أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 19 خزيران 2017

 

 

 

 

الجيش الأميركي يسقط طائرة للنظام السوري هددت قوات تدعمها واشنطن

واشنطن، عمان، بيروت – رويترز

قال الجيش الأميركي إن طائرة حربية أميركية أسقطت اليوم (الأحد) طائرة عسكرية سورية كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في سورية.

وأصدرت القيادة المركزية الأميركية بياناً قالت فيه إنه تم إسقاط الطائرة «في دفاع جماعي عن النفس للقوات المشاركة في التحالف» تم تحديدهم بأنهم مقاتلون من «قوات سورية الديموقراطية» قرب الطبقة.

وكان الجيش السوري  قال إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسقط طائرة تابعة له في ريف الرقة الجنوبي خلال مهمة قتالية سورية ضد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وجاء في بيان للجيش السوري «أقدم طيران ما يدعى بالتحالف الدولي بعد ظهر اليوم على استهداف إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة في ريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة».

وأضاف البيان الذي نقلته وكالة «سانا» الرسمية والتلفزيون السوري، أن الطائرة سقطت وأن الطيار مفقود.

وتابع البيان إن «هذا الاعتداء السافر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة الموقف الأميركي الداعم للإرهاب والذي يهدف إلى محاولة التأثير على قدرة الجيش العربي السوري، القوة الوحيدة الفاعلة مع حلفائه… في محاربة الإرهاب على امتداد مساحة الوطن».

وأضاف البيان «هذا الاعتداء يأتي في الوقت الذي يحقق فيه الجيش العربي السوري وحلفاؤه تقدماً واضحاً في محاربة تنظيم داعش الإرهابي».

وسيطرت قوات النظام السوري على أراض من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد تراجعهم في ريف الرقة الغربي واستعادت حقولاً نفطية وقرى خضعت لسيطرة المتشددين لقرابة ثلاث سنوات.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله اليوم إن «على الولايات المتحدة احترام وحدة الأراضي السورية والكف عن أي أفعال أحادية في البلاد».

وقال لافروف إن محادثات السلام السورية المقبلة ستكون في آستانة في 10 تموز (يوليو) المقبل.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة «إنترفاكس» للأنباء اليوم إن إسقاط الولايات المتحدة للطائرة السورية خطوة صوب تصعيد خطير.

وأضاف أن موسكو تحذر واشنطن من استخدام القوة ضد قوات الحكومة السورية.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة «تسنيم» للأنباء الإيرانية أن الحرس الثوري الإيراني أطلق صواريخ على شرق سورية مستهدفاً قواعد لـ «جماعات متشددة» تحملها إيران مسؤولية هجمات في طهران قتلت 18 شخصاً الأسبوع الماضي.

وقالت الوكالة إن الحرس الثوري أطلق صواريخ «أرض-أرض» متوسطة المدى من غرب إيران على محافظة دير الزور في شرق سورية، ما أدى إلى «مقتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير عتادهم وأسلحتهم».

وأضافت الوكالة أن الصواريخ استهدفت «مقر قيادة ومركز تجمع وإسناد وقسم تلغيم السيارات للإرهابيين».

 

طريق بغداد – دمشق مفتوح في الاتجاهين

لندن، برلين، بيروت – «الحياة»

التقت وحدات من الجيش العراقي وقوات من «الحشد الشعبي» مع القوات النظامية السورية وحلفائها عند نقطة عبور واحدة على الحدود المشتركة بينهما للمرة الأولى منذ سنوات. وكانت وزارة الدفاع العراقية صرحت أول من أمس، أن قوات حرس الحدود سيطرت على منفذ الوليد العراقي المقابل لمنفذ التنف السوري وطردت عناصر تنظيم «داعش» منه. وتتمركز عناصر من القوات النظامية السورية وحلفائها منذ أيام على الجانب الآخر من الحدود على بُعد 50 كلم الى الشمال الشرقي من معبر التنف. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» أن الطريق بين دمشق وبغداد بات مفتوحاً في الاتجاهين من نقطة حدودية تقع في الوسط بين معبر التنف الذي تتمركز فيه قوات أميركية وبريطانية وبين منفذ القائم الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش». ووصفت بغداد ودمشق سيطرتهما على أجزاء من الحدود المشتركة بين البلدين بـ «الإنجاز الاستراتيجي الكبير»، وأعلنتا عزمهما على تطهير الشريط الحدودي من «داعش» (للمزيد).

وتعارض الولايات المتحدة الأميركية وصول القوات النظامية السورية الى معبر التنف الذي أقامت فيه قاعدة عسكرية، حيث تدرب عناصر من المعارضة السورية. وقالت موسكو قبل أيام إن أميركا نقلت من الأردن إلى سورية منظومة راجمات صواريخ متطورة في إطار التصعيد المتزايد حول المثلث الحدودي. ويكتسب المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن أهمية استراتيجية كونه يُشكل مركز ربط بين بلاد الشام (لبنان وفلسطين وسورية والأردن والعراق) ودول الخليج وإيران ودول آسيا الوسطى.

في موازاة ذلك، حققت القوات النظامية تقدماً جديداً في ريف الرقة، وسيطرت أمس على قرية الكرادي على الطريق الواصل إلى مدينة الرصافة الأثرية. وأفادت مصادر متطابقة مؤيدة للحكومة بأن القوات النظامية سيطرت على بلدتي العيساوي جعيدين في ريف الرقة الجنوبي. والعيساوي هي آخر بلدة تفصل القوات النظامية عن مدينة الرصافة الاستراتيجية. ودخلت القوات النظامية والجماعات الموالية لها محافظة الرقة مطلع حزيران (يونيو) الجاري، بعد سيطرتها على مدينة مسكنة، آخر المراكز الرئيسية لتنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي. وتحاول القوات النظامية تعزيز نفوذها غرب الرقة وجنوبها، في إطار سعيها للسيطرة على البادية السورية وصولاً إلى محافظة دير الزور.

وسيطرت القوات النظامية على مساحات واسعة في ريف الرقة الغربي، وباتت على مقربة من الرصافة، جنوب غربي مدينة الطبقة الخاضعة حالياً لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية».

وفي تحول تكتيكي مهم لمجريات المعركة، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس على قرية كسرة شيخ جمعة، قرب المدخل الجنوبي للرقة. وكانت معارك الرقة تركزت على شمال المدينة وغربها وشرقها، فيما تركت الناحية الجنوبية هادئة لترك «ممر» لعناصر «داعش» للهروب من هذه الجهة باتجاه مدينة دير الزور والبادية السورية. وسيطرت «سورية الديموقراطية» أمس على حي البياطرة شرق مدينة الرقة، بعد اشتباكات دامت أياماً عدة مع عناصر «داعش».

إلى ذلك، أعلنت ألمانيا أمس، أنها ستشارك في العمليات ضد «داعش» انطلاقاً من قاعدة إنجرليك بتركيا حتى نهاية حزيران (يونيو) الجاري. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فان در لاين، إنه من الصعب تحديد موعد لانسحاب قوات بلادها من قاعدة إنجرليك والتوجه الى قاعدة الأزرق الجوية في الأردن. وأوضحت أنّ «القوات الألمانية العاملة في قاعدة إنجرليك ستواصل مشاركتها مع طيران التحالف الدولي لمكافحة داعش حتّى نهاية حزيران الجاري»، مضيفة أن «برلين تحاول الإسراع في عملية نقل جنودها إلى قاعدة الأزرق، وعدم إطالة فترة التوقف عن الطيران».

وأعلنت ألمانيا، بداية الشهر الماضي، أنها تدرس نقل نحو 250 جندياً متمركزين في قاعدة إنجرليك للمساعدة في المعركة ضد «داعش»، إلى الأردن، لأن أنقرة ترفض السماح لبرلمانيين ألمان بزيارة القاعدة.

 

استمرار التهدئة الموقتة … ودرعا تترقب مصيراً مجهولاً اليوم

لندن – «الحياة»

شهدت مدينة درعا هدوءاً ملحوظاً أمس في ثاني أيام «التهدئة الموقتة»، والتي سبقها تصعيد غير مسبوق منذ آذار (مارس) 2011. ولا يزال وقف إطلاق النار وفقاً للاتفاق الروسي– الأميركي– الأردني، ساري المفعول لليوم الثاني على التوالي. و «علم المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الهدوء لا يزال يسود درعا إجمالاً، وإن تخلله إطلاق نار متبادل بين القوات النظامية وفصائل المعارضة وسقوط عدة قذائف عند منتصف ليل السبت– الأحد.

وجاء الهدوء الموقت بعد أعنف معارك شهدتها مدينة درعا منذ بدء اتفاق «خفض التصعيد» في 6 أيار (مايو) الماضي، حيث اندلع القتال العنيف بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى على محاور في درعا البلد ومحيط مخيم درعا، في الثالث من حزيران (يونيو) الجاري، واستمرت حتى 17 من الشهر ذاته. وهو أعنف تصعيد شهدته مدينة درعا منذ أشهر، إذ استهدفتها قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية بأكثر من 2000 غارة وبرميل متفجر وصاروخ (يعتقد أنه من نوع أرض– أرض) وقذيفة مدفعية وصاروخية، ما تسبب في دمار كبير بالبنى التحتية والمباني ومنازل المدنيين، إضافة إلى سقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين، فيما قتل عشرات العناصر من فصائل المعارضة والقوات النظامية في هذه المعارك.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوجود أجواء حذر لدى الفصائل من تطبيق هذا الاتفاق في هذا التوقيت، وبخاصة أن الاتفاق محدود لمدة 48 ساعة. كما أنه جاء بعد وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية للمشاركة في معركة درعا. وكانت فصائل المعارضة أطلقت في النصف الأول من شباط (فبراير) الماضي معركة «الموت ولا المذلة» والتي تهدف من خلالها إلى السيطرة على درعا البلد في مدينة درعا. وتمكنت هذه الفصائل من تحقيق تقدم واسع والسيطرة على كتل أبنية ومواقع قوات النظام، وقضي وقتل وأصيب العشرات من عناصر الطرفين خلال هذه الاشتباكات والقصف الذي رافقها.

في موازاة ذلك، أفاد موقع «عنب بلدي» الإخباري المعارض بانخفاض وتيرة التوتر بشكل كبير، موضحاً أنه لم يتم «تسجّيل أي غارات أو براميل أو قصف بصواريخ الفيل، باستثناء غارات بعد ربع ساعة من بدء التهدئة، علاوة على تبادل قذائف الهاون بشكل محدود كل بضع ساعات». وأشار إلى أن كثيراً من الأهالي استغلوا الهدوء الملحوظ، وعادوا إلى المدينة لتفقد منازلهم المدمرة، ومحاولة إخراج بقايا ممتلكاتهم.

ولم تعلن غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التي تقود معركة «الموت ولا المذلة» في حي المنشية، موقفها من «التهدئة الموقتة»، لكنها تبدو ملتزمة على الأرض من خلال وقف المعارك.

وأعلنت القوات النظامية عن تهدئة تستمر 48 ساعة في مدينة درعا، وقالت إنها تأتي في إطار «دعم جهود المصالحة الوطنية». وقد بدأت ظهر أول من أمس وتنتهي اليوم.

تترقب مدينة درعا مصيراً مجهولاً بعد انتهاء التهدئة اليوم، وذلك بسبب انتظار حشود القوات النظامية والميليشيات الرديفة، وسط صورٍ ضجت بها وسائل التواصل، تحضيراً لمعركة «كبرى» في المدينة.

وبحسب مصادر متطابقة في المعارضة، فإن التهدئة الموقتة قام بها وفد «مجهول الانتماء» انطلق من مناطق سيطرة المعارضة، واجتمع مع ممثلين عن الحكومة السورية الخميس 8 حزيران (يونيو) الجاري، ليُغادر ظهر اليوم ذاته من دون معرفة طبيعة اللقاء السري أو نتائجه.

وتزامنت الزيارة مع توقف شبه كامل لعمليات القصف، على رغم تحليق طيران الاستطلاع بشكل مكثف في سماء المدينة، إلا أن الأيام التالية شهدت عودة القصف، حتى توقّفت العمليات القتالية في الساعة الثانية عشرة والربع من ظهر السبت. ومع الهدوء الذي بدأ يسود المدينة، أعلنت القيادة العامة للقوات النظامية السورية وقف العمليات القتالية لمدة 48 ساعة، «دعماً لجهود المصالحة الوطنية».

وأشارت في بيانٍ إلى أن «الحكومة السورية تحرص على تعزيز المصالحات المحلية، في مختلف المناطق، توازياً مع عمليات اجتثاث الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم سورية».

ومع توقف القصف والمعارك، بدأت مفاوضات بين الحكومة السورية والوفد المجهول، الذي يعمل بهدف حماية المدينة من التدمير الكامل، وفق مصادر المعارضة.

وعزت المصادر سبب المفاوضات «إلى ترك بصيص أمل يتيح للأهالي أن يسكنوا المدينة ولو سيطر النظام عليها، بدلاً من تدميرها خلال القصف»، مشيرةً إلى أن طلباً وجهه الوفد للنظام ووافق عليه بشرط الانضمام إلى مناطق «المصالحات».

ومن شروط التهدئة إيقاف المعارك وإرسال التعزيزات، على أن تكون خطوة أولى تضمن استمرار المفاوضات لتكون أكثر شمولية، في حال التزم الطرفان.

وتوقعت المصادر أن يُطالب النظام المعارضة بالانسحاب من المدينة، بينما يحمل الوفد مطالب بتشكيل لجنة مشتركة تضمن عودة الأهالي إلى المدينة، على أن تضمن روسيا النظام لمنع أي خرق.

الأيام الماضية التي عاشتها المدينة تُظهر تحييد روسيا سلاحها الجوي، وتحديداً مع الحديث عن الحشود العسكرية، بعد زيارة العميد ماهر الأسد قائد «الفرقة الرابعة» مدينة إزرع في محافظة درعا.

وبحسب «عنب بلدي»، فإن عدداً من ضباط الفرقة رافقوا الأسد في الزيارة المفاجئة، وبقوا في مدينة إزرع، في إطار حشود للقوات النظامية لاستعادة السيطرة على كامل درعا البلد.

وعلى رغم أن الطائرات الروسية ساهمت في استهداف المنطقة، مع بداية المعارك قبل أشهر، إلا أنها سحبت سلاح الجو، وفق مراقبين توقعوا أنها بداية لتكون روسيا طرفاً ضامناً للتهدئة، بضوء أخضر من الأردن.

إثر الحشود أعلن أكثر من فصيل في «الجيش الحر»، تجهيز قواتهم لصد أي هجوم محتمل، كما شكّلت بعض الفصائل، وعلى رأسها «جيش الثورة» و «فوج المدفعية»، غرفة عمليات مشتركة تحت اسم «رص الصفوف» للغرض ذاته.

كما أطلق ناشطون حملة «تحرك لأجل درعا»، في محاولة للفت النظر إلى ما يجري في المدينة، وسط دعواتٍ للمجتمع الدولي بضرورة «عدم تكرار نموذج حلب» التي هجر سكانها، منتصف كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.

 

مسؤولون في البيت الأبيض يضغطون من أجل توسيع رقعة الحرب في سوريا

أفاد مصدران مطلعان على المداولات التي تدور داخل أسوار إدارة دونالد ترامب أن عددا من كبار المسؤولين في البيت الأبيض يمارسون جملة من الضغوط من أجل توسيع العمليات العسكرية في سوريا، نظرا لأن ذلك سيتيح لهم فرصة مواجهة إيران وقواتها بالوكالة في ساحة المعركة هناك. وعلى رأس هؤلاء المسؤولين، ازرا كوهين – واتنيك، كبير مديري الاستخبارات في مجلس الأمن القومي وديريك هارفي، كبير مستشاري مجلس الأمن القومي لقضايا الشرق الأوسط الذين يرغبان في أن تشن الولايات المتحدة عمليات عسكرية في جنوب سوريا. والجدير بالذكر أن الجيش الأمريكي قد قام، خلال الأسابيع الأخيرة، باتخاذ مجموعة من الإجراءات الدفاعية ضد القوات المدعومة من قبل إيران الذين يساندون الرئيس السوري بشار الأسد.

في الأثناء، أثارت مطامع كل من واتنيك وهارفي حفيظة الصقور الأمريكيين الذين يناهضون إيران بمن فيهم وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي أطاح بمخططات كلا المسؤولين في العديد من المناسبات. والجدير بالذكر، أن الوضع في جنوب سوريا قد تأزم بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة خاصة بعد أن أسقطت طائرة حربية أمريكية طائرة من دون طيار إيرانية الصنع هاجمت القوات الأمريكية التي كانت تقوم بدوريات مع حلفاء سوريين قرب موقع أمريكي في الطنف. وجاء هذا الهجوم إثر استهداف غارتين أمريكيتين لميليشيات شيعية مدعومة من قبل إيران، كانت قريبة جدا من موقع عسكري تابع للولايات المتحدة.

على الرغم من الموقف العدواني الذي تبناه بعض المسؤولين في البيت الأبيض، إلا أن كل من ماتيس والقادة العسكريين وكبار الدبلوماسيين الأمريكيين يعارضون فتح جبهة أوسع ضد إيران ووكلائها في جنوب شرق سوريا، خاصة وأنها قد تكون خطوة محفوفة بالمخاطر يمكن أن تدفع بالولايات المتحدة إلى مواجهات خطيرة مع إيران. علاوة على ذلك، قد يدفع أي اشتباك مباشر مقاتلي إيران إلى الانتقام من القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا، مع العلم وأن طهران قد قامت بتسليح الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية ونشرت مئات الضباط من الحرس الثوري في المنطقة.

من جانب آخر، يصب كل من ماتيس، ورئيس الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، والدبلوماسي الأمريكي المشرف على التحالف المناهض لتنظيم الدولة، بريت ماكغورك، جل تركيزهم على دفع تنظيم الدولة للخروج من معاقله المتبقية، بما في ذلك مدينة الرقة الواقعة في جنوب سوريا. وفي هذا الصدد، ذكر أحد المسؤولين أن “هذه هي الإستراتيجية التي سنعمل على تنفيذها وستنصب كل الجهود لتحقيق ذلك”.

والجدير بالذكر، أن البيت الأبيض رفض التعليق على الموضوع. في المقابل، أعلن البنتاغون أنه لا ينوي مواجهة القوات التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، ما لم تعمد إلى استفزازه. من جانبها، أوردت القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط في بيان صادر بتاريخ 6 من حزيران/يونيو، أن “الائتلاف لا يسعى إلى محاربة النظام السوري أو القوات الموالية له، لكنه سيبقى على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسه في حال رفضت القوات الموالية للنظام إخلاء مناطق نزع السلاح”.

في الحقيقة، لا تعد هذه المرة الأولى التي يضطر  فيها كل من ماتيس ودانفورد للتصدي لمقترحات البيت الأبيض التي تحث على تبني عمليات عدوانية، الأمر الذي يعتبرونه مستحيلا بل خطوة متهورة. وفي وقت سابق، عارض الاثنان فكرة مبدئية كانت تقوم على إرسال قوة برية أمريكية كبيرة إلى سوريا للإطاحة بتنظيم الدولة بدلا من الاعتماد على المقاتلين الأكراد والعرب السوريين المحليين الذين يحظون بدعم من قبل الكوماندوز الأمريكي.

يتزامن هذا الخلاف مع مراجعة البيت الأبيض لسياسته تجاه إيران، التي انطلقت منذ أشهر والتي تشمل دراسة دور الضباط العسكريين الإيرانيين والوكلاء الذين يدعمون النظام السوري والاتفاق النووي المتعدد الأطراف مع طهران. وفي هذا الإطار، كشف تقييم السياسة العامة عن انقسامات في صلب الإدارة الأمريكية حول الوقت الأنسب لمواجهة إيران في سوريا.

في سياق متصل، أفادت دانييل بليتكا، رئيسة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد “أميركان إنتربرايز”، التي لطالما انتقدت الإدارة السابقة ووصفتها بالضعيفة، قائلة: “لا أعتقد أن لدينا إستراتيجية جادة وواضحة للحرب في سوريا، كما نفتقر لإستراتيجية ردعية بشأن  إيران علما وأن هاتين الإستراتيجيتين تتماشيان معا”. وأضافت بليتكا أن “سوريا  تعد بمثابة شريان الحياة بالنسبة لإيران، لقد أثبت لنا الإيرانيون مرارا وتكرارا مدى التزامهم ببقاء الأسد في السلطة. تعتبر فكرة عودة الإيرانيين إلى  سوريا حكيمة، ولكن كيف ستكون نهاية اللعبة؟”.

في واقع الأمر، تمثل الحرب الأهلية السورية بالنسبة للصقور الأمريكيين المناهضين لإيران داخل وخارج الإدارة الأمريكية، حدثا محوريا سيحدد ما إذا كانت إيران أو الولايات المتحدة ستنجح في فرض نفوذها على العراق وسوريا. فضلا عن ذلك، يخشى هؤلاء الصقور الأمريكيون من سيناريو محتمل يتمثل في بروز طهران بصفتها اللاعب المهيمن على الممر الأرضي عبر العراق وسوريا ولبنان في حال تراجعت واشنطن.

وفي هذا السياق، أورد كولن كاهل، الذي شغل سابقا منصب مستشار الأمن القومي تحت إمرة نائب الرئيس السابق، جو بايدن أن “شن حرب واسعة النطاق ضد المقاتلين المدعومين من إيران في سوريا أمر غير ضروري وخطير للغاية”. وأردف كاهل أن استهداف الوكلاء الإيرانيين في سوريا سيؤدي إلى تأزم العلاقات مع العراق الذي يسيطر عليه الشيعة “وتدمير العلاقة الإستراتيجية” مع بغداد.

وأضاف كاهل أن هذه الخطوة ستعرض الآلاف من القوات الأمريكية فى العراق لخطر كبير حيث ستسعى الميليشيات الشيعية للانتقام منها في ظل اقتراب القوات بقيادة الولايات المتحدة من هزيمة تنظيم الدولة. وفي هذا الصدد، أوضح كاهل أنه “ليس هناك من داع، في الوقت الراهن، لمواجهة إيران نظرا لأن الدخول في منافسة مع طهران في العراق وسوريا ليس بالأمر الهين الذي قد يحل وينتهي خلال الشهرين المقبلين”.

عموما، وجه الرئيس دونالد ترامب خطابا قاسيا وحاد اللهجة لإيران. وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على أن ترامب يعتزم مواجهة طهران على الرغم من أن إدارته لم تتخذ بعد أي إجراء دراماتيكي على هذا النحو. وفي حين اعتبر خطاب ترامب الذي ألقاه في المملكة العربية السعودية في أوائل مايو / أيار، أنه يهدف إلى توحيد العالم الإسلامي، فقد أوضح أيضا أن الولايات المتحدة سوف تتخذ جانبا من الصراع الطائفي في الشرق الأوسط. فقد اختارت واشنطن دعم الدول العربية السنية في محاولة منها لعزل الدول الشيعية – التي تحكمها إيران. وفي الأثناء، رحب ملوك الخليج وإسرائيل بموقف ترامب وتعهده بمواجهة إيران.

من جانب آخر، دعا بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية  للتدخل ضد إيران في اليمن، من خلال تكثيف الدعم المقدم للتحالف الذي تقوده السعودية الذي يقاتل المتمردين الحوثيين، المدعومين من قبل إيران. وعلى غرار سوريا، يعد تنامي الدور الأمريكي في اليمن خطوة محفوفة بالمخاطر. وفي هذا الصدد، أشار الخبراء إلى أن التعامل مع اليمن على اعتبارها حرب بالوكالة من قبل إيران، من شأنه أن يؤدي إلى نتائج عكسية لا يحمد عقباها. وفي معركتهم ضد المتمردين الحوثيين، عملت القوات الموالية للرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي، والائتلاف الذي تقوده السعودية، جنبا إلى جنب مع العناصر الفاعلة المحلية التي يشتبه في ارتباطها بتنظيم القاعدة.

في الحقيقة، يشوب الغموض موقف مستشار الأمن القومي، هربرت ماكماستر فيما يتعلق بكيفية الرد على الوكلاء الإيرانيين في سوريا، ولكن من المحتمل أن يكون في صف ماتيس كما قد يدعم موقف وزارة الدفاع نظرا لخلفيته العسكرية. والجدير بالذكر أن ماكماستر عمل سابقا مع واتنيك وهارفي، وكلاهما عمل لحسابه، ولكن وفي بعض الأحيان كان موقف الرجلان مغايرا تماما لوجهة نظر ماكماستر .

وفي شأن ذي صلة، رجح مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين الكفة لصالح كوهين- واتنيك البالغ من العمر 30 سنة. وفي الأثناء، يعتبر بعض المسؤولين أن واتنيك يفتقر إلى الخبرة اللازمة. من جهتهم، صرح بعض العاملين في وكالة المخابرات المركزية أن واتنيك فضلا عن هارفي، مستشار الاستخبارات العسكرية تحت إمرة الجنرال المتقاعد، ديفيد بترايوس، أثناء عمله في العراق، شخصان غير موثوق بهما. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخرا تصريحات كوهين- واتنيك، الذي أورد أنه قد “أبلغ مسؤولين آخرين في الإدارة أنه يريد توظيف جواسيس أمريكيين للمساعدة في الإطاحة بالحكومة الإيرانية”.

من جانب آخر، حاول ماكماستر نقل كوهين-واتنيك إلى منصب آخر ومختلف داخل مجلس الأمن القومي إبان توليه لمنصب مستشار الأمن القومي. وحتى يتمكن من إنقاذ منصبه، ناشد كوهين – واتنيك المستشارين الرئيسيين في البيت الأبيض ألا وهما ستيف بانون وجاريد كوشنر، اللذين طلبا من ترامب منع تنفيذ هذا القرار. من جهته، حاول هارفي أن يستولي على منصب رئيسه، كما سعى  للحصول على ما يسمى “بمبادرة أوباما” التي أطلقها مجلس الأمن القومي من خلال مناشدة ترامب ورئيس الإستراتيجيين ستيف بانون، ولكن ماكماستر رفض ذلك.

وفي الوقت الذي يتباحث فيه المسؤولون في واشنطن بشأن الإستراتيجية التي يجب اتباعها في حين يتنافس آخرون على النفوذ في صلب الإدارة الأمريكية، تتصاعد وتيرة الأحداث على أرض المعركة في سوريا بسرعة، مما يزيد من إمكانية نشوب صراع بين الطرفين الأمريكي والإيراني بطريقة غير مخطط لها. وفي الأثناء، واصل المقاتلون الموالون للأسد، الذين يعدون مزيجا من الميليشيات الشيعية والقوات السورية فضلا عن ميليشيات حزب الله اللبناني إلى جانب مستشاري فيلق الحرس الثوري الإيراني، تنفيذ جملة من العمليات بالقرب من القوات الأمريكية في قاعدة التنف على الرغم من التحذيرات المتكررة من قبل واشنطن.

وفي سياق متصل، صرح ضباط الجيش الأمريكي أنهم لن يترددوا في استهداف العملاء الإيرانيين في حال تعرضت قوات العمليات الخاصة الأمريكية للخطر. وفي هذا الصدد، قال أحد الضباط، أنه “في حال واجه أتباعنا على الأرض أي تهديد فإننا سنستخدم القوة الجوية سواء ضد قوات النظام أو القوات الموالية له”.

ترجمة نون بوست

فورين بوليسي

 

حتى في حال سقوط الرقة والموصل، تنظيم (داعش) غير آيل للسقوط

تجري حالياً حملة عسكرية طال انتظارها لاستعادة مدينة الرقة الرئيسية في شمال سوريا مما يسمى بالدولة الإسلامية. لقد فقد التنظيم على ما يبدو الأراضي التي كان يسيطر عليها وعاصمته المركزية الفعلية وذلك تحت هجومٍ مكثفٍ، وهذا يجعلنا نتساءل بشكل واضح: هل هذه هي نهاية داعش؟

 

للأسف، الجواب يجب أن يكون مدوياً: “لا”. هناك أدلة متزايدة على أن الدولة الإسلامية تحول نفسها إلى تمرد طويل الأجل في العراق وسوريا، بل إنها تتطور أيضاً لتصبح حركة ذات مدى عالمي.

 

يمكن قياس خطورة المشكلة بحجم الاعتداء على الرقة الذي يجري حتى في الوقت الذي تتمسك فيه الدولة الإسلامية بعناد بمدينة الموصل العراقية. كما يلعب التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة، بكل ما لديه من موارد، دوراً جوهرياً أكبر بكثير في كلتا المعركتين.

 

تتولى قوات الدفاع السورية تنظيم قوات الرقة شبه العسكرية المتألفة من قوات الميليشيات الكردية التابعة لـِ “وحدات حماية الشعب” مع مجموعة من الميليشيات السورية غير الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة بقوة. وقد زاد مستوى الدعم زيادة كبيرة في الأشهر الأخيرة؛ وذكرت وكالة رويترز أنه مع تحرك قوات المعارضة ببطء نحو الرقة، يتعين عليها التنسيق عن كثب مع الولايات المتحدة لتجنب وقوع ضحايا تحت “نيران صديقة”.

 

تركز تكتيكاتهم على الحركة الدقيقة للقوات، في كثيرٍ من الأحيان سيراً على الأقدام، نحو المناطق الداخلية للمدينة حيث قامت الدولة الإسلامية بتعزيزها وحمايتها، بينما تقوم قوة التحالف الجوية والمدفعية بتطهير الطريق. تتعرض القوات المناهضة لتنظيم “داعش” لقصف القناصة وقذائف الهاون، على الرغم من أن الدفاع عن المناطق الخارجية للمدينة ضعيف نسبياً.

 

فقط الآن أصبح مدى تدخل قوات التحالف واضحاً. لقد دخل الغرب الآن بشكل مباشر وعن كثب في الحرب على الأرض وكذلك في الهواء؛ قد يكون العديد من هذه القوات من القوات الخاصة التي تفضل الحفاظ على مكانة منخفضة، ولكن مع ذلك، فإن الشرق الأوسط أصبح مرة أخرى مضيفاً لآلاف من “الأحذية على الأرض” الغربية.

 

القوات تتقدم

 

تشارك القوات الأمريكية بشكل عميق في معركة الموصل. كما ذكرت صحيفة ميليتاري تايمز مؤخراً:

 

مع انتقال المعركة لتحرير الموصل في العراق إلى عمق المدينة، بدأ الجنود بارتداء ملابس سوداء لينصهروا مع رجال عراقيين مناهضين للإرهاب يتجولون في الشوارع، ويقتحمون المنازل لطرد مقاتلي داعش إلى العراء.

 

أفاد المصدر نفسه بأن القوات الخاصة الأمريكية تشارك مباشرة مع قوات الدفاع الذاتي في الرقة. يعود السبب جزئياً، فضلاً عن الاستخدام المكثف للقوة الجوية ودعم المدفعية، إلى أن الدولة الإسلامية تثبت عنادها إلى أقصى حد في الدفاع عن قواعدها الرئيسية.

 

قوات الشرطة الاتحادية العراقية العاملة غرب الموصل. إيبا / أحمد جليل

 

لا تزال المعركة التي يتم الإبلاغ عنها من أجل الموصل هي المثال الرئيسي. في آذار/ مارس 2017، عندما كانت العملية قد استمرت بالفعل أكثر بمرتين مما كان متوقعاً، تساءلت عما يمكن أن يأتي بعد ذلك: “هل خسارة المسجد الكبير التي تلوح في الأفق بداية نهاية داعش – أم أنها مجرد نقطة تحول أخرى في حرب طويلة؟” مرت ثلاثة أشهر حتى الآن، و”النهاية” لا تلوح في الأفق بعد.

 

لا تزال قوات داعش متواجدة في المدينة القديمة، بل إنها تسيطر على ثلاث مناطق خارجية. وخلال القتال، أعاقت قوات داعش خدمةَ مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقي، أو الشعبة الذهبية، وهي القوة التي ستعتمدها حكومة بغداد على السيطرة على التمرد المتوقع بعد الموصل.

 

وفي وقت لاحق من هذا العام، سيخسر تنظيم الدولة الإسلامية على الأرجح الرقة والموصل، ولكنه سيبدأ بالفعل حملات حرب العصابات طويلة الأمد في كلا البلدين. والأهم من ذلك، سوف توسع هذه العصابات من انتشارها العالمي بسرعة كبيرة.

 

جبهات جديدة

 

لقد خاض كل من القتلى الأمريكيين الستة العاملين في أفغانستان عام 2016 قتالاً دامياً مع تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان وليس مع حركة طالبان. يُعْتَقدُ أن التنظيم مسؤولٌ أيضاً عن بعض الهجمات البارزة في كابول، الأمر الذي أدى إلى تدهور عام للوضع الأمني في البلاد.

 

ولكن المشكلة تذهب أبعد من ذلك. في الفلبين، ركز الرئيس رودريغو دورتيت على حربه ضد المخدرات، وتجاهل صعود جماعة موت المرتبطة بـِ “داعش” بالقرب من مدينة مراوي الجنوبية. ثم استولت المجموعة على المدينة، مما أدى إلى اندلاع صراع مكثف استمر ثلاثة أسابيع. وبسبب حجم المشكلة فإن طائرات المراقبة الأمريكية والطائرات بدون طيار والقوات الخاصة تدعم الآن الجيش الفلبيني في محاولةٍ لاستعادة السيطرة.

 

مناورة للقوات الفلبينية التي تقاتل ضد قوات داعش. إيبا / ميرلين مانوس

 

هذا الارتفاع في تأثير داعش هو جزء من قلقٍ أوسع نطاقاً في نمو الحركات شبه العسكرية في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، وليس أقلها في إندونيسيا وتايلاند.

 

وفي الوقت نفسه، تقوم الدولة الإسلامية أيضاً بزيادة محاولاتها للتشجيع والتحريض بل وحتى المساعدة في تنظيم هجماتٍ على دول “العدو البعيد”، ولا سيما في أوروبا الغربية، فضلاً عن الدول “القريبة من العدو” مثل إيران. وقد ادعى تنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً باستعراضٍ متعمدٍ المسؤوليةَ عن الهجمات القاتلة في مانشستر ولندن وإيران. يأتي هذا الادعاء بالمسؤولية عن تلك الهجمات كجزء من استراتيجية التنظيم للإشارة إلى أن “الخلافة” في العراق وسوريا – والتي طالما تبجح بها – ليست هدفه الوحيد.

 

تتحمل داعش والمجموعات المرتبطة بها المسؤولية لفترة طويلة. إن أي فكرة مفادها أن القمع العسكري من قبل الولايات المتحدة أو أية دولة أخرى سوف ينجح هي مجرد تفكير بالتمني.

ترجمة عبد الرزاق اسكيف

السوري الجديد

 

روسيا: إسقاط أمريكا للطائرة السورية عمل عدائي

 

موسكو – رويترز :  نقلت إعلام روسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله اليوم الاثنين إن موسكو تعتبر إسقاط الولايات المتحدة لطائرة حربية تابعة للحكومة السورية “عملا عدائيا ودعما للإرهابيين”.

 

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أسقط طائرة مقاتلة تابعة للحكومة السورية أمس الأحد بعد إسقاطها قنابل بالقرب من مقاتلين تابعين لقوات سورية الديمقراطية، جنوب مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي بشمال شرق سورية.

 

الخارجية الروسية حذرت الولايات المتحدة من تكرار اللجوء إلى القوة العسكرية ضد القوات الحكومية السورية .

 

ونقل موقع “روسيا اليوم” عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف القول، بشأن الضربة الأمريكية التي أسفرت عن إسقاط طائرة حربية سورية بريف الرقة،: “تلقينا بقلق وانزعاج نبأ الضربة التي استهدفت طائرة تابعة لسلاح الجو السوري وأسفرت عن إسقاطها”.

 

وتابع أن “الهجوم المباشر على طائرة تابعة للقوات الحكومية السورية يعد خطوة جديدة في اتجاه التصعيد الخطير”. وشدد بالقول :”نحذر واشنطن من تكرار اللجوء إلى هذه الأساليب”.

 

ويشكل هذا الحادث تصعيداً مع وجود القوات السورية على تخوم المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية في شمال وجنوب سوريا.

 

قوات سوريا الديمقراطية: سنرد إذا استمرت هجمات النظام السوري

(رويترز): اتهمت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة نظام  سوريا الاثنين، بقصف مواقعها جنوب غربي مدينة الرقة في الأيام الأخيرة وهددت بالرد إذا استمرت الهجمات.

 

وقال طلال سلو المتحدث باسم القوات في بيان “عمدت قوات النظام ومنذ 17 يونيو/ حزيران 2017 إلى شن هجمات واسعة النطاق استخدم فيها الطائرات والمدفعية والدبابات على المناطق التي حررتها قواتنا… خلال معركة تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات منذ ثلاثة أشهر”.

 

وأضاف “إننا نؤكد بأن استمرار النظام في هجومه على مواقعنا في محافظة الرقة سيضطرنا إلى الرد بالمثل”.

 

وأسقطت طائرة حربية أمريكية طائرة تابعة للجيش السوري الأحد جنوب غربي الرقة، تقول واشنطن إنها كانت تسقط قنابل قرب القوات المدعومة من الولايات المتحدة بينما تقول دمشق إن الطائرة كانت تقوم بطلعة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

إسطنبول تستضيف نصف مليون سوري

أنقرة – الأناضول : تستضيف مدينة إسطنبول التركية العدد الأكبر من السوريين اللاجئين في تركيا، حيث يبلغ عددهم 484 ألفا و810 سوريين من أصل ثلاثة ملايين.

 

وبحسب مسؤولين في إدارة الكوارث والطوارئ التركية، تأتي ولاية شانلي أورفا في المرتبة الثانية بـ 425 ألفا و542.

وأوضح المسؤولون أنّ مليونين و782 ألف و146 سوريّا في تركيا يعيشون خارج المخيمات. وأنّ 246 ألف و80 لاجئا يعيشون في مراكز إيواء اللاجئين المؤقتة (المخيمات).

ولفت المسؤولون إلى أن 4 ملايين و900 ألف سوري اضطرو للجوء إلى الدول الأخرى، بعد الأحداث التي اندلعت في في 15 مارس/آذار عام 2011.

تجدر الإشارة أن الإنفاق الرسمي التركي على اللاجئين السوريين بحسب الأمم المتحدة بلغ 12.1 مليار دولار، أما إجمالي الإنفاق الذي شاركت فيه منظمات المجتمع المدني والمواطنون الأتراك إلى جانب المؤسسات الرسمي فبلغ 25 مليار دولار، في حين كانت مساهمة المجتمع الدولي في إغاثة السوريين بتركيا 526 مليون دولار فقط.

 

قوات أمريكية تستولي على معبر التنف الحدودي السوري مع العراق وتتمركز فيه

لمنع تقدم قوات «الحشد الشعبي» إلى داخل سوريا وقطع «طريق الحرير» الإيراني

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال ضابط عسكري في الجيش العراقي في محافظة الأنبار، أمس الأحد، إن قوات أمريكية تمركزت في معبر التنف الحدودي السوري مع العراق غربي محافظة الأنبار.

أوضح الضابط العسكري (برتبة رائد)، أن «قوات أمريكية خاصة تمركزت في معبر التنف الحدودي السوري المقابل لمعبر الوليد الحدودي العراقي، غربي محافظة الأنبار».

وأضاف أن «قسما من تلك القوات الأمريكية جاء من الأردن، والقسم الآخر من داخل الأراضي العراقية من قاعدة الأسد غربي الأنبار».

وأشار المصدر إلى أن «وجود تلك القوات الأمريكية جاء بعد سيطرة قوات حرس الحدود العراقية على منفذ الوليد الحدودي، وأجزاء من الشريط الحدودي العراقي مع سوريا غربي الأنبار، أمس (الأول)».

يذكر أن قوات التحالف الدولي تتمركز في قاعدتين في الأنبار العراقية هما: الحبانية شرقي الأنبار، والأسد غربي المحافظة، وترتبط الأنبار مع سوريا بمنفذين هما القائم والوليد، وترتبط مع الأردن بمنفذ طريبيل، ومع السعودية بمنفذ عرعر.

جاء ذلك عقب نشر الولايات المتحدة راجمات الصواريخ الأمريكية «هيرميس» جنوبي سوريا، لقطع «طريق الحرير» الإيراني من طهران الى لبنان والذي تسلكه أغلب الميليشيات الإيرانية والعراقية التي تقاتل في صفوف النظام السوري إضافة إلى أنه طريق تهريب الأسلحة الى «حزب الله» اللبناني من إيران عبر العراق وسوريا، والأهم هو لوقف زحف الميليشيات الداعمة للنظام السوري، وخاصة «الحشد الشعبي» في العراق، من التوغل في الأراضي السورية.

وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية كشفت عن محاولات الميليشيات العراقية تعزيز قوس النفوذ الإيراني من طهران إلى بيروت، وقالت إنها تسعى لتأمين ممر بري يربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا.

وأوضحت أن هناك خططا إيرانية لتأمين ممر بري يربط إيران بلبنان عن طريق العراق وسوريا، وأن هذا الممر أصبح جاهزا، وأنه يجري تعزيزه من جانب وكلاء إيران الذين يحاولون طرد تنظيم الدولة من المنطقة.

يأتي ذلك فيما تواصل «قوات سوريا الديمقراطية» تقدمها في مدينة الرقة لتحريرها من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقامت «قســـد» بالسيطرة على حي البتاني في المدينة، فيما تدور الاشتباكات في حيي البريد وحطين.

وتستمر الاشتباكات العنيفة في مدينة الرقة بين قسد و»الدولة» ليومها الـ13 على التوالي منذ انطلاقها في السادس من حزيران/يونيو الجاري .

 

عين إيران على القلمون الشرقي قرب البادية السورية لاستكمال طوق «التهجير السنّي»

حسين الزعبي

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بينما يتسابق الروسي والأمريكي للسيطرة على البادية الشامية كل عبر حلفائه، تتقدم إيران شيئا فشيئا عبر ميليشياتها لاستكمال مخطط التغيير الديموغرافي الهادف على ما يبدو لإفراغ كامل الريف الدمشقي من «السنّة»، وهذه المرة المؤشر يتجه نحو «القلمون الشرقي» الذي يعد منطقة جغرافية موحدة مع البادية السورية، وهما حتى الآن بمثابة منطقة سياسية واحدة وسقوط أي منهما بشكل كامل لصالح أي جهة سيؤثر تلقائياً على الآخر.

لموقع القلمون الشرقي أهمية استراتيجية، فهو بمثابة البوابة للبادية الشامية التي تمتد إلى الحدود الأردنية – العراقية، وإلى بادية البوكمال، وبوابة ريف حمص الشرقي، فضلا عن أنها البوابة الأهم في هذه الآونة للغوطة الشرقية، ويقع القلمون على خطوط إمداد النظام البرية مثل طريق دمشق ـ حمص، ودمشق ـ بغداد.

وفي هذا السياق يحاول النظام، كما يقول سعيد سيف، عضو المكتب الإعلامي لفصيل «الشهيد أحمد العبدو» لـ «القدس العربي»: «السيطرة على مساحات شاسعة من البادية الشامية، لتحقيق نصر جغرافي وسياسي واقتصادي، وربط الحدود السورية – العراقية لتسهيل مرور المقاتلين من إيران إلى دمشق براً، وهو في ذلك يبرر حملته بما يشاع عن تحشدات بريطانيا وأمريكية وأردنية من أجل الدخول بشكل مباشر في المنطقة». وسبق للنظام السوري أن أعلن على لسان وزير خارجيته وليد المعلم أنه لن يسمح بدخول قوات أردنية وهذا ما اعتبره النظام مبرراً، على حد قول سيف.

الهدف التكتيكي الآخر لتحركات النظام في القلمون الشرقي هو «عزل القلمون عن منطقة البادية بهدف إضعافه ووصله بالقلمون الغربي، الذي بات بمعظمه تحت سيطرة النظام وميليشيات حزب الله اللبناني».

أما استراتيجياً، فما يسعى إليه النظام وبتدبير إيراني فهو «استكمال مخطط التهجير السنّي، الذي بدأ بأحياء دمشق الجنوبية ومن ثم داريا والمعضمية وبرزة والقابون والقلمون الغربي والزبداني ومضايا وقرى وادي بردى، ليأتي الدور على بلدات ومدن الضمير، الرحيبة، جيرود، الناصرية وهي كبرى حواضر القلمون الشرقي، وبإنهائها يكون الحصار أطبق بشكل كامل على الغوطة الشرقية المرتبطة بالقلمون الشرقي، والذي يعد المنفذ الوحيد لها وتحديداً منطقة الضمير».

ويضيف سيف أن «النظام لا يستطيع الآن التقدم في الغوطة لذلك يتوجه إلى القلمون الشرقي، وفي حال تمكن من السيطرة عليه فسيكون بذلك حقق 80 بالمئة من مشروع التهجير، لتبقى الغوطة الشرقية التي ستكون تلقائيا بحال سقط القلمون الشرقي تحت حصار خانق».

المقاومة التي يُقابل بها النظام حاليا يتولاها أكثر من فصيل أهمها فصيل «الشهيد أحمد العبدو»، وهو أحد تشكيلات الجبهة الجنوبية، وحسب سيف فإن هذا الامر سيدفع النظام للمزيد من الضغط على المدنيين في مدن الضمير والرحيبة وعموم مناطق القلمون الشرقي لأن معظم عناصر هذا الفصيل هم من أبناء تلك المناطق.

وهم يعتمدون في اشتباكاتهم مع النظام على الهجوم الليلي والكمائن على الطرقات وذلك بسبب طبيعة الجغرافية للمنطقة، فهي أرض مكشوفة.

ويؤكد سعيد سيف، أنهم كمقاتلين مستمرون في الأعمال العسكرية ومواجهتهم الآن هي مع الميليشيات المدعومة من إيران وأنه وليس أمام النظام وميليشياته حتى يحققوا ما يريدون إلا أن يقوموا بإبادتنا.

 

مسؤول عسكري لدى النظام السوري: أوقفنا معارك درعا بسبب الخسائر البشرية وتخوف المقاتلين

ناشطون يردون على تصريحات العميد «زهر الدين» بأغنية فهد بلان «عالبال بعدك يا سهل حوران»

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: كشف العميد لدى قوات النظام السوري عصام زهر الدين عبر حسابه الشخصي على «الفيسبوك» عن سبب إيقاف هجمات النظام والقوات الرديفة له على مدينة درعا جنوب سوريا، مبرراً أن ما يجري في مدينة درعا قد فاجأ القيادة العسكرية للنظام وحلفائه، وأزهق أرواح المقاتلين ومرتزقته من الميليشيات الطائفية المساندة.

وقال: إن «ما يجري في مدينة درعا من احتمالات لم تكن متوقعة، تحتم على الجيش السوري والحلفاء التوقف عن فتح المعارك وذلك بسبب الخسائر الكبيرة في الأرواح البشرية وقلة العناصر البشرية في نفس الوقت، فالجميع متخوف من قتال الإرهابيين في درعا» حسب وصفه.

وبرر زهر الدين هزائم النظام السوري وإذعان هدنة في مدينة درعا «بسبب صعوبة المنطقة والتكتلات السكنية، يجب إعادة وضع خطط عسكرية مع مراعاة أن دماء السوريين وقوات الجيش السوري هي أغلى ما نملك»، طالباً من حكومة روسيا وقاعدتها الجوية في سوريا «حميميم» عدم المزاودة على إمكانيات قوات النظام المهاجمة، قائلاً: «يجب على الحليف الروسي الجدية بتقديم الدعم الجوي المطلوب من دون المزايدة على قوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري المتواجدين في المنطقة».

خبير عسكري من مدينة درعا فضّل حجب هويته قال في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» «إن كلاً من حكومتي طهران وموسكو هما من يخطط للنظام السوري، فالهدنة المطبقة اليوم من طرف النظام في درعا لها مآرب شيطانية، فهي أوقفت الأعمال القتالية من جانب واحد بحجة إفساح المجال لإجراء المصالحة الوطنية مع «العصابات الإرهابية»، لكن إن أخطر ما يحاك لدرعا في هذه الفترة القصيرة هو جرها إلى هدنة لتسلم فيها أوراق قوتها.

ورأى أن هدف الهجمة الأخيرة التي شنتها روسيا والنظام السوري على درعا كان لفرض المصالحة وليس لتحقيق النصر، مرجعا السبب إلى عجر الحلفاء جميعهم أمام صمود الثوار، متسائلا «إذا كانت درعا ضمن مناطق خفض التوتر، ثم هاجمتها كل من روسيا وايران بمساندة قوات الفرقة العسكرية الرابعة والحرس الجمهوري، فهل فعلاً يمكن أن نصدق أن روسيا وايران ضامنتا لاتفاق خفض التوتر أو غيره من الاتفاقات الوهمية؟».

وعلق الناشط سامر الحوراني على تصريح العميد الشبيح عصام زهر الدين، عندما برر خسارة النظام في درعا بوعورة تضاريس المنطقة التي حالت دون انتصارهم، قائلا: «ألم يسمع عصام أغنية فهد بلان التي تقول عالبال بعدك يا سهل حوران؟ ولمن لا يعرف درعا فهي عبارة عن سهل منبسط ليس فيها جبال ولا هضاب، وأكثر من 60% من قوات النظام يتواجد في درعا، حيث تبعد الثكنة العسكرية عن الاخرى 4 كيلو متر كحد اقصى، لكن في سهل درعا رجال صامدة»، مضيفاً «صمدنا 3 شهور ونصف أمام القصف بشتى أنواع الأسلحة، ما جعل من عصام وغيره يضع مبررات سخيفة لهزائم جيشه وحلفائه».

 

صراع بالتصريحات بين حميميم الروسية وضباط النظام

 

وفي إطار السباق المحموم في التصريحات والرد على الاتهامات التي توجها القناة المركزية لـ «قاعدة حميميم» العسكرية إلى النظام السوري وضباطه بـ «عدم الكفاءة»، رفض العميد عصام زهر الدين في تصريحات له على صفحته الشخصية اتهام قاعدة حميميم قوات النظام السوري، قائلا: الجيش السوري في درعا يرفض هذه الاتهامات والكفاءة السورية للمقاتلين أثبتت خلال 6 سنوات مدى الخبرة العسكرية بالتعامل مع الأهداف والمعارك العسكرية.

وجاء ذلك رداً على ما صرحت به القاعدة الروسية بأن «النتائج المحققة في هجوم القوات البرية الحكومية في مدينة درعا ليس كافياً حتى الآن، وتقدم القوات الجوية الفضائية الروسية الدعم اللازم لتحركات الوحدات البرية مع إنضمام الفرقة الرابعة كقوة مؤازرة وقيادة أساسية للمعركة والتي أسهمت بتغيير المقاييس بنحوٍ جيد حتى الآن».

 

هدنة الحدود الجنوبية

 

وذهب الإعلامي عبد الحي أحمد من مدينة درعا في تصريح خاص لـ «القدس العربي» إلى أن تغير الأوراق العسكرية في سوريا واستمالتها إلى محور إيران ونظام الأسد منذ التدخل الروسي آواخر أيلول/سبتمبر2015، وحتى إندلاع معركة الموت ولا المذلة في درعـا كانت تزيد من أوراق الأسد التفاوضية من سقوط حلب وتفريغ أرياف دمشق وحي الوعر الحمصي، إلا أن اشتعال جبهة الجنوب تحت غرفة عمليات موحدة «البنيان المرصوص» تمكنت من كسر قواعد اللعبة العسكرية من جديد، وأعادت عقارب الساعة إلى الوراء لتسجل نكسة كبيرة للحلف المضاد بسطيرة الثوار على 90% من مساحة حي المنشية وهو أعتى حصونه على تخوم الحدود السورية الأردنية.

وأضاف أن الحلف الإيراني – السوري لم يحظ بالدعم الجوي الروسي المطلوب، وذلك لحساسية المنطقة فعمد إلى تكثيف التغطية النارية بالبراميل المتفجرة وصواريخ الأرض أرض، والتي لم تؤثر في عزيمة الثوار على مدار الأشهر السابقة مما استدعاهم أخيراً إلى إيقاف الحملة العسكرية لتجنب مزيد من الخسائر ولو أن هذا التوقف قد يكون مرحلياً وليس مستداماً فقد أثبت الجنوب السوري قدرته على المجابهة خلال أربعة أشـهر من المعـارك المسـتمرة.

 

نزوح أهالي قرى جنوب الحسكة السورية يتواصل بسبب قصف «الحشد الشعبي العراقي»

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي»: يستمر نزوح آلاف من سكان قرى جنوب محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بسبب القصف العنيف الذي تشهده قراهم من قبل الحشد الشعبي العراقي وفق ما أكده ناشطون، وذلك منذ وصولها إلى الحدود السورية – العراقية آواخر شهر أيار/ مايو الماضي.

ويقول الناشط الإعلامي وعضو «شبكة الخابور» خطاب شيحة: إن ميليشيات «الحشد الشعبي العراقي كثفت خلال الأيام الماضية من قصفها للعديد من القرى السورية قرب الحدود العراقية، مما أدى إلى حركة نزوح جماعية لسكان تلك القرى بسبب الخوف من تصفيات طائفية».

وأضاف لـ «القدس العربي»: أن سكان قرى تل صفوك، الروسان، البواردي، الحسو فوقاني، فكة الشويخ، العطشانية، تل حجر، شويخان، الراوي، صلهام، التويمين، الهزاع، والحنافيش في شرقي مدينة الشدادي أجبروا على ترك قراهم، والنزوح إلى العراء في ناحية مركدة وبادية البجارية، فيما عرقلت مليشيا وحدات الحماية الكردية «ب ي د» دخولهم إلى المناطق التي تسيطر عليها.

وأشار شيحة إلى أن الآلاف من السكان معظمهم من الشيوخ والأطفال والنساء يواجهون ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة، بسبب عدم توافر المأوى وغياب المنظمات الإنسانية، بالإضافة لعدم الرعاية الصحية لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة تحتاج إلى توافر الرعاية الصحية والدواء.

ولفت شيحة إلى أن استمرار ميليشيات الحشد الشعبي العراقية بقصف الأراضي السورية بشكل عشوائي ما زال يهدد أكثر من سبعين ألف نسمة بترك قراهم واللجوء إلى البادية في ريف الحسكة في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها.

وأكد ممدوح حمزة الذي يعمل في المجال الإغاثي أن آلافاً من النازحين قد تقطعت بهم السبل في مناطق متفرقة، حيث اضطروا للفرار من قراهم الحدودية نحو مناطق أخرى بعيدة عن الحدود السورية – العراقية عقب القصف الذي تعرضت له قراهم.

وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»: «منذ وصول ميليشيات الحشد الشعبي العراقي للحدود السورية تسود حالة من الترقب والخوف لدى الأهالي، خوفاً من الممارسات الطائفية التي تتبعها هذه الميليشيات في ظل انعدام الثقة لدى الاهالي فيها».

وأشار إلى أنه لا توجد تقديرات دقيقة لعدد النازحين من قرى جنوب الحسكة في ظل غياب العمل الإنساني والإغاثي للأهالي الذين تقطعت بهم السبل في مناطق متفرقة، حيث تقتصر الخدمات على جهود بعض الأشخاص الذين بادروا لتقديم ما يستطيعون من مساعدات. وناشد حمزة وحدات الحماية الكردية بـ»السماح للأهالي بدخول المناطق التي تسيطر عليها أسوة بالموقف الإنساني الذي اتخذته تجاه المدنيين في الرقة»، وفق قوله.

وكانت ميليشيات الحشد الشعبي العراقي وصلت قبل أسابيع إلى الحدود السورية، وذلك عقب سيطرتها على الحدود العراقية من تنظيم الدولة، حيث أعلن زعيم ميليشيا بدر والقيادي في الحشد الشعبي هادي العامري، أن الحشد تمكن من الوصول إلى الحدود السورية غرب نينوى، وإنه سينسق مع كل الفصائل المسلحة الموجودة على حدود العراق وسوريا باستثناء من سمّاهم صنيعة أمريكية، حسب قوله.

 

درعا: لماذا أُعلِنَت الهُدنة؟

سمير السعدي

أعلنت قوات انظام عن هدنة تبدأ ظهيرة السبت، ولمدة 48 ساعة قابلة للتجديد، في حال التزمت المعارضة بها. وتشمل الهدنة وقفاً للقصف الذي تتعرض له الأحياء المحررة في مدينة درعا، وألتزام قوات النظام بعدم استقدام تعزيزات إضافية.

 

وتأتي هذه الهدنة بعد محاولات متكررة لقوات النظام مدعومة بمليشيات متعددة الجنسيات، طيلة أسبوعين، للتقدم والسيطرة على أحياء مدينة درعا المحررة، وسط قصف غير مسبوق بمختلف أنواع اﻷسلحة. والحملة العسكرية ضد المعارضة في درعا، بقيادة العقيد غياث دلة من مرتبات “الفرقة الرابعة”، كانت قد اعتمدت على اﻹسناد الناري الكثيف والغارات الجوية. وتجاوز عدد الغارات الجوية الـ200، وألقت مروحيات النظام 645 برميلاً متفجراً، و91 صاروخاً محملاً بالنابالم الحارق، وأسفرت العمليات عن سقوط 88 قتيلاً بينهم 18 طفلاً و7 نساء.

وعلى الرغم من كثافة القصف لم تتمكن المليشيات المهاجمة من إحراز أي تقدم يذكر، وتمكنت المعارضة المسلحة من امتصاص الصدمة، وتكبيد المُهاجمين خسائر في الأرواح والعتاد. وصدّت المعارضة 4 محاولات اقتحام قامت بها القوات المُهاجمة مدعومة بالطيران الحربي الروسي. وتمكنت المعارضة من قتل عدد من أبرز ضباط النظام المشاركين في الحملة، ومنهم النقيب بشار الجبيلي الملقب بـ”أسد الدبابات” والمقدم أحمد تاجو، وإصابة العقيد جعفر خزام. وتجاوز عدد قتلى قوات النظام والمليشيات الـ40 بالإضافة إلى تدمير 7 دبابات وعربتي شيلكا وجرافتين.

 

وبعد تلك الخسائر الكبيرة، وجد حلفاء النظام وخصوصاً روسيا، أنهم في موقف حرج؛ فسير العمليات العسكرية لم يحقق المتوقع منه، بسبب عدم القدرة على قطع طرق إمداد المعارضة والتي تزود المدينة بالمقاتلين والذخائر، بالإضافة إلى امتلاك فصائل “الجبهة الجنوبية” للعتاد الثقيل الذي مكّنها من استهداف تجمعات قوات النظام واﻷرتال التي زجت بها في بلدتي خربة غزالة وأزرع، وتدمير جزء كبير منها قبل الوصول إلى مدينة درعا، مسرح العمليات العسكرية في الجنوب.

 

تأجيل مؤتمر “أستانة” بغية تحقيق مكاسب على اﻷرض لم يُجدِ نفعاً، اﻷمر الذي دفع روسيا للضغط على النظام بغية فرض الهدنة حفظاً لماء الوجه وضمان وقف الخسائر المحتملة في حال استمرار اﻷعمال العسكرية.

 

فصائل المعارضة المنضوية ضمن غرفتي عمليات “البنيان المرصوص” و”رص الصفوف”، لم تبدِ أي موافقة أو رفض للهدنة المعلنة، باعتبار أن ما كانت تقوم به هو عمليات صدّ للهجمات لا محاولة تقدم من طرفها.

 

واعتبر ناشطون أن الهدنة هي انتصار للمعارضة بكل المقاييس، خاصة أنها جاءت بعد أكثر من أسبوعين من محاولات النظام والمليشيات المتكررة للتقدم والسيطرة على أحياء المدينة المحررة. إلا أن قادة ميدانيين رجّحوا أن تكون الهدنة عبارة عن خدعة من النظام وحلفائه لتعويض خسائرهم وإعادة ترتيب صفوف القوات المهاجمة واتباع تكتيكات جديدة وشن هجمات محتملة خلال اﻷيام القادمة.

 

اﻷردن، الجار القريب لمدينة درعا، رحّب بالهدنة، وهو المعنيّ بإبعاد خطر المليشيات الإيرانية عن حدوده. وكانت تصريحات المسؤولين اﻷردنيين قد حملت تحذيرات من خطورة المليشيات التي تقاتل مع النظام والتي تحاول الوصول الى حدودها الشمالية، معتبرة أن المليشيات لا تقل خطراً عن “الدولة الإسلامية”. فهدف المليشيات لم يكن يوماً درعا، بحسب المسؤولين الأردنيين، وإنما لديها أطماع توسعية تتجاوز درعا، ما يعني تهديد أمن اﻷردن بشكل مباشر في حال تمكنت من بسط سيطرتها على الحدود.

 

وكانت تسريبات قد تحدثت عن اتفاق أميركي-روسي-أردني، كانت من نتائجه “الهدنة” لحماية حدود اﻷردن من المليشيات وضمان عدم حدوث كارثة إنسانية على حدوده الشمالية قد تجبره على استقبال آلاف اللاجئين الفارين من المعارك، في مكسب إضافي حققه اﻷردن من وقف اﻷعمال العسكرية في الجنوب. كما أن “الهدنة” تُجنب أميركا وروسيا الصدام المباشر، في ظل السعي الروسي للسيطرة على المنافذ الحدودية لسوريا. وتريد أميركا إبقاء درعا ورقة ضغط بيدها، خاصة أن غالبية الفصائل فيها معتدلة وتعمل تحت راية “الجبهة الجنوبية” المدعومة من غرفة “الموك” التي تشرف عليها الولايات المتحدة. بالنسبة لروسيا، فـ”الهدنة” تسمح بالعودة إلى المفاوضات المؤجلة في “أستانة”، في محاولة ربما لاستعادة الثقة التي فقدتها بعد السماح للنظام وإيران بشن هجوم في مناطق كانت قد أدرجتها روسيا ضمن مناطق “تخفيف التصعيد” خلال مؤتمر “أستانة-4” مطلع أيار/مايو.

 

وعلى الرغم من الغموض الذي يكتنف الموقف لم تكن معركة درعا تبدو سهلة لقوات النظام، خاصة أن المنطقة تختلف عن داريا وغيرها من المناطق التي فُرضَ عليها التهجير القسري. فدرعا غير محاصرة وتمتلك من العتاد ما يطيل من أمد المعركة فيها، وبالتالي فمن الصعب فرض حلول يكون للنظام اليد العليا فيها.

 

واشنطن وعمّان ترحبّان بهدنة درعا

دخلت هدنة مدينة درعا التي أعلنت عنها وزارة الدفاع السورية، السبت، حيّز التنفيذ مع استمرار سقوط قذائف متفرقة على درعا البلد من المناطق التي يسيطر عليها النظام.

 

وتشهد جبهات درعا هدوءاً حذراً، بعد توصل مسؤولين أميركيين وأردنيين وروس إلى اتفاق يقضي بالتهدئة في درعا لمدة 48 ساعة، بعد خسارات فادحة للنظام والمليشيات قتل على إثرها عشرات من قوات النظام ومقاتلي حزب الله والمليشيات الإيرانية، في حين تعرّضت مواقع المعارضة وبعض المناطق التي تسيطر عليها إلى دمار هائل نتيجة الغارات الجوية المكثفة.

 

وفي أول تعليق أردني رسمي على الاتفاق الذي ولد في عمان، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، إن “الاردن يدعم جميع الجهود والمبادرات التي تبذل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار على كل الأراضي السورية”.

 

وشدد المومني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) على “أهمية اتفاق الهدنة الذي أعلن عنه السبت في الجنوب السوري لمدة 48 ساعة”. وعبر عن أمله بـ”التزام كافة الاطراف لتنفيذ الاتفاق”، مؤكداً “أهمية وقف إطلاق النار للتخفيف على الاشقاء السوريين خاصة المحتاجين لوصول المساعدات انسانية”.

 

وجدد المومني “موقف الاردن الداعي الى ضرورة العمل عبر مسار جنيف لايجاد حل سياسي للأزمة يقبله السوريون ويضمن وحدة سوريا وتماسكها ويحمي سيادتها”.

 

من جهتها، رحّبت وزارة الخارجية الأميركية باتفاق التهدئة، وقالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية هيذر ناورت، إن واشنطن ترحب “بأي مبادرة للحد من التوتر والعنف في جنوب سوريا، وعليه ندعو النظام السوري للوفاء بالتزاماته المعلنة خلال هذه المبادرة”.

 

وأضافت ناورت “سوف نحكم على هذه المبادرة بناءً على النتائج وليس الأقوال. وينبغي على المعارضة أيضاً وقف الهجمات للسماح باستمرار سريان وقف إطلاق النار، الذي نأمل أن يتم تمديده، ووصول المساعدات الإنسانية الى من يحتاجها”.

 

في غضون ذلك، أرسل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض سيف، رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية و”26 دولة شقيقة وصديقة للشعب السوري”، أكد فيها على ضرورة إيقاف الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه على مدينة درعا والقرى والبلدات المحيطة بها.

 

وبحسب ما أفاد الائتلاف على موقع الرسمي، فقد أكد سيف “أن هذا الهجوم يشكل خرقاً فاضحاً لجميع القرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفاً أنه “يمثل تهديداً كبيراً لآفاق التوصل لحل سياسي في سوريا”.

 

ولفت سيف إلى أنه “إذا ما سمح للأسد وحلفائه بفرض حل عسكري في درعا كما فعلوا في حلب في ظل عجز دولي مخزٍ، فلن يكون لدى الأسد أي حافز للانخراط في العملية السياسية المفضية إلى انتقال سياسي حقيقي”، معتبراً أن الشعب السوري “سيفقد إيمانه بالعملية السياسية بالكامل، والتي هي حتى الآن الخيار الاستراتيجي للمعارضة السورية”.

 

الحرس الثوري يقصف ديرالزور بصواريخ من إيران

أعلن الحرس الثوري الإيراني، الأحد أنه أطلق صواريخ من غرب إيران، استهدف بها “قواعد للإرهابيين” في ديرالزور في سوريا، وقال إن العملية تهدف إلى “إنزال العقاب على منفذي العمليتين الإرهابيتين الأخيرتين في طهران”، اللتين استهدفتا مجلس الشورى الايراني وضريح الخميني في السابع من حزيران/يونيو في طهران.

 

وقال الحرس الثوري في بيان، إنه “في هذه العملية، أطلقت صواريخ متوسطة المدى من محافظتي كرمنشاه وكردستان. قتل عدد كبير من الارهابيين وتم تدمير معداتهم واسلحتهم”، في حين أفادت مصادر “المدن” أن معظم الصواريخ سقطت في بادية الشعيطات، قرب آبار نفط يسيطر عليها تنظيم “داعش”، من دون اتضاح حجم الخسائر.

 

وأوضح البيان أن الصواريخ استهدفت “مقر قيادة ومركز تجمع وإسناد وقسم تفخيخ السيارات للإرهابيين التكفيريين في منطقة ديرالزور في شرق سوريا بهدف معاقبة الإرهابيين المجرمين”. وحذّر من أنه “في حال تكرار تلك الهجمات الشيطانية ضد العشب الايراني فعليهم (المعتدين) أن ينتظروا الغضب الثوري ونيران الانتقام”.

 

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن وسائل إعلام إيرانية قولها، إن الصواريخ قطعت مسافة 650 كيلومتراً وعبرت الاجواء العراقية لضرب أهدافها في ديرالزور. وعرض التلفزيون الإيراني صورا قال انها لاطلاق الصواريخ.

 

وقبل ساعات من إعلان الحرس الثوري، كان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي توعّد أمام عائلات قتلى جنود إيرانيين قُتلوا في سوريا والعراق بأنّ إيران “ستوجه صفعة إلى أعدائها”، بحسب ما نقل الموقع الالكتروني التابع له.

 

وتبنى تنظيم “داعش” الهجوم على مجلس الشورى وضريح الخميني، لكن السلطات الإيرانية اتهمت السعودية بالمسؤولية عن الإعداد للهجمات.

 

القوات الأميركية تقطع محور التنف على إيران

الولايات المتحدة تقطع الطريق أمام مخططات إيران التوسعية في المنطقة والتي ينفذها الحشد الشعبي من الجانب العراقي وحزب الله من الجانب السوري.

بغداد – أغلقت القوات الأميركية أحد طريقين أمام توسع إيران من العراق إلى داخل الأراضي السورية، ضمن استراتيجية “من طهران إلى بيروت” التي تعكف ميليشيات الحشد الشعبي على تنفيذها من الجانب العراقي، بالتعاون من قوات الجيش وميليشيا حزب الله على الجانب السوري.

 

ويمتد الطريق الأول في شمال العراق بالقرب من مدينة الموصل، مرورا بتلعفر والبعاج ومدينة ميادين السورية ودير الزور ثم تدمر وصولا إلى دمشق. أما الطريق الثاني فيمر عبر كربلاء ومدينة الرطبة العراقية عبر الصحراء، ثم معبر التنف على الحدود السورية ثم مدينة تدمر وصولا إلى دمشق.

 

وقال ضابط بالجيش العراقي في محافظة الأنبار، إن قوات أميركية تمركزت في معبر التنف الحدودي السوري مع العراق غربي محافظة الأنبار.

 

وأوضح الضابط (برتبة رائد)، أن “قوات أميركية خاصة تمركزت في معبر التنف الحدودي السوري المقابل لمعبر الوليد الحدودي العراقي، غربي محافظة الأنبار”. وأضاف أن “قسما من تلك القوات الأميركية جاء من الأردن، والقسم الآخر من داخل الأراضي العراقية من قاعدة الأسد غربي الأنبار”.

 

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه أصدر أوامره للحشد الشعبي قبل شهرين باستعادة قضاء تلعفر، لكن الحشد لم يستجب، وتوجه إلى الحدود مع سوريا.

 

وجاء تواجد القوات الأميركية على معبر التنف بعد مسك قوات حرس الحدود العراقية منفذ الوليد الحدودي، وأجزاء من الشريط الحدودي العراقي مع سوريا غربي الأنبار.

 

ويُطمئن وجود القوات الأميركية الأردن الذي يخشى من تمدد الميليشيات المدعومة من إيران على حدوده، سواء في سوريا أو العراق. كما يُدخل القوات الأميركية كطرف مباشر في الصراع الجيوسياسي مع إيران.

 

الجنوب السوري البوابة المثلى لتوافق روسي أميركي حول الأزمة

دمشق – تعكس جملة من المؤشرات أن الهدنة التي أعلنها الجيش السوري، والتي انتهت الأحد مع إمكانية كبيرة لتمديدها في محافظة درعا جنوب سوريا، أتت بتوافق روسي أميركي.

 

وكانت واشنطن أول من حث الجيش على تطبيق الخطوة داعية الفصائل إلى وقف العمليات العسكرية في درعا لدعم الهدنة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.

 

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان لها أن الولايات المتحدة ستقيم المبادرة (إعلان الجيش السوري) انطلاقا من نتائجها، لا من الكلام، وحثت دمشق على الالتزام بمسؤولياتها بموجب الهدنة المعلنة.

 

وقالت نويرت “يجب على المعارضة من جانبها وقف الهجمات أيضا، للسماح باستمرار الهدنة، كما نأمل تمديدها، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين”.

 

ولم تعلن غرفة عمليات “البنيان المرصوص” التي تقود معركة “الموت ولا المذلة” في درعا عن موقفها من الهدنة، لكنها تبدو ملتزمة على الأرض بوقف المعارك.

 

وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري في بيان السبت “وقف العمليات القتالية” اعتبارا من ظهر السبت “في مدينة درعا لمدة 48 ساعة وذلك دعما لجهود المصالحة الوطنية”.

 

وتسيطر الفصائل المعارضة على حوالي 60 بالمئة من مدينة درعا فيما تعتبر المحافظة ككل من آخر المعاقل المتبقية لقوى المعارضة في البلاد.

 

وتفتح هذه الهدنة المؤقتة الباب أمام إمكانية أن تتوصل واشنطن وموسكو إلى توافق حول إقامة منطقة تخفيف تصعيد في الجنوب السوري.

 

ودرعا بين المناطق الواردة في خطة “مناطق تخفيف التصعيد” التي اتفقت عليها حليفتا النظام السوري روسيا وإيران وداعمة المعارضة تركيا سابقا في العام الجاري، لكن سجلت تحفظات كبيرة عليها من قبل الولايات المتحدة لجهة الدور الإيراني.

 

وشهدت درعا في يونيو الجاري تصعيدا لافتا من قبل النظام السوري، بدعم كثيف من الطيران الروسي، الذي تراجع زخمه في الأيام الأخيرة، ما فهم منه رغبة روسية في إعطاء فرصة للمحادثات مع الولايات المتحدة.

 

ويجري مسؤولون أميركيون وروس محادثات في العاصمة الأردنية عمان، تتركز أساسا على منطقة خفض التصعيد في الجنوب ومن سيتولى الإشراف عليها، وتقول أوساط من المعارضة السورية إن هناك تقدما في هذا الجانب.

 

 

محمد المومني: الأردن يدعم الجهود التي تبذل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في سوريا

وأعلن الأردن ليل السبت الأحد دعمه للجهود المبذولة لوقف إطلاق نار شامل في سوريا وذلك بعد إعلان الهدنة، التي يمكن القول إنها صمدت رغم بعض الخروقات.

 

والأردن هو أحد الفاعلين الرئيسيين في الجنوب السوري حيث يدعم عدد من الفصائل في هذا الشطر، وهو يحتضن غرفة عمليات المعارضة على أراضيه.

 

وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية “بترا” إن “الأردن يدعم جميع الجهود والمبادرات التي تبذل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار على كل الأراضي السورية”.

 

وشدد المومني على “أهمية اتفاق الهدنة الذي أعلن عنه السبت في الجنوب السوري لمدة 48 ساعة”. وعبر عن أمله بـ”التزام كافة الأطراف لتنفيذ الاتفاق”، مؤكدا “أهمية وقف إطلاق النار للتخفيف على الأشقاء السوريين خاصة المحتاجين لوصول المساعدات الإنسانية”.

 

ولعمان تحفظات أيضا على اتفاق تخفيف التصعيد، لجهة رفضها قبول أي وجود إيراني على حدودها الشمالية.

 

وسبق وأن حذر الأردن الذي يشارك في محادثات أستانة من نوايا إيران تكريس موطئ قدم لها في الجنوب الأمر الذي يشكل تهديدا جديا لأمنه القومي، ويعرقل إمكانية التوصل إلى حل للأزمة.

 

وجدد المومني “موقف الأردن الداعي إلى ضرورة العمل عبر مسار جنيف لإيجاد حل سياسي للأزمة يقبله السوريون ويضمن وحدة سوريا وتماسكها ويحمي سيادتها”.

 

وترافق إعلان الهدنة مع إبداء الأمم المتحدة رغبة في بدء جولة جديدة من محادثات السلام بين الأطراف السورية في العاشر من يوليو القادم في جنيف، في حين قالت موسكو إنها تأمل في عقد محادثات في أستانة عاصمة قازاخستان في الرابع والخامس من الشهر ذاته.

 

ويرى محللون وخبراء استراتيجيون أن هناك حرصا أميركيا روسيا واضحا على التوصل إلى توافق بشأن منطقة تخفيف التصعيد في جنوب سوريا، لأن هناك وعيا عميقا بأن حل الأزمة يمر بداية عبر الجنوب.

 

وجنوب سوريا يجاور إسرائيل الحليف الاستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة، التي تضع في الاعتبار أمنه أولوية لها، وبالتالي لا يمكن لها السماح بوجود إيراني في هذا الجانب، وللحيلولة دون ذلك لا مفر من التوصل إلى تسوية مع روسيا في تلك المنطقة.

 

وعلى المقلب الآخر فإن هناك حرصا واضحا من جانب موسكو على إنجاح مبادرة مناطق خفض التوتر التي أطلقتها، وهي على قناعة بأن نجاح هذه المبادرة سيكون السبيل الأمثل نحو حل الأزمة السورية التي ناهزت عامها السابع.

 

وسبق وأن صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائه الإعلامي السنوي قبل أيام بأنه واهم من يعتقد أنه يمكن تسوية النزاع السوري دون التعاون مع الولايات المتحدة. وانخرطت روسيا مباشرة في النزاع السوري منذ سبتمبر 2015، بعد أن بدا أن النظام قد أوشك على الانهيار في ظل سيطرة فصائل المعارضة على مساحات واسعة من سوريا.

 

ومكن التدخل الروسي النظام من التقاط أنفاسه، وقلب المعادلة من الدفاع إلى الهجوم، ونجح في استعادة العديد من المناطق والمدن الكبرى على غرار حلب واليوم عينه على درعا.

 

ويقول متابعون إن روسيا تدرك أنه ورغم تأثيرها الواضح على مجريات الأمور في سوريا بيد أنه لا مناص من التعاون مع واشنطن التي عززت من حضورها العسكري على هذه الساحة في الأشهر الأخيرة، ولا تريد موسكو أن تتحول سوريا إلى ساحة استنزاف بالنسبة لها، وهو الأمر الذي يدفعها إلى البحث عن مساحات مشتركة مع الأميركيين قد يكون منطلقها الجنوب.

 

ورحبت القاهرة الأحد بالهدنة في درعا، داعية المعارضة إلى “الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانبها أيضا، تنفيذا لاتفاق مناطق تخفيف التوتر الأربع، الذي تتطلع مصر إلى أن يكون خطوة نحو وقف دائم وشامل لإطلاق النار في جميع الأراضي السورية”.

 

قيادي كردي: أميركا لم تعترف بالإدارة الذاتية وفورد فاشل وأن رأى أن دحر داعش مكسب للجميع

بهية مارديني

 

أعلن قيادي كردي بارز في حديث مع “إيلاف” أن أميركا لم تعترف حتى الآن بالإدارة الذاتية، ولم تسمّ سوريا المستقبل التي تفكر بها، ووصف روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا بأنه “فاشل في عمله”، وقال إن “عليه الاعتراف بذلك”، ورأى أن “قراءته لمسار الأحداث تنم عّن جهل باستراتيجيات العمل”.

 

إيلاف: قال آلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي لدى سؤال وجهته “إيلاف” عن رأيه في تصريحات فورد، حول استخدام واشنطن للأكراد، وأن الأكراد سيدفعون غاليًا ثمن ثقتهم بالأميركيين، قال إنه “بخصوص الموقف الأميركي، فهذا شأنهم، ولكن نحن من جهتنا ليس لدينا ما نخسره إن فعلوا ذلك، فنحن تحالفنا، واستفاد الجميع من هذا التحالف، الذي تم ضد داعش، فحتى لو جرى ما يتوقعه هو، فسنكون قد كسبنا بأننا عملنا معًا لدحر داعش، وهذا إنجاز فيه فائدة للجميع”.

 

وأكد خليل أن “ضرب داعش وإخراجه من المناطق التي يسيطر عليها سيبقى هو الانتصار الذي لن نندم عليه”. واستطرد قائلًا: “طبعا نحن نتمنى ألا يحدث ما يتحدث عنه روبرت فورد، لكن إن تم، فنحن لم ننشأ ونتطور اعتمادًا على الأميركيين، بل اعتمدنا على قوتنا وإمكانياتنا الذاتية، وسنتابع ثورتنا بجهود شعبنا الذي عليه أن يأخذ بالحسبان ويتخذ تدابيره، بحيث لا يتكرر ما يؤذيه بعد سنوات عدة”.

 

جهل بالإستراتيجيات

وأشار إلى أن فورد “لم يكن يتوقع أن يستمر التحالف الأميركي الكردي من أجل تحرير دير الزور أيضًا بعد الرقة، فالتهديد على المصالح الأميركية في سوريا لا يقتصر على داعش، ففي سوريا توجد أيضًا إيران، وتوجد روسيا، ويوجد النظام”. ووجد خليل أن قراءة فورد “لمسار تطور الأحداث تنم عن جهل باستراتيجيات العمل”.

 

لم تعترف

وحول سؤال عن الموقف الأميركي من الإدارة الذاتية وإمكان اعتراف واشنطن بالإدارة علنًا، أجاب خليل: “أميركا حتى الآن لم توضح موقفها من عموم الحل في سوريا، ولم تسم سوريا المستقبل التي تفكر بها. ولم تعط رأيها بالمشاريع الممكنة للحل في سوريا وتكتفي بإطلاق شعارات عامة كالتفاوض والحل السلمي”.

 

أضاف “هي في السياق نفسه لم توضح موقفًا حاسمًا من الادارة الذاتية والنظام الفيدرالي، ولكنها في الوقت عينه تتعامل مع هذه الادارة عمليا، وتتواجد قواتها في مناطق هذه الادارة”.

 

هذا وقال روبرت فورد في لقاء مع جريدة “الشرق الاوسط” نشر اليوم إن “الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين، وإن الجيش الأميركي يستخدمهم فقط لقتال داعش، ولن يستعمل القوة للدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري أو إيران وتركيا”. واعتبر فورد أن “ما نفعله مع الأكراد ليس فقط غباء سياسيًا، بل هو غير أخلاقي وخطأ سياسي”.

 

وكان فورد قد غادر دمشق في العام 2012، لكن بقي مبعوث أميركا إلى سوريا، إلى أن استقال في العام 2014، وأصبح باحثاً في مركز الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن ومدرساً في جامعة ييل.

 

تصعيد مفاجئ من واشنطن وطهران وموسكو في سوريا، روسيا تعلق تعاونها مع أميركا حول منع الحوادث الجوية

 

موسكو: أسقطت مقاتلة أميركية الاحد طائرة حربية سورية في محافظة الرقة في شمال سوريا، بالتزامن مع اطلاق إيران من أراضيها صواريخ بالسيتية ضد مواقع لداعش في سوريا، في تطورات غير مسبوقة في النزاع السوري منذ اندلاعه قبل ست سنوات.

 

ومن شأن هذين الحادثين المفاجئين ان يزيدا من تعقيدات النزاع، ويأتيان في وقت تخوض قوات سوريا الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) معارك لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الرقة، معقله الابرز في سوريا.

 

عمل عدواني

 

واعتبرت موسكو، أحد أبرز حلفاء دمشق الى جانب إيران، إسقاط الطائرة السورية “عملا عدوانيا”.

 

وفي مؤشر على تصعيد إضافي محتمل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان الاثنين “ستتم مراقبة مسار الطائرات والطائرات المسيرة التابعة للتحالف الدولي التي ترصد غرب الفرات، وستعتبرها المضادات والقوة الجوية أهدافا”.

 

وأعلنت موسكو تعليق تعاونها مع واشنطن حول منع الحوادث الجوية في سوريا، واتهمت واشنطن “بعدم ابلاغ” الجيش الروسي بانها ستسقط الطائرة.

 

وكان التحالف الدولي بقيادة وشنطن أعلن مساء الاحد ان مقاتلين موالين للنظام السوري هاجموا مواقع لقوات سوريا الديموقراطية في بلدة جنوب غرب الرقة ما ادى الى اصابة عناصر من تلك القوات وخروجها من البلدة.

 

وسارعت طائرات التحالف الى وقف تقدم قوات النظام في هذه المنطقة من محافظة الرقة. لكن بعد ساعتين عند حدود الساعة السابعة مساء (18,00 ت غ)، “ألقت مقاتلة للنظام السوري (من طراز) اس يو -22 قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية جنوب الطبقة”.

 

وتدخلت بعد ذلك طائرات التحالف ضد المقاتلة السورية، وفق التحالف الذي اوضح في بيانه، “وفقا لقواعد الاشتباك والحق في الدفاع (…) تم اسقاطها على الفور من جانب مقاتلة أميركية (طراز) إف/آي-18 إي سوبر هورنيت”.

 

وجاء البيان بعد اعلان الجيش السوري ايضا ان طيران التحالف الدولي استهدف “احدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي (…) ما أدى الى سقوط الطائرة وفقدان الطيار”.

 

استفزاز وتصعيد

 

وتعد حادثة إسقاط الطائرة الحربية آخر واخطر المناوشات بين التحالف الدولي والجيش السوري.

 

ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية في الحملة العسكرية المستمرة منذ سبعة اشهر لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة. وتمكنت تلك القوات من السيطرة على مناطق واسعة شمال وغرب وشرق المدينة قبل دخولها اليها في السادس من الشهر الحالي والسيطرة على أحياء عدة.

 

وبقي الجيش السوري لفترة طويلة بمنأى عن محافظة الرقة، ودخلها اخيرا الشهر الحالي وسيطر على مناطق واسعة في ريفها الغربي وجنوبها الغربي بعد معارك مع الجهاديين الى ان وصل الى مناطق تماس مع قوات سوريا الديموقراطية.

 

وزادت هذه التطورات الميدانية من الاوضاع تعقيدا في سوريا. ويقول خبراء ان الجيش السوري يهدف في الواقع الى استعادة محافظة دير الزور المحاذية للرقة في شرق البلاد والتي تقع بمعظمها تحت سيطرة الجهاديين.

 

ويسعى الى دخولها من ثلاث جهات: جنوب الرقة ومنطقة البادية (وسط) فضلا عن المنطقة الحدودية جنوبا.

 

الا ان تقدم الجيش السوري في هذه الجبهات الثلاث خلق توترا مع التحالف الدولي الذي يدرب ايضا فصائل سورية معارضة لمحاربة الجهاديين في منطقة التنف القريبة من الحدود العراقية والاردنية.

 

وخلال الاسابيع الماضية، استهدف التحالف الدولي قوات النظام التي كانت تتقدم اكثر باتجاه التنف كما أسقط طائرة استطلاع تابعة لها. وعادة يقول التحالف ان رده دفاع عن قواته، مؤكدا انه لا يريد الدخول في مواجهة مع قوات النظام.

 

ويرى سام هيلر، الخبير في الشؤون السورية في مؤسسة “سانتشري” للدراسات، انه لا يبدو ان ايا من الطرفين يريد التصعيد.

 

ويقول “اعتقد ان النظام عمد الى الاستفزاز، ورد ضابط أميركي بالدفاع عن النفس”، مشيرا الى ان استفزازات الجيش السوري استرايتجية خطيرة.

 

ويضيف “لا يبدو ان احدا اراد التصعيد عن قصد، ولكن حين تكون هناك مناوشات بهذا الشكل، هناك خطر بان تنتهي بتصعيد مفاجئ”.

 

صواريخ طهران

 

واندلعت اثر حادثة اسقاط الطائرة اشتباكات غير مسبوقة بين قوات سوريا الديموقراطية والجيش السوري قرب بلدة الرصافة جنوب الرقة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن توقفها لاحقا.

 

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو في بيان “نؤكد بأن استمرار النظام في هجومه على مواقعنا في محافظة الرقة سيضطرنا إلى الرد بالمثل واستخدام حقنا المشروع بالدفاع عن قواتنا”.

 

وطرد الجيش السوري لاحقا الجهاديين من بلدة الرصافة التي تقع على طريق رئيسي يؤدي الى محافظة دير الزور وقرب حقول غاز ونفط مهمة.

 

وبالتزامن مع هذا التصعيد، اعلنت طهران الاحد انها اطلقت صواريخ بالستية من اراضيها ضد “قواعد الارهابيين” في دير الزور.

 

وهي المرة الاولى التي تطلق فيها إيران صواريخ خارج حدوها منذ ثلاثين عاما، اي منذ الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988).

 

وقال الحرس الثوري الإيراني الاثنين ان الصواريخ دمرت “بنجاح” مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في دير الزور.

 

واعلن الحرس الثوري الإيراني ان هذا يأتي “ردا” على الاعتداءات التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية واستهدفت في السابع من حزيران/يونيو مجلس الشورى الإيراني وضريح الامام الخميني في طهران موقعة 17 قتيلا.

 

تعقيدات سوريا تزيد من صراع المصالح الدولية

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه لا يمكن الفصل بين حدثين بارزين، سيطرا أمس (الأحد) على التطورات الميدانية في سوريا؛ الأول تمثل في إسقاط القوات الأمريكية طائرة مقاتلة تابعة لنظام الأسد، والثاني عملية قصف الحرس الثوري الإيراني، التي طالت مواقع قيل إنها تابعة لتنظيم الدولة في دير الزور بسوريا.

 

وأضافت: “إنها المرة الأولى التي يجري فيها توجيه صواريخ من داخل الأراضي الإيرانية لمواقع داخل سوريا”، حيث تؤكد الصحيفة أن “أعداء وأصدقاء كثراً باتوا يتقاتلون في سوريا، الأمر الذي ينذر بمزيد من التصعيد في الملف السوري خلال المرحلة المقبلة”.

 

وتابعت الصحيفة: “القوات الأمريكية أسقطت طائرة تابعة لنظام الأسد فوق منطقة الطبقة، وفي اليوم ذاته أطلق الحرس الثوري الإيراني عدة صواريخ متوسطة المدى من داخل إيران على أهداف في سوريا؛ رداً على تفجيرات ضربت ضريح الخميني والبرلمان داخل طهران قبل أسبوع، بحسب بيان الحرس الثوري الإيراني”.

 

مسؤولون أمريكيون قالوا إن هناك علاقة مباشرة بين الحدثين، لكنهم، بحسب الصحيفة، شددوا على أن “الوضع في سوريا بات أكثر تعقيداً في ظل وجود روسيا وتركيا وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة، وكل ينفذ عمليات عسكرية أو ضربات جوية في إطار سعيه لتحقيق مصالحه”.

 

وتواصل نيويورك تايمز: “الولايات المتحدة ركزت في حملتها العسكرية داخل سوريا على قتال تنظيم الدولة، ودعمت قوات من الأكراد والعرب؛ وذلك وصولاً إلى معركة الرقة التي ما زال التنظيم يسيطر عليها”.

 

شرقي سوريا بات اليوم ساحة أخرى لتقاطعات الدول الموجودة على الأرض السورية؛ حيث تسعى إيران للسيطرة عليه عبر مليشياتها المسلحة وضمنها حزب الله اللبناني، وهو ما اصطدم بوجود أمريكي في تلك المنطقة من خلال الدعم الذي تقدمه لقوات محلية هناك، تقول الصحيفة.

 

وأردفت: “القوات الموالية للنظام تسعى هي الأخرى ليكون لها موطئ قدم شرقي البلاد الغنية بالنفط، وأيضاً تخفيف الضغط عن قواته الموجودة هناك، التي تتلقى ضربات متكررة من تنظيم الدولة، وفي حال سيطرت قوات النظام والمليشيات الشيعية الموالية لإيران على شرقي البلاد، وتحديداً دير الزور، فإن ذلك سيعني تلاقي القوات الشيعية في العراق وسوريا؛ ما يعني أن إيران نجحت في إقامة ممر إمدادات إلى سوريا مروراً بالعراق”.

 

وكانت قوات النظام السوري اشتبكت الأحد 18 يونيو/حزيران، مع قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جرت المواجهات في منطقة جنوبي الطبقة، واستخدم فيها النظام السوري الطائرات الحربية؛ ما أدى الى وقوع إصابات في صفوف هذه القوات؛ الأمر الذي دفع بالولايات المتحدة إلى الدفع بطائراتها المقاتلة للتحليق فوق المنطقة وإسقاط مقاتلة تابعة للنظام.

 

التحالف الدولي وعقب عملية إسقاط المقاتلة التابعة للنظام، أعلن أنه لا يسعى إلى مواجهة نظام بشار الأسد وروسيا، الداعم الأكبر له، ولكنه في الوقت نفسه لن يتردد في الدفاع عن قوات التحالف أو أي من شركائها، مؤكداً أن مهمته قتال تنظيم الدولة.

 

في اليوم ذاته الذي أسقطت فيه أمريكا طائرة تابعة لنظام الأسد، أقدمت إيران على عملية عسكرية هي الأولى من نوعها، حيث نشرت وكالة أنباء فارس فيديو لعملية إطلاق صواريخ من داخل الأراضي الإيرانية على مواقع داخل سوريا، قالت إنها تابعة لتنظيم الدولة.

 

مسؤولون أمريكيون قالوا إن الهجوم الإيراني دليل على الدور المتصاعد لطهران داخل سوريا، ومؤشر على قوة إيران المتنامية في المنطقة.

 

الصواريخ الإيرانية، تقول الصحيفة، “رسالة إلى أعداء طهران في المنطقة، ومن ضمنهم إسرائيل والسعودية وأمريكا، بأن إيران ستعمل بقوة للحفاظ على قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط”.

 

بعد طرده من الرقة والموصل.. هل يتشظى “داعش” في العالم؟

 

لندن – الخليج أونلاين (خاص)

بات من المسلَّم به أنّ اندحار “داعش” من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا أصبح مسألة وقت، الأمر الذي بات يطرح أسئلة كثيرة حول مصير من يتبقى من عناصر التنظيم وقياداته.

 

مصير مجهول ينتظر نحو 5000 مقاتل من جنسيات غربية انضموا للقتال إلى جانب تنظيم “داعش” منذ ظهوره في العام 2014، بعد أن بدأت دولهم بإجراءات سحب الجنسية منهم، لقطع طريق عودتهم، في ظل توجه دولي بزعامة واشنطن لاجتثاث التنظيم، بعد خسارته مناطق واسعة.

 

كما أن مصير الشبكة التي أنشأها التنظيم حول العالم لا يزال موضع تساؤل، حيث تشير المعطيات إلى أن التنظيم حركة دولية له فروع وعلاقات في نحو 50 دولة.

 

وقد بايعت تلك الفروع والجماعات زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي، مثل جماعة أبو سياف في الفلبين، وبوكو حرام في نيجيريا، وفصيل من حركة الشباب في الصومال؛ ما يجعل تلك الدول مكاناً خصباً لإعادة ولادة “داعش” من جديد.

 

-“الجهادي جاك” نموذجاً

 

ومنذ إنشاء التنظيم في العام 2014 وحتى إغلاق الحدود التركية واتخاذ السلطات في أنقرة إجراءات تحد من عبور المقاتلين الأجانب إلى سوريا، زاد عدد المقاتلين الذين التحقوا بصفوف “داعش”، من دول أوروبا، إلى أكثر من الضعف منذ العام 2014 وحتى 2015.

 

ويشير تقرير أعدته لجنة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، في أبريل/نيسان من العام 2015، إلى أن عدد المقاتلين الأجانب شهد ارتفاعاً بنسبة 71%، بين منتصف عام 2014 ومارس/آذار 2015.

 

“الجهادي جاك” واحد من الأجانب الذين عبروا إلى سوريا للانضمام إلى “داعش” في العام 2015، محتجزٌ اليوم لدى القوات الكردية المقاتلة في سوريا.

 

الشاب البريطاني جاك ليتس، المعروف بلقب “الجهادي جاك”، ذكر لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن القوات الكردية التي تقاتل التنظيم تحتجزه حالياً، ولكنه يدعي أنه معارض للتنظيم، وأنه ترك مناطقه.

 

وقد تحدث ليتس إلى الشبكة البريطانية عن كيفية وصوله إلى سوريا، قائلاً: “وجدت مهرباً، وسرت خلفه خلال حقول الألغام، إنني أكره (داعش) أكثر من كراهية الأمريكيين لهم”.

 

وتزوج جاك في العراق، ولا تزال زوجته وطفله موجودين في مناطق التنظيم، موضحاً أنه “أُصيب في انفجار وذهب إلى الرقة ليستعيد عافيته”.

 

وادعى “الجهادي جاك” أنه تخلص من الوهم بشأن تنظيم داعش قبل عام تقريباً، بعد قتل التنظيم أنصاره السابقين، مضيفاً: “أدركت أنهم ليسوا على حق، ولذلك وضعوني في السجن ثلاث مرات، وهددوني بالقتل”.

 

في حين قال والداه الأب جون ليتس، والأم سالي لين، لـ”بي بي سي” إن الحكومة قالت لهما إنها تستطيع مساعدته فقط إذا ترك مناطق تنظيم داعش، ونظراً لأنه موجود حالياً خارج تلك المناطق فلا أحد، كما تقول أمه، “يريد تحمل المسؤولية”.

 

وأقر والده، الذي يعمل مزارعاً، بأن على ابنه “تحمُّل عواقب أفعاله”، عند عودته إلى بريطانيا، ولكن الأسرة غير مقتنعة بأنه “ارتكب خطأ على الإطلاق”.

 

-ذئاب بشرية

 

قصة جاك هذه ليست إلا واحدة من آلاف القصص لمقاتلين أجانب سحرهم خطاب التنظيم، وضحوا بحياتهم من أجله، وجعلهم منبوذين من دولهم ومجتمعاتهم.

 

ففي بداية فبراير/شباط 2017، حذر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب البريطاني، ماكس هيل، من خطر عودة البريطانيين، الذين سافروا إلى العراق وسوريا من أجل القتال بجانب “الدولة”، إلى بريطانيا.

 

وبين أن “هناك مخاوف هائلة من عودة مئات المواطنين البريطانيين الذين غادروا البلاد للانضمام للقتال مع داعش”.

 

وكانت كل من ألمانيا وأستراليا وبلجيكا وكندا وهولندا وفرنسا وسويسرا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة، قد أقرت قوانين في عام 2015 تجيز سحب الجنسية من رعاياها المنضمين إلى تنظيم “داعش”.

 

هذا الكلام يعني أن مصيرهم بات أمام منطق واحد؛ هو مواصلة القتال في الموصل والرقة حتى الموت، وفي حال نجاتهم فسوف يواجهون السجن إلى أجل غير مسمى؛ إمَّا في بلادهم أو في معتقل غوانتنامو الذي يصر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على إبقائه مفتوحاً، بحسب ما ذكر الخبير في الشؤون الأمنية، حسن الخالدي.

 

الخالدي أوضح لـ “الخليج أونلاين أن “المخاوف الأوروبية” نابعة من تكرار الهجمات التي شهدتها أوروبا منذ العام 2004، مروراً بهجمات باريس الدامية في 2015 التي قتلت 140 فرنسياً.

 

وأضاف: “لا شك أن رفض عودة المواطنين الأوروبيين الذين يقاتلون في صفوف داعش أمر مخالف للقيم الحقوقية والإنسانية لأوروبا، لكن الحكومات فيها لا تريد المغامرة باحتضان ما يمكن وصفه بـ(ذئاب بشرية) جاهرت بالعداء للمجتمعات الغربية، وتوعدتهم بالقتل بأبشع الطرق، فهي لا تعرف متى سينقض هذا الذئب، الذي قد يبدو وديعاً في بادئ عودته، على ضحاياه الذين كانوا تاريخياً من المدنيين”.

 

-ولادة من جديد

 

خسارة “داعش” المستمرة لعمقه الاستراتيجي في العراق وسوريا، وطرده من المناطق التي كان يسميها “أرض التمكين” في إشارة إلى دابق أولاً ثم الرقة والموصل، سيعني وفق خبراء نهاية وجوده في المنطقة؛ لسقوط المبدأ الذي قام عليه هذا التنظيم.

 

هذا الأمر يعني أن عمله ووجوده سوف ينحصر كخلايا نائمة، وسيعمد إلى الاختلاط بالمجتمع، وسيستخدم خلاياه النائمة والقناصة والسيارات المفخخة والاغتيالات، وأنه سيتجه إلى استراتيجية الحرب غير المنتظمة وحرب العصابات.

 

لكن هذا الأمر لن يكون في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة منذ عقود كالفلبين والصومال ونيجيريا وغيرها، خاصة أن تنظيمات “متشددة” في هذه الدول بايعت البغدادي؛ مثل جماعة أبو سياف في الفلبين، وبوكو حرام في نيجيريا، وفصيل من حركة الشباب في الصومال؛ ما يجعل تلك الدول مكاناً خصباً لإعادة ولادة “داعش” من جديد.

 

الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، حسن أبو هنية، استبعد في حديث لـ”الخليج أونلاين” خروج “داعش” من المناطق الحضرية التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.

 

وأوضح قائلاً: “التنظيم سيأخذ شكلاً جديداً لوجوده وهو حرب العصابات وشن هجمات معاكسة؛ لأن الظروف الموضوعية لظهوره في العراق وسوريا، وأبرزها اضطهاد الأكثرية السنية، لا تزال موجودة”.

 

وأشار إلى أن “داعش” يعمل وفق مستويات متعددة ويعمل في أكثر من 20 دولة، ولا يزال نشطاً في أكثر من بقعة جغرافية في آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهو يفرض سيطرته بشكل واضح في أفغانستان ونيجيريا.

 

وتوقع أبو هنية أن تكون هناك معارك أخرى كبيرة في العراق وسوريا، كمعركة تلعفر والحويجة في العراق، ودير الزور في الرقة، مشيراً إلى أن “التنظيم لا يزال لديه إمكانيات عسكرية”.

 

وحول سيناريو حدوث انشقاقات في “داعش” في حال هزيمته بالموصل والرقة، لفت أبو هنية إلى إمكانية حدوث ذلك لكن على شكل فردي، إلا أنه أوضح أن “التنظيم سيكسب عناصر جديدة بسبب مشاكل الإقصاء والتهميش والاضطهاد الشيعي الواضح للسنة في العراق وسوريا، بالإضافة إلى حرب التدمير التي شنت على سكان الموصل والرقة، كل ذلك سيخلق هجرة معاكسة إلى التنظيم نتيجة غياب أي تسويات أو حلول”.

 

وشدد على أن “المجتمعات السنية غير مقتنعة بأيديولجية “داعش”، ولكن سياسات العبادي والمالكي والأسد والحشد الشعبي تدفع أفراداً من هذه المجتمعات نحو “داعش”، ومن دون حلول وتسويات سياسية لا يمكن تهميش التنظيم وإقصاءه، وكل الجهود الحالية لذلك ستذهب هباءً”.

 

إيران: قصف دير الزور رسالة ومرحلة جديدة ضد الإرهاب  

قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف إن الهجوم الصاروخي لإيران على مواقع المسلحين في سوريا رسالة تحذيرية للداعمين للجماعات الإرهابية في المنطقة والعالم.

وقال شريف إن العملية كانت ناجحة، وإن على تلك الدول أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الرسالة التحذيرية.

 

من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن استهداف مواقع المسلحين بصواريخ على بعد سبعمئة كيلومتر هو بداية مرحلة جديدة لمواجهة الإرهاب، بحسب تعبيره.

 

وقال بروجردي إن هذه الهجمة تُظهر جدية طهران وإرادتها في مكافحة الإرهاب، موضحا أن العملية الصاروخية كانت ردا مناسبا على قرار العقوبات الجديدة التي سنها الكونغرس الأميركي ضد إيران.

 

وأكد أن بلاده ستواصل تطوير منظوماتها الصاروخية، وأنها ستستفيد منها عند الضرورة كقوة ردع.

 

قصف دير الزور

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن أنه قصف للمرة الأولى بصواريخ أرض-أرض متوسطة المدى مقار لمن سماهم الإرهابيين والتكفيريين في دير الزور شرقي سوريا.

 

وقال الحرس الثوري إن هذا القصف جاء انتقاما لضحايا هجومين وقعا قبل أيام واستهدفا مبنى البرلمان وضريح الخميني في طهران، وتبناهما تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وحسب بيان للحرس الثوري، فقد أسفر القصف عن مقتل عشرات من مسلحي تنظيم الدولة، وإرهابيين آخرين حسب تعبيره، موضحا أن الصواريخ انطلقت من قواعد داخل إيران في محافظتي كردستان وكرمنشاه.

 

وأضاف البيان أنه عند أي استهداف لأمن إيران فإن ما دعاها الجماعات الإرهابية وداعميها في المنطقة “لن ينعموا بالأمن، وسيتلقون ردا إيرانيا مناسبا”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

لافروف: ندعو أميركا لاحترام وحدة الأراضي السورية

دبي – العربية نت

نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف قوله اليوم الاثنين إن على #الولايات_المتحدة احترام وحدة الأراضي السورية والكف عن أي أفعال أحادية في البلاد.

جاءت تصريحات لافروف بعدما أسقطت #طائرة_حربية_أميركية طائرة تابعة لجيش #النظام_السوري أمس الأحد في ريف #الرقة الجنوبي وقالت واشنطن إن الطائرة كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة، بينما قالت #دمشق إن الطائرة أسقطت خلال مهمة تستهدف متطرفي تنظيم داعش.

كما أضاف لافروف بحسب رويترز أيضاً أن محادثات السلام السورية المقبلة ستكون في أستانا يوم 10 يوليو/تموز.

 

البغدادي لم يكن في الرقة مؤخرا

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 16 يونيو 2017

روما-نفت مصادر محلية من مدينة الرقة شمال سورية أن يكون لزعيم تنظيم الدولة (داعش)،  أبو بكر البغدادي أي تواجد في الرقة خلال الفترة الأخيرة، وقالت إن حضور  التنظيم منذ أشهر في المدينة هو  رمزي لا أكثر.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في بيان لها اليوم (الجمعة) إن طائرات روسية نفذت يوم 28 أيار/ مايو الماضي ضربات جنوبي الرقة، أسفرت عن مصرع قياديين من التنظيم قد يكون من بينهم البغدادي.

 

وقال الناشط السوري إبراهيم أبو عبد الله، المقيم في أطراف مدينة الرقة، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الغالبية العظمى من عناصر التنظيم انسحبت من المدينة نحو معسكرات في الصحراء على خط مدينتي البوكمال والميادين في أقصى شرق سورية.

 

وقال إن التنظيم “أدرك منذ أشهر طويلة أن أي مواجهة عسكرية لن تكون لصالحه، ولن تكون مجدية ولهذا بدأ الانسحاب من الرقة منذ أشهر، وأبقى في المفارز بضع عشرات من المقاتلين، يندر أن يوجد بينهم أحد من غير السوريين، كما أن خطوط المواجهة لا تحتوي إلى على قطع سلاح محددة وبسيطة، لا تستطيع أن تصد أي هجوم، وهذا يعزز نفي أن يكون البغدادي في جنوب الرقة، لا الشهر الماضي، ولا قبله بأشهر حتى، حيث لم يُسجّل له أي حضور أو تواجد في الرقة، لا سابقاً ولا لاحقاً، ولم يره أي رقاوي أو مقاتل من مقاتلي التنظيم في هذه المدينة، وكل ما يُقال عن هذا الأمر غير صحيح”.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيانها إن القصف استهدف اجتماعاً لقادة في التنظيم، وأن التحقيقات الروسية جارية لتأكيد مصرع البغدادي، وأن الغارات الروسية أسفرت عن مصرع ثلاثين قيادياً، وأكثر من 300 عنصر من تنظيم الدولة.

 

لكنّ العديد من القياديين في المعارضة السورية يشكّون في صحة كل المعلومات التي يُروّج لها الروس والأكراد الذين يسعون بدعم أمريكي لاقتحام المدينة، ويُطالبون بإظهار هذا العدد الكبير من القتلى من تنظيم الدولة في المدينة وأطرافها، بينما توثق مراصد حقوقية سورية سقوط “المئات من القتلى المدنيين، من بينهم الكثير من النساء والأطفال”.

 

إلى ذلك، أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة أنه لا يستطيع تأكيد التقارير الروسية التي أفادت بمقتل البغدادي. وسبق أن كشف مسؤول عسكري أمريكي أن “الخليفة” قد فر من مدينة الموصل العراقية، قبيل فترة وجيزة من تمكن القوات العراقية وميليشيات الحشد من محاصرة المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى