أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 17 آب 2015

 

 

 

مجازر النظام من دوما إلى بردى تحصد مئة قتيل

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

ارتكب الطيران السوري سلسلة مجازر امس، تجاوز عدد ضحاياها المئة، أحدها في الغوطة الشرقية لدمشق اسفرت عن مقتل اكثر من 82 مدنياً بينهم اطفال وجرح 250 آخرين بعد انهيار المفاوضات بين وفد ايراني ومقاتلي المعارضة في اسطنبول للوصول الى هدنة دائمة في الزبداني شمال غربي العاصمة وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف ادلب على خلفية رفض «احرار الشام الإسلامية» إفراغ الزبداني من اهلها ونقل ابناء البلدتين من ريف ادلب الى ريف حمص. وتزامن القصف العنيف مع زيارة مسؤول دولي الى دمشق وسط انباء عن افراج النظام عن سليمان نجل هلال ابن عم الرئيس بشار الأسد بعد ايام على اعتقاله. .

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان عدد ضحايا الغارات على سوق شعبية في مدينة دوما شرق دمشق بلغ 82 بينهم أطفال وإصابة أكثر من 250 بجروح. وأشار «المرصد» الى ان العدد «مرشح للارتفاع بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان «المعلومات الأولية تفيد بأن غالبية القتلى من المدنيين». وأوضح ان «الناس تجمعت بعد الضربة الأولى من اجل اخلاء الجرحى ثم توالت الضربات».

وبث ناشطون شريط فيديو على الإنترنت اظهر الموقع عقب الهجمات وبدت فيه آثار الركام إضافة الى شظايا ومخلفات معدنية. كما اظهرت الصور تهدم بعض الواجهات من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت رأساً على عقب وسط الأنقاض.

ودوما هي ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام. ويعاني عشرات آلاف السكان في هذه المنطقة من شح في المواد الغذائية والأدوية.

على صعيد متصل، ارتفع إلى 15 بينهم 6 أطفال عدد القتلى في مجزرة نفذتها طائرات النظام المروحية، إثر استهدافها بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية عين الفيجة بوادي بردى في ريف دمشق، وفق «المرصد» الذي تحدث ايضاً عن استمرار المعارك بين الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري و «حزب الله» من جهة ومقاتلين محليين في الزبداني بعد انهيار مفاوضات التهدئة بسبب رفض مقاتلي المعارضة طلب الوفد الإيراني نقل اهالي من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الى مدينة القصير الخاصعة لسيطرة «حزب الله» في ريف حمص وخروج اهالي الزبداني، مقابل سماح قوات النظام بخروج مقاتلي المعارضة من الزبداني الى القلمون.

وأوضح «المرصد» امس ان الطيران شن غارتين على الأقل استهدفتا مناطق في مدينة ادلب، ما أدى الى مقتل 10 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح، وعدد القتلى مرشح للارتفاع بسب وجود جرحى في حالات خطرة، لافتاً الى قصف الفصائل الإسلامية بعشرات القذائف والصواريخ مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا.

وتتزامن الغارات مع اول زيارة يقوم بها ستيفن اوبراين مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة الى سورية منذ توليه منصبه في ايار (مايو) خلفاً لفاليري اموس. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن اوبراين التقى وزير الخارجية وليد المعلم لـ «تكوين تصور واقعي عن احتياجات الحكومة السورية والوضع على الأرض وجهودها للاستجابة لاحتياجات الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية».

وتزامناً مع ذلك افرجت «جبهة النصرة» عن سبعة مقاتلين خطفتهم منذ اكثر من اسبوعين كانوا تلقوا تدريبات اميركية في تركيا، وفق بيان نشر امس. وينتمي هؤلاء الى مجموعة من 54 عنصراً من «الفرقة 30» تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا، واجتازوا منتصف تموز (يوليو) الحدود الى سورية لمحاربة تنظيم «داعش»

الى ذلك، أفادت «تنسيقية بسنادا» بأن السلطات السورية افرجت عن سليمان الأسد، بعدما اعتقلته بسبب اتهامه الأسبوع الماضي بقتل ضابط في الجيش النظامي في اللاذقية على خلفية خلاف على أولوية المرور. وأضافت التنسيقية على صفحتها في «فايسبوك» امس ان السلطات افرجت عن سليمان لأنه «يعاني من مرض نفسي وإنه مدمن مخدرات وستعمل الجهات الطبية المختصة على معالجته خارج السجن».

 

«جبهة النصرة» تفرج عن مقاتلين سوريين دربتهم واشنطن

بيروت – أ ف ب

أفرجت «جبهة النصرة» اليوم (الأحد) ذراع القاعدة في سورية عن سبعة من مقاتلين خطفتهم منذ أكثر من أسبوعين كانوا تلقوا تدريبات أميركية في تركيا، وفق البيان.

وينتمي هؤلاء إلى مجموعة مكونة من 54 عنصراً من «الفرقة 30» تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا واجتازوا منتصف تموز (يوليو) الماضي الحدود إلى سورية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وكانت «جبهة النصرة» خطفت ثمانية من «الفرقة 30» بينهم قائدها العقيد نديم الحسن، ثم خطفت خمسة آخرين في ريف حلب الشمالي، فيما قتل ثلاثة خلال اشتباكات مع التنظيم.

وذكرت الفرقة في بيان، أنه «تم الإفراج عن سبعة مقاتلين من عناصر الفرقة 30 الذين كانوا معتقلين عند الإخوة في جبهة النصرة»، مضيفاً «نثمن هذه الخطوة النبيلة من قبل الإخوة في جبهة النصرة، ونأمل منهم في الساعات المقبلة بالإفراج عن قائد الفرقة ورفاقه». ولم يحدد في أي منطقة تم الإفراج عن المقاتلين.

واتهمت «جبهة النصرة» عند تبنيها عملية الاختطاف المقاتلين أنهم «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أميركا في المنطقة». ولم تعلن الجبهة من جهتها عن عملية الإفراج.

ووقعت الولايات المتحدة وتركيا في شباط (فبراير) الماضي بأنقرة على اتفاق لتدريب وتجهيز معارضين سوريين معتدلين في تركيا. وأعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر في السابع من تموز(يوليو) الماضي أن تدريب واشنطن لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة يهدف للتصدي لتنظيم «داعش».

 

«خلية العبدلي» تكشف عن سباق بين «حزب الله» و«داعش» لاستقطاب الخليجيين

الدمام – بدر الشهري

فيما يواصل تنظيم «داعش» تجنيد عناصر في دول الخليج لتنفيذ عملياته الإرهابية، بات «حزب الله» اللبناني – طبقاً لمحققين – المنافس الرئيس للتنظيم في تجنيد خلايا من أبناء المنطقة، بينهم فنانون ومثقفون، اتضح لبعضهم صلة بالحرس الثوري الإيراني. ورجحت مصادر مطلعة تورط مجموعة من أبناء دول مجلس التعاون في ما يعرف بـ«خلية العبدلي» التابعة لتنظيم «حزب الله». وأشارت إلى أن العملية التي شهدتها منطقة العدان في الكويت أول من أمس، تأتي امتداداً للعملية التي نُفذت الأسبوع الماضي، واصفة الإنجاز الذي حققته قوى الأمن الكويتي أخيراً برأس جبل الثلج، ووصفت الأيام المقبلة بـ«الثقيلة جداً» على «حزب الله» وعناصره في الخليج. ويتوقع أن تتسع دائرة الضبطيات في أكثر من موقع، إضافة إلى عمليات توقيف متورطين في الكويت والبحرين والسعودية، وذلك من خلال التنسيق الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة أن بين تلك العناصر مجموعة من الفنانين والمثقفين ذوي العلاقة بـ«حزب الله» والحرس الثوري الإيراني.

وعدت المصادر تجنيد أبناء دول مجلس التعاون لمصلحة الحرس الثوري الإيراني بالمكسب الكبير، وذلك لسهولة انتقالهم بين دول المجلس من دون تأشيرات دخول أو خروج، في حين لا يمنع ذلك وجود عناصر أجنبية كاللبنانية أو الإيرانية التابعة للتنظيم، كالتي تم توقيفها أخيراً ضمن «خلية العبدلي».

من جهة ثانية، تواصل قوى الأمن الكويتية تحقيقاتها، وعمليات تمشيط أمني واسعة للكشف عن مضبوطات وخلايا نائمة تابعة لـ«حزب الله»، فبعد كشف «خلية العبدلي» نهاية الأسبوع الماضي، ضبطت العناصر الأمنية أول من أمس مجموعة من الأسلحة والخرائط وأجهزة الاتصال اللاسلكية في أحد المنازل في منطقة العدان. ولم تصدر وزارة الداخلية الكويتية بياناً في شأن هذه العملية.

ووصف رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي عمليات التجنيد التي تمت لعناصر من «حزب الله» في دول مجلس التعاون، بالنتيجة الحتمية لعمل استخباري قام به «حزب الله» الذي يعد أحد أذرعة الحرس الثوري الإيراني خلال فترة ليست قصيرة. إضافة إلى مواكبته وسائل التواصل الحديثة من خلال 25 قناة فضائية تمولها إيران وتبث محتواها باللغات العربية والإنكليزية والإسبانية. وقال: «هناك غرف عمليات تدار من إيران على مدار الساعة، بنظام النوبات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، باللغة العربية، وتستهدف دول الخليج وتقوم في الوقت ذاته بتجنيد عناصرها من خلالها». وطالب بجهد خليجي مشترك وخطاب إعلامي موحد تجاه إيران».

 

الحلفاء يسحبون الـ «باتريوت» من تركيا

أنقرة – يوسف الشريف

في وقت كانت أنقرة لا تزال تستفسر عن سبب إعلان برلين نيتها سحب بطاريات «باتريوت» التي نصبتها في جنوب شرقي تركيا منذ العام 2013، أتى إعلان واشنطن عن خطوة مشابهة، على رغم أن الاتفاق بين أنقرة وحليفيها «الأطلسيين» ينص على بقاء البطاريات مبدئياً لغاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، مع الأخذ في الاعتبار احتمال تمديد نشرها اذا اقتضت الظروف.

وفي وقت أصدرت الخارجية التركية بياناً اكدت فيه إن الخطوتين تمّتا بعلمها وبالتنسيق معها، من دون ذكر الأسباب، اشارت تسريبات إعلامية الى أن الولايات المتحدة سحبت صواريخها لتحديثها وأنها على استعداد لإعادتها الى تركيا خلال أسبوع. أما ألمانيا فأوضحت انها ستسحب صواريخها لـ «انتفاء التهديدات» لتركيا.

ورجحت مصادر ديبلوماسية وتقارير ارتباط ذلك بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران أخيراً، اضافة الى خلاف بين أنقرة وحلفائها الغربيين الراغبين في التمييز بين «داعش» و»حزب العمال الكردستاني»، الأمر الذي ترفضه أنقرة، اضافة الى علاقة الأخيرة بتنظيمي «النصرة» و»أحرار الشام».

ويأتي التباين التركي – الغربي بعد الحملة التي شنتها أنقرة ضد مواقع «الكردستاني» في شمال العراق والتي اعتبرتها واشنطن وبعض دول حلف الأطلسي «مراوغة» من جانب تركيا التي حصلت على دعم الغرب لضرب «داعش»، فاستغلته لمهاجمة «الكردستاني». ويسجل في شكل شبه يومي سقوط قتلى في الحرب مع الأكراد، وتحدثت آخر حصيلة امس، عن مقتل جندي تركي وثلاثة مقاتلين من «الكردستاني» جنوب شرقي البلاد.

وطرح ديبلوماسيون غربيون مقيمون في تركيا أسئلة عن حقيقة موقف أنقرة من «داعش»، ورأوا أنها لم تحرك ساكناً بعد، في اطار ما وعدت به من «حرب شاملة» على التنظيم بالتعاون مع التحالف الدولي. ورأى الديبلوماسيون ان الحملة الموعودة لم تطاول حتى قوات «داعش» التي ما زالت تتمركز على الحدود في قرية جرابلس وحول مدينة مارع، علماً ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبق ان هدد بأنه في حال اجتاز التنظيم غرب نهر الفرات من جرابلس الى مارع، فإن الجيش التركي سيضربه فوراً، كما أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لن تسمح لـ «داعش» بالتمركز على الجانب السوري من الحدود مع تركيا.

ترافق ذلك مع تصريحات متضاربة من أنقرة حول بدء المقاتلات الأميركية في استهداف «داعش» انطلاقاً من قاعدة إنجرلك، ففيما نفى وزير الخارجية مولود شاوش أوغلو ذلك وقال انها «طائرات استطلاع»، أكدت مصادر الخارجية التركية الخبر، لكنها امتنعت عن الإجابة عن سؤال بات يتردد كثيراً، حول موعد اقلاع الطائرات التركية من إنجرلك لاستهدف «داعش» في شمال سورية.

 

أكثر الغارات دموية للنظام السوري على دوما قتال في الزبداني وقصف للفوعا وكفريا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

في واحدة من أكثر الغارات دموية لطيران النظام السوري منذ بدء الحرب قبل أربع سنوات ونصف سنة، قتل 82 شخصاً على الاقل في غارات على سوق شعبية في مدينة دوما قرب دمشق أمس، بالتزامن مع زيارة مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين لسوريا. كما انهارت الهدنة في بلدة الزبداني بريف دمشق وقريتي الفوعا وكفريا في محافظة ادلب بعد فشل المفاوضات بين الاطراف.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن عدد قتلى الغارات التي استهدفت السوق الشعبية في دوما ارتفع الى “82 بينهم أطفال… كما اصيب أكثر من 250 آخرين بجروح”. وأشار الى ان العدد “مرشح للارتفاع نظراً الى وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة. كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين”.

أما لجان التنسيق المحلية فقالت إن عدد القتلى تجاوز المئة، بينما فاق عدد الجرحى الـ300.

وبدا ان الغارات الجوية كانت انتقاماً لخسارة الجيش النظامي موقع “الاكاديمية الفنية” في ضاحية حرستا القريبة من دوما لمصلحة “جيش الاسلام” الذي تعتبر دوما معقله الاساسي.

 

الزبداني

وفي الزبداني، الخاضعة لسيطرة المعارضة على مقربة من الحدود بين لبنان وسوريا، دارت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام ومقاتلي “حزب الله” اللبناني، كما قصف المسلحون المعارضون قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في محافظة ادلب وذلك بعد انهيار وقف النار بين الطرفين الذي شمل هاتين المنطقتين.

في غضون ذلك، أفرجت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” عن سبعة مقاتلين خطفتهم قبل أكثر من اسبوعين كانوا تلقوا تدريباً اميركياً في تركيا.

وينتمي هؤلاء الى مجموعة من 54 رجلاً من “الفرقة 30” تلقوا تدريباً عسكرياً في تركيا، واجتازوا منتصف تموز الحدود الى سوريا لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

وقالت الفرقة في بيان: “تم الافراج عن سبعة مقاتلين من عناصر الفرقة 30 الذين كانوا معتقلين عند الاخوة في جبهة النصرة”. واضاف: “نثمن هذه الخطوة النبيلة من الاخوة في جبهة النصرة ونأمل منهم في الساعات القادمة الافراج عن قائد الفرقة ورفاقه”. ولم يحدد في أي منطقة أفرج عن المقاتلين.

 

لافروف يلتقي ظريف

على صعيد آخر، يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو اليوم.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن لقاء الوزيرين هذا سيجري في سياق تنشيط الحوار السياسي بين روسيا وإيران بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. وأوضحت أن لافروف وظريف سيوليان مسائل مواصلة تنمية العلاقات الروسية- الإيرانية الثنائية اهتماماً أساسياً، في ضوء خطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية الوضع حول البرنامج النووي الايراني والتي تم الاتفاق عليها في فيينا في 14 تموز الماضي.

وتوقعت ان يتبادل الوزيران الآراء في أهم قضايا الأجندة الدولية والإقليمية، ومنها الوسائل الكفيلة بتسوية الأزمة السورية.

 

أسلحة روسية لسوريا

وقد أرسلت روسيا إلى مطار المزة العسكري في دمشق ستة طائرات من طراز “ميغ31″، في إطار اتفاق التسليح بينها وبين سوريا ورافقتها طائرة صهريج لتزويدها الوقود في الجو.

وأوردت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء أن روسيا تستمر في تسليح سوريا وقد سلمتها عدداً من الصواريخ من طراز “كورنت 5” المتطورة، الى مدفعية ميدان من عيار 130 ميلليمترا ضمن خطة التسلح التي وقعت قبل ثلاث سنوات.

 

الزبداني: الهدنة و«أحرار الشام» تتخبطان

عبد الله سليمان علي

يسود التخبط صفوف «حركة أحرار الشام» بشأن التعاطي مع ملف المفاوضات حول مدينة الزبداني. ويعود التخبط في قسم منه إلى سوء إدارة الملف، وربط مصيره بورقة الفوعة وكفريا في ريف ادلب، غصباً عن الجغرافيا التي تباعد بين المنطقتين مئات الكيلومترات.

لكن قسماً منه يعود إلى عدم قدرة الحركة على الاستحصال على تفويض كامل من جميع الأفرقاء المؤثرين في الزبداني، الأمر الذي حرمها من القدرة على اتخاذ القرار. كما أن بعض الفصائل المتضررة من مبدأ التفاوض تسعى جاهدة إلى إفشال المفاوضات بأي ثمن.

في هذه الأثناء، نفذ سلاح الجو سلسلة غارات على أوكار وتجمعات الإرهابيين في ريفي إدلب وحماه أسفرت عن مقتل عدد منهم، فيما قضت وحدات الجيش العاملة في درعا على ستة من قيادات الإرهابيين ودمرت إمداداتهم القادمة من الجانب الأردني.

وبعد ساعات من عودة العمليات العسكرية في الزبداني، أعلن مصدر عسكري لوكالة الانباء السورية ـ «سانا» ان «وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، احكمت سيطرتها على عدد من كتل الأبنية في الحي الغربي من المدينة بعد القضاء على بؤر التنظيمات الإرهابية التكفيرية فيها»، مضيفا: «تواصل وحدات الجيش بالتعاون مع المقاومة تقدمها باتجاه مركز المدينة في إطار العملية العسكرية المتواصلة لاجتثاث الإرهاب التكفيري في المدينة».

وكانت «أحرار الشام» أعلنت، مطلع الأسبوع الماضي، وقف المفاوضات مع «الوفد الإيراني» حول مدينة الزبداني، معللة ذلك بسعي «الوفد الإيراني» إلى «إحداث تغيير ديموغرافي» في ريف دمشق والمنطقة الحدودية مع لبنان، وهو الأمر الذي اعتبرته الحركة خطراً كبيراً لا يمكنها لوحدها تحمل مسؤوليته. فدعت الفصائل كافة إلى الاستنفار وإشعال الجبهات من أجل مواجهته.

لذلك كان مفاجئاً أن يتم الإعلان، بعد أيام قليلة من صدور بيان «وقف المفاوضات»، عن توقيع هدنة لمدة 48 ساعة تتضمن وقف إطلاق النار في كل من الزبداني والفوعة وكفريا وإخراج المصابين، ثم الإعلان عن تمديد الهدنة لفترة إضافية كان يفترض أن تستمر حتى صباح يوم الأحد. ومع انتهاء مدة الهدنة الأصلية، وقبل دخول التمديد حيز التنفيذ، سارعت «أحرار الشام» إلى تسريب أنباء عن انهيار المفاوضات وانتهاء الهدنة، واضعةً حداً لتفاؤل بعض التوقعات بأن تتحول الهدنة إلى تسوية متكاملة. وكترجمة لذلك فقد استأنفت كتائب «أحرار الشام» في ريف إدلب عمليات القصف على أحياء بلدتي الفوعة وكفريا.

ولم تستطع الحركة توضيح سبب انهيار الهدنة، مكتفية بترداد السمفونية نفسها حول عزم إيران «إخلاء المسلحين والمدنيين من المدينة»، علماً أنه السبب نفسه الذي ادّعت أنه وراء قرارها السابق بوقف المفاوضات، من دون أن تفسر لماذا عادت إليها برغم بقاء ما تزعم أنه مطلب إيراني؟!

وفي هذا السياق، نفى مصدر متابع لملف مفاوضات الزبداني، لـ «السفير»، أن يكون هذا الأمر مطروحاً على طاولة النقاش. وأكد أن ما يجري نقاشه هو تحديد قائمة بأسماء الراغبين في الانسحاب، سواء من المسلحين أو المدنيين، من دون إجبار أحد عليه. وتأكيداً لذلك، قال رئيس «حزب التضامن» المعارض محمد أبو القاسم إن هناك مسارين للتفاوض، مسار عسكري – أمني يجري خلاله الاتفاق على الانسحاب وتسليم الأسلحة، ومسار سياسي سيقوده حزبه يهدف إلى توقيع اتفاق مصالحة مع أبناء المدينة الذين فضّلوا البقاء فيها وعدم الانسحاب.

ويبدو أن «أحرار الشام» وجدت نفسها أمام مأزق كبير جراء المفاوضات التي تخوضها بتفويض من بعض فعاليات وفصائل مدينة الزبداني. وهي كانت عبّرت عن هذا المأزق ببيانها السابق عندما اعتبرت أن «قضية الزبداني أكبر منا (أي من الحركة ومسؤوليتها)». لذلك فضلت التستر على هذا المأزق عبر التركيز على المخطط «الصفوي» ونيته تهجير المدنيين من المدينة. ويعود هذا المأزق إلى أسباب عدة، أهمها أن الحركة هي الفصيل الذي كان يهيمن على مدينة الزبداني، وبالتالي تشعر أنها ستكون مسؤولة لوحدها عن أي قرار تتخذه نتيجة المفاوضات.

وقد علمت «السفير» من مصدر محلي في وادي بردى، القريب من مدينة الزبداني، بريف دمشق، أن قيادة «جبهة النصرة» في المنطقة غير راضية عن انخراط «أحرار الشام» في هذه المفاوضات، لكنها لم تسارع إلى معارضتها علناً نتيجة المعطيات التي توافرت عندها بأن مصير المفاوضات سيكون الفشل. ولكن بعد الإعلان عن الهدنة وتمديدها شعرت قيادة «النصرة» بأن الأمور تتطور بسرعة، وقد تتحول إلى تسوية كاملة كما جرى في أحياء حمص القديمة، لذلك سارعت إلى دق الإسفين الأول بهدف إفشال الهدنة وإعادة الأمور إلى الاشتعال من جديد.

وتمثل الإسفين بقيام «جبهة النصرة» بإصدار بيان مصور، بإسم «مجلس شورى مجاهدي وادي بردى»، أعلنت فيه قطع مياه الفيجة عن العاصمة دمشق، وأن المياه لن تعود قبل انسحاب الجيش السوري و «حزب الله» من مدينة الزبداني بشكل كامل.

وبالفعل نفذت «النصرة» تهديدها وقطعت المياه عن مدينة دمشق، الأمر الذي استدعى رداً فورياً من طائرات الجيش السوري التي أغارت على معاقل المسلحين في وادي بردى لإجبارهم على التراجع عن مغامرة «تعطيش العاصمة». ويؤكد المصدر، الذي تحدث إلى «السفير»، أن خطوة قطع المياه صدرت عن «جبهة النصرة» وحدها من دون استشارة باقي الفصائل المتواجدة في المنطقة، مشيراً إلى أن الهدف منها هو خرق هدنة الزبداني تمهيداً لإفشالها. وذكر المصدر أن «جبهة النصرة» لم تتراجع عن هذه الخطوة إلا بعد وصول مجموعة من المسلحين إلى معقل «أميرها الشرعي» أبو حسن التلفيتي وتهديده بإطلاق النار عليه، وهو ما دفع الأخير إلى إصدار أوامر لعناصره بالانسحاب من نبع الفيجة وإعادة المياه إلى مجاريها. وما يؤكد صحة هذه الرواية أن الجماعات المسلحة الأخرى سارعت أمس إلى إعلان «هدنة» مع الجيش السوري وإعادة ضخ المياه إلى دمشق، علماً أن وادي بردى يخضع لاتفاق تسوية بين الجيش السوري والمسلحين منذ أشهر عدة.

من جهة ثانية، أصدرت بعض الشخصيات «السياسية والاجتماعية من أهالي الزبداني» بياناً أعلنوا فيه رفضهم للمفاوضات التي تجري، متهمين «أحرار الشام» بأنها «تريد الاستسلام والهروب من المعركة»، وطالبوها بأن تفعل ذلك «باسمها وليس باسم أهالي الزبداني الذين لم ولن يفوضوا أحداً لإخراجهم من ديارهم كما حصل في حمص». وقد وقّع على هذا البيان كل من المعارض السوري كمال اللبواني والسفير السابق فاروق طه والعقيد المنشق علي ناصيف. كما وقّعه ممثلون عن «المجلس الثوري في سرغايا ومضايا».

ولا يقتصر مأزق «أحرار الشام» على الجانبين السابقين فحسب، بل تعداّه إلى وجود خلافات بين قيادة الحركة المحلية في الزبداني وبين قيادتها المركزية حول بعض الشروط التي يمكن أن يتضمنها الاتفاق، وأهم هذه الشروط المكان المرشح لانسحاب عناصر الحركة إليه. حيث يرفض قادة الحركة المحليون الانسحاب إلى مكان يفقدون فيه الامتيازات القيادية التي يتمتعون بها في الزبداني، لا سيما أن القيادي البارز في الزبداني أبو عدنان زيتوني، قائد «كتائب حمزة»، يعتبر نفسه من مؤسسي الحركة الأوائل.

وعليه، فإن نجاح المفاوضات بشأن الزبداني أو فشلها، لا يتعلق فقط بالاشتراطات «الإيرانية» كما تقول «أحرار الشام»، بل يتعلق أولاً وأخيراً بقدرة الحركة على الحصول على تفويض كامل من أهالي الزبداني للتوقيع على الاتفاق الذي يمكن أن تتمخض عنه المفاوضات الجارية، وكذلك بقدرتها على إرضاء حلفائها، وخاصة «جبهة النصرة» ومنعها من المشاغبة على أي اتفاق مرحلي أو نهائي يتم التوقيع عليه.

ويضاف إلى ذلك وجود هاجس لدى الحركة حول تواجدها في محيط دمشق، خاصة بعد أن خسرت تواجدها في الغوطة الشرقية، إثر الخلاف مع «فيلق الرحمن» و «القيادة الموحدة»، والذي انتهى إلى منعها من العمل في الغوطة وحرمانها من استعادة مستودعات أسلحتها. وتخشى بعض قيادات الحركة أن يؤدي انسحابها من الزبداني إلى خسارة آخر معاقلها في محيط العاصمة، وهو ما سيؤثر في دورها في مستقبل سوريا في «حال سقوط النظام». وقد تكون حادثة اغتيال قائدها العسكري في القابون أبو راتب المزاوي، قبل يومين، عززت من هذه الهواجس وجعلتها تشعر أن أكثر من فريق يريد إنهاء وجودها حول دمشق.

 

لافروف: اشتراط تنحي الأسد مرفوض تمامًا من روسيا

 

موسكو – الأناضول – أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن بلاده “لم ولن تغير مواقفها التي أعلنتها منذ بداية الأزمة في سوريا”، وشدد على رفض بلاده “اشتراط خروج الأسد أو تنحيه في نهاية الفترة الانتقالية”.

 

وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك، عقده الإثنين، مع نظيره الايراني جواد ظريف “على من يريد التأكد العودةُ إلى بياناتنا ولقاءاتنا السابقة، وعلى مدار عمر الأزمة (في سوريا) نحن لم نغير مواقفنا، وقد أكدنا أن السوريين وحدهم من يقررون مصير دولتهم، دون شروط مسبقة أو وصفات جاهزة تقدم لهم أية جهة”.

 

وأضاف “متمسكون بتنفيذ مبادىء مؤتمر جنيف1، التي أعلنت في 30 يونيو 2012، والتي تنص أن حل الأزمة في سوريا لا يمكن إلا بالمفاوضات المباشرة بين حكومة الجمهورية العربية السورية والمعارضة التي تمثل كافة أطياف ومكونات الشعب السوري ، وأن أي حل يجب أن يتم على أساس التوافق المتبادل بين الحكومة ومعارضيها”.

 

وتابع وزير الخارجية الروسي قائلا “نقولها صراحة، ودون خجل، إننا نتقاسم فكرة التسوية السلمية للأزمة مع معظم من حاورناهم، أو التقيناهم من مسؤولي مختلف البلدان، وكذلك نعلنها صريحة أننا لا نتفق معهم في طريقة الوصول إلى التسوية المنشودة، كما لا نتفق معهم حول مصير الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد، فنحن نرى أنه لا يمكن التوصل لحل دون مفاوضات مباشرة مع حكومة الرئيس الأسد، واذا ما

 

أراد أحد شركائنا أن يضع شرط خروج الأسد أو تنحيه في نهاية الفترة الانتقالية فإن ذلك مرفوض تمامًا من روسيا”.

 

وفي ذات السياق استطرد لافروف قائلًا “يجب الجلوس على طاولة المفاوضات، والتوقف عن الادعاء أن إحدى مجموعات المعارضة تملك كل الشرعية، وأنها تمثل وحدها الشعب السوري، يجب أن تمثل جميع أطياف المعارضة في الوفد المفاوض، والذي يجب عليه أن يتعامل ويفكر بطريقة عملية ودون شروط مسبقة للحوار مع ممثلي حكومة البلاد الشرعية، هذا هو موقفنا ولن نتراجع أو نتخلى عنه”.

 

وعلى صعيد علاقات بلاده مع طهران، لفت وزير الخارجية الروسي أن العلاقات بين البلدين “متينة وتمتد بعيدًا في التاريخ، وأن التعاون بينهما ينمو باطراد في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية-التقنية، وكذلك في مجال الطاقة”.

 

وفيما بتعلق بالملف النووي الإيراني قال لافروف “لإيران كل الحق في تطوير برنامجها النووي للاستخدامات السلمية، ونحن سنقدم لها كل دعم ومساعدة ممكنة في ذلك، لقد اقترح الإيرانيون أن تبني روسيا مفاعلات نووية جديدة في بلادهم، كما سنقوم قريبا بإنشاء 8 وحدات توليد جديدة في مفاعل بوشهر”.

 

كما نفى لافروف خلال إجابته على سؤال متعلق بزيارة القائد العسكري لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في إيران، قاسم سليماني، إلى موسكو، هذه الزيارة، وقال “إن الزيارة لو تمت فعلا لما ترددت موسكو في الإعلان عنها، فذلك شأن لا يخص إلا روسيا وإيران”، ولفت أن “الأمريكيين وبعض حلفائهم اعتادوا إثارة زوبعات إعلامية كاذبة حول روسيا، في محاولة لتشويه مواقفها والضغط عليها”.

 

رئيس الائتلاف السوري: مجزرة دوما جاءت ردًا على زيارتنا لموسكو

إسطنبول – الأناضول – قال رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، إن مجزرة دوما التي وقعت أمس الأحد بريف دمشق، وخلفت مقتل أكثر من مئة سوري، جاءت ردًا على لقاءات المعارضة في موسكو، وتزامنها مع زيارة وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف لدمشق.

 

وفي مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول، الاثنين، أفاد خوجة، أن الائتلاف تحدث عن مرحلة جديدة من العلاقة مع موسكو، ولكن مجزرة دوما جاءت جوابا، وتزامنت مع زيارة ظريف لدمشق بأيام.

 

وأوضح خوجة أن “النظام الأسدي المجرم قتل مئات المدنيين السوريين، في سلسلة مجازر في إدلب ودرعا والزبداني ووادي بردى، وفي دوما الملاصقة لمدينة دمشق، حيث قصفت الطائرات الحربية سوقاً شعبيًا، بينما كان سكان دوما المحاصرة يتبادلون القليل من الغذاء الذي بقي لهم، بعد أكثر من سنتين من الحصار المطبق”.

 

وفي نفس الإطار، وصف خوجة ما حصل بأنه “جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، تضاف لجريمة الإبادة المتواصلة، المتمثلة بالحصار الجماعي والتجويع حتى الموت، والمرتكبة ضد أهل ريف دمشق، مشددا على أن قصف طائرات النظام المجرم الحربية، بصورة مقصودة ومتكررة، هي لمجرد القتل”.

 

وأضاف أيضا “قصف السوق في المرة الأولى، وبعد تجمع السكان لإنقاذ المصابين، قامت الطائرات بتكرار القصف عدة مرات واستهداف المصابين ومن هب لنجدتهم، في سلوك فاق الإجرام وفاق الإرهاب إلى الهمجية البدائية، والحقد على الإنسان”.

 

من ناحية أخرى، اعتبر أن “جرأة النظام وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين، والتي تمتد لـ 53 شهراً متواصلة، تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ، فمن يسلح نظاماً مثل هذا النظام، ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن الدولي، شريك في المسؤولية عن جريمة قصف مدنيين محاصرين ومجوعين منذ سنوات بالطائرات الحربية”.

 

كما حمل خوجة مسؤولية المجرزة  من “يعارضون قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم، ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم، فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع، ويفهم النظام الأسدي من هذه المواقف منذ 53 شهراً أنها تفويض بارتكاب المذابح”.

 

كما أكد أن “الائتلاف أكثر تمسكاً بحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه، ومشروعية وضرورة استكمال تحرير الأراضي السورية، من النظام الغاصب، والمحتل الإيراني، وميليشيات القتل والحقد الطائفي، التي تغزو سورية برعايته”.

 

وبين أن على “الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والدول دائمة العضوية فيه، أن تعترف بحق شعب سوريا في الحياة، وأن تكف عن حماية قاتل الأطفال بشار أسد”

 

وأضاف خوجة أن “أي حديث عن حلول سياسية وسلمية في ظل المذابح وإعفاء الجاني من الحساب، لن يكون له أي معنى في تحقيق الاستقرار في سوريا”.

 

وشدد على “ضرورة تأمين المدنيين في المناطق المحررة ودعم مطلب إنشاء مناطق آمنة”.

 

وكشف خوجة أن الائتلاف “شكيل لجنة لتوثيق كافة الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد، لتقديمها للجنة التحقيق الدولية، محييا صمود الجيش السوري الحر والثوار، مؤكدا على التزامهم معاً على ملاحقة مجرمي الحرب وجلبهم للعدالة وعلى رأسهم بشار الأسد”.

 

وطالب خوجة “تقديم مرتكبي المجازر إلى محكمة الجنايات الدولية”.

 

وحول المفاوضات التي جرت في تركيا بخصوص مدينة الزبداني بين المعارضة وإيران، قال خوجة” كان الائتلاف على اطلاع حول ما يجري من مفاوضات الزبداني، ولكن لم نشارك فيه بشكل فعلي، التفاوض أثبت أن إيران قوة احتلال، وهو ما ثبت من بعض الشروط من التهجير والتوطين، بمناطق أغلبية شيعية”.

 

وحول مكافحة تنظيم داعش، أفاد أن “أول من حاربه هو الجيش الحر، ومن استفاد من التنظيم هو النظام، بعد أن استولى على المناطق المحررة، كما سهل النظام له الاستيلاء على أكبر ثاني مستود للاسلحة وسط البلاد، مما اعطى قوة إضافية له”.

 

ولفت إلى أن “التحرك الدبلوماسي باتجاه مؤتمر للسوريين جار من عدة عواصم منها موسكو، وربما سيكون هناك مؤتمر في الأشهر القليلة القادمة، تجمع أطراف المعارضة لتوحيد موقفها من عملية السلام”، دون مزيد من التفاصيل.

 

وكان أكثر من مئة سوري قتلوا في قصف شنته طائرات النظام السوري الحربية بقنابل فراغية، على سوق شعبي، وسط مدينة “دوما”، في ريف دمشق، أمس الأحد، معظمهم من النساء والأطفال.

 

المرصد السوري: مقتل 3 وإصابة 19 في قصف صاروخي على اللاذقية

القاهرة – (د ب أ) – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 19 آخرين جراء سقوط عدة صواريخ على مناطق قرب كراج البولمان وطريق الحرش وأماكن أخرى في مدينة اللاذقية.

 

وقال المرصد في بيان إن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود 4 جرحى على الأقل بحالات خطرة.

 

وأشار إلى أن مدينة اللاذقية شهدت الأحد سقوط عدة صواريخ استهدفت مناطق قرب المربع الأمني وضاحية تشرين ودوار الجامعة.

 

النظام السوري يرتكب مجزرة في دوما بعد فشل خطة تهجير الزبداني

الضحايا بالمئات… وبوغدانوف: نعمل لعقد مؤتمر «موسكو 3» بين الحكومة والمعارضة

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: ارتكب نظام بشار الأسد أمس مجزرة جديدة في ريف دمشق، راح ضحيتها أكثر من 350 معظمهم من المدنيين، بين قتيل وجريح. وكعادته استهدف النظام بصواريخه الفراغية الغوطة الشرقية للمرة الثانية في غضون 48 ساعة، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين.

وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره بريطانيا، فقد ارتفع عدد الضحايا إلى 100 بينهم أطفال، فيما أصيب أكثر من 250 آخرين بجراح، جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، التي تبعد نحو 15 كيلومترا عن دمشق، وعدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة. كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المعلومات الأولية تفيد بأن غالبية القتلى من المدنيين». وأوضح أن «الناس تجمعت بعد الضربة الأولى من أجل إخلاء الجرحى ثم توالت الضربات».

وجاءت هذه المجزرة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت اليه قوى المعارضة مع النظام وحليفه في هذه المعركة حزب الله اللبناني، في مدينة الزبداني في الغوطة الشرقية وقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب شمال غرب سوريا، والتي كان النظام يطمح من خلالها إلى تهجير أهل الزبداني. وقصف قوات النظام ومقاتلو حزب الله بكافة أنواع الأسلحة المدينة، وردت المعارضة بقصف قريتي الفوعة وكفريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن الخارجية الروسية على تواصل دائم مع السوريين حكومة ومعارضة من أجل التحضير لملتقى موسكو 3.

وأضاف بوغدانوف في لقاء خاص مع قناة «العالم» الايرانية بثته أمس الأحد «أننا نتصل بالجميع ونعتقد أنه من الضروري تهيئة الظروف لحوار بين الحكومة والمعارضة انطلاقا من مبادئ جنيف حزيران/يونيو 2012.

إلى ذلك أعلنت وسائل إعلام في العاصمة الإيطالية روما، أمس، الإفراج عن الراهب الكاثوليكي طوني بطرس الذي اختطف في 13 تموز/ يوليوالماضي، في قرية «صما الهنيدات» في مدينة السويداء، جنوب سوريا.

ونقل التلفزيون الايطالي، عن مصادر في الفاتيكان، تأكيدها إطلاق سراح رجل الدين الكاثوليكي، الذي كان مسؤولاً عن الرعية المسيحية في كل من السويداء وشهبا القريبة. ووفق ما أفادت به تقارير سابقة لإذاعة الفاتيكان، فإن الكاهن طوني بطرس (50 عاماً)، كان متوجهاً مع سائقه من مدينة شهبا إلى قرية «صما الهنيدات»، حين أوقفه مسلحون لم تعرف هويتهم، في منطقة تقع تحت سيطرة الجيش الحكومي.

ولا يزال مصير عدد من رجال الدين المسيحيين في سوريا مجهولاً، ولا سيما الأب باولو داللوليو، الذي اختطف بتاريخ 29 تموز/ يوليو 2013، في مدينة الرقة، على يد مجموعة يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولم تتبن أي جهة مسؤولية اختطافه.

 

مجزرة يرتكبها النظام: 82 قتيلا على الأقل إثر غارات للطيران على ريف دمشق

بيروت – أ ف ب: قتل 82 شخصا على الأقل، أمس إثر غارات جوية شنها الطيران الحربي السوري على سوق شعبية، في مدينة دوما قرب دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة إلى سوريا.

وبحسب المرصد فقد ارتفع عدد قتلى الغارات التي استهدفت السوق الشعبية في دوما إلى «82 بينهم أطفال، كما أصيب أكثر من 250 آخرين بجروح». وأشار المرصد إلى ان العدد «مرشح للارتفاع بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة، كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «المعلومات الأولية تفيد بأن غالبية القتلى من المدنيين». وأوضح ان «الناس تجمعت بعد الضربة الأولى من أجل إخلاء الجرحى ثم توالت الضربات».

وبث ناشطون شريط فيديو على الإنترنت أظهر الموقع عقب الهجمات وبدت فيه آثار الركام متناثرا، بالإضافة إلى شظايا ومخلفات معدنية. وأظهرت الصور تهدم بعض الواجهات من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت رأسا على عقب وسط الانقاض. وتقع دوما في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام.

ويعاني عشرات آلاف السكان في هذا القطاع، شرق العاصمة، من شح في المواد الغذائية والأدوية.

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 حزيران/يونيو، قتل 24 شخصا جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق.

واتهمت منظمة العفو الدولية يوم الأربعاء الماضي قوات النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من ان استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.

كما حملت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا.

وتشهد سوريا نزاعا تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 240 ألف شخص.

 

إغلاق الحدود التركية والخوف من النظام مصاعب تواجه لم شمل العائلات السورية في أوروبا

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: لم تعد المصاعب الأهم بالنسبة للاجئين السوريين المقيمين في دول أوروبا تتلخص في الإجراءات الروتينية الطويلة التي يضطر اللاجئ لاتباعها من أجل لم شمل أسرهم المقيمة في الداخل السوري، حسب، بل ظهرت مشاكل جديدة أسهمت في ازدياد تلك المصاعب والعقبات، وهوالأمر الذي دفع بهؤلاء إلى اعتماد أساليب مختلفة لحل هذه الإشكالات، وكالعادة يذلل السوريون العقبات ويضحون لبلوغ ما يصبون إليه.

ويشرح أبو سامر مشكلته لـ«القدس العربي» في إتمام إجراءات لم الشمل. ويقول: «كيف سيستطيع أفراد أسرتي الذين يقيمون في ريف إدلب العبور إلى تركيا للذهاب إلى السفارة الهولندية وتقديم أوراق لم الشمل فيها، بعدما أغلقت السلطات التركية كل المنافذ الحدودية في الشمال السوري، ولا بد أن يدخلوا إلى تركيا بشكل غير شرعي، وهذا كما يعلم الجميع أصبح أمرا خطيرا للغاية، فمن الممكن أن يتعرضوا لرصاص حرس الحدود لاسيما بعد أن أصبح معظم المناطق الحدودية مناطق عسكرية تشدد فيها المراقبة».

ويعاني سكان الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام الأمرين، عندما يهمون بالقيام بإجراءات لم الشمل الطويلة والمعقدة. فمن جهة لا يسمح لهم بالدخول إلى الأراضي التركية من دون جوازات سفر حيث معظمهم لا يملكونها، وحتى لو امتلكوها فإن دخول تركيا عبر الحدود السورية الشمالية أصبح أمرا شبه مستحيل في الوقت الراهن.

من جهة أخرى فإن إجراءات لم الشمل من الممكن أن يتم إجراؤها في سفارات إحدى دول الجوار كلبنان، مثلا، لكن الأهالي في تلك المناطق التي خرجت عن حكم النظام السوري لا يجرؤون على أن يقوموا بهذه المغامرة، حتى لو كانوا غير مطلوبين لقوات النظام، فإجراء معاملة لم الشمل، في السفارات الأوروبية في لبنان، يعني أنك ستحتاج إلى السفر ضمن مناطق عدة تابعة للنظام. ولا بد أن تمر في مناطق مختلفة مشتعلة بالاشتباكات والقصف.

وبالتالي فالشخص معرض للموت أولا وللاعتقال تحت أية تهمة لا معنى لها في كل لحظة يمر بها خلال الطريق المذكور. ولهذا فإن الاحتمال آنف الذكر هو احتمال ملغى بالنسبة لأهالي تلك المناطق.

ويدخل معظم الأسر الحدود التركية بشكل غير شرعي عبر مهربين يدركون النقاط المناسبة لذلك، ويعلمون مواعيد تبديل ورديات الحراسة التي يقوم عناصر الجندرما التركية. وتنجح هذه المحاولات أحيانا إلا أنها تفشل في أحيان أخرى، والأقسى أن يتعرض هؤلاء لإطلاق النار فيصاب أحد أفراد الأسرة أو يقتل.

من جانب آخر تعاني الأسر الراغبة في لم الشمل من مشكلة كبيرة هي الأخرى، وهي تأمين الأوراق الثبوتية المطلوبة والكثيرة، كإخراجات القيد وبيانات العائلة وأحيانا جوازات سفر ونسخ عن عقود الزواج، وما شابه. ولا يمتلك معظم السوريين هذه الأوراق، خاصة أن معظمهم انتقل من مناطق نزوح إلى أخرى مرات عدة عبر السنوات الفائتة. وفقد الكثيرون ثبوتياتهم إما بضياعها منهم أو لدى قصف النظام لبيوتهم وهدمها أو حرقها، كما حدث مع البعض.

وأخبرت أمينة وهي سيدة من ريف حلب الشمالي «القدس العربي» بأنها لن تذهب إلى مناطق النظام لتستخرج الأوراق الثبوتية المطلوبة. ورغم أنها وزوجها وأبناءها كلهم غير مطلوبين للنظام، إلا أنها وحسب قولها «لا تثق بعناصر النظام ومن الممكن أن يعتقلوها لأنها من منطقة خرجت عن حكمه».

تقول: «لن أذهب إلى مناطق النظام لاستخراج بيانات العائلة وإخراجات القيد، وفي مغامرة في ذلك سينتهي بي المطاف في فرع المخابرات الجوية بدلا من الذهاب إلى زوجي في بلجيكا. وحينها لن تخرجني منه إلا قدرة الله، هذا إن لم أقتل. سأتدبر الأمر وأجهز أوراقا ثبوتية غير نظامية.. صحيح أنها ستكلفني حوالي 500 دولار لكنني أضمن سلامتي».

ويستخدم كثير من الراغبين في لم الشمل أوراقا مزيفة تشابه الأوراق النظامية، بينما تتساهل بعض السفارات في طلب تلك الأوراق بالنسبة لمن هم خارج مناطق النظام أو مطلوبين له، لكن ذلك غالبا لا يكون مضمونا وقد يوقع الأسرة كلها في مشاكل إدارية وقانونية.

 

المعارضة السورية تحبط محاولات تقدم قوات النظام بالزبداني

دمشق – أحمد حمزة

تعرضت مدينة الزبداني لقصف جوي ومدفعي، ترافق مع اشتباكات على أطراف المدينة، بين مقاتلي المعارضة من جهة، وقوات النظام السوري و”حزب الله” اللبناني من جهة أخرى، فيما سقط قتلى بقصف جوي طاول بلدة نصيب أقصى جنوب سورية، قرب الحدود الأردنية.

وقال ناشطون من الزبداني، لـ”العربي الجديد”، إن “المروحيات قصفت بأكثر من ستة براميل متفجرة وسط المدينة”، صباح اليوم الإثنين، وجاء ذلك بالتزامن مع “قصف المدفعية الثقيلة المتمركزة في الحواجز المحيطة”، فيما تدور “اشتباكات على عدة محاور، حيث يحاول الثوار صد المليشيات اللبنانية، ومنعها من التقدم”.

وكان يوم أمس قد شهد “اشتباكات عنيفة على محاور الكبره، وشارع بردى، والحارة الغربية، وذلك ضمن محاولات تسلل جديدة” لقوات النظام و”حزب الله”، التي تحاول منذ نحو شهر ونصف الشهر التقدم نحو وسط الزبداني، في وقت نجح فيه مقاتلو المعارضة بالتصدي لها، على الرغم من الغطاء الناري الكثيف، الذي توفره طائرات النظام الحربية والمروحية للقوات المهاجمة.

وفي درعا، جنوبي البلاد، شهدت المحافظة ليل الأحد ــ الإثنين، قصفاً جوياً عنيفاً طاول عدة بلدات، بعد ساعات من سقوط قتلى مدنيين بقصف طيران النظام للسوق الشعبي في درعا البلد.

 

وأكد الناشط الإعلامي، أحمد مسالمة، لـ”العربي الجديد”، الأخبار التي تحدثت ليل أمس عن “سقوط قتيلين بينهم امرأة وثمانية جرحى في بلدة نصيب” الحدودية مع الأردن، بعد قصف المروحيات للبلدة بالبراميل المتفجرة.

 

كما أكد المسالمة، أن قصفاً مماثلاً “طاول بلدات الصورة، النعيمة، كحيل، اليادودة ومناطق أخرى”، مشيراً إلى أن ذلك تزامن مع “اشتباكات عنيفة بالجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من مدينة درعا، وتبادلٍ لإطلاق النار من أسلحة متوسطة ورشاشات وقذائف صاروخية، استمر حتى ساعات الفجر الأولى”.

 

إلى ذلك، تواصلت ردود الفعل على المجزرة التي ارتكبتها طائرات النظام السوري، أمس الأحد، في مدينة دوما، بريف دمشق، والتي راح ضحيتها نحو 100 مدني.

 

بدوره، قال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، إنه أصيب “بالذعر” من الهجمات التي تستهدف المدنيين في سورية، بحسب ما نقلت وكالة “أسوشييتد برس”، مشدداً على أنّ “الهجمات التي تستهدف المدنيين محرمة وغير مقبولة، ولابد أن تتوقف”.

 

 

وجاءت تصريحات أوبراين في دمشق، اليوم الإثنين، في ختام زيارته لسورية، والتي استمرت لثلاثة أيام، واجتمع خلالها مع مسؤولين بارزين، كما زار محافظة حمص الواقعة وسط البلاد.

 

“معجزة” الزبداني: 5 كيلومترات تستعصي على النظام وحزب الله

رامي سويد

سبعة وأربعون يوماً على أعنف حملة يشنها النظام السوري، مدعوماً بقوات من حزب الله اللبناني، على مدينة الزبداني الواقعة على بُعد 45 كيلومتراً إلى الغرب من دمشق، على طريق دمشق ــ بيروت، جرّب خلالها النظام الطرق العسكرية والسلمية مستعيناً بإيران، من دون أن ينجح في السيطرة على المدينة المحررة منذ مطلع عام 2012.

تمكن مقاتلو النظام والحزب بفعل الهجمة الشرسة والإمكانات العسكرية من السيطرة على سهل الزبداني البالغة مساحته 10 كيلومترات مربعة، وهو في الأصل ساحة عمليات عسكرية ولا يشهد تواجداً دائماً لقوات المعارضة، التي كانت تستخدم منطقة السهل كنقطة انطلاق لمهاجمة حواجز قوات النظام على طريق دمشق ــ بيروت، وطريق وادي بردى ومنطقتي الجبل الشرقي والجبل الغربي المحيطتين بمدينة الزبداني وبالسهل الملاصق لها.

غير أن كلمة السر التي تحاول قوات النظام والحزب اختراقها هي المدينة، التي باتت تشكل حرجاً كبيراً لدى الرأي العام؛ فعلى الرغم من السيطرة على بعض المواقع من المدينة، كجامع بردى وطريق ترابي يشبه طوقاً في محيط الزبداني من الجهة الشمالية والغربية، يسهل لهما التنقل في محيط المدينة بين منطقة الجمعيات ومنطقة شارع بردى عند مدخل مدينة الزبداني الغربي، إلا أن الفشل لا زال يلازم 12 ألف مقاتل للنظام و2500 مقاتل من حزب الله في السيطرة على مدينة الزبداني التي تبلغ مساحتها 5 كيلومترات مربعة، بحسب تقديرات مصادر من حركة “أحرار الشام الإسلامية”، والتي فضّلت عدم ذكر أعداد مقاتلي المدينة لـ”العربي الجديد”.

وتحتفظ قوات المعارضة، بالرغم من تواصل الحملة العسكرية على الزبداني والنقص الكبير الحاصل لديها ولدى السكان في المواد الطبية والأغذية والمحروقات والذخيرة، بالسيطرة على المدينة بشكل شبه كامل، بنسبة تقدر بـ90 في المائة، في مقابل سيطرة قوات النظام على معظم ضواحيها وهي الجرجانية والمعمورة والإنشاءات شرق وجنوب المدينة ومنطقة طريق سرغايا في المنطقة الواقعة إلى الشمال من منطقة السكة شمال الزبداني.

وتسيطر قوات النظام عملياً على بلدة سرغايا، الواقعة إلى الشمال من مدينة الزبداني، لكن قوات المعارضة تتواجد في منطقة الجرود التي تفصل بين بلدة سرغايا والزبداني. وتشارك هذه القوات بالقتال إلى جانب قوات المعارضة شبه المحاصرة في الزبداني، أما بلدة مضايا الواقعة إلى الجنوب من مدينة الزبداني، فهي تشهد تواجداً لقوات المعارضة. إلا أن هذه القوات لا تقدم أي دعم لقوات المعارضة في الزبداني بسبب قوة النظام وحزب الله المتمركزة بين الزبداني ومضايا.

وحول وضع قوات المعارضة في مضايا، يؤكد الناشط الإعلامي، رواد علوش، لـ “العربي الجديد”، أن هذه القوات لديها مشاكل داخلية كثيرة وهناك خلافات في ما بينها وقد بايعت إحدى المجموعات تنظيم “داعش” الشهر الماضي وقامت ببث صور على أساس أن “داعش” متواجد في الزبداني، مع أن الصور كانت ملتقطة في مضايا التي لم تشهد قتالاً في أثناء الحملة العسكرية الأخيرة على الزبداني. وهذه المجموعة التي بايعت “داعش” هي نفسها التي سلمت الطريق الرئيسي لمدينة الزبداني لقوات النظام، إبان اقتحامها الأول للمدينة في شهر فبراير/شباط 2012 قبل أن تتمكن باقي قوات المعارضة من استعادة السيطرة عليها لاحقاً.

ويشير علوش في حديثة إلى أن “منطقة بلدة بقين المجاورة لمضايا تشهد قصفاً انتقامياً مع قصف مشابه على بلدة مضايا من قبل قوات النظام بهدف الضغط على قوات المعارضة في الزبداني، ذلك أن معظم الساكنين في بقين ومضايا حالياً هم من عائلات الزبداني النازحة منها، وخصوصاً أن هذه المناطق هي مناطق سياحية أصلاً فيها الكثير من مباني جمعيات السكن والاصطياف التي امتلأت بالنازحين”.

وبدأت قوات النظام السوري بتطبيق سياسات تهدف إلى تهجير نازحي مدينة الزبداني المقيمين في البلدات المحيطة بها، والتي تسيطر قوات النظام على معظمها، حيث أفادت مصادر محلية لـ “العربي الجديد” عن “قيام مجموعات من قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني بعمليات تفتيش في منطقة وادي غزال الواقعة عند مدخل مدينة بلودان شرقي الزبداني مباشرة، وهي منطقة ممتلئة بالكامل بالنازحين. وتتألف هذه المنطقة من مباني اصطياف تعود ملكيتها أصلاً لأثرياء من دول الخليج العربي ومن دمشق وحلب وغيرها، سكنها النازحون عن مدينة الزبداني، ليتم أخذ بطاقات النازحين الشخصية وليطلب منهم عبر النداء في الجوامع، التوجه مع أمتعتهم الشخصية إلى حاجز قوات النظام المعروف باسم (حاجز القوس) في مدينة بلودان، ليؤمَروا هناك جميعاً بمغادرة المنطقة”.

ويشرح مسؤولون عسكريون سبب الطرد أن منطقة وادي غزال السياحية، التي سكنها النازحون، تقع قرب معسكر الحرش الذي توجد فيه غرفة قيادة عمليات حزب الله اللبناني في منطقة غرب دمشق. ويبدو أن قوات النظام تسعى لإفراغ هذه المنطقة من السكان لتحويلها بالكامل إلى مقار لحزب الله اللبناني الذي يتواجد على أطرافها في معسكر الحرش وفي حاجزي الريجنسي وفينيقيا.

تتميز جبهة الزبداني بأن معظم عناصر قوات المعارضة، الذين يخوضون معركة الدفاع عنها، هم من أبناء المدينة، حيث توجد في المدينة ثلاثة تشكيلات هي “كتيبة شهداء الحق” التابعة لـ”الجيش السوري الحر”، و”لواء حمزة بن عبد المطلب”، و”لواء مصعب بن عمير” التابعين لحركة “أحرار الشام”. ويحصل هؤلاء جميعاً الآن على الدعم العسكري بالذخيرة والسلاح من “أحرار الشام”.

صمد في مدينة الزبداني حتى اليوم، نحو 500 من المدنيين جلهم من النساء والأطفال من عائلات مقاتلي قوات المعارضة، بعدما تمكنت قوات المعارضة من إخراج نحو ألفي مدني من الزبداني باتجاه بقين ومضايا مع بداية الحملة العسكرية الشهر الماضي. ويعاني الصامدون في الزبداني من ظروف إنسانية صعبة جداً بسبب عدم توفر الماء والكهرباء والمحروقات وانقطاع الإمدادات الغذائية عنهم. كما أن الواقع الطبي تردّى في المدينة بشكل كبير أخيراً مع وجود نحو 250 جريحاً بحسب مصادر طبية.

تبدو قوات المعارضة عاجزة عن تحقيق النصر في مدينة الزبداني من خلال فك الحصار إذا لم تحصل على مساعدة من باقي قوات المعارضة الموجودة في ريف دمشق، عبر فتح طريق للمحاصرين في الزبداني من بلدتي بلودان وبقين.

 

جدران تركية أمام السوريين… وشروط تعجيزية للإقامة

عدنان علي

بعدما ظلت الحدود السورية التركية لسنوات مفتوحة بشكل شبه حر في الاتجاهين، نتيجة تساهل السلطات التركية، وعدم طلبها في معظم الأحيان أية أوراق ثبوتية لدخول السوريين إلى أراضيها، بدأت السلطات التركية خلال الأشهر الأخيرة تغيير سياستها تدريجياً، إلى أن وصلت اليوم إلى مستوى فرض شروط معقدة على دخول السوريين، تتشابه إلى حد كبير مع ما تطلبه السلطات اللبنانية من السوريين.

وقبيل فرض هذه الشروط، باشرت السلطات التركية أخيراً في بناء جدار فاصل على حدودها مع سورية في منطقة الريحانية التابعة لولاية هاتاي الواقعة في جنوب البلاد. وقالت إنه يأتي ضمن تدابير أمنية “لمنع تسلل العناصر الإرهابية من سورية إلى داخل الأراضي التركية”، بحسب ما  نقل موقع “ترك برس” عن مسؤول تركي.

وبحسب المسؤول نفسه، جاء قرار بناء الجدار استناداً إلى الاتفاق المبرم بين والي هاتاي وقيادة الفرقة العسكرية المرابطة في تلك المنطقة، حيث سيتمّ وضع ألواح إسمنتية على طول 8 كيلومترات. ويبلغ طول اللوح الإسمنتية 3 أمتار وبعرض مترين، ويزن الواحد 7 أطنان.

تجدر الإشارة إلى أنّ الفصائل المنتشرة على الجانب السوري قبالة مدينة الريحانية  تابعة في معظمها لـ “جيش الفتح”. وكانت قد استهدفت غارات للتحالف قبل أيام، مركزاً لـ “جيش السنّة” المنضوي ضمن “جيش الفتح”، في بلدة أطمة الحدودية.

وكانت مصادر تركية ذكرت أن تركيا ترغب في تشييد المزيد من الجدران على امتداد حدودها مع سورية التي تمتد لأكثر من 900 كيلومتر، لتعزيز الأمن ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وأقامت تركيا أسواراً تمتد لأكثر من عشرة كيلومترات على طول حدودها، تعززها إجراءات إضافية مثل استخدام كاميرات حرارية، وحفر خنادق خلف الجدران النقالة المصنوعة من ألواح خرسانية؛ والتي يمكن تفكيكها وإعادة تجميعها في مواقع مختلفة.

كما أعلنت الحكومة التركية أخيراً عن إنشاء عدة مناطق أمنية في ولايات تشانلي أورفا وكيللس وهكاري على طول الحدود مع سورية، لتعزيز الإجراءات الأمنية.

وتتزامن هذه الإجراءات مع الحديث عن تكثيف تركيا جهودها لإنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، تمتد على طول 98 كيلومتراً وبعمق 45 كيلومتراً.

غير أن الصحافي التركي أوكتاي يلماظ استبعد أن يكون هناك رابط مباشر بين هذه الإجراءات، خصوصاً بناء الجدران، وإقامة المنطقة الآمنة. وقال في حديث لـ “العربي الجديد” إن بناء الجدار يأتي ضمن تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود، بعد سلسلة من الهجمات، خصوصاً تفجير سروج في 20 يوليو/تموز الماضي. وأوضح أن منطقة الريحانية التي يتم فيها حالياً بناء الجدار والواقعة قبالة محافظة إدلب السورية، تنتشر فيها عشرات المخيمات في الجانب السوري من الحدود، وقد شهدت تفجيراً بسيارة مفخخة استهدف معبر جيفزلي غوزو الحدودي في مطلع 2013، ثم استهدف تفجيران متزامنان بسيارتين مفخختين المدينة في مايو/أيار من العام نفسه أديا إلى سقوط أكثر من خمسين قتيلاً.

وأضاف الصحافي التركي أن تفجير بلدة سروج الأخير، هو ما دفع السلطات التركية إلى التفكير في اتخاذ مزيد من الإجراءات لتأمين الحدود.

والواقع أن تشديد الإجراءات لا يقتصر على بناء الجدران، فقد ترافق مع قرارات تركية متتابعة للحد من وصول السوريين إلى الأراضي التركية.

ونشرت إدارة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا الشروط الجديدة التي يجب على السوري الراغب في العبور (ترانزيت) من معبر باب الهوى الحدودي، تقديمها؛ أي أن السوري يستطيع الدخول إلى تركيا من المعبر فقط إذا كان مسافراً إلى بلد آخر، ولن يبقى في تركيا. وتنص هذه الشروط على أنه: لمن يرغب بالعبور أن يقدم صورة عن جواز سفره، تتضمن الإقامة والتأشيرة للبلد الذي يقصده، وتذكرة الطائرة.

وصار يُطلب من السوري تقديم كفيل من داخل تركيا يضمن أن يغادر المسافر الأراضي التركية خلال مدّة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً. وفي حال لم يسافر من تركيا، فإنّ الجانب التركي يحاسب الكفيل قانونياً ومالياً.

ووصف ناشطون هذه الشروط بالتعجيزية، إذ إن الحصول على كفيل أمر صعب. وتتشابه هذه الشروط مع ما يطلبه لبنان من المواطنين السوريين الراغبين في دخول أراضيه. وكانت إدارة معبر باب السلامة الحدودي قد أعلنت قبل أيام أن السلطات التركية أوقفت دخول السوريين حتى “ترانزيت” حتى إشعار آخر. يذكر أن السلطات التركية أغلقت المعابر البرية مع سورية قبل حوالي خمسة أشهر، ما تسبب بمعاناة كبيرة للسوريين الذين قتل الكثير منهم برصاص قوات الأمن التركية خلال محاولات العبور بشكل غير شرعي.

وأعلنت رئاسة الأركان التركية قبل أيام أنها ضبطت 690 شخصاً، خلال محاولتهم عبور الحدود من سورية إلى تركيا، بطريقة غير شرعية، كما ضبطت شخصين حاولا التسلّل من تركيا إلى سورية، بحسب البيان الذي أصدرته.

وفي سياق متصل، قال محافظ مدينة إزمير غرب تركيا، مصطفى طوبراك، إن السلطات التركية لن تتساهل في معاقبة كل من تسول له نفسه التفكير في الهروب إلى أوروبا وجزر اليونان، ويحاول الهجرة غير الشرعية عبر الأراضي التركية.

وأضاف المحافظ في كلمة ألقاها خلال اجتماع عقده للنظر في وضع اللاجئين السوريين الذين باتت تغص بهم المدينة، وهم يتحضرون للعبور بواسطة القوارب إلى إحدى الجزر اليونانية القريبة، أن السلطات التركية لن تسمح بما سماه عمليات الاتجار بالبشر، وأنه سيتم جمع كل من حاول الهروب إلى الجزر وترحيلهم، مشدّدا على أنهم لن يتغاضوا أو يتهاونوا أبداً بهذا الأمر.

وكان المحافظ نفسه قد أصدر قراراً بمنع دخول السوريين للمدينة، بعدما ارتفعت أعدادهم فيها إلى 500 ألف (بحسب تقديرات غير رسمية)، قائلاً إن اللاجئين السوريين جعلوا إزمير مركزاً لهم للانتقال إلى الجزر اليونانية ومنها إلى أوروبا، بعدما تركوا منازلهم بسبب الحرب.

 

مجزرة دوما.. لا أحد سيوقف الأسد عن قتلهم

حسان تقي الدين | الإثنين 17/08/2015 شارك المقال : 301Google +00

حوّم طيران النظام السوري، الأحد، فوق دوما بالغوطة الشرقية، وانقض بالصواريخ على سوق شعبي مزحم. وحين تجمعت الناس وفرق الانقاذ، لاسعاف الجرحى وجمع الأشلاء، عاد الطيران وانقضّ عليهم ثانية.

 

غارات الأحد الدامية، قتلت أكثر من 100 مدني، بينهم أطفال ونساء.

 

غارات الأحد، كشفت رياء العالم وكذبه، فلم تلحظ الصحافة العالمية دوما المنكوبة، ولم يرد ذكرها على الصفحات الأولى لـ12 يومية بريطانية. وفي حين أصدرت الأمم المتحدة بياناً للتنديد، فإن الأسد وحده، يدرك أنه مهما تمادى، فلن يوقفه أحد.

دوما، وصمة عار على جبين البشرية.

 

سوريا: “طلعنا ع الحرية” ممنوعة في المناطق المحررة

انضمت مجلة “طلعنا عالحرية” لقائمة المطبوعات السورية المعارضة التي توقفت رحلتها من الطباعة في تركيا نحو التوزيع في سوريا، على معبر “باب الهوى” على الحدود التركية شمال غرب البلاد، بعدما أصدرت إدارة المعبر أمراً بمنع توزيع العدد 53 من المجلة في المناطق المحررة.

وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للمجلة السورية المعارضة اليوم، أن قرار المنع الذي أصدرته إدارة المعبر، ارتكز على حجة تضمن العدد مادة رأي للكاتب شوكت غرز الدين “وصف فيها الثورة والثوار بالإرهاب بشكل مبطن تارة وصريح حيناً آخر”.

ويخضع “باب الهوى” لإدارة المحكمة الشرعية المكونة من اتحاد “جبهة النصرة” و”الجبهة الشامية” و”حركة أحرار الشام” ومجموعة أخرى من الفصائل الإسلامية المقاتلة في ريف إدلب، وهو خارج عن سيطرة النظام السوري منذ العام 2012.

ولا تزال 2100 نسخة من العدد المذكور، والتي تمت طباعتها وتجهيزها في تركيا، محتجزة في المعبر رغم المفاوضات والجهود المبذولة لاستعادتها، ومن المحتمل أن تكون قد أتلفت كما تضمن التوجيه في القرار، وذلك على غرار حوادث سابقة بحرق المطبوعات على المعبر (عنب بلدي، تمدن، ..).

وكانت إدارة المعبر أيضاً قد أصدرت قراراً مماثلاً أمس بحق صحيفة “صدى الشام” المعارضة، بعد اتهامها بالتحريض على المجاهدين، على خلفية مادة رأي ساخرة من قائد جيش الإسلام في الغوطة الشرقية زهران علوش.

 

مفاوضات الزبداني: الفشل يعرّي جميع المفاوضين

عادت أصوات الاشتباكات، ودويّ المدافع من جديد إلى جبهات الفوعة وبنش بريف إدلب، والزبداني بريف دمشق، بعد انقضاء مدة الهدنة التي مزقتها -بحسب مصادر المعارضة السورية- “عنصرية المفاوض الإيراني”، الذي أصرّ على تهجير أهالي الزبداني إلى ريف إدلب، مقابل نقل أهالي كفريا والفوعة إلى ريف دمشق. وهو مقترح اعتبره المراقبون بداية لعملية التقسيم في البلاد.

 

وأبلغ مصدر محلي من مدينة بنش بريف إدلب، “المدن”، عن عودة أصوات الاشتباكات، وأصوات المدافع إلى الميدان من جديد، على محوري كفريا والفوعة، بعد هدنة استمرت لثلاثة أيام، كان فيها التمترس وراء السواتر الترابية سيّد الموقف. وذكر المصدر أنّ عدداً من عناصر المعارضة، تبادلوا التحية مع عناصر قوات النظام وميلشياته، لكنه قلل من أهمية ذلك، مشيراً إلى أنّه لم يتعدَ السؤال عن معارف قتلوا في المعارك المتبادلة بين الجانبين.

 

وتحدث مصدر محلي من مدينة الزبداني بريف دمشق لـ”المدن”، عن قيام النظام بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة والصواريخ، اعتباراً من مساء السبت، بعد انهيار المفاوضات بين الجانبين. أهالي الزبداني كانوا قد أصدروا بياناً أكدوا فيه على إصراراهم على القتال لآخر لحظة: “لا نقبل لأي مواطن سوري أن يخرج من دياره، ولا نقبل أن نخرج من ديارنا. وكل ما نطلبه هو العيش الحر الكريم في بلدنا أو الموت بشرف دفاعا عنها”.

 

من جهته، رأى الناشط الإعلامي والمرافق الإعلامي لـ”جيش الفتح” في إدلب أبو اليزيد، أنّ سبب انهيار المفاوضات يعود إلى رغبة الإيرانيين، بتهجير أهالي ريف دمشق إلى الشمال، وتوطين أهالي كفريا والفوعة مكانهم، مشيراً إلى أنّ العمليات العسكرية عادت إلى الواجهة من جديد على جبهتي الفوعة وكفريا.

 

وأشار الناطق العسكري باسم حركة “أحرار الشام الإسلامية” أبو يوسف المهاجر، إلى أنّ النظام السوري لم يُلبِ مطالب الحركة في وقف إطلاق النار وإخلاء الجرحى، وأصبح يماطل فيها، ما أدى لانهيار المفاوضات بين الجانبين.

 

ورأى أحد وجهاء بنّش، أبو كامل، أنّ ما عجّل في فشل المفاوضات، هو رغبة الإيرانيين في التغيير الديموغرافي، وأبدى انزعاجه من الحديث حتّى عن التهجير القسري للأهالي والسكان من طرفي النزاع، سواء في كفريا والفوعا، أو في الزبداني. وأكدّ البنشي على “أحقية الشيعي أن يعيش في أرضه وأرض أجداده كما السني، المعركة هي معركة مقاتلين، وليس تهجيراً للنساء والأطفال”، مشدداً على أنّ “الشعب السوري سيقف بالمرصاد في وجه أي عملية تهجير أو تقسيم”.

 

وتسربت قبل انهيار المفاوضات، ما قيل إنها مسودة اتفاق بخصوص الزبداني، والتي نصت على “الإفراج عن أربعين ألف معتقل في سجون النظام السوري، على أن تجري العملية بشكل موازٍ لخروج الراغبين من المدنيين والعسكريين من الفوعة وكفريا”. كذلك نصّت المسودة على وقف إطلاق النار في عدد من مناطق ريف دمشق منها الزبداني ومضايا، والفوعة وكفريا في إدلب، وإخراج كامل جرحى الجنوب إلى إدلب، وكامل جرحى الشمال إلى الساحل. كما تضمن مشروع الاتفاق أيضاً إخراجاً فورياً لكامل الجرحى والمرضى السوريين من الزبداني ومضايا، ووقف إطلاق النار لمدة شهر قابل للتمديد الى حين انتهاء البنود الخاصة بإخراج الراغبين من المقاتلين والمدنيين، إضافة إلى المعتقلين. ونص كذلك على إدخال المواد الطبية الضرورية للحالات الطبية العاجلة في الطرفين، وتقديم قوائم كاملة للمدنيين الراغبين في تسوية أوضاعهم أو المغادرة، مع تحديد وجهة المغادرة.

 

وانتقدت أوساط في المعارضة السورية المفاوضات بين حركة “أحرار الشام” والوفد الإيراني. أعنف الانتقادات تمثلت في ما قاله رئيس “المكتب التنفيذي” لـ”مجلس قيادة الثّورة السورية” صبحي الرفاعي، الذي وصف المفاوضات بالـ”جريمة”. وقال الرفاعي لـ”المدن”: “إن تفاوض حركة أحرار الشّام مع إيران شرعنة لاحتلال الأخيرة لبلدنا، وإن ما يجري حالياً في الزبداني مساهمة مباشرة منهم في تقسيم سوريا، وفي التعدي على حقوق أهل الزبداني في بيوتهم وأرضهم ودمائهم وأعراضهم”. وشبّه “الرفاعي” مفاوضات اليوم، بتلك الّتي حصلت في حمص، وكان على رأس المفاوضين فيها حركة “أحرار الشّام”، وقال الرفاعي: “لم نجنِ منها (مفاوضات حمص) سوى تهجير للأهالي والمقاتلين واعتقالهم من قبل النظام الخائن، الذي اعتقل العشرات منهم دون أن يلتزم بنصوص الاتفاق الّتي أبرمّها”. واعتبر الرفاعي أنّ حركة “أحرار الشّام”، تساهم بشكل مباشر في “تقسيم سوريا بتصرفاتها غير المسؤولة، وتفردها الذي يدل على فوقية تجاوزت الوطن في نفوس من اتخذوا قرار التفاوض مع محتل مجرم ﻹنقاذ نظام منته”، مؤكداً على أن التفرّد بالقرار من قبل أي فصيل مصيره الفشل.

 

وكان أهالي الزبداني، قد لمحوا في بيانهم ضمنياً إلى “أحرار الشّام”، بالقول إنهم “لم يفوضوا أحداً على إخراجهم من ديارهم، ولن يكرروا ما حصل مع أهالي حمص”.

 

وبالرغم من الانتقادات لتفاوض حركة “أحرار الشّام” مع الوفد الإيراني، من أجل تسوية تخص مدينة الزبداني، وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتان، إلا أنّ عدداً من المراقبين رأى فيها استعادة للقرار من قبل الفصائل العاملة على الأرض، ممثّلة بحركة “أحرار الشّام”. في الوقت الذي غاب فيه “الائتلاف السوري” عن المشهد في تلك المفاوضات، مكتفياً بإصدار بيان بهذا الخصوص، قال فيه: ” إنّ المفاوضات ركزت على تهجير سكان مدينة الزبداني، ومن ثم العمل على توطين مرتزقتهم في المدينة بعد إعطائهم الجنسية السورية لتحويلها إلى معقل موال لزمرة الأسد وإيران في سياق مشروع التقسيم الطائفي الذي ما فتئ النظام الإيراني يسعى لتطبيقه في سوريا عبر التهجير الديموغرافي”.

 

وأضاف الائتلاف في بيانه: “كالعادة، ومع كل هزيمة وفشل عسكري يتكبّده، يحاول النظام الإيراني وحزب الله الظهور بصورة المنتصر رغم خسائرهما الفادحة في كل المناطق السورية”، ولفت إلى أنه “وعلى الرغم من السيطرة الجوية واستخدام مختلف أنواع الأسلحة ضد مدينة الزبداني من براميل متفجرة وصواريخ، لم يتمكن نظام الأسد والميليشيات الإرهابية المستجلبة من دخول الزبداني والسيطرة عليها، وهو بطبيعة الحال ما يكشف فشل الحملة العسكرية، ويؤكد أن ثورة السوريين منتصرة مهما تعرضت للمؤامرات والتحديات”.

 

النصرة” تُفرج عن مقاتلي “الفرقة 30”..وريف دمشق يشتعل

أصدرت “الفرقة 30″، المُدرّبة أميركياً، بياناً السبت، تقول فيه إن “جبهة النصرة” أفرجت عن 7 مقاتلين من الفرقة كانت قد احتجزتهم “النصرة” منذ نهاية يوليو/تموز. وقالت “الفرقة 30”: “تم بعون الله الإفراج عن سبعة مقاتلين من عناصر الفرقة 30 مشاة، الذين كانوا معتقلين عند الأخوة في جبهة النصرة”. وتابعت الفرقة بالقول: “نحن في قيادة الفرقة 30 مشاة، نثمن هذه الخطوة النبيلة من قبل الأخوة في جبهة النصرة، ونأمل منهم في الساعات القادمة الإفراج عن قائد الفرقة ورفاقه، إيماناً منا أننا في صف واحد مع الأخوة المجاهدين، على امتداد الأرض السورية”.

 

من جانب آخر، أعلن “لواء السلاجقة” التركماني بريف حلب الشمالي، اندماجه الكامل في صفوف “جيش الثوار”، والتوجه مباشرةً إلى “ساحات القتال ضد تنظيم داعش.. أكبر كارثة مرت في تاريخ الثورة السورية”. كما طالب “لواء السلاجقة” جميع الفصائل المتواجدة في ريف حلب الشمالي بمختلف مكوناتهم العرقية من عرب وكرد وتركمان، بالمساهمة في القتال ضد التنظيم وتحرير المنطقة منه.

 

وفي ريف حمص الشمالي، جددت قوات النظام قصفها بقذائف الهاون والدبابات على مدينتي تلبيسة والحولة وقريتي أم شرشوح والهلالية. وشنّ الطيران الحربي، الأحد، 3 غارات متتالية بالصواريخ الفراغية على محيط أم شرشوح والهلالية. وكانت الاشتباكات قد تجددت بين قوات تامعارضة والنظام، بعد منتصف ليل السبت-الأحد، في محيط قرى أم شرشوح والهلالية وتسنين، بعد أن تمكنت المعارضة من السيطرة على نقاط لقوات النظام على مشارف تسنين. ما أسفر عن مقتل 18 عنصراً من قوات النظام و15 من المعارضة بينهم 4 قياديين.

 

المعارضة كانت قد أعلنت السبت عن تشكيل غرفة عمليات جديدة تحت اسم “الاعتصام بالله” بهدف السيطرة على مواقع لقوات النظام غربي مدينة تلبيسة، “نصرة لمدينة الزبداني”. في حين استمرت الاشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات النظام في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل وقرية مهين في ريف حمص الشرقي.

 

من جهة أخرى، قُتل 15 مدنياً، وأصيب عشرات آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء، جراء قصف جوي من طيران النظام الحربي، السبت، على قرى وبلدات منطقة وادي بردى بريف دمشق. واستهدف القصف بلدة عين الفيجة بما لا يقل عن عشرين برميلاً متفجراً، كما طال القصف الجوي كلاً من بلدات بسيمة ودير مقرن وكفير الزيت، إضافة لقصف بقذائف الهاون والمدفعية من اللواء 104 التابع لـ”الحرس الجمهوري”. وجاء هذا التصعيد بعد إعلان المعارضة إيقاف ضخ مياه نبع عين الفيجة عن العاصمة دمشق، للضغط على النظام بغرض فك الحصار عن مدينة الزبداني.

 

وأكدّ الناطق الرسمي باسم “المجلس العسكري في دمشق وريفها” أبو الحكم، لوكالة “سمارت”، انهيار جزء من نبع عين الفيجة في منطقة وادي بردى، إثر استهدافه بالبراميل المتفجرة، السبت. وقال أبو الحكم إن أكثر من ألف و400 برميل متفجر سقط على المنطقة في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى تحذيرات أطلقها المجلس في وقت سابق من تهدم الطبقات الأرضية التي تؤدي إلى تسرب المياه الجوفية، لافتاً أن البراميل المتفجرة والقذائف تحوي أوكسيد الرصاص والنحاس ومواد تؤدي إلى تشكيل مواد مسرطنة وسامة عند انحلالها في المياه.

 

وطلب النظام بعد القصف عبر لجان المصالحة، هدنة مؤقتة، يتم خلالها إعادة ضخ المياه إلى دمشق، مقابل توقف عمليات القصف على المنطقة.

 

وفي الغوطة الشرقية، استهدف طيران النظام الحربي بالصواريخ، الأحد، سوقاً شعبية في مدينة دوما، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات. وكان “جيش الإسلام” قد أعلن السبت، عن بدء هجومه على منطقة إدارة المركبات العسكرية في حرستا بريف دمشق. وأظهر تسجيل مصور لـ”جيش الإسلام” قائده زهران علوش، على الخطوط الأمامية لجبهة إدارة المركبات. وأكد الناطق الرسمي باسم “جيش الإسلام” النقيب إسلام علوش، أن زهران علوش هو من يشرف على المعركة بنفسه.

 

وسيطر “جيش الإسلام” على المعهد الفني وعدد من مواقع قوات النظام في محيط مقر إدارة المركبات، ضمن معركة أطلقها “نصرة لمدينة الزبداني”. وقال “جيش الإسلام” إن هدف المعركة هو السيطرة على نقاط استراتيجية في المنطقة من أبرزها إدارة المركبات، موضحاً أنه سيطر على نقاط متقدمة داخل الإدارة، أبرزها المعهد الذي يعتبر من أشد النقاط تحصيناً في الإدارة.

 

وفي داريا بالغوطة الغربية، أعلن “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” عن البدء بمرحلة جديدة من معركة “لهيب داريا”. وكانت المعارضة قد اتهمت النظام السوري، باستخدام أسلحة محرمة دولياً، في قصف المدينة، التي تشهد معارك عنيفة بين الجانبين منذ نحو 14 يوماً. وقال المتحدث باسم “مركز داريا الإعلامي” حسام الأحمد، لوكالة “الأناضول”، إن النظام لجأ في الأيام الثلاثة الماضية، لاستخدام  “اسطوانات” تحوي مادة النابالم الحارقة المحرمة دولياً،  ليصل عددها الكلي إلى ما يزيد عن 70 إسطوانة، ما تسبب باشتعال حرائق هائلة في المدينة. وأضاف الأحمد، أن النظام ألقى من مروحياته خلال يومين 18 برميلاً متفجراً، ليصل مجموع ما ألقي على المدينة منذ 2 آب/أغسطس، 332 برميلاً.

 

“عاصفة الحق” تحاول تقسيم درعا إلى قطاعين

قام تحالف قوات المعارضة السورية المسلحة، المعروف باسم “عاصفة الحق” المنبثق عن “عاصفة الجنوب”، مساء السبت، بتفخيخ عربة مدرعة ناقلة للجند “ب م ب” وتسييّرها عن بعد، لتستهدف مبنى “السنتر” وبناء الخميني المقابل لفرع “أمن الدولة” على الجبهة الشرقية لمدينة درعا، ما أدى إلى تفجير البناء بشكل كامل.

 

وبعد عملية التفجير، شنّت قوات المعارضة المسلحة هجوماً مباشراً، ودارت اشتباكات عنيفة طوال الليل، بجميع أنواع الأسلحة. قوات النظام استخدمت سلاح الطيران وصواريخ أرض-أرض، بعد أن تكبدت خسائر كبير في الأرواح والمعدات، نتيجة تقدم قوات المعارضة وسيطرتها على عدد من الأبنية القريبة من فرع “المخابرات الجوية”.

 

وتمكن عناصر “الجبهة الجنوبية” من إحداث اختراق جديد ومهم داخل مدينة درعا، في منطقة المحطة وطريق السد، بسيطرتهم على نقطة العدنان وحاجز محور النقطة العاشرة والفرن الآلي، من خلال غرفة عمليات “اعصار 2” في منطقة المحطة. ما يعني كسر خط الدفاع الأول لقوات النظام على تلك الجبهة، وهو الأمر الذي يُمكّن المعارضة المسلحة من السيطرة النارية على ساحة السرايا وسط مدينة درعا، وقطع طريق مشفى درعا الوطني الذي أصبح ثكنة عسكرية محصنة، تتمركز فيها قوات النظام.

 

مدير المكتب الإعلامي لألوية “سيف الشام” الرائد طعمة، قال لـ”المدن”: “بالنسبة للنقاط التي تم تحريرها على الجبهة الغربية، فقد شنّت قوات النظام حملة صاروخية وقصفاً عنيفاً بالبراميل ما أجبر ثوار تحالف (عاصفة الحق) على التراجع عن تل الزعتر. حيث تقدمت قوات النظام وسحبت آلياتها المدمرة، وجثث عناصرها. بعد ذلك شنّت قوات تحالف عاصفة الحق هجوماً عنيفاً أجبر قوات النظام على التراجع عن تل الزعتر مرة أخرى، ليصبح التل خارج سيطرة الطرفين، ونقطة للاشتباك”. طعمة أكد أن المعارضة لا زالت تسيطر على بناء القصر ومحيطها، كما تم تدمير “دشم” و”بلوكوسات” على الجبهة الغربية لمدينة درعا، وإحداث دمار كبير في المربع الأمني ومحيطه. كما تمّ تدمير مدفع رشاش عيار 23، كان في إحدى الدشم ببناء المحافظة.

 

الرائد طعمة، أوضح أنه تمّ تكثيف القصف من قبل المعارضة على المربع الأمني، وعلى الدفاعات المحيطة بمدينة درعا، وأن الاشتباكات في تلك النقاط مازالت مستمرة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، دون إحراز اختراقات مهمة حتى الآن. وأكد طعمة تدمير 7 آليات مجنزرة، ومقتل ضابطين في قوات النظام أحدهما برتبة مقدم، ما يرفع خسائر قوات النظام خلال اليومين الماضيين إلى 45 قتيلاً وعشرات الجرحى الذين غصّت بهم مشافي درعا، وتمّ نقل العديد من الإصابات باتجاه العاصمة دمشق.

 

الرائد طعمة، أشار إلى أن عمليات المعارضة العسكرية مستمرة، و”لم ولن تنتهي إلا بعد أن تحقق كامل أهدافها في تحرير مدينة درعا”، وأضاف أن هناك “اجتماعات عسكرية دورية لتقييم وضع كل جبهة على حدة، والجبهات بشكل مترابط”.

 

قوات المعارضة ستحاول خلال الأيام القادمة، إحداث شرخ في صفوف قوات النظام، عبر تقدمها وسط مدينة درعا باتجاه “دوار الحمامة” قرب متحف المدينة، ما يعني إمكانية تقسيم درعا إلى قطاعين؛ إحدهما شرقاً تُحاصر فيه قوات النظام المتمركزة في “المخابرات الجوية” و”أمن الدولة” و”الأمن الجنائي “، ويصبح الهجوم على هذا القسم من محاور متعددة بالإضافة إلى محور النعيمة الوحيد حالياً. والقطاع الآخر هو الغربي، الذي يحوي المربع الأمني وغرفة عمليات قوات النظام، والمجمع الحكومي و”المخابرات العسكرية” وغيرها من الفروع الأمنية.

 

قائد “فرقة فجر التوحيد” سفيان أبو حمزة الحوراني، قال لـ”المدن”: “إذا أحدثت قواتنا هذا التقدم، واستطعنا تقسيم درعا إلى قسمين، عندها سيكون الهجوم الكاسح من القلب وإلى جميع الأطراف لضرب قوات النظام بشكل كامل”.

 

وإلى الآن، يبقى تقدم قوات “تحالف عاصفة الحق” بطيئاً على جميع الجبهات، بشكل عام، فالمعارك لا تعصف غرباً إلا لتهدأ شرقاً. وعلى الرغم من شدة القصف وشراسة المعارك، إلا أنها لم ترقَ بعد إلى إحدث هذا الشرخ الكبير في صفوف قوات النظام، والذي يُمكن قوات المعارضة المسلحة من السيطرة على المدينة بشكل كامل.

 

لافروف-ظريف: مصير الأسد يحدد بعد التفاوض

رفض وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أي مطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل البدء في أي عملية تفاوض حول الأزمة السورية. وجاء كلام لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يزور موسكو الاثنين.

 

وقال لافروف، إن موقف بلاده حيال الأزمة السورية ثابت، وهو يشدد على ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده، من دون أن تفرض عليه شروط وسيناريوهات مسبقة. وفي هذا السياق أكد على وجود اختلافات بين “موقف موسكو ومواقف شركائها من الولايات المتحدة والخليج”، خصوصاً حول “مصير الرئيس بشار الأسد”.

 

وقال لافروف “يرى بعض شركائنا أنه يجب الاتفاق مسبقا على رحيل الرئيس من منصبه في ختام المرحلة الانتقالية. وهو موقف غير مقبول بالنسبة لروسيا، إذ يجب على الشعب السوري أن يقرر (مصير الأسد)”. وأضاف: “مازلنا متمسكين بالقاعدة المتينة المتمثلة في بيان جنيف (الصادر في 30 يونيو/حزيران عام 2012)، والذي ينص على حل جميع مسائل تجاوز الأزمة السورية عبر مفاوضات بين الحكومة السورية ووفد للمعارضة يمثل جميع أطياف خصوم القيادة السورية. كما أن البيان يؤكد أن أية اتفاقات بشأن الخطوات الانتقالية والإصلاحات.. يجب أن تتخذ على أساس توافق بين الحكومة وخصومها”.

 

ودعا لافروف من أسماهم بـ”اللاعبين الخارجيين” الذين يتدخلون في الأزمة السورية، أن يكفوا عن الإيحاء بأن “المنظمة الوحيدة فقط للمعارضة السورية”، في إشارة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، “تتمتع بالشرعية الكاملة”. واعتبر أن شرعية المعارضة تتحقق عندما يتم تشكيل وفد يمثل كل الأطراف المعارضة في سوريا وخارجها، وحينها يمكن لهذا الوفد أن يؤسس لمفاوضات حقيقية مع “وفد الحكومة الشرعية في سوريا”.

 

من جهته، أثنى ظريف على كلام لافروف، وأشار إلى أن الموقف الإيراني يتوازى مع الموقف الروسي في طريقة حل الأزمة السورية. وقال “على السوريين أن يقرروا مصيرهم ومستقبلهم بأنفسهم، أما الدول الأجنبية، فيجب أن يقتصر دورها على تسهيل تحقيق هذه المهمة بالنسبة للسوريين”. وأضاف “إننا نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية يحمل طابعا سياسيا. إننا نشاطر الاتحاد الروسي موقفه من هذه المسألة، وإن هذا التطابق في المواقف سيستمر”.

 

يشار إلى أن العاصمة الروسية موسكو، تشهد لقاءات مكثفة تجريها وزارة الخارجية الروسية مع عدد من الدبلوماسيين، وأطراف من المعارضة السورية. ومن أبرز تلك اللقاءات كانت تلك التي جمعت لافروف مع وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، حيث أكد الجبير خلالها على خلاف عميق مع موسكو يتعلق في مصير الأسد، وهو الأمر الذي ساد أيضاً خلال لقاء لافروف مع وفد من الائتلاف السوري برئاسة خالد خوجة، وصفه عضو الهيئة السياسية في الائتلاف جورج صبرة في تصريحات لـ”المدن” عقب انتهاء الزيارة، بأنه كان “إيجابياً جداً”.

 

لافروف حادث ظريف الإثنين حول الأزمة السورية

موسكو ترفض تنحية بشّار كشرط مسبق

نصر المجالي

نصر المجالي: أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ثبات موقف موسكو من الأزمة السورية، موضحاً دعم الدولة السورية وأن على السوريين حل مشاكلهم بعيداً عن التدخلات الخارجية.

 

وأضاف لافروف خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الزائر لموسكو، أن تجاوز الأزمة السورية يجب أن يكون بالحوار بين المعارضة والحكومة السورية، مشيراً إلى أهمية تأمين حل سياسي للأزمة.

 

وأشار لافروف إلى وجود خلافات مع بعض الأطراف الفاعلة في الأزمة حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، مجدداً موقف موسكو من رفض مطالب رحيل الأسد، موضحاً أن من يقرر ذلك هو الشعب السوري.

 

وقال وزير الخارجية الروسي: “إذا كان بعض شركائنا يرون أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق مسبق ليترك رئيس الجمهورية منصبه في نهاية الفترة الانتقالية فإن روسيا ترفض هذا الموقف، إذ يجب أن يكون الشعب السوري هو الذي يقرر”.

 

ولفت لافروف إلى اهتمام طهران وموسكو بجهود تسوية الأزمة السورية، وان الحل يجب أن يكون في إطار الحوار بين السوريين من دون تدخلات خارجية، وان مستقبل سوريا يقرره السوريون بعيداً عن الإملاءات الخارجية.

 

ومن جانبه، أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى وجود الكثير من المصالح المشتركة بين البلدين، كذلك هناك تحديدات مشتركة، مشيراً إلى أنه يجري التعاون بين البلدين لتحقيق المصالح ومواجهة التحديات.

 

وأوضح ظريف أن روسيا لعبت دوراً هاماً في ا لتوصل إلى الاتفاق النووي مع مجموعة (5+1). وشدد على أن روسيا الشريط الأهم لبلاده، مشيراً إلى أن موسكو ساعدت إيران في الظروف الصعبة، وان رفع العقوبات سيسمح بتعميق التعاون بين البلدين في كافة المجالات.

 

صواريخ ـ إس 300

 

وإلى ذلك، فإنه يعتقد أن وزيري الخارجية الروسي والإيراني ناقشا عددا من الأمور المتعلقة بالعلاقات الثانية، وأنهما أثارا مسألة تزويد إيران بصواريخ إس-300 المتطورة.

 

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ايغور مورغولوف للصحافيين، الإثنين، إنه “ستتم مناقشة جميع القضايا، هناك مجموعة واسعة من القضايا”، وذلك في إجابة على سؤال، حول ما إذا كان الطرفان يخططان لمناقشة مسألة تسليم صواريخ إس-300 لإيران.

 

وكانت روسيا انضمت إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الصادر في 9 يونيو (حزيران) 2010، الذي فرض قيود صارمة على بيع الأسلحة والمعدات العسكرية لإيران، مما عطل تنفيذ العقد الخاص بتوريد خمس بطاريات من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات إس- 300.

 

وفي نيسان (أبريل) 2015، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً رفع بموجبه الحظر على توريد أنظمة صواريخ إس-300 لإيران.

 

الهجوم الاعنف لنظام الأسد مند اندلاع النزاع

مجزرة دوما: ارتفاع حصيلة القصف إلى 100 قتيل

إيلاف- متابعة

بيروت: قتل ما لا يقل عن 96 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، نتيجة غارات جوية شنها الطيران الحربي السوري الاحد على سوق شعبية في مدينة دوما قرب دمشق، وفق حصيلة جديدة لهذا الهجوم، الذي يعتبر من الاعنف للنظام مند اندلاع النزاع.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان “ارتفع الى 96، بينهم مواطنتان واربعة اطفال على الاقل، عدد الشهداء الذين توثق المرصد من استشهادهم حتى الان.. جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية”.

وحذر بان عدد القتلى “مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة”. كما افاد المرصد عن اصابة أكثر من 250 شخصا بجروح. وافاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية في دوما ان هذا القصف هو الاسوأ الذي يطاول هذه المدينة حتى الان. وشاهد سكان الحي المنكوب وهم في حالة ذعر ينقلون الجرحى الى مستشفى ميداني حيث كان عدد كبير منهم ملقى على الارض لعدم وجود امكنة لمعالجتهم.

وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة الصحافة الفرنسية ان “المعلومات الاولية تفيد بان غالبية القتلى من المدنيين”. واوضح ان “الناس تجمعوا بعد الضربة الاولى من اجل اجلاء الجرحى، ثم توالت الضربات التي وصل عددها الى ست في وسط دوما واربع في محيطها”.

واصدر الائتلاف السوري المعارض بيانا حمل فيه “المحتل الإيراني ونظام (الرئيس بشار) الأسد المسؤولية الكاملة عن المجازر”، مضيفا انه “يرى في تعامل مجلس الأمن والمجتمع الدولي الباهت مع هذا الواقع عاملاً مساعداً على تصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين”.

واعرب عن أسفه “لتجاهل جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الشعب السوري والاتحاد الأوروبي إصدار مواقف منددة بالمجازر”. وتزامنت الغارات مع اول زيارة يقوم بها ستيفن اوبراين مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة الى سوريا منذ توليه منصبه في ايار/مايو خلفا لفاليري اموس.

 

ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم دوما إلى 96 شخصًا.. ومدير العمليات الإنسانية الأممي يندد

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي السوري، أمس (الأحد)، على سوق شعبية في مدينة دوما قرب دمشق إلى ما يقل عن 96 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، في الهجوم الذي يعتبر من الأعنف للنظام مند اندلاع النزاع.

 

إذ أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان: «ارتفع إلى 96 بينهم مواطنتان وأربعة أطفال على الأقل عدد الضحايا جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية». وحذر من أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». كما أفاد المرصد عن إصابة أكثر من 250 شخصا بجروح.

 

وأفاد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية في دوما بأن هذا القصف هو الأسوأ الذي يطاول هذه المدينة حتى الآن. وشاهد سكان الحي المنكوب وهم في حالة ذعر ينقلون الجرحى إلى مستشفى ميداني، حيث كان عدد كبير منهم ملقى على الأرض لعدم وجود أماكن لمعالجتهم.

 

من جانبه، أعرب مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين من دمشق اليوم (الاثنين) عن «ذهوله» جراء الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون في سوريا منذ بدء النزاع قبل أكثر من أربعة أعوام. وقال أوبراين الذي يختتم اليوم زيارة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي: «أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع».

 

وأضاف: «هالتني أخبار الضربات الجوية أمس على وجه الخصوص، حيث تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق».

 

وناشد أوبراين الذي تزامنت زيارته إلى دمشق مع الغارات على دوما «كل أطراف هذا النزاع الطويل الأمد حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي»، مشددا على أن الاعتداء على المدنيين «غير قانوني وغير مقبول ويجب أن يتوقف».

 

«لافروف»: روسيا لن تقبل برحيل «الأسد» كشرط مسبق لتسوية أزمة سوريا

أعلن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» اليوم الإثنين، أن موسكو لا تقبل مطالبة رئيس النظام السوري «بشار الأسد» بالرحيل كشرط مسبق لتسوية الأزمة.

 

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني «محمد جواد ظريف»، إثر محادثات بينهما جرت في موسكو اليوم، إن «الموقف الروسي من تسوية الأزمة السورية لم يتغير وهو يكمن في ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده على أساس بيان جنيف دون أية تدخلات خارجية»، بحسب موقع «روسيا اليوم».

 

يشار إلى أن زيارة «ظريف» إلى موسكو تأتي بعد مناقشات مكثفة مكرسة للملف السوري أجرتها وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي، مع وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» و3 وفود للمعارضة السورية، كما واصل «لافروف» مناقشاته بشأن سبل تسوية الأزمة السورية مع نظيره الأمريكي «جون كيري» عبر الهاتف.

 

وستكون على طاولة المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني أيضا، مبادرة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» الخاصة بتشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي.

 

ومن شأن هذا التصريح أن يعرقل المباحثات التي انطلق مؤخرا، وكانت السعودية طرفا فيها، لاسيما أنه يتعارض مع رؤية الأخيرة، حيث أكد وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» الثلاثاء الماضي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي بموسكو، أن موقف بلاده تجاه سوريا لن يتغير وهو مبني على إيجاد حل سلمي، مشيرا إلى أنه لا مكان لـ«الأسد» في أي حل مستقبلي في سوريا.

 

كما شهدت الأيام الماضية 3 مبادرات، روسية وسعودية وإيرانية، لحل أزمة سوريا، فيما شهدت المنطقة حراكا دبلوماسيا تمثل في زيارة وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم» إلى كل من عمان، وإيران، فيما زار «ظريف» دول على علاقة بالأزمة السورية أيضا، علاوة على زيارة «الجبير» لموسكو، ومن قبلها الاجتماع الثلاثي الذي جرى في الدوحة بين وزراء خارجية روسيا وأمريكا والسعودية.

 

تلك الجولات والمباحثات، قال خبراء إنها قد تسهم في حلحلة الأزمة السورية، غير أنهم ذهبوا في الوقت ذاته إلى أن الوصول لحل شامل لتلك الأزمة لن يكون بالأمر السهل وسيستغرق الكثير من الوقت والجهد.

 

مصادر: الرياض طورت علاقتها بأنقرة رغم احتجاجات القاهرة

نورالدين المنصوري

قال الدكتور «تسفي بارئيل» محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنه منذ أن تم اختيار الملك «سلمان» عاهلا للسعودية في يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري، باشرت السعودية بتبني وتطبيق استراتيجية جديدة هدفها تشكيل حلف سني يعمل على كبح جماح التأثير الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

 

وشدد المحلل الإسرائيلي، على أن الرياض قامت بتطوير علاقاتها مع أنقرة، على الرغم من الاحتجاجات المصرية على هذه الخطوة، كما أن الرياض، بحسب المحلل الإسرائيلي، ترى في عودة حركة «حماس» إلى «البيت العربي» جزء لا يتجزأ من النضال لوقف التأثر الإيراني في المنطقة.

 

واعتبر المحلل إنه في حال التوصل إلى اتفاق، غير مباشر، بين «إسرائيل» و«حماس» فإنه سينطوي على تناقض يتمثل بأنه في إطار الجبهة الإسرائيلية–العربية ضد إيران ستضطر «إسرائيل» إلى تبني إستراتيجية سياسية تربط الاتفاق مع «حماس» بتحسين علاقاتها مع تركيا من دون المس بعلاقاتها مع مصر، على حد تعبيره.

 

وأضاف المحلل الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة «بنيامين نتنياهو» تعتبر أن اتفاقا كهذا لا يتطلب منها وقف البناء في المستوطنات أو الانسحاب من المناطق المحتلة، أي الضفة الغربية، وأن لهذا الأمر عدة أفضليات، بينها التحرر من الضغوط الدولية لرفع الحصار عن غزة، وتخفيف الضغوط الاقتصادية التي تهدد بانفجار في القطاع.

 

ورأى المحلل الإسرائيلي أن الخاسرين الأساسيين الاثنين من اتفاق كهذا قد يكونا رئيس السلطة الفلسطينية، «محمود عباس»، وقيادة حركة «فتح»، لأن تطوير اقتصادي للقطاع تحت قيادة «حماس» يعني الانفصال عن القطاع، على حد تعبيره.

 

وبحسب المحلل فإن مصادر تركية قالت للصحيفة العبرية إن السؤال الأهم في هذه التطورات ما هو الموقف المصري؟.

 

ولفتت إلى أنه بضغط من المملكة العربية السعودية قامت مصر بإلغاء القرار الذي اعتبر حركة «حماس» تنظيما إرهابيا، ولكن من وجهة نظر صناع القرار في مصر، فإن ترميم العلاقة بين القاهرة و«حماس» يعني بشكل غير مباشر تقوية جماعة «الإخوان المسلمين»، أو كما أسمتها المصادر إطلاق رصاصة ذاتية بالرجل، على حد وصفها.

 

وأضافت المصادر عينها أن القاهرة ستجد صعوبة بالغة في رفض المطالب السعودية القاضية بفتح معبر رفح، وذلك لأن تعلق الاقتصاد المصري بالأموال السعودية بات يتنامى كثيرا في الفترة الأخيرة.

 

وخلصت المصادر إلى القول إنه إذا سمح الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لوفد «حماس» بزيارة القاهرة غدا، سيكون هذا التطور بمثابة إعلان عن تغيير مصر لسياسته فيما يتعلق بـ«حماس»، حسبما ذكرت المصادر.

 

هذا ومن المقرر أن يزور وفد رفيع من حركة «حماس» يرأسه نائب رئيس المكتب السياسي «إسماعيل هنية»، القاهرة غدا الثلاثاء ضمن جولة خارجية تشمل عدة دول عربية وإسلامية.

 

وسيلتقي الوفد في أول محطة له بمسؤولين رفيعي المستوى في القاهرة، قبل أن يغادر إلى دول أخرى من بينها قطر وتركيا، ومن المتوقع أن يزور الوفد السعودية وإيران.

 

وأكدت مصادر رفضت الكشف عن هويتها، أن الوفد يضم إضافة إلى «هنية»، القيادي «خليل الحية»، و«زياد الظاظا»، والناطق باسم الحركة «فوزي برهوم»، إضافة لقيادات أخرى.

 

وبحسب المصادر فإن الوفد سيلتقي في القاهرة بمسؤولين مصريين من جهاز المخابرات العامة، وطرح آخر ما توصلت إليه المباحثات بين «حماس» و«إسرائيل» للوصول إلى تهدئة طويلة المدى.

 

أغلبهم من المدنيين.. 100 قتيل في غارات للنظام السوري على دوما

ارتفع عدد قتلى القصف الصاروخي وغارات الطيران الحكومي الأحد على السوق الشعبي في مدينة دوما السورية شرق العاصمة دمشق إلى أكثر من 100 قتيل و200 جريح أغلبهم من المدنيين، وفق حصيلة جديدة لأحد أعنف هجمات النظام السوري مند اندلاع الثورة السورية، بحسب مصادر المعارضة.

 

وهذا الهجوم هو الثاني على دوما الذي تشنه طائرات الحكومة خلال أقل من أسبوع.

 

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن هذا القصف هو الأسوأ الذي يطال هذه المدينة حتى الآن.

 

وشوهد سكان المدينة وهم في حالة ذعر ينقلون الجرحى إلى مستشفى ميداني حيث كان عدد كبير منهم ملقى على الأرض لعدم وجود أماكن لمعالجتهم.

 

كما شوهدت عشرات الجثث ملقاة على الأرض وأطفالا جرحى يصرخون.

 

كان مدير المرصد «رامي عبد الرحمن» قد قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن «المعلومات الأولية تفيد بأن غالبية القتلى من المدنيين».

 

وأضاف أن الناس تجمعوا بعد الضربة الأولى من أجل إجلاء الجرحى ثم توالت الضربات التي وصل عددها إلى 6 في وسط دوما و4 في محيطها.

 

وأصدر الائتلاف السوري المعارض بيانا حمل فيه «المحتل الإيراني ونظام الرئيس بشار الأسد المسؤولية الكاملة عن المجازر»، مضيفا أنه «يرى في تعامل مجلس الأمن والمجتمع الدولي الباهت مع هذا الواقع عاملاً مساعداً في تصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين».

 

وأعرب عن أسفه «لتجاهل جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الشعب السوري والاتحاد الأوروبي إصدار مواقف منددة بالمجازر».

 

وتزامنت الغارات مع أول زيارة يقوم بها «ستيفن أوبراين» مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة إلى سوريا منذ توليه منصبه في مايو/ أيار الماضي خلفا لـ«فاليري أموس».

 

ولم يتداول الإعلام الرسمي أي معلومات عن عمليات القصف في دوما وضحاياها، بينما أشار موالون للحكومة إلى أن ذلك القصف كان يستهدف مواقع لـ«جيش الإسلام» بزعامة «زهران علوش» في دوما ومحيطها.

 

وكان «جيش الإسلام» المعارض قد شنّ هجوماً السبت على محيط إدارة المركبات العسكرية في حرستا شرق دمشق، وفجّر نفقاً في محيط الإدارة، كما تقدم مسلحو المعارضة، بحسب مصادرها، في نقاط عدة في حي العجمي، مما أوقع 40 من جنود القوات الحكومية قتلى خلال الاشتباكات.

 

وقالت القوات الحكومية في بيان عسكري إنها عثرت على نفق بطول 600 متر في منطقة ميسلون في حي جوبر، شرق العاصمة السورية، خلال الاشتباكات العنيفة مع مسلحي المعارضة.

 

لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانبين الروسي والسوري يؤكد أو ينفي هذا النبأ

مصادر: موسكو سلمت دمشق ست مقاتلات من نوع «ميغ 31»

قالت وسائل إعلام روسية وتركية إن موسكو سلمت النظام السوري ست مقاتلات متطورة من نوع «ميغ 31»، تنفيذا لاتفاق جري توقيعه بين الجانبين في عام 2007.

 

وبينما لم تكشف وسائل الإعلام هذه عن مصادر معلوماتها، لم يصدر حتى الساعة أي تعليق رسمي من الجانبين الروسي والسوري يؤكد أو ينفي هذا النبأ.

 

وأفاد موقع «سبوتنيك» الإخباري الروسي بأن ست مقاتلات من طراز «ميغ 31» وصلت إلى مطار المزة العسكري في دمشق (لم يحدد تاريخا)، لافتا إلى أن طائرة نقل وقود رافقت المقاتلات الروسية لتزويدها في الجو بالوقود.

 

الموقع الإخباري أضاف أن روسيا تستمر في تسليح النظام السوري الذي تسلم خلال السنوات الثلاث الماضية العديد من الصواريخ من طراز «كورنت 5» المتطورة، إضافة إلى مدفعية ميدان من عيار 130 ملم.

 

كما يتواجد خبراء ومستشارون روس على الأراضي السورية لتقديم الخبرات من أجل التدريب.

 

خبر تسليح موسكو لدمشق بست مقاتلات من نوع «ميغ 31» أكده، أيضا، موقع «بي جي إن نيوز» الإخباري التركي، أمس، لافتا إلى أن هذه المقاتلات وصلت دمشق بالفعل.

 

وأضافت الموقع التركي ان تسليم هذه المقاتلات لدمشق يأتي تنفيذا لبنود عقد جرى توقيعه في 2007، وبموجبه يتعين على موسكو تسليم النظام السوري ثماني مقاتلات من نوع «ميغ 31».

 

يشار إلى أن «ميغ 31» هي مقاتلة روسية الصنع اعتراضية أسرع من الصوت، وتحمل رادارا يتميز بقوته، وستة صواريخ موجهة بعيدة المدى، إضافة إلى الصواريخ الموجهة متوسطة المدى، وتتصف هذه المقاتلة بقدرة فائقة على المناورة.

 

الأسد يفتك بأهل دوما

استشهد أكثر من 100 مدني وجرح المئات في مجزرة هي الأكبر هذا العام ترتكبها قوات بشار الأسد في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، اثر قصف قام به طيران الأسد قبل ظهر أمس مستهدفاً السوق الشعبية في المدينة والأحياء السكنية فيها بتسعة صواريخ فراغية، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف من المواقع القريبة التي تحاصر المدية الواقعة شمال شرقي العاصمة السورية.

 

وأشار الناشطون إلى أنّ فرق الدفاع المدني وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها، إلا أنها وقفت عاجزة أمام الدمار الكبير الذي لحق بمدينة دوما، والأعداد الهائلة من الشهداء والجرحى.

 

وذكر المكتب الطبي في المدينة أن «نقطة الإسعاف استقبلت أكثر من 200 جريح معظمهم في حالات خطيرة تستوجب القيام بعمل جراحي وعناية مشددة نظرا للإصابات الخطيرة، والكادر الطبي يستنفد كل طاقاته وموارده بسبب كثرة الإصابات داخل النقاط الطبية في المدينة».

 

وذكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن طائرات نظام الأسد مدعومة بميليشيات الاحتلال الإيراني قامت بسلسلة من الغارات الجوية المستمرة والقصف الممنهج على مدن وبلدات دوما والزبداني وإدلب.

 

ولم تكن الغارات عشوائية حيث أطلقت الطائرات صواريخها الموجهة متعمدة إسقاط أكبر قدر من الضحايا المدنيين على وجه الخصوص، ومتحينة ساعات اكتظاظ الشوارع والأسواق.

 

وأضاف بيان الائتلاف المعارض أن «الجميع يعلم أن استهداف المناطق المكتظة بالمدنيين يمثل جريمة حرب وخرقاً للقانون الدولي بغض النظر عن أي حجج أو مبررات، لكن جرائم النظام، ترقى إلى ما هو أفظع من ذلك، حيث يتربع المدنيون على قائمة أهداف القصف، في مسعى لإسقاط أكبر عدد منهم في كل غارة«.

 

وتابع أنه «الآن، وفي ظل القصف المستمر على دوما، تتزايد أعداد الشهداء، حيث يصعب على فرق الإنقاذ والإسعاف انتشال الجرحى وإسعافهم، خاصة مع ضعف الإمكانات وافتقار المنطقة المحاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات لأدنى متطلبات الخدمات الصحية الطارئة«.

 

وأفاد «لقد أدى القصف الوحشي للسوق الشعبي في مدينة دوما بريف دمشق اليوم إلى استشهاد نحو 100 مدني وجرح 300 آخرين، وجاءت المجزرة ضمن سلسلة مجازر دموية تقوم بها قوات النظام والاحتلال الإيراني في غوطة دمشق وإدلب أودت بحياة 450 مدنياً على الأقل خلال أسبوع، أغلبهم أطفال ونساء«.

 

وحمل الائتلاف الوطني «المحتل الإيراني ونظام الأسد المسؤولية الكاملة عن تلك المجازر«، وقال «إنه يرى في تعامل مجلس الأمن والمجتمع الدولي الباهت مع هذا الواقع عاملاً مساعداً في تصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين، ويعرب عن أسفه لتجاهل جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الشعب السوري والاتحاد الأوروبي إصدار مواقف منددة بالمجازر، أو دعوات لاجتماعات طارئة لمناقشة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين في سوريا من عمليات القتل المتواصلة«.

 

وقال البيان «يدين الائتلاف الوطني جميع أنواع الدعم العسكري والمادي التي يتم تقديمها لنظام الأسد، ويخص بالذكر تزويده بالسلاح وبالذخيرة تحت أي ذريعة ومن أي جهة كانت، ويرى في ذلك مشاركة في جرائمه ضد الإنسانية، ويعتبر أن المسؤولية القانونية والأخلاقية تقتضي منعه من الاستمرار في جرائمه وليس تزويده بما يساعده على ارتكاب المزيد من جرائم القتل والإبادة«.

 

وأكد انه «في هذا الإطار يجري رئيس الائتلاف الوطني خالد خوجة اتصالات مع عدد من وزراء خارجية الدول الشقيقة والصديقة لحثها على تحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية والقانونية«.

 

وكان المرصد السوري أعلن ان عدد قتلى الغارات التي استهدفت السوق الشعبية في دوما ارتفع الى «82 بينهم أطفال (…) كما اصيب أكثر من 250 آخرين بجروح». واشار المرصد الى ان العدد «مرشح للارتفاع بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة، كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين».

 

وكان المرصد تحدث سابقا عن 58 ثم عن سبعين قتيلا.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان «المعلومات الاولية تفيد بان غالبية القتلى من المدنيين». واوضح ان «الناس تجمعت بعد الضربة الاولى من اجل اخلاء الجرحى ثم توالت الضربات التي وصل عددها الى ست في وسط دوما واربع في محطيها».

 

وافاد مصور لوكالة فرانس برس في دوما ان هذا القصف هو الاسوأ الذي يطاول هذه المدينة حتى الان. وشاهد سكان الحي المنكوب وهم في حالة هستيريا ينقلون الجرحى الى مستشفى ميداني حيث كان عدد كبير منهم ملقى على الارض لعدم وجود امكنة لمعالجتهم.

 

كما شاهد مصور فرانس برس عشرات الجثث ملقاة على الارض واطفالا جرحى يصرخون.

 

وبث ناشطون شريط فيديو على الانترنت اظهر الموقع عقب الهجمات وبدت فيه اثار الركام بالإضافة الى شظايا ومخلفات معدنية.

 

كما اظهرت الصور تهدم واجهات ابنية من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت راساً على عقب وسط الانقاض.

 

وتقع دوما في الغوطة الشرقية، ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، وتخضع منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام.

 

ويعاني عشرات الاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة شحاً في المواد الغذائية والادوية.

 

وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 حزيران قتل 24 شخصا جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق.

 

واتهمت منظمة العفو الدولية الاربعاء قوات النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من ان استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.

 

وتزامنت الغارات مع اول زيارة يقوم بها ستيفن اوبراين مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة الى سوريا منذ توليه منصبه في ايار خلفا لفاليري اموس.

 

ووفق وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، التقى اوبراين الاحد وزير الخارجية وليد المعلم. وتنظر الامم المتحدة الى النزاع السوري على انه اولوية نظرا لتدهور الاوضاع الانسانية حيث هناك 12,2 مليون شخص بحاجة الى مساعدة بينهم اكثر من 5,6 ملايين طفل.

 

والسبت، التقى اوبراين نائب وزير الخارجية السوري وزار مدينة حمص الخاضعة بغالبيتها لقوات النظام.

 

وكتب اوبراين على حسابه على تويتر بعد الزيارة «زرت حمص، وخلف دمار المباني نجد دمار الارواح. سوريا بحاجة الى سلام». وتابع «نحن ملتزمون بمواصلة دعم الجهود الانسانية في سوريا».

 

وفي الزبداني، الخاضعة لسيطرة المعارضة على مقربة من الحدود بين لبنان وسوريا، اندلعت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، كما قصف المسلحون المعارضون قريتي الفوعة وكفريا الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في محافظة ادلب وذلك بعد انهيار وقف اطلاق النار بين الطرفين شمل هاتين المنطقتين.

 

وتسعى القوات الحكومية منذ اسابيع للسيطرة على الزبداني، ولتخفيف الضغط على المحاصرين في هذه المدينة رد المعارضون المسلحون بإطلاق مئات الصواريخ على الفوعة وكفريا.

 

وتزامنا، افرجت جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، عن سبعة مقاتلين خطفتهم منذ اكثر من اسبوعين كانوا تلقوا تدريبات اميركية في تركيا، بحسب بيان نشر الاحد.

 

وينتمي هؤلاء الى مجموعة من 54 عنصرا من «الفرقة 30» تلقوا تدريبات عسكرية في تركيا، واجتازوا منتصف تموز الحدود الى سوريا لمحاربة تنظيم «داعش».

 

وكانت جبهة النصرة خطفت ثمانية من «الفرقة 30» بينهم قائدها العقيد نديم الحسن ثم خطفت خمسة اخرين في ريف حلب الشمالي، وقتل ثلاثة خلال اشتباكات مع التنظيم.

 

وذكرت الفرقة في بيان «تم الافراج عن سبعة مقاتلين من عناصر الفرقة 30 الذين كانوا معتقلين عند الاخوة في جبهة النصرة».

 

واضاف البيان الذي بث على الانترنت ووقعته قيادة الفرقة «نثمن هذه الخطوة النبيلة من قبل الاخوة في جبهة النصرة ونأمل منهم في الساعات القادمة الافراج عن قائد الفرقة ورفاقه».

 

ولم يحدد في اي منطقة تم الافراج عن المقاتلين.

 

واتهمت جبهة النصرة، عند تبنيها عملية الاختطاف، المقاتلين بانهم «وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح اميركا في المنطقة».

(ا ف ب، سراج برس، الائتلاف الوطني السوري)

 

حرب “حزب الله” في سوريا

ألكس راول

في مثل هذا الأسبوع قبل عامين، وعقب انفجار سيارة مفخّخة أدّت إلى مقتل27 مدنياً في الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها “حزب الله”، قام أمين عام حزب الله حسن نصرالله بإلقاء خطاب لا لُبس فيه أجاب من خلاله على التساؤلات التي كانت تدور في أنحاء لبنان عمّا إذا كان سيعيد النظر بتدخله العسكري في سوريا الذي كان أعلن عنه قبل ثلاثة أشهر.

 

“إذا كان لدينا قبل الانفجار 5000 مقاتل، سوف يصبحون 10000 مقاتل”، قال نصرالله لمناصريه من خلال فيديو مصوّر. “إذا كانت المعركة تتطلب ذهابي أنا وحزب الله برمته الى سوريا، فسوف نذهب الى سوريا”، أضاف قائلاً ومستقطباً تصفيق الجمهور.

 

اليوم، توقّفت السيارات المفخّخة في بيروت، ولكن انتشار “حزب الله” في سوريا توسّع من مجرّد قوة مُرسلة صغيرة في القرى الريفية قرب الحدود اللبنانية، إلى ما وصفه نصرالله اليوم بوجود يُحيط بالزوايا الأربع للبلد، من “دمشق وحلب ودير الزور والقصير الى الحسكة وإدلب”. وأوضح قائلاً: “سوف نتواجد في كل الأماكن في سوريا حيث تتطلب المعركة وجودنا”.

 

فيما يلي وفي الخارطة الواردة في الأعلى، يتعقّب NOW كيف أنّ الميليشيا التي كانت تصرّ في الماضي على أن سلاحها مخصّص حصراً للاستخدام ضد إسرائيل تحوّلت الى ما يصفه النقّاد، وحسب تعبير وزير الخارجية السعودية الراحل سعود الفيصل، بـ”المحتلّ” العدائي لأراض عربية.

 

المرحلة الأولى: 2011- 2012

أوّل تدخّل عسكري لحزب الله في الحرب السورية بدأ عام 2011، وكان آنذاك “محدوداً من حيث الحجم ومحدداً لأهداف تتعلّق بالدعم والنصيحة”، وفقاً لتقرير صدر في نيسان 2014 عن معهد دراسة الحرب.

 

وزعمت تقارير غير موثوقة نُشرت في وقت مبكر جداً منذ أيلول 2011، مبنيّة على أقوال المعارضة السورية، بأنّ مقاتلين من حزب الله قُتلوا أثناء القتال.

وكان علينا الانتظار حتى العام 2012 لكي تبرز أدلة أكثر وضوحاً على وجود الحزب في القرى الريفية شمال شرقي الحدود اللبنانية، وحول مقام السيدة زينب الشيعي في دمشق، حيث انتشر هناك المقاتلون بدايةً في “أوائل 2012″، وفقاً لمعهد دراسة الحرب. وفي وقت لاحق، التقى روبرت فيسك من صحيفة “The Independent” رئيس أمن حزب الله في المقام، الذي قال له إنّه موجود هناك منذ نيسان 2012. وفي تشرين الأول 2012، أجرى NOW مقابلة مع متطوّع لبناني في الجيش السوري الحر زعم بأنه قاتل وحدات تابعة لحزب الله قرب القصير في أيار من ذلك العام.

 

منذ صيف 2012، أخذت التقارير الواردة عن تشييع مقاتلين من حزب الله تكثر وتنتشر. وعندما جرى تشييع ودفن القائد الرفيع في الحزب، علي حسين ناصيف، في البقاع في تشرين الأول 2012، اضطّر حزب الله الى الاعتراف في أحد خطاباته بأنّ بعض أعضاء “حزب الله” كانوا يقاتلون في سوريا، على الرغم من تأكيده على أنهم اختاروا بمحض إرادتهم التواجد هناك وليس تلبيةً لطلب رسمي منهم.

 

المرحلة الثانية: أيار 2013

منذ نيسان 2013، بدأ نصرالله تدريجياً يعترف بالسرّ الذي افتُضح منذ ذلك الحين حول تدخل الحزب، متعهّداً في خطاب في 3 نيسان بأنّ الحزب “سوف يقوم بكل ما في وسعه لمساعدة” حلفائه حول القصير، حيث أخرج الثوار منها جيش النظام. وفي الشهر التالي، أطلق حزب الله أكبر عملية له، مهاجماً القصير بواسطة أكثر من 1000 رجل تحت غطاء جوي من الجيش السوري، ونجح أخيراً في السيطرة على البلدة في أول حزيران.

 

“شكّل هجوم القصير تحوّلاً عن تدخّل حزب الله السابق في سوريا”، كما ورد في تقرير معهد دراسة الحرب. “فالحزب لم يعمل فقط بأعداد أكبر وأكثر تركيزاً من أي وقتٍ مضى، ولكنه سيطر كذلك على مخطّط وسلوك العملية”.

 

تلك كانت الخطوة الأكثر تكلفة التي يقوم بها الحزب في سوريا حتى اليوم، حيث أدّت الى مقتل 200 عنصر بين أيار وأول حزيران، وفقاً لتقرير معهد دراسة الحرب. ومنذ أيلول 2013، كان حزب الله يحكم القصير “مستقلاً”، كما جاء في صحيفة “وول ستريت”، مع وجود “قاعدة عملياته في القسم الشمالي من البلدة الذي كان ممنوعاً على معظم المدنيين السوريين دخوله”.

 

المرحلة الثالثة: صيف 2013

بعد انتصار القصير، وسّع حزب الله وجوده الجغرافي بشكل كبير جداً، ناشراً قواه على طول 500 كلم من الأراضي من قرى نبل والزهراء الشيعية شمالي حلب، الى قرية بصرى، الشيعية جزئياً، جنوب شرق درعا.

 

في جزئها الأكبر، كانت هذه الانتشارات- التي ملت كذلك شرق دمشق، وضواحي إدلب وحماه- كانت أخف بكثر مما حصل في القصير، حيث هدفت حصراً الى تعزيز قوات النظام ودعمها هي وحلفائها، مثل قوات الدفاع الوطني. غير أنّ الحزب لعب دوراً حاسماً في المعركة للسيطرة على حمص، التي تم طرد الثوار منها في تموز.

 

لم تكن كافة هذه الانتشارات ناجحة. ففي آذار من ذلك العام، مثلاً، سيطر إئتلاف الجبهة الجنوبية للثوار على بصرى بأكملها. وفي حين بقي حزب الله فارضاً سيطرته في نبل والزهراء، وفي البلدات ذات الأكثرية الشيعية مثل كفريا والفوعا، في محافظة إدلب، فإن سيطرته كانت قائمة في ظل حصار الثوار له، حيث تعرَضت البلدتان الأخيرتان الى اطلاق نار كثيف في الأسابيع الأخيرة انتقاماً من اجتياح حزب الله للزبداني، غربي دمشق (انظر المرحلة الثامنة).

 

المرحلة الرابعة: تشرين الثاني 2013

في تشرين الثاني 2013، أطلق حزب الله أكبر هجوم له منذ معركة القصير، وكان هذة المرة موجهاً الى مواقع للثوار في جبال القلمون الوعرة الواقعة شرقي الحدود اللبنانية. فإلى جبال القلمون هرب آلاف الثوار بعد السيطرة على القصير، ومن هناك هددوا ليس فقط بمهاجمة دمق بل كذلك بالسيطرة على وادي البقاع في لبنان، حيث غالباً ما يطلقون صواريخ على القرى الشيعية هناك.

 

وكما في القصير، استلم حزب الله دفّة القيادة في القلمون، منسقاً مع القوات الجوية للنظام. وهكذا بواسطة الحصار، والقصف الجوي المكثف، وفي النهاية الاجتياح البري، تمكن الحزب شيئاً فشيئاً من السيطرة على بدات أساسية مثل قارا، ونبك، ورنكوس، وأخيراً يبرود، مما وضع حداً للهجوم في آذار 2014.

 

إلاّ أنّ الحزب، ومن خلال سيطرته على هذه البلدات، تمكّن فقط من تهجير الثوار (ومعهم جهاديو داعش وجبهة النصرة) إلى القرى الجردية المجاروة. وبعد مرور 14 شهراً على احتلال يبرود، سوف يطلق الحزب مرحلة ثانية من القتال في القلمون تهدف الى إخراج أي مجاهدين من كافة أنحاء الجبل (انظر المرحلة الثامنة).

 

المرحلة الخامسة: كانون الأول 2013

من بين أقتم مظاهر تدخل حزب الله في سوريا نشاطه في مرتفعات الجولان، حيث قام بالإضافة الى قتال الثوار، بمحاربة عدوه القديم، إسرائيل في عمليات انتقامية، وذلك منذ كانون الأول 2013 على الأقل.

 

وفي آذار 2015، قال مقاتل في حزب الله للمراسل نيكولاس بلانفورد إنّ الحزب عمل على تأسيس “جبهة جديدة” ضد إسرائيل في الجولان، فقام ببناء أنفاق ودهاليز شبيهة بتلك التي شيدها في جنوب لبنان. وكتب محللون عسكريون إسرائيليون عن الأمر نفسه، ما يفسّر جزئياً سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف في الجولان منذ بداية الحرب السورية.

 

وفي كانون الثاني 2015، أدّت غارة إسرائيلية الى مقتل جهاد مغنية، نجل عماد مغنية القائد السابق في حزب الله، وإلى مقتل جنرال من الحرس الثوري الايراني ومقاتلين من حزب الله في الغارة نفسها. وتستمر الحرب الضبابية الى هذا اليوم، حيث جرت آخر غارة إسرائيلية على الجولان قبل أسبوعين فقط.

 

المرحلة السادسة: 2014

منذ أيلول 2014 على الأقل، قبل إنه كان لحزب الله تواجداً خفيفاً في الأقسام التي يسيطر عليها النظام من مدينة دير الزور الشرقية، التي يحيط بها داعش. ويشير وجود مراسل لقناة المنار التابعة للحزب في المدينة في شباط 2014 الى أنّ انتشار الحزب قد يكون بدأ في أول عام 2014، أو حتى في أواخر 2013. وفي أيار 2015، قيل إن النظام كان يحضر لإخلاء دير الزور بعد سيطرة داعش على تدمر.

 

المرحلة السابعة: أوائل 2015

في شباط 2015، شكّل حزب الله رأس الحربة فيما أعلن عنه أولاً كحملة كبيرة جديدة، تضم 4500 مقاتل، في الهجوم على مثلث يسيطر عليه الثوار من الأراضي الموجودة جنوب سوريا بين دمشق ودرعا والقنيطرة. وسميت الحملة “عملية شهداء القنيطرة” في إشارة الى الغارة الجوية الاسرائيلية في كانون الثاني التي أدت الى مقتل العديد من أفراد حزب الله وجنرال من الحرس الثوري الإيراني.

 

وحتى اليوم يبدو بأنّ نجاح العملية كان محدوداً، في ظل سيطرة الثوار على جزء كبير من الأراضي وحتى تقدّمهم، مثلاً في بصرى. وفي مكان آخر، قيل إن حزب الله يقوم بتدريب مقاتلين موالين للنظام في شمال شرق مدينة الحسكة منذ شباط 2015 على الأقل.

 

المرحلة الثامنة: أيار 2015

عندما ذابت ثلوج القلمون في ربيع 2015، بدأ حزب الله جولته الثانية التي لطالما انتظرها في الجبال. وفي البداية أحرز تقدماً سريعاً حيث لم يشهد مقاومة كبيرة في المناطق الموجودة في الطقيل وحولها.

 

والتحدي الأشد للحزب كان في الزبداني، وهو أحد معاقل المعارضة في جنوب القلمون، حيث قام 1500 الى 2000 مقاتل بالقتال بشراسة منذ أول تموز. وقد أحصى أحد المواقع الالكترونية الموالية لحزب الله الذي ينشر أسماء المقاتلين الذين يلاقون حتفهم 130 جنازة منذ بداية الهجوم الثاني على القلمون.

الأربعاء، قيل إنه تم التوصل الى وقف لاطلاق النار لمدة 48 ساعة، حيث سيوقف حزب الله وحلفاؤه في النظام بوقت اعتداءاتهم على الزبداني في مقابل وقف الثوار اعتداءاتهم على قريتي كفريا والفوعا في محافظة إدلب. ووفقاً لقناة الميادين الموالية للنظام، فقد رعت كل من تركيا وإيران، داعمَي الثوار وحزب الله على التوالي، وقف إطلاق النار.

 

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

تنظيم الدولة يتراجع بشرقي إعزاز بريف حلب  

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين تنظيم الدولة والفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي حيث استطاع مسلحو المعارضة رد التنظيم في مناطق شرقي إعزاز، بينما شهدت أحياء بحلب المدينة سقوط عدد من القتلى خاصة بحي الحمدانية.

 

وقال مراسل الجزيرة إن قوات المعارضة السورية المسلحة استطاعت السيطرة على معمل الغاز شرقي إعزاز بريف حلب الشمالي إثر معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاول السيطرة على المنطقة.

 

كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان احتدام الاشتباكات بين الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة في محيط بلدة حربل الواقعة جنوب بلدة مارع، في حين نفذت طائرات حربية -يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي- عدة ضربات على مناطق سيطرة تنظيم الدولة في قرية أم حوش بريف حلب الشمالي.

 

وكان مقاتلو تنظيم الدولة قد سيطروا قبل يومين على قرية تلالين المحاذية لمدينة مارع بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الجبهة الشامية الذين انسحبوا باتجاه مدينة مارع.

 

وفي حلب المدينة، ذكرت شبكة سوربا مباشر أن كتائب المعارضة تصدت لمحاولة تقدم قوات النظام باتجاه منطقة البحوث العلمية في حي الراشدين غربي مدينة حلب، في حين شن طيران النظام غارات على أحياء الأنصاري الشرقي وصلاح الدين والزبدية بالمدينة.

 

كما أكدت وسائل إعلام رسمية سقوط عشرة قتلى و17 جريحا في استهداف لمسلحي المعارضة حي الحمدانية بقذائف الهاون.

 

مجزرة دوما

وفي ريف دمشق، ارتفع عدد قتلى المجزرة التي نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها سوقا في مدينة دوما إلى أكثر من 110، بينما أصيب نحو ثلاثمئة آخرين بجراح، كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين.

 

وفي ريف دمشق الشمالي الغربي، تستمر الاشتباكات العنيفة بمدينة الزبداني بين قوات المعارضة والفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني، مع استمرار القصف المكثف من قبل قوات النظام على مناطق بالمدينة. وأفاد المرصد السوري بتقدم جيش النظام بالمنطقة وسيطرته على مبان جديدة بالمدينة.

 

كما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وجرح أكثر من عشرة آخرين، في قصف بالبراميل المتفجرة استهدف الحي السكني وسط مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية.

 

وفي سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، نفذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق في قرى المشيك وجسر بيت راس والحويز والحواش والسرمانية ومحيط قرية البحصة.

 

كما قصف الطيران المروحي بـالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الزيارة وقرى الزقوم والعنكاوي وقسطون ومحيط محطة زيزون الحرارية، وجددت المعارضة المسلحة من جهتها استهدافها مناطق في بلدة جورين الخاضعة لسيطرة قوات النظام بعدة قذائف صاروخية.

 

وفي محافظة درعا، استهدف الطيران المروحي للنظام ببراميل متفجرة مناطق في بلدتي الجيزة ونصيب الحدودية، بينما تستمر طائرات النظام المروحية باستهدافها المكثف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة النعيمة وقريتي زيزون والعجمي بريف درعا الغربي.

 

وشهدت اللاذقية على الساحل السوري سقوط عدد من صواريخ غراد على مناطق بدوار الجامعة وحي الزقزقانية ومناطق أخرى بضاحية تشرين قرب المربع الأمني بالمدينة ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.

 

الأمم المتحدة مصدومة من مجزرة #الأسد في #دوما

العربية.نت

فيما تواصل قوات الأسد لليوم الثاني قصف سكان دوما، أعرب مدير العمليات الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين في مؤتمر صحافي عقده في دمشق الاثنين عن “ذهوله” للاعتداءات على المدنيين في الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من أربعة أعوام.

وقال أوبراين “أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع”، مضيفا “هالتني أخبار الضربات الجوية أمس على وجه الخصوص، حيث تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق”.

وارتكب طيران نظام الأسد أمس الأحد مجزرة جديدة في مدينة دوما التابعة لريف العاصمة دمشق راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل إضافة لمئات الجرحى، بحسب ما أفاد به ناشطون ميدانيون، والذين أوضحوا أن طيران الأسد قصف بالصواريخ الفراغية سوقا شعبية في قلب المدينة المحاصرة.

من جهة أخرى، تتصاعد معاناة أهالي مدينتي “قدسيا” و”الهامة” في القسم الآخر من الريف الدمشقي، حيث بدأت تبعات الحصار المطبق تأخذ مفعولها على نحو نصف مليون محاصر.

وتزيد المخاوف من حدوث كارثة إنسانية في مدينتي قدسيا والهامة، بسبب الحصار الخانق، الذي تفرضه قوات النظام على تلك المناطق، والذي أدى إلى فقدان مقومات الحياة هناك.

 

خوجة: المطلوب محاسبة الأسد وليس حمايته

العربية.نت

عقد رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، اليوم الاثنين، مؤتمرا صحافيا عقب المجازر التي ارتكبها طيران نظام الأسد أمس بحق المدنيين في مدينة دوما الملاصقة لأحياء العاصمة دمشق.

وأوضح خوجة أن الائتلاف بدأ بتشكيل لجنة لتوثيق كافة الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد لتقديمها للجنة التحقيق الدولية. وأكد على ضرورة تأمين المدنيين في المناطق المحررة ودعم مطلب إنشاء مناطق آمنة.

وعبر خوجة عن استيائه الشديد من المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد في سوريا منذ 5 سنوات بحق السوريين، وآخر تلك الجرائم مجزرة دوما التي تسبب بها قصف طيران الأسد بالصواريخ الفراغية سوقا شعبية في المدينة راح ضحيته حتى الآن أكثر من 150 قتيلا و300 جريح.

وأكد خالد خوجة على ضرورة إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين من إجرام نظام الأسد، كما طالب مجلس الأمن بمحاسبة الأسد وليس حمايته.

وأضاف خوجة أن أي حديث عن حلول سياسية وسلمية في ظل المذابح التي يرتكبها نظام الأسد وإعفاء الجاني من الحساب، لن يكون لها أي معنى في تحقيق الاستقرار لسوريا، مؤكداً وجود التنسيق مع كافة الفصائل لاتخاذ الخطوات المناسبة لحماية المدنيين وردع النظام من ارتكاب المزيد من الجرائم.

وتواصل قوات الأسد لليوم الثاني قصف سكان دوما، وكان مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، قد أعرب في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، الاثنين، عن “ذهوله” للاعتداءات على المدنيين في الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من أربعة أعوام.

وقال أوبراين “أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع”، مضيفا “هالتني أخبار الضربات الجوية أمس على وجه الخصوص، حيث تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق”.

 

سوريا.. 82 قتيلاً و250 جريحاً في “مجزرة” جديدة نفذتها طائرات النظام في “دوما

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أكدت مصادر في المعارضة السورية الأحد، سقوط ما لا يقل عن 82 قتيلاً وأكثر من 250 جريحاً، في غارات شنتها طائرات النظام على مدينة “دوما”، قرب العاصمة دمشق.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن طائرات النظام ارتكبت “مجزرة” جديدة في “دوما” بمنطقة “الغوطة الشرقية”، ولفت إلى أن “عدد الشهداء” الذين أمكن توثيقهم ارتفع إلى 82 قتيلاً، بينهم عدد من الأطفال.

 

وأشار المرصد الحقوقي إلى أن الطائرات الحربية قصفت أحد الأسواق المحلية بالمدينة، التي يسيطر عليها مسلحون من المعارضة، ولفت إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة.

 

وأضاف المرصد، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، فضلاً عن تقارير محلية أخرى ونشطاء من داخل دوما، أن الضربات الجوية أسفرت أيضاً عن إلحاق أضرار واسعة في العديد من الممتلكات الخاصة بالمواطنين.

 

ونشر عدد من الناشطين صوراً ومقاطع فيديو أظهرت أثار الدمار التي خلفها القصف، الذي نفذته طائرات جيش النظام، كما أظهرت سحب الدخان تتصاعد من الموقع المستهدف، وعدداً من الجثث التي انتشرت على الأرض.

 

كاهن سوري: وضع مأساوي في حلب لإنقطاع المياه منذ أسبوعين

بيروت (17 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال كاهن سوري إن حالة الطوارئ بسبب نقص المياه في حلب أصبحت “كارثية”، وهي “تسبب معاناة كبيرة” لدى السكان هناك

 

وفي تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، تحدث الأب ألياس جانجي من كنيسة الأرمن للروم الكاثوليك في حلب، عن الوضع في المدينة شمالي سورية التي “أصبحت مسرحا للقتال بين قوات النظام والمتمردين الاسلاميين، والذين قطعوا امدادات المياه والكهرباء عن المناطق الخاضعة لسيطرة الموالين للنظام” الحاكم في دمشق

 

وأضاف الأب جانجي الذي يقيم في حي السليمانية، أحد معاقل النظام، أن “المدينة بدون ماء وكهرباء منذ أربعة عشر يوما”، مؤكدا “إنها كارثة”، وعلى “الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تنقطع فيها المياه عن حلب ليس لعدة أيام متتالية”، وفق ذكره

 

ثم سلط الكاهن الكاثوليكي الضوء على العمل الذي تقوم به جمعية “نحن نساعد سورية”، وهو أحد أعضاءها، للتخفيف من حالة الطوارئ، قائلا “نوفر كل يوم مجانا خمسمائة لتر من المياه لعشرين عائلة”، كما “أطلقنا مشروعا آخر ينطوي على شراء صهاريج يتم تثبيتها في المنازل، بحيث يمكن لأي شخص الحصول على المياه حتى عند انقطاعها”، حسب وصفه

 

وأشار الأب جانجي إلى أن “ما زاد من تعقيد الوضع، هي الظروف المناخية، مع درجات حرارة تجاوزت الأربعين درجة مئوية في حلب الايام الاخيرة”، مبينا أن “الأطفال والمسنين أيضا، وعلى الرغم من الظروف، يسهمون في هذا النضال من أجل المياه”، فـ”الأطفال بين الخامسة والسادسة من العمر، ينقلون المياه لأسرهم بعد أخذها من الآبار العامة”، لكن “هناك طوابير طويلة للتزود بالماء، ولا يمكن أخذ أكثر من عشرة أو خمسة عشر ألتار في كل مرة”، بينما “تصل الحاجة اليومية للعائلة إلى حوالي مائة لتر من المياه”، وفق قوله

 

وخلص الكاهن الأرمني بإطلاق نداء للثوار لإعادة ضخ المياه لمواطني حلب، قائلا “إنه نداء لأولئك الذين يمتلكون ضمائر مسيحية، وإن لم يكونوا مسيحيين”، حيث أن “الماء هو عنصر أساس في حياتنا وينبغي

 

روسيا وإيران: مستقبل الأسد أمر يقرره السوريون

الرئيس السوري بشار الأسد (إلى اليمين) خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في دمشق في صورة وزعتها الوكالة العربية السورية للأنباء يوم 12 أغسطس آب 2015. صورة لرويترز. (ملحوظة: حصلت رويترز على هذه الصورة من طرف ثالث. لم تستطع رويترز التأكد على نحو مستقل من مصداقية أو محتوى أو موقع أو تاريخ الصورة. تستخدم الصورة للأغراض التحريرية فقط. يحظر بيع الصورة للحملات التسويقية أو الدعائية. وزعت رويترز الصورة كما حصلت عليها تماما كخدمة للمشتركين.)

1 / 1تكبير للحجم الكامل

موسكو (رويترز) – قالت روسيا وإيران يوم الاثنين إن الجماعات السورية هي التي عليها أن تقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد وإن ظلت موسكو على اعتراضها على التفاوض مسبقا على رحيل الأسد في إطار السعي للتوصل لاتفاق سلام.

 

وكرر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحفي مشترك دعم بلديهما للأسد في الصراع الذي راح ضحيته نحو ربع مليون شخص منذ عام 2011 .

 

وما زال مستقبل الأسد نقطة عالقة في الجهود الدبلوماسية التي يبذلها لاعبون إقليميون وعالميون لإنهاء الصراع السوري -وهي نقطة فشلت في حلها محادثات جرت في الأسابيع الأخيرة بين روسيا والسعودية والولايات المتحدة وآخرين.

 

وتريد جماعات المعارضة السورية والدول الخليجية العربية والغرب أن يرحل الأسد.

 

وقال لافروف “إذا اعتقد بعض شركائنا أن علينا أن نوافق مقدما على أن يترك الرئيس منصبه بنهاية فترة مؤقتة فلن يكون مثل هذا الموقف مقبولا بالنسبة لروسيا.”

 

وقال إن مصير الأسد لا يمكن تقريره إلا من خلال محادثات بين ممثلي حكومته ومنافسيه وهي تصريحات كررها ظريف الذي أضاف أن الدول الأجنبية “عليها فقط تيسير ذلك”.

 

وتقول سوريا إن جميع الأطراف عليها التوحد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق.

 

وتريد موسكو استضافة جولة أخرى من المحادثات بين جماعات المعارضة السورية المختلفة بهدف الجمع بينها وبين مبعوثين من دمشق لإجراء محادثات تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

ولكن الولايات المتحدة والسعودية وحلفاءهما يقولون إن الأسد جزء من المشكلة وليس الحل وإنه مسؤول ولو مسؤولية جزئية عن المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض.

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى