أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 20 أيار 2013

 

«الائتلاف» يناشد انقاذ القصير من «الحرس الثوري» و«حزب الله»

لندن، بيروت، عمان، القاهرة – «الحياة»، ا ب، رويترز، ا ف ب

مع الاستعدادات لعقد مؤتمر جنيف – 2» الخاص بتسوية الأزمة في سورية، شنت قوات النظام وحلفاؤها هجوماً ضخماً على مدينة القصير، في ريف حمص، لاعادة ربط دمشق بالساحل السوري وبمواقع حليفه «حزب الله» وطرق امداداته في البقاع اللبناني من «دون عوائق»، ولتحسين اوراقه في اي مفاوضات. وفي ضوء ضخامة الهجوم استنجد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس بالجامعة العربية للتدخل لانقاذ المدينة وسكانها من دمار ومجازر قد ترتكبها قوات النظام وحلفائه التي بدأت حملة عسكرية منذ صباح أمس شاركت فيها الطائرات والمدفعية الثقيلة وقاذفات الصواريخ، اضافة الى الاف المسلحين من «الحرس الثوري» الايراني وعناصر «حزب الله» و»الحزب السوري القومي»، كما قالت المعارضة التي اشارت الى أن القصف كان كبيراً حيث كانت تسقط 50 قذيفة وصاروخاً في الدقيقة على المدينة المحاصرة.

ودعا «الائتلاف» الى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب «لاتخاذ ما يلزم لحماية» المدينة التي اعلن مصدر عسكري سوري دخول جيش النظام اليها. وحض «الائتلاف» مجلس الامن على «التنديد بعدوان حزب الله». وقال، في بيان، انه «يطالب جامعة الدول العربية وامينها العام بالدعوة الى اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر».

كما دعا «المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين وعددهم 40 ألف نسمة في مدينة القصير، وطالب مجلس الأمن القيام بواجبه في حفظ أرواح المدنيين».

واضاف البيان ان «قوات الأسد مدعومة بميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني وعناصر إيرانية، تقصف القصير بأنواع الأسلحة الثقيلة كافة، ودك منازل المدنيين فيها بالمدافع والصواريخ، فيما يقوم الطيران الحربي بتأمين غطاء جوي لميليشيات حزب الله، في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحام القصير، وعلامات على قرب مجزرة قد ترتكب بحق المدنيين فيها».

وكانت دمشق اعلنت أن القوات النظامية دخلت القصير، غداة تأكيد الرئيس بشار الاسد مجددا تمسكه بالبقاء في السلطة. لكن المعارضة قللت من اهمية مكتسبات الجيش، وقالت ان المدافعين عن المدينة «يبدون مقاومة شديدة».

وافاد مصدر عسكري سوري ان القوات النظامية «تمكنت من الدخول الى القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة ورفعت العلم السوري على مبنى البلدية». وذكر التلفزيون الرسمي ان القوات السورية «بسطت الامن والاستقرار في مبنى بلدية القصير والمباني المحيطة به وتواصل ملاحقة الارهابيين في المدينة». واشار الى وجود «بعض جيوب الارهابيين المتحصنين داخل اوكارهم»، مشيرا الى ان الجيش يتقدم «اكثر واكثر».

ولاحظ مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه «اذا تمكن الجيش من السيطرة على القصير، فان كل محافظة حمص ستسقط» بين يدي النظام. وابدى خشيته من حصول «مجزرة» اذا سيطرت القوات النظامية على المدينة، لافتا الى ان «سكانها يخشون الخروج لان عدداً كبيراً منهم هم عائلات لمقاتلين معارضين».

وقال جندي نظامي، عبر التلفزيون السوري الرسمي، ان الجيش تخلى عن الجبهة الشمالية الغربية للسماح للسكان بالخروج، الامر الذي نفاه معارضون منددين بـ»حصار خانق يفرضه النظام وحزب الله».

وكان نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي اعلن ان لجنة الجامعة ستعقد الخميس اجتماعاً طارئاً حول سورية تمهيدا لعقد مؤتمر سلام دولي لايجاد حل للنزاع السوري.

وسيكون مصير مدير القصير مدار بحث في اجتماع يعقد في عمان خلال الاسبوع الجاري ويحضروه وزراء خارجية 11 دولة من «اصدقاء سورية» للبحث في انعقاد «جنيف – 2» والتداول في من سيشارك فيه من اطراف بينها ايران.

وحض وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان على عمل «جاد لوقف الآلة القمعية» للنظام السوري، وذلك في ظل مساع دولية لعقد مؤتمر دولي حول الازمة السورية. وقال في مؤتمر صحافي في ابو ظبي مع نظيره الاسترالي بوب كار «على جميع الاطراف القيام بعمل سياسي جاد لوقف الالة القمعية في دمشق». واضاف: «لا يجب على المجتمع الدولي ان يبقى صامتا وان لا يتحرك او يتفاعل مع الجانب الانساني» للازمة السورية.

وكانت دول عدة بدأت سلسلة من الاتصالات للتحضير وإزالة عدد من «العقد» أمام «جنيف – 2» قبل القمة المقررة بين الرئيسين باراك اوباما وفلاديمير بوتين في إرلندا في 20 حزيران (يونيو) المقبل.

وبدا ان المؤتمر سينعقد تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبمشاركة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والمواعيد المقترحة هي بين 10 و12 أو بين 13 و14 الشهر المقبل، مع حرص الأمم المتحدة لعقده «في أقرب وقت ممكن، شرط التحضير الجيد له».

وقالت مصادر لـ»الحياة» ان المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي ومساعدوه سيساهمون في تسهيل التفاوض بين وفدي الحكومة والمعارضة بعد إطلاقه في المؤتمر.

وأوضحت ان الجانب الروسي طلب من دمشق إعادة إرسال قائمة جديدة بأسماء إعضاء الوفد التفاوضي غير تلك التي كان وزير الخارجية وليد المعلم سلمها إلى موسكو في شباط (فبراير) الماضي، وضمت رئيس الوزراء وائل الحلقي ونائباً له وثلاثة وزراء، بينهم وزير المصالحة علي حيدر، وأن الجانب الروسي طلب أن يتمتع الوفد الجديد بـ «صلاحيات تفاوضية واسعة»، وفيه شخصيات عسكرية نافذة، مع ترجيح أن يضم الوفد الوزير المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان، وأن يراوح عدد أعضائه بين 12 و15 شخصاً.

ومن المقرر أن يتوجه سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا الذين سيشاركون في اجتماع عمان إلى إسطنبول لحضور اجتماعات «الائتلاف الوطني» بين 23 و25 الجاري لاتخاذ قرارات في شأن المشاركة في المؤتمر الدولي، والاستعداد للمشاركة في أي حوار ولاجراء انتخابات قيادات «الائتلاف» بحيث يتم اختيار رئيس له خلفاً لمعاذ الخطيب الذي سيشارك مع مجموعة من المعارضين وأعضاء «الائتلاف» في لقاء تشاوري في مدريد اليوم. وتدور التوقعات بين انتخاب الرئيس الموقت جورج صبرا رئيساً دائماً للتكتل، خصوصاً في ضوء دعم «الإخوان المسلمين» له أو انتخاب برهان غليون في هذا المنصب.

وسيتطرق الاجتماع الى توسيع «الائتلاف» وضرورة إدخال شخصيات علمانية ومدنية إليه لموازنة سيطرة «الإخوان» في داخله، ويطرح في هذا المجال خيار إضافة 25 شخصية بينهم عشر سيدات أو 15 شخصية بينهم 5 سيدات.

المرصد السوري”: أكثر من 100 قتيل وجريح من مقاتلي “حزب الله” بمعارك القصير

بيروت – ا ف ب

قتل 23 عنصراً من “حزب الله” اللبناني وجرح 70 آخرون على الاقل في المعارك التي دارت الاحد في مدينة القصير بريف مدينة حمص بعد بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان اليوم الاثنين.

وأوضح البيان: “علم المرصد السوري لحقوق الانسان من مصادر موثوقة ان 23 عنصرا من قوات النخبة في حزب الله قتلوا واصيب اكثر من 70 اخرين بجروح وذلك خلال الاشتباكات التي دارت امس في مدينة القصير” قرب الحدود اللبنانية.

                      القوات السورية تقتحم القصير ومخاوف من مجزرة

المعارضة تدعو إلى التنديد بعدوان “حزب الله”

    (و ص ف، رويترز، أ ب)

اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية الخميس في القاهرة

بان يعبر عن ثقته بإمكان عقد مؤتمر “جنيف – 2” مطلع حزيران

بعد ساعات من تأكيد الرئيس السوري بشار الاسد تمسكه بالسلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2014، قاطعا الطريق عملياً على أي مفاوضات في شأن مرحلة انتقالية تؤدي الى ازاحته، حاول تغيير الخريطة العسكرية للمعارك على الارض، دافعاً بقواته تحت غطاء من الغارات الجوية والقصف المدفعي، في اتجاه مدينة القصير على الحدود مع لبنان،والتي يسيطر عليها الثوار منذ نحو سنة، في مسعى لتشديد قبضة النظام على شريط استراتيجي يمتد من العاصمة دمشق الى المتوسط. وتشكل هذه التطورات الميدانية انتكاسة للمعارضة السورية وقد تزيد التوتر في المنطقة وسط تقارير عن “دور مركزي” لـ”حزب الله” في المعارك، كما تعقد جهود واشنطن لعقد مؤتمر”جنيف-2″ للبحث في حل سلمي للأزمة السورية. (راجع العرب والعالم)

وفي ظل هذه الاجواء، دعت جامعة الدول العربية الى اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية على مستوى وزراء الخارجية الخميس المقبل في مقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، وناشد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” “مجلس الامن “التنديد بعدوان حزب الله”.

القصير

وتمكنت القوات النظامية السورية من دخول مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص، ولكن المقاتلين المعارضين قللوا اهمية مكتسبات الجيش، قائلين انهم يبدون مقاومة شديدة في المدينة.

وافاد مصدر عسكري ان القوات السورية “تمكنت من دخول مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة ورفعت العلم السوري على مبنى البلدية”.

وقال جندي نظامي عبر التلفزيون السوري ان الجيش تخلى عن الجبهة الشمالية الغربية للسماح للسكان بالخروج، الامر الذي نفاه معارضون، منددين بـ”حصار خانق يفرضه النظام وحزب الله”.

وحذر مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن من انه “اذا تمكن الجيش من السيطرة على القصير، فان كل محافظة حمص ستسقط” في  أيدي النظام. وتخوّف من حصول “مجزرة” اذا سيطرت القوات النظامية على المدينة. ولفت الى ان أفراد “حزب الله” “يضطلعون “بدور مركزي في هذه المعركة”.

ومساء، قال المرصد ان عدد الضحايا في مدينة القصير ارتفع الى 52 قتيلا، هم ثلاث نساء ورجل قتلوا نتيجة القصف، الى 48 قتيلا في صفوف المقاتلين المعارضين واولئك الموالين للنظام وعناصر “حزب الله”.

الائتلاف

في غضون ذلك، قال الائتلاف في بيان له ان “قوات الأسد مدعومة بميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني وعناصر إيرانية، تقوم بقصف مدينة القصير بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، ودك منازل المدنيين فيها بالمدافع والصواريخ، فيما يقوم الطيران الحربي بتأمين غطاء جوي لميليشيات حزب الله، في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحام القصير، وعلامات على قرب مجزرة قد ترتكب بحق المدنيين فيها”. وطالب “جامعة الدول العربية وامينها العام بالدعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر”. وناشد “المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم 40 ألف نسمة في مدينة القصير، ومجلس الأمن التنديد بعدوان حزب الله على مدينة القصير والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين”.

اجتماع طارئ

وكان نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي اعلن في وقت سابق ان لجنة الجامعة العربية للأزمة السورية ستعقد الخميس اجتماعا طارئاً تمهيدا لمؤتمر السلام الدولي الذي دعت اليه واشنطن وموسكو. وقال إن “عقد الاجتماع جاء بناء على طلب من دولة قطر رئيس اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية”،من أجل متابعة تطورات الأوضاع في سوريا، في ضوء التفاهم الأميركي – الروسي في شأن عقد المؤتمر الدولي “جنيف – 2”.

ويأتي الاجتماع غداة مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في العاصمة الأردنية عمان الاربعاء.

ومع أن أيا من النظام والمعارضة لم يعلن رسميا حتى الان حضوره المؤتمر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون عن ثقته بامكان عقد المؤتمر  مطلع حزيران المقبل، موضحاً أنه توصل إلى  هذا الاقتناع بعد مشاوراته مع ممثلي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه ناقش مع نظيره الاميركي جون كيري امكان مشاركة ايران في المؤتمر الدولي، مضيفاً ان كيري وافق نوعاً ما، لكن عدداً من دول المنطقة رفض ذلك.

نتنياهو

ومع احتدام المعارك داخليا، لمح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو  إلى احتمال شن بلاده مزيداً من الغارات داخل سوريا، متعهدا التحرك لمنع وصول اسلحة متقدمة الى “حزب الله” وغيره من الجماعات المسلحة. ونسب موقع  “روسيا اليوم” الى مصادر إسرائيلية أن الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية رصدت عملية نصب صواريخ في سوريا.

وكانت صحيفة “الصنداي تايمس” نشرت أمس أن الجيش السوري نشر صواريخ أرض ـ أرض متطورة تستهدف تل أبيب، عقب الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف سورية.

الأسد يستبعد استقالته: صناديق الاقتراع أساس الحل

رحب بالتقارب الروسي ـ الأميركي.. لكن بعض القوى لا تريد إنهاء الصراع

استبعد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأول، استقالته، ملمّحاً إلى إمكانية ترشحه لولاية رئاسية جديدة في العام 2014، ومؤكداً أن «الأساس في أي حل سياسي للأزمة هو ما يريده الشعب السوري الذي يقرّر عبر صناديق الاقتراع».

واعتبر الأسد، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية («تلما») وصحيفة «كلاران» نشرتها وكالة الأنباء السورية («سانا»)، ان «الاتهامات الموجهة إلى سوريا باستخدام أسلحة كيميائية أو (التصريحات) المتعلقة باستقالتي تتغير كل يوم. ومن المحتمل أن يكون ذلك تمهيداً لحرب على بلدنا».

ورداً على سؤال بشأن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي طلب منه الرحيل، قال إن «الاستقالة تعني الفرار».

وأضاف «لست أدري ما إذا كان كيري أو غيره قد حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه لمعرفة من يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى. هذا الأمر سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2014».

وأضاف «نحن دولة مستقلة. نحن شعب يحترم نفسه. لا نقبل لأحد أن يحدّد لنا ما الذي نفعله لا الولايات المتحدة ولا غيرها، لذلك هذا الاحتمال يحدّده الشعب السوري تحديداً. أنت تذهب إلى الانتخابات، ترشح نفسك، وهناك احتمال أن تنجح وهناك احتمال العكس. هذا هو الاحتمال وليس الاحتمال أن ندخل إلى المؤتمر مسبقاً ونقرر شيئاً لم يقرره الشعب».

وأبدى الأسد ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا، وإن كان يشك في نتائجه. وقال «نحن رحبنا بالتقارب الروسي ـ الأميركي، ونأمل أن يكون هناك لقاء دولي لمساعدة السوريين على تجاوز هذه الأزمة، ولكننا لا نعتقد أن كثيراً من الدول الغربية تريد فعلاً حلاً في سوريا، لذلك هي ردت مباشرة على الاجتماع الروسي ـ الأميركي برفضها أي حوار مع الدولة في سوريا»، في إشارة إلى رفض الدول الغربية مشاركة الأسد في هذا التفاوض مع المعارضة. وأضاف «نحن ندعم هذا المسعى ونرحّب به، ولكن علينا أن نكون واقعيين، لأن هناك قوى لا تريد حلاً سياسياً وتضغط باتجاه إفشال أي حوار أو حل سياسي».

وشدّد الأسد على أن أي مؤتمر دولي حول سوريا لن ينجح إذا لم تتوقف الدول «الداعمة للإرهابيين» عن دعمهم. وأكد أن «الأساس في أي حل سياسي للأزمة في سوريا هو ما يريده الشعب السوري الذي يقرّر عبر صناديق الاقتراع».

وأضاف «الإرهاب هو موضوع مختلف تماماً، فلو اجتمعنا اليوم وكان مؤتمر الحوار ناجحاً هذا لا يعني توقف الإرهاب، طالما هناك دول، كقطر وتركيا وغيرهما، ليست لها مصلحة في وقف العنف في سوريا، لذلك بالنسبة لنا فإن الجانب الأساسي الذي يستطيع أي مؤتمر دولي المساهمة فيه بشكل جدي هو وقف إدخال الأموال والسلاح إلى سوريا ووقف إرسال الإرهابيين الذين يأتون بشكل أساسي عبر تركيا وبتمويل قطري مع بعض الدول الخليجية الأخرى، ومنها السعودية على سبيل المثال».

واتهم الأسد إسرائيل بدعم المسلحين.

يمكن الاطلاع على المقابلة كاملة على موقع «السفير» على الانترنت.

(«السفير»، ا ف ب)

http://www.assafir.com/pdf/TemplateChannelPDF/asad.pdf

حمم القصير.. تبلغ طرابلس: قتيل و20 جريحاً

غسان ريفي

لم يكد يُختتم ماراتون «الركض نحو السلام» في طرابلس، أمس، حتى انطلق ماراتون العبث بأمن المدينة وسلامة أهلها وضرب استقرارها مجدداً من جبهته الساخنة في التبانة والقبة وجبل محسن، حاصداً معه عدداً من القتلى والجرحى والدمار.

انقسم يوم طرابلس بين نصفين، أوله، فرح جاهدت من خلاله المدينة في إظهار صورتها الحضارية، وآخره، رعب مما قد تحمله المغامرات الأمنية من ويلات إليها.

وإذا كانت هذه الجبهة التقليدية قد تحرّكت هذه المرة على وقع قرار الجيش السوري باقتحام مدينة القصير والحديث عن مقتل عدد من الطرابلسيين في هذه المعركة المفصلية، فإنها جاءت كنتيجة طبيعية لحالة الفلتان الأمني المستمر في المدينة خلال الأسابيع الماضية، من دون أن تتمكن القوى الأمنية من وضع حد لها.

وثمة سؤال كبير يطرح نفسه في طرابلس: إذا كانت القوى الأمنية لم تستطع إخماد جبهات داخلية اشتعلت مؤخراً بين أبناء النسيج الطرابلسي الواحد بسبب خلافات فردية وعائلية، كيف ستتصرّف مع جبهة فتحت بعنوان سياسي ـ مذهبي من العيار الثقيل؟

وإذا كانت جبهة التبانة ـ جبل محسن قد اندلعت في الشكل على خلفية ما يجري في القصير، فإنها في المضمون جاءت لتضرب خطة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزراء المدينة ونوابها والذين كانوا اتفقوا على تنفيذها قبل 24 ساعة، وتتضمن تعهداً بزيادة عديد القوى الأمنية في طرابلس، وووقف مفعول رخص حمل السلاح وحماية المواكب المنتشرة بكثرة في أيدي المواطنين، وإزالة المخالفات، وهي قرارات كان يجب أن تؤدي الى تعامل مختلف مع ملف أمن المدينة.

ومن بين الأسئلة التي طرحت أمس: هل ثمة خطة استباقية من المجموعات المسلحة لنسف الخطة السياسية ـ الأمنية التي كان من المفترض تنفيذها في طرابلس اعتباراً من اليوم؟ أم أن الاحتقان الذي بلغ مداه سياسياً وأمنياً بات يحتاج الى تنفيسة على المحاور المعتادة؟ أم أن تزايد الإشكالات المسلحة بين الأشقاء بات يحتاج الى فتح الجبهة التي من شأنها أن توحد الجميع؟..

ثم بعد ذلك، ماذا تستطيع طرابلس أن تفعل في المعادلة السورية؟ وهل يمكن حماية القصير من بوابة جبل محسن؟ ومن المستفيد اليوم من الربط بين طرابلس وبين القصير؟ وهل تحتمل المدينة هذا الاستيراد المباشر للأزمة السورية الى شوارعها؟ وهل يمكن حماية من لبّى الدعوة الى الجهاد بإشعال خطوط التماس التقليدية؟ وكيف سيكون الرد السياسي على هذا التطور الأمني البارز؟ وكيف ستتعاطى القوى العسكرية والأمنية معه؟ وكيف يمكن تنفيذ قرار وقف رخص حمل السلاح والقذائف الصاروخية يتردّد صداها في كل أرجاء المدينة؟

هذا الواقع، يظهر بوضوح أن الثغرات الأمنية في العاصمة الثانية باتت لا تعد ولا تحصى، وكلما بذلت الجهود لإغلاق إحداها فتحت أخرى، ما بات يحتاج الى اعتماد آخر الدواء، لكيّ هذا الجرح، ووضع حد للفلتان الأمني غير المسبوق.

معطيات ميدانية

وكانت الاشتباكات اندلعت عند الرابعة من بعد ظهر امس، من دون أي إشارات إنذار مسبقة، حيث تطورت خلافات حصلت بين عدد من الشبان بين «فوق» (جبل محسن) و«تحت» (التبانة) الى رشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، ليخرج السلاح سريعاً، وتشتعل أكثرية المحاور دفعة واحدة لاسيما في طلعة العمري، ستاركو، الشعراني، الحارة البرانية، البقار والريفا.

وسرعان ما تدخل الجيش اللبناني وعمل على تسيير دوريات مؤللة واستقدم تعزيزات إضافية ورد على مصادر النيران بكثافة، في محاولة منه لإسكاتها وإعادة الوضع الى طبيعته، لكن توسع رقعة الاشتباكات حالت دون ذلك حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية، وقد أدى ذلك الى حركة نزوح للمواطنين من بعض المناطق الساخنة.

كذلك، دفع الوضع المستجد الجيش للدخول الى بعض المحاور لفرض الهدوء، لكن محور سوق الخضار ـ طلعة العمري بقي مشتعلاً حتى ساعة متأخرة من الليل، فيما شهدت المحاور الأخرى اشتباكات متقطعة.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص من جبل محسن يدعى محمد يوسف، وإصابة 20 شخصاً هم: طارق قاسم، سمير غية، خديجة خالد، فضل الله المصري، بسام الكعكة، عبد الوهاب بقار، علي عواد، عماد فياض، دنيا محفوض، ليليان مصطفى، طالب حبابة، علي مصطفى، خديجة محمد، ياسمين طرطوسي، ريما الحسين، آلاء مرعي، محمود العلي، طه حسين، جمعة ياسين (سوري) والملازم أول في الجيش اللبناني حسين عواضة، وعسكريين آخرين.

الجيش: إصابة عسكريين

وليلاً، أصدرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بياناً، أكدت فيه «حصول تبادل إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة بين مسلحين في منطقة جبل محسن ــ باب التبانة، وعلى أثر ذلك تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واتخذت التدابير الأمنية اللازمة بما في ذلك الردّ على مصادر النيران بدقة وتسيير دوريات مؤللة وراجلة وإقامة حواجز في الأحياء المتوترة».

وأشارت إلى أن «عدداً من المراكز العسكرية تعرّضت لإطلاق نار ما أدى إلى إصابة عسكريين بجروح أحدهما ضابط، بالإضافة إلى حصول بعض الأضرار المادية»، مشددةً على أن «وحدات الجيش تستمرّ بتكثيف إجراءاتها وتعزيز انتشارها لإعادة الوضع إلى طبيعته».

جتماع وزاري عربي طارئ الخميس .. وموسكو ترفض تقييد «جنيف 2»

توغل سريع للجيش السوري داخل القصير

أطلقت القوات السورية عملية «تحرير القصير» في ريف حمص، أمس، وشنّت هجوما صاعقا فجرا، سبقه عمليات قصف وغارات مكثّفة، ووصلت خلال ساعات قليلة إلى وسط المدينة، التي باتت عمليا المنطقة الأخيرة التي يتحصّن فيها المسلّحون في ريف حمص بعد أسابيع من سقوط جميع القرى المجاورة لها.

ويعتبر سقوط القصير بيد القوات السورية ضربة قوية للمسلحين، حيث سيتم منع تهريب السلاح والمقاتلين من لبنان إلى سوريا، كما أن لها أهمية إستراتيجية بالنسبة إلى السلطات السورية والمسلّحين، حيث أنها تربط دمشق بالساحل، وكانت تمر عبرها قوافل المسلّحين والسلاح المتوجهة إلى حمص.

وقد يكون الهجوم على القصير محاولة استباقية من السلطات السورية لتعزيز موقفها في المفاوضات مع المعارضة السورية، خلال المؤتمر الدولي في جنيف، فيما أعلنت الجامعة العربية عن اجتماع طارئ للجنة الوزارية الخاصة بسوريا الخميس المقبل، بعد يوم من اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في الأردن. وتمسك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2»، رافضا فرض أي قيود زمنية على المؤتمر لحل الأزمة السورية.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد رفض، أمس الأول، الاستقالة من منصبه. وأبدى ترحيبه بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا لكنه شكّك في نتائج مؤتمر «جنيف 2»، موضحا «لا نعتقد أن كثيرا من الدول الغربية تريد فعلا حلا في سوريا، لذلك هم ردّوا مباشرة على الاجتماع الروسي ـ الأميركي برفضهم لأي حوار مع الدولة في سوريا». (تفاصيل صفحة13)

معركة القصير

وبعد يومين من الهدوء، شنّت القوات السورية هجوما صاعقا على القصير، بدأ بغارات للطيران وقصف مدفعي، على المدينة الواقعة خارج سيطرة النظام منذ أكثر من عام.

وقال مصدر عسكري سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن القوات السورية «تمكنت من الدخول إلى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية»، فيما أشار التلفزيون السوري إلى وجود «بعض جيوب الإرهابيين المتحصّنين داخل أوكارهم» وأن الجيش يتقدم «أكثر وأكثر» داخل المدينة.

وقال مسؤول في محافظة حمص إن القوات السورية «بدأت عملية تحرير القصير»، فيما قال جندي سوري عبر التلفزيون إن الجيش تخلى عن الجبهة الشمالية الغربية للسماح للسكان بالخروج، الأمر الذي نفاه معارضون، مندّدين «بحصار خانق يفرضه النظام وحزب الله». ونفى المعارض هادي عبد الله لوكالة «اسوشييتد برس» أن تكون القوات السورية تقدمت على الأرض، موضحا أن مبنى البلدية مدمّر ولا توجد مقرّات رسمية للسيطرة عليها.

وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات من جيشنا أعادت الأمن والأمان إلى الملعب البلدي وأطراف الحارة الغربية في القصير بعد أن قضت على آخر تجمّعات الإرهابيين في المنطقة». وأضاف إن «إرهابيين استهدفوا منازل المواطنين في بلدة الغسانية بريف القصير بعدد من قذائف الهاون ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح ووقوع أضرار مادية في الممتلكات».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن «الطيران قصف المدينة بعنف منذ ساعات الصباح الأولى، ما أسفر عن مقتل 40 شخصا، بينهم ثلاث نساء، و16 مسلحا». وأشار إلى «خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية ومقاتلي حزب الله واللجان الشعبية المسلّحة».

واعتبر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أنه «إذا تمكن الجيش من السيطرة على القصير، فإن كل محافظة حمص ستسقط» بين يديه. واتهم «عناصر حزب الله بأداء دور مركزي في هذه المعركة».

ودعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى «عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية مدينة القصير»، و«مجلس الأمن إلى التنديد بعدوان حزب الله».

إلى ذلك، أعلن «المرصد» أن «القوات السورية تقدمت داخل مدينة حلفايا في ريف حماه، وسط حملة مداهمات وحرق للمنازل». وأضاف أن «مناطق في بلدات العوينة والخويطات والجلمة تتعرض لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة»، مشيرا إلى «حركة نزوح للأهالي من هذه البلدات». وكان ذكر، أمس الأول، ان «المسلحين سيطروا على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة بريف حماه الشرقي، ويقطنها مواطنون من الطائفة العلوية».

وذكر «المرصد» «قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 10 في انفجار سيارة في حي ركن الدين شمال دمشق». وقال مصدر سوري حكومي، أمس الأول، إن مسلحين خطفوا والد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في قريته في محافظة درعا. وأضاف «لقد ضربوه أمام عائلته واقتادوه إلى مدينة درعا»، لافتا إلى أن والد المقداد في عامه الرابع والثمانين.

الجامعة العربية

وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي أن اللجنة الخاصة بالأزمة السورية ستعقد، بطلب من الدوحة، اجتماعا طارئا الخميس المقبل لبحث موضوع مؤتمر «جنيف 2»، موضحا أن الاجتماع سيضم وزراء خارجية قطر والجزائر والسودان ومصر وعمان والعراق والسعودية ودولة الإمارات.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي أن الوزير محمد كامل بحث مع المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في القاهرة، «مستجدات الأزمة السورية والتطورات الميدانية على الأرض والجهود الجارية للإعداد للمؤتمر الدولي حول سوريا».

وقال رشدي إن عمرو، الذي يشارك الأربعاء المقبل في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في الأردن، شدد خلال اللقاء على «ثوابت الموقف المصري، والمتمثلة بضرورة الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري في التغيير والديموقراطية عبر عملية سياسية تنقل السلطة في سوريا بشكل يحفظ وحدتها الإقليمية، وضرورة خروج بشار الأسد ودائرته المقرّبة من الحكم في سوريا».

لافروف

وقال لافروف، في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» تنشر اليوم، «لا يجوز فرض قيود زمنية محددة على المؤتمر بشأن سوريا»، موضحا أن «بعض شركائنا (وقد ذكر ذلك وزير الخارجية الأميركي جون كيري) يرى أنه تكفي بضعة أيام أو أسبوع واحد وهذا غير مجد».

وأورد مؤتمر «دايتون» والمؤتمر بشأن لبنان الذي استغرق تحضيره 14 سنة كأمثلة، لكنه أضاف «لا أريد أن يحدث الأمر نفسه بشأن سوريا، لكن من غير المنطقي أبدا فرض أية قيود زمنية».

وشدّد على «ضرورة الاتفاق على معايير المؤتمر، علما أنه من غير المعروف في ما إذا كانت المعارضة ستوافق على المشاركة دون طرح أي شروط مسبقة». وكرر دعوته لإشراك إيران والسعودية في المؤتمر الدولي. وأضاف «لقد أبلغت كيري بذلك، ويبدو أنه وافق على هذا الأمر. لكن قال إن بعض دول المنطقة تعارض هذا الأمر بشكل قاطع». وأشار إلى أنه «يجب أن تحضر المؤتمر كل مجموعات المعارضة السورية، بما فيها تلك التي تعمل خارج سوريا».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

القوات النظامية تدخل القصير.. والاسد يجدد تمسكه بالسلطة ونتنياهو يتعهد بمنع ‘تسرب’ أسلحة من سورية الى حزب الله

دمشق ـ بيروت ـ لندن ـ االقدس العربيب ـ وكالات: تمكنت القوات النظامية السورية الاحد من الدخول الى مدينة القصير (وسط) الواقعة خارج سيطرة النظام منذ اكثر من عام، غداة تأكيد الرئيس السوري بشار الاسد مجددا تمسكه بالبقاء في السلطة، فيما ذكرت صحيفة اصندي تايمزب أن الجيش السوري نشر صواريخ أرض ـ أرض متطورة تستهدف اسرائيل، في اعقاب الغارات الجوية التي شنتها مقاتلاتها على أهداف في دمشق.

وقالت الصحيفة إن سورية تستعد لضرب تل أبيب في حال شنت اسرائيل هجوماً آخر على أراضيها، وأصدرت أوامر لجيشها باستهداف وسط الدولة العبرية إذا ما شنت هجمات اضافية ضدها.

واضافت أن المعلومات بشأن نشر الصواريخ السورية تم الحصول عليها عن طريق الأقمار الاستطلاعية التي تراقب تحركات القوات السورية، وكشفت بأن سورية نشرت صواريخ (تشرين) المتقدمة القادرة على حمل رؤوس زنة الواحد منها نصف طن.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة ‘تمثل تصعيداً بارزاً في التوتر في منطقة تبدو فيها الولايات المتحدة وروسيا وكأنهما تستعدان لخوض حرب باردة’.

ونسبت إلى الخبير العسكري الاسرائيلي في شؤون الصواريخ، عوزي روبين، قوله ‘إن صواريخ تشرين دقيقة للغاية ويمكن أن تسبب ضرراً خطيراً، وقادرة على وقف جميع الرحلات الجوية التجارية إلى خارج اسرائيل حتى في حال لم تصل إلى مطار بن غوريون مباشرة’.

ولمح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الاحد إلى احتمال شن مزيد من الغارات داخل سورية متعهدا بالتحرك لمنع وصول اسلحة متقدمة الى حزب الله وغيره من الجماعات المسلحة.

وتقول مصادر غربية واسرائيلية إن إسرائيل شنت غارات جوية داخل سورية لتدمير اسلحة تعتقد أنها كانت متجهة الى حزب الله اللبناني.

وقال نتنياهو ان اسرائيل ‘تستعد لكل السيناريوهات’ في الصراع السوري. وقال إن اسرائيل تتبع سياسة ترمي الى ‘منع تسرب اسلحة متقدمة الى حزب الله والعناصر الإرهابية قدر المستطاع′.

وأضاف ‘سنتحرك لضمان المصالح الامنية لمواطني اسرائيل في المستقبل ايضا’.

وفي وقت أعلن أن الجيش السوري بدأ معركة الدخول الى منطقة القصير وسط غطاء صاروخي كثيف، فإن شهود عيان في لبنان أفادوا أن أعداداً كبيرة من حزب الله مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير.

وعلم ان حزب الله سحب منذ الخميس الماضي دفعة من مقاتليه من مناطق بيروت والجنوب باتجاه الحدود اللبنانية السورية في منطقة الهرمل، فالقصير. واشارت المعلومات الى ان احزب اللهب نفذ انتشاراً لعناصره في الايام الماضية على الطرقات الرئيسية في البقاع تأميناً لعملية الدعم التي نفذها في القصير.

وفي القصير قلل المقاتلون المعارضون من اهمية مكتسبات الجيش، مؤكدين انهم يبدون مقاومة شديدة في مدينة القصير التي يقطنها 25 الف شخص.

وافاد مصدر عسكري فضل عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس ان القوات السورية ‘تمكنت من الدخول الى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية’.

وذكر التلفزيون السوري من جهته ان القوات السورية ‘بسطت الامن والاستقرار في مبنى بلدية القصير والمباني المحيطة به وتواصل ملاحقة الارهابيين في المدينة’.

واشار التلفزيون الى وجود ‘بعض جيوب الارهابيين المتحصنين داخل اوكارهم’ مشيرا الى ان الجيش يتقدم ‘اكثر واكثر’.

ولاحظ مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه ااذا تمكن الجيش من السيطرة على القصير، فإن كل محافظة حمص ستسقطب بين يدي النظام.

وابدى خشيته من حصول ‘مجزرة’ اذا سيطرت القوات النظامية على المدينة، لافتا الى ان ‘سكانها يخشون الخروج لان العديد منهم هم عائلات لمقاتلين معارضين’.

واوضح لوكالة فرانس برس ان عناصر حزب الله اللبناني الشيعي حليف النظام السوري ‘يؤدون دورا مركزيا في هذه المعركة’.

وكان المرصد السوري افاد ان القوات النظامية بدأت الاحد بشن هجومها على المدينة التابعة لريف حمص (وسط) وقام ‘الطيران بقصف المدينة بعنف منذ ساعات الصباح الاولى، ما اسفر عن مقتل اربعين شخصا بينهم ثلاث نساء’.

واشار المرصد الى اخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية ومقاتلي حزب الله واللجان الشعبية المسلحةب.

وقال جندي نظامي عبر التلفزيون السوري ان الجيش تخلى عن الجبهة الشمالية الغربية للسماح للسكان بالخروج، الامر الذي نفاه معارضون منددين بـ’حصار خانق يفرضه النظام وحزب الله’.

ودعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الاحد الى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب ‘لاتخاذ ما يلزم لحماية’ مدينة القصير التي اعلن مصدر عسكري سوري دخول الجيش السوري اليها، كما دعا الائتلاف مجلس الامن الى ‘التنديد بعدوان حزب الله’.

وكان نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي اعلن في وقت سابق ان لجنة الجامعة ستعقد الخميس اجتماعا طارئا حول سورية تمهيدا لعقد مؤتمر سلام دولي لايجاد حل للنزاع السوري.

ويبدو ان بدء حوار كما يريد منظمو المؤتمر سيكون صعبا لان المعارضة تطالب بتنحي الرئيس بشار الاسد كشرط لاطلاقه في حين كرر الاخير تصميمه على البقاء في السلطة.

وقال الاسد في حديث طويل لوكالة الانباء الارجنتينية الرسمية (تلما) وصحيفة كلاران الواسعة الانتشار ‘البلد الآن في أزمة.. عندما تكون السفينة في قلب العاصفة فالربان لا يهرب.. الربان أو قبطان السفينة لا يهرب من العاصفة.. أول شيء يقوم به هو مواجهة العاصفة وإعادة السفينة إلى المكان السليم وعندها يتم القرار في هذا الموضوع.. فأي تخل للرئيس عن مهامه الآن وتحت أي عنوان هذا هروب من المسؤولية وأنا لست الشخص الذي يهرب من المسؤولية’.

وردا على سؤال عن تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي طلب منه التنحي اجاب الاسد ‘لست ادري ما اذا كان كيري او غيره حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه لمعرفة من يجب ان يرحل ومن يجب ان يبقى. هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2014′.

من جهة اخرى، اعلن الاسد ان هناك معلومات اولية تفيد بوجود المطرانين المخطوفين في سورية في منطقة تقع على الحدود بين تركيا وسورية.

نتنياهو يهدد بمواصلة شن الهجمات ضد سورية لمنع تزويد حزب الله بالأسلحة وإسرائيل تنفي رسميًا أنها تُفضل بقاء الرئيس الأسد في السلطة

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، التلويح بشن هجمات ضد سورية، على غرار الهجمات الأخيرة، التي ترفض تل أبيب حتى اللحظة تحمل مسؤوليتها.

وذكرت صحيفة ‘هآرتس′ العبرية على موقعها الالكتروني أن نتنياهو صرح قبيل افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية للصحافيين بأن الدولة العبرية ستُواصل العمل بشكل مسؤول ومصمم ومتزن من أجل الحفاظ على أمن دولة الاحتلال، وذلك وفقًا للسياسة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية والقاضية بمنع وصول أسلحة إلى منظمة حزب الله اللبنانية، على حد تعبيره، وأضاف قائلاً إن حكومته عاقدة العزم على تأمين مصالحها الأمنية وأن هذه السياسة ستستمر، بحسب أقواله.

ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات نتنياهو جاءت بعد أن قامت أمس الأحد صحيفة ‘صندي تايمز′ البريطانية بنشر نبأ جاء تحت عنوان: سورية توجه صواريخها صوب تل أبيب، وأشارت الصحيفة أن سورية رفعت حالة تأهب منظومة صواريخها الأكثر تطورا ووجهتها صوب تل أبيب.

وتابعت الصحيفة قائلةً إن سورية ستقوم بإطلاق صواريخها باتجاه تل أبيب إذا ما قامت الدولة العبرية بشن هجوم عليها مرة أخرى، مشيرة إلى أن منظومة أقمار لجمع المعلومات تراقب منذ مدة نظام صواريخ أرض – أرض السورية من طراز تشرين، وأن نشر صواريخ تشرين الذي يحمل حتى نصف طن من المتفجرات يمثل تصعيدا في المنطقة.

وأضافت الصحيفة إن صواريخ تشرين هي شديدة الدقة وقادرة على إحداث دمار خطير، كما قال للصحيفة خبير الصواريخ الإسرائيلي عوزي روبين، الذي أضاف إن بحوزة سورية العديد من هذه الصواريخ، منوها إلى أن الصواريخ السورية حتى لو كانت غير قادرة على ضرب مطار بن غوريون الدولي (أيْ مطار اللد) بشكل مباشر فان بمقدورها تعطيل حركة الملاحة الجوية فيه، وقال الرئيس الأول لإدارة مشروع حوما ضد الصواريخ في وزارة الدفاع، وأحد مطوري منظومة الحيتس والقمر الاصطناعي التجسس اوفك، عوزي روبين، الذي يعد من كبار الخبراء في العالم لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ، إن حزب الله قادر على إقفال مطاراتنا، مرافئنا، محطات الطاقة والمواقع الإستراتيجية. ويمكنني فقط أن آمل بأن يكون لدى الشعب الإسرائيلي ملاجئ جيدة.

وأضاف، أن بحوزة المقاومة اللبنانية 13 ألف رأس متفجر قادر على إصابة تجمعات سكنية كبيرة في إسرائيل، أيْ حوالي 70 بالمئة من المواطنين في منطقة الساحل. وفي هذا المخرون موجود 1500 صاروخ قادر على إصابة تل أبيب، لافتًا إلى أن جزءا من منظومات السلاح هذه، على سبيل المثال، صواريخ M600 المنصوبة في سورية ولبنان برعاية حزب الله، التي تمتلك قدرة عالية على إصابة الأهداف بشكل دقيق.

وُتستند أقوال روبين على التحقيق الذي نشر في الآونة الأخيرة وأصدره مركز بيغين ـ السادات للبحوث الإستراتيجية في جامعة بار إيلان، ونُشر على الموقع الالكتروني للمركز. ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولاً إسرائيليًا كبيرًا ألمح في حديث لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى أن الدولة العبرية تدرس بشن ضربات في العمق السوري، بالإضافة إلى الضربات الثلاث التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي حتى الآن. علاوة على ذلك، حذر المسؤول الإسرائيلي أيضًا من أنه في حال خاطر الرئيس السوري، د. بشار الأسد بالرد بواسطة ما وصفها اذرعه الإرهابية فإنه سيجازف بذلك بخسارة حكمه لأن إسرائيل سترد، على حد قوله.

على صلة بما سلف، أفادت صحيفة ‘هآرتس′ أن الناطق الرسمي بلسان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوآف مردخاي، نفى نفيا قاطعا ما نُشر في نهاية الأسبوع نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى الذي قال إن الدولة العبرية تُفضل بقاء الرئيس الأسد في السلطة، وساقت الصحيفة قائلةً إن الجنرال مردخاي كتب الأحد على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): لا أعرف من هذا المسؤول في العالم، لقد تعلمت كثيرا في السنتين الأخيرتين ماذا يمكن الاستفادة من تصريحات من هذا القبيل من أجل تحقيق هذه الأهداف أوْ تلك، وبما أنني على علم وعلى دراية بموقف شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في الجيش الإسرائيلي من الأحداث في سورية، فإنني أجزم بأن هذا التصريح ليس صحيحًا وليس دقيقًا، وحتى أكثر من ذلك فإنه مفبرك، وتابع الجنرال موردخاي قائلاً: نحن في الجيش الإسرائيلي نواصل التجهيز لمواجهة أي سيناريو مستقبلي في الجبهة الشمالية، كما في كل الجبهات الأخرى، الأمر الذي لا يترك لنا الوقت للتعامل بالتكهنات المستقبلية، على حد تعبيره.

أمير قطر ينتقد الموقف الدولي من المأساة السورية

الدوحة- (د ب أ): بدأت في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين أعمال “منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط” في دورته الـ 13 ويستمر لمدة يومين.

ويبحث المنتدى الرؤى حول السلام الاقليمي والاستقرار والتنمية والتطورات المستقبلية في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وأوضاع الاقتصاد العالمي والتنمية والاقتصاد العربية ما بعد الربيع العربي والتحديات التي تواجه الديمقراطيات الجديدة في المنطقة والعرب وتحديات المستقبل في ظل النظام العالمي الجديد، ودور الاسلاميين في مستقبل الشرق الاوسط. والتعليم ومستقبل الشرق الأوسط.

ويشارك في المنتدى مكي سال رئيس السنغال وعلى العريض رئيس وزراء تونس، إلى جانب جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق وفرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا السابق وامادو بودو نائب رئيس الارجنتين، وعدد من الخبراء والمختصين من المراكز العلمية من مختلف انحاء العالم.

وفي كلمة افتتح بها المنتدى، تحدث الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر عن الأزمة السورية قائلا انه “لم يعد مقبولا من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية ال

متفاقمة، بينما في الوقت نفسه يريدون أن يقرروا هوية من يدافع عن الشعب السوري بمختلف الذرائع″.

وأضاف انه من المحزن أن يحدث هذا “بعد أن فشلت كافة المبادرات الدولية والعربية في دفع النظام السوري للإصغاء لصوت العقل”.

وقال: “نشعر بالأسف والأسى أن نرى ثورة الشعب السوري الشقيق قد دخلت عامها الثالث دون أفق واضح لوقف الصراع الدامي الذي خلف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن التدمير المادي الواسع النطاق نتيجة تمسك النظام السوري بالحل العسكري”.

وحول الأوضاع في العالم العربي، قال أمير قطر إن من أبرز ما نراه اليوم في العالم العربي مناداة الشعوب بالإصلاح الشامل والسعي لتحقيقه بطرق ووسائل شتى، وفي مقدمتها تحقيق المشاركة السياسية في إدارة الشأن العام.

وأضاف أن “شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان في ظل أنظمة الحكم التي تتميز بالتسلط والقمع والفساد، كانت هي القوة الدافعة للثورات العربية التي تستهدف وما تزال المشاركة الشعبية في صنع القرارات السياسية والاقتصادية”.

وقال أمير قطر: “إنني أعتقد أن الشعوب العربية لن تتوقف عن بلوغ أهدافها المشروعة نحو الإصلاح والمشاركة الشعبية والتنمية وتعزيز وحماية كرامة الإنسان على الرغم من العقبات التي تواجهها، ومن الأجدى والأسلم تحقيق التغيير تدريجيا بالإصلاح والحوار فطريق التغيير السلمي المتدرج الواضح الهدف هو طريق أقل مجازفة وأكثر وثوقا”.

وأضاف: “إنني على يقين بأن من يرفض الإصلاح والتغيير ولا يستوعب حقائق العصر ومتطلبات المجتمعات الحديثة سوف تغيره ضرورات التاريخ ومسيرة الزمن فالشعوب لا تقتات بالشعارات ولا تكتفي بالأيديولوجيات”.

وتناول أمير قطر الصراع في الشرق الأوسط وربطه بالاصلاح وقال “ينبغي ان يدرك الجميع بأن مثل هذا التفكير أصبح فاقدا للأساس بعد ثورات الربيع العربي وان الإصلاح لا يمكن إدراكه ما لم يتم ذلك بالتزامن مع السعي إلى إيجاد تسوية سلمية للصراع في الشرق الأوسط”.

وأوضح أن ثورات الربيع العربي “جعلت إسرائيل اليوم في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية وليس مع حكامها فقط.. الشعوب لن تقبل بعد اليوم بأن تكون المفاوضات أو العملية السياسية غايات في حد ذاتها وبالتالي لابد من العمل الجاد لتحقيق السلام العادل باعتباره الهدف والغاية الرئيسية لعملية السلام”.

وقال أمير قطر: “منطقتنا لن تعرف الاستقرار والأمن إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، داعيا إسرائيل الى أن لا تضيع الفرصة المتمثلة بمبادرة السلام العربية”.

صحيفة بريطانية: انقسام جبهة النصرة بعد إعلان زعيمها الولاء لتنظيم القاعدة

لندن ـ (يو بي اي) ذكرت صحيفة “ديلي تليغراف”، اليوم الإثنين، أن “جبهة النصرة” التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال سوريا، انقسمت إلى فصيلين بعد إعلان زعيمها ولاءه لتنظيم “القاعدة”.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن قادة متمردين، إن بعض مقاتلي “جبهة النصرة” انسحبوا من الخطوط الأمامية للقتال ضد قوات النظام السوري في مدينة حلب، واداروا ظهرهم لزعيمهم السوري، بعد أن جرى تجنيدهم من ميليشيات منافسة أخرى مقابل وعود بتمويل أفضل وتنظيم أقوى وليس لأسباب ايديولوجية.

وأضافت أن هؤلاء المقاتلين أصيبوا بخيبة أمل منذ إعلان زعيم “جبهة النصرة” في سوريا، (أبو محمد الجولاني)، ولاءه لتنظيم “القاعدة” عقب هيمنة “الجهاديين” المتشددين من العراق على قيادتها.

ونسبت الصحيفة إلى محمد نجيب بنان، رئيس اللجنة القضائية التي تدير المحاكم المدنية والجنائية في مدينة حلب وتحظى بدعم كتائب المتمردين الرئيسية، قوله “إن جبهة النصرة انقسمت، ودعم بعض مقاتليها بيان الجولاني حول الولاء للقاعدة وعارضه آخرون، كما انسحبت الجبهة أيضاً من نظام المحاكم”.

واشارت إلى أن “جبهة النصرة” تواجه ضغوطاً متزايدة منذ إدراجها من قبل الولايات المتحدة على لائحة المنظمات “الإرهابية”، والمساعي الجارية بالأمم المتحدة لإخضاعها للعقوبات المطبقة على تنظيم “القاعدة”.

وقالت الصحيفة إن زعيم تنظيم “القاعدة”، أيمن الظواهري، عيّن الرئيس السابق لدولة العراق الإسلامية، أبو بكر البغدادي، زعيماً لمنظمة جديدة تم دمجها في الآونة الأخيرة، كان زعيم “جبهة النصرة”، الجولاني، عارضها في البداية، لكنه أذعن لهذا التحرك بسبب التزام الأول باستخدام العنف الشديد لأغراض طائفية وتحطيم المجتمع بمثل هذه الطريقة لإعطاء مساحة لانتشار الجهاد، والإعلان عن الخلافة الدولية لإنهاء الحدود الوطنية.

واضافت أن انقسام جبهة النصرة اكده أيضاً قياديون في الكتائب العسكرية ومسؤولون ينتمون إلى الوحدات المدنية التي تدير الخدمات في مدينة حلب.

ونقلت عن عبد العزيز السلامة (أبو جمعة)، الزعيم السياسي للواء التوحيد في حلب، قوله “بعد أشهر على انشقاق مقاتليه وانضمامهم إلى جبهة النصرة، فإن المد بدأ يتحول في الاتجاه المعاكس، وانشقت في الأيام الأخيرة وحدة كاملة تضم 120 مقاتلاً عن الجبهة وانضمت من جديد إلى لواء التوحيد”.

واضاف (أبو جمعة) أن الروابط العسكرية “استمرت مع جبهة النصرة غير أن العلاقات غير العسكرية توقفت، وكنا نقيم علاقات وثيقة معها قبل اعلان ولائها للظواهري، لكن كل شيء تغيّر الآن”.

مقتل 23 عنصرا من حزب الله اللبناني في معارك القصير وسط سوريا

بيروت- (ا ف ب): قتل 23 عنصرا من حزب الله اللبناني وجرح سبعون آخرون على الأقل في المعارك التي دارت الأحد في مدينة القصير في محافظة حمص وسط سوريا بعد اقتحامها من القوات النظامية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.وقال المرصد في بريد الكتروني “علم المرصد السوري لحقوق الانسان من مصادر موثوقة ان 23 عنصرا من قوات النخبة في حزب الله قتلوا واصيب اكثر من 70 اخرين بجروح وذلك خلال الاشتباكات التي دارت امس في مدينة القصير” قرب الحدود اللبنانية.

وكانت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من الحزب الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد، تمكنت الأحد من دخول المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ اكثر من عام، والتي تشكل صلة وصل اساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري.

وافاد مصدر عسكري سوري الاحد وكالة فرانس برس ان القوات السورية “تمكنت من الدخول الى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية”.

واشار المرصد إلى أن الغارات الجوية والقصف والاشتباكات التي تعرضت لها المدينة الأحد، أدت إلى مقتل 55 شخصا على الاقل بينهم 51 مقاتلا معارضا.

وادى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/ مارس 2011 الى مقتل 94 الف شخص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا.

توقعات قاتمة مع الاستعداد لعقد مؤتمر بشأن السلام في سوريا

عمان- لندن- (رويترز): يقوم دبلوماسيو العالم بحملة رئيسية جديدة خلال الايام المقبلة لاجراء مفاوضات لانهاء الحرب الاهلية السورية ولكن فرصهم في تحقيق اتفاق للسلام تبدو بعيدة كما كان الحال دائما.

وقلل الرئيس السوري بشار الأسد من فرص نجاح خطط جديدة لعقد محادثات سلام اعلنتها بشكل مفاجي الولايات المتحدة وروسيا قبل اسبوعين ومن المقرر عقدها في جنيف في بداية يونيو حزيران.

وتعد تصريحات الاسد احدث اشارة الى عدم تحمس الطرفين المتحاربين لدعوة البلدين على الرغم من ان شخصيات بالمعارضة تشير إلى أن من المرجح ان توافق على حضور المحادثات باي حال لعزل الأسد.

ومن المتوقع ان يشرح وزير الخارجية الامريكي جون كيري خطط المحادثات خلال اجتماع يعقد في الاردن يوم الاربعاء لمجموعة”اصدقاء سوريا” للدول التي تسعى لتنحي الاسد والتي تتشكك كثير منها في مبادرة السلام.

وستلتقي المعارضة السورية في اسطنبول يوم الخميس لاعلان موقفها وستلتقي ايضا لجنة الجامعة العربية الخاصة بسوريا في القاهرة يوم الخميس بناء على طلب قطر الخصم البارز للاسد ربما للموافقة على قرار المعارضة.

وستحاول بريطانيا ومن المحتمل فرنسا ايضا يوم الاربعاء اقناع اجتماع قمة للاتحاد الاوروبي بالسماح لدول الاتحاد السبع والعشرين بتسليح مقاتلي المعارضة السورية.

وسيكون مؤتمر السلام المقترح اول محاولة لتكوين اجماع دولي بشأن سوريا منذ نحو عام منذ ان انتهى اجتماع اخر بجنيف دون دعم ل”حكومة انتقالية” ولكن دون اتفاق على ما يعنيه ذلك.

والحرب التي ادت لقتل اكثر من 80 الف شخص وتشريد ملايين اخذة في التفاقم. وساهمت تقارير عن ارتكاب الجانبين لاعمال وحشية وظهور فصيل من القاعدة بين خصوم الاسد ومزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية وشن اسرائيل غارات جوية في الضغط على الدبلوماسيين كي يحققوا شيئا في نهاية الامر.

وعلى الرغم من الاتفاق على الدعوة للمؤتمر مازالت واشنطن وموسكو مختلفتين . وانتقدت الولايات المتحدة روسيا في مطلع الاسبوع لتزويدها الاسد بصواريخ.

وتصر روسيا على ضرورة ان تحضر ايران الداعم الرئيسي في المنطقة للاسد. وقالت فرنسا انها ستعارض المؤتمر اذا شاركت طهران فيه.

ومن بين الاطراف المتحاربة نفسها لم تتزحزح المعارضة السورية بعد عن رفضها للتفاوض اذا لم يتم استبعاد الاسد من السلطة على الرغم من انها ستتعرض لضغوط من واشنطن كي لا ترفض الدعوة للمحادثات.

ويقول الاسد ان الذين يحاربونه ارهابيون وعملاء لقوى خارجية. ورفض الاسد احتمالات التوصل لتسوية سلمية في مقابلة مع صحيفة كلارين الارجنتينية.

وقال الأسد “انهم يعتقدون ان عقد مؤتمر سياسي سيوقف الارهابيين في البلد. هذا غير واقعي.. هناك خلط في العالم بين الحل السياسي والارهاب”.

واضاف “لاحوار مع ارهابيين”.

وسيعطي مؤتمر (اصدقاء سوريا) الذي يعقد يوم الاربعاء كيري فرصة كي يشرح خطط مؤتمر السلام لتحالف الدول الغربية والغربية الذي يحث على اسقاط الاسد والذي يتشكك كثير من اعضائه في موقف واشنطن.

وقال فهد خيطان وهو معلق سياسي اردني بارز ان موقف هذه الدول سيتحدد بشكل كبير بناء على عرض كيري لما حدث في المفاوضات مع الجانب الروسي.

واضاف ان بعض الدول مثل تركيا والسعودية وقطر تريد ضمانات من الامريكيين بان الاتفاق الامريكي الروسي لن يكون على حساب المعارضة او الثورة السورية وان الامر لن ينتهي بمساعدة النظام السوري او اطالة بقاء الاسد في السلطة.

وكتب عبد الرحمن راشد رئيس قناة العربية في صحيفة الشرق الاوسط المملوكة للسعودية ان كيري صدم كثرين في المنطقة العربية بدعمه المشروع الروسي.

وقال ان الرأي العام يري تغيرا خطيرا في موقف الحكومة الامريكية فقبول المشروع الروسي خطأ كبير لانه يعطي الامل لنظام محاصر بدلا من مضاعفة الضغط عليه.

وتقول المعارضة انها لم تقرر بعد مااذا كانت ستحضر مؤتمر السلام. وقال جورج صبرا رئيس الائتلاف الوطني السوري بالانابة ان من دعوا للمؤتمر ليست لديهم حتى الان فكرة واضحة عنه.

واضاف انه اذا لم يكن لدى المعارضة فكرة واضحة فلا يمكن لها ان تتخذ قرارا بشأن مااذا كان ستشارك.

ولكن معظم المؤشرات تقول ان المعارضة لن تقاطع المحادثات خشية منح الاسد انتصارا دعائيا.

وقال زعيم سوري معارض كبير شارك في النقاش الداخلي بالائتلاف الوطني ان اجماعا في الرأي بدأ يظهر فيما بين قيادة الائتلاف بأن عدم الذهاب والسماح للاسد بالاستفادة من ذلك سيكون خطأ سياسيا كبيرا.

وسيسمح اجتماع الجامعة العربية يوم الخميس لدول قوية مثل قطر والسعودية اللتين تزودان مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح والمال بالموافقة على اي قرار تعلنه المعارضة.

وسيتداخل ايضا اجتماع “اصدقاء سوريا” يوم الاربعاء مع مناقشة الاتحاد الاوروبي لمسالة مااذا كان يعدل حظرا فرض قبل عامين على ارسال اسلحة لسوريا للسماح للدول الاوروبية بتسليح بعض المقاومين .

وتنتهي حزمة كاملة من العقوبات الاوروبية ضد سوريا في اول يونيو حزيران . ويقول دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي ان بريطانيا هددت بمنع تمديد اجراءات اخرى مثل الحظر النفطي اذا لم يتم رفع الحظر على تسليح المقاومين.

واي عمل يقوم به الاتحاد الاوروبي لابد وان يكون بالاجماع. ويعارض الموقف البريطاني النمسا التي لها جنود لحفظ سلام في مرتفعات الجولان وتخشى على سلامتهم اذا سمح للدول الاوروبية بتسليح مقاتلي المعارضة.

وتقول بريطانيا ان رفع الحظر عن مبيعات السلاح سيعزز المعارضة المعتدلة في سوريا. وبريطانيا واثقة ايضا من امكان منع وصول الاسلحة الى الجماعات الاسلامية المتشددين الموجودة بين مقاتلي المعارضة.

ومن المتوقع ان يتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على موقف فرنسي بريطاني مشترك مع الرئيس فرانسوا اولوند في باريس يوم الثلاثاء عشية اجتماع القمة.

ويقول بعض الدبلوماسيين ان الفرنسيين اكثر حذرا من البريطانيين بشان رفع حظر السلاح عن مقاتلي المعارضة بسبب تخوفهم من ان يدفع ذلك روسيا لارسال مزيد من السلاح الى الاسد. وربما تريد باريس ترك التفاصيل الى ما بعد مؤتمر السلام حتى يمكن استخدام احتمال رفع الحظر كورقة ضغط على الاسد.

معركة القصير: نقطة التحوّل

ما حدث في الأسابيع الأخيرة أوضح أنّ معركة القصير مقبلة دون شكّ. سياسة الهجوم التي انتهجها الجيش السوري بعد شهور «دفاعية»، أضحت واضحة المعالم. القيادة لا تريد التفريط بالمدن الرئيسية وستهاجم «الجيوب» أيضاً. أمس، فتحت معركة القصير، لتكون نقطة تحوّل في الميدان، من دمشق إلى الساحل، ومن حمص إلى الحدود اللبنانية

ما يجري في القصير اليوم جزء من المشهد الكلّي الذي يرسمه النظام في سوريا، والذي وضع له سقفاً زمنياً ينتهي بنهاية العام الحالي. يمكن تأريخ بداية المشهد السوري الحالي بمعركة طريق المطار، في اليوم الأخير من تشرين الثاني الماضي، والأيام الأولى من كانون الأول عام 2012. بدأ نشاط الجيش السوري في الميدان يأخذ منحى تصاعدياً. كانت العاصمة دمشق مهدّدة بشكل جدي من مسلحي المعارضة المنتشرين على كل المحاور. وفي المنطقة الوسطى، كان المعارضون يتقدمون في ريف القصير، ساعين إلى تعويض تراجعهم داخل مدينة حمص، وفتح طريق يربط مدينة القصير بمنطقة عكار اللبنانية. بدأ الجيش السوري عملياته في ريف دمشق، وفي ريف حمص، قبل الانتقال إلى ريف إدلب، ومدينة حلب وريفها. وابتداءً من بداية العام الجاري، بدأ بتحقيق تقدم في المناطق الوسطى والشمالية. وبعد فتح جبهة الجنوب ضده، وتراجعه بشكل حاد في درعا والجولان، عاد إلى تعزيز مواقعه هناك خلال الأسابيع الأخيرة، واستعادة عدد من المواقع التي سبق أن سيطرت عليها المعارضة.

وصل مسار عمليات الجيش السوري إلى نقطة تحوّل بارزة في السابع من نيسان الماضي، عندما تمكّن من تطويق الغوطة الشرقية، وبدأ التوغل فيها، لمنع المسلحين المعارضين من مهاجمة العاصمة. إلى حد بعيد، تراجع الخطر عن دمشق، بعد تقدّم الجيش أيضاً على جبهة الضواحي الجنوبية والجنوبية الغربية لدمشق. تزامن ذلك مع تراجع المعارضة في ريف حمص الجنوبي، وصولاً إلى محاصرة الجيش السوري لمدينة القصير.

لماذا القصير؟

لطالما اعتُبِرَت مدينة القصير المعقل الأكثر تحصيناً للمعارضة في المنطقة الوسطى. هي من أوائل المدن خروجاً عن سلطة الدولة، رغم بقاء حيّ صغير فيها بيد الأمن السوري، بوجود مركز محصّن للاستخبارات فيه. فهي محاطة بمنطقة زراعية شاسعة، تمتد إلى لبنان (عكار، والهرمل وعرسال)، وإلى تخوم مدينة حمص. ويتصّل ريفها الجنوبي بمنطقة جبلية تشكل امتداداً للريف الشمالي والغربي لدمشق. وكان يُحكى، قبل بدء المعارك، عن وجود أكثر من 6 آلاف مقاتل في المساحة المترامية المحيطة بالقصير، والذين يستفيدون من الطبيعة الزراعية لأماكن انتشارهم.

هي إذاً واسطة العقد في المنطقة الوسطى. ومن دون السيطرة عليها، لا يمكن الجيش السوري حسم معركته في حمص، ولا تأمين المنطقة الريفية الممتدة بين دمشق وحمص. وفي حال تمكّن الجيش من استعادتها، فسيكون في مرحلة لاحقة قادراً على تحصين المنطقة الوسطى، من خلال قطع طرق الإمداد الرئيسية للمسلحين من لبنان. كذلك سيكون باستطاعة الجيش السوري نقل جزء كبير من القوى القتالية التي تقود الهجوم في هذه المنطقة إلى مواقع أخرى لا تقل أهمية عن حمص وريفها الجنوبي، كريفها الشمالي (الرستن وتلبيسة)، أو كمدينة حلب وجزء من ريفها، أو بعض مدن ريف إدلب، وخصوصاً تلك المنتشرة على الطريق المؤدية إلى حلب.

خلاصة القول إنّ ما يقوم به الجيش السوري في القصير حالياً، يرمي، بحسب مسؤولين سوريين، إلى إحداث تحوّل في المعركة، بهدف الوصول إلى تأمين المدن الرئيسية في سوريا (دمشق وحلب ودرعا وحمص وحماه وطرطوس واللاذقية وإدلب…)، والسيطرة على الطرق التي تربط في ما بينها، وتوسيع الرقعة الآمنة حول كل منها.

وذكرت وكالة «فرانس برس» عن «مصدر مقرب» من حزب الله، أمس، أن أربعة مقاتلين من الحزب على الأقل قتلوا في مدينة القصير. وأضاف المصدر أن المقاتلين من منطقة البقاع، ويرجح أن يكونوا قتلوا ليلة السبت – الأحد، فيما أهعلنت «تنسيقية» القصير عن مقتل 52 شخصاً في المدينة.

ومن القصير إلى ريف دمشق، حيث نفذ الجيش السوري سلسلة من العمليات ضد عناصر المعارضة المسلحة في حيّ برزة البلد، محقّقاً سلسلة من المكاسب بعدما «تمت إعادة الأمن إلى معظم منطقة المسطاح».

وفي الغوطة الشرقية، واصل الجيش عملياته في المزارع المحيطة ببلدات القاسمية، والجربا، والبحارية أوقع خلالها عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المعارضين المسلحين. وفي حماه، تمكّن الجيش، بعد معارك عنيفة، من إعلان سيطرته التامة على حلفايا في ريف المدينة الشمالي. وطلب مصدر عسكري من أهالي حلفايا العودة إلى منازلهم اعتباراً من صباح يوم غد.

إلى ذلك، ذكرت «تنسيقيات» معارضة أنّ مقاتلي عدة كتائب سيطروا بشكل كامل على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل الواقعة في ريف حماه الشرقي، في وقت فجّر فيه «انتحاريان سيارتين مفخختين قرب معمل الحرامات على طريق المشرفة حمص، وعند سوق الغنم على طريق حمص _ السلمية، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى بين المواطنين»، بحسب وكالة «سانا»، فيما ارتفع عدد ضحايا انفجار السيارة المفخخة في حيّ ركن الدين في مدينة دمشق إلى 8 قتلى و10 جرحى، ونقلت وكالة «فرانس برس» عن جهات معارضة أنّ التفجير استهدف عدداً من السيارات التابعة للقوات الحكومية في المنطقة.

كذلك أكد مصدر سوري حكومي لوكالة «فرانس برس» أنّ مسلحين خطفوا والد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في قريته غصم في محافظة درعا.

(الأخبار)

شهادات من المدينة: قياداتنا خانتنا

رضوان مرتضى

مدينة القصير وريفها في قبضة الجيش السوري قريباً. هذه هي الخلاصة التي يمكن أن يصل إليها من يتواصل مع مصادر كل من الجيش السوري والمعارضة، وخصوصاً مسلحي القصير. انهار جزء كبير من تحصينات المسلّحين في معقل المعارضة، وسقط سيناريوا غروزني وبابا عمرو اللذان رُوّج لهما طوال أسابيع. لم تُسعف التحصينات والخنادق التي حُكي عنها «ثوّار القصير». ساعات قليلة، تمكّن خلالها الجيش السوري من الوصول إلى ساحة المدينة. اشتعلت جبهات عدة دفعة واحدة، فقُتل، حتى الآن، نحو تسعين مسلّحاً وُجرح المئات، بحسب ما أكّدت مصادر المعارضة من داخل القصير لـ«الأخبار». لكن المعركة لم تنته بعد. يُحكى عن «أيّام» تفصل عن الحسم. هذا ما تُرجّحه مصادر النظام، أمّا المعارضون، فأيقنوا أنّهم خسروا المعركة: «سلّمنا أمرنا لله».

بدأت المعركة في منطقة القصير منذ أكثر من شهر. وبعدما سيطر الجيش على معظم قرى ريف القصير الغربي والجنوبي، وجزء من الشمالي، حُصِر المسلحون داخل المدينة، وفي بلدات عرجون والحميدية (شمال غرب المدينة) والضبعة ومطار الضبعة والبويضة الشرقية (شمال). خرق مسلّحو المعارضة الحصار بواسطة معبر سرّي يؤدي إلى جوسيه وجبال القلمون جنوباً. مكّنت هذه «الفتحة» عدداً من قادة المعارضة من الخروج، قبل أن تسدّها قوات النظام وتزرعها بالألغام والكمائن. وبحسب ما أدلى به معارضون من القصير لـ«الأخبار»، فقد «افتُضح أمر المعبر السّري بعد وشاية أحد المخبرين»، متحدّثين عن «كمائن» استهدفت المجموعات الفارّة أسفرت عن سقوط قرابة ثلاثين شخصاً بين قتيل وجريح. حصل ذلك منذ قرابة أسبوع. ومذّاك، أُحكم الخناق على القصير فعلياً. كان ذلك تمهيداً لاقتحام المنطقة المحصّنة. وعُزّز بغارات كثيفة وقصف جوي عنيف. أما نقطة التحوّل في مسار المعركة، فكانت قبل ستة أيام. عندما أحكم الجيش السيطرة على منطقة التل الاستراتيجية. هنا تحدّث المعارضون عن «خيانة قادة بيننا باعوا التل لحزب الله ثم هربوا»، علماً بأنّ هذه النقطة تشرف على كل من القصير والهرمل. وقد أشار هؤلاء إلى أنّ «الخيانة» أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف كتيبتي الفاروق والوادي السلفيتين اللتين حاولتا الثبات في الموقع. وتلفت مصادر المسلحين إلى أن جميع العناصر الذين كانوا في الموقع المذكور قُتلوا. وفي هذا السياق، يشير مقاتلون الى خيانة القيادي الميداني أ. س، الذي عُدّ لفترة القائد العسكري لمنطقة القصير. ويقول مسلّحون في المعارضة ممن ثبتوا في القصير إن قياداتهم باعتهم وهربت. وأُشير الى أنّ كلاً من أ. ج. ح. الذي قاد كتيبة الفاروق ورعد المعروف بـ«أبو دياب» وع. ح. أمير كتيبة الوادي، انسحبوا من القصير عبر المعبر السرّي بمساعدة شخص لبناني موال للنظام (تلقى أموالاً من المنسحبين، بحسب أحد مقاتلي المعارضة) «من دون أن يأبهوا لمصير عناصرهم».

بدأ الهجوم فجر أمس، فشُقّت المنطقة نصفين. وعمدت القوّات المهاجمة إلى تقسيم ساحة المعركة إلى ستة مربعات نار هدفت إلى فصل المجموعات المسلّحة عن بعضها البعض لتفكيك تلاحمها وإضعافها. ترافق ذلك مع كثافة في الإسناد الناري والقصف الصاروخي. وسبق ذلك على مدى الأيام الماضية قصف صاروخي وغارات جوية استهدفت نقاطاً مُحددة في القصير. العمليات العسكرية هذه سبقتها «حربٌ معنوية». وخلال الأيام الماضية، كانت المعارضة المسلّحة تتحدّث عن حشد «حزب الله» عدّة آلاف من المقاتلين. وذهب بعضهم إلى الحديث عن «حشود مخيفة» بلغت عشرين ألف مسلّح، بحسب ما نشرت مواقع المعارضة السورية على شبكة الإنترنت. كل ذلك ساهم في انهيار معنويات مسلّحي المعارضة. أما الضربة الأولى فجر أمس، فقد حار المعارضون في تحديدها. تحدّثوا عن «مباغتة قصمت ظهرنا». وقال أحد قياديي المعارضة لـ«الأخبار»: «حشدنا قواتنا في الشمال لصدّ هجوم الجيش السوري وقوات حزب الله، لكننا فوجئنا بهم من الجنوب والغرب والشرق». كان المعارضون يتوقعون أن يسبق هجوم الجيش السوري على القصير هجوماً على القرى التي لا تزال تحت سيطرتهم و(خصوصاً عرجون والضبعة). وقال مسلّح معارض إن «الهجوم البرّي بدأ من القرى الشيعية في غربي العاصي»، مشيراً إلى أن «مجموعات حزب الله نزلت علينا من منطقة التل بعد سيطرتها عليها وبعدما صارت القصير مكشوفة أمامها». وقال آخر إن «الهجوم حصل من عدة جهات»، مشيراً إلى أن «قوات النظام أتت من الجنوب وجاء مقاتلو حزب الله من الشمال». وعزا هؤلاء سرعة تقدم الجيش إلى «الخيانة والنفوس الضعيفة التي باعتنا لحزب الله، مقابل دراهم بخسة». كما تحدّث المعارضون المتحصّنون في القصير عن تعرض مشاف ميدانية للقصف، فصار «كل جريح لدينا قتيلاً». وإلى الخيانة، عزا أحد هؤلاء هزال المقاومة في بعض المحاور إلى الحصار المستمر منذ أسابيع، ما تسبب بنقص شديد في جميع مقومات الحياة.

وفي ما يتعلق بسير المعارك الحالي، علمت «الأخبار» أن اشتباكات عنيفة تحتدم في شمال شرق القصير. وأكّدت مصادر مسلحي المعارضة أن «هناك مجموعة لبنانية مسلّحة، عناصرها من البقاع الغربي والشمال اللبناني، محاصرة في القصير»، مشيرين إلى أن هذه المجموعة دخلت عبر عرسال، لكن لم يعد باستطاعتها الانسحاب. وفوق ذلك، تحدث هؤلاء عن صدامات في صفوف المعارضة نفسها. ولا سيّما بعد تسليم عدد من المناطق الاستراتيجية من دون مقاومة، كالتل وتل الشور، باستثناء منطقة آبل التي شهدت معركة قبل أن يسيطر عليها الجيش.

منذ سنتين، بدأ مسلّحو المعارضة السورية حشد قواهم. أقاموا التحصينات وحفروا الخنادق والمتاريس. كل من كنت تقابله في كتائب المعارضة السورية المسلّحة الناشطة هناك، كان يتوعّد الجيش السوري بمصير شبيه بمصير الجيش الأميركي في فيتنام. أما عن عديد المسلّحين المتحصّنين هناك، فكانت تتفاوت التقديرات بحسب مصادرها، لكنها حُصرت بين ستة آلاف مقاتل وعشرة آلاف. هذه كانت تقديرات المعارضة في الفترة الأولى، لكنّها انخفضت مؤخراً إلى نحو أربعة آلاف مقاتل. أما الترجيحات الأمنية، بحسب مصادر في الجيش السوري، فأكّدت أنّ عديد المسلّحين هناك لا يتجاوز الألفي مقاتل. وأيضاً، انخفض العدد، بحسب تقديرات المقاتلين الميدانيين الموالين للنظام، الى «ألف مسلّح في أحسن الأحوال، أما الباقون ففرّوا أو ألقوا سلاحهم».

قصة مفاوضات الأيام الأخيرة

في الوقت الذي كان فيه الوسطاء يحاولون بلورة حلّ سلمي في مدينة القصير والدولة السورية، فوجئ هؤلاء الوسطاء بانقطاع الاتصال مع المقاتلين منذ أول من أمس، ثم بهجوم الجيش السوري على ما بقي من أحياء يسيطر عليها المقاتلون

ضحى شمس

الهرمل | السباق بين حلّ سلمي في القصير يحافظ على المدنيين والمدينة، ويمهّد ــ عبر تقليل سيلان الدم ــ للمصالحة الأهلية ما بعد الأزمة، انتهى أمس ببدء الهجوم المتوقع على المدينة المحاصرة. قبله كانت إشارات واضحة تشير إلى تعطل طريق هذا الحل، ولو أن الوساطات الأخرى التي أُجريت حتى اليوم أمّنت خروج الكثير من المدنيين.

هاتف الدكتور علي زعيتر، أحد أهم الوسطاء بين مقاتلي القصير والدولة السورية، يعطي باستمرار أنه مشغول. ابن القصر المجاورة لمدينة الهرمل المشلولة بتساقط ستة صواريخ عليها أمس، أُضيفت إلى 19 قذيفة أخرى سقطت عليها منذ بداية المعارك، انتدب نفسه لمهمة وساطة أساسها أولاً، حبه لهؤلاء الأقرباء في الجهة الأخرى من الحدود، وحرصه على الأهل في هذه الجهة منها، وعلى مستقبل المنطقة التي لا مناص لها من التعايش. ساعده في ذلك علاقاته المتينة والمتشعبة والثقة التي يمحضه إياها الناس على ضفتي الحدود، ومعرفة بالجغرافيا الحقيقية للمنطقة، وهي جغرافيا واقعية لا تعترف بتقسيمات سايكس بيكو.

والوسيط الذي كان يقوم بالتواصل مع المقاتلين في القصير عبر «السكايب» تارة، وعبر الهواتف تارة أخرى، بدا متوتراً توتر المتابع على «الجبهة»، حين رد علينا أخيراً؛ فهو عاكف منذ أمس على محاولة التخفيف من «الخسائر» بين الجانبين؛ لأنه يعلم، كلبناني عاش الحرب الأهلية، وكابن للمنطقة أن التقليل من الدم المهدور سيصنع أرضية قابلة للمصالحة ما بعد الحرب.

«من امبارح (السبت) ما عم يردوا أبداً. البي بي سي قالت إنهم عم يتواصلوا معي، بس أنا ما حدا تواصل معي من مبارح للأسف. عم نحاول بس ما في جواب وناطرين»، يقول الرجل الذي كنا قد قابلناه في بيته في الهرمل قبل أن نقفل عائدين إلى بيروت عشية الاقتحام.

يبدو صوت الوسيط المخلص غير سعيد من تشدد الجهتين: «مبارح الصبح (السبت) حاولنا كمصلحين وبدون أي تشاور مع الجهات الرسمية نعمل وفد كبير من طائفة المرشدية ومن مسيحية وإسلام من حمص ومن الهرمل وجوار القصير حتى نوقف الحرب ونتسلم القصير ونأمن خروج الناس، بس ما مشي الحال».

قبلها، أي يوم الخميس الماضي حين كنا في الهرمل، وصلت رسالة إلى د. زعيتر الذي كنا نزوره لمتابعة موضوع الوساطات، من د. قاسم زين، المفاوض من الجهة الثانية عبر السكايب، هذا نصها: «كنا قد بدأنا بتشكيل لجان الحوار كما اقترحتم، تم تشكيل لجنة من ضباط متقاعدين ومهندسين ومحامين وأطباء وضباط منشقين، وأقنعتهم بإنهاء المظاهر المسلحة ومتابعة النضال السلمي وخروج كل الأسلحة الثقيلة ووقف إطلاق النار، لكن للأسف لا يبدي النظام أي نية حسنة. قصفوا القصير وإحدى القذائف قتلت الشيخ مهدي عباس (أحد مساعدي لجنة المصالحة). أهذا هو الحوار الذي تدعون إليه؟ فإذا كان النظام غير جاد، فلنتابع نضالنا والنصر حليف المظلومين. أليست هذه مبادئكم؟».

هزّ الرجل يومها برأسه آسفاً، ويقول: «طبعاً وقعت قذيفة وقتل الرجل، واتهموني بأني تسببت بقتله»! وماذا سيفعل؟ قال: «طبعاً سأتصل بالمفاوض للمفاوضة حول الفكرة الآتية: إنو يا خيي النظام شكلو بدو يستمر بالضغط، خذوا قراركم بسرعة لنقدر نساعدكم». لكن التواصل انقطع في ما بعد.

إلا أن د. زعيتر بدا أمس مطمئناً إلى مصير المدنيين، وهو يعتقد أن نسبة الأطفال والنساء الذين لا يزالون في المدينة المحاصرة لا تتعدى عشرين في المئة ممن كانوا موجودين قبل الحرب. فهم كانوا يخرجون بدون أي مشكلة عن كل الحواجز العسكرية النظامية، كما قال.

لكن، ماذا عن المدنيين الآخرين من غير الأطفال والنساء؟ أليس هناك من مواطنين لا يريدون البقاء؟ يقول: «بلى. السبت (ما قبل) الماضي كانت هناك محاولة لإخراج المدنيين ممن يرغبون من القصير. وأمنت الدولة مسلكاً آمناً، وفي اللحظة الأخيرة تعرقل الموضوع؛ لأن مقاتلي القصير أحسّوا بأنه إذا تركوا جميع المدنيين، فسيكون ذلك كما لو كانوا يشجعون الدولة على قتلهم». ولكن، ألم يكونوا يعلمون بذلك قبل قبول التفاوض؟ يقول: «بلى، ولكنهم لم يتصوروا أن كل الناس يريدون الخروج. عندها رفضت المعارضة خروجهم لئلا تصبح هدفاً نظيفاً. فقلت لهم: يا عمي، إذا لم ينفذوا الاتفاق (النظام) رح كلبج حالي مع واحد منكم وبفوت بقعد رهينة بالقصير حتى يُطبّق الاتفاق. هذا الطرح لم يردوا عليه بداية، وبالتالي فشلت الخطوة».

وماذا عن الدولة السورية؟ يقول: «هلق في طروحات الدولة رفضتها أيضاً. يعني مثلاً تتمثل الدولة بقوات الشرطة، وممنوع دخول الجيش، وتفتح كل مؤسساتها وإلغاء المظاهر المسلحة. لكن الدولة لم تقبل».

ولكن ما هي مسودات الاتفاق أو مشاريع الحلول التي طرحت في اليومين الأخيرين؟ يقول الرجل: «أولاً، وقف إطلاق النار. ثانياً، كل مواطن يريد البقاء في القصير يجب أن يلقي السلاح. ثالثاً، كل مواطن لا يرمي السلاح لديه حل من اثنين: النزوح عن المنطقة، أو المواجهة مع الدولة. رابعاً، تعود مؤسسات الدولة إلى سابق عهدها (وخاصة لجهة التزويد بالسلع المدعومة)، في تقديم الخدمات للناس. خامساً، احتمال التعويض لإعادة إعمار ما دمر».

نسأله: لكن ما الذي كان يضمن له «وحدة» كلمة المعارضة في موضوع القبول بالحل السلمي؟ فمن المعروف أنهم مختلفون، تماماً كما كانوا قد اختلفوا مرة على موضوع وساطته لإخراج مدنيين، ثم حذره فريق منهم من القدوم لئلا يتعرض للأذى، يقول: «صاحبة القول الفصل هي كتائب الفاروق». أما بالنسبة إلى الدولة، فهو يتكل على إيجابياتها البديهية، أي إنها «قابلة للحلول المختلفة حرصاً على وحدة سوريا وسلامة أراضيها». كما يقول.

وبحلول اليوم أو الغد، من المتوقع أن تكون الدولة قد بسطت سلطتها على كامل مدينة القصير، إلا إذا حصلت تطورات ما، بسبب وجود ما يقارب «ألف مسلح أجنبي» فيها، بحسب ما ردّد مطّلعون على وضع المدينة السورية المحاصرة منذ ما يقارب أسبوعين، قد يكون وجودهم أدى دوراً في تعطيل التوصل إلى حل بين المقاتلين والدولة السورية، برغم نفي المقاتلين لذلك، حسب ما فهمنا من الوسطاء.

ويؤكد آخرون أن ما عطّل الحل السلمي هو «الاتصالات الخارجية» للمقاتلين، أي بمعنى الارتباطات. ويتوقع المراقبون أن تنتهي معركة القصير بين 24 و48 ساعة. وماذا عن نشاط الوسطاء بعدها؟ يقول الرجل: «أنا بخدمة الجميع، كان الأحب إلى قلبي لو نجح الحل السلمي، ولكن بكل الأحوال إن كان باستطاعتي ترتيب الأرضية للمصالحة على الأرض، فهذا هو الأحب إلى قلبي».

النظام يعلن الهجوم على القصير.. وسط تحذير المعارضة من عواقب الصمت

«الحر» يؤكد استمرار سيطرته على المدينة واقتصار المعارك على الأطراف

عنصر من الجيش الحر يرتب شعره أمس (رويترز)

بيروت: كارولين عاكوم

وسط تحذيرات المجلس الوطني السوري من أن الصمت على ما يحصل في سوريا سيؤدي إلى تقويض الحل السياسي، أفادت معلومات بأن النظام السوري نفّذ تهديده، وبدأ هجومه مستخدما كل أنواع الأسلحة، على مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، التي يسيطر عليها الجيش الحر منذ أكثر من سنة.

وحسب وسائل الإعلام الموالية، فإن النظام نجح في استعادة بعض المناطق. وأكدت «وكالة الصحافة الفرنسية» نقلا عن مصدر عسكري لم تسمه، أنّ قوات النظام تمكنت من الدخول إلى القصير، وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسة، وسط المدينة ورفعت العلم السوري على مبنى البلدية.

لكن المعارضة من جهتها، وعلى الرغم من تحذيرها من العملية، لا تزال تؤكد أن قوات النظام لم تحرز تقدما على الأرض. وأكد مصدر في الجيش الحر في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، أن المعارك ظلت، حتى بعد ظهر أمس، تدور في الأطراف.

ولفت مصدر الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الهجوم عنيف، وبدأ منذ ساعات الصباح الأولى، واستخدمت فيه راجمات الصواريخ والمدفعية والطيران والقنابل العنقودية، لكنه أكد عدم تسجيل قوات النظام أي تقدّم بري على الأرض والسيطرة لا تزال للجيش الحر، بينما سجّل وقوع إصابات في أوساط المدنيين، مشيرا إلى أن المنطقة تتعرض للقصف من الجهتين الشمالية والجنوبية، حيث سجل تدخلا كبيرا لعناصر من حزب الله، الذي كان قد بدأ حشد قواته في الأسابيع الماضية، إلى جانب قوات النظام تمهيدا لاجتياح المنطقة.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية قد ذكرت، صباح أمس، أن «8 صواريخ من نوع غراد (الروسية الصنع) سقطت على مناطق متفرقة في الهرمل، مصدرها الأراضي السورية».

بدوره، نفى الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في القصير أحمد القصير دخول الجيش النظامي أو عناصر من حزب الله إلى المدينة.

وأكد أحمد القصير على صفحته الرسمية على «فيس بوك» أن «المعارك لا تزال تدور على الأطراف، ولم يسجل جيش النظام، أو حزب الله، أي تقدم إلى داخل المدينة»، واصفا «كل ما يبث» بأنه «إشاعات».

في موازاة ذلك، كانت وسائل الإعلام الموالية للنظام تورد أخبارا طوال ساعات النهار، تؤكد فيها، تقدم قواته في المنطقة، وأفادت قناة «الإخبارية السورية» بأن «الجيش السوري أصبح في وسط المدينة بعد قطع الإمدادات عن الإرهابيين»، وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن «الجيش وصل إلى وسط القصير حيث تدور اشتباكات بينه وبين مسلحي المعارضة، مما أدى إلى مقتل 70 مسلحا على الأقل وتسليم عدد آخر أنفسهم».

وأشار أيضا إلى أنّ قوات النظام «أحكمت الطوق على المجموعات المسلحة وتداهمهم من محاور عدة في الجبهة الجنوبية من المدينة، وتمكنت من القضاء على عدد كبير من عناصر جبهة النصرة، بينهم معمر المشهداني وطلعت أحمد وعبودي الرحمن الحموي وباسل محمد التركماني».

وأفاد كذلك بأن «خطي دفاع المعارضة المسلحة الشرقي والجنوبي في القصير سقطا، وأن القوات السورية دخلت إلى الأحياء الشرقية والجنوبية للمدينة ووصلت إلى وسطها، حيث سيطرت على تجمّع المدارس»، لافتا إلى أن «الجيش سيطر على ثلث المدينة واستعاد مبنى مجلس المدينة جنوب مركز المدينة، ورفع عليه العلم السوري».

وأفادت قناة «روسيا اليوم» بأن الجيش السوري اقتحم القصير من محوريها الشرقي والجنوبي، وبات يسيطر على مناطق الحارة والكنيسة والبلدية في المدينة، مشيرة إلى أنباء تؤكد تراجع المعارضين المسلحين إلى الأحياء الشمالية للقصير التي تتعرض لقصف مكثف من جانب الجيش السوري، ووقوع كثير من القتلى في صفوفهم.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية النظامية شنت، صباح أمس، غارات جوية على مدينة القصير، أحد معاقل المقاتلين المعارضين في وسط البلاد. وحذر المرصد من تنفيذ جيش النظام هجوما واسع النطاق.

ولفت المرصد إلى وصول عدد القتلى في المدينة إلى 30 شخصا، بينهم سيدة و16 مقاتلا من الكتائب المقاتلة، كما وردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية ومقاتلي حزب الله واللجان الشعبية المسلحة، وسقطت صواريخ محلية الصنع على بلدة الغسانية بريف القصير، كما تعرضت مناطق في مدينة الرستن للقصف.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن «الطيران الحربي قصف مدينة القصير بعنف منذ ساعات الصباح الأولى، بعد أن سادها الهدوء ليومين متتاليين».

وأضاف عبد الرحمن «يبدو ذلك تمهيدا لعملية واسعة النطاق».

وفي السياق ذاته، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن «الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جدا بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ بزوغ الفجر، أدّت إلى مقتل 40 شخصا من المدنيين». وأشارت الهيئة إلى أن «المنازل تتهدم وتحترق مع المدينة».

وفي تحذير له من أن الصمت على ما يحصل في سوريا سيؤدي إلى تقويض الحل السياسي، أصدر المجلس الوطني السوري بيانا، يطالب فيه الجامعة العربية بالتحرك لوقف غزو سوريا من قبل إرهابيي حزب الله أو إيران، ويحذر من أن المؤتمر الدولي لن يرى النور، إن لم يتوقف غزو سوريا أولا.

ولفت البيان إلى أن بعض القوات المقبلة من خارج سوريا ترتكب جرائم إبادة وحرب على الأرض السورية، فمدينة القصير محاصرة وتتعرض لقصف وحشي تدميري، ومحاولات اجتياح ومسح المدينة وسكانها من الوجود، على يد قوات حزب الله وقوات إيرانية. وطالب البيان الجامعة العربية بعقد اجتماع عاجل وباتخاذ موقف عملي وحاسم تجاه استباحة الأرض والدم السوريين، محملا إياها المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية للتحرك لوقف ذبح السوريين في القصير على أيدي غرباء ينتهكون كل المبادئ التي أنشئت على أساسها الجامعة العربية.

ودعا المجلس الوطني أيضا مجلس الأمن الدولي لأداء واجبه في «منع عناصر من جماعة إرهابية متعصبة مثل حزب الله، وقوات دولة راعية للإرهاب مثل إيران، من انتهاك حدود بلادنا، وغزو أبناء شعبنا في بيوتهم».

وأضاف البيان: «ونحذر (مجلس الأمن) من أن الصمت على سلوك خطير، مثل هذا يعني فتح أشد مناطق العالم حساسية واستراتيجية لشريعة الغاب والفوضى بالغة الخطورة على الجميع. ونقول للدول التي تسعى لحل سياسي للوضع في سوريا إن السكوت على غزو سوريا وتقطيع أوصالها سيفقد أي مؤتمر أو جهد للحل السياسي كل معنى وكل جدوى، وسيضطر الشعب السوري لاعتباره مجرد محاولة لإضاعة الوقت، ومنح النظام والقوى الخارجية التي تدعمه، الوقت والغطاء اللازم لإتمام المهمة القذرة التي يقوم بها الآن».

وميدانيا أيضا، استمرت المعارك في مناطق سوريا عدّة، فقد أفاد المرصد السوري بوقوع انفجار في حي ركن الدين في دمشق، أدى إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل قتلوا بينهم 4 من القوات النظامية وأصيب 10 آخرون إثر انفجار عبوة ناسفة كبيرة في سيارة بحي ركن الدين بدمشق، استهدفت عددا من السيارات التابعة للقوات النظامية بالمنطقة.

واستهدفت طائرات الهليكوبتر العسكرية ريف اللاذقية ببراميل متفجرة، وتحديدا مناطق في بلدة سلمى ومحيطها. وفي درعا، يواصل الجيش السوري الحر هجومه في محاولة لاقتحام مقر اللواء 52 وسط اشتباكات عنيفة، في موازاة استمرار عملياته على حاجز البريد، الذي يعتبر أكبر تجمع عسكري وأمني بالمدينة.

وبدأت قوات المعارضة في محافظة إدلب، توسيع رقعة عملياتها بهدف فتح جبهات جديدة باتجاه المدينة التي تخضع لسيطرة قوات النظام، واقتحمت المدينة من الجهة الغربية واستهدفت حواجز عدّة.

في المقابل، تقدمت القوات النظامية في ريف حماه، وعلى وجه الخصوص في مدينة حلفايا، و«اقتحمتها من الجهة الجنوبية الشرقية والجهة الغربية الشمالية، ومن الجهة الغربية الجنوبية، وسط حملة مداهمات وحرق للمنازل»، بحسب ما أفاد به المرصد السوري.

أنباء عن تململ علوي في سوريا بعد ارتفاع عدد القتلى المؤيدين للنظام

يفتقرون لقيادة دينية معروفة على غرار بقية الطوائف

بيروت: «الشرق الأوسط»

تنشر صفحة «شهداء الوطن»، الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، على موقع «فيس بوك» صورة لشاب يدعى محمد حسن جعفر. توضح أنه «استشهد في منطقة بصرى الشام» خلال معارك مع من تسميهم الصفحة بـ«عصابات الجيش الحر». يظهر محمد المنتمي وفق الصفحة إلى «قوات الدفاع الوطني»، التي تقاتل إلى جانب الجيش النظامي، وهو يلف معصمه بشريط أخضر، ما يوحي بانتمائه إلى الطائفة العلوية. إذ يسمي العلويون هذا الشريط بـ«الخلعة»، مدللين بها على انتمائهم الطائفي.

ويعتبر محمد واحدا من ضحايا الطائفة العلوية الذين سقطوا منذ اندلاع الصراع في سوريا، إذ اتخذ معظم العلويين موقفا داعما للنظام السوري وتجندوا في «قوات الدفاع الوطني» وتشكيلات «اللجان الشعبية» للقتال إلى جانب الجيش النظامي. وصل عدد القتلى من العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى 41 ألفا يتحدر معظمهم من مناطق حمص وريفها واللاذقية وبانياس وجبلة ومصياف والقرداحة وغرب حماه.

ويشير مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود قرى علوية في الساحل السوري لا يتجاوز عدد سكانها الـ1000 نسمة قتل منها 40 شخصا خلال الأحداث الأخيرة». ويوضح عبد الرحمن أن «الأرقام التي نشرها المرصد استندت إلى تقاطع معلومات من ناشطين علويين من مناطق مختلفة في سوريا»، مؤكدا «امتلاكه الأسماء الثلاثية لأكثر من 35 ألفا من القتلى العلويين فيما بقية الضحايا لا نملك إلا أسماءهم الأولى».

ولم يظهر ضمن الطائفة العلوية معارضة علنية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلا أخيرا، حين عقد ناشطون علويون في مارس (آذار) الماضي مؤتمرا في القاهرة للنأي بالطائفة عن النظام. وأصدروا في ختام المؤتمر بيانا سموه «إعلان القاهرة» قالوا فيه إن «النظام لم يمثل يوما العلويين»، وإنه يتعين «عدم الخلط بين الطائفة والنظام».

وكشف عبد الرحمن أن «ارتفاع عدد الضحايا عند العلويين خلق حالة من التململ داخل قسم كبير في الطائفة، لكنه في الوقت عينه جعل قسما آخر يتمسك بموقفه الداعم للنظام، لأن العدو بنظرهم هو (جبهة النصرة) والإرهابيون الذين يريدون إبادة الطائفة ولا بد من تقديم التضحيات لعدم تحقيق ذلك». ويلفت إلى أن «ما يقارب 40 في المائة من أبناء الطائفة بدأوا يعيدون حساباتهم بخصوص الموقف من الأحداث الجارية، ولا يعني ذلك بالضرورة الانحياز إلى المعارضة، وإنما طرح أسئلة على النظام تتعلق بهذا العدد المهول من الضحايا».

وتظهر صور بثها ناشطون معارضون على مواقع الإنترنت طائرات مدنية في مطار باسل الأسد قرب مدينة اللاذقية ذات الغالبية العلوية وهي تنزل نعوش قتلى النظام من العلويين وتتحلق حولها سيارات الإسعاف لنقل الجثث إلى ذويهم.

ويقول عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية وريفها لـ«الشرق الأوسط»، إن جدران مناطق الساحل تمتلئ بأوراق نعي شبان علويين، هم إما عسكريون أو متطوعون في اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني»، مؤكدا أن «الطائفة باتت تتذمر من النظام لكن معظم أبنائها يخشون من التعبير عن ذلك خوفا من ردود فعل انتقامية من النظام». ويكشف الحسن عن قيام قوات النظام بهدم نحو 12 بناء في منطقة بسنادا التابعة لمحافظة اللاذقية لأن مالكيها من عائلة نعيسة العلوية المعارضة.

ويشير الحسن إلى مشايخ ورجال دين علويين «يعملون على شدّ العصب الطائفي في القرى والمناطق العلوية عبر بث مقولات عن إبادة ستتعرض لها الطائفة فيما لو سقط الأسد».

المعارضة تجتمع الأسبوع المقبل في إسطنبول لانتخاب رئيس للائتلاف

جدول الأعمال يشمل «جنيف 2» ومشاركة حزب الله في القتال

بيروت: كارولين عاكوم

بعد شهرين من إعلان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب استقالته، من المقرر أن تجتمع الهيئة العامة الأسبوع المقبل في إسطنبول لانتخاب رئيس جديد، ومناقشة مجموعة من القضايا الوطنية، لا سيما مؤتمر «جنيف 2» والتطورات الميدانية على الأرض في سوريا، خاصة في منطقة القصير وتدخل حزب الله وكيفية التعامل معه، إضافة إلى عرض تشكيل الحكومة على الهيئة، بحسب ما أكد عضو الائتلاف والمجلس الوطني لؤي صافي لـ«الشرق الأوسط».

وفي حين أكد صافي أن موافقة المعارضة على المشاركة في «جنيف 2» متوقفة على جدول الأعمال مع التمسك بشرط عدم مشاركة الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، لفت إلى أن المستجدات الأخيرة في القصير ستأخذ حيزا مهما من المباحثات وهي قد تنعكس سلبا على المؤتمر ونتائجه. أما في ما يتعلق بانتخابات رئيس الائتلاف. وفي حين أكد مصدر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» أن المباحثات بشأن الأسماء قد بدأت بشكل جدي في الكواليس بين الفرقاء، والتداول يرتكز على 3 أشخاص، بشكل رئيس، هما رئيسا المجلس الوطني السابق والحالي برهان غليون وجورج صبرا اللذان تأكد ترشحهما، إضافة إلى لؤي صافي الذي تم طرح الأمر عليه ولكنه لم يعط جوابه النهائي بعد، أكد الأخير أنه لا شيء رسميا حتى الآن والعملية الديمقراطية ستأخذ مجراها على أن يتم تقديم الترشيحات وتجرى الانتخابات خلال اجتماع إسطنبول المزمع عقده نهاية الأسبوع المقبل.

وعن الحكومة المؤقتة ومصير رئيسها في ظل المعلومات التي تشير إلى إمكانية انتخاب بديل عنه، قال صافي: «سيعرض غسان هيتو (رئيس الحكومة المكلف) تشكيلة الوزارة على الهيئة العامة، لمنحها الثقة، وإذا فقدت الثقة عندها فإما أن يعيد تشكيلها وإما أن ينتخب رئيس آخر للقيام بالمهمة.

ومن المتوقع أن يزيد الائتلاف عدد أعضائه بصفة خاصة من خلال إضافة مجموعات تقاتل على الأرض خلال الاجتماع الذي سيعقد في مدينة إسطنبول التركية، لكي يكون أكثر تمثيلا للشعب السوري، حسب ما ذكرت صحيفة «حرييت» التركية، وهذا ما لفت إليه صافي أيضا، مشيرا إلى أن هناك اقتراحا بتوسيع دائرة المشاركة لتشمل عددا من الأحزاب غير الممثلة والقوى الثورية على الأرض، وبالتالي قد يصل عدد أعضاء الائتلاف إلى نحو 75 عضوا بعدما كان 62.

بان كي مون: مطلع يونيو المقبل موعد انعقاد «جنيف 2»

تحدث عن نتائج مشاوراته مع ممثلي الدول دائمة العضوية

موسكو: سامي عمارة

كشف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في موسكو أمس عن نتائج مشاوراته مع ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعدد من البلدان الأخرى حول الموعد المناسب لانعقاد المؤتمر الدولي الخاص بالتسوية السياسية في سوريا، مشيرا إلى توصله إلى قناعة بأن مطلع يونيو (حزيران) المقبل سيكون موعدا مناسبا لعقده في مدينة جنيف السويسرية.

وقال بان كي مون خلال زيارة له لمقر وكالة أنباء «ريا نوفوستي» أمس إنه على يقين بأهمية سرعة انعقاد المؤتمر الذي سبق وطرح سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية فكرة عقد هذا المؤتمر خلال مباحثاته مع نظيره الأميركي جون كيري في موسكو في 7 مايو (أيار) الحالي.

وكان لافروف قد أشار إلى ضرورة عقد المؤتمر المرتقب في أقرب وقت ممكن وإلى أنه سيكون امتدادا لمؤتمر جنيف الأول الذي عقد في نهاية يونيو من العام الماضي. وشدد على ضرورة دعوة المملكة العربية السعودية وإيران للمشاركة في هذا المؤتمر، فضلا عن الدول المجاورة لسوريا والأطراف التي شاركت في المؤتمر السابق.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة في حديث أدلى به إلى وكالة أنباء «إنترفاكس» عن تقديره لما تقوم به روسيا بالتعاون مع الأمم المتحدة من نشاط يستهدف إعلاء الشرعية الدولية ودور الأمم المتحدة في العلاقات العالمية والإقليمية ودعم الأمن الدولي والتعاون في المجالات الاقتصادية وحماية البيئة.

وأكد المسؤول الدولي أهمية دور روسيا في منطقة الشرق الأوسط وما تبذله من أجل وقف إراقة الدماء ودفع الأمور هناك إلى مجرى التسوية السلمي، مشيرا إلى مساهمتها النشيطة من أجل وقف النزاع الدموي في سوريا والتوصل إلى التسوية السياسية الشاملة في الشرق الأوسط وحل النزاع العربي الإسرائيلي.

ائتلاف المعارضة السورية دعا العرب لحماية المدينة

الحملة الأشرس متواصلة على القصير والنظام يخطط لإعلانها “منطقة آمنة”!

وكالات

تتواصل المعارك في مدينة القصير التي تشهد أعنف حملة عسكرية تشنها قوات نظام الأسد مدعومة بعناصر من حزب الله وإيران. وطالبت المعارضة السورية بعقد اجتماع  طارىء لوزراء الخارجية العرب لحماية المدينة.

بيروت: يواصل الجيش السوري هجومه على مدينة القصير مدعومًا بعناصر من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني. وفيما تتوغل قوات حزب الله في اتجاه القصير يؤمن النظام الغطاء الجوي الهذه العناصر.

وذكر موقع “روسيا اليوم” نقلا عن مصدر عسكري سوري أن جيش النظام يقوم حاليا بعمليات دهم واقتحام لتنظيف الجيوب، وان السلطات السورية بصدد الاعلان عن القصير “مدينة آمنة”.

من جانبه، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية مدينة القصير التي شن الجيش السوري النظامي هجوماً مباغتا عليها امس من أجل اعادة السيطرة عليها.

وطالب الائتلاف مجلس الامن الدولي بالتنديد بمشاركة “عناصر من حزب الله في الهجوم على المدينة الى جانب القوات النظامية”. كما قال الائتلاف في بيان أصدره ان هناك عناصر ايرانية تشارك أيضاً في القتال، محذرا من “مجزرة” وشيكة قد ترتكب بحق المدنيين في المدينة.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للائتلاف على صفحته على فيسبوك انه “يطالب جامعة الدول العربية وامينها العام بالدعوة الى اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر”.

كما دعا الائتلاف في بيانه “المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم 40 ألف نسمة في مدينة القصير، ويطالب مجلس الأمن بالتنديد بعدوان حزب الله على مدينة القصير والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين”.

ودعا وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان الاحد الى عمل “جاد لوقف الالة القمعية” للنظام السوري. وقال في مؤتمر صحافي في ابو ظبي مع نظيره الاسترالي بوب كار “لا يجب على المجتمع الدولي ان يبقى صامتا وان لا يتحرك او يتفاعل مع الجانب الانساني” للازمة السورية.

وكان نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي اعلن في وقت سابق ان لجنة الجامعة ستعقد الخميس اجتماعا طارئا حول سوريا تمهيدا لعقد مؤتمر سلام دولي لايجاد حل للنزاع السوري. ويبدو ان بدء حوار كما يريد منظمو المؤتمر سيكون صعبا لان المعارضة تطالب بتنحي الرئيس بشار الاسد كشرط لاطلاقه في حين كرر الاخير تصميمه على البقاء في السلطة.

وشنت القوات النظامية السورية الاحد هجومًا على مدينة القصير (وسط) الواقعة خارج سيطرة النظام منذ اكثر من عام. لكن المقاتلين المعارضين قللوا من اهمية مكتسبات الجيش، مؤكدين انهم يبدون مقاومة شديدة في مدينة القصير التي يقطنها 25 الف شخص.

وافاد مصدر عسكري فضل عدم كشف اسمه وكالة الأنباء الفرنسية ان القوات السورية “تمكنت من الدخول الى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية”.

 وذكر التلفزيون السوري من جهته ان القوات السورية “بسطت الامن والاستقرار في مبنى بلدية القصير والمباني المحيطة به وتواصل ملاحقة الارهابيين في المدينة”. واشار التلفزيون الى وجود “بعض جيوب الارهابيين المتحصنين داخل اوكارهم” مشيرا الى ان الجيش يتقدم “اكثر واكثر”.

واليوم الاثنين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 23 عنصرا من حزب الله اللبناني وجرح سبعون آخرون على الاقل في المعارك التي دارت الاحد في مدينة القصير.

وقال المرصد في بريد الكتروني “علم المرصد السوري لحقوق الانسان من مصادر موثوقة ان 23 عنصرا من قوات النخبة في حزب الله قتلوا واصيب اكثر من 70 اخرين بجروح وذلك خلال الاشتباكات التي دارت امس في مدينة القصير” قرب الحدود اللبنانية.

روسيا لم تنفض يدها بعد من النظام السوري

أشرف أبو جلالة

تزداد مهمة الاطاحة بنظام الرئيس السوري تعقيدا وصعوبة، خاصة مع صفقة نظم الصواريخ الجديدة التي قدمتها روسيا لنظام الأسد مما يثير قلقا بالغا بخصوص تأثيراتها المحتملة على مسار الحرب وكذلك تأثيراتها على المنطقة.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: مع ظل تواصل الغموض الذي يكتنف مستقبل الصراع المشتعل في سوريا، بما يتزامن مع مواقف دولية لا تبدو حاسمة في كثير من جوانبها، يبدو جلياً أن الأوضاع لا تسير نحو الأفضل.

جاءت صفقة نظم الصواريخ الجديدة التي قدمتها روسيا لنظام الرئيس بشار الأسد لتثير الكثير من التساؤلات وتثير حالة من القلق بخصوص تأثيراتها المحتملة على الحرب المتأججة في البلاد وكذلك تأثيراتها على المنطقة.

صواريخ متطورة

صحيفة هآرتس الإسرائيلية خصصت تقريراً مطولاً لهذا الشأن كشفت من خلاله عن عدة نقاط هامة منها أن روسيا زودت نظام الأسد بنوعين من الأنظمة، الأول إس-300، وهو نسخة متطورة من نظام الدفاع الجوي الذي صُمِّمَ في الأساس بالاتحاد السوفيتي خلال سبعينات القرن الماضي ثم تطور خلال عقد التسعينات.

وأضافت الصحيفة أن هذا النظام يحظي بالعديد من الميزات التي من بينها أن نطاق راداره وصواريخه يسمح له بضرب أهداف على مسافة تصل إلى 200 كيلو متر، كما أنه يستخدم أنواع مختلفة من أجهزة الرادار ونظم القيادة والتحكم، إلى جانب إمكانية التنقل به من مكان لآخر فوق مركبات ثقيلة، وهو ما يصعب عملية اكتشافه وتدميره.

والنظام الثاني، بحسب الصحيفة، هو ذلك الذي يطلق عليه بي-800 ياخونت، وهو مخصص لتدمير السفن، وسبق أن دخل الخدمة في روسيا قبل ما يقرب من ثلاثة عشر عاماً.

وتنطلق صواريخ هذا النظام بأكثر من ضعف سرعة الصوت، وتُوَجِّه رأس حربية وزنها 250 كيلو غرام صوب أهداف موجودة في البحر على مسافة تصل إلى 300 كيلو متر.

هزيمة الأسد صعبة

وعن تأثير نظم الصواريخ الجديدة هذه على المنطقة، قالت الصحيفة إن وجود هكذا صواريخ في سوريا سوف يجعل من الصعب، بل من المستحيل، على إسرائيل أو أي جيش غربي شن هجمات جوية على أهداف سورية أو قصفها أو غزوها عن طريق البحر.

وأشارت الصحيفة في هذا الإطار إلى أن صواريخ إس-300 ستهدد أيضاً الطائرات المقاتلة التي تستخدم صواريخ المواجهة، بينما قد تعمل صواريخ ياخونت على الحد من العمليات التي يمكن للسفن الإسرائيلية والغربية أن تقوم بها قبالة السواحل السورية وجعل أي عملية بحرية ضدها أو ضد لبنان محفوفة بقدر كبير من الأخطار.

الردع الاسرائيلي

وعن قدرة تل أبيب على مواجهة تلك الصواريخ، نقلت الصحيفة عن اللواء آموس يادلين، القائد السابق لوحدة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، قوله إن سلاح الجوي الإسرائيلي يمكنه التعامل مع صواريخ إس-300، بينما نجح مسؤولو سلاح البحرية في تحديث قدرات دفاعاته الصاروخية منذ حرب لبنان الثانية عام 2006.

ورغم اعتراف الصحيفة بأن صواريخ ياخونت ستشكل تهديداً جديداً على ساحة القتال البحرية، إلا أنها أكدت أن لا شيء سيمنع السفن الإسرائيلية من العمل قرب شواطئ سوريا.

ومضت الصحيفة تؤكد أن روسيا زودت نظام الأسد بالفعل بصواريخ ياخونت، التي تتمركز على الأرجح حول ميناء طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط. فيما أشارت إلى أن الغموض ما يزال يكتنف الوضع بخصوص صواريخ إس-300.

 لكنها أوضحت أن مسؤولين روس صرحوا مؤخراً بأنهم يخططون لإكمال الصفقة مع الجانب السوري، علماً بأنه قد سبق التوقيع عليها عام 2007، لكن تم إرجائها عام 2010.

مصالح موسكو

وجود مثل هذه الصواريخ المتطورة في سوريا سيثير القلق لدى المسؤولين الأميركيين الذين لا يزالوا يرفضون اللجوء للتدخل العسكري هناك.

وعن سر استمرار دعم ومساندة الروس للأسد، أوضحت هآرتس أن بقاء الأسد يصب في مصلحة الجانب الروسي، من منطلق أنه آخر رئيس دولة علماني في العالم العربي لا ينظر إليه باعتباره حليف للإدارة الأميركية أو داعم للحركات الإسلامية المتشددة التي تشكل تهديداً هي الأخرى على أقاليم روسيا الشرقية. فضلاً عن أن الروس يتعاملون معه باعتباره آخر عميل للنفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط.

مضْغ الأكباد و(جهاد) النكاح.. تسويق الحقائق المرّة لتشويه (السمعة) ونبش الأحقاد

كُتّاب: لِمَ تطغى روحُ (الإنتقام) وينحسر ( التسامح) ؟

صورة (الزعيم)، وهو يقتلع قلب الجندي بيده ثم يقوم بأكله، تثير المشاعر الإنسانية، غريبة ومقززة لا يمكن تصديقها، لأنها خارجة عن الذوق وصادمة للفطرة وتناقض العقل، فضلاً عن تعاليم الدين ومقتضيات الحد الأدنى من المعرفة الدينية أو الإطلاع البسيط على أساسيات الثقافة الإسلامية السهلة الميسرة التي لا يكاد يجهلها الأطفال.

اعتبر الكاتب السعودي محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ أن مقطع الفيديو الذي يظهر فيه أبو صقار، زعيم مجموعة مقاتلة في سوريا، وهو يأكل قلب وكبد أحد عناصر الجيش النظامي السوري بعد قتله، “صورة قميئة وتصرف متوحش قبيح يشير إلى الكم الهائل من الأحقاد والضغائن الذي تحملها فئات المجتمع السوري على بعضها البعض “.

والأكثر خطورة، بحسب الشيخ، أن” الذي اقدم على هذه التصرفات الحيوانية والمروعة، قائد من قادة المعارضة، وليس جنديًا من الجنود “.

 والسؤال اليوم كما يطرحه ال الشيخ :” إذا كان القائد بهذه الوحشية والدموية واللا إنسانية فما بالك بالجنود؟ “.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فينتريل قال إن ” الولايات المتحدة أصيبت بالهلع بعد مشاهدتها لمقطع الفيديو، و إن مثل هذه الأعمال الطائفية الوحشية تشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الإنساني الدولي وتصب مباشرة في مصلحة النظام”.

وكان خالد الحمد والمعروف بـ (أبو صقار) اعترف بقيامه بتقطيع جثة عسكري نظامي وانتزاع أعضاء من جسده. وقال أبو صقار إنه أقدم على ذلك “ردًا على ما وصفه بالفظائع التي ارتكبتها قوات الرئيس السوري بشار الاسد”.

وكان مقطع مصور لأبو صقار ظهر فيه، وهو يقطع قلب وكبد أحد قتلى جنود القوات النظامية السورية ويأكلهما، قد أثار انتقادات واسعة.

 وفي تعليقه على مقال ال الشيخ يعتبر القارئ عبدلله أن نشر هذا الخبر ” محاولة لتشويه وجه الجيش الحر، وأن كل ما قالته اميركا يجب تصديقه “.

وكتب قائلاً ” اميركا هي أم المصائب على العالم ولا ننسى أنها اشترطت في ما مضى أن لا توقّع على احدى اتفاقيات معاملة الاسرى الا بعد انتهاء حربها على افغانستان “.

 ويبرر الناشط الرقمي أبو تمام، سلوك (آكل الأكباد)، في رده على ال الشيخ بالقول: ”  تعذيب الانسان الحي أشد وأقسى من ذلك الميت أو المقتول. شاهدنا مآسي أعمال (الشبيحة) التي تنفطر لها القلوب القاسية، شاهدنا أناسًا يموتون حرقاً , وآخرين يُدفنون أحياءً , وغيرهم يُرمون من اعلى المباني , وبيوتاً تهدم على مَنْ فيها “.

و يتساءل أبو تمام في النهاية :” أليس معاناة هؤلاء اكبر بكثير من ذاك الذي قُتِل ثم أُكلِ كبده “.

 الكاتب الاردني رحيّل غرايبة، يصف في مقال له في جريدة (العرب) الأردنية أن صورة (الزعيم )، وهو يقتلع قلب الجندي بيده ثم يقوم بأكله، ” تثير المشاعر الإنسانية، غريبة ومقززة لا يمكن تصديقها، لأنها خارجة عن الذوق و صادمة للفطرة وتناقض العقل فضلاً عن تعاليم الدين ومقتضيات الحد الأدنى من المعرفة الدينية أو الإطلاع البسيط على أساسيات الثقافة الإسلامية السهلة الميسرة التي لا يكاد يجهلها الأطفال “.

واسترسل في فكرته :” هناك معرفة عامة يقينية لدى عامة المسلمين مهما كان حظهم من العلم والفقه بمبدأ النهي الواضح والحاسم عن التمثيل بجثة الميت حتى لو كان عدواً مقاتلاً، بل إن النهي كان واضحاً عن التمثيل بجثة الحيوان الميت حتى لو كان كلباً عقوراً”.

ويتساءل غرايبة مندهشاً :” من هو أبو صقار ومن أين جاء؟، ومن أي كوكب أتى؟، وهل ينتسب إلى المجتمع الإنساني؟، فضلاً عن العربي والإسلامي، وهل هو شخصية حقيقية وموجودة فعلاً ؟، وهل هو ينتسب إلى عالم الثوار والمقاتلين في سوريا ؟ وكيف وصلت هذه الصورة إلى المواقع الإعلامية؟، ومن هي الجهة الإخبارية المسؤولة عن حقيقة هذا الخبر ونشره؟!”.

 وفي جوابه على ذلك يكتب غرايبة :” هذا الخبر له دلالات كبيرة و خطيرة، بشأن ما يحدث على الأرض السورية، من تلاعب إعلامي خطير، وأدوار خبيثة في التشويه واغتيال السمعة، من أجل تشويه صورة الشعب السوري وقتل روح الثورة، ونشر ثقافة اليأس والإحباط، وسد نوافذ الأمل لدى الأجيال العربية بالتحرر والكرامة، والتخلص من نيران الاستبداد والقمع، وقبضة الحكام الظلمة الذين أقاموا عروشهم على أشلاء الشعوب وجماجم الأطفال “.

ويرجح غرايبة وجود ” خطة ماكرة وخبيثة لخلق الانطباع بأن حركات التحرر مرتبطة مع دول الاستعمار والاستكبار الغربي، وصديقة للكيان الصهيوني، ومدعومة من الأنظمة الرجعية، ثم هناك محاولات لربط حركات التحرر بالتخلف والجهل والإرهاب والتطرف والإجرام، والتعصب الديني، وحب القتل والاغتيال، والحط من شأن النساء، واحتقار المخالف، وتشترك في تنفيذ هذه الخطة أطراف عالمية وأخرى عربية على مستوى الدول والأنظمة وجهات حزبية منتفعة”.

ويرى غرايبة أن هناك حملة اعلامية لها مقاصد من وراء نشر ” فتاوٍ مختلقة وغريبة وفي الوقت نفسه، سمجة ومنحطة، لم يسجلها التاريخ، تحت لافتة (جهاد النكاح)، والآن يتم نشر خبر التمثيل بالجثث المدعم بالصور المقززة، مما يدفع الأجيال إلى الرضى بالواقع المر وتفضيل الاستبداد، والبقاء تحت نير الأنظمة الديكتاتورية المتسلطة فراراً من التغيير القادم الذي يحمل هذه الصورة القاتمة، ولكن الغرابة في الإخراج تدل على أن الجهة المنفذة تنتمي إلى عقلية خارجية بعيدة عن هذه المنطقة وبعيدة عن تقاليدها “.

ويصف الكاتب الياس حرفوش سلوك أبو صقار، “بالمنفّر والسلوك غير الانساني بكل المعايير”.

وينبّه حرفوش في مقال له في جريدة ( الحياة ) الى أن ” الطائفيين وجدوا في الشريط فرصة ليبثوا احقادهم وليعيدوا نبش التاريخ القديم من (الارتكابات) المذهبية على خلفية أن خالد الحمد (سنّي) المذهب والضحية (علوي)، كما يبدو. وتحت ضغط مشاهد من هذا النوع يتوقف العقل عادة عن العمل”.

 لكن ابو صقار، وهو يأكل كبد عسكري سوري، وجد أيضًا من يبرر فعلته، ويناصره، ففي (تويتر ) غرّد، الكاتب الجزائري والمراقب المستقل في بعثة الجامعة العربية إلى سوريا أنور مالك، أنه “قبل الحديث عمّن قضم قلب (شبيح) تساءلوا عن جرائم دفعت أبو صقار إلى إقتراف ذلك أمام كاميرا “.

وتابع قائلاً ” كنت التقيته في باباعمرو، وكان نموذجاً للهدوء والرصانة”.

وغرّد هادي العبد الله، مقدماً نفسه على أنه ( رفيق ) ابو صقار، قائلاً ” رأيت بنفسي  ثماني عشرة اصابة أنهكت جسد ابو صقار، ورغم الألم، كان الأشرس في معاركه ضد نظام الأسد “.

وينبّه الصحافي والمذيع السوري موسى العمر عبر تغريدة له في تويتر الى أن “شبيحة النظام بقطع الآذان، وبقر البطون، وجدع الأنوف، سبقوا ابو صقار في فعلته “.

 وفي 18 ابريل، نشر ابو صقر بيان استقالة من الثورة جاء فيه” إن الداعمين يريدون منّا أن نصبح خدماً عندهم , ننفذ أوامرهم , ونعمل تحت سقفهم. كل ذلك بسبب فقرنا بشكل عام وخصوصًا بالذخيرة , كل ذلك لأن شبابنا يركضون نحو الشهادة. بعد كل تلك الأسباب السابقة وبعد عجزنا من إصلاح حتى أخوتنا ، ولأنهم لم يستمعوا الى نصائحنا ، ولأنهم نسوا الله , أقرر ترك الثورة إلى حين تحسن الامور , وحتى عودة الامور الى اصحابها ومحاسبة اللصوص والمتسلقين وطردهم خارج الثورة “.

أعضاء من المعارضة السورية يجتمعون في مدريد

أ. ف. ب.

مدريد: اجتمع اعضاء من “مختلف حركات” المعارضة السورية الاثنين في مدريد بهدف “المساعدة على الحوار وتسهيل اللحمة” بين مختلف مكوناتها كما اعلنت وزارة الخارجية الاسبانية. وشارك في الاجتماع الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب وضم ممثلين عن “مختلف حركات” المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

والثلاثاء من المرتقب عقد لقاء بين معاذ الخطيب ووزير الخارجية الاسبانية خوسيه مانويل غارثيا ماراغالو. وكانت الوزارة اعلنت في بيان نشر قبل اللقاء ان “اجتماع المعارضة الذي سيشارك فيه اعضاء من مختلف حركات المعارضة السورية وبينها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، ينظم في مدريد بدعم من وزارة الخارجية”.

وسيلتقي وزير الخارجية الثلاثاء احمد معاذ الخطيب “لتحليل الوضع في سوريا” وكذلك “اخر المبادرات الدولية الهادفة الى استئناف البحث عن حل للنزاع”. واضافت الوزارة ان “المساعدة في الحوار بين مختلف تيارات المعارضة السورية لتسهيل لحمتها وافساح المجال امامها لكي تكون قادرة في المستقبل على ضمان الوحدة والاستقرار والديموقراطية في سوريا هو احد اهداف هذا الاجتماع”.

وتابعت ان “الجهد الدولي الحالي بحاجة لتعاون معارضة قوية ومتحدة ومتعددة تكون قادرة على تشكيل جبهة مشتركة”. وكان احمد معاذ الخطيب استقال من رئاسة الائتلاف في 21 نيسان/ابريل للتنديد بعدم تحرك المجموعة الدولية ازاء النزاع في سوريا. وعين جورج صبرة البالغ من العمر 66 عاما رئيسا بالوكالة بعد استقالته.

واوقع النزاع في سوريا 94 الف قتيل منذ اذار (مارس) 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقول انه يستند في معلوماته الى شبكة واسعة من الناشطين والاطباء والمحامين على الارض. وكانت اسبانيا اعترفت بالائتلاف السوري “الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري” في 30 تشرين الثاني/نوفمبر كما ذكرت الوزارة.

سوريا: اعتقالات بنكهة كردية في صفوف حزب “البارتي” الكردي

مصطفى إسماعيل

خاص بـ ” الشفاف “

في تصعيد خطير، ليس الأول من نوعه، قامت قوى الأمن المعروفة باسم “الأسايش” التابعة لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” الذي يقوده السيد “صالح مسلم” (الصورة أعلاه) باعتقال مجموعة من كوادر الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) الذي يترأسه د. عبد الحكيم بشار بعد عودتهم من إقليم كردستان العراق.

وقد أكد “سعيد عمر”، مسؤول مكتب العلاقات العامة في الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) المقيم في “هولير” لموقع “فضائية روداو” الكردية أن قوى “الأسايش” قامت باعتقال 51 كادراً من حزبهم عند قريتي طوراميش وخانا سري (تابعتان إدارياً لمنطقة ديريك) الواقعتين على مقربة من حدود سوريا مع إقليم كردستان العراق. وبحسب المصادر فإن المعتقلين قد أودعوا في سجن ديريك الذي يدار من قبل أسايش حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د”.

مسؤول في فرع قوى “الأسايش” في مدينة “كوباني” الكردية السورية نفى وجود أي عضو من حزب “البارتي” لديهم في سجن المدينة، في رد على تصريح للقيادي في “البارتي” محمد إسماعيل الذي أكد اعتقال “أسايش” منطقة “كوباني” لخمسين كادراً من “البارتي” عائدين من كردستان العراق.

الطريفُ أن خبر هذه الاعتقالات في الجزيرة السورية تم تقديمه في الشريط الإخباري لفضائية “الجزيرة” القطرية على أنه حملة اعتقالات يقوم بها النظام السوري في صفوف الحزب المذكور.

يشار إلى أن أسباب الاعتقال مردها إلى الخلافات السياسية القائمة بين الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا الموالي للحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق وحزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” الموالي لحزب العمال الكردستاني، رغم عضوية الحزبين كشريكين في الهيئة الكردية العليا (الإطار السياسي الذي يجمع عديد الأحزاب الكردية السورية المؤتلفة في عداد المجلسين: الوطني الكردي، ومجلس شعب غرب كردستان)، ولانفراد الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” بإدارة المناطق الكردية في سوريا بنتيجة هيمنته العسكرية عليها، وانزعاجه من تلقي أعضاء في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) دورات تأهيل سياسية وعسكرية في إقليم كردستان العراق لإعدادهم ككوادر حزبية من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني.

جدير بالذكر أن قوات “الأسايش” قامت قبل فترة وجيزة بإنزال قادة أحزاب المجلس الوطني الكردي من الحافلة التي تقلهم على المعبر الحدودي في المنطقة وإخضاعهم للتفتيش والتحقيقات بعد دخولهم الأراضي السورية عائدين من لقاء رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، إضافة إلى احتجازهم العديد من النشطاء الكرد السوريين في السجون التي يديرونها في المناطق الكردية السورية.

معارض سوري يتبرع بممتلكاته لأهالي مدينته

                                            الجزيرة نت-خاص

في الوقت الذي تنشغل فيه شرائح واسعة من المعارضة السورية وفعالياتها السياسية والعسكرية بتراشق الاتهامات حول سوء استخدام مقدرات الثورة لمصالح فردية أو فئوية، يبدو الشيخ سالم عبد العزيز المسلط في مزاج آخر، حيث بادر مؤخرا إلى التبرع بجميع أملاكه للمحتاجين من أبناء مدينته الحسكة بالجزيرة السورية.

وكتب المعارض الشيخ -الذي يشغل منصب رئاسة “مجلس القبائل السورية”- على صفحته بموقع “فيسبوك” أنه أوعز لوكيله القانوني ليقوم بالتنسيق مع اللجنة المكلفة بهذا الأمر لاتخاذ الإجراءات اللازمة بنقل ممتلكاته “التي لم يطلها النظام السوري والتي تضم منزلا مشيدا على أرض مساحتها 4200 متر مربع وأرضا تجارية بمساحة ألف متر مربع وأخرى زراعية مساحتها خمسمائة دونم”.

كما وضع المسلط قصر أبيه عبد العزيز بمدينة تل براك التابعة لمحافظة الحسكة تحت تصرف الثوار، بعد استشارة إخوته وحصوله على تفويض منهم.

وسارع الكثير من النشطاء والمناصرين للثورة إلى تداول الخبر، مكبرين ومهللين لهذا التصرف الذي ينم عن تضحية تليق بتضحيات الشعب، مع أن المسلط نفسه يرى أن ما بذله في سبيل الثورة “لا يرقى إلى ما قدم وما يقدمه أبطال سوريا، فمنهم من قدم روحه وهذه قمة العطاء، ومنهم من يقاوم ولا يبخل بروحه.. أولئك جعلوا كرامة الوطن والأهل وقبلهما مرضاة الله تعالى غاية قصدهم، ولم يبحثوا عن زهائد ولم يفكروا بمناصب ولم نسمع لهم حديثا…”.

قيم القبيلة

نكهة المرارة التي ترشح من لغة التعليق الذي كتبه المسلط على صفحته في “فيسبوك” يعرفها السوريون جيدا ويختبرون طعمها الكاوي كل يوم، لاسيما وأن الكثيرين منهم يقولون إنهم ابتلوا ببعض المعارضين والناشطين المستلقين الذين “يؤثرون أنفسهم ومصالحهم من دون أن يرف لهم جفن أمام الكارثة التي تحيق بالسوريين وتطحنهم برحاها المرعبة”.

لبعض هؤلاء توجه المسلط واصفا إياهم “بالقلة القابعة في الخارج التي لم تغادر وظائفها ولم تفارق أبناءها ولم يخسروا راتبا واحدا من رواتبهم.. هؤلاء ابتعدوا عن خط الثورة هذا إن كانوا فيها فعلا، وابتعدت ثورتهم عن محاربة النظام وصبوا جام غضبهم ضد البعض ممن قال: لا، لذلك النظام”.

ويتابع “هؤلاء لم يشغلوا مساحة على أرض الثورة بل شغلوا مساحات في غرف نومهم يكتبون عن هذا وذاك، ويجدون متعة في النيل من شرفاء سوريا وتلفيق التهم لهم”.

والتقط المسلط في تعليقه ما يجري على جميع ألسنة السوريين بهذا المضمار، فكتب: ليتنا رأيناهم على تراب سوريا وليتنا وجدنا لهم ظلا على ذرة واحدة من ذلك التراب الطاهر. ليتهم زاروا جرحى مدنهم ومحافظاتهم وعرفوا من خلالها معنى البطولة والتضحية وتعلموا كيف يقدمون للوطن لا أن يجمعوا لجيوبهم على أكتاف الوطن.

وكما لو أنه يتوجه للسوريين بأخذ الحذر من تلك الأصناف، أضاف: تبحثون عن كرامة ويبحثون عن مجد لهم. دفعتم لقمة أطفالكم ليأكل أطفال جياع في مخيمات اللجوء وهم ملؤوا جيوبهم من لقمة هؤلاء الجياع.

والشيخ الذي بادر منذ بواكير الحراك بوجه نظام الرئيس بشار الأسد إلى إعادة الاعتبار لقيم القبيلة ومنظومتها الأخلاقية بوصفها كيانا اجتماعيا وسياسيا لا يتعارض مع مفهوم الوطن، لم تبدله السنوات السبع التي قضاها بالولايات المتحدة، حيث درس بالجامعة الأميركية وتخرج منها حاصلا على شهادة ماجستير بالعلوم السياسية، ولم تخلب لبه الثقافة البراغماتية، فظل أمينا لتربيته المنزلية.

وجعل المسلط هذه الحقيقة منطلقا ومبررا لتخليه عن جميع أملاكه، كاتبا “لم نتربّ على الزهائد والدناءات، بل تربينا في بيت دين ومشيخة على عزة النفس واحترام الذات والآخرين، ولو كان بحثنا من خلال هذه الثورة عن مكاسب وزهائد لكنا رضينا بإغراءات النظام حين عرض علينا المال والمناصب، كما أننا لم نسلم فقد طالنا من شرر أولئك المرتزقة الكثير (..) لكن ذلك لا يثنينا ولا يثنيكم عما نريده لوطننا وأهلنا، ومن هنا أعلن تنازلي عن كل ما أملك من عقارات في الحسكة لصالح المحتاجين إليها”.

عنف سوريا.. أكل للقلوب وتمثيل بالجثث

                      أحمد السباعي-الجزيرة نت

“أكل القلوب” و”الذبح بالسكاكين” و”التمثيل بالجثث وتقطيعها وحرقها، والتعذيب حتى الموت، والإعدامات الميدانية”، عناوين آلاف المشاهد المصورة في سوريا، تطالع متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، وباتت في بعض الأحيان تُفرَض على المتلقي الذي يجدها من حيث لا يريد على صفحته في هذه المواقع.

ولكن ما الذي يدفع الشخص للقيام بهذه الانتهاكات وتصويرها وتحميلها ليشاهدها ملايين الأشخاص حول العالم؟ والأهم، لماذا يشاهدها المتلقي ويحرص على الاحتفاظ بها وإرسالها لأصدقائه؟ واللافت في كل ذلك، عدم تأثر الأجيال الحالية بالعنف المفرط، والدم الكثير والقتل وامتهان كرامة الميت، علما أننا أمة حُرم علينا قتل النفس إلا بالحق، وأصحاب مقولة “إكرام الميت دفنه”.

أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة سعيد المصري يرى في العنف المفرط ظاهرة اجتماعية مرَضية لأسباب عدة، أولها أن تحميل المشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة عملا فرديا من أشخاص لديهم ميل نحو العنف، بقدر ما هو من صنع أشخاص متعاطفين مع القضية السورية، ويريدون إيصال هذه المشاهد للعالم ولفت نظره لما يحدث في هذا البلد، وأضاف أن هذا الجهد على الإنترنت منظم، وتقوم به جهات لا أفراد.

وأوضح أن تحميل مقاطع الفيديو من طرفي الصراع ليس بريئا سياسيا، وإنما هو جزء من المعركة. وطرح سعيد إمكانية أن يقوم شخص بتصوير هذا العنف المفرط وتحميله على الإنترنت بهدف تخويف الطرف الآخر، وإرسال رسالة تقول إن بمقدوره حسم الصراع لمصلحته.

بيئة صعبة

ولم يستبعد المصري أن يكون بعض الذين يمارسون العنف المفرط، ويحملونه على الشبكة العنكبوتية ويشاهدونه، ويحتفظون به لمشاهدته أكثر من مرة نشأوا في بيئة صعبة، فيها الكثير من العنف، الذي تحول بالنسبة لهم “حلا لمشاكلهم وأسلوبا لحياتهم”.

وجزم بأن المجتمع السوري يعيش “حربا أهلية”، لأن الدولة غير قادرة على إدارة شؤون البلاد، وهناك عدة أحزاب وتيارات على الأرض تُفوض لنفسها استخدام القوة، لتحل محل الدولة التي يحق لها وحدها في الأوضاع الطبيعية تطبيق القواعد والنظم والقوانين، وعندما لا يعترف بعض التيارات بهذه الدولة بل ويحمل السلاح ضدها تكون “الحرب الأهلية”.

من الناحية النفسية، لم يكن الوضع أفضل، حيث يقول محمد المهدي أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر إنه رغم التطورات الكبيرة التي طرأت على المجتمع الإنساني، بدا في الآونة الأخيرة خروج “غريزة العنف” الموجودة أصلا في النفس البشرية “بشكل فج ومتوحش”، وأضاف أنه حتى المجتمعات التي كانت لا تستطيع رؤية المشاهد العنيفة باتت هذه المشاهد الآن “أمرا طبيعيا” بالنسبة لها، وهذا يرجع إلى “تقليل الحساسية تجاه مشاهد العنف، من خلال ألعاب الفيديو، والأفلام التي تحتوي على مشاهد الدم والقتل والدمار”.

الثأر والانتقام

ويشرح المهدي أن المُمارس للعنف المفرط يكون موجودا في مناخ وظروف يخرج منها “العنف الغريزي” وهو أقصى درجات العنف البشري المنفلت من ضوابطه. ويتابع أنه إذا اختل التوازن في أي مجتمع بين الدوافع والضوابط -وهي على عدة مستويات “الضابط القانوني، والأمني، والأخلاقي، والديني، والاجتماعي”- يتحول الإنسان إلى أداة تحركها النزعة العنفية.

وأوضح أن “الحرب الدائرة في سوريا شكلت مناخا مواتيا لخروج العنف الغريزي المتوحش، لأن الناس يشاهدون بشكل متواصل أهلا وأصدقاء يُقتلون ويُعتدى عليهم ويُنكل بجثثهم ويُعذبون وتهدم بيوتهم فوق رؤوسهم”. ويواصل أن العنف هنا يتحول لرغبة في الانتقام والثأر، ويكتسب طابعا أخلاقيا، لأنه يصبح نوعا من المقاومة والدفاع عن النفس والعرض والأرض.

وعن الانتهاكات المتبادلة لحقوق الإنسان حيا وميتا، يلفت المهدي إلى أن هناك قانونا في الفيزياء يؤكد أن “لكل فعل ردة فعل مساوية له في القوة مضادة له في الاتجاه” ويتابع أنه قد يضاف إلى ذلك أن يتجاوز الفعل رد الفعل ذاته لأن في النفس البشرية “تعقيدات تضخم رد الفعل”.

عبد العزيز: هناك عاملان لعدم تأثر المتلقي بمشاهد العنف، أولهما عدم تأكده من صحة المشاهد والآخر تكرارها (الجزيرة)

الإعلام الجديد

وعن أسباب متابعة المتلقي لهذه المشاهد والاحتفاظ بها وإرسالها لغيره، يتحدث الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز عن أبحاث جرت في دول عديدة بينها أميركا، أثبتت أن تكرار عرض مشاهد العنف يؤدي لفقدانها التأثير على المتلقين. وتؤشر هذه الأبحاث أن مشاهد العنف التخيلية في بعض أفلام السينما أحد عوامل تفاقم ظواهر العنف وانخفاض مستوى التأثر بالممارسات العنيفة.

وأوضح أنه في الموضوع السوري هناك عاملان لعدم تأثر المتلقي بمشاهد العنف أولهما “عدم اليقين لديه بصحة هذه المشاهد المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والآخر تكرار عرض المشاهد على القنوات العربية والعالمية”.

ونفى أن تكون وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي وراء تفاقم ظاهرة العنف، أو تراجع تأثيرها لدى المتلقين، مستدلا على ذلك بأن أقصى وأبشع مشاهد العنف التي عرفتها البشرية كانت قبل اختراع هذه الوسائل وظهور المواقع، والتي عدّها عبد العزيز تفيد الثورة السورية بإلقاء الضوء على “انتهاكات طرفي الصراع”، وتسيء إليها حين تختلق الوقائع، وتشوه الحقائق، وتبث فيديوهات مزيفة.

وخلص الخبير الإعلامي إلى أنه يجب أن تكون هناك موازنة بين “أمرين مهمين”، أولهما “ضرورة إطلاع الجمهور على ما يجري في الواقع، حتى لو كان خطرا وقاسيا ويتحدى المزاج العام”، والآخر “المحافظة على درجة من المعايير والكرامة الإنسانية لدى عرض مشاهد العنف”. ونوه إلى أنه كلما استطاعت وسيلة التواصل الاجتماعي الاقتراب من هذين العاملين كانت أقرب للمعايير الرشيدة في الاتصال الإعلامي، وكلما ابتعدت ساهمت في الإساءة للقضية وللجمهور.

تمهيدا لمؤتمر دولي دعت إليه واشنطن وموسكو

اجتماع طارئ للجامعة العربية بشأن سوريا

                                            تتلاحق التحركات الدبلوماسية العربية والدولية تمهيدا لعقد مؤتمر دولي للسلام مقترح بشأن سوريا، نص عليه الاتفاق الأميركي الروسي، إذ تعقد جامعة الدول العربية الخميس المقبل اجتماعا طارئاً لمناقشة الموضوع. يأتي ذلك في الوقت الذي تصر فيه موسكو على مشاركة إيران، وتهديد فرنسي بالمقاطعة، ورفض دول المنطقة لهذه المشاركة بشكل قاطع.

وأعلن أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة، أن وزراء خارجية قطر والجزائر والسودان ومصر وعُمان والعراق سيناقشون الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن لعقد هذا المؤتمر الذي يقضي بإطلاق حوار بين النظام الحاكم والمعارضة في سوريا.

وأضاف بن حلي أن السعودية والإمارات ستشاركان في اللقاء لمتابعة آخر المستجدات في ضوء الاتفاق الروسي الأميركي الذي حصل مطلع الشهر الجاري بموسكو.

وقد وافقت روسيا والولايات المتحدة بداية مايو/أيار الجاري على جمع النظام السوري والمعارضة على طاولة المفاوضات ضمن مؤتمر دولي لحل الأزمة الدائرة بالبلاد منذ أكثر من عامين، لكن لم يحدد موعد لذلك.

تمسك روسي

وفي هذا السياق، أعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس أنه ناقش مع نظيره الأميركي جون كيري خلال لقائهما السابق بموسكو إمكانية مشاركة إيران في المؤتمر، وقال لافروف بمقابلة مع صحيفة “روسيسكايا جازيتا” نشرته اليوم الاثنين “إذا اعترفنا أن إيران لديها تأثير قوي جدا على ما يجري، فإنها تكون حينئذ ملزمة أن تكون ممثلة في المفاوضات كمشارك”.

وأضاف الوزير الروسي أنه قال ذلك لنظيره الأميركي وأن الأخير “اتفق مع هذا نوعا ما” لكنه أوضح -أي لافروف- أن عددا من الدول بالمنطقة يعارضون مشاركة إيران بشكل قاطع.

يُذكر أيضا أن فرنسا قالت في وقت سابق إنها ستعارض المؤتمر إذا شاركت طهران فيه.

ودعا لافروف – وفق ما أوردت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء- إلى تمثيل جميع الجماعات المعارضة بالمحادثات المرتقبة، بما في ذلك “تلك التي تناضل لتقسيم سوريا”.

وينتظر أن تتبلور المزيد من المواقف بشأن الاتفاق الأميركي الروسي خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” المقرر عقده الأربعاء المقبل بالأردن، والذي سيشارك فيه كيري.

كما أن المعارضة ستحدد موقفها باجتماعها المقبل بمدينة إسطنبول التركية الخميس المقبل. وصرح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالإنابة جورج صبرا بوقت سابق أن من دعوا للمؤتمر ليست لديهم حتى الآن فكرة واضحة عنه. وأضاف “إذا لم يكن لدى المعارضة فكرة واضحة فلا يمكن لها أن تتخذ قرارا بشأن ما إذا كانت ستشارك”.

وبينما تتواصل التحركات العربية والغربية لعقد المؤتمر الدولي، تتمسك الأطراف المعنية داخل سوريا بموقفها، فالمعارضة تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد لإطلاق أي حوار مع نظامه، لكن الأسد مصمم على البقاء في السلطة.

تسليح الثوار

وبالتزامن مع التحركات الدبلوماسية لعقد مؤتمر السلام، تحاول بريطانيا ومن المحتمل فرنسا أيضا الأربعاء المقبل إقناع اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي بالسماح لدول الاتحاد الـ27 بتسليح مقاتلي المعارضة.

وتنتهي حزمة كاملة من العقوبات الأوروبية ضد سوريا بالأول من الشهر القادم، ويقول دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي إن بريطانيا هددت بمنع تمديد إجراءات أخرى مثل الحظر النفطي إذا لم يتم رفع الحظر على تسليح الثوار.

يُذكر أن أي عمل يقوم به الاتحاد الأوروبي لابد وأن يكون بالإجماع، ويعارض الموقف البريطاني النمسا التي لها جنود لحفظ سلام بمرتفعات الجولان وتخشى على سلامتهم في حال سمح للدول الأوروبية بتسليح الثوار.

ومن المتوقع أن يتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على موقف فرنسي بريطاني مشترك مع الرئيس فرانسوا هولاند في باريس الثلاثاء عشية اجتماع القمة.

ويقول بعض الدبلوماسيين إن الفرنسيين أكثر حذرا من البريطانيين بشأن رفع حظر السلاح عن الثوار بسبب تخوفهم من أن يدفع ذلك روسيا لإرسال مزيد من السلاح إلى نظام الرئيس بشار الأسد، وربما تريد باريس ترك التفاصيل إلى ما بعد مؤتمر السلام حتى يمكن استخدام احتمال رفع الحظر كورقة ضغط على الأسد.

مقتل 30 عنصرا لحزب الله بالمعارك

الحر يعلن نجاحات ومجزرة جماعية بالقصير

أعلنت القيادة المشتركة لـ الجيش الحر في بيان لها اليوم عن تحقيق “نجاح كبير” في معارك مدينة القصير بريف حمص، واتهمت قوات من حزب الله اللبناني بإعدام 23 طفلا وامرأة في مجزرة جماعية  قرب بلدة ربلة. من جهتهم أكد ناشطون مصرع نحو ثلاثين من مقاتلي حزب الله وعشرين من أفراد القوات النظامية وقوات الشبيحة الموالية في الاشتباكات.

وأكدت القيادة المشتركة للجيش الحر في بيانها عن مقتل وجرح عشرات من عناصر حزب الله بمعارك القصير التي أطلقت عليها اسم “جدران الموت”. وقالت إن هؤلاء نقلوا إلى مستشفيات في بعلبك والهرمل ومشفى الرسول الأعظم بالضاحية الجنوبية لبيروت.

 وأعلن الحر أنه مستمر بعملياته ضد قوات النظام المدعومة من عناصر من حزب الله بالقصير. كما نفى وصول قوات النظام وسط المدينة مؤكدا أن الاشتباكات تدور على أطرافها. ويتزامن ذلك مع استمرار القصف الجوي والمدفعي العنيف على المدينة القريبة من الحدود اللبنانية.

وبدورهم كشف ناشطون -وفق ما أوردت وكالة رويترز- عن مقتل ثلاثين من مقاتلي حزب الله وعشرين من أفراد الجيش النظامي وقوات الشبيحة الموالية للرئيس بشار الأسد  في اشتباكات عنيفة مع الثوار أمس بالقصير الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من الحدود اللبنانية.

بينما أشار المصدر السوري لحقوق الإنسان على لسان مديره رامي عبد الرحمن إلى أن عدد قتلى حزب الله بلغ 23، بالإضافة إلى سبعين جريحا. وأضاف أن 28 من مقاتلي المعارضة قضوا وكذلك أربعة مدنيين من بينهم ثلاث نساء، في حين ذكرت مصادر أمن لبنانية أن 12 على الأقل من أفراد حزب الله قتلوا بمعارك القصير.

“صورة مختلفة”

واتهمت مصادر بالمعارضة وسائل الإعلام التابعة للنظام بتقديم صورة مختلفة تماما عن المعارك العنيفة التي جرت أمس بالقصير. وكان الجيش النظامي قد أعلن أنه استعاد الأمن والاستقرار في معظم أحياء المدينة.

وقال نشطاء المعارضة إن قواتهم بالقصير صدت معظم القوات الحكومية المهاجمة وأعادتها إلى مواقعها الأصلية إلى شرقي وجنوبي المدينة، وإنها دمرت على الأقل أربع دبابات للجيش النظامي وخمس عربات خفيفة لحزب الله.

وقال طارق موري، وهو ناشط من المنطقة، إن قوات الحكومة يدعمها حزب الله “توغلت داخل القصير لكنها عادت الآن من حيث بدأت في الأساس عند مجمعات أمنية شرقي القصير وإلى متاريس على الطريق إلى الجنوب”.

وأضاف هذا الناشط لوكالة رويترز أن “قاذفات الصواريخ المتعددة التابعة لحزب الله قصفت القصير من الأراضي السورية إلى الغرب من نهر العاصي” مشيرا إلى مقتل ستة أشخاص.

وكانت فرنسا أعلنت أنها “قلقة جدا” من الأوضاع بالقصير، وأعربت عن تخوفها من حصول “مجزرة جديدة بحق السكان المدنيين”.

وخارج القصير، وبالتحديد في حلب، استطاعت كاميرا الجزيرة التقاط صور لعملية انتشال جثث عثر عليها في آبار بقرية أم عامود بجنوب المدينة. ويتهم أهالي القرية الجيش النظامي بإلقاء جثث مدنيين بعد إعدامهم.

وكان الجيش النظامي قد انسحب من المنطقة منذ نحو أسبوعين بعد معارك شرسة مع قوات المعارضة.

كما وقعت اشتباكات بين قوات النظام والحر بمنطقة الليرمون بحلب، وقصف النظامي أحياء الفرقان والسكري والشيخ مقصود، كما قتل عديد من الأشخاص -وفق مصادر الجزيرة- في قصف بالطيران الحربي على حي الأشرفية بحلب.

وفي الرقة (شمال شرق) قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت المحافظة بالطائرات، وقد تركز القصف على منطقة مركز البحوث، مما أوقع ثمانية قتلى من عائلة واحدة، وأحدث دمارا كبيرا بالمنازل.

أما ريف دمشق، فشهد أمس قصفا بالمدفعية الثقيلة لمدن وبلدات، كما تواصلت الاشتباكات بعدة مناطق في وقت شنت فيه قوات النظام حملة دهم واعتقالات بمدينة الزبداني. وامتدت الاشتباكات إلى قلب العاصمة حيث تجددت المعارك أمس في حيي برزة ومخيم اليرموك.

أهالي القصير يدفنون قتلاهم وسط حصار ميليشيات حزب الله

قوات الأسد تحاول بسط سيطرتها على المدينة التي تحاصرها منذ عدة أسابيع

دبي – قناة العربية –

على وقع طلقات الرصاص وروائح البارود المنبعثة من بقايا الانفجارات، قام أهالي مدينة القصير السورية بدفن قتلاهم الذين سقطوا بنيران الأسد، جراء اشتباكات عنيفة وقعت بين جيش النظام السوري ومقاتلي الجيش الحر ولاتزال تدور رحاها، حتى اللحظة.

ويأتي ذلك في الوقت الذي ينتاب المجتمع الدولي قلق بالغ من ارتكاب مجازر في مدينة القصير.

وتحاصر القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني الشيعي الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ أسابيع، من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عام.

وفي ذات السياق، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن “الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ أمس الأحد. وأشارت الهيئة إلى أن “المنازل تتهدم وتحترق” .

كما أفادت الشبكة السورية بأن 49 قتيلاً سقطوا في الهجوم الكبير الذي بدأته قوات النظام بدعم من عناصر لحزب الله اللبناني جواً وبراً، من أجل استعادة السيطرة على مدينة القصير.

وفي إطار الحرب النفسية التي يشنّها النظام السوري على بلدة القصير، ألقت القوات النظامية السورية في وقت سابق من هذا الأسبوع منشورات تحذيرية لسكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص (وسط) بوجوب مغادرتها، محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، وهو ما نفاه ناشطون معارضون، مؤكدين عدم وجود ممر آمن للمغادرة.

جثث قتلى حزب الله وجرحاه في القصير تملأ مستشفيات بيروت

حزب الله ضاعف قواته في هذه المنطقة من ريف حمص والجيش الحر لا يزال يسيطر عليها

العربية.نت –

أكدت مصادر لقناة “العربية” وصول جثث 20 مقاتلاً تابعين لحزب الله قضوا في القصير (ريف حمص) بسوريا إلى مستشفيات بيروت.

وعرف من القتلى فادي الجزار عباس محمد عثمان، ومحمد فؤاد رباح، وأحمد وائل رعد، ومحمد قاسم عبدالساتر، ورضوان قاسم العطار، وحاتم حسين، وحسن فيصل شكر، وهذا الأخير هو ابن شقيقة فايز شكر، مسؤول حزب البعث السوري في لبنان.

كما تم نقل 62 جريحاً اصيبوا في معارك القصير إلى مستشفيات في لبنان. وطلب مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت التبرع بالدم بسبب اكتظاظه بالجرحى.

وفي سياق متصل، قتل أكثر من 40 شخصاً اليوم في معارك القصير في أعنف حملة عسكرية تشنها قوات النظام السوري وقوات حزب الله، وتتوغل قوات حزب الله في اتجاه القصير في ظل غطاء جوي يؤمنه لها النظام.

وأعلن الجيش السوري الحر أنه يسيطر على القصير حتى الآن رغم أن جنود الأسد أطبقت على أطرافها مع عناصر حزب الله الذي دفع بأعداد كبيرة منها للقتال مع الجيش الحر.

ودعا الائتلاف الوطني السوري من جانبه العرب إلى التحرك لوقف غزو حزب الله وإيران على الأراضي السورية، فيما أكد ناشطون عدم صحة الأنباء التي نقلها التلفزيوني السوري وتفيد بدخول قوات الاسد إلى المدينة.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد صباح الأحد بقيام الطيران بقصف عنيف لمدينة القصير منذ ساعات الصباح الأولى بعد أن سادها الهدوء ليومين متتاليين، محذراً من أن يكون ذلك “تمهيداً لعملية واسعة النطاق”.

كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، من جهتها، أن “الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ بزوغ فجر الأحد”. وأشارت الهيئة إلى أن “المنازل تتهدم وتحترق مع المدينة”.

وتحاصر القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني الشيعي الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ أسابيع، من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عام.

وتمكّنت القوات النظامية مؤخراً من السيطرة على عدد من القرى الواقعة في ريف المدينة الاستراتيجية التي تقع على المحور الرابط بين العاصمة والساحل السوري في ريف حمص وسط البلاد.

تعزيزات عسكرية من حزب الله

وفي وقت سابق، الأحد، أفاد شهود عيان بأن أعداداً كبيرة من حزب الله اللبناني مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير. وجاء ذلك بعد مقتل 10 عناصر من حزب الله في معارك بالقصير، أمس السبت، في كمين نصبه الجيش الحر على ضفاف نهر العاصي غرب المدينة، ونفذته الكتيبة 112 التابعة للجيش الحر.

وبحسب لجان التنسيق، فإن العشرات من عناصر الحزب أصيبوا أيضاً أثناء محاولتهم التسلل إلى بساتين القصير.

وتصاعدت حدة الاشتباكات في القصير بين حزب الله ومقاتلي الجيش الحر، في ظل استعانة النظام السوري بمقاتلي الحزب لاستعادة السيطرة على قرى بالمنطقة.

ونقلاً عن عناصر الجيش الحر، فإن جنود حزب الله يعمدون إلى فتح جبهات قتال كثيرة في القصير لتشتيت جهد المقاتلين، لكن مقاتلي الجيش الحر انتبهوا لهم، وكبدوهم خسائر فادحة.

فخ “رسمي” نصبوه بدمشق لمن أعدوا المقابلة مع الأسد

فوجئ الصحافيان من الأرجنتين بخلو جهازيهما للتسجيل من أي كلمة وردت بالمقابلة

لندن – كمال قبيسي –

 الوفد الصحافي الأرجنتيني الذي أجرى مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وسمعنا وقرأنا مقتطفات منها أمس السبت مترجمة للعربية في وكالة “سانا” الرسمية، وفي فيديو وضعوه بالإسبانية مترجماً للعربية في صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” بموقع “فيسبوك” الشهير، وقع في فخ أعدّه المكتب الإعلامي بالقصر الجمهوري في دمشق، وكاد يعود إلى بيونس آيرس بخفي الإسكافي حنين.

حدث بعد المقابلة ما سبَّب الغضب لمعدّيها الذين شكّلوا وفداً مشتركاً من وكالة “تيلام” الأرجنتينية للأنباء، ومن صحيفة “كلارين” التي أجرت “العربية.نت” اتصالاً بقسمها الخارجي ليلة السبت، وتحدثت إلى الصحافي في قسمها الدولي، بنيتث خايمي أندريس، الذي زوّدها بنصّ المقابلة التي نشرتها الصحيفة كاملة في عددها الورقي، الأحد، فجاءت في 4 صفحات منها، علماً بأنها نشرت مقتطفات منها السبت في موقعها على الإنترنت الخالي اليوم من المقابلة كاملة.

وفي أكثر من نصف الصفحة الثالثة من المقابلة، وهي الصفحة 40 بالصحيفة، روى صحافي من الوفد في 750 كلمة تقريباً كيف انطلق وزملاؤه بالسيارة من مطار بيروت إلى دمشق لإعداد المقابلة مع الرئيس السوري، وكيف انتظروا في العاصمة السورية التي تعرفوا فيها إلى مسؤول حكومي قالوا إن اسمه “ف م” ومن بعدها جاء موعد المقابلة، وكان يوم أحد في مكتبة القصر الجمهوري بدمشق.

وفي القاعة تمّت مراسم التعارف، وجلس الرئيس السوري أمام اثنين من الوفد الصحافي، واحد من “كلارين” والثاني من وكالة “تيلام” للأنباء، كما في الصورة التي تنشرها “العربية.نت” مع هذا التقرير، وفيها يظهر ما هو غريب في عالم المقابلات الصحافية، وهو خلو الطاولة المستديرة بين الرئيس والصحافيين من أي جهاز يسجل الأسئلة والإجابات، وهو الأهم وضروري، خصوصاً في مقابلة رئاسية.

شريط جهاز التسجيل خالٍ من أي كلمة

ويشرح الصحافي من “كلارين” مارسيلو كانتيلمي، الجالس في الصورة إلى يمين الرئيس السوري، السبب فيقول إنه حمل وزميله جهازين لإجراء المقابلة في قاعة المكتبة التي ذكر أنه وجد فيها 5 كاميرات تلفزيونية وتوابعها مع اثنين من المصوّرين، بحيث بدت وكأنها أستوديو تضمن “كشكاً” جلس فيه مترجم من العربية إلى الإسبانية، ويعمل للقصر الجمهوري، وتم وضع جهازي التسجيل إلى جانبه لتسجيل أسئلتيهما بالإسبانية والردود عليها بالعربية من الرئيس، مع ترجمتها فورياً بالإسبانية بصوت المترجم السوري.

وحين انتهت المقابلة بعد 90 دقيقة تقريباً، شكر الصحافيان الرئيس الذي مضى لشؤونه، واستعادا جهازي التسجيل، ليكتشفا قبل الخروج من القاعة أن الأشرطة خلت من أي كلمة مُسجلّة، فاستغربا وجاءهما الرد سريعاً من موظف بالمكتب الإعلامي بأن عدم التسجيل تم بـ”أمر رسمي”، طبقاً للوارد في فقرة من “كلارين” تنشر “العربية.نت” صورة عنها كما هي بالإسبانية في الصحيفة تماماً.

ولأن موظف القصر أخبر الصحافيين بأن المكتب الإعلامي هو مَنْ سيقوم بترجمة أجوبة الرئيس السوري إلى الإسبانية “فقد انتابنا قلق من أن يتم إجراء تعديل عليها”، طبقاً لما كتبه كانتيلمي، مضيفاً أن المقابلة التي يطالعها القارئ بعدد الصحيفة الورقي، اليوم الأحد، هي مما تذكّره ودوّنه على دفتر كان لديه أثناء المقابلة، مضافاً إليه ما ترجمه المكتب الإعلامي في دمشق إلى الإسبانية وتأكد هو نفسه بأنه مطابق لما كتبه في الدفتر.

قناص عشريني من “الحر”: بكيتُ عندما قتلت أول سوري

قوات النظام السوري اعتقلت ابن خالته أثناء تقديمه امتحان الثالث الثانوي

دمشق – جفرا بهاء –

أبوفايز وأبوالعلا الشامي ليسا رجلين كبيرين كما توحي أسماؤهما، وربما تكون السنين العشرون التي يحملانها لا تكفي لحمل أكثر من هموم العشق ولعبة شدة مع بعض الأصدقاء.

أبوفايز وأبوالعلا شابان في سرية أحرار الشاغور بدمشق، أولاد خالة قبل أن يصبحا زملاء سلاح في الجيش الحر، الأول قناص والثاني محارب ومصوّر، الأول كان يعمل بالتمديدات الصحية والثاني بصيانة أجهزة الكومبيوتر، وإن تحفزت ذاكرتهما عن تلك الأيام الخوالي، فإن ذاكرتيهما الحالية كانتا أقوى وأكثر حضوراً أثناء حديثنا.

أبوالعلا اعتُقل أثناء تقديمه امتحان الثالث الثانوي، وبدل أن يعود إلى بيته اقتادته عناصر الأسد إلى الجيش، حيث بقي فترة هناك وعمل هناك ضمن مهمات “التنقيب عن الألغام”.

وأبوالعلا الذي انشقّ عن الجيش النظامي وانضم للجيش الحر قال: “عندما اعتقلوني كنت مجرد طالب بكالوريا، وبعدما حدث معي في معتقلاتهم أقسمت أنني لن أعود إلى البيت، ولكنهم وبدل أن يعيدوني إلى البيت وجدتُ نفسي في الجيش النظامي، وكنت أرى وأسمع كيف يتعاملون مع العساكر الذين يشكّون في أمرهم، وبدأت أشعر بأنني سأموت لا محالة، فأي حركة أو إشارة تبدر مني يمكن أن تودي بحياتي، وفي أول فرصة سنحت لي هربت وانضممت للجيش الحر في الغوطة بمدينتي دمشق”.

ويقوم أبوالعلا بدور إعلامي في سريته من حيث تصوير وتوثيق الحياة العسكرية لها، وهو صاحب واحدة من أشهر الصور السورية، فهو مَنْ حمل الورقة التي وجهها إلى تلك الحبيبة “لن يعرفني أحد من عيني إلا أنت”، ومع صورته بدا لعيد الحب المليء بالدماء معنى آخر في سوريا، مع توجيه شاب من الجيش الحر رسالة لحبيبته، لتصبح صفة الإرهاب نكتة أكثر منها حقيقة.

أما أبوفايز ذو العشرين عاماً فكان يخوض نفس النقاش مع والدته كلما أتى للمنزل بإجازة من الخدمة العسكرية، وكانت هي ترفض فكرة انشقاقه كلياً وتهدده بطريقة عاطفية كما تفعل معظم الأمهات لشعورها بأنه في الجيش أكثر أماناً، أو على الأقل ربما سيبقى على قيد الحياة.

وفي يوم 6 يناير/كانون الثاني 2013 اقتحم منزل أبوفايز الكائن بمنطقة عقربا في غوطة دمشق شباب ملثمون عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من الجيش الحر، وأنهم أتوا ليأخذوا أبوفايز لأنه من الواجب عليهم قتله لوجوده في الجيش النظامي، وبالفعل تم ضرب أبوفايز عدة كفوف من أحد أولئك الملثمين وتم سحبه أمام نظر أمه التي أصيبت بالخوف الشديد على ابنها.

اتصلت فوراً بابن خالته مستنجدة لعلمها أنه من الجيش الحر والذي وعدها خيراً، ليتصل بها بعد ساعتين: “خالتي، الشباب مو رضيانين يتركوه، أو ينشق ويضل مع الجيش الحر أو بدّن يقتلوه”، فأجابت بسرعة: “خليه بالجيش الحر، والله لو مالي خايفة عليه كنت أنا رحت للجيش الحر وبخمطن بعيوني يا خالتي”.

أبوفايز شعر بالذنب لترك أمه فريسة الخوف لمدة ساعتين كاملتين، ولكنه قال لابن خالته أبوالعلا: “يعني اتفقنا تضربني كم كف منشان أمي تصدق، بس أنت ما صدقت وصرت تضربني كأنك عم تنتقم، والله لو ما الموضوع ضروري كنت عرفت ردّ عليك”، وغرقا في ضحك هستيري.

أبوفايز قناص في الجيش الحر، وسرّ تسليمه مهمة القنص هو هدوء أعصابه الشديد، وقدرته على التحكم بردّات أفعاله، ويقول: “القنص يتم على الحواجز التي ينشئها الجيش النظامي والشبيحة، وكل يوم أغير موقعي كي لا يتم اكتشافي”.

ويتابع: “بكيتُ عندما قتلتُ أول سوري، رغم أنه من شبيحة النظام وكنت أراقبه فترة طويلة، ولكنني شعرت بخوف شديد لأنني قتلت أخي في الوطن”، وحول قدرته على متابعة مهمته كقناص، قال: “كنت أدرك أنني بقنص الشبيحة أو الجنود على الحواجز إنما أقلل من فرصة قتل أبناء بلدي، وبدأت أفكر كثيراً في قدرتهم على قتلنا، كيف يستطيعون ذبح الأطفال، وبعد أول شبيح قنصته لم أعد أشعر بالخوف، رغم أنني أنتظر النصر بفارغ الصبر لأعود إلى حياتي وأرمي سلاحي إلى غير رجعة”.

وقناص الجيش الحر يختلف عن قناص النظامي، فالأول لا يقنص إلا من يرتدي بذلة عسكرية ويقف على حاجز تابع للنظام والثاني يقنص كل من يتحرك على الأرض، الأول يمكن أن يبكي عندما يقتل أحداً أول مرة “بحسب ما قال أبوفايز”، والثاني يضحك ويقول “هل من مزيد”.

سلاح أبوفايز من نوع Val، يستيقظ صباحاً مع باقي الشباب، وبعد أن يفطر يأخذ إبريقاً من الشاي والمتة وبعض البزر ليتسلى طيلة النهار، وهو وإن كان يشعر بالوحدة قليلاً إلا أن الوقت يمر بسرعة.

أبوالعلا وأبوفايز أولاد خالة قبل الثورة، وأخوة وأصدقاء بعد الثورة، يدعوان الله أن لا يفجعا ببعضهما، ويأكلان في 90% من أيامهما مع باقي أفراد السرية المعكرونة، أحدهما يتسلى بتنظيف سلاحه والآخر بمعايرة ألوان كاميرته.

حزب الله يشيع قتلاه في القصير

ناشطون: القصير تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي مكثف

إيهاب العقدي- بيروت- سكاي نيوز عربية

أعلنت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني مقتل ما لا يقل عن 12 من مقاتلي الحزب في كمين قرب القصير بريف حمص، في الوقت الذي أكدت فيه المعارضة السورية أن عدد قتلى الحزب في معارك القصير يصل إلى 23 مقاتلا.

وقال مراسلنا إن حزب الله شيع مجموعة من قتلاه في القصير بسرية تامة بحضور أهالي القتلى.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام منعت تماما من الاقتراب من مكان التشييع.

وشيع الحزب بعد ظهر الأحد في جنوب لبنان أحد مسؤوليه العسكريين الذي كان قد قتل خلال مشاركته في المعارك داخل سوريا.

وأكد مصدر مقرب من حزب الله مقتل 4 من عناصر الحزب على الأقل، في المعارك الدائرة في بلدة القصير، بين الجيش السوري وقوات المعارضة.

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن المقاتلين الأربعة ينحدرون من منطقة البقاع، وسقطوا قبل ساعات قليلة من بدء هجوم الجيش السوري ومقاتلي حزب الله على القصير، بينما تحدثت مصادر المعارضة السورية عن أن عدد قتلى الحزب في معارك القصير أكبر من ذلك وربما يصل إلى 40 مقاتلا.

وأضاف أن خمسة جرحى من الحزب وصلوا إلى المنطقة نفسها، نقلوا بعد إصابتهم في القتال داخل سوريا، غير أن مصادر أمنية لبنانية لم تؤكد مكان مشاركتهم.

وأكد المرصد االسوري لحقوق الإنسان المقرب من المعارضة ومقره لندن، أن ما لا يقل عن 23 من عناصر حزب الله قتلوا في كمين قرب القصير السورية.

وذكرت مصادر من منطقة البقاع اللبنانية أن سيارات أقلت بين 6 و8 قتلى للحزب عبر مدينة الهرمل بالإضافة إلى عدد من الجرحى توزعوا على مستشفيات منطقة بعلبك.

وذكر التلفزيون السوري أن قوات حكومية “تمكنت من دخول مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية ورفعت العلم السوري على مبنى البلدية”.

تضارب حول القصير

في المقابل، نفى نشطاء سوريون سقوط القصير بيد الجيش الحكومي، وأكد الناشط أبوالهدى الحمصي، في شريط قال إنه صور قبل قليل، إن مبنى البلدية في القصير مازال تحت سيطرة الثوار، خلافا للمعلومات التي أوردها التلفزيون السوري.

وكان الناشط المعارض هادي العبدالله قال في اتصال مع سكاي نيوز عربية إن “عشرات المنازل تهدمت جراء الغارات الجوية، وإن نحو 400 جريح عالقون في المدينة ولا تتسع لهم المشافي الميدانية”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن “13 شخصا على الاقل، بينهم مقاتلون من الكتائب المقاتلة قتلوا في القصف الذي تتعرض له مدينة القصير من قبل القوات النظامية”.

غير أن تقارير لاحقة أشارت إلى مقتل أكثر من أربعين شخصا في المواجهات.

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن “الطيران الحربي يمطر المدينة بوابل من الصواريخ والقذائف بالتزامن مع قصف شديد جداً بالمدفعية الثقيلة والهاون منذ بزوغ فجر اليوم”.

وتحاصر القوات النظامية المدعومة من عناصر في حزب الله اللبناني الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ أسابيع وفقا للمعارضة، من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية منذ أكثر من عام.

وتمكن الجيش أخيرا من السيطرة على عدد من القرى الواقعة في ريف المدينة الاستراتيجية التي تقع على المحور الرابط بين العاصمة والساحل السوري في ريف حمص وسط البلاد.

كما استهدف القصف العنيف قرية الضبعة في ريف القصير، التي شهدت على الأرض اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات الحكومية.

وتواصلت المواجهات المسلحة بين الجيش والمسلحين في أنحاء البلاد، حيث أشارت الشبكة إلى اندلاع اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في الغوطة الشرقية بريف دمشق وفي ريف حماة.

المعارضة تدعو لاتخاذ إجراءات لحماية القصير

وقد دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض الأحد إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب “لاتخاذ ما يلزم لحماية” مدينة القصير التي أعلن مصدر عسكري سوري دخول الجيش السوري إليها، كما دعا الائتلاف مجلس الأمن إلى “التنديد بعدوان حزب الله”.

وجاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي للائتلاف على صفحته على فيسبوك أنه “يطالب جامعة الدول العربية وأمينها العام بالدعوة إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر”.

كما دعا الائتلاف في بيانه “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم40  ألف نسمة في مدينة القصير، ويطالب مجلس الأمن بالتنديد بعدوان حزب الله على مدينة القصير والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين”.

إسرائيل تهدد

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو إن الحكومة الإسرائيلية تعمل “دائما بشكل مسؤول لضمان أمن الإسرائيليين ومنع وصول أسلحة متطورة إلى حزب الله والمنظمات الإرهابية”، مشيرا إلى أن بلاده “مستعدة لكل الاحتمالات بشأن ما يجري في سوريا”.

يشار إلى أن مصادر غربية وإسرائيلية قالت إن إسرائيل شنت عدة هجمات جوية داخل سوريا، في مسعى لتدمير أسلحة تعتقد أنها سترسل إلى حزب الله اللبنانية.

ولم تنف تل أبيب أو تؤكد قط التقارير التي أفادت بأنها هاجمت مخازن لصواريخ قادمة من إيران قرب دمشق مطلع الشهر الجاري.

سوريا.. ساحة مفتوحة لقتال الغرباء

الحرب في سوريا , الأزمة السورية , سوريا , سوريا وحزب الله , جبهة النصرة

بهاء الحجار- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مع ارتفاع منسوب العنف في سوريا واشتداد حدة المعارك المتواصلة منذ نحو عامين، تغلغل المقاتلون “الأجانب” في الأراضي السورية للانضمام إلى طرفي النزاع، كل حسب انتماءاته وأجنداته الخاصة، لاسيما أن الحرب اتخذت منحى مذهبيا.

وفي حين أعلن أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، أخيرا أن للنظام السوري أصدقاء لن يسمحوا بسقوطه في إشارة واضحة إلى حزبه وإيران والعراق، لم تخف مجموعات “جهادية” دعمها للمعارضة المسلحة في معركتها لإنهاء حكم حزب البعث برئاسة بشار الأسد.

وحسم كلام نصرالله الأخير الجدل الدائر حول أسباب مشاركة عناصر من حزبه في “المستنقع السوري”، فبعد أن كانت الأمر يقتصر على تبريرات فضفاضة كالدفاع عن لبنانيين متواجدين في قرى سورية وحماية المقامات الدينية، أعلن نصرالله صراحة أنها أبعاد المعركة تتخطى الحدود السورية.

وتعرب إيران صراحة عن دعمها للنظام السوري، وتتحدث قوات المعارضة عن دعم عسكري مباشر لا يقتصر على تقديم العتاد فحسب، بل تشمل بل وجود قوات إيرانية في سوريا.

كما تحدثت تقارير استخباراتية عن مشاركة عدد من المقتلين الأتراك من الطائفة العلوية إلى جانب القوات الحكومية لاسيما في المناطق المحاذية للحدود التركية حيث أعلن أخيرا معراج أورال، المعروف بعلي الكيالي والمتهم المشاركة في تنفيذ “مجزرة بانياس”، عن تشكيل “لواء تحرير إسكندرون” بعد تزعمه “المقاومة السورية” للدفاع عن المناطق العلوية الساحلية.

“جهاديون”

في الضفة الأخرى، يقاتل شبان عرب وأجانب في صفوف فصائل المعارضة المسلحة وخاصة جبهة النصرة التي أعلنت في أبريل الماضي توحيد صفوفها مع تنظيم دولة العراق الإسلامية في العراق، الأمر الذي بات ينذر بتدفق مزيد من “الجهاديين” إلى “أرض الجهاد” الجديدة لتلبية نداء الواجب حسب اعتقاداتهم.

وفي هذا السياق، كشفت السلطات التونسية عن تفكيك 5 شبكات متخصصة في تسفير مقاتلين تونسيين إلى سوريا، كما ضاعفت السلطات السعودية أخيرا تحذيراتها من “التغرير بالشبان، إثر تقارير حول شبان يقاتلون في سوريا حيث تعلن مواقع التواصل الاجتماعي مقتل العديد منهم.

كما تعج مواقع إلكترونية وخاصة موقع يوتيوب بمقاطع فيديو تظهر مقاتلين من دول أجنبية كأميركا وبريطانيا وآخرين جاءوا من ليبيا وتونس والعراق ولبنان حيث دعا شيوخ سلفيون الشبان اللبنانيين إلى التوجه إلى سوريا لدعم المعارضة، وذلك ردا على مشاركة عناصر من حزب الله في القتال إلى جانب القوات السورية.

وتظهر الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلين من مناطق مثل الشيشان والبلقان، وتشير بعض تقارير غير موثقة إلى أن هؤلاء المقاتلين الأجانب هم الأكثر شراسة ويعزو إليهم الفضل في “تحرير” كثير من المناطق من سيطرة القوات الحكومية.

كما بدأت جبهة النصرة (وهي تشكيل للمقاتلين الأجانب المناصرين لقوات المعارضة السورية) السيطرة على بعض المقدرات في مناطق شمال شرق سوريا مثل آبار النفط وغيرها.

عضو بالائتلاف الوطني السوري لـ آكي: لا تغيير بالموقف الروسي والأمريكي والمؤتمر الدولي “وهم

روما (20 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ااستبعد قيادي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سورية إمكانية عقد المؤتمر الخاص بشأن سورية الذي دعا إليه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا، ووصف الفكرة بأنها “وهم”، وشدد على أن الخلافات بين الدولتين مازالت كما هي دون وجود أي تقارب جديد بينهما فيما يتعلق بسبل حل الأزمة السورية

ويسعى المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر لحل الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة بناء على ما توصّل إليه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو في 7 أيار/مايو الجاري، لكن أي طرف لم يُعلن عن أي تفاصيل حول هذا المؤتمر وجدول أعماله وبرنامجه، وسط شكوك بعض الدول بإمكانية عقده وتأكيد أخرى

وقال محمد سرميني عضو الائتلاف والناطق باسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وفق مصادر دبلوماسية فإن الروس والأمريكان لم يتفقوا في موسكو، ولم يتغير الموقف الأمريكي ولا الموقف الروسي، واتفاق جنيف الذي يُحكى عنه إنما هو وهم وسراب، الاجتماع مؤجل إلى أجل غير مسمى، ولن يعقد قريباً هذا إن عُقد” حسب ترجيحه

وأضاف “حتى الآن لا يوجد رؤية واضحة للاجتماع وطبيعته وما هو المطلوب منه، ولا كيف سوف يتم التجاوب من الأطراف”

ومن المقرر أن يُعلن الائتلاف موقفه من المشاركة في المؤتمر بعد اجتماع له هذا الأسبوع، فيما رحّبت الحكومة السورية بالمؤتمر واشترطت أن لا يمسّ “الثوابت الوطنية” وألمحت إلى رفضها وجود المعارضة الخارجية التي تصفها عادة بأنها عميلة للخارج

وحول أسباب الدعوة للمؤتمر وسط صعوبات عديدة تواجه انعقاده، قال سرميني “الدعوة للمؤتمر هو للهروب من استحقاقات استخدام النظام للكيماوي، ولإشغال القوى السورية في تفاصيل مؤتمر لا يوجد لديه أية ملامح” حسب تعبيره

مباحثات تركية – بلجيكية بشأن المواطنين الأوروبيين المقاتلين في سورية

بروكسل (20 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تجري وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه، مباحثات مع سياسيين ومسوؤلين أمنيين أتراك تتركز حول مصير الشبان الأوروبيين وبالتحديد البلجيكيين الذين ذهبوا للقتال في سورية.

وتأتي هذه المباحثات خلال زيارة الوزيرة البلجيكية اليوم وغداً إلى تركيا، “كما ستتناول المباحثات مواضيع تتعلق بمحاربة الإرهاب والتطرف وذلك بموجب البروتوكول الذي وقع مؤخراً بين بلجيكا وتركيا”، حسب بيان وزارة الداخلية

هذا ومن المقرر، حسب بيان الوزارة، أن تلتقي ميليكه اليوم ممثلين عن المعارضة السورية، وكذلك مع قيادات الشرطة التركية، بينما تجري غداً في اجتماعات مع قيادات سياسية وأمنية تركية.

ويرافق الوزيرة في زيارتها الحالية ممثلين عن الشرطة الفيدرالية البلجيكية وإدارة أمن الدولة والاستخبارات

وكانت وزيرة الداخلية البلجيكية قد تعرضت في الفترة الأخيرة لإنتقادات لاذعة بسبب ما وصف بعجزها عن التحرك بشكل فعال لمعالجة ملف الشبان البلجيكيين الذين ذهبوا للقتال في سورية، وهو الملف الذي لايزال يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والرسمية في البلاد

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام محلية، عن عبد الرحمن عياشي وهو بلجيكي من أصل سوري ويتولي قيادة إحدى المجموعات المعارضة المقاتلة في سورية، عدم حاجة المعارضة المسلحة للرجال

جاء هذا في المقابلة التي أجراها أحد الصحفيين البلجيكيين المتواجدين في سورية وتناقلتها وسائل الاعلام المحلية هنا، أن عياشي، والذي يقود مجموعة مسلحة تحمل فكراً إ سلامياً، يطالب بمساعدات مالية وأسلحة وأيضاً مساعدات غذائية، “أما المقاتلين الأوروبيين فيحملون المعارضة المسلحة أعباء إضافية ولا يقدمون العون اللازم لها”، حسب تعبيره

وبرر عياشي وجوده في سورية بأنه يقاتل في وطنه الأصلي، كونه من أصل سوري، “أما الأوروبيين القادمين إلينا، فهم يجهلون كل شيء بدءاً من اللغة ووصولاً إلى طرق القتال، ما يعرقل عملنا”، كما نقل عنه

وكانت السلطات البلجيكية قد اعتقلت مجموعة من الأشخاص على صلة بخلية “متطرفة” تدعى

“الشريعة في بلجيكا” على خلفية اتهامات بالضلوع في عملية تجنيد شباب وارسالهم إلى سورية، في حين تؤكد السلطات المختصة أن التحقيقات لا زالت جارية من أجل إلقاء مزيد من الضوء على تفاصيل هذا الملف

سوريا.. ساحة مفتوحة لقتال الغرباء

بهاء الحجار- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مع ارتفاع منسوب العنف في سوريا واشتداد حدة المعارك المتواصلة منذ نحو عامين، تغلغل المقاتلون “الأجانب” في الأراضي السورية للانضمام إلى طرفي النزاع، كل حسب انتماءاته وأجنداته الخاصة، لاسيما أن الحرب اتخذت منحى مذهبيا.

وفي حين أعلن أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، أخيرا أن للنظام السوري أصدقاء لن يسمحوا بسقوطه في إشارة واضحة إلى حزبه وإيران والعراق، لم تخف مجموعات “جهادية” دعمها للمعارضة المسلحة في معركتها لإنهاء حكم حزب البعث برئاسة بشار الأسد.

وحسم كلام نصرالله الأخير الجدل الدائر حول أسباب مشاركة عناصر من حزبه في “المستنقع السوري”، فبعد أن كانت الأمر يقتصر على تبريرات فضفاضة كالدفاع عن لبنانيين متواجدين في قرى سورية وحماية المقامات الدينية، أعلن نصرالله صراحة أنها أبعاد المعركة تتخطى الحدود السورية.

وتعرب إيران صراحة عن دعمها للنظام السوري، وتتحدث قوات المعارضة عن دعم عسكري مباشر لا يقتصر على تقديم العتاد فحسب، بل تشمل بل وجود قوات إيرانية في سوريا.

كما تحدثت تقارير استخباراتية عن مشاركة عدد من المقتلين الأتراك من الطائفة العلوية إلى جانب القوات الحكومية لاسيما في المناطق المحاذية للحدود التركية حيث أعلن أخيرا معراج أورال، المعروف بعلي الكيالي والمتهم المشاركة في تنفيذ “مجزرة بانياس”، عن تشكيل “لواء تحرير إسكندرون” بعد تزعمه “المقاومة السورية” للدفاع عن المناطق العلوية الساحلية.

“جهاديون”

في الضفة الأخرى، يقاتل شبان عرب وأجانب في صفوف فصائل المعارضة المسلحة وخاصة جبهة النصرة التي أعلنت في أبريل الماضي توحيد صفوفها مع تنظيم دولة العراق الإسلامية في العراق، الأمر الذي بات ينذر بتدفق مزيد من “الجهاديين” إلى “أرض الجهاد” الجديدة لتلبية نداء الواجب حسب اعتقاداتهم.

وفي هذا السياق، كشفت السلطات التونسية عن تفكيك 5 شبكات متخصصة في تسفير مقاتلين تونسيين إلى سوريا، كما ضاعفت السلطات السعودية أخيرا تحذيراتها من “التغرير بالشبان، إثر تقارير حول شبان يقاتلون في سوريا حيث تعلن مواقع التواصل الاجتماعي مقتل العديد منهم.

كما تعج مواقع إلكترونية وخاصة موقع يوتيوب بمقاطع فيديو تظهر مقاتلين من دول أجنبية كأميركا وبريطانيا وآخرين جاءوا من ليبيا وتونس والعراق ولبنان حيث دعا شيوخ سلفيون الشبان اللبنانيين إلى التوجه إلى سوريا لدعم المعارضة، وذلك ردا على مشاركة عناصر من حزب الله في القتال إلى جانب القوات السورية.

وتظهر الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلين من مناطق مثل الشيشان والبلقان، وتشير بعض تقارير غير موثقة إلى أن هؤلاء المقاتلين الأجانب هم الأكثر شراسة ويعزو إليهم الفضل في “تحرير” كثير من المناطق من سيطرة القوات الحكومية.

كما بدأت جبهة النصرة (وهي تشكيل للمقاتلين الأجانب المناصرين لقوات المعارضة السورية) السيطرة على بعض المقدرات في مناطق شمال شرق سوريا مثل آبار النفط وغيرها.

سوريا: اشتباكات ضارية في القصير بين قوات الحكومة والمعارضة

قالت وسائل الإعلام السورية الحكومية إن الجيش يتقدم في عمق بلدة القصير الاستراتيجية، القريبة من الحدود اللبنانية وإن أفراده دخلوا في اشتباكات بشوارع البلدة مع المسلحين.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن قوات النظام سيطرت على أغلب أجزاء البلدة الاثنين، ولكن مراسل بي بي سي، جيم موير، الذي يتابع التطورات في سوريا قال إن صور التلفزيون الحكومي أخذت خارج بلدة القصير، ولا تعني أن الجيش سيطر على البلدة.

وقال ناشطون سوريون إن حوالي 23 مسلحا تابعين لحزب الله اللبناني و20 جنديا سوريا، تابعين لنظام الرئيس بشار الأسد، قتلوا في الاشتباكات مع المعارضة المسلحة في القصير.

وأكد مسؤولون في الأمن اللبناني تشييع جنازات لعدد من عناصر حزب الله اليوم في لبنان.

وفي القصير، قال الناشط السوري المعارض، هادي عبد الله: “إن قوات النظام دخلت في اشتباكات مع مسلحي المعارضة في الشوارع، لكنه نفى أن تكون قد حققت تقدما في البلدة”.

وتحتل بلدة القصير موقعاً استراتيجياً على الحدود اللبنانية، وتضم 30 ألف ساكن. وتفتح السيطرة عليها طريقا للقوات الحكومية من العاصمة دمشق إلى الساحل السوري.

تضارب بشأن السيطرة على بلدة القصير

أما أفراد المعارضة المسلحة فتسمح لهم السيطرة على القصير بالعبور من وإلى لبنان بحرية تامة.

ولا يعرف عدد السكان الذين نزحوا من القصير، ولكن الائتلاف السوري المعارض يتحدث عن “مجزرة” تقع هناك، ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية.

وكانت القوات الحكومية استعادت في الأسابيع الأخيرة السيطرة على قرى محيطة بالقصير، وحاصرت البلدة الواقعة في محافظة حمص.

قالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن حصيلة القتلى في سوريا بلغت 80 ألف قتيل على الأقل منذ بداية النزاع في مارس/ آذار 2011.

أما الناشطون فيقولون إن ما لا يقل عن 120 ألف شخص قتلوا في النزاع لحد الآن.

مفاوضات

وعلى الصعيد الدبلوماسي، يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع، من أجل الدعوة إلى محادثات سلام بين المعارضة السورية المسلحة والرئيس بشار الأسد.

وسيجتمع كيري في الأردن مع شركاء عرب أوروبيين لبحث تقدم عملية الانتقال السياسي وإنهاء عامين من الاقتتال في سوريا.

وسيزور وزير الخارجية الأمريكي بعدها إسرائيل.

وتعتمد واشنطن في دعوتها للمحادثات في سوريا على دعم روسيا، حليفة النظام السوري.

لوس أنجلس تايمز : الأسد , نمر من ورق

تتزايد المخاوف حول تصعيد محتمل للعنف بين سوريا و اسرائيل , وسط تهديدات اسرائيلية دائمة التجدد بضرب الأسلحة السورية المتجهة نحو حزب الله , و تحذير سوريا من مغبة الرد .

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ” بنيامين نتنياهو ” خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد ان اسرائيل ستواصل العمل على منع وصول الاسلحة الى أيادي حزب الله اللبناني أو أي منظمة ارهابية أخرى .

و أضاف نتنياهو :

” ان الشرق الأوسط في واحدة من حالاته الأكثر حساسية منذ عقود, نتيجة الهيجان المتصاعد في سوريا , نحن نراقب عن كثب ما يحدث هناك , و اسرائيل مستعدة لأي سيناريو “

 و رغم ذلك, تأتي بشكل متواتر تصريحات المسؤولين العسكريين الاسرائيليين بأن اسرائيل لا ترغب في التدخل بالحرب الاهلية السورية و لا ترغب بإسقاط النظام السوري .

ثبت بعد الضربات العسكرية الاسرائيلية لدمشق ,  أن الحسابات الاسرائيلية التي تقول بأن الأسد ضعيف جداً و مشتت هي حسابات صحيحة .

يقول ” شلومو بروم ” المحلل في معهد الدراسات الأمنية في تل أبيب :

ان اسرائيل تمتلك كامل الحرية بالتصرف داخل سوريا , لأن النظام السوري يعلم ما الجيد بالنسبة له , و ما السيء ! , لكننا يجب أن نتذكر الحقيقة التي تقول أنك عندما تدفع شخص ما الى الزاوية فهو سيرد مرغماً , رغم أنني لا اعتقد أن الاسد يمتلك هذه العقلية, و إن امتلكها و تم التصعيد من قبله, فهل هذا التصعيد يخدم مصلحة اسرائيل ؟

 كانت التقديرات الاسرائيلية الأولية ترجّح عدم سقوط الأسد لأنه و على الرغم من دعمه لحزب الله و حماس, بقاؤه أصبح مفضلاً لأنه اثبت أنه نمر من ورق حين تحين المواجهة العسكرية مع اسرائيل كما حدث في 2007 و مرات عدة بعدها.

أما في السنة الأخيرة , فتميل التقديرات الاسرائيلية الى احتمال سقوط الأسد,و رغم ذلك لم تبادر اسرائيل بدعم المعارضة بسبب خوفها من توليد مشاعر معادية لاسرائيل في الداخل السوري.

اليوم , ينقسم الداخل الاسرائيلي بين تحديد الخيار الاسوأ :

هل هو الأسد المنتصر و الداعم لحزب الله و مدعوماً من ايران.

أم المتمردون المقربون من القاعدة و هم أٌقل تردداً منه بضرب اسرائيل .

 يقول ” موردخاي كيدار ” الخبير في شؤون الشرق الأوسط :

” بين الأسد و المتمردون اللذين قد يطيحون به و يمزقون البلاد , اسرائيل لا تملك خياراً واضحاً لتقدم عليه “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى