أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 17 تشرين الثاني 2014

 

 

 

 

«داعش» يدشّن مرحلة الذبح الجماعي.. وأوباما يصرّ على معارضته «تحالفاً» مع الأسد

لندن، واشنطن، بريزبن (أستراليا)، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ذبح الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ بالتزامن مع بدئه ذبحاً جماعياً لعناصر من قوات النظام السوري و «متعاونين» مع النظام، في وقت جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما رفضه «التحالف» مع الرئيس بشار الأسد في الحرب على «داعش»، معتبراً أن ذلك يعزز توجّه السنّة نحو التنظيم. ونوه «الجيش السوري الحر» بجهود وجهاء ورجال دين دروز في «وأد فتنة مذهبية» سعى إليها النظام السوري.

 

وجاءت الإعدامات في فيلم عرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» لمدة 15 دقيقة، حيث ظهر رجل ملثّم يرتدي ملابس سوداً، وهو يدل على رأس رجل مدمّى ملقى عند رجليه، ويقول الأول باللغة الإنكليزية: «هذا هو بيتر إدوارد كاسيغ المواطن الأميركي». وتوجه إلى أوباما قائلاً: «زعمتم أنكم انسحبتم من العراق قبل أربعة أعوام وقلنا لكم حينها أنكم كذّابون ولم تنسحبوا. ولئن انسحبتم لتعودوا ولو بعد حين (…) وها انتم لم تنسحبوا وإنما اختبأتم ببعض قواتكم خلف الوكلاء، وانسحبتم بالبقية لتعود قواتكم أكثر مما كانت».

 

كما تضمن الشريط مشاهد لعملية ذبح جماعي بأيدي عناصر من «داعش» لـ 18 شخصاً وُصِفوا بأنهم عناصر من القوات النظامية السورية. وظهر في الصور عناصر من التنظيم بزي عسكري بني اللون، وهم يذبحون رجالاً ارتدوا زياً موحداً كحلي اللون، جاثين أرضاً وموثقي الأيدي، قُدِّموا على أنهم «ضباط النظام النصيري وطياروه»، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

 

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش أعدم 13 رجلاً من منطقة الطبقة (شمال شرق)، كان اعتقلهم بتهمة تشكيل خلايا نائمة تابعة لقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام».

 

في غضون ذلك، قال أوباما في ختام قمة مجموعة العشرين في أستراليا إن «تحالفاً» مع الأسد سيؤدي إلى إضعاف التحالف الدولي- العربي ضد «داعش». واستدرك أن «الأسد قتل مئات الآلاف من مواطنيه بوحشية، ونتيجة لذلك فَقَدَ شرعيته بالكامل في غالبية هذا البلد. الوقوف إلى جانب (الأسد) ضد الدولة الإسلامية سيدفع مزيداً من السنّة في سورية في اتجاه دعم الدولة الإسلامية وسيضعف التحالف… وبمعزل عن ذلك لا توقّعات بأننا سنغيّر موقفنا وندخل في تحالف مع الأسد».

 

ونوهت القيادة الجنوبية في «الجيش السوري الحر» أمس بإفشال رجال دين ووجهاء دروز «خطة» للنظام السوري لتدبير خطف عشرات من أهالي القنيطرة جنوب دمشق، كانت ترمي إلى «إشعال فتنة» بين الدروز وأهالي جبل الشيخ قرب الجولان المحتل.

 

جاء هذا بعد سعي عناصر من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام إلى خطف 40 من سكان محافظة القنيطرة، على خلفية مقتل حوالى 30 درزياً بهجوم نفّذته فصائل إسلامية في بلدة بيت تيما في جبل الشيخ غرب دمشق قبل أيام. وتعهد «الجيش الحر» في بيان «دعم جهود السوريين في اختيار نظام الحكم الذي يتطلّعون إليه على أساس التشارك والتمثيل والشفافية»، و «حماية جميع المواطنين بصرف النظر عن الانتماء الديني والثقافي والعرقي والسياسي».

 

«الجهاديون» الأوروبيون يعودون من معارك سورية… أربع فئات

بروكسيل – نورالدين الفريضي

عندما اعتقلت قوات الأمن الفرنسية في مرسيليا في نهاية أيار (مايو) الماضي مهدي نموش، المتهم الرئيسي في الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسيل في 24 أيار 2014، وجمعت تفاصيل سيرته، تبين أنه قد يمثل بروفيل المقاتل الأوروبي الذي عاد من سورية مشبعاً بإيديولوجيا الكراهية، ومدرباً بما يكفي لأن يرتكب بمفرده عملية إعدام جماعية في أي مكان من دول الاتحاد الأوروبي حيث يسهل التنقل من بلد إلى آخر من دون مراقبة. واستنفرت قوات الأمن على الصعيد الأوروبي ككل لأن ما حدث في بلجيكا قد يحدث في أي بلد اوروبي آخر. ونسب الادعاء العام البلجيكي إلى المتهم، بعد تسمله من فرنسا، مسؤولية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المتحف اليهودي. ويكشف شريط فيديو كاميرا المراقبة أن المتهم (27 سنة) تقدم من دون إخفاء وجهه وأخرج رشاشاً من حقيبة محمولة ثم أطلق النار في اتجاه زوار المتحف فقتل زوجين اسرائيليين ومتطوعة فرنسية تعمل في المتحف وأصيب عامل بلجيكي في المتحف إصابة خطيرة. وغادر الجاني مكان الجريمة بخطى ثابتة ومن دون ركض.

 

وقد تكشف المحاكمة مراحل تطور شخصية الشاب الفرنسي، من مدينة روبي في شمال البلاد، من الانحراف والتردد على السجون بين 2007 و2012 حيث تعلم الإسلام. ورصدته أجهزة الاستخبارات في 2013 في سورية. واتهمه الرهينة الفرنسية السابق، الصحافي نيكولا هينا، بقيامه بدور الجلاد في سجون «الدولة الإسلامية» في شمال سورية. وهذا الاتهام نفسه نقله لـ «الحياة» ديميتري بونتينك، والد ييون بونتينك (19 سنة)، الذي يمثل ضمن 46 متهماً أمام المحكمة الجنائية في انتورب (شمال بلجيكا) في قضية «تنظيم الشريعة في بلجيكا وتسفير البلجيكيين للقتال في سورية». وكان بونتينك الأب دخل سورية بحثاً عن ابنه «المعتقل» لدى واحد من التنظيمات المسلحة في شمال سورية في فترة ربيع وصيف 2013. وينقل أن ابنه كان «سجيناً مع الرهائن الفرنسيين والرهينة الأميركي الذي قطعت داعش رأسه».

 

شبكة العنكبوت

 

قصة الفرنسي مهدي نموش والمراهق البلجيكي ييون بونتينك ولقائهما المحتمل في معتقل «داعش» في شمال سورية خيطٌ من خيوط شبكة العنكبوت التي يتوجب على أجهزة الأمن الأوروبية تفكيكها للفصل بين آلاف الأوروبيين الذي سافروا للقتال في صفوف «جبهة النصرة» وفصائل الجيش السوري الحر وجيش «داعش». وتتفاوت تقديرات المقاتلين الأوروبيين بين 2000 وأكثر من 3000 من إجمالي أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي، وفق تقدير الاستخبارات الأميركية. ويفتقد المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب الرقم الدقيق للّذين سافروا من أجل القتال في سورية والعراق. وقد أوضح لـ «الحياة» صعوبة الحصول على رقم دقيق لأن مصادر المعلومات متنوعة ومتعددة وتظل الإحصاءات تقريبية للذين سافروا، منهم من عاد من دون أن يتم رصده أو قتل، أو الذي سافر حقاً والآخر الذي هو في طريق السفر، ومن ينوي الرحيل. وتذكر تقديرات المقاتلين في كل من بريطانيا وفرنسا أكثر من 500. ويتراوح العدد بين 350 و500 بالنسبة إلى المقاتلين البلجيكيين. وكشف جيل دي كيركوف في مؤتمر نظّمه معهد إيغمونت للدراسات في بروكسيل في 24/10/2014 عن معطيات مهمة من الناحية الاجتماعية والسياسية والأمنية في بلجيكا حيث «يتحدر 80 في المئة من المقاتلين البلجيكيين في سورية والعراق من أصول مغربية وأن 6 في المئة من المقاتلين البلجيكيين هم من الذين اعتنقوا الإسلام، وأن أعمارهم تتراوح بين 20 و29 سنة، وأن السلطات البلجيكية حالت دون سفر 50 شاباً». وتعد نسبة الإناث مرتفعة «وتصل إلى 18 في المئة من إجمالي المقاتلين البلجيكيين». كما أن الغالبية انطلقت من الإقليم الفلمنكي.

 

هذه المعطيات تكتسب أهمية، والبحث فيها مفيد للدوائر الأمنية التي ترصد نشاطات المجموعات المتشددة أو الجهات التي تسهر على إدماج فئة الشباب في الأحياء الشعبية ذات الغالبية المسلمة في المدن البلجيكية. وتتحدث الصحف عن مقتل ما لا يقل عن 40 في ساحة القتال.

 

التقينا عدداً من المعنيين بهذا الملف، في نطاق تغطيات إعلامية منتظمة، منهم المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل دي كيركوف، في العديد من المناسبات. ويعد دي كيركوف من أوائل الخبراء الذين دقوا ناقوس الخطر الذي يمثله المقاتلون العائدون من سورية، سواء كانوا فرنسيين، بلجيكيين، بريطانيين أو من جنسيات أخرى. ويلاحظ: «إذا عدنا سنوات الى الوراء فإن اوروبا تبدو اليوم مجهزة أفضل مما كانت عليه قبل سبع سنوات. وقد تم تدمير قدرات القاعدة بفعل ضربات القوات الخاصة». لكن الخطر يكمن في تفككها وتفرقها إلى مجموعات موالية كثيرة تنشط باسمها «فهناك «جبهة النصرة» في سورية و «القاعدة في بلاد شمال أفريقيا والمغرب الإسلامي»، و «حركة الشباب» في الصومال و «المرابطون» و «بيت المقدس» و «أنصار الشريعة» و «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»… ويفسر ارتفاع عدد المقاتلين الأوروبيين في سورية «بسهولة السفر إليها انطلاقاً من الدول الأوروبية من طريق تركيا أو دول شمال افريقيا ولبنان، وكذلك بانخفاض كلفة السفر، والتعبئة من طريق المواقع الاجتماعية». وتذكر تقديرات بريطانية «سفر 5 بريطانيين في الأسبوع».

 

لا خصائص مشتركة

 

وحول بروفيل هؤلاء، إن كانوا من الحالمين أو المنحرفين أو الإثنين معاً، فإن دي كيركوف لا يجد خصائص كثيرة مشتركة تجمع بينهم لكنه يقسمهم إلى أربع مجموعات: «بعضهم سافر إلى سورية نصرةً للشعب السوري حيث يعتقدون بأن الغرب لا يقدم دعماً كافياً للمعارضة. وقد التحقوا بمنظمات متشددة مثل «جبهة النصرة» وغيرها من المجموعات المسلحة لأنها تخوض قتالاً شرساً ضد قوات النظام السوري. وتضم مجموعة ثانية الأوروبيين الذين أغرتهم خطابات «القاعدة» وجلبتهم إلى بلاد الشام الأرض التي ستشهد عودة المهدي في تصورهم. وتضم المجموعة الثالثة أولئك الذين سافروا من أجل نصرة السنة ضد الطائفة الشيعية. وهناك مجموعة رابعة من الأوروبيين المنحرفين الذين يجهلون تماماً الدين الإسلامي. وقد عثر رجال الأمن في حوزة شاب على كتاب عنوانه «الإسلام للأغبياء». وقد تزود بهذا الكُتيب مثلما يشتري كتاباً عن «الكمبيوتر للأغبياء». وذاك دليل جهله بالدين باستثناء الخطابات التي يتلقاها اليوم. لذلك فبعضهم يغامر حيث الحياة مثيرة وحيث يحمل الشاب رشاش كلاشنيكوف بعد أن يكون قد استنفد الألعاب الإلكترونية في الإنترنت. وهم شبان فقدوا معنى الحياة ويعيشون حالاً من الضياع ويعتقدون بأنهم سيعطون حياتهم مغزى عندما يحملون السلاح في سورية بين رفاق لهم». وعلى رغم تعدّد أصناف المقاتلين، «لا شك في أن خطاب التشدّد يمثل رابطاً بينهم ويساعدهم على تصور مشترك. وهؤلاء يعيشون في عالم الجريمة التام حيث يقطعون الرؤوس ويصلبون ويعذبون ويغتصبون، وهو سلوك بربري يعود للقرون الوسطى».

 

ويتولى المقاتلون الأوروبيون في ساحة القتال مهمات تنفيذية ولا يتبوأون مراكز قيادية في التنظيمات المسلحة. ويزيد جهلهم باللغة العربية في بقائهم في مواقع تنفيذ الاعتداءات. ويذكر جيل دي كيركوف أن «المقاتلين الأوروبيين يوزعون على الكتائب المقاتلة، ولكن مع الإبقاء على عنصر لغة التواصل، وهم لا يتولون وظائف قيادية. وفي المقابل يوجد في قيادة التظيم مقاتلون من الشيشان ومن شمال افريقيا. ويقوم الأوروبيون بالمهمات اللوجيستية ونشاط الانتداب والتعبئة ويحضرون في الخطوط الأمامية».

 

التهيؤ للعودة

 

ويتهيأ العائدون من سورية إلى الدول الأوروبية حيث تنتظرهم الأجهزة الأمنية بالمرصاد ولكن بأساليب تختلف، من الدنمارك التي لا تعتقل أياً من العائدين إذا تعاون مع السلطات الأمنية والاجتماعية، وفرنسا أو بلجيكا التي تتجه نحو إصدار قوانين تجرّم مشاركة رعاياها في نزاعات خارجية. ويتّفق الخبراء حول تقسيم العائدين من سورية والعراق حيث هناك من يكون في «حالة نفسية رثة من هول ما رأى في ساحة القتال من أعمال قتل وتنكيل بالجثث وقطع الرؤوس، ما يقتضي نقله إلى مصحات الأمراض النفسية أو العقلية، وآخرون ربما يشكلون الغالبية سيحاولون معاودة الاندماج في الحياة الاجتماعية، ومجموعة ثالثة ستواجه القضاء حتماً، لكن بشرط توافر الأدلة في حقهم.

 

وهناك من العائدين من قد يسلك طريق المتهم الرئيسي في الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسيل الذي تشبع بإيديولوجيا التشدّد وخطابات الكراهية وتدرّب على القتال وارتكاب أفظع الجرائم». هؤلاء يمثلون خطراً كبيراً وكل منهم يعدّ قنبلة موقوتة. ويقول جيل دي كيركوف إن تنظيم «خرسان»، أحد فروع القاعدة في سورية، يحاول انتداب مقاتلين أوروبيين لأنهم يمتلكون جوازات سفر تمكّنهم من التنقل داخل الاتحاد الأوروبي والسفر إلى الولايات المتحدة. وتتطلّب عملية المراقبة الأمنية للعائدين قدرات بشرية هائلة لا تتوافر لأيّ من الدول المعنية مهما كان حجمها لجهة ارتفاع عدد المقاتلين الذين قد يعودون إلى بلدانهم. وتقتضي عملية مراقبة مشتبه به خطير على مدار الساعة 20 رجل أمن.

رواية «العمل الإنساني»

 

ويشترك عدد من المتهمين الذين يمثلون أمام محكمة انتورب في الرد على أسئلة القاضي بأنهم «ذهبوا لمساندة الشعب السوري على الصعيد الإنساني». وكل منهم يقول انه لم يشارك في أي عمل مسلح مثلما قال المتهم محمد ي. لـ «الحياة بأنه «سافر من بلجيكا إلى اسطنبول ثم دخل الأراضي السورية حيث عمل في حقل الإغاثة فقط». ويمثل أمام محكمة انتورب 8 متهمين، اثنان منهم أصيبا في سورية، واحد بترت ساقه والآخر لا يزال يخضع للعلاج في بلجيكا. ويتغيّب الآخرون لأنهم موجودون خارج بلجيكا وربما في سورية والعراق. ويتردد أن 9 من المتهمين قُتلوا في ميدان المعركة ولكن لا تتوافر أدلة على إصابتهم.

 

ويعدّ زعيم تنظيم «الشريعة فور بلجيوم» أو «الشريعة في بلجيكا» فؤاد بلقاسم المتهم الرئيسي في نظر الادعاء لأن التنظيم قام بانتداب المقاتلين وإرسالهم إلى سورية. ويقبع فؤاد بلقاسم في السجن منذ حزيران (يونيو) 2013 حيث دين في قضية التحريض على الكراهية والعنف ضد البلجيكيين. ويسرد الادعاء بيانات كثيرة عن مكالمات هاتفية، لكنه لم يقدم دليلاً واحداً على تمويل التنظيم تذكرة سفر أي من الشباب البلجيكيين. وتمكّن الادعاء العام من إقناع اثنين من ذوي المتهمين بتقديم شكوى ضد تنظيم الشريعة لأنه يتحمل مسؤولية انتداب الشابين اللذين سافرا إلى سورية.

 

ويحملُ ديمتيري بونتينك على فؤاد بلقاسم «لأنه قام بغسل دماغ ابنه ييون بونتينك إلى أن اقتنع بالسفر إلى سورية». وأفرج تنظيم «داعش» عن ييون بونتينك الذي عاد إلى انتورب في خريف العام الماضي. ويمثل ييون حراً أمام المحكمة. ووفق والده، فإنه قدم معلومات مفيدة إلى الشرطة البلجيكية وغيرها من أجهزة الاستخبارات الغربية التي سجلت إفادته في انتورب. وفنّد ييون في حديث مختصر إلى «الحياة» ما نسبه والده إلى زعيم «تنظيم الشريعة في بلجيكا» فؤاد بلقاسم، وقال ان «شكوى والده غير صحيحة ومضرّة به (ييون)». وكان ييون هادئاً يتحدث بلغة عربية سليمة توحي بأنه لم يتخلّ عن الدين الإسلامي حيث اعتنقه قبل ثلاث سنوات تقريباً. ويحضر كل جلسات المحكمة تسانده صديقته الأمازيغية.

 

وتنتقد غالبية عائلات المتهمين الادعاء العام «لأنه يريد أن يجد كبش فداء سهلاً هو فؤاد بلقاسم. ويحملون على أجهزة الأمن التي لم تتحرك في شكل مسبق عندما أبلغت بسفر بعض الشبان، ومنهم مراهقون». ويعتقد محامو الدفاع ان الدولة البلجيكية أخلّت بواجبها لأنها «لم تمنع شباناً قاصرين من مغادرة الحدود ولم تحاول استرجاعهم بينما كانوا موجودين أياماً في تركيا يتنتظرون موعد الانتقال إلى سورية».

 

داعش” يعلن إعدام رهينة أميركي وجنودا سوريين

بيروت ـ أ ف ب، “الحياة”

أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في شريط فيديو نشر على الإنترنت اليوم الأحد قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ الذي كان خُطف في سورية في العام 2013، وذبح مجموعة من الجنود السوريين.

وبدا في الشريط الذي حمل علم “الدولة الإسلامية” رجل مقنع يرتدي ملابس سوداء من رأسه إلى أخمص قدميه، مع رأس رجل آخر مدمّى ملقى عند قدميه. وقال المقنع باللغة الإنكليزية “هذا هو بيتر إدوارد كاسيغ المواطن الأميركي الذي قاتل المسلمين في العراق عندما كان جنديا في الجيش الاميركي”.

وأضاف الرجل متوجهاً إلى الرئيس الاميركي باراك اوباما قائلاً “نقول لك اوباما كما قال شيخنا ابو محمد العدناني من قبل: زعمتم انكم انسحبتم من العراق قبل اربعة اعوام وقلنا لكم حينها انكم كذابون ولم تنسحبوا. ولئن انسحبتم لتعودوا ولو بعد حين (…) وها انتم لم تنسحبوا وانما اختبأتم ببعض قواتكم خلف الوكلاء وانسحبتم بالبقية لتعود قواتكم اكثر مما كانت”.

وتابع في الشريط الذي حمل توقيع “مؤسسة الفرقان للانتاج الاعلامي” التي تتولى نشر اخبار التنظيمات المتطرفة “نذكركم بالكلمات المرعبة التي قالها لكم شيخنا ابو مصعب الزرقاوي من قبل: ها هي الشرارة قد اندلعت في العراق وستتعاظم نارها باذن الله”.

وأضاف “ها نحن ندفن اول (…) اميركي في دابق (مدينة في شمال سورية) وننتظر بلهفة مجيء بقية جيوشكم لتذبح او تدفن هنا”.

وتم تناقل الشريط على حسابات عدة لـ “جهاديين” او مؤيدين للتنظيم المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يذكر الناطق تاريخ قتل كاسيغ.

وعرض التنظيم في الشريط المصوّر عملية ذبح جماعية بأيدي عناصره، شملت 15 شخصاً على الاقل قال انهم عسكريون سوريون.

ويظهر الشريط عناصر من التنظيم يجرون اشخاصاَ يرتدون ملابس كحلية ومطأطئي الرؤوس قبل ان يستلوا سكاكين من علبة خشبية موضوعة جانبا، في حين تظهر في الشريط عبارة “ضباط وطيارو النظام النصيري في قبضة جنود الخلافة”.

وبعد ذلك قام العناصر الذي ارتدوا زيا عسكريا موحدا وكانوا مكشوفي الوجوه، باستثناء واحد ملثم ارتدى زيا اسود، بإركاع الاشخاص على الارض وتثبيتهم، وذبحهم بشكل متزامن.

وقال المتحدث في الفيديو متوجهاً إلى أوباما “اليوم نذبح جنود بشار وغداً سنذبح جنودك”.

وكاسيغ هو خامس رهينة غربي يعلن “داعش” إعدامه بعد الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعاملي الإغاثة الإنسانية البريطانيين ديفيد هينز وآلن هينينغ.

وكان كاسيغ (26 عاماً) ظهر في فيديو إعدام هينينغ في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

وعمل الرهينة الأميركي في منظمة الإغاثة التي أسسها “سيرا” (SERA)، عندما ألقي القبض عليه وهو في طريقه إلى دير الزور في شرق سورية قبل عام، بعدما اعتنق الإسلام وغيّر إسمه إلى عبد الرحمن.

وسبق لكاسيغ أن عمل كسيغ في صفوف الجيش الأميركي في العام 2006، وذهب إلى العراق في العام 2007 قبل أن يتم إعفاؤه لأسباب طبية، وعاد إلى الولايات المتحدة حيث درس العلوم السياسية قبل أن يقرر في العام 2010 أن يحصل على شهادة في الإسعافات والمساعدة الطبية.

وتزوج كاسيغ ثم طلّق بسرعة وعاد إلى مقاعد الدراسة، لكنّ ذلك لم يكن كافياً “لتجاوز الصعوبات النفسية” وفق تصريحاته، لذلك قرر الذهاب إلى بيروت حاملاً معه معداته الطبية، كي يكون قادراً على مساعدة اللاجئين السوريين.

وبعد فترة خلص إلى أنه “تعلّم ما يكفي ليُدرك أنه لم يكن يعرف كل شيء”، فذهب إلى الولايات المتحدة، ثم عاد أدراجه إلى بيروت، وهو يحمل معه خطة واضحة المعالم، مؤسساً منظمة غير حكومية، نقل أعمالها إلى غازي عنتاب في تركيا صيف العام 2013.

وبعيد ظهور كاسيغ في فيديو إعدام هينينغ، نشر والداه رسالة تلقوها منه في حزيران (يونيو) الماضي قال فيها إنه حزين وخائف من الموت ويشعر بالألم بسبب المحنة التي يعيشها أهله.

 

وصول أكثر من 2200 مهاجر غير شرعي الى إيطاليا

روما – أ ف ب

نقلت سفينة تابعة للبحرية الإيطالية الى مرفأ في صقلية اليوم الأحد 864 مهاجراً غير شرعي انقذتهم في مياه البحر المتوسط، ما يرفع العدد الإجمالي الى أكثر من 2200 طالب لجوء وصلوا الى إيطاليا عبر البحر خلال ثلاثة أيام.

 

وسجل هذا الرقم على الرغم من أن قدوم فصل الشتاء كان يثير آمالاً لدى السلطات بتراجع هذه الظاهرة.

 

وغالبية المهاجرين الذين وصلوا الى مرفأ “بوتسالو” اليوم هم من العائلات السورية مع عدد كبير من الأطفال، وفق وكالة الأنباء الرسمية “أنسا”. كذلك كان ضمن المجموعة عدد كبير غير معتاد من المغاربة بلغ نحو مئة، وفقا للمصدر.

 

وكان 447 مهاجراً وصلوا السبت الى مرفأ في جنوب صقلية في ناقلة بنمية ونقل 354 آخرون الى بوتسالو على بارجة تابعة للبحرية الإيطالية.

 

والجمعة، أنقذت ناقلة نفط يونانية 230 شخصاً وتم اعتراض 80 آخرين على متن سفنية آتية من تركيا.

 

ويتوقع أن تصل الاثنين بارجة حربية إيطالية الى ميناء ريدجيو دي كالابري وعلى متنها 230 مهاجراً.

 

وتأتي عمليات الإنقاذ هذه بعد أسبوعين من إنهاء إيطاليا عملية “ماري نوستروم” للبحث والإنقاذ بعد أن رفض شركاؤها في الإتحاد الأوروبي المساهمة في تمويلها. وخلال عملية “ماري نوستروم” التي استمرت عاماً، تم نقل إنقاذ أكثر من 150 ألف مهاجر في البحر المتوسط.

 

منتج فيلم “ولد سوري بطل” يقدم اعتذاراً

ستوكهولم – أ ف ب

قدم منتج فيلم الفيديو الذي يظهر فيه طفل سوري وهو ينقذ طفلة من رصاص القناصة وشاهده الملايين على الإنترنت، اعتذاراً اليوم الاحد بعد الكشف أن الفيلم ليس حقيقياً، بل صوره فريق نروجي.

 

وقال المنتج النروجي جون اينار هاغن لوكالة “فرانس برس”، “نحن لا نزال متمسكين بأن نيتنا من الفيلم كانت جيدة، ولكننا كذلك نعتذر إذا تسببنا بأي ضرر، ونعتقد أننا جعلنا التوثيق أو إرسال التقارير من مناطق الحرب أكثر صعوبة”.

 

وفي التسجيل يظهر طفل وهو يتحدى رصاص القناصة ثم يظهر وكأنه يصاب، بينما يهرع لمساعدة طفلة مختبئة وراء سيارة مشتعلة في مكان يبدو أنه في سورية.

 

وحقق التسجيل، وهو بتمويل معهد الفيلم النروجي، نجاحاً كبيراً بعد نشره على “يويتوب” و”تويتر” الاثنين. وحتى صباح السبت تمت مشاهدته أكثر من ستة ملايين مرة، لكن تم التشكيك بصدقيته.

 

وقام المخرج النروجي لارس كليفبيرغ بتصوير التسجيل بعنوان “ولد سوري بطل”، في أيار (مايو) في مالطا مع فريق من الممثلين المحترفين. إلاّ أن المخرج (34 عاماً) قال لـ”بي بي سي” الجمعة إنه أراد إثارة نقاش حول الأطفال في مناطق النزاع.

 

وقال كليفبيرغ إن “الدافع وراء إنتاج ونشر هذا التسجيل على الإنترنت هو إثارة النقاش والحض على التحرك لحماية الأطفال الأبرياء في جميع أنحاء العالم المتضررين من الحرب”.

 

وأضاف المخرج “نحن مسرورون من انتشار الفيلم على هذا النطاق الواسع ومن أن النقاش تركز على حياة الأطفال أثناء الحرب”.

 

وطبقا لـ”بي بي سي”، فإن منتجي التسجيل لم يخفوا في طلب التمويل الذي تقدموا به إنهم يعتزمون عرضه على الإنترنت، من دون أن يذكروا ما إذا كان حقيقياً أم خيالياً.

 

وانتشر التسجيل بصورة كبيرة بعد أن بثه فريق الانتاج على موقع “يوتيوب” وأرسلوه على “تويتر” لخلق جدل حول القضية.

 

وأثار الكشف عن أن الفيلم ليس حقيقياً انتقادات تتعلق بالتبعات الأخلاقية لتعمد نشر فيديو غير حقيقي عن الأطفال في مناطق الحرب.

 

وقالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” السبت إن نوايا منتجي الفيلم طغت عليها الإنعكاسات السلبية لكونه غير حقيقي.

 

وأضاف مستشار حقوق الأطفال في المنظمة فريد ابراهامز أنه “إذا حقق هذا الفيديو غير الحقيقي أية أهداف على المدى القصير من خلال تسليط الضوء على محنة الأطفال في الحرب، إلا أن هذه الأهداف قضى عليها تقويض الثقة في التقارير المحترفة من مناطق الحرب وتوثيق جرائم الحرب التي يتم القيام بها بعناية وبمراعاة شديدة للحقائق”.

 

وتابع قائلاً إنه “بنشره الفيديو غير الحقيقي فإن كليفبيرغ جعل من الأسهل على مجرمي الحرب أن يطعنوا في أية صور حقيقية للإساءات” للأطفال.

 

وبدأ النزاع في سورية قبل أربعة أعوام تقريباً وأوقع أكثر من 195 ألف ضحية.

 

أوباما نفى اعتزامه تغيير موقفه من الأسد “داعش” ذبح أميركياً و14 عسكرياً سورياً

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

صرّح الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس بأن تحالفاً مع الرئيس السوري بشار الاسد سيؤدي الى اضعاف الائتلاف الدولي الذي يحارب تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، فيما أقدم التنظيم المتطرف على ذبح عامل الاغاثة الاميركي بيتر كاسيغ الذي كان رهينة لدى التنظيم، فضلاً عن 14 رجلاً على الأقل قال التنظيم إنهم طيارون وضباط موالون للاسد. وحذر الولايات المتحدة من أنه سيقتل مواطنين أميركيين آخرين “في شوارعكم”.

ووسط تنديد دولي بذبح كاسيغ، الذي كان اعتنق الاسلام واختار اسم عبد الرحمن، أكد أوباما في بيان للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية في طريق عودته من قمة العشرين في أوستراليا مقتل كاسيغ، قائلاً إن مقتل عامل الإغاثة هذا “عمل شرير محض” على يد “داعش”. واضاف: “اليوم نقدم دعاءنا وتعازينا لأهل وأسرة عبد الرحمن كاسيغ الذي نعرفه أيضاً باسم بيتر”.

وفي وقت سابق نقلت صحيفة “النيويورك تايمس” عن مسؤول أميركي كبير أن اقتناع الحكومة يتزايد بأن التسجيل المصور حقيقي وان كاسيغ مات. وقالت إن اجهزة الاستخبارات الأميركية كانت قد تلقت دلائل قوية على ان قوات تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلته. ويعتبر كاسيغ خامس غربي يعدمه تنظيم “داعش”.

 

أوباما

في غضون ذلك، صرح الرئيس الاميركي في ختام قمة العشرين في كانبيرا بأن “الاسد قتل مئات الآلاف من مواطنيه بوحشية، ونتيجة لذلك فقد شرعيته بالكامل في هذا البلد”. واضاف: “في رأينا ان الوقوف الى جانبه ضد الدولة الاسلامية في العراق والشام سيدفع مزيداً من السنة في سوريا في اتجاه دعم الدولة الاسلامية في العراق والشام وسيضعف الائتلاف”.

ونفى اوباما ان يكون ينوي تغيير سياسته في سوريا، وأوضح ان هذه السياسة تخضع للمراجعة لمعرفة ما يجدي فيها وما لا يعمل، قائلاً: “بالتأكيد لا تغيير في موقفنا حيال الاسد… انها معركة ضد التطرف من اي جهة تريد قطع رؤوس ناس أبرياء او تقتل سجناء سياسيين بوحشية لم نشهد مثلها الا نادراً في العصر الحديث… ولكن بمعزل عن ذلك لا توقعات اننا سنغير موقفنا وندخل في تحالف مع الاسد”، معتبرا انه “لا يتمتع بالصدقية في بلده”.

ثم قال: “أبلغنا النظام السوري أنه عندما نلاحق الدولة الإسلامية في مجالهم الجوي من الأفضل لهم ألا يهاجمونا.” واستبعد التوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية السورية يشمل بقاء الأسد في السلطة. ونفى تقارير مفادها أن إدارته أجرت مراجعة شاملة رسمية لسياستها العسكرية في سوريا. لكنه أقر بأن “طبيعة الديبلوماسية” تحتم أن تتعامل واشنطن في نهاية المطاف مع بعض خصومها لاحلال السلام في سوريا، و”في وقت من الأوقات سيتحتم على شعب سوريا وعلى اللاعبين المختلفين المعنيين واللاعبين الاقليميين أيضاً تركيا وإيران ومن يرعون الأسد مثل روسيا بدء حوار سياسي”.

 

من سوريا وإيران إلى الصين واليابان مروراً بأوكرانيا 5 مناطق ساخنة يمكن أن تنشب منها حرب عالمية ثالثة

موناليزا فريحة

ثلاثة اجتماعات دولية انعقدت الاسبوع الماضي عكست التوترات المتزايدة في العلاقات الدولية، والتشنجات بين زعماء العالم. فهل يمكن أن تتحول هذه الاضطرابات مواجهات متعددة الطرف في عالم تتشابك فيه المصالح السياسية والاقتصادية للقوى الكبرى؟

كانت “لغة الجسد” في منتدى التعاون الاقتصادي لدول جنوب شرق آسيا “أبيك” في بيجينغ كافية لاظهار حجم التباعد بين العملاقين الاسيويين، بعدما بينت المصافحة “الخرقاء” بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي المسافة التي لا تزال تفصل البلدين عن انفراج حقيقي بينهما.

تحوّل المحللون السياسيون محلليين نفسيين محاولين قراءة ملامح الرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين اللذين “التقيا” في قمة “أبيك” وتحادثا بضع دقائق. ومع أن ملفات كبيرة ساخنة عالقة بين واشنطن وموسكو، لم يتسن، للرئيسين، كما صرح مسؤول أميركي، التطرق الى المشاكل الكبيرة! فعوض البحث في سوريا وأوكرانيا وايران وغيرها، ركزا على أحوال الطقس والرداء التقليدي الذي تلقوه من منظمي القمة.

ولم تكن الاجواء في قمة رابطة جنوب شرق آسيا “آسيان” أكثر انشراحاً. اقتراح رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ توقيع معاهدة صداقة مع دول جنوب شرق آسيا، لم يلق صدى في ظل النزاعات بين هذه الدول وخصوصاً على السيادة على جزر بحر جنوب الصين.

ومع وصول الرئيس الروسي الى بريزبين بمواكبة أربع سفن حربية ترسو قرب الشواطئ الاوسترالية، تأخذ “ديبلوماسية البوارج” مداها في هذا المنتدى الذي يضم أكبر الاقتصادات المتطورة والناشئة والذي انعقد على خلفية توتر حاد بين موسكو والغرب بسبب الازمة الاوكرانية.

هذه الصورة المضطربة للعلاقات الدولية ليست الا انعكاساً لعالم يغلي على أكثر من جبهة. النزاع مستمر في أوكرانيا، وثمة مؤشرات توحي بجولة جديدة من المعارك، بعد تراجع نسبي للاشتباكات في الشرق الانفصالي عقب اتفاق لوقف النار مع كييف. والتواترات تجتاح منطقة آسيا – المحيط الهادئ على خلفية نزاعات على السيادة في بحار وأراض. ايبولا يفتك بالبشر، و”الدولة الاسلامية” تواصل حرب الانهاك في سوريا والعراق. المفاوضات النووية بين الغرب وايران تقترب من موعدها الحاسم من دون مؤشرات اتفاق في الافق. وفي هذه الاجواء، يسأل جيمس هاردي من مؤسسة “جين الدفاعية” هل في الافق أمر أسوأ، أي هل يمكن نشوب نزاع ذي تشعبات دولية أكثر حدة؟

مع أن الظروف العالمية تختلف كثيراً في القرن الحادي والعشرين عما كانت قبل نشوب الحربين الكبريين، يرى هاردي أن ثمة خمسة محاور ساخنة حول العالم يمكن أن تنشب فيها حرب عالمية ثالثة. وقبل أن يحددها،يوضح أن الازمة الاوكرانية ومقاربة الادارة الاميركية لما يحصل في سوريا أو شمال العراق، أظهرتا أن الحرب الصناعية التي ميزت القرن العشرين قد ولّت، وأن حربا عالمية كما نتصورها بعيدة الاحتمال. فما هي الساحات الملتهبة القابلة للانفجار في رأيه وكيف؟

 

1 – الشرق الاوسط:

الوضع الراهن في الشرق الاوسط، سواء في ما يتعلق بتنظيم “الدولة الاسلامية” أو العراق أو غزة أو سوريا أو ايران أو اسرائيل أو لبنان أو تداعيات “الربيع العربي”، مربك ومرعب جداً ولا يمكن التغلب عليه. والامر الوحيد الايجابي الذي يمكن قوله عنه هو إنه لم يؤد بعد الى حرب عالمية ثالثة. هذا يمكن أن يحدث اذا حصلت ايران على القنبلة النووية، وردت اسرائيل باستخدام ترسانتها المفترضة. وثمة احتمال آخر يستحق مزيدا من التدقيق، وهو ما اذا كان السعوديون سيحدثون صواريخم البااليستية من طراز “دف – 3” الى “دف – 21 س” ، وهو أمر متوقع على نطاق واسع، أو تجهيز صواريخهم الاقدم من طراز “دف – 3 س” الاقل دقة برؤوس نووية. وثمة عامل آخر في هذا السيناريو هو السؤال في أي اتجاه ستصوّب السعودية هذه الصواريخ، الى ايران أم الى اسرائيل؟

ومن المفارقات الاقليمية ايضاً مساعدة الكوريين الشماليين نظام الاسد، أو احتمال سيطرة “الدولة الاسلامية” على مخزون غير معروف سابقاً من المواد الانشطارية وامتلاك القدرة على تحويلها سلاحاً.

 

2 – روسيا ضد حلف شمال الاطلسي:

قبل بدء الحملة الجوية الدولية على “الدولة الاسلامية”، كان الحدث الابرز هذه السنة ما يحصل في شرق أوكرانيا. فاسقاط طائرة الركاب الماليزية والانتهاكات الروسية المتعددة لحدود أوكرانيا اضافة الى ضم شبه جزيرة القرم، اضطرت الغرب الى اعادة تقويم جادة لعلاقته مع بوتين. وقد اتخذ الاطلسي سلسلة خطوات لتعزيز موقعه في أوروبا الشرقية، منها الاعداد لقوة للتدخل السريع ونشر معدات على طول حدوده الشرقية. ولكن على الاطلسي أيضا أن يجد طريقة للفوز في حرب المعلومات التي أدارها بوتين بمهارة كما كل المواجهات على الارض في أوكرانيا.

والى هذه الاعتبارات التكتيكية، يكمن صلب المسألة في تحرك الاطلسي شرقاً، وهو ما عارضته موسكو، وتأكيد روسيا حقها في “حماية” الاقليات الناطقة الروسية في دول أخرى. وهذا ما سيضطر الحلف الى التحرك اذا واجهت دول، مثل دول البلطيق أو بولونيا، تهديداً من موسكو.

 

3 – الصين ضد أميركا (عبر تايوان واليابان أو بحر جنوب الصين):

بات الحديث عن امكان نشوب حرب بين القوة الصاعدة والقوة البارزة محطة في مناقشة العلاقات الصينية – الاميركية في السنوات الاخيرة، وخصوصا بعدما غيّر بروز الصين وترسانتها العسكرية ميزان القوى وأثر على نقاط الاحتكاك في شمال شرق آسيا. ولعل المظاهر الاخطر لنقاط الاحتكاك هذه يكمن في أنها تورط أطرافا ثالثين، كبحر جنوب الصين واليابان وتايوان وكوريا الشمالية، وهو ما يمكن أن يؤدي الى نزاع محلي قد يخرج عن السيطرة سريعاً.

أولاً هناك النزاع المحتمل بين اليابان والصين على جزر سنكاكو أو دياويو التي تغطيها معاهدة الدفاع الاميركية – اليابانية. والنقطة الساخنة الاخرى هي بحر جنوب الصين، حيث تقلق الفيليبين، وهي حليف آخر لواشنطن، تحركات الصين في أرخبيل سبراتلي. ولعل”المصلحة الاساسية” العالقة تبقى تايوان. وقد يكون ميل ميزان القوى العسكري بعيداً من تايوان لمصلحة الصين أحد أكبر التغيرات لأمن شرق آسيا في السنوات الـ15 الاخيرة.

وفي حال حصول طارئ ما، لن تكون واشنطن قادرة على التخلي عن تايوان، وستضطر الى الدفاع عن الجزيرة. وبخطوة كهذه، سيجد الجيش الاميركي نفسه في مرمى الانظمة الصينية. ولا شك في أن ضربة صينية مباشرة لحاملة طائرات أميركية سينقل المواجهة الى مستوى جديد، كما ان أي هجوم على قواعد أميركية في اليابان سيدخل طوكيو في الحرب. أما ما سيحصل عندها فيعتمد على شهية الجانبين لاستمرار الحرب التقليدية، لكن الزعماء في كلا البلدين قد يشعرون بأنهم مضطرون الى ضغط الزر.

 

4 – كوريا الشمالية ضد العالم:

ذكّرت الانباء الواردة أخيراً من كوريا الشمالية عن اعتلال صحة كيم جونغ – أون بأن شمال شرق آسيا له ايضاً نوعه الخاص من المتطرفين. هناك يستخدم الزعيم الشاب “الاستفزازات” في لعبة محكمة للتصعيد يستغلها للحصول على تنازلات في شكل مساعدات غذائية أو اقتصادية من المجتمع الدولي. لكن نظرية الاستفزازات تبقى مقبولة الى أن يستدرك المرء أن كوريا الشمالية تطور سلاحاً نووياً. وفي الوقت نفسه، تطور سيول قوتها الخاصة للردع التي تطمح الى أن تتيح لها تدمير السلاح النووي لجارتها الشمالية قبل أن يترك قواعده الارضية. أضف الى ذلك أن الصين فقدت الصبر والاهم النفوذ على ما يبدو على حليفها الستاليني وصار الوضع في شبه الجزيرة الكورية أكثر غموضاً. ولا شك في ان سلوك كوريا الشمالية يرتكز على منطق بقاء النظام، ولكن اذا مات كيم أو لم يعد قادراً على ضمان استفادة النخبة في بيونغ يانغ من حكمه، تصير كل الاحتمالات مفتوحة.

 

5 – الصين ضد الهند (ضد باكستان):

تراجع التوتر بين الهند والصين في 27 ايلول الماضي بعد ثلاثة أسابيع أظهرت الى أي حدّ يمكن أن تكون العلاقات معقدة بين هذين الجارين الكبيرين. وشكل سماح سري لانكا لغواصة وسفينة حربية صينيتين بالرسو في عاصمتها كولومبو، اشارة أخرى الى امكان تضارب الاولويات الاستراتيجية بين نيودلهي وبيجينغ، وسط مخاوف الهند من دفء العلاقات بين الصين والدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي. ومع أن البلدين أجريا مفاوضات ناجحة في شأن نزاعاتهما الحدودية، تهدد الصداقة بين بيجينغ واسلام اباد، الى تحركات العملاق الاصفر في اتجاه المحيط الهندي، النفوذ الاقليمي لنيودلهي. ومن شأن هذا النوع من التنافس، الى قرارات سيئة في مواقع ساخنة ككشمير، أن يؤدي الى تصعيد لا يمكن أياً من الجانبين تفاديه.

 

«الدولة الإسلامية» يعدم رهينة أميركياً: استدراج لواشنطن إلى مواجهة مباشرة

عبدالله سليمان علي

لعبة الاستدراج المتبادل بين الإدارة الأميركية من جهة وبين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» من جهة ثانية، مستمرة.

وبينما تسير واشنطن على إيقاع بطيء في محاولة منها لتهيئة الظروف لتنفيذ إستراتيجيتها الحقيقية في المنطقة، من دون الوقوع في فِخاخ ومستنقعات سبق لها تجريب تبعاتها، يعمد الطرف الثاني إلى استفزازها وإجبارها على النزول برياً على الأرض، عبر تصعيده في مشاهد ذبح مواطنيها.

والسؤال لم يعد هل يستدرج «داعش» أميركا؟ وإنما لماذا يستعجل في هذا الاستدراج وما مصلحته؟.

وجاء تصعيد «داعش» الأخير عبر إعلانه عن ذبح الرهينة الأميركي الطبيب بيتر إدوارد كاسيغ وفصل رأسه عن جسده، وذلك في الإصدار الذي بثته «مؤسسة الفرقان» أمس، وحمل عنوان التسجيل الصوتي الأخير نفسه لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «ولو كره الكافرون».

وتضمن الإصدار مقاطع قاسية لذبح من قال إنهم 15 جندياً سورياً، لكن بعض الصفحات الموالية والمعارضة شككت في كونهم جنوداً، وقالت إن بعضهم مدنيين من مدينة الطبقة، ذاكرة أسماء ستة منهم، هم احمد العلي وولداه محمود وعلي، وعبد الحميد الحمادة، وعبدالكريم إسحاق، وعماد الفواز، وأن إعدامهم جاء بتهمة تجسسهم لمصلحة النظام السوري. ولكن لم يمكن التأكد من أن عملية إعدام المدنيين في مدينة الطبقة، التي تحدثت عنها هذه الصفحات، هي نفسها التي ظهرت في الإصدار.

وخُطف كاسيغ في كانون الأول العام 2013، حيث كان يعمل لدى منظمة «سيرا» لتقديم الإغاثة والمساعدة، بعد أن ترك الخدمة العسكرية في العام 2012. وتشير المعلومات إلى أن كاسيغ كان يحمل في سوريا اسم عبد الرحمن، واختطف في الرقة أثناء توجهه إلى تركيا. وشاع سابقاً أنه بايع «الدولة الإسلامية»، بينما أشار بعض النشطاء إلى اعتناقه الإسلام. ويتوقع أن «الجهادي» البريطاني جون، الذي سبق له إعدام الرهائن الغربيين، هو من تولى ذبح كاسيغ، ما ينفي صحة الأنباء التي تحدثت عن إصابته مؤخراً.

وعلمت «السفير» من مصادر متقاطعة أن كاسيغ كان يعالج المسلحين من الفصائل كافة، بما فيها «جبهة النصرة» المصنفة على أنها إرهابية. ومن بين عناصر «جبهة النصرة» الذين تولى معالجتهم يبرز اسم أبو عمر العكيدي في دير الزور، بينما أكد ناشطون كانوا على معرفة به أن كاسيغ شارك في «غزوة الحويقة» بدير الزور ضد الجيش السوري العام الماضي، وقام بمعالجة بعض جرحى «داعش» الذين أصيبوا خلالها. وعبر الناشطون عن سخطهم لقيام «الدولة الإسلامية» بإعدام من أسعف مصابيه سابقاً.

وفي رسالة تهديد واضحة، قال «الجهادي جون» في الشريط، مخاطباً الرئيس الأميركي باراك أوباما واصفاً إياه بـ «كلب الروم»: «اليوم نذبح جنود (الرئيس) بشار (الأسد) وغداً نذبح جنودك، وبإذن الله سنكسر هذه الحملة الصليبية الأخيرة والنهائية. وكما قال دميتك ديفيد كاميرون سوف يبدأ الدولة الإسلامية بذبح قومك في شوارعكم».

ثم ظهر جون في لقطة أخرى ورأساً مقطوعة بين قدميه على الأرض، وهو يقول: «هذا بيتر إدوارد كاسيغ المواطن الأميركي ابن بلدكم»، مشيراً إلى أن «بيتر قاتل المسلمين في العراق عندما كان في الجيش الأميركي». وهدد الرئيس الأميركي بأن مقاتلي «الدولة الإسلامية» ينتظرون بلهفة قدوم المزيد من الجنود الأميركيين ليلاقوا المصير نفسه.

وفي خطوة لا تخلو من الرمزية، زعم الإصدار أن إعدام الرهينة الأميركي تمّ في بلدة دابق بريف حلب، وهي البلدة التي يعتقد «الجهاديون» أنها ستشهد المعركة الفاصلة بين الحق والباطل في آخر الزمان، مستندين إلى أحاديث نبوية، لم تثبت صحتها بحسب العديد من علماء المسلمين.

ويأتي إعدام كاسيغ في سياق سلسلة من الإعدامات قام بها التنظيم المتشدد تجاه عدد من الرهائن الأميركيين والبريطانيين، بدأت بالتزامن مع سعي واشنطن إلى تشكيل تحالف دولي لمحاربة «الدولة الإسلامية»، وتوالت مع تصاعد عمليات التحالف ضده في سوريا والعراق. وتتعدد أهداف «داعش» من وراء هذه الإعدامات، ولكن يرجح أن غايته هي استفزاز الولايات المتحدة وإجبارها على إرسال جنودها إلى العراق أو سوريا. وفي حال عدم إرسالهم سيقول التنظيم إن الخوف الذي سببته مقاطع الإعدام هو الذي منعها من ذلك.

وبحسب أدبيات وإستراتيجية «داعش»، يعتبر استدراج الجيش الأميركي ودفعه إلى إنزال قواته على الأرض هدفاً مركزياً له، تتوخى منه قيادة التنظيم تحقيق أمرين أساسيين: الأول الجمع بين قتال «العدو القريب»، أي الأنظمة الحاكمة والمجتمع الكافر، و«العدو البعيد» أي الولايات المتحدة والدول الغربية، وهذا يتيح له تصدر المشهد «الجهادي» في العالم وإزاحة منافسه تنظيم «القاعدة». بالإضافة إلى أن قتال الجيوش الغربية من شأنه إكسابه تعاطف شرائح من المجتمعات الإسلامية، وبالتالي المزيد من التمويل والدعم العابر للحدود.

والثاني، هو خشيته من نجاح المساعي العراقية والأميركية في إعادة تشكيل «صحوات» يكون قوامها مقاتلون من أبناء العشائر السنية، لأن ذلك سيهدم الصورة التي يحاول تشكيلها عن نفسه من أنه «حامي حمى أهل السنة» وأنه يقاتل الطوائف الأخرى أو «أهل الكفر» دفاعاً عنهم.

وتسود في أوساط «داعش» قناعة راسخة بأن دخول الجيش الأميركي وحلفائه على الخط هو الحل الوحيد لتجاوز هذه الإشكالية، لذلك يسعى بإصرار كبير إلى استدراج الولايات المتحدة ودفعها إلى إنزال جنودها على الأرض.

 

أوباما معزيا أسرة رهينة أمريكي أعدمته داعش: حياته سلبت من قبل مجموعة إرهابية

واشنطن- بروكسل- الاناضول: أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم الأحد، عن تعازيه إلى عائلة الرهينة الأمريكي الجنسية عبدالرحمن كاسيغ، الذي أعلن تنظيم داعش عن قتله.

 

وقال أوباما في بيان له، الأحد (بتوقيت واشنطن) “نقدم تعازينا ودعواتنا اليوم إلى والدي وعائلة عبدالرحمن كاسيغ المعروف أيضاً باسم بيتر”.

 

وأضاف أوباما “حياة عبدالرحمن قد سلبت في فعل من الشر الخالص من قبل مجموعة إرهابية يصنفها العالم، بطريقة صحيحة، على أنها وحشية”.

 

ومضى الرئيس الأمريكي قائلا إن “حياة كاسيغ، كما في حالة (الرهينة الأمريكي المقتول جيمس) فولي و(الرهينة الأمريكي المقتول ستيفن) سوتلوف من قبله تمثل كل ما تقف داعش ضده بشكل صارخ”.

 

أوباما اعتبر أن تلك الأفعال “لاتمثل أي معتقد، ولا حتى الأسلام الذي اعتنقه عبدالرحمن”.

 

وخُطف بيتر كاسينع (26 عامًا) في شهر تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، فيما ذكر أصدقائه أنه أسلم بعد خطفه، وأطلق على نفسه اسم عبد الرحمن.

 

وكاسيغ كان جندياً سابق في الجيش الأمريكي في العراق عام 2007 ولكنه تحول إلى العمل الإنساني بعد عودته إلى بلاده، متأثراً بالأزمة السورية.

 

وعمل كاسيغ في مداواة الجرحى عام 2012 في مدينة طرابلس اللبنانية (شمال)، ومن ثم استقر به المقام في العاصمة اللبنانية بيروت حيث قام بتشكيل مجموعة مجموعة طبية للاستجابة للحالات الطارئة وتقديم المعونة تعرف باسم “سيرا” والتي عملت على مساعدة اللاجئين والنازحين السوريين في سوريا ولبنان.

 

وكان تنظيم داعش قد وضع تسجيلاً مرئياً يظهر كاسيغ بعد مقتله فيما يقف قاتله قرب رأسه يتوعد الولايات المتحدة.

 

ويعد كاسيغ ثالث رهينة امريكي يقتل على يد داعش.

 

وعلى صعيد متصل، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن القتل الوحشي للأمريكي بيتر كاسيغ وعدد من الجنود السوريين ” مثال آخر على عزم داعش مواصلة نهج الارهاب، في خرق لكل القيم والحقوق المعترف بها عالميا”.

 

وقالت الممثلة العليا للأمن و السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، في بيان صحفي لها يوم الأحد، “نتوجه بخالص تعازينا لعائلة وزملاء بيتر كاسيغ، الذين ذهبوا إلى سوريا لمساعدة الأشخاص المتضررين من هذه الحرب، وكذلك لأسر الضحايا السوريين”.

 

وطالبت مورغيني بضرورة أن يتعرض جميع مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان للمساءلة.

 

وقالت إن “الاتحاد الأوروبي لن يدخر جهدا لتحقيق هذا الهدف، وانه ملتزم بمواجهة التهديد الذي تشكله داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى في سوريا والعراق، جنبا إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين”.

 

وفي السياق ذاته، أعرب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز عن استيائه لمقتل الرهينة الأمريكي عبد الرحمن كاسيغ، على يد تنظيم داعش.

 

وأعرب ريندرز في بيان صحفي له، مساء يوم الأحد، في بروكسل عن “التعازي لعائلة وأصدقاء عامل الاغاثة الذي قدم الكثير من أجل المدنيين في سوريا والمنطقة، مثله مثل ألان هينينج وديفيد هينس البريطانيين الذي لقيا نفس المصير في 4 أكتوبر/ تشرين الأول و14 سبتمبر/ أيلول الماضيين”.

 

وأشار ، إلى مقتل الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف في وقت سابق على يد داعش”من أجل ضمان حرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات”.

 

وقال إن “داعش التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بشكل يومي ستحاسب على جرائمها”.

 

وأبدى الوزير البلجيكي تصميم بلاده “على مكافحة الإرهاب والجهاديين”.

 

وتشارك بلجيكا في التحالف الدولي لإضعاف المنظمة الإرهابية و تقديم المساعدة للسلطات العراقية لإضعاف داعش.

 

‎ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع لـ(داعش)، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.

 

تعهدات مجموعة العشرين تقرب صندوق المناخ الأخضر من 10 مليارات دولار

اوسلو- (رويترز): وضع تعهد اليابان يوم الأحد بتقديم 1.5 مليار دولار لصندوق تابع للامم المتحدة يهدف لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع آثار التغير المناخي هدف وصول أموال الصندوق إلى عشرة مليارات دولار على مرمى البصر وأضاء الأفاق نحو التوصل لمعاهدة دولية في هذا الشأن العام المقبل.

 

ورفع الدعم الياباني الذي أعلن في اجتماعات قمة مجموعة العشرين باستراليا إجمالي التعهدات الدولية لصندوق المناخ الأخضر إلى 7.5 مليار دولار تشمل ما يصل إلى ثلاثة مليارات تعهد بتقديمها الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم السبت.

 

وأشادت امانة الصندوق في سول بالتعهدات الجديدة ووصفتها في بيان بانها نقطة تحول قبيل انعقاد أول مؤتمر للمانحين في برلين يوم الخميس المقبل.

 

وكانت الامم المتحدة رصدت هدفا غير رسمي بجمع عشرة مليارات دولار هذا العام.

 

وينظر للأموال بأنها مسألة حيوية لإبرام اتفاق مناخي في أواخر 2015 بالعاصمة الفرنسية باريس. وترصد الأموال لمساعدة الاقتصادات الناشئة على كبح انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض والتكيف مع التغيرات المناخية مثل موجات الحرارة والانهيارات الطينية وارتفاع مناسيب البحار.

 

«الدولة الإسلامية» تتوعد التحالف بموقعة «دابق»…. وتذبح الرهينة الأمريكي كاسينغ

عرضت تسجيلا لعملية ذبح جماعي لعسكريين سوريين

عواصم ـ وكالات: توعد ناطق باسم «داعش» بموقعة كبرى في بلدة دابق بمحافظة حلب شمالي سوريا، التي لها مكانة خاصة لدى التنظيم، «يُحرق فيها جيوش الصليب»، وذلك أثناء عرض رأس رهينة أمريكي بين قدميه في البلدة نفسها، كان التنظيم قد هدد بإعدامه منذ أسابيع. وفي التسجيل المصور الذي بثه التنظيم بعنوان (ولو كره الكافرون) على مواقع تابعة له وتبلغ مدته نحو 16 دقيقة، ظهر عنصر داعش الملثم الشهير بـ»الذباح» ذو السترة السوداء واللكنة البريطانية، في موقع عرف به على أنه بلدة دابق، بحسب ما ظهر بالشريط وبين قدميه رأس الرهينة الأمريكي بيتر كاسينغ.

وقال العنصر الملثم في المقطع إن التنظيم سيدفن أول صليبي أمريكي في دابق، و»ينتظر بلهفة مجيء باقي جنودكم لتذبح أو تدفن في البلدة نفسها».

وأضاف الملثم أن «بيتر قاتل المسلمين في العراق عندما كان يعمل في الجيش الأمريكي، ولم يكن لديه ما يقوله، فمن قبله تكلموا عنه حتى الموت»، في إشارة إلى الرهائن الغربيين الذين أعدمهم التنظيم مؤخراً وأطلقوا رسائل لأهلهم وللإدارة الأمريكية قبل ذبحهم من قبل الشخص نفسه.

وفي المقطع نفسه يظهر «الذباح»، إلى جانبه حوالى 16 من عناصر التنظيم، يقود كل واحد منهم رهينةً من «طياري وضباط» جيش النظام السوري، ويوجه رسالةً إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما واصفاً إياه «بكلب الروم»، ويتعهد «بذبح جنوده» كما «تم ذبح جنود بشار الأسد، ويتوعد بالوصول إلى دول التحالف «وذبح رعاياها.» ويهم عناصر التنظيم بذبح الرهائن بطريقة درامية وفق إخراج سينمائي اشتهرت به إصدارات التنظيم المرئية التي أطلقها مؤخراً.

وتطرق التسجيل الجديد إلى تمدد التنظيم إلى دول خارج سوريا والعراق، مثل السعودية واليمن وليبيا والجزائر ومصر، وهو ما قاله زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في التسجيل المنسوب له الذي بثه التنظيم منذ يومين.

ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في البلدين، وسبق له ان بث اشرطة دعائية عدة يظهر فيها قيامه بعمليات قتل جماعية، بعضها ذبحا واخرى بإطلاق النار، بحق جنود عراقيين وسوريين، اضافة إلى تنفيذه عمليات إعدام ميدانية بحق كل من يخالفه الرأي في مناطق سيطرته.

واعلنت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول سوريا الجمعة ان التنظيم يبث «الرعب» في سوريا عبر ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.

 

«سي آي أيه» تريد إدارة معسكرات لتدريب المعارضة السورية… ودول عربية تسهم بتدقيق هويات المرشحين… وسياسة واشنطن لاستمالة العشائر السنية فاشلة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: تؤشر الزيارة المفاجئة لأكبر عسكري أمريكي لبغداد الجنرال مارتن ديمبسي لحاجة الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم حملة الغارات الجوية التي بدأتها قبل ثلاثة أشهر على قوات تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش والتعرف بالضرورة على قدرات القوى التي ستعتمد عليها واشنطن لهزيمة داعش، وتحديدا الجيش العراقي الذي سيعاد تشكيله وقوات البيشمركة وحلفاء آخرون من أبناء العشائر السنية التي يمكن أن تلعب دورا حال وثقت بنيات الحكومة العراقية وعرفت أن هناك من يحميها كما حصلت قوات البيشمركة على الحماية من الأمريكيين والإيرانيين.

فالزيارة هي بالضرورة اعتراف من قائدة التحالف الدولي بأن هناك معوقات تواجه تطبيق استراتيجية باراك أوباما «إضعاف وتدمير» داعش، حيث قال الجنرال ديمبسي إنه جاء «للحصول على انطباع من جانبنا حول كيفية تأثير مشاركتنا».

وقبل زيارته لبغداد أخبر الكونغرس يوم الخميس بأن هزيمة داعش تحتاج إلى جيش مكون من 80.000 جندي معد إعدادا جيدا.

وهناك قلة في العراق تؤمن بقدرة الجيش العراقي الحالي على هزيمة التنظيم رغم تحدثه عن استعادة السيطرة على مصفاة بيجي النفطية. ومن هؤلاء فؤاد حسين، رئيس طاقم حاكم إقليم كردستان مسعود بارزاني، الذي نقل عنه الصحافي باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت أون صاندي» قوله «فأنت بحاجة لوقت كي يكون لديك جيش محترف». ومن يدافع عن بغداد هي الميليشيات الشيعية العراقية التي تتشارك بنفس الحماس والحقد ضد داعش.

ويضيف كوكبيرن إن حسين ربما لا يقول هذا فربما فات الوقت على بناء جيش قوي ووطني.

وقال حسين إن جزءا من هزيمة داعش تتعلق بتحديد قدراته الحقيقية حيث يرى أن جنوده يتجاوزون مئات الألوف وليس كما قدرت المخابرات الأمريكية- سي آي إيه – 31.500 مقاتل.

ويرى حسين أن قدرة التنظيم على شن معارك وفي أكثر من موقع تعني أن الرقم هو سبعة أو ثمانية أضعاف العدد الحالي، وربما تجاوز 100.000 أو أكثر. وقال حسين «أتحدث عن مئات الألوف لأنهم استطاعوا تجنيد الشبان العرب في المناطق التي سيطروا عليها». مشيرا إلى أن داعش لديه القدرة على القيام بهذا فهو يسيطر على ثلث العراق وثلث سوريا في منطقة مساحتها 250.000 كيلومتر مربع يعيش فيها ما بين 10-12 مليون نسمة، أي ما يعادل مساحة بريطانيا العظمى.

ويقول كوكبيرن إن هناك أدلة على قيام داعش بإنشاء جيش قوي بسرعة حيث استطاع الاعتماد عليه لمهاجمة مناطق الأكراد في شمال العراق، وقتال الجيش العراقي قرب بغداد، وشن هجوم على بلدة عين العرب- كوباني.

وقال حسين «إنهم يقاتلون في كوباني، خاضوا في كردستان الشهر الماضي سبع معارك، وفي الرمادي وجلولاء، القريبة من الحدود مع إيران «مما يعني أنه من المستحيل الحديث عن 20.000 أو يزيد من المقاتلين».

ويعلق كوكبيرن أن تقدير عدد مقاتلي داعش مهم لأنه يكشف عن صعوبة سحق داعش باستخدام الغارات الجوية فقط. فسوء التقدير كان سببا في المفاجآت التي لقيتها الولايات الأمريكية والدول المتحالفة معها خلال الأشهر الخمسة الماضية حيث كبد التنظيم الجيش العراقي والمقاتلين السوريين وقوات البيشمركة خسائر فادحة. ويقول حسين إن قوات البيشمركة تشن حربا ضد داعش على خط مواجهة طوله 650 ميلا.

مشيرا إلى أن تدخل الطيران الأمريكي في آب/ أغسطس أنقذ القوات الكردية التي فوجئت بهجوم داعش والذي اقترب من السيطرة على عاصمة الإقليم أربيل. ويرى حسين أن داعش «شن حرب رعب أثرت على معنويات الجميع بمن فيهم البيشمركة».

واعتمد داعش بالإضافة لنشر الفظائع التي كان يرتكبها على عدد من الأساليب مثل العمليات الانتحارية، حقول الألغام، القناصة واستخدم المعدات العسكرية أمريكية الصنع التي أخذها المقاتلون من مخازن الجيش العراقي.

وقال حسين إن الأكراد يحتاجون مروحيات أباتشي والمعدات الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية. ورغم حس المفاجأة إلا أن القادة الأكراد يشعرون الآن بالراحة بعد تعهد الولايات المتحدة بحمايتهم.

ويقول كوكبيرن إن تجربة الولايات المتحدة القاتمة مع الحكومة العراقية وانهيار الجيش الذي أنفقت عليه مبالغ طائلة تصب في صالح الأكراد.

وفي هذا السياق يقول كوكبيرن إن حكومة كردستان طلبت من الحكومة التركية التدخل ومنع تقدم داعش، إلا أن أنقرة قالت إنها لا تخطط لعملية عسكرية، وهو ما دفع أربيل لطلب المساعدة من إيران والولايات المتحدة، حيث أرسلت إيران ضباطا عسكريين ووحدات عسكرية ومدفعية فيما بدأت الولايات المتحدة حملة ضربات جوية.

 

قوة ضاربة

 

ويعتقد حسين أن داعش أصبح قوة ضاربة «نحن نتحدث عن دولة لها جيش وقاعدة آيديولوجية»، وعليه «فهي تريد من كل شخص التدرب ومعرفة استخدام البندقية، وتريد تلقين كل شخص الآيديولوجيا، أي غسيل الدماغ».

ويقدم مثالا على حرفية داعش العسكرية في الاستخدام السريع للأسلحة والدبابات والمدفعية الأمريكية التي غنمها المقاتلون من الجيش العراقي. وتكرر الأمر في سوريا عندما سيطر داعش على أسلحة روسية الصنع وبدأ باستخدامها بسرعة.

ويمكن تفسير هذا بسبب وجود جنرالات سابقين في الجيش العراقي في صفوف داعش وكذا جنود سابقين في الجيش السوري.

ويقول حسين إن قوات البيشمركة عبرت عن إعجابها بشجاعة وحرفية مقاتلي داعش «إنهم يقاتلون حتى الموت وهم خطرون نظرا لتلقيهم تدريبا حرفيا عاليا»، «مثلا لديهم أحسن القناصة، وحتى تكون قناصا يجب تعلم إطلاق النار، وليس هذا فقط بل يجب التدرب على الانضباط والوقوف 5 ساعات حتى تصيب الهدف».

ومن أسباب انضمام الشباب لداعش هو الراتب الجيد الذي يدفعه التنظيم وهو 400 دولار أمريكي في الشهر. ويضيف كوكبيرن أن محاولة التنظيم فرض آيديولوجيته على المجتمع ربما دفعت الشبان للمساهمة في الجهود العسكرية.

 

لن نحرر مناطق السنة

 

ويقول كوكبيرن إن الأكراد استعادوا الثقة بالنفس بعد الدعم الإيراني والأمريكي لهم، واستطاع البيشمركة استعادة بعض البلدات مثل زمار، وليس تلعفر أو جبال سنجار حيث لا يزال 8.500 أيزيدي عالقين فيها. ولكن هناك محدودية لما يمكن للأكراد عمله، فهم مستعدون لدعم جيش عراقي- غير طائفي ولكن «الأكراد لا يمكنهم تحرير المناطق العربية السنية» حسب حسين.

وهنا تعلق الولايات المتحدة آمالا على تكرار نفس التجربة مع العشائر العراقية وبناء صحوات كما فعلت في الفترة ما بين 2006- 2008 لطرد تنظيم القاعدة. ويرى أن تكرار هذا صعب لعدة أسباب منها وجود 150.000 جندي في العراق قدموا الدعم للصحوات، وفي الوقت الحالي لا يوجد من يحمي القبائل من داعش، وهذا بالتأكيد ما حدث مع قبيلة البونمر التي قتل داعش من أبنائها ما يقرب الـ 500 شخص.

كما لم يلاحظ حسين إشارات مقنعة عن وجود مقاومة سنية لداعش، فرغم عدم ارتياح الكثيرين في الموصل إلا أن هذا لم يترجم لفعل مقاومة. ولا توجد إشارة عن قدرة من هم في الخارج على تنظيم مقاومة منظمة.

وقد يقبل السنة بوجود الجيش العراقي بمناطقهم حالة أعيد تشكله، وفي الوقت الحالي لا حضور له.

 

في قرية العلم

 

ولا تزال فكرة إنشاء قوات سنية- حرس وطني محل أخذ ورد ولم تتجاوز مقاومة داعش إطار المبادرات الفردية القبلية التي انتهت كما حدث مع عشيرة البونمر بكارثة. ونفس الأمر حدث مع ناحية العلم في محافظة صلاح الدين، حيث رفض سكانها دخول داعش إلى مناطقهم وقامت مجموعة منهم بحرق أعلام التنظيم وزرع العلم العراقي مكانه. وكان رد فعل التنظيم حاسما «فقد بدأوا بتدمير البيوت، بيوت مشائخ العشائر ومن هم في قوات الأمن» حسب ليث الجبوري، مسؤول محلي نقلت عنه «نيويورك تايمز». ومنذ ذلك دمر داعش عشرات البيوت واختطف 100 أو أكثر من أبناء القرية. وتقول الصحيفة إن داعش لديه استراتيجية ذات حدين للتعامل مع القبائل، فقد استخدم الترسانة العسكرية الضخمة التي يملكها لحث أبناء القبائل على الانضمام إليه، ومن جهة اخرى استخدم سياسة العنف لمحو أية مقاومة له قد تنبع من ضباط الشرطة ومسؤولي الحكومة وأي طرف يتعاون مع أمريكا. لكل هذا تجد الحكومة العراقية والقوات الأمريكية صعوبة لدفع العشائر السنية إلى القتال ضد التنظيم.

ويعترف المسؤولون بتحقيق نجاح قليل في هذا السياق بعيدا عن دعم القبائل التي خرجت على طاعة داعش وتخسر المعركة الآن.

ويرتبط الفشل بعدم الثقة بحكومة بغداد. وتنقل الصحيفة عن أحمد علي، الباحث في معهد دراسات الحرب قوله «هناك فرصة أمام الحكومة للتعاون مع القبائل ولكن الوقائع على الأرض تظهر اختراق داعش للمجتمعات بشكل أضعف قدرتها على مقاومته»، مضيفا أن الوقت ليس في صالح الحكومة العراقية.

وينبع نجاح داعش واستمرار سيطرته على المناطق من تقديمه نفسه كحام للسنة ومن قدرته على التلاعب بالقبائل التي دعم قادتها بالمال والسلاح وسمح لها بقدر من الاستقلال طالما بقيت موالية له.

وأرفق هذه الإستراتيجية بسياسة ملاحقة وقتل مؤيدي الحكومة، ويقول سكان المناطق التي دخلت تحت حكم داعش إن المقاتلين يحملون معهم قوائم بأسماء الجنود ورجال الشرطة التابعين للحكومة وفي حالة لم يتم العثور عليهم تهدم بيوتهم.

وفي نقاط التفتيش يستخدم المقاتلون بيانات الكمبيوتر ويلقون القبض على كل شخص يرد اسمه عليها. ويستهدف المقاتلون بشكل خاص أعضاء الصحوات الذين قاتلوا إلى جانب الولايات المتحدة في العقد الماضي.

وعزز التنظيم سياساته عبر آلته الدعائية حيث حذر السنة من الخروج عليه. وتظهر أشرطة الفيديو كيف يقوم قادة التنظيم بلقاء قادة العشائر ويتناولون الطعام معهم. وتبدو النزعة التحشيدية في أشرطة المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني الذي ذكر السنة بأنهم لم يحصلوا على شيء من انضمامهم للجيش العراقي سوى الردة وهدم بيوتهم وقطع رؤوسهم. وتشير «نيويورك تايمز» للمبادرات الفردية لمقاومة داعش هنا وهناك، وتنقل عن الشيخ مؤيد الهمايشي، وهو ضابط شرطة عراقي يقود عمليات ضد داعش حيث يقول «نحن أكثر من نعرف داعش، من هو وأين رجاله، ولهذا فنحن قادرون على قتالهم في الأنبار».

ويقول محللون إن العشائر العراقية التي انضمت إلى داعش لم تفعل هذا إيمانا بآيديولوجيتها ولكن لأسباب عملية مثل قدرته على توفير الأمن وتقديم الخدمات. وعليه تحتاج الحكومة لأن تقدم للقبائل صفقة أفضل من داعش، تزويد قادتها بالأسلحة والدعم المالي. ويقول وصفي العاصي العبيدي إن هناك عدد كبير من أبناء القبائل في داعش «وهذا ما لا ننكره»، «وهذا لا يعني أن القبيلة التي انتمى أبناؤها لداعش هي داعشية».وعليه ففي غياب التحرك الحكومي ومعارضة سياسيين في حكومة بغداد لتسليح القبائل فليس واضحا الكيفية التي سيتم فيها تجييش القبائل ضد داعش. فالأمريكيون مع الفكرة لكنهم يقولون إن السلاح والرواتب يجب أن تأتي من الحكومة العراقية. ومن جانب القبائل فثقتها بالنخبة السياسية في بغداد معدومة.

 

تسليح المعارضة السورية

 

وتواجه الولايات المتحدة نفس التحدي في سوريا، خاصة بعد الانتصارات التي حققها تنظيم جبهة النصرة المصنف إرهابيا لدى الولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» يوم الجمعة الماضي عن مسؤولين قولهم إن الاستخبارات الأمريكية «سي أي أيه» تدرس زيادة معدلات تدريب المقاتلين السوريين، وتفكر بإنشاء معسكرات تدريب تديرها بنفسها.

ونقلت عن مسؤولين قولهم إن المخابرات تقوم بمقابلة والتحققق من 400 مرشح للتدريب كل شهر.

وكان موضوع تدريب السوريين على أجندة لقاء مسؤولي الأمن القومي الذي عقد الأسبوع الماضي في البيت الأبيض. ويرى مسؤولون إن طرح الموضوع يعكس قلقا حول برنامج البنتاغون لتدريب المعارضة المعتدلة التي أثبتت أنها ليست في مستوى القاعدة والجماعات الموالية لها. ونقل عن مسؤول أمريكي قوله «نحن بحاجة للتعجل أكثر ومساعدة المعتدلين، وينظر للوكالة/ سي آي إيه- كوسيلة لتقديم المساعدة بسرعة».

ومن هنا فدخول سي آي أيه سيعني تورطا عميقا في الأزمة السورية حيث ينظر لدورها كعنصر رئيسي في استراتيجية الغارات الجوية ضد داعش. وتقول الصحيفة إن قدرة المخابرات على توسيع برنامجها في العام الماضي جعلها محل ثقة المسؤولين لتدريب والتدقيق في المرشحين والتأكد من عدم اختراق القاعدة لهم. ورغم ذلك لم يظهر أي أثر لبرنامج المخابرات على الساحة العسكرية في سوريا، في ضوء خسائر المعارضة الأخيرة.

وعلق النائب آدم شيف، عضو لجنة الأمن في الكونغرس على خسائر المعارضة بالقول إن «ذوبان المعارضة المعتدلة وهربها أو انضمامها للنصرة هي إشارة إلى الصعوبات التي سنواجهها».

 

مساعدة إقليمية

 

وبدأ برنامج «سي آي إيه» العام الماضي عندما أصدر الرئيس باراك أوباما أمرا بهذا الشأن، وبدأ أولا في قواعد عسكرية بالأردن وتوسع الآن ليضم قطر، حيث يشرف على التدريب ضباط معارون من البنتاغون.

وتم اختيار المقاتلين من الفصائل المسلحة داخل سوريا وكذا مخيمات اللاجئين. وتسهم الاستخبارات السعودية والأردنية ومن دول المنطقة في التدريب وكذلك بالتدقيق في ملفات المرشحين.

وجمعت الوكالة معلومات بيوميترية عن المرشحين- عينات من الحمض النووي، وصورة للعين وعلامات مميزة أخرى. وتطمح «سي آي أيه» لتدريب 5.000 مقاتل في العام وهو نفس ما تخطط له وزارة الدفاع (البنتاغون).

وكان وزير الدفاع تشاك هيغل قال للكونغرس ان معسكرات التدريب جاهزة وسيتم استقبال المرشحين في تركيا والسعودية والشركاء الآخرين في التحالف ضد داعش. ولن يتم البدء بالترشيح والتدقيق إلا بعد مصادقة الكونغرس على الميزانية. ولن يترك البرنامج أثره على الساحة القتالية إلا بعد عام كما قال هيغل.

وبنفس السياق نقلت صحيفة «يو أس أي تودي» عن النائب مايك روجرز قوله إن الولايات المتحدة ستجند بعض الدول السنية وأعضاء الجامعة العربية للتدقيق في هوية المرشحين لبرنامج سي آي إيه. وقال روجرز إن الحلفاء الإقليميين سيوفرون الخبرات التي تفتقدها أمريكا، مشيرا إلى أن الترتيب وإن لم يكن تاما لكنه يوفر فرصة للنجاح.

 

حزب الله أوقف المعارك في القلمون لإعادة حساباته بعد خسائره الكبيرة

محمد الزهوري

القلمون ـ «القدس العربي» أفاد ناشطون بأن المعارك بين «جبهة النصرة» و «تنظيم الدولة الإسلامية» من جهة، و «جيش النظام و «ميليشيا الدفاع الوطني» و «حزب الله اللبناني» من جهة أخرى، توقفت في جرود القلمون على عدد من الجبهات، في الوقت الذي قال فيه قيادي بارز في كتائب المعارضة السورية المسلحة بالقلمون فضل عدم ذكر اسمه لـ «القدس العربي»، «ملّف العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى جبهة النصرة ليس هو السبب في إيقاف العمليات العسكرية لحزب الله في القلمون، بل هي محاولة لإعادة الحسابات لدى قياديه».

وأضاف القيادي جميعنا يعلم أنه منذ بدء هجوم جيش النظام وحزب الله للسيطرة عليه وحتى الآن أوقعنا في صفوف «حالش» اي حزب الله اللبناني آلاف المقاتلين، وحسب معلوماتنا معارك القلمون كسّرت ميزانية الحزب بشرياً وعسكرياً، حيث تكلف في القلمون والقصير أكثر مما تكلف في سوريا كلّها».

وبين أن «كتائب المعارضة احتجزت العشرات من مقاتلي حزب الله لدى فصائل من الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية والنصرة، ما أضعف شوكته وأجبره على فتح باب التفاوض لإعادتهم إلى أهلهم، ولو كلّفه ملايين الدولارات وإيقاف معارك كبدّته خسائر فادحة».

وقال أحد الناشطين إن «الاشتباكات خمدت في عدة نقاط مهمة، بعد مرور عام على معارك الحسم في القلمون التي بدأت من بلدة قارة، وبعد سيطرة جيش النظام على بلدات القلمون»، مبينا أن الاشتباكات التي حصلت لم تقتصر على جبهات مواقع النظام السوري فحسب، بل شملت أماكن تمركز حزب الله التي تعدّ نقاط تماس مباشرة مع «جبهة النصرة».

وكانت معارك دارت مؤخرا في محيط تلة موسى الإستراتيجية برأس المعرة، بين مقاتلي النصرة وحزب الله، وتكبد فيها الطرفين خسائر بشرية وعسكرية.

بدوره، قال الناشط فداء القلموني لـ «القدس العربي»، إنّ «إيقاف المعارك في القلمون من طرف حزب الله هو بدء بالانسحاب التكتيكي له من المنطقة بعد الخذلان الذي أصابهم، والطعن الذي تلقوه في ظهرهم من قبل النظام، حيث دائماً ما نسمعهم يطلبون مؤازرات من الدفاع الوطني الذي لا يلبي».

وأشار إلى معركة بريتال التي جرَت على أطراف بلدة بريتال البقاعية من الجانب السوري، والتي تبين فيها أن قيادة حزب الله لا تستطيع المحافظة على تمركزها في القلمون ومواقعها في لبنان بتلك الأعداد البسيطة بعد فقدان الآلاف في صفوف الحزب.

وكان الطيران الحربي التابع للنظام السوري نفذّ عدّة غارات متتابعة على جرود بلدة عسال الورد التي شهدت اشتباكات عنيفة بين المعارضة المسلحة والدفاع الوطني، أما المواقع التي توقف عليها القتال هي جرود بلدة نحلة اللبنانية، وجرود بلدة الطفيل، وبالقرب من تلة موسى في القلمون، وهذه المواقع التي تُعتبر الأهم على الحدود، بحسب ناشطين.

وقال ناشطون إن قرابة التسعين بالمئة من عناصر الكتائب المسلحة في القلمون وألويتها وكتائبها كانت بايعت تنظيم الدولة، وبينوا أن إنطواء هذه الألوية والكتائب تحت راية واحدة ستعطيهم قوّة أكثرممّا كانت عليه، بعد الحصار الذي فرض عليهم، وبعد أن أوشكت ذخيرتهم ومؤونتهم الغذائية على النفاد، حيث انتشرت شائعات بأنهم سيموتون جوعاً، لكن معظم الفصائل التي زرنا مقراتها نفت الموضوع، وبينت أن الحصار إن وقع سينقلب على النظام وحزب الله ومواقعه اللبنانية القريبة منهم.

وفي ذات السياق قال فداء القلموني إن الدولة الإسلامية ستحقق إنجازات كبيرة خلال هذا الشهر في القلمون، مبينا أن حزب الله لن يقاوم أكثر من جيش نظام مدعوم من دول عظمى، وتنظيم الدولة سيُعدّ خططا وربما أعدها وانتهى، وسيبدأ الهجوم قريبا ولربّما سنشهد انتصارات لصالحه، وسينّكل في عناصر الحزب والنظام أكثر ممّا نكّل في الشمال السوري.

ويرى مراقبون أن رصيد تنظيم الدولة الإسلامية في جبال القلمون ارتفع من الجانب البشري والعسكري، وتفوّق على «جبهة النصرة» بعد مبايعة ألوية كبرى من حمص والقصير كـ «لواء الفاروق المستقل ولواء القصير والحق.. وغيرها»، التي كانت تقاتل ضد حزب الله في المنطقة.

وشهدت جبال القلمون التي تقع على طول سلسة جبال لبنان الشرقية، اشتباكات ومعارك اشتدت وطأتها خلال الأشهر الماضية، وامتدت إلى الأراضي اللبنانية خاصّة ببلدة عرسال عند دخول» تنظيم الدولة والنصرة» إلى البلدة في آب / أغسطس المنصرم، وذلك بعد إيقاف القيادي عماد جمعة أمير لواء فجر الإسلام الذي بايع تنظيم الدولة، وذلك بعد أن نصب الجيش اللبناني له كمينا محكما.

كما امتدت إلى بلدة بريتال التي شهدت هجوما من قبل النصرة على أبرز مراكز الحزب في رأس الساعة في الشهر الماضي، حيث غنم النصرة عتادا عسكريا وقتل من عناصر الحزب، واستطاع اختراق مواقع مهمة.

 

تصعيد دور المخابرات الأمريكية في سوريا ونفي تحالف مزعوم بين «النصرة» و «داعش»

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي» يخطط البيت الأبيض لتصعيد دور وكالة المخابرات الأمريكية المركزية في تسليح وتدريب المقاتلين في سوريا بعد ان اظهرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قلقا من عدم قدرة وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» على تسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة بسرعة كافية لمكافحة المتشددين الإسلاميين.

ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين أمريكيين بأن هنالك حاجة لمزيد من الإلحاح القليل في مساعدة المعتدلين، وعادة ما يتم النظر إلى وكالة المخابرات كأفضل وسيلة لتسريع الأمور ولذا فإن الوكالة قد تأخذ دورا أكبر في الحرب الأمريكية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».

من جهة أخرى، نفى مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية وجود تحالف بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» رغم التقارير التى تحدثت عن تضافر الجهود بين الجماعتين، وقال جيمس كلابر لشبكة «سي.بي.اس» إنه لا يرى حدوث ذلك موضحا بأن الولايات المتحدة تعلم بأن هنالك تكتيكات في ساحة المعركة في بعض الأحيان تتطلب من الجماعات المحلية الاتحاد معا لتحقيق هدف تكتيكي معين ولكن على نطاق واسع فإنها لا ترى اتحادا لداعش وجبهة النصرة على الأقل في الوقت الراهن.

وكانت وكالات أنباء عالمية قد ذكرت سابقا بأن زعماء المتشددين من الجماعات المتطرفة اجتمعوا في شمال سوريا الاسبوع الماضي للتمسك باتفاق لوقف الاقتتال بينهما في هذا البلد الذي مزقته الحرب، ويمكن لهذا الاتفاق ان يزيد من تعقيد خطط إدارة أوباما باستخدام الجماعات المتمردة المعتدلة لمحاربة تنظيم القاعدة ونظام بشار الأسد ولكن كلابر قال إنه لا يرى بأن التحالف سينمو إلى ما بعد الهدنة المخصصة لمنطقة صغيرة من ساحة القتال.

وبشكل منفصل، زار الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الأمريكي بشكل مفاجئ العراق في أول زيارة لمسؤول عسكري كبير منذ أن شــنت الولايات المتحدة حملة ضد «الدولة الإسلامية».

وجاءت هذه الزيارة التى تضمنت لقاء مع رئيس الوزراء العراقي بعد أيام من قوله بأنه لا يستبعد وصول عدد محدود من القوات الأمريكية إلى البلاد للقتال إلى جانب قوات الأمن العراقية، وهنالك بالفعل الآلاف يعملون كمستشارين، ولكنه أضاف ان أي قوة للولايات المتحدة في العراق ستكون صغيرة في جميع الاحوال، وقال «أنا لا اتوقع انه من مصلحتنا أخذ هذه المعركة إلى وجود عسكري كبير».

وقد تمكنت القوات العسكرية العراقية قبل أيام من طرد قوات «داعش» من بلدة عراقية تضم أكبر مصفاة نفط بالبلاد في أحدث خطوة تشير للصعوبات التى يواجهها التنظيم الذي أصيب بضعف نتيجة الضربات الجوية التى تقودها الولايات المتحدة ورغم ذلك لا تزال الجماعة تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا بما في ذلك مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة بالعراق.

 

اشتباكات بين «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» في معبر باب الهوى ونزاع بين مسلحين سوريين في دوما بسبب مستودعات مواد إغاثية

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب ـ «القدس العربي» نشب خلاف بين حركة «أحرار الشام» وكتائب من «جيش الإسلام» في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بريف إدلب، أسفر عن خروج «جيش الإسلام» من مقراته في المعبر وإفراغها بشكل تام، دون حدوث أي اشتباك بين الطرفين.

وقالت مصادر في حديث خاص لـ «القدس العربي»، إن «قيادة الجبهة الإسلامية في الشمال وبالتحديد حركة أحرار الشام أصدرت أمراً بإخراج جيش الإسلام من معبر باب الهوى بشكل نهائي وإفراغ مقراته في المعبر».

ويؤمن المعبر مدخولا ماديا للفصائل القائمة عليه بسبب الرسوم التي تفرض على الحركة التجارية فيه، بالإضافة لإهميته باعتباره منفذا لإدخال السلاح والذخيرة إلى المعارضة المسلحة في الشمال السوري عن طريق غرفة تذخير تابعة لدول خليجية وغربية.

من جهة أخرى، حصلت اشتباكات في مدينة دوما في دمشق بين أهالــــي من دوما ومجموعات عسكرية من جهة ومجموعـــات من «جيش الإسلام» من جهة أخرى، وذلك بسبب محاولة أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية الدخــــول إلى مســـتودعات إغاثية لها علاقة بـ«جيش الإسلام» لتفريغ محتوياتها.

ورفض عناصر «جيش الإسلام» فتح هذه المستودعات ما سبب نشوب خلاف الحقه اشتباك مسلح بين الأهالي وعناصر من جيش الإسلام في شوارع مدينة دوما، وأدى ذلك إلى إصابة العديد من الأهالي.

وكان «جيش الإسلام» في دوما أعدم في وقت سابق أحد الأشخاص بتهمة الكفر والردة والزنا، وقام بصلبه وسط دوما، كما قطع رأسه وعلقه بجانب جسده، ليكون عبرة لمن يعتبر بحسب المحكمة التابعة لجيش الإسلام في الغوطة الشرقية.

وجاءت هذه الاحداث في الذكرى السنوية لمقتل عبدالقادر الصالح قائد «لواء التوحيد»، والذي قضى نتيجة غارة جوية للنظام السوري على مدرسة المشاة في مدينة حلب، ويُعرف الصالح في الوسط الثوري في سورية بسعيه لتوحيد صفوف المعارضة ورجاحة العقل، كما حظي بشعبية كبيرة بين الأهالي في المناطق المحررة.

يذكر انه بعد مقتل الصالح نشب اشتباك عسكري بين تنظيم الدولة الإسلامية والجيش الحر في مدينة حلب، أدى لخروج تنظيم الدولة من كافة مناطق حلب وريفها وتركزه بالريف الشرقي للمدينة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل حلب ومنها لواء التوحيد الذي كان يرأسه عبدالقادر الصالح، الذي كان صمام الأمان بين المعارضة المسحلة وتنظيم داعش والقاعدة في حلب.

وفي السياق ذاته، خرجت مظاهرات كبيرة في مدينة حلب وريفها في ذكرى مقتل عبدالقادر الصالح نادت بتوحد الفصائل العسكرية في المدينة في فصيل واحد لوقف زحف قوات النظام في ريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى رفض أي حوار أو اتفاق مع النظام لإيقاف القتال، حيث نادوا بعبارات مثل «في ذكرى استشهاد الصالح لن نصالح».

وبعد مقتل قائد التوحيد نشبت خلافات بين فصائل الجيش الحر و «داعش» في حلب، وبين جبهة ثوار سورية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في إدلب، وبعض الخلافات أصبحت مسلحة بين ألوية وكتائب الجيش الحر وبين جبهة النصرة في ريف حلب.

ونشر الناشطون صورا وقصصا عن عبدالقادر الصالح في ذكرى مقتله عبروا فيها عن استيائهم لوضع الفصائل العسكرية المتنازعة في حلب بشكل خاص وسوريا بشكل عام، وحذروا من خطورة الوضع الميداني في مدينة حلب وتمدد قوات النظام بشكل كبير ما يشكل خطراً على الثورة في حال استطاع النظام ان يحاصر المدينة.

 

الجبهة الجنوبية للجيش الحر تخاطب دروز سوريا:قرارنا ومصيرنا واحد

أصدرت الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، بياناً موجهاً إلى دروز سوريا، في السويداء وجبل الشيخ، حيّت فيه “الحكماء ورجال الدين والنشطاء والسياسيين”، الذين وقفوا مع الثورة السورية، وساهموا في وقف محاولات النظام جر مناطقهم إلى اقتتال مع المناطق المجاورة الخارجة عن سيطرة النظام.

 

وقال البيان “لم نقاتلكم يوماً ولا نبغي ذلك مستقبلاً، ولا زلنا ننتظر وقفة بني معروف مع أهلهم وأبناء وطنهم، فالظلم زائل والطغيان زائل، وستبقى سوريا وسينتصر الحق وستنتصر الثورة بإذن الله”.

 

وكانت منطقة جبل الشيخ قد شهدت قبل أسبوعين معركة بين مقاتلين من “الدفاع الوطني” الدروز من قرى وبلدات جبل الشيخ، ومقاتلين من المعارضة، أسفرت عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً في صفوف “الدفاع الوطني”.

 

ردّات الفعل على تلك الحادثة وصلت إلى ريف دمشق، إذ أقدمت مجموعة درزية من “الدفاع الوطني” على وضع حاجز على مدخل مدينة قطنا من جهة عرطوز، بهدف اختطاف سكان من مدينة القنيطرة أثناء تنقلهم على الطرقات، ما أثار احتجاجاً واسعاً من قبل مدنيين ورجال دين دروز في صحنايا وأشرفية صحنايا، تمكنّوا لاحقاً من إطلاق سراح العشرات من أبناء القنيطرة الذين اختطفوا من قبل عناصر “الدفاع الوطني”.

 

في هذا السياق، قال البيان “نثمّن عالياً مواقف الحكماء ورجال الدين والنشطاء والسياسيين منكم، ونريدكم معهم لتشدّوا على أيديهم، فهم أحرص من النظام عليكم. ونعتبر أن موقفكم الحاسم من حادث الخطف الذي استهدف مدنيين في قطنا منذ أيام، وعملكم الحثيث لردع هذه الظاهرة هو خطوة في الطريق الصحيح، وسنقابلها بخطى مماثلة في مقبل الأيام”.

 

وأضاف “إن الأحداث الأخيرة التي جرت في جبل الشيخ هي دليل آخر على ما يريده النظام لأبناء سوريا من ضغينة واقتتال، وقبلها أحداث داما في جبل العرب. وقد دافعنا في جبل الشيخ عن أرضنا وكرامتنا، وكان واضحاً أمام الجميع ما جرى من دفع أبنائنا إلى معركة خاسرة مع أخوتهم، وتركهم في أرض المعركة بين قتيلٍ وجريح. وهذا ما أسفنا له، ولا نريده أن يتكرر مرة أخرى”.

 

وختم البيان بالتوجه إلى “بني معروف في جبل العرب وجبل الشيخ” قائلاً: “إننا أبناء سوريا، تاريخنا واحد وأرضنا واحدة، ونريد أن نكون أصحاب قرار ومصير واحد كما كنا وكما سنبقى”.

 

هل فشلت القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية؟

صبر درويش

شهدت مدينة دوما في الغوطة الشرقية، شرقي العاصمة دمشق، مؤخراً احتجاجات واسعة من قبل الناشطين وسكان المدينة، ضد من دعوهم بـ”تجار الدماء” و”أمراء الحروب”، في إشارة إلى استغلالهم الحصار المطبق من قبل النظام السوري، على المدينة منذ أكثر من عامين. يتضمن ذلك، احتكار بعض التجار للسلع الغذائية ورفع أسعارها عشرات الأضعاف، حتى بات من الصعب على المواطن المسحوق تأمين حاجاته الأساسية.

 

وبحسب مصدر خاص بـ”المدن”، فقد “خرجت مظاهرات مطالبة في بداية الأمر بعدم احتكار السلع الغذائية، كما وطالب المتظاهرون الأمم المتحدة بالضغط لفتح طريق مخيم الوافدين. إلا أنه في ما بعد، تحولت المظاهرات إلى حالة شغب، فهوجم التجار، وكسرت أقفال محلاتهم”. قيام أحد التجار بإطلاق النار على المتظاهرين، وسقوط عدد من القتلى، تسبب بالتصعيد، فاقتحم المتظاهرون مؤسسة (عدالة) التابعة لجيش الاسلام بزعامة زهران علوش. ما دفع عناصر تابعة للجيش، بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين، و”لم ينجح الأمر، وتم اقتحام المؤسسة، بينما كانت حصيلة الاحتجاجات سقوط حوالي ثلاثة قتلى من المتظاهرين”.

 

وبحسب تنسيقية مدينة دوما: “ما تشهده مدينة دوما من مظاهرات، هي للمطالبة بمحاسبة وحوش الطريق، والمتلاعبين بالأسعار”. حيث قفزت أسعار السلع أضعافاً، وخاصة بعد قيام النظام مؤخراً، بإغلاق المدخل الوحيد إلى مدينة دوما، وهو مدخل الوافدين الذي كانت تمر عبره السلع الداخلة إلى الغوطة الشرقية. الأمر الذي دفع بـ”المجلس القضائي” في الغوطة الشرقية إلى إصدار بيانات يحذر فيها “تجار الدم الذين يحتكرون البضائع في مستودعاتهم”، وذهب البيان أبعد من ذلك حيث اعتبر: “إن أي تاجر يثبت احتكاره للبضائع لا يعد محتكراً فحسب، وإنما هو شريك للنظام في حصار الغوطة، وعلى هذا الأساس تكون معاملته وعقابه”.

 

تزامنت هذه الاحتجاجات، مع تنفيذ المجلس القضائي في الغوطة الشرقية حكم الاعدام بحق مواطن، بتهمة “السحر والكفر وشرب الخمر والمخدرات”، في سابقة من نوعها. وصادق زهران علوش على هذا الحكم، بصفته “القائد العام للغوطة الشرقية” بحسب نص البيان. الحادثة أثارت استياءً كبيراً لدى قطاعات واسعة من سكان الغوطة الشرقية، وخاصةً لأنه تم تنفيذ حكم الإعدام على الملأ وبتغطية إعلامية كبيرة. الأمر الذي ذكّر أهل الغوطة بممارسات تنظيم “داعش” الذي اشتهر بقطع الرؤوس، والذي طردوه من مدنهم وبلداتهم، قبل وقت قريب.

 

موجة غضب كبيرة، تسري في الغوطة الشرقية اليوم، وبحسب أحد المتظاهرين فإن: “القيادة المشتركة، والقضاء الذي نتج عنها، أثبتوا فشلهم، ولم يتمكنوا من تحقيق شيء يذكر، بل على العكس، كل شيء في تراجع. ولكن سيكون هناك روح جديدة في الغوطة الشرقية، وندعو الله أن تكون لمصلحة أهالي الغوطة وتكون إيجابية لمسار الثورة”.

 

وفي هذه الأثناء، تشهد مدينة دوما محاولات مستميتة من قبل قوات الأسد، لاقتحام المدينة والسيطرة عليها، وهو ما فشلت به حتى الآن. بينما سرت أنباء عن إمكانية عقد هدنة بين سكان الغوطة الشرقية والنظام، يتوقف على أساسها إطلاق النار بين الطرفين، ويفك الحصار المطبق على مدن وبلدات الغوطة. وهو أمر لم يحسم بعد، وما يزال مثار سجال بين الناشطين. ولكن الواضح حتى الآن، أن القيادة العامة بزعامة علوش، غير معارضة حتى الآن، لعقد هذه الهدنة.

 

التحالف مع الأسد سيضعف التحالف.. وخطة لمناطق عازلة

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأحد، إن واشنطن أبلغت الرئيس السوري بشار الأسد، ألا يتعرض للطائرات الحربية الأميركية، التي تقوم بعمليات في سوريا، ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف “أبلغنا النظام السوري بأنه عندما نلاحق الدولة الإسلامية في مجالهم الجوي، فإنه من الأفضل لهم ألا يهاجموننا.” واستبعد أوباما التوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية السورية يتضمن بقاء الأسد في السلطة، ونفى تقارير بأن إدارته أجرت مراجعة شاملة رسمية، لسياستها العسكرية في سوريا. لكنه أقرّ بأن “طبيعة الدبلوماسية”، تحتم أن تتعامل واشنطن في نهاية المطاف مع بعض خصومها، لاحلال السلام في سوريا. وقال “في وقت من الأوقات، سيتحتم على شعب سوريا، واللاعبين المختلفين المعنيين، واللاعبين الإقليميين أيضاً تركيا وإيران، ومن يرعون الأسد مثل روسيا، بدء حوار سياسي”.

 

وصرّح أوباما أن تحالفاً مع الحكومة السورية سيؤدي إلى اضعاف التحالف الدولي، الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية. وقال في مؤتمر صحافي في ختام قمة العشرين في استراليا “لا يوجد أي تعديل بما يتعلق بموقفنا من بشار الأسد. الأسد قتل بدون رحمة مئات الآلاف من مواطنيه وخسر بالتالي شرعيته ومعظم أراضي بلاده”. وتابع الرئيس الأميركي قائلاً: “قيامنا بربط أهدافنا بأهدافه بما يتعلق بالعمل ضد تنظيم داعش سيؤدي إلى دفع المزيد من السنة في سوريا إلى دعم التنظيم وسيضعف التحالف”، مشدداً على أن القتال الدائر حالياً مع تنظيم الدولة هو “حرب ضد كل أشكال التطرف وليس ضد الإسلام السني”.

 

وفي سياق متصل، قال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، السبت، إن المحللين لم يجدوا أي دليل على تحالف بين تنظيمي الدولة الإسلامية و”القاعدة”، “ما كان من المرجّح أن يعقّد الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا”. وأوضح كلابر أن “تنسيقاً تكتيكياً حصل في ساحة القتال في ظرف محدد، حين وحّدت مجموعات محلية مصالحها لهدف تكتيكي، لكن في مجال أوسع، لا أرى ان هذين التنظيمين يتوحدان، على الأقل حتى الآن”. وذكر مسؤول سابق في إدارة أوباما أنه “من الصعب تصور أن بإمكان النصرة وداعش تسوية الخلافات بينهما”. مضيفاً أن “الخلاف بينهما عميق جداً”.

 

ويتوقع أن يجري نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، محادثات في أنقرة الأسبوع المقبل يبحث خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خطة إقامة مناطق عازلة على الحدود التركية- السورية. وعشية زيارة بايدن، أفادت معلومات في إسطنبول بأن العسكريين الأتراك والأميركيين يضعون اللمسات الأخيرة على اتفاق يقضي بتدريب ألفي مقاتل من المعارضة السورية المعتدلة، في معسكر على الأراضي التركية. وذلك في إطار الاستراتيجية الأميركية لدعم المعارضين السوريين في المواجهة التي يخوضونها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وضد النظام السوري. وتشير المعلومات الى أن تدريب المعارضين السوريين في تركيا سيبدأ في كانون الأول/ديسمبر. وقالت مصادر أميركية إن مجلس الأمن القومي الذي ترأسه سوزان رايس، كثّف اجتماعاته وتواصله مع خبراء في الملف السوري، وانتهت الاجتماعات الى قناعة بأن “الاستراتيجية في سورية تفشل، ووضعها في إطار العراق أولاً لم يعد كافياً”، خصوصاً أنها قد ترتد سلباً حتى على الجبهة العراقية. ويعزى ذلك، إلى الخسائر التي لحقت بالمعارضة المعتدلة والجيش الحر في الشمال السوري أمام جبهة النصرة في إدلب، وأمام تنظيم الدولة في ريف حلب.

 

ميدانياً، شنّ طيران التحالف ثلاث غارات على آبار النفط في بادية جديد عكيدات، بريف دير الزور الشرقي. كما هزّ انفجار قوي حي جوبر الدمشقي، وسط اشتباكات عنيفة تدور في الحي، تزامناً مع حملة القصف العنيفة التي تستهدفه، من قبل قوات النظام. وفي ريف دمشق، سقط عدد من القتلى والجرحى جراء الغارات الجوية على السوق التجاري في بلدة عين ترما، كما شنت قوات النظام سلسلة غارات جوية على مزارع شبعا ومدينة الزبداني بريف دمشق. في حين اندلعت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في حي العامرية وقرية حندرات بحلب. وعلى الجبهة الجنوبية تدور اشتباكات بين الثوار وقوات النظام، في منطقة السوق بدرعا المحطة، تزامناً مع حملة القصف العنيفة والغارات الجوية التي طالت أحياء درعا البلد وبلدات انخل والمسيفرة ودير العدس والجيزة وابطع. في ظل معلومات عن انسحاب قوات النظام من بلدة الشيخ مسكين ومن اللواء 82.

 

الجيش الحر في درعا يقترب من ريف دمشق

مهند الحوراني

تتصدر اليوم محافظة درعا في جنوب سوريا المشهد الميداني، وذلك عقب الانتصارات المتوالية والتقدم النوعي الذي حققته فصائل الجبهة الجنوبية المعتدلة، على العديد من المواقع التابعة لقوات النظام السوري. وآخر تلك الانتصارات كان السيطرة على معظم مدينة الشيخ مسكين، وكامل مدينة نوى، وما فيها من ألوية وثكنات عسكرية، كانت تعيق تقدم المعارضة نحو ريف دمشق الغربي. وينظر إلى بلدات السحيلية والدلي والفقيع وبلدة دير العدس في الريف الشمالي الغربي لدرعا، كآخر مواقع للنظام في المنطقة.

 

أطلقت فصائل الجيش الحر المعتدلة، أربع معارك في الجبهة الجنوبية، تحت المسميات التالية: “إذا جاء نصر الله والفتح”، و”اليوم الموعود”، و”ضرب الرقاب”، و”ادخلوا عليهم الباب-2”. وذلك لتحرير كل من خربة عين العفى وتلة عريد وحاجز عين العفى واللواء 82 ومدينة الدلي، في ريف درعا الشمالي الغربي.

 

وشهدت الجبهات المعلن عنها، اشتباكات وقصفاً عنيفين، استهدف فيهم الجيش الحر، مواقع عسكرية لقوات النظام، موقعاً العديد من الإصابات بينها. وقد صرح مصدر من جيش الأبابيل لـ”المدن”، بأن مقاتليه بالاشتراك مع فصائل الجبهة الجنوبية، سيطروا على خربة عين العفى وحاجزها بالقرب من بلدة دير العدس ومدينة الدلي، بعد أقل من ست ساعات عن بدء المعركة. وأشار إلى فتح الطريق باتجاه ريف دمشق الغربي، بعد معارك قرب ثكنة مدينة غباغب، وطريق دمشّق-درعا الدولي. وأكد استمرار المعارك حتى فك الحصار عن جنوب دمشّق.

 

ولفت المصدر، إلى أنه بفضل الخطط العسكرية المهمة التي يتبعها مقاتلو جيش الأبابيل، وفصائل الجبهة الجنوبية، والتنسيق العالي ضمن غرف عمليات مشتركة، في المعارك الأخيرة، “استطعنا تحرير العديد من المواقع بوقت قياسي”.

 

وفي حديث لـ”المدن” مع المسؤول الإعلامي في ألوية سيف الشام، أبو غياث الشامي، قال: “تمكن مقاتلونا من تدمير مدفعين لقوات الأسد في حاجز عين العفى ومدينة الدلي بصواريخ ميتيس، بالإضافة لتدمير أبنية تتمركز فيها قوات الأسد، تمهيداً للاقتحام الذي تم عقب ساعات قليلة من المعركة”. وأكد الشامي، مصرع النقيب محسن الصارم من قوات النظام في اللواء 82، بمدينة الشيخ مسكين، ومن كان برفقته من عناصر، اثناء بدء اقتحام اللواء. ويُعد اللواء 82 من آخر معاقل جيش النظام في المدينة، والذي لا تزال الاشتباكات تدوره فيه.

 

بدوره قال المسؤول الإعلامي في “لواء العز” التابع لألوية سيف الشام، جميل الجولاني: “فتح طريق الإمداد إلى غوطة دمشّق الغربية عقب تحرير حاجز عين العقا، يشير إلى بدء حصار بلدة غباغب، التي تتربع على اوتستراد دمشّق-درعا، والتي تعتبر ثكنة عسكرية كبرى للنظام. وبالتالي استهداف نقاط قوات الأسد في البلدة”. وأكد الجولاني على أن الألوية تسعى إلى السيطرة على غباغب، لكسر “تمركزات قوات الأسد على الاوتستراد الدولي، وفتح طرق الإمداد إلى جنوب غرب دمشّق المحاصر”، وأشار إلى سيطرة مقاتلي “لواء العز” و”سيف الشام” على تله عريد الاستراتيجية، قرب بلدة غباغب على الطريق الدولي دمشق-درعا.

 

يذكر، أن 74 في المئة، من محافظة درعا، أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر، نتيجة التقدم النوعي على العديد من جبهات ريف درعا الشمالي الغربي، والانهيارات المتوالية لقطع وحواجز قوات النظام في المنطقة.

 

مقتل قادة من تنظيم الدولة في عين العرب  

أفاد مراسل الجزيرة بمقتل قادة ميدانيين من تنظيم الدولة الإسلامية أمس الأحد أثناء اشتباكات مع المقاتلين الأكراد في عين العرب (كوباني) شمالي سوريا, في حين شن طيران التحالف الدولي مزيدا من الغارات على مواقع للتنظيم بالمدينة.

 

وقال المراسل أمير العباد إن تنظيم الدولة اعترف في بيان بمقتل قادة له في عين العرب من أبرزهم أبو علي الأنصاري وأبو محمد المصري, بالإضافة إلى أبي محمد التونسي، مشيرا إلى أن هؤلاء قتلوا في الاشتباكات الأخيرة التي تركزت شرقي وجنوبي المدينة (150 كلم تقريبا شمال شرقي حلب).

 

وتابع أن وحدات حماية الشعب الكردية أقرت من جهتها بمقتل أحد عناصرها في مواجهات مباشرة مع مقاتلي التنظيم جرت في محاور بمحيط المربع الأمني, وقرب سوق الهال, وفي حي الصناعة شرقي ووسط المدينة.

 

قصف المعبر

وقال المراسل إن تنظيم الدولة قصف مساء الأحد مجددا محيط معبر مرشد بينار في الطرف الشمالي لعين العرب، في محاولة جديدة لقطع الإمدادات عن المقاتلين الأكراد وحلفائهم داخل المدينة.

 

وأضاف أن طائرات التحالف الدولي قصفت محيط المربع الأمني عندما حاول مقاتلو التنظيم التقدم نحو المعبر مستغلين الطقس الغائم, كما نفذت غارتين في وقت متأخر من مساء الأحد على الأحياء الشرقية الخاضعة للتنظيم.

 

وأضاف أنه في مقابل قصف التنظيم معبر مرشد بينار, قصف الأكراد الأحياء الشرقية لعين العرب. وتواترت مؤخرا أنباء عن تقدم للقوات الكردية في وسط المدينة، وفي الجهة الجنوبية منها.

 

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان, فإن الغارتين اللتين نفذهما التحالف مساء الأحد استهدفتا محيط مبنى البلدية. وتحدث المرصد عن اشتباكات مستمرة منذ 96 ساعة في الجهة الجنوبية للمدينة, وعن اشتباكات متزامنة في الريف الغربي أسفرت عن خسائر في الطرفين.

 

وكان المرصد قال إن 32 من عناصر تنظيم الدولة -بينهم قياديان- وأربعة مقاتلين أكراد, قتلوا في اشتباكات عنيفة جنوبي عين العرب, استمرت من مساء السبت حتى صباح الأحد.

 

وكان تنظيم الدولة قد بدأ هجوما واسعا على عين العرب قبل شهرين تقريبا, وتمكن من السيطرة على أجزاء من المدينة, لكن محاولاته للاستيلاء عليها بالكامل وُوجهت بمقاومة عنيفة من المقاتلين الأكراد السوريين الذي انضم إليهم مقاتلون من فصائل محسوبة على الجيش السوري الحر والبشمركة الكردية العراقية.

 

وقال المرصد السوري إن 1153 بينهم 712 من تنظيم الدولة و398 من وحدات الحماية، قتلوا في عين العرب منذ بدء الهجوم الذي هجّر قرابة مائة ألف كردي سوري إلى تركيا.

 

قتل تنظيم الدولة للرهينة الأميركي يطغى على تويتر  

أثار بث تنظيم الدولة الإسلامية شريطي فيديو جديدين يظهر أحدهما ذبح الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ، نقاشا في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي, طغى فيه التنديد بقتل الرهائن.

 

فقد استنكر مناهضو تنظيم الدولة التسجيلين المصورين, ونددوا بقتل الرهائن. ورأى حساب “جبرتي تويتر” أن التنظيم -الذي يطلق عليه مناهضوه “داعش”- لجأ إلى الذبح بعدما فقد تفجير السيارات قيمته الصادمة.

 

وقال هذا الحساب إن تأثير قطع رقبة واحدة يفوق تأثير عشرات السيارات، مضيفا “قريبا سوف يبحثون عن تكتيك آخر”.

 

من جهته, ذكر المغرد محمد قطري أن “الأمة بمؤمنها وضالها تدعو على مدّعي الإسلام (داعش) وأسال الله أن يتقبل عبد الرحمن كاسيغ”, وهو الاسم الذي اتخذه الرهينة المقتول بعدما اعتنق الإسلام أثناء نشاطه في مجال الإغاثة بسوريا حيث تم خطفه من قبل تنظيم الدولة.

 

أما الكاتب الجزائري أنور مالك فرأى أن تنظيم الدولة “فقاعة صابون ستزول بمجرد أن تحقق مصالح قوى عظمى”، وكتب يقول “للأسف لن تكون عبرة ما دام العقل غائباً، بل سنجد أنفسنا أمام متطرّفين آخرين وحشيتهم أكبر”.

 

في المقابل, اعتبر مغردون متعاطفون مع تنظيم الدولة أن ما يقوم به التنظيم “رد فعل” على ما يسمونها “حربا صليبية” تستهدف المسلمين، حسب رأيهم.

 

وقد استخدم مؤيدو تنظيم الدولة موقع تويتر لبث فيديو الرهينة الأميركي على أكبر نطاق ونشره من خلال أوسمة (هاشتاغات) الأكثر استخداماً في الدول العربية والغربية كوسم #ولو_كره_الكافرون أو #الدولة_الإسلامية و#صليل_الصوارم.

 

إعدامات جديدة لتنظيم الدولة وتنديد بقتل كاسيغ  

أعدم تنظيم الدولة الإسلامية 13 شخصا في سوق وسط مدينة الطبقة جنوب الرقة شمال شرقي سوريا، بينما تواصل التنديد الدولي بقتل التنظيم الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ.

 

واتهمت مصادر التنظيم الأشخاص الـ13 بالانتساب إلى خلايا تابعة لقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام السوري.

 

وكان التنظيم أعلن في وقت سابق أنه أعدم الرهينة كاسيغ، وبث على الإنترنت تسجيلاً مصورا لعمليات إعدام عدد ممن قال إنهم جنود سوريون.

 

وخاطب رجل ملثم الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا “اليوم نذبح جنود بشار (في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد) وغدا سنذبح جنودك”.

 

وقال الملثم في آخر التسجيل وهو يقف واضعا رأس رجل أمامه “هذا بيتر إدوارد كاسيغ المواطن الأميركي”.

 

وأضاف في الشريط الذي حمل توقيع “مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي”، أن “بيتر قاتل المسلمين في العراق عندما كان يعمل جنديا في الجيش الأميركي”.

 

بانتظار التأكيد

وتعليقا على ذلك أعلن والدا كاسيغ أنهما ينتظران تأكيد مقتل ابنهما، وقال إد وباولا كاسيغ في بيان “إننا على علم بمعلومات انتشرت عن ابننا العزيز، وننتظر تأكيد الحكومة بشأن صحة هذه المعلومات”.

 

وكان مجلس الأمن القومي الأميركي قال أمس الأحد إن الحكومة تسعى للتأكد من صحة الشريط الذي بثه التنظيم لإعدام كاسيغ.

 

وأضاف المجلس أن أجهزة المخابرات “تعمل بأقصى سرعة ممكنة للبت في صحة التسجيل”.

 

وقالت المتحدثة باسم المجلس برناديت ميهان في بيان “إذا تأكد الأمر فإن القتل الوحشي لعامل إغاثة أميركي بريء أفزعنا، ونقدم خالص تعازينا لعائلته وأصدقائه”.

 

وبيتر كاسيغ جندي أميركي سابق قاتل في العراق، وقرر بعد تركه الجيش تكريس حياته للعمل التطوعي.

 

وعمل كاسيغ في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين نزحوا من بلادهم هربا من أعمال العنف، بالإضافة إلى عمله في مناطق منكوبة بسوريا.

 

ويقول أصدقاؤه إنه اعتنق الإسلام واتخذ لنفسه اسم عبد الرحمن، وقد خطف عندما كان في مهمة لنقل مساعدات إنسانية إلى مناطق في سوريا عام 2013.

 

شر مطلق

وفي ردود الفعل على العملية، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما مقتل الرهينة كاسيغ بأيدي تنظيم الدولة “بفعلة شر مطلق نفذتها مجموعة إرهابية يعتبرها العالم -وهو محق- غير إنسانية”.

 

وقال في بيان “في وقت يقتل فيه تنظيم الدولة الإسلامية أبرياء -بمن فيهم مسلمون- ويزرع الموت والدمار، كان عبد الرحمن عاملا إنسانيا يعمل من أجل إنقاذ أرواح سوريين جرحى ومعوزين بسبب النزاع في سوريا”.

 

أما رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فقال إن “القتل بدم بارد” كان ضحيته بيتر كاسيغ وتبناه تنظيم الدولة في تسجيل فيديو “مروع”. وقالت الخارجية البريطانية إنها تعمل على التأكد من تسجيل الفيديو.

 

وفي باريس ندد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بإعلان تنظيم الدولة قتل الرهينة كاسيغ واعتبره “عملا وحشيا جديدا”.

وقال فالس في بيان إنه “علم بشكل مروع بقطع رأس كاسيغ والعديد من الجنود السوريين”، مضيفا “أدين بأكبر قدر من الحزم هذا العمل الوحشي الجديد”. وتابع “أن هذا العمل يعزز تصميم فرنسا على التحرك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا”.

 

من جهته وصف رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت -في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سيدني- تنظيم الدولة بأنه “جماعة الموت”، وقال إن هذه الجماعة “همجية وقطع الرؤوس جزء من بضاعتها”.

 

فيديو استعراض وحشي.. داعش يذبح 15 رجلاً

العربية نت

عرض تنظيم “داعش” المتطرف في شريط مصور بثه اليوم الأحد عملية ذبح جماعية بأيدي عناصره، شملت 15 شخصاً على الأقل قال إنهم “عسكريون سوريون علويون”.

 

ويظهر الشريط عناصر من التنظيم يجرون أشخاصا يرتدون ملابس كحلية اللون ومطأطئي الرؤوس قبل أن يستلوا سكاكين من علبة خشبية موضوعة جانبا، في حين تظهر في الشريط عبارة “ضباط وطيارو النظام النصيري في قبضة جنود الخلافة”.

 

وبعد ذلك قام العناصر الذين ارتدوا زياً عسكرياً موحداً وكانوا مكشوفي الوجوه، باستثناء واحد ملثم ارتدى زياً أسود، بإركاع الأشخاص على الأرض وتثبيتهم، وذبحهم بشكل متزامن.

 

الرهينة الأميركي تحدى ذابحيه “الدواعش” وعاندهم

لندن – كمال قبيسي

من المحتمل أن يكون الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ الذي رأينا رأسه مقطوعة في فيديو تم بثه الأحد، عاند ذابحيه وتحداهم ورفض الظهور في فيديو دعائي يلوم فيه حكومة بلاده قبل نحره، كما فعل 4 رهائن قضوا قبله بالسكين “الداعشية” في الشهرين الماضيين، لذلك كان مقتله مختلفاً عنهم.

 

صاحب هذه النظرية صديق لكاسيغ اسمه مايكل داوني، وهو مصور وكاتب يقيم حالياً في بيروت، ويعتقد أن الرهينة الذي قضى بعمر 26 سنة، رفض الامتثال لأوامر “داعش” بأن يلوم حكومة بلاده في فيديو يتحدث فيه قبل مقتله “لأنه رجل مبادئ، ولم يقبل الاستسلام للترهيب (..) ولم يكن معتادا على اختيار الطريق السهل”، وفق ما قرأت “العربية.نت” مما ذكره داوني لصحيفة “التلغراف” البريطانية، فيما فسر خبير أمني امتثال من سبقوه بأنهم كانوا ضحية خدعة، طبقاً لما يمكن استنتاجه مما قال.

 

وذكر الصديق داوني أن “الداعشي” الذي ظهر ملثماً ومتشحاً بالأسود من الثياب قرب رأس الرهينة المقطوع في الفيديو، تحدث فيه بأسلوب بدا معه وكأنه يتكلم نيابة عن الرهينة نفسه، مبتدئا بعبارة كان المفترض أن تخرج من فم كاسيغ فيما لو ظهر في الشريط المسجل، وهي: “هذا هو بيتر إدوارد كاسيغ، المواطن الأميركي” ثم راح يبرر قتله.

 

كان التبرير من الملثم أن كاسيغ “قاتل المسلمين في العراق عندما كان يعمل جندياً في الجيش الأميركي” لكنه لم يتابع ليذكر المهم عنه من معلومات طالعتها “العربية.نت” من ضمن ما بثته الوكالات، وهو أنه ترك الجيش وكرس حياته للعمل التطوعي، فاشتغل في مستشفيات وعيادات بلبنان وتركيا لإسعاف اللاجئين السوريين، كما في مناطق منكوبة داخل سوريا بالذات، واعتنق الإسلام وسمى نفسه عبدالرحمن، ويوم خطفوه في سوريا العام الماضي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى مناطقها المنكوبة.

خدعة التصوير المتكرر

 

أما الخبير الأمني، ويل غيديس، وهو الذي سبق وتعامل مع قضايا خطف سابقة، فذكر للصحيفة أن ذبائح “داعش” السابقين، البريطانيين ديفيد هينز وألان هيننغ والأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف “ربما تم تصويرهم في فيديوهات وهمية (متكررة) وفي كل مرة كان يتم إعلامهم بأنهم سيكونون في منأى (عن الخطر) إذا ما تعاونوا”، مشيرا بذلك إلى أن كلا منهم كان يظن أنه لن يتم ذبحه، كذلك ظن في اليوم الذي ظهر فيه بآخر فيديو حيث لام حكومته على ما وصل إليه من مصير دموي، إلا أنها كانت الأخيرة.

 

الملثم الداعشي وضحاياه الأربعة، امتثلوا جميعهم للأوامر ولاموا حكوماتهم في أشرطة دعائية للتنظيم

 

شرح الخبير غيديس أيضا أن عدم القاء كاسيغ لأي كلمة قبل مقتله “دليل على أنه لم يكن متعاونا (مع ذابحيه)، لأنه فكر بأنه سواء تعاون أم لا، فإن مصيره كان القتل”، مضيفاً عن الرهينة القتيل أنه كان في السابق “حارساً جوالاً ثم مقاتلاً في العراق” كإشارة منه إلى أنه صعب المراس. أما الفيديو الذي ظهر رأسه فيه مقطوعا أمس الأحد، فكان مختلفاً أيضاً عن سابقيه بأنه لم يظهر فيه أي رهينة آخر برسم الذبح مستقبلاً.

 

والغريب كيف يلجأ “داعش” إلى قتل الرهينة كاسيغ، مع علمه أنه اعتنق الإسلام بعد تركه للجيش والتطوع بالعمل الإغاثي لإسعاف اللاجئين السوريين، وفق ما نراه في الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” الآن، مضحياً من أجل ذلك بأوقات سعيدة كان يمكنه أن يقضيها في مدينته انديانابولس، بولاية أنديانا الأميركية، حيث تقيم عائلته الثكلى.

 

هجمات للمعارضة على مواقع الجيش باللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شنت المعارضة السورية المسلحة عدة هجمات على مواقع للقوات الحكومية في محافظة اللاذقية، بالتزامن مع استمرار المواجهات على مختلف الجبهات في سوريا.

 

وقالت “شبكة سوريا مباشر” إن مدفعية المعارضة قصفت مقرات للجيش في النبي يونس والجلطة تلة الشيخ محمد في ريف اللاذقية، التي ينحدر منها الرئيس السوري.

 

كما دمر صاروخ أطلقه مسلحو المعارضة، حسب الشبكة، مربضا للمدفعية في قمة النبي يونس، في حين استهدف الجيش الحر مقرات للقوات الحكومية في بلدة كفرية وقرية حكرو.

 

بدوره، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط قتلى وجرحى من القوات الحكومية في قصف شنته المعارضة على مواقع “النظام في كتف مريشود” باللاذقية.

 

وفي ريف العاصمة السورية، قال المرصد إن اشتباكات اندلعت بين الجيش الحر والقوات الحكومية على تخوم المتحلق الجنوبي من جهة زملكا، بالتزامن مع قصف مدفعي.

 

وجدد الجيش الحكومي، وفقا للمرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له، القصف على عدة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا، لاسيما بمحيط بلدة اليادودة.

 

وكانت لجان التنسيق المحلية قد أعلنت أن قصف القوات الحكومية لعدة مناطق من البلاد أوقع الأحد 27 قتيلا، بينهم 3 أطفال، مشيرة إلى أن معظمهم قضى بريف دمشق وحلب.

 

مستشار سابق بالبيت الأبيض لـCNN: داعش يطلق حربا دينية عالمية بخريطة روما.. والسعوديون أذكى منا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال جيرمايا أوكيفي، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض، إن التسجيل الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” خطير للغاية، إذ يحمل بذور حرب دينية ضد المسيحية بإظهاره السيطرة على روما وأوروبا وأمريكا، مشيرا إلى أن دولا سنية – بينها السعودية – ترغب برؤية التنظيم وهو يضرب الدول المتحالفة مع إيران.

 

وقال أوكيفي، في مقابلة مع CNN حول التسجيل الأخير لداعش الذي بث عبره مشهد إعدام الرهينة الأمريكي، عبدالرحمن كاسيغ: “تبلغ مدة التسجيل 16 دقيقة، فيه دقيقة واحدة لمشهد الرأس المقطوع وسائر الوقت مخصص لقضية البيعة، أي قسم الولاء والاتباع لزعيم داعش، أبوبكر البغدادي، الذي ورد من جماعات في شمال أفريقيا وسيناء.”

 

وأضاف: “ضفأضالكن المذهل في التسجيل هو الخريطة التي تظهر فيها روما وقد سقطت بيد التنظيم، وانتشار سيطرته في أوروبا وفي أمريكا أيضا، وكذلك شرقا نحو الصين، وبالتالي ما نحن أمامه هنا هو إعلان لحرب عالمية وهناك تركيز كبير على المسيحية، ما يعني أننا حتما أمام حرب دينية الآن.”

 

وعن المدى الذي يجب على الدول الغربية والصين معه أخذ هذه التهديدات على محمل الجد قال أوكيفي: “لقد شاهدنا هذا الأمر من قبل مع تنظيم القاعدة عندما وجد لنفسه ملجأ في أفغانستان، وهذا ما نواجهه هنا اليوم، ولكن بخلاف القاعدة، فإن داعش لديه ثروات كبيرة من عائدات النفط الذي سيطر عليه ونجح ببيعه في الأسواق، لذلك من المؤسف أن نقف اليوم وفي هذه المرحلة من التاريخ ونحن نشعر بالقلق حيال إمكانية أن يمتلك التنظيم سلاح دمار شامل يجعل من هجمات سبتمبر تبدو وكأنها لعب أولاد.”

 

وحول سبل المواجهة، دعا المستشار الأمريكي السابق إلى وجود اعتماد استراتيجيات متعددة وعلى مدار سنوات طويلة للأسف مضيفا: “للأسف هناك حربا طائفية مندلعة داخل الإسلام نفسه، وهذا أمر ينمو بشكل ذاتي بين المسلمين، ولكنه يبدو وكأنه يشبه حرب الـ30 سنة التي اندلعت في أوروبا قبل قرون، ولا يمكن لأمريكا الاعتماد هنا على اللاعبين بالمنطقة.”

 

ولدى الطلب منه توضيح فكرته حول صعوبة الاعتماد على دول المنطقة قال أوكيفي: “أنا أؤمن بأن الدول السنية، مثل السعودية، تغض الطرف وتسمح بحصول ما يحصل من استهداف للدول الشيعية المتحالفة مع إيران، والتي تقف على جانب العداء مع السعودية، وقد سبق أن قيل هذا الأمر بوضوح في الكثير من المحافل. السعودية تؤكد تفكك دول مثل العراق وسوريا.”

 

وأضاف: “ربما سينتظر السعوديون حتى يتراجع الموقف الإيراني ويضعف في المنطقة.. السعوديون أذكى منا بكثير. لدينا الرئيس الأمريكي السابق وخلفه الرئيس الحالي، وكلاهما تسبب بالكثير من الفوضى في المنطقة والمشكلة القائمة ستستمر لعقد أو عقدين.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى