائهم ضمن أراضي السويداء، للخدمة في قطاعات الفرقة 15، ولكن تبين أنه سيصار إلى فرزهم للقتال في اللواء 52 وفي قطاعات عسكرية خارج المحافظة.

 

وأعاد أحد الشيوخ في المزرعة خلال لقائه بالشبان التذكير بالالتزام السابق الذي قطعه الشيوخ لأهالي السويداء، والقاضي بحماية كل من يلجأ إليهم في هذا الخصوص، واستمرارهم في الوقوف بوجه كل محاولات إلقاء القبض عليهم، سواء في شعب التجنيد أو على الحواجز، إضافة إلى منع مداهمة البيوت بهدف سوق الناس إلى الخدمة مهما كلف الأمر، باستثناء الأشخاص الراغبين هم بالإلتحاق بالخدمة ضمن جيش النظام. وقال الشيخ، في تسجيل مصور بث على شبكات التواصل الإجتماعي، أن الدروز “فرض عليهم الخدمة في الجيش العثماني، والفرنسي.. والآن يفرض علينا الخدمة من قبل الحكومة السورية.. ونحن لن نخدم في الجيش”. واعتبر الشيخ أن السويداء بحاجة إلى وجود الشباب فيها للدفاع عنها كأولوية يجب على الجميع إدراكها، خاصة بعد أن اتضحت ملامح تقدم داعش من جهة الشرق والشمال الشرقي.

 

هذه المحاولة تزامن مع انطلاق معركة السيطرة على مطار الثعلة العسكري في السويداء، كما أنها جاءت على وقع توترات أمنية لافتة، كان أبرزها سقوط أكثر من 7 قذائف هاون على أحياء سكنية في قلب السويداء، الجمعة الماضي، حيث كان عدد من السيارات المزودة بمكبرات صوتية تجوب الشوارع وتقرأ بياناً تطلب فيه من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، تسليم أنفسهم إلى شعب التجنيد ليتم فرزهم للخدمة داخل السويداء، بحجة حمايتها من خطر الجماعات المتشددة. وجاء في نص الدعوة التي بثّتها تلك السيارات: “تلبية لنداء الوطن والواجب وتوجيهات سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد، وإلتزاماً بمواقفنا الوطنية، وتاريخنا المجيد، فإن الرئاسة الروحية للموحدين من خلال أمانة المسؤولية التاريخية والوطنية في الدفاع عن قدسية ترابها وأوطانها، فإننا نتوجه إلى جميع أبنائنا الشرفاء القادرين على حمل السلاح، وشبابنا المخلصين ممن لم يلتحقوا بالخدمة الإلزامية، والمطلوبين للخدمة الإحتياطية، ولم يسوّوا أوضاعهم، آميلن منهم باسم النخوة العربية وغيرة الدين أن لا يتقاعسوا عن هذا النداء”.

 

شبان السويداء يرفضون الخدمة الإلزامية ويلتحقون بمشايخ الكرامة

بعد ان انصاع بشار الأسد وأصدر قراراً بأن يقضي شباب السويداء الخدمة الالزامية في الجيش داخل محافظة السويداء، ذكرت صفحة «تجمع أحرار السويداء« أن العشرات من أصل 27 ألف متخلف عن الخدمة ذهبوا إلى شعب التجنيد السبت للالتحاق في الخدمة ليتفاجأوا بمحاولة الاحتيال عليهم عبر فرزهم إلى الفرقة 15 وتحديداً اللواء 52 الذي سيطر عليه الثوار منذ أيام بريف درعا الشرقي على بعد 25 كم من مدينة السويداء غرباً، ولأن اللواء 52 محرر وأقرب نقطة عنه هي مطار الثعلة العسكري فيجب أن ينخرطوا في المعارك، حيث اجتمعوا بهم وأبلغوهم قرارهم رفض الالتحاق بالخدمة والانضمام إليهم.

 

في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري في «الجيش الحر ـ الجبهة الجنوبية« لوكالة «أرا نيوز» الإلكترونية، أن هنالك «تنسيقاً واضحاً« بين «الجيش الحر« ومشايخ من السويداء، وأن هنالك «زيادة واضحة في معارضة مشايخ السويداء لبقاء النظام«.

 

وأجاب المصدر عند سؤاله عن إمكانية توحيد الجبهة الجنوبية ككل، بأن «التنسيق موجود سابقاً مع بعض مشايخ السويداء أما بخصوص موضوع توحيد الجبهة الجنوبية، فلم يتم الحديث به بعد«، موضحاً أن معارضة مشايخ السويداء للنظام «زادت وخصوصاً في الفترات الأخيرة«.

 

كما اعتبر المصدر تعقيباً على البيان الأخير الصادر عن الجبهة الجنوبية لـ»الجيش الحر« بشأن تأكيد الحرص على حماية القرى الدرزية في السويداء أن «البيان تم تعميمه على جميع الفصائل الجنوبية، والقيادات العسكرية، وبالطبع سيكون هنالك التزام واهتمام كبير بتنفيذ بنوده«، مضيفاً «باستثناء حالات فردية كان قد صرح عنها الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس سابقاً«.

 

وفي ما يتعلق بعلاقة «الجيش الحر« مع «جبهة النصرة« وخصوصاً بعد المجزرة الأخيرة في قرية قلب لوزة في ريف إدلب شمالي سوريا، أشار المصدر إلى أنه «لا يمكن أن يحدث خلاف بسبب أعمال فردية، ولا أحد من جيش الفتح يقبل بأن تحدث مجزرة بحق أهلنا الدروز«، موضحاً أن «هنالك محاكم تعمل على الموضوع لأن المجزرة مجزرة«.

 

وكان الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس قد صرح أمس في حديثه مع قناة «الحدث« على «العربية» أن «الجيش الحر تعهد بعدم دخول أي منطقة في السويداء فيها سكان إلا إذا كانت تخدم العمل العسكري، وأن الجيش الحر خلال عمليته في مطار الثعلة قام بالدخول على قرى درزية من دون أن يكون هنالك انتهاكات، وإنما النظام قام باستهداف السويداء بقذائف هاون لتأجيج الجو العام«.

(سراج برس، أرا نيوز)

 

قمح درعا في مرمى نيران النظام السوري  

عمار خصاونة-درعا

يعتبر القمح أهم المنتجات الزراعية في جنوب سوريا، ويصنفه خبراء زراعيون على أنه من أفضل الأصناف عالميا، حيث تمتاز درعا بمساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالقمح.

وبعد اتساع رقعة الأراضي المحررة على يد قوات المعارضة السورية المسلحة بدرعا، استطاع مئات الفلاحين استعادة حقولهم التي كان يسيطر عليها النظام وتمكنوا مجددا من زراعتها بالقمح، لكن النظام السوري أبى إلا أن يلحق الأذى بهم.

 

وقال مدير المكتب الزراعي في محافظة درعا المهندس نزيه قدّاح، إنه تبنوا مشروعا لزراعة 200 ألف دونم من القمح متوقعين إنتاج 88 ألف طن لنحصل منه على نحو 70 ألف طن من الطحين”.

 

وأضاف للجزيرة نت “قمنا بحملة إعلامية واسعة باسم مجلس المحافظة شعارها (قمحنا أمننا)، أوضحنا فيها أننا لن نسمح بذهاب حبة قمح واحدة لنظام بشار الأسد، وحين رأى النظام جدية الأمر عزم على استهداف محاصيل القمح في المحافظة”.

 

وأشار إلى أن الاستهداف يؤدي إلى احراق المحاصيل خاصة أننا ندخل موسم الحصاد، وتكون سنابل القمح شبه يابسة وسريعة الاشتعال.

 

ويعدد قداح المناطق التي استهدف النظام القمح فيها وهي “الحراك، المليحة الشرقية، اليادودة، طفس، علما، والمزارع المتاخمة للشريط الحدودي مع الأردن وحيط ومحيطها”.

 

سلة غذائية

وأوضح أنه لا إمكانية لدى مجلس المحافظة لتعويض المزارعين وأن مهمته تقتصر على إحصاء الأضرار والنفقات الزراعية للفلاحين بدقة ورفعها بتقرير مفصل إلى الحكومة المؤقتة أملا بقيامها بتعويض الفلاحين عن أضرارهم، وركز على أن المساحة التي أحرقت لم تتجاوز الألف دونم في كامل المحافظة.

 

وتحدث عن أن منطقة حوران كانت تشكل السلة الغذائية في عهد الإمبراطورية الرومانية بسبب خصوبة أراضها ووفرة محاصيلها، وأنها شكلت في عهد النظام السوري جزءا كبيرا من الإنتاج الزراعي للبلاد، حيث إنها الأولى في إنتاج البندورة وفي مراكز متقدمة في زراعات أخرى خاصة الزيتون والقمح.

 

وكان قمح حوران يمثل أكثر من نصف إنتاج سوريامن القمح، وهو من أهم مواد الاكتفاء الذاتي.

 

ويذكر أبو أحمد -مزارع من أهالي درعا- كيف يكدون في حراثة الأرض وزراعتها، وقال “نضع تكاليف باهظة في هذا الظرف العصيب وننتظر ناتج المحصول في نهاية العام، لكن إجرام الأسد طال أراضينا وأحرق قلوبنا لأنه لم يعد يستفيد منها”.

 

وليس أبو أحمد الوحيد الذي احترقت أرضه المزروعة بالقمح والتي تزيد مساحتها عن 40 دونما (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، فأبو سامي احترق محصوله الذي كان ينوي بيعه للحكومة المؤقتة التي قررت شراء المحاصيل.

 

في السياق نفسه، أعرب رياض الربداوي وهو -مدير فرع المؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة المؤقتة بدرعا- عن أسفه لما يحصل، وقال إن مسؤوليتهم تقتصر على شراء الحبوب من المزارعين، وأن مسؤولية تعويض الأضرار تقع على عاتق مجلس المحافظة.

 

وأضاف “نسعى لإيقاف الحرائق التي يسببها النظام عن طريق التنسيق مع مراكز الدفاع المدني في المحافظة والتي تفتقر للكثير من الإمكانيات، ونهدف مع الدول الصديقة الداعمة لشراء كامل محاصيل القمح في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي ونفتتح مشروعنا هذا بشراء 15 ألف طن من القمح  وبأسعار أعلى من أسعار نظام الأسد، ساعين لعدم وصول أي حبة قمح للنظام”.

 

القوات الكردية تقتحم تلة إستراتيجية بمشارف تل أبيض  

أفادت مصادر للجزيرة بأن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بفصائل من المعارضة السورية المسلحة، تمكنت من السيطرة على تلة إستراتيجية تبعد ثلاثة كيلومترات شرق تل أبيض في ريف الرقة على الحدود مع تركيا، وذلك بعد معارك مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأضافت المصادر أنه بعد سيطرة المقاتلين الأكراد على هذه التلة لم يعد يفصلهم عن مدينة تل أبيض إلا قرية “تل أبيض شرقي” التي غدت تحت مرمى نيران هذه القوات.

وقال مراسل الجزيرة من المنطقة أحمد الزاويتي إن قوات وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل قوات المعارضة تواصل تقدمها باتجاه تل أبيض التي تعد أحد أهم معاقل تنظيم الدولة، وباتت على مشارف المنطقة من الجانب الشرقي للمدينة.

 

ونقل عن مسؤولين في هذه القوات أنهم يخططون لفرض حصار على تل أبيض، خاصة بعد اقتراب قواتهم أيضا من الجانب الغربي من المدينة وقطعها الطريق الرابط بين تل أبيض والرقة.

 

تأكيد كردي

وأكد المتحدث باسم الوحدات الكردية أن مقاتليها اشتبكوا مع مسلحي تنظيم الدولة على مقربة من مدينة تل أبيض بعد سيطرتهم على بلدة سلوك في ريف الرقة.

 

وقال القائد الكردي حسين خوجر لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاشتباكات تدور الآن على بعد خمسين مترا من تل أبيض، وإن تنظيم الدولة فجر جسرين قريبين منها، بينما أكد القائد في الجيش الحر عبد الكريم العبيد للجزيرة أن “القوات على حدود المدينة ولا يفصل بيننا إلا نهر صغير اسمه الجلاب”.

 

من جهته قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الأكراد وصلوا إلى مدخل المدينة من الطرف الجنوبي الشرقي، ولكن لم يدخلوا المدينة حتى اللحظة، مضيفا أنه لا يوجد تقدم من الجهة الجنوبية الغربية.

 

مساندة التحالف

وجاء هذا التقدم بمساندة طائرات التحالف الدولي التي قصفت مواقع التنظيم في المدينة الواقعة بريف الرقة شمالي شرقي سوريا.

 

لكن مصادر في التنظيم نفت صحة أن يكون مقاتلو وحدات الحماية الكردية قد بسطوا سيطرتهم على بلدة سلوك القريبة من تل أبيض. وأضافت المصادر أنه لم يدخل أي من المقاتلين الأكراد البلدة حتى الآن، وأنهم التفوا حولها.

 

يشار إلى أن السيطرة على تل أبيض من شأنها أن تساعد الأكراد على ربط المناطق التي يسيطرون عليها في شمالي سوريا، ويقطعون طرق الإمداد الرئيسية لمدينة الرقة معقل التنظيم.

 

وقد أدت المعارك والقصف الجوي لطائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في تل أبيض، إلى نزوح الآلاف باتجاه الحدود التركية.

 

انشقاقات بصفوف قوات النظام في #ريف_القنيطرة

العربية.نت

أفادت شبكة سوريا مباشر بأن انشقاقات حدثت في صفوف ميليشيا اللجان الشعبية وقوات النظام في بلدة خان أرنبة في ريف #القنيطرة. وذكرت الشبكة أنه تم وصول عدد من المنشقين إلى مزرعة بيت جن في #ريف_دمشق الملاصق لريف القنيطرة.

إلى ذلك استهدفت قوات النظام المتمركزة في #خان_أرنبة بالمدفعية وراجمات الصواريخ المنطقة خلال تسلل المنشقين باتجاه نقاط تمركز #كتائب_الثوار في بلدات بريقة ونبع الصخر وأم باطنة.

وأضاف المصدر أن المنشقين هم من أهالي بلدة خان أرنبة الرافضين للقتال في صفوف #قوات_النظام ضد كتائب الثوار في المنطقة وتعذر على المصادر الإعلان عن اسمائهم خوفاً على مصير ذويهم الموجدين في البلدة.

 

27 ألف درزي تخلفوا عن الخدمة العسكرية في #جيش_النظام

دبي- قناة العربية

تعيش الأقلية الدرزية في محافظة #السويداء” حالة ترقب وسط معلومات تشير إلى نية #النظام” الانسحاب من المناطق التي لا تهمه استراتيجياً ليتحصن في المناطق التي لا تزال في دائرة نفوذه، وهو ما يفسح المجال لدخول #داعش” لذي أصبح على تخوم المحافظة.

وقد حسم جزء من الأقلية الدرزية في محافظة السويداء خيارهم برفض الانضمام الى الخدمة العسكرية في جيش النظام، فيما تزايدت نداءات نظام الأسد للدروز الالتحاق بصفوف قواته على وقع بدء معركة الجبهة الجنوبية للسيطرة على #مطار-الثعلة” القريب من السويداء.

فقد تخلف 27 ألف درزي عن الخدمة العسكرية في جيش #الأسد” الذي يستميت لاستمالتهم تحت التهديد بالاعتقال حينا و تهديد بخطر داعش حينا آخر. وبينهما تعيش تلك الأقلية في السويداء هاجس انتقام قد يفتعله النظام ضدهم لمعاقبتهم على التمرد عليه.

لكن في المقابل انطلق اصرار بعدم الاتحاق بالتجنيد من منزل الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، الذي يتراس مجموعة تسمي نفسها “رجال الكرامة”

وكانت تلك المجموعة قد أوقفت قافلة أسلحة وصواريخ في بلدة المزرعة كانت النظام يحاول سحبها باتجاه دمشق في محاولة لإفراغ المحافظة من السلاح

فيما بدا أنه مسعى جديد للنظام لتهديد هل السويداء ووضعهم في عزلة في مواجهة داعش الذي اقترب من محافظتهم من جهة الشرق.

أما شمالا ًفلا تزال ذيول حادث مقتل أكثر من 20 درزيا على أيدي عناصر من جبة #النصرة” ترخي بثقلها على الدروز رغم التطمينات حتى من النصرة، التي أعلنت في بيان أسفها للحادث، واعدة بانزال القصاص بمرتكبيه .

 

#اليونان.. وصول ألفي مهاجر أغلبهم سوريون

أثينا – فرانس برس

وصل حوالي 1800 مهاجر غالبيتهم من السوريين، الأحد، إلى ميناء بيرايوس في اليونان، وهو الميناء الرئيسي قرب أثينا، قادمين من جزيرتي ليسبوس وخيوس اليونانيتين في بحر إيجه، بحسب مصدر في شرطة الميناء.

وقال المصدر إن حوالي 1400 منهم، جاؤوا من ليسبوس و400 من خيوس.

وهاتان الجزيرتان كمثيلاتهما في بحر ايجه، استقبلتا في الأشهر الأخيرة عدداً كبيراً من المهاجرين القادمين خصوصاً من السواحل التركية القريبة على متن مراكب.

وتعاني هاتان الجزيرتان من نقص حاد في مراكز الإيواء لاستقبال هذا الدفق الكبير من المهاجرين، وتستمر السلطات المحلية بمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات لمعالجة هذه المشكلة، خصوصاً في الموسم السياحي.

ووفقا لخفر السواحل اليونانيين، فقد تم تسجيل أكثر من 1300 مهاجر وصلوا الى ليسبوس وحدها منذ الإثنين الماضي.

واليونان، التي تعيش تحت وطأة ديونها، واحدة من البوابات الرئيسية لدخول المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا عن طريق البحر.

وقد ارتفع عدد المهاجرين ستة أضعاف منذ بداية العام، بحسب الأمم المتحدة. وأكثر من 90 في المئة من هؤلاء يأتون من دول مثل سوريا (أكثر من 60 في المئة) وأفغانستان والعراق والصومال وأريتريا.

 

الممثل البريطاني “إنرايت”: أنضم لأي فصيل يحارب #داعش

دبي – قناة العربية

قرر الممثل البريطاني #مايكل_إنرايت ترك عالم المشاهير والانضمام لصفوف وحدات حماية الشعب الكردية، لمحاربة تنظيم “داعش” في #سوريا.

وفي تصريح خاص له مع “العربية” قال مايكل: “إن سبب قدومي للقتال هنا أني رأيت جيمس فولي يُقطع رأسه، فيما كبّلت يداه خلف ظهره، ولم أكن قد رأيت شيئاً مشابهاً من قبل”.

وأكمل: زاد الأمر سوءاً أن الجبان الذي قتله كان بريطانياً، ومن ثم سمعت عما حلّ بالإيزيديين وكيف قتلت “داعش” الرجال والأطفال واغتصبوا النساء وباعوهن.

وتابع: لم أرد بالضرورة الانضمام إلى قوات #الحماية_الكردية، وإنما القتال إلى جانب أي فصيل يقاتل داعش، مؤكدا أن داعش وصمة عار على الإنسانية.

وأضاف، الأمر مهم بشكل خاص بالنسبة لأوروبا ولا سيما #بريطانيا، التي يوجد فيها العديد من المسلمين الذين يريدون العيش بسلام ووئام مع جيرانهم، ثم هناك جزء صغير من هؤلاء يريدون أن يأتون إلى هنا ويقومون بهذا القتل. وأنا أتمنى أن يرى الشباب هناك ما رأيته هنا. إنهم يستحقون حياة أفضل بكثير مما يوجد هنا. وأنا أعمل اليوم مع جنرالات يخبرونني ماذا علي أن فعله على الأرض، ولحسن الحظ لم أواجه أي عنصر من داعش حتى الآن بشكل مباشر.

وأشار إلى المنطقة خلفه “#سلوك” وقال: “إن هذه هي المعركة الأهم في الحرب وهي من يحدد نتيجتها على الأغلب. فعندما نربح هذه المعركة ستنغلق المنافذ على داعش تماماً. فالتاريخ يُصنع هنا اليوم، و نهاية داعش هنا في هذا المكان.

وأكد التزامه  بالبقاء مكانه إلى حين خروج التنظيم الإرهابي من المنطقة.

 

مع تقدم المعارضة شمالا وجنوبا: بشار الأسد.. من الوراثة إلى الثورة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — مع اشتداد المعارك على جميع الجبهات السورية تقريبا والتقدم المضطرد للمعارضة في جنوب وشمال البلاد تعود النقاشات حول مستقبل سوريا في ظل الانهيار الممكن لنظام الرئيس بشار الأسد، وهوية الجهة التي قد تتولى مقاليد الأمور على الأرض بظل التصارع المستمر بين مختلف القوى، وفي ما يلي، نستعرض أبرز المحطات في حياة الأسد السياسية منذ توليه السلطة حتى اندلاع المواجهات.

 

– تسلّم بشار الأسد رئاسة الجمهورية العربية السورية عام 2000 بعد وفاة والده، وقد سبق ذلك حصول تعديل دستوري خاص بعمر المرشحين للرئاسة ليتمكن من الوصول للسلطة.

 

– اتهمت أمريكا وعدة دول غربية ومعها قوى 14 أذار في لبنان النظام السوري بالمسؤولية عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط عام 2005، وهو أمر نفى النظام السوري صحته وأكد بأن الحريري كان حليفاً لدمشق في لبنان.

 

– أعلن الجيش السوري بعد اغتيال الحريري انسحابه من لبنان في أبريل/نيسان عام 2005، بعد تمركزه فيه منذ عام 1975.

 

– انطلقت موجة من الحراك الشعبي المعارض للنظام السوري في 15 مارس/آذار عام 2011 من محافظة درعا جنوب سوريا، سرعان ما تمددت نحو سائر المدن.

 

– ظهرت قوة عسكرية أسست من قبل منشقين عن الجيش السوري باسم “الجيش السوري الحر” في 29 يوليو/تموز عام 2011.

 

– شكلت جبهة النصرة في أواخر عام 2011، وظهرت بعدها تنظيمات أخرى منها ما يعرف اليوم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو “داعش”.

 

– قتل أكثر من 200 ألف شخص منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، واتهم النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوي في أكثر من حادثة، وقام المجتمع الدولي بمصادرة المواد الكيماوية من النظام وفق قرار صدر في 14 أبريل/نيسان عام 2013.

 

– منذ مطلع العام تعرض النظام لخسائر كبيرة فقد فيها معابره الحدودية مع العراق ومدن كبرى مثل إدلب وجسر الشغور شمالاً، واللواء 52 جنوباً.

 

معركة “تل أبيض”.. آلاف السوريين يحطمون الحواجز الحدودية ويدخلون الأراضي التركية “عنوة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- تمكن آلاف السوريين الفارين من المعارك المحتدمة بين المقاتلين الأكراد ومسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”، في محافظتي الرقة والحسكة، من تحطيم واقتحام الحواجز، وعبروا الحدود إلى الجانب التركي “عنوة”، عند معبر “أكاكالي.”

 

وقال مصور وكالة الصحافة الفرنسية، بولنت كيليتش، لبرنامج “كونكت ذي ورلد” على شبكة CNN الأحد، إن الجنود الأتراك المتواجدين على المعبر الحدودي، قاموا بإطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء، للسيطرة على حشود السوريين، الذين تدفقوا إلى الجانب التركي من الحدود.

 

وأضاف كيليتش، الفائز بجائزة مجلة “التايم” لـ”أفضل مصور صحفي” في العام 2014، في تصريحاته للشبكة عبر الهاتف: “لقد شاهدت أناساً مع أطفالهم، بعضهم يحمل أطفاله الرضع، كما شاهدت عدداً من الجرحى.. في الوقت الراهن، لم تجد السلطات التركية بداً من استقبالهم.”

 

وتابع بقوله: “إنه أمر لا يُصدق، لم أر مثل هذا العدد من اللاجئين من قبل خلال السنوات الأربعة الأخيرة، والتي عملت خلالها في الكثير من المناطق الحدودية.. حقاً إنه أمر لا يصدقه عقل.”

 

ونشر نشطاء صوراً تظهر تدفق آلاف السوريين إلى المنطقة الحدودية مع تركيا، فيما قام عدد من الجنود الأتراك باستخدام مدافع المياه لمنع السوريين من عبور الحدود، فيما أشارت تقارير إلى أن نحو 13 ألف لاجئ سوري تمكنوا بالفعل من الدخول إلى الاراضي التركية خلال الأسبوع الماضي.

 

وفي وقت سابق الأحد، قالت مصادر في المعارضة السورية إن مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي”، مدعومة بكتائب مقاتلة وطائرات التحالف، تمكنوا من دخول بلدة “سلوك”، الواقعة في الريف الشمالي لمدينة “الرقة”، إحدى أكبر معاقل التنظيم المعروف باسم “داعش” في شمال سوريا.

 

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن المقاتلين الأكراد تقدموا إلى مشارف مدينة “تل أبيض”، الحدودية مع تركيا، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش، وسط حركة نزوح واسعة لمئات الأسر، سواء باتجاه مدينة الرقة، أو باتجاه الشريط الحدودي، هرباً من المعارك الدائرة في محيط المدينة.

 

وأشار المرصد الحقوقي، وهي جماعة معارضة تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، إلى أن حالة من “التذمر” بدأت تسيطر على مسلحي تنظيم “داعش” المحاصرين داخل “تل أبيض”، وهددوا بالانسحاب من المدينة في حالة عدم وصول المزيد من التعزيزات لمساندتهم.

 

ونقل المرصد عن ما وصفها بـ”مصادر موثوقة” أنه تم مؤخراً التقاط محادثة بين عناصر من “داعش”، طلبوا تعزيزات لتخليصهم من الحصار، إلا أن أحد القياديين المحاصرين خاطب مجموعة كانت تنوي التوجه لفك حصارهم، بالقول: “لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة من أجلنا، واتركونا نواجه مصيرنا هنا، فنحن جئنا لنيل الشهادة.”

 

وأصبحت عملية إرسال مزيد من التعزيزات إلى عناصر “داعش” المحاصرين، من قبل وحدات حماية الشعب الكردي، داخل المدينة “شبه مستحيلة”، في ظل التحليق المكثف لطائرات التحالف في أجواء المنطقة، واستهداف أي تحركات يتم رصدها لعناصر التنظيم.

 

المقدسي لـCNN بالعربية: لن يقوم الإسلام بغير القوة وإذا جرّدنا السيف من القرآن أصبح سيفاً بلا أخلاق

كشف عاصم طاهر البرقاوي، المعروف بـ”أبي محمد المقدسي”، أحد أبرز الوجوه الدينية السلفية والمُنظّر والمرجع الروحي للعديد من الجماعات الجهادية المسلحة، في مقابلة مطولة مع CNN بالعربية عن العديد من المفاصل التي تركت أثرا فكريا وعقائديا بحياته، كما تحدث عن علاقته بقادة القاعدة وبأبي مصعب الزرقاوي وموقفه من داعش.

 

في هذه الحلقة من المقابلة المطولة مع CNN بالعربية، يجيب المقدسي حول قضية القوة وارتباطها بالدين.

 

السؤال: هل تعتقد بأن تنظيم الدولة، أو ما يسمى داعش، هو بالأساس تنظيم يتمحور حول تمثيل الدين، أم أنه تنظيم يمثل النفوذ أو القوة؟

 

الجواب: “نحن كمسلمين لا نستطيع أن نفصل الدين عن القوة وإن كان الغرب يفهم موضوع القوة أو موضوع السيف فهماً آخر، والآن هم ينشرون في أطروحاتهم أنّ الإسلام انتشر بالسيف، نقول لهم اذهبوا إلى جنوب شرق آسيا واسألوا المسلمين هناك.”

 

وأضاف: “ملايين المسلمين أسلموا من خلال تعاملهم مع التجار المسلمين الذين ذهبوا للمعاملات التجارية في تلك البلاد ورأوا أخلاقهم العالية في المعاملات ما حثّهم على الإسلام، وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نفصل القوة عن الإسلام، ولا يوجد أي دين من الأديان يعرّي نفسه من القوة، وهل نستطيع أن نزعم وإن كان أتباع المسيحية ينادون بأن الدين المسيحي ينادي بالمحبة وأين الحروب الصليبية من هذا السياق، وكذلك اليهودية، أين هم من احتلال بلاد الآخرين وتشريد شعوب كاملة من أوطانها؟”

 

وتابع بالقول: “نحن لا نستطيع أن نعزل ديننا او نقول  أن القوة لا علاقة لها بديننا، ولكن السؤال الذي أود ان أطرحه بصيغة أخرى، اننا نحن المسلمون علمّنا ديننا أن قوام الإسلام ليس بالسيف فقط وليس بالكتاب فقط، بل هو بالكتاب والسيف، كذلك كما يقول شيخ الإسلام إين تيمية “قوام هذا الدين في كتاب يهدي وبسيف ينصر وكفى بربك هادياً ونصيراً”، فإذا فصلنا القرآن عن القوة وعن السيف فلن ينتصر ، ونضحك على أنفسنا أن القرآن له ستقوم له قائمة من غير قوة في زمن كل الناس تتعامل بالقوة، وكل الشعوب التي تحترم نفسها لا تتخلى عن القوة، ولن يقوم الإسلام بغير القوة.”

 

وختم بالقول: “ولكن إذا جرّدنا القرآن من القوة فلا قيام له، وكذلك إذا جرّدنا السيف من القرآن أصبح سيف بلا أخلاق، بلا ضوابط وبلا أصول ، سيف بلا قرآن لا يصلح ، يجور ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: “من خرج على أمتي بالسيف لا يفرق بين برها وفاجها فليس مني ولست منه”، ولذلك الخروج بالسيف وحده ضلالة عظيمة، لا بد أن بهذب ويوجه هذا السيف حسب أخلاق وضوابط القرآن، وديني يمنعني التخلّي عن القوة، ولكن هي قوة حسب ضوابط القرآن.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى