أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 19 آب 2013

خبراء الأسلحة الكيماوية يبدأون مهمتهم وتقدم للجيش النظامي في ريف اللاذقية

دمشق، لندن – «الحياة» أ ف ب، رويترز

وصل فريق خبراء الأمم المتحدة في الأسلحة الكيماوية إلى دمشق أمس في بداية مهمته التي تستغرق أسبوعين، للتحقيق في احتمال استخدام هذا النوع من الأسلحة في النزاع السوري، في وقت احتدم القتال في ريف اللاذقية بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي أرسلت تعزيزات إلى المنطقة لمحاولة استعادة البلدات والقرى التي فقدت السيطرة عليها.

ورفض فريق الأمم المتحدة المؤلف من 20 فرداً والذي يرأسه السويدي آكي سيلستروم الإدلاء بأي تصريحات للصحافيين لدى وصوله إلى فندق في وسط دمشق.

واستعد الفريق لزيارة سورية منذ نيسان (أبريل) الماضي، إلا أن مهمته تأجلت لشهور بانتظار انتهاء المفاوضات حول معايير عمله والمناطق التي سيزورها. وكانت الحكومة السورية التي طالبت بالتحقيق تصر أساساً على أن تقتصر مهمة الخبراء على منطقة خان العسل قرب مدينة حلب، إلا أن الأمم المتحدة تمسكت بضرورة التحقق من شكاوى أخرى وصلتها، خصوصاً من فرنسا وبريطانيا، عن استخدام القوات النظامية أسلحة كيماوية ضد المعارضة. وجرى الاتفاق في النهاية على زيارة الفريق موقع خان العسل وموقعين آخرين لم يحددا.

في هذا الوقت، دارت معارك عنيفة في ريف محافظة اللاذقية في غرب سورية، حيث قتل «أمير» ليبي من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبط بتنظيم «القاعدة». وقال الإعلام الرسمي السوري إن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، استعادوا عدداً من المناطق في هذه المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل للطائفة العلوية.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «القوات النظامية أرسلت تعزيزات ضخمة إلى ريف اللاذقية، وتقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل عنيف». وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة تدور، لا سيما في منطقتي استربة والحمبوشية في محاولة من القوات النظامية استعادة السيطرة على المنطقة بكاملها».

من جهته، نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري قوله إن «قواتنا الباسلة بالتعاون مع القوى الأمنية وقوات الدفاع الوطني تعيد الأمن والاستقرار إلى قرى الخراطة والخنزورية والبلوطة والحمبوشية وبارودا وجبل الشعبان وجبل الشيخ نبهان في ريف اللاذقية».

إلا أن عبد الرحمن قال إن الجيش النظامي «سيطر على أطراف بعض القرى، والاشتباكات لا تزال مستمرة وعنيفة». وأشار إلى أن «العديد من المقاتلين (الجهاديين) الأجانب قتلوا في المعارك»، لافتاً إلى أن من بينهم «أمير ليبي في الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وكان مقاتلون معارضون شنوا منذ أكثر من عشرة أيام معركة «تحرير الساحل» انطلاقاً من معاقل لهم في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنوا من السيطرة على بعض القرى.

وفي أنحاء مختلفة من سورية، قصف الطيران الحربي مناطق عدة، منها جبل الأربعين في محافظة إدلب (شمال غرب) ومدينتني داريا والزبداني قرب دمشق، ومدينة دير الزور في شرق البلاد.

من جهته، كرر الرئيس السوري بشار الأسد أمس تصميمه على «اجتثاث الإرهاب»، بحسب ما نقلت عنه «وكالة الأنباء الرسمية» (سانا) لدى استقباله وفداً من أحزاب موريتانية.

وقال الأسد إن «سورية رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لإيجاد حل سياسي للأزمة» لكنها «في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره»، معتبراً أن دمشق «قادرة على ذلك من خلال تلاحم قل نظيره بين جيشها الباسل وشعبها المفعم بإرادة الحياة والإيمان بالوطن».

موسكو تقول إن اللقاء التحضيري حول ‘جنيف-2’ سيُعقد الأسبوع المقبل في لاهاي

موسكو – يو بي أي

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن الاجتماع الروسي – الأميركي للتحضير لعقد مؤتمر “جنيف-2” حول سورية سيجري الأسبوع المقبل في لاهاي.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن غاتيلوف، قوله إن الاجتماع سيجري على مستوى نوّاب وزيري الخارجية.

وكان غاتيلوف رجّح الأسبوع الماضي بأن يعقد مؤتمر “جنيف-2” بعد أيلول/سبتمبر المقبل، مشيراً إلى أن الاجتماع الروسي – الأميركي للتحضير لهذا المؤتمر سيعقد نهاية آب/أغسطس الجاري على مستوى نواب وزيري الخارجية، ليس في جنيف، بل في إحدى العواصم الأوروبية الأخرى.

وأعرب عن أمله بأن يتمكّن الجانب الروسي من الاتفاق مع الجانب الأميركي خلال اللقاء على قائمة المشاركين في مؤتمر “جنيف-2”.

عائلات سورية تنتشر في بغداد و«جماعات» تستغل أطفالها في التسول

بغداد – نصير الحسون

على رغم تشدد الحكومة العراقية في منع اللاجئين السوريين من الدخول الى المدن، وفرض ما يشبه الإقامة الجبرية عليهم في مخيمات أعدت لهم بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة إلا أن «الحياة» رصدت تجول كثيرين من أطفال اللاجئين وهم يمتهنون التسول في مناطق عدة من بغداد. وقد اعترف ضباط أمن بأن أعداداً كبيرة من العائلات تمكنت من التسلل إلى العاصمة عبر الأنبار وإقليم كردستان.

الطفلة آمنة ذات الأربع سنوات تتسول بشكل يومي في إحدى المناطق الصناعية في بغداد.

ويقول أركان علي (صاحب ورشة) إن «مجموعة مكونة من خمسة أطفال معظمهم سوريون اعتادوا على زيارة الحي الصناعي بشكل يومي منذ بداية شهر رمضان، لكنهم لا يأتون بمفردهم فهناك امرأة تراقبهم من بعد».

السيدة التي حاولت التهرب بادىء الأمر من الحديث إلى «الحياة»، قالت انها خالة الاطفال المتسولين وهي قدمت معهم الى بغداد عبر الطريق البري الواصل بين سورية والموصل ومن هناك إلى بغداد، وهناك العديد من العائلات دخلت بالطريقة نفسها.

ونفت السيدة وجود رجال في صحبتهم وقالت: «أتينا بمفردنا مجموعة من النساء والأطفال وتركنا رجالنا في سورية».

ورصدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في آخر تقرير لها زيادة كبيرة مفاجئة في أعداد النازحين إلى كردستان. وقال ادريان أدوارد، الناطق باسم مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين: «لقد رصدنا نزوحاً مفاجئاً لآلاف السوريين خصوصاً من حلب والمدن الفقيرة الأخرى في شمال شرقي سورية».

وأضاف: «وصلت مجموعة من الحافلات التي تقل لاجئين سوريين إلى الحدود، حيث يوجد نحو 150 آلف لاجئ».

أحد ضباط شرطة الكرادة قال لـ «الحياة» إن «دخول عائلات سورية الى بغداد ليس صعباً، فنقاط التفتيش تتجنب في العادة التدقيق مع النساء والاطفال».

وتابع: «دخول هذه العائلات لا يعني أنهم سيكونون بعيدين عن أنظار دائرة الهجرة والإقامة، ولذلك تجدهم يتنقلون بين الحين والأخر ويسكنون في مناطق شعبية قديمة يقطنها الفقراء لضمان عدم التعرف إليهم، والكل يعلم ان سكان بغداد يخشون دخول أي عائلة جديدة إلى مناطقهم ويبلغون عنها، وهذا ينطبق على العراقيين وغيرهم، فغالبية حوادث التفجيرات تبدأ من استغلال بيت للإيجار في هذه الإعمال».

وتابع أن «دخول هذه العائلات بهذه الطريقة من دون مراجعة مديريات الاقامة تعرضهم للمساءلة القانونية فهم داخلون بصورة غير مشروعة، كما يصعب عليهم الحصول على عمل إلا في حالة وجود علاقة بينهم وعائلات عراقية كانت مقيمة في السابق داخل سورية، ودخولهم يقتصر على إقامتهم في مخيمات أقيمت في الانبار والموصل واقليم كردستان».

وأكد وقوع بعض هذه العائلات في فخ عصابات مختصة بتجنيد المتسولين في الشوارع مقابل ايوائهم.

مصدر في وزارة الهجرة رفض كشف اسمه قال لـ «الحياة» أن «غالبية المؤشرات كانت تذهب إلى إمكان زيادة أعداد اللجوء باتجاه العراق خصوصاً بعد إغلاق تركيا لحدودها أمامهم وتحفظ لبنان على استقبالهم بأعداد كبيرة لعدم قدرتها على تلبية احتياجاتهم المتنامية».

وبيّن أن «الحكومة وعبر وزارة الهجرة مستعدة لاستقبال اللاجئين بعد الانتهاء من بناء ثلاثة مجمعات قادرة على استيعاب أكثر من 10 ألاف عائلة، مع وجود تحفظ على ادخال الجميع فالسماح فقط للعائلات والحالات الإنسانية وذلك بسبب الظرف الأمني الذي يعاني منه البلد».

من جهته كشف رئيس المجلس المحلي لقضاء القائم غرب الأنبار قبل أسابيع عن أن عدداً من العائلات السورية بدأت بالعودة إلى ديارها.

وقال ناظم بردان في تصريحات إعلامية إن «الكثير من العائلات بدأت تعود إلى ديارها في الداخل، خصوصاً بعد ِالاِستقرار الأمني الذي شهدته المناطق الحدودية في أبو كمال والصينية وقد وصل عدد اللاجئين في مخيم القائم في بداية الأمر إلى 12000 غالبتههم من النساء والأطفال ممن دخلوا العراق في السنة الماضية». غير أن هذه العودة لا تشمل من نزحوا من المدن السورية غير الحدودية.

خبراء الأسلحة الكيميائية في دمشق المالكي وفيلتمان ناقشا أزمتي سوريا ومصر

وصل فريق من خبراء الأسلحة الكيميائية التابعين للأمم المتحدة إلى دمشق على ان يبدأوا عملهم اليوم في التحقيق في ما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت في الصراع السوري.

وتقتصر مهمة الفريق الذي يضم خبراء أسلحة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تحديد ما إذا كانت أسلحة كيميائية بما في ذلك غاز السارين وغازات أعصاب سامة أخرى قد استخدمت ولن يسعى الى تحديد الطرف الذي استخدمها.

ورفض الفريق المؤلف من 20 شخصاً الادلاء بأي تصريحات للصحافيين عند وصوله إلى فندق في وسط دمشق. وجاء في بيان أصدرته الأمم المتحدة في نيويورك إن الفريق سيبدأ عمله اليوم.

واستعد الفريق برئاسة العالم الاسوجي آكي سيلستروم منذ نيسان لزيارة سوريا، إلا إن مهمته تأجلت اشهراً خلال التفاوض مع الحكومة السورية على المناطق التي سيسمح له بدخولها ونطاق عمله.

وكانت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة تبادلتا الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية وهي خطوة قالت الادارة الاميركية انها تتجاوز “خطا أحمر” في الصراع الذي أودى بحياة مئة ألف شخص.

وكان المسؤولون السوريون يصرون على أن يقتصر تحقيق فريق الامم المتحدة على مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في خان العسل قرب مدينة حلب في شمال سوريا، ولكن طلب من الفريق التحقيق في نحو عشر وقائع أخرى وخصوصا في محيط دمشق وحمص وبلدة سراقب الشمالية. ويعتزم الفريق الآن زيارة خان العسل وموقعين آخرين لم يحددهما.

المالكي وفيلتمان

وفي بغداد، بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان في أهم القضايا السياسية والأمنية في العراق والمنطقة.

وأوضح بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي أن زيارة فيلتمان للعراق تهدف الى الإطلاع على وجهة نظر العراق في أحداث المنطقة، وخصوصا الوضع في سوريا ومصر.

واضاف أن المالكي دعا خلال اللقاء الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول المنطقة إلى الضغط على الأطراف السوريين للجلوس الى طاولة الحوار وإيجاد حل، محذرا من دعم من بعض الأطراف في المنطقة التطرف والارهاب.

واشار الى ان فيلتمان اكد أنه على اتفاق تام مع ما طرحه رئيس الوزراء العراقي من تصور للأوضاع في سوريا. وقال: “يجب أن يشارك العراق في أي مؤتمر دولي حول سوريا”، وأن “الأمم المتحدة تسعى الى انجاح المبادرة الأميركية- الروسية حول سوريا”.

وخلال زيارة فيلتمان، أجبرت سلطة الطيران المدني العراقي طائرة سورية من طراز “آيرباص” كانت متوجهة الى دمشق على الهبوط في مطار بغداد الدولي وتفتيشها. وجاء في بيان لوزارة النقل العراقية أن الجهات المختصة فتشت الطائرة ولم يعثر على أي محظورات، عدا المسافرين وأمتعتهم الشخصية ومواد غذائية، ومن ثم سمح للطائرة بمتابعة طريقها.

المشهد العسكري في اللاذقية: المعركة الشاقة

دمشق ـــ طارق العبد

ربما هو المنعطف الأكثر خطورة في الوضع السوري منذ عامين حتى اليوم المتمثل بدخول مقاتلي المعارضة جبهة الساحل بشكل واسع يفتح الأبواب أمام عشرات الأسئلة حول المعركة، وجانبها الطائفي، ودور كتائب المقاتلين الأجانب فيها خصوصاً «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بالإضافة إلى علاقة المعارضة السياسية، والأهم تعاطي «الجيش السوري الحر» مع البيئة الشعبية الداعمة للنظام سواء في ريف اللاذقية أم في المدينة بحد ذاتها. ويبقى السؤال، هل ستكتمل مهمة مسلحي المعارضة بالسيطرة على الساحل أم أن العملية ستتحول إلى انتحار جماعي في ظل نقص السلاح من جهة، وقوة ضربات النظام براً وبحراً وجواً من جهة ثانية.

جغرافية الساحل وتوزع الجبهات

أثمرت الدعوات، التي أطلقتها أكثر من شخصية في المعارضة ضرورة فتح ما يسمى جبهة الساحل، من خلال إطلاق معركة «أحفاد عائشة أم المؤمنين»، لتبدأ عملية الهجوم على مناطق في الساحل على كامل الجبهة الجنوبية التي تسيطر عليها المعارضة، وباتجاه الجنوب بدءا من قمة النبي يونس إلى الغرب حيث جبل البقروقة وجبل كتف صهيون والحريشة.

واقتحم مقاتلو المعارضة كلا من قرى كفردلبة وخربة باز واستربة. كما تم اقتحام سلسلة جبال دورين، فضلاً عن مرصد جبل بارودا (انباتة) وقرى بارودا والخراطة والحبوشية وبلوطة وبو مكة وبيت الشكوحي وأوبين وكفرية. إلا أن الجيش السوري أعاد السيطرة على تلك المناطق، وهي جميعها حتى مشارف اللاذقية قرى يتمتع فيها النظام بتأييد واسع، حتى أن غالبية أبنائها يقاتلون في صفوف الجيش السوري أو «قوات الدفاع الوطني».

وفي المقابل، كانت مواقع وصفحات للمعارضة تحدثت في وقت سابق عن وصول المقاتلين إلى مشارف بلدة القرداحة، وهي مسقط رأس الرئيس الراحل حافظ الأسد، واقترابهم من مدخل مدينة اللاذقية. إلا أن مصادر ميدانية نفت صحة الخبر في حديث إلى «السفير».

وشهدت مدينة اللاذقية وما حولها تعزيزات عسكرية تصل من ريف ادلب وريف حمص من الجيش و«قوات الدفاع الوطني» واللجان الشعبية. وتمتد هذه التعزيزات حتى محيط ثلاثين كيلومتراً من المدينة.

وكان عضو «اتحاد تنسيقيات الثورة» عمار الحسن أشار في حديث عبر وسائل الإعلام إلى تحصين مطار حميم العسكري في جبلة، وهو الموقع الذي تنطلق منه العمليات الجوية ضد مواقع سيطرة المعارضة، خصوصاً في بلدة سلمى في جبل الأكراد، بالإضافة إلى مواقع في جبل التركمان.

كذلك، تعتبر كل المواقع التالية وهي مرصد قمة النبي يونس، ومرصد خربة سولاس، وقمة الـ45 والزوبار واليهودية، ذات أهمية واسعة بالنسبة للنظام، لأن قواته تستهدف منها مواقع المعارضة. أما شمالاً فيبدو الأمر اكثر صعوبة عند الشريط الحدودي مع تركيا، حيث تعتبر الحاضنة الشعبية مؤيدة للنظام سواء في الطرف السوري أو حتى في جهة لواء اسكندرون، الأمر الذي دفع المقاتلين إلى سلك طرق وممرات تمتد من ريف إدلب باتجاه اللاذقية.

ولم تسجل أي معارك أو عمليات في الجنوب باتجاه بانياس وطرطوس، حيث يسيطر الهدوء النسبي حتى الآن.

وتعتبر جبهة الساحل مختلفة عن باقي المناطق في سوريا على اعتبار انها ذات طبيعة جبلية تمتد من انطاكيا، وصولاً إلى الحدود اللبنانية جنوباً. الأمر الذي فرض على مقاتلي المعارضة السيطرة على المراصد الجبلية التي تشرف على سلسلة القرى والبلدات في السفوح، ما يعني سهولة التقدم أكثر باتجاه المدينة التي تحتضن اكثر من مليون نازح من مختلف المحافظات.

الكتائب المقاتلة… الإسلاميون في الصدارة

لا يبدو قرار فتح معركة الساحل وليد اللحظة، إذ تشير معلومات من الكتائب هناك إلى أن الأمر قد تم التخطيط له منذ أشهر عدة. وقد تم تشكيل غرفة عمليات خاصة بالجبهة، واتفق من خلالها على تسليم القيادة إلى «كتائب أحرار الشام»، تشاركها كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، و«كتائب المهاجرين»، و«كتائب نصرة المظلوم»، و«كتيبة صقور العز»، و«ألوية وكتائب الهجرة إلى الله»، وكتائب «العزة لله» و«النصر من الله»، و«أحفاد الرسول»، و«شهداء كفردلبة»، و«اللواء العاشر»، و«اللواء الأول في الجبهة الغربية»، و«كتائب مصطفى ميرزا»، و«كتائب الشهيد أسامة محو»، و«أنصار الشام».

وغالبية تلك الكتائب لا علاقة لها بهيئة الأركان التابعة للجيش الحر، والمشترك بينها هو الاتجاه السلفي الجهادي، وبالتالي لا تتلقى دعماً مباشراً من الدول، بقدر ما تتلقى من تمويل من شخصيات وجهات سلفية في الخارج.

وهدف غالبية الكتائب هو إسقاط النظام عسكرياً، وهي ترفض الحلول السياسية، بل تهدف إلى إقامة الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة، ما يعني الابتعاد عن أهداف قيادة «الجيش السوري الحر»، التي تكتفي بارسال الدعم والذخيرة.

وفي المقابل، يبدو لافتاً حديث نشطاء معارضين في المنطقة عن قرار «ضمني» لهيئة أركان «الجيش الحر» بدعم من «الائتلاف الوطني السوري المعارض»، بوقف المعركة بحجة القلق من الفتنة الطائفية ووضع الأقليات. ويلفت بعض النشطاء إلى توقف إمدادات السلاح من ريف ادلب، ما يعني إشارة ضمنية لضرورة وقف العمليات في الساحل، وبالنتيجة أصبح المصدر الأساسي لذخيرة المسلحين هو السلاح الذي يحصلون عليه إثر معاركهم مع قوات الجيش السوري.

أما في التصريحات الرسمية، يصمم الائتلافيون على مباركة معركة الساحل، في وقت حذر فيه معارضو الداخل، وفي مقدمتهم «هيئة التنسيق الوطنية» ورئيس تيار «بناء الدولة» لؤي حسين من خطر الاحتقان الطائفي، الذي قد ينفجر في أي وقت. فما كان من «الجيش الحر» إلا أن سعى إلى تبديد المخاوف، حيث أكد في بيان أنه لا يستهدف العلويين في قراهم، بل يقاتل ضد من يرفع السلاح فقط، مشدداً على استمرار إرسال الدعم العسكري والذخيرة.

لكن مصادر ميدانية أشارت لــ«السفير» إلى أن قرار دعم هيئة أركان «الجيش الحر» لمقاتلي الساحل لن يؤثر في المشهد كثيراً على اعتبار ان معظم الكتائب المقاتلة لا تعترف أصلاً بالهيئة ولا حتى بالائتلاف. وهي تعتمد على نفسها للحصول على التمويل والسلاح، معولة في الوقت ذاته على مؤازرة تصل من ريف ادلب أو ريف حماه خصوصاً من الذخيرة والصواريخ الحرارية.

من جهة ثانية، تحدث ناشطون عن عدم تماسك الفصائل في الساحل مع توقعات بتقدم النظام مجدداً في حال لم تصل أسلحة وذخائر وصواريخ حرارية، أو حتى بفتح جبهات جديدة في المنطقة، خصوصاً أن الحاضنة الشعبية للنظام لم تتأثر على الإطلاق. وعلى العكس أظهر انصار النظام والجيش دعماً غير محدود في معركة اعتبروها مصيرية بالنسبة لهم.

وفي المقابل، بدأت بعض الكتائب بالانسحاب من الجبهة، ومن بينها «كتائب المجلس العسكري» و«اللواء العاشر» التابع لهيئة الأركان، و«لواء انصار الشام»، فيما لا تزال كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«كتائب المهاجرين» و«لواء صقور العز» في قلب المعركة. ويراهن معارضون على التقدم باتجاه بلدة صلنفة التي تعتبر مهمة لجهة فتح طرق اتصال من سهل الغاب إلى ريف ادلب واللاذقية. ولكن السيطرة على هذه المنطقة ليست سهلة، فهي في غاية التحصين والدعم العسكري.

فرار آلاف الأكراد إلى العراق معارك في ريفي دمشق واللاذقية

استطاع المسلحون الأكراد صد هجوم لمسلحين من تنظيم «القاعدة» على بلدة رأس العين السورية الحدودية مع تركيا، بعدما تسببت هجمات «الجهاديين» المتواصلة على قرى كردية في شمال سوريا إلى نزوح حوالى 15 ألف كردي، خلال أيام، إلى إقليم كردستان العراق.

في هذا الوقت، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، دعم بلاده للحل السياسي للأزمة في سوريا، محذراً من دعم «الإرهاب من قبل بعض الأطراف في المنطقة» ومن ان الأسلحة التي ترسلها بعض الدول إلى سوريا بدأت تتسرب الى العراق.

وأعلن نائب أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، خلال لقائه المالكي في بغداد، أنه «على اتفاق تام مع ما طرحه (المالكي) من تصور حول الأوضاع في سوريا»، معتبراً أن «العراق يجب أن يشارك في أي مؤتمر دولي حول سوريا»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الأمم المتحدة تسعى لإنجاح المبادرة الأميركية ـــ الروسية بشأن مؤتمر «جنيف 2».

في هذا الوقت، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه وفدا حزبيا موريتانيا في دمشق، تصميم سوريا على «اجتثاث الإرهاب من جذوره»، برغم ترحيبه بكل الجهود الصادقة لإيجاد حل سياسي للازمة. وبدأ فريق من مفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية زيارة إلى دمشق أمس، للتحقيق في الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية في النزاع. (تفاصيل صفحة 14و15)

وتدفق آلاف الأكراد السوريين الفارين من العنف وارتفاع الأسعار على إقليم كردستان العراق، بحثا عن ملاذ آمن من القتال الدائر بين عناصر من تنظيم «القاعدة» والمسلحين الأكراد. وأوضحت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، أن عددا كبيرا من اللاجئين السوريين عبر باتجاه العراق، حيث دخل نحو 15 ألفا منذ الخميس الماضي، وهو عدد غير مسبوق.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس الأول، إن مسلحين من «القاعدة» شنوا هجوما على مناطق ذات غالبية كردية في شمال سوريا. وأدت الاشتباكات إلى «مقتل 11 مقاتلا وخمسة مسلحين أكراد احدهم مسلح من قرية الاسدية، إضافة إلى سائق سيارة إسعاف ومسعف كرديين».

وقال «المرصد»، في بيانات: «هاجم مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام قرية الأسدية على طريق رأس العين ـــ الدرباسية التي يقطنها أكراد من الديانة الأيزيدية، حيث دارت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية وأهالي القرية»، مشيرا إلى أن الاشتباكات أدت إلى حركة نزوح لأهالي الاسدية.

وذكرت وكالة «فرات» الكردية إن «وحدات حماية الشعب الكردي استطاعت تحرير قرية أبو راسين المجاورة لبلدة رأس العين»، مشيرة إلى أن «مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة يواصلون عمليات خطف الأكراد من تل ابيض والقرى المحيطة بها».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «قواتنا، بالتعاون مع القوى الأمنية وقوات الدفاع الوطني، أعادت الأمن والاستقرار إلى قرى الخراطة والخنزورية والبلوطة والحمبوشية وبارودة وجبل الشعبان وجبل الشيخ نبهان في ريف اللاذقية».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «القوات السورية أرسلت تعزيزات ضخمة إلى ريف اللاذقية، وتقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها المسلحون بشكل عنيف».

وعزز الجيش السوري مواقعه في ريف دمشق، بعد سيطرته على بلدة الخامسية في الغوطة الشرقية بريف دمشق. ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش السوري أعاد الأمن والاستقرار إلى بلدة الخامسية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد أن قضى على آخر تجمعات الإرهابيين فيها». وكانت القوات السورية قد سيطرت بالكامل على قرية الشامية في الغوطة الشرقية. («السفير»، «سانا»، أ ف ب، رويترز، ا ب)

النسور يعلن استعداد الأردن لمواجهة إحتمالات إندلاع حرب كيميائية في سوريا

عمان- (يو بي اي): أعلن رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور الإثنين، أن بلاده مستعدة لإندلاع حرب كيميائية قادمة من الأراضي السورية، وأشار إلى أن المملكة “لن تسمح بإنهيار مصر الدولة”.

وقال النسور في مؤتمر صحافي، إن الأردن “مستعد لإحتمالات إندلاع حرب كيميائية قادمة من الأراضي السورية”، مضيفاً أن هذه الإحتمالات “قائمة ونحن مستعدون لها”. غير أنه لم يستبعد وصول الحرب إلى الأراضي الأردنية.

وأكد النسور أن علاقة الأردن مع المعارضة السورية “نابعة من موقف المجموعة العربية لا تزيد مترا ولا تنقص شبرا”.

وأضاف أن علاقة الأردن بسوريا والقائمة على التاريخ والجغرافيا والنسب والدم “تحتم على المملكة أن تتعامل مع الأزمة (السورية) ليس كحقل ألغام وإنما كحقل قنابل ذرية، ما يجبرنا على ان تقيس مواقفنا قياسا دقيقا”.

ولفت إلى أن الأردن “ومنذ اندلاع الازمة لم يقم بأي موقف يندم عليه، والعالم كله يشهد لهذا الموقف”.

وشدد النسور على أن طائرات الإستطلاع التي طلبها الأردن (خلال زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي الأخيرة إلى الأردن) “هدفها حماية الشعب الأردني من أية أخطار”.

وحول الشأن المصري، لفت النسور، إلى أن موقف الأردن المؤيد للحكومة المصرية الجديدة هو “سند للدولة المصرية”.

وأوضح أن سياسة الأردن تجاه الأحداث الجارية في مصر “تستهدف تقوية هذا البلد وحفظه من التقسيم والكانتونات”.

وأضاف أن الأردن “لن يسمح بإنهيار مصر الدولة.. موقفنا مع الدولة المصرية”.

وشدد على أنه “إذا راحت مصر ذهب جيشها”.

ويتواجد على الأراضي الأردنية 1300 جندي أمريكي، غير أن دبلوماسيين غربيين في العاصمة عمان يقولون أن هناك أكثر من ذلك.

وتتواجد كذلك في شمال الأردن المحاذي للحدود السورية بطاريتي صواريخ باتريوت.

وكان النسور أعلن أن بلاده “ستتبادل المياه مع إسرائيل لأن الأردن بحاجة إلى المياه للمناطق الشمالية، وإسرائيل تريد مياها لمناطقها في الجنوب”.

وكان وزير الزراعة والمياه الأردني، حازم الناصر، قال الأحد أن بلاده تسعى لتحلية المياه من البحر الأحمر (جنوب). وأشار إلى أنه سيتم تحلية 100 مليون متر مكعب من المياه لتزويد محافظات البلاد بالمياه.

وكان الملك الأردني عبد الله الثاني، دشن الشهر الماضي مشروع ‘ضخ مياه الديسي’ في جنوب البلاد والذي سيتم عبره ايصال المياه إلى العاصمة عمان وعدد من محافظات المملكة وذلك باستثمارات أمريكية ـ تركية بقيمة مليار دولار.

و”الديسي”، حوض مياه أردني ضخم يقع جنوب الأردن بالقرب من الحدود السعودية على بعد 325 كيلومترا جنوب عمّان.

ويعد الأردن رابع افقر دولة في العالم في الموارد المائية.

مقتل مسؤول عسكري من حزب الله قرب دمشق

صور- (ا ف ب): قتل مسؤول عسكري من حزب الله كان يقاتل في سوريا قرب دمشق ودفن السبت في قريته كفرصير في جنوب لبنان، كما قال سكان الاثنين لوكالة فرانس برس.

وأوضح احدهم أن “المسؤول العسكري في حزب الله حسام علي نسر (33 عاما) دفن السبت. وكان يدافع في موقع السيدة زينب (المقدس على بعد 5 كلم جنوب شرق دمشق) حين تعرضت مجموعته لهجوم وقتل”.

وقد اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة استعداده التوجه شخصيا الى سوريا وقال “اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين ان اذهب انا وكل حزب الله الى سوريا، سنذهب الى سوريا”.

وتابع نصر الله “ان احد ردودنا على اي تفجير من هذا النوع (…) اذا كان لدينا مئة مقاتل في سوريا سيصبحون مئتين، اذا كان عندنا الف مقاتل في سوريا سيصبحوا ألفين، واذا كان عندنا خمسة آلاف مقاتل في سوريا سيصبحون عشرة آلاف”.

وكان يشير الى التفجير في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الخميس الذي اوقع 22 قتيلا.

تشرذم المجموعات المسلحة المعارضة يعيق عمل الصليب الاحمر في سورية

بيروت ـ (ا ف ب) – اعلن مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت الاثنين ان التشرذم في المجموعات المسلحة المعارضة في سورية يعيق العمل الانساني في المناطق الواقعة تحت سيطرة مجموعات مقاتلة مختلفة في سورية.

واشار المسؤول من جهة ثانية الى ان نظام الرئيس بشار الاسد يؤخر وصول المساعدات في بعض المناطق.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان يورغ مونتاني في مؤتمر صحافي “عندما يكون الاطراف المتنازعون مشرذمين، فهذا يعني ان علينا ان نكسب (ثقة) كل مجموعة موجودة في المناطق التي نريد الذهاب اليها”.

واضاف “هذا يجعل الوصول صعبا جدا”، مشيرا الى ان فرق الصليب الاحمر تعمل من دون اي مواكبة مسلحة.

وتتالف المعارضة المسلحة من مجموعات متعددة ذات مرجعيات بعضها يخضع لهيئة الاركان التابعة للجيش السوري الحر بقيادة اللواء سليم ادريس، وبعضها يملك مرجعيته الخاصة. وبين المجموعات من هو مرتبط بتنظيمات اسلامية متطرفة بينها القاعدة.

واقدم عناصر مجموعات مسلحة، لا سيما بين الجهاديين، على خطف واحتجاز العديد من الصحافيين ورجال الدين والاجانب.

وقال مونتاني ان الحكومة السورية تسمح للصليب الاحمر “من حيث المبدأ” بالعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، الا انها تفرض قيودا على دخول المناطق التي تشهد معارك.

واوضح “عمليا، واجهنا صعوبات في دخول حمص والقصير خلال اوقات النزاع…”.

ولم يتمكن الصليب الاحمر من دخول القصير الا بعد ايام من سقوطها في ايدي الجيش السوري في حزيران/يونيو، رغم انها بقيت محاصرة لاسابيع طويلة ووجهت نداءات عدة من الناشطين لادخال مواد تموينية واغاثية اليها.

وقال مونتاني ان الصليب الاحمر قادر على دخول كل المناطق في سوريا بالمبدأ، مضيفا “المشكلة اننا لا نستطيع ان نصل الى المناطق التي نريد ان نكون فيها في الوقت الذي نريد دخولها”.

واوضح ان “اللجنة الدولية للصليب الاحمر تريد الوصول الى الاماكن التي تشهد ازمة، لان هذا هو عملها. في هذا الوقت بالتحديد، نحتاج الى ان نكون مع الناس ومع ضحايا النزاع″.

وقتل اكثر من مئة الف شخص في سوريا، بحسب الامم المتحدة، منذ نحو ثلاثين شهرا، ونزح وتهجر الملايين.

صواريخ على الهرمل.. مفتشو الأمم المتحدة يبدأون اليوم مهمتهم

صاروخ اسرائيلي باتجاه موقع للجيش السوري في الجولان

تعزيزات للقوات النظامية الى ريف اللاذقية وسط معارك

تل أبيب ـ بعلبك (لبنان) ـ بيروت ـ دمشق ـ وكالات: ذكرت الإذاعة الإسرائيلية صباح الأحد أن قوة من الجيش الإسرائيلي أطلقت صاروخا مضادا للدروع باتجاه موقع للجيش السوري في وسط هضبة الجولان، في الوقت الذي وصل فيه فريق من خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة إلى العاصمة السورية دمشق وسيبدأون عملهم الإثنين للتحقيق فيما إذا كانت أسلحة كيماوية استخدمت في الصراع السوري.

وأشارت الإذاعة إلى أن الجيش اطلق الصاروخ مساء السبت بعد ان تم إطلاق عدة قذائف هاون من ذلك الموقع باتجاه الأراضي الإسرائيلية دون وقوع إصابات جراء ذلك.

جاء ذلك فيما سقطت خمسة صواريخ الاحد في منطقة بلدة الهرمل شرق لبنان التي تعتبر معقلا لحزب الله، حسب ما اعلن مصدر امني لفرانس برس رفض الكشف عن اسمه.

وصرح المصدر ان ‘صاروخين سقطا في بلدة الهرمل في المنطقة الواقعة بين جمعية المبرات الخيرية ومشاريع القاع ولم يسفرا عن اصابات’.

واضاف ان ‘ثلاثة صواريخ اخرى سقطت في محيط الهرم’.

ولم يتضح على الفور ان كانت الصواريخ اطلقت من الاراضي اللبنانية او عبر الحدود مع سورية بحسب المصدر.

وصرح علي شمص المقيم في الهرمل ‘الناس خائفون. لا احد يعلم كيف سيتطور الوضع. لا احد في منطقة الهرمل يشعر بالارتياح’.

من جهتها ارسلت القوات النظامية تعزيزات الى ريف محافظة اللاذقية في غرب سورية، حيث تخوض معارك عنيفة مع مقاتلين معارضين، ادت الى مقتل ‘أمير’ جهادي، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

من جهته، قال الاعلام الرسمي ان القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، استعادوا عددا من المناطق في هذه المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل للطائفة العلوية، الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ‘القوات النظامية ارسلت تعزيزات ضخمة الى ريف اللاذقية، وتقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل عنيف’.

الى ذلك تقتصر مهمة فريق الأمم المتحدة الذي يضم خبراء أسلحة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على تحديد ما إذا كانت أسلحة كيماوية بما في ذلك غاز السارين وغازات أعصاب سامة أخرى قد استخدمت ولن يسعى لتحديد الطرف الذي استخدمها.

ورفض الفريق المؤلف من 20 فردا الادلاء بأي تصريحات للصحافيين عند وصوله إلى فندق في وسط دمشق. وقال بيان أصدرته الأمم المتحدة في نيويورك إن الفريق سيبدأ عمله الإثنين.

واستعد الفريق بقيادة العالم السويدي اوكه سيلستروم منذ نيسان (إبريل) لزيارة سورية إلا إن مهمته تأجلت لشهور للتفاوض مع الحكومة السورية على المناطق التي سيسمح له بدخولها ونطاق عمله.

وكان المسؤولون السوريون يصرون على أن يقتصر تحقيقه على مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في خان العسل قرب مدينة حلب بشمال سورية إلا أنه جرى حث الفريق على التحقيق في نحو عشر وقائع أخرى خصوصا في محيط دمشق وحمص وبلدة سراقب الشمالية. ويعتزم الفريق الآن زيارة خان العسل وموقعين آخرين لم يحددهما.

الاف الاكراد الجائعين والخائفين يتدفقون الى العراق من سورية

اربيل (العراق) ـ ا ف ب: تدفق الاف الاكراد السوريين الفارين من العنف الوحشي وارتفاع الاسعار على اقليم كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي، بحثا عن ملاذ امن من القتال الدائر بين المقاتلين الاسلاميين وخصومهم الاكراد.

واجبر التدفق المفاجئ لهؤلاء اللاجئين وغالبيتهم العظمى من النساء والاطفال وكبار السن، منظمات الاغاثة التابعة للامم المتحدة الى ترتيب ارسال مساعدات الى تلك المنطقة.

ويجري ايواء هؤلاء اللاجئين في مخيم على مشارف اربيل عاصمة الاقليم لا يزال قيد الانشاء ويفتقر الى الكثير من الخدمات الاساسية ولكنه يوفر للكثير منهم ملاذا مريحا من القتال الذي اجتاح مناطقهم في اطار الحرب الاهلية التي تشهدها سورية.

وانسحبت القوات الحكومية من معظم المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال وشمال شرق سورية العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها.

الا ان المقاتلين الموالين للقاعدة والذين لعبوا دورا كبيرا في اعمال العنف ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، يعتبرون المنطقة حلقة وصل مع الجهاديين في العراق، ويخوضون قتالا داميا مع المليشيا الكردية في الاشهر الاخيرة.

وتقول الامم المتحدة ان ما بين 5 و7 الاف لاجئ عبروا الحدود السورية الى العراق مؤخرا، الا ان مسؤولين اكراد قدروا عددهم بنحو 15 الف لاجئ وتوقعوا ارتفاع ذلك العدد.

يقول عبد الكريم برندار الذي قدم الى العراق مع اطفاله الخمسة سيرا على الاقدام، لوكالة فرانس برس ‘البلد تشهد حربا وهناك نهب وسلب ومشاكل، ولا يوجد عمل، والوضع الاقتصادي منهار ولا نجد لقمة العيش، ولهذا جئنا باطفالنا الى هنا’.

اما فاضل عبد الله الذي عبر الحدود الى العراق قادما من القامشلي الواقعة في شمال شرق سورية فقال ‘نزحنا اثر الحرب الدائرة فهناك قتل وذبح ولا يوجد اي عمل وكل شيء اصبح غالي الثمن’.

واضاف قائلا ‘الجماعات الارهابية تقوم بذبح الناس باسم الجهاد وشاهدنا بشكل حي عمليات ذبح المواطنين التي تشاهدونها على التلفاز ولذلك قررنا ترك البلاد’.

وتعكس معاناة برندار معاناة جميع سكان مخيم كورو كوسيك الذي يقع على بعد عشرين كلم غرب اربيل، ما دفع برئيس اقليم كردستان العراق الى التهديد في وقت سابق من هذا الشهر بالتدخل لحماية الاكراد، في احدث مؤشر على التأثير المتزايد للازمة السورية على جارتها العراق.

ووصول اللاجئين السوريين الى العراق غير منتظم مع التوترات والمخاوف السياسية من انتقال الصراع الى البلاد ما دفع السلطات الكردية الى غلق الحدود في ايار (مايو) الماضي.

وخففت القيود الشهر الماضي حيث سمح لسوريين عالقين في وطنهم الانضمام الى افراد اسرهم في العراق، لكن اعداد الذي يسعون العبور لا تزال منخفضة نسبيا.

ووفقا للتقارير فقد فر حوالي 1.9 مليون سوري من بلدهم اثر الحرب الاهلية معظمهم في لبنان والاردن وتركيا.

ووفقا للامم المتحدة يستضيف العراق نحو 160 الف لاجىء سوري مسجل غالبيتهم من الاكراد.

يقول ديندار زيباري مساعد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان العراق لفرانس برس ان ‘الاقليم احتضن عددا هائلا من اللاجئين، ولكن هذا العدد يجب ان يحظى باهتمام دولي وعراقي’.

واضاف ان ‘حكومة الاقليم خصصت 20 مليون دولار اضافية الى ميزانية الاقليم للنازحين ‘مشيرا الى ان ‘الاقليم ليس لديه الخبرة الكافية لاستقبال هذا العدد الكبير من النازحين لذا يحتاج مساعدة الامم المتحدة في ذلك’.

وفي الوقت الحالي يقوم فريق طبي متنقل خصصته وزارة الصحة في الاقليم بمعالجة اللاجئين.

وقال رزكار عبدالرزاق من مديرية صحة اربيل ‘قمنا ببناء مركز صحي متجول يضم اطباء وممرضين ومجموعة من سيارات الاسعاف. ومنذ مساء يوم الخميس وحتى الان عايننا اكثر من 600 مريض وقمنا باحالة حوالي 12 منهم الى مستشفيات اربيل واغلب الحالات هي الاسهال والتقيؤ بسبب الحر والسفر من المنطقة الحدودية الى هنا’. وتعتزم السلطات في الاقليم نقل عدد من اللاجئين الى محافظة السليمانية المجاورة والتي تحظى كذلك بالحكم الذاتي.

ومع تصاعد العنف في سورية، فان اعدادا متزايدة من المدنيين يرغبون في عبور الحدود مع العراق.

يقول احمد كريم الذي كان يجلس مع زوجته خارج خيمته مع طفلته البالغة من العمر ثلاثة اسابيع ‘عانينا خلال الفترة المنصرمة من اوضاع اقتصادية صعبة حيث كل شيء انقطع عن السوق واصبح مرتفع الثمن .. اضافة الى تفشي البطالة’.

واضاف ‘لذلك قررنا ان نلوذ بانفسنا قبل ان نموت من الجوع′.

الاسلحة الكيميائية السورية ترسانة غامضة

بيروت ـ ا ف ب: الاسلحة الكيميائية السورية التي تعود الى عدة عقود من اكبر ترسانات الشرق الاوسط لكنها ما زالت موضع تكهنات اذ ان المعلومات العامة عنها غير متوفرة.

وقد وصل فريق من مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية الاحد الى دمشق للتحقيق في الاتهامات باستخدام هذا النوع من الاسلحة في النزاع المستمر لاكثر من عامين.

وتتهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة النظام السوري باللجوء الى الاسلحة الكيميائية عدة مرات ضد المعارضة.

من جهتها، اكدت روسيا حليفة دمشق الاسبوع الماضي ان لديها الدليل على استخدام مقاتلي المعارضة السورية غاز السارين بالقرب من حلب في آذار (مارس) الماضي.

واقر النظام السوري للمرة الاولى في 23 تموز (يوليو) 2012 بانه يملك اسلحة كيميائية لكنه اكد انه لم يستعملها ابدا ضد شعبه مهددا باستخدامها اذا حصل تدخل عسكري غربي.

ويتبادل النظام والمعارضة المسلحة التهم باستعمال اسلحة كيميائية في النزاع الدائر منذ سنتين في سوريا، احدى الدول اقليلة التي لم توقع معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية وبالتالي ليست عضوا في المنظمة المكلفة مراقبة تطبيق تلك المعاهدة.

وبدا تنفيذ البرنامج السوري خلال سبعينات القرن الماضي بمساعدة مصر ثم الاتحاد السوفياتي سابقا، كذلك ساهمت فيه ايضا روسيا خلال التسعينات ثم ايران اعتبارا من 2005، كما افادت منظمة ‘نوكليار ثريت اينيسياتيف’ المستقلة التي تحصي المعطيات ‘المفتوحة’ حول اسلحة الدمار الشامل.

واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الاسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية انه ‘اكبر برنامج اسلحة كيميائية في الشرق الاوسط، انشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الاسرائيلي’.

واكدت ان الكثير من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط لكنها ‘بعيدة كل البعد عن ان تكون كاملة’.

واكد خبير في مركز الدراسات حول الحد من انتشار الاسلحة في معهد مونتيري (الولايات المتحدة) ان الاحتياطي السوري يضاهي ‘مئات الاطنان’ من العناصر الكيميائية المختلفة بينما اعتبر اخصائي فرنسي في مؤسسة الابحاث الاستراتيجية ان ‘مجموعة مختلف العناصر الكيميائية قوية’.

واضاف في تموز (يوليو) 2012 ان السوريين ‘نجحوا في التحكم في توليف الاجسام الفوسفورية، انه آخر جيل الاكثر نجاعة والاكثر سما في الاسلحة الكيميائية، وفي هذه العائلة نجد غاز السارين والفي.اكس′ و’عناصر اقدم من ذلك بكثير مثل غاز الخردل’.

وقصف الطيران الاسرائيلي في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) موقع صواريخ ارض-جو قرب دمشق ومجمعا عسكريا مجاورا يشتبه في انه يحتوي على مواد كيميائية، وتخشى اسرائيل نقل اسلحة كيميائية لحزب الله اللبناني، حسب مسؤول اميركي، وافادت صحيفة نيويورك تايمز ان الغارة قد تكون الحقت اضرارا باكبر مركز ابحاث سوري حول الاسلحة البيولوجية والكيميائية.

اللاجئون الفلسطينيون في سورية يشتكون من استهداف نظام بشار الاسد لهم ومن الممارسات غير الإنسانية لبعض مجموعات الجيش الحر

وليد عوض

رام الله ـ ‘القدس العربي’ اكدت مصادر فلسطينية الاحد بأن اللاجئين الفلسطينيين في سورية يعيشون حالة من الاستهداف سواء من قبل نظام بشار الاسد او من قبل بعض المجموعات المسلحة التابعة للجيش الحر المعارض.

واوضحت المصادر التي تتابع ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في سورية بان الجيش السوري التابع للنظام يضع جميع المخيمات الفلسطينية في دائرة الاستهداف والمراقبة بحجة ان تلك التجمعات الفلسطينية لديها قابلية عالية للانخراط في القتال ضد النظام السوري، وذلك في الوقت الذي تنظر فيه المجموعات المسلحة وخاصة التابعة للجيش الحر بان الكثير من اللاجئين الفلسطينيين قد يمكن استغلال اوضاعهم البائسة من قبل النظام وتجنيدهم للعمل لصالح بشار الاسد واجهزته الامنية وخاصة المخابرات.

وفي الوقت الذي لا يتردد النظام السوري من اطلاق النار وقصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بحجة ان هناك جماعات مسلحة تقاتل ضد النظام تتمركز داخل المخيمات تواصل الجماعات المسلحة استهداف اللاجئين واستباحة ممتلكاتهم والاستيلاء عليها على حد قول المصادر التي شددت على ‘ان اللاجئين واقعون بين فكي كماشة’ ويدفعون ثمنا باهظا للحرب الدائرة في سورية ولا ذنب لهم الا انهم فلسطينيون ولا توجد جهة فلسطينية قادر على الدفاع عنهم على حد قول المصادر.

ومن جهتها اكدت مجموعة العمل من اجل فلسطينيي سورية الاحد استمرار تساقط الشهداء في صفوف اللاجئين الفلسطينيين جراء المعارك الدائرة ما بين قوات النظام السوري والجماعات المسلحة التابعة للجيش الحر التي تتخذ في الكثير من الاحيان ارض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ساحة للقتال.

وحسب مجموعة العمل فان مخيمات اللاجئين تتعرض للقصف من قبل الطيران الحربي السوري في حين تتعرض لقذائف ارضية من قبل الجماعات المسلحة، منوهة الى تلك المخيمات تعاني من انعدام مقومات الحياة فيها بسبب عدم توفر البنى التحتية من ماء وكهرباء واتصالات، هذا إضافة للحصار الذي يفرضه الجيش النظامي على مداخل ومخارج المخيمات الواقعة تحت سيطرته.

وحسب المصادر الفلسطينية فان معظم اللاجئين الفلسطينيين في سورية يعيشون بين فكي الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش النظامي على المخيمات مثل ما هو حاصل في مخيم اليرموك الذي يتعرض للحصار منذ اكثر من شهر والذي يمنع بموجبه إدخال المواد الغذائية والخبز والأدوية وحليب الأطفال إلى المخيم، وبين التصرفات غير الإنسانية لبعض مجموعات الجيش الحر التي استباحت الأملاك العامة والخاصة لسكان المخيم وباتوا يسطون وينهبون ويستولون على المنازل والمحال التجارية وما فيها من أثاث وكذلك يقومون باعتقال شباب المخيم دون محاسبة أو وازع من ضمير أو أخلاق، وبناء على ذلك طالب سكان المخيم من قيادة الجيش الحر بالكف عن هذه التصرفات المشينة ومحاسبة العناصر المسيئة، وكذلك خروج كافة المسلحين منه وجعله منطقة آمنة.

واذا كان هذا هو حال مخيم اليرموك فان معظم اللاجئين في باقي المخيمات بسورية يعانون من تدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير، إضافة إلى تفاقم أزمات الكهرباء والمحروقات والخبز وارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل كبير، وما يزيد من صعوبة الوضع ارتفاع معدل البطالة وتوقف معظم السكان عن العمل بسبب الصراع الدائر في سورية.

الجيش السوري يستعيد ريف اللاذقية

خاص بالموقع – أكد مصدر عسكري سوري، اليوم، أن الجيش السوري استعاد كل المواقع التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأيام الأخيرة في ريف اللاذقية. وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف لاجئ سوري دخلوا العراق في الأيام القليلة الماضية.

وصرّح مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية «سانا» بأن «وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها على جبل النبي اشعيا والمنطقة

المحيطة به بالكامل فى ريف اللاذقية الشمالي في إطار ملاحقتها لفلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إلى المنطقة».

وكان الإعلام الرسمي السوري قد ذكر، أمس، أن القوات النظامية استعادت عدداً من المناطق في هذه المحافظة الساحلية.

وكان مقاتلون معارضون قد شنوا منذ نحو اسبوعين معركة «تحرير الساحل»، انطلاقاً من معاقل لهم في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنوا من السيطرة على بعض القرى.

وذكر مصدر أمني سوري آخر أنه لم يبق سوى استعادة منطقة سلمى الاستراتيجية في ريف اللاذقية، المحاذية لتركيا والتي سقطت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في نهاية 2012.

من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف لاجئ سوري دخلوا شمال العراق منذ يوم الخميس الماضي في واحدة من أكبر عمليات النزوح خلال الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من عامين.

وذكرت الأمم المتحدة أن اللاجئين السوريين بدأوا بالتدفق على المنطقة الكردية في شمال العراق منذ يوم الخميس الماضي مستفيدين من جسر جديد انشئ في منطقة الحدود وأن التدفق مستمر.

وقال ادريان ادواردز من مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين «يبدو أن العدد الإجمالي منذ يوم الخميس وحتى الآن هو نحو 20 ألفا أو أكثر، وإذا لم يكن هذا أكبر تدفق عبر الحدود خلال فترة زمنية واحدة فهو من أكبرها خلال الأزمة السورية كلها».

وذكر موظفو المفوضية أن مئات السوريين الفارين من القتال في حلب ومناطق أخرى في شمال سوريا تجمعوا، اليوم، عند نهر دجلة قرب المعبر.

(ا ف ب، رويترز)

ناشطون ليبراليون سوريون: الاسلاميون سرقوا الثورة

عبدالاله مجيد

يشكو كثير من الليبراليين الشباب، الذين نظموا الاحتجاجات في سوريا، من تهميشهم ويتهمون الاسلاميين بسرقة ثورتهم. ويقولون إنهم يقاتلون على جبهتين، ضد النظام وضد الجماعات الاسلامية المتطرفة، رغم التقائهم معها على هدف مشترك هو اسقاط النظام.

قبل عامين، عندما كان أنس غيبة معلَّقا على جدار في احد اقبية النظام السوري، لم يخطر في ذهنه أن يومًا سيأتي تساوره فيه شكوك بضرورة إسقاط النظام على الفور، ويعترف الآن انه لم يعد متأكدًا.

ويقول غيبة (28 عامًا) الذي نزل إلى الشوارع، مثله مثل حشود من الناشطين الشباب، للمطالبة باسقاط بشار الأسد في ربيع العام 2011، إنه يشعر بأن الثورة خُطفت بتعاظم دور تنظيم القاعدة ومقاتليه في مواجهة قوات النظام. واعرب غيبة عن خوفه من أن سقوط النظام في الأوضاع الحالية سيأتي بمزيد من الفوضى وسفك الدماء، وهو اعتراف صعب على ناشط ضحى بالكثير من أجل انهاء النظام.

سرقوا الثورة

مع استمرار الحرب السورية، أخذ كثير من الليبراليين الشباب الذين نظموا احتجاجات وبثوا صورها إلى العالم يشكون من تهميشهم ودفعهم إلى الظل. وهم يقولون إنهم يقاتلون الآن على جبهتين، ضد النظام وضد الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تستهدف الناشطين العلمانيين بصورة متزايدة، رغم التقائهم على هدف مشترك، كما يُفترض، هو اسقاط النظام.

وفي احتجاج شهدته حلب الاسبوع الماضي، طالب المتظاهرون بالافراج عن ناشطين اعتقلهم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي يرتبط بتنظيم القاعدة. وقال مصطفى حايد، مدير منظمة دولتي، وهي منظمة مدنية مقرها في بيروت، إن اقصاء المعتدلين يقدم خدمة لمؤيدي النظام في حجتهم القائلة إن الخيار الوحيد الذي يواجه سوريا هو بين حكم الأسد وحكم المتطرفين الاسلاميين. وقامت منظمة دولتي بتدريب أكثر من 100 ناشط منذ تأسيسها في الصيف الماضي.

وقال حايد: “فقدنا العديد من الناشطين، بينهم من قُتلوا ومن انضموا إلى الجيش السوري الحر ذي التوجهات العلمانية، والبعض الآخر غادروا سوريا إلى لبنان أو ملاذات أخرى”. اضاف حادي لصحيفة واشنطن بوست أن هؤلاء الناشطين مشوشون، ويقولون: “انها لم تعد ثورتي”.

وكانت الاستخبارات السورية اعتقلت غيبة في صيف 2011، ويتهدج صوته من شدة الانفعال عندما يروي ما تعرض له في خمسة اسابيع من الاعتقال، بما في ذلك الوقوف خمسة ايام متواصلة على قدميه وجلده بسلك كهربائي وضربه بالفلقة على باطن القدم. ولكن هذا التعذيب زاده صلابة وتصميمًا على الاستمرار من أجل قضية التغيير الديمقراطي في سوريا.

وتابع غيبة: “كنتُ افكر في شيء واحد، أن اخرج ذات يوم وأعود إلى الشارع للتظاهر، كانوا يريدون إسكاتي وأنا لم أرد أن اعطيهم ما يريدون”. لكن غيبة اضطر في النهاية إلى مغادرة سوريا في العام الماضي، هاربًا إلى بيروت. ومن خارج سوريا واصل المشاركة في تظاهرات تأييد للمعارضة السورية، لكنه يقول إن العناصر الدخيلة التي تسللت إلى صفوف المعارضة دفعته إلى تركيز نشاطه الآن على العمل مع اللاجئين.

أمل رغم الاحباط

وقال غيبة بأسى لواشنطن بوست: “نحن بحاجة إلى الحرية ولكن ليس بهذا الشكل”. وأكد انه ما زال ضد النظام ولكنه يفكر في المخاطر التي ستعقب سقوطه، “فالاسلاميون الجهاديون سرقوا ثورتنا”.

وتابع غيبة، الذي كان طالبًا في الجامعة العربية الدولية ينظم تظاهرات ضد النظام في حي المزة الراقي في دمشق، انه يعتقد أن الحل الأفضل لسوريا قد يكون حلًا توافقيًا وسطًا، يمكن أن يسمح حتى ببقاء الأسد في منصبه لكن بعد تقليص سلطاته. وأشار إلى أن الناشطين الذين يدربهم يزدادون احباطًا، ويخشى أن يصبح بعضهم متشددين أكثر فأكثر.

وأعرب عن أسفه لأن اعدادًا متزايدة من الناشطين يصبحون متطرفين في الآراء التي ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال ناشط آخر (22 عامًا) من دمشق، قدم نفسه باسم محمود، إنه لم يتخيل قط انه سيكون من مؤيدي جماعة مثل جبهة النصرة التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية.

وأضاف: “كنتُ أظن انهم سيئون، ولكن بعد ما رأيته منهم غيرتُ رأيي، فهم اسلاميون ولكنهم يعملون مع الجيش السوري الحر ويصورهم النظام السوري ارهابيون، لكنهم أخيار”. لكن محمود نفسه يرى أن الدور الذي يقوم به تنظيم القاعدة يشكل أكبر خطر يهدد المعارضة العلمانية.

وتضم الجماعات الاسلامية المتطرفة في صفوف المعارضة مقاتلين اجانب منضوين تحت لواء الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقال محمود إن مشاركة هذه الجماعات في القتال ضد قوات النظام ليس من شأنها إلا تصعيد الصراعات بين فصائل المعارضة وتأكيد مخاوف الغرب من تسليحها.

وقال غيبة إنه قد يعود إلى العمل السياسي إذا تمكن من ايجاد تنظيم تخدم اهدافه مصالح سوريا، لكنه في هذه الأثناء يشغل نفسه بحاجات أكثر من 670 الف لاجئ سوري في لبنان، ويقول انه ما زال يتطلع إلى اليوم الذي تكون سوريا فيه ديمقراطية مدنية.، “ففقدان الأمل سيكون استسلامًا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/830942.html

النظام السوري يبعد الثوار السوريين عن القرداحة

تمكن جيش النظام السوري من إبعاد كتائب الجيش السوري الحر عن القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد، باستعادته المواقع التي سيطر عليها الثوار في ريف اللاذقية منذ أسبوعين. في حين يصل محقون أمميون للتحقيق في استحدام طري النزاع أسلحة كيميائية في القتال.

بيروت: نقلت التقارير الصحفية صبيحة اليوم الاثنين تأكيد مصدر عسكري سوري أن جيش النظام استعاد كل المواقع التي خسرها أمام هجوم مقاتلي المعارضة في الأيام الأخيرة بريف اللاذقية. وأفادت وكالة الأنباء السورية – سانا بأن مصدرًا عسكري قال: “وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها على جبل النبي اشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل فى ريف اللاذقية الشمالي، في إطار ملاحقتها لفلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إلى المنطقة”.

وهي المنطقة الساحلية التي استهدفها مقاتلون معارضون منذ نحو اسبوعين بحملة “تحرير الساحل”، انطلاقاً من معاقل لهم في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنوا من السيطرة على بعض القرى فيها. وذكر مصدر سوري أنه لم يبق سوى استعادة منطقة سلمى الاستراتيجية بريف اللاذقية المحاذية لتركيا، والتي سقطت بيد مقاتلي المعارضة في نهاية العام 2012.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المراصد العسكرية التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة قبل نحو اسبوعين، كما تمكنت، مدعومة بقوات الدفاع الوطني، من استعادة السيطرة على تسع قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي.

كما أفاد المرصد أمس الأحد عن اسقاط كتائب الجيش الحر طائرة حربية في منطقة سلمى، كانت تشارك في قصف جبل الاكراد، وعن قفز الطيار بالمظلة حيث يعتقد أن مجموعة مقاتلة اسرته.

أمميون في دمشق

وهكذا يكون النظام قد تمكن من إبعاد الكتائب المقاتلة عن القرداحة، مسقط راس الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما كانوا على بعد 20 كيلمتر منها. وقد حصل تقدم النظام مع بدء فريق محققي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية عمله في سوريا، للتأكد من صحة الاتهامات المتبادلة بين النظام والمعارضة بشأن استخدام اسلحة محظورة في القتال.

ويتألف هذا الفريق من عشرة مفتشين، سيمضون 14 يومًا في سوريا، يمكن تمديدها بموافقة متبادلة. وأعلنت الامم المتحدة بنهاية تموز (يوليو) أن دمشق ستسمح لخبراء المنظمة الدولية بالتحقيق في ثلاثة مواقع تحدثت معلومات عن استخدام سلاح كيميائي فيها، أحدها خان العسل في ريف حلب.

وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات باستهداف خان العسل بسلاح كيميائي في آذار (مارس) الماضي، ما أسفر عن مقتل نحو ثلاثين شخصًا. وقال دبلوماسيون امميون في مطلع آب (اغسطس) الجاري إن المفتشين سيزورون موقعين آخرين، هما الطيبة في ريف دمشق حيث رصد هجوم بسلاح كيميائي في اذار (مارس) الماضي، ومدينة حمص حيث يشتبه بوقوع هجوم كيميائي في 23 كانون الاول (ديسمبر) الماضي.

وتقول الامم المتحدة إن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ابلغتها بأن النظام السوري نفذ 13 هجومًا بالسلاح الكيميائي في سوريا، في حين ثالت موسكو إنها تحقيقها كشف استخدام المعارضة المسلحة غاز سارين في خان العسل.

تدفق نحو كردستان

وكذلك أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف لاجئ سوري دخلوا شمال العراق منذ الخميس الماضي، في موجة من أكبر عمليات النزوح خلال الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من عامين، مستفيدين من جسر جديد انشئ في منطقة الحدود، وإن التدفق مستمر. وقال ادريان ادواردز، من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين: “إذا لم يكن هذا أكبر تدفق عبر الحدود خلال فترة زمنية واحدة، فهو من أكبرها خلال الأزمة السورية كلها”.

على صعيد آخر، قتل مسؤول عسكري من حزب الله اللبناني كان يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري، ودفن السبت في قريته كفرصير في جنوب لبنان، بحسب ما قالت وكالة الصحافة الفرنسية، التي نقلت عن أحدهم في القرية قوله: “دفن السبت حسام علي نسر (33 عامًا)، المسؤول العسكري في حزب الله، وكان يدافع في مقام السيدة زينب حين تعرضت مجموعته للهجوم”.

وكان حسن نصرالله، امين عام حزب الله، اعلن الجمعة الماضي استعداده للتوجه شخصيًا إلى سوريا للقتال، اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين، متهمهم بعملية التفجير الضخمة التي وقعت الخميس الماضي في الرويس بضاحية بيروت الجنوبية، التي تعتبر معقلًا أساسًا لحزب الله، أوقعت 28 قتيلًا ونحو 300 جريح.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/830977.html

المفتشون الدوليون يصلون إلى دمشق للتحقيق في مزاعم «الكيماوي»

قصف وحرائق على طريق المطار وتحليق منخفض للطيران في سماء العاصمة

لندن: «الشرق الأوسط»

وصل إلى دمشق أمس فريق الأمم المتحدة المكلف التحقيق في استعمال الأسلحة الكيماوية في النزاع السوري، في حين أكد الرئيس السوري بشار الأسد تصميمه على مواجهة «الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره»، لكنه أعلن في الوقت عينه ترحيبه بالجهود الرامية «لإيجاد حل سياسي للأزمة».

وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الرئيس الأسد استقبل في القصر الرئاسي يوم أمس وفدا من ممثلي عدة أحزاب موريتانية. وأشار الأسد خلال اللقاء إلى «أهمية دور الأحزاب القومية والنقابات والمنظمات الشعبية العربية في تعزيز الوعي الشعبي والصحوة القومية، تجاه المخططات الرامية إلى تفتيت المنطقة، من خلال دفعها نحو صراعات عبثية، المستفيد الأول منها هو العدو الصهيوني».

إلى ذلك، تواصل قوات النظام عملياتها العسكرية في مناطق متعددة من البلاد. وقال ناشطون إن عدة حرائق ضخمة شبت في بلدات الغوطة الشرقية الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي جنوب شرق العاصمة. وشوهد دخان كثيف يغطي سماء جنوب العاصمة، ترافق مع تحليق جوي حربي على ارتفاع منخفض فوق دمشق، وبث ناشطون صورا تظهر اندلاع النيران في بعض المنازل بسيدي مقداد وببيلا، وقالوا إن حرائق نشبت في منشآت صناعية جراء القصف العشوائي المتواصل براجمات الصواريخ على بلدات الغوطة الشرقية. إلى ذلك، وصل أكثر من 100 مفتشين دوليين أمس إلى فندق فورسيزنز في العاصمة السورية، حيث كانت في انتظارهم مجموعة من الصحافيين، إلا أن المفتشين لم يدلوا بأي تصريح. وتقضي مهمة المفتنيش بالتأكد من الاتهامات المتبادلة بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه باستخدام لحة كيماوية في النزاع، وليس تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.

وأمضى فريق المفتشين الذي يترأسه السويدي آكي سيلستروم أياما بلاهاي في انتظار المغادرة إلى دمشق التي وصلها أمس برا قادما من بيروت. وبحسب الأمم المتحدة، من المقرر أن يبقى الفريق في سوريا «لمدة 14 يوما يمكن تمديدها بموافقة متبادلة».

وأفادت المصادر بأن الفريق الذي يرأسه السويدي آكي سيلستروم مكون من أكثر من 20 شخصا، وقد وصلوا إلى فندق فورسيزنز في العاصمة السورية. وتقول المعارضة السورية إن نظام الأسد قصف أكثر من 10 مواقع بالأسلحة الكيماوية في كل من حلب و حمص وريف دمشق.

وأرسلت القوات النظامية تعزيزات إلى ريف محافظة اللاذقية في غرب سوريا. وقال الإعلام الرسمي إن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، استعادوا عددا من المناطق في هذه المحافظة الساحلية التي تعد نقطة ثقل للطائفة العلوية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «القوات النظامية أرسلت تعزيزات ضخمة إلى ريف اللاذقية، وتقوم بقصف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشكل عنيف». وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في ريف اللاذقية، لا سيما في منطقتي استربة والحمبوشية «في محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على كامل المنطقة».

من جهته، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله إن «قواتنا الباسلة بالتعاون مع القوى الأمنية وقوات الدفاع الوطني تعيد الأمن والاستقرار إلى قرى الخراطة والخنزورية والبلوطة والحمبوشية وبارودا وجبل الشعبان وجبل الشيخ نبهان في ريف اللاذقية». إلا أن عبد الرحمن قال إن الجيش النظامي «سيطر على أطراف بعض القرى، والاشتباكات لا تزال مستمرة وعنيفة».

وأشار عبد الرحمن إلى أن «العديد من المقاتلين الأجانب قتلوا في المعارك»، لافتا إلى أن من بينهم «أمير ليبي في الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة.

رسالة من بارزاني إلى أكراد سوريا: لا تفرغوا بلدكم

دعاهم إلى الصمود في أرضهم.. و«تثبيت حقوقهم القومية المشروعة»

مسعود بارزاني

أربيل: شيرزاد شيخاني

بعد تدفق آلاف المواطنين من أكراد سوريا على مدن إقليم كردستان، أول من أمس، مع فتح الحدود المشتركة، واجهت حكومة وقيادة الإقليم مشكلة كبيرة في إيواء هذا العدد الهائل من النازحين، اضطرت معها إلى توزيعهم على المساجد والمدارس الحكومية، كإجراء أولي، إلى حين تدبير أماكن لائقة لإقامتهم، مع ذلك، فإن الأصوات المنددة بهذا التدفق غير الطبيعي بدأت تتعالى من الأحزاب والقوى الكردية السورية، التي ترى أن هذا النزوح سيؤدي إلى إفراغ المناطق الكردية بالجانب السوري من سكانها، بالإضافة إلى خلقه لمشكلات كبيرة لحكومة الإقليم، في ظل انعدام الموارد والدعم الدولي لإيواء تلك الأعداد الهائلة؛ سواء التي تدفقت خلال اليومين الماضيين، أو التي تتهيأ للنزوح هربا من الأوضاع الأمنية المتدهورة، جراء تفاقم هجمات جبهة النصرة ضد الأكراد هناك.

وفي الوقت الذي دعا فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يسيطر على المناطق الكردية، للانضمام إلى الائتلاف السوري، لمواجهة خطر الجماعات المسلحة بالمناطق الكردية، ناشد الزعيم الكردي مسعود بارزاني أبناء شعبه بغرب كردستان (المناطق الكردية السورية) البقاء في أرضهم والدفاع عنها، والنضال من أجل تثبيت حقوقهم القومية المشروعة.

وقال بارزاني في رسالة: «تعلمون جميعا أنه منذ تفجر الثورة السورية توجه عشرات الآلاف من إخواننا الكرد بغرب كردستان إلى إقليمنا، وتم إسكانهم بمخيمات اللجوء، ولكن للأسف لم يقم المجتمع الدولي بدوره بتقديم الحد الأدنى لمساعدة هؤلاء اللاجئين، وفي الأيام الأخيرة، تدفق عدد كبير من اللاجئين إلى الإقليم مرة أخرى، وهنا أود أن أتقدم بشكري وتقديري للجهات الحكومية بإقليم كردستان، التي ساعدت هؤلاء ووفرت لهم وسائل النقل إلى مقرات إقامة مؤقتة، ولكن مع ذلك أود التأكيد على أن هذا الموضوع حساس جدا، فنحن لا نريد إفراغ غرب كردستان من سكانه الكرد، وعلى شعبنا هناك أن يستقر على أرضه ليدافع عنها ويسعى لتثبيت حقوقه القومية المشروعة».

ودعا بارزاني جميع الأطراف والأشخاص القادرين على تقديم الدعم أن يساعدوا هؤلاء النازحين من ديارهم، لأن مسألة إيواء هؤلاء وتوفير مستلزماتهم الحياتية أمر صعب على قيادة الإقليم.

ودعا المجتمع الدولي أيضا لأن يتحمل مسؤولياته الإنسانية بهذا الصدد، وأن تتعاون حكومة الإقليم لتوفير الحد الأدنى من المستلزمات الحياتية لهؤلاء النازحين، بسبب أوضاعهم الإنسانية الصعبة بغرب كردستان.

إسرائيل تضرب موقعا سوريا في الجولان.. وتتخوف من 10 آلاف جهادي

المعارضة والنظام يتقاسمان النفوذ في المناطق المحاذية للهضبة

بيروت: «الشرق الأوسط»

تتزايد مخاوف إسرائيل من احتمال تدهور الأوضاع الأمنية في هضبة الجولان التي تحتلها منذ عام 1967، خصوصا وأن قواعد اللعبة التي حكمت العلاقة مع الجانب السوري الرسمي قد تغيرت بعد اندلاع الأزمة السورية، مع انتشار مجموعات مسلحة تابعة للمعارضة السورية في مناطق تمتد على طول الخط الفاصل بين الطرفين، ما جعل الجبهة الساكنة منذ 40 عاما تهتز على وقع صراع بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه، لتتلقى إسرائيل ارتداداتها.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن سقوط قذائف هاون في هضبة الجولان من الجانب السوري، وقال المتحدث، مساء أول من أمس، إن «ثلاث قذائف هاون سورية سقطت على الجانب الإسرائيلي من خط فك الاشتباك بين الطرفين، فقام الجنود الإسرائيليون بتوجبه ضربة محددة، استهدفت مصدر إطلاق النار وتأكدت إصابة هدف».

وفي حين لفتت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية إلى أن القصف الإسرائيلي دمر قاعدة عسكرية سورية في الهضبة المحتلة، قال مصدر في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الرد الإسرائيلي يأتي بعد أن تقدمت إسرائيل بشكوى إلى قوة الأمم المتحدة المنتشرة في الجولان، والتي تقوم بالإشراف على الالتزام باتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين البلدين عام 1974.

ولا تعتبر حادثة سقوط قذائف الهاون على الجانب الإسرائيلي الأولى منذ بدء الصراع السوري ففي 2 مارس (آذار) من العام الحالي سقطت قذائف أطلقت من الجانب السوري على القسم الذي تحتله إسرائيل من الجولان من دون وقوع ضحايا أو إصابات. وفي أواخر الشهر ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أعيرة نارية مصدرها الأراضي السورية أصابت عربات عسكرية في هضبة الجولان من دون أن تحدث جرحى. كذلك سقطت قذيفتا هاون في الجانب الإسرائيلي من الهضبة في منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، ما تسبب بوقوع انفجارين.

وتبني إسرائيل ساترا أمنيا على طول خط التماس في الهضبة التي تحتلها منذ عام 1967. ولا يزال هناك 510 كيلومترات مربعة من الجولان خاضعة للسيادة السورية. وفي حين يعزو المسؤولون الإسرائيليون تواتر سقوط القذائف إلى «أخطاء تصويب» بسبب قرب منطقة المعارك بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، تبدي الكثير من التقارير الصحافية الإسرائيلية تخوفها من تطور الأوضاع الأمنية هناك، لا سيما بعد إقدام مقاتلين من المعارضة السورية على مهاجمة موقع عسكري إسرائيلي مهجور في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في هضبة الجولان، حيث أطلقوا النار باتجاه قوة إسرائيلية قبل أن ينسحبا إلى الأراضي السورية.

كما تمكنت عناصر المعارضة من السيطرة على معبر «القنيطرة» وهو الوحيد بين جانبي خط فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الذي تحدد عام 1974، قبل أن تتمكن القوات النظامية من استعادته. ويقول معارضون إن ذلك تم بعد أن طلبت دمشق من تل أبيب السماح لها بدخول دباباتها المنطقة العازلة والالتفاف على مقاتلي المعارضة، مقابل إدخال إسرائيل عددا مماثلا من الدبابات، ما سمح لقوات النظام السوري باستعادة سيطرته على المعبر. وكان العميد في الجيش الإسرائيلي، تامير هايمن القائد العسكري للفرقة 36 المتمركزة في هضبة الجولان المحتلة قد أشار إلى أن المعارضة السورية نجحت منذ صيف 2012 في السيطرة على جزء كبير من المنطقة الفاصلة، المحاذية للحدود مع إسرائيل وأقامت ثلاثة جيوب آخذة في الاتساع».

وتتوزع خريطة السيطرة في المنطقة المحاذية لهضبة الجولان المحتلة بين القوات النظامية وكتائب «الجيش السوري الحر» حيث يسيطر النظام على قلب مدينة القنيطرة والبلدات المجاورة، كخان أرنبة ومدينة البعث والجبة وأم باطنة وسعسع، بالإضافة إلى الطريق الممتد من دمشق إلى القنيطرة، والذي يمر بمطار المزة العسكري. في حين يحكم مقاتلو «الحر» سيطرتهم على عدة قرى، من بينها جباتا الخشب وبيت جن وبئر عجم والرفيد، وكلها محاذية للشريط الحدودي. وقد سببت الاشتباكات في هذه المناطق موجات نزوح، حيث غادر معظم سكان تلك القرى باتجاه مناطق أكثر أمنا ما سهل حركة المعارضين الذين نجحوا في توحيد صفوفهم تحت قيادة المجلس العسكري في القنيطرة الأمر الذي جعل عملياتهم أكثر تنظيما، إلا أنهم يفتقرون للسلاح المتوسط والثقيل، ولا يعتمدون سوى على الأسلحة الخفيفة كالبنادق والرشاشات. في حين ترى تقارير إسرائيلية أن عدد الجهاديين الإسلاميين الموجودين في المنطقة قد ارتفع من 300 مقاتل إلى 10 آلاف، معتبرة أن غاية هؤلاء إسقاط نظام الأسد، وإنشاء حكم يستند إلى الشريعة الإسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم. وإذ يؤكد عدد من المحللين الإسرائيلية أن بلدهم ليست أولوية بالنسبة لهذه التنظيمات الجاهدية يشيرون من الوقت عينه إلى أن «ذلك قد يتغير في أي لحظة».

مفوضية اللاجئين: عدد اللاجئين الهاربين من النزاع السوري يلامس المليونين

الأمم المتحدة ترصد وصول 21 الفا الى العراق و 11 ألفا إلى لبنان الاسبوع الماضي

بيروت: «الشرق الأوسط»

أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في آخر الإحصاءات الصادرة عنها، بأن عدد اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم إلى الدول المجاورة قارب مليوني شخص، ويوجد ثلثاهم في لبنان والأردن.

وقالت المفوضية إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها وصل إلى مليون و911 ألفا و282 شخصا، بالتزامن مع إعلان مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية والمنسق الإقليمي للاجئين، أمين عوض، مغادرة 33 شاحنة من مخازن المفوضية في دبي وعلى متنها أكبر شحنة من مواد الإغاثة الطارئة إلى النازحين داخل سوريا، ترسلها المفوضية حتى الآن هذا العام.

وقال عوض إن القافلة وهي الأولى من سلسلة دفعات أخرى، ستتجه عن طريق البر عبر دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى مخازن المفوضية في الأردن، ليتم بعد ذلك إرسالها لصالح النازحين داخليا في سوريا». وستكفل هذه الشحنة من المواد الإغاثية حصول الآلاف من الأسر السورية الضعيفة على المساعدات الضرورية التي يحتاجون إليها في خضم هذا الصراع المروع».

ويتوزع اللاجئون السوريون في لبنان والأردن بشكل رئيس، حيث تستضيف الأردن 516 ألفا و449 شخصا. ويوجد في تركيا نحو 435 ألف لاجئ، مقابل 155 ألفا في العراق و107 آلاف في مصر و14 ألفا في دول المغرب العربي، علما بأن عددا كبيرا من الميسورين والمثقفين والناشطين ورجال الأعمال السوريين وعائلاتهم تركوا سوريا مع تفاقم الأزمة إلى دول الجوار، حيث يعيشون على نفقتهم الخاصة ومن دون تلقي أي مساعدات من أي طرف.

وبحسب التقرير الأخير الصادر عنها في لبنان، ذكرت مفوضية اللاجئين أن «أكثر من 11 ألف شخص تم تسجيلهم خلال الأسبوع الماضي»، ليبلغ مجموع النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها أكثر من 688 ألفا (أكثر من 576 ألفا مسجلين و131 ألفا بانتظار التسجيل».

وذكر التقرير أن «اللاجئين المسجلين لدى المفوضية يتوزعون بنسبة 33% في شمال لبنان، و34% في البقاع، مقابل وجود 18% في بيروت وجنوب لبنان، إضافة إلى 13% في الجنوب». وأفادت بأن «معدل فترات الانتظار في مختلف أنحاء البلاد لا يزال يبلغ نحو 39 يوما»، متوقعة أن «تشهد فترات الانتظار انخفاضا تدريجيا في الأسابيع المقبلة».

وأشارت إلى أن «فترة العيد شهدت مغادرة عدد من المواطنين السوريين إلى سوريا من أجل قضاء العطلة مع عائلاتهم، ليرتفع عدد الوافدين في الأيام التي تلت العيد – خصوصا من خلال المعبر الحدودي في المصنع – بما في ذلك الكثير من الأشخاص الذين كانوا قد غادروا لبنان وعادوا إليه».

وعلى خلفية أنباء عن منع دخول النازحين إلى لبنان والتشدد في الإجراءات الأمنية إلى المعابر الحدودية، أوضحت المفوضية أن «النازحين السوريين الذين يحملون وثائق ثبوتية صالحة ما زالوا قادرين على الوصول إلى لبنان والحصول على الإغاثة الإنسانية من دون عراقيل»، لكنها أشارت إلى أنه «نظرا إلى تعزيز عملية تدقيق المسؤولين في الوثائق عند نقاط التفتيش الحدودية، لوحظت زيادة في نسبة الرفض خلال هذا الأسبوع».

وقالت إن هذه التدابير «تهدف إلى ضمان عدم السماح بدخول الأشخاص الذين لدى السلطات أسباب تحملها على الاعتقاد بأنهم لا يلتمسون اللجوء إلى لبنان لدواعٍ إنسانية مشروعة». وأشارت المفوضية إلى أنها تحافظ على وجودها في منطقة المصنع الحدودية، وتعمل «في ظل تعاون وثيق مع الحكومة اللبنانية من أجل دعم جهودها الرامية إلى التوصل إلى توازن مقبول بين الشواغل الأمنية الوطنية المشروعة واستدامة قدرة وصول الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية إلى لبنان».

ومن جهة اخرى، افادت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان 21 الف سوري وصلوا الى اقليم كردستان في العراق خلال الأيام الأربعة الماضية، ،خمسة آلاف منهم يوم أمس في تدفق متسارع من اللاجئين السوريين الى العراق.

آلاف الأكراد السوريين الجائعين والخائفين يهربون إلى العراق

                                             (أ ف ب)

تدفق آلاف الأكراد السوريين، الفارين من العنف الوحشي وارتفاع الاسعار، على اقليم كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي، بحثاً عن ملاذ آمن من القتال الدائر بين المقاتلين الاسلاميين وخصومهم الأكراد.

وأجبر التدفق المفاجئ لهؤلاء اللاجئين، وغالبيتهم العظمى من النساء والاطفال وكبار السن، منظمات الاغاثة التابعة للامم المتحدة على ترتيب إرسال مساعدات الى تلك المنطقة.

ويجري إيواء هؤلاء اللاجئين في مخيم على مشارف أربيل، عاصمة الاقليم، لا يزال قيد الانشاء ويفتقر الى الكثير من الخدمات الاساسية، لكنه يوفر للكثير منهم ملاذاً مريحاً من القتال الذي اجتاح مناطقهم في اطار الحرب الاهلية التي تشهدها سوريا.

وانسحبت قوات الأسد من معظم المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال وشمال شرقي سوريا العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها. الا أن المقاتلين الموالين لتنظيم “القاعدة” يعتبرون المنطقة حلقة وصل مع الجهاديين في العراق، ويخوضون قتالاً دامياً مع الميليشيا الكردية منذ شهور.

وتقول الامم المتحدة إن ما بين 5 و7 آلاف لاجئ عبروا الحدود السورية الى العراق مؤخراً، الا ان مسؤولين أكراداً قدروا عددهم بنحو 15 ألفاً وتوقعوا ارتفاع ذلك العدد.

يقول عبد الكريم برندار، الذي قدم الى العراق مع أطفاله الخمسة سيراً على الأقدام، لوكالة “فرانس برس”: “البلد يشهد حرباً وهناك نهب وسلب ومشكلات، ولا يوجد عمل، والوضع الاقتصادي منهار ولا نجد لقمة العيش، ولهذا جئنا بأطفالنا الى هنا”.

ويقول فاضل عبد الله، الذي عبر الحدود الى العراق قادماً من القامشلي الواقعة في شمال شرقي سوريا: “نزحنا إثر الحرب الدائرة فهناك قتل وذبح ولا يوجد أي عمل وكل شيء أصبح غالي الثمن”. يضيف: “الجماعات الارهابية تقوم بذبح الناس باسم الجهاد وشاهدنا بشكل حي عمليات ذبح المواطنين التي تشاهدونها على التلفاز ولذلك قررنا ترك البلاد”.

ويعبر هذان اللاجئان عن معاناة جميع سكان مخيم كورو كوسيك، الذي يقع على بعد عشرين كيلومتراً غرب اربيل، ما دفع برئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الى التهديد في وقت سابق من هذا الشهر بالتدخل لحماية الاكراد، في أحدث مؤشر الى التأثير المتزايد للازمة السورية على جارتها العراق.

ووصول اللاجئين السوريين الى العراق غير منتظم مع التوترات والمخاوف السياسية من انتقال الصراع الى البلاد، ما دفع السلطات الكردية الى غلق الحدود في ايار الماضي.

وخففت القيود الشهر الماضي حيث سمح لسوريين عالقين في وطنهم الانضمام الى أفراد أسرهم في العراق، لكن أعداد الذي يسعون العبور لا تزال منخفضة نسبياً.

ووفقاً للتقارير فقد فر حوالى 1,9 مليون سوري من بلدهم إثر الحرب الأهلية معظمهم في لبنان والأردن وتركيا.

ووفقاً للامم المتحدة يستضيف العراق نحو 160 ألف لاجئ سوري مسجل غالبيتهم من الاكراد.

وقال ديندار زيباري، مساعد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان العراق لـ”فرانس برس” إن “الاقليم احتضن عدداً هائلاً من اللاجئين، ولكن هذا العدد يجب أن يحظى باهتمام دولي وعراقي”. اضاف أن “حكومة الإقليم خصصت 20 مليون دولار اضافية الى ميزانية الاقليم للنازحين “مشيراً الى أن “الإقليم ليس لديه الخبرة الكافية لاستقبال هذا العدد الكبير من النازحين لذا يحتاج مساعدة الأمم المتحدة في ذلك”. وفي الوقت الحالي يقوم فريق طبي متنقل خصصته وزارة الصحة في الاقليم بمعالجة اللاجئين. وقال رزكار عبدالرزاق من مديرية صحة أربيل: “قمنا ببناء مركز صحي متجول يضم أطباء وممرضين ومجموعة من سيارات الإسعاف. ومنذ مساء يوم الخميس وحتى الآن عاينا أكثر من 600 مريض وقمنا بإحالة حوالى 12 منهم الى مستشفيات اربيل وأغلب الحالات هي الاسهال والتقيؤ بسبب الحر والسفر من المنطقة الحدودية الى هنا”.

وتعتزم السلطات في الاقليم نقل عدد من اللاجئين الى محافظة السليمانية المجاورة والتي تحظى كذلك بالحكم الذاتي.

ومع تصاعد العنف في سوريا، فإن أعداداً متزايدة من المدنيين يرغبون في عبور الحدود مع العراق.

لبنان لا يمنح منشقّي الجيش السوري اللجوء السياسي

السلطات اللبنانية لن تعترف بالضباط السوريين الذين تحوّلوا إلى ثوّار كلاجئين

الأسبوع الماضي، اعتقلت مخابرات الجيش اللبناني كلاً من محمد الحاج وحكمت إدريس المنشقّين عن الجيش السوري، في راشيا جنوب البقاع بمحاذاة الحدود السورية. واعتبرت تقارير إخبارية أنّ الحاج وإدريس هربا من سوريا لأنهما لم يعودا يريدان الاشتراك في العنف الدائر فيها. وبينما يُقال إنّ تحقيقاً يجري في الموضوع، لم تصدر بعد أي أخبار عن مصير الجنديين السوريين، وما إذا كان سيتم ترحيلهما.

أثارت هذه الحادثة الانتباه لمسألة خطيرة تتعلّق بعمليات ترحيل إجبارية وسريّة من لبنان لضباط انشقّوا عن الجيش السوري وتحوّلوا الى ثوّار، وإرغامهم على العودة الى سوريا ليواجهوا تقريباً الموت المحتّم. فكون السلطات اللبنانية لا تعترف بالضباط السوريين الذين تحوّلوا الى ثوّار، كلاجئين، يتم اعتقال الذين عبروا منهم إلى لبنان، وتصدِر المحكمة العسكرية حكماً عليهم بالترحيل.

في هذا السياق، تشرح المحامية حسنا عبد الرضا لـ”NOW” أنّه بالرغم من أنّ لبنان ليس من بين الموقِّعين على معاهدة الأمم المتحدة للاجئين، فإنّ الدولة مجبرة على منح اللجوء السياسي لطالبيه من بين مَن هُم عرضة لخطر المحاكمة في بلدهم الأم. في حين يعتقد خبراء قانونيون آخرون وناشطون في مجال حقوق الإنسان أنّ مثل هذه المخالفات للقوانين الدولية لا تزال تحصل سرّاً، وبعيداً عن عيون الإعلام.

في وقتٍ سابق من هذا العام، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكماً على ضابط سابق من الرستن في سوريا، هو محمد طلاس، بالسجن مدة شهرين وبدفع غرامة. ومن ثمّ أصدرت أمراً بترحيله بجريمة دخول البلاد بشكل غير قانوني. ومنذ ذلك الحين اختفى أثره.

وعن ذلك، تقول عبد الرضا، التي تتولى تمثيل طلاس قانونيا،ً لـ”NOW”، إنّه “بالرغم من اعتبار محاكمة طلاس من قِبل المحكمة العسكرية مخالَفةً من قبل الدولة للقانون الدولي المرعي الإجراء، ليس بإمكاننا فعل الكثير لوقف ذلك”.

“إن الهيئات الدولية المسؤولة عن مراقبة الالتزام بهذه المعاهدات والاتفاقيات لا تملك قدرة فعلية على مراقبة عملية اتخاذ القضاة المحليين القرارت. بالإضافة الى ذلك، اختار لبنان عدم المشاركة في المواد الموجودة في المعاهدات والتي تمنح الأفراد الحق في محاسبة الدولة في حال لم تلتزم بها. وأحد الأمثلة على ذلك هو معاهدة مكافحة التعذيب”، تقول عبد الرضا.

وبما أنّ قضية طلاس أثارت ضجة عامة، لم يتم الحديث عن أي حالات ترحيل بعد ذلك. لكنّ عبد الرضا تشير إلى أنّ هذا لا يعني أنّ ما من عمليات ترحيل تحصل. فالعديد من الأشخاص، الذين خرجت قضيتهم الى العلن، مثل طلاس نفسه، إما اختفوا بإرادتهم أو كما لو أنّ الأمن العام قام بإخفائهم.

نادراً ما يمكننا تعقّب أثر ما يحصل للمطالبين بحق اللجوء من السوريين الذين سُجنوا، ورُحِّلوا، أو حتى اختفوا. وفي حين بقي بعضهم مختبئاً، يقول الناشطون في مجال حقوق الإنسان، إنّ آخرين تعرّضوا لعمليات ترحيل سريّة. إذ قال نبيل الحلبي، المحامي والمدير التنفيذي للمؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان، لـ”NOW” إنّ الإجراء المعتمد هو أنّ من واجب القوات المسلحة اللبنانية (المخابرات والشرطة) أن تقوم بتحقيقات مع الجنود المنشقين عن الجيش السوري النظامي بحضور الصليب الأحمر الدولي لكي تضمن أمن هؤلاء الجنود السابقين. ولكن منذ بداية الثورة السورية، يضيف الحلبي، تتولى المخابرات العسكرية وحدها هذه العملية. ونظراً الى السريّة التي تحيط بهذه المؤسسة العسكرية، لا سبيل لمعرفة العدد الحقيقي من الجنود الذين يُرحّلون.

ماهر، 25 عاماً، هو لاجئ سوري أمضى أربعة أشهر في مركز حجز الأمن العام. وقال ماهر الذي فضّل عدم ذكر اسمه الحقيقي لدواعٍ أمنية، لـ NOW إنه خلال مدة بقائه في الحجز، كان يتم اعتقال أعداد كبيرة من السوريين وكانوا يُرحلّون كذلك.

“توجد 13 زنزانة في المركز، وكل واحدة كان يشكّل السوريون 30% من نزلائها. كان يجري ترحيلنا بأعداد كبيرة” قال ماهر. “أكبر بكثير من الأعداد التي كانت تُذكر في الإعلام”.

“أحد السوريين قطع شرايين يديه، وآخر ضرب رأسه بالحائط حتى انقطع، وقد أقدما على فعلتهما هذه ظناً منهما بأنه سيتم أرسالهما الى المستشفى عوضا من ترحيلهما. ولكن هذا لم يحصل”.

إن ترحيل الضباط السوريين المنشقين عن النظام يعني بالنسبة لماهر التعذيب على يد نظام الأسد وفي النهاية الموت، وأنّ الامن العام يقرّر بهذه الطريقة مصير أولائك الذين يختار ترحيلهم بين أن يحيوا أو أن يموتوا.

ويشرح الحلبي أنه استناداً الى اتفاقية الدفاع والأمن بين سوريا ولبنان، اتفقت المؤسسات الأمنية والاستخبارية والعسكرية في البلدين على التنسيق والتعاون الشامل في المسائل الأمنية. ووفقاً لهذا الاتفاق، “المنشقون عن الجيش السوري تعتبرهم السلطات السورية خونة، والسلطات اللبنانية تشعر أنّها مجبرة على تسليمهم ما إن تلقي القبض عليهم”، يقول.

من جهتها، تعتقد لمى الفقيه، الباحثة في شؤون سوريا ولبنان في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أنّ الاستمرار باعتقال المنشقين عن الجيش السوري يثير القلق. وهي تشدّد على أنّه بالرغم من أن الحكومة اللبنانية لا تعترف بالمنشقين كلاجئين في لبنان وتستمر باعتقال السوريين بتهمة تواجدهم بشكلٍ غير قانوني، فبقيام هؤلاء بالتسجيل لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR يمكنهم أن يحصلوا على المزيد من المساعدة والحماية.

“يُنصَح السوريون بأن يشرّعوا وضعهم في لبنان من خلال حصولهم على مساعدة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لأنّهم في حال اعتُقلوا بسبب وجودهم غير القانوني [في البلد]، يمكن للمنظمة أن تتعاون مع الامن العام من أجل إطلاق سراحهم، وبالتالي فإنّ هذا هو ملجأهم الوحيد لكي ينجوا من الاعتقال”، قالت فقيه.

وقالت الفقية لموقع NOW إنّه بالرغم من عدم وجود تقارير مؤخراً عن عمليات ترحيل إجبارية الى سوريا، فإن الحكومة لا تزال قاصرة عن تنفيذ واجباتها الدولية.

هذا المقال هو ترجمة للنص الأصلي بالانكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

“اليونيفيل” تشعر بوطأة الحرب السورية

التطورات الأخيرة، التي أشعلتها جزئياً حرب سوريا، جدّدت الهواجس الأمنية لدى قوات حفظ السلام قد لا تكون قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، التي تأسّست عام 1978 بهدف الإشراف على انسحاب الجيوش الإسرائيلية من لبنان والحفاظ على السلام على طول الحدود بعد ذلك، تمارس مهامها في أسهل بيئة ممكنة للعمل. وهذه القوّات التي أقلق راحتها المقاتلون اللبنانيون والجيش الإسرائيلي- الذي استمر باحتلال الجنوب حتى عام 2000- على حد سواء، لطالما تعرّضت على مدى عقود لاعتداءات عنيفة من جهتي الخط الأزرق، أدّت الى خسائر في الأرواح لم تتعد الـ 300 ضحية حتى اليوم.

منذ حرب 2006، عندما باتت مهمة اليونيفيل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، تمتّعت قواتها بفترة من الهدوء لم يسبق لها مثيل، حيث اعتاد الجنود خارج دوام وظيفتهم الاختلاط بالسكان المحليين، كما هي الحال في المنتجعات الموجودة على شاطئ صور. إلاّ أنّ التطورّات الأخيرة، التي أشعلتها جزئياً الحرب الدائرة في الجارة سوريا، جعلت المنظمة تعيش حالة متجدّدة من التوتّر.

جاء أولاً، في 29 تموز الماضي، القرار الذي أصدره الاتحاد الأوروبي بتصنيف ما يُسمى بـ “الجناح العسكري” لـ “حزب الله” كمنظمة إرهابية، في خطوة أشعلت حملة من النقد وحتى التهديدات لقوات اليونيفيل من قبل مجموعات مختلفة تابعة لـ”حزب الله”. حيث يوجد 13 بلداً عضواً في الاتحاد الأوروبي من أصل 37 بلدا مساهماً في قوات الونيفيل.

وبعد ذلك بـ 12 يوماً ورد خبر عزم تركيا على سحب السواد الأعظم من كتيبتها العاملة في إطار قوات اليونيفيل، عقب يوم على خطف الطيارين التركيين على طريق المطار في بيروت- وهي عملية الخطف الثانية لمواطنين أتراك في لبنان في غضون 13 شهراً. ويُعتقد بأنّ خطف السبت الماضي يتعلّق بالرهائن اللبنانيين التسعة المحتجزين في بلدة أعزاز، قرب الحدود التركية، والذين تتهم عائلاتهم الحكومة التركية بمنع إطلاق سراحهم. ومنذ ذلك الحين دعت تركيا كافة رعاياها في لبنان الى مغادرة البلد.

وفي هذا الإطار، أكّد المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تينينتي لـ NOW أنّ قرار تركيا بسحب 240 جندياً من أصل جنودها الـ 300 هو إجراء روتيني لا علاقة له بعملية الخطف الأخيرة، وقد تمّ حتى قبل حصولها.

“لقد نوقش هذا الأمر بشكلٍ مفصّل الشهر الماضي. وتلقينا برقية من نيويورك في السادس من آب، ووزعنا بياناً بهذا الخصوص حينها، ولكن معظم وسائل الإعلام لم تتلقفه”، قال تينينتي. “إنها عملية دائمة، حيث تقلّص بعض البلدان أعداد جنودها وتقوم بلدان أخرى بسحب جنودها او بزيادة مشاركتها”. وأضاف أنه لم يكن ثمة خطط في الوقت الحاضر لاستبدال الكتيبة التركية بكتيبة أخرى.

إلاّ أنّ المتحدّث السابق باسم قوات اليونيفيل، تيمور غوكسيل، وهو مواطن تركي، قال لـ”NOW” إنّ الهواجس الأمنية كان لها على الأرجح دور محوري في اتخاذ هذا القرار.

“السبب الرئيس، رغم أنهم لم يعلنوا عنه رسمياً، هو أنّ الجنود الأتراك العاملين في إطار اليونيفيل ليسوا مقاتلين بل هم عبارة عن وحدة تقنية من المهندسين. وعلى مدى الأشهر الماضية، بسبب تزايد المخاطر على قوات اليونيفيل وعلى الأتراك، يمضي هؤلاء الجنود معظم وقتهم في ممارسة مهام متعلّقة بالأمن، عوض أن يؤدوا وظائفهم المعتادة. وهم يشعرون بعدم ارتياح حيال ذلك. كما قلت، إنهم فنيون وهم يقومون بأعمال جيدة من أجل اليونيفيل ومن أجل الناس عموماً، فيبنون الملاعب وملاعب كرة القدم للأطفال ولكنهم اليوم باتوا قلقين على أمنهم أكثر مما يقومون بأداء مهامهم”.

“هل يمكن أن تتخيّل أنّ هؤلاء الجنود أتوا الى لبنان وغادروه من دون أن يروا بيروت لدواعٍ أمنية؟ إنه أمر مربك. لم تكن هذه هي الحال في السابق، حيث كنّا نشجّع الجنود على التنقل في أنحاء لبنان كافة. لقد تغيّر الزمن” قال غوكسل لـ”NOW”.

وهذا ما يطرح السؤال عمّا قد تكون تأثيرات قرار الاتحاد الأوروبي بخصوص “حزب الله”. فقد ذكر تقرير في أيار الماضي شعور جنود قوات اليونيفيل بالإحباط من التعرّض لحوادث إزعاج وترهيب في الجنوب، الذي يسيطر عليه “حزب الله” في العادة. وعقب إعلان الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، أصدرت شخصيات إعلامية قريبة من “حزب الله” مثل رئيس تحرير صحيفة “الأخبار” ابراهيم الأمين- الذي يُقال إنه صديق شخصي لأمين عام “حزب الله” حسن نصرالله- تهديدات واضحة حول النتائج “العسكرية” بالنسبة لأعضاء قوات اليونيفيل الأوروبيين، الذين  قال الأمين إنّهم باتوا اليوم “يعملون خلف خطوط العدو”. وعلى نحو مماثل، قال رئيس إحدى البلديات التابع لـ”حزب الله”: “لن يقبل الناس بأن يعيش جنود اليونيفيل بينهم ويدعونهم بالإرهابيين”، رغم أنّه نفى أن يكونوا عرضة لردة فعل عنيفة.

من وجهة نظر تينينتي، فإنّ مثل هذه التصريحات لا تُعتبر سببا للقلق. “ثمة فرق بين الكلام والواقع. فعلى الأرض، الوضع هادئ، ومستقر، وأمن حافظي السلام لم يتغيّر”، قال لـ”NOW”.

يوافق غوكسيل رأي تينينتي الى حد كبير، رغم أنه يقول إن هناك توقعات بحصول المزيد من حالات الإزعاج الطفيفة من السكان المحليين لهم، ويضيف غوكسيل: “قوات اليونيفيل من الجهات الأمنية المُرِيحة لـ”حزب الله”، أكثر من ذلك فهي تخدم الناس الذين يشكّلون القاعدة الناخبة لـ”حزب الله”.

وبالتالي فإنّ “حزب الله” لن يتخذ موقفاً معادياً لقوات اليونيفيل، ولكن ما تخشاه اليونيفيل هو ردة فعل محتملة من قبل السكان المحليين الذين قد يظنون أنه إذا كان “حزب الله” غاضباً من الاتحاد الأوروبي، فعلينا أن نغضب منهم نحن أيضاً، ويمكن أن يغيروا موقفهم. يمكن أن يصبحوا أكثر سلبية، ويمكن أن ترى الشبان الصغار يعيقون المواكب ويرمونها بالحجارة، وأمور من هذا القبيل”، ويختم بالقول: “لا يوجد خوف من حصول ردة فعل رسمية يقوم بها “حزب الله”. لكن إذا أراد “حزب الله” يمكنه أن يجعل حياة جنود قوات اليونيفيل بائسة، الجميع يعلم ذلك”.

هذا المقال هو ترجمة للنص الأصلي بالانكليزية

 (ترجمة زينة أبو فاعور)

النظام يقصف دمشق ويعلن تقدمه بريف اللاذقية

                                            أعلن الجيش النظامي السوري اليوم الاثنين استعادته مناطق كانت المعارضة المسلحة سيطرت عليها في ريف اللاذقية، فيما واصل الجيش النظامي قصفه أحياء من العاصمة دمشق ومخيم اليرموك، بينما أعلنت المعارضة أنها صدت هجوما لقوات موالية للنظام في حي السيدة زينب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري أن الجيش النظامي السوري استعاد السيطرة على كل المواقع التي استولى عليها مقاتلو المعارضة خلال الأسبوعين الأخيرين في ريف اللاذقية.

وبحسب المصدر فإن الجيش النظامي سيطر على جبل النبي أشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل في ريف اللاذقية الشمالي، وهي المنطقة التي شنت المعارضة المسلحة عليها هجوما منذ نحو أسبوعين ضمن ما سمته “معركة تحرير الساحل”، وتمكنت من السيطرة على حوالي عشر قرى.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إنه لم يتبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في منطقة ريف اللاذقية إلا منطقة سلمى الإستراتيجية المحاذية لتركيا، على حد ما ذكر.

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المراصد العسكرية التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة قبل نحو أسبوعين، وعلى تسع قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في المنطقة.

إسقاط طائرة

وكان المرصد أفاد أمس أن مقاتلي المعارضة تمكنوا أمس الأحد من إسقاط طائرة حربية في منطقة سلمى كانت تشارك في القصف في جبل الأكراد، مشيرا إلى أن “الطيار قفز بالمظلة ويعتقد أن مجموعة مقاتلة أسرته”.

من جهتها أعلنت المعارضة المسلحة أنها سيطرت بشكل كامل على بلدة المليحة بمحافظة القنيطرة، فيما أكد ناشطون أن قوات المعارضة تمكنت من صد هجوم لقوات من حزب الله اللبناني ولواء أبي الفضل العباس المكون من مقاتلين من الشيعة العراقيين في حي السيدة زينب.

كما أفاد ناشطون بأن طائرات الجيش الحكومي ومدفعيته قصفت مناطق في العاصمة دمشق وريفها وفي محافظات أخرى.

قصف صاروخي

وبث ناشطون صوراً لما قالوا إنه قصف صاروخي وإطلاق قنابل ضوئية على مخيم اليرموك في العاصمة دمشق، وأظهرت الصور لحظة القصف بصاروخ قال الناشطون إنه استهدف مبنى برج القاعة داخل المخيم.

وترافق هذا القصف مع انفجار ضخم واندلاع حريق في أحد المباني، حيث كثفت قوات النظام السوري من قصفها للمخيم في الساعات الأخيرة.

وأوردت شبكة شام الإخبارية أن مخيم اليرموك ومعظم أحياء دمشق الجنوبية تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، كما سقطت قذيفة بحي التجارة وعدة قذائف أخرى في سوق الهال الجديد بمنطقة الزبلطاني.

من جهة أخرى، بثت تنسيقيات الثورة السورية صورا من داخل مدينة دير الزور التي ألحق بها  قصف قوات النظام دمارا كبيرا.

وتظهر الصور أنقاض مستشفى الفرات في المدينة إثر قصف من قوات النظام، كما تبين الصور أيضا الأضرار التي لحقت بمعظم أقسامها، وتظهر مشاهد أخرى من ساحة الحرية وشارع حسن الطه بدير الزور حجم الدمار الذي لحق بالمباني السكنية.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد جدد الأحد تصميمه على اجتثاث ما سماه “الإرهاب” من سوريا.

وقال حسب ما نقلت عنه سانا إن “سوريا رحبت بكل الجهود البناءة والصادقة لإيجاد حل سياسي للأزمة (..) لكنها في الوقت نفسه مصممة على مواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره”.

مقتل مسؤول بحزب الله

على صعيد آخر، قتل مسؤول عسكري من حزب الله اللبناني كان يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام، ودفن السبت في قريته كفر صير في جنوب لبنان، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان.

وقالت الوكالة إن “المسؤول العسكري في حزب الله حسام علي نسر (33 عاما) دفن السبت، وكان يدافع في مقام السيدة زينب (على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق دمشق) حين تعرضت مجموعته للهجوم”.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن الجمعة استعداده للتوجه شخصيا إلى سوريا للقتال “إذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيريين”، مع “كل حزب الله”.

تفتيش دولي

وجاءت هذه التطورات مع التوقعات بأن يبدأ فريق محققي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية عمله في سوريا للتأكد من صحة الاتهامات المتبادلة بين النظام والمعارضة بشأن استخدام أسلحة محظورة.

ويتألف الفريق من عشرة مفتشين يفترض أن يمضوا بحسب الأمم المتحدة “14 يوما في سوريا، يمكن تمديدها بموافقة متبادلة”.

وأعلنت الأمم المتحدة في نهاية تموز/يوليو أن دمشق ستسمح لخبراء المنظمة الدولية بالتحقيق في ثلاثة مواقع تحدثت معلومات عن استخدام سلاح كيميائي فيها، أحدها خان العسل في ريف حلب (شمال).

وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات باستهداف خان العسل بسلاح كيميائي في آذار/مارس الماضي، مما أدى إلى مقتل نحو ثلاثين شخصا.

وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة في مطلع أغسطس/آب أن المفتشين سيزورون موقعين آخرين هما الطيبة في ريف دمشق حيث رصد هجوم بسلاح كيميائي في مارس/آذار، ومدينة حمص (وسط) حيث يشتبه بوقوع هجوم كيميائي في 23 ديسمبر/كانون الأول.

وتقول الأمم المتحدة إن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة السورية، أبلغتها بأن قوات النظام نفذت 13 هجوما بالسلاح الكيميائي في سوريا، في حين أبلغت موسكو الداعمة للنظام الأمم المتحدة بأنها أجرت تحقيقا كشف استخدام المعارضة المسلحة لغاز السارين في خان العسل.

فريق التحقيق في الكيماوي يبدأ عمله بالتفتيش بخان العسل

المعارضة السورية طالبت المجتمع الدولي بضرورة تفتيش المواقع المحررة

دبي – صفاء ضاحي

يبدأ فريق من خبراء الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة عمله اليوم، للتحقيق فيما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت في الصراع السوري.

وطالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي بضرورة تفتيش جميع المواقع التي يشتبه في استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي فيها ومن ضمنها المناطق المحررة التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

ويعتزم الفريق الذي وصل إلى دمشق البدء في عمليات التحقيق والمعاينة في ثلاثة مواقع يشتبه في استخدام الأسلحة الكيماوية فيها من بينها خان العسل ومنطقتان أخريان لم يتم تحديدهما، وذلك حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأمم المتحدة والنظام السوري.

وينص الاتفاق في إحدى فقراته على التفتيش في 3 مواقع لمعرفة ما إذا كان تم استخدام غاز الأعصاب السارين وغاز الخردل أو أي من الأسلحة الكيماوية الأخرى في ثلاثة مواقع فقط .

وينص الجزء الثاني من الاتفاق على عدم بحث لجنة التحقيق في الجهة التي تقف المتورطة في استخدام السلاح الكيماوي والاقتصار على تأكيد أو نفي استخدامه، وذلك حسب طلب النظام السوري.

وفريق المفتشين الذي وصل دمشق في وقت سابق يباشر مهمته التي قد تستغرق أسبوعين قابلة للتمديد بعد التنسيق مع النظام والوصول إلى موافقة متبادلة.

يذكر أن عدة تقارير وردت سابقا من مناطق شرق عدرا شمال شرق دمشق ومستودع في شرق حمص ومراكز للبحوث العلمية في حلب مدعمة بدلائل من الميدان تشير إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليا بينها الأسلحة الكيماوية، وبحسب المعارضة فإن النظام يلجأ لمثل هذه الأسلحة في المناطق التي يفقد السيطرة عليها .

قصف بدمشق و”الحكومي” يتقدم باللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قصفت القوات الحكومية حي القابون في العاصمة دمشق، كما نفذ الأمن السوري عند ظهر الاثنين حملة مداهمات لمنازل سكان في حي المهاجرين، في الوقت الذي استعادت فيه القوات الحكومية كافة المواقع التي استولى عليها مقاتلو المعارضة في ريف اللاذقية في الأيام الأخيرة.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية “سانا” أن “وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها على جبل النبي أشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل في ريف اللاذقية الشمالي في إطار ملاحقتها لفلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت إلى المنطقة”.

وكان مقاتلو المعارضة أعلنوا مطلع أغسطس بداية معركة “تحرير الساحل السوري”، وسيطروا على مجموعة من قرى ريف اللاذقية.

من جهة أخرى، أفادت مصادرنا أن قصفا عنيفا بالصواريخ وقذائف الدبابات استهدف منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، ترافق مع اشتباكات عنيفة على عدة محاور بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني.

وفي الأحياء الجنوبية لدمشق، استمر القصف على المنطقة بمعدل صاروخ كل دقيقتين، إضافة إلى اشتباكات عنيفة جدا بين الجيش الحر والقوات الحكومية على المتحلق الجنوبي.

وسقطت قذيفتان على مناطق في مخيم اليرموك بدمشق ما أدى لأضرار مادية، في وقت تستمر فيه الاشتباكات بين طرفي النزاع في البلاد في حي برزة.

وتدور اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية في حي الصناعة في دير الزور، وسط أنباء عن تقدم مقاتلي المعارضة في الحي وسيطرتهم على عدد من المباني.

وفي حمص، تتعرض بساتين مدينة تدمر لقصف بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، كما تستمر الاشتباكات في أحياء المدينة القديمة.

30 ألف لاجئ سوري جديد إلى كردستان العراق

طارق ماهر- بغداد – سكاي نيوز عربية

وصل عدد اللاجئين السوريين الذين توافدوا على مخيم “دوميز” في إقليم كردستان العراق إلى 30 ألف لاجئ أغلبهم من الأكراد وفقا لما كشف سالم سعيد، المتحدث الإعلامي باسم المخيم الاثنين.

وأوضح سعيد أن موجة جديدة من النازحين من الأكراد السوريين تدفقت على إقليم كردستان العراق خلال الأيام الثلاثة المنصرمة، متوقعا وصول أعداد أخرى في الأيام القليلة المقبلة.

وأشار أن الغالبية المطلقة من هؤلاء النازحين تم إيواؤهم في مخيمات في محافظتي أربيل والسليمانية، مشيرا إلى أن بضع مئات منهم توافدوا على مخيم دوميز “لأن عوائلهم تقطن فيه منذ فترات متباعدة، لكن عليهم التسجيل بمخيماتهم الجديدة لأن مخيم دوميز لم يعد يستطيع استيعاب تدفق اللاجئين إليه”.

وحسب سعيد، فإن العديد من الجهات الحكومية والنقابية ومنظمات الإغاثة الإنسانية “منهمكة في توفير المساعدات الغذائية والإغاثية للاجئين الجدد”.

وحسب أرقام دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك فإن إقليم كردستان العراق استقبل نحو 160 ألف لاجئ كردي سوري، قبيل الموجة الجديدة منهم، بينهم 102 ألف لاجئ مسجل رسميا، فيما يقطن الآخرون في قرى وبلدات إقليم كردستان لدى أقاربهم.

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كشفت عن حركة نزوح كبيرة غير اعتيادية من الأسر السورية إلى إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي، وأضافت أن ما يصل إلى 7000 ألف لاجئ وصلوا آنذاك إلى المخيم.

الجيش السوري يدحر المعارضين في اللاذقية

اعلنت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية الاثنين نقلا عن مصادر عسكرية أن القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة على كل المواقع التي كانت المعارضة المسلحة قد استولت عليها في محافظة اللاذقية الساحلية.

ونقلت الوكالة عن المصدر قوله إن “الجيش استعاد السيطرة على سلسلة جبال نبي أشعيا والمناطق المجاورة شمالي محافظة اللاذقية” في اشارة الى القرى التي كان المعارضون قد استولوا عليها في وقت سابق من هذا الشهر.

وكان التلفزيون الحكومي السوري قد اعلن يوم امس الاحد أن الجيش استعاد السيطرة على عدد من القرى في المحافظة ذاتها.

ولكن مصدرا امنيا سوريا اخبر وكالة فرانس برس بأن الجيش لم يتمكن بعد من دحر المعارضين في المنطقة المحيطة بقرية سلمى الاستراتيجية القريبة من الحدود التركية التي كان المعارضون قد استولوا عليها اواخر العام الماضي.

وكان مسلحو المعارضة قد شنوا منذ اسبوعين هجوما وصفوه “بمعركة تحرير الساحل السوري” من مواقع جبلية كانوا يحتفظون بها في محافظة اللاذقية.

وقد تمكنوا في وقت قصير من الاستيلاء على 12 قرية علوية قرب القرداحة، مسقط رأس الرئيس السابق حافظ الاسد.

يذكر أن اللاذقية تعتبر معقلا للطائفة العلوية، العمود الفقري لنظام الرئيس بشار الأسد.

وكان “رئيس اركان” الجيش السوري الحر سليم ادريس قد زار واحدة من تلك القرى لتفقد عناصر الجيش فيها.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن “الجيش قد حقق تقدما” في محافظة اللاذقية، ولكنه لم يتمكن من تأكيد نبأ استعادته لكل القرى التي كانت قد سقطت بأيدي المعارضين.

وقال المرصد، ومقره بريطانيا، إن مسلحي المعارضة اسقطوا امس الاحد طائرة عسكرية في منطقة سلمى.

وأضاف “أن قائد الطائرة قذف بنفسه وأسر من قبل مسلحي المعارضة على اغلب الظن.”

تفتيش

بدأ اليوم الاثنين فريق مفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية عمله في سوريا للتحقيق في الاتهامات باستخدام هذا النوع من الأسلحة في النزاع المستمر لأكثر من عامين.

وكان الفريق، الذي يتألف من 20 خبيرا، بقيادة العالم السويدي اوكه سيلستروم قد وصل إلى دمشق الأحد.

وستقتصر مهمة اللجنة على التحقيق في المزاعم باستخدام اسلحة كيمائية في ثلاث مناطق- خصوصا في الهجوم الذي وقع في خان العسل في 19 مارس/ اذار والذي يلقي فيه الاسد باللوم على المعارضة.

اما الموقعين الآخرين فبقيا سريين.

إلا أن تقارير أفادت أن مهمة الفريق ستمتد إلى نحو عشر وقائع أخرى خصوصا في محيط دمشق وحمص وبلدة سراقب الشمالية.

تتبادل الحكومة والمعارضة في سوريا اتهامات باستخدام أسلحة كيميائية

وسبق لسوليستروم أن أكد أن اللجنة ستقوم فقط بالتأكد من استخدام الأسلحة الكيميائية ولن تحدد الجهة المسؤولة عن ذلك.

وقد اختلفت كل من واشنطن وموسكو حول اتهام بعض الجهات في سوريا بالمسؤولية عن استخدام اسلحة كيميائية.

وقالت واشنطن إنها حصلت على أدلة تثبت قيام قوات بشار الأسد باستخدام السلاح الكيميائي على نطاق محدود بينما قالت موسكو إن المقاتلين المعارضين هم من استخدموه في معارك قرب حلب.

وكانت لجنة المفتشين قد أعلنت من قبل عن استعدادها لبدء العمل قبل أربعة أشهر لكنها تعطلت نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري حول تأمين أعضائها.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى