أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 16 حزيران 2014

سورية: غارات عنيفة على «داعش» للمرة الأولى
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
شن سلاح الجو السوري للمرة الأولى، من ثلاث سنوات، «غارات عنيفة» على مواقع تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال شرقي سورية قرب حدود العراق، في وقت استعاد الجيش النظامي السيطرة على مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية في شمال غربي البلاد.

في موازاة ذلك، قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا، تعليقاً على استقالة تسعة من اعضاء المجلس العسكري اول من امس بسبب نقص الذخيرة وتسليم السلاح الى المقاتلين من دون المرور عبر مجلسهم، أن «الجيش الحر» و «الأركان» سيكونان «أحد الدعائم الأساسية التي سيقوم الجيش الوطني عليها خلال الأشهر القادمة».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن «الطيران الحربي يقوم منذ يوم السبت (أول من أمس) بقصف مقار تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام وبخاصة مدينة الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)» المتاخمة للعراق. وأكد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن «بأنها المرة الأولى التي يكون القصف فيها عنيفاً بهذا الشكل».

وعزا «المرصد» اسباب القصف الى كون «داعش» تمكن «من ادخال اسلحة ثقيلة الى سورية وبخاصة الدبابات وسيارات الهمر» التي تركها الجيش العراقي وراءه بعد اخلائه الموصل الأسبوع الماضي. وقال ناشطون في الرقة لـ «الحياة» ان القصف طاول «مبنى المحافظة، التي يتخذها التنظيم كمقر رئيسي، ومبنى المحكمة الشرعية وقصر الضيافة»، وأن مقاتلي التنظيم ازالوا راياتهم لتفادي القصف وأن بعض المقاتلين بدأ بتجهيز عربات مدرعة بمتفجرات للقيام بعمليات انتحارية.

كما شن الطيران الحربي غارات على مقار لـ «داعش» في مدينة الشدادي الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي، بين البوكمال، على حدود العراق، ودير الزور التي يسيطر التنظيم على ريفها، علماً ان الشدادي كانت نقطة تجميع الذخيرة والمدرعات قبل نقلها الى مناطق اخرى.

ورأى مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن ان هذه الغارات تمّت بـ «التنسيق مع السلطات العراقية» التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة مناطق عدة في البلاد قام التنظيم بالاستيلاء عليها في شمال البلاد لا سيما الموصل.

في شمال غربي البلاد، استعادت قوات الأسد السيطرة على مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة التي تسكنها غالبية ارمنية في نهاية آذار (مارس) الماضي، وفق ما افاد التلفزيون الحكومي. وقالت مصادر معارضة ان الكتائب المقاتلة انسحبت من المدينة الى اطرافها بسب نقص الذخيرة، وإن النظام سعى الى استعادة كسب بعدما انسحبت ميلشيات الى العراق لقتال «داعش».

وبلدة كسب تعتبر استراتيجية لوقوعها قرب المعبر الوحيد مع تركيا في محافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد، والذي يقوم المقاتلون عبره بنقل جرحاهم لإسعافهم في تركيا، حليفة المعارضة.

الى ذلك، اكد رئيس «الائتلاف» أن «الجيش الحر» و «الأركان» سيكونان «أحد الدعائم الأساسية التي سيقوم الجيش الوطني عليها خلال الأشهر القادمة، حيث سنقوم على الإفادة من خبراتهم التي لعبت الدور الأكبر في انتصارات الحقبة الماضية». وأفاد بيان بأن الجربا التقى امس «قادة الجبهات ووضعهم في جو المحادثات التي أجراها في واشنطن وباريس ولندن والعواصم الإقليمية وأنهم تحدثوا عن الصعوبات التي يواجهها مقاتلو الجيش السوري الحر في محاربة نظام الأسد وحليفه داعش».

الإفراج عن فارس سوري سابق سُجن لفوزه على باسل الأسد
بيروت – أ ف ب
شمل مرسوم العفو، الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، الفارس السابق عدنان قصار، الذي يقبع في السجن منذ 21 عاماً، لفوزه خلال سباق على باسل الأسد، شقيق الرئيس الحالي، الذي أُعيد انتخابه في الثالث من حزيران (يونيو) الجاري.

ونقل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، عن “سجين سياسي سابق في سجن صيدنايا”، أنه تم الإفراج عن قصار، موضحاً أن “قصار كان قد اعتقل في العام 1993، عندما كان في سباق للخيل بحضور شخصية إماراتية”.

وأضاف أن “قصار تمكّن من الفوز على باسل الأسد، شقيق الرئيس السوري الحالي، واعتُقل بعدها، وزُجّ به في سجن صيدنايا العسكري. وعند وفاة باسل الأسد في العام 1994، قام سجانوه بإخراجه من زنزانته، والاعتداء عليه بالضرب بشكل وحشي، من دون أن يعلم قصار سبب هذا الاعتداء”.

وأكد موقع “عكس السير” الإلكتروني، المُعارض للنظام، اتهام قصار بحيازة متفجرات، ومحاولة اغتيال باسل، لافتاً إلى سجنه دون محاكمة، فيما أكد عبدالرحمن أن قصار ليس ناشطاً سياسياً.

ويُعتبر المرسوم الذي أصدره الأسد، بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه لولاية ثالثة من سبع سنوات، الأكثر شمولاً منذ بدء الأزمة في منتصف آذار(مارس)2011، وتضمّن للمرة الأولى عفواً عن المتهمين بارتكاب جرائم ينصّ عليها قانون الإرهاب، الصادر في تموز (يوليو) 2012.

وطالب ناشطون حقوقيون بأن يشمل العفو كل المعتقلين، الذين يُرجّح أن عددهم تخطى 100 ألف شخص، بينهم نحو 50 الفاً مُحتجزين في الفروع الأمنية، من دون توجيه تهم لهم.

النظام يستعيد كسب … وصواريخ أرض – ارض شرق دمشق
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
قصف الطيران السوري مقرات لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال شرقي سورية قرب حدود العراق، في وقت استعاد الجيش النظامي السيطرة على مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية في شمال غربي البلاد. وواصل الطيران غاراته وقصفته بـ «البراميل المتفجرة» على مناطق عدة بينها الغوطة الشرقية لدمشق.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «الطيران الحربي يقوم منذ يوم السبت (أول من أمس) بقصف مقار تابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام وبخاصة مدينة الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)» المتاخمة للعراق. وأكد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن «بأنها المرة الاولى التي يكون القصف فيها عنيفاً بهذا الشكل».

وعزا «المرصد» اسباب القصف الى كون «داعش» تمكن «من ادخال اسلحة ثقيلة الى سورية وبخاصة الدبابات وسيارات الهمر» التي تركها الجيش العراقي وراءه بعد سيطرة «داعش» على الموصل الاسبوع الماضي.

في الرقة، قام سلاح الطيران بـ «قصف منطقة مبنى المحافظة، التي يتخذها التنظيم كمقر رئيسي، ومبنى المحكمة الشرعية وقصر الضيافة» من دون ان ترد معلومات عن خسائر بشرية، بحسب المرصد. وبث ناشطون من الرقة صوراً، لا يمكن لوكالة «فرانس برس» التأكد من صحتها، تبين حفراً واسعة امام مقار التنظيم في هذه المدينة.

وأضاف «المرصد» ان الطيران الحربي شن غارات على مقرات لـ «داعش» في مدينة الشدادي الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي بين البوكمال على حدود العراق ودير الزور التي يسيطر التنظيم على ريفها.

ورأى مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن ان هذه الغارات تمت بـ «التنسيق مع السلطات العراقية» التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة عدة مناطق في البلاد قام التنظيم بالاستيلاء عليها في شمال البلاد لا سيما الموصل.

ويقول خبراء ومعارضون سوريون ان تنظيم «داعش» المتطرف يسعى في سورية الى اقامة «دولته» في المنطقة الممتدة من الرقة شمالاً الى الحدود السورية – العراقية في الشرق لاقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق.

وظهر التنظيم في سورية في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الاسد الباحثين عن اي مساعدة في قتالهم ضد القوات النظامية. الا ان هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات وسعيه الى التفرد بالسيطرة.

وتخوض فصائل المعارضة المسلحة في سورية وبينها «جبهة النصرة» منذ كانون الثاني (يناير) معارك ضارية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الذي تتهمه بتنفيذ مآرب النظام السوري وبالتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية.

وتسببت هذه المعارك التي شملت محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) بمقتل اكثر من ستة آلاف شخص من الطرفين. ويتهم معارضون «داعش» بعدم قتال قوات النظام وان الطيران السوري يتجنب قصف مقرات «داعش».

في الغضون، انفجرت سيارة مفخخة قرب مقر لـ «قوات حماية الشعب الكردي» في بلدة القحطانية في شمال سرقي سورية، ما ادى الى مقتل عشرة اشخاص وجرح 19 اخرين، بحسب «المرصد».

كسب

في شمال غربي البلاد، استعادت قوات الاسد السيطرة على مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية بعد اسابيع من سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة التي تسكنها غالبية ارمنية، حسبما افاد التلفزيون الحكومي. وقالت مصادر معارضة ان الكتائب المقاتلة انسحبت من المدينة الى اطرافها بسب نقص الذخيرة، وان النظام سعى الى استعادة كسب بعدما انسحبت ميلشيات الى العراق لقتال «داعش».

ونقل التلفزيون الرسمي في شريط اخباري عاجل عن مصدر عسكري ان «وحدات من الجيش العربي السوري وبالتعاون مع الدفاع الوطني تعيد الامن والاستقرار الى مدينة كسب بريف اللاذقية».

وأكد بيان للجيش والقوات المسلحة أوردت نصه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «اهمية هذا الانجاز تأتي من الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتميز به المنطقة ومن كونه يسقط اوهام العدوان وادواته الاجرامية في محاولة تأمين منفذ بحري واقامة منطقة عازلة على امتداد الحدود مع تركيا تشكل قاعدة تجميع وانطلاق لممارسة الاعمال الارهابية ضد الشعب السوري».

وأشار البيان الى ان السيطرة تمت «بعد سلسلة من العمليات الدقيقة الناجحة احكمت من خلالها السيطرة على بلدة النبعين والهيئات الارضية الحاكمة المحيطة بها». وأضافت: «كما يأتي استمراراً للانتصارات التي تحققها سورية شعباً وجيشاً وقيادة في محاربة الارهاب وداعميه» معتبرة ذلك «ضربة قاصمة للارهابيين وداعميهم ومموليهم».

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على المدينة في نهاية آذار (مارس) ما اجبر معظم سكان كسب ذات الغالبية الارمنية على النزوح عن منازلهم بسبب المعارك قبل ان يتم الاعلان السبت عن انسحاب غالبيتهم منها أمام تقدم القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال عبدالرحمن ان «القوات النظامية دخلت الى مدينة كسب وتقدمت فيها من دون ان تسيطر عليها بالكامل»، مشيراً الى ان «اشتباكات لا تزال تدور فيها» عقب انسحاب غالبية مقاتلي «جبهة النصرة» والكتائب الاسلامية الليلة الماضية منها.

وأشار الى ان انسحاب غالبية مقاتلي المعارضة جاء بعد «ان تمكنت عناصر من حزب الله اللبناني (الذي يساند الجيش في عملياته) من الاستحواذ على عدد من التلال المحيطة في مدينة كسب»، لافتاً الى ان ذلك «من شأنه وضع المقاتلين بمرمى الجيش وعناصر الحزب». وأوضح عبدالرحمن ان «المقاتلين فضلوا الانسحاب على ان تتم محاصرتهم» من قبل القوات النظامية كما حدث مع بقية المقاتلين في معاقل المعارضة»، لافتاً الى «نقص في الامداد لدى مقاتلي المعارضة وتقدم عناصر حزب الله وعناصر النخبة الذين يتمتعون بخبرة كبيرة».

وبلدة كسب تعتبر استراتيجية لوقوعها قرب المعبر الوحيد مع تركيا في محافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد، والذي يقوم المقاتلون عبره بنقل جرحاهم لاسعافهم في تركيا، حليفة المعارضة. وتتهم دمشق تركيا بالتورط في معركة كسب ومساندة المجموعات المسلحة، مشيرة الى ان هذه المجموعات دخلت المدينة من الاراضي التركية.

وفي وسط البلاد، ذكرت وكالة الانباء الرسمية ان «وحدة من الجيش والقوات المسلحة اعادت الامن والاستقرار الى قرية ام شرشوح والمزارع المحيطة بها في ريف حمص بعد القضاء على المجموعات الارهابية المسلحة فيها». ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري «ان وحدات من الجيش استهدفت ايضاً تجمعات الارهابيين في مناطق تلدو والرستن».

وسيطر مقاتلو من كتائب اسلامية معارضة بينها «جبهة النصرة» على القرية في 11 الشهر الجاري. وتسيطر القوات النظامية على الغالبية العظمى من مساحة محافظة حمص (وسط)، لكن لا يزال يوجد فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، في حين تشهد مناطق اخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماة اشتباكات وعمليات كر وفر.

في دمشق، تعرضت مناطق في مدينة الزبداني لقصف بالتزامن مع استمرار المواجهات في بلدة المليحة شرق العاصمة، بحسب «المرصد» الذي افاد بسقوط صاورخي ارض – ارض على مناطق في مزارع بلدة كفر بطنا وصاروخ على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، ما ادى الى سقوط قتلى. وقال نشطاء معارضون ان سيارة انفجرت امس في دوما، متهمين تنظيم «داعش» بالوقوف وراء ذلك.

الإبراهيمي: “داعش” 10 مرات أقوى في العراق من سورية
عمان – أ ف ب
قال الوسيط العربي والدولي السابق في سورية الأخضر الإبراهيمي ان “هجوم الجماعات الجهادية في العراق هو نتيجة لعدم تحرّك المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سورية منذ أكثر من ثلاثة اعوام”.

وقال الابراهيمي الذي استقال من منصبه في أيار (مايو) الماضي بعد أقل من عامين من الجهود غير المجدية لإنهاء النزاع في سورية والذي أودى بحياة اكثر من 160 ألف قتيل، “هذه قاعدة معروفة. فلا يمكن لصراع من هذا النوع في سورية، أن يبقى محصورا داخل حدود بلد واحد”.

وأضاف في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” ان المجتمع الدولي ” أهم للأسف المشكلة السورية ولم يساعد على حلها وهذه هي النتيجة”.

وأوضح الإبراهيمي انه أبلغ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وشركائه منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بقدرات “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام” وبأنها ” أكثر نشاطاً عشر مرّات في العراق منه في سورية”.

وأضاف ان “تصرفات الجهاديين في العراق مبنية على خلفية الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة”، مؤكدا ان “السنة سيدعمون الجهاديين ليس لأنهم الجهاديون ولكن لأن عدو عدوي هو صديقي”.

ويرى المبعوث الخاص السابق أخيرا ان إيران التي أبدت استعدادها للمساعدة في بغداد، لديها “مكانتها” في المنطقة “بحكم الأمر الواقع من خلال التعاون بينها وبين الولايات المتحدة” في ما يتعلّق بالعراق.

يذكر أن مسلحين ينتمون الى “داعش” وتنظيمات أخرى بالإضافة الى عناصر من “حزب البعث” المنحل يسيطرون على مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين منذ الأربعاء، كما يفرضون سيطرتهم على مناطق أخرى في المحافظة، الواقعة شمال بغداد.

الجيش السوري استعاد كسب باللاذقية وغارات على “داعش” في الرقة والحسكة
استعاد الجيش السوري بمساعدة “حزب الله” مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية، بعد اسابيع من سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة التي تسكنها غالبية أرمنية وتقع في قلب معقل العلويين، الامر الذي يمثل انتكاسة لقوات المعارضة.

واغار سلاح الجو السوري منذ السبت على مواقع لـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وخصوصاً مدينة الرقة والحسكة المتاخمة للعراق.
وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبدالرحمن الى “انها المرة الاولى التي يكون القصف عنيفاً بهذا الشكل”، وعزا ذلك الى أن ” الدولة الاسلامية تمكنت من ادخال اسلحة ثقيلة الى سوريا وخصوصاً الدبابات وسيارات الهامر” التي تركها الجيش العراقي وراءه. وقال ان هذه الغارات تمت “بالتنسيق مع السلطات العراقية” التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة مناطق عدة في البلاد استولى عليها التنظيم في شمال البلاد، وخصوصاً الموصل.

إطلاق عدنان قصار
على صعيد آخر (و ص ف) أعلن المرصد الإفراج عن الفارس السوري السابق عدنان قصار بعد سجنه طوال 21 سنة لفوزه خلال سباق على باسل الأسد، الشقيق الراحل للرئيس بشار الأسد.
وأطلق قصار في إطار تنفيذ مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس السوري بعد إعادة انتخابه في التاسع من حزيران والذي أتاح الإفراج عن مئات المعتقلين في السجون.
ونسب رامي عبد الرحمن الى “سجين سياسي سابق في سجن صيدنايا” خبر الافراج عن قصار، موضحاً ان “قصار كان قد اعتقل في 1993 عندما كان في سباق للخيل في حضور شخصية إماراتية”. وأضاف ان “قصار تمكن من الفوز على باسل الأسد شقيق الرئيس السوري، واعتقل بعدها وزجّ به في سجن صيدنايا العسكري. وعند وفاة باسل الأسد عام 1994، أخرجه سجانوه من زنزانته واعتدوا عليه بالضرب بشكل وحشي من غير أن يعلم القصار سبب هذا الاعتداء”.
وأكد موقع “عكس السير” الالكتروني المعارض للنظام الافراج عن قصار، لكنه أوضح انه اتهم “بحيازة متفجرات ومحاولة اغتيال باسل الأسد”، مشيراً الى انه سجن “من دون محاكمة”.

بغداد تستعيد المبادرة العسكرية ضد “داعش” واشنطن تتّخذ إجراءات وطهران تستبعد تعاوناً
نجحت القوات العراقية الاحد في وقف الهجوم الذي تشنه مجموعات مسلحة في مقدمها تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) منذ نحو اسبوع وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال، فيما سيطرت القوات الكردية على احد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا. واعلنت الولايات المتحدة تحريك حاملة طائرات في اتجاه مياه الخليج استعداداً لاحتمال اطلاق عملية عسكرية لما وصفته بحماية ارواح الاميركيين او حماية المصالح الاميركية في العراق. أما ايران فقالت انها تعارض أي تدخل عسكري أجنبي في العراق واستبعدت أي تعاون مع واشنطن في ما يتعلق بهذا البلد، واشارت الى انها تدرس تقديم مساعدة لبغداد في اطار القوانين الدولية. ونشر تنظيم “داعش” مجموعة من الصور التي تظهر اعدام مقاتليه عشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين.
واذا كان زحف المجموعات المسلحة قد توقف في اتجاه بغداد فإن الحال لم تكن كذلك في محافظة نينوى بشمال العراق حيث سيطر مقاتلو “داعش” على قضاء تلعفر. وأفاد أشخاص عدة أمكن الاتصال بهم هاتفيا أن المتشددين هاجموا القضاء وسيطروا عليه بعد قتال مع قوى الأمن.
وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة تلعفر ان “مسلحين كانوا يحاولون اقتحام القضاء قصفوا مناطق فيه مما ادى الى مقتل عشرة اشخاص واصابة 40 بجروح”. وتسكن القضاء غالبية من التركمان الشيعة.

إجراءات أميركية
وبينما تتصدى القوات الحكومية العراقية لمتشددي “داعش”، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ستعزز التدابير الأمنية في سفارتها في بغداد وستنقل بعض الموظفين إلى خارج العاصمة العراقية. وأضافت أن المواطنين الأميركيين في العراق نصحوا بالتزام الحذر والحد من تحركاتهم في خمس محافظات منها الأنبار في الغرب وكركوك في الشمال. وأوضحت أن السفارة الأميركية في بغداد تراجع حاجاتها من حيث وجود طاقم العاملين ولكن ستبقى “غالبية كبيرة” من العاملين في السفارة. ولفت الى ان “بعض موظفي الأمن الإضافيين التابعين للحكومة الأميركية سيضمون إلى العاملين في بغداد. وسينقل بعض الموظفين موقتا إلى قنصليتنا العامة في كل من البصرة وأربيل وإلى وحدة دعم العراق في عمان”.
ولاحقاً اعلنت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ان الجيش الأميركي يقدم المساعدة الأمنية للسفارة الأميركية في بغداد وأن عددا قليلا من أفراد وزارة الدفاع الأميركية يعززون أمن السفارة.

المالكي
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن مدينة الموصل لم تسقط، وإن السياسيين الذين راهنوا على اسقاط العراق هم الذين سقطوا. وأضاف في كلمة امام حشد من المتطوعين في منطقة المحمودية جنوب بغداد، إن العراق وشعبه والأمة جميعا رهن اشارة المرجعية ورهن ارادة الوطن والواجب المقدس. وأكد استعادة زمام المبادرة ضد تنظيم ” داعش”. قائلا: “استعدنا المبادرة والزمام ونحن نتقدم عليهم… سنزحف على كل شبر دنسوه لنطهره من دنسهم من اقصى نقطة في الجنوب الى اقصى نقطة في الشمال”. وخاطب بعض السياسيين ممن اتهمهم بمساندة “داعش” فضلا عن بعض الدول: “إن قاتلتمونا بالغدرة والمرتزقة سنقاتلكم بالأحرار والشرفاء… هذه رسالتنا لكم”. كما خاطب المتطوعين: “مهمتكم لا تنتهي بتطهير العراق من عصابات داعش والسياسيين الداعشيين، وإنما مهمتكم تشكيل الجيش العراقي”.
في غضون ذلك، أثار محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي في حديث الى صحيفة “حريت” التركية فكرة شن الولايات المتحدة وتركيا غارات جوية على الجهاديين الذين استولوا على مدينته. وقال من منفاه في كردستان العراق في اربيل انه “يمكن ان تشن غارات جوية على قواعد المقاتلين في “الدولة الاسلامية في العراق والشام” ليس في المدن بل في المناطق غير المأهولة”.
وكان المسؤول السابق يرد على سؤال وجه اليه عما ينتظره من واشنطن وأنقرة بعد الهجوم المباغت للجهاديين الذين استولوا الاسبوع الماضي على مدينة الموصل ومناطق عراقية اخرى. لكنه عبر عن رفضه لـ”وجود جنود أجانب في منطقتنا”، وتحدث عن فكرة القيام بعمليات جوية فقط وليس برية. وندد ايضا بنهب المصرف المركزي. وأكد “انهم وزعوا 500 مليون دولار على السكان لتنظيف الشوارع وبذلك اصبح (تنظيم) الدولة الاسلامية في العراق والشام الاكثر قوة”.

“داعش” تقتاد الجنود العراقيين بالشاحنات وتعدمهم
“تويتر”
نشر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” اقوى التنظيمات الجهادية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، مجموعة من الصور التي تظهر اعدام مقاتليه لعشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين.

ونشرت هذه الصور على حساب التنظيم الخاص بمحافظة صلاح الدين على موقع “تويتر” وعلى مواقع اخرى تعنى باخبار التنظيمات الجهادية بينها “المنبر الاعلامي الجهادي” و”حنين”.

وظهرت في احدى الصور مجموعة مؤلفة من خمسة مسلحين احدهم لا يزال يطلق النار من رشاشه وهم يقفون امام نحو 50 شخصا يرتدون الزي المدني ويستلقون على بطونهم في حقل ترابي وقد قيدت ايديهم من الخلف وانتشرت بقع من الدماء فوق رؤوسهم.

وكتب تحت الصورة “تصفية المئات من قطعان الجيش الصفوي الفارين من المعارك بالزي المدني”.

وظهرت في صورة اخرى مجموعة من الاشخاص يسيرون في حقل ترابي تحت مراقبة مسلحين حمل احدهم راية تنظيم “الدولة الاسلامية” وقد وضعوا ايديهم فوق رؤوسهم بينما استلقى اخرون على بطونهم امامهم، وكتب تحت الصورة “توجه المرتدين الى حفرة هلاكهم”.

واظهرت صورة اخرى نحو 30 شخصا بالزي المدني مستلقين على الارض وبقع الدماء واضحة فوق ايديهم ورؤوسهم، وذلك قرب راية التنظيم المتطرف. وقد كتب تحت الصورة “راية دولة الاسلام تعلو على جثث الرافضة الانجاس”.

ونشر التنظيم ايضا صورا لعملية نقل عشرات المعتقلين في شاحنات صغيرة وكبيرة. وقد كتب تحتها “اعتقال المئات من قطعان الجيش الصفوي الفارين من المعارك بالزي المدني”.

ويسيطر مسلحون ينتمون الى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وتنظيمات اخرى اضافة الى عناصر من حزب البعث المنحل على مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين منذ الاربعاء، كما يفرضون سيطرتهم على مناطق اخرى في المحافظة شمال العراق.

ويسيطر هؤلاء ايضا منذ نحو اسبوع على محافظة نينوى، وكذلك على مناطق في محافظة ديالى شمال شرق بغداد وعلى مدينة الفلوجة الواقعة على بعد نحو 60 كلم الى الغرب من العاصمة بغداد.

يذكر ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي توعد الجنود العراقيين الذين يفرون من الخدمة او ينسحبون من ساحة القتال، بعقوبات قصوى تصل الى الاعدام. وذلك بعد انسحاب اعداد كبيرة من الجنود في الموصل لدى سقوطها في يد “داعش”، فاذا بالجنود العراقيين بين ناري اعدامين. انه منطق الحرب الذي لا يرحم!

طهران تأمل محاربة أميركية شاملة للإرهاب
وقفت التطورات العراقية خلال الساعات الماضية عند نقطتين مفصليتين. فبعد استعادة القوات العراقية زمام المبادرة نسبياً، ومحاولتها استعادة السيطرة على عدد من المناطق في وسط البلاد وفي شرقها التي كان مسلحو «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» قد استولوا عليها، كان إطار التعاون الخارجي مع الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب لا يزال غير واضح، ما سيبقي أي حراك على خط حلّ الأزمة المهدّدة للكيان العراقي بأكمله محكوماً على ما يبدو بمدى وبكيفية التفاعل خلال الأيام المقبلة بين هذين العنصرين.
ونجحت القوات العراقية، أمس، في وقف الهجوم الذي تشنّه مجموعات مسلحة منذ نحو أسبوع وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال..
وبدا أنه كان لزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين يوم الجمعة الماضي، إضافة إلى دعم شعبي عبر عمليات التطوع الواسعة، أثرهما في محاولة إعادة رفع المعنويات في صفوف قوات الأمن العراقية، وإعادة الإمساك بمفاصلها. وقال المالكي في سامراء «اليوم نرى مؤشراً يدل على لحمة العراقيين، فبعد فتوى المرجعية العليا بالجهاد وجعله واجباً كفائياً، وما ظهر عليه أبناء الشعب عندما تطوعوا بأعداد كبيرة جداً دفاعاً عن الوطن، إضافة إلى الموقف الموحد من قبل السياسيين والقوى الوطنية إلى جانب الجيش والشرطة، وكذلك منح مجلس الوزراء رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة صلاحيات غير محدودة، سنتمكن من طرد هؤلاء من كل شبر من أرض العراق، بلد المقدسات الذي لا يمكن أن تدنسه عصابات داعش».
من جهتها، سيطرت القوات الكردية على منفذ ربيعة الحدودي الرسمي مع سوريا بعد انسحاب قوات الجيش العراقي. وأوضح المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية جبار ياور «تسلمت قوات البشمركة السيطرة على منفذ ربيعة (محافظة نينوى) بعد سقوط الموصل في أيدي المسلحين وانسحاب الجيش».
لكن وفي منطقة قريبة، وفي حدث قد تكون له تداعيات خطيرة، نقلت وكالة «رويترز» مساء أمس، عن شهود من بلدة تلعفر قولهم إنّ متشددين مسلحين اجتاحوا البلدة الواقعة في شمال غرب العراق بعد قتال مع قوات الأمن.
في مقابل ذلك، نشر تنظيم «داعش» مجموعة من الصور التي تظهر اعدام مقاتليه لعشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين. ودانت الولايات المتحدة، أمس، المجزرة «المروعة» التي ارتكبها «داعش» في مدينة تكريت في شمال العراق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بيساكي في بيان ان «تبني الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مجزرة ارتكبت كما تقول بحق 1700 عراقي من طلبة كلية القوة الجوية في تكريت هو امر مروع وتجسيد حقيقي لمدى تعطش هؤلاء الارهابيين للدماء».
وفي الشق الآخر المحدد لمسارات الأزمة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم، أمس، إنّ بلادها تعارض «بقوة» التدخل العسكري الأميرکي في العراق، فيما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الأول، أنّ «بلاده لا يمكنها أن تفكر في التعاون مع الولايات المتحدة لإعادة الأمن للعراق إلا إذا تصدت واشنطن «لجماعات إرهابية في العراق وفي أماكن أخرى». (تفاصيل ص12)
ويأتي تصريح وزارة الخارجية الإيرانية بعد يوم على أمر وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل تحريك حاملة الطائرات «جورج اتش.دبليو. بوش» لدخول مياه الخليج واتخاذها الاستعدادات اللازمة في حال ما إذا قررت واشنطن اللجوء للخيار العسكري. وقالت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان، «سيمنح الأمر للقائد العام مرونة إضافية إذا تم اللجوء للخيارات العسكرية لحماية أرواح الأميركيين والمواطنين والمصالح الأميركية في العراق». وقال البيان إن حاملة الطائرات ستتحرك من شمال بحر العرب برفقة الطراد «فيلبين سي» المزود بصواريخ موجهة والمدمرة «تروكستون» المزودة أيضا بصواريخ موجهة.
وفي وقت لم تعلن واشنطن حسم خياراتها في الشأن العراقي، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس، أنّ مسؤولين في «القوة الجوية الخاصة» البريطانية باتوا في طريقهم إلى العراق تحضيراً لأي عملية استهداف جوي ضد مسلحي «داعش». وأشارت الصحيفة إلى أنّ المسؤولين ينتمون إلى فريق أميركي ـ بريطاني مشترك، قرر يوم الجمعة الماضي كل من وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ونظيره الأميركي جون كيري، إرساله إلى العراق. ولفتت كذلك إلى أنّ مهمة المجموعة إنشاء أهداف محتملة قبل أن يقرر الرئيس الأميركي باراك اوباما توجيه ضربات.
وفيما لم يصدر الرئيس الأميركي أي قرار بهذا الشأن حتى الساعات الأخيرة، فإنّ مجلة «فورين بوليسي» الأميركية نقلت عن مسؤول أميركي استخباري قوله إنّ الولايات المتحدة زادت عمليات جمع صور الأقمار الاصطناعية للعراق، التي ستساعد على تحديد أهداف أي ضربة.
وتتزامن هذه المعلومات مع تحذير نواب أميركيين من الحزب الجمهوري من مخاطر انهيار الوضع في العراق، معربين عن تخوفهم من أن يصبح هذا البلد «منطقة الإعداد لـ11 أيلول المقبل». وكشف موقع «ديلي بيست» الأميركي، أمس، أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، الذي كان معتقلاً في قاعدة أميركية في العراق لسنوات، وفقاً له، قال لسجانيه لحظة وداعهم وإطلاق سراحه في العام 2009: «نراكم في نيويورك». ونقل الموقع عن الجنرال كينيث كينغ قوله إنه لم يأخذ تصريح البغدادي على محمل التهديد، ليكتشف الآن بأنه كان يعني ما يقول، وأنه كان خارجاً من السجن لمواصلة القتال.
وأعلنت واشنطن، أمس، أنها سترسل تعزيزات أمنية الى محيط سفارتها في بغداد وستنقل بعضاً من موظفيها الى مواقع أخرى، وذلك رداً على تقدم المسلحين في العراق. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بيساكي إنه «بالنظر الى حالة انعدام الاستقرار والعنف في بعض انحاء العراق، فإن سفارتنا في بغداد تدرس الاجراءات الأمنية الواجب اتخاذها بالتشاور مع وزارة الخارجية. ستتم زيادة عدد الطاقم الأمني في بغداد وسيتم نقل موظفين آخرين الى أماكن أخرى موقتا». وأكد المتحدثة أن السفارة «ستواصل عملها» وستستمر في التنسيق مع القادة العراقيين «لتقديم الدعم اليهم في الوقت الذي يحاولون فيه تدعيم المسار الدستوري والتصدي للتهديدات الوشيكة». وأوضحت بيساكي أن بعضا من الموظفين في السفارة سينقلون الى القنصليتين الاميركيتين في البصرة وأربيل، او قد ينقلون الى وحدة الدعم في العاصمة الاردنية عمان.
في غضون ذلك، أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، رداً على سؤال للصحافيين أثناء زيارة إلى مدينة طرابزون التركية أمس، عن قلقه من «حرب طائفية في العراق». وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء «دوغان» إنّ «النار أحرقت كل محافظات العراق تقريباً، لم تعد المسألة على مستوى الموصل فحسب».
إلى ذلك، عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية، أمس، لبحث الأزمة العراقية وتهديدها للأمن العربي والإقليمي. وأكد بيان للجامعة بعد الاجتماع أهمية «المصالحة بين جميع الفصائل السياسية في العراق» لإنهاء الأزمة وقتال تنظيم «داعش». وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي «فعلا ما يجري في العراق الآن هو تهديد للأمن ليس فقط العربي وإنما للأمن الإقليمي. الآن الأمن الإقليمي في المنطقة مهدد. ولهذا أعتقد أن مرجعياتنا موجودة ولكن لا بد من التوافق ودراسة جوانب الموضوع كافة بالنسبة للموقف من العراق في هذه المرحلة وهذه الأزمة الراهنة».
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أنّ اجتماعا تشاوريا لوزراء الخارجية العرب سيعقد «خلال اليومين المقبلين» في مدينة جدة السعودية على هامش اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، للتباحث في تطورات الأزمة العراقية.
وفي موقف يعيد إلى الذاكرة فترة الاحتلال الأميركي للعراق، قال سفير الولايات المتحدة الأسبق في العراق ما بين العامين 2005 و2007 زلماي خليل زاد إنّ واقع العراق الآن قد تغير بعد سيطرة مقاتلي «داعش» على الموصل والأنباء الواردة عن قيامه بالدفع نحو الجنوب للعاصمة بغداد. وقال خليل زاد في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» أمس، إنّ «واقع العراق قد تغير بعد الموصل… سرعة وقوع التطورات في العراق أعادت إلى ذاكرتي أفغانستان في التسعينيات عندما كانت حركة طالبان تتصدر المشهد وتمكنت بسرعة هائلة من السيطرة على مدينة ثم الأخرى فالأخرى». وأضاف أنه «على القوات الأميركية أن تأخذ بالحسبان ليس فقط القوات العراقية وهل يمكن مساعدتهم؟ وهل يمكن أن يكونوا ذو فاعلية؟ بل عليهم أن يأخذوا بالحسبان أيضا القوات الكردية أو ما يُعرف بالبشمركة وكيف يمكن التواصل معها خلال الوقت الحالي الذي تبدو فيه بوضع أفضل حتى من قوات الجيش العراقي في ما يتعلق بالتأثير على الأمور بشمال العراق».
داخلياً، كان لافتاً أمس، موقف رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، الذي قال إنّ «الحل الوحيد لتدارك الأزمة يتطلب تطبيق المادة الدستورية التي تنص على منح المحافظات حق تشكيل اقليمها الخاص كما نص الدستور على ذلك لتتمكن من الحفاظ على امنها وتحقق استقلالية إدارية»، مشيرا إلى أن «الحلول الحالية التي يعتمدها رئيس الحكومة (نوري) المالكي غير قادرة على بسط الأمن في نينوى وصلاح الدين لأنها اصبحت غير مجدية لاقتصارها على الخيار العسكري وتجاهل الحلول السياسية».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

دمشق: العملية تنهي أوهام المنطقة الحدودية العازلة
زياد حيدر
وجه الجيش السوري ضربة للمجموعات المسلحة أمس، باسترداده مدينة كسب في ريف اللاذقية الشمالي التي كان المسلحون سيطروا عليها نهاية آذار الماضي، وقرية أم شرشوح في ريف حمص الشمالي، مستعيدا بذلك السيطرة على موقعين متقدمين سبق للمجموعات المسلحة أن استولت عليهما، في مرحلتين منفصلتين.
وأعلن متحدث باسم الجيش السوري، صباح أمس، «إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة كسب ومحيطها في ريف اللاذقية الشمالي».
وقال، في بيان، إنه «بعد سلسلة من العمليات الدقيقة الناجحة أحكمت وحدات من قواتنا المسلحة، بالتعاون مع الدفاع الوطني، السيطرة على بلدة النبعين والهيئات الأرضية الحاكمة المحيطة بها»، مشيراً إلى «الموقع الجغرافي الإستراتيجي الذي تتميز به المنطقة»، ومعتبرا أنه ينهي «أوهام» المعارضة في «محاولة تأمين منفذ بحري، وإقامة منطقة عازلة على امتداد الحدود مع تركيا».
وكانت معالم هذا التطور قد بدأت منذ أيام، بحملة جوية ومدفعية واضحة التأثير في مجمل مواقع المسلحين في المنطقة المحيطة بكسب، استولى على إثرها الجيش على أهم المرتفعات، لا سيما ما يسمى بـ«برج سيرتل» ولاحقا بلدة النبعين. واستعادة النبعين اعتبرت مؤشرا بارزا على قرب استعادة السيطرة على كسب، وذلك بعد تمكن الجيش، خلال الأسبوع الماضي، من الوصول لقمم يشار إليها بالرموز «1017» و«714» و«جبل 803».
إلا أن التقدم البري باتجاه المدينة جرى ليل أمس الأول وفجر أمس، حيث تحدثت معلومات متأخرة عن رفع العلم السوري على مبنى البلدية وسط كسب، في الوقت الذي كانت مواقع المعارضة تقول شيئا مشابها وإن بلهجة مناقضة.
وكتب مغردون مقربون من «جبهة النصرة» فجر أمس ان «الهجوم هو الأعنف منذ ستة أشهر»، مطالبين الفصائل البعيدة «بنفير عام للوصول إلى نقطة كسب بأسرع وقت ممكن».
غير أن النداء الذي صدر ليل أمس الأول، لم يلق أي صدى، بل ترافق مع انسحابات بالجملة للكتائب الموجودة في كسب التي يتجاوز عددها التسع، وبينها «جبهة النصرة»، التي كتب أحد مغرديها انه «لا يمتلك إجابات على أسباب الانهيار السريع في جبهة كسب».
وحاولت «جبهة النصرة» في هجوم مضاد، استخدمت فيه الدبابات، تعطيل اندفاع وحدات الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني لكن من دون جدوى.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جهته، إن «مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها، انسحبوا من بلدة كسب السورية الحدودية مع تركيا، والتي كانوا سيطروا عليها في آذار، وذلك أمام تقدم القوات النظامية».
وتردد أمس أن من بقي من المقاتلين في كسب وينتمون إلى «النصرة» و«أحرار الشام» و«أنصار الشام» و«أنصار الشريعة»، وبعض من «كتيبة المجاهدين الشيشان»، عاد وانسحب إلى قرية عطيرة والكبير التابعتين لناحية ربيعة الحدودية بريف اللاذقية، والتي تلقت براميل متفجرة عدة ألقاها سلاح الطيران السوري.
وأعاق الإعلان عن حالة استنفار للجيش التركي على حدوده مع سوريا، محاولة الفارين اللجوء إلى تركيا. ولاحقا تأكد إغلاق الجيش التركي جميع المعابر التي تقود إلى الأراضي التركية في وجه «حلفاء الأمس» من الكتائب التي احتلت كسب في آذار الماضي.
وربما يكون لقرار أنقرة تصنيف «جبهة النصرة» منظمة إرهابية دور في الإجراء التركي، كما في الانهيار السريع لتلك الجبهة التي، كما بدا منذ أشهر عدة، راهن الأتراك عليها بشكل فعلي، وعلى إمكانية ربطها بجبهات ريفي حلب وإدلب، وتأمين منفذ بحري للمقاتلين، رغم صعوبة تخيل نجاح الأمر، نتيجة البيئة المعادية بشدة لنشاط المعارضة، على اختلاف أشكالها، ونتيجة التواجد الكثيف لأجهزة الدولة في محيط تلك البيئة الجغرافية.
ومن بين الأسباب التي يمكن ذكرها في تقييم نجاح الجيش أمس، استقالة قائد ما يسمى بـ«المجلس العسكري في الساحل» بشار سعد الدين، مع تسعة آخرين من قادة «المجالس العسكرية» في أربع جبهات رئيسية في سوريا، بسبب «تخلف الوعود في منح السلاح والمساعدات»، ووصل صداها إلى معركة كسب أيضا، حين تخلفت بعض التشكيلات عن الدعم الفعلي لـ«أخوة السلاح»، بينها كتائب عدة منضوية تحت تسمية» الجيش الحر».
وعلق أحد نشطاء المعارضة قرب جبهة كسب بأسى بأنه «كان يفترض أن نقوم بعمل لاسترجاع (برج) السيريتل والنقاط التي سيطر عليها الجيش، لكن لم نعلم لما حدث مثل هذا الانسحاب… لم يعلم أحد لماذا الانسحاب».
ورغم أهمية الإشارة إلى أن ضغط الجيش السوري، وحصاره المنطقة منذ ثلاثة أشهر، إضافة لما ذكر عن انعدام بعدها العسكري، كانت من أسباب انحسار خطر كسب، إلا أن ثمة احتمالات إضافية ربما تتمثل في محاولة «النصرة» منع انهيار جبهات أهم، مثل الجبهة الشرقية التي يحضر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) للاستيلاء عليها بشكل كامل، في معركة ربما تبدأ في دير الزور وتقود لاحقا لمحافظة الحسكة.
وأمس ترددت أنباء عن وصول دفعة جديدة من الآليات العسكرية الأميركية التي غنمها التنظيم من معاركه في العراق، بينها مدرعات «ابرامز» إضافة إلى عربات «هامفي» وسيارات النقل المدرعة التي كانت سبقتها، وهي آليات يهيئها التنظيم في منطقة الشدادي في ريف الحسكة لمعركته المقبلة، وإن كان يمكن تبرير نقلها أيضا بمحاولة التنظيم، تحجيم احتمال استهدافها من قبل الطيران ضمن الأراضي السورية.
وتكتسب معركة المنطقة الشرقية أهمية قصوى بالنسبة إلى «النصرة» التي تهتز أركانها ومواقعها أمام ضربات الجيش السوري من جهة، واندفاعة شقيقتها في الجهاد العالمي «داعش». وتتضاءل فرص «النصرة»، في المنطقة الشرقية تحديدا، بوجه ثلاثة خصوم رئيسيين، أولهم «داعش» وثانيهم الجيش السوري، وثالثهم «وحدات الحماية الشعبية الكردية»، التي تسيطر على معبر اليعربية السوري الحدودي مع العراق، تواجهها الآن قوات «بشمركة كردية» شقيقة بسطت سيطرتها أمس على معبر ربيعة المقابل في الجهة العراقية.
لذلك بعد نتائج معركة كسب أمس، تستطيع «النصرة» أن تحصي لنفسها مواقع نفوذ أقل، كما في ريف حلب الشمالي وقسم من المدينة، وقسم من ريف إدلب، كما في ريف دير الزور في محاولة مرهقة للحفاظ على موطئ قدم هناك.
وفيما عدا قواتها في درعا حيث يمكن اعتبارها مصدر القوة الرئيسي، بقيت سيطرتها محدودة على بعض مناطق ريف حماه كما في محيط خان شيخون ومنطقة ضيقة من ريف حمص الشمالي. وأمس ضيقت قوات الجيش عليها، حين استعادت قرية أم شرشوح والمزارع المحيطة بها بعد سقوطها بأسبوع، كتمهيد للسيطرة على تلال قريبة منها، تتيح لقوات الجيش تمكين سيطرته النارية في ريف حمص الشمالي، وتعزيز رقابته لأهم مناطق تواجد المسلحين فيها لا سيما بلدات تلبيسة، والدار الكبيرة ودير معلة، وهي بلدات قالت مصادر حكومية في وقت سابق لـ«السفير» إنها تسعى لتحقيق مصالحة وطنية فيها لتجنيبها معركة مقبلة لتحرير ريف حمص الشمالي بالكامل، والذي تعتبر الرستن، مركز التجمع الرئيسي للمجموعات المسلحة.

جمعية إيرانية تعترف بـ«غسل أدمغة أطفال» في دمشق
والنظام السوري يوطّن «موالين» في أملاك المهجرين السوريين
هبـه محمد
دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبـه محمد: نشر موقع «شيعة نيوز» الإيراني مقالا باللغة الفارسية يشرح آلية عمل «جمعية كشافة الامام المهدي» التابعة لحكومة طهران والتي تنشط على الأراضي السورية ضمن مدارس اطفال العاصمة دمشق حيث تقوم الجمعية على تعليم الأطفال مباديء وطقوس المذهب الشيعي وتركز على الاطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين ستة سنوات وثماني عشرة عاما ضمن برامج خاصه وممنهجة بالاضافة الى تدريبهم على الأمور العقائدية والمذهبية، حسب ما أكد الموقع ونشر صورا تظهر اطفالا في قلب العاصمة دمشق في الزي الاسود المتعارف عليه لدى اصحاب المذهب الشيعي فضلا عن العصبة «شعار لبيك يا زينب» حسب ما وثقت الصور .
وتعتمد الجمعية الايرانية بشكل رئيسي على الأطفال والمراهقين في مدارس دمشق وكانت هذه الجمعية قد بدأت أعمالها في لبنان في ليله النصف من شعبان عام 1985.
وكان النظام السوري قد سنّ قوانين تشرعن توطين موالين له من العراق ولبنان في أملاك المهجرين السوريين الفارين جراء المعارك الدائرة في بلادهم.
القرار يطرحهُ النظام السوري بحلة اقتصادية ودواعي إنسانية تسمح لأجهزته بفتح منازل المدنيين وتأجيرها بعقود مع نظامه، فيما تعتبره المعارضة السورية المسلحة امتداداً جديدا للمقاتلين الشيعة في سوريا وتوطينهم فيها من قبل نظام دمشق بحلة مدنية وقانونية.
وكان قد اعلن النظام السوري عن عزمه البدء في مشروع يتيح لدوائره «الحكومية» فتح منازل ومحال السوريين الذين غادروا البلاد جراء المعارك الدائرة بين قواته وكتائب المعارضة السورية المسلحة، وتأجيرها بعقود تبرم مع مصادر تابعة له، والاحتفاظ بقيمة الأجور لديه إلى حين عودة المهجرين والنازحين إلى منازلهم وذلك نقلاً عن صحيفة «البعث» التابعة للنظام.
المسؤول عن هذا الملف لدى النظام السوري «كمال جنيات» وهو المستشار في محكمة النقض ورئيس اللجنة المكلفة بتسيير هذا المشروع، أعلن عبرّ وسائل اعلام النظام «جريدة البعث» أن المقترح المذكور ينطلق «من باب الحرص على فتح المنازل الآمنة والمغلقة للتخفيف من معاناة الكثير من السوريين الذين تشردوا وهلكت منازلهم، على أن يتمّ تأجير تلك المنازل بأجور تقدرها اللجنة والاحتفاظ بالأجور في صندوق خاص وتُعطى لأصحابها عند عودتهم من خلال كشوف تسليم تنظمها اللجنة».
فيما أكد أبو عدي المنسق العام لفيلق الرحمن من كتائب المعارضة السورية المسلحة لـ»القدس العربي» حصول تغيرات جذرية في سياسة النظام السوري تجاه التعامل مع الثورة السورية، تتمحور هذه التغيرات بإغراءات كبيرة يقدمها النظام للموالين له من الطائفة الشيعية الذين يستحضرهم للقتال بجانب قواته في المعارك من بعض دول مثل لبنان والعراق وإيران وأفغانستان، حيث سمح لهذه العناصر بالتملك داخل العاصمة السوريةـ دمشق، وقدم لهم تسهيلات كبيرة في أمور البيع والشراء والاستئجار، آخرها اصدار مشروع قرار يتيح فتح المنازل المغلقة والمحال التجارية في العاصمة وريفها، وتوطين الشيعة الوافدين فيها.
وأضاف المنسق العام قوله ان «الأسد بدأ في بيع العقارات للإيرانيين والعراقيين في قلب العاصمة كما يحصل في منطقة العمارة وباب توما ودمشق القديمة، والاستفادة من المبالغ الواردة في هذه الأعمال لرأب الصدع الاقتصادي المتردي في البلاد، وتقديم هذه الأموال لعناصر اللجان الشعبيةـ الشبيحة- كرواتب وحوافز على أفعالهم».
وأشار أبو عدي أن النظام السوري يلجأ إلى تقديم المعونات الغذائية والمادية لأسر العناصر الشيعية المقاتلة إلى جانب قواته وتأمين المساكن لهم، وتعويض أسرة كل من يقتل في المعارك بمبالغ تصل إلى مليون ليرة لكل قتيل، في الوقت الذي عوض قتلى الطوائف السورية التي تقاتل إلى صفة بـ «عنزة أو تيس»، وبحجــــة الدفاع عن المراقد الدينية الشيعية والمزارات والمحافظة عليها من «كتائب المعارضة المسلحة» في العاصمة السورية وضواحيها يقوم النظام السوري بترغيب الشيعة على القتال وشحنهم طائفياً للحضور إلى الداخل السوري، كما يقوم جيشه بتزويدهم بكافة الوسائل القتالية والذخائر وزجهم في معاركه فوراً.

فاتورة قتال حزب الله في سوريا ترتفع… وتساؤلات عن إمكان ارسال مقاتلين الى العراق
بيروت ـ «القدس العربي» :واصل فوج المجوقل في الجيش اللبناني عمليته الأمنية العسكرية في جرود عرسال والمناطق المجاورة، بعد أن أوقف عدداً من المطلوبين، وقامت وحداته العسكرية بتسيير دوريات في المنطقة، حيث أقامت الحواجز للتدقيق في هوية المارة بحثاً عن مطلوبين.
وجاءت هذه العملية لإغلاق مسارب المسلحين على الحدود بين البلدين، حيث تملك القوى الأمنية معلومات حول وجود مجموعات مسلحة فرّت من منطقة القلمون إلى الجرود السورية المقابلة لمنطقة عرسال، والحديث عن وجود سيارات مفخخة.
ويأتي تشديد الإجراءات الأمنية بالتزامن مع التطورات العراقية والخوف من انعكاس الصراع العراقي على خلفية مذهبية في لبنان، في ظل تساؤلات عما اذا كان حزب الله سيرسل مقاتلين من صفوفه الى العراق لتقديم المساعدة ضد داعش أو إذا كان سيرسل قوات اضافية الى سوريا لملء الفراغ الذي قد يحدثه سحب مقاتلين شيعة من العراق في سوريا.
وتأتي هذه التساؤلات في ظل ارتفاع فاتورة الدم التي يدفعها حزب الله في سوريا وآخرها في رنكوس حيث شيّع 8 قتلى في ظل حديث عن جثث جديدة ستصل للتشييع ليرتفع العدد الى حوالى 30 قتيلاً. وفي موقف من التطورات العراقية رأى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ «أميركا ومن معها من الداعمين الإقليميين والدوليين يتحمّلون مسؤولية إحضار وتمويل الإرهاب التكفيري في منطقتنا من بوابة سوريا، وهم الذين أعطوا مجالاً لتقوية الإرهاب التكفيري في العراق».
وقال « ما يجري الآن في العراق هو محاولة للتعويض عن الهزيمة الكبيرة التي لحقت بهم في سوريا، ولا بدّ من وضع حد لهم لأنّ لا حد لأهدافهم وهم ليسوا خطراً على العراق فقط إنما على كلّ المنطقة وبلدانها وعلى كلّ العالم»، لافتاً إلى أنّه «كان يمكن أن يحصل في لبنان ما حصل في الموصل لو تمكنوا في سوريا ولم تتمّ مواجهتهم بالطريقة المناسبة لكسر شوكتهم ووضع حدّ لهم».

حواجز النظام في دمشق تحولها إلى كانتونات
دمشق ـ «القدس العربي» من بسمة يوسف: خوفا من زحف الثوار باتجاهها بعد سيطرتهم على مناطق واسعة من الريف الدمشقي وبعض أحياء العاصمة، اتبع النظام سياسة تقطيع الأوصال لإحكام قبضته على جميع مخارج ومداخل الاحياء وخاصة تلك التي تحوي مقراته الأمنية عبر تكثيف الحواجز الأمنية والعسكرية فيها مما أدى إلى تقسم شوارع دمشق إلى خطين عسكري ومدني كانا السبب الرئيسي في زيادة الازدحام الخانق الذي يعاني منه معظم السكان.
فأغلب الشوارع قسمت بواسطة حواجز بيتونية الى قسمين على أحدهما تكتظ وسائل المواصلات في انتظار دورها في التفتيش حيث يقوم عناصر الحواجز برؤية هويات المواطنين وطلب دفاتر خدمة العلم للشباب الذين هم في عمر الالتحاق بصفوف الجيش مما يعرقل حركة الناشطين في المدينة خوفا من الاعتقال.
« أن تكون شابا تعيش في دمشق هذا يعني انك لا تستطيع الخروج من منزلك بدون جميع أوراقك الثبوتية ..» يقول أحمد، «نتوقف في الطريق إلى الجامعة على اكثر من خمسة حواجز .. أبرز على كل منها بطاقتي الشخصية وورقة “تأجيل الجيش» لأني طالب وفي عمر السحب الى الخدمة الإلزامية ..» كما أضاف أن نسيان الورقة قد يعرضه الى الاعتقال او الالتحاق الاجباري بصفوف جيش النظام. بدوره السيد خالد تكلم عن ازمة السير التي تعرقل حياة الكثيرين حيث وضح أنه يضطر إلى مغادرة منزله قبل ساعة ونصف للوصول إلى عمله في الوقت المحدد مع العلم أن الطريق لا يحتاج أكثر 20 دقيقة فقط في الأحوال الطبيعية كما بين حجم معاناته عند كل حاجز باعتبار أنه من اهل الريف الذين اضطروا للقدوم إلى العاصمة في ظل الأحداث الجارية حيث يطلب الحاجز المتواجد في الحي الذي يقطنه حاليا كل يوم عقد الإيجار حتى يسمح له بالمرور.
اما القسم العسكري فمخصص لمرور حالات الطواريء من سيارات الإسعاف والأمن و»الشبيحة» .. وسيارات المسؤولين وبعض أزلام النظام .
تختلف الحواجز من حي الى اخر داخل العاصمة فالأحياء التي عرف أهلها بمناوئتهم للنظام تنتشر الحواجز الأمنية بشكل مكثف فيها مضيقة بذلك على سكانها بشكل إضافي حيث لا يسمح إلا لأهلها بالدخول إليها ومن أراد القدوم زائرا فتبقى بطاقته الشخصية رهينة لدى الحاجز حتى يخرج بعد عدة ساعات وفي بعض الحالات يشترط الحاجز مدة الزيارة على القادم كما تحدثت السيدة رنا القاطنة في حي الميدان حيث يحتجز الحاجز المقام قريبا من منزلها هويات أهلها القادمين لزيارتها بعد أخذ تفاصيل منهم عن وجهتهم وعدد المدة التي سيقضونها داخل الحي .
وفي حالات أخرى يقوم عناصر الحاجز باستفزاز سكان الحي عمدا باستخدامهم عبارات نابية أو تشغيل أغانيهم الوطنية التي تؤيد في كل حرف منها بشار الأسد بمكبرات صوت لإزعاج أهل الحي. أما المناطق المتاخمة للأحياء المشتعلة فيمنع دخول كافة وسائل النقل إليها بعد الساعة السابعة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات قام النظام بتكثيف قوات الأمن في الشوارع مع زيادة في عناصر الحواجز المتواجدة في أغلب المناطق الذين تولوا مهمة نشر وتعليق اللافتات الكبيرة التي تمجد ال الأسد في كل مكان فأضحت المدينة التي كانت تشع بكل ألوان الحياة تختبيء مجبرة خلف أقنعة من الأعلام واللافتات وحيدة اللون بعد إجبار جميع التجار وأصحاب المحلات في عموم المدينة على صبغ أبواب وواجهات محلاتهم بالعلم الأحمر.
وفي سياق متصل فقد أعلى شبيحة النظام اعلامهم وأغانيهم عاليا مع رشقات متواصلة من الرصاص بعد إعلان بشار الأســــد ترشحه للرئاسة كما تم إيقاف الدوام في الجامعات الرسمية عقب إعلان الترشح .. إضافة إلى نشر ملصقات «تطالب الأسد بالترشح للرئاسة» و التي تحوي من عبارات التمجيد والتقديس له ولعائلته الكثير.

واشنطن تدين “المجزرة المروعة” لتنظيم داعش بحق جنود شيعة في تكريت
واشنطن- (أ ف ب): دانت الولايات المتحدة الأحد “المجزرة المروعة” التي ارتكبها تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في مدينة تكريت بشمال العراق وأعدم خلالها، بحسب قوله، 1700 شيعي عراقي من طلبة كلية القوة الجوية، داعية العراقيين إلى الوحدة لمواجهة هذا التنظيم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي في بيان ان “تبني الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مجزرة ارتكبتها كما تقول بحق 1700 عراقي شيعي من طلبة كلية القوة الجوية في تكريت هو امر مروع وتجسيد حقيقي لمدى تعطش هؤلاء الارهابيين للدماء”.
والجمعة اعلن تنظيم داعش في تغريدات على موقع تويتر انه قام بتصفية 1700 شيعي عراقي من طلبة كلية القوة الجوية في قاعدة سبايكر في تكريت بعدما وقعت هذه القاعدة ومعظم المدينة بين ايديه.
وقد بثت مواقع جهادية عدة مشاهد فيديو وصورا يظهر فيها مسلحو داعش وهم يقتادون المئات من الشبان العزل في تكريت، كما بثت صورا لاعدام العشرات من الاسرى بشكل جماعي. ولكن لا يمكن التحقق من مصدر مستقل من هذه الوثائق ومضمونها ولا من عدد من تمت تصفيتهم.
وبحسب حساب باسم “ولاية صلاح الدين” على موقع تويتر فقد “تمت تصفية 1700 عنصر رافضي في الجيش من اصل 2500 اما الباقي فقد تم العفو عنهم بناء على اوامر (زعيم داعش) امير المؤمنين الشيخ ابي بكر البغدادي بالعفو عن مرتدي اهل السنة”.
واضافت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيانها انه “في الوقت الذي لا يمكننا فيه ان نؤكد صحة هذه التقارير فان واحدا من الاهداف الرئيسية لداعش هو زرع الرعب في قلوب كل العراقيين وبث الفرقة الطائفية في صفوفهم”.
واكد البيان ان الادارة الأمريكية “تدين هذه التكتيكات بأشد عبارات الادانة وتقف متضامنة مع الشعب العراقي ضد اعمال العنف المروعة والعبثية هذه”.
واضافت ساكي في بيانها ان “الارهابيين القادرين على ارتكاب هكذا اعمال شنيعة هم عدو مشترك للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي”.
وتابعت “هذا يؤكد ضرورة ان يتخذ الزعماء العراقيون، من جميع الأطياف السياسية، خطوات من شأنها توحيد البلاد في مواجهة هذا التهديد”.
من جهته اجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالات هاتفية بنظرائه في كل من الأردن والامارات والسعودية وقطر، وتباحث وإياهم في التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على العراق وجارته سوريا.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية إن “الوزير كيري شدد في حديثه مع كل من نظرائه على الحاجة إلى دعم الشعبين العراقي والسوري في مواجهة الارهابيين الذين يشكلون ايضا تهديدا لدول في المنطقة وخارجها، بما في ذلك للولايات المتحدة”.
واضاف المسؤول ان كيري ناقش ايضا مع وزراء الخارجية الذين تحادث معهم “ضرورة ان يضع القادة العراقيون خلافاتهم جانبا وأن يعتمدوا نهجا منسقا وفعالا لارساء الوحدة الوطنية الضرورية لدفع البلاد إلى الأمام”.
وأكد المسؤول ان الوزير الأمريكي قرر البقاء على اتصال وثيق مع نظرائه هؤلاء، كما قرر الاتصال ببقية حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
من جهتها قالت ساكي في بيانها إن “الولايات المتحدة ستقوم بدورها لمساعدة العراق على تجاوز هذه الأزمة، ونحن نحث جميع العراقيين على التوحد ضد هذا العنف وعلى مواصلة رفض مسار الكراهية الذي تمثله داعش”.

سلاح الجو السوري يقصف مقارا للدولة الاسلامية في العراق والشام
بيروت- (أ ف ب): قصف سلاح الجو السوري مقار لتنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) بالقرب من الحدود مع العراق المجاور لسوريا الذي يشهد منذ اسبوع هجوما كبيرا لعناصر هذا التنظيم المتشدد، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان “الطيران الحربي يقوم منذ يوم السبت بقصف مقار تابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام وبخاصة مدينة الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)” المتاخمة للعراق.
واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن “بانها المرة الاولى التي يكون القصف فيها عنيفا بهذا الشكل”.
وعزا المرصد اسباب القصف لكون الدولة الاسلامية “تمكنت من ادخال اسلحة ثقيلة الى سوريا وبخاصة الدبابات وسيارات الهمر” التي تركها الجيش العراقي وراءه.
ففي الرقة، قام سلاح الطيران “بقصف منطقة مبنى المحافظة، التي يتخذها التنظيم كمقر رئيسي، ومبنى المحكمة الشرعية وقصر الضيافة” دون ان ترد معلومات عن خسائر بشرية، بحسب المرصد.
وبث ناشطون من الرقة صورا، لا يمكن لوكالة فرانس برس التاكد من صحتها، تبين حفرا واسعة امام مقار التنظيم في هذه المدينة.
واضاف المرصد ان الطيران الحربي شن غارات على مقار لداعش في مدينة الشدادي الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي.
ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هذه الغارات تمت “بالتنسيق مع السلطات العراقية” التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة عدة مناطق في البلاد قام التنظيم بالاستيلاء عليها في شمال البلاد لاسيما الموصل.
ويقول خبراء ومعارضون سوريون ان تنظيم داعش الاسلامي المتطرف يسعى في سوريا الى اقامة “دولته” في المنطقة الممتدة من الرقة شمالا الى الحدود السورية العراقية في الشرق لاقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق.
وظهر التنظيم في سوريا في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الاسد الباحثين عن أي مساعدة في قتالهم ضد القوات النظامية. الا ان هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات وسعيه الى التفرد بالسيطرة.
وتخوض فصائل المعارضة المسلحة في سوريا وبينها جبهة النصرة المتطرفة منذ كانون الثاني/ يناير معارك ضارية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذي تتهمه بتنفيذ مآرب النظام السوري وبالتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية.
وتسببت هذه المعارك التي شملت محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور (شرق) وادلب (شمال غرب) بمقتل اكثر من ستة آلاف شخص من الطرفين.

قوات إيرانية كبيرة الى ديالى… وقوات الأسد تقصف «داعش» داخل العراق
آلاف الشيعة يستجيبون لفتوى السيستاني وهجوم جوّي عراقي على البيشمركة
بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: فرضت اجواء الحرب الاهلية نفسها على العراق، مع تدفق آلاف المتطوعين من المحافظات الجنوبية الى بغداد، حاملين اسلحتهم، استجابة لفتوى آية الله علي السيستاني، بينما قالت تقارير ان نحو الفين من القوات الايرانية دخلت الى محافظة ديالى العراقية، لمواجهة قوات «داعش» التي تسعى للسيطرة على عاصمتها بعقوبة، فيما قصف سلاح الجو السوري مقار لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مناطق حدودية عراقية، وقتل ستة من قتل ستة من عناصر قوات البشمركة الكردية واصيب نحو عشرين اخرين بجروح في ضربة جوية لطائرة عراقية على رتل للقوات الكردية قرب قضاء خانقين في شرق العراق.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد السبت الماضي ان طهران مستعدة لمساعدة بغداد، فيما حذر مجلس العشائر العراقية في بيان له الأحد طهران من التدخل في الشأن العراقي، معتبرا أن تدخل إيران في العراق سيكون الخطأ الأكبر الذي ترتكبه. كما رفض تحالف العربية برئاسة صالح المطلق أي تدخل خارجي لحل الأزمة في العراق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «الطيران الحربي (السوري) يقوم منذ يوم السبت بقصف مقار للدولة الإسلامية في العراق والشام بخاصة مدينة الرقة والحسكة» المتاخمتين للعراق، وهو يشير الى تبدّل في الموقف العسكري للنظام السوري ضد التنظيم.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس ان «ستة من قوات البشمركة قتلوا واصيب نحو عشرين بجروح في قصف لطائرة عراقية استهدف في وقت متأخر من مساء السبت رتلا عسكريا كرديا» قرب قضاء خانقين على بعد نحو 150 كلم شمال شرق بغداد. واكد ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي تفاصيل الحادث وحصيلة الضحايا.
وبالنسبة للأوضاع في الموصل، فقد ذكر بعض النازحين الموجودين في بغداد من خلال اتصالاتهم بأقاربهم في الموصل، أن الحياة تعود تدريجيا الى المدينة مع اختفاء معظم المظاهر العسكرية، حيث تم ابلاغ موظفي الدوائر الحكومية بالعودة الى دوائرهم وجامعاتهم وممارسة أعمالهم الاعتيادية، كما عادت خدمات الماء والكهرباء جزئيا بعد انقطاع طويل. ولم تشهد المدينة حالات سلب واسعة نتيجة غياب الأجهزة الأمنية الحكومية عدا حالات محدودة قامت بها عصابات لسرقة بعض الدوائر الحكومية.
وأشار بعض الموجودين في الموصل الى أن داعش لا تمثل سوى قسم من التنظيمات المسلحة في المدينة، ولكنها تحاول فرض وجودها بالقوة على الآخرين، وفي هذا الاطار، وردت أخبار عن قيام تنظيم «داعش « بإعدام 12 رجل دين عند جامع الإسراء لرفضهم مبايعته.
ومن جهته وجه رئيس الوزراء نوري المالكي انذارا نهائيا الى جميع العسكريين الذين تركوا مواقعهم ومعسكراتهم للالتحاق بوحداتهم أو أقرب موقع عسكري حكومي ومنها معسكر التاجي شمالي بغداد، كما هدد المالكي خلال زيارته لمدينة سامراء باتخاذ إجراءات قاسية تجاه من أسماهم بالمتخاذلين في المعارك مع «داعش».
وفي اطار ردود الفعل على دعوة المرجع الديني السيد علي السيستاني الشيعة للتطوع مع القوات الحكومية لمقاتلة الارهاب، ناشد العلامة اللبناني علي الأمين المرجعية الدينية في النجف بأن لا تصدر فتاوى تجعلها طرفا في الصراعات الدموية الجارية، وأن دورها يحتم عليها الدعوة الى وقف سفك الدماء وإبعاد الفتن عن الناس.

الجيش السوري يسيطر على مدينة كسب
انسحاب مفاجىء لـ«جبهة النصرة»
اللاذقية ـ «القدس العربي» ـ من سليم العمر: استعاد النظام السوري السيطرة على مدينة كسب الحدودية مع تركيا في محافظة اللاذقية (غرب) بعد اسابيع من سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة التي تسكنها غالبية ارمنية امس الاحد.
ونقل التلفزيون الرسمي في شريط اخباري عاجل عن مصدر عسكري ان «وحدات من الجيش العربي السوري وبالتعاون مع الدفاع الوطني تعيد الامن والاستقرار الى مدينة كسب بريف اللاذقية».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء السبت ان مقاتلي جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) والكتائب الإسلامية المتحالفة معها انسحبوا من بلدة كسب السورية الحدودية مع تركيا والتي كانوا سيطروا عليها في آذار/مارس، وذلك أمام تقدم القوات النظامية.
وقال المرصد في رسالة عبر البريد الالكتروني «انسحبت غالبية مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية من بلدة كسب، فيما بقي فيها عدد قليل من المقاتلين».
أحد قادة انصار الشام قال لـ»القدس العربي» ان أنصار الشام لم ينسحبوا رغم قلة الذخيرة»، وقد نشر على صفحته في «فيسبوك» العبارة «كتائب أنصار الشام يعاهدون على الموت من سيبقى في مدينة كسب» عند الساعة الخامسة بعد ظهر يوم 14 حزيران/ يونيو2014.
أحد الناشطين فضل عدم ذكر اسمه يروي لـ»القدس العربي» تفاصيل ما حدث: بدأت عمليات التسلل على كافة المحاور عصر أمس الأول وشملت عمليات التسلل هذه مناطق غابات الفرلق ومنطقة النبعين وسلسلة قمم تشالما بالإضافة الى قمة النسر وبرج السيرتيل القريب من المرصد 45 ،حدث تقدم بسيط وجزئي لقوات النظام خصوصا في منطقة برج السيرتيل ومنطقة جبل النسر التي تقع مباشرة جنوبي كسب، حالة من الهلع والارتباك أصيب بها مقاتلو المعارضة المسلحة في تلك المناطق وعلى أثر ذلك بدأت بعض الكتائب بالخروج من كسب. لكن هناك من بقي في محاور الاشتباك يحاول التصدي لقوات النظام السوري وقوات حزب الله.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان انسحاب اغلبية مقاتلي المعارضة جاء بعد «ان تمكنت عناصر من حزب الله اللبناني (الذي يساند الجيش في عملياته) من الاستحواذ على عدد من التلال المحيطة بمدينة كسب»، لافتا الى ان ذلك «من شأنه وضع المقاتلين بمرمى الجيش وعناصر الحزب».

النظام يفرج عن قائد منتخب سوريا للفروسية بعد 21 عاما من الاعتقال
عدنان قصار اعتقل بذنب أنه كان أكثر مهارة من باسل الاسد
لندن ـ «القدس العربي»: أفرجت السلطات السورية، امس الاحد، عن عدنان قصار، قائد منتخب سوريا الأسبق لرياضة الفروسية بعد 21 عاماً من الاعتقال على خلفية خلاف شخصي مع باسل الأسد، الشقيق المتوفى منذ عشرين عاما لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بحسب نشطاء سوريين.
وأضاف النشطاء، في أحاديث لوكالة الأناضول، أن قصار وصل، امس، إلى منزل العائلة في العاصمة دمشق بعد 21 عاماً من الاعتقال والتعذيب في سجون النظام السوري، وذلك بموجب العفو العام الذي أصدره الأسد قبل أسبوع، وفقا لقولهم.
وأشاروا إلى أن أن قصار اعتقل عام 1993 بسبب خلاف شخصي مع باسل، النجل الأكبر لرئيس النظام السوري الراحل، حافظ الأسد، كون قصار كان أكثر مــــهارة من باسل في رياضــــة الفروسية، التي كان الاثنــــان يشتهران بممارستها، قبل أن يتوفى باسل في حادث سيارة بدمشق عام 1994، بعد عام واحد من قراره بحبس قصار.
وأوضحوا أن قصار اعتقل طوال تلك الفترة دون توجيه تهمة محددة إليه، وفشلت كافة الجهود الحقوقية الدولية والمحلية لدى بشار الأسد خلال السنوات الماضية لإطلاق سراحه.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عرضت صفحة «الحرية للكابتن عدنان قصار المعتقل منذ عام 1993 حتى الآن بدون محاكمة» صورة حديثة لقصار قالت إنها التقطت له امس بعد إطلاق سراحه ووصوله إلى منزل العائلة.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره النشطاء ولا صحة الصورة (التي يبدو فيها في العقد الخامس من عمره) من مصدر مستقل، ولا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري بسبب القيود التي يفرضها في التعامل مع الإعلام.
وحفلت صفحات للتواصل الاجتماعي على الإنترنت بخبر إطلاق سراح قصار وصوره أيام كان قائدا لمنتخب سوريا للفروسية، حيث كان يحظى بشعبية كبيرة، وحصد عددا من الجوائز في بطولات محلية وعربية.
ووحد كثير من المعـــارضين الســوريين تعليقاتهم على الخبر بعـــبارة «الفارس قصار حرٌّ وحرٌّ وحرُ».
وأصدر بشار الأسد، يوم 9 حزيران/يونيو الجاري مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح «عفو عام» عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ صدوره، بحسب وكالة أنباء النظام الرسمية (سانا).

«داعش» خططت للدولة منذ سنوات… واحتلت سوريا من الموصل
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن التقدم السريع والحاسم لقوات الدولة الإسلامية في العراق والشام حقق في يومين استراتيجية تبناها النظام وعمل عليها لعدة أعوام، وبحسب بريان فيشمان الباحث في شؤون الإرهاب «ما نراه في العراق اليوم هو نتاج لما كانت الدولة الإسلامية في العراق تنوي تحقيقه منذ إنشائها عام 2006»وهي الحاضنة الاولى لما يعرف اليوم بداعش.
وتظهر الوثائق ان التنظيم كان طامحا ويخطط أكثر مما اعتقدت إدارة أوباما وهي تعمل على تخفيض عدد القوات الامريكية من ثم الإنسحاب من العراق. فهذا التنظيم رغم ما يتميز به من قسوة ودموية لكن اهدافه لإنشاء دولة وخلافة كانت واضحة منذ البداية.
وقام التنظيم بنشر كتب وبيانات عدة بل وتقارير سنوية تظهر تقدمه نحو هذا الهدف. وتحت قيادة أبو بكر البغدادي أثبت التنظيم قدرة على عقد تحالفات والسيطرة على مناطق. وفي عام 2007 نشر التنظيم تقريرا صغيرا وضع فيه تصوره للعراق. ووصف فيشمان الباحث في قسم مكافحة الإرهاب بامريكان فاونديشين بـ «أوراق الفدرالية»وتظهر الورقة أهمية الدين على المواطنين وعندما تعود مرة ثانية وتقرأ التقرير «ترى أنهم يحققون ما يريدون» حسب فيشمان. وفي تقرير صدر في آذار/ مارس في 400 صفحة فصل عمليات التنظيم العسكرية- تفجيرات، اغتيالات ومعارك. وفي تقرير التنظيم السنوي يظهر كما يقول أليكس بيلجر من معهد دراسات الحرب أن «قيادة داعش العسكرية في العراق سيطرت على المشهد الوطني منذ عام 2012»، وأن الجماعة تعمل « كجيش وليس كفصيل إرهابي».

سوريا

ويلاحظ التقرير أثر الحرب السورية على التنظيم حيث «غزا التنظيم سوريا من الموصل قبل غزوه الموصل من سوريا».
وجاء انتصار التنظيم في الموصل بعد سنة من تعزيز سلطته في الرقة وستة أشهر من سيطرته على الفلوجة.
ويرى خبراء أمريكيون بمكافحة الإرهاب ان التنظيم استفاد من الإستراتيجية الأقليمية التي ترى في تداخل المعركة بين العراق وسوريا مما سمح لها بنقل وتحوير قدرات وقوات بشرية لتحقيق أهدافها.
وترى الصحيفة أن صعود التنظيم مرتبط بإرث الأمريكيين في العراق حيث كانت السجون الأمريكية أرضية خصبة لتخريج الجهاديين. ويظل هذا النمو جزءا من القصة لكن بقية القصة مرتبطة بالدور الذي لعبته الحكومة العراقية في إثارة غضب العرب السنة.

فساد وفساد

ومن هنا يرى المعلق باتريك كوكبيرن، في صحيفة «إندبندنت أون صنداي» أن جذور الغضب كامنة في التهميش والحرمان.
وجاء في مقاله «من الصعب التفكير بأي سابقة تاريخية انهارت بها قوات جيش مكونة من مليون رجل، بما في ذلك 14 فرقة عسكرية مباشرة بعد هجوم من قوة عدو يقدر عددها بما بين 3.000 ـ 5.000 مقاتل».
وهي عملية سحق بدون سابقة في التاريخ، يقول «كتبت سابقا في هذه الصحيفة أن قوات الأمن العراقية هي فاسدة قامت باستغلال واضطهاد السكان المحليين، وكان مهما قيام داعش في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي بتأمين السيطرة على الفلوجة بدون أي جهد قوي من الجيش العراقي لأخراجهم منها غير القصف الذي لا يميز على المدينة». وأشار إلى أن داعش نظم في آذار/ مارس الماضي عرضا عسكريا في بلدة أبو غريب المعروفة بسجنها سيء السمعة، حيث أخرجوا سريعا منها، وأخبرني صديقي أنه شعر بالصدمة والمرح عندما علم عن النبأ من القناة الإخبارية الحكومية التي أعلنت عن «نصر عظيم للقوات العراقية وهزيمتها للإرهابيين في شرق وغرب أبو غريب».
وأضاف كوكبيرن أن الفساد في الجيش حدث على كل المستويات، حيث يمكن لجنرال شراء منصب قائد فرقة بمليوني دولار أمريكي، وبعدها يستعيده من الأموال التي يحصل عليها من نقاط التفتيش، ويحصل على أتاوة من كل عربة تمر على الشارع و»أخبرني رجل أعمال قبل عدة سنوات أنه توقف عن استيراد بضائع عبر ميناء البصرة لأنها غير مربحة بسبب كمية الأموال التي يجب عليه دفعها كي يرشي المسؤولين والجنود في كل مرحلة من مراحل تخليص بضاعته، من السفينة حتى تصل إلى بغداد».
ولهذا السبب لم يظهر الجنود العراقيون أية رغبة بالقتال والموت في مواقعهم وهم يواجهون داعش، لأن أعمالهم كانت لتحقيق المال لهم ولعائلاتهم. يضاف إلى هذا أن الجنود لم يتلقوا التدريب الكافي لمواجهة العدو، فرغم التمرينات والتدريب الذي تلقوه فقد تعلموا على استخدام الكلاشينكوف والبنادق مع وجود قلة من الجنود ممن تدربوا على أساليب مكافحة الإرهاب.

قوات احتلال

يضاف إلى هذا الطريقة التي استعدى فيها الجنود السكان السنة حيث تصرفوا كقوات احتلال ولهذا كرههم الناس وخافوهم. وعليه فقوات داعش مهما كانت طبيعتها متعطشة للدماء وقاتلة إلا أن أهل الموصل فضلوهم على القوات الحكومية.
وفوق كل هذا تم حرمان وتهميش السنة، واستبعد رجالهم من الوظائف لأن الأموال كانت تنفق في أمكنة أخرى، وعادة ما كان يطرد السنة من وظائفهم فجأة ويحرمون من التقاعد لأنهم كانوا اعضاء في حزب البعث السابق.
ويضيف الكاتب أن التمييز الطائفي أصبح أمرا شائعا ضد الخمسة أو ستة ملايين سني. فقد تلقي الشرطة على سني وتعذبه حتى يعترف ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة أو حتى يعدم، وحتى لو تمت تبرئته من التهم فكانت عائلته تضطر لدفع ما بين 50.000 -100.000 دولار كي تدفع ضابطا في السجن حتى يوقع أوراق الإفراج عنه. ومن هنا فالغضب والحنق على هذه الممارسات مرتبط بما يجري اليوم، فالسنة العرب في الموصل قلقون من داعش ولكنهم يعيشون رعبا لو عاد الجيش العراقي ومارس انتقامه حالة استعادته للمدينة. فقد علمت تجارب الماضي أهالي السنة الخوف، ففي عام 2003 عندما سيطر المقاتلون على المدينة لوقت قصير أصبح كل سني عرضة للإعتقال والتعذيب والإعدام بعيدا عن أفعالهم أو تعاطفهم.
صحيح أن داعش سيطر على الموصل بعدد من المقاتلين لكن إذا حاول الجيش استعادتها فسيقوم سكان الموصل بالدفاع عنها بالألاف. ويصدق هذا على بقية مناطق السنة، صحيح أن داعش هو الذي بدأ بالهجوم لكن جماعات أخرى انضمت، فنحن الآن نشاهد انتفاضة شعبية سنية، ومن سيطروا على تكريت مدينة صدام حسين ليس مقاتلوا داعش بل الجنود السابقون في الجيش العراقي السابق.
وفي النهاية يعتمد نجاح داعش على المدى الذي سيقوم فيه بالتصرف بطريقة معتدلة مع السكان من اجل التعاون مع الجماعات العلمانية والبعثية ممن هم أعداء بغداد.
ففي الفترة ما بين 2006-2007 قامت القاعدة بتهميش السنة مما سمح للامريكيين التعاون معهم وإخراج القاعدة من مناطقهم، لكن حكومة نوري المالكي اقترفت الأسوأ فقد عذبت واضطهدت السنة بطريقة وحدتهم وبكل أطيافهم ضدها.
ومن هنا يوضح عجز الحكومة العراقية أسباب كارثة الإسبوع الماضي. فالهجوم المفاجيء لداعش هو تعبير عن طيف واسع من جماعات سنية مثل جيش النقشبندية والجماعات البعثية المختلفة، وتم التخطيط للعمليات وربما لقيت مساعدة من الضباط السنة داخل الجيش النظامي.

إدعموا إيران

ويختم بالقول أن الإنتباه تركز على ما ستقوم الولايات المتحدة بعمله مع أنها ليست اللاعب المهم في العراق كما كانت، والأهم هو كيفية رد فعل إيران التي واجهت أمريكا لمدة 6-7 سبعة أعوام للتأثير في العراق بعد الإطاحة بصدام لتخرج منتصرة.
مع أن تعاونا سريا حدث بين امريكا وإيران في مرحلة ما قبل الغزو -2003 وبعد ذلك حيث تم تعيين حكومة شيعية – كردية لمواجهة المقاومة.
ويهم العراق إيران أكثر من سوريا، ولديها القدرة لمساعدة الحكومة العراقية المحاصرة أكثر من الولايات المتحدة، كما فقد قادة الجيش وجنوده المصداقية، ويتحرك الحرس الثوري الإيراني الآن نحو بغداد من أجل إعادة تنظيم الميليشيات التي يسيطر عليها الإيرانيون، والهدف هو الدفاع عن بغداد، «ويجب على الولايات المتحدة وإيران العمل من أجل وقف ظهور الدولة السنية المتطرفة في شمال وغرب العراق وتمتد نحو سوريا». وفي قراءة لرد فعل أهل الموصل جاء في تقرير آخر.

ترحيب في الموصل

لم يرحب أهل الموصل بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بقدر ما شعروا بالإرتياح من تخلصهم من الجيش وسوء معاملته لهم ، فقد اعتبروا حسب تقرير بصحيفة «أندبندنت أون صنداي» كتبه محمد القيسي «مجرمون»، ولاحظ التقرير أن المقاتلين لم يوجهوا رسائل غاضبة للسكان بل تعليمات بمكبرات الصوت من منارات المساجد لمساعدتهم، ومن هرب من أهل الموصل هرب خوفا من انتقام الجيش العراقي الذي انهار سريعا لو عاد واستعاد المدينة، فقد شعروا بالخوف من القصف الذي قد يقود لقتل المدنيين، «ببطء بدأ الناس يخرجون من بيوتهم والعودة للشوارع، لكن الخوف من هجمات انتقامية تقوم بها الحكومة عنى أن من خرجوا فقط للحصول على المواد الأساسية».
ويقول الصحافي إن معظم المقاتلين سيطروا على مراكز الحكومة واختفت الشرطة فقط المقاتلون هم من سيطروا عليها. «كان الهجوم على الموصل متوقعا منذ وقت طويل، فللمدينة تاريخ في التفجيرات والإغتيالات، واشتكى السكان من معاملة الحكومة لهم، فقد اعتقل الناس وضربهم الجيش، والسنة مثلي أشعرتهم الحكومة أنهم مجرمين».
و»لهذا عندما وصل المقاتلون بسرعة أدهشت العالم وفتحوا الموصل، شعر الكثير من السكان أنهم تحرروا» فهم يخافون من الحكومة.
و»عندما دخلوا المدينة كان معظم المقاتلين بالزي العسكري لكنهم غيروا للزي المدني ومع ذلك يحملون السلاح». وهناك تقارير عن مقاتلين اجانب من سوريا والشيشان وافغانستان «ومن شاهدتهم جاءوا من هنا، الموصل».
ورغم حدوث قتل لرجال الشرطة لكن لم يحدث هذا على المدنيين فداعش بحاجة لدعم السكان. ولكن الشيعة الذين يعيشون في حي الكبة رفضوا تسليم أسلحتهم. ويحضر إخوانهم في بغداد للدفاع عنها.

في بغداد

وفي هذا السياق لاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» ان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أوقف تقدمه مسيرة ساعتين من العاصمة العراقية بغداد، بعد أن أحدث بلبلبة وذعرا بين سكان العاصمة الذين انشغلوا بتخزين المواد الغذائية، ومغادرة العاصمة أو الإنضمام للميليشيات الشيعية المساعدة.
وتضيف الصحيفة أن السلطات العراقية استثمرت فترة التوقف لتعزيز قوات الجيش المنهارة وتجنيد متطوعين فيما بدأ البغداديون بتخزين المواد الرئيسية مما أدى لارتقاع أسعار المواد الغذائية حيث وصل سعر أنبوبة الغاز لـ 20 دولارا من 5 دولارات قبل الأزمة.
ونقل عن المتحدث باسم الجيش العراقي قاسم عطا قوله إنه تم استعادة مناطق في محافظتي صلاح الدين ونينوى ولكن لا يوجد ما يؤكد كلامه.

مثلث السنة

وتشير الصحيفة إلى إن تقدم المقاتلين من داعش أدى لسيطرة التنظيم مناطق 220 ميل من شمال العراق و 200 ميل من غربه أي الأنبار وصحرائه حيث يسيطر داعش على مدينة الفلوجة منذ 6 أشهر.
وتشكل المنطقة ما أطلق عليه الأمريكيون أثناء احتلالهم للعراق «المثلث السني» مع أن المثلث الجديد يمتد أبعد ويصل مدينة تكريت ويضم 140 ميلا أبعد من محافظة نينوى. ولا يضم المثلث مناطق واسعة في جنوب بغداد مثل القديم أي عام 2008 حيث كان المثلث السابق يحيط بالعاصمة مما جعل السفر من وإلى بغداد مغامرة صعبة، ولكن المقاتلين استطاعوا هذه المرة تعطيل الطرق الرئيسية الثلاث التي تقود لكردستان مما أدى لقطعها عن العاصمة.
في الوقت الذي ظلت فيه مفتوحة طوال الغزو الأمريكي مع أنها كانت خطيرة.
وأضافت الصحيفة أن «المثلث السني» لم يشكل تهديدا وجوديا للبلاد أثناء الإحتلال الأمريكي مثل الوقت الحالي أو حتى سيطرتهم على العاصمة لأن القوة العسكرية الأمريكية- الجوية والبرية والمدفعية كانت كافية لصد هجماتهم وهي التي لم تعد موجودة الآن. وتقول الصحيفة «سواء تخلى المسلحون عن قرارهم بالوصول إلى بغداد أم توقفوا قليلا للتفكير في الخطوة المقبلة، فقد شعر أهل بغداد بالراحة ولكنهم لا يزالون يشعرون بالقلق، فقد توقفت ألات الصرف الآلي، ومحطات الغاز، وارتفعت اسعار البضائع، فيما تضاعفت الحجوزات على الطائرات».

حرب الرموز الطائفية

وكشف تقرير لمارتن شولوف في صحيفة «أوبزيرفر» عن الشعور بالإرتياح الذي طغى على العاصمة بغداد، فبعد حالة من الإنتظار تنفست المدينة الصعداء وعادت المقاهي تعج بالزبائن كما في السابق، وكذا مراكز تجنيد الميليشيات. ويرى أن الوضع نابع من ثلاثة خطابات تلفزيونية واحد منها ألقاه عراقي، فالاول من باراك أوباما الذي اكد أنه سيدعم العراق، وبعده حسن روحاني الذي قال إنه سيعمل كل ما بوسعه لوقف تقدم المقاتلين السنة واخيرا خطاب المرجعية الشيعية آية الله السيستاني دعا فيه الشيعة لحمل السلاح. ومن هنا تشعر بغداد أن الدعم قادم.
يقول شيخ أبو وسام السعدي في مركز تجنيد بالكرادة «سمعت الرئيس الأمريكي يتحدث ويبدو كلامه معقولا»، مضيفا «اقول شيئا آخر انه مسؤول عن هذا الوضع، فهو يرفض إرسال مقاتلات للعراق لان البارزاني حذره من هذا».
ويعلق شولوف أن مستقبل العراق يبدو اليوم بيد لاعبين غير الدولة ورعاتهم الأجانب. ونقلت الصحيفة عن بعض في المناطق الريفية أنهم أرسلوا 15.000 رجل غير مدرب للدفاع عن بغداد.
ولاحظ الكاتب مشاهد من الفورة والحماس الشيعي الممزوجة بالتطرف واضحة في العاصمة، فيما وصلت الشاحنات العسكرية التي ترفرف عليها أعلام الأئمة المحملة بأطنان من الذخائر أمام مراكز التدريب.
وبدأت بغداد التي تقاتل من جديد الحشد حول الشعارات الطائفية، ولا يوجد علم عراقي واحد كما كان قبل اسبوع، فقط أعلام الحسين والعباس هي السائدة. ويشير الكاتب أن الرد السريع على دعوة السيستاني ووعود الخارج حول الموقف من تقدم داعش لحملة مقاومة مضادة.

قاسم سليماني

ويقول إن الجيش العراقي أو ما تبقى منه الذي يحضر لمواجهة داعش لن يلعب دورا على ما يبدو في المواجهة خاصة بعد وصول الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني لتنظيم جهود الدفاع عن بغداد.
وكشفت صحيفة «صنداي تايمز» أن سليماني وصل بغداد مع 67 من مستشاريه وهو «مسؤول عن تسليح ونشر القوات والإسلحة والتخطيط للمعارك» حسب مصدر. كما وأحضر معه أسلحة خفيفة ومتوسط وصواريخ ورشاشات وكميات كبيرة من الذخيرة». وقالت الصحيفة أنه بالتساوق مع تحضيرات الإيرانيين والامريكيين وصلت ضباط باروزن من القوات البريطانية الخاصة «أس إي أس» لتحضير الظروف أمام هجمات جوية ضد داعش، وهم جزء من فريق بريطاني ـ امريكي لمكافحة الإرهاب أرسل يوم الجمعة بناء على أمر من وزير الخارجية ويليام هيغ ونظيره الأمريكي جون كيري وستكون مهمته تحديد الأهداف. هل هذا كاف؟

ما يمكن عمله؟

في افتتاحيتها قالت صحيفة «إندبندنت أون صنداي» أن القليل يمكن للخارج عمله إزاء الازمة ولكن إن فعل يجب أن لا يفاقمها. وتعود لقرار غزو العراق الذي شاركت فيه بريطانيا وجلب البؤس على العراقيين وقاد للكارثة اليوم. فمع اعترافها أنه لا معنى للحديث عن المخطيء والمصيب، وبالتأكيد كان طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الذي جر البلاد للحرب مخطيء لكن السؤال ما الذي يمكن فعله؟ وتقول إنها تعارض الحروب الحمقاء وتقف مع التدخل الليبرالي وأن اقتضى الأمر لاستخدام القوة، وهنا تقع مسؤولية المجتمع الدولي للتدخل وبطريقة واقعية ومنع العراق من الدخول في حرب أهلية.
وتحمل الصحيفة الولايات المتحدة المسؤولية، جورج بوش بتفاخره «المهمة انتهت» عام 2003 وباراك اوباما بأمنياته «تركنا وراءنا دولة ذات سيادة» (2011).
وتعترف الصحيفة أن هناك القليل مما يمكن للعالم عمله وما يمكن يجب أن ينفذ بطريقة ذكية، وفي حالة دعم الحكومة العراقية يجب أن لا يقدم على شكل أموال فما حصل عليه داعش يجعله من أغنى الجماعات الجهادية، وكذا تقديم أسلحة لن يكون نافعا بعد قيادة داعش لدبابات همفي، وهناك دور للمستشارين البريطانيين والأمريكيين لكن المالكي طلب منهم المغادرة، وبالنسبة للطائرات بدون طيار فلن تؤدي إلا زيادة الوضع سوءا.
وأفضل شيء هو أن يقوم المالكي بالإعتراف باخطائه ومحاولة حرف الميزان ضد داعش، ومع ذلك فلن يتم حل المشكلة. وترى في النهاية أن أي تدخل يجب أن يتجنب زيادة الزيت على النار.
وترى صحيفة «أوبزيرفر» في افتتاحيتها أنه يجب عدم المبالغة وتضخيم قوة داعش. فرغم كل ما تحمله تطورات الإسبوع الماضي من آثار على العراق، والعالم الخارجي ودور الأكراد إلا انها تدعو للتوقف والتفكير، فمع أن داعش حقق تقدما على الأرض إلا أن عدد قواته لا يزيد عن 7.000 مقاتل، وليس لديه أسلحة ثقيلة، ولا طائرات أو مروحيات وكلما توغل مقاتلوه في الجنوب كلما واجهوا مقاومة شديدة، صحيح أن الجيش العراقي تعرض للإهانة لكن هناك 250.000 جندي عامل، وعندما يستعيدون الموصل فلن يكون داعش في وضع يمكنه من مواجهتهم خاصة أن العراق ليس سوريا كما يقول داعش. وقللت الصحيفة من التفسيرات التي تقول إن العراق سيتفكك، مشيرة للموقف الأمريكي ومصلحة إيران في حماية المالكي، وكذا موقف الصين الداعم لحماية استثماراتها هناك، خاصة أنها لا تتدخل في القضايا الدولية، وحتى السعودية الداعم الرئيس للمقاتلين في سوريا لا يمكنها تحمل الفوضى في العراق.
وانتقدت الصحيفة مقدمي البرامج الإخبارية وعدم فهمهم للواقع خاصة أن منهم من عارض غزو العراق.
ومع ذلك ترى أن العراق يواجه تحديات مباشرة، وهي كسب السنة الذين همشتهم سياسات المالكي، فلم ينجح داعش في الموصل بسبب قوته العسكرية لكن لأنه حصل على دعم تكتيكي من شيوخ القبائل.
اما التحدي الثاني فهو منع الأكراد من الإنفصال عن عراق ما بعد صدام، وسيطرتهم السهلة على كركوك تعتبر خطوة نحو الإستقلال. أما التحدي الثالث فهو على العراقيين مساعدة أنفسهم.

“داعش” في الرقة: صفقات مع النظام وإلغاء للمعارضة
حلب ــ مصطفى محمد
خرجت محافظة الرقة السورية، الواقعة شرقي البلاد، عن سيطرة النظام السوري، مطلع العام الماضي، لتكون بذلك أولى المحافظات التي “تتحرّر” وتسيطر عليها قوات المعارضة بالكامل.

إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، “داعش”، ما لبث أن فرض سيطرته بالكامل على المدينة في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، وطرد فصائل المعارضة، وبينها “جبهة النصرة” من المدينة، بعدما كانت طرفاً في القتال معه. وبعد نشوب خلافات ومعارك شرسة بينه وبين فصائل المعارضة، ارتكب خلالها مذابح بحق فصيل “أحرار الشام” التابع لـ”الجيش الحر”، الذي كان يحاصر الفرقة 17 التابعة لقوات النظام (القوة الوحيدة المتبقية للنظام في المحافظة)، أعلنت فصائل المعارضة انسحابها، مضطرة، من الرقة التي أعلنها “داعش” ولاية تابعة له.

وبدأ تنظيم “داعش” بفرض نمط “إسلامي” متشدد على أهالي المدينة، ما أدى إلى تصاعد مطالبهم بوجوب تخليصهم من سطوة التنظيم، التي باتت تؤرق حياة الأهالي.

ويقول الحاج عبد الباري، وهو أحد أبناء الرقة، لـ”العربي الجديد”، إن الحياة في المدينة باتت أشبه بسجن كبير. وتحدّث عن جملة من التصرفات “الغريبة” التي يقوم بها “داعش” بحق المدنيين، لكنه ألقى باللائمة على قوات المعارضة لسكوتها عن احتلال “داعش” للمدينة وتصرفاته تجاه أهاليها. ورأى أن “داعش” يمثل النظام، بدليل أن الرقة، وخلافاً لبقية المدن والمناطق السورية الأخرى، لا تشهد قصفاً من قوات النظام إلا نادراً.

وأشار الحاج عبد الباري إلى حالات الاعتقال التعسفي والإعدامات الميدانية التي يتعرض لها الأهالي على يد “داعش”، فضلاً عن تدخل جهاز “الحسبة”، الذي أنشأه “داعش” في كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل الحياة اليومية في المدينة.

“داعش” والعشائر

يعود تاريخ مدينة الرقة، بحسب المصادر التاريخية، إلى عهد الدولة العباسية، وتحديداً إلى عهد الخليفة المنصور، وينتمي معظم أبنائها إلى العشائر، إذ تحكمهم جملة من العادات القبليّة المتوارثة.

ويتحدث الناشط حمود الرشيد، وهو من أبناء المدينة، عن “سياسة داعش” تجاه أهالي المدينة، إذ يقول إنه “منذ بداية دخول هذا التنظيم إلى المحافظة عَمِل على استمالة العشائر إلى صفّه عبر أساليب الترهيب والترغيب، فأغرى بعض العشائر القوية، بالمال والسلطة، كما واجه بعضها الآخر، الذي عُرف سابقاً بموالاته للنظام، بلغة التهديد والوعيد، في حين اشتغل الإعلام المناصر لـ”داعش” على تضخيم هذا الأمر، وأدخل بعض العشائر زوراً على أنها بايعت التنظيم وأصبحت تدين بالولاء له، ومن أبرزها البريج، والعفادلة، والبوسرايا”.

من جهته، ينفي الناشط إبراهيم عبد القادر، أن تكون هذه العشائر قد بايعت “داعش”. ويوضح أنّ “مَن بايع هذا التنظيم هم شيوخ العشائر فقط، بينما هناك انقسام حاد بين هؤلاء وبين أبناء عشائرهم”.

ويضيف أن “داعش عمل على تغيير بعض شيوخ العشائر، الذين لم يوافقوا على الفكر الذي يحمله”.
واعتبر أن مَن بايع التنظيم “من شيوخ العشائر هم أنفسهم مَن بايعوا النظام عندما كان يسيطر على الرقة، وفي الوقت الذي كان ينفّذ فيه عمليات إبادة منظمة بحق أبناء محافظات أخرى”.

معتقلون ومغيّبون

تقدّر مصادر، أعداد المعتقلين لدى “داعش”، من أبناء المدينة، بما يقارب ألفي معتقل. ووصل عدد حالات الإعدامات الميدانية، التي نفذها التنظيم، إلى نحو مئة حالة، وأغلب التهم الموجهة لمَن نفّذ به حكم الإعدام الانتساب لـ”الجيش الحر”.

أما على صعيد المفقودين والمغيّبين، فلا يزال الأب باولو، رجل الدين ذي الأصول الإيطالية، والمناصر للثورة السورية، مجهول المصير، وذلك منذ نحو عام، حين قدم للمدينة، وشارك في العديد من التظاهرات التي طالبت “داعش” بإطلاق سراح المعتقلين، ما أدى لاعتقاله من قبل التنظيم.

“الحسبة والخنساء”

يتسلّط جهاز “الحسبة” أو المحاسبة، التابع لـ”داعش”، على الأهالي، ويقوم باعتقالات عشوائية، ومداهمات، ويعتبر مصدر الخوف الأول لديهم. ويقوم الجهاز بتسيير دوريات لمراقبة الناس، والتأكد من عدم مخالفتهم لأي قانون من القوانين التي وضعها “داعش”، والتي تشمل اللباس الشرعي للنساء، ومنع التدخين والنرجيلة، وكذلك منع النساء من السير في شوارع الرقة من دون “محرم”، وإجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم والتوجه للصلاة في أوقاتها.

وفضلاً عن جهاز “الحسبة”، يتحدث أحد النشطاء في المدينة، والمكنى بأبي خليل، عن قيام “داعش” بتشكيل “كتيبة الخنساء”، التي تقتصر عضويتها على النساء فقط، ومهمتها الوحيدة تفتيش النساء، ومراقبتهن في حال قامت إحداهن بالتبرُّج. ويذكر أبو خليل أن هذه الكتيبة قامت بالتفتيش في مدارس الإناث، وقامت بجلد بعض الطالبات بسبب “خرقهن القوانين”. وأشار أبو خليل، إلى أن معظم أعضاء هذه الكتيبة من جنسيات غير سورية، وزوجات للمهاجرين من عناصر “داعش”.

اقتصاد يتداعى

تعتمد الرقة في اقتصادها على الزراعة والنفط. ويقوم الأهالي بريّ مزروعاتهم من نهر الفرات، ومن البحيرة التي تشكلت خلف السد. وعانت هذه المدينة، كما باقي المحافظات، من موسم جاف. وما زاد الطين بلة، هو الانخفاض الحاد في منسوب نهر الفرات والبحيرة، الأمر الذي اضطر بعض الفلاحين للإحجام عن الزراعة هذا الموسم. وأورد ناشطون صوراً لحقول تحترق، قالوا إن “داعش” قام بحرقها عمداً عقاباً لأصحابها الذين ينتمون لكتائب “الجيش الحر”.
وتقول مصادر في المدينة، لـ”العربي الجديد”، إن “داعش” ألغى بسطات الباعة الجوالين في شوارع المدينة، بينما لا يزال الموظفون العاملون لدى مؤسسات النظام على رأس عملهم، وأنهم يذهبون لمحافظة دير الزور المجاورة لتقاضي رواتبهم، إذ يقوم النظام بتحويلها إلى هناك.

من جهته، يتحدث همام الرقاوي، وهو اسم مستعار لباحث رفض الإفصاح عن اسمه الحقيقي، عن “منع داعش لأي عمل يخالف ما يعتقد أنه أحكام الشريعة الإسلامية، ولا يتطابق مع فكره”، مؤكداً أن التنظيم يمنع بيع الدخان، ويقوم “بجباية الزكاة من الأغنياء ليتم توزيعها على فقراء المدينة”.

الجدير بالذكر، أن “داعش” يسيطر بشكل كامل على حقول النفط في المنطقة، التي تقع تحت سلطة أمرائه. واستطاع التنظيم أن يستقدم “حراقات” للفيول لبيع مشتقات النفط للأهالي ولمحطات الوقود، فضلاً عن قيامه ببيع النفط إلى النظام بملايين الدولارات، بينما يعيش أبناء المدينة في عوز وفقر شديدين، بحسب ما يقول أحد أبناء المدينة.

بلير: ما يجري في العراق مخطط من داخل سوريا
نصر المجالي
خرج رئيس الحكومة البريطانية العمالية الأسبق توني بلير، بتصريحات قال فيها إن العنف الذي يشهده العراق كان مخططاً له دن داخل الحدود السورية.

نصر المجالي: قال توني بلير إن ما يجري في العراق، أمر “متوقع” وجاء نتيجة لـ”تقاعس الغرب” في حل الأزمة السورية.

وأوضح على موقعه الالكتروني: “في كل مرة نصرف النظر عن اتخاذ قرار ما، نجبر لاحقا على اتخاذ إجراء أكثر خطورة”.

ووصف بلير الفكرة التي يروج لها على أن “الأزمة الحالية كانت نتيجة لسقوط صدام حسين عام 2003 بأنها شاذة”، وقال “علينا أن نتحرر من فكرة أننا السبب وراء ذلك. لا لم نكن السبب”.

وأعرب رئيس الحكومة الأسبق عن تفهمه “لعداء الرأي العام لأي تدخل في الوقت الحالي” بسبب ما حدث في العراق وأفغانستان.

وأكد بلير أنه ” أينما ينشط المسلحون المتشددون يجب الرد عليهم بحسم وقوة ” ولكنه استدرك قائلا ” لا يعني ذلك وجود قوات أجنبية في العراق”.

وأضاف بلير أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ” اتخذ قرارا صائبا عندما وضع كل الخيارات على الطاولة فيما يتعلق بالعراق بما في ذلك شن ضربات جوية ضد المسلحين”.

إيران والإرهاب

وعلى صعيد متصل، وفي تصريحات نقلتها قناة (سكاي نيوز عربية) قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، مبعوث اللجنة الرباعية للسلام بالشرق الأوسط إنه يجب على إيران “أن تتوقف عن دعم الإرهابيين في المنطقة”، لافتا إلى أن ما يحدث في العراق الآن “تم التخطيط له وتنفيذه بواسطة متشددين أتوا من سوريا”.

وأضاف: “يجب على إيران أن تتراجع عن امتلاك أسلحة نووية، وهذا أمر لن نتنازل عنه، كما نقول للإيرانيين إن أردتم أن تلعبوا دورا إيجابيا في المنطقة فيجب أن تتوقفوا عن دعم الإرهابيين والمتشددين”.

داعش

وعن الأحداث التي يشهدها العراق بعد الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم ما يعرف بـ “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التابع لتنظيم القاعدة، قال بلير: “المتشددون الجهاديون وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هم السبب في ما يحدث بالعراق الآن، ورغم أنهم كانوا خارج اللعبة خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم تمكنوا من إعادة إحياء أنفسهم في سوريا”.

وتابع: “الهجمات الدامية التي تحدث الآن في العراق تم التخطيط لها من سوريا، لذا فإن عدم تحركنا لإيقاف الأزمة السورية سيزيد من المخاطر المحدقة بالمنطقة”.

وشدد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق على ضرورة دعم المعارضة المسلحة المعتدلة في سوريا لإنهاء الأزمة هناك، مشيرا إلى أنه في حال لم يتم ذلك، فإن “الرئيس السوري بشار الأسد سيعتقد أنه سينجح دائما في البقاء بالسلطة وإبقاء البلاد ممزقة بفضل الدعم الذي يحصل عليه من حزب الله وإيران”.

الحكومة العراقية

كما أشار بلير إلى أن الحكومة العراقية لها دور أيضا في الأحداث الدامية، قائلا: “عام 2011 كان الوضع في العراق أفضل من الآن بكثير، كانت هناك فرصة ليشكل العراقيون حكومة غير طائفية، لكن هذا لم يحدث”.

وأضاف: “يجب أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية عراقية يدعمها آية الله علي السيستاني الذي يقود الشيعة بالعراق، كما لابد وأن تحظى بدعم المجتمع الدولي”.

وعن تدخل إيران بالأحداث في العراق، قال بلير إن “إيران تلعب دورا في العراق، خاصة وأن الحكومة العراقية تريد أن تبقى البلاد مستقلة، لذا فهي تقبل بالمساعدة الخارجية لمعرفتها بخطورة الوضع”.

وشدد بلير على “الخطورة التي يشكلها هؤلاء المتشددون على الدول الأوروبية، وليس المنطقة العربية فحسب”.

المصالحة الفلسطينية

أما عن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، فاعتبر بلير أنها تلعب دورا مهما في المنطقة العربية، لسعيها إلى تحقيق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن هذا السلام هو “جزء من حل الأزمة بالمنطقة”.

وعن المصالحة الوطنية الفلسطينية، شدد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق على “ضرورة وضع إطار للمستقبل يكون داعما للفلسطينيين والإسرائيليين”، مشيرا إلى أن الوحدة الفلسطينية يجب أن تحدث “بشروط جيدة”.

سلاح الجو السوري يشن غارات مكثفة على معاقل «داعش» في الرقة والحسكة
استهدفت آليات عسكرية أميركية ثقيلة أدخلت من العراق
بيروت: «الشرق الأوسط»
للمرة الأولى، شن سلاح الجو السوري غارات عنيفة على مقرات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، في الرقة والحسكة، وذلك خلال اليومين الماضيين على خلفية «إدخال أسلحة غنمها التنظيم في معاركه ضد القوات الحكومية العراقية على الطرف الحدودي المقابل للرقة». وأكد ناشطون تنفيذ طائرات النظام أكثر من خمس غارات في المحافظة، يومي أول من أمس (السبت) وأمس (الأحد).

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف سلاح الجو السوري مقار لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالقرب من الحدود مع العراق المجاور لسوريا الذي يشهد منذ أسبوع هجوما كبيرا لعناصر هذا التنظيم المتشدد، مشيرا إلى أن الهجمات الجوية استهدفت مقار أمنية في مدينتي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) العراق، مؤكدا أنها المرة الأولى التي يكون القصف فيها عنيفا بهذا الشكل.

وبينما عزا المرصد أسباب القصف لكون الدولة الإسلامية «تمكنت من إدخال أسلحة ثقيلة إلى سوريا، خاصة الدبابات وسيارات الهامر» التي تركها الجيش العراقي وراءه، أفاد ناشطون في الرقة بوصول عدد من سيارات الهامر والدبابات الأميركية وراجمة تحمل ثلاثة صواريخ إلى مدينة الرقة من الموصل بالعراق، مساء الجمعة الماضي.

وأوضح هؤلاء أن مقاتلي «داعش» أدخلوا الأسلحة والآليات إلى مدينة الرقة، قبل ساعات قليلة من استهدافها من قبل الطيران السوري بغارات عنيفة.

ويعد القصف الجوي، الأعنف منذ سيطرة «داعش» على الرقة واتخاذها كمعقل لها، في سبتمبر (أيلول) الماضي، في حين تتمدد سيطرة التنظيم إلى ريفي حلب والحسكة، ويتقدم مقاتلوه للسيطرة على كامل مدينة دير الزور، وسط اشتباكات مع مقاتلي الجيش السوري الحر ومقاتلين إسلاميين بعضهم ينتمي إلى «جبهة النصرة».

ولم يفد مقاتلو المعارضة في دير الزور بتراجع المعارك مع تنظيم «داعش» بعد تقدمه على الضفة العراقية من الحدود، والسيطرة على مدن عراقية. فقد ظهر أن التنظيم يتخذ من مواقعه في سوريا قاعدة انطلاق ومأوى، بعد خوض المعارك في الأراضي العراقية، على ضوء ترحيل سيارات عسكرية وذخائر غنمها من العراق باتجاه سوريا، كان آخرها موكبا ضخما يضم أكثر من 50 سيارة هامر وحافلات رباعية الدفع محملة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة.

وتواصل قصف الطائرات الحربية السورية لمقار «داعش» في الرقة، حتى ظهر أمس، مستهدفا المركز الثقافي الذي يتخذه تنظيم الدولة الإسلامية «محكمة شرعية» دون وقوع إصابات. كما استهدف وسط المدينة من جهة قصر المحافظة، ومبنى الشرطة العسكرية ومبنى المحافظة وسط المدينة التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية مقرات له، إضافة إلى استهداف ناحية دبسي عفنان بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا، بحسب ما أفادت به تنسيقية «شباب الرقة» في صفحتها على موقع «فيسبوك». وأفاد المرصد السوري بأن الطيران الحربي شن غارات على مقار «داعش» في مدينة الشدادي الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي، مشيرا إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم مقاتلان اثنان من الدولة الإسلامية في العراق والشام، جراء الغارات على مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.

ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن هذه الغارات نفذت «بالتنسيق مع السلطات العراقية» التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة عدة مناطق في البلاد قام التنظيم بالاستيلاء عليها في شمال البلاد، لا سيما الموصل. ويقول خبراء ومعارضون سوريون إن تنظيم داعش الإسلامي المتطرف يسعى في سوريا إلى إقامة «دولته» في المنطقة الممتدة من الرقة شمالا إلى الحدود السورية العراقية في الشرق، لإقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق.

وظهر التنظيم في سوريا في ربيع 2013. وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الأسد الباحثين عن أي مساعدة في قتالهم ضد القوات النظامية، إلا أن هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات وسعيه إلى التفرد بالسيطرة.

وتخوض فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، وبينها جبهة النصرة المتطرفة، منذ يناير (كانون الثاني) معارك ضارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي تتهمه بتنفيذ مآرب النظام السوري، وبالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية، وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية. وتسببت هذه المعارك التي شملت محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور (شرق) وإدلب (شمال غرب) بمقتل أكثر من ستة آلاف شخص من الطرفين.

الإبراهيمي يعد أحداث العراق «غير مفاجئة» والصراع السوري لا يمكن أن يبقى محصورا داخل بلد واحد
شخصية عراقية أبلغته في نوفمبر أن نشاط «داعش» في بلده أكثر عشر مرات مما عليه في سوريا
عمان – لندن: «الشرق الأوسط»
قال الأخضر الإبراهيمي، المبعوث العربي والدولي السابق إلى سوريا، إن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق كان نتيجة لجمود المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ورأى أنه ليس من حق أحد أن يفاجأ بما حصل «لأن العراق لم يسترد عافيته أبدا بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003».

وأوضح الإبراهيمي، الذي استقال من منصبه في مايو (أيار) الماضي بعد أقل من عامين من الجهود غير المجدية لإنهاء النزاع في سوريا الذي أودى بحياة أكثر من 160 ألف قتيل، في مقابلة هاتفية مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن «هذه قاعدة معروفة، فصراع من هذا النوع (في سوريا) لا يمكن أن يبقى محصورا داخل حدود بلد واحد». وأضاف أن المجتمع الدولي «للأسف أهمل المشكلة السورية ولم يساعد على حلها وهذه هي النتيجة».

وبالنسبة للوسيط السابق في العراق بعد الغزو الأميركي – البريطاني لهذا البلد عام 2003، لا يمكن للمجتمع الدولي أن «يفاجأ» بهجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي يعد أحد أهم الجماعات الفاعلة في سوريا، على العراق.

وهذه المجموعة المعروفة بقسوتها تمكنت خلال ثلاثة أيام من السيطرة على الموصل، ثاني أكبر المدن في العراق، ومناطق واسعة أخرى من شمال ووسط البلاد، وانتقلت إلى الحدود العراقية – السورية التي يسهل اختراقها. وهي تطمح لإنشاء إمارة إسلامية بين العراق وسوريا.

وقال الدبلوماسي المخضرم إن «شخصية عراقية قالت لي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن الدولة الإسلامية في العراق والشام أكثر نشاطا عشر مرات في العراق مما هي عليه في سوريا». وأضاف: «ذكرت ذلك إلى مجلس الأمن الدولي وفي محادثاتي». وتابع أن العراق الذي يتشارك بحدود طويلة وسهلة الاختراق مع سوريا «كان مثل الجرح الكبير الذي أصيب» جراء النزاع في سوريا. وأوضح: «ليس من حقنا أن نفاجأ لأن العراق لم يسترد عافيته أبدا بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003».

وقال الإبراهيمي: «في أبريل (نيسان) 2004 قلت في بغداد إن كل عناصر الحرب الأهلية موجودة (…) في الحقيقة فقد بدأت حرب أهلية عندما سقط نظام صدام حسين. أنا لا أدافع عن صدام، كان نظاما بغيضا يجب أن يسقط، لكن الطريقة التي قام بها الغزو لم يكن لها أي مبرر». وأضاف أن «تصرفات الجهاديين في العراق مبنية على خلفية الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة».

وتابع الإبراهيمي أن «السنة سيدعمون الجهاديين ليس لأنهم جهاديون ولكن لأن عدو عدوي هو صديقي»، مشيرا إلى أن «هذا ليس في مصلحة أحد، وبالتأكيد ليس في مصلحة أهل السنة في العراق».

وردا على سؤال حول رد فعل واشنطن التي قررت إرسال حاملة طائرات إلى الخليج وطهران التي أبدت استعدادها لمساعدة بغداد دون التدخل على الأرض، أشار الإبراهيمي إلى أن هناك «تعاونا بحكم الأمر الواقع» ما بين البلدين الذين جمدا علاقاتهما الدبلوماسية منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وأضاف أن «الأمر المثالي سيكون عبر جلوس كل دول المنطقة بما فيها إيران معا ليقولوا: نحن لسنا بحاجة إلى حرب أهلية بين السنة والشيعة ويجب علينا أن نتعلم العيش معا».

وفي تعليق على استقالته من منصبه مبعوثا للأزمة السورية، قال المبعوث السابق للأمم المتحدة إنه «لا يوجد حل عسكري في سوريا». وأضاف أن «النظام السوري الذي يحرز نجاحات من الناحية العسكرية خلص إلى أنه سيحرز نصرا حاسما، ولكن أنا لست على يقين من أن هذا هو الحال. الجميع سوف يوافق في النهاية على البحث عن حل سياسي، وهذا أفضل للجميع».

مقاتل شيعي عراقي عائد من سوريا: الجيش يفتقر إلى خبرتنا
مستشار للمالكي يقر بأن تسليح المدنيين أمر خطير
أليسا جيه روبن ورود نوردلاند
عندما سمع أبو علي العقابي الثلاثاء الماضي أنباء عن سيطرة الميليشيات على الموصل، التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية، أدرك ما الذي يتعين عليه القيام به؛ فسريعا ما قام أبو علي، الذي يعد أحد القادة العراقيين الشيعة والذي كان يقاتل لحساب الرئيس السوري بشار الأسد في السنوات الأخيرة، بجمع أغراضه وغادر متجها إلى بغداد؛ حيث وصلت إليه أنباء تفيد بوصول الميليشيات بالفعل إلى الضواحي الشمالية.

قال أبو علي: «عقب استيلائهم على الموصل، قررنا العودة من سوريا من أجل دعم القوات الأمنية هنا». وصل أبو علي إلى بغداد الثلاثاء الماضي، وانضم إلى حشد متزايد من قادة الميليشيات العراقية والمقاتلين ممن يحرصون على استغلال ما لديهم من مهارات اكتسبوها خلال سنوات من القتال في سوريا ضد بعض الميليشيات السنية المشابهة لتلك الميليشيات التي تهاجم العراق. وحسب ما أفاد به أبو علي: «نحن الآن نتمتع بخبرة كبيرة فيما يتعلق بالقتال في حرب العصابات»، وأوضح أن الجيش العراقي «ليست لديه الخبرة التي تمكنه من القيام بذلك».

وبينما كان أبو علي يتحدث مساء الجمعة الماضي، احتشد مئات من الشباب الشيعة في ساحة كرة السلة بشرق بغداد من أجل التضامن معه، حيث كانوا يصطفون أمام المسؤولين عن تجنيدهم مثلهم مثل طلاب الجامعات في معرض فرص العمل. وقام المسؤولون بتسجيل أسماء هؤلاء الشباب وعناوين إقامتهم لإجراء التحريات اللازمة عنهم قبل إلحاقهم بصفوف الميليشيا.

ولم تكن هناك ميليشيا شيعية واحدة تعمل على تجنيد الشباب، بل كان هناك ما لا يقل عن أربع ميليشيات، وربما أكثر. وقد استجاب الآلاف من الشيعة للدعوة للقتال وحمل السلام التي أطلقها في وقت سابق آية الله العظمى علي السيستاني، من أجل حماية الشيعة، ودعما للحكومة الشيعية التي يرأسها نوري المالكي.

وأصابت فكرة عودة الميليشيات الشيعية كثيرين بالقشعريرة والخوف؛ إذ إن ذلك الأمر يجلب إلى الأذهان ذكريات تقشعر لها الأبدان فيما يتعلق بالحرب الطائفية التي اندلعت في العراق في الفترة من 2005 حتى عام 2008، وما ارتبط بها من أعمال تعذيب وحملات التطهير العرقي في الأحياء السكنية، فضلا عن الجثث الملقاة في نهر دجلة، والثقوب المحفورة في رؤوس الضحايا، فإذا قامت مثل تلك الحرب، فسيكون من الصعب إخمادها، ويدرك القادة الشيعة جيدا أن الميليشيات السنية على استعداد لخوض تلك الحرب.

وحتى الآن تدعي الميليشيات الشيعية التي يجري تشكيلها أنها ليست مناهضة للسنة، لكن من الواضح أنه يوجد نوع من عدم الثقة، إن لم تكن كراهية غير معلنة، والمؤشرات تعد مقلقة بالنسبة للأيام المقبلة.

مستشار لرئيس الوزراء نوري المالكي قال: «بالطبع، يعد الأمر خطيرا في حال القيام بتسليح المدنيين، لكن يجب أن يدافع الناس عن طوائفهم وأماكن وجودهم»، وأضاف موضحا أن الحكومة ترحب بتأييد آية الله علي السيستاني لها.

يعد شعور الشيعة بأهمية تشكيل ميليشيات من أجل ضمان حمايتهم مؤشرا يوحي بانزلاق البلاد إلى حالة من الفوضى، فالجيش العراقي، الذي أنفقت عليه الولايات المتحدة الأميركية نحو 20 مليار دولار في محاولة لإعادة بنائه بوصفه قوة متعددة الأعراق، تحركه الطائفية؛ بحيث أصبح غير قادر أو غير راغب في حماية المواطنين العراقيين ومحاربة أعداء الدولة العراقية بطريقة منصفة.

واليوم تعد الميليشيات الشيعية مختلفة بعض الشيء عن تلك الميليشيات النشطة التي كانت موجودة أثناء أسوأ أيام القتال الطائفي، عندما كانت الميليشيات الشيعية ترتبط إلى حد كبير بالأحزاب السياسية والدينية وتعمل بشكل منفصل، وغالبا ما تكون معارضة للجيش العراقي، أما الميليشيات الشيعية الحالية، التي كان البعض منها موجودا منذ عدة سنوات، فتعمل جنبا إلى جنب قوات الأمن بطريقة شبه متكاملة، وذلك حسب ما ذكره العديد من قادة الميليشيات.

وبينما تحدث أحد القادة عن المشكلات، الذي تمكن من خلال الهاتف من الوصول إلى أحد قواعد الجيش العراقي؛ حيث يساعد في تدريب الجنود والعمل مع القادة في استراتيجية مكافحة الإرهاب، كان يبدو كأنه متعال؛ فقد شبه هذا القائد، الذي عرف نفسه فقط باسم محمد لأسباب أمنية، الوضع بشيء أقرب إلى نظام تعاوني، ينضم بموجبه أعضاء الميليشيات إلى القوات ويدفعونهم للتمسك برأيهم وموقفهم. وأوضح، قائلا: «الذي يشهده العراق الآن ما هو إلا نسخة مما قمنا به في سوريا، فقد وضعنا الخطة، ونقترح تحرك القوات».

قتلى بسوريا والنظام يقصف تنظيم “الدولة” بالرقة
سقط العشرات بين قتيل وجريح جراء إلقاء النظام السوري براميل متفجرة على مناطق في ريف دمشق وحلب وحماة، وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 76 شخصا أمس الأحد في محافظات مختلفة، بينهم ستة أطفال وثلاث سيدات وثمانية تحت التعذيب، و25 من الجيش الحر.

وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف عدة مواقع بمدينة الرقة بينها مبنى المحافظة الذي يعتبر المقر الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وذلك بعد قصف الطيران الحربي السبت مدينة الطبْقة والمنصورة ومعدان في ريف الرقة, التي يسيطر عليها التنظيم.

من جانبه، أفاد اتحاد التنسيقيات بأن الطيران الحربي ألقى برميلين متفجرين على جرود حوش عرب بالقلمون في ريف دمشق. وأضاف أن عدد القتلى في دمشق وحدها بلغ أمس 27، بينهم طفل وامرأة.

وتحدث ناشطون عن قصف عنيف بقذائف الهاون استهدف مدينة زملكا في ريف دمشق مساء أمس، وقد أصابت إحدى القذائف منزلا سكنيا، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة واثنين من ضيوف المنزل، بالإضافة لإصابة فتاة بجروح خطيرة.

براميل متفجرة
وذكرت “سوريا مباشر” أن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على حي مساكن هنانو بمدينة حلب، وقصف بالرشاشات الثقيلة على بلدة بيانون الريف الشمالي، ما خلف جرحى.

وفي مدينة حمص، تعرض حي الوعر لانفجار وصف بالضخم جراء استهداف الجزيرة السابعة في الحي بالأسطوانات المتفجرة.

وذكر ناشطون أن برميلا متفجرا وقع على قرية العطشان في ريف حماة الشرقي، أوقع جرحى من المدنيين.

وفي ريف درعا، سقط قتلى وجرحى جراء سقوط قذائف هاون بالقرب من مركز الصم والبكم في حي الكاشف في درعا المحطة.

وأفادت “سوريا مباشر” المعارضة أن ثلاثة من عناصر كتائب المعارضة قتلوا خلال اشتباكات مع قوات النظام في حي المنشية في درعا البلد.

وأكدت كذلك مقتل 11 أغلبهم من الأطفال جراء سقوط ثلاث قذائف هاون على حي كرم رجال بمدينة جسر الشغور في ريف إدلب.

وفي كسب في ريف اللاذقية (شمال غرب) أفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة انسحبت من المدينة بعد اشتباكات مع قوات النظام. وأوضح بعض المسلحين هناك أنهم انسحبوا لنقص الذخيرة.

قصف عنيف من قوات الأسد على داعش للمرة الأولى
بيروت- فرانس برس
قصف سلاح الجو السوري مقار لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) بالقرب من الحدود مع العراق المجاور لسوريا الذي يشهد منذ أسبوع هجوماً كبيراً لعناصر هذا التنظيم المتشدد، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن “الطيران الحربي يقوم منذ يوم السبت بقصف مقار تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام، وبخاصة مدينة الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)” المتاخمة للعراق.

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن “بأنها المرة الأولى التي يكون القصف فيها عنيفاً بهذا الشكل”.
داعش يدخل أسلحة ثقيلة إلى الرقة

وعزا المرصد أسباب القصف إلى كون داعش “تمكن من ادخال أسلحة ثقيلة إلى سوريا وبخاصة الدبابات وسيارات الهمر” التي تركها الجيش العراقي وراءه. ففي الرقة، قام سلاح الطيران “بقصف منطقة مبنى المحافظة، التي يتخذها التنظيم كمقر رئيسي، ومبنى المحكمة الشرعية وقصر الضيافة” دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وبث ناشطون من الرقة صوراً، تبين حفراً واسعة أمام مقار التنظيم في هذه المدينة.

وأضاف المرصد أن الطيران الحربي شن غارات على مقار لداعش في مدينة الشدادي الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي. ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن هذه الغارات تمت “بالتنسيق مع السلطات العراقية” التي تتهيأ لشن هجوم لاستعادة عدة مناطق في البلاد قام التنظيم بالاستيلاء عليها في شمال البلاد لاسيما الموصل.

ويقول خبراء ومعارضون سوريون إن تنظيم داعش الإسلامي المتطرف يسعى في سوريا إلى إقامة “دولته” في المنطقة الممتدة من الرقة شمالاً إلى الحدود السورية العراقية في الشرق لإقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق.

وظهر التنظيم في سوريا في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الأسد الباحثين عن أي مساعدة في قتالهم ضد القوات النظامية. إلا أن هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات وسعيه إلى التفرد بالسيطرة.

وتخوض فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، وبينها جبهة النصرة المتطرفة منذ يناير، معارك ضارية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذي تتهمه بتنفيذ مآرب النظام السوري وبالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية.

وتسببت هذه المعارك التي شملت محافظات حلب والحسكة (شمال) ودير الزور (شرق) وإدلب (شمال غرب) بمقتل أكثر من 6 آلاف شخص من الطرفين.

بلير: نجاح “داعش” سببه عدم تدخل الغرب في سوريا
العربية نت
قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إن النجاح الأخير لتنظيم “داعش” وتوسعه داخل الأراضي العراقية سببه فشل الغرب في التدخل بسوريا، وليس فشل الغرب في مهمته بالعراق عام 2003 عندما أزاح صدام حسين عن الحكم في البلاد، مجدداً دعوته للتحرك عسكرياً من أجل وقف نزيف الدم في سوريا.

وفرّ مئات آلاف العراقيين من منازلهم بعد أن دخلت قوات تابعة لتنظيم “داعش” الى مدنهم، فيما تمكن مقاتلو “داعش” من السيطرة على مناطق واسعة من العراق بما فيها مدينة الموصل، وفرضوا عقوبات بالإعدام على السكان الذين يرفضون حكمهم، كما نشروا فيديو على الانترنت لرجل يقومون بقطع رأسه.

ويلقي العديدون باللوم على التدخل الغربي في العراق عام 2003، معتبرين أن دخول “داعش” يمثل فشلاً للعملية الغربية التي تم تنفيذها في ذلك الحين، إلا أن بلير يؤكد أن السبب في ما يجري اليوم هو فشل الغرب في إطلاق حرب ثانية لإنهاء الصراع الحالي في سوريا.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا على وشك تنفيذ هجمات جوية تستهدف النظام السوري وذلك رداً على استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين في ذلك الحين، إلا أن البرلمان البريطاني صوّت ضد مشاركة لندن في العملية، وهو ما أدى الى تراجع الولايات المتحدة أيضاً عن تنفيذ العملية.

ورغم أن أوباما كان قد تعهد للناخبين الأميركيين بالخروج من العراق وإنهاء أي أعمال عسكرية هناك، إلا أنه تعهّد أخيراً بالتحرك من أجل وقف تقدم قوات “داعش” داخل الأراضي العراقية، على أن التحرك سيتضمن توجيه ضربات جوية تستهدف “داعش” خلال الايام المقبلة.

ويقول بلير إن الربط بين حالة عدم الاستقرار الراهنة في العراق وبين التدخل العسكري في عام 2003 يعتبر أمراً “شاذاً وغريباً”.

وأضاف في مقالة مطولة على موقعه الالكتروني: “إنها قراءة غريبة لما يجري في الشرق الأوسط اليوم، الزعم بأن إزاحة صدام حسين هي السبب في الأزمة الراهنة”.

وأضاف: “كان على الدول أن تواجه المتطرفين بحزم وقوة، والعواقب الآن ستكون أسوأ إذا لم يفعلوا شيئاً”.

من جهته قال عضو في البرلمان البريطاني لصحيفة “هافنغتون بوست” البريطانية الالكترونية إن رفض الربط بين تمرد الاسلاميين المتطرفين، وبين حرب عام 2003 يمثل حالة من “انعدام المسؤولية الفاضح”.

وبحسب ما يقول بلير فإن العراق كان “في خطر قاتل” عندما قرر الغرب التدخل هناك، أما الأزمة الراهنة فسببها الحكومة الطائفية الحالية في بغداد والتي جعلت المسلمين السُّنة ينفرون منها، إضافة الى توسع الحرب في سوريا بعد أن استمرت أكثر من ثلاث سنوات.

وقال بلير إن القاعدة “ضربت بقوة” في العراق سواءً الآن أو خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن حكومة بغداد أضاعت الفرصة التي كانت سانحة لتحقيق السلام.

وتابع الرجل الذي يعتبر من أشهر ساسة بريطانيا اليوم: “كان الجميع يجادل عندما كان بمقدورنا اتخاذ قرارات مبكرة، أما الآن فإن كل الخيارات المتاحة أصبحت قبيحة جداً”.

وانتهى بلير الى القول: “علينا أن نضع خلافات الماضي جانباً ونتحرك فوراً من أجل الحفاظ على المستقبل، فحيث يوجد متشددون يقاتلون علينا أن نقاومهم وبقوة”، إلا أنه استدرك: “هذا لا يعني التدخل مجدداً، ولكن هناك أجوبة كثيرة نستطيع أن نقدمها وتكون أقل من ذلك.. هم بحاجة لأن يعرفوا أنه أينما كان الإرهاب فإننا سنضربه”.

ورأى أن الانتهاكات التي ارتكبها العراق في سوريا كانت مخططة ومعدة سلفاً ولها تأثير يمكن أن نتوقعه وهو انفجار التطرف.

قتلى بغارات على حلب وحماة وريف دمشق
استهدف طيران الجيش السوري مناطق عدة خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظات دمشق وريفها وحلب وحماة مما أوقع عشرات الضحايا، حسب ما ذكرت مصادر الاثنين.

وبالتزامن مع الغارات الجوية، استمرت المواجهات بين القوات الحكومية مدعومة بميليشيات موالية وفصائل المعارضة على عدة جبهات، ولاسيما في ريف حمص وسط سوريا.

وقال “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” إن طائرات حربية ألقت براميل متفجرة على السكن الشعبي في حي الأشرفية بمدينة حلب، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين.

كما شنت الطائرات، وفقا للمصدر نفسه، سلسلة غارات على بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية بريف العاصمة، بينما تعرض حي جوبر بدمشق للاستهداف بالبراميل المتفجرة.

وفي ريفي حماة الشمالي والغربي، ذكرت “شبكة سوريا مباشر” أن عددا من الأشخاص قتلوا وأصيبوا جراء الغارات التي استهدفت بلدات العطشان والحواش وجسر بيت الراس.

وعلى صعيد المواجهات بين طرفي النزاع، قتل عناصر من القوات الحكومية في كمين للجيش الحر استهدف رتلا عسكريا بين مدينة تدمر وعقيربات بريـف حمص الشـرقي، حسب ناشطين.

وقال “مركز صدى الإعلامي” المعارض إن الكمين أسفر أيضا عن تدمير آليات عسكرية، مضيفا أن مقاتلين من المعارضة تمكنوا من السيطرة على حقل الشاعر النفطي بشرق حمص.

واندلعت اشتباكات، وصفت بالعنيفة، بين الجيش الحر والقوات الحكومية التي كانت تحاول اقتحام بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي، وفق ما أعلنت “الهيئة العامة للثورة السورية”.

وكانت معارك الأحد شهدت تقدما للقوات الحكومية في ريف اللاذقية، حيث تمكنت مدعومة من حزب الله اللبناني ومسلحين عرب وإيرانيين من استعادة السيطرة على بلدة كسب ونبع المر وتلال في جبلي تشالما والنسر.

الجيش الحر لـ آكي: داعش أوشكت على الانهيار في سورية وأنقذها المالكي
روما (16 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفى ناطق باسم هيئة أركان الجيش السوري الحر أن تكون الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قد أوقفت القتال في سورية، وأكّد وصول دعم كبير لداعش من العراق، وشدد على أن هذا التنظيم الإرهابي أوشك على الانهيار في سورية قبل أن يسارع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لإسعافه بافتعال أحداث في الموصل وانسحاب الجيش العراقي منها

وقال الناطق باسم هيئة الأركان للجبهة الشرقية (المعارضة) عمر أبو ليلى، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “هذا الكلام غير دقيق، ولم تتوقف المعارك مع الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حتى هذه اللحظة، في كل أنحاء الريف الشرقي لدير الزور الذي يشهد اشتباكات وخصوصاً في المنطقة القريبة من قرية جديد عكيدات ومدينة البصيرة والقرى المحيطة بها والتي تستميت داعش للسيطرة عليها، وقد حاولت ولعشرات المرات ولم تنجح بسبب تصدي الثوار لها” حسب تأكيده

وكانت أنباء تحدثت عن تعليق الجناح السوري للدولة الإسلامية في العراق والشام القتال في سورية إلى أن يجلب أسلحة من التي استولى عليها في العراق، ورجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون الدولة الإسلامية قد عقدت هدنة مع كتائب المعارضة في شمال شرق سورية بعد اجتياح الموصل

وفيما إن كانت هناك مظاهر عن نيّة الدولة الإسلامية (داعش) للانتقال للعراق، أو وجود أي تغيرات في تحصيناتها شمال شرق سورية، قال أبو ليلى “داعش ليست بحاجة للانتقال إلى العراق أكثر ما هي تحتاج لإيصال واستيراد الدعم بينها وبين مركزها الأساسي في العراق، فالمعارك الدائرة اليوم في الشرقية إنما تدل على أنهم يريدون وصل دير الزور بالموصل والأراضي العراقية التي تعدّ المركز الأساسي لهم، لذلك هم يريدون توسعة البقعة الجغرافية التي يسعون إليها من خلال السيطرة على محافظة دير الزور التي تعتبر السلة الغذائية في سورية، والتي تحتوي في الوقت ذاته على ثروات هامة كالنفط والغاز وسواهما” حسب قوله

ونفى المتحدث باسم الجبهة الشرقية بسورية أن تكون جبهة النصرة قد قامت بالإطاحة بالخط الحدودي بين سورية والعراق، وقال إن “النصرة لم تفتح أي خط حدودي بين سورية والعراق، بل كان هروب جيش المالكي البوابة لدخول ما دخل إلى سورية، بالإضافة إلى أن المعبر الذين يسيطر عليه الثوار في البوكمال هو معبر مغلق منذ أن سيطر عليه الجيش الحر نهاية عام2012” وفق توضيحه

وعن تدفق مقاتلين عراقيين من العراق إلى سورية قال “دخل دعم لداعش في الفترة الأخيرة حينما حدث ما حدث في الموصل، والدعم الذي دخل إلى سورية يشمل مقاتلي داعش فقط، وهذا ما تحتاجه هذه الأخيرة”، وبشكل خاص “بعد تعرضها لخسائر فادحة في معركتها الأخيرة ضد الثوار في المنطقة الشرقية”، لذلك “نعتبر أحداث الموصل وما حدث في العراق قصة مكشوفة ومفهومة للجميع تتمثل بتواطئ المالكي وميليشياته لإسعاف تنظيم البغدادي الذي أوشك أن يصل إلى رمقه الأخير في سورية وكي لا ينهار هذا التنظيم” وفق ذكره

ونفى أبو ليلى وصول لاجئين من العراق إلى سورية وأشار إلى إن اللاجئين العراقيين تدفقوا إلى تركيا وإلى مناطق أخرى في العراق وقال “أغلب من نزح من العراق نزحوا باتجاه تركيا ولم يُسجّل في محافظة دير الزور أي حالة نزوح من العراق، علماً بأن المنطقة الحدودية وأخص بالذكر البوكمال والقرى القريبة من الحدود مستعدة لاستقبال الأهالي من الشعب العراقي الذين هربوا من بطش دولة البغدادي وظلمها” وفق قوله

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى