أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 16 تشرين الثاني 2015

 

أوباما وبوتين يتفقان على ضرورة انتقال سياسي بقيادة سورية

بيليك (تركيا) – أنطاليا (تركيا) – أ ف ب

أفاد مسؤول في البيت الأبيض اليوم (الأحد) بأن الرئيس الاميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا على هامش قمة “مجموعة العشرين” في تركيا الجهود المبذولة لحل الصراع في سورية، موضحاً أنهما “اتفقا على الحاجة إلى عملية انتقال سياسي بقيادة سورية تتضمن محادثات برعاية الأمم المتحدة ووقفا لإطلاق النار”.

وذكر أن “أوباما يرحب بجهود الدول لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، ومن المهم أن تركز الجهود العسكرية الروسية في سورية على محاربة التنظيم”.

من جهته، أكد مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري اوشاكوف للصحافيين “استمرار الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة حول السبل الواجب اعتمادها لمواجهة داعش، حتى بعد المحادثات بين الرئيسين”.

وذكر أن “موسكو وواشنطن تتقاسمان الأهداف الاستراتيجية المتقاربة جداً في شأن القتال ضد التنظيم، لكن الخلافات حول سبل تحقيق ذلك ما زالت قائمة”.

 

دمشق تنتقد «الجدول الزمني» لبيان فيينا

بيليك (تركيا)، طهران، دمشق – رويترز، أ ف ب

رفضت الحكومة السورية أمس وضع «جدول زمني» للعملية السياسية وفق بيان الاجتماع الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا مساء أول من أمس. تزامن ذلك مع تأكيد طهران أن الرئيس بشار الأسد وحده من يقرر هل سيترشح أم لا في الانتخابات. وقتلت «جبهة النصرة» بتفجير انتحاري قائد «لواء شهداء اليرموك» المبايع لـ «داعش» قرب الجولان المحتل .

وقال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر في دمشق: «الدخول في آليات التغيير وبُنية التغيير مسؤولية السوريين فقط وليس مسموحاً لأحد لا أن يضع أجندات زمنية إن كان صديقاً أو عدواً ولا أن يقول ما الذي يجب أن يتغير أو يُغير في سورية بالبنية والآليات. (اجتماع) فيينا أو غيره مطلوب منه أمر واحد هو تأمين الخيمة والمناخ الدولي لحوار السوريين. ما عدا ذلك هو حق للسوريين وواجب عليهم من دون أي طرف آخر».

وأقر الاجتماع الوزاري في فيينا بمشاركة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف وممثلي 18 دولة ومنظمة دولية وإقليمية خريطة طريق، تضمّنت مفاوضات بين ممثلي النظام السوري والمعارضة لتشكيل حكومة خلال ستة أشهر ثم إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة خلال 18 شهراً.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي إن «بعض المشاركين شدد على أن يتضمن النص استبعاد الأسد، لكن إيران لم تسمح بأن يتضمن البيان الختامي هذه الإشارة». وتابع: «شددنا على أن الأسد هو وحده من يقرر أن يترشح أم لا في الانتخابات، وأن الشعب السوري هو مَنْ يقرر التصويت له أم لا».

وتعكف الأمم المتحدة ودول إقليمية على إنجاز المهمات الموكلة إليها من الدول الكبرى قبل الاجتماع المرتقب منتصف الشهر المقبل، وتتضمن إعداد المنظمة الدولية خطة لوقف النار بوجود مراقبين دوليين وجمع ممثلي النظام والمعارضة قبل مطلع العام المقبل بعد اجتماع واسع للمعارضة، إضافة الى إعداد الأردن قائمة بـ «التنظيمات الإرهابية» تضاف الى «داعش» و «جبهة النصرة» اللذين ذُكِرا في بيان فيينا.

إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «قائد لواء شهداء اليرموك أبو علي البريدي قُتِل بتفجير انتحاري نفذته جبهة النصرة» في منطقة جملة في ريف درعا الغربي، قرب الجولان المحتل. وأوضح أن «عناصر من جبهة النصرة أطلقوا النار ابتهاجاً في بلدة سحم الجولان القريبة، احتفالاً بمقتل البريدي الملقب بـ «الخال» مع قياديين آخريين». وأضاف: «قُتِل ثلاثة مواطنين بينهم طفلان وجرح 15 نتيجة قصف طائرات روسية منطقة مدرسة في مدينة معرة النعمان» في إدلب.

 

السعودية ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يرحل الأسد

فيينا – رويترز

قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم (السبت) إن بلاده ستواصل دعم المعارضين السوريين إذا لم يترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية.

وأوضح الجبير على هامش مفاوضات سلام دولية في شأن سورية في فيينا: “سنواصل دعم الشعب السوري”.

وأضاف: “سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي الى رحيل (الأسد) أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة”.

وكان الجبير، ووزير الخارجية القطري خالد العطية، ووزير الخارجية التركي فريدون أوغلو، عقدوا اجتماعاً موسعاً في فيينا مع رئيس “الائتلاف الوطني السوري” خالد خوجة والوفد المرافق له.

وتم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر في شأن مستقبل سورية، وشدد الوزراء على وجوب رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتأكيد وحدة سورية والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.

 

المفوضية الأوروبية تحذر من دعوات إلى رفض استقبال المهاجرين

بيليك (تركيا)، برلين – رويترز

قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس، إن دول الاتحاد الأوروبي يجب ألا تنقاد الى ردود الفعل الذميمة داعية إلى رفض دخول المهاجرين في أعقاب هجمات باريس، مشدداً على أن مطلقي النار مجرمون وليسوا طالبي لجوء.

ووجه مسؤولون بولنديون وسلوفاكيون ضربة الى خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع اللاجئين بعد الهجمات في باريس يوم الجمعة، واعتبروا أن أعمال العنف تؤكد المخاوف من استقبال اللاجئين المسلمين.

وقال يونكر في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر قمة مجموعة الدول العشرين في أنطاليا التركية: «علينا ألا نخلط بين الفئات التي تتوافد إلى أوروبا».

وقال يونكر إن «المسؤول عن الهجمات في باريس مجرم وليس لاجئاً أو ساعياً إلى اللجوء». وأضاف: «أريد دعوة من يحاولون تغيير جدول أعمال الهجرة التي تبنيناها وأن أذكرهم بأن يكونوا جديين حيال هذا الأمر وألا ينقادوا لردود الفعل الذميمة التي لا أحبذها».

وقال وزير شؤون أوروبا البولندي كونراد زيمانسكي السبت إن حكومته لم توافق على التزام بولندا بالقبول بحصتها من اللاجئين وفق خطة إعادة التوزيع الموسّعة للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. وأضاف إنه حالياً «في ضوء الأعمال المأسوية في باريس، لا نرى أي إمكانية سياسية لتنفيذها». كذلك قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو: «كنا نقول إن هناك مخاطر أمنية هائلة مرتبطة بالهجرة وكلنا أمل بأن يفتح بعض الناس أعينهم الآن».

غير أن يونكر قال إنه لا توجد أي ضرورة لتغيير خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع 160 ألف لاجئ في أرجاء أوروبا كما تم التوافق في وقت سابق. وقال: «أدرك الصعوبات لكني لا أرى حاجة الى تغيير نهجنا العام».

ورأى دونالد توسك رئيس الوزراء البولندي السابق الذي يرأس اجتماعات القادة الأوروبيين إنّه يتعين على قادة مجموعة العشرين أن تضع خطة منسّقة لأزمة الهجرة التي يتوقع أن تجلب مليون شخص من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أوروبا هذا العام فقط. وقال توسك: «لا نطلب من شركائنا أن يفعلوا أكثر مما تفعله أوروبا لكننا نطلب من المجتمع الدولي ألا يفعل أقل من ذلك. دول مجموعة العشرين جميعها تتشارك المسؤولية المترتبة على الأزمة. يتعيّن على التضامن أن يكون في صلب قراراتنا».

الى ذلك، دعا رئيس جهاز الاستخبارات الألماني الداخلي هانز-جورج ماسين إلى تطبيق «اجراءات منظمة» في ما يتعلق بالدخول اليومي لآلاف اللاجئين إلى ألمانيا، قائلاً إن المتطرفين قد يستغلون وضع الهجرة الذي يتسم بالفوضى أحياناً. وقال ماسين إن «من الممكن أن يكون هناك أيضاً إرهابيون قادمون مع اللاجئين ولكننا نعتبر هذا احتمالاً أقل. وبالنسبة الى السلطات الأمنية فمن المهم أن تكون هناك إجراءات منظمة في ما يتعلق بالدخول إلى ألمانيا وتنفيذ اجراءات اللجوء».

وعلى رغم أن الشرطة الألمانية تقوم حالياً بمراجعة جوازات السفر عند المعابر الحدودية وفي المناطق الحدودية، فمن المعتقد أن آلاف اللاجئين يدخلون البلاد من دون أي مراجعات. وأشار ماسين إلى أن طريق اللاجئين من سورية والعراق إلى تركيا واليونان وشمالاً عبر دول البلقان خطير جداً. وقال إن «قيام الأشخاص المكلفين بمهمة قتالية بالعبور من تركيا إلى الجزر اليونانية في سفن غير صالحة للإبحار سيكون أمراً محفوفاً بالأخطار وغير نموذجي بالنسبة إليهم».

وأبدى ماسين قلقه أيضاً من أن المتطرفين الإسلاميين الموجودين بالفعل في ألمانيا قد يسعون الى تجنيد مهاجرين شبان. وقال: «نلاحظ أن الإسلاميين يتصلون في شكل محدد باللاجئين في مراكز الاستقبال. نعرف بالفعل أكثر من 100 حالة». وأضاف ان الإسلاميين المتطرفين يعتبرون أزمة اللاجئين فرصة لتجنيد أناس من أجل قضيتهم.

 

قاعدة خلفية في بروكسيل سهّلت مجزرة باريس

باريس – رندة تقي الدين وأرليت خوري بروكسيل، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب

برزت أمس ملامح تنسيق أوروبي – دولي واسع لمكافحة الإرهاب ومواجهة خطر متنامٍ يشكّله تنظيم «داعش»، بعد المجزرة التي ارتكبها في باريس ليل الجمعة وأوقعت 129 قتيلاً وحوالى 350 جريحاً .

وبعدما تبيّن ان بروكسيل كانت محطة رئيسة للمتورطين بتنفيذ العملية، بتنسيق مع شبكات عابرة للحدود، شكّلت فرنسا وبلجيكا فريق تحقيق مشتركاً، فيما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا «تكثيف تعاونهما» الأمني والعسكري مع باريس، لمكافحة الإرهاب ودحر «داعش».

وإذا كانت الهجمات التي شنّها التنظيم في باريس في كانون الثاني (يناير) الماضي، وأوقعت 17 قتيلاً، أثارت تضامناً داخلياً على المستوى السياسي، وسط ملامح وحدة وتماسك وطنيَّين، فإن هجمات الجمعة الماضي لم تثرْ مشاعر مشابهة، على رغم ان حصيلتها اكثر ارتفاعاً بكثير، ذلك أنها الأضخم في تاريخ فرنسا. وقد يعود ذلك إلى اقتراب انتخابات الرئاسة عام 2017، والتي يعتزم الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي خوضها، إذا فاز بترشيح حزبه.

وعشية إلقائه اليوم خطاباً أمام اجتماع استثنائي لمجلسَي النواب والشيوخ في قصر فرساي، يحدد من خلاله التوجهات التي يعتزم انتهاجها بعد المجزرة، التقى الرئيس فرنسوا هولاند رئيسَي المجلسين وقادة الأحزاب، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لسماع اقتراحاتهم في هذا الشأن. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن هولاند يريد تمديد حال الطوارئ لثلاثة اشهر.

ساركوزي انتقد أجهزة الأمن والاستخبارات، وزاد انه في مواجهة «حال حرب» بعد الهجمات، لا بد من تعديل فرنسا السياسة الخارجية والتشاور مع أوروبا حول تعديلات جوهرية للسياسة المتبعة في مجال الهجرة والأمن. واقترح العمل مع روسيا لـ «تدمير داعش»، معتبراً أن لا مكان لتحالفين ينشطان ضد التنظيم في سورية.

في غضون ذلك، أعلن مصدر كشف هوية انتحاريين اثنين عُثر على جثة احدهما في مسرح «باتاكلان»، ولكن لم يُحسم هل هي لفرنسي أو لبلجيكي. وكانت الشرطة الفرنسية كشفت هوية انتحاري أول هو عمر إسماعيل مصطفاي (29 سنة)، وهو فرنسي من أصل جزائري، أوقفت السلطات سبعة من أفراد عائلته، لاستجوابهم.

ورجّح المدعي العام في باريس فرنسوا مولان مشاركة ثلاث خلايا جهادية في المجزرة، علماً ان السلطات تشتبه بمشاركة آخرين، خصوصاً بعد العثور على سيارة سوداء من طراز «سيات» مسجلة في بلجيكا، استُخدمت أثناء الاعتداء، وفي داخلها بنادق كلاشنيكوف من النوع المُستخدم في المجزرة.

في بروكسيل، أعلنت النيابة العامة ان بين منفذي هجمات باريس فرنسيَّين أقاما في العاصمة البلجيكية، احدهما في حي مولنبيك، و»قُتلا» في موقع الهجمات. وأشارت إلى توقيف سبعة في بلجيكا منذ السبت، مضيفة أن «السلطات القضائية البلجيكية والفرنسية تتعاون في شكل مكثف، ولتسريع تبادل المعلومات، قررت تشكيل فريق تحقيق مشترك». وتشكّل بلجيكا «مخزناً» للجهاديين، المقيمين أو العابرين، في ظاهرة اعتبر رئيس الوزراء شارل ميشال أنها «هائلة». وأضاف: «في الأشهر الماضية اتُخذت مبادرات كثيرة في مكافحة التطرف، لكننا نحتاج أيضاً إلى مزيد من القمع».

واعلنت تركيا أمس احباط «هجوم كبير» في اسطنبول في يوم هجمات باريس.

في واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع ان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ونظيره الأميركي آشتون كارتر توافقا على اتخاذ «تدابير ملموسة» من أجل «تكثيف» العمليات العسكرية ضد «داعش». وأتى ذلك بعدما ذكر بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، أن الولايات المتحدة وفرنسا «ستعملان في شكل وثيق جداً، في إطار تبادل المعلومات الاستخباراتية، وكذلك في شأن ردنا العسكري داخل سورية».

 

تخبط واشنطن في سورية يشجّع «تحالفاً» عسكرياً بين روسيا وإسرائيل

موسكو – «الحياة»

«تحالف عسكري يُعدّ سابقة منذ تأسيس دولة إسرائيل»… هذا ما يردده الخبير الروسي الإسرائيلي أفيغدور إيسكين. لا يخفي الرجل غبطته بتطوّر يعتبره «تاريخياً»، وهو يمثل تياراً في النخبة الإسرائيلية يدعو إلى تعزيز التحالف مع روسيا ومواجهة «تخبط سياسات الإدارة الأميركية، خصوصاً في سورية في شكل بات يهدد أمن إسرائيل».

يقول إيسكين ان ثمة ارتياحاً متبادلاً إلى مواقف الطرفين من الأزمة السورية أسس لتعزيز التحالف. فالتزام إسرائيل «الحياد الإيجابي» والمقصود «عدم التدخل مع محاولة دعم نظام بشار الأسد في شكل حذر»، سهّل للإسرائيليين القيام بمناورات لا تحرج موسكو. في المقابل فإن التدخُّل العسكري الروسي ضد «الإرهابيين» يعزّز «حرب إسرائيل على كل المنظمات الإرهابية في المنطقة»، خصوصاً ان الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اتفقا خلال لقائهما في موسكو على أن «دعم الرئيس الشرعي المنتخب (الأسد) يجب ان يترافق مع عدم السماح بتحقيق «حزب الله» مكاسب معنوية أو ميدانية». وإسرائيل التي «كانت مضطرة ان تتصرف منفردة للدفاع عن مصالحها خلال الأزمة السورية، حصلت على امتياز مهم بعد التدخل الروسي، لأنها باتت تنسق كل خطواتها مع الحليف الروسي إلى درجة وضع استراتيجية عسكرية مشتركة».

لكن التعاون الروسي- الإسرائيلي خصوصاً على الصعيد العسكري، لا يقتصر على الملف السوري، بل «على العكس، فالتعاون المتنامي بقوة مهّد لتعزيز التقارب بين الجهتين، إضافة الى تطابق مصالح الطرفين الآن في سورية»، كما يشير خبير قريب من ملف العلاقات بين موسكو وتل أبيب.

التنسيق الأمني- الإستخباراتي بين الجانبين سبق كثيراً إقامة «الخط الساخن» بين قاعدة «حميميم» ورئاسة الأركان الإسرائيلية، والتقنيات العسكرية الروسية المستخدمة في سورية استفادت كثيراً من الخبرة والصناعات الاسرائيلية. وتُعدّ الدولة العبرية المصدر الوحيد لروسيا في مجال طائرات التجسس من دون طيار التي تستخدم الآن على نطاق واسع في سورية، ولا يكشف العسكريون الروس هل أرسلت موسكو الى هذا البلد طائرات اسرائيلية المنشأ للتجسس، أم نماذج طوّرتها في مصنع قرب سان بطرسبورغ مستفيدة من التكنولوجيا الإسرائيلية.

وعلى رغم تأكيد الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين أن ذاك التعاون لا يرقى الى درجة «التحالف»، كما يحلو للإسرائيليين ان يرددوا، لكنه قال لـ «الحياة» ان ثمة مصالح مشتركة على صعيد التصنيع العسكري تشهد تنامياً. وذكر كمثال أن موسكو تصدّر الى الهند وهي أبرز شريك عسكري لها، مقاتلات غير مكتملة الصنع، كهياكل يُستكمل تصنيعها وتزويدها التقنيات الدقيقة عبر مؤسسة «أي ايه آي» الإسرائيلية.

كما ان إسرائيل تعد الطرف الوحيد الذي ضخّت فيه روسيا بلايين الدولارات، لتطوير بحوث مشتركة في مجال «تقنيات النانو». أما أحدث إنجازات التعاون العسكري فهو ما كشفته صحيفة «كوميرسانت» الرصينة أخيراً، حول مفاوضات تجريها مؤسسة «روس تيخ» المسؤولة عن الصناعات العسكرية الروسية، لشراء شركة «أيه آي سي تيليكوم» الإسرائيلية المتخصصة في تقنيات الاتصال والمراقبة، والهدف تأسيس شبكة اتصالات حديثة تلبي حاجات دمج شبكتي هيئة الأمن الفيديرالي (الاستخبارات) والجيش الروسي، وتأسيس شبكة موحدة تحل مكان الشبكات الروسية المستخدمة الآن، والتي تعتمد على تقنيات غربية. وتصل قيمة الصفقة التي مازالت محور جدل واسع إلى نحو خمسة بلايين دولار.

 

مجزرة أطفال في ريف إدلب… واغتيال قيادي في «داعش» في الجولان

لندن – «الحياة»

افيد أمس بمقتل وجرح عشرين مدنيين معظهم اطفال بغارة روسية على مدرسة في ريف ادلب في شمال غربي سورية، في وقت احتفلت «جبهة النصرة» باغتيال قيادي في تنظيم محسوب على «داعش» في بلدة قرب الجولان السوري المحتل، وسط استمرار المعارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في ريف حلب شمالاً.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انه سمعت اصوات اطلاق النار في بلدة سحم في الجولان «من عناصر جبهة النصرة النار في الهواء «ابتهاجاً» بقتلهم لأبو علي البريدي الملقب بالخال، وهو قائد لواء شهداء اليرموك مع اثنين من أبرز قياديي اللواء ومعلومات مؤكدة عن مقتل مقاتلين آخرين من اللواء ذاته، إثر استهدافهم بتفجير من قبل جبهة النصرة في منطقة جملة بريف درعا الغربي، عند الحدود مع الجولان السوري المحتل»، لافتاً الى ان ريف درعا الغربي شهد سابقاً «معارك عنيفة بين لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وجبهة النصرة والفصائل الإسلامية من طرف آخر، وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف ومتبادل بين الطرفين وتفجيرات من قبل اللواء، استهدفت مقرات لحركة إسلامية وللنصرة في سحم الجولان وحيط، إضافة إلى عمليات كر وفر انتهت باستعادة النصرة السيطرة على سحم الجولان بعد ساعات من سيطرة لواء شهداء اليرموك عليها». وأسفرت الاشتباكات عن «مقتل 18 عنصراً على الأقل من شهداء اليرموك من ضمنهم مقاتلون من جنسيات غير سورية، وبينهم اثنان أعدما على يد مقاتلي النصرة، ومصرع واستشهاد أكثر من 13 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة»، وفق «المرصد» الذي اشار الى معارك «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى، في بلدة الشيخ مسكين، بينما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة عتمان، في حين جدد الطيران الحربي قصفه مناطق في بلدة الغارية الشرقية، ايضاً قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الطيبة».

كما دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة اخرى في اطراف مدينة حرستا بالغوطة الشرقية» لدمشق، وفق «المرصد» الذي تحدث عن «انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كذلك جددت قوات النظام قصفها أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية. وتعرضت مناطق في بلدة أوتايا بالغوطة الشرقية من دون انباء عن اصابات، بينما استشهد 3 مواطنين بينهم طفل، نتيجة قصف قوات النظام على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية».

في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان « 20 شخصاً جرحوا وقتلوا في قصف استهدف منطقة بمدينة معرة النعمان»، لافتاً الى «تجديد طائرات حربية يعتقد بأنها روسية قصفها مناطق في أطراف بلدة سراقب، فيما استشهد 3 مواطنين بينهم طفلان على الأقل، وأصيب ما لا يقل عن 15 آخرين بجراح نتيجة قصف طائرات حربية يعتقد بأنها روسية على منطقة مدرسة في مدينة معرة النعمان، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».

في الشمال، تعرضت مناطق في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي لقصف من قبل قوات النظام، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط بلدتي الحاضر والعيس بريف حلب الجنوبي، ما ادى لاستشهاد قائد عسكري في كتائب اسلامية، ليرتفع إلى 10 على الأقل عدد مقاتلي الفصائل الذين استشهدوا خلال الـ 24 ساعة الفائتة في القصف والاشتباكات بالريف الجنوبي لحلب»، وفق «المرصد».

وتابع: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ولواء القدس الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط منطقة الفاملي هاوس ومحطتي معمل الزجاج وإكثار البذار بحي الراشدين غربي حلب، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين»، لافتاً الى ان الفصائل المقاتلة «استهدفت بصاروخ تاو اميركي مدفعاً لقوات النظام في بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، كما قصفت طائرات حربية يعتقد بأنها روسية مناطق في قرية رتيان بريف حلب الشمالي».

وفيما افيد بأن قيادياً محلياً في تنظيم «داعش» قضى مع زوجته و4 من أطفاله، في قصف لطائرات حربية في منطقة دابق بريف حلب الشمالي، قصفت طائرات حربية يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي مناطق في مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» شرق سورية وسط حالة استنفار لعناصر التنظيم، وقيامهم بمداهمات لمقاهي الإنترنت في المدينة، وفق «المرصد». وأضاف: «ارتفع الى 3 عدد الشهداء الذين قضوا يوم امس نتيجة قصف طائرات حربية على المدينة». وقالت مصادر إن الطائرات حاولت استهداف مدفع رشاش لتنظيم «الدولة الإسلامية» قرب مسجد النور، إلا أنها أخطأت الهدف واستهدف منزلاً وقتلت 3 أشخاص على الأقل وأصابت آخرين بجراح.

 

مأساة باريس انعكست على فيينا: أولوية الارهاب وآلية سياسية بقنابل موقوتة

فيينا – موسى عاصي

انعكست مأساة باريس على مؤتمر “فيينا 2″، فتحولت الاولويات من نقاش كان اتخذ قبل اللقاء الموسع بأيام منحى سلبياً مع توقعات باهتة في ظل الجدل بين طرفي المحورين الدوليين والاتهامات الروسية – الايرانية بقيام الفريق الآخر بخطوات وتحضيرات “للالتفاف على بيان فيينا 1″، الى قفزة نوعية الى الامام يمكنها، اذا ما صدقت النيات، ان تعطي زخماً للعملية السياسية المنتظر اطلاقها بلقاء لطرفي الصراع في سوريا قبل نهاية السنة الجارية في جنيف في رعاية الامم المتحدة.

وجاءت بنود البيان الختامي، التي تلاها كل من وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري، في مؤتمر صحافي مشترك في فيينا حضره المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دو ميستورا، لتشكل، مع بعض الغموض الذي يمكن ان يتحول قنابل موقوتة، خريطة طريق الحل السياسي وآلية لوقف النار بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة ستحدد هويتها وفقاً لتصنيف منتظر للمجموعات الارهابية وأخرى غير الارهابية. وعهدت مجموعة فيينا الدولية الى الاردن في مهمة وضع لائحة بالمنظمات الارهابية يعود الى المجموعة الدولية أمر المصادقة عليها قبل عرضها على الامم المتحدة.

وتكمن العقدة الاولى في بيان “فيينا 2” في هذا البند تحديداً، فمن هي المجموعات التي يمكن ضمها الى لائحة الارهاب؟ ويستهدف الروس والايرانيون مجموعات تدعمها السعودية وتركيا وقطر، مثل “جيش الاسلام” و”احرار الشام” و”فيلق الشام” و”جيش اليرموك” وبعض المجموعات الصغيرة الاخرى، لاضافتها الى “داعش” و”جبهة النصرة” المصنفتين منظمتين ارهابيتين. وظهر توافق بين الجانبين الروسي والاميركي على اضافة “مجموعات أخرى” الى جانب “داعش” و”النصرة” من دون تحديد هويتها.

واستناداً الى البيان الختامي، سقط مصطلح “هيئة انتقالية” أو “حكومة انتقالية” وهو المطلب الدائم للمعارضة السورية بمعظم اطيافها، وورد كبند أساس بيان “جنيف 1″، واستعيض عنه بالعمل على تأليف “حكومة موسعة” أي حكومة تضم النظام واطياف المعارضة على اختلاف تلاوينها، وحدد لهذه الحكومة مهلة ستة اشهر لتأليفها اعتباراً من بدء الحوار السوري – السوري، ومهمتها الاساسية الاشراف على وضع دستور جديد للبلاد لتجرى الانتخابات على أساسه في مهلة 18 شهراً.

وترك المجتمعون هدف الانتخابات من دون إيضاح ما اذا كانت انتخابات رئاسية ام نيابية، ورداً على سؤال لـ”النهار” أوضح دو ميستورا أن المقصود هو الانتخابات على المستويين التشريعي والرئاسي. وهل يعني انتخابات مسبقة للرئاسة؟ اجاب دو ميستورا بالايجاب، قائلاً إن الانتخابات النيابية باتت، بموجب هذه الآلية، مؤجلة من شباط 2016 الى 18 شهراً.

وأبلغت مصادر شاركت في الاجتماعات لـ”النهار” أن الآلية ستكون على الشكل الاتي: بعد تأليف حكومة جديدة ووضع دستور جديد، تجرى الانتخابات النيابية أي بعد 18 شهراً، ومجلس النواب الجديد سيؤلف حكومة جديدة تعكس التمثيل النيابي وهذه الحكومة بالتعاون مع المجلس تنظم انتخابات رئاسية.

وهنا برز تحفظ سعودي تقاطع مع موقف كل من قطر وتركيا بشكل اساسي، رفضا لهذه الآلية، “فهي لم تحدد أجندة واضحة لخروج الاسد من السلطة”، ولم تذكر “منع الاسد من الترشح لولاية جديدة”. وعبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن هذا التحفظ بتصريح له بعد اختتام المؤتمر أكد فيه أن “السعودية مع أي آلية حل سياسي تؤدي الى خروج الاسد من السلطة والا فنحن سنساعد المعارضة لاخراجه بالقوة”.

 

فرنسا في حال حرب ضد “داعش” نشر الجيش في الداخل وغارات على الرقة

المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات

باريس – سمير تويني

بعد يومين من الاعتداءات الارهابية التي تبناها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في باريس والتي أوقعت 129 قتيلاً ونحو 300 بينهم 89 في حال الخطر الشديد، أحرزت التحقيقات تقدماً بعدما اعتقل عدد من المشتبه فيهم واستجوبوا. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تمديد حال الطوارئ ثلاثة اشهر. وأكد ان “فرنسا لن ترحم”، واصفاً ما حصل بأنه “عمل حربي”.

وبين المنفذين السبعة للاعتداءات، تمكن المحققون حتى الان من تحديد هويات ثلاثة. واعلن مدعي عام باريس فرنسوا مولان، تحديد هويتي انتحاريين فرنسيين آخرين شاركا في الاعتداءات. وقال في بيان إن هذين الشخصين كانا يقيمان في بلجيكا، وان احدهما (20 سنة) هو “منفذ أحد الهجمات الانتحارية التي ارتكبت قرب ستاد دو فرانس”، والآخر (31 سنة) هو من فجر نفسه على بولفار فولتير في شرق باريس.

والانتحاري الفرنسي الاول الذي حددت هويته هو عمر اسماعيل مصطفى (29 سنة)، الوحيد حتى الان الذي كشفت هويته ضمن مجموعة قاعة “باتاكلان”، وهو فرنسي مولود في ضواحي باريس.

وأفادت النيابة العامة البلجيكية ان فرنسيين اثنين اقاما في حي مولنبيك ببروكسيل، هما ضمن الانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات باريس. واوضحت ان سيارتين ، “بولو” و”سيات”، سوداوين استخدمهما المهاجمون وعثر عليهما في باريس او في ضاحيتها القريبة، استؤجرتا مطلع الاسبوع في بلجيكا.

وقالت أثينا إن جواز السفر السوري الذي اعلن العثور عليه قرب جثة احد منفذي اعتداءات باريس يحمل اسم احمد المحمد (25 سنة) وكان قدمه طالب لجوء وصل الى اليونان قبل ان يسلك طريق البلقان.

وأكد القضاء الفرنسي ان هذا الاسم مجهول لدى أجهزة مكافحة الارهاب.

واشار مدعي عام باريس ان ثلاث مجموعات على ما يبدو شاركت في الاعتداءات وقتل سبعة انتحاريين نتيجة تفجير أحزمتهم الناسفة، ثلاثة قرب “ستاد دي فرانس” حيث كان 80 الف شخص يتابعون مباراة ودية في كرة القدم بين فرنسا وألمانيا، وثلاثة في قاعة “باتاكلان” حيث كان ١٥٠٠ شخص يستمعون الى حفلة موسيقية لفرقة أميركية والأخير في أحد المقاهي. ولكن يمكن ان يكون اشخاص آخرون شاركوا في الهجمات. وهو الفريق الثالث الذي تتعقبه القوى الأمنية الفرنسية.

وأمس بدأ الحداد الرسمي الذي أعلنه هولاند لثلاثة ايام وقرعت أجراس كاتدرائية نوتردام حزناً ونكست الاعلام، فيما أقفلت المتاحف وصالات السينما والمسارح والملاعب الرياضية والمؤسسات التربوية في العاصمة الفرنسية. كما بدت ارصفة مطاعمها خالية.

وأبلغ هولاند الاحد مسؤولين برلمانيين انه يريد ان تستمر حال الطوارئ التي اعلنت بعد اعتداءات باريس الجمعة ثلاثة اشهر، كما أفادت مصادر برلمانية.

واستقبل الرئيس الفرنسي، الذي دعا الى الوحدة الوطنية، زعماء الأحزاب وبينهم سلفه نيكولا ساركوزي الذي دعا الى “تعديل جذري للسياسة الأمنية”. وسيلقي هولاند كلمة اليوم امام مجلسي البرلمان مجتمعين في قصر فيرساي في حدث سياسي استثنائي.

وقرر هولاند نشر ثلاثة آلاف جندي إضافي للحفاظ على الامن ومواجهة الارهاب. وقد تتصاعد وتيرة الانتشار الامني مع اقتراب موعد قمة المناخ المقرر عقدها في باريس بين ٣٠ تشرين الثاني و١١ كانون الاول والتي من المقرر ان يشارك فيها أكثر من ٦٠ مسؤولاً دولياً.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” في بيان أن الولايات المتحدة وفرنسا اتفقتا على خطوات ملموسة لتصعيد الحرب ضد “داعش” وذلك خلال مكالمة بين وزيري الدفاع الأميركي أشتون كارتر والفرنسي جان – إيف لو دريان.

ولاحقاً قالت وزارة الدفاع الفرنسية إن مقاتلات فرنسية شنت أوسع غارات لها في سوريا حتى الان على معقل “داعش” في الرقة. وأضافت في بيان أن “الغارة… التي شاركت فيها 10 مقاتلات نفذتها بشكل متزامن دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن. وألقيت 20 قنبلة”. وأشارت الى أن المهمة جرت مساء أمس بالتنسيق مع القوات الأميركية وأصابت مركزا ًللقيادة ومركزاً لتجنيد المتشددين ومستودع ذخيرة ومعسكر تدريب للمقاتلين.

 

مجموعة العشرين تتصدّى لـ”الارهابيين الأجانب” وتقارب أميركي – روسي

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلنت دول مجموعة العشرين التي بدأ زعماؤها امس قمة في مدينة انطاليا بجنوب تركيا ـ انها ستتخذ سلسلة “اجراءات” ضد “الانتشار المتنامي للارهابيين الاجانب”.

ومن التدابير التي تضمنها مشروع البيان الذي سيصدر في ختام القمة اليوم “تقاسم المعلومات العملانية ومراقبة الحدود لرصد حركة الانتقال وتدابير وقائية ورد قضائي مناسب”.

واكد رؤساء الدول والحكومات “اننا سنعمل معاً لتعزيز الامن الجوي الدولي”.

ويندد مشروع البيان بالهجمات “المشينة” التي استهدفت باريس الجمعة وانقرة في العاشر من تشرين الاول، لكنه لا يشير بالاسم الى اي مجموعة او تنظيم ارهابي.

وتشدد دول مجموعة العشرين في النص الذي لم يقره بعد رؤساء الدول والحكومات على ضرورة التصدي لمصادر تمويل الارهاب، وكذلك لـ”الدعاية الارهابية” وخصوصا عبر الانترنت.

ويقول النص ان “مكافحة الارهاب هي اولوية كبيرة” لاعضاء مجموعة العشرين.

وكان موضوع مكافحة الارهاب أدرج سابقاً على جدول اعمال القمة، لكنه طغى على مناقشاتها بعد اعتداءات باريس الجمعة والتي أوقعت 129 قتيلاً.

وعلى هامش القمة، وضع الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين خلافاتهما جانبا وعقدا لقاء غير رسمي.

وأوضح مسؤول اميركي ان “المحادثة بين الرئيسين استمرت نحو 35 دقيقة وتركزت على الجهود المبذولة لحل النزاع في سوريا، “الامر الذي بات اكثر الحاحا بعد الهجمات الارهابية المروعة في باريس”. وتحدث الكرملين عن استمرار “الخلافات” على استراتيجية محاربة “داعش”، الا ان المحادثات جرت في جو “ايجابي” كما قال المسؤول الاميركي.

واضاف ان اوباما وبوتين اتفقا على ضرورة اضطلاع الامم المتحدة بدور في اجراء محادثات والتوصل الى وقف للنار وتأليف حكومة انتقالية في سوريا، لانهاء الحرب.

وقالت رئيسة العلاقات العامة للوفد الروسي في مجموعة الـ 20 سفيتلانا لوكاش إن زعماء دول مجموعة العشرين يمكن أن يبحثوا في مصير الرئيس السوري بشار الأسد خلال عشاء عمل يقام في وقت متقدم.

وخيّمت هجمات باريس على المحادثات، ودفعت الزعماء المجتمعين الى الحديث عن مكافحة الارهاب في القمة التي ستتناول كذلك ازمة اللاجئين والتغير المناخي وتهرب الشركات المتعددة الجنسية من دفع الضرائب.

وطلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من الحضور الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا باريس قبل بدء جلسة المناقشات.

والغيت كل المناسبات الموسيقية ومنها عشاء رسمي ليل الاحد – الاثنين، احتراما للضحايا، وقال الاعلام التركي ان الاجراءات الامنية المشددة أصلا عززت حول القمة.

واعلنت أنقرة انها احبطت اعتداء جهاديا “كبيرا” في اسطنبول كان مخططا لتنفيذه الجمعة يوم نفذت اعتداءات باريس.

 

قمة أنطاليا تتعهد إجراءات لضبط الحدود وانتشار الإرهاب

أوباما ـ بوتين: خريطة فيينا السورية

رمت الهجمات المنسقة التي شنها مسلحون وانتحاريون تابعون لتنظيم «داعش» في باريس الجمعة الماضي بثقلها على قمة قادة مجموعة العشرين في أنطاليا التركية، والذين يحاولون الخروج بموقف موحد بشأن كيفية محاربة الإرهاب، المتنقل من سوريا والعراق ليضرب في أوروبا.

وتعهد قادة المجموعة، في افتتاح القمة وفي الاجتماعات الثنائية التي كان أبرزها بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، برد قوي على هجوم «داعش» في باريس، حيث وصفه أوباما بأنه هجوم «على العالم المتحضر»، فيما حث بوتين على التوصل إلى جهد عالمي لمواجهة التهديد. وعقدت على هامش القمة اجتماعات بين اوباما وبوتين واوباما ونظيره التركي رجب طيب اردوغان ومع الملك السعودي سلمان الذي سيلتقي بوتين اليوم.

لكن بعيداً عن التصريحات القوية والدعوات إلى رد قوي، لم يتبين كيف سيتفق القادة على تصعيد العمليات ضد المجموعات التكفيرية. وتكشف الهجمات والتفجيرات الانتحارية في فرنسا وقبلها في لبنان وتركيا، وسقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، أن «داعش» أصبح قادراً على الضرب خارج قاعدته الرئيسية في العراق وسوريا، وهو أمر زاد من قلق الدول الغربية. وكان من اللافت تصريح اوباما خلال لقائه اردوغان بشأن «تعزيز الحدود بين سوريا وتركيا والتي تسمح لداعش بالتحرك».

وأعلنت دول مجموعة العشرين، في مشروع بيان سيصدر اليوم، انها ستتخذ سلسلة «اجراءات» ضد «الانتشار المتنامي للارهابيين الاجانب». ومن التدابير التي نص عليها البيان «تقاسم المعلومات العملانية ومراقبة الحدود لرصد حركة التنقل وتدابير وقائية ورد قضائي مناسب».

واكد رؤساء الدول والحكومات «اننا سنعمل معا لتعزيز الامن الجوي الدولي».

ويندد مشروع البيان بالهجمات «المشينة» التي استهدفت باريس وانقرة، لكنه لا يشير بالاسم الى اي مجموعة او تنظيم ارهابي. وتشدد دول مجموعة العشرين في النص الذي لم يصادق عليه بعد رؤساء الدول والحكومات على ضرورة التصدي لمصادر تمويل الارهاب، وكذلك لـ «الدعاية الارهابية» وخصوصا عبر الانترنت، وان «مكافحة الارهاب اولوية كبرى» لأعضاء المجموعة.

 

افتتاح القمة

والتزم قادة دول مجموعة العشرين، في افتتاح القمة، دقيقة صمت حدادا على ضحايا الهجمات في باريس وأنقرة. ووصل أوباما متأخرا إلى طاولة الاجتماع، وكانت دقيقة الصمت قد بدأت.

وقال أردوغان، في افتتاح جلسة «الاقتصاد العالمي، استراتيجيات التنمية، العمالة واستراتيجيات الاستثمار»، على هامش القمة، إن «الإرهاب يستمر في تهديد أمننا وسلامتنا جميعاً، ونحن في تركيا نعتقد أنه ينبغي التعبير بشكل أقوى عن إصرارنا على التعاون في مكافحته». وأكد «أهمية التعاون والتضامن الدولي في مواجهة أزمة اللاجئين»، متمنياً أن «تكون قمة العشرين الحالية نقطة تحول في مسألة اللاجئين عقب فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل لها».

 

أوباما وبوتين وسلمان واردوغان

وقال كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف إن بوتين وأوباما تحدثا، خلال لقاء على هامش القمة، «مكثّفاً» حول سوريا وأوكرانيا. وأضاف «الأهداف الإستراتيجية المتصلة بالحرب ضد الدولة الإسلامية من حيث المبدأ متشابهة للغاية (بين أميركا وروسيا)، لكن هناك اختلافات في ما يتعلق بالأساليب».

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيسين اتفقا على الحاجة لعملية انتقال سياسي تقودها سوريا تتضمن محادثات بوساطة الأمم المتحدة. وأضاف انهما ناقشا في الاجتماع، الذي استمر 35 دقيقة، الجهود المبذولة لإيجاد حل للصراع. وتابع «أوباما وبوتين اتفقا على الحاجة لعملية انتقال سياسي تقودها سوريا وتملكها سوريا، تجري من خلال مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة بين المعارضة السورية والنظام، إضافة إلى وقف إطلاق النار».

وأضاف ان أوباما، الذي التقى الملك السعودي سلمان، رحب بجهود جميع الدول لمواجهة تنظيم «داعش»، مشيرا إلى أهمية أن تتركز الجهود العسكرية الروسية في سوريا على التنظيم. وقدم أوباما لبوتين «تعازيه الحارة بالضحايا الروس» لتحطم طائرة «متروجت» الروسية في سيناء، والذي أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا فيها.

وقالت موفدة الكرملين إلى مجموعة العشرين سفيتلانا لوكاش إن قادة دول المجموعة سيبحثون على الأرجح مصير الرئيس السوري بشار الأسد حين يناقشون الصراع في سوريا ومكافحة الإرهاب.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن أوباما والملك السعودي سلمان قررا مضاعفة جهود بلديهما لإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش». وأضافوا انهما «تباحثا حول ضمان إحراز تقدم دائم بوقف إطلاق النار في سوريا، بالتوازي مع بدء عملية انتقال سياسي في البلاد»، وأعربا عن ارتياحهما لنتائج اجتماع فيينا أمس الأول. وجددا «تأييدهما لأهمية تقديم دعم قوي للمعارضة السورية المعتدلة، كما بحثا دور المعارضة في جهود السلام المستقبلية». كما ناقشا كيفية تقديم المساعدة الأفضل للحكومة العراقية في مكافحتها لـ «داعش».

وقال أوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان، «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف لضمان انتقال سلمي في سوريا، والقضاء على داعش كقوة يمكنها أن تتسبب بالكثير من الألم والمعاناة للناس في باريس وأنقرة وأنحاء أخرى من العالم».

واتفق أوباما واردوغان على تقديم الدعم لفرنسا في تعقب مرتكبي اعتداءات باريس وتعزيز حملة «القضاء» على «داعش». وقال أوباما إن «قتل الأبرياء على أساس إيديولوجية مشوهة ليس اعتداء على فرنسا أو تركيا فقط، بل هو هجوم على العالم المتحضر». وأضاف «أنا متأكد من انه كما قلنا جميعا للرئيس هولاند والشعب الفرنسي، نحن ندعمهم في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة».

وتابع «أعتقد أن النقاش الذي أجريناه مفيد جداً في المساعدة على مواصلة تنسيق العمل الذي نقوم به معاً وللمساعدة في تعزيز الحدود بين سوريا وتركيا والتي تسمح لداعش بالتحرك».

وقال اردوغان، من جهته، إن تركيا ستواصل التضامن مع الولايات المتحدة، متوقعاً أن يصدر عن القمة بيان قوي بشأن مكافحة الإرهاب. وأضاف «نتصدى لنشاط إرهابي جماعي حول العالم لأن الإرهاب لا يعترف بأي دين ولا عرق ولا بلد. سنمضي قطعاً في نقاشاتنا خلال قمة مجموعة العشرين في إطار جدول الأعمال المعد سلفاً، لكننا سنؤكد بشدة اتخاذ موقف صارم من الإرهاب الدولي».

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الولايات المتحدة وروسيا يجب أن تتعاونا لمحاربة «داعش» في سوريا، مؤكدا أن موسكو يجب أن تركز تحركاتها العسكرية هناك على التكفيريين وليس المعارضة السورية «المعتدلة»، فيما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتجدد الشعور بضرورة إيجاد حل بسرعة للحرب في سوريا بعد هجمات باريس، مضيفا أن العالم أمام «لحظة نادرة» وفرصة ديبلوماسية لإنهاء العنف، في إشارة إلى الاتفاق في فيينا أمس الأول.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «نحن هنا في قمة مجموعة العشرين نرسل رسالة قوية اننا أقوى من أي شكل من أشكال الإرهاب»، مضيفة ان تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أمر حيوي لألمانيا.

(«الأناضول»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

مسار التسوية مليء بالألغام.. ووقف إطلاق النار غير مضمون

«فيينا السوري»: «داعش» يفرض تجاوزاً مؤقتاً للخلافات!

محمد بلوط

«داعش» أنقذ اجتماع فيينا من الفشل.

الاستنتاج لا يهدف الى التذكير بمساهمة ابي بكر البغدادي في إنقاذ مجموعة الـ17، ولكن مجزرة باريس الدامية دفعت الكثيرين الى خفض سقف مطالبهم، وتسهيل التوصل الى بيان فيينا، وتجاوز الخلافات مؤقتاً، أو تأجيل حل بعض العناوين التي كان الروس قد قاطعوا بسببها الاجتماعات التمهيدية، وتكليف المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بسحب «البطاطا اللاهبة» من النار بيدين عاريتين، والتي لم يتمكن الحاضرون من انتزاعها بأيديهم.

ومن بين تلك المسائل الملتهبة، مسألة تحديد الوفد المفاوض من المعارضين، الذين يقول بيانهم ان «على السوريين ان يختاروا من يمثلهم» من دون ان يوضح كيف سيقومون بذلك، علماً أن معظم الهيئات السياسية للمعارضة تقع تحت وصايات تركية أو خليجية، باستثناء لجنة القاهرة التي يقودها هيثم مناع، والتي تعمل بدعم سياسي مصري، فيما تعد هيئة مؤتمر «استانا» التي تقودها المعارضة رندا قسيس مستقلة عن أي وصاية اقليمية، الى جانب جناح واسع من المعارضة الداخلية، كـ «هيئة التنسيق».

ويجب إلقاء نظرة قبل كل شيء على الخطة التي كان الفرنسيون قد أعدوها، قبل ان يتغير كل شيء ليلة الجمعة الدامية، لفهم كيف أمكن التوصل الى بيان فيينا في النهاية. اذ كان مسؤول ديبلوماسي فرنسي قد شرح لصحافيين في باريس قبل يومين من الهجوم الارهابي «اننا سنعمل في فيينا ما بوسعنا لمنع الاميركيين من تقديم أي تنازلات للروس. نحن نعتقد ان السوريين وحلفاءهم والروس لن يستطيعوا تحقيق أي تقدم ميداني، وسيعود الروس بعدها نحونا لكي ننقذهم من الورطة، ونفرض الحل الذي نريد، لكن علينا ان ننتظر».

وكان صعباً جداً السجال في تصنيف مجموعات مسلحة إرهابية ام لا، أو المطالبة بفرض الائتلاف وحده ممثلا للمعارضة، أو الذهاب حتى النهاية في استراتيجية عرقلة أي اتفاق، في لحظة وطنية عصيبة، ما سهل التوصل في النهاية الى بيان فيينا. البيان يرسم خريطة طريق: مفاوضات في مطلع العام المقبل بين الحكومة السورية والمعارضة، حكومة موسعة بالتزامن مع وقف إطلاق النار، خلال ستة اشهر، تجري تعديلات دستورية، وانتخابات حرة في غضون 18 شهرا تحت رقابة دولية، وهي كلها عناوين لا تزال تحتاج الى استكمال، وقد يقوم بذلك الاجتماع المقبل لمجموعة الـ17 بعد شهر في باريس.

بيد ان البيان الذي صدر عن الـ17 في فيينا، وما بات يسمى «مجموعة دعم سوريا»، لا يجيب عن كل الاسئلة المطروحة، رغم انه يتفق على المطلوب بإطلاق مسار سياسي في سوريا، او على الاقل التمهيد لذلك، ولكن ليس قبل التوصل الى تحديد من يمثل المعارضة التي ستفاوض الحكومة السورية، وكيف يمكن بناء تحالف يتجاوز الخطوط الحالية، من بين المعارضين والجيش السوري ضد الارهاب.

وبخلاف جنيف، سيكون بوسع العشرين مفاوضاً سورياً او اكثر بقليل، المشاركة في الانتخابات التشريعية او الرئاسية، وهي عملية ترتدي اهمية كبرى، ذلك ان أكثرهم، سيدخل في الحكومة الموسعة، بسبب تمثيليتهم المدعمة بجلوسهم على مقاعد التفاوض، وتسهيلا لتطبيق ما سيتفق عليه.

واذا كان المؤتمرون انفسهم قد عجزوا عن التوافق على لوائح بأسماء مندوبي المعارضة، فسيكون صعبا على دي ميستورا القيام بذلك، ولكن مصدراً معارضا يقول انه اذا ما انقضى الشهر الحالي من دون التوافق على مندوبي المعارضة، فإنّ توافقا آخر يقوم على تكليف دي ميستورا بذلك يصبح تلقائيا خريطة الطريق الروسية، برغم عدم اكتمالها، مهمة، اذ بات يملك السوريون مساراً واضحاً، مع روزنامة تنفيذية، وعناوين مختصرة وواضحة، لكنها مشروطة. وللحكومة السورية ان تقول ان البيان أنهى الحديث عن هيئة الحكم الانتقالي، وعملية نقل الصلاحيات التنفيذية من الرئاسة اليها، وبات ينص على تأسيس «حوكمة موسعة وذات صدقية تمثيلية وغير طائفية»، وينص بوضوح على وضع العملية برمتها تحت قيادة سورية، اذ ان الخطوات التي طرحها تبدأ بمفاوضات يقودها الوسيط الدولي دي ميستورا، في جنيف في الاول من كانون الثاني المقبل، وللمعارضة ان تتمسك بأن المسار في النهاية سيفضي الى تغييرات تدريجية، ليست تلك التي توقعتها، عبر مسار أكثر تعقيدا من مسار جنيف الذي كانت ترى انه سينقل اليها السلطة، من دون المرور في محطة الانتخابات ومواجهة الناخبين السوريين، وهي محطة صعبة لبعضهم، أو إدارة البلاد تحت حكم الرئيس بشار الاسد، وبإشرافه لوقت طويل، قبل الدخول ربما في تعديلات دستورية.

البيان لا يحسم ما اذا كانت الانتخابات الحرة ستكون تشريعية او رئاسية. مسؤول كبير في الامم المتحدة أجاب ان اشتراك الرئيس السوري في هذه الانتخابات تحصيل حاصل. الروس مقتنعون بأن الرئيس الاسد قادر على الفوز فيها من دون صعوبة، والاستطلاعات التي أجريت تقول انه لا يزال يتمتع بدعم 65 في المئة من السوريين، خصوصا ان تقديرات تقول ان 13 مليون سوري يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، فيما سيكون صعبا جدا تنظيم انتخابات في أماكن النزوح.

البيان سيواجه ايضا مشكلة التزامن المفروض بين تشكيل الحكومة والتوصل الى وقف لإطلاق النار، اذ لن يكون سهلا إقناع الاطراف الكثيرة المسلحة بتسهيل تنظيم وقف إطلاق النار، حتى ان المجموعة نفسها لا تبدي تفاؤلا كبيرا بالتوصل الى ذلك. ويقول البيان ان نشر قوة مراقبة وقف إطلاق النار سيتجنب المناطق التي يمكن يتعرضوا فيها الى خطر الهجمات الارهابية.

البيان ايضاً عكس الخطر الذي كان يتهدد فيينا بالانفجار، اذ تم تأجيل البحث بتصنيف المزيد من المجموعات المسلحة إرهابية. اكتفى نصاً بإضافة ضرورة هزيمة «داعش» و «جبهة النصرة» ومجموعات اخرى من دون تسميتها. ولكن البيان الذي يهرب من خطر انفراط عقد الـ17، ينص على تكليف الاردن اقتراح لائحة بتنظيمات إرهابية اخرى، وتسميتها للتوافق بشأنها في الاجتماع المقبل. والاردن اقتُرح لأنه يحظى بدعم روسي وأميركي ورضى خليجي نسبياً، ويدعم الخطة الروسية في سوريا، على ما قاله الملك عبدالله الثاني.

وليس من المتوقع بأي حال ان يقبل المثلث التركي القطري السعودي بإضافة أي من المجموعات التي يمولها ويسلحها، وان يلقي بها طعما للطائرات الروسية، التي تقصفها بأي حال من دون انتظار تصنيفها. ولكن الروس يسعون الى دفع تلك الدول الى تصنيف جماعات «أحرار الشام» و «جيش الاسلام» و «جند الاقصى» كمجموعات إرهابية، لدفع المثلث الى وقف تمويلها وتقصير أمد الحرب، وهو رهان صعب جداً، لأن السعودية لن تتخلى عن أوراقها السورية بسهولة، ولن يتخلى الاتراك عن «أحرار الشام» بعدما أمضوا اعواما في ترتيبها مع استخباراتهم. وحتى لو تم تصنيفها إرهابية فالارجح ألا يغير ذلك شيئا كبيرا في تمويلها، اذ لا تزال القرارات 2170 و2173 ضد تمويل «النصرة» و «داعش» حبراً على ورق، ولا تزال تركيا تمنح هؤلاء المسلحين الممر الى سوريا بخلاف قرارات مجلس الامن، وتمولهم مع قطر والسعودية.

الاختبار للبيان بدا فور التوقيع عليه. وقبل ان يجف حبره كان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يقول انه سيجبر الرئيس الاسد على التنحي إما «سياسيا أو بالقوة».

 

دعوات أميركية للإمتناع عن استقبال النازحين

بولندا تقترح تشكيل جيش من اللاجئين السوريين

أعادت اعتداءات باريس الجمعة الماضي إحياء التوتّر الدولي إزاء استقبال اللاجئين، إذ دعت بولندا غلى تشكيل جيش من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى اوروبا وإعادتهم إلى بلادهم ليقاتلوا في سبيل تحريها، بينما دعا الجمهوريون في الولايات المتحدة إلى الامتناع عن استقبال اللاجئين.

وقال وزير الخارجية في الحكومة البولندية فيتولد فاشيكوفسكي لقناة “تي في بي انفو” التلفزيونية الحكومية، مساء الاحد، إن “مئات آلاف السوريين وصلوا أخيراً إلى أوروبا، ويمكن أن نُشكّل منهم جيشاً”، مضيفاً أن “عشرات آلاف الشبان يقفزون من قواربهم المطاطية وبأيديهم اجهزة آيباد، وعوضاً عن أن يطلبوا الماء او الطعام فإن اول ما يطلبونه هو مكان لشحن هواتفهم النقالة. يُمكن لهؤلاء أن يذهبوا للقتال في سبيل تحرير بلدهم، بمساعدة منا”.

وأكد فاشيكوفسكي أن هذا الحلّ يوفّر على الأوروبيين سيناريو “نُرسل فيه جنودنا للقتال في سوريا بينما يرتشف مئات آلاف السوريين القهوة” في مقاهي المدن الأوروبية.

وكان وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة العتيدة كونراد شيمانسكي قال السبت، إن بلاده لا يمكنها الالتزام بقرار الاتحاد الاوروبي استقبال تسعة آلاف لاجئ، غير أن فاشيكوفسكي أكد مساء الأحد عزم بلاده على احترام هذا القرار.

وأعادت اعتداءات باريس الجمعة الماضي، والعثور على جواز سفر سوري بالقرب من جثة احد الانتحاريين، إحياء التوتر داخل الاتحاد الاوروبي حول سياسة استقبال اللاجئين، إذ يعتبر مؤيدو انتهاج خط أكثر تشدداً أن مخاوفهم مبرّرة أكثر من أي وقت مضى.

ودافع رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر الأحد عن السياسة المعتمدة حتى الآن، مؤكداً “عدم اجراء مراجعة كلية للسياسة الاوروبية بشأن اللاجئين”.

وأكدت اثينا وبلغراد أن جواز السفر السوري الذي عثر عليه الى جانب انتحاري في “ستاد دو فرانس”، ولم يعرف بعد ما اذا كان يعود له أصلاً، هو للاجئ وصل في الثالث من تشرين الاول الى جزيرة ليروس اليونانية وانتقل بعدها الى صربيا.

وقال ماركوس سودر من “الحزب الكاثوليكي” المحافظ في بافاريا، للصحف الألمانية، الذي يُواجه حزبه منذ اسابيع انتقادات لسياسة حليفته المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل إزاء اللاجئين، إن اعتداءات “باريس غيّرت كل شيء ولم يعد من الممكن السماح بعدم فرض رقابة” على هذا الموضوع.

 

إلا أن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيار حذّر من إقامة “رابط متسرّع” بين اعتداءات باريس وأزمة اللجوء في أوروبا. ودعت وزيرة الدفاع اورسولا فون دير ليين إلى “ضبط النفس والامتناع عن الخلط بين الارهاب واللاجئين”.

 

من جهة ثانية، دعا غالبية المرشحين الى الانتخابات التمهيدية الجمهورية للسباق الرئاسي الاميركي، الاحد، إلى اغلاق الباب امام استقبال لاجئين سوريين بعد اعتداءات باريس، وذلك لخشيتهم من أن يكون في صفوفهم متسللون من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”-“داعش”.

وقال النائب ماركو روبيو عبر شبكة “ايه بي سي” الأميركية، إن “الأمر ليس اننا لا نريد ذلك، بل لا يمكننا ذلك”، موضحاً أنه “ليست هناك اي طريقة للتحقق من سوابق شخص آت من سوريا، بمن يمكننا ان نتصل في سوريا للتحقق منه”.

وأضاف “من اصل الف شخص يصلون، يمكن أن يكون 999 منهم أناساً مساكين فارين من القمع والعنف، ولكن واحداً منهم قد يكون مقاتلاً من تنظيم الدولة الاسلامية”.

وقال المرشح الجمهوري جيب بوش، لشبكة “سي ان ان”، إنه “بالنسبة إلى مسألة اللاجئين، (…) أعتقد أنه يجب أن نركّز جهودنا على المسيحيين الذين يُذبحون” في سوريا.

ومنذ اعتداءات باريس مساء الجمعة الماضي، تتعالى أصوات المرشّحين الجمهوريين المطالبين بوقف تطبيق قرار الرئيس الأميركي باراك اوباما باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري خلال عام.

وفي مقابلة مع “فوكس نيوز”، السبت، قال بن كارسون (ثاني اوفر المرشحين حظا للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية الى الانتخابات الرئاسية خلف دونالد ترامب)، إنه “سيكون خطأ فادحاً جلب اناس الى هذا البلد يعيشون في تلك المنطقة من العالم”.

اما النائب المحافظ المتشدّد تيد كروز، فقال للشبكة نفسها “هذا جنون”، مشيراً إلى احصائية لم يحدد مصدرها، ولكنها “غربية جدا بالنسبة الى موجة لاجئين”، لأنها تظهر ان 77 في المئة ممن وصلوا الى اوروبا هم شبّان ذكور.

وتؤيد المرشّحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون قرار استضافة عشرة آلاف لاجئ بحلول أيلول العام 2016، الذي أعلنه اوباما في ايلول الماضي، وتدعو إلى التركيز على عملية اختيار هؤلاء اللاجئين.

وجدّد البيت الابيض، الأحد، تأكيده أن عملية التحقّق من اللاجئين الذين تُوافق الولايات المتحدة على استقبالهم دقيقة، تتمّ وفق معايير صارمة للغاية.

وقال مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي بن رودس: “لا يُمكننا أن نُغلق أبوابنا أمام هؤلاء الناس”.

(أ ف ب)

 

السي آي ايه ترجح أن يكون تنظيم الدولة في صدد التحضير لاعتداءات أخرى

واشنطن- (أ ف ب): قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) جون برينان الاثنين في واشنطن، ان تنظيم الدولة الاسلامية يحضر على الارجح لعمليات اخرى مشابهة لاعتداءات باريس الاخيرة التي اوقعت 129 قتيلا.

وقال في كلمة القاها في مركز ابحاث في واشنطن “اعتقد انها ليست العملية الوحيدة التي خطط لها تنظيم الدولة الاسلامية”، مضيفا “لا اعتبر بالتاكيد” ان هذه الاعتداءات “حدث معزول”.

واعلن برينان أن التنظيم المتطرف “لا يكتفي بأن تقتصر انشطته الدامية على العراق وسوريا، وبتأسيس فروع محلية في الشرق الاوسط وجنوب شرق آسيا وافريقيا، بل وضع برنامج عمليات خارجية يطبقه الان ويؤدي الى مفاعيل مدمرة”.

وقال إن “اجهزة الامن والاستخبارات حتى في هذه اللحظة تعمل بكد ونشاط للتدقيق في الاعمال الاضافية التي يمكن ان يقوموا بها”.

واكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاثنين ان على فرنسا واوروبا الاستعداد لاعتداءات جديدة، موضحا ان اكثر من 150 عملية دهم شملت الاوساط الاسلامية على الاراضي الفرنسية منذ اعتداءات باريس.

ورأى رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون الاثنين ان اعتداءات باريس “كان يمكن ان تحصل” في بريطانيا، وان سبعة اعتداءات في “الاشهر الستة الاخيرة” قد احبطت في البلاد.

 

أردوغان يحذر من الخلط بين أزمة الهجرة والارهاب

بيليك- (رويترز): حذر الرئيس التركي طيب أردوغان الاثنين من الخلط بين أزمة الهجرة التي تواجهها أوروبا والخطر الناجم عن الإرهاب العالمي قائلا إن الخلط بين الأمرين معناه التخلي عن مسؤولية إنسانية.

وقال أردوغان في كلمة بعد قمة مجموعة العشرين للدول صاحبة الاقتصادات الكبرى في تركيا إن الاتفاق الذي توصل إليه وزراء خارجية في فيينا بشأن انتقال سياسي محتمل في سوريا هو “خطوة للامام تبعث على التفاؤل” لكن يجب ألا يكون هناك مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا.

 

مقتل صحافي لبناني يعمل لصالح اعلام حزب الله الحربي في سوريا

دمشق- (أ ف ب): قتل صحافي لبناني يعمل مراسلا حربيا لصالح حزب الله خلال تغطيته العمليات العسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين.

وقالت الوكالة “استشهد المراسل الحربي في المقاومة اللبنانية محمد محمود نظر خلال تغطيته العمليات العسكرية ضد الارهاب التكفيري في ريف حلب الجنوبي”.

ونقلت الوكالة عن مصادر ميدانية ان نظر قتل الاحد.

ونعى الاعلام الحربي التابع لحزب الله في بيان نظر البالغ من العمر 28 عاما ويتحدر من بلدة عربصاليم في جنوب لبنان.

وجاء في بيان النعي “بمزيد من الفخر والاعتزار يزف لكم الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية شهيدا من شهدائه الأبطال، الشهيد المجاهد محمد محمود نظر الذي ارتقى اثناء تغطيته لتقدم قوات الجيش السوري والمقاومة في ريف حلب الجنوبي”.

وبحسب بيان حزب الله، فإن نظر كان “من اوائل المشاركين في تغطية معارك الجيش السوري والمقاومة ضد الإرهابيين التكفريين في سوريا” في مناطق عدة في ريف دمشق ومنطقة سهل الغاب في حماة (وسط) وريف اللاذقية الشمالي (غرب).

ويجاهر حزب الله، حليف النظام السوري والمدعوم من ايران، بمشاركته في القتال في سوريا إلى جانب قوات النظام منذ عام 2013. وهو يعد من ابرز المجموعات المسلحة الداعمة للنظام السوري، ومكنته من تحقيق تقدم ميداني في مناطق عدة.

وينتقد خصوم حزب الله في لبنان بقوة تورطه العسكري في سوريا نظرا لتداعياته الامنية على الساحة المحلية، بينما يبرر هو تدخله بان الجماعات المتطرفة لكانت وصلت الى لبنان لولا تصديه لها الى جانب قوات النظام السوري.

وساند عناصر حزب الله الاسبوع الماضي الجيش السوري في كسر حصار يفرضه تنظيم الدولة الاسلامية منذ نحو عامين على مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي (شمال).

واحصت منظمة “صحافيون بلا حدود” مقتل 49 صحافيا سوريا واجنبيا منذ بدء النزاع السوري منتصف اذار/ مارس 2011.

 

أولاند يعلن: هجمات باريس خطط لها في سوريا واطلقت من بلجيكا بمساعدة فرنسية

فرساي- (أ ف ب): اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الاثنين أن اعتداءات باريس التي اوقعت ما لا يقل عن 129 قتيلا واكثر من 350 جريحا “تقررت وخطط لها في سوريا” و”دبرت ونظمت في بلجيكا” و”نفذت على أرضنا بمساعدة شركاء فرنسيين”.

واوضح أولاند في كلمة القاها أمام البرلمان المنعقد استثنائيا بمجلسيه في قصر فرساي أن هناك 19 جنسية بين ضحايا الاعتداءات داعيا المواطنين الفرنسيين الى “الصمود والوحدة”.

وطلب الرئيس الفرنسي من البرلمان تمديد حال الطوارئ التي اعلنت في فرنسا “ثلاثة اشهر”.

وقال إن “مشروع قانون سيرفع اعتبارا من الاربعاء” إلى البرلمان من اجل “تمديد حال الطوارئ ثلاثة اشهر” داعيا البرلمانيين إلى “اقراره بحلول نهاية الاسبوع″ كما دعا الى مراجعة الدستور بهدف السماح للسلطات العامة “بالتحرك ضد الارهاب الحربي”.

 

ميركل تعلن عقد مؤتمر عالمي بشأن الأزمة السورية مطلع العام المقبل

بيليك- (د ب أ): أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقد مؤتمر عالمي بشأن الأزمة السورية مطلع العام القادم.

وقالت ميركل الاثنين خلال قمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة بيليك بالقرب من أنطاليا في تركيا أنه من المقرر عقد المؤتمر في الرابع من شهر شباط/ فبراير القادم في لندن.

وأشارت المستشارة إلى أنه من المقرر مناقشة تقديم مساعدات إنسانية لللاجئين السوريين خلال هذا المؤتمر وأيضا بحث تقديم دعم للدول التي استقبلت لاجئين.

وتدعو كل من ألمانيا وبريطانيا والنرويج والكويت والأمم المتحدة لهذا المؤتمر.

وأضافت ميركل أنه سوف يتم مناقشة “كيفية منح اللاجئين إمكانية العودة إلى مواطنهم بأقصى سرعة ممكنة” خلال المؤتمر في لندن.

وأشارت المستشارة الألمانية إلى أنه كان هناك بالفعل عدد من المباحثات في هذا الصدد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سبيل المثال، وسوف يعقب ذلك مباحثات أخرى أيضا.

وجاء في بيان مشترك نشرته الحكومة البريطانية أنه يتعين على المجتمع الدولي تعزيز مساعيه لأجل السوريين، وأشار إلى أن منظمات الأمم المتحدة المعنية بذلك تعاني من نقص في التمويل بشكل واضح.

وأضاف البيان: “أنه يتعين علينا كمجتمع دولي فعل المزيد. لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء الآن”، وأوضح أن الهدف هو التوصل لحلول تمويلية لعام 2016 والأعوام التي تليها.

ووفقا للبيان، تم دعوة منظمات الإغاثة وممثلي المجتمع المدني إلى جانب ممثلي حكومات من دول كثيرة حول العالم.

 

هجمات باريس ومكافحة الإرهاب يسيطران على «قمة العشرين» في تركيا

أردوغان يجري لقاءات هامة مع أوباما والملك سلمان… وتنظيم «الدولة» يستقبل المؤتمرين بتفجير انتحاري جنوب تركيا

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: سيطرت قضايا مكافحة الإرهاب وهجمات باريس الأخيرة واللاجئين على مباحثات زعماء العالم في اليوم الأول من «قمة مجموعة العشرين»، في تركيا، وذلك على وقع هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد أفراد من الشرطة التركية في مدينة غازي عنتاب، جنوبي شرق البلاد.

وتستضيف ولاية أنطاليا التركية قمة مجموعة العشرين، يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، ومن المقرر أن يتناول المشاركون عددا من القضايا الاقتصادية والسياسية خاصة المتعلقة منها بمنطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية.

وسيصادق القادة المشاركون في القمة التي تعقد بمدينة انطاليا الساحلية، على مسودة بيان تؤكد الاتفاق على خطط موحدة لمكافحة الإرهاب دولياً، فضلا عن تكثيف الجهود لوقف تمويله، وعلى ضرورة توحيد ومضاعفة الجهود وتنسيقها لمحاربةِ تنظيم «الدولة» والجماعات الإرهابية.

وعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ترأس بلاده القمة لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث وصف الأخير، الهجمات التي وقعت في باريس، بأنها هجوم على العالم المتحضر، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستعمل مع فرنسا على ملاحقة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.

وقال أوباما في مؤتمره الصحافي مع أردوغان: «نقف إلى جانب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند والشعب الفرنسي، ونتضامن معهما في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة»، مضيفاً: «ومثلما حدث في الهجمات الرهيبة التي وقعت في أنقرة فإن قتل الأبرياء استنادا إلى أيديولوجية ملتوية هجوم ليس فقط على فرنسا وليس فقط على تركيا وإنما هو هجوم على العالم المتحضر»، في إشارة إلى تفجيرين انتحاريين وقعا في العاصمة التركية الشهر الماضي وأديا إلى مقتل أكثر من 100 شخص.

وتعهد أوباما بـ»مضاعفة الجهود» للقضاء على تنظيم «الدولة»، وقال «سنضاعف الجهود مع الأعضاء الآخرين في الائتلاف ضد داعش لضمان انتقال سلمي في سوريا والقضاء على داعش»، لافتاً إلى أنه ناقش مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تشديد الرقابة على الحدود السورية، والتقدم في محادثات فيينا.

من جانبه، أعلن أردوغان، أن قمة قادة دول وحكومات مجموعة العشرين ستوجه «رسالة قوية وصارمة» حول مكافحة الإرهاب بعد الاعتداءات التي هزت باريس، وقال: «أعتقد أن ردنا على الإرهاب الدولي سيتبلور بشكل قوي وصارم جدا في قمة مجموعة العشرين».

من جهته، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأحد، بما وصفه «تجدد الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل للأزمة في سوريا بعد هجمات باريس»، وقال: «أمام العالم «لحظة نادرة» لفرصة تاريخية لوضع نهاية للعنف».

في السياق ذاته، قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان بعيد وصوله إلى أنطاليا لتمثيل فرنسا بدلاً من الرئيس فرانسوا أولاند إن «فرنسا تنتظر من رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين إصدار قرارات ملموسة ضد تمويل الإرهاب».

كما دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأسرة الدولية إلى «توحيد جهودها» من أجل السيطرة على التهديد الإرهابي، وذلك بعد وصوله إلى تركيا للمشاركة في قمة العشرين التي ستركز خصوصا على مكافحة الإرهاب.

وبالتزامن مع القمة، فجّر أحد عناصر «داعش» نفسه أثناء حملة للشرطة التركية في وقت متأخر مساء السبت في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرقي البلاد، على الحدود مع سوريا، ما أدى إلى إصابة 4 شرطيين أحدهم في حالة خطرة، كما أوردت وسائل الإعلام التركية.

كما قتل الجيش التركي، السبت، أربعة ناشطين في حركة جهادية كانوا في سيارة عندما اقتربوا من مركز عسكري حدودي مع سوريا قرب غازي عنتاب.

وفي وقت سابق من مساء السبت، استقبل أردوغان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في مدينة أنطاليا.

وفي إشارة لدفء العلاقات بين البلدين، تبادل الزعيمان التغريدات عبر موقع تويتر، حيث أعرب أردوغان عن ترحيبه بالملك السعودي، في حين أعرب الملك سلمان عن تمنياته بنجاح قمة العشرين.

 

تقارب أمريكي روسي بشأن سوريا بعد هجمات باريس

أنطاليا (تركيا) – أ ف ب: اتفق الرئيسان الأمريكي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين الأحد على ان تقوم الامم المتحدة بدور لإنهاء سفك الدماء في سوريا، وسط تزايد مساعي القادة لتوحيد موقفهم ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» عقب اعتداءات باريس الدموية.

ووضع بوتين وأوباما خلافاتهما جانبا وعقدا لقاء غير رسمي على هامش قمة مجموعة العشرين في تركيا التي تأتي بعد يومين من هجمات باريس التي ادت الى مقتل 132 شخصا، واثارت غضبا دوليا.

وصرح مسؤول امريكي أن «المحادثة بين الرئيسين استمرت نحو 35 دقيقة وركزت على الجهود الحالية لحل النزاع في سوريا، وهو الأمر الذي أصبح اكثر الحاحا بعد الهجمات الارهابية المروعة في باريس». وتحدث الكرملين عن استمرار «الخلافات» حول استراتيجية محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، إلا ان المحادثات جرت في جو «ايجابي» بحسب المسؤول الامريكي.

وهذا اول اجتماع بين الرئيسين منذ ان بدأت روسيا في ايلول/سبتمبر حملة جوية في سوريا أكد الكرملين أنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية». الا ان الغرب يشتبه بان الهدف الحقيقي لموسكو هو استهداف معارضي الرئيس السوري بشار الاسد.

إلا أن اوباما وبوتين اتفقا على ضرورة ان تقوم الأمم المتحدة بدور في إجراء محادثات والتوصل الى وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، بحسب المسؤول، لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من اربعة سنوات توسع خلالها تنظيم الدولة الاسلامية واحتل مناطق شاسعة من العراق وسوريا ما ادى الى تشريد الملايين.

وفي صور بثها التلفزيون التركي الرسمي شوهد الرئيسان وهما يقتربان من بعضهما البعض ويتحدثان على هامش القــــمة التي تجري في منتجع انطاليا في تركيا.

 

عندما انتقلت الحرب إلى شوارع باريس.. لم يوجهوا بنادقهم للجيش ولا المباني بل إلى قلعة المتعة والفرح في العالم أجمع

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الهجمات المنسقة التي نفذها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» على عاصمة بلاده ليلة الجمعة بأنها «إعلان حرب» بعد قتل أكثر من 125 شخصا في أماكن متعددة من باريس. وأعلن أولاند حالة الطوارئ وأغلق حدود بلاده. فيما أعلن «تنظيم الدولة» الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات وقال في بيان له إنها «أول الغيث». مشيرا إلى أنها غزوة ضد عاصمة «العهر والدعارة» وبسبب مشاركة فرنسا في الهجمات على تنظيم الدولة. أما أولاند فقد قال إن هذه الهجمات موجهة «ضد فرنسا وضد قيمها التي ندافع عنها في كل مكان في العالم وهي ضدنا نحن: دولة حرة تعني شيئا لبقية العالم». ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الهجمات بأنها كانت «ليلة من البربرية الشاملة مارسها إرهابيون مسلحون ضد مجتمع حر ومتحضر». وتأتي الموجة الجديدة من الرعب بعد أقل من عام على هجوم نفذه ثلاثة مهاجمين على الصحيفة الساخرة «شارلي إيبدو» ومتجر يهودي.

وقالت الصحيفة إن هجمات كانون الثاني/يناير أدت «لحالة من البحث عن الذات وتشريعات واسعة لمكافحة الإرهاب سمحت للسلطات لملاحقة الإرهابيين المحتملين» واتسمت أيضا بأنها كانت موجهة ضد أهداف بعينها، أما هجمات يوم الجمعة فكانت ذات طبيعة مختلفة «فقد صممت لزرع الخوف في قلب كل مواطن يقوم بنشاطاته العادية ولإشعار الفرنسيين أنهم ليسوا في مأمن أينما كانوا». وتقول الصحيفة إن المهاجمين الثمانية الذين هاجموا أهدافا متسلحين بالأسلحة والقنابل اليدوية والأحزمة الناسفة المحشوة بالمتفجرات أصبحوا في عداد الأموات، ولكن في الوقت الذي استيقظ فيه الباريسيون صباح اليوم التالي على الحقيقة القاتمة لا تزال الكثير من الأسئلة لم يجب عليها من مثل إن كان هناك متواطئون لما زالوا هاربين، أو فيما إن كانت أجهزة مكافحة الإرهاب قادرة على إحباط العمليات قبل وقوعها. وهناك سؤال عن المدة التي ستبقى فيها حالة الطوارئ التي ترى أنه يجب إنهاؤها في وقت قريب.

الشر في باريس

وركزت صحيفة «واشنطن بوست» على أهمية مواجهة «شرور هجمات باريس وما خلفها». وقالت إن الهجمات الإجرامية على باريس ليلة الجمعة «لم تكن موجهة ضد ضباط الأمن ولا السياح أو المكاتب والمصانع ولا المتاحف أو المباني الكبيرة. لكن الانتحاريين والمسلحين اقتحموا قلعة المتعة والترفيه اللذين لا يعكسان الفرحة في باريس، ولكن في العالم أجمع». وتعلق الصحيفة أن ما جرى في باريس «كان محزنا ويكشف بألم عن أن هذه الجماعة وعقليتها البغيضة وسلوكها الوحشي قد قفزت من كونها دويلة في العراق وسوريا لتنفيذ هجمات في سيناء وبيروت وباريس. وهذه الهجمات موجهة ضد كل شخص يحلم بالحداثة ويتعلق بالمجتمع الحر والمفتوح».

ودعت الفرنسيين إلى التعلم من دروس ما بعد 9/11 وأن لا يكرروا الأخطاء نفسها التي ارتكبها الأمريكيون في المرحلة الأولى من الحرب ضد تنظيم «القاعدة» وهي أن «الغرب لن يكسب شيئا عندما يتخلى عن حكم القانون. فهذه حرب يمكن الانتصار فيها، كما قال أولاند يوم السبت، ويجب الانتصار فيها من دون التضحية بمجموعة القيم التي تميزنا عن عدونا المتوحش».

الحرب في وسط العاصمة

وقدمت صحيفة «أوبزيرفر» وصفا مهما للحرب التي نقلها تنظيم «الدولة» إلى شوارع العاصمة باريس. وقالت «في المعركة يقاتل الجنود ويموتون، وهذا هو الواقع، ولكن عندما يحضر العنف العسكري المتحرر من القيود إلى شوارع مدينة صاخبة، في ليلة يوم الجمعة، وعندما كان الناس يستمتعون بالشراب وبقضمة من الطعام، يحضرون حفلة موسيقية لفرقة روك، يتابعون مباراة كرة قدم أو يرتاحون في بيوتهم بعد أسبوع عمل شاق لا نتوقع منهم شيئا، فلا أحد يقاتل ولا أحد منهم في حالة حرب». وأضافت «حتى بدأ إطلاق النار بطريقة مفاجئة وسط انهمار الرصاص الذي لا يرحم من الكلاشينكوفات ومع دوي الرصاص ولدت لحظة صادمة من الشك. وقال الناجون إن هذا قد يحدث هنا والآن. وبعد أن طغى الصراخ والذعر وصوت البنادق الآلية وبدأ الناس يموتون».

وأضافت أن مسلحي تنظيم «الدولة» حولوا «في ليلة الجمعة مركز باريس إلى ساحة حرب دموية وفتحوا محور حرب من دون تحذير أو رحمة ولا ذرة من التبرير الأخلاقي. وقتلوا والانتقام في قلوبهم وعلى شفاهم كلمات «سوريا» و «العراق» وجلبوا معهم حربا تدور بلا هوادة في منطقة بعيدة إلى أبواب وحانات مدينة حالمة ظلت ورغم هجمات سابقة غير معنية». وعند هذه النقطة أصبحت باريس جزءا من الحرب في سوريا والعراق «فقد انتهى حس الانفصال يوم الجمعة، ولو كانت هناك حالة من الرضى عن النفس فقد انتهت بالكامل، لقد جلب تنظيم «الدولة» حربه لعدوه. وكما قال فرانسوا أولاند يوم السبت أصبحت هدفا لعملية حربية».

وترى الصحيفة ان هذا ليس هو شعور الفرنسيين وحدهم بل وكل مواطن في دولة عربية وأوروبية وأمريكية تشارك في الحرب ضد تنظيم «الدولة». وقالت إن الهجمات ستطرح أسئلة حول قصور الأمن في إحباط العمليات و «من أين جاء المهاجمون الثمانية؟ وهل ولدوا في فرنسا أم نشأوا فيها؟ وكيف وصلوا بأسلحتهم وتدريبهم العسكري؟ حيث كانوا مدربين ومنضبطين، وهل تواطأ معهم أحد من الأقلية المسلمة في فرنسا؟ وهل كانوا يتصرفون بمبادرة منهم أم أنهم جزء من خلية فرنسية غير معروفة أم كانوا ينفذون أوامر من الرقة أو أي معقل من معاقل تنظيم الدولة؟». وحتى لو تمت الإجابة على هذه الأسئلة فلن «يتبدد هذا الشعور بالخطر الذي جلبته ليلة الجمعة. وفي التحليل النهائي، فلا يمكن حماية مدن مثل باريس ولندن وبروكسل أو روما من أي انتحاري غاز مسلح بهذا النوع من السلاح. ولفعل هذا فربما تم تدمير الحريات وأساليب الحياة والثقافة المفتوحة والمتسامحة التي يمقتها الإرهابيون وعقيدة الكراهية والانحراف التي يحملونها.

وفي النهاية فأنت قد تقوم بعمل ما يريده القتلة». وتحذر من تداعيات عنصرية ومحاولة «البحث عن طرف يلقون اللوم عليه» بعد أن يتبدد الحزن. وهنا حذرت من تحول «أعضاء الأقلية المسلمة الكبيرة إلى هدف، خاصة بعد فشل الاندماج وتعرضهم للتمييز والحرمان وعدم المساواة. وقد يستفيد اليمين المتطرف من الهجمات، خاصة الجبهة الوطنية التي تتزعمها ماريان لوبان، وذلك في الانتخابات المحلية التي ستعقد في الشهر المقبل. وحثت «أوبزيرفر» والحالة هذه الساسة من حزب أولاند الاشتراكي إلى يمين الوسط بزعامة نيكولاي ساركوزي التأكد من استمرار تيار الوسط المعتدل». وقالت إن «فرنسا لا تتحمل التدهور نحو التحيز وثقافة النبذ والعنصرية ولا أوروبا كذلك. في ألمانيا وبولندا وبريطانيا وغيرها تقوم أحزاب اليمين باستهداف وتحويل المسلمين لكبش فداء، خاصة اللاجئين المسلمين من سوريا فلا تريد شيئا أفضل من رؤية فرنسا السقوط في دوامة الاستقطاب والاتهامات والانقسامات العميقة، وهو ما سيخدم أهداف القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية». وعادت وأكدت أن «سرطان تنظيم الدولة» لا يمكن لدولة واحدة التصدي له، خاصة أن الهجمات التي نظمها تظهر تحوله إلى خطر دولي.

التصدي للجذور

وصفت الجهود الدولية ضد الجهاديين بالفوضوية وغير المتماسكة ولن تحقق نجاحا حتى لو ضمت قوات يمكن الوثوق بها. وأكدت على مدخل جديد يقوم على تنسيق أوسع واستراتيجية واحدة بأهداف مشتركة من أجل نجاعة الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة. وتقترح الصحيفة دمجا في القيادة والعمليات مع الروس.

وتعتقد أن الرد على الهجمات لن يكون من خلال افتعال حروب جديدة ولكن مواجهة المشكلة السورية «ولو أرادت مدن أوروبا والشرق الأوسط تجنب الألم الذي عانته باريس فعلى المجتمع الدولي مواجهة المشكلة التي تقع في قلب الأزمة الإرهابية المتوسعة في سوريا» التي أصبحت مشكلة تهدد استقرار أوروبا نفسها. وتؤكد أن الوقت قد حان لإنهاء هذا المأزق وبناء على ما حققته الأمم المتحدة. فالجميع له مصلحة في وقف هذا الخطر.

مشاكل في الاستراتيجية

لكن قدرة التنظيم على تدبير عمليات بهذه القوة والتنسيق أثار تساؤلات حول استراتيجية باراك أوباما، وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الهجمات الأخيرة في سيناء وبيروت وباريس «يجب أن تؤدي للدفع بجهود أكثر تصميما لتدمير الجماعة». وكتب في الصحيفة نفسها كل من غريك جاف وميسي رايان حول تأثير هجمات باريس على التقدم البطيء لاستراتيجية واشنطن. وقالا إن الهجمات الأخيرة في سيناء وبيروت وباريس تشير لمخاطر استراتيجية تعتمد بشكل كبير على قوات محلية لهزيمة تنظيم «الدولة» وبدعم أمريكي. ويرى الكاتبان أن استراتيجية الغارات الجوية والاعتماد على الجماعات المحلية لنقل المعركة ضد التنظيم يشيران لتردد الرئيس في الانجرار لحرب جديدة في الشرق الأوسط.

ومن هنا تكشف هجمات باريس أن التنظيم وداعميه لديهم استراتيجية واسعة ويشكلون خطرا قاتلا على الغرب أكبر مما كان يعتقد ضباط الاستخبارات في السابق. وفي رد أولي من الرئيس أوباما على هجمات باريس قال لشبكة «إي بي سي» إن الحملة ضد تنظيم الدولة هي «مشروع متعدد السنوات» ونجح في مرحلته الأولى في إحتواء التنظيم. ولكن الهجمات الأخيرة قد تجبر الرئيس للتركيز على قدرة التنظيم في التوسع أبعد من سوريا والعراق. ويناقش مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنه يجب توسيع الحملة ضد التنظيم في سوريا والعراق والتركيز على مناطق مثل اليمن وليبيا وشبه جزيرة سيناء. ويطالبون باتخاذ خطوات لوقف تدفق المقاتلين والمال عبر الحدود وفهم طبيعة البنية القيادية له في العراق وسوريا، وكيف يقوم بالتواصل مع قادته الميدانيين.

وتقول الصحيفة إن إجراءات كهذه حاضرة في أجندة الإدارة منذ أشهر، لكنها في آخر اهتمامات المسؤولين الذين يركزون على وقف تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا.

وبحسب مسؤول أمريكي بارز «سبب خبث تنظيم الدولة هو قدرة المركز على التواصل ودعم الفروع». ولاحظ المسؤولون تقدما في المدخل الأمريكي حيث تم تنظيف مناطق في شمال العراق وتدعم واشنطن الأكراد والعرب في شمال – شرقي سوريا بالسلاح والغطاء الجوي للتقدم نحو عاصمة «الدولة» في الرقة.

يتمدد

ورغم ذلك فلم تتخذ الولايات المتحدة سوى خطوات محدودة لمواجهة تمدد التنظيم خارج حدود هذين البلدين في الوقت الذي تربط جماعات متشددة في نيجيريا والباكستان نفسها به. ولكن المسؤولين الأمريكيين شككوا في ولاء هذه الجماعات لتنظيم «الدولة» مع أنهم يعتقدون بوجود فرع له في ليبيا. وأعلنت واشنطن يوم الجمعة عن مقتل قائده وسام الزبيدي بغارة جوية. ويعبر مقتله عن استراتيجية تقوم على مواجهة المخاطر أينما تظهر وتستخدم وسائل مكافحة الإرهاب. ويقول مسؤول بارز إن الهجوم على درنة، معقل الجهاديين «يظهر أننا قادرون على استهداف قيادتهم في المناطق التي يريدون الظهور فيها وعمل المزيد». ويرى بريان كاتوليس من مركز التقدم الأمريكي أن هجمات باريس تظهر محدودية هذا المدخل «يمكننا قتل قادتهم، ولكن هذا لا يخلق جوا من الأمن الدائم حيث يتم دفع التهديدات الأخرى للهامش، فهي وصفة لحرب طويلة».

ويقول المسؤولون إنه من السابق لأوانه الحديث عن تغيير في المدخل الأمريكي بعد هجمات باريس.

صحيح أن فرنسا شنت أكبر عدد من الغارات، لكن مشاركتها تظل صغيرة مقارنة مع الجهد الأمريكي. واعترف مسؤول أمريكي بصعوبة محاربة أيديولوجية من خلال أساليب عسكرية «فمع القاعدة تعلمنا وتعلموا أن وجود قيادة مركزية هو أمر يمكن ملاحقتها وتصبح أصعب عندما تكون أيديولوجية». ويقول بروس ريدل المسؤول السابق في «سي آي إيه» والبيت الأبيض «أي شخص في هذا المجال يعرف أنه من المستحيل تحقيق علامة 100% « وعليه فنحن أمام حرب طويلة.

تغير في الأسلوب

وفي السياق طرح بيتر بيكر وإريك شميدت في صحيفة «نيويورك تايمز» نفس السؤال حول مستقبل الاستراتيجية الأمريكية. ولاحظ الكاتبان تغيرا في تكتيك تنظيم «الدولة» من التركيز على تعزيز سيطرته على مناطق في سوريا والعراق إلى الدفع بما يطلق عليهم «جند الخلافة» لتوجيه ضربات في الخارج. فقد حولت الهجمات المنسقة باريس إلى ساحة حرب وجاءت بعد عملية الضاحية الجنوبية في بيروت والطائرة الروسية في مصر. وتبين الهجمات الناجحة هذه انتقال الحرب من بعدها الإقليمي إلى حرب عالمية. وتتوقع الصحيفة أن تجبر الهجمات هذه إدارة الرئيس أوباما وحلفائه على إعادة النظر في الاستراتيجية ضد التنظيم.

والتقى الرئيس أوباما مع قادة الأمن القومي يوم السبت قبل مغادرته للمشاركة في قمة العشرين التي بدأت أعمالها في منتجع أنطاليا التركي والتي ستتسيد جلساتها هجمات باريس. واعترفت فرانسيس فراغوس تاونسند، المستشارة البارزة لمكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، أثناء إدارة جورج دبليو بوش أن تنظيم «الدولة» أصبح تهديدا أبعد من منطقة الشرق الأوسط. ودعت للتعامل معه كجماعة لديها «طموحات دولية أبعد من الكيان الذي أطلق عليه اسم الخلافة». وتضيف الطموحات الدولية للتنظيم تعقيدا للحرب المعقدة أصلا وتشارك فيها شبكة من اللاعبين كل يلاحق مصالحه الخاصة. فإيران مثلا تقاتل تنظيم «الدولة» ولكنها ليست حليفا لأمريكا فيما تخوض روسيا حربها الخاصة تحت مبرر قتال الجهاديين، ولكنها تضرب أعداء بشار الأسد. ويقول مايكل إي لينتر مدير مركز مكافحة الإرهاب في عهد بوش وأوباما «حقيقة لا أتخيل كيف لن تغير رؤيتهم» أي هجمات باريس. وقال مدير سابق للمركز وهو ماثيو أولسين إن سلسلة الهجمات الكبيرة ستجبر البيت الأبيض على اتخاذ خطوات إضافية « كل هذا سيزيد من سقف المخاطر ويزيد الضغوط على الولايات المتحدة والغرب للقيام برد أكثر شدة».

إلا أن زيادة الهجمات تحمل معها مخاطر، فضرب الطائرة الروسية جاء انتقاما لتدخل موسكو العسكري في سوريا. ويعلق أولسين «نزيد من هجماتنا عليهم في العراق وسوريا وهم يزيدون من هجماتهم علينا». وتقول تاونسند إن إدارة أوباما ظلت تتردد بالاعتراف بالحقيقة المزعجة وهي أن خطر التنظيم يمتد خارج الشرق الأوسط.

القتال على جبهتين

ويرى باتريك كوكبيرن المحلل في صحيفة «إندبندنت أون صندي» أن هجمات باريس تمثل نوعا جديدا من الحرب. وتظهر قوة تنظيم «الدولة الإسلامية» وقدرته على إثارة الخوف في نفوس أعدائه وقال «الناس في الغرب يشعرون بالمذابح عندما تقع في شوارعهم مع أن الانتحاريين التابعين للتنظيم قتلوا 43 شخصا في بيروت و26 آخرين في بغداد ولا يمكن وقف هذه الهجمات لأنها موجهة ضد المدنيين الذين لا يتمكنون من الدفاع عن أنفسهم ولأن المفجرين يرغبون بالموت من أجل تدمير أهدافهم». ويرى أن الهجمات خدمت استراتيجيته وهي تسيد الأجندة الإعلامية.

وتظهر في الوقت نفسه تطورا في التخطيط «فالتجنيد والتسليح والتنسيق وإخفاء قتلة باريس حتى اللحظة الأخيرة، يعني قدرة على التخطيط الجيد ونفس الأمر يصدق على تهريب القنبلة إلى الطائرة الروسية قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ في 30 تشرين الأول/أكتوبر». ويربط الكاتب بين تصعيد التنظيم لعملياته في الخارج بالضغوط التي يتعرض لها في الداخل وأنه قادر على الضرب في أي مكان. فلأول مرة منذ عامين يواجه التنظيم الذي عزز سيطرته على غرب العراق وشرق سوريا يواجه ضغوطا على أكثر من جبهة. وفي الماضي كان التنظيم يواجه أعداء منقسمين واحدا بعد الآخر، ولكنه الآن يواجه هجمات على أكثر من جبهة وفي وقت واحد.

ويشير للتراجعات الأخيرة في كويريس وسنجار والحسكة. ومع ذلك يظل تنظيم «الدولة» آلة قتالية ناجعة بسبب مهاراته العسكرية التي تطورت خلال السنين والتي تجمع بين حرب المدن وأساليب حرب العصابات والحروب التقليدية. فقبل تقدمه السريع العام الماضي أرسل انتحارييه بالسيارات المحشوة بالمتفجرات إلى أحياء الشيعة في بغداد، وذلك ليروع عدوه ويفقده التوازن ويظهر تفوقه. ولم يلتفت أحد لعدد القتلى المدنين في العراق الذين ماتوا حيث ارتفع العدد من 4.623 في عام 2012 إلى 9.473 عام 2013 و17.045 عام 2014 حسب مركز إحصاء الجثث في العراق. وقد تم تكرار هذه الوحشية في باريس وقبلها في أنقرة حيث قتل 102 شخصا في 10 تشرين الأول/أكتوبر.

ويقول «يقضي دليل تعليمات تنظيم «الدولة» بالانتقام واستخدام أي وسيلة بهدف إظهار التحدي بطريقة باهرة تضمن له تسيد الإعلام الدولي». فقد رد على الغارات الأمريكية بنشر شرائط فيديو لذبح الصحافيين الأمريكيين وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة. ورد على تدخل روسيا بتفجير الطائرة من شرم الشيخ «يريد تنظيم الدولة التوضيح أنه سيرد على أي دولة تقوم باستهدافه من الجو». و»كذلك يرد بأي وسيلة متوفرة له على الأرض. وأفعال إرهابية كهذه تحتاج إلى مصادر ولكن بمستوى قليل من التدريب، خاصة أن الأهداف التي تم تحديدها تظل لينة ولا يمكن الدفاع عنها، مثل السياح البريطانيين المتمددين تحت الشمس في تونس والناس الذين قتلوا في باريس أثناء حضورهم حفلا موسيقيا» و»لدى داعش عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين مروا عبر صفوفه ويمكن ان يعثر على داعمين ملتزمين له في الدول التي يريد استهدافها». ويعلق كوكبيرن أن تنظيم «الدولة» يتعرض لضغوط غير مسبوقة في العراق وسوريا، لكن لا يعني أنه سينفجر، فهو قادر على القتال دفاعيا وهجوميا. ولن يقاتل في معارك تلقى قوات دعما جويا من أمريكا أو روسيا. ويرى قادة التنظيم أنهم ارتكبوا خطأ عندما قاتلوا في عين العرب/كوباني حيث خسروا 2.000 مقاتل بسبب الغارات الجوية. وعوضا عن ذلك فسيواصلون حرب العصابات وتوسيع الحملات خارج العراق وسوريا كالتي رأيناها في باريس.

 

إجراءات أمنية مشددة في ألمانيا و كاتب مرموق: «حروبنا هي سبب الهجمات وليس الإسلام»

علاء جمعة

برلين ـ «القدس العربي» : تعيش ألمانيا حالة من الترقب بعد إعلان وزير العدل الألماني هايكو ماس تشديد الإجراءات الأمنية في بلاده عقب الهجمات الإرهابية التي حدثت مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس. وكان الوزير قد أعلن السبت في تصريحات للقناة الثانية الألمانية (تسي دي إف) أنه سوف تكون هناك زيادة في حضور الشرطة بشكل ملحوظ بالنسبة للمواطنين خلال الأيام القادمة. وقال الوزير الألماني»الشرطة التي يتم رؤيتها حاليا سوف تبدو بشكل مختلف بعض الشيء أيضا عما هي عليه حاليا. سوف يكون التسليح مختلفا أيضا. وأكد ماس أنه سوف يتم تكثيف المراقبة على المتطرفين الإسلاميين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.

وأكد الرئيس الألماني يواخيم غاوك في خطابه أمس الأحد بالبرلمان الألماني «البوندستاغ» بالعاصمة الألمانية برلين بأن الهجمات الأخيرة في العاصمة الفرنسية باريس تعد «نوعا جديدا من الحرب». وأضاف «نعرف منذ أعوام أن النزاعات المسلحة تقترب منا، وأن الهجوم على باريس لم يكن موجها لفرنسا وحدها، بل أيضا موجه للمجتمع المنفتح ولنمط حياة الحرية والمساواة في أوروبا والعالم بأسره».

ونقلت عدة قنوات اذاعية ألمانية خطة أمنية جديدة بدأت الأجهزة الأمنية باتباعها، حيث تقضي الخطة بتشديد الرقابة على الجماعات السلفية والإسلامية المتشددة. مع التركيز بالوقت نفسه على جماعات اليمين المتطرف، وتكثيف الرقابة عليها، وذلك خشية استغلال الهجمات في فرنسا للقيام بعمليات انتقامية.

وكان رئيس وزراء بافاريا هورست زيهوفر قد أكد في كلمة أمام مؤتمر محلي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن لدى السلطات الألمانية معتقلا وأن هنالك أسسا ربما تكون كافية للافتراض بأنه ربما كان على صلة بهجمات باريس.

وزير الداخلية الألماني توماس دي مييزير صرح أن الرجل البالغ من العمر 51 عاماً من جمهورية الجبل الأسود وهو رهن الاعتقال مشيراً إلى ان السلطات الفرنسية أُخطرت بذلك. وقال الوزير الألماني بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الأمني برئاسة المستشارة أنغيلا ميركل في برلين: «سواء كان هذا يعني وجود صلة (بالهجمات) أو لا فإنه قيد التحقيق»، مضيفاً أن متشددين آخرين ربما يكونوا فارين في ألمانيا رغم عدم وجود سبب يدفع لهذا الاعتقاد.

من جهة أخرى إعتبر الناشر والكاتب السياسي الألماني وعضو البرلمان السابق، يورغن تودنهوفر أن الحروب التي يخوضها الغرب ضد المسلمين هي سبب انتشار الإرهاب المتمثل بداعش في أوروبا وأن لا علاقة للإسلام بهذا الأمر. وفي رسالة موجه للألمان قال تودينهوفر «ندين هذا الفعل الإرهابي ونتعاطف مع القتلى، فالإرهاب هو الإرهاب اينما كان»، وتابع السياسي الألماني السابق « قتل الغرب ملايين المسلمين ولم نر أي تعاطف من ساسة الغرب معهم»، وقال « حروبنا التي قتلنا بها المسلمين هي سبب انتشار الإرهاب ولا شأن للإسلام في ذلك».

واعتبر تودينهوفر أن ألمانيا لا يجب أن تقلق من انتقال الأعمال الإرهابية لديها، فألمانيا ليست فرنسا على حد قوله. وأوضح قائلا «فرنسا لها تحركات عسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط، كما أن ماضيها الاستعماري معروف، إلا أن المانيا سلكت طريقا مختلفا ولا مبرر للقلق، كما أن الغالبية المطلقة من المسلمين في ألمانيا ينبذون الإرهاب والحركات الإرهابية مثل داعش» وقال «هؤلاء المسلمون هم حلفاؤنا هنا في المانيا».

و يورغن تودنهوفر هو السياسي والكاتب الغربي الوحيد الذي نجح بزيارة مناطق تنظيم «الدولة» في الموصل والرقة، وعادة ما توصف أفكاره بأنها صديقة للإسلام والعرب وبأنها معتدلة.

وسبق للكاتب الألماني أن هاجم حركة بغيدا العنصرية، والتي ظهرت في المانيا، وتنادي بطرد المهاجرين الأجانب، وضد أسلمة الدولة. واتهمها بأنها تلعب اللعبة نفسها التي تقوم بها داعش.

 

مدير الاتصالات المستقيل من الحكومة السورية المؤقتة: من أوعز لطعمة بدخول سوريا هو نفسه من أوعز لـ «الجبهة الشامية» بمنع دخوله

موظفون في الحكومة يطالبون بإقالة رئيسهم

محمد الحسين ومنار عبدالرزاق

إسطنبول – «القدس العربي»: قال عبو الحسو، مدير قطاع الاتصالات في وزارة الاتصالات والنقل والصناعة المستقيل من الحكومة السورية المؤقتة، في تصريح لـ»القدس العربي»، إن من أوعز إلى رئيس الحكومة، أحمد الطعمة، بالدخول إلى سوريا للتحضير للمنطقة الآمنة، هو نفسه الذي أوعز لـ»الجبهة الشامية»، التي تشرف على إدارة معبر باب السلامة، بعدم السماح له بالدخول إلى سوريا.

وأضاف الذي قدم استقالته من الحكومة السورية المؤقتة بعد يوم من الحادثة اعتراضا على بيان لها يوجه اتهامات للجبهة الشامية بالتطرف، في تصريحه الخاص بـ»القدس العربي»، أنه «ستبدي الأيام ما كان خافيا، لكن المؤكد أن الحكومة لن تبقى كما كانت، وكذلك الجبهة الشامية».

وكشف مدير قطاع الاتصالات السابق أن «جهة خارجية» – لم يحددها – هي التي أوعزت لرئيس الحكومة المؤقتة بالدخول إلى سوريا. كما أنها أوعزت – في الوقت نفسه – للجبهة الشامية لمنعه من الدخول من معبر باب السلامة، لأهداف معينة.

وقال إن بين هذه الأسباب أنها ستؤدي إلى تغيير في الجهتين، الحكومة والشامية، مشيرا إلى أنه علم لاحقا أن الاتفاق على منع دخول الوفد، تم مساء اليوم السابق – مفضلا عدم ذكر الجهات التي اتفقت – وكذلك عدم كشف هوية المصدر الذي سرب له المعلومات.

وكانت إدارة معبر باب السلامة، الحدودي مع تركيا والكائن في منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، قد منعت رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، مع وفد مرافق له، من دخول سوريا عبر هذا المعبر، بذريعة عدم التنسيق مع قيادة الجبهة الشامية.

وبُعيد حادثة المنع هذه نشر الحسو تفاصيل ما جرى على صفحته الرسيمة على موقع التواصل الاجتماعي» فيس بوك»، قبل استقالته. فقال إن «الوفد ضم 20 شخصا من رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ووزراء الداخلية والدفاع، والاتصالات والنقل والصناعة، والإدارة المحلية، ورئيس الأركان، وعددا من مستشاري رئيس الحكومة، ومدراء من وزارات مختلفة. وكان من المخطط زيارة مجلس محافظة حلب وعقد مؤتمر صحافي لرئيس الحكومة المؤقتة في الزيارة الأولى له إلى الداخل السوري وتوجيه عدة رسائل ضمن المؤتمر، أهمها أن الحكومة المؤقتة جاهزة لأن تكون بديلة عن حكومة النظام، لو اقتنع المجتمع الدولي بالتخلي عنه، وكذلك التحضير للمنطقة الآمنة واستعداد الحكومة المؤقتة لإدارتها». ونفى الحسو ما ادعته إدارة المعبر من غياب التنسيق بين وفد الحكومة المؤقتة وقيادة الجبهة الشامية، مؤكدا أن التنسيق تم قبل الزيارة مع القيادة العسكرية للجبهة الشامية، وتحديدا مع أبو عمر حريتان، نائب القائد العام للجبهة الشامية، قائلا: «ما يؤكد أنه كان هناك تنسيق هو انتظار مدير المعبر عند مدخل المعبر تماما عند وصولنا».

وحول تفاصيل ما جرى مع وفد «المؤقتة» عند وصولهم إلى معبر باب السلامة، كشف عضو الوفد أنه في البداية أبدى مدير المعبر انزعاجه بعدم إخباره بالزيارة مسبقا، حسب زعمه وصراخه وانفعاله، وعدم السماح للسيارات بالدخول. وعند الأخذ والرد معه وأنه ليس من اللباقة الحديث هكذا أمام الغرباء الأتراك المرافقين لرئيس الحكومة ووفده، قبل استضافتنا في مكتبه ريثما يتم حل الموضوع وإخبار القياده وأخذ الإذن، كما ادعى».

وأضاف الحسو: «في البداية ادعى مدير المعبر أن إدارته مدنية لا علاقة لها بالعسكر. وطبعا شعار الجبهة الشامية فوق رأسه يدحض هذا الادعاء. فأخبروه بأنه تم التنسيق مع القيادة العسكرية للجبهة الشامية وليس ذنبهم إذا لم يخبروه بالأمر. فاستطرد قائلا إن القيادة العسكرية لا علاقة لها بالمعبر، وأنهم يتلقون الأوامر من المكتب السياسي للجبهة الشامية الموجود في تركيا. وادعى أنه لا يستطيع التواصل معهم ، ليتم منع الوفد من الدخول إلى سوريا».

وأصدرت إدارة معبر باب السلامة بيانا بعد ساعات على الحادثة أشارت فيه إلى أن المنع «تم نظرا لعدم تنسيق الحكومة المؤقتة مع «الإدارة المدنية» للمعبر، وفق الإجراءات المتبعة، وللحفاظ على السلامة العامة وسلامة أفراد الوفد وأمنهم تم عدم إدخالهم».

وعادت الجبهة الشامية لتصدر بيانا تؤكد فيه على عدم وجود تنسيق مع المكتب السياسي فيها، إضافة إلى الاشتباه بمجموعة عسكرية ملثمة جاءت لحماية الوفد وتبين أنها لا تنتمي إلى حركة «أحرار الشام»، كما زعم وفد المؤقتة بأنه نسق معه لحمايته، إضافة إلى أن الوفد استعجل العودة، رغم أنه طلب منه التريث ريثما يتم تنسيق الأمور وتوضيح الالتباس حول المجموعة العسكرية»، على حد زعم بيان الجبهة الشامية.

وأصدرت الحكومة المؤقتة بيانا وصفت فيه الجبهة الشامية بالمتطرفة التي تريد منع الحكومة المؤقتة من تفقد المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها، قبل أن تضطر لتغير الوصف إلى «مجموعة غير منضبطة»، بعد أن انهالت عليها الانتقادات اللاذعة، ولا سيما من أعضاء الحكومة والوفد المرافق، والذين أكدوا أن بيان «المؤقتة» لا يمثلهم، ليعلن مدير قطاع الاتصالات،الحسو، استقالته كأول رد فعل على البيان، ليتبعه بذلك الصحافي سامر العاني، وبعدها نادر عثمان، نائب رئيس الحكومة المؤقتة.

ورغم اعتراضه على بيان المؤقتة وتقديمه استقالته؛ إلا أن الحسو اعتبر أن في بيان الجبهة الشامية تحريفا للوقائع، قائلا: «لا وجود لمقنعين كما ادعوا، وإنما بضع عناصر من فصيل تابع ﻷحرارالشام ومعروفين في منطقة إعزاز. وعلى العكس تماما قامت الجبهة الشامية بتوزيع عناصر مسلحين حول الغرفة التي كنا فيها، ووجهوا بنادقهم باتجاه الغرفة رغم عدم وجود أي مسلح بيننا».

وأضاف: «ما حصل في المعبر إشارة إلى أننا لا نجيد السياسة ولا العسكرة كما ينبغي. فالجبهة الشامية أخطأت بتصرف أرعن غير مدروس. ومنعت، بعيدا عن كل اﻻعتبارات، مواطنين سوريين من الدخول إلى سوريا، وهذه سابقة خطيرة. وبالمقابل، أظهرت الحكومة – ببيانها غير المدروس واللامسؤول – مراهقة سياسية تتخذ فيها مواقف على أساس ردات فعل صبيانية وتشخصن المواضيع ولا تحسب النتائج».

وفي السياق نفسه دعا 54 موظفا في حكومة المعارضة السورية، بينهم معاونو وزراء، ومدراء عامون فيها، الأمانة العامة للائتلاف السوري المعارض، بحجب الثقة عن رئيس حكومتهم، أحمد طعمة، مع التأكيد على وحدة الصف، وأن الجميع في الداخل والخارج يعملون لخدمة الثورة ويتكاملون في ما بينهم لتحقيق أهدافها، وهم على تنسيق عال في ما بينهم لن تفسده بعض المواقف غير المسؤولة، بحسب وصفهم.

وأشار أحد الموقعين على البيان – وهو موظف في وزارة الثقافة لـ»القدس العربي» – إلى أنّ توقيعه على بيان طلب حجب الثقة عن الحكومة، جاء على خلفية «البيان المشين من قبل الرئيس»، مبينا، أن «هذا البيان لن يلقى إذنا صاغية له في الائتلاف، كون الإخوان المسلمين سيعرقلون أي قرار بهذا الخصوص»، مبديا «عدم خشيته من أي تبعات قد يعكسها توقيعه على البيان، وإن وصلت حد الفصل من العمل» وفق تعبيره.

ولم يكن بيان موظفي الحكومة الموقف الوحيد الذي يصدر عن «الصرح الطعماوي» في عينتاب – كما يحب معارضو الحكومة وصفه – بل لقي بيان الطعمة استهجان نائبه المهندس، نادر عثمان، الذي أعلن رفضه للعبارات الّتي جاء بها هذا البيان، معلنا في الوقت نفسه تعليق اجتماعاته في الحكومة ريثما يتم تصحيح المسار.

و قال لـ «القدس العربي» إنّ تعليق اجتماعاته في مجلس الوزراء الأسبوعي «جاء احتجاجا على البيان الصادر عن رئيس الحكومة»، مشيرا إلى أنّه سيبقى يمارس أعماله بشكل اعتيادي، نافيا في الوقت ذاته أن يقوم بتصعيد مطالبه.

كما سجلت وزراة الثقافة في الحكومة المؤقتة اعتراضها على الطريقة التي صيغ بها بيان رئيس الحكومة، بدون أي مشورة من قبله للوزراء في حكومته.

وقالت الوزارة في بيانها: «نحن كوزارة ثقافة وكوزير للثقافة وشؤون الأسرة نؤكد أننا لم نعلم بالبيان المذكور المنشور يوم 11 – 11 إلا بعد نشره. ولم يكن لنا يد في نشر هذا البيان وفي إعداده، وبالتالي لم يحمل رأينا ولا يمثل موقفنا، ونعترض على كثير منه شكلا ومضمونا».

وأضاف الوزارة في بيانها: «ونحن إذ نؤمن جدا بدور الحكومة السورية المؤقتة في المشروع الوطني السوري التحرري، فإننا نؤكد على إيماننا بجميع الفصائل الثورية التي تقاتل على أرض سوريا وقدّمت الكثير من التضحيات الخالصة فداء للشعب السوري ولأرضه وحريته، ونرى أن الوضع الصعب الذي تمر به سوريا يفرض العمل التشاركي والتعاوني وتوطيد الصلات الوطنية وردم الخلافات».

وامتنعت وزيرة الثقافة في الحكومة المؤقتة، سماح هدايا، عن التحدث لـ «القدس العربي»، مشيرة إلى أنّ البيان الصادر عن الوزارة «يمثل وجهة نظرها، ووزارتها في بيان الطعمة».

وأصدر عدد من الفصائل في الجيش السوري الحر، في مقدمتها حركة «أحرار الشام»، بيانا في وقت سابق، طالب فيه الائتلاف السوري المعارض، بحجب الثقة عن حكومة أحمد طعمة، داعية في الوقت نفسه موظفي الحكومة إلى توضيح موقفهم من بيان رئيس الحكومة، الذي وصف فيه أحد فصائل الجيش السوري الحر بـ»المتطرفة».

وتمّنت الفصائل في بيانها على «الجبهة الشامية» القائمة على إدارة معبر باب السلامة، التنسيق مع الفصائل على الأرض، في المرات المقبلة، حول دخول وفود، سواء كانت حكومية، أو غير ذلك.

يشار إلى أن هذه هي الحادثة الأولى التي تصطدم فيها الحكومة المؤقتة، التابعة للائتلاف السوري المعارض، مع الفصائل العسكرية في الداخل السوري، في ظل وجود انطباع عام في شارع الثورة السوري بالداخل بأنهم لا يعترفون بالائتلاف «معارضة الخارج» كما يصفونه، وعلى الرغم من أن الحكومة المؤقتة تنفذ مشاريع وتدعم بعض الخدمات في مناطق مختلفة تابعة لسيطرة الفصائل. كما أن وزارء في الحكومة المؤقتة دخلوا سابقا وأجروا جولات في مناطق في ريفي حلب وإدلب خصوصا.

كما أنها تعتبر الزيارة الأولى لرئيس الحكومة المؤقتة إلى الداخل السوري منذ تشكيلها من قبل الائتلاف في 19 آذار/مارس من العام 2013، وهناك من اعتبرها أنها جاءت بعد أن سربت صحيفة «اقشام» التركية، أن اتفاقا تركيا – أمريكيا حول إقامة المنطقة الآمنة. وتبع هذا تصريح للرئيس التركي، أردوغان، جاء فيه أن «دول التحالف تقترب من فكرة إقامة منطقة آمنة شمال سوريا» تبعا لوكالة «رويترز» للأنباء.

 

الأمم المتحدة تعد الخطط لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا

عبدالحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: في بيان صادر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إصداره تعليمات للأمانة العامة للأمم المتحدة للإسراع في وضع خطط سبل دعم تنفيذ العملية السياسية ووقف إطلاق النار في أنحاء سوريا.

جاء ذلك في متابعة للأمين العام لاجتماع فيينا حول الوضع في سوريا، معربا عن تفاؤله إزاء عودة الأطراف الدولية لتعزيز جهودها، من أجل معالجة الوضع الخطير في سوريا والتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء العنف في أقرب وقت ممكن.

وأعرب بان عن أمله في أن تحقق الاجتماعات تقدما في ضمان وصول المساعدات الإنسانية لكل أنحاء الأراضي السورية، بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وحث بان كي مون المشاركين في محادثات فيينا على الترفع عن خلافاتهم بشأن سوريا، والاستفادة من اللحظة الفريدة للفرصة الدبلوماسية من أجل إنهاء الصراع، والنهوض بجهود البحث عن حل سياسي تفاوضي.

كما تعهد الأمين العام بتقديم الدعم الكامل من الأمم المتحدة لدفع العملية إلى الأمام. وشدد على الحاجة لوجود عملية وساطة واحدة لضمان أن يتحدث المجتمع الدولي بصوت قوي.

وفي إطار الإسراع بالجهود الدبلوماسية لدفع الحل السياسي للأزمة، يبقى المبعوث الخاص المعني بسوريا، ستيفان دي ميستورا، مستعدا لعقد محادثات سورية – سورية تقوم على العمل التحضيري الكبير الذي تم حتى الآن.

وتعقد اجتماعات فيينا برئاسة الولايات المتحدة وروسيا وتشارك فيها السعودية وإيران وتركيا.

 

هولاند يعد بتكثيف الحرب على “داعش” ويدعو لجلسة أمميّة

باريس – عبد الإله الصالحي

قال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، اليوم الاثنين، إنه طلب من مجلس الأمن عقد قمة طارئة لتدارس كيفية الرد على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الذي تبنى الهجمات التي شهدتها باريس ليلة الجمعة.

ودعا هولاند، في خطاب استثنائي أمام مجلسي النواب والشيوخ في قصر فرساي وبحضور أعضاء الحكومة في قصر فرساي، إلى الوحدة الوطنية في مواجهة التهديدات الإرهابية، موضحاً أن اعتداءات باريس جرى التخطيط لها في سورية وتم الترتيب لتنفيذها من بلجيكا. كما وعد بتكثيف الغارات الفرنسية ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بسورية رداً على اعتداءات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.

 

وأوضح الرئيس الفرنسي، أن سورية أصبحت أكبر مصنع للإرهاب عرفه العالم، قبل أن يضيف “عدونا في سورية هو “داعش” يتعين القضاء على هذا التنظيم لحماية السوريين ودول الجوار والفرنسيين كذلك”.

كما أكد هولاند أنه سيلتقي الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، من أجل “إقامة تحالف كبير ووحيد لمواجهة “داعش””.

 

وأعلن هولاند أن البرلمان سيتوصل بمشروع قرار، الأربعاء المقبل، بشأن طلب بتمديد حالة الطوارئ الشاملة في البلاد لمدة ثلاثة أشهر، معبراً عن رغبته في تعديل الدستور الفرنسي ليتلاءم مع التهديدات الإرهابية الجديدة.

 

كما شدد هولاند على رغبة بلاده في وضع آليات مراقبة منسقة ومنظمة للحدود بين بلدان الاتحاد الأوربي، قبل أن يضيف أن إجراء تجريد المشتبه بتشبعهم بالأفكار الجهادية المتطرفة أمر وارد إذا كان هؤلاء من حملة جنسية مزدوجة.

 

وأعلن هولاند عن خلق 5 آلاف منصب شغل جديد في جهازي الشرطة والدرك لرفع جهوزية الأمن الفرنسي في مواجهة التهديدات الإرهابية، وعند انتهاء خطاب هولاند وقف النواب وأعضاء مجلس الشيوخ ورددوا النشيد الوطني الفرنسي في بادرة تعكس الوحدة الوطنية الفرنسية في مواجهة الإرهاب.

 

النظام السوري يتقدم بمحيط مطار كويرس بدعم جوي روسي

ريان محمد

تواصل القوات النظامية عملياتها العسكرية في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب، مدعومة بغطاء من الطيران الحربي الروسي، في محاولة لتأمين المطار، الذي جرى كسر الحصار عنه، الأسبوع الماضي.

 

يأتي هذا وسط أنباء عن قصف طيران النظام عددا من المناطق بالقنابل العنقودية والفسفورية، ما تسبب في موجة نزوح واسعة بين المدنيين، في حين تحدثت مصادر إعلامية عن تمكن قواته من السيطرة على قرية كصليص شرقي المطار، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال الناشط الإعلامي أبو محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد”، “بعد سيطرة النظام على مطار كويرس، وفك الحصار من جهة واحدة، بدأت قواته حملة باتجاه القرى المسيطر عليها من قبل التنظيم، معتمداً سياسة الأرض المحروقة، والقصف المكثف الجوي والصاروخي”.

كما أشار إلى أنّ “الطيران قصف البلدات المحيطة بالمطار، منذ مساء يوم الأحد، بالقنابل الفسفورية والعنقودية، مستهدفاً قريتي تل سوسة وكصكيص، والذي تواصل اليوم الإثنين”.

بدوره، أفاد المكتب الإعلامي، في بلدة مسكنة بريف حلب، بأن “حالة نزوح كبيرة بين المدنيين سجلت في المناطق المحيطة بمطار كويرس، ومن بينها مدينة دير حافر، التي تلقت خلال الساعات الماضية أكثر من 25 غارة جوية، إضافة إلى قصف صاروخي ومدفعي، ما تسبب في نزوح كامل المدنيين فيها”.

وحول سيطرة القوات النظامية على قرية كصكيص، أفاد ناشطون معارضون، بأن “الاشتباكات لا تزال تدور بين قوات النظام ومقاتلي التنظيم، ولا يوجد سيطرة كاملة لأي منهما، وهناك كر وفر، في ظل قصف مكثف”، مرجّحين أن “القصف الجوي المكثف سيجبر مقاتلي التنظيم على الانسحاب من القرى الصغيرة كقرية كصكيص، لتتحول المعارك إلى عمليات انقضاض على مواقع القوات النظامية”.

وتتبع قرية كصكيص مدينةَ دير حافر، وهي قرية صغيرة جداً لا يتجاوز عدد سكانها الألف شخص، في حين تبعد مدينة دير حافر عن مطار كويرس نحو 38 كم شرقاً، حيث مازال النظام بالقرب من المزرعة الفرنسية، وقد سيطر على قرية صغيرة تسمى رسم العبد قبل يومين.

 

فرنسا تنتقم.. بعشر غارات على مواقع “داعش” في الرقة

أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، أن طائرات مقاتلة فرنسية، وضمن عمليات “التحالف الدولي”، شنت أكبر غارات لها في سوريا، على معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة، الإثنين.

 

وذكرت الوزارة في بيان صادر عنها، أن العملية نُفذت بالتنسيق مع القوات الأميركية. وأقلعت من الأردن والإمارات 10 طائرات فرنسية ألقت 20 قنبلة، على أهداف للتنظيم، في الرقة. وأوضح البيان أن الغارات استهدفت مركزاً لقيادة التنظيم في الرقة، ومركزاً للتجنيد، ومستودعاً للذخيرة، ومعسكراً لتدريب للمقاتلين.

 

وذكر مصدر من الرقة لـ”المدن” أن طائرات فرنسية شنت ليل الأحد-الإثنين، غاراتها على مجموعة من المقرات ومعسكرات التدريب للتنظيم، موقعة العديد من الخسائر في صفوفه، ما دفع بقياداته إلى اغلاق أبواب المستشفى العام، أمام عامة الناس، واقتصار عمليات الإسعاف على إنقاذ المصابيين من عناصر التنظيم.

 

وأشار المصدر إلى أن بعضاً من المقرات والمعسكرات المستهدفة بالغارات، سبق وأخلاها التنظيم، بعيد هجمات باريس أو في أوقات سابقة، تفادياً لضربات “التحالف الدولي”، ومنها معسكر الطلائع جنوبي الرقة الذي استهدفته الغارات الفرنسية وتمكنت من تدمير مستودع للذخائر فيه.

 

وأشار المصدر إلى أن جميع الخسائر البشرية للغارات اقتصرت على عناصر التنظيم، دون التأكد من وجود قادة بينهم، وأن حالة من الهلع والخوف من غارات مماثلة في المستقبل، دفعت بالعشرات من الأهالي إلى النزوح إلى مناطق أكثر أمناً داخل الرقة، وذلك لتعذر خروجهم منها، بعد فرض التنظيم قيوداً صارمة على المغادرين من مناطقه.

 

وفي السياق، قال نائب مستشار “الأمن القومي” الأميركي بن رودس، إن الولايات المتحدة ستتعاون مع فرنسا لتكثيف غاراتها ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق. وقال رودس: “ما أوضحناه للفرنسيين هو أننا سنكون معهم كتفاً إلى كتف في هذا الرد. إنهم (الفرنسيون) في حملتنا العسكرية في العراق وسوريا بالفعل. ومن الواضح أنهم يرغبون في تنشيط جهودهم”. وأضاف: “نحن على ثقة من أننا سنتمكن بالتعاون مع الفرنسيين في الأيام والأسابيع القادمة من تكثيف ضرباتنا ضد “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، ولنوضح أنه لا يوجد ملاذ آمن لهؤلاء الإرهابيين”.

 

من جهته، أعلن رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، أنه يرغب بشن ضربات جوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، لكنه لا يزال بحاجة لإقناع المزيد من النواب البريطانيين لدعم التحرك. وقال كاميرون لـ”بي بي سي”: “لطالما قلت إنه من المنطقي فعل ذلك. داعش لا يعترف بحدود بين العراق وسوريا وعلينا أيضاً ألا نعترف بها لكننا بحاجة إلى دعم هذا الرأي. أريد نقله إلى البرلمان وإقناع المزيد من الناس”.

 

وكانت وزيرة خارجية الدانمارك كريستيان يانسن، قد قالت إنه ينبغي السماح للطائرات الدانماركية المقاتلة في العراق ضمن “التحالف الدولي” بقصف مواقع تنظيم “الدولة” في سوريا.

 

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الدانماركية، تصريحات ياسن، قائلاً: “قرار توسيع التفويض ليشمل سوريا سيحتاج إلى موافقة البرلمان”.

 

بعد طوز خورماتو.. سنجار تعمق الشقاق الشيعي-الكردي

الوليد خالد يحيى

لم يصمد طويلاً التحالف بين ميليشيات “الحشد الشعبي” وقوات “البيشمركة” الكردية، لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” في العراق. لا بل إنه استحال صراعاً دموياً في بعض المناطق “المحررة” المصنفة كمناطق متنازع عليها بين الحكومة العراقية المركزية وإقليم كردستان.

 

وسقط 20 قتيلاً وعشرات الجرحى من الجانبين، في معارك وُصفت بالطاحنة، على مدى الأيام الأربعة المنصرمة، في قضاء طوز خورماتو الذي تسكنه غالبية من التركمان الشيعة، والتابع إدارياً لمحافظة صلاح الدين العراقية. الاشتباكات التي استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، هدأت نسبيّاً بعدما خلفت دماراً كبيراً في الأبنية والممتلكات. ويتقاسم طرفا الصراع الآن شوارع وأحياء المدينة، مع انتشار القناصة على أسطح المباني.

 

وفيما تستمر جهود التسوية التي تبذلها بعض الشخصيات السياسية والمحلية في المدينة، تتصاعد حملات التعبئة السياسية والعسكرية لتنذر خلال الساعات القادمة بجولة جديدة من المعارك قد تمتد لعموم المناطق التي تشهد تواجداً مشتركاً لقوات “الحشد الشعبي” و”البيشمركة”. وأعلن القيادي في “الحشد الشعبي” سامي المسعودي، عقب لقاء تنسيقيّ جمعه مع  زعيم ميليشيا “بدر” هادي العامري، أن قوات “الحشد الشعبي” لن تسكت على “تجاوزات البيشمركة بحجة مواجهة داعش”. وفي بيان صدر عقب الاجتماع تعهّد “الحشد الشعبي” بحسم نهائي ستشهده الساعات المقبلة “لانتهاكات قوات البيشمركة بحق المواطنين في القضاء”.

 

وكانت “كتائب حزب الله العراق” قد أعلنت الأحد، إمهال قوات “البيشمركة” وما أسمته “ميليشيات بارزاني” 48 ساعة للخروج من قضاء طوز خورماتو، كاشفة عن إرسالها أكثر من 1200 من مقاتلي القوات الخاصة، ومن بينهم كتيبة إسناد مدفعي إلى القضاء لمساندة قوات “الحشد الشعبي”. وقال المتحدث العسكري باسم الكتائب جعفر الحسيني، في تصريح لوكالات أنباء محليّة، إن “كتائب حزب الله” مستعدة للتدخل في طوز خورماتو اذا لم تنسحب “البيشمركة” خلال 48 ساعة. وأشار الحسيني إلى أن “الكتائب اضطرت إلى هذا الخيار بعد أن استنفذت كل الحلول مع البيشمركة”، مشيراً إلى دخول بعض مقاتلي الكتائب إلى القضاء هو لحماية المنازل من التعرضات الكردية.

 

وكان المتحدث العسكري لـ”عصائب أهل الحق” جواد الطليباوي، قد أمهل قوات “البيشمركة” 24 ساعة للانسحاب من طوز خورماتو، مؤكداً أنه تم إرسال لواء كامل ومجهز بالعتاد للقتال في حال عدم انسحابهم.

 

ويُصنّف قضاء طوز خورماتو الغني بالنفط، ضمن المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة المركزية العراقية، حيث تضعه حكومة إقليم كردستان ضمن خريطة الإقليم. ولم تخفِ قيادة الإقليم رغبتها في ضمّ القضاء إلى كردستان العراق، باعتباره جزءاً من محافظة كركوك الحدودية مع القضاء، فيما يعارض غالبية سكان القضاء من التركمان الشيعة، هذا التوجه الكردي مدعومة من ميليشيا “الحشد الشعبي”. ويشارك مع طوز خورماتو، هذه الإشكالية، عدد من الأقضية والبلدات في محافظتي ديالى ونينوى. وتعيش بلدتا جلولاء والسعدية في محافظة ديالى، على وقع صراع بارد بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم حول تبعية المنطقتين ذات الديموغرافية المختلطة، وشهدتا على إثر ذلك عمليات تهجير ممنهجة من قبل “الحشد الشعبي” و”البيشمركة” على حد سواء، لغالبية سكانهما من العرب السنّة عقب “تحريرهما” من تنظيم “الدولة”. فيما يتقاسم الطرفان السيطرة الميدانية، على البلدتين، بهدوء قد يسبق عاصفة من القتال، أسوة بما يحدث في قضاء طوز خورماتو.

 

وفي قضاء سنجار شمال غربي البلاد، يبرز الاشكال ذاته بعدما رفعت قوات “البيشمركة” أعلام إقليم كردستان فوق المباني الحكومية، والإعلان عن نواياها ضمّ القضاء للإقليم. الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة المركزية التي أعلنت عبر رئيسها حيدر العبادي، رفضها لهذا الاجراء. العبادي الذي التزم الصمت في الفترة التي سبقت وزامنت عمليات “تحرير” القضاء من قبضة تنظيم “الدولة”، سارع لإعلان رفضه قرار رئيس حكومة الإقليم مسعود البرزاني، بضم القضاء إلى الإقليم، مشيراً إلى أن سنجار قضاء عراقي. العبادي أوضح أن قوات عراقية شاركت في عمليات تحرير القضاء، الأمر الذي نفته “البيشمركة” التي اعتبرت أن “التحرير” قد تم بسواعد “البيشمركة” دون سواهم، وبدعم من “التحالف الدولي”.

 

وتروّج الأوساط الحزبية والميليشياتية الشيعية العراقية، عبر وسائلها الاعلامية، عقب انتزاع “البيشمركة” قضاء سنجار من قبضة التنظيم، إلى وجود مؤامرة “أميركية.. برزانية” لتعزيز نفوذ الأكراد في مناطق نينوى وكركوك المتنازع عليها. واعتبر زعيم ميليشيا “العصائب” قيس الخزعلي، ان ما حصل في سنجار هو “انتقال القضاء من احتلال إلى احتلال أكثر تعقيداً”. فيما أعلن “ائتلاف دولة القانون” الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أن القوات الأمنية و”الحشد الشعبي” ستستعيد قضاء سنجار من يد “البيشمركة” في الأيام القليلة المقبلة.

 

وجاء دخول “البيشمركة” إلى وسط سنجار، الجمعة، بعد انسحابات غير منسقة لجحافل التنظيم من البلدة ومحيطها باتجاه تلعفر شرقاً، وذلك بعد 250 غارة جوية أميركية على مقرات ومعسكرات التدريب وسط البلدة، خلّفت عشرات القتلى في صفوف مقاتلي التنظيم. بينما اقتصرت المعارك البرية على جبهات صغيرة شمالي القضاء لم تستمر سوى 28 ساعة.

“التحرير” السريع والمفاجئ للقضاء ذي الأغلبية الأيزيدية، فجّر تساؤلات في الأوساط العراقية، حول جدّية “التحالف الدولي” في دعم قوات الحكومة العراقية و”الحشد الشعبي”، حيث تستعصي جهودهم القتالية على مشارف قرى الأنبار والموصل وصلاح الدين عن تحقيق انجاز وتقدم، بينما حسمت “البيشمركة” نصرها في سنجار في غضون ساعات. الأمر الذي عمقّ اليقين في الأوساط  الحكومية والميليشياتية العراقية، حول عدم جديّة “التحالف الدولي” في الإسناد الفعّال لقوات الحكومة العراقية، أسوة بإسناده لـ”البيشمركة” الكردية.

 

أنطاليا: لقاء خلف الابواب المغلقة بين بوتين وسلمان

شهدت قمة مجموعة العشرين المنعقدة في تركيا، سلسلة من اللقاءات بين زعماء ورؤساء البلدان المشاركة، كان أبرزها لقاءً جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي باراك أوباما، بالإضافة إلى لقاء آخر أجراه بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. الأزمة السورية كانت حاضرة بقوة خلال اللقاءات، حيث طالب أوباما نظيره الروسي بتوجيه ثقل بلاده العسكري ضد تنظيم “داعش” والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، ولاحقاً مرحلة انتقالية، بينما ظلّ مصير الأسد موضع خلافٍ، فيما تقرر عقد قمة روسية-تركية منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل.

 

وفي السياق، التقى بوتين مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقال الكرملين في بيان مقتضب، إن اللقاء بين الزعيمين جرى “خلف الأبواب المغلقة”، وأن  “جدول أعمال المباحثات تضمن الأزمة السورية والعلاقات الثنائية بين الاتحاد الروسي والسعودية”.

 

الاجتماعات المنفردة على هامش قمة العشرين، استمرت الاثنين، حيث التقى بوتين مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال بوتين “الأحداث المأساوية الأخيرة في فرنسا تشير إلى أننا مضطرون لتوحيد الجهود في مكافحة هذا الشر، وكان يجب أن نفعل ذلك منذ زمن بعيد”، لكن كاميرون اعتبر أن التقييم الروسي لخطر الإرهاب ليس واقعياً إلى حد يحظى بموافقة بريطانيا، مشيراً إلى أنه يوجد “خلافات كبيرة مع بوتين حول أوكرانيا وسوريا”. وأضاف “كانت الفجوة كبيرة بيننا نحن الذين يعتقدون أن الأسد يجب أن يرحل فوراً، وأمثال الرئيس بوتين الذين يدعمونه ويواصلون دعمه.. أعتقد ان الفجوة تقلصت. أتمنى أن نتمكن من سد الفجوة بشكل أكبر لكن الأمر يتطلب حلاً وسطاً بين الجانبين”.

 

وتعليقاً على لقاء بوتين وكاميرون، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “ممكن القول إن هناك تفاهماً على ضرورة التعاون، إلا أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاقات بين روسيا والغرب، لأنه لا يوجد مثل هذا المفهوم، لأن لكل دولة موقفها بشأن مختلف جوانب قضية مكافحة الإرهاب. وإن كنتم تعتقدون بأن الغرب موحد في مواقفه مئة في المئة فإنكم مخطئون”.

 

وعن لقاء بوتين وأوباما، ألمح بيسكوف إلى أنه لم يكن بهذه الأهمية، ولم “يكن نقطة انعطاف”، معتبراً أن تحليلات غير واقعية رسمت حول هذا اللقاء الذي دام 20 دقيقة فقط، قدم خلالها أوباما تعازيه لبوتين حول كارثة الطائرة الروسية التي سقطت فوق شبه جزيرة سيناء في مصر، وهذه المدة لا يمكن أن تؤدي إلى “حدوث انقلاب في العلاقات الثنائية”.

 

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في افتتاح القمة، الأحد، إن “الإرهاب يستمر في تهديد أمننا وسلامتنا جميعاً، ونحن في تركيا نعتقد أنه ينبغي التعبير بشكل أقوى عن إصرارنا على التعاون في مكافحته”. وأضاف “حادث الجمعة الحزين في باريس يظهر لنا أن الاقتصاد ليس بمعزل عن السياسة”. وأشار إلى أن أزمة المهاجرين قد بلغت أبعاداً دولية خطيرة، كونها لم تخضع لمراجعة كافية، آملاً أن تمثل أعمال القمة نقطة تحول في الصراع ضد الإرهاب وأزمة اللاجئين.

 

وتغيب عن القمة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بسبب الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، بالإضافة إلى رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر، التي لم تحضر إلى أنطاليا بسبب الانتخابات.

 

درعا: “النصرة” تقتصّ من “الخال” وعشرة من لوائه

صمد لواء “شهداء اليرموك”، المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” طويلاً، أمام التحالف الذي تشكّل ضده من قبل حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة النصرة” وفصائل أخرى في درعا، إذ إن المعلومات التي كشفت أواخر العام الماضي عن مبايعة اللواء لتنظيم “الدولة” قادت الكثيرين إلى القول إن “شهداء اليرموك” في طريقه إلى الزوال سريعاً، لارتكابه حماقة من شأنها أن تحشد كل الفصائل المسلحة في درعا ضده.

 

على عكس كل التوقعات، صمد اللواء سنة، تقريباً، إلا أن الضربة الكبرى تلقاها الأحد، باغتيال الصف الأول من قادته، وفي مقدمتهم زعيم التنظيم أبوعلي البريدي، الملقب بـ”الخال”، حيث تمكّن “انغماسيان” من “جبهة النصرة”، من تنفيذ عملية انتحارية أثناء اجتماع لقادة اللواء في مقره في بلدة جملة غربي درعا. ومن القادة الذين قتلوا في العملية المزدوجة محمد سامي الجاعوني، ومحمد جمال البريدي، ومحمد سمير البريدي، وآخرون، قال نشطاء إن عددهم بلغ 10.

 

وتأتي هذه العملية، في الوقت الذي يشهد فيه تنظيم “الخال” تعافياً من صدمة الهجوم والحصار الذي فرضته “النصرة و”الأحرار” عليه. وأراد اللواء أن يبرهن على أن مقتل زعيمه وعدد من القادة لن يكون بمثابة إنهاء هذا الفصيل المهم في درعا، فعينوا أميراً جديداً هو أبوعبيدة قحطان.

 

مصادر في “جيش الفتح”، الذي تتقدمه “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” في درعا، قالت لـ”المدن” إن هذه العملية جاءت في الوقت المناسب، حيث ألغت الفورة والحماس لدى “شهداء اليرموك” بعد تمكنهم من فرض سيطرتهم على أراضٍ جديدة، كان آخرها بلدة حيط، ومحيط حاجز العلان، قبل أن ينسحب منهما الأسبوع الماضي.

 

وعقب استهداف “الخال”، أصدر “جيش الفتح” بياناً أمهل فيه مقاتلي شهداء اليرموك 24 ساعة لتسليم “ممن لم يصيبوا الدم الحرام”. وأكد البيان على حماية كل من يسلم نفسه وسلاحه في مقابل إطلاق سراحه بعد الخضوع لدورة شرعية.

 

في هذا السياق، قال عضو المكتب الإعلامي لحركة “أحرار الشام” أبو سعيد الأنصاري لـ”المدن” إن “لواء شهداء اليرموك تلقى أقسى ضربتين في تاريخه خلال الاسبوع المنصرم. من خلال عملية حيط وسحم الجولان والعملية الانغماسية (الأحد)”. وأضاف “لا شك انه في نهاية مراحله. والعملية كانت امنية انغماسية نوعية بكل المقاييس”، وأكد أن الامر لن يقتصر على تصفية الدائرة الضيقة للواء، بل ستتبعه خطوات عسكرية كبيرة وساحقة، على حد تعبيره.

 

وبعد هذه العملية، تتجه الأنظار إلى أطراف عديدة في درعا، لاسيما “دار العدل في حوران” التي كانت لها محاولات كثيرة في تجنيب درعا لهذا الاقتتال، بالإضافة إلى الجيش السوري الحر الذي تجنّب مراراً الدخول في معارك الفصائل الإسلامية في درعا، فضلاً عن حركة “المثنى الإسلامية”، التي ينظر إليها بعين الريبة نظراً لانضمام عدد كبير من قادتها وعناصرها إلى تنظيم “داعش” لعدم رضاهم عن سلوك الحركة في لامبالاتها لاقتتال “جيش الفتح” و”شهداء اليرموك”، حيث فضّل عدد كبير من قيادييها ومقاتليها اتخاذ موقف الحياد من الأطراف المتقاتلة. وفي الوقت نفسه، تتيح هذه العملية، إذا ما نجحت وأنهت لواء “شهداء اليرموك” ازدياد سطوة “النصرة”، خصوصاً أن وجود “الخال” كان عائقاً أمام خطط الجبهة بالقدر نفسه الذي أعاقت فيه “النصرة” خطط توسّع “الخال”، حيث كان الطرفان يشكلان توازن رعب في المنطقة، وازدادت خشية الناس من تسلّط الجبهة بعد قتل غريمها الأبرز في درعا.

 

القاضي في “دار العدل” أبوعبد الله الشقيري قال لـ”المدن” إن موقفهم “داعش كان واضحاً منذ البداية.. حتى قبل ظهور الخال وبيعته. والسبب أننا كرجال علم في حوران نعلم خطورة هذا الفكر على الناس، لذلك حذّرنا من دخوله، وبقينا نحافظ حتى على شهداء اليرموك من هذا الفكر الخطير، وما الوساطات التي قبلنا بها إلا لإنقاذ حوران من هذا المنزلق”، موضحاً أن عدم تجاوب “شهداء اليرموك” أجبرهم على إصدار فتاوى تبيح قتال اللواء.

 

أما حركة “المثنى” فيبدو أنها، إلى الآن، ما تزال ترغب في موقف الحياد الذي اتخذته، حيث اكتفى الناطق الإعلامي باسمها أبوشيماء، بالرد على سؤال “المدن” عن موقف الحركة حيال التطورات الأخيرة بالقول: “لا تعليق لنا على ما جرى”.

 

ويعد لواء شهداء اليرموك أحد أكبر الفصائل المسلحة في درعا، واندلعت شرارة المواجهات بينه وبين “جبهة النصرة” قبل أكثر من ثمانية أشهر تقريباً، عندما اغتال مجهولون شيخاً مقرباً من “شهداء اليرموك” يدعى كسّاب مسالمة، تبعه اعتقال اللواء لعناصر من النصرة بتهمة التخطيط لاغتيال قياديين في اللواء، ما أدى لتفجّر اقتتال ما يزال مستمراً إلى الآن.

 

يشار إلى أن “المدن” كان قد أثبتت بيعة لواء “شهداء اليرموك” لتنظيم “الدولة الإسلامية” في آذار/مارس العام الحالي، بعدما حصلت على شريط مصور يظهر فيه “الخال” أبوعلي البريدي برفقة عدد من عناصره في مناطق سيطرته، وهم يرددون نشيداً لتنظيم “الدولة الإسلامية” جالسين تحت رايتها.

 

استكمالاً لإعلان فيينا.. اجتماع قريب للمعارضة السورية في الرياض

ديالا منصور

اختتمت محادثات فيينا، السبت، لبحث سبل الحل السياسي للأزمة السورية، من دون دعوة أي من أطراف النزاع في سورية، إلا أن وفداً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية توّجه إلى فيينا، الجمعة، لعقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من الوفود الموجودة في العاصمة النمساوية، ومتابعة ما يحصل عن قرب، وكانت اللقاءات الأبرز قد جمعت رئيس الائتلاف خالد خوجة مع وزراء خارجية السعودية، وتركيا، وقطر.

 

عضو الائتلاف عبدالأحد اسطيفو قال لـ”المدن” من فيينا، إن اللقاء مع وزراء خارجية الدول الثلاث كان تشاورياً، وجرى خلاله تنسيق وتقييم المواقف والتطورات الأخيرة، فيما قال عضو الائتلاف عبد الباسط سيدا، إن المجتمعين بحثوا المشاريع المطروحة للنقاش في اجتماع فيينا، وتابعوا أبرز التطورات السياسية، ونقل المجتمعون وجهات نظرهم حول الوضع السوري مع التأكيد على أنه لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية.

 

وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قد قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عقب انتهاء محادثات فيينا، إن المعارضة السورية ستشكل وفدها من دون تدخل من أحد، وذلك في إشارة إلى الإصرار الروسي على تشكيل وفد من خارج الائتلاف. في هذا السياق، أكّد سيدا لـ”المدن”، أن أي وفد ممثل للمعارضة السورية يجب أن يختاره الشعب السوري، وهو ما سيحصل عبر اجتماع موسع للمعارضة السورية يُعقد قريباً في العاصمة السعودية الرياض، وسيضم بشكل رئيسي الائتلاف السوري المعارض، إضافة إلى قوى سورية معارضة أخرى. وأكّد سيدا لـ”المدن” أن الائتلاف ليس لديه مشكلة بالتوافق على رؤية مشتركة مع باقي أطراف المعارضة السورية، لتشكيل وفد موحّد، على عكس ما تسعى بعض الدول لتسويقه بهدف تعويم بعض أطراف المعارضة. بينما يردف اسطيفو على كلام سيدا بالقول إن أي جهة معارضة يمكن أن يحصل توافق بينها وبين الائتلاف، شرط التزامها ببنود أساسية طرحها الائتلاف، على غرار التوافق بين الائتلاف وهيئة التنسيق السورية لقوى التغيير الديموقراطي في تموز/يوليو الماضي.

 

وعن الخلاف الحاصل حول قوائم “الجماعات الإرهابية” التي يتنازع عليها في فيينا واشنطن وحلفائها، وموسكو وحلفائها، اعتبر سيدا أن الجميع متوافق على اعتبار تنظيم “داعش” تنظيماً إرهابياً، أما الخلاف فهو أن روسيا الداعمة للنظام السوري تعتبر أن كل الفصائل التي تختلف معها في التوجه السياسي إرهابية، وغير مستعدة للتعاون معها. وقال سيدا، إنّه ومع استبعاد “جبهة النصرة” فإن باقي الفصائل ليست فصائل إرهابية بحسب قوائم الأمم المتحدة ومجموعة دول أصدقاء سوريا. وهو ما أشار إليه اسطيفو، بالتأكيد على موقف الائتلاف المطالب باعتبار المنظمات المقاتلة في سوريا والمدعومة من إيران “منظمات إرهابية” مثل حزب الله ومجموعات فلق “قدس” الإيراني.

 

وعلى الرغم من تلقي المجتمع الدولي الحراك الدبلوماسي في فيينا بحفاوة، إلا أن اسطيفو يعتبر أنه لا يجب إعطاء هذا الأمر أكثر من وزنه، معتبراً أن عدم الخروج بنتائج جدية من ورشات العمل، التي انعقدت يومي الخميس والجمعة، كفيل بتشكيل هذه القناعة، خصوصاً أن روسيا ودي ميستورا غابا عن الاجتماعات التي عقدتها ورشات العمل، فيما انسحبت إيران. وأضاف إن “فيينا محطة في مسار الحراك السياسي الحقيقي الذي يجب أن يتم تحت رعاية الأمم المتحدة، وضمانة مجموعة الدول 5+3”, مشيراً إلى أن “ما يمكن وصفه بالإيجابية حول فيينا هو تحرك المسار السياسي بقوة، مما يدل على بلورة الأمور، ولو أنها في إطار تحركات وليست مفاوضات فعلية”.

 

يشار إلى أن وفد الائتلاف الذي زار فيينا، كان من المقرر أن يضمّ ممثلين عن الكيانات العسكرية المعارضة، إلا أن أسباباً تقنية تتعلق بالتأشيرات حالت دون ذلك.

 

تركيا: لا دور لبشار بعد الحكومة الإنتقالية

تصريحات على لسان رئيسها إردوغان ووزير خارجيته

نصر المجالي

نصر المجالي: أكدت تركيا التي تستضيف قمة العشرين على لسان رئيسها ووزير خارجيته أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يمكن أن يضطلع بأي دور في مستقبل سوريا، حسب الاتفاق الذي توصل إليه وزراء الخارجية المشاركون في مباحثات فيينا.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان يوم الإثنين إن اتفاق فيينا الهادف إلى حل الأزمة السورية “خطوة مفعمة بالأمل نحو الأمام”.

وقال وزير الخارجية التركي، فريدون سينيرلي أوغلو، إن الاسد لا خيار أمامه للترشح للرئاسة بعد تشكيل الحكومة الانتقالية بحسب خطة فيينا.

وأضاف وزير الخارجية التركي قائلا إنه لا توجد لدى تركيا نوايا للقيام بأية عملية عسكرية برية في سوريا.

وأعلن سينيرلي أوغلو أن مباحثات فيينا الأخيرة، تقضي بمرحلة انتقالية في سوريا، مدتها 18 شهراً، وتبدأ عقب تشكيل حكومة جديدة، حيث سيجري خلالها إعداد دستور جديد، وبموجب هذا الدستور ستجرى انتخابات رئاسية، لن يترشح فيها الأسد.

وقال الوزير التركي إن الحكومة الجديدة ستتشكل بعد مفاوضات، تنطلق مطلع العام المقبل، خلال مدة أقصاها 6 أشهر، وتستلم كافة الصلاحيات التنفيذية.

ونوّه أن الأسد سيغادر السلطة، وفق التاريخ، والشكل الذي تتوافق عليه الأطراف المعنية.

 

لا دخول لسوريا

وأوضح سينيرلي أوغلو أن دخول الجيش التركي إلى سوريا “غير وارد”، لافتاً إلى اتخاذ بلاده تدابير أمنية ضد “داعش”، وقال “يمكن أن تكون هناك عمليات عسكرية محدودة”، دون الإفصاح عن ماهيتها.

وكانت الأطراف المشاركة في اجتماع فيينا الأخير حول سوريا، الذي عقد السبت الماضي، اتفقت على إقامة إدارة موثوقة وشاملة، وغير تابعة لأي مذهب خلال ستة أشهر، والبدء بمرحلة صياغة مسودة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة وعادلة خلال 18 شهراً بشكل متوافق مع الدستور الجديد، بحسب ما جاء في البيان المشترك للاجتماع الذي وافقت عليه الأطراف المجتمعة.

وأشار البيان إلى موافقة الأطراف على البدء، بوقف إطلاق نار في سوريا، وعملية سياسية متوافقة مع بيان جنيف 2012.

وأوضح أن وقف إطلاق النار يستثني داعش وجبهة النصرة وباقي التنظيمات الإرهابية، داعياً الدول المشاركة في المحادثات إلى اتخاذ الخطوات اللازمة، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا.

ونوه البيان إلى أن “مجموعة دعم سوريا الدولية” (أطلقت على المشاركين في اجتماع فيينا)، اتفقت بخصوص الضغط على كافة الأطراف في سوريا دون تمييز لإنهاء استخدام السلاح.

 

مفاوضات رسمية

وأكد البيان أنه تم التوافق على البدء بمفاوضات رسمية بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة تحت مظلة الأمم المتحدة في إطار بيان جنيف، وقرارات الاجتماع الثاني في فيينا 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

ووفقاً للبيان، فقد تمت المصادقة على إجراء انتخابات شاملة وبالمعايير الدولية، وبمشاركة كافة السوريين الموجودين في الشتات فيها، تحت إشراف الأمم المتحدة.

وفي الختام، أكد البيان على ضرورة مكافحة “داعش” والنصرة وبقية الجماعات الإرهابية، مبيناً أن الأطراف ستلتقي مجدداً خلال قرابة شهر لاستعراض التقدم المحرز بغية تطبيق وقف إطلاق النار، والبدء بالعملية السياسية.

 

الرئيس الفرنسي: سنُكثف عملياتنا في سوريا

طلب من البرلمان تمديد حال الطوارئ لثلاثة أشهر

إيلاف- متابعة

فرساي: أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين ان فرنسا “ستكثف عملياتها في سوريا” بعد الغارات التي شنتها مقاتلات فرنسية مساء الاحد في الرقة معقل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في شمال سوريا.

 

وقال هولاند في كلمة القاها امام البرلمان المجتمع بمجلسيه في فرساي ان “حاملة الطائرات شارل ديغول ستبحر الخميس متوجهة الى شرق البحر المتوسط ما سيزيد قدراتنا على التحرك بثلاثة اضعاف” مؤكدا “لن يكون هناك اي مهادنة”.

 

خُطط لها في سوريا واطلقت من بلجيكا

 

اعلن الرئيس الفرنسي ان اعتداءات باريس التي اوقعت ما لا يقل عن 129 قتيلا واكثر من 350 جريحا “تقررت وخطط لها في سوريا” و”دبرت ونظمت في بلجيكا” و”نفذت على ارضنا بمساعدة شركاء فرنسيين”.

 

واوضح هولاند ان هناك 19 جنسية بين ضحايا الاعتداءات داعيا المواطنين الفرنسيين الى “الصمود والوحدة”.

 

تمديد حال الطوارئ

 

طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من البرلمان تمديد حال الطوارئ التي اعلنت في فرنسا “ثلاثة اشهر” في كلمة القاها امام اعضاء مجلسي النواب والشيوخ المجتمعين استثنائيا في قصر فرساي بعد ثلاثة ايام على اعتداءات باريس.

 

وقال هولاند ان “مشروع قانون سيرفع اعتبارا من الاربعاء” الى البرلمان من اجل “تمديد حال الطوارئ ثلاثة اشهر” داعيا البرلمانيين الى “اقراره بحلول نهاية الاسبوع” كما دعا الى مراجعة الدستور بهدف السماح للسلطات العامة “بالتحرك ضد الارهاب الحربي”.

 

آلاف الوظائف الجديدة في الامن والقضاء

 

من جهة أخرى، أعلن هولاند عن انشاء 8500 وظيفة جديدة في مجالي الامن والقضاء ووقف تخفيض عديد الجيش، بعد ثلاثة ايام على اعتداءات باريس الدامية.

 

وقال هولاند انه “سيتم استحداث خمسة الاف وظيفة لشرطيين وعناصر درك خلال عامين .. وستخصص 2500 وظيفة اضافية لدى وزارة العدل من اجل ادارة السجون والاجهزة القضائية” كما “سيتم تعزيز ادارة الجمارك بالف وظيفة”.

 

سيلتقي اوباما ثم بوتين

 

اعلن فرنسوا هولاند انه سيلتقي في الايام المقبلة نظيريه الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين للتوصل الى “ائتلاف كبير وموحد” ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

 

وقال الرئيس الفرنسي “سألتقي في الايام المقبلة الرئيس اوباما والرئيس بوتين لتوحيد قوانا”. كما اعلن انه سيطلب من مجلس الامن الدولي الانعقاد لتبني قرار يؤكد “الارادة المشتركة لمحاربة الارهاب”.

 

الاسد لا يمكن ان يكون حلا

 

وعن الرئيس السوري بشار الاسد، قال هولاند: “لا يمكن ان يشكل الحل لكن عدونا في سوريا هو داعش”.

 

والقى هولاند كلمته امام البرلمان المنعقد استثنائيا بمجلسيه في قصر فرساي اثر الاعتداءات التي شهدتها باريس ليل الجمعة وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية.

 

من هم الانتحاريون الذين نفذوا اعتداءات باريس؟

 

تم التعرف الى هوية خمسة من الانتحاريين السبعة الذين فجروا انفسهم مساء الجمعة بعد ان زرعوا الرعب والموت في شوارع باريس ومحيط استاد دو فرانس بالضاحية الباريسية. اربعة منهم فرنسيون، ثلاثة منهم على الاقل اقاموا في سوريا.

 

= باتاكلان =

 

سقط ما لا يقل عن 89 شخصا قتلى برصاص ثلاثة رجال يحملون اسلحة حربية اقتحموا صالة الحفلات في مسرح باتاكلان حيث كانت فرقة موسيقى الروك الاميركية ايغلز اوف ديث ميتال تحيي حفلة. وقام القتلة بتفجير احزمتهم الناسفة ساعة اقتحام الشرطة.

 

– مصطفاوي:  عمر اسماعيل مصطفاوي (29 عاما) هو احدهم تم التعرف الى هويته من بصمات اصبعه المبتور. وهو فرنسي صاحب سوابق ولد في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 1985 في كوركورون بالضاحية الباريسية ودين ثماني مرات بين 2004 و2010 لكنه لم يسجن مطلقا.

 

وللمصطفاوي سجل عدلي لتطرفه الاسلامي منذ 2010، الا انه لم “يتورط مطلقا” في اي ملف قضائي ارهابي. لكن مسؤولا تركيا صرح ان الشرطة التركية حذرت باريس مرتين في كانون الاول/ديسمبر 2014 وحزيران/يونيو 2015 بخصوص هذا الرجل دون ان تتلقى اي رد.

 

ويتحدر الجهادي من اسرة مكونة من ستة اولاد وهو اب لطفلة، ولم تكن له علاقات باقربائه.

 

ويسعى المحققون لاثبات انه اقام فعلا في سوريا في 2014 بحسب مصادر الشرطة.

 

– عميمور: انتحاري اخر قتل في باتاكلان ويدعى سامي عميمور (28 عاما)، ولد في باريس ويتحدر من درانسي بالمنطقة الباريسية. وقد اتهم بحسب الاجهزة الفرنسية في تشرين الاول/اكتوبر 2012  بالانتماء الى مجموعة مرتبطة بمخطط ارهابي “بعد مشروع رحيل فاشل الى اليمن”.

 

وبعد “انتهاكه لمراقبته القضائية في خريف 2013” صدرت مذكرة توقيف دولية بحقه.

 

وفي ذلك التاريخ بالتحديد توجه عميمور الذي وصفته عائلته بانه كان لطيفا وخجولا في طفولته، الى سوريا حيث كان لا يزال متواجدا صيف 2014. واوضحت اسرته لوكالة فرانس برس ان آمالها في عودته اضمحلت مؤخرا لا سيما بعد زواجه هناك.

 

= في شوارع باريس =

 

قتل ما لا يقل عن 39 شخصا في ثلاث عمليات اطلاق نار على ارصفة مقاهي ومطعم في حي مزدحم في شرق باريس.

 

-عبدالسلام : ابراهيم عبدالسلام (31 عاما) فرنسي مقيم في بلجيكا، وكان على الارجح في عداد فريق القتلة الذين هاجموا اناسا جالسين على ارصفة مقاهي. فقد فجر نفسه وحيدا امام مقهى على جادة فولتير بوسط شرق باريس ما تسبب باصابة شخص بجروح بالغة.

 

وكان استأجر سيارة سيات سوداء اللون مسجلة في بلجيكا، وعثر عليها في مونتروي قرب باريس غداة الاعتداءات وبداخلها ثلاثة كلاشنيكوفات وستة عشر مخزن رصاص منها احد عشر فارغا.

 

وابراهيم عبدالسلام ينتمي الى اسرة يضعها المحققون تحت المراقبة، اذ ان احد اخوته محمد عبدالسلام وضع لفترة قيد التوقيف على ذمة التحقيق في بلجيكا واطلق سراحه الاثنين بدون توجيه اي تهمة اليه. وهناك اخ ثالث يدعى صلاح عبد السلام اصدرت بروكسل بحقه مذكرة توقيف دولية.

 

وكان صلاح عبدالسلام استأجر سيارة بولو سوداء مسجلة في بلجيكا وعثر عليها مركونة امام مسرح باتاكلان الذي شهد اسوأ مجزرة.

 

= استاد دو فرانس (الضاحية الباريسية)=

 

قام ثلاثة رجال بتفجير انفسهم خلال نصف ساعة الجمعة في محيط استاد دو فرانس. وقتل احد المارة في احد التفجيرات.

 

-حدفي : بين الانتحاريين بلال حدفي (20 عاما) وهو فرنسي كان يقيم في بلجيكا. وقد اقام في سوريا بحسب المحققين.

 

– المحمد : عثر على جواز سفر سوري قرب جثة انتحاري باسم احمد المحمد (25 عاما) من مواليد ادلب في سوريا. وهذا المهاجم تم تسجيله في اليونان في تشرين الاول/اكتوبر بحسب بصماته. واحمد المحمد الذي تقول الشرطة انه يجب التحقق من صحة جواز سفره، غير معروف من اجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية.

 

عبدالحميد أبا عود المُطارد الأشهر في أوروبا

بلجيكي (مغربي) مشتبه بأنه العقل المدبر لهجمات باريس

نصر المجالي

بدأت الاستخبارات الفرنسة والأوروبية بالبحث عن عبد الحميد أبا عود المتهم بالوقوف خلف الاعتداءات الأخيرة التي طاولت العاصمة الفرنسية باريس، فيما أشارت بعض التقاير عن علاقة أبا عود بسلسلة من الأحداث الأمنية التي استهدفت بعض المدن والعواصم الأوروبية.

 

 

نصر المجالي: بات عبد الحميد أبا عود البلجيكي الجنسية (المغربي الأصل) أشهر من نار على علم بعد أن استنفرت أوروبا كل قواها الأمنية للبحث عنه، باعتباره العقل المدبر للهجمات الدموية الأخيرة التي شهدتها باريس.

 

وكانت إذاعة “RTL” الفرنسية قد نقلت عن الاستخبارات البلجيكية اشتباهها بأن مواطناً بلجيكياً من أصل مغربي يدعى عبد الحميد أبا عود موّل هجمات باريس، التي قتل فيها ما يزيد عن 130 شخصًا.

 

وأوضحت الإذاعة أن أباعود (28 عاماً) يعتبر العقل المدبر للخلية الإرهابية التي فككتها الأجهزة الأمنية في مدينة فيرفيه البلجيكية في 16 كانون الثاني (يناير) العام 2015، قبيل انتقالها إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.

 

يذكر أن الأجهزة الأمنية البلجيكية فككت الخلية الإرهابية في فيرفيه بعد الهجوم على هيئة التحرير لمجلة “شارلي إيبدو” في باريس يوم 7 كانون الثاني (يناير).

 

وأبدى أعضاء الخلية مقاومة لدى اعتقالهم، وفي تبادل إطلاق النار قتل 3 منهم، فيما تمكن آخرون من الهرب، وقامت الاستخبارات البلجيكية بملاحقتهم.

 

معروف في سوريا

 

وتقول تقارير أن الإرهابي أباعود، هو أحد الإرهابيين المعروفين في سوريا بلقب (أبو عمر سوسي) بعد انضمامه إلى صفوف (داعش) العام 2013، وظهر في مقطع فيديو شهير عام 2014، وهو يقود سيارة تجر جثث مشوهة.

 

ويتردد أن المشتبه فيه، قام بالتخطيط لقتل أفراد الشرطة في اليونان، ومنذ ذلك الحين وهو هارب.

 

وظهرت صورة عبد الحميد أبا عود في عدد من أشرطة الفيديو الدعائية لـ “داعش على الإنترنت، حيث يظهر في أحد هذه الأشرطة وهو يقود سيارة رباعية الدفع تسحب 4 جثث نكلت بها المجموعة المتطرفة.

 

وقالت الإذاعة الفرنسية إن أبا عود، الموصوف بأنه من (أوحش) جلاديّ (داعش)، كان عاد إلى بلجيكا بعد انخراطه في القتال في سوريا، ولم يجر توقيفه أو استجوابه حينها.

 

الشقيق الأصغر

 

وانتشرت الصيف الماضي في بلجيكا صور لشقيقه الصغير (13 عاما)، الذي انضم إليه في سوريا، وهو يحمل فيها كلاشنيكوف، ويرتدي حزامًا ناسفًا.

 

وكان عمر أبا عود، والد المتهم كشف في حوار سابق مع الصحافة البلجيكية، أن ابنه غرر بأصغر إخوانه يونس أباعود (14 سنة)، الذي يعد أصغر مقاتلي تنظيم (داعش)، وظهر الطفل في صور مختلفة يحمل الرشاشات ويرتدي حزامًا ناسفًا فوق ملابسه.

 

وفي الختام، فإن أجهزة الاستخبارات الفرنسية تعتقد أن أبا عود أشرف على الاعتداءات في باريس، حيث كان على اتصال مباشر بالانتحاريين الذين نفذوا الهجمات. وسبق للاستخبارات أن لاحقت تحركاته حتى اختفائه في اليونان في وقت سابق من العام الجاري.

 

عربي مسلم أنقذ فرنسا من مجزرة كبيرة!

يعمل في الملعب الذي استضاف مباراة فرنسا والمانيا

جواد الصايغ

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، “إن شابًا مسلمًا، يتولى حراسة البوابات في استاد، سان دوني بفرنسا، منع أحد الإنتحاريين من دخول الملعب، وتفجير نفسه وسط الجماهير التي كانت محتشدة لمتابعة مباراة فرنسا والمانيا”.

 

جواد الصايغ: على الرغم من مخاوف الجالية العربية المتواجدة في فرنسا، من إمكانية تعرضهم لمضايقات نتيجة المعلومات المتداولة حول “جنسيات” منفذي هجوم باريس الإرهابي، والمرتبطين بتنظيم داعش، إلا ان ما كشفته صحيفة،” وول ستريت جورنال” الأميركية يؤكد بأن الأغلبية الساحقة من المسلمين يكنّون العداء لهذا التنظيم.

 

فقد أكدت الصحيفة الأميركية “أن شاباً عربيًا مسلمًا، حال دون تمكن أحد الإنتحاريين من الدخول إلى ملعب مباراة فرنسا والمانيا، بعد ان شك في مظهره وطريقته، ومنعه من اجتياز البوابات وبالتالي حال هذا الشاب دون وقوع مجزرة كادت ان تودي بحياة المئات”.

 

زهير انقذ جماهير سان دوني

 

صحيفة “وول ستريت جورنال”، قالت “ان زهير، الذي رفضت وسائل الإعلام الإفصاح عن اسمه كاملًا، يتولى مهمة حراسة البوابة الخارجية لاستاد باريس؛ حيث كانت تقام مباراة منتخبي فرنسا وألمانيا، اشتبه في رجل ومنعه من الدخول ليتم الكشف بعدها بالفعل عن ارتداء هذا الرجل سترة ناسفة؛ إذ قام بتفجيرها أثناء محاولته الهرب من فحص الأجهزة الأمنية.”

 

رواية الشرطة

 

وأوضحت، “أن تفجيرًا آخرَ وقع خارج الاستاد بعد حوالي ثلاث دقائق من الواقعة الأولى، وأن تفجيرًا ثالثًا تم تنفيذه بالقرب من مطعم “ماكدونالدز”، مشيرة “إلى أن الواقعة التي رواها “زهير” وأكدها أحد ضباط الشرطة، تفسر بوضوح لماذا عجز الإرهابيون عن تفجير الاستاد، ونجحوا في تفجير مسرح باتاكلان ومطعم ماكدونالدز؛ ما أدى إلى سقوط ما يزيد على 120 قتيلاً، الجمعة.”

 

ويروي زهير، “أن الانفجار الأول وقع في منتصف الشوط الأول من المباراة، ولأن سماع دوي أثناء المباريات الكبرى أمر ليس بالغريب على الشعب الفرنسي الذي يميل لإطلاق الألعاب النارية، لذلك اعتقدت أن الأمر لا يستدعي القلق، غير أن حالة الاضطراب والأحاديث المتبادلة، وخروج الرئيس الفرنسي “هولاند”، الذي كان حاضرًا المباراة، من الاستاد، أكد لي أن الأمر أخطر بكثير مما اعتقد، قبل أن تصل إليه أخبار سلسلة من التفجيرات في قلب عاصمة النور”.

 

تركيا: حذرنا فرنسا مرتين بخصوص أحد الانتحاريين

باريس لم تأخذ تنبيهات أنقرة على محمل الجد

إيلاف- متابعة

اعلن مسؤول في الحكومة التركية لوكالة فرانس برس ان السلطات في بلاده حذرت باريس مرتين في غضون عام من احد الجهاديين الذين فجّروا انفسهم مساء الجمعة في اعتداءات باريس دون ان تتلقى ردا.

 

قال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الشرطة التركية “أبلغت الشرطة الفرنسية مرتين، في كانون الاول/ديسمبر 2014 وحزيران/يونيو 2015” عن عمر إسماعيل مصطفاوي احد مهاجمي مسرح باتاكلان. واضاف “لم نحصل ابدا على رد من فرنسا بشأن هذه القضية”.

 

وتابع المصدر ان تركيا تلقت في تشرين الاول/اكتوبر 2014 طلبا للحصول على معلومات من فرنسا بخصوص اربعة جهاديين مشتبه فيهم لم يتضمن اسم الانتحاري في باريس. مع ذلك، اجرت تركيا تحقيقا حوله لانه كان مرتبطا بالمجموعة التي تستهدفها الاجهزة الفرنسية، وفقا للمصدر.

 

وشارك مصطفاوي، الذي ولد في ضواحي باريس، في الاحتجاز الدامي للرهائن في باتاكلان، قبل ان يفجر نفسه، وتم التعرف إليه من خلال بصمة اصبعه. ووفقا للنائب العام في باريس فرانسوا مولان، كان مصطفاوي أدين مرارا وتكرارا بجرائم عادية، ولكن تم ضم اسمه الى ملفات المتطرفين منذ عام 2010 الا انه “لم تشارك” في قضية ارهابية.

 

وقال المسؤول التركي ان الانتحاري دخل الاراضي التركية عام 2013 من جهة محافظة ادرنة (شمال غرب) على الحدود البلغارية واليونانية، لكنه اكد “ليس لدينا سجل لمغادرته البلاد”.

 

ووفقا للمصدر، فان فرنسا لم تطلب من السلطات التركية المساعدة بشأن قضيته الا بعد موجة الاعتداءات، التي اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنها وخلفت 129 قتيلا على الاقل ليل الجمعة. وختم قائلا “فقط بعد اعتداءات باريس، تلقت السلطات التركية طلبا من فرنسا للحصول على معلومات حوله”.

 

فرنسا: تحديد هوية انتحاريين آخرين أحدهما ولد في سوريا

إيلاف- متابعة

ختم جوازه من الأمن العام اليوناني في أكتوبر

أعلن النائب العام في باريس الاثنين أن المحققين حددوا هوية انتحاريين اثنين آخرين في الاعتداءات الدامية التي هزت العاصمة الجمعة، وتوصلوا إلى أن أحدهما يحمل جواز سفر سوريًا، عليه ختم من الأمن العام في اليونان في تشرين الأول/أكتوبر.

 

إيلاف – متابعة: تابع النائب العام المكلف التحقيق فرنسوا مولانس في بيان ان الانتحاري الثاني يدعي سامي اميمور، وهو فرنسي في الـ28، ولد في الضاحية الباريسية، وكان معروفا لدى اجهزة مكافحة الارهاب منذ العام 2012، وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية منذ العام 2013.

 

أعلنت أثينا أن جواز السفر السوري الذي أعلن العثور عليه قرب جثة أحد منفذي اعتداءات باريس مساء الجمعة يحمل اسم أحمد المحمد (25 عامًا)، وكان قدمه طالب لجوء وصل إلى اليونان قبل أن يسلك طريق البلقان. ويؤكد مصدر أنه لا يمكن استخلاص شيء لأن الجواز قد يكون مزورًا أو مسروقًا.

 

وكان وزير سياسة الهجرة اليوناني يانيس موزالاس قال في مؤتمر صحافي، إن الشخص الذي قدم هذا الجواز تم تسجيله في جزيرة ليروس قبالة السواحل التركية في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر الفائت، ثم غادر اليونان، في تاريخ غير معروف، وشوهد للمرة الاخيرة في كرواتيا بعد بضعة ايام.

 

واضاف الوزير “انه الشخص الوحيد الذي تلقينا طلبًا في شأنه من السلطات الفرنسية”، في اطار التحقيق في اعتداءات باريس. واوضح ان عملية التسجيل كانت مطابقة للقواعد الاوروبية، وقد سمح للرجل بمواصلة رحلته، لأن اسم المحمد غير موجود في الملفات الجرمية الاوروبية.

 

واكد القضاء الفرنسي ان هذا الاسم مجهول لدى اجهزة مكافحة الارهاب. والسبت، اعلنت الشرطة الفرنسية العثور على جواز سفر سوري “قرب جثة” احد منفذي الاعتداءات قرب ستاد فرنسا. واكد مصدر فرنسي لوكالة فرانس برس أن هذا الجواز يحمل فعلًا اسم احمد المحمد المولود في العاشر من ايلول/سبتمبر 1990.

 

لكن المصدر نفسه شدد على أنه لا يمكن استخلاص شيء من هذا الأمر، لان الجواز قد يكون مزورًا او مسروقًا. واعلن وزير الداخلية الصربي في بيان ان الجواز نفسه سجل في بريسيفو المحاذية للحدود مع مقدونيا وصربيا، وطلب حامله اللجوء رسميًا.

 

واضاف الوزير “تم التأكد أن هذه المعطيات تتلاءم مع تلك العائدة إلى شخص حددت هويته في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر في اليونان. ليست هناك مذكرة توقيف من الانتربول بحق هذا الشخص”. بدورها، اكدت السلطات الكرواتية أن الشخص المدعو المحمد عبر أراضيها. وقالت المتحدثة باسم الشرطة هيلينا بيوسيتش “لم نعتبر هذا الشخص مشتبهًا فيه”.

 

أوباما: هجمات باريس انتكاسة بمحاربة تنظيم الدولة  

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن هجمات باريس تمثل انتكاسة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، معلنا عن اتفاق جديد يعزز أساليب تقاسم الاستخبارات والمعلومات العسكرية مع فرنسا.

 

وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين في ختام قمة مجموعة العشرين في أنطاليا التركية أنه “من الواضح أن الأحداث المروعة في باريس كانت انتكاسة رهيبة وكريهة، ولكن في حين نشاطر أصدقاءنا الفرنسيين أحزانهم لا يمكننا أن نغفل التقدم الذي يتحقق”، في إشارة إلى الحرب ضد تنظيم الدولة.

 

كما صرح بأن واشنطن لم تهون من شأن قدرات تنظيم الدولة، معلنا أنها “كانت تملك وعيا شديدا” عن قدرته على شن هجمات في الغرب، معتبرا أن إيقاف التنظيم أمر صعب لأنه لا يخوض “حربا تقليدية”.

 

وتابع أوباما “لا يتعلق الأمر بدرجة تطورهم أو بالأسلحة التي يمتلكونها لكنه يتعلق بالعقيدة التي يتبنونها وباستعدادهم للموت”.

 

معلومات وتعاون

وفي ما يخص تبادل المعلومات الاستخباراتية مع فرنسا قال الرئيس الأميركي إن هذا الأمر سيسمح بتقاسم المعلومات المتعلقة بالتهديدات القادمة من تنظيم الدولة بشكل سريع، مؤكدا على ضرورة بذل قصارى الجهد “لحماية أنفسنا ومواطنينا ضد المزيد من الهجمات”.

 

ولفت إلى أن بلاده عملت عن كثب مع الفرنسيين في إجراء التحقيقات المتعلقة بهجمات باريس الدامية، موضحا أن فرنسا لم تكن وحدها في هذا الصدد فقد هزت هجمات مشينة أخرى يقوم بها تنظيم الدولة كلا من بيروت وأنقرة وبشكل منتظم العراق.

 

وبين أن دول مجموعة العشرين بعثت رسالة واضحة تؤكد “أننا موحدون ضد هذا التهديد”، معتبرا أن “تنظيم الدولة يمثل وجه الشر، وهدفنا هو تحجيم هذا التنظيم الهمجي الإرهابي والقضاء عليه”.

 

كما أوضح أن هناك إستراتيجية كاملة تتمثل في استخدام كافة أدوات القوة العسكرية والاستخباراتية والاقتصاد والتنمية وتعزيز مجتمعاتنا في مواجهة تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بحملة على المدى الطويل، “حيث من المتوقع أن تكون هناك انتكاسات ونجاحات”.

 

صد التنظيم

كما أوضح الرئيس الأميركي أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة يعزز هجماته الجوية، مستهدفا قتل قادته، معتبرا أنه يمكن صد التنظيم بوجود شركاء على الأرض، حيث أصبح يسيطر على مساحات أقل في كل من العراق وسوريا.

 

واعتبر أوباما أن هجمات باريس تذكر بأنه لن يكون كافيا هزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق وحدهما، مبينا أنه قد تم الاتفاق في قمة أنطاليا على تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود وتقاسم المعلومات ومواجهة تدفق المقاتلين داخل وخارج سوريا والعراق.

 

وفي ما يتعلق بملف اللاجئين قال الرئيس الأميركي إن دولا مثل تركيا ولبنان والأردن التي تتحمل عبئا ثقيلا حتى الساعة لا يمكن أن تقوم بالأمر وحدها، في الوقت ذاته فإن الدول الأخرى يجب أن تضمن أمنها في مسألة قبول اللاجئين، من ذلك إخضاعهم لتفتيش أمني، مع التأكد بأنهم ضحايا “الإرهاب”.

 

على صعيد مواز، أشاد الرئيس الأميركي بـ”التقدم المتواضع” في محادثات للتوصل إلى تسوية في سوريا، قائلا “أخيرا بدأنا نشاهد تقدما خجولا على الجبهة الدبلوماسية في سوريا، والحل السياسي أمر مهم لنهاية الحرب هناك”، مشيرا إلى أن محادثات فيينا ستكون طريقا للأمام نحو عملية انتقالية باتجاه حكومة شاملة تمثل الجميع.

 

غارات روسية مكثفة على المعارضة بحلب واللاذقية 

أفاد مراسل الجزيرة أن الطائرات الحربية الروسية قصفت مواقع للمعارضة السورية المسلحة في ريف اللاذقية غرب البلاد، كما أغار الطيران الروسي بشكل مكثف على مواقع بريف حلب الجنوبي بالتزامن مع معارك عنيفة تدور بين فصائل المعارضة من جهة وقوات النظام مدعومة بمليشيات حزب الله التي تحاول التقدم بالمنطقة.

 

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام -مسنودة بالطيران الحربي الروسي- تقصف منذ الصباح الباكر مواقع في جبلي الأكراد والتركمان، حيث استهدفت المنطقة بثماني غارات روسية.

وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية روسية نفذت غارات بعد منتصف الليلة الماضية على مناطق في بلدة سلمى بجبل الأكراد ومواقع أخرى بجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، دون معرفة الخسائر المادية والبشرية.

 

يأتي ذلك، في وقت تجددت الاشتباكات في محيط منطقة غمام بين فصائل المعارضة من جهة وقوات النظام مدعومة بمليشيات موالية من جهة أخرى، وسط تقدم قوات النظام وسيطرتها على تلة بالمنطقة.

 

جبهات حلب

في غضون، ذلك أفادت شبكة شام أن الطيران الحربي الروسي استهدف منذ فجر اليوم مناطق جبهات القتال بريف حلب الجنوبي بأكثر من خمسين غارة جوية مساندة لقوات النظام، والمليشيات الأجنبية المتحالفة معها التي تحاول التقدم في محيط تلة إيكاردا وقرية الزربة ومنطقة زيتان وتل حديا والطريق الدولي.

 

وقد تلا القصف وعمليات التمهيد الجوي محاولة جديدة لقوات النظام، والمليشيات الشيعية المتحالفة معها، التقدم على محور تل حديا حيث تصدت لها فصائل المعارضة وكبدتها خسائر بالأرواح والعتاد بعد تدمير عربة عسكرية، وقتل عدد من الجنود ما اضطر قوات النظام للتراجع حتى منطقة العيس، وفق نفس المصادر.

وفي الإطار، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ولواء القدس الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، في حي حلب الجديدة قرب الراشدين بغرب مدينة حلب، وسط أنباء عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.

 

كما تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، بمساندة جوية روسية، وسط أنباء أيضا عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفق المرصد السوري.

 

حمص ودرعا

وفي محافظة حمص وسط البلاد، أفادت مسار برس المعارضة بشن الطيران الروسي غارات على بلدة مهين بالريف الشرقي حيث يسيطر تنظيم الدولة على المنطقة.

 

كما تدور معارك، منذ ما بعد منتصف الليلة الماضية، بين قوات النظام وموالين له من جهة، وكتائب للمعارضة من جهة ثانية، في محيط مدينة تلبيسة وبلدة تيرمعلة بريف حمص الشمالي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

في هذه الأثناء، قصف الطيران المروحي للنظام بـ البراميل المتفجرة، صباح اليوم، مناطق في جرود مدينة قارة والبريج في القلمون الغربي في ريف دمشق.

 

وفي محافظة درعا، أفادت لجان التنسيق المحلية بقصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا الغربي، بالتزامن مع اشتباكات بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام في محيط الإسكان العسكري.

 

ايقاف سوري يحمل اسما مشابها للجواز الذي عثر عليه بباريس

بلغراد – فرانس برس

اعتقلت الشرطة الصربية لاجئا بحوزته جواز سفر سوري يحمل نفس الأسم الموجود على جواز سفر عثر عليه في أحد مواقع الاعتداءات في باريس، بحسب صحيفة بليتش الاثنين.

وقالت الصحيفة دون ذكر اي مصدر أن “الوثيقة التي تتضمن الأسم والبيانات نفسها لكن مع صورة شخصية مختلفة، عثر عليها السبت في مركز استقبال في بريشيفو وتم توقيف الشخص التي كانت بحوزته”.

من جهتها، رفضت وزارة الداخلية الصربية التعليق على هذه المعلومات.

وقد تم العثور على جواز سفر سوري، بإسم احمد المحمد (25 عاما) في استاد فرنسا.

وتم تسجيل مهاجر كانت هذه الوثيقة بحوزته في جزيرة ليروس اليونانية في الثالث من أكتوبر، وقدم طلبا للجوء في صربيا، في مركز استقبال بريشيفو، وشوهد للمرة الاخيرة في كرواتيا.

وهذا الأسم غير معروف بالنسبة لأجهزة مكافحة الارهاب الفرنسية. لكن المحققين يبدون حذرا بشأن الاستنتاجات من هذا الاكتشاف: فهل جواز السفر اصلي؟ هل يمكن ان يكون مسروقا او تم بيعه؟

وتتطابق البصمات الإلكترونية لإنتحاري، عثر على جواز سفر سوري باسم احمد المحمد قربه، مع رجل خضع للتدقيق الشهر الماضي في اليونان.

ووفقا للصحيفة، “من المرجح ان يكون الرجلان اشتريا كل على حدة جواز سفر سوري مزورا من المصدر ذاته في تركيا”.

 

وزير ألماني: جواز السفر السوري بباريس ربما يكون للتضليل

برلين – فرانس برس

قال وزير العدل الألماني، هيكو ماس، الاثنين، إن العثور على جواز سفر سوري قرب أحد المواقع التي تعرضت لاعتداء في باريس يمكن أن يكون بمثابة “تضليل” اعتمده تنظيم داعش لإضفاء تشدد على النقاش حول الهجرة.

وأضاف لقناة “اي ار دي” الحكومية “نعرف أن داعش يتعمد التضليل من أجل تسييس مسألة اللاجئين في أوروبا وإضفاء التشدد” في النقاش حولها.

وتابع ردا على سؤال حول العثور على الجواز السوري قرب جثة أحد مرتكبي الاعتداءات في باريس “يجب توخي الكثير من الحذر حتى تتضح الأمور”.

وقال “ليس هناك صلة مؤكدة بين الإرهاب واللاجئين باستثناء واحدة ربما، وهي أن اللاجئين يفرون من سوريا بسبب الأشخاص أنفسهم الذين ارتكبوا اعتداءات باريس”.

وجواز السفر السوري باسم أحمد المحمد (25 عاما)، وفقا لأثينا، وكان قد تسجل في جزيرة ليروس قبالة الساحل التركي في 3 أكتوبر، لكنه غادر اليونان في تاريخ غير معروف، وشوهد للمرة الأخيرة في كرواتيا بعد أيام من ذلك.

وقد شدد الوزراء الألمان أمام الكاميرات خلال عطلة نهاية الأسبوع على عدم وجود روابط بين الهجمات التي يتبناها نظيم داعش وأزمة الهجرة الأوروبية.

وألمانيا التي تتوقع وصول مليون من طالبي اللجوء وخصوصا من سوريا هذا العام في طليعة الدول التي يقصدها المهاجرون.

 

السوري الذي انتحل شخصية لاجئ ليفجّر نفسه بالفرنسيين

أنقذوه من الغرق باليونان، ومنحته 3 دول حق اللجوء، لكنه فضل القتل والإرهاب في باريس

لندن – كمال قبيسي

كان بين لاجئين سوريين أنقذتهم السلطات اليونانية بعد أن غرق بهم مركب كانوا فيه، وبعد 40 يوما ظهر في باريس، كاشفا عن وجهه الحقيقي كإرهابي خطط لقتل أكبر عدد من الفرنسيين بحزام ناسف لفه حول جسمه.

حاول الدخول بالحزام إلى ملعب كرة قدم، كان مساء يوم الجمعة الماضي مكتظا بأكثر من 80 ألفا من المتفرجين، وبينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وهناك تعثرت معه الحال ولم يتمكن من الدخول، ففجر حزامه الناسف بنفسه، ولم يبق من جثته التي تنشر “العربية.نت” صورة بقاياها ملفوفة بغطاء، إلا القليل الممزق، وبقربها عثروا على جواز سفره السوري، ووجدوا بصمات أصابعه على بعض صفحاته.

إنه أحمد المحمد، الشاب الذي دشن بصعقه للحزام أسوأ إرهابيات عرفتها باريس في عتمة الليل، وحصدت للآن 132 قتيلا ومئات الجرحى والمشوهين، مع أنه جاء إلى فرنسا لاجئا، وقبلها طلب اللجوء وحصل عليه في دول عدة مر بها، منذ غادر سوريا إلى تركيا، ومنها بمركب للاجئين إلى اليونان.

معظم المعلومات عن المحمد، الواردة في جواز سفره، إن لم يكن مزورا، أنه ولد في 10 سبتمبر 1990 بمدينة إدلب، عاصمة المحافظة بالاسم نفسه في الشمال السوري، ووالده اسمه وليد وأمه اسمها نادرة، ظهرت أمس الأحد في مواقع صحف يونانية وصربية، ومنها انتشرت في معظم وسائل الإعلام العالمية ومواقعها، ووصل صداها أيضا إلى “العربية.نت” التي أطلعت على ما تيسر بشأنه مترجما عنها، مع صور نقلتها منها، أو مما بثته الوكالات.

ورد عنه مثلا بصحيفة Protothema اليونانية، أنه جاء من سوريا إلى تركيا، ومنها في 3 أكتوبر الماضي بمركب مع 68 آخرين، ممن أنقذتهم السلطات اليونانية ونقلتهم الى جزيرة Leros حيث تم أخذ بصماتهم والتدقيق بوثائقهم الشخصية “من دون التحقق فيما لو كانت مزورة أم لا”، وفق ما نقلت عن مسؤول بالشرطة، ذكر أن السلطات نقلتهم إلى جزيرة ثانية فيما بعد، هي Kalymnos ببحر ايجة، وهناك تم تسجيلهم كلاجئين “بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، المتيحة لهم التنقل بين دوله” كما قال.

وسعت “بروتوثيما” وراء مزيد من المعلومات عن المحمد حين كان في “كاليمنوس” فوجدت أنه ولاجئ آخر اسمه محمد المحمد، قد يكون قريبه، اشترى تذكرة لمغادرتها على متن مركب اسمه Diagoras تابع لشركة “بلو ستار” المحلية، فوصلا إلى مرفأ Piraeus بأثينا، ونشرت صورة عن التذكرة التي اشتراها، وتنشرها “العربية.نت” أيضا، فيما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن نظيرتها Blic الصربية، أنه وصل ورفيقه إلى صربيا يوم 7 أكتوبر وطلب اللجوء من سلطات بلدة Presevo على الحدود مع مقدونيا، فحصل عليه.

وكان وزير سياسة الهجرة اليوناني، يانيس موزالاس، عقد الأحد مؤتمرا صحافيا، ذكر فيه أن حواز السفر السوري الذي تم العثور عليه قرب جثة مفجر الحزام بنفسه عند مدخل الملعب الفرنسي، معروف للسطات اليونانية “وهو الوحيد الذي تلقينا طلبا بشأنه من السلطات الفرنسية” في إشارة إلى أحمد المحمد الذي “سمح له بمواصلة رحلته لأن اسم المحمد غير موجود في الملفات الجرمية الأوروبية” بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، مضيفة أنه مجهول أيضا للقضاء الفرنسي وأجهزة مكافحة الإرهاب.

أيضا أعلن وزير الداخلية الصربي أن الجواز نفسه سجل في بريسيفو المحاذية للحدود مع مقدونيا وصربيا وطلب حامله اللجوء رسميا “وتم التأكد أن هذه المعطيات تتلاءم مع تلك العائدة لشخص حددت هويته في الثالث من أكتوبر باليونان. ليس هناك مذكرة توقيف من الإنتربول بحق هذا الشخص” وبدورها أكدت السلطات الكرواتية أن المحمد عبر أراضيها “لم نعتبر هذا الشخص مشتبها به”، وفق ما قالت المتحدثة باسم الشرطة هيلينا بيوسيتش.

تمضي الرواية الإعلامية في اليونان وصربيا، فتذكر أن أحمد المحمد غادر “بريسيفو” بعد أيام قليلة إلى كرواتيا، حيث تم تسجيله في مخيم “أبوتوفاك” للاجئين، وسافر بعدها إلى النمسا التي يبدو أنه غادرها تسللا إلى فرنسا، إذا لم يتم العثور على أي أثر له فيها، إلا حين ظهر إرهابيا على باب ملعب “ستاد دو فرانس” بشمال باريس، حيث كانت تجري مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا بكرة القدم، وفجأة عند التاسعة والربع مساء يوم الجمعة الماضي، دوّت المدرجات بانفجار كبير حدث قرب الملعب، تلاه آخران.

حدث عند باب الملعب، أن عناصر أمنية منتشرة في المكان، تنبهت إلى أن أحمد المحمد مزنر بحزام ناسف كان يلف به جسمه، وبدوره أدرك هو ما رصدوه، فعلم أن دخوله لقتل أكبر عدد ممن كانوا في المدرجات أصبح صعبا، لذلك استشاط غضبا على ما يبدو، وكان رده وفق ما كتبت “العربية.نت” الأحد، سريعا ودمويا: صعق حزامه الناسف وانتحر بعبواته، قاتلا معه 3 آخرين كانوا عند الباب، ودشن بتفجيره الانتحاري 6 هجمات قام بها 6 آخرين، روّعت باريس والعالم.

 

بوتين: مستعدون لدعم المعارضة السورية بضربات ضد داعش

العربية.نت

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاثنين، إن بلاده مستعدة لدعم المعارضة السورية بغارات جوية ضد تنظيم “داعش”.

وأضاف بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في أنطاليا بتركيا “يمكنني أن أؤكد أننا فتحنا قنوات اتصال مع المعارضة السورية في ميدان القتال، وطلبوا منا تنفيذ غارات جوية”.

وفي قضية الطائرة الروسية قال بوتين، إنه لا يمكن وضع استنتاجات تتعلق بسبب سقوط الطائرة الروسية في مصر الشهر الماضي إلا بعد العثور على آثار متفجرات في حطامها.

وكان رئيس الوزراء المصري، المهندس شريف إسماعيل، قد أكد الاثنين، أنه لم يتم حتى الآن تحديد سبب سقوط الطائرة الروسية.

وقال خلال لقائه بوفد كلية الدفاع الوطني الإماراتي، والذي تضمن ممثلين عن كافة القطاعات التي يتم إعدادها لتولي الإدارة والقيادة العليا في دولة الإمارات، إنه تم تكوين لجنة خماسية تقوم بالتحقيق حالياً، ولم تتوصل لنتائج محددة بالنسبة لأسباب الحادث حتى الآن.

وأشار إسماعيل إلى أن هناك بعض الجهات تقوم باتخاذ إجراءات احترازية، مؤكداً أن مصر تطبق المعايير الدولية في الأمن والأمان وإجراءات السلامة التي تتم على أكمل وجه، وهو ما أكده الخبراء من الجهات المعنية، كما أن هناك جهات طلبت إجراءات أخرى تمت الاستجابة لبعض منها، وهناك تنسيق لطلبات أخرى تقديرا من الحكومة للظروف وحرصها على السياحة التي تأثرت سلبا.

 

كيري يتحدث مع رئيس الائتلاف السوري بعد اجتماع فيينا

واشنطن – رويترز

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تحدث مع خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشأن أهمية الخطوات التالية في سوريا عقب اجتماع مجموعة دعم سوريا في فيينا يوم السبت.

وقال المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي، إن كيري بحث مع خوجة في اتصال، الاثنين، خطوات، منها اجتماع واسع وشامل للمعارضة السورية، وبدء مفاوضات جادة بين المعارضة والنظام في سوريا، وخطوات من أجل وقف جاد لإطلاق النار.

وأضاف كيربي أن كيري أكد ضرورة اتفاق المعارضة على المشاركة في المفاوضات، والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل دون معوقات.

 

موغيريني: جهود أوروبية أدت لجمع كل الأطراف المعنية بالصراع السوري

بروكسل (16 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الجهود التي بذلتها مؤسسات الإتحاد هي التي أدت إلى جمع كافة الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالصراع السوري على طاولة مفاوضات واحدة.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته موغيريني اليوم في ختام أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي بذل جهوداً حثيثة لتحقيق هذا الهدف، ولكن هناك أيضاً جهود بذلت من قبل الأطراف الدولية.

 

وأعلنت إلى أن الوزراء تحادثوا أيضاً مع المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا، “نحن نتحمل مسؤوليتنا في إطار العمل الدولي لحل الأزمة السورية سواء عل المسار الإنساني أو عن طريق مشاريع محددة ننوي القيام بها، وكذلك على مسار الحديث مع المعارضة”، حسب كلامها.

 

واستطردت موغيريني “الحل السياسي في سورية هو الطريق الأمثل لمحاربة تنظيم داعش”،

 

وأشارت إلى أن أفكار المجتمع الدولي حول سورية تركز على ثلاثة مسارات هي” إطلاق عملية سياسية إنتقالية في سورية، اعلان وقف إطلاق النار، يستثني بالطبع داعش والنصرة وتقديم مساعدات إنسانية لتحسين شروط حياة الناس في الداخل السوري”.

 

وأعربت عن أملها بإمكانية أن تتمكن الأطراف المختلفة من إحترام الآجال الزمنية التي تم تحديدها، وقالت “الجميع يعي ضرورة التحرك بسرعة”، وفق كلامها.

 

وشددت على ضرورة العمل من أجل دفع الأطراف المختلفة إلى الاتفاق على وجهة نظر وإستراتيجية واحدة.

 

كما أكدت المسؤولة الأوروبية إلى أن الحديث بين الوزراء تطرق إلى موضوع الهجرة وأيضاً ما حصل في باريس الجمعة الماضي، ملفتة إلى ضرورة مواجهة الأفكار القائلة أن التنوع في المجتمعات الأوروبية هو سبب ضعفها، وقالت “نحتاج إلى رد مناسب للابقاء والمحافظة على تنوع مجتمعاتنا”، حسب رأيها

 

جينتيلوني: العملية السياسية هي الحل الوحيد في سورية

بروكسل (16 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أعرب وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني عن قناعته بأن العملية السياسية والمساعي الدبلوماسية هي الحل الوحيد للصراع في سورية

 

وفي تصريحات على هامش إجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية في العاصمة البلجيكية الاثنين، أضاف الوزير جينتيلوني أن “الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، لا بد أن تتمخض عن عملية سياسية تقود إلى خروج بشار الأسد”، لكن “دون خلق فراغ يملأه الإرهاب”، موضحا “لقد شددنا نحن الإيطاليين دائما، وأعتقد الأمر يلقى تأييدا على المستوى الدولي أيضا”، أنه “فيما يخص الأزمة السورية المؤلمة، لا يمكن أن يكون هناك حلا حقيقيا سوى المساعي الدبلوماسية”، حسب رأيه

 

وإختتم جينتيلوني بالإشارة إلى أن “إيطاليا فخورة ما تقوم به، من نشاط التدريب وتوفير الأسلحة لقوات البيشمركة الكردية التي تقاتل في سورية والعراق”، أي ضد تنظيم (الدولة الإسلامية)، داعش

 

المستشار القانوني للجيش الحر: لا تواصل مع الروس ورفضنا الاجتماع معهم

روما (16 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال المستشار القانوني للجيش السوري الحر أن إن روسيا تتواصل مع مجموعات سورية مسلحة لا تنتمي للجيش السوري الحر، وأعرب عن استغرابه لرفض موسكو الكشف عنها بشكل واضح، وأكّد أنه رفض دعوة روسية رسمية للتشاور وتوسيع التعاون مع الجيش السوري الحر.

 

وقال أسامة أبو زيد، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا صحّة لما تدّعيه روسيا بأنها تتعاون مع فصائل الجيش السوري الحر، وعلمنا أنها تتواصل مع وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومع جيش سورية الديمقراطية الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، وهؤلاء ليسوا من المعارضة السورية كما تدّعي روسيا، وتكتّم روسيا وعدم إفصاحها عن الفصائل التي تتعاون معها في سورية وجعل الأمر سراً يثير كثيراً من التساؤلات والريبة”.

 

وأوضح أبو زيد أنه تلقّى دعوة روسية رسمية لإجراء مباحثات ومشاورات مع مساعد وزير الخارجية الروسي في جنيف لكنه رفضها وقال “اتصل الروس لتوجيه دعوة بصفتي مستشاراً قانونياً للجيش السوري الحر، وأوضحوا أن لديهم اتصالات مع الجيش الحر وهم يرغبون بتعزيز التعاون معنا وتوسيعه وتعميق، وكان ردنا واضحاً بأن روسيا باتت بالنسبة لنا عدواً وليس بينها وبين الجيش الحر أي علاقة سوى السلاح طالما استمرت في عدوانها على سورية”. ورأى أنه “من غير الممكن أن تتطور العلاقة بأي شكل، فهناك بيان واضح بهذا الشأن من القوى الثورية، وبحال توقف العدوان العسكري الروسي يمكن أن يجتمع قادة الجيش السوري الحر والفصائل الثورية لدراسة الوضع واتخاذ قرار التنسيق مع الروس من عدمه، فتوقف الروس عن القتال في سورية لا يعني بالضرورة الموافقة بشكل فوري على اللقاء” وفق قوله.

 

وتابع “بعد الاعتذار عن الدعوة، لجأ الروس لتغيير صيغتها لتصبح شخصية، لكن ردي كان واضحاً بأني كشخص أرفض التواصل مع الروس بسبب استخدامهم أسلحة محرّمة دولياً ضد فصائل وقوى الجيش السوري الحر واستهدافهم لهذه القوى الثورية في أكثر من منطقة في سورية”، حسب قوله.

 

وكانت كبرى الفصائل المسلحة في المعارضة السورية قد أصدرت في تشرين أول/أكتوبر الماضي بياناً وصفت فيه روسيا بـ “المحتل”، ورأت أن تدّخلها العسكري “قطع الطريق على أي حل سياسي”،

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى