أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 16 أيار 2016

 

 

 

مخاوف من انفجار في غوطة دمشق

لندن – «الحياة»

نجحت القوات الحكومية السورية في استرجاع مواقع سيطر عليها تنظيم «داعش» في مدينة دير الزور، وسط مخاوف من تصاعد الصدام بين الفصائل الإسلامية التي تهمين على بلدات الغوطة الشرقية لدمشق، بعد أنباء عن إهدار «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة» السوري، دم عناصر «جيش الإسلام» أحد أقوى الفصائل المسلحة في ضواحي العاصمة السورية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير من ريف دمشق، إلى «تجدد الاشتباكات العنيفة» بين «جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وفصائل جيش الفسطاط من طرف آخر، في أطراف بلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية». وفصائل جيش الفسطاط هي تحالف لجماعات بقيادة «جبهة النصرة». وتحدث المرصد عن «حالة توتر متصاعدة بين الأهالي بسبب الاشتباكات الدائرة بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، وسط تخوف من مآلات الوضع فيها».

وكان لافتاً ما أورده المرصد عن «قيام خطباء من جبهة النصرة بالتحريض على قتال جيش الإسلام»، إذ نقل عن أحد الخطباء أنه «نادى على المواطنين في أحد مساجد مدينة سقبا بالقول: «قتال جيش الإسلام واجب على كل مسلم». ويمكن أن يؤشّر مثل هذا الكلام إلى فشل مساعي التهدئة بين الطرفين وإلى إمكان حصول انفجار أكبر بينهما. ورد «جيش الإسلام» في الأيام الماضية على اتهامات بتورطه في عمليات اغتيال لمعارضيه في الغوطة الشرقية، ونظّم لقاء علنياً لقائده عصام بويضاني مع فاعليات في معقله في مدينة دوما. وقال بويضاني في اللقاء الذي بثه «جيش الإسلام» على موقعه إن الاتهامات التي تطاوله إنما هي «ادّعاءات» صادرة عن «التحالف الباغي المكوّن من جبهة النصرة وفيلق الرحمن وفجر الأمة». وقدّم «جيش الإسلام» خلال اللقاء موقوفاً يدعى «أبو أمير الأردني» وهو «أمير وشرعي في جبهة النصرة» في الغوطة، والذي أكد «نية جبهة النصرة في الغوطة القضاء على جيش الإسلام». وأوضح الأردني أمام الحضور، وفق ما جاء في الشريط الذي بثه «جيش الإسلام»، أن «جبهة النصرة هي من تقف خلف اغتيالات الغوطة الشرقية».

ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن «المرصد» إن «أكثر من 300 عنصر قُتلوا خلال اشتباكات ناتجة من صراع على النفوذ بين الفصائل الإسلامية في الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أن هذه الاشتباكات «مستمرة» منذ 28 نيسان (أبريل) الماضي. وتنتمي غالبية القتلى إلى «جيش الإسلام» و «جبهة النصرة»، كما قتل العشرات من فصيل «فيلق الرحمن».

في غضون ذلك، أكدت حكومة دمشق أمس أن قواتها استعادت السيطرة على «مستشفى الأسد» في دير الزور بعد ساعات من استيلاء تنظيم «داعش» عليه، مؤكدة أن بعض أفراد الكادر الطبي قُتل «بالسلاح الأبيض»، وهو أمر كان «حزب الله» اللبناني أول من كشفه مساء السبت.

 

بدعم من التحالف: تركيا تضرب «داعش» في سورية وتقتل 27 عنصراً

اسطنبول، الأناضول – رويترز

قصفت القوات التركية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أهدافاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شمال مدينة حلب، ما أسفر عن مقتل 27 عنصراً، وفق محطة «سي أن أن ترك» ووسائل إعلام أخرى اليوم.

ولم توضح التقارير متى جرت هذه العملية العسكرية التي قالت محطة «أن تي في» إنها اشتملت على غارات جوية وقصف، فيما ذكرت مصادر اليوم أن «أربعة أشخاص أصيبوا في انفجار قنبلة في منطقة مالتيبو في مدينة اسطنبول ليلاً»، وأن «الجرحى أصيبوا بشظايا معدنية متطايرة من القنبلة التي زُرعت أسفل جسر يمر من أعلى طريق سريع»، ولم يُعرف مدى خطورة الإصابات أو المسؤول عن زرعها.

وكثّفت تركيا هذه الضربات الجوية بعد تعرض بلدة كيليس الحدودية لهجمات صاروخية في شكل منتظم في الأسابيع الأخيرة، وتقع كيليس على الجانب الآخر مباشرة من الحدود من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سورية.

 

واشنطن لا تشارك دول الخليج نظرتها لإيران

واشنطن – جويس كرم

أكد دنيس روس المسؤول البارز في ثلاث إدارات أميركية سابقة، أن ادارة باراك أوباما لديها «مفهوم ضيّق» للقوة العسكرية الأميركية و «لا تشارك» دول المنطقة رؤيتها حول حجم التهديد الإيراني. واعتبر المبعوث السابق للبيت الأبيض الى الشرق الأوسط، أن المرشحة الأقوى بين الديموقراطيين هيلاري كلينتون، «تدرك أهمية القوة» خصوصاً في التعاطي مع سورية، وتوقع إحياء فرص عملية السلام بعد انتهاء ولاية باراك أوباما.

وفي حديث الى «الحياة» في مكتبه في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قال إن «على عكس ما كان يأمل البعض في ادارة أوباما، فإن الاتفاق النووي مع إيران هو عملية تجارية وليس عملية تحولية، لأن ايديولوجية المرشد (علي خامنئي) لم تتغير والصفقة فيها تهديد لهذه الايديولوجيا».

ورأى روس الذي أشرف على هذا الملف في الإدارة الأميركية لغاية العام 2011، أن «إيران قبلت الاتفاق لإزاحة العقوبات، وبعدها أخذ المرشد موقفاً أكثر صرامة حيالنا، وهو يعوض اليوم للحرس الثوري لأن النظام يعتمد عليهم».

وقال الديبلوماسي الأميركي أن «الصفقة تشتري لنا 15 سنة (تجميداً في التطور النووي الإيراني)، والكثير يعتمد كيف نستفيد منها ونزيد قوة الردع بعد انتهائها». ورأى أن «منطق الاتفاق النووي كان من خلال زيادة الضغوط على إيران وترك مخرج لها، واذا كنا لنطبق هذا الأمر على تصرفها في المنطقة، فيمكننا أن نغيّر فيه اذا رفعنا الكلفة».

وعزا روس التباعد بين أوباما ودول الخليج بأن هذه الدول ترى «أولوية في التهديد الإيراني بينما أولوية أوباما هي داعش». وقال: «اذا شعرت دول مجلس التعاون باستثناء عمان بأن في إمكاننا فعل المزيد لاحتواء إيران والتصدي لما تطوره في المنطقة من صواريخ باليستية وغيرها، فسيسهل ذلك علينا الأمر بزيادة دورها في الحرب ضد داعش».

وعن مهمات الإدارة المقبلة، اعتبر روس أن الرسالة الى الدول العربية يجب أن تكون أننا «نفهم التهديد الإيراني كما يفهمونه، ليس بالضرورة الدخول للحرب في الوكالة بل فعل المزيد في العراق وفي سورية، والقول لروسيا اذا لم تطبقوا مبادئ جنيف فسننشئ مناطق آمنة».

وسألت «الحياة» روس اذا كان إنشاء هكذا مناطق ممكن بعد التدخل الروسي، فأجاب: «بالطبع ممكن، نقول للروس لن تحلقوا في هذه المنطقة وسنسقط طائرات الأسد في حال تحليقها». وأضاف: «أن ما تملكه روسيا في المنطقة يمثل جزءاً صغيراً من قوة أميركا هناك».

واعترف المسؤول الأميركي السابق بأن «هناك مزاجاً أميركياً للانسحاب من هموم المنطقة»، مشيراً الى ان «أمراض الشرق الأوسط لا تبقى منحصرة هناك اذا لم نعالجها، وعندما نساهم في الفراغ في المنطقة فستملأه القوى المدمرة». وشدد أن «على الإدارة المقبلة وضع خطط طارئة مع شركائنا العرب، لمكافحة شتى التحديات مثل إيران».

روس الذي عمل مع هيلاري كلينتون في الخارجية الأميركية ومع زوجها في عملية السلام في التسعينات، قال إن كلينتون «تفهم أن القوة مهمة في الشرق الأوسط كما يفهم ذلك الروس والصينيون، في حين أن أوباما لديه تعريف ضيق جداً لجهة طريقة استخدام القوة، ولا يرى فيها عاملاً لتغيير التوازن في الشرق الأوسط بل لمواجهة داعش».

وأضاف أن كلينتون «تفهم أنه لا يمكن ترك فراغ في المنطقة وأن طريقة التعامل مع الخصوم ليست بتفهم مظالمهم بل بأن مصالحهم ستتضرر وأن القوة الخشنة هي جزء من الحياة السياسية وأن الضغط يساعد في الديبلوماسية». واعتبر أن روسيا تدرك أن الإدارة الأميركية الحالية غير مستعدة لاتخاذ أي خيارات في سورية، فيما الرئيس المقبل قد يقول لنظيره فلاديمير بوتين: «اذا لم تلتزموا مبادئ جنيف، سنجد سبلاً أخرى للعمل مع المعارضة وإنشاء مناطق آمنة في الجنوب، أقل تعقيداً من الشمال».

وشدد روس على ضرورة إحياء مبادرة السلام في المنطقة، واعتبر أن صدقية الإدارة المقبلة مع الجانبين الإسرائيلي والعربي، ستساعد في تحريك المفاوضات، مشيراً الى ان نتانياهو يأخذ هيلاري كلينتون جدياً ولا يريد دولة واحدة ذات قوميتين».

وفي حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، قال روس: «لا أعرف ماذا أتوقع من ترامب، يقول أشياء مختلفة وليس حوله مستشارون ذات سجل معروف في المنطقة».

 

الوردة الشامية تذبل في حمّى الحرب السورية

المراح (سورية) – أ ف ب –

يتجول مزارعون في حقول من اللونين الأحمر والزهري لقطف «الوردة الدمشقية» التي صمدت على مر التاريخ ونقلت اسم العاصمة السورية إلى أفخم العطور العالمية، لكنها أصيبت بالذبول حالياً لتدخل في عداد ضحايا الحرب في سورية.

«الوردة الشامية ظلّت وفية للتراب حيث تنمو، لكنها اليوم تحتضر، بعدما قتلت الحرب الشجر والحجر والبشر وأخيراً الوردة»، يقول جمال عبّاس، أحد المزارعين الطاعنين في السن العامل في مزارع قرية المراح في منطقة النبك شمال دمشق.

وتعد منطقة النبك وخصوصاً قرية المراح، ذات الغالبية التركمانية، المصدر الأساسي لهذه الوردة، إلا أن الحرب حرمت عائلات عدة نشأت على زراعة الوردة الشامية من مصدر رزقها الأساسي، فقطعت الطرقات إلى حقول المراح وتم إلغاء مهرجان الورد المعتاد في العامين 2012 و2013 مع اشتداد المعارك في المنطقة.

وعلى رغم الهدوء الذي ساد في محيط النبك منذ العام 2014، لم يعد إنتاج الوردة الشامية إلى سابق عهده، خصوصاً أن النزاع أجبر العديد من المزارعين في قرية المراح على مغادرة أراضيهم.

وبقيت عائلات قليلة حاولت الحفاظ على البساتين والمحاصيل، بينها عائلة بيطار التي يعمل أفرادها من الأجداد إلى الأحفاد في ما تبقى من مساحات مزروعة بالورد.

ويقول حمزة بيطار (43 سنة): «لقد تعلّمت المشي على هذا التراب، وأنا أجني الورد منذ أن كان عمري خمس سنوات».

يتجول حمزة في حقول الوردة الدمشقية، يشرف على عمل المزارعين في قطف محصول العام الحالي المتضائل في بساتين المراح.

ويضيف «انخفضت كميات إنتاج الوردة الشامية السنوية من ثمانين طناً في العام 2010، إلى أقل من عشرين طناً هذا العام بسبب الحرب والجفاف».

يروي حمزة مسيرة الوردة الشامية: «كنا ننقل الكثير من المحصول إلى سوق البزورية وسط دمشق، وهناك كانت تباع عشرات الأطنان إلى تجار لبنانيين متخصصين بنقله إلى أوروبا». ويتابع: «يعيد الفرنسيون تقطير الورد المجفف، ويدخل السائل المستخلص في صناعة العطور الفاخرة، بحيث ترد عبارة الوردة الدمشقية ضمن مكوناتها الأساسية».

تعود الوردة الشامية إلى آلاف السنين. وانتقلت زراعتها مع الزمن إلى دول عدة بينها بلغاريا وفرنسا وإيران وتركيا.

أغرت الوردة الشامية كل من مرّ على الأراضي السورية، فنقلها إلى أوروبا في شكل كبير الصليبيون منذ مئات السنين وسار على خطاهم الفرنسيون خلال فترة الانتداب في النصف الأول من القرن الماضي.

تتميز الوردة الشامية برائحة نفاذة زكية وبالإضافة إلى استخدامها في تركيب العطور، يستخدم شراب مياه الورد في الشرق في صناعة الحلويات كما في تعطير المساجد. وتعد في بعض الدول جالبة للحظ وخصوصاً في الأفراح. وهي تستخدم أيضاً في المستحضرات الطبية الطبيعية.

اعتاد أهالي دمشق وريفها سابقاً على شم رائحة الوردة الشامية أينما كانوا، فقد كانت منتشرة على جوانب الطرقات وفي الحدائق وعلى شرفات المنازل، أما اليوم فغابت وإن جزئياً مع تراجع الإنتاج.

وفي سوق البزورية في دمشق القديمة، يتذكر أبو بلال (52 سنة) بحسرة «كان الورد منتشراً من جوبر إلى مرج السلطان (قرب دمشق)، كان الورد الشامي على الطرقات وفي الحدائق». أما اليوم «فقد حلّت رائحة البارود مكان رائحة الورد» كما يقول أبو بلال نقلاً عن أصدقاء في مدينة دوما المحاصرة من جانب قوات النظام في الغوطة الشرقية.

لم يبق في سوق البزورية سوى متجرين اثنين فقط من أصل ثمانية لتقطير الورد، فيما تعمل المحلات الأخرى في بيع الورد المجفف.

ووفق تجار في سوق البزورية فإن استخلاص كيلوغرام واحد على الأكثر من زيت الورد يتطلب ثلاثة أطنان من الورد المجفف.

أغلق أبو بلال ورشته الخاصة لتقطير الورد في عين ترما في الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ العام الأول للنزاع.

ويعمل اليوم في محل عطورات عربية بدا خالياً من المنتجات. ينفض الغبار عما بقي من بضائع في محله، ويقول «لا تجد اليوم في السوق كله أكثر من ربع كيلو زيت». ويضيف: «على رغم زرعها في دول أخرى، إلا أن الوردة الشامية فريدة من نوعها، بسبب رائحتها القوية، كما أن إنتاجها للزيت يفوق شبيهاتها في الخارج».

أمضى أمين بيطار المزارع في الثمانينات من عمره، حياته في العمل في حقول الورد في قرية المراح. يأخذ نفساً عميقاً وهو ينظر إلى حقله، قائلاً : «تناقصت المساحات المزروعة بالوردة الشامية بأكثر من خمسين في المئة».

يجمع أمين الورد، ويحمله برفق ليضعه داخل سلّة إلى جانبه. ويضيف بينما كان جالساً على التراب بملابسه القروية التقليدية، «العلاقة مع الورد تتعدّى العلاقة الاقتصادية والبيع والشراء، أصبحت عاطفية، باتت الوردة الشامية جزءاً من عائلتنا».

وبقربه، يحمل جمال عباس سلته في مزارع المراح لجمع الورد، ينظر إلى الحقل أمامه ويتمنى أن يفارق «الحياة قبل أن أرى ورود المراح تموت».

الحياة

 

الملك سلمان وكيري ناقشا الهدنة في سوريا واشنطن تعلن بدء عملية عزل “داعش” في الموصل

المصدر: (و ص ف، رويترز)

اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة لمناقشة الهدنة الهشة في سوريا قبل إجراء محادثات أوسع نطاقا مع روسيا وإيران ودول أخرى في فيينا غداً.

وقال كيري انه يأمل في تعزيز اتفاق “وقف الأعمال العدائية” بين قوات الحكومة السورية والمعارضة المسلحة الذي انهار بسبب القتال في بعض المناطق، وزيادة المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

وشكر المسؤول الاميركي في مستهل الاجتماع للملك سلمان تعاون البلدين في ملفات مختلفة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الاميركية انه “في الشأن السوري، اطلع الوزير (الملك) على الوضع الميداني بعد اعادة تأكيد وقف الاعمال العدائية الاسبوع الماضي”.

وفي الشأن اليمني، قال البيان إن الطرفين بحثا “في الحاجة الى تثبيت وقف الأعمال العدائية… والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الامم المتحدة”.

وأضاف البيان ان كيري قدم الى الملك سلمان أيضاً موجزاً عن الوضع في ليبيا.

وأوردت وكالة الانباء السعودية “و ا س” ان كيري بحث مع الملك في “أوجه التعاون بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها”.

اما البحث في لقائه ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف، وهو ايضاً وزير الداخلية، فتطرق الى “عدد من المجالات وخاصة في ما يتعلق بمحاربة الارهاب”.

وتؤيد الولايات المتحدة والسعودية وبعض الدول الأخرى الغربية والخليجية إلى تركيا المعارضين المسلحين الذين يقاتلون لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحظى بدعم عسكري من روسيا وإيران.

ومع ذلك يرى ديبلوماسيون في الخليج والسعودية أن دعم الولايات المتحدة للمعارضة غير كاف ويشعرون بالمخاوف من أن واشنطن قد تتخلى عن موقفهم المشترك بأنه ينبغي أن يرحل الأسد فوراً عن السلطة في إطار أي اتفاق سياسي تفاوضي.

 

معركة الموصل

في غضون ذلك، اعلن مبعوث الرئيس الاميركي باراك أوباما الى الائتلاف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بريت ماكغورك، في عمان ان عملية عزل وحصار التنظيم المتطرف في الموصل ثانية كبرى مدن العراق قد بدأت.

وصرح في مؤتمر صحافي بان “الحملة لعزل وسحق وحصار داعش في الموصل قد بدأت”. وأضاف: “نحن نشن غارات دقيقة في الموصل (بشمال العراق) كل يوم، ولدينا معلومات كثيرة من الناس داخل الموصل عن +داعش+ وما يفعله التنظيم في المدينة”.

واستولى التنظيم الجهادي في حزيران 2014 على مدينة الموصل ولم يتعرض مذذاك لأي هجوم باستثناء غارات جوية، بينما تخوض القوات العراقية معارك في مناطق أخرى.

وتعد معركة الموصل الاصعب ضد الجهاديين نظراً الى مساحتها الكبيرة وبعدها عن العاصمة واتصالها بطرق امداد معقدة وكثيرة بمعاقلهم في سوريا.

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً يشن منذ صيف 2014 غارات على “داعش” في سوريا والعراق.

وأوضح ماكغورك ان الائتلاف “يحرز تقدما الآن ضد داعش”، مشيراً الى ان “هناك ضغطاً كبيراً مستمراً ومتزامناً على التنظيم”. وأكد ان “دولة الخلافة كما يسمونها تتقلص، وهم الآن في موقف دفاعي … مناطق نفوذهم تتقلص ولهذا عادوا الى هذه التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين”. وأضاف: “ما نراه اليوم هو عودة داعش الى نمط التفجيرات الانتحارية… شاهدنا في الاسبوعين الاخيرين اعتداءات مأسوية ومروعة في بغداد وآخر اليوم (الاحد) في التاجي”.

وقتل سبعة أشخاص وأصيب 22 آخرون بينهم عدد من رجال الامن، في هجوم انتحاري استهدف الاحد معملاً للغاز في منطقة التاجي بشمال بغداد. وجاء الهجوم غداة هجوم مماثل شنه انتحاريون من “داعش” على بلدة عامرية الفلوجة اسفر عن تدمير عدد من أبنيتها.

وقال ماكغورك أيضاً ان “ما نفعله اليوم لم يكن في وسعنا ان نفعله قبل سنة، اليوم هناك ضغط متزامن وثابت على التنظيم”.

ولفت الى ان الائتلاف الدولي نجح في اعادة معظم سكان تكريت الى بيوتهم، فيما يسعى لاعادة سكان الرمادي (غرب بغداد) الى بيوتهم.

وأفاد ان “نحو 60 ألفاً عادوا الى الرمادي، قتل ويا للأسف 100 منهم بواسطة الالغام والعبوات الناسفة التي تركها داعش خلفه”، مشيراً الى ان التحالف سينفق 50 مليون دولار لتنظيف المدينة.

واعلنت بغداد اواخر كانون الاول 2015 استعادة السيطرة على مدينة الرمادي من قبضة الجهاديين.

 

حريق يلتهم 4 مروحيات روسية في مطار شرق حمص… ومناورات عسكرية في الأردن

قوات سعودية وقطرية في تركيا استعدادا للخطة «ب» في سوريا

لندن ـ «القدس العربي» ـ من احمد المصري: أعلنت الولايات المتحدة والأردن أمس الأحد انطلاق تمرين «الأسد المتأهب 2016» بمشاركة نحو 6 آلاف جندي من البلدين في المملكة، فيما تشارك قوّات خاصة سعودية في تدريبات عسكرية في مدينة إزمير التركية إلى جانب قوات من 11 دولة بينها قطر وأمريكا وألمانيا وتركيا وأذربيجان، في خطوة يرى فيها مراقبون أنها تأتي استعدادا للخطة «ب» للتدخل عسكريا في حال فشلت الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية.

وقال العميد الركن فهد الضامن، مدير التدريب المشترك في الجيش الأردني، خلال مؤتمر صحافي «نعلن بدء فعاليات تدريب الأسد المتأهب 2016 الذي يتم تنفيذه هذا العام بشكل ثنائي مع الجانب الأمريكي الصديق خلال الفترة ما بين 15و24 أيار/مايو 2016».

وأضاف أن «التمرين يهدف الى تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين (…) وتطوير القدرات الدفاعية وتطوير القدرات الثنائية للاستجابة للتهديدات الداخلية والأزمات».

من جهته، قال الضابط الأمريكي رالف غروفر، مدير التدريب والتمرين في القيادة الوسطى الأمريكية، «يشارك في التمرين المشترك 6 آلاف عسكري أردني وأمريكي».

وأضاف أن «نحو 3 آلاف عسكري من مقر القيادة الوسطى من الجيش والبحرية وسلاح الجو والعمليات الخاصة وخفر السواحل يشاركون هذا العام». واكد الجانبان مجددا أن لا علاقة للتدريب بما يجري في الإقليم.

جاء ذلك عقب إعلان شركة ريثيون الأمريكية الثلاثاء الماضي أنها وقعت مع الأردن اتفاقا لتزويده بمنظومة صواريخ «تاو» الموجهة لاسلكيا والمضادة للدروع.

وقالت الشركة في بيان على هامش معرض «سوفكس 2016» للصناعات الدفاعية في عمان إنها وقعت مع الأردن اتفاقا «لشراء صواريخ (تاو) التي يتم إطلاقها من أنبوب باستخدام أنظمة تعقب بصري وتوجيه لاسلكي».

وأضافت أنها ستقوم بتسليم الأردن الصواريخ ابتداء من العام الحالي، مؤكدة أن هذا السلاح «يتيح دقة عالية في الإصابة وبكلفة منخفضة». لكن الشركة لم تحدد قيمة الصفقة أو عدد الصواريخ.

وأدى حصول المعارضة السورية المسلحة للمرة الأولى على صواريخ «تاو» عام 2014 إلى نقلة نوعية في مستوى القتال ضد الجيش السوري النظامي في النزاع الدائر منذ عام 2011.

وأعلنت الرياض أمس الأحد أن وحدات من قواتها المسلحة (برية وبحرية) وصلت الليلة قبل الماضية إلى مدينتي أنقرة وأزمير التركيتين، للمشاركة في تمرين(EFES 2016) ، الذي يعـد أحد أكبر التمارين العسكرية في العالم، ويـستمر شهرا.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس عن قائد التمرين العقيد البحري علي بن محمد الشهري، قوله إن (EFES 2016) تمرين ميداني متعدد الجنسيات يقام على الأراضي التركية، وبقيادتها ويعـد أحـد أكبر التمارين العسكرية في العالم من حيث عدد القوات المشاركة واتساع مسرح الحرب للتمرين بين مدينتي أنقرة وأزمير.

وأوضح أن التمرين يهدف إلى الأمن والاستقرار الدولي، وتضامن الدول المشتركة، والاستعداد لمواجهة التنظيمات الإرهابية وإبراز القدرات ورفع الكفاءة العالية، وتعزيز التعاون وتوثيق التفاهم العسكري، وتنفيذ المهام المختلطة في بيئة متعددة الجنسيات، إلى جانب تنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك اوباما لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» قال في تغريدة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي إنه وصل الأردن لعقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الأردنيين حول مكافحة تنظيم «الدولة» ولمناقشة المصالح المشتركة في المنطقة.

وكان بريت ماكغورك عقد اجتماعات في العاصمة البلجيكية بروكسل في مجلس شمال الأطلسي وأطلع المسؤولين البلجيكيين على تطورات المعركة «ضد إرهابيي داعش». وقال ماكغورك في تغريدة أوردها موقع وزارة الخارجية الأمريكية «في الرقة، نحن نعمل مع الكرد والعرب لبناء تحالف كبير لنعزل المدينة وهذه الخطوة تتطلب عملاً شاقاً من قواتنا الخاصة ودبلوماسيينا». واضاف «لقد ناقشت هذه الخطوة عندما كنت في كوباني قبل بضعة أشهر لبناء تحالف بين المقاتلين الكرد والعرب ليحاربوا في المناطق العربية من سوريا».

وأكد مبعوث الرئيس الأمريكي «هدفنا بالنسبة لداعش أن نمنع دخول الإرهابيين الأجانب لسوريا وإن استطاعوا الدخول، نحرص على أن لا يخرجوا أحياء من سوريا».

وقال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة»، إن التنظيم أعلن حالة الطوارئ في محافظة الرقة شمالي سوريا، تحسباً لهجوم وشيك عليها من قبل التحالف وقوات معارضة محلية.

وفي مؤتمر صحافي من بغداد عبر دائرة تلفزيونية مع صحافيين قال المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد ستيف وارين، إن التحالف «مُطّلع على إعلان داعش لحالة الطوارئ في محافظة الرقة، استعداداً للهجوم التي ستشنه قوات التحالف والمعارضة على التنظيم هناك».

واعتبر وارين حالة الطوارئ المعلنة «رد فعلٍ» على التقدم الذي أحرزته المعارضة السورية والتحالف الدولي في تلك المناطق.

وأشار إلى أنه «على داعش أن يفهم أن أيامه صارت معدودة أكثر من قبل، وسوف نواصل الضغط عليهم ونحن نتوقع أن نراهم ينهارون في النهاية».

من جهة أخرى قالت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «الدولة» أمس الأحد، إن مروحيات روسية وشاحنات محملة بالصواريخ، احترقت في مطار التيفور شرق مدينة حمص.

وأضافت الوكالة على موقعها في «توتير»، «احتراق 4 مروحيات روسية هجومية و20 شاحنة محملة بالصواريخ داخل مطار التيفور شرق حمص نتيجة حدوث حريق بالقرب منها».

 

سحب الاعتراف والأختام من المدارس التابعة للنظام في ريف حلب ومعلمون مقاتلون في «الجيش الحر»

محمد إقبال بلو

ريف حلب ـ «القدس العربي»: في خطوة كانت موضع جدل منذ السنوات الأولى للحراك الشعبي في سوريا ضد النظام، قامت مديرية التربية التابعة للمعارضة في محافظة حلب، بإلغاء الاعتراف بالمدارس التي ما تزال خاضعة لإدارة النظام.

طرق الموضوع منذ أكثر من ثلاث سنوات وقد لقي وقتها رفضاً من قبل البعض، والذين اعتبروا أن العملية التعليمية أمر خارج نطاق السلطة وسيطرة النظام، لاسيما أن معظم مدراء ومعلمي تلك المدارس خاصة في ريف حلب الشمالي ينتمون إلى البلدات والقرى التي تقع فيها مدارسهم، ووجد هؤلاء أن لا يد للنظام في إدارة العملية التعليمية سوى أنه يدفع الرواتب للإداريين والمعلمين.

عبد القادر، أحد معلمي ريف حلب الشمالي، تحدث لـ «القدس العربي» حول الموضوع ، فقال: «الإجراء الذي تم اتخاذه خطوة متأخرة جداً، وكان من الضروري أن يحدث قبل اليوم بسنوات، مناطقنا تحررت من قوات النظام منذ بداية الثورة السورية، ومازال بعض المعلمين يتبعون للنظام ويذهبون إلى مناطقه ويعودون، ويحصلون على رواتبهم منه، وأعتقد أن لهم مهام أخرى غير التعليم، فالنظام قتل الكثير من الشبان فقط لأنهم من ريف حلب، أما هؤلاء كيف يسلمون من عناصره دائما؟

ويضيف «حتى ولو كان كلامي مبالغاً فيه، فيكفي أن هؤلاء المعلمين والمدراء مازالوا ينتمون لحزب البعث الذي يسيطر عليه النظام، ويعلمون أطفالنا مناهج النظام دون أي تعديل، فمن أقوال مات يسمى الرئيس إلى فكر الحزب إلى المناسبات التي اخترعها النظام كالحركة التصحيحية وما شابه، كيف نسمح لأطفالنا أن يستمروا بتلقي هذه الكذبات التي سئمناها عبر عشرات السنين».

قامت المكاتب التعليمية التابعة للمعارضة ومديرية التربية بسحب أختام الإدارات من المدراء التابعين لمديرية تربية النظام، كما ستقوم بتعيين معلمين جدد ممن انشقوا عن النظام، أما هؤلاء الذين يحصلون على رواتب من النظام فلا مكان لهم بحسب القرارات الجديدة، لكن من يقوم بالتخلي عن راتب النظام سيتم تسجيل اسمه وتعيينه في حال توفرت شواغر له، بحسب ما ورد «القدس العربي» من ريف حلب.

لكن الأهالي لا يرضون دائماً بما تقرره مؤسسات المعارضة السورية، أو على الأقل فإن هنالك جزءاً كبيراً منهم يرفض ذلك، ولهم أسبابهم الخاصة، التي شرحها لــ «القدس العربي « أبو خالد وقال: «نحن ضد النظام السوري وضد كل سياساته حتى التعليمية منها، لكن للأسف فإن مؤسسات المعارضة السورية ليست أفضل بكثير، فالفساد يشوب معظمها، والمؤسسات التعليمية المعارضة ليست من القطاعات المترفعة عن ذلك، بل من الدوائر التي تغرق بالفساد».

ويضيف: «يحصل المعلم على مرتب شهري منخفض جدا ولا يقارن بالمطلق مع الراتب الذي يقدمه النظام له، عملياً المعلم المنشق عن النظام يعمل مجاناً فما يتقاضاه ليس بأجر، وبالتالي لن يستطيع تقديم المعرفة للطلاب بالشكل المطلوب، لأنه غالباً سيزاول مهنة أخرى حتى يستطيع العيش وتأمين قوت أطفاله».

بينما يروي سعيد ما يحدث في المدارس التابعة للمعارضة مؤكداً أن كثيرين من المعلمين لا يحملون شهادات تؤهلهم لممارسة هذه المهنة والمهمة الإنسانية، ويقول: «مدرس العلوم في بلدتنا يحمل الشهادة الإعدادية فقط، إلا انه تم تعيينه مدرسا لمادة العلوم التي لا يفقه فيها شيئاً فقط لعلاقته الجيدة مع شخصيات لها نفوذها الاجتماعي بل والعسكري». ويضيف «قد تستغربون إن قلت لكم إن كثيراً من المعلمين ومن ضمنهم معلم العلوم آنف الذكر هم مقاتلون في الجيش الحر، وفي أوقات الفراغ يعملون كمعلمين، ترى هل سيستطيع هؤلاء تعليم وتربية أطفالنا؟ بالإضافة لنقطة هامة أخرى، الطفل الذي جاء إلى المدرسة لتعلم اللغة العربية والقراءة والكتابة والحساب، هل سيستطيع مقاتل الجيش الحر أن يصل إلى نفس هذا الطفل؟ وهنا لا ألوم المقاتل بل أحييه وأقول له لا مكان لك في التعليم، ولا نريد أن تروي لأطفالنا قصص المعارك والحروب والدماء، نريد معلماً يكون التعليم رسالته الأولى والأخيرة ولا شيء آخر».

 

معارك الساحل أنهكت قوات المعارضة السورية «المعتدلة» والجهاديون يتصدون لقوات النظام

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: أدت الضربات الروسية الأخيرة إلى تحقيق أهداف النظام السوري في السيطرة على أغلب مناطق ريف اللاذقية؛ فضلاً عن إضعاف قوات المعارضة «المعتدلة» أو ما يعرف باسم «الجيش الحر»، حيث بلغت خسائر الأخير أكثر من 400 مقاتل في معارك سلمى وربيعة، وجب الأحمر الأمر الذي أجبر المعارضة على الانكفاء وعدم الدخول في أي معركة مع النظام دون حساب عواقب هذه المعركة.

وبدا جليا عدم ظهور أي أخبار عن معارك من الساحل خلال الفترة الماضية على الرغم من بعض الاشتباكات المتقطعة فيها، أحد القادة العسكريين من «الجيش الحر» فضل عدم ذكر اسمه قال : «التحضير للمعركة في الساحل بات صعبا للغاية، كل معركة يسبقها على الأقل ما يقارب 20 اجتماعا بين الكتائب لتحضير أعداد المقاتلين وفي نهاية المطاف لا تنجح هذه المعركة على الاطلاق، وما سمعه الجميع من تحرير وما شابه خلال الآونة الأخيرة عاد إلى سيطرة النظام مجددا، والخطط العسكرية جاهزة لكن لم يعد لدينا عناصر، وأقول بكل صراحة إن الابطال ماتوا ولم يعد منهم إلا القليل».

ونوه القيادي إلى الكمين الذي وقعت فيه قوات المعارضة مؤخرا وتسبب بمقتل أكثر من 14 من مقاتلي المعارضة في منطقة قريبة من كنسبا، بينهم خمسة من قيادات «فيلق الشام». ويشير ناشطون إلى انخفاض فعالية «الجيش الحر» وقوات المعارضة المدعومة من مجموعة ما يسمى «أصدقاء سوريا»، فلم تعد الفرقة الساحلية الأولى تنشر تسجيلات لاستهداف قوات النظام بصواريخ « التاو» الأمريكية المصدر حيث كانت الأخيرة تنشر أسبوعيا العديد من التسجيلات التي تظهر استهداف قوات النظام.

وفي وقت سابق كان معظم المقاتلين الذين يتصدون لقوات النظام في أصعب منطقة في شمال سوريا «كبينة» من «الجيش الحر» أما الآن فغالبية من يقاتل في هذه المنطقة هم مقاتلو «الحزب التركستاني» الموازي لـ «جبهة النصرة»، وبلغت محاولات النظام خلال شهر آذار/مارس المنصرم أكثر من 20 محاولة فشلت جميعها باختراق هذه المنطقة التي تعد بوابة سهل الغاب ومدينة جسر الشغور.

احد الإعلاميين ويلقب بأبي عائشة قال في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: التجهيز للمعارك في جبال الساحل أمر في غاية الصعوبة، والأوضاع في الوقت الراهن ليست لصالحنا هذا واقع ولا يجب انكاره، ولكننا نخطط بشكل مستمر ونحن دوما مستعدون لأي طارئ جديد، وجاهزيتنا تقتصر في الوقت الراهن على الدفاع وليس الهجوم.

من ناحية أخرى بالقرب من منطقة جورين وفي قرية اشتبرق وخربة الناقوس العلويتين يتصدى عناصر «جبهة انصار الدين» وهم من الغالبية المغربية لأي تقدم لقوات النظام، ولدى عناصر «أنصار الدين» عشرات الأسرى من أبناء الطائفة العلوية كانت قد أسرتهم منتصف العام الماضي بعيد دخول هاتين القريتين

ويؤكد ناشطون ان التزام فصائل الجيش الحر في الساحل بالهدنة الأخيرة يدل على الضعف المتزايد، فلم تطلق رصاصة خلال الساعات الماضية من هذه الفصائل؛ في حين لم تتوقف محاولات النظام باقتحام مناطق « كبينة» التي يقاتل فيها الجهاديون.

 

قائد عسكري في داريا: الأسد استخدم الحرب وسيلة لحرمان المدينة من المساعدات إثر فشله في إثبات وجود متشددين فيها

سلامي محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: نجحت المعارضة السورية في مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية أمس في صد هجوم عسكري بري كبير لقوات النظام على المدينة التي استخدمت كاسحات ألغام ودبابات متطورة، حيث أعلنت المعارضة عن قتل قرابة 15 عنصرا من القوات المهاجمة، وتدمير دبابة من طراز ت-72 في الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة.

قائد «لواء شهداء الإسلام» في داريا النقيب أبو جمال قال: هجوم قوات النظام السوري يوم أمس على مدينة داريا لم يكن خرقا عابرا للهدنة الدولية المبرمة في سورية فحسب، بل إن الأسد حضر مسبقاً للهجوم على المدينة، ولم يكن هجومه ردة فعل على خرق لاتفاق التهدئة من طرفنا، حيث أن اتفاق وقف الأعمال العدائية نجح بشكل كبير في داريا بخلاف باقي المناطق على امتداد الخارطة السورية.

وتحدث النقيب أبو جمال لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه عن وجود علاقة رابطة بين الضغوط الممارسة من قبل المجتمع الدولي على نظام الأسد لإدخال مساعدات إلى المحاصرين في المدينة وبين حملته العسكرية التي بدأت يوم أمس، مشيراً إلى أن اتفاق التهدئة في مدينة داريا كان ناجحاً بسبب التزام الجيش الحر فيها، ودخول اللجنة الأممية إلى المدينة دحض جميع مزاعم النظام بوجود مجموعات متشددة لا تشملها الهدنة، ليختار الأسد الحرب وسيلة لحرمان المدينة من المساعدات الأممية.

واستطرد بالقول «ما شاهدته اللجنة الأممية عندما زارت المدينة هو آلاف المدنيين الذين يحاصرهم الأسد ونظامه والذين يعانون من أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، ومن هنا لم يبق للأسد حجة لحرمان المدينة من المساعدات الأممية سوى فتح المعارك وخرق اتفاق التهدئة بشن حرب برية على جبهاتها».

وأشار قائد «لواء شهداء الإسلام» إلى أن كل تحركات قوات النظام خلال الأيام الماضية كانت تشير إلى أنه يحضر لشيء ما على تخوم مدينة داريا، ولذلك كان الجيش الحر مستعدا لصد أي هجوم عسكري محتمل. وفعلاً هذا ما حصل الأمس فقد استخدم النظام صواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة أثناء محاولته التقدم على الجبهة الجنوبية الغربية، لكن قوات الجيش الحر تصدت للهجوم البري ودمرت دبابة للنظام.

بدوره تحدث مدير المكتب الإعلامي في مدينة داريا كرم الشامي عن رفض النظام السوري لعشرات الطلبات الدولية بضرورة إدخال مساعدات إغاثية إلى مدينة داريا، وبعد شهرين من الضغط الدولي المتواصل على الأسد وصلت قافلة المساعدات لتخوم المدينة، لكن النظام رفض إدخالها، وقصف المدنيين المنتظرين للمساعدات بـ 11 قذيفة صاروخية أدت لمصرع أب وابنه، وإصابة آخرين.

وأكد الشامي، حصولهم على تسريبات تفيد بأن النظام السوري أبلغ الروس بخيارين أولهما أن يدخل المساعدات إلى داريا ويواصل قصفها واقتحامها، والخيار الثاني هو أن يوقف القصف ويحرمها من المساعدات الأممية، مشيراً إلى روسيا طلبت من الأسد أن يأخذ الخيار الثاني ويماطل في الخيار الأول.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت قبل أيام «إن حكومة بشار الأسد منعت دخول قافلة مساعدات إلى بلدة سورية محاصرة، مما حال دون وصول ما كانت ستصبح أول إمدادات لسكانها منذ عام 2012»، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «مع الأسف منعت قافلة المساعدات المشتركة مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الإذن المسبق من جميع الأطراف.

 

توقعات بانفراج سياسي للأزمة السورية في أيلول/سبتمبر المقبل

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: بينما تحاول واشنطن وحلفاؤها كسر «النظام السوري» في حلب وريفها لإضعاف أوراقه التفاوضية لاحقاً في جنيف، يسعى الجيش السوري لامتصاص الهجوم الواسع الذي يتصدره المقاتلون التركستانيون بريف حلب الجنوبي واستعادة المبادرة الميدانية هناك. عين على النار وأخرى في جنيف.

تشير المصادر إلى أن تجاذباً سياسياً يحصل بين موسكو وواشنطن حول الملف السوري وآفاقه المحتملة. بعض الترجيحات تتحدث عن موعد شبه متفق عليه ولو ضمنياً بين الدولتين لاحتمال حصول خرق سياسي في جمود الأزمة السورية موعد هذا الخرق وفق الترجيحات هو يوليو/ تموز المقبل لكن ترجيحات أخرى تستبعد هذا التاريخ وتذهب به إلى أيلول/سبتمبر المقبل، أي قبيل أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المنتظرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

مصادر دبلوماسية تحدثت لـ «القدس العربي» تشير إلى أن حمائم الإدارة الأمريكية بمن فيهم الرئيس أوباما من جهة والروس من جهة أخرى يفضلون التوصل إلى حكومة سورية موسعة يجري الاتفاق عليها بين القيادة السورية والمعارضة في جنيف قبيل الانتخابات الأمريكية لأن وصول المرشح الجمهوري ترامب إلى الرئاسة الأمريكية قد يزيد الأزمة السورية تعقيداً.

وعليه تُضيف المصادر أن واشنطن وموسكو متفقتان على دفع المعارضة والحكومة السوريتين إلى تقديم تنازلات لكن عقبات عدة تعترض المسألة. فمن جهة، تريد موسكو إلزام واشنطن في إجبار تركيا على إغلاق حدودها مع سوريا بوجه الجهاديين وإلزام واشنطن أيضاً بتوسيع قائمة التنظيمات الإرهابية لتشمل حركة أحرار الشام وتنظيم جيش الإسلام.

أما واشنطن فتريد من الرئيس السوري بشار الأسد أن يُعطي جزءاً من صلاحياته لتلك الحكومة الموسعة وأن يُفتح المجال للملف الإنساني والإغاثي دون تدقيق أو مراقبة صارمة من الحكومة السورية.

 

الخارجية الأمريكية «منزعجة» من سيطرة «أحرار الشام» على بلدة الزارة في حماه وتعتبره أمرا «مدانا وغير مقبول»

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: بعد سيطرة حركة «أحرار الشام» و»جبهة النصرة» على قرية الزارة في منطقة حماه سئل الناطق باسم الخارجية الأمريكية أن الوزارة رفضت اعتبار «أحرار الشام» منظمة إرهابية كما طلب الروس ذلك، ومع أنهم يتحالفون مع «جبهة النصرة» التي تعتبرونها إرهابية؟

علق الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي قائلا «إن الخارجية شاهدت هذه التقارير حول ذلك وإن هذه تقارير مزعجة إلى حد كبير من حيث العنف الذي مورس ضد العائلات وليس لدينا الكثيرمن المعلومات المحددة حول هذه الهجمات حتى الآن، وإنه من الواضح أنه أمر مدان وغير مقبول أن يحدث هذا العنف ضد هؤلاء السكان لأسباب دينية، ونحن ندرس الأمر بعناية فائقة، ولايمكنني أن أقول في هذا الوقت من كان المسؤول عما حدث».

وأضاف كيربي «أما عن أشرار الشام (ثم بعد ساعات صححت الخارجية هذا بقولها إنها تعني أحرار الشام) فإنها ليست منظمة إرهابية أجنبية ولهذا فهي طرف في وقف الأعمال العدائية، وتوقعاتنا تجاههم مثل كل طرف في وقف الأعمال القتالية اي أن ينفذوا ويتقيدوا بذلك الاتفاق، ولهذا فإننا ندرس ما حدث ونتعامل مع الأمر وفقا لما سنجده».

وأشار كيربي «أما حول ما قيل من تآمر وتعاون بين جبهة النصرة والمجموعة المذكورة (أحرار الشام) فلقد قلنا مرارا إننا شاهدنا تمازجا واندماجا بينهما، ولا أتكلم عن هذا الهجوم الحالي لأننا مازلنا لا نعرف عنه بما فيه الكفاية، لكن رسالتنا للمعارضة المسلحة السورية ألا تتعامل أو تتعاون أو تتآمر مع جبهة النصرة أو تكون بالقرب منها، وبالتأكيد أوضحنا باستمرار ذلك للمجموعات المعارضة والتي هي جزء من اللجنة العليا للمفاوضات والمعارضة المسلحة، إننا نتوقع منهم احترام وقف الأعمال العدائية. ولقد شاهدوا بأعينهم ماذا يحدث عندما يعملون قرب جبهة النصرة وكيف يتعرضون للقصف الموجه ضد جبهة النصرة، ولهذا فإنهم يعرفون خطورة العمل مع جبهة النصرة أو التواجد قربها».

 

أهالي حي الوعر في مدينة حمص السورية يبتكرون طرقا استثنائية للتأقلم مع حصار النظام

إيلاف قداح

اسطنبول ـ «القدس العربي»: يحاول المدنيون داخل حي الوعر في مدينة حمص التأقلم والتغلب على الحصار الذي تفرضه قوات النظام وميليشياته منذ قرابة العامين، والذي كان أشده خلال الشهرين الآخيرين بعد توقف المساعدات الغذائية كليا وتردي الأوضاع الصحية نتيجة انتشار المكبات العشوائية بشكل كبير داخل الحي.

أهالي الوعر، الذين تجاوزوا 100 ألف نسمة، لم يستسلموا لتلك الضغوطات الرامية إلى تهجيرهم من الحي على حد وصف بعض السكان، فقام شخص يدعى طارق زيد بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين بابتكار آلة يدوية تمكن من خلالها تحويل معظم النفايات المتواجدة بالحي إلى مواد ذات فائدة.

ويقول طارق «صاحب فكرة الآلة» لـ «القدس العربي «، «بدأت بتصميم هذه الآلة بعد مشاهدتي لأحد الفيديوهات المختصة بالتنقيب عن الذهب عبر آلات يدوية بسيطة فقمت بالابتكار وإجراء التعديلات بعد الاستعانة بمخلفات بيتي الذي تعرض للدمار بسبب قصف قوات النظام».

ويلفت طارق إلى أنه استطاع خلال فترة زمنية وجيزة من جمع أغلب نفايات حي الوعر وتحويلها بواسطة الآلة إلى سماد للأرض يساهم في تحسين الإنتاج الزراعي إضافة لاستخراج المواد البلاستيكية التي تساعد السكان في التدفئة والطهي، بحسب قوله، طالبا من المؤسسات الإغاثية داخل الوعر بتأمين المصاريف اللازمة لابتكار العديد من الآلات المشابهة للتخلص من كامل النفايات وخاصة ان تكلفتها لا تتجاوز الـ 50 دولارا أمريكيا.

وفي معاناة أخرى من قصص حي الوعر يقوم الفرن الوحيد المتبقي داخل الحي من جمع ما تبقى من مادة الأرز والفاصولياء والعدس والبرغل لتحويلها إلى خبز غير صحي للأكل وفقا للأطباء، بعد نفاد مادة الطحين بشكل شبه كامل.

وفي هذا الصدد يؤكد محمد خالد ـ صاحب الفرن ـ لـ «القدس العربي» أن الطحين المقدم من الأمم المتحدة نفد منذ شهرين وهم على علم بذلك وحاولوا مرارا ادخال المساعدات للحي إلا أن حواجز النظام منعتهم، ما دفعنا لجمع المواد المخصصة للطبخ وتحويلها لمادة تشبه الخبز تسببت بأكثر من 100 حالة جفاف وسوء تـغذية وتسـمم خاصـة بين الأطفـال، على حـد وصـفه.

ويشير إلى أن عمليات تصنيع الخبز تتم بطرق بدائية جدا نظرا لعدم وجود أجهزة تصنيع بعد دمارها بالكامل، فيما تشارف كميات المعونات المتواجدة لتصنيع الخبز البديل على النفاد أيضا . وفي السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي ثائر الحمصي «المقيم داخل الوعر لـ «القدس العربي»، المعاناة لم تتوقف عند القمامة وعدم توافر الطحين حتى حليب الأطفال والأدوية والعلاجات الخاصة بالأمراض المزمنة والمعونات متوقفة عن الحي بشكل كامل منذ 65 يوما.

ويذكر أن الناشطين والأهالي قاموا بمناشدة الأمم المتحدة مرات عديدة لفك الحصار عن حي الوعر دون جدوى أو استجابة من المجتمع الدولي للضغط على النظام الذي يمنع دخول قوافل المساعدات ويقطع الكهرباء عن الأهالي المؤيدين بمعظمهم للثورة السورية.

 

تعزيزات عسكرية للنظام السوري لاستعادة قرية الزارة من المعارضة

أنس الكردي

استقدمت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، تعزيزات عسكرية إلى محيط قرية الزارة، بريف حمص الشمالي، بهدف استعادتها من فصائل المعارضة، وسط غطاء جوي مكثف، في حملة هي الأعنف لاسترداد القرية الموالية للنظام.

وقال مدير “مركز حماة الإعلامي”، يزن شهداوي، إن “معارك شرسة تدور في محيط القرية بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، بعد استقدام الأولى لـ 200 عنصر، و30 آلية عسكرية، ما بين دبابة وعربة وراجمة، بالإضافة إلى غطاء جوي متواصل من الطيران السوري والروسي، في حملة هي الأضخم، باتجاه قرية الزارة”.

وأوضح شهداوي أن “مقاتلي المعارضة دمروا دبابة لقوات النظام على جبهة الزارة”، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة للنظام على قرى حصرايا والزكاة والأراضي الزراعية في ريف حماة الشمالي.

من جانبها، ذكرت “غرفة عمليات ريف حمص الشمالي”، على صفحتها الرسمية في “تويتر”، أن اشتباكات عنيفة جرت تصدى خلالها مقاتلو المعارضة لمحاولات “عصابات الأسد” التقدم إلى قرية الزارة.

وأعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة، قبل أربعة أيام، السيطرة على قرية الزارة بريف حمص الشمالي، بعد ساعات قليلة من بدئها معركة ضد قوات النظام السوري.

وتعد قرية الزارة نقطة ارتكاز ومنطلقاً لقوات النظام في معاركها ضد مقاتلي المعارضة في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، وتطل جغرافياً على بحيرة العاصي، والتي بدورها تشرف على الطريق الوحيد الذي يصل مناطق الحولة وبلدة عقرب بمناطق الرستن وتلبيسة.

 

الخارجية الروسية: تمديد الهدنة في حلب مرهون بسلوك “النصرة

موسكو ــ العربي الجديد

قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الاثنين، إنّ تمديد الهدنة في حلب مرهون بـ”سلوك” تنظيم “جبهة النصرة” والمنظمات المرتبطة به.

وأضاف ريابكوف، للصحافيين: “المسألة، كيف سيكون سلوك (النصرة) والجماعات المرتبطة بها. نواصل دعوة الأميركيين إلى الفصل بينها. للأسف، لا ينجح ذلك بشكل كبير”.

من جهةٍ ثانية، قال الدبلوماسي الروسي، إن المشاركين في المجموعة الدولية لدعم سورية يعالجون أفكاراً للوثيقة الختامية للقاء المرتقب في غياب ضمانات لوضعها.

وأوضح “نعالج أفكاراً للبيان الختامي، لكنه ليست هناك ضمانات للاتفاق عليه وتبنيه بعد”. ومع ذلك، أشار إلى أن هناك “قاعدة كافية للعمل من حيث المبدأ”، مبينا أن “أكثر من 100 بلدة وهيئة ملتزمة بنظام وقف أعمال القتال”، في سورية.

والاثنين الماضي، مُددت الهدنة الهشة في حلب ليومين إضافيين، في حين لا تزال مناطق بريفي المحافظة الجنوبي والشمالي تتعرضان لغارات النظام، مخلفةً عشرات القتلى والجرحى.

ويعتبر تمديد الإثنين، هو الثالث للهدنة الجزئية والمؤقتة في مدينة حلب، إذ أعلن عن “نظام التهدئة” هناك، مساء الأربعاء الماضي، لمدة يومين، قبل أن يُقرر تمديدها ثلاثة أيامٍ لاحقة، بدأت فجر الجمعة وانتهت الاثنين الماضي، ليعود بعدها وتمدّد الهدنة ليومين إضافيين.

 

تقدّم لـ”داعش” في محيط تدمر ومصرع لواء للنظام السوري

أنس الكردي

سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، مساء أمس الأحد، على مواقع في محيط مدينة تدمر، خلال المعارك المستمرة مع قوات النظام السوري، في حين أعلنت شبكات موالية للنظام مصرع ضابط برتبة لواء خلال المواجهات.

وذكرت “تنسيقية مدينة تدمر” أن “تنظيم الدولة سيطر على عدة نقاط في محيط جبل محمد بن علي، شمال غربي تدمر، بنحو 4 كيلومترات، بالتزامن مع قصف جوي للنظام السوري استهدف المنطقة”.

وأشارت التنسيقية إلى “احتراق 4 طائرات مروحية، وسيارات شاحنة، داخل مطار التيفور العسكري أمس، دون معرفة أسباب الحريق”، في حين ذكر ناشطون أن اشتباكات مستمرة تتواصل في منطقتي حويسيس وجبل هيال غرب تدمر.

من جانبها، ذكرت وكالة “أعماق”، التابعة لـ”داعش”، نبأ احتراق أربع مروحيات روسية و20 شاحنة محملة بالصواريخ داخل مطار التيفور، الأمر الذي أكده المتحدث الرسمي باسم “حركة تحرير حمص”، صهيب العلي.

وقال المتحدث الرسمي باسم “حركة تحرير حمص” إن “التنظيم سيطر على تلتين قرب جبل محمد بن علي شمال تدمر، واغتنم منصة إطلاق صواريخ من طراز كونكورس”، وأعلن عن استهداف طائرات مروحية حربية روسية، موضحا، خلال تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “داعش استهدف تجمعاً لقوات النظام بسيارة مفخخة في منطقة القيارة جنوب حويسيس التي سيطر عليها منذ أيام قليلة، مما أدى إلى لمقتل نحو عشرين عنصرا للنظام وجرح آخرين”، مشيراً إلى أن “المعارك لا تزال محتدمة بين التنظيم والنظام على أطراف مدينة تدمر بعد قطع طرقات تدمر من قبل التنظيم”.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن “المنطقة الشرقية لحمص غنية بالنفط والغاز، والنظام والتنظيم بحاجة لهذه الثروة.. النظام من أجل إرضاء روسيا وإعطائها النفط والغاز مقابل إبقاء نظام بشار الأسد، والتنظيم من أجل دفع رواتب لمقاتليه”.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “ما لا يقل عن 18 عنصرا من تنظيم “الدولة الإسلامية”، غالبيتهم من جنسيات سورية من ريف حلب الشمالي الشرقي، و7 عناصر من قوات النظام على الأقل، قتلوا خلال اشتباكات بين الطرفين، في محيط حقل شاعر بريف حمص الشرقي”.

وأعلنت شبكات موالية للنظام السوري نبأ مصرع ضابط برتبة رفيعة خلال معارك تدمر.

وذكرت شبكة “أخبار حماة” أن اللواء محمد جورية، المكنى بأبي وائل، وهو من قرية دير الصليب، التابعة لمنطقة مصياف، قتل في معارك تدمر.

ولا يستبعد مراقبون عودة تنظيم “داعش” تدريجياً إلى مدينة تدمر، بعد أيام من سيطرته على حقل شاعر للغاز الاستراتيجي، ومحاولات التقدّم المستمرة في محيط المدينة.

 

حلب: المعارضة تترقب التعاون الأميركي-التركي..وتحشد ضد “داعش

خالد الخطيب

تمكنت المعارضة المسلحة من استعادة السيطرة على ثلاثة مواقع وبلدات، هي جارز ويحمول والمزارع المحيطة، في ريف حلب الشمالي شرقي إعزاز، بالقرب من الحدود السورية التركية، بعدما شنت هجوماً عنيفاً على مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلت خلاله عشرة عناصر، وأسرت ثلاثة، ودمرت سيارات ومدافع ثقيلة للتنظيم.

 

والبلدات التي استعادتها المعارضة هي من أقرب النقاط المطلة على إعزاز، وكانت قد أصبحت مهددة بشكل جدي خلال الأيام الماضية. كما حققت المعارضة تقدماً ملحوظاً في محيط مارع، وتمكنت من السيطرة على صوامع الحبوب ومقالع البيلونة ومزارع كان يتحصن فيها التنظيم شرقي وشمال شرقي المدينة، ويستهدفها انطلاقاً منها بالمدفعية والصواريخ بشكل مستمر.

 

وكانت عمليات المعارضة الأخيرة بتغطية جوية مكثفة من قبل طيران “التحالف الدولي” والمدفعية التركية، اللذين نفذا عشرات الرمايات والغارات الجوية ضد مواقع التنظيم وخطوطه الدفاعية الأولى، وكبدته خسائر كبيرة تجاوزت 50 عنصراً وأكثر من عشر مدرعات وآليات ثقيلة، استهدفت أثناء توجهها نحو ريف حلب الشمالي قادمة من شرق حلب، من الباب ومنبج.

 

القائد العسكري في “تجمع فاستقم كما أمرت” العقيد أحمد كردي، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة مستمرة في معاركها برغم الصعوبات التي تواجهها خلال قتالها للتنظيم في ريف حلب الشمالي، وهي بحاجة لأسلحة نوعية وكثافة تذخير، وهي غير متوفرة حتى الآن.

 

وعزا العقيد أحمد كردي، في حديثه لـ”المدن”، تأخر المعارضة في تحقيق تقدم على حساب التنظيم شمالي حلب، إلى المقاومة التي يبديها التنظيم بالدفاع عن مواقعه، مؤكداً أن لدى عناصر “الدولة الإسلامية” خبرة طويلة في الهجمات الارتدادية، ويعتمد التنظيم على عناصر يتقنون استخدام التفخيخ والتلغيم، وهي من أكثر التحصينات التي أعاقت ولا تزال تقدم المعارضة.

 

وأوضح العقيد كردي أن تكتيكات المعارضة في قتالها التنظيم خلال الفترة الماضية تفتقر للاستراتيجية والنظرة الشاملة، حيث كانت تعتمد على محاور وخطوط اقتحام ضيقة وغير مؤمنة من الخلف. ولو أرادت المعارضة تحقيق تقدم على حساب التنظيم فعليها أن تفتح أكثر من جبهة و محور ضد التنظيم، في اتجاهات لا يتوقعها، وخاصة الجنبات والخواصر الضعيفة، والاستفادة من الضربات الجوية من قبل طيران “التحالف” بالشكل الأمثل، عندما يكون عناصر التنظيم متحصنين في مواقع يصعب على المعارضة اختراقها.

 

وتأتي التحركات الأخيرة للمعارضة المسلحة المنضوية في “غرفة عمليات حوار كيليس”، وفصائل أخرى تعمل خارج الغرفة، بعد شهر من الإخفاقات العسكرية المتتالية أمام التنظيم، الذي شنّ هجماته العنيفة ووصلت طلائع قواته إلى المخيمات التي تأوي آلاف النازحين السوريين بالقرب من الحدود السورية التركية شمال شرقي إعزاز.

 

وكان التنظيم قد استعاد بلدة الراعي الاستراتيجية التي سيطرت عليها المعارضة لوقت قصير مطلع نيسان/إبريل، وتوالت بعدها هزائم المعارضة وانسحاباتها، لتعود إلى نقطة الصفر التي بدأت منها، وتخسر أكثر من 15 بلدة كانت قد سيطرت عليها خلال الشهور السابقة.

 

ولم يعد التنظيم يستهدف المعارضة المسلحة فقط، بل راح يستهدف بنيرانه الثقيلة مدينة كيليس التركية والقرى المجاورة، وقصف التنظيم المدينة التركية التي تأوي أكثر من 125 ألف نازح سوري، بالإضافة إلى سكانها الأصليين الأتراك وعددهم 100 ألف على الأقل بصواريخ الكاتيوشا والغراد التي قتلت على مدى شهر تقريباً أكثر من 16 مواطناً تركياً وخمسة سوريين بينهم أطفال ونساء.

 

وتسببت هجمات التنظيم المستمرة على مدى الأيام القليلة الماضية بحالة رعب بالنسبة للسوريين ساكني المخيمات الحدودية خوفاً من تكرار سيناريو مخيمي إكدة وأهل الشام بالقرب من بلدة كفرغان. وهجّر التنظيم قاطني المخيمين بعدما اقتحمهما. وكذلك تسبب القصف المتواصل الذي طال مدينة كيليس التركية بنزوح مئات العائلات التركية عنها، وشهدت المدينة في الوقت ذاته مظاهرات مطالبة بالرد على مصادر النيران، وعبر المتظاهرون عن سخطهم تجاه النازحين السوريين الذين يقطنون المدينة واعتبروا أنهم هم السبب في القصف.

 

كل تلك التطورات بطبيعة الحال تزامنت مع تعزيزات متواصلة دفعت بها الحكومة التركية باتجاه الحدود السورية التركية من جهة كيليس، كما قامت وحدات من القوات الخاصة التركية، الأسبوع الماضي، بعملية وصفها الجيش التركي بالنوعية في الأراضي السورية شمال شرقي إعزاز، استمرت لأربع ساعات واستهدفت منصات إطلاق الصواريخ التي يطلقها التنظيم تجاه الأراضي التركية.

 

وتوازى التحرك العسكري التركي مع نشاط ديبلوماسي تركي-أميركي-أوروبي، عبر مساعد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، الذي أكد الجمعة، أنّ بلاده توصلت إلى اتفاق نهائي مع تركيا بخصوص التعاون من أجل تطهير المناطق الواقعة بين مدينتي منبج ومارع في ريف حلب، من عناصر تنظيم “داعش”.

 

بلينكن أكد خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر الخارجية الأميركية في واشنطن: “أنّ التعاون التركي الأميركي في هذا الخصوص سيتمثل في زيادة الدعم لقوات المعارضة السورية المعتدلة، وأنّ الأيام القادمة ستشهد حملات كبيرة ضد تنظيم الدولة في هذه المناطق”، وقال: “هدفنا المشترك مع تركيا يتمثل في تطهير المناطق الواقعة بين منبج ومارع من عناصر تنظيم الدولة، واستعادة مارع بالكامل من يد التنظيم”.

 

وبدأت المعارضة الحلبية فعلياً بالزج بمزيد من مقاتليها لخوض العمليات العسكرية ضد التنظيم في الشمال، دفاعاً عن آخر معاقلها في إعزاز ومارع وما يتبعهما من قرى وبلدات قليلة قرب الحدود السورية التركية.

 

وكانت “حركة نور الدين زنكي” هي آخر الملتحقين بركب فصائل المعارضة التي أرسلت كتائب تابعة لها إلى الشمال مروراً بالأراضي التركية عبر معبر باب الهوى، من ثم الدخول من باب السلامة، قادمين من حلب وريف حلب الغربي والضواحي الشمالية.

 

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم “حركة نور الدين زنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، لـ”المدن”، أن المعارضة غير آبهة بالتصريحات الأميركية المتكررة والتي لم تتحول إلى الآن إلى ترجمة عملية على الأرض.

 

وأوضح النقيب عبدالرزاق أن القتال صعب على جبهة تنظيم “الدولة” ولا يوجد دعم كافٍ، لأنه لا توجد إرادة دولية، حتى الآن، لطرد التنظيم  من ريف حلب، والفصائل الموجودة هناك لا تضع إلى الآن كل ثقلها في المعركة ضد التنظيم.

 

وأشار النقيب عبدالرزاق إلى أن بعض الأطراف الدولية لاتزال تعمل لتحقيق أجندات لا تخدم الثورة السورية بل تخدم التقسيم وبالتالي أجندات الأحزاب الكردية المتحالفة مع النظام، وما يصدر من تصريحات لا يمكن أخذها جميعاً على محمل الجد.

 

المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، أكد لـ”المدن” أن زيادة الدعم الدولي للمعارضة في قتالها للتنظيم لن يغير من الواقع شيئاً طالما بقيت الفصائل تعمل على الشاكلة الحالية، وتشن هجماتها بشكل اعتباطي وتسيطر على المناطق ولا تؤمنها من هجمات التنظيم المرتدة.

 

وأشار العقيد الأحمد إلى أن المعارضة تحتاج إلى المزيد من الأسلحة النوعية، ولا يكفي زيادة الضربات الجوية والمدفعية من قبل طيران التحالف والجيش التركي ضد معاقل التنظيم، فالمعارضة تحتاج الكثير من المعدات والوسائل العسكرية التي تمكنها من درء أخطار المتفجرات البدائية التي يستخدمها التنظيم بكثافة في المواقع التي يتركها، وتمكنها في الوقت نفسه من التصدي للهجمات المباغتة.

 

وأوضح العقيد الأحمد، أن التصريحات الأخيرة التي أكدت أن تقارباً تركياً أميركياً سينتج عنه تحرك جدي على الأرض ودعم للمعارضة على حساب التنظيم، إن صدقت، فهي تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين الحدود التركية من التنظيم، وهنا لا بد أن تعي المعارضة أنها يجب أن تحقق أهدافها أيضاً في الوقت الذي تعمل فيه من أجل مصلحة تركيا.

 

بشكل عام لا تبدو المعارضة الحلبية في الشمال متفائلة إزاء التطورات السياسية التي لم ترقَ حتى الآن لتكون واقعاً عملياً على الأرض، وذلك ربما لكثرة تصريحات الأميركيين المشابهة، التي تسعى بالدرجة الأولى للتخفيف من حدة المخاوف التركية وتمضية الوقت. ولا تثق المعارضة كذلك  بالتصريحات التركية التي لم يكتب لها التطبيق بسبب الفيتو المستمر من قبل الأميركيين.

 

داريا: الموت البطيء برعاية دولية

معاوية حمود

عاودت قوات النظام والمليشيات الموالية، محاولة اقتحام مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، من جبهتين رئيسيتين: الغربية والجنوبية الغربية. ودفعت قوات النظام بأعداد كبيرة من الجنود والدبابات والمدرعات، تحت تغطية نارية، من المدفعية وصواريخ أرض-أرض، وقصفت المدينة بوحشية.

 

القوات المُهاجمة تكبدت خسائر بشرية ولوجستية، وقال أحد أبرز القادة الميدانيين في الجيش الحر في داريا أبو جعفر، لـ”المدن”، إنهم إستطاعوا قتل ما لا يقل عن عشرين عنصراً وإصابة عدد كبير من قوات النظام والمليشيات، ومن بينهم تم التأكد من مقتل إيراني إستطاعت قوات النظام إخلاء جثته، والقيادي في “الحرس القومي العربي” الجزائري حسين عيسى. كما تم تدمير دبابة “T-72″.

 

الجيش الحر الممثل بـ”لواء شهداء الإسلام” في داريا، أعلن عبر صفحاته في مواقع التواصل الإجتماعي في بيان له، أنه “لا صحة لما يتداوله إعلام النظام حول خرق الجيش الحر في مدينة داريا للهدنة، فالنظام قام بالإعتداء وبدأ منذ الصباح بالقصف المدفعي على المدينة. كما نؤكد نحن لواء شهداء الإسلام إلتزامنا بوقف الأعمال العدائية حتى اللحظة، إلا أننا سنتعامل مع أي خرق من قبل قوات النظام ومليشياته”.

 

وتجدد قصف قوات النظام على مناطق المدنيين في داريا، وبالتحديد من المدرسة الثانوية شمال شرقي المدينة حيث تقيم قوات النظام معسكراً صغيراً تقصف منه مناطق تواجد المدنيين وجبهات القتال مع الجيش الحر.

 

وتفيد معلومات المعارضة بأن أعداداً كبيرة من المقاتلين الإيرانيين والمليشيات وفدت إلى المنطقة لمؤازرة قوات النظام، للسيطرة على مدينة داريا، التي تعتبر أكثر المدن استراتيجية في الغوطة الغربية.

 

القصف لم يستهدف فقط جبهات القتال وأحياء المدنيين، بل استهدفت قوات النظام المناطق الزراعية، بغرض حرق المحاصيل الزراعية التي يعيش عليها السكان المحاصرون منذ ثلاثة أعوام.

 

وتتحدث جميع الأطراف الدولية عن ضرورة إيجاد حل لمدينة داريا، وضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للمدنيين، الذين كانت قد زارتهم لجنة من الأمم المتحدة، في 16 نيسان/إبريل، ممثلة بأهم مندوبيها في دمشق: خولة مطر وأمير الندى، من مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ومحمد خفاجي من الأمم المتحدة.

 

مطر دخلت إلى داريا، وإلتقطت صوراً مع الأطفال الجائعين وهم يغنون، ولكنها لم تحمل لهم حتى قطع البسكوت والحلوى في سيارتها المصفحة، ولا حتى لقاحات لهم ضد الأمراض السارية المتفشية بينهم. ومع ذلك فقد وصفها المجتمع الدولي وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بـ”السيدة الشجاعة”. ربما لأنها إستطاعت مجرد الدخول إلى مكان محاصر تقطنه كائنات لا يأبه العالم لموتها، وتمكنت من اللعب مع أطفالهم وإلتقاط الصور معهم من دون أن يصيبها مكروه.

 

الخفاجي شبه مقيم في دمشق والعارف تماماً بماهيّة النظام، كان قد شارك في العديد من عمليات وصفقات إخلاء المدن السورية من سكانها، ونقلهم خارجها بحسب ما تشتهيه الرغبات الطائفية لنظام الأسد.

 

الفريق الدولي في سوريا، الذي لم تتغير بنيته تقريباً منذ بعثة المراقبة التي أرسلتها جامعة الدول العربية عام 2012 برئاسة الضابط السوداني محمد مصطفى الدابي، خرج بالكثير من الوعود التي لم يتحقق منها شيء، لا بلّ وشجّع المُحاصَرين الجوعى في المدينة، بتقديم حلول، واعداً بأنه سيسمع مقترحاتهم. وأول ما فعلته اللجنة أنها قللت من تقدّير أعداد المحاصرين، وقالت بوجود نصف الأعداد التي قدّرتها هيئات المدينة، وقالت إنه يوجد فيها قرابة أربعة ألاف مدني محاصر، لا ثمانية ألاف، كما يقول المحاصرون. ذلك سيجعل قتل الألاف الأربعة، أقل ضجة وإقلاقاً لضمير العالم.

 

ولم تكتمل القصة مع وعود منظمات المجتمع الدولي، بل إن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” أبلغت المشفى الميداني في داريا، في 11 أيار/مايو، نيتها إدخال مساعدات دوائية إلى المدينة المحاصرة في 12 أيار، بعدما أخذت موافقة النظام على ذلك، ومن دون أن تتضمن مساعدات غذائية. فالمساعدات للمحاصرين، التي وافق نظام الأسد على دخولها، بعد ثلاثة أعوام من العزل والحصار، تضمنت أدوية ولقاحات وحليب أطفال فقط.

 

الأهالي تجمعوا صباح الخميس، في انتظار قافلة المساعدات، وعبروا عن استنكارهم لاستثناء المساعدات الغذائية مسبقاً من الدخول. ووصلت القافلة التي تضم أعضاء من الأمم المتحدة، و”اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، و”منظمة الهلال الأحمر العربي السوري”، بُعيد الظهر إلى مشارف مدينة داريا، ليتم إيقافها عند حاجز لـ”الفرقة الرابعة” بالقرب من معمل “آيس مان”، للتفتيش. وأصر ضباط قوات النظام من الفرقة التابعة لشقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، على منع دخول حليب الأطفال والأدوية، والسماح فقط بإدخال اللقاحات.

 

الفريق المسؤول عن القافلة أصر على دخول المساعدات الدوائية كاملة، واستمر التفاوض بين الطرفين لساعات من دون الوصول إلى نتيجة ما أدى إلى إلغاء المهمة بالكامل، وعودة القافلة إلى دمشق حوالى الساعة السادسة والربع مساءً.

 

منع إدخال حليب الأطفال والأدوية إلى مدينة محاصرة منذ ثلاثة أعوام، ما هو إلا تنفيذ لقرار بالإعدام الجماعي للناس. هو إقرار بوجوب موت الأطفال والمرضى والمصابين. ألا يكون هذا فعلاً من أفعال التطهير العرقي؟ أم أن الأمم المتحدة لا تجرؤ على تسمية الأشياء بمسمياتها، وهي المتورطة في ملف اخلاء السكان من حمص وصولاً إلى ريف دمشق.

 

بعد ذلك مباشرة، قصفت قوات النظام أماكن تجمّع المدنيين المنتظرين دخول المساعدات، بقذائف الهاون ما تسبب بإصابة 5 مدنيين ومقتل اثنين.

 

كل ذلك، أصبح يعطي التسريبات عن وجود إتفاق دولي لتأمين طوق العاصمة لصالح النظام، مصداقية، وبأن جميع الأطراف اتفقت على ممارسة سياسة غض النظر عن أفعال النظام، حتى من قبل الدول التي تدعّي وقوفها إلى جانب الشعب السوري. وفي كل مرة يقول فيها تشكيل عسكري من فصائل الجنوب إنه يحاول أو سيبدأ العمل لفتح الطريق إلى داريا ومعضمية الشام، فسرعان ما يتلقى تهديدات بقطع الإمدادات عنه، من قبل “غرفة عمليات الموك”. حتى “جبهة النصرة” وغيرها من الحركات الإسلامية، وجدت في صمود داريا ومجلسها المدني وجيشها الحر في أشرس معركة وجودية، أمراً أزعجها، فحاولت التشويش عليه والإساءة لداريا بالخطابات الرنانة والتبني والوصاية عن بعد، كما يفعل شيخها عبدالله المحيسني.

 

“داعش” مرتاح في الرقة.. العين على شمال حلب

سالم ناصيف

تسود حالة من الترقب حول مصير محافظة الرقة خلال الفترة المقبلة، إذ يتصاعد الحديث عن اقتراب موعد المعركة الكبرى فيها، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها. ولهذا، أصبحت الروايات تكثر عن استنفار في صفوف التنظيم، للدفاع عن “عاصمته”، في مواجهة “قوات سوريا الديموقراطية”، التي تفترض الأحاديث أن تكون في طليعة المهاجمين بغطاء من التحالف الدولي.

 

وبينما تلتزم “قوات سوريا الديموقراطية” الصمت، حيال تلك الروايات، نفى مصدر من الرقة، لـ”المدن”، صحة تلك الأنباء، وأكد أنه لا وجود لحالة استنفار وتعبئة لقوات “داعش” في مدينة الرقة، أو ريفها. وأشار إلى أن معظم مقرات التنظيم، المعروفة داخل الرقة، وخاصة في المدينة، قد تم اخلاؤها بشكل شبه نهائي منذ  أشهر طويلة، واكتفى التنظيم بالإبقاء على عدد قليل من الحراسات، تجد عملها عندما يكثّف طيران التحالف الدولي غاراته على المدينة.

 

وبحسب المصدر، فإن التنظيم فضّل تحصين جبهات قتاله في الريف الشمالي للرقة بالاضافة لتحصين جبهاته في ريف حلب الشمالي، عوضاً عن تعرض مقاتليه إلى “موت مجاني” بسبب غارات الطيران على الرقة.

 

وتحدث المصدر عن حالة ارتياح تام لدى التنظيم بعدم وقوع معركة الرقة في الوقت الحاضر، مرجحاً أن ذلك الارتياح قد يكون بسبب معلومات يمتلكها التنظيم عن عدم جدية الحديث حول معركة “قوات سوريا الديموقراطية”، في الوقت الحالي.

 

الدلالات على ارتياح التنظيم، أو استبعاد فكرة معركة الرقة، كثيرة، إذ قام بتعزيز خطوط دفاعاته في ريف حلب الشمالي، وخاصة في مدينة الباب ومحيطها الاداري الواقع تحت سيطرته، وقام بإرسال المئات من المقاتليين لتعزيز تلك الدفاعات وتحصين جيشة الأول الذي يتولى مهام الدفاع والهجوم في منطقة الراعي، التي باتت تعتبر عمقاً لجبهته ومركز انطلاق عملياته ضد مناطق المعارضة السورية في أعزاز ومحيطها.

 

من جهة ثانية، بدأ ديوان الحرب في التنظيم، قبل أيام، باستقدام عناصره من الجبهات الهادئة في جرابلس، ومحيط سد تشرين. ويضيف المصدر، أنه إضافة إلى ذلك، فإن معظم المقاتلين الذين يغادرون الرقة يسلكون طريق منبج، وهو الطريق الوحيد المتبقي لـ”داعش” بعد تقدم “سوريا الديموقراطية” في سد تشرين، وتضييق الخناق على طرق تنقله وإمداد جبهاته من تلك المنطقة، فضلاً عن قطع قوات النظام لطريق أبوجبار، الواقع شرقي مطار كويرس العسكري، بعدما أضحى تحت سيطرتها النارية.

 

وكان المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد ستيف وارن، قد قال في مؤتمر صحافي عقده من خلال دائرة تلفزيونية في بغداد، قبل يومين، إن التحالف مواكب لما يحصل في الرقة، ومطلع على “إعلان داعش لحالة الطوارئ في محافظة الرقة، استعداداً للهجوم التي ستشنه قوات التحالف والمعارضة على التنظيم هناك”، واعتبر أن “على داعش أن يفهم أن أيامه صارت معدودة أكثر من قبل”، وتعهد بمواصلة “الضغط عليهم (مقاتلو داعش) ونحن نتوقع أن نراهم ينهارون في النهاية”.

 

تصريحات وارن لا تتطابق مع موقف أحدث، أطلقه المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك، أكد فيه أن خوض المعارك في مناطق التنظيم قد لا يكون سبيلاً كافياً لهزيمته بشكل نهائي. وقال في تصريحات له عقب لقاء جمعه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في عمان الأحد، إن “هناك 45 ألف مقاتل على استعداد للموت من أجل هدفهم.. تعلمنا من أخطائنا ولا نريد تكرارها في محاربة داعش. والقوات الأمريكية لا تريد تطهير هذه المدن لأنها ليست وصفة للنجاح المستدام، النموذج هو أن يقوم السكان المحليون باستعادة أراضيهم وديارهم”. وأكد أن التنظيم في الرقة يعاني من أزمة مالية، وأن المبالغ التي كان يدفعها لمقاتليه انخفضت إلى ما يقارب 50 في المئة، بحسب معلومات حصل عليها التحالف من سكان في الرقة.

 

كيري يعجز عن تليين الموقف السعودي في الملف السوري

توافق بشأن الملف الليبي والملف اليمني، وتشدد خليجي حول مصير الرئيس السوري والمفاوضات.

جدة (السعودية) – يحاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري التغلب على خلافات حادة مع السعودية على أمل إعادة تفعيل الهدنة المنهارة في سوريا، لكن يبدو أن الوقت المتاح قبل اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا غير كاف لإقناع السعوديين بدفع المعارضة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات.

ولم تقدم زيارات متتابعة قام بها كيري منذ انهيار المفاوضات أي بادرة كافية لـ”كسر الجليد” مع الخليجيين الذين تعكس تصرفاتهم تراجعا متزايدا في الثقة تجاه واشنطن بعد تخفيف لهجتها الحادة بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وعدم مساعدتها في تقديم حلول حاسمة في ليبيا واليمن.

 

واجتمع كيري مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة الأحد لبحث الهدنة الهشة في سوريا قبيل المحادثات التي ستضم روسيا وإيران ودولا أخرى في فيينا يوم الثلاثاء.

 

وقال كيري إنه يأمل في تقوية اتفاق “وقف العمليات القتالية” بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة الذي أضعفه انتشار القتال في بعض المناطق، كما يسعى إلى زيادة إمدادات المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.

 

وقالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إن القلق يهيمن على زيارة كيري إلى السعودية نتيجة عدم ممارسة دول الخليج أي ضغوط تذكر على المعارضة، خصوصا بعد انسحابها من الجولة الأخيرة للمفاوضات.

 

وأضافت المصادر أن انسحاب المعارضة سابقا سبب إحراجا أميركيا أمام روسيا رغم اتفاق الجانبين على ممارسة ضغوط مزدوجة على النظام والمعارضة كي تجبرهما على تقديم تنازلات جوهرية تؤدي إلى خرق الجمود وتمهيد الطريق من أجل التوصل إلى حل سياسي.

 

ماتيا توالدو: لا يجب أن يحمّل الغرب حكومة الوفاق الليبية مطالب غير واقعية

وتريد السعودية الحصول على ضمانات أميركية برحيل الأسد في نفس الوقت الذي تتشكل فيه هيئة حكم انتقالية تحظى بصلاحيات واسعة، من بينها الإشراف على الحكومة والجيش وأجهزة الأمن.

 

كما تسعى أيضا إلى ضمان خطط الولايات المتحدة لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا إلى مستوى تصبح إيران معه غير قادرة على توسيع نفوذها في المنطقة انطلاقا من الأراضي السورية واللبنانية.

 

وقالت المصادر لـ”العرب” إن لم تحصل السعودية على هذه الضمانات فمن غير المستبعد أن ترفض المعارضة المشاركة في جولة المفاوضات الجديدة، أو أن تشارك الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة، مع وضع خيار الانسحاب مرة أخرى في الاعتبار إن لم تجد جدية عبر ضغوط فعالة على النظام.

 

وبات واضحا تصعيد السعودية، ومعها دول خليجية أخرى، مواقفها تجاه الولايات المتحدة كلما اقترب موعد رحيل الرئيس باراك أوباما عن البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر القادم، وهو ما حاول كيري تداركه في جدة.

 

ومن جدة توجه كيري الأحد مساء إلى فيينا لحضور اجتماع لبحث دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تحاول إعادة تنظيم القوات المسلحة المفككة بين سلطتين متنازعتين الإثنين، قبل اجتماع مجموعة دعم سوريا المقرر عقده الثلاثاء.

 

وبعد فرض الولايات المتحدة الجمعة عقوبات على عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في طبرق الرافض لدعم حكومة الوفاق، سيحاول كيري خلال اجتماع مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني التوصل إلى صيغة قد تسرع من تقوية الحكومة الجديدة.

 

وتقول ورقة بحثية نشرها مركز “إي سي أف أر” للدراسات إن الغرب يرى في حكومة الوفاق الليبية الفرصة السانحة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا ووقف تدفق اللاجئين من السواحل الليبية وهزيمة تنظيم داعش هناك، حتى لو كان دعم الحكومة سيدخل الغرب في مواجهة مع حليفته مصر الداعمة لبرلمان طبرق الذي لا يبدي أي استعداد لمنحها الشرعية.

 

وقال مؤلف الورقة ماتيا توالدو “تحقّق للغرب ما كان يطلبه وصارت هناك حكومة في طرابلس. الآن لا يجب أن يحمّل الغرب هذه الحكومة أكثر مما تستطيع عبر إلزامها بمحاربة داعش ووقف تدفق اللاجئين وفرض مطالب أخرى غير واقعية عليها”.

 

وأضاف “بدلا من ذلك يجب عليه أن يعمل لتقوية الموقف السياسي للحكومة وسيطرتها على البلاد”.

 

وقالت مصادر لـ”العرب” إن هناك توافقا سعوديا مع الاستراتيجية الأميركية لدعم حكومة الوفاق في ليبيا، رغم تحفظات القاهرة، أقرب حلفاء الرياض في المنطقة.

 

كما لا يوجد بين الجانبين تعارض جوهري في الملف اليمني الذي ناقشه كيري الأحد مع العاهل السعودي.

 

النظام يستعد لاقتحام داريا وروسيا تقصف حلب  

أفادت مصادر للجزيرة بأن قوات النظام السوري تكثف قصفها على مدينة داريا في ريف دمشق، وذلك في محاولة جديدة لاقتحامها.

 

في غضون ذلك، شنت طائرات روسية غارات مكثفة على مواقع للمعارضة المسلحة في مخيم حندرات في شمال حلب (شمالي سوريا).

وكانت قوات النظام قد استقدمت مؤخرا تعزيزات لمحيط داريا وكثفت قصفها للأحياء السكنية والتجمعات حيث يعيش نحو ثمانية آلاف مدني حالة حصار مطبق بعد أن استطاعت قوات النظام فصل داريا عن معضمية الشام القريبة نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وفي حلب أفاد مراسل الجزيرة هناك بأن طائرات روسية شنت غارات مكثفة على مواقع للمعارضة المسلحة في مخيم حندرات شمال حلب.

 

من جانب آخر، قتل 27 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في قصف للمدفعية التركية وغارات جوية للتحالف الدولي على أهداف للتنظيم في مناطق البل والشيخ ريح والفيضية وغوزال مزرعة وتل خشن وبريغيدة من شمالي حلب.

 

وحسب وكالة دوغان التركية للأنباء، فإن القصف أسفر عن تدمير كامل للمواقع المستهدفة. ومن جانب آخر استولت المعارضة السورية على قرى الفيضية وشيخ ريح وتل خشن بعد طرد مقاتلي تنظيم الدولة منها.

وميدانيا كذلك، قالت فصائل في المعارضة السورية المسلحة إنها صدت هجوما بريا شنته قوات النظام على منطقتي الكبانة والحدادة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.

 

وأكدت هذه الفصائل أنها قتلت عددا من جنود النظام ودمرت آليات لهم خلال صد الهجوم. وفي السياق ذاته، استهدفت قوات النظام الطريق الواصل بين قرية أوبين ومعبر اليمضية الإنساني على الحدود السورية التركية، كما استهدفت قريتي السلور والزيتونة في جبل التركمان بريف اللاذقية.

 

وفي ريف حماة (وسط البلاد) حاولت قوات النظام صباح اليوم الاثنين التقدم باتجاه قرية الزارة بريف حماة الجنوبي في محاولة لاستعادة السيطرة عليها، حيث دارت اشتباكات عنيفة وسط قصف جوي مكثف.

 

وقال ناشطون إن طائرات النظام استهدفت البلدة بعشرات الصواريخ والبراميل المتفجرة تزامنا مع محاولة الاقتحام.

 

مجموعة لاغتيال شخصيات النظام بدمشق.. وهم أم حقيقة؟  

سلافة جبور-دمشق

 

في منتصف أبريل/نيسان الفائت، نُشر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تشكيل مجموعة معارضة بدمشق تسمى “سرايا ردع الظالمين”، ونُسبت إليها عمليات اغتيال لشخصيات في قوات النظام، بينما يدور جدل وسط المعارضة بشأن مصداقية المجموعة ونجاعة نشاطها.

 

وأكد بيان تأسيس المجموعة أنها تهدف إلى “هدم أركان النظام.. بشتى الوسائل” و”حماية أهل الشام وافتدائهم حتى ينالوا مطالبهم وحريتهم”.

 

وخلال الأسابيع التالية، نشرت هذه المجموعة أخبار استهدافها لعناصر وضباط النظام في دمشق، موثّقة عملياتها بالتفاصيل، وكان أولها خبر اغتيال الملازم أول سعيد بدران من مرتبات الأمن السياسي يوم 12 أبريل/نيسان الماضي بعد استدراجه.

 

ثم أعلنت المجموعة اغتيال الرقيب عبد الحميد كاوا من مرتبات فرع فلسطين طعناً بالسكين، وفي مايو/أيار الجاري أعلنت اغتيال النقيب علي خضر من مرتبات فرع أمن الدولة “ثأراً لدماء أهل حلب”.

 

كما أعلنت اغتيال الرقيب أول أحمد اليوسف طعنا بالسكين يوم 6 مايو/أيار الجاري انتقاماً من “أعمال القتل والإهانة بحق أهلنا السنة، وارتكابه العديد من حالات الاغتصاب”.

 

ونشرت المجموعة مقاطع فيديو تظهر بعض عملياتها، ثم حذفتها “لأسباب أمنية وخاصة”، مكتفية بالإعلان عما تنفذه من اغتيالات عبر بيانات خطية.

آراء

ويدور في دمشق جدل بشأن أعمال هذه المجموعة وأهدافها ومدى فاعليتها، فبينما يرى البعض أن هذا النوع من العمليات له دور كبير في إثارة قلق النظام وإرباكه، يرى آخرون أنها تستهدف أسماء وهمية أو مكررة بهدف تحقيق انتصارات افتراضية.

 

وفي حديث للجزيرة نت، أكد الناشط عمر الشامي صعوبة التأكد من مقتل الشخصيات المعلن عنها، وذلك لندرة المواقع أو الصفحات الرسمية والمؤيدة للنظام التي أكدت مقتلها.

 

وأضاف “حتى في حال وفاة الأشخاص المذكورين، فما من دليل على استهداف سرايا ردع الظالمين لهم، وربما قضوا في معارك أو اشتباكات أو تصفيات من مجموعات أخرى أو حتى من قبل النظام”.

 

وأكد الناشط الإعلامي صعوبة هذا النوع من العمل داخل عاصمة النظام وأحد أهم معاقله في البلاد، حيث يصعب العثور على شخصيات ذات أهمية يمكن استهدافها والاستفادة من ثغرات أمنية حولها، مما يجعل عمل مجموعات كهذه محفوفا بالمخاطر ويبرر حرصهم الشديد على كتمان أي تفاصيل متعلقة بعملياتهم.

 

بدوره أكد الناطق الرسمي باسم سرايا ردع الظالمين محمد الشامي تواجد المجموعة داخل دمشق منذ أكثر من عامين ونصف، نفّذت خلالها العديد من العمليات الموثقة، إلا أن اعتبارات “أمنية وخاصة” أخرت الإعلان عن تشكيلها.

 

وأضاف الشامي للجزيرة نت أن المجموعة حذفت كافة مقاطع الفيديو التي توثق عملياتها الأخيرة من صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك “لأسباب أمنية”.

 

وأشار إلى تعاون هذا التشكيل مع سرية أمنية خاصة تساعد على استمرار العمل، وفريق إعلامي متغلغل في صفحات ومجموعات النظام على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تُنشر أخبار نعي الضباط والعناصر المستهدفين، وقال “نتلمس من خلال المنشورات والتعليقات مدى رعب مؤيدي النظام واستيائهم من الخلل الأمني الذي يسهّل لنا الوصول إلى أهدافنا”.

 

وأضاف الشامي أن النظام يحرص على عدم نعي ضحاياه حفاظا على سمعته واستمرارا في الظهور أمام مؤيديه ومناصريه أنه يحكم القبضة الأمنية ويسيطر على كافة مفاصل الحياة في دمشق.

 

الغنوشي للإخوان: طريقكم خاطئ وجلب الويلات للمنطقة

عشية مؤتمر النهضة العاشر يعلن الخروج من “جلباب الإخوان”

تونس – منذر بالضيافي

يجمع كل المتابعين للمشهد التونسي على أن المؤتمر العام العاشر لحزب “حركة النهضة” الإسلامية، الذي سينطلق خلال هذا الأسبوع (20 و 21 و 22 مايو)، يرتقي لمقام الحدث السياسي البارز، في مسار الانتقال الديمقراطي.

حيث ينظر له على أنه يتجاوز من حيث الأهمية وكذلك الانتظارات والتوقعات، جغرافية تونس، ليرمي بظلاله على مستقبل حركات الإسلام السياسي ككل، خاصة في علاقة بمرحلة ما بعد “الإخوان”.

“التونسة” في “مواجهة الأخونة”

في هذا الإطار، أكد قادة “النهضة” ومنهم المرشد راشد الغنوشي، في أكثر من مناسبة على أن حركته فكت الارتباط الفكري والتنظيمي مع “الإخوان”.

وأكد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في رسالة وجهها للاجتماع الخاص بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي عقد في اسطنبول تحت شعار “شكرا تركيا”، في أبريل الماضي، تم تسريبها للإعلام، على تبرؤه من الإخوان وأفعالهم وسياساتهم.

ومن أهم ما ورد في نص الرسالة: “لا أسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضوري ولكنني أرى يوما بعد يوم أن لحظة الافتراق بيني وبينكم قد اقتربت، أنا مسلم تونسي، تونس هي وطني، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية فلن أسمح لأي كان أن يجردني من تونسيتي، لن أقبل أي عدوان على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة”.

وأضاف قائلا: “أنا الآن أعلن أمامكم أن تونسيتي هي الأعلى والأهم، لا أريد لتونس أن تكون ليبيا المجاورة ولا العراق البعيد، أريد لتونس أن تحمي أبناءها بكل أطيافهم وألوانهم السياسية، أنا وبالفم الملآن أعلن لكم أن طريقكم خاطئ وجلب الويلات على كل المنطقة”.

وتابع الغنوشي مخاطبا الإخوان: “لقد تعاميتم عن الواقع وبينتم الأحلام والأوهام وأسقطتم من حساباتكم الشعوب وقدراتها، لقد حذرتكم في مصر وسوريا واليمن ولكن لا حياة لمن تنادي، أنا الآن جندي للدفاع عن أراضي تونس ولن أسمح للإرهاب مهما كان عنوانه أن يستهدف وطني، لأن سقوط الوطن يعني سقوطي”.

في سياق التأكيد على “تونسة” الحركة، عبر القطيعة مع الإرث الفكري والتنظيمي مع التنظيم العالمي للإخوان، أعلنت قيادة “النهضة” التبرؤ من كل صلة بالإخوان، من خلال إصدار تعليمات صريحة لإطارات وقواعد الحركة، بتجنب إبراز كل ما له صلة يمكن أن تشير إلى وجود علاقة بالإخوان، وصل حد “التنبيه” بعدم رفع شعار “رابعة”.

وبالفعل فإنه وباستثناء بعض القواعد المتمردة في الفضاء الافتراضي (فيسبوك)، فإن الجميع انضبط، وهي من سيمات الجماعات العقدية، المعرف عنها انضباطها التنظيمي. لكن، البعض يرى أن هذا “التبرؤ” من “الأخونة”، يبقى في تفكير وممارسة المنتمين للنهضة، وحتى أنصارها، ليس بالعملية السهلة، وهو ما يجعل منه “قطيعة” مشكوك فيها، ولا تتجاوز مجرد “التقية السياسية “.

صعوبة التحول إلى حزب وطني

إن التبرؤ من “الأخونة”، يراد منه التأكيد، على أن الحركة حزب وطني تونسي. وهنا تطرح مسألة صعوبة “توطين” جماعة تربت ونشأت على أدبيات تدعو للأممية.

وهو ما يكشف عنه تاريخ “النهضة”، التي منذ انطلاقتها في سبعينيات القرن الماضي، كانت في قطيعة مع “الإسلام الزيتوني” ومرتبطة أكثر بالمشرق (الإخوان)، كما أن مشروعها السياسي خاصة في البدايات، هو نقيض لمشروع الدولة الوطنية، من جهة رفض القطرية وكذلك المضمون الحضاري، إذ تتمسك كل التيارات الإسلامية بشمولية الإسلام ودولة الخلافة، التي هي حلم كل التيارات الإسلامية المعتدلة والمتشددة منها، بقطع النظر عن تناقضاتهم الأخرى.

وبهذا فإن المؤتمر العاشر، سيكون مناسبة للنهضويين للتأكيد على القبول بالتحول إلى حزب “وطني”، وهو شرط أساسي لا يمكن بدونه القبول بإدماجهم في الحياة السياسية الوطنية. وهو ما تفطنت إليه “الجماعة” خلال فترة الحكم، وتأكد بعد حصول “تطبيع” بين النخبة والفاعلين السياسيين، مع التيار الإسلامي، الذي سمح له بالتحول إلى جزء أو مكون أساسي في المشهد السياسي التونسي.

ولعل القبول بوجود النهضة كشريك في الحكم، هو خير دليل على أن النخبة السياسية التونسية، في تيارها العريض لا ترى مانعا، في القبول بإدماج التيار الإسلامي، في الحياة السياسية وفي الحكم أيضا، ما يجعل من قول الإسلاميين بوجود “فوبيا” لوجود تيار “استئصالي” معاد لهم ولوجودهم، أمرا مبالغ فيه بل لا مبرر له أصلا.

لاحظنا بوادر حرص لدى جماعة “النهضة” نحو القبول بالمسألة الوطنية، من خلال التأكيد على أن مشروعهم السياسي “يتأطر في السياق الوطني العام الذي تشهده البلاد في مرحلة ما بعد الثورة، ويستهدف فهم ومعالجة التحديات الوطنية الكبرى، ويقدم قراءات وإجابات وطنية مسؤولة، بقطع النضر عن الموقع المستقبلي للحركة، في المشهد السياسي، وبصرف النظر عن علاقتها بالحكم طرفا أساسيا، أو طرفا مشاركا أو حتى طرفا خارج السلطة التنفيذية، بيد أنه يحرص أن يكون في الموقع الفاعل والمؤثر الذي يؤخذ بعين الاعتبار في بلورة السياسات أو صناعة القرارات”.

هذه الفقرة المأخوذة من “لائحة المشروع السياسي الاستراتيجي” التي تحصلت “العربية.نت” على نسخة منها، التي ستناقش ضمن فعاليات المؤتمر العاشر، تبرز بداية حصول تحول في التعاطي مع المسألة الوطنية، يقدر الملاحظين أنه نتيجة لـ “صدمة” ممارسة الحكم التي كشفت لهم عمق المسافة الشاسعة بين “الاحتجاج” و”الحكم”.

امتحان الخصوصية التونسية

يشار إلى أن هناك شبه إجماع من قبل جل الباحثين، لحركات الإسلام السياسي، على خصوصية “الإسلامية التونسية” (خصوصية على المؤتمر تأكيدها أكثر وبوضوح)، وهو ما أكده الباحث في علم الاجتماع الديني عبد اللطيف الهرماسي في تصريح لـ “العربية.نت”.

ويعتبر الهرماسي أن هذه الخصوصية استمدتها الحركة من طبيعة المجتمع، الذي نشأت وترعرعت فيه، بما يجعل فهمها يفترض أن يتم في إطار السياق الاجتماعي والسياسي التونسي. ويضيف الهرماسي، لكن، هذا لا يجب أن يغفل عنا المشترك الذي تتقاسمه، خاصة مع حركة “الإخوان المسلمين” في مصر، التي تعتبر “الحركة الأم” (المركز)، والبقية تدور في فلكها الفكري والتنظيمي (الأطراف).

وتواجه “الإسلامية التونسية”، اليوم، “مخاضا عسيرا”، وسط تحولات شاملة، تجرف العالم العربي، بعد موجة “ثورات الربيع العربي”، فبرغم سلسلة التنازلات المعلنة، فإن محيطها المجتمعي والسياسي وكذلك النخب، ما زالوا ينظرون إليها – النهضة- بعين الريبة والتشكيك، وإن كان الباحثون المختصون يشيرون إلى أن الحركة بصدد التطور، لكن التطور لم يصل بعد إلى القطع مع “الإرث الإخواني”، ولا يمكن بالتالي أن يؤسس للتحول إلى “حزب “مدني” و”وطني”، الذي سيبقى متروكا للمستقبل، وربما للأجيال القادمة.

 

توجه دولي لتزويد المعارضة السورية بالسلاح

دبي- قناة العربية

قبل يومين من افتتاح لقاء فيينا الدولي لبحث المسألة السورية، أشار رياض حجاب رئيس اللجنة العليا للمفاوضات السورية بتوجه دولي لتزويد كتائب المعارضة بأسلحة ودعم نوعي تحت إشراف دولي.

جاءت تصريحات حجاب بالتزامن مع اجتماع ممثلين عن أربعة عشر فصيلا من المعارضة لبحثِ تشكيل جبهةٍ شمالية موحدة على غرار الجبهة الجنوبية .

انطلقت الفكرة من ساحة المعركة في الشمال السوري، حيث يشهد ريف حلب الشمالي معارك يومية بين فصائل المعارضة المسلحة وداعش.

ويرى مراقبون أنها معارك استنزاف لتلك الفصائل، بالإضافة إلى عجز المعارضة المسلحة عن استعادة بعض القرى التي يسطر عليها الأكراد شمال حلب، وطبعا هجمات النظام وروسيا المتواصلة على حلب وريفها ومناطق أخرى، ما دفع بفصائل عسكرية في كل من حلب وإدلب وريف اللاذقية إلى توحيد صفوفها تحت مظلة واحدة وتشكيل ما يسمى بالجبهة الشمالية.

واجتمع قادة وممثلون عن 14 فصيلا مسلحا لدراسة المشروع، من بينهم جيش الإسلام والجبهة الشامية والفوج الأول وجيش المجاهدين والفرقة الشمالية وغيرها.

فيما غابت فصائل بارزة عن الاجتماع، مثل: جيش النصر وفيلق الشام وحركة أحرار الشام وفصائل أخرى.

وتسعى الفصائل في الشمال إلى تشكيل هيئة سياسية موحدة وهيئة أركان مشتركة ومؤسسة إعلامية عسكرية موحدة أيضا.

كما توصلت الفصائل إلى انتخاب لجنة مشتركة تشرف على وضع الصيغة النهائية والنظام الداخلي للجبهة الشمالية.

تلك الجبهة تهدف بحسب مصادر إلى اتخاذ قرارات عسكرية وسياسية موحدة.. وتحقيق التعاون الأمني فيما بينها.. بما ينعكس على تحقيق تقدم عسكري نوعي في الشمال السوري.

 

المعارضة السورية تشن هجوما على وزير خارجية أميركا

فيما تشهد دير الزور معارك كر وفر بين النظام السوري وتنظيم داعش تصعّد قوات الأسد من هجماتها محاولة بالتالي شن هجوم على داريا قبيل تحديد موعد لمحادثات جنيف المقبلة إضافة إلى مشاورات فيينا المرتقبة بعد غدٍ الثلاثاء لمجموعة الدعم الدولي حول سوريا برئاسة الولايات المتحدة وروسيا.

 

فيما أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى مشاورات في جدة مع نظيره السعودي عادل الجبير تركزت على الملف السوري وآخر المستجدات فيه.

من جانبه أنتقد رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية العميد أسعد عوض الزعبي الخطاب الأميركي الذي يتحدث عن الهدنة و يغفل ممارسات النظام و حلفائه.

ووصف الزعبي للحدث ما يجري بالعرقلة الواضحة لمساعي السلام متسائلا عن الهدنة الحاضرة فقط في التصريحات لكنها غائبة في الميدان.

 

المعارضة: مقتل 20 جنديا سوريا في ريف حماة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شن الجيش السوري غارات، الاثنين، على سجن إدلب المركزي، الاثنين، بينما قصفت المعارضة المسلحة تجمعات للجيش داخل مطار النيرب العسكري في حلب بصواريخ غراد.

وتأتي الغارات على السجن فيما تتعرض مدينة إدلب لحملة جوبة عنيفة، من قبل الطيران الحكومي.

 

كما أعلنت المعارضة مقتل 20 جنديا سوريا خلال محاولتها إستعادة السيطرة على الزارة بحماة.

 

ونفذت طائرات حربية غارة على مناطق في بلدة الناجية بريف جسر الشغور الغربي.

 

من ناحية أخرى، تعرضت مناطق في قريتي الكندة ومرعند ومحيط بلدة الناجية بريف جسر الشغور الغربي لقصف من قبل القوات الحكومية، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي.

 

من جهتها، قصفت فصائل المعارضة مطار النيرب العسكري بصواريخ جراد. وتستعمل القوات الحكومية هذا المطار في التزود بالأمدادت.

 

وكانت تقارير قد تحدثت عن وصول مقاتلين إيرانيين إلى هذا المطار، وهو هدف دائم للقصف من قبل المعارضة المسلحة.

 

المعارضات السورية ترفض المحاصصة بكل أشكالها ومستوياتها

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 أيار/مايو 2016

روما- أكّدت مصادر مطلعة على عمل المبعوث الأممي لسورية، ستافان دي ميستورا أن “جميع تكتلات المعارضة، على اختلاف توجهاتها”، رفضت المحاصصة بمختلف مستوياتها، والتي أتت في الأسئلة الـ 29  المقدّمة حول الانتقال السياسي.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “الشيء الوحيد المتفق عليه بين كل تيارات المعارضة السورية حتى تلك المقربة من موسكو واللينة مع النظام، هي رفض مبدأ المحاصصة السياسية على مستوى الهيئة الانتقالية أو البرلمان أو التمثيل الشامل المناطقي والعرقي والديني والطائفي”.

 

وأضافت ” كل أطياف المعارضة تتفق على رفضها للمحاصصة، فتجربة التمييز التي عانى منها السوريون خلال خمسة، وتجارب بعض دول الجوار كالعراق ولبنان، تدفعهم لرفض المحاصصات على اختلاف أشكالها ومستوياتها، سواء منها القومية أو المناطقية أو الدينية والإثنية، وعلى احتلاف مستوياتها سواء في الهيئة الحاكمة أو البرلمان أو الجسم الحكومي المرتقب”.

 

وكان المبعوث الأممي إلى سورية قد قدّم لوفدي المعارضة السورية والنظام 29 سؤالاً، قال إن عليهم تقديم أجوبة واضحة عليها حول رؤيتهما للانتقال السياسي في سورية وتصورهما لشكل الحكم وتركيبته.

 

ومن بين الأسئلة: مفهوم هيئة الحكم، ومهامها وسلطاتها وآلياتها، وطريقة تشكيلها، ومعايير المشاركة فيها، وعلاقتها بمؤسسات الحكم القائمة، ووسائل وضمانات تنفيذ قراراتها، وآليات الرقابة، ودور رئيس الجمهورية والفرعين التشريعي والقضائي، وكيفية ربط القطاع الأمني بهياكل الحكم، طرق ضمان عمل المؤسسات الحكومية، وفيما يتعلق بالمحاصصات، كانت هناك أسئلة تتعلق بطريقة جعل الحكم شاملاً للجميع، وضمان تمثيل النساء، وطرق تمثيل المجتمع المدني والمجموعات ذات المصالح، وطرق اختيار/تعيين مثلي هيئة الحكم، وضمان الطابع غير الطائفي لها، وطرق تمثيل المناطق الجغرافية، والحدود السياسية والإدارية، وطرق تمثيل الطوائف والأعراق والجماعات الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى