أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 20 كانون الثاني 2014

 مفاوضات شاقة حول الصور والرموز في جنيف “العلم والجمهورية وشكل الطاولة والمصافحة”

إبراهيم حميدي- الحياة

لا تقتصر الخلافات بين وفدي الحكومة السورية و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وحلفاء الطرفين الدوليين والإقليميين، على أمور جوهرية تتعلق بأولويات المفاوضات المباشرة، بل تتناول أيضاً تفاصيل أمور بروتوكولية وصور المؤتمر خلال جلسة افتتاحه في مونترو يوم الاربعاء المقبل والمفاوضات المباشرة بين الطرفين السوريين في جنيف يوم الجمعة المقبل، حتى قبل التأكد تماماً من انعقاده في موعده ومشاركة المعارضة فيه.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تضمنت الموافقة على حضور المؤتمر مع «التحفظ» عن مناقشة تشكيل «هيئة حكم انتقالي» واقتراح «حكومة وحدة وطنية»، وإعطاء الأولوية لـ «مكافحة الارهاب»، الأمر الذي رفضه بان و«مجموعة أصدقاء سورية» استناداً إلى أن رسالة الدعوة إلى المؤتمر صيغت بتفاهم أميركي – روسي مع المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي بعد مفاوضات شاقة حول كل كلمة وعبارة وتسلسل الفقرات.

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة»، تناولت المفاوضات بين الأطراف المعنية بـ «جنيف2» أموراً أخرى، إذ أن وفد الحكومة السورية يريد أن يكون «الممثل» لـ «الجمهورية العربية السورية» في جلسة افتتاح المؤتمر المخصصة لكلمات رؤوساء الوفود، على أساس أن المؤتمر يُعقد تحت رعاية الأمم المتحدة التي لم تسحب شرعية الحكومة السورية، كما حصل في الجامعة العربية عندما جمّدت عضوية الحكومة وشغل «الائتلاف» مقعد سورية في القمة العربية الأخيرة في الدوحة في آذار (مارس) الماضي.

كما تتناول الاتصالات الديبلوماسية ترتيب إلقاء الوفود الخطابات ومدة كل خطاب يوم الاربعاء المقبل الذي سيبث على الهواء، ذلك أن المتفق عليه إلى الآن أن تكون مدة كل خطاب ست دقائق، بحيث يتحدث بان أولاً ثم وزيرا خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف. لكن الخلافات لا تزال قائمة حول ما إذا كانت مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون ستتحدث قبل وزراء خارجية الدول الثلاث المتبقية (بريطانيا، فرنسا، الصين) في مجلس الامن الدولي أم لا، وما اذا كان الترتيب سيكون بحسب الأحرف الهجائية أم القوة السياسية.

ولم يتفق بعد حول ما إذا كان المعلّم أم رئيس وفد المعارضة، سيتحدث أولاً في افتتاح المؤتمر. وقال مسؤول غربي لـ «الحياة» إن الدول الداعمة لـ «الائتلاف» تتمسك بحصول المعارضة على «شرعية كاملة بكل الأمور الرمزية خلال جلسة الافتتاح». وظهر اقتراح لم يلق رواجاً باحتمال عدم القاء كل من الجانبين السوريين خطابه في الافتتاح.

لكن المعضلة الأكبر تتعلق الآن بموضوع العلم، إذ أبلغ وفد الحكومة محاوريه بأنه لن يقبل أن يجلس تحت أو قرب «علم الاستقلال» الذي اتخذه «الائتلاف» رمزاً له، متمسكاً بالعلم الرسمي لسورية. وقالت مصادر إن المعارضة تتمسك بوجود «علم الاستقلال» خلال جلسات المفاوضات المباشرة مع وفد الحكومة يوم الجمعة. وأشارت مصادر أخرى إلى احتمال أن يكون الحل الوسط بعدم وجود أي من العلمين في غرفة التفاوض وراء الابواب المغلقة.

وتأكد أن وفدي الحكومة والمعارضة سيجلسان في غرفة واحدة، بحيث يتحدثان إلى بعضهما البعض عبر الإبراهيمي وليس في شكل مباشر، على أن يقوم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان بكتابة محاضر المفاوضات. ويتوقع أن يكون الوفدان الأميركي والروسي في ممرات قاعة التفاوض كي يمارس كل طرف ضغطاً على حليفه السوري. وكان الاقتراح السابق تضمن أن تجري المفاوضات السورية – السورية في غرفتين منفصلتين.

كما أن المفاوضات تتناول أموراً مثل ما اذا كان رئيسا وفدي الحكومة والمعارضة سيصافحان بعضهما البعض وما إذا كانت طاولة المفاوضات مستديرة أم مستطيلة. وبدا واضحاً حرص وفدي الحكومة والمعارضة على السيطرة على الخطاب الإعلامي سواء بالتصريحات أم بالصور التي ستبث إلى الخارج، باعتبار أن جمهور كل طرف سيتابع أدق التفاصيل من ممثله في جنيف. ويرافق 36 اعلامياً من القطاعين العام والخاص وفد الحكومة. وكان بان حضّ الطرفين في رسالة الدعوة على عدم التحدث إلى الإعلام، وحصر إلقاء البيانات بالأمم المتحدة مع اعتبار وثائق المفاوضات سرية.

وقالت المصادر إن الإبراهيمي ينوي حض الطرفين على الاتفاق على جدول أعمال المفاوضات وانه في حال جرى الاتفاق على ذلك، يعمل على جمع الطرفين برعاية روسية – أميركية أمام عدسات المصورين يوم السبت المقبل، قبل تجميد المفاوضات للعودة إلى جنيف في بداية شباط (فبراير) المقبل لتقويم التقدم المنجز في «اجراءات بناء الثقة» المتعلقة بإطلاق السجناء ووقف القصف ورفع الحصار واتفاقات محلية لوقف اطلاق النار في مناطق مختلفة من البلاد.

حسن عبد العظيم لـ”النهار”: الاتفاق الروسي- الاميركي استبعدَنا من “جنيف 2

أشار رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حسن عبد العظيم الموجود في دمشق الى ان الاتفاق الروسي –الاميركي للتحضيرات في شأن “جنيف 2” نصّ على ان يتولى الاميركيون العمل على حث “الائتلاف الوطني السوري” على تشكيل وفد معارض موحد، وعلى ان يقوم الروس بالعمل مع النظام لتشكيل وفده. وقال عبد العظيم لـ”النهار”: “طلب المسؤول الاميركي عن الملف السوري في الخارجية الاميركية من رئيس الائتلاف احمد الجربا التواصل معنا لضمنا الى الوفد المعارضة، ولقد التقينا مع الجربا الذي بدا ايجابيا، لكن لديه مشاكل معقدة داخل الائتلاف”.

واكد ان “الهيئة” لم تتلق اي دعوة لحضور “جنيف 2″، كما اشيع، وهي ترفض ان تتمثل تحت مظلة “الائتلاف” لأن “لنا كياننا ونظرتنا لحل الازمة السورية التي تتناقض مع رؤية الائتلاف العاجز عن حل الخلافات بين اعضائه حول حضور “جنيف 2″ حتى الساعة”.

واستغرب عبد العظيم ان تستبعد “الهيئة” عن المؤتمر، وان “يقتصر التمثيل على “الائتلاف” والنظام، ويتم تغييب الصوت المعارض الذي دعا الى الحلول السياسية منذ بداية الازمة، ودعم مقررات “جنيف 1″، فيما يتم حصر التمثيل المعارض بمن لم يعلن نيته المشاركة صراحة في المؤتمر بعد.

ورأى عبد العظيم “الا فرص جدية لنجاح مؤتمر السلام في مونترو السويسرية، مضيفاً ان “الهيئة” لن تعيد النظر في قرارها مقاطعة المؤتمر الا اذا اعيد النظر في الشروط الحالية، علماً ان المهلة باتت قصيرة جدا”.

ويسود في اوساط “هيئة التنسيق” امتعاض خاص من الطرف الروسي الذي بدا حريصا منذ بداية الازمة على الحوار والتعاون مع شخصيات الهيئة، الا انه لم يبد حرصا على حضورها في مؤتمر السلام السوري المنتظر.

النظام يمطر حلب بـ «البراميل» ويقترح انتخابات رئاسية برقابة دولية

لندن، الرياض، نيويورك، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أمطرت الطائرات الحربية السورية امس بـ «البراميل المتفجرة» حلب وريفها في شمال البلاد، بعد مرور ايام على تسليم وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو مقترحاً تضمن ترتيبات لوقف إطلاق النار في المدينة. وتحدثت مصادر متطابقة لـ «الحياة» عن وجود اقتراح سوري مدعوم روسياً بتشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» للإعداد لانتخابات رئاسية بمشاركة الرئيس بشار الأسد ومرشح للمعارضة بموجب الدستور الحالي خلال ثلاثة اشهر وبـ «رقابة دولية».

في غضون ذلك، رحبت السعودية والإمارات بقرار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض المشاركة في «جنيف 2». وقال وزيرا الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد خلال لقائهما في ابو ظبي إن هناك «انسجاماً مع موقف البلدين الشقيقين الثابت والداعم لحقوق الشعب السوري الشقيق في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه ضد جرائم النظام السوري، وأن البلدين يُرحبان بقرار الائتلاف المشاركة في محادثات مؤتمر «جنيف 2»، وأكدا في الوقت نفسه أن الهدف من «جنيف 2 » هو وضع حد لمعاناة الشعب السوري من خلال إحداث تحول سياسي حقيقي لا دور لنظام الأسد فيه، ذلك تنفيذاً لما جاء في إعلان «جنيف 1»، وخطاب الدعوة الموجه من الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الذي حظي بدعم المجتمع الدولي، وأكد فيه مواقف الدول الداعمة للشعب السوري كما جاء في إعلان لندن 2013، وباريس 2014» لمجموعة «اصدقاء سورية»، وفق بيان «وكالة الأنباء السعودية».

ميدانياً، اعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الطيران الحربي نفذ غارات على احياء في مدينة حلب وريفها ترافقت مع قصف الطيران المروحي بـ «البراميل المتفجرة» مناطق اخرى في المدينة، وذلك غداة مقتل 34 شخصاً بقصف جوي على هذه المناطق. وأضاف ان القصف طاول جسر الحج مع سقوط براميل متفجرة على حي مساكن هنانو وعشرات البراميل على الأحياء الشرقية لمدينة حلب. كما سقط برميل متفجر على منطقة في بلدة حريتان وبرميلان على قرية بردة في ريف حلب. وأشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن سقوط عشرات القتلى بالقصف بـ «البراميل» والصواريخ، مضيفة ان الطيران «استهدف للمرة الأولى سوق التل التجاري في حلب القديمة وحي المشارقة اللذين تسيطر عليهما قوات النظام» السوري.

في غضون ذلك، قالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أمس، إن موسكو تتداول قبل انطلاق «جنيف 2» يوم الأربعاء المقبل، مقترحاً سورياً يتضمن تشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» تعد لإجراء انتخابات رئاسية قبل انتهاء ولاية الأسد في 17 تموز (يوليو) المقبل، بمشاركة الأسد ومرشح للمعارضة وفق ما يسمح به الدستور الحالي. وكانت وكالة «انترفاكس» الروسية نقلت عن الأسد قوله خلال لقاء مع برلمانيين روس في دمشق، إنه لا ينوي التخلي عن السلطة. وأضاف: «نحن حماة وطننا. وحده الشعب السوري يمكنه أن يقرر من يشارك في الانتخابات». وأعلن المكتب الإعلامي في الرئاسة على صفحته الرسمية في موقع «فايسبوك» لاحقاً ان «كل ما نقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة إنترفاكس الروسية غير دقيق»، مشيراً إلى أن الأسد «لم يجر أي مقابلة مع الوكالة».

وكان رئيس «الائتلاف الوطني السوري المعارض» أحمد الجربا أعلن بعد موافقة المعارضة مساء أول أمس على المشاركة في «جنيف 2»، أن الهدف الوحيد للمعارضة من حضور المؤتمر هو تحقيق مطالب «الثورة (السورية) كاملة وعلى رأسها إسقاط الرئيس السوري ومحاكمته». ووصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس هذا القرار بـ «التصويت الشجاع». وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه «يتطلع الى تشكيل وفد المعارضة سريعاً ليكون واسع التمثيل لتعددية المعارضة السورية بما فيها النساء».

ونقلت وكالة «إيتار – تاس» الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ترحيبه بقرار المعارضة السورية. وقال: «إنه القرار الصائب، فقد قلنا على الدوام إنه يجب المشاركة في هذا المؤتمر وبدء حوار مع الحكومة»، في حين شددت طهران على مقاربة واقعية» لحل الأزمة.

وعكف «الائتلاف» امس على تشكيل وفده المفاوض الى المؤتمر الدولي لإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بالقائمة النهائية التي ستضم المفاوضين والخبراء الفنيين. وقالت مصادر المعارضة ان تعليمات الهيئة السياسية للوفد شملت ان يركز على موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالية و»ألا ينجر الى فخ التفاصيل» المتعلقة بـ «اجراءات بناء الثقة».

وأعلنت «الجبهة الإسلامية» التي تضم اكبر الكتائب الإسلامية المقاتلة امس رفضها محادثات جنيف. وقال «أبو عمر العضو» البارز في «الجبهة الإسلامية»، على حسابه على موقع «تويتر»، إن مستقبل سوريا سيتشكل (هنا) على ارض البطولة وسيوقع بالدماء على جبهات القتال وليس في مؤتمرات «جوفاء» يحضرها من لا يمثلون حتى أنفسهم».

في غضون ذلك، دعا «ابو بكر البغدادي» زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه الى الصلح والتفرغ لقتال «النصيرية والروافض» في اشارة الى النظام السوري، وذلك في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية. وقال: «ها هي الدولة تمد يدها اليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية. هذا نداء نوجهه الى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، اذكره ان المعركة معركة الأمة وأن المستهدف هم المجاهدون».

السعودية: إيران غير مؤهلة لحضور مؤتمر جنيف2

الرياض – «الحياة»

أكدت المملكة العربية السعودية موقفها الثابت من دعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية والتضحية التي تكبدها جراء حرب ضروس شنها نظامه عليه.

وأوضحت في تصريح لمصدر مسؤول أنها كانت تدعو للسلام وتلبية مطالب الشعب السوري العادلة إلا أن دعواتها ذهبت دون استجابة ولذلك أيدت انعقاد جنيف اثنين على أساس أن دوره الأساسي هو تنفيذ قرارات جنيف واحد وهو ما صدر في الدعوات التي أرسلت للدول المشاركة في المؤتمر.

وشددت المملكة على موقفها من مؤتمر جنيف بأنها تلتزم بما التزمت به الغالبية العظمى من دول العالم وبالتالي فأي دعوة لأي طرف لحضور مؤتمر جنيف يجب أن تكون مربوطة بالموافقة العلنية على شروط الدعوة وهو أن يعلن رسمياً وعلنياً عن قبول هذه الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات ، أما إيران فلم تعلن عن هذا الموقف مما لا يؤهلها للحضور خاصة وأن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام.

الأسد: فرص ترشّحي كبيرة واستخبارات غربية عدة طلبت التعاون معنا

دمشق ـ أ ف ب

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة حصرية مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) أن هناك “فرصاً كبيرة” لترشحه الى الرئاسة في الانتخابات المقررة في حزيران (يونيو) الماضي.

وقال الأسد في المقابلة التي اجريت في قصر الشعب في دمشق أمس: “بالنسبة إلي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب (الرئاسة). أما بالنسبة الى الرأي العام السوري، فما زال أمامنا أربعة أشهر تقريباً قبل أن يعلن عن موعد الانتخابات. حتى ذلك الوقت، إذا كانت هناك (…) رغبة شعبية بأن أترشح، فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة. بالمختصر، نستطيع أن نقول بأن فرص الترشح هي فرص كبيرة”.

مكافحة “الإرهاب”

واعتبر الأسد أن خسارة “هذه المعركة”، في اشارة الى النزاع المستمر في بلاده منذ حوالى ثلاثة اعوام، ستؤدي الى “فوضى في كل منطقة الشرق الاوسط”.

وقال: “في اية معركة، حسابات الربح والخسارة هي احتمالات واردة دائماً، ولكن عندما تدافع عن بلدك فمن البديهي أن تضع احتمالاً وحيداً هو احتمال الربح فقط لأن خسارة سورية هذه المعركة يعني فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط”.

وكشف الرئيس السوري أن لقاءات حصلت في سورية مع أجهزة استخبارات دول غربية عدة طلبت التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إلاّ ان الجواب السوري كان أن “التعاون الأمني لا ينفصل عن التعاون السياسي”.

وقال الأسد رداً على سؤال عما اذا كان تلقى طلبات غربية بالتعاون في مجال مكافحة الارهاب: “حصلت عدة لقاءات مع أكثر من جهاز استخبارات لأكثر من دولة، ولكن كان جوابنا أن التعاون الأمني لا يمكن أن ينفصل عن التعاون السياسي، والتعاون السياسي لا يمكن ان يتم عندما تقوم هذه الدول بأخذ مواقف سياسية معادية لسورية. هذا كان جوابنا في شكل واضح ومختصر”.

جنيف 2

ورأى أن “القرار الاهم” الذي يمكن ان يخرج به مؤتمر “جنيف-2” المقرر هذا الأسبوع حول سورية هو “مكافحة الارهاب”.

وقال الأسد قبل ثلاثة أيام من افتتاح المؤتمر “الشيء البديهي الذي نتحدث عنه في شكل مستمر هو ان يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سورية. (…) هذا هو القرار الأهم أو النتيجة الأهم التي يمكن لمؤتمر جنيف أن يخرج بها… أي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب ليس لها أي قيمة”، مشيراً الى ان مؤتمر جنيف يمكن أن يكون ايضاً “عاملاً مساعداً في عملية الحوار بين السوريين”.

وحذر الرئيس السوري من أن “المعركة ضد الارهاب” تحتاج الى “زمن طويل”، مؤكداً في الوقت نفسه تحقيق تقدم فيها ضد الذين يقاتلون القوات النظامية في سورية، الا ان “هذا لا يعني ان النصر قريب”.

وقال الاسد: “هناك مرحلة أخرى من المعركة هي مرحلة مكافحة الإرهاب (…) لم تنته بعد”، مضيفاً: “نحن نسير إلى الأمام، ولكن هذا لا يعني بأن النصر قريب، هذا النوع من المعارك معقد… ليس سهلاً.. وبحاجة الى زمن طويل… ولكن أؤكد وأكرر أننا نحقق تقدّماً”. واشار الى ان الدولة تقاتل “طرفاً واحداً هو المنظمات الإرهابية”.

الانتهاكات في سورية

وأكد الأسد أن المنظمات الدولية التي تتحدث عن انتهاكات في سورية لا تملك اي وثيقة تثبت اتهاماتها حول ارتكاب الحكومة السورية مجازر ضد المدنيين، مؤكداً أن “الإرهابيين هم الذين يقتلون المدنيين في كل الاماكن”.

وقال الرئيس السوري، رداً على سؤال حول اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان موجهة الى الحكومة السورية من منظمات دولية: “أي منطق ذاك الذي يقول بأن الدولة السورية تقتل شعبها؟ (…) هذا الكلام غير منطقي”، مضيفاً: “هذه المنظمات لا توجد لديها وثيقة واحدة تثبت بأن الحكومة السورية قامت بارتكاب مجزرة ضد المدنيين في أي مكان منذ بداية الأزمة حتى اليوم”، وان “كل الفيديوات والصور تؤكد ان من يقوم بارتكاب مجازر هم الإرهابيون الذين يقتلون المدنيين في كل الأماكن”.

ورأى الأسد أنه “ليس من السهل” تفسير ما يحصل في سورية للأطفال، مشيراً إلى أن أولاده “تأثروا” بالنزاع الذي هو “حديث يومي” في العائلة.

وقال رداً على سؤال عما غيّره النزاع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات في حياته الشخصية: “هناك أشياء لم تتبدل. أنا أذهب إلى العمل كما هي العادة، ونعيش في المنزل كما كنا نعيش سابقاً، والأطفال يذهبون إلى المدرسة، هذه الأشياء لم تتغير”.

وأضاف: “من جانب آخر، هناك أشياء أصابت كل منزل سوري وأصابتنا نحن أيضاً، وهي الحزن الذي نعيشه في شكل يومي وفي كل ساعة لما نراه ونلمسه من خلال الآلام والضحايا (…) وتخريب للمنشآت والمصالح والاقتصاد، كل هذه الأشياء أثرت علينا”.

وتابع: “لا شك ان الأطفال يتأثرون أكثر من الكبار في مثل هذه الحالات. ربما يكون هناك حالة من النضج المبكر لهذا الجيل الذي تكوّن وعيه خلال الأزمة. هناك أسئلة يطرحها الأطفال لا يمكن أن تسمعها في الظروف العادية حول لماذا نرى هذه الأشياء؟ لماذا هناك أشرار؟ لماذا هناك قتلى؟”.

وقال الرئيس السوري: “ليس من السهل أن تفسر للأطفال هذه الأشياء، لكنها تبقى أسئلة يومية وحديثا يومياً بين الأهل وأبنائهم، ونحن واحدة من هذه العائلات التي تناقش المواضيع نفسها”.

الموقف من المعارضة

واعتبر الرئيس السوري أن طرح تسمية وزراء من المعارضين المقيمين في الخارج في حكومة سورية جديدة “غير واقعي على الاطلاق”، وان الحديث عنه يتم في اطار “النكتة او المزاح”.

وقال رداً على سؤال عما اذا كان يوافق على وجود وزراء من المعارضة في حكومة انتقالية: “لنفترض اننا وافقنا على مشاركة هؤلاء في الحكومة، هل (…) يجرؤون على المجيء الى سورية؟”، مضيفاً: “هم يأتون الى الحدود لمدة نصف ساعة ومن ثم يهربون من سورية، فكيف يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة؟ هل يمكن أن يكون الوزير من الخارج؟ لذلك هذه الطروحات غير واقعية على الإطلاق، نستطيع ان نتحدث عنها بصيغة النكتة أو المزاح”.

محكمة الحريري

من جهة أخرى، رأى الرئيس السوري أن ما يحصل في المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري “مسيس” و”يهدف الى الضغط على حزب الله” الذي يقاتل الى جانب قوات النظام في سورية.

وقال الاسد: “نحن نتحدث عن تسع سنوات من عمر هذه المحاكمة… هل كانت عادلة؟ كل مرة كانوا يتهمون طرفاً لأسباب سياسية. (…) أعتقد ان كل ما يحصل هو مسيّس وهدفه الضغط على حزب الله في لبنان كما كان في البداية هدفه الضغط على سورية بعد اغتيال الحريري مباشرة”، في اشارة الى تقرير للتحقيق الدولي في قضية الحريري يشير الى تورط مسؤولين سوريين في عملية الاغتيال.

اقتراح سوري مدعوم روسياً: انتخابات رئاسية برقابة دولية خلال 3 أشهر

لندن – إبراهيم حميدي

قالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أمس، إن موسكو تتداول قبل انطلاق مؤتمر «جنيف2» يوم الأربعاء المقبل، مقترحاً سورياً يتضمن تشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» تُعد لإجراء انتخابات رئاسية قبل انتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد في 17 تموز (يوليو) المقبل، بمشاركة الأسد ومرشح للمعارضة وفق ما يسمح به الدستور الحالي.

وكانت وكالة انترفاكس الروسية نقلت عن الأسد قوله خلال لقاء مع برلمانيين روس في دمشق، أنه لا ينوي التخلي عن السلطة، وأنه «لو اردنا الاستسلام لفعلنا ذلك منذ البداية». وأضاف: «نحن حماة وطننا. وحده الشعب السوري يمكنه أن يقرر من يشارك في الانتخابات». لكن المكتب الإعلامي في الرئاسة قال على صفحته الرسمية في موقع «فايسبوك»: «كل ما نقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة إنترفاكس الروسية غير دقيق»، مشيراً إلى أن الأسد «لم يجر أي مقابلة مع الوكالة».

وكان رئيس «الائتلاف الوطني السوري المعارض» أحمد الجربا أعلن بعد موافقة المعارضة مساء أول أمس على المشاركة في «جنيف2»، أن الهدف الوحيد للمعارضة من حضور المؤتمر هو تحقيق مطالب «الثورة (السورية) كاملة وعلى رأسها إسقاط الرئيس السوري ومحاكمته». وقدم ممثلو «النواة الصلبة» التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية» نصائح إلى «الائتلاف» لإعلان الموافقة على المؤتمر الدولي، كي لا تتحمل مسؤولية إفشاله مع وعد هذه الدول بتقديم الدعم السياسي لموقف المعارضة في المفاوضات.

وأكدت المصادر المتطابقة لـ «الحياة» امس، أن الخلاف لا يزال قائماً بين موسكو وواشنطن إزاء التوقعات من «جنيف 2»، ذلك أن الجانب الأميركي يؤكد على أولوية تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول متبادل، وفق ما جاء في بيان جنيف الأول للعام 2012، الأمر الذي أكدت عليه مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي تشيرمان والسفير روبرت فورد خلال محادثاتهما مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو الأسبوع الماضي، مقابل تأكيد الجانب الروسي على «محاربة الإرهاب». وتابعت المصادر أن الدول الغربية تتحدث عن تفاهم مع الجانب الروسي على تفسير بيان جنيف الأول، وأن هذا ظهر في رسالة الدعوة إلى «جنيف2»، مشيرة إلى أن مسؤولين أميركيين اقترحوا على موسكو أسماء بعض الشخصيات السورية المرشحة لتكون ضمن هيئة الحكم الانتقالي، وحاولوا صوغ «خريطة طريق عملياتية» لكل من بنود «جنيف1» مع الدخول في تفاصيل هيكلية هيئة الحكم الانتقالي والمجلس العسكري والعلاقة بينهما.

لكن في المقابل، أكد الجانب الروسي على التمسك بالسيادة السورية ورفض مبدأ «تغيير النظام من الخارج» وضرورة أن يقتصر دور الأطراف الدولية على تسهيل الحوار بين السوريين ليقرروا بأنفسهم ويتوافقوا على العملية السياسية، بحسب المصادر. وأضافت أن موسكو تقول إن الدستور السوري الحالي شرعي، وبالتالي فإن الحل يكون بتشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» بالاتفاق بين المعارضة والنظام تكون مهمتها الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة قبل انتهاء ولاية الرئيس الأسد في 17 تموز (يوليو) المقبل. وأشارت إلى أن الحكومة السورية وافقت على «رقابة دولية» على الانتخابات وان تدخل المعارضة بمرشحها وفق الدستور الراهن. وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قال قبل أيام إن الأسد «باق رئيساً للجمهورية بانتخابات دستورية شرعية تشارك فيها الناس وتعبر عن إرادة الناس. سيكون الأسد رئيساً للجمهورية في انتخابات وفق القواعد الدستورية مع وجود مرشحين آخرين أو عدمه».

وتداول مسؤولون سوريون في منتصف العام الماضي مقترحاً يقوم على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بموجب الدستور وقانون الأحزاب اللذين أُقرا قبل سنتين، بـ «رقابة محددة» بحيث تشمل ممثلي دول مجموعة «بريكس» (الصين، روسيا، الهند، جنوب أفريقيا، البرازيل) ولا تشمل الأمم المتحدة ومراكز مثل «مركز كارتر» الأميركي. وتضمن المقترح أن تكون أجهزة الأمن تابعة للبرلمان السوري المنتخب. لكن الآن، باتت الحكومة السورية تتحدث في مقترحها الجديد المدعوم روسيا عن «رقابة دولية».

وظهرت الفجوة بين الموقفين الأميركي والروسي خلال محادثات وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في باريس الإثنين الماضي وغياب التوافق الدولي الفعلي حول تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بين أن تكون عملية لـ «تغيير النظام» بحسب واشنطن، وعملية لتشكيل «حكومة وحدة وطنية موسعة» تحت سقف الدستور الراهن بحسب موسكو، ما دفع الجانبين إلى الذهاب إلى التركيز على بنود «إجراءات بناء الثقة» التي تشمل فتح ممرات للمساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين ورفع الحصار عن بعض المناطق ووقف القصف، إضافة إلى اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار.

من جهتها، قالت مصادر المعارضة إن «الائتلاف» عكف امس على تشكيل وفده إلى «جنيف2»، وإن تعليمات هيئته السياسية إلى الوفد المفاوض شملت تركيز المفاوضات على موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وفق ما جاء في بيان جنيف الأول و «عدم الانجرار إلى الغرق في فخ التفاصيل» المتعلقة باتفاقات وقف إطلاق النار وقوائم المعتقلين. وأضافت أن وفد المعارضة سيطلب في جلسة المفاوضات الأولى بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف يوم الجمعة المقبل (بعد افتتاح المؤتمر يوم الأربعاء في مونترو السويسرية) تجميد المفاوضات لمدة أسبوعين كي يُجري «الائتلاف» مزيداً من الاستعدادات.

وكان المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي يخطط لعقد جلسات مفاوضات في غرفة واحدة لاتفاق الجانبين على جدول الأعمال للمفاوضات المقبلة بالتوازي مع جلسات لمجموعات عمل تتناول «إجراءات بناء الثقة»، على أن تعقد جلسة ثانية بداية الشهر المقبل.

وزير المال السوري الموقت: 100 بليون دولار كلفة الإعمار

الدوحة – محمد المكي أحمد

دعا وزير المال والاقتصاد السوري في الحكومة السورية الموقتة ابراهيم ميرو، أصدقاء الشعب السوري إلى تقديم مزيد من الدعم المالي، وتوحيد قنواته. وفي حين نوّه بدعم دول مجلس التعاون الخليجي الشعب السوري، حضّ الأمم المتحدة على التنسيق في شأن مساعدات الداخل التي يستغلها النظام، لافتاً إلى أن تقديرات كلفة إعادة الإعمار تبلغ نحو 100 بليون دولار.

وأكد في حديث إلى «الحياة» أن أولوية الحكومة الموقتة تكمن في «توفير الخدمات الأساس» لبعض المناطق، وأعلن تقديرات تشير إلى أن ايران دعمت النظام بنحو 15 بليون دولار. وقال: «دول مجلس التعاون الخليجي لم تقصّر، وساعدت الشعب السوري، ونأمل منذ الآن فصاعداً أن يكون الدعم المالي عبر جهة واحدة هي الحكومة السورية الموقتة».

وعن المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، والذي عقد في الكويت أول من أمس واسفر عن جمع 2.4 بليون دولار، قال: نحن ندعم جهود الأخوة في الكويت ومبادرتهم، ونفهم رغبة الأمم المتحدة الصادقة في مساعدة السوريين، وأن هذه المساعدات ضرورية خصوصاً للسوريين النازحين في دول الجوار، ولكن الجزء الأكبر الذي يُصرف عن طريق مساعدات في الداخل يمر حصراً بالتنسيق مع نظام الأسد، وهو يقوم باستغلال هذه المساعدات، ويصل جزء بسيط منها إلى المتضررين».

وأضاف: «نحن كمعارضة وحكومة سورية موقتة لسنا راضين عن الوضع الحالي في شأن كيفية تقديم مساعدات الداخل، ونظن أن على الأمم المتحدة أن تنسق معنا، وأن تتجاوز القيود القانوينة التي يكررونها دائماً، لأن هذه الاستراتيجية تحرم ملايين السوريين من الدعم» الإنساني.

وعن نتائج زيارة وفد سوري برئاسة رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة إلى قطر أخيراً، قال: «القطريون وفي مقدمهم أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يقدمون دعماً مستمراً للشعب السوري وقطر لا تعتبر الموضوع السوري سياسياً بل تراه قضية مبدئية».

وفيما أشار إلى أن الحكومة السورية الموقتة أعدت قبل بدء العام الجديد حسابات موازنة عام 2014 والمبالغ التي تحتاجها لتأمين الخدمات لما بين أربعة ملايين وخمسة ملايين شخص قال: «نحتاج سنوياً إلى 1,9 بليون دولار، كما نتحدث عن موازنة تبلغ كلفتها الشتغيلية الشهرية 150 مليون دولار، إضافة إلى موازنة وزارة الدفاع التي لا يُكشف عنها لأسباب استراتيجية، وهذه الموازنة التشغيلية تعتبر في حدود 20 في المئة من موازنة سورية عام 2010».

وعن كيفية وضع موازنة الحكومة الموقتة لهذه السنة قال: «اعتمدنا أرقام موازنة سورية لعام 2010 التي دققها صندوق النقد الدولي. نحن لا نثق بأرقام وردت في موازنات أعوام 2011 و2012 و2013، واذا أردنا تقديم خدمات لـ 20 في المئة من السوريين وقمنا بتشغيل بعض الوزارات فإننا نحتاج إلى 200 مليون دولار شهرياً».

ورداً على سؤال عن اللاجئين أجاب: «موضوع اللاجئين ضخم جداً وهو أكبر حتى من منظمات الأمم المتحد، وأولويات الحكومة تركز على الداخل، وأذا لم نركز على ذلك سيغادر الملايين منهم إلى الخارج»، وشدد على أن «أولويتنا تركز على حماية بعض المناطق وتقديم خدمات كي يترك السوريون المخيمات».

ورداً على سؤال عن تقديرات كلفة اعادة اعمار سورية قال: «لسنا حكومة اعادة اعمار، هذا يحتاج إلى استقرار سياسي وأمني وعسكري، ولا نستطيع بناء مستشفى لأن النظام سيدمره، وتقديراتنا الأولية تشير إلى أن كلفة اعادة الاعمار تتجاوز 100 بليون دولار، لكن ليست لدينا ارقام دقيقة، وحجم الدمار يحتاج إلى فريق ضخم لرصد أموال اعادة الإعمار».

وشدد على أن الأولويات تكمن في «توفير الخدمات الأساس، وهي مهمة جداً، لدينا مشاريع اسعافية للمياه والكهرباء وسنبدأ في تقديم خدمات كهرباء وماء في الربع الأول من عام 2014، وهناك مشروع بدأ تنفيذه قبل اسابيع لتقديم مياه شرب ولا استطيع تحديد مكانه وينفذ بدعم من أصدقاء سورية، أنا أؤمن بالحزمة الكاملة، وهي أننا اذا لم نستطع حماية منطقة ما فمن الهدر بناء مشاريع فيها».

وتابع: «أصدقاء النظام لا يحتاجون لبيروقراطية كي يقدموا الدعم له وهم قدموا له بلايين الدولارات، والنظام الايراني قدم أكثر من 15 بليون دولار. أما دعم أصدقاء الشعب السوري فإنه لا يتجاوز مبالغ بسيطة، والدول الغربية لا تستطيع أن تدعم من دون وجود آلية محددة وهذه الآلية بدأت تعمل، وحصلنا على 50 مليون يورو من دول شاركت فيها، ونأمل أن نحصل على مبالغ أكثر. نريد دعماً مباشراً».

إيران ترفض الإصرار على القبول بنتائج “جنيف 1” كشرط للمشاركة في “جنيف 2

طهران – يو بي أي

رفضت طهران، الإصرار على القبول بنتائج مؤتمر “جنيف 1” حول الأزمة السورية، كشرط للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” في 22 من الشهر الجاري.

ونقلت قناة (العالم) الإيرانية عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن إيران “لا تقبل الإصرار على قبول بنتائج مؤتمر ‘جنيف 1’ حول الأزمة السورية”، كشرط للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2”.

وذكّرت بأن “طهران لم تحضر ‘جنيف 1’، ولم يكن لها دور في صياغة بيانه الختامي”.

وأضافت أن إيران ستشارك في مؤتمر “جنيف 2” بناء على الدعوة الموجهة لها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمشاركة فيه، ومن دون شروط مسبقة، مجدداً التأكيد على أن إيران “لا تقبل بنتائج مؤتمر جنيف 1”.

ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) الى الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، قولها في وقت سابق اليوم، إن “الجمهورية الإسلامية ستشارك في مؤتمر “جنيف 2″ لحل الأزمة السورية”.

وأوضحت أن “إيران ستشارك في المؤتمر من دون أي شرط مسبق”.

وکان الأمین العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعلن أمس الأحد، عن توجيه دعوة رسمية لإيران للمشارکة في مؤتمر “جنيف2″، وعلى الاثر قرّر الائتلاف السوري المعارض تعليق مشاركته في المؤتمر.

وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية، لاحقاً، بياناً قالت فيه إن “الولايات المتحدة ترى أن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لإيران للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المرتقب، مشروطة بالدعم الإيراني الواضح والعلني لتنفيذ بيان جنيف 1 بشكل كامل بما في ذلك إقامة جسم انتقالي حاكم لديه كل السلطات التنفيذية (في سورية)”.

وقالت إنه “إذا لم تقبل إيران علناً بيان جنيف1 بالكامل، فلا بد من إلغاء الدعوة”.

طفلة سورية للعالم: بشار الأسد حرمنا من «توم وجيري»

القاهرة – الأناضول

يخرب بيتك.. نسينا توم وجيري.. إرحل».. بهذه العبارة التي تضمنتها لوحة فنية، استقبلها موقع الائتلاف السوري المعارض على شبكة الإنترنت، عبرت طفلة سورية من مدينة كفر نبل بمحافظة إدلب (شمال سورية)، عن اشتياقها لحياة الطفولة، متجسدة في مشاهدة أفلام «توم وجيري» الكارتونية، والتي حرمهم منها بشار الأسد، بحسب الطفلة.

وقال عضو المكتب الإعلامي لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» سونير أحمد، في تصريحات لوكالة الأناضول: «هذه هي أبرز اللوحات التي استقبلناها ضمن فعالية (أطفال سورية يتحدثون للعالم)، والتي تبدأ أول آذار (مارس) المقبل».

وتقوم فكرة هذه الفعالية، بحسب سونير، على «استقبال لوحات من أطفال سوريين عبر موقع الائتلاف على الإنترنت حتى 15 شباط (فبراير) 2014، لتكون هذه اللوحات بمثابة رسائل من أطفال سورية حول العالم، وتعرض في معارض متخصصة تبدأ بمدينة إسطنبول التركية في أول شباط (مارس)، ثم مدينة لندن البريطانية».

وأضاف أن «الائتلاف استقبل حتى الآن 180 لوحة فنية، كان أبرزها لوحة الطفلة التي تنتمي إلى مدينة كفر نبل، ولوحات أخرى من مناطق داريا (جنوب غرب دمشق) وحمص (وسط)، لكنها لم تكن بنفس الروح الساخرة».

وتشتهر مدينة كفر نبل، التي تقع على بُعد 10 كيلومترات غرب معرة النعمان في محافظة إدلب، بروحها الساخرة التي تظهر في اللافتات التي يرفعها المحتجون على نظام الأسد.

ومنذ آذار (مارس) 2011، تشهد سورية ثورة شعبية ضد نظام بشار الأسد، واجهها الأخير بالسلاح، ما أدى لنشوب نزاع مسلح أوقع أكثر من 130 ألف قتيل، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

يذكر أن «توم وجيري» هي مجموعة أفلام كارتون شهيرة بين الأطفال، أنتجت بين عامي 1940 و1967 للسينما، وحازت على جوائز أوسكار، وتظهر بشكل ساخر الصراع بين القط توم والفأر جيري.

باريس تنفي منع تحليق طائرة الوفد السوري إلى “جنيف 2” فوق اراضيها

باريس – أ ف ب

أعلنت فرنسا “نفيها الرسمي” لمعلومات افادت انها منعت الطائرة التي تقل الوفد السوري المتجه الى سويسرا للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” لحل الازمة السورية، من عبور اجوائها، مؤكدة ان الاذن بالتحليق يفترض ان يصدر بعد ظهر الاثنين بحسب الخارجية الفرنسية.

وافادت الخارجية الفرنسية وكالة فرانس برس أنه “يجري حالياً درس الطلب وسيتم اطلاعهم على الموافقة بعد الظهر”.

وافاد مصدر ديبلوماسي ان طلب عبور الاجواء الفرنسية لم يصل الا في نهاية الاسبوع الماضي، وان مهلة نظر الادارة الفرنسية في المعاملة، طبيعية.

وكان مسؤول في وزارة الخارجية السورية قال لـ”فرانس برس” في وقت سابق: “رفضت فرنسا منح الطائرة التي من المفترض ان تقل الوفد السوري الثلثاء، الاذن لعبور اجوائها، ما يثبت انها تقوم بكل ما في وسعها لافشال مؤتمر جنيف” الذي من المقرر ان يبدأ اعماله الاربعاء.

وتشارك الحكومة السورية في المؤتمر بوفد من 16 شخصا، بينهم تسعة مسؤولين رسميين، وسبعة بصفة مستشارين. ويترأس الوفد الرسمي وزير الخارجية وليد المعلم، ويضم وزير الاعلام عمران الزعبي والمستشارة السياسية والاعلامية للرئيس بشار الاسد بثينة شعبان، كنائبين لرئيس الوفد.

ومن المقرر ان يبدأ المؤتمر اعماله في 22 كانون الثاني (يناير) في مدينة مونترو السويسرية، قبل ان يستكملها في جنيف. ويشارك فيه ممثلون للنظام والمعارضة باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، في سعي للتوصل الى حل النزاع المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

وتفرض دول اوروبية عقوبات على عدد من المسؤولين السوريين والشركات منذ اندلاع الازمة.

المعارضة السورية تحدد مهلة لسحب الدعوة لإيران لحضور محادثات السلام

اسطنبول – رويترز

أعلن عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة إن الائتلاف لن يحضر محادثات السلام المقرر اقامتها في سويسرا الأسبوع الحالي إلا إذا سحبت الأمم المتحدة الدعوة لإيران بحلول الساعة 1900 بتوقيت جرينتش.

وأضاف أن الائتلاف “يعطي مهلة حتى الساعة 1900 بتوقيت جرينتش لسحب الدعوة” لإيران.

كيري يرحب بمشاركة الائتلاف في جنيف 2 ويتطلع إلى لقاء روحاني في دافوس حول سوريا

العواصم الاخرى – الوكالات

واشنطن – هشام ملحم

بعد ضغوط غربية وقبل يومين من الموعد المحدد لمؤتمر جنيف 2 حول سوريا، أعلن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” موافقته على المشاركة في هذا المؤتمر، فيما قررت “الجبهة الاسلامية” التي تضم فصائل أساسية في المعارضة التي تقاتل النظام السوري ألا تشارك فيه. ورحبت الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة بقرار الائتلاف. وفي غضون ذلك، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 60 مقاتلاً من المعارضة سقطوا في مكمن نصبه لهم الجيش النظامي قرب دير الشيروبيم في بلدة صيدنايا بمنطقة القلمون القريبة من الحدود مع لبنان. وقال ناشطون من دمشق إلى حلب ومحافظة دير الزور الشرقية على الحدود مع العراق إن سلاح الجو السوري يستخدم مقاتلات وطائرات هليكوبتر لقصف المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

ورحب وزير الخارجية جون كيري بقرار الائتلاف السوري المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ، ووصفه بأنه انه خطوة “شجاعة” تخدم مصلحة الشعب السوري “الذي عانى بشكل مرّوع في ظل وحشية نظام الاسد وحرب أهلية”. وقال في بيان له إن الولايات المتحدة ستواصل دعم المعارضة السورية في اغتنام “أفضل فرصة لتحقيق انتقال سياسي من طريق المفاوضات وفقا لما ورد في بيان جنيف 1 بما في ذلك تأليف هيئة حكومية انتقالية بالتوافق تمارس صلاحيات تنفيذية كاملة، بما في ذلك الجيش والمؤسسات الامنية”. وأضاف: “ومع معالجتنا للعملية الانتقالية السياسية، سوف نواصل أيضاً المطالبة بانهاء النظام هجمات صواريخ سكود والبراميل المتفجرة وغيرها من الاسلحة المروّعة التي يستخدمها ضد المدنيين، وسوف نواصل الدفع بتحسين تسليم المساعدات الانسانية، وتبادل الاسرى، والافراج عن الرهائن من الصحافيين والعاملين في مجال الاغاثة”.

وقال مسؤولون أميركيون لـ “النهار” إن رئيس الائتلاف أحمد الجربا ابلغهم انه شخصياً يؤيد المشاركة في المؤتمر ويدرك المضاعفات السلبية التي ستنجم عن المقاطعة، لكنه أوضح ان المشاركة سوف تزيد حدة التوتر داخل الائتلاف ومع بعض التنظيمات الفاعلة على الارض، وان تكن ثمة تنظيمات اسلامية تميل الى دعم الائتلاف في المشاركة.

وأعلنوا انه منذ ان رفضت “الجبهة الاسلامية” الاجتماع مع ممثلين للحكومة الاميركية في تركيا لان السفير روبرت فورد، المسؤول عن تنسيق الاتصالات مع المعارضة لم يكن في الوفد الاميركي، “توقفت الاتصالات بيننا وبين الجبهة الاسلامية”. وسوف يشارك السفير فورد في افتتاح المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الجاري، ثم ينضم الى المتفاوضين في جنيف لاحقا، لكنه، استناداً الى مصادر اميركية، لن يبقى في المفاوضات حتى نهايتها “ويعتزم التقاعد قريبا”.

وكانت الحكومة الاميركية، في خطوة مفاجئة، قد تراجعت عن تعيين فورد سفيرا في القاهرة كما كان متوقعاً، وذلك في ضوء الحملة الشرسة في الاعلام المصري التي شوهت سجله ومواقفه.

دور ايران

وتظهر مواقف المسؤولين الاميركيين وتقويماتهم في الاسابيع والايام السابقة للمؤتمر، ان واشنطن، على رغم الجهود المكثفة والمضنية التي بذلها كيري لضمان انعقاد المؤتمر، لديها توقعات متواضعة جداً منه – على الاقل في مراحله الاولية – وان تحديدها لنجاح المؤتمر هو مجرد انعقاده. صحيح ان الوزير كيري يتحدث دوماً عن دور روسيا وأهمية نفوذها في قرارات الرئيس السوري بشار الاسد، وخصوصاً بعد دورها المحوري في موافقة الاسد على تسليم ترسانته الكيميائية الى الامم المتحدة، الا ان هناك ادراكاً واسعاً الان في أوساط الحكومة الاميركية ان دور ايران في بقاء الاسد في دمشق بات أهم بكثير من دور روسيا في هذا السياق. والاعتقاد السائد في واشنطن، داخل الحكومة وفي أوساط المحللين في مراكز الابحاث، هو ان تدخل ايران في القتال مباشرة بواسطة عناصر في الحرس الثوري “الباسدران”، الى التقنيين والمدربين، والدور القتالي المهم لـ”حزب الله” والميليشيات الشيعية العراقية، واستخدام الاراضي والاجواء العراقية لنقل السلاح الايراني الى سوريا، كلها تطورات تؤكد ان ايران عمليا هي التي انقذت نظام الاسد، أو على الاقل منعت المعارضة من عزله جغرافيا عن المناطق العلوية على الساحل السوري.

وفي هذا السياق كشفت مصادر اميركية لـ”النهار” ان كيري بعد مشاركته في افتتاح المفاوضات في مونترو، سوف ينتقل الى مدينة دافوس السويسرية للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنوياً في هذه المدينة، حيث يأمل في الاجتماع مع الرئيس الايراني حسن روحاني كي يناقش معه الصراع في سوريا، الى الملف النووي وقضايا أخرى. وأضافت ان الاتصالات الاميركية – الايرانية في هذا المجال مشجعة، لكنها تفادت الجزم بان الاجتماع سينعقد.

ويردد السفير فورد دوماً للعاملين معه انه يتوقع مفاوضات “تستمر بضعة أشهر”. ويسخر المشككون في نجاح المؤتمر او الذين يرفضون مرجعيته أو امكان قبول الاسد بعملية سياسية تؤدي الى اطاحته، خصوصاً انه يحرز تقدماً عسكرياً، من هذه الجهود ويقولون انه تكون لسوريا من الآن فصاعداً “عملية سلام” مفتوحة كما هو الحال في “عملية السلام” بين اسرائيل والفلسطينيين.

وأكد المسؤولون الاميركيون ان ايران لن تشارك في المؤتمر مباشرة وحتماً ليس على مستوى وزراي لانها لم تقبل حتى الان ببيان جنيف1 وخصوصاً مسألة العملية الانتقالية الى نظام بديل من الاسد، لكنهم لم يستبعدوا دوراً ايرانياً “على هامش” المؤتمر، وخصوصاً اذا حصل كيري على تطمينات في هذا الشأن من روحاني.

معركة اولويات “جنيف السوري

وسيم ابراهيم

قبل ثلاثة ايام من مؤتمر “جنيف 2” الذي يفتتح في مدينة مونترو السويسرية، صارت المعادلة الأساسية أمام الأطراف المشاركة تختصر بالمعادلة – المعضلة التالية: تقاسم السلطة أولا، ثم محاربة الإرهاب ثانيا، أم العكس؟

رفع اقتراب مؤتمر “جنيف 2” سقف التنازلات المطلوبة من النظام السوري، لكن خطاب مناوئيه الغربيين بات أهدأ في الغرف المغلقة. ثمة كلام واضح سمعته المعارضة بأنّ “لا ضمانات” لشيء، وأنّ حتمية المؤتمر الذي يفتتح الأربعاء، تأتي من عدم وجود أي بديل له.

ويعتبر انعقاد التسوية على أساس بيان “جنيف 1” هو الأساس الوحيد الذي يحظى بإجماع الرعاة الدوليين، برغم تفاوت ترجماتهم له. حلفاء المعارضة يقولون: إما انصياع النظام لتقاسم السلطة، وهي قضية أوكلت لحلفائه، أو استمرار الضغوط الغربية حيث “كل الخيارات تبقى على الطاولة”.

التقدير الأخير نقله مصدر ديبلوماسي غربي رفيع المستوى، يمثل إحدى الدول الداعمة بقوة لـ”الائتلاف الوطني السوري” المعارض. المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، قال عندما سألته “السفير” عن ضغطهم على المعارضة للمشاركة في جنيف، والفائدة التي يرونها في المؤتمر ولا يراها “الائتلاف”، إن “لا شيء مؤكدا” حول خروج المؤتمر باتفاق لتسوية الصراع السوري، مضيفاً أنّ “إيجاد حل سياسي ليس مضمونا”. وأوضح أن المسألة تتعلق بأنه “لا بديل” آخر يمكن سلوكه للتعامل سياسيا مع الحرب السورية.

وحول مسألة تلقي المعارضة لـ”ضمانات” للمشاركة، أكد المصدر، من دون مواربة، أنّ الدول الحليفة للمعارضة جعلت من الواضح لها أن الذهاب إلى سويسرا لا يعني “أية ضمانات” بتنفيذ النظام لمبادئ “جنيف 1″، التي صادق عليها مجلس الأمن بعد الاتفاق “الكيميائي”.

لكن في المقابل، كان مطلوبا من المعارضة “أن تظهر بأنها تريد الحديث عن المستقبل”، وبالتالي لا يبدو النظام وحلفاؤه في هيئة الساعي الوحيد لحل سياسي. المسؤول الديبلوماسي اعتبر أن مسيرة جنيف تتعلق إجمالا باحتمالين: إما أن يظهر النظام أنه يريد فعلا “الانتقال السياسي” وبالتالي يوافق على التسوية وعلى تقاسم السلطة، أو يرفضها “وعندها تبقى جميع الخيارات على الطاولة”.

تحدث المصدر عن ثقة الغرب بأن العقوبات المفروضة على دمشق تحدث ضررا كبيرا للنظام، وأنها أحد خيارات الضغط الفعّالة التي ستستمر. لم يرغب في تقديم تحديد أوضح لصيغة “جميع الخيارات”. لكن بأية حال، ليس المقصود التعويل على نوايا النظام ورغبته، بل المسألة بيد حلفائه في مجلس الأمن. المصدر الديبلوماسي اعتبر أن القضية تبقى في عهدة “روسيا والصين، فهم من يعرفون النظام”.

ثمة شكوك لم يبت بها المصدر حول ما إن كان مؤتمر “جنيف 2” يمثل جولة متقدمة في حرب ديبلوماسية، أو مسيرة لتثبيت حل تعمل كل من موسكو وواشنطن على إنضاجه ويفرض، بشكل ما، على طرفي الصراع.

وسبق لمسؤول أوروبي رفيع المستوى أن أبلغ “السفير” سابقا أنّ انعقاد جنيف لا ينتظر موافقة المعارضة وتأمين تمثيلها، بل إيجاد “محتوى” سياسي للعملية، ناتج عن اتفاق أميركي – روسي يقلل هوامش الخلاف في ترجمة بيان “جنيف 1”. ولم يكن يوجد لدى المسؤول شكوك تذكر، الجمعة الماضي، حول موافقة “الائتلاف” على المشاركة. وأبلغ الصحافيين أن الأوروبيين يعملون مسبقا على أساس أن “المؤتمر سيعقد”، حتى قبل أن يعطي “الائتلاف” موافقته أمس الأول.

وفقا لهذا السياق، يكون “المحتوى” المطلوب لانعقاد مؤتمر جنيف قد أصبح جاهزا، مع العلم أن المسؤول الأوروبي كان تحفّظ سابقا على الخوض في طبيعة هذا الاتفاق.

مع ذلك، لا يمكن إغفال أهمية هذه المعلومات، خصوصا بالنظر إلى النتائج التي حققها العمل الروسي ـ الأميركي، من مفاجأة “الاتفاق الكيميائي” إلى النجاح في إقامة مؤتمر “جنيف 2” برغم التعقيد الشديد الذي أحاط به. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا هاتفيا “الاستعدادات لعقد جنيف 2، وسبل إيجاد حل سلمي للأزمة السورية والتزام الأطراف المشاركة بتنفيذ مقررات مؤتمر جنيف 1”.

خلافات وجهات النظر بين راعيي الحل السوري، لم تجعل أجواء حوارهما تبدو تامة. حتى على صعيد الشكليات، بدءا بضرب الأكف بعضها ببعض في مؤتمرهما لإعلان “جنيف 2” في موسكو، وصولا إلى هدايا “البطاطا” من وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما الباريسي التحضيري لإطلاق قطار جنيف قبل أيام.

وقال لافروف ممازحا إن “بطاطا” كيري تشبه الجزرة، لذلك يمكن استخدامها بديلا في سياسة “العصا والجزرة”. نادرا ما تكون نكات لافروف لمجرد الفكاهة، وسبق لكاتب هذه السطور أن تعرض مباشرة لواحدة منها. فبعد لقائه نظرائه الأوروبيين في بروكسل في كانون الأول الماضي، كان لافروف يتحدث إلى الصحافيين وانزعج من مقاطعتنا له بسؤال، فرد بتهكم “أفهم أنه لكونك مراسلا معتمدا لدى الاتحاد الأوروبي فقد أُصِبت (أنت أيضا) بقلة الصبر، لا تقلق فأنا لا أخفي شيئا عنكم”. كرر جملته بإصرار، في رسالة انتقاد علنية للأوروبيين.

لكن بخلاف الوضوح الذي تحدث به المسؤول الأوروبي رفيع المستوى، يتملص المصدر الديبلوماسي الغربي، الحليف للمعارضة، من الحديث في مسألة وجود “اتفاق” روسي ـ أميركي يتبناه أعضاء مجلس الأمن. ويقول المصدر إن هناك ما يمكن البدء به لإنجاز تسوية، مضيفاً أنه كي لا يسود التشاؤم “يمكن النظر إلى التفاهمات الأولية التي بدأ بها كيري للعمل على اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

مع ذلك، لا تشير هذه المقارنة إلى تفاؤل كبير بمسيرة جنيف، إذ تبين إدراك حلفاء المعارضة لواقع أن العملية ستكون مفاوضات طويلة ومعقدة. ويوازي المصدر الحليف للمعارضة حديثه هذا بالقول “نرى نموا للتطرف في جانب المعارضة”، مؤكدا أنّ العناصر المتطرفة “لا يجب أن تكون جزءا من مستقبل سوريا”.

هذا الكلام الموازي ليس مجانيا بالطبع، فالمصدر أورده من ضمن حديث عن مكونات التسوية المنتظرة. ويزيد ما سبق من اتضاح صورة العمود الفقري للحل السياسي، وقيامه على أساسي تقاسم السلطة والتحالف ضد التطرف.

عمليا، يقود تقاسم السلطة حكما إلى هكذا تحالف، لكن ليس العكس صحيح بالضرورة. هنا تصبح المسألة لعبة أولويات، لم يفت كلام موسكو وواشنطن الإضاءة عليها. الأولى تقول إنّ الأولوية هي لمواجهة “الإرهاب”، وهو ما تردده طهران ودمشق، فيما تكرر واشنطن أنّ اللبنة الأساس للتسوية تتمثل بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية. المسألة الأخيرة رجحت في طبيعة الدعوة للمؤتمر وتشديد الأمم المتحدة عليها. المعركة السياسية، بهذا المعنى، تتلخص بوجهة التسوية وبالتالي محطاتها: انطلاقا من “هيئة الحكم” إلى التحالف ضد التطرف، أم العكس.

وسيشكل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بروكسل اليوم، فرصة لرصد إشارات هذه الوجهة. لكن على صعيد الخطاب، ينتظر أن يصعّد الأوروبيون لهجتهم السياسية ضد دمشق، لتوفير مظلة داعمة لـ”الائتلاف” قبيل جلوسه وجها لوجه في مقابل ممثلي النظام. سيكون هذا تكرارا لحديث كيري، وقبله لمقررات مؤتمر “أصدقاء المعارضة” في باريس، في اللعبة المعروفة لرفع السقف قبل أي عملية تفاوض.

“الائتلاف” يهدد بالانسحاب من المؤتمر بعد دعوة إيران

الأسد يربط نجاح “جنيف 2” بمكافحة الإرهاب

تباينت المواقف من الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إيران لحضور مؤتمر “جنيف 2 ” حول سوريا، إذ سارعت فرنسا وبريطانيا والولايات المتجهة إلى الاعتراض على هذه الخطوة، رابطة مشاركة طهران في المؤتمر الدولي بموافقتها على مرجعية “جنيف1″، فيما هدد “الائتلاف الوطني السوري” المعارض بالانسحاب من المؤتمر في حال لم تسحب الأمم المتحدة دعوتها هذه.

في المقابل، رحبت روسيا بدعوة إيران إلى “جنيف 2″، لا بل اعتبرت أن عدم توجيه الدعوة إليها يشكل تشويهاً لفكرة المؤتمر الدولي، في وقت فضّل الاتحاد الأوروبي التريّث في اتخاذ موقف، برغم تأكيده على أنّ الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة المخوّلة توجيه الدعوات إلى المؤتمر من عدمه.

في هذا الوقت، شدد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، على أن أي نتيجة سياسية ستخرج من المؤتمر من دون مكافحة الإرهاب لن تكون لها قيمة”، رافضاً  فكرة مشاركة معارضي الخارج في أي حكومة انتقالية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن، في بيان نشر أمس، أن الدعوة وُجهت إلى طهران للمشاركة في “جنيف 2″، بعدما قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعمه للمؤتمر الدولي، الذي يهدف إلى إيجاد حل سياسي للنزاع السوري. وأشار إلى أن دعوة طهران جاءت بعد تعهدها بأداء دور “ايجابي وبناء” إذا طلب منها المشاركة في المؤتمر الدولي.

ورحّب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتوجيه دعوة رسمية إلى إيران. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النروجي بورج برانداه، في موسكو: “الآن تضم قائمة المدعوين نحو 40 دولة، بما في ذلك أستراليا والمكسيك وكوريا الجنوبية والبرازيل والهند وإندونيسيا… وإذا غابت إيران عن تلك القائمة، فإن ذلك سيشكل تشويهاً لفكرته”.

في المقابل، دعت الولايات المتحدة إيران إلى دعم العملية الانتقالية السياسية في سوريا وإلا فإن دعوتها للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” يجب أن تسحب.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي في بيان: “إذا لم توقع إيران كلياً وعلناً على بيان جنيف 1 فيجب أن تسحب الدعوة”.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن على إيران أن توافق صراحة على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لتشارك في مؤتمر “جنيف-2”.

وقال فابيوس في بيان، إن “المشاركة في جنيف 2 مشروطة بالموافقة الضمنية” على الهدف المدرج في رسالة الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو “إقامة حكومة انتقالية في سوريا تتمتع بكامل السلطات التنفيذية”، مضيفاً أنه “من الواضح أنه لا يمكن لأي بلد المشاركة في هذا المؤتمر إن لم يقبل صراحة بتفويضه”.

كذلك، طالبت وزارة الخارجية البريطانية إيران بالموافقة على تشكيل حكومة انتقالية كشرط للمشاركة في مفاوضات السلام.  وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية لوكالة “فرانس برس”، بأن “دعوة (الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون) تنص صراحة على أن المشاركة في جنيف 2 رهن بالالتزام الصريح ببيان مؤتمر جنيف 1 في حزيران العام 2012”.

أما قال المتحدث باسم “الائتلاف الوطني السوري” المعارض لؤي الصافي، فكتب في تغريدة على موقع “تويتر”، إن “الائتلاف يعلن انه سيسحب مشاركته في مؤتمر جنيف 2 طالما أن بان كي مون لم يسحب دعوته لإيران”، للمشاركة في مؤتمر السلام حول العملية الانتقالية السياسية في سوريا.

وفي بروكسل، تجاهلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون تعليق “الائتلاف” مشاركته في مؤتمر “جنيف 2”. وقالت لـ”السفير”، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن “الأمم المتحدة والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي هما الجهة الوحيدة المخولة توجيه الدعوات إلى مؤتمر جنيف 2”.

الأسد

واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن مؤتمر “جنيف 2” لن يكون له أي قيمة إذا لم يخرج بحلول من أجل مكافحة الإرهاب. واعتبر أنّ فكرة وجود وزراء من المعارضة في الخارج في حكومة انتقالية “غير واقعية على الإطلاق”.

وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، إن “الشيء البديهي الذي نتحدث عنه بشكل مستمر هو أن يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سوريا، وخصوصاً عبر الضغط على الدول التي تقوم بتصدير الإرهاب عبر إرسال الإرهابيين والمال والسلاح إلى المنظمات الإرهابية، لا سيّما السعودية وتركيا، وطبعاً الدول الغربية التي تقوم بالتغطية السياسية لهذه المنظمات”.

وحذر الأسد أن من أنّ عدم التوصّل إلى قرار بمكافحة الإرهاب سيؤدي إلى انتشار الفوضى في الشرق الأوسط.

وأضاف أن “ما خطط له في البدايات وهو إسقاط الدولة السورية خلال أسابيع أو خلال أشهر. هذه المرحلة بكل تأكيد فشلت وانتصر فيها الشعب السوري. ولكن هناك مرحلة أخرى من المعركة وهي مكافحة الإرهاب، وهذه المرحلة نعيشها اليوم بشكل يومي، ولم تنته بعد”. وتابع: “نستطيع أن نقول بأننا في هذه المرحلة نحقق تقدماً. نحن نسير إلى الأمام ولكن هذا لا يعني أن النصر قريب، هذا النوع من المعارك معقد ويحتاج إلى زمن طويل. ولا نستطيع أن نتحدث عن الانتصار فيها قبل أن نقضي على الإرهابيين”.

وكشف الأسد عن لقاءات حصلت في سوريا مع أجهزة استخبارات دول غربية عدة طلبت التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أن الجواب السوري كان أن “التعاون الأمني لا ينفصل عن التعاون السياسي، فالتعاون السياسي لا يمكن أن يتم عندما تتخذ هذه الدول مواقف سياسية معادية لسوريا”.

من جهة أخرى، أكد الأسد أن هناك “فرصاً كبيرة” لترشحه للرئاسة في الانتخابات المقررة في حزيران.

ورداً على سؤال عما إذا كان الوضع الأمني سيسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية بعد أشهر، قال إن “الطرق بين المناطق مفتوحة، وكل الناس تستطيع أن تتحرك، ويستطيع الأشخاص الذين يتواجدون في مناطق ساخنة أن يأتوا إلى المناطق المجاورة القريبة ويقوموا بعملية الانتخاب”، لافتاً إلى أن “هناك صعوبات، ولكنها ليست عملية مستحيلة”.

ورداً على سؤال حول موافقته على وجود وزراء من المعارضة في الخارج في حكومة انتقالية، قال الأسد: “لنفترض أننا وافقنا على مشاركة هؤلاء في الحكومة، فهل يجرؤون على المجيء إلى سوريا؟”. وأردف قائلاً: “هذا يعتمد على من تمثل هذه المعارضة. أن نأتي برئيس وزراء من المعارضة وهو لا يمتلك الأكثرية في البرلمان فهذا مناقضٌ للمنطق السياسي في كل دول العالم”، مشيراً إلى أن “الانتخابات النيابية المقبلة ستحدّد الحجم الحقيقي لقوى المعارضة المختلفة”.

وشدد على أن “ثمة قوى سورية معارضة لديها أجندة وطنية، ويمكن أن نفاوضها حول الرؤية لمستقبل سوريا، ويمكن لهذه القوى أن تشارك معنا في إدارة الدولة السورية”.

على صعيد متصل، أكد الأسد أن “المنظمات الدولية التي تتحدث عن انتهاكات في سوريا لا تملك أي وثيقة تثبت اتهاماتها حول ارتكاب الحكومة السورية مجازر ضد المدنيين، مؤكداً أن “الإرهابيين هم الذين يقتلون المدنيين في كل الأماكن”.

وحول تدخل “حزب الله” في القتال في سوريا، ذكّر بدخول “العشرات من الجنسيات من خارج سوريا للقتال فيها”، مشيرا إلى أن هؤلاء “اعتدوا على المدنيين في لبنان وخصوصا على الحدود السورية، وعلى حزب الله”. وأكد في الوقت ذاته أن “خروج كل من هو غير سوري من الأراضي السورية هو أحد عناصر الحل”، موضحاً أنّ ذلك سيكون ضمن “سلّة متكاملة تهدف إلى خروج المقاتلين وتسليم كل المسلحين – حتى السوريين منهم – سلاحهم إلى الدولة السورية”.

ورأى الرئيس السوري أن ما يجري في المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، “مسيّس ويهدف إلى الضغط على حزب الله”.

(“السفير”، أ ف ب، رويترز)

حلب بين مبادرة الهدنة وتوسع المعارك

“داعش” يتقدم في الريف ويكشف خفايا المعركة

عبد الله سليمان علي

المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم بخصوص مدينة حلب، ربما تشكل على المدى المنظور بصيص الأمل الوحيد لخروج المدينة من النفق المظلم الذي أقحمت فيه في آب من العام 2012، عندما اقتحمت مجموعات مسلحة عدة أحياء منها وسيطرت عليها، لتدخل المدينة في دوامة المواجهات العسكرية التي لم تتوقف حتى الآن، بعد أن كانت حافظت على هدوئها واستقرارها منذ بداية الأزمة في سوريا.

لكنها من جهة أخرى، قد تكون سبباً غير مباشر لاحتدام الصراع المسلح بين فصائل المعارضة بعضها ضد بعض، لا سيما أن التوقعات تشير إلى أن فصائل عديدة لا يمكن أن توافق على المبادرة، وترى في وقف إطلاق النار صيغة للاستسلام أمام النظام وجيشه، خصوصاً أن الريف الحلبي يشهد تقدماً كاسحاً لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) الذي يتجه للسيطرة على مدينة منبج، إحدى أكبر مدن الريف، بعد سيطرته منذ يومين على مدينة جرابلس الحدودية، إضافة إلى سيطرته في وقت سابق على مدينة الباب ومناطق أخرى عدة مثل حريتان وتادف.

وبالتالي فإن “داعش”، الذي يرجح أنه لن يقبل بالمبادرة، يملك على الأرض إمكان إفشالها، أو على الأقل تضييق نطاق تطبيقها والحد بالتالي من نتائجها الإيجابية المفترضة.

كما يبدو موقف “جبهة النصرة” ملتبساً، فبينما أيدت ولو بشكل ضمني الحرب ضد “داعش”، ولعبت دوراً مهما في إخراجه من مدينة حلب والسيطرة على مقراته بالاشتراك مع “الجبهة الإسلامية” و”جيش المجاهدين”، فقد أعلنت منذ أيام عن “غزوة” جديدة يجري الإعداد لها، وشن حملة إعلامية لكسب التأييد والدعم للقيام بها تحت مسمى “غزوة وامعتصماه” تستهدف الهجوم على سجن حلب المركزي و”تحريره” وإطلاق سراح المعتقلين فيه.

وقد يكون سجن حلب المركزي من النقاط المرشحة ليبدأ بها تنفيذ المبادرة التي أطلقها المعلم، نظراً الى الحالة الإنسانية المزرية والأوضاع الصحية الحرجة التي يعاني منها المتواجدون في السجن، من عسكريين وعناصر شرطة ومساجين، بعد تعرضهم للحصار من قبل الفصائل الإسلامية على مدى عام ونصف العام.

ويلاحظ أن الجيش السوري حقق مؤخراً تقدماً ميدانياً مهما في منطقة الشيخ نجار والمنطقة الصناعية القريبة من سجن حلب المركزي، في ظل اتهام “داعش” لـ”الجبهة الإسلامية” بأنها أخلت مواقعها في الشيخ نجار وسلمتها “للجيش الأسدي”.

وبذلك فإن المبادرة تشكل مأزقاً جدياً للفصائل الإسلامية، وقد يكون هذا أحد دوافع طرحها من قبل المعلم قبل مؤتمر “جنيف 2” بأيام، فرفضها سيظهر هذه الفصائل على أنها ترفض تحسين ظروف حياة المواطنين والتقليل من معاناتهم اليومية، وهو ما سيترك آثاره السلبية حتى على حاضنتها الشعبية الموالية لها. أما القبول بها فلن يكون له سوى ترجمة وحيدة، هي اتهامها بالعمالة للنظام من قبل الرافضين للمبادرة.

وإذا كانت “الجبهة الإسلامية” رفضت المؤتمر الدولي، رغم أن بعض القيادات في “الائتلاف الوطني السوري” المعارض كانوا صرحوا لوسائل إعلام أن الجبهة أبدت موافقتها على المشاركة فيه، فهل يتوقع أن تعلن عن قبولها بمبادرة المعلم التي تبدو على الأرض أشد خطراً عليها من مؤتمر جنيف بسبب آثارها الميدانية المتوقعة؟

كما أن التقدم الذي يحققه تنظيم “داعش” في الريف الحلبي، قد يشكل عاملاً يمنع “الجبهة الإسلامية” من القبول بالمبادرة، سراً أو جهراً، ليس لأنه سيعطي “داعش” إمكانية إفشال المبادرة وإحراج “الجبهة الإسلامية” وحسب، بل لأن تقدم “الدولة الاسلامية” سيظهر الجبهة وكأنها تتخذ المبادرة كدرع تحمي به نفسها من هذا التقدم.

ويسيطر تنظيم “داعش” على مدن وبلدات عدة في الريف الحلبي، منها مدينة الباب الاستراتيجية، وحريتان وتادف، ومدينة جرابلس ذات المعبر الحدودي المهم مع تركيا، وهي تتجه للسيطرة على منبج التي تعتبر من أكبر مدن الريف الحلبي الشرقي، حيث أفادت المعلومات، أمس الأول، عن وقوع اشتباكات عنيفة على المدخل الغربي للمدينة، بينما ذكرت مصادر إعلامية مقربة من “داعش” أن ثلاثة أرتال ضخمة تتجه إلى منبج لتطهيرها ممن وصفتهم بـ”صحوات الشام”.

في غضون ذلك، كان لافتاً أن يخرج هاني البلادي الحربي، السعودي الجنسية وهو الأمير العسكري في “داعش” لمنطقة الشيخ سعيد في ريف حلب، ويكتب على حسابه على “تويتر”، عما أسماها “أحداث الغدر” وتورط “جبهة النصرة” في المؤامرة ضد “الدولة الإسلامية” ومساهمتها في السيطرة على مقراتها في حلب وتسليمها إلى “أحرار الشام”. والتاريخ الحديث لإنشاء حساب الأمير العسكري على “تويتر” يشير إلى أن الغرض منه كان تسريب هذه المعلومات.

وقال البلادي الحربي: “سأكتب لكم ما حصل معي من مفاوضات مع والي حلب لجبهة النصرة ومع أمير فجر الشام وأمير لواء التوحيد وسأذكرها ليعلم المسلمون ما حصل في حلب”.

وتحدث كيف انسحبت “كتائب نور الدين الزنكي” من الخط الأول، واضطر إلى تغطية النقص من عناصره، وأنه لاحظ تجمعات غريبة في دوار جسر الحاج التابع لـ”الجيش الحر” فقبضه قلبه، ونزل إلى بلدة حريتان لاستقدام المزيد من العناصر. وفوجئ عند عودته بأن طريق الشيخ سعيد مقطوع ولا يمكن العبور عليه، وذلك بعد أن تعرض للهجوم، وجرى اعتقال عدد من عناصر “الدولة الإسلامية”.

وأكد الحربي أنه طلب من أمراء وقادة الفصائل المسلحة تحييد حلب عن الصراع، كي لا يقتحم النظام وتنتهك الأعراض بحسب قوله. ولكن قائد “لواء التوحيد” لم يوافق على طلب تحييد حلب.

ويتابع الحربي استعراض تفاصيل الأيام الأولى للأحداث ودور “جبهة النصرة” فيها. ويقول: “في اليوم التالي بدأت لعبة جبهة النصرة، حيث أتت إلينا وطلبت تعليق شعارها على المقرات”. وذكر أنه بقي حتى منتصف الليل يفاوض ممثلي الجبهة على وقف إطلاق النار والتحاكم إلى الشرع، لكن ممثلي “النصرة” أصروا على “تسليم السلاح وتقديم عناصر الدولة الإسلامية للمحاكمة”، مؤكداً أن “جبهة النصرة” اعتقلت عدداً من عناصر “داعش” واقتادتهم إلى معتقلاتها، بينما قامت مجموعة أخرى من الجبهة بمحاصرة مقر لـ”الدولة الإسلامية” ورفضت فك الحصار قبل أن يسلموا أسلحتهم “وعند تسليم سلاحهم قامت جبهة النصرة بتسليم العناصر إلى أحرار الشام”.

وأشار الحربي إلى أن لديه معلومات تؤكد أن “جبهة النصرة” تمد “الجبهة الإسلامية” بالسلاح في حربها ضد “الدولة الإسلامية”. وذكر قصة الرتل الذي كان “داعش” على وشك ضربه لأنه يرفع راية “لواء التوحيد” التابع الى “الجبهة الإسلامية”، لكن “النصرة” أبلغته أن الرتل تابع لها، ما يؤكد بحسب ما قال أن “جبهة النصرة” كانت تمدهم بالرجال والسلاح ولو سراً أو تحت شعار غير شعارها.

إلى ذلك، دعا زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي، في تسجيل صوتي بث على مواقع “جهادية” على الانترنت، الفصائل المسلحة التي تقاتل تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال “النصيرية والروافض”. وقال: “ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية”. وأضاف: “هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، اذكره أن المعركة معركة الأمة وان المستهدف هم المجاهدون”.

وتابع البغدادي: “نقول لكل من زلت قدمه ممن قاتلنا راجعوا حساباتكم، لقد اخذتمونا على حين غرة وطعنتمونا من الخلف وجميع جنودنا في الجبهات والرباط”. واوصى مقاتليه بالقول: “تكفوا عمن كف عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه وعظم ذنبه، وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لاهل السنة جميعا”، لكنه هدد قائلا ان “عجزتم واعذرتم عن ربكم فتوكلوا على الله، وخوضوا تلك الحرب فانتم لها، وكونوا على يقين لا محالة”.

وقال: “إننا ما اردنا هذه الحرب وما سعينا او خططنا لها، لانها في ظاهرها وما يبدو لنا ان المستفيد منها هو النصيرية والروافض… قد اكرهنا عليها، وبقينا على مدار ايام ندفع بها ونسعى لايقافها رغم الغدر والتعدي السافر علينا، حتى ظن المغرر بهم ان الدولة لقمة سائغة وانهم قادرون عليها، فما كان لنا الا ان نخوض الحرب مكرهين”.

 ‘الجبهة الاسلامية’ ترفض محادثات جنيف و’داعش’ تدعو للصلح

‘الرئاسة السورية’ تنفي تمسك بشار الاسد بالسلطة

عواصم ـ وكالات: نفى المكتب الاعلامي في الرئاسة السورية امس الاحد تصريحات نسبت الى الرئيس السوري بشار الاسد ونشرتها وكالة انباء ‘انترفاكس′ الروسية تقول فيها انه لا ينوي التنحي عن السلطة. وذكر المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية في بيان نشر على صفحة الرئاسة على موقع ‘فيسبوك’، ‘كل ما يُنقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة انترفاكس الروسية غير دقيق’.

ونقلت ‘انترفاكس′ عن الأسد قوله لأعضاء بالبرلمان الروسي يزورون دمشق إنه إذا كان يريد التنازل عن السلطة لفعل ذلك منذ البداية، مضيفا أنه يحمي بلاده وإن هذا الأمر غير مطروح للنقاش.

ونقلت وكالة ‘ايتار تاس′ وهي وكالة انباء روسية اخرى عن الكساندر يوشتشينكو وهو برلماني روسي وعضو في الوفد الزائر قوله إن الأسد ‘اقترح أن يقدم خصومه مرشحا لمنافسته في تصويت يطرح على الشعب… لكن حتى الآن لم يفعل ذلك أحد.’

ووافق الائتلاف الوطني السوري وهو جماعة المعارضة السياسية الرئيسية في المنفى السبت على حضور المحادثات، مما يمهد الطريق أمام انعقاد أول اجتماع بين حكومة الرئيس بشار الأسد وخصومها.

وأصدرت مجموعة كبيرة من المنسحبين من ‘الائتلاف’ بياناً اعتبرت فيه قرار المشاركة في جنيف 2 باطلاً لأنه اتخذ بعدد أصوات أقل من نصف عدد أعضاء الائتلاف بينما يشترط النظام الأساسي للائتلاف، حسب البيان الذي وردت ‘القدس العربي’ نسخة منه ‘موافقة ثلثي أعضاء الهيئة العامة على القرارات التي تغيّر الاساس الذي نشأ عليه الائتلاف، متمثلاً باسقاط نظام القتل والاجرام في سوريا بكل رموزه وأركانه’، على حد قول البيان.

كما أن الجبهة الإسلامية وهي ائتلاف من عدة قوى اسلامية مقاتلة تمثل قسما كبيرا من مقاتلي المعارضة على الأرض أعلنت رفضها للمحادثات.

وقال أبو عمر العضو الباز في الجبهة الإسلامية على حسابه على موقع تويتر إن مستقبل سوريا سيتشكل (هنا) على ارض البطولة وسيوقع بالدماء على جبهات القتال وليس في مؤتمرات ‘جوفاء’ يحضرها من لا يمثلون حتى أنفسهم، فيما دعا زعيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ابو بكر البغدادي الاحد الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه الى الصلح والتفرغ لقتال ‘النصيرية والروافض’، في اشارة الى النظام السوري، وذلك في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية.

وقال البغدادي ‘ها هي الدولة تمد يدها اليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ لنصيرية’.

الى ذلك رفض الجيش السوري’الحر الهدنة في مدينة حلب (شمالي سوريا)، التي اقترحها وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، خلال زيارته الأخيرة لموسكو.

ووصف’حامد القرضي مدير المكتب الإعلامي لهيئة قيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر شروط تلك الهدنة بـ’التعجيزية’، وقال ‘هل هناك هدنة في العالم، تشترط الانسحاب من أماكن نسيطر عليها في مقابل وقف إطلاق النار’.

وأضاف ‘هم يريدون بهذا الشرط التعجيزي أن يوجهوا رسالة للعالم بأنهم يسعون للسلام، بينما نحن من نرفض ذلك’

وزارة الاعلام ستموّل سفر ‘نسوان المعارضة الشريفة’ لتسويق صورة النظام في جنيف:

استمرار الاعتقالات لفنانات سوريات ومحاكمتهن بتهم الارهاب!

دبي ـ ‘القدس العربي’ من محمد منصور: أفادت مصادر خاصة لـ’القدس العربي’ من داخل وزارة الإعلام السورية، ان وزير إعلام النظام عمران الزعبي أرسل في وقت سابق للصحافيين والمراسلين الذين يروجون روايات النظام، بعرض تقوم فيه وزارته بتأمين فيزا لكل من يرغب بتغطية مؤتمر جنيف 2، وأنه ما عليهم سوى تسجيل أسمائهم لديها لتتكفل هي بتأمين فيزا الدخول إلى الأراضي السويسرية.

وذكر المصدر المطلع الذي ينقل لنا كواليس ما يجري في وزارة الإعلام، أن النظام قام في وقت سابق بحملة في أوساط من يسمّيهن (نسوان المعارضة الشريفة في الداخل) من أجل تمثيل المرأة في جنيف 2 ولترشيحهن لعمل دورات هناك… ناهيك عن الدور الذي يفترض القيام به من خلالهن، لإظهار صورة ‘النظام العلماني’ في مواجهة الإرهاب الذي يلصقه بثورة الشعب السوري… والدور الذي يمكن القيام به للتشويش أثناء المؤتمرات الصحافية على المعارضة.

لكن وجه النظام العلماني المستنير، الذي يحاول تسويقه، يبدو محرجاً جداً حين يتذكر السوريون الفنانات اللواتي اعتقلهن في سجونه، ومنهن أمهات لأطفال، كن يمارسن عملهن الفني في دوبلاج أفلام الكارتون بدمشق، كالفنانة سمر كوكش ابنه المخرج علاء الدين كوكش… أو الفنانة ليلى عوض، التي اعتقلت عند نقطة الحدود السورية اللبنانية بعد عودتها من ألمانيا لمشاهدة ابنها وانتشرت شائعات حول استدراجها للعودة من قبل فنان شهير ما لبث أن نفاها بشدة!

وحصلت ‘القدس العربي’على معلومات خاصة حول اعتقال الفنانة سمر كوكش، الابنة الوحيدة للنجمة السورية الراحلة ملك سكر، والمخرج علاء الدين كوكش (مواليد دمشق 1971) فقد اعتقلت أثناء خروجها من المنطقة الحرة بدمشق، حيث تتواجد بعض استوديوهات الدوبلاج التي تعمل فيها سمر بدبلجة أفلام الكارتون، بتاريخ 12/ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 واقتيدت إلى فرع الأمن العسكري (215) قبل أن تحول إلى قسم الإرهاب في سجن عدرا، وتوجه لها تهمة دعم الإرهاب. ويرجح ناشطون أن سمر كانت تقوم بنشاطات إغاثية للسوريين المنكوبين أو المهجرين من مناطق القتال إلى دمشق، من دون أي صلة لها بأي شق عسكري أو تنظيمي في الثورة.

وفشلت كل وساطات والدها المخرج السبعيني علاء الدين كوكش في الإفراج عنها حتى اليوم، رغم أنه كان قد اتفق مع مؤسسة الإنتاج التلفزيوني التابعة للنظام بتصوير مسلسل تلفزيوني جديد يحمل اسم (القربان) بمشاركة حشد من الممثلين الموالين للنظام.

أما الفنانة السورية ليلى عوض ابنة مدينة حلب الشهباء، وخريجة المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1992، فقد كانت تقيم في ألمانيا، بعد خروجها من دمشق وتوجهها إلى القاهرة والإمارات بحثاً عن عمل. ثم استقر بها المقام في ألمانيا بعد الموافقة على طلب لجوء. ومن هناك اقتصر نشاطها على تخصيص صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لنقل ومتابعة أخبار المعتقلين، والمطالبة بالإفراج عنهم، وقد نشرت لها صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالإفراج عن العديد من زملائها الفنانين كالكاتب عدنان زراعي والممثل زكي كورديللو وابنه ميهار، الذين كتبت أسماءهم على لوحة حملتها وعنونتها بعبارة ساخرة: (كمان الفنانين صاروا إرهابيين؟) قبل أن تصبح فريسة سهلة للاعتقال، بسبب رغبتها بالعودة إلى وطنها.

وكان ما يسمى (قاضي التحقيق في محكمة الإرهاب) قد استجوب يوم الأربعاء الماضي ( 15/1/2014) الفنانتين ليلى عوض وسمر كوكش، بعد أن وجهت نيابة محكمة الإرهاب لعوض تهماً عديدة أطرفها (الخروج من البلاد بطريق غير مشروع) ثم لقاءاتها مع قوى المعارضة في الخارج ولاسيما مع جماعة الإخوان المسلمين، والإساءة للنظام والدولة في كتاباتها على الفيس بوك.. وقرر تمديد توقيفها مع سمر كوكش أيضاً.

وللنظام تاريخ حافل مع اعتقال ومضايقة الفنانين الذين ساندوا ثورة الشعب السوري على قلتهم، فقد سبق له اعتقال الفنان جلال الطويل أثناء محاولته الخروج من البلاد عبر الأردن، واقتياده إلى فرع الأمن العسكري، وتهديده بقتل شقيقه إن لم يقبل الظهور على شاشة الفضائية السورية للحديث عن العصابات المسلحة في بداية الثورة، كما اعتقل الفنانة مي سكاف التي تقيم حالياً في عمان، واعتقل الفنان محمد آل رشي نجل الفنان عبد الرحمن آل رشي، الذي كان اول فنان يهتف بسقوط الأسد في حفل عزاء في دوما عام 2011… كما اعتقل الممثل والكاتب الكوميدي الشاب محمد عمر أوسو، والكاتبين الدراميين سامر رضوان وفؤاد حميرة (من الطائفة العلوية) وضيّق على الفنانين الذين وقعوا على بيان فك الحصار عن درعا في نيسان من عام 2011 والذي أسماه إعلام النظام (بيان الحليب) وأجبر الفنانتين يارا صبري ومنى واصف، اللتين كانتا من الموقعين على البيان المذكور، على الظهور بالقوة على شاشة الفضائية السورية وانتزع اعتذارا علنيا منهما على البيان… وما زالت الفنانة منى واصف تعاني من التضييق والمراقبة من قبل النظام، بسبب مواقف ابنها المعارض عمار عبد الحميد، ناهيك عن الحملات التي شنت ضدها لسحب وسام الاستحقاق منها بعد توقيعها على البيان الذي كان سقف مطالبه: قيام وزارة الصحة السورية بإيصال الحليب إلى أطفال درعا الذين كانوا يرزحون تحت حصار دبابات جيش النظام في نيسان من عام 2011، وقبل أن يكون هناك أي وجود لأي فصل مسلح أو جيش حر او قوى يتهمها النظام اليوم بـ (الإرهاب)!

معادلة جديدة لحلفاء دمشق خلف الكواليس: بقاء النظام و’عدم ترشيح’ الأسد

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’ إستدراك مؤسسة الرئاسة السورية الذي حاول إعادة إنتاج المشهد فيما يخص بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد يظهر مجددا أن اللاعبين الكبار خارج مؤسسة النظام السوري يحيطون بالتفاصيل والحيثيات المستقرة داخل القصر الجمهوري.

مسألة تنحي الأسد تشغل مطابخ القرار وغرف العمليات وخلايا الأزمة التي تتابع كل تفاصيل وتطويرات المشهد السوري خصوصا بعدما اقتربت لحظة جنيف 2 التي تحمل بطبيعتها إشارات متعاكسة كان من بينها قرب ولادة وثيقة كيري المعنية بعملية السلام والقضية الفلسطينية.

رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور كان أول من ألمح لهذا الرابط ردا على سؤال لـ’القدس العربي’ على هامش لقاء عقده السبت مع نخبة من الكتاب ورؤساء التحرير حين أشار الى أن ما يسمى بوثيقة كيري ‘قريبة جدا’.

في التوضيح تحدث النسور عن رابط مباشر بين قرب ولادة الوثيقة الأمريكية بخصوص عملية السلام وبين السقف الزمني لمؤتمر جنيف 2 ملمحا إلى ان الأولى ينبغي أن تسبق الثانية مما يدلل وبوضوح على أن العلاقة بالنسبة للاعبين الكبار في المنطقة لازالت عضوية لا بل تشابكية بين التسوية المحتملة على المسارين الفلسطيني والسوري. لكن ما سربته أوساط السلطة الفلسطينية عن احتمالية استضافة مدينة العقبة لحفل إشهار مفترض لوثيقة كيري وسط صمت أردني يوحي بإجماع المراقبين بأن لحظة الترتيب لما يسمى بالصفقة الشاملة في المنطقة قد حانت فالإتصالات قد حصلت عن بعد بين واشنطن وحزب الله وجولة وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف الأخيرة في المنطقة العربية وضعت طهران عمليا على سكة التسوية الشاملة.

في الوقت نفسه انحسر نفوذ التيار الصقوري بقيادة الأمير بندر بن سلطان في السعودية واستقر أمر السلطة في مصر بين أحضان الجنرال عبد الفتاح السيسي.

وبدأت اتصالات ذات طابع انفراجي لتشكيل حكومة لبنان وتقبل النظام الرسمي العربي فكرة تراجع حضور ونفوذ تركيا أردوغان وتقدم إيران روحاني في الوقت الذي باتت فيه المعركة مفتوحة وبمشاركة جميع الأطراف بدون استثناء ضد تنظيمات القاعدة في العراق وتعبيراتها في سوريا مثل داعش وجبهة النصرة.

العنصر الأخير أشار له النسور أيضا عندما لفت النظر الى أن بلاده ستكون مهددة لو انتصر في معركة سوريا المتطرفون وستبقى مهددة لو انهزم المتطرفون لأنهم في الحالة الثانية سيحاولون الهرب جنوبا نحو شمال الأردن.

النسور في الوقت نفسه عبر عن تشاؤمه من احتمالية حصول اختراق سياسي على صعيد الوضع السوري المعقد بالرغم من انعقاد جنيف 2 لكن وزير الخارجية ناصر جودة يرفض الإرتهان الى هذا المنطق ويزاحم خلف الكواليس للجلوس على طاولة جنيف 2 بعد أن أبلغ ظريف الأردن بأن طهران مع مشاركة الأردن لأنه بلد مهم جدا للتسوية في سوريا.

هذه الأجواء تسمح للكثير من الأوساط والمصادر بالإنتقال الى الورقة الأساسية والحرجة التي تؤخرها جميع أطراف اللعبة وهي ورقة تنحي الرئيس بشار الأسد.

السعودية مصرة على أن اختلاف بوصلتها كما هي مرحليا واستراتيجيا في سوريا لن يحصل قبل التوثق والتأكد من تنحي بشار الأسد والإتصالات التي شملت عدة أطراف من أقرب حلفاء دمشق في لبنان وإيران تحدثت عن إمكانية مغادرة منطق الإستعصاء الحالي عبر مناقشة وقبول فكرة تنحي الأسد أو بصيغة معتمدة ‘عدم ترشيح ‘ وفقا لمصادر مطلعة جدا تحدثت عن تطورات لافتة في هذا السياق.

بالتوازي يعزف الأمريكيون كلما اقتضت الحاجة على الوتر نفسه فيما تبدو موسكو مصرة على تأخير كلمتها الأخيرة بخصوص التنحي المحتمل للأسد الى أبعد لحظة ممكنة تتيح لها السيطرة المطلقة على مصالحها أولا، ثم على النظام البديل في سوريا.

وتسربت أنباء تفيد بأن إيران وحلفاءها في لبنان وكذلك موسكو أطراف بدأت تتحدث خلف الكواليس عن بقاء النظام وليس بقاء الرئيس بشار الأسد وهو خيار يرضي الفرقاء في دول الخليج ويتعامل مع الواقع الموضوعي كما هو مما قد يفسر عمليا التصريح الصادرعن الرئاسة السورية الذي ينفي ما ورد سابقا على لسان الأسد من أن التنحي غير وارد.

السوريون بحاجة لعقد إجتماعي والمسيحيون في سوريا جزء من ‘الغالبية الصامتة/ إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ قال جهاد مقدسي، المتحدث السابق باسم الخارجية السورية في مقابلة له مع صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن الجميع متعب في سوريا، وأيقن كل طرف أنه لا ينتصر في الحرب الجارية. واعترف في أول مقابلة له أجريت في إحدى مقاهي دبي أنه لم يكن ليترك سوريا لو ضمن سلامة عائلته. وأشار إنه لا يتحدث كونه ابن طائفة مسيحية ولكنه يعبر عن مواقف من يسميهم ‘المركز- الوسط’ أو’الغالبية الصامتة’ التي أرادت التغيير ولكن تدريجيا وليس عبر الثورة المسلحة.

وأكد أنه لا يسعى للسلطة أو لموقع في الحكومة الإنتقالية التي قد تنتج عن المحادثات في مؤتمر جنيف-2 الذي سيبدأ جلساته هذا الإسبوع، ولكنه عبر عن حزنه رؤية بلاده وهي تتداعى، فالدمار والقتل يجعل الإنسان خجل من التفكير في ‘مجده الشخصي’.

وقال إن ما دفعه في المقام الأول للرحيل عن سوريا أو تركه وظيفته هو ‘الشعور بأنه لم يعد قادرا على تغيير أي شيء’.

شراء الوقت

ويرى أن جنيف هي عملية سياسية طويلة، والموافقة على الدخول فيها هي موافقة على ‘حفل الزفاف’ الذي يعني عملية تفاوض سياسي حاول كل طرف تجنبه ويريد فشله. ويعتقد أن مطالب السوريين مشروعة وأن ما تحتاجه سوريا اليوم هو ‘عقد إجتماعي’ ودستور قوي وحكم راشد.

وفي المقابلة التي تقول الصحيفة أنها استمرت لساعات قال مقدسي إن ما يحتاجه مؤتمر جنيف هو اعتراف متبادل بين الموالين للنظام والمعارضة ووقف إطلاق النار، مما يعني التخفيف من حدة القتل الطائفي.

وقال إن هناك خلافا في الرؤي حول الأزمة فالمعارضة تتبني موقف التنحي وتركز على الرئيس، فيما يتبنى الموالون للنظام مدخل ‘دعونا نتصدى للإرهاب’ وعلى خلاف هاتين النظرتين يدعو مؤتمر جنيف إلى حكومة إنتقالية وعملية إعادة تشكيل للدولة، وعليه فهناك ‘فيل مفقود’ في الغرفة، وعليه فمن مصلحة كل طرف فشل محادثات جنيف، ولا أحد في الحقيقة يحب جنيف، ‘لأنهم يعرفون أنهم بمشاركتهم في جنيف سيخسرون أمام جماهيرهم’.

وفي رده على سؤال إن كان المؤتمر الدولي سيفشل أجاب ‘لا’ ولكنه سيكون معيارا للأزمة السورية، وسيؤدي لبداية عملية سياسية طويلة لا يريدها أي سوري أو أي سياسي. فما يحتاجه السوريون هو وقف إطلاق النار قبل كل شيء ‘فطالما استمر القتال فلا حاجة لمنح الدبلوماسية مساحة بعد ثلاثة أعوام من استراتيجيات فاشلة اعتمدها كل طرف’.

وما يدفع الأطراف للذهاب إلى جنيف أو يعطي الإطار السياسي مساحة للنجاح هو شعور كل طرف بالتعب كما يقول مقدسي ‘الجميع متعبون، وكل واحد اكتشف أنه لن يكون قادرا على النصر أو سحق الطرف الآخر، لا أحد ينتصرـ وهناك حاجة لدى كل طرف لالتقاط الأنفاس، وتتعرض الدول الغربية لضغوط كبيرة من المنظمات الإنسانية لفعل شيء أمام هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة’.

ويرى مقدسي أن الحكومة التي تزعم تكتيكيا أنها تنتصر في حربها ‘على الإرهاب’ تحتاج هذه العملية السياسية، فالدخول في أية عملية سياسية يمنحها الوقت لشراء الوقت وتراهن على تغير في المزاج السياسي الغربي للحصول على ‘صفقة سياسية جيدة’.

وعن الخيارات السيئة لجنيف يقول إن الخيارات موجودة الآن ولكن ما يأمل تحققه في جنيف هو الإعتراف المتبادل بين المعارضة والموالين للنظام والتوصل لهدنة ووقف إطلاق النار والتي يمكن استخدامها كأداة لبناء جسور ثقة.

فأي تفاهم لا يقوم على توافق على جوهر الحل السياسي لن يستمر، أيا كان تبادل سجناء أو السماح للمواد الإنسانية وما إلى ذلك. ويعتقد مقدسي أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيكون ناجحا وسهلا تحقيقه من ناحية الحكومة التي لديها تسلسل قيادي، وهو أسهل منه من جانب المعارضة التي تتمثل في أكثر من فصيل.

السعودية وإيران

وعن دور السعودية التي تدعو المعارضة لعدم تقديم تنازلات، يقول مقدسي ‘عندما توافق على المشاركة في جنيف لا تستطيع المشاكسة، لأنك شاهد على الزفاف، وإن حصل زفاف في جنيف فسيكون السعوديين شهودا.

والغرب لا يريد من السعوديون التخلي عن المعارضة بل إعادتها لرشدها’. وعن دور إيران، خاصة بعد الإتفاق النووي، لا يعتقد مقدسي أنه تمت مناقشة الأزمة السورية أثناء المحادثات الأمريكية – الإيرانية ‘افترض أن الامريكيين كانوا مهتمين بمناقشة موضوع أفغانستان مع إيران’ أكثر من سوريا التي لا تعتبر مهمة عندما يتعلق الأمر بالأمن الإقليمي. ومع ذلك يرى أنه طالما كانت علاقة إيران مع الغرب جيدة فوضع النظام سيكون جيدا خاصة أن التحالف مع بين سوريا وإيران ‘لا يمكن زعزعته’ وعلى الرغم من ذلك ‘فهذا التحالف لن يكون قادرا على إعادة سوريا لما كانت عليه قبل 2011.

وحول دعوة طهران لجنيف أجاب مقدسي ‘أي طرف ليس مشاركا هو مشاكس′، ومن هنا فدعوة الإيرانيين سيكون بمثابة امتحان لنواياهم وإن كانوا سيلعبون دورا إيجابيا ‘وما يهم الإيرانيون هو استمرار النظام وليس شخص الرئيس′ وبالتأكيد فما يدعو إليه جنيف هو تغيير النظام.

عقد إجتماعي

ويرى مقدسي أن المهم في التغيير في سوريا، وما يقلق بال الموالين للنظام هو نجاتهم بدون أن تكون هناك دعوات لملاحقتهم أو الإنتقام منهم. ولهذا يرون في الرئيس، وهم محقون في هذا ضامنا لنجاتهم. ويضيف أنهم يعتقدون بحصول الفوضى في حال ذهابه.

ويجب التأكيد في المستقبل على العقد الإجتماعي نظرا لطبيعة سوريا الديمغرافية. ويرى أن الصراع الطائفي في سوريا سيتراجع أن تم التوصل لحل سياسي فالناس ‘غاضبون وحانقون بسبب ما خسروه وما نزف من دم، وعلينا أن لا نحكم عليهم في هذه المرحلة التاريخية، وعندما توقف نزف الدم وتمنحهم عقدا إجتماعيا أحسن فستهدأ الأمور’.

المسيحيون السوريون

وعن خططه السياسية وإن كان سيلعب دورا في الحكومة الإنتقالية قال مقدسي إنه ‘بصدق لا يبحث عن دور’ ويشعر بالألم عندما يرى بلاده ‘تتداعى’.

ولو كان الأمر متعلقا بدور لبقي في منصبه الذي عمل فيه مدة 15 عاما. وقال ‘عندما تفكر بالموت الهائل في سوريا فإنك تخجل من التفكير في المجد الشخصي، فسوريا تستحق أحسن من هذا’.

ويرى مقدسي إن أهم طريقة لحماية المسيحي، ليس من خلال مشاركته، كمسيحي ولكن عبر ‘نصوص’ أي دستور. وأكد ‘شخصيا لا أعمل من خلال المزاج الطائفي، بالتأكيد افخر بكوني مسيحي، وقطعا أهتم وأقلق حول وضع المسيحيين، وأعتقد أنه يجب الحفاظ على هويتنا العربية لأن العلاقة مع الرب يجب أن لا تكون العامل الأهم، ولا نريد العيش في مجتمع كل واحد يحمل هويته معه’.

وقال ‘لم أشعر يوما من الأيام أنني مواطن من الدرجة الثانية، ولسنا بحاجة لإعادة خلق تعايشنا، فنحن متعايشون، وما نحتاجه هو إعادة كتابة عقدنا الإجتماعي وحكم راشد’.

وهو لا ينفي تعرض المسيحيين في سوريا لتهديد والقتال الطائفي هناك ليس في صالحهم ‘وعلينا أن لا ننسى أننا مسيحيون سوريون وليس مسيحيون فقط وعندما تكون سوريا بعافية فنحن كذلك وهذا ما يجب أن نركز عليه’.

ولا يوافق مقدسي على فكرة وقوف المسيحيين مع النظام الذي يعتقدون أنه يحميهم، مؤكدا أن أحدا لم يكن قادرا على تقديم قراءة صحيحة لوضع المسيحيين أو موقفهم في سوريا من هذا الطرف أو ذاك، فالمسيحيون في سوريا يؤمنون كغيرهم من السوريين بالتغيير وأنه قادم لا محالة ولكنهم أرادوه تدريجيا وليس عبر الثورة المسلحة.

وبعد كل الدم والتهديد من الجهاديين اختار المسيحيون أن يكونوا ضمن الغالبية الصامتة، وهذا وضع مختلف عن الوقوف مع جانب ضد الطرف الآخر. ويرى مقدسي أنه يمكن للمسيحيين السوريين لعب دور لتجسير الهوة بين بقية المجتمعات السورية.

وعند سؤاله عن العودة لسوريا في العام الحالي، قال إنه لا توجد هناك أية معوقات قانونية لعودته.

موافقة المعارضة

وجاءت مقابلة مقدسي بعد موافقة المعارضة السورية على المشاركة في المؤتمر الدولي هذا الإسبوع بعد مناقشات وسلسلة من اللقاءات التي هددت بانهيار الائتلاف، حيث نقل عن مسؤولين فيه قولهم قبل التصويت الذي وافق فيه 59 عضوا على الذهاب لجنيف ‘نحن في غرفة الإنعاش المركزة’.

ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول في الائتلاف يوم السبت إن المعارضة لا خيار أمامها سوى الذهاب إن ‘أرادت الإحتفاظ بالإعتراف الدولي لها كممثل للسوريين’.

وتقول الصحيفة إن القرار يمثل ‘معضلة’ للمعارضة التي تتشكل من رموز وفصائل متعددة، حيث يرى متحدثون باسمها ‘لقد طلب من الضحايا الحديث مع القتلة’. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله قبل التصويت ‘يمثل القرار للذهاب لجنيف أمرا كبيرا لها، ولن نكون سعداء لو قالوا لا’.

نهاية الحرب

ويعلق باتريك كوكبيرن في صحيفة ‘إندبندنت أون صنداي’ أن التوصل لسلام في سوريا صعب بسبب كثرة اللاعبين في النزاع ولم يعد هؤلاء يتوقعون تحقيق نصر واضح أو يخشون هزيمة كارثية. ويرى الكاتب إن الولايات المتحدة باتت مهمتة أكثر في ‘احتواء’ الأزمة أكثر من الإطاحة بنظام الأسد.

وفي الوقت نفسه لم تعد إيران أو وكيلها في المنطقة حزب الله تخشيان الإطاحة بالأسد وهي نتيجة كانت إيران تعتبرها تهديدا وجوديا على مصالحها. وهناك أسباب أخرى إضافية أدت إلى تراجع الضغط على الأسد، ويتعلق الأمر بخوفها من هزيمة للنظام تفتح الباب أمام مجموعات من الجهاديين الأجانب أكثر من خوفها من انتصار الأسد.

ولم يكن مستغربا قيام مسؤولي الوكالات الأمنية الغربية بالتحادث مع المسؤولين السوريين حول 1200 مقاتل أوروبي في سوريا. وقد يكون الحديث متأخرا لكنه يخفي وراءه القلق بشأن صعود القاعدة وقوتها في سوريا والعراق.

وفي الوقت الذي يقول فيه الأوروبيون إن المحادثات كانت ‘ضيقة’ فإن المقاتلين السوريين من كل لون يتساءلون ماذا قدموا للسوريين من معلومات حتى يقوم النظام بقتلهم.

وحتى العام الماضي ساد اعتقاد بين السياسيين الأجانب والدبلوماسيين بقرب رحيل الأسد، لكن هذا لن يحدث بدون انقسام النظام أو تدخل عسكري غربي. ويرى الكاتب إن الوكالات الأجنبية الغربية فضلت تدفق الجهاديين على سوريا بدلا من أفغانستان وقدراتهم على النمو فيها تم التقليل منها.

وينقل عن مسؤول عراقي قوله إن الحرب في سوريا تظل الخيار الأفضل لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل لانها ستخرج النظام السوري من معادلة المعارضة لسياساتهم وتجعل من إيران مشغولة بالدفاع عن النظام وحزب الله منشغل بالحرب هناك وليس مع إسرائيل.

ويرى الكاتب أن هناك فهما خاطئا أو خداعا للنفس من جانب الوكالات الأمنية التي حاولت التفريق بين ‘القاعدة’ التي كانت تحت قيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري من جهة والجماعات الجهادية الأخرى. فالأمريكيون مثلا لا يتحاورون مع القاعدة ولكنهم قد يتعاونون مع الإسلاميين الذين قاتلوا نظام القذافي مثلا.

ويرى الكاتب أن لا فرق بين الطرفين. ففي السياق السوري، لا تختلف الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والجماعات الجهادية الأخرى المنضوية تحت لواء الجبهة الإسلامية. ويختم بالقول إنه من الصعب التفاؤل في وجه الذبح المستمر لكن الولايات المتحدة وروسيا تعملان أكثر من الماضي على إنهاء الحرب.

والمقترح الذي قدمه النظام في حلب لوقف إطلاق النار وتبادل السجناء قد يكون دعائيا أو جاء من أجل المزايدة على المعارضة لكن ضعف الأخيرة وتشتتها يعني أنه أصبح من السهل على دمشق التقدم بهذا المقترح لأن المعارضة لم تعد المنافس الجاد من أجل السلطة، مما يعني إمكانية تراجع وتيرة الحرب.

إنجازات؟

وفي تقرير عن ما قالت إنه تقدم لنظام الأسد في صحيفة ‘صنداي تايمز′ أعدته هالة جابر وتحدثت فيه عن الهدنة في منطقة برزة حيث نقلت عن عسكري سوري من الحكومة التي كانت حريصة على الحديث عن الهدنة قوله إن مقاتلين من الجيش الحر اتصلوا بالجيش ‘وخلال المفاوضات اشتكوا من الإسلاميين خاصة داعش وجبهة النصرة’، ويقول قائد ‘لقد وضعوا أيديهم في أيدينا لقتال’هؤلاء الجهاديين.

وتأمل الحكومة كما تقول الصحيفة أن لا يتم خرق الهدنة التي تم الإتفاق عليها في 5 كانون الثاني/يناير الحالي وأن يتبع هذا اتفاقيات في مناطق أخرى والإستفادة من تشتت المعارضة المنقسمة بين معتدلين وإسلاميين.

وتقول الصحيفة إن مظاهر التقدم للحكومة تبدو أوضح حول العاصمة حيث توصلت لاتفاقيات مع المقاتلين الذين كانوا يتحصنون في عدد من الأحياء. وتشير الصحيفة أن التحول مرتبط بغضب المقاتلين على الطريقة التي يعامل فيها عناصر من داعش وجبهة النصرة للسكان.

فقد نقلت عن أحد المقاتلين واسمه محمد، قرر الإنضمام للمعارضة المسلحة كتيبة ‘أحرار الشاغور’ بعدما شاهد قوات الأمن وهي تعامل النساء بطريقة تخدش الشرف. ولكن وبعد القتال لمدة عامين بدأ يشعر مرة أخرى بالقلق من تصرفات الجهاديين. ويزعم أن مقاتلا قبض عليه وهو يحاول ربط أسلاك الكهرباء واتهم بالسرقة ثم قطعت يده.

ويقول العسكري إنه قضى وقتا في برزة وهو يتفاوض مع المقاتلين الذي وجد أن هناك خلافات قليلة بين الطرفين.

ونقلت عن قادة في قوات الدفاع الشعبي التي تعتبر ميليشيات تدافع عن النظام إن ما حدث في برزة والمعضمية وغيرها من الأحياء مهم ويظهر استعداد الحكومة للتعاون مع المقاتلين المعتدلين الذين أداروا ظهرهم للجهاديين.

وعلى خلاف تقرير ‘صنداي تايمز′ تحدثت تقارير أمريكية عن شكوك المقاتلين من نوايا الحكومة التي تستخدم وقف إطلاق النار لتحقيق مكاسب عسكرية أو تطالب المقاتلين بتنازلات أخرى بعد الموافقة مثل تسليم الأسلحة الخفيفة أو تعيين حاكم عسكري.

خروج عشرات ‘الحالات الإنسانية الحرجة’ من مخيم ‘اليرموك’ المحاصر في دمشق

الإتحاد البرلماني الدولي يدعو إلى الوصول الإنساني العاجل إلى المخيم

دمشق ـ ا ف ب: تمكن العشرات ممن يمثلون ‘حالات انسانية حرجة’ من الخروج امس الاحد من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر في دمشق، بحسب ما افاد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير انور عبد الهادي.

وقال عبد الهادي ‘بدأ اخراج عدد من الحالات الانسانية الحرجة من مخيم اليرموك’، مشيرا الى ان ‘العدد وصل الى قرابة خمسين حالة حتى الان ومن المنتظر اخراج نحو 100 حالة بنهاية هذا اليوم’.

واضاف ‘سيتم العمل على اخراج اعداد اضافية يوميا حتى يصار الى اخراج نحو 600 حالة’ يعاني اصحابها من اوضاع صحية حرجة وامراض مزمنة بالاضافة الى حوامل واطفال.

وقال عبد الهادي ان قافلة جديدة من المساعدات تنتظر عند مدخل المخيم الشمالي ‘مكونة من 400 طرد سيتم ادخالها اليوم عند استكمال عملية اخراج هذه الحالات’.

وياتي ذلك غداة ادخال اول دفعة مساعدات غذائية تشمل 300 طرد يزن كل منها 30 كلغ ويحتوي على مواد غذائية وطبية تكفي الاسرة الواحدة لمدة عشرين يوما. وتم ذلك بعد محاولات عديدة فاشلة خلال الاشهر الاخيرة، وبعد ان تسبب نقص الغذاء والادوية في المخيم بمقتل اكثر من خمسين شخصا.

وحذرت مسؤولة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الجمعة من ان منع دخول المساعدات الى مخيم اليرموك يرقى الى ‘جريمة حرب’.

وسيطرت مجموعات من المعارضة المسلحة على اجزاء واسعة من مخيم اليرموك منذ نحو سنة، وتفرض قوات النظام حصارا مشددا على المخيم منذ اشهر طويلة.

ويقاتل عدد من الفلسطينيين الى جانب مقاتلي المعارضة، بينما انضم آخرون الى ميليشيات موالية لقوات النظام.

واتهم مسؤولون فلسطينيون المجموعات المسلحة الموجودة في المخيم ب’خطفه’ واحتجازه ‘رهينة’ ومنع دخول المساعدات اليه، بينما اكد ناشطون سوريون ان القوات السورية هي التي تمنع دخول المساعدات.

ويقطن في سوريا نحو 500 الف فلسطيني نزح نصفهم تقريبا بسبب النزاع الدامي الذي اندلع في البلاد منتصف اذار/مارس.

من جهة اخرى دعا الاتحاد البرلماني الدولي إلى مواصلة الضغط المستدام على جميع الأطراف في الصراع السوري للسماح بالوصول فوراً، ومن دون عوائق، إلى المدنيين واللاجئين في مخيم اليرموك في سوريا.

وأصدر الاتحاد بياناً ذكر فيه ان ‘اللاجئين الفلسطينيين الجوعى الذين لقوا مصرعهم مؤخراً في مخيم اليرموك’ على أطراف دمشق، هم آخر الضحايا المدنيين لصراع ترك مجتمعات بأسرها محاصرة ومعزولة عن أية مساعدات’.

وقال رئيس الاتحاد، عبد الواحد الراضي، انه يتعين أن تصبح قضية الوصول الفوري للإغاثة الإنسانية، أولوية في محادثات السلام في سويسرا.

وأشار الراضي، إلى ان مئات الآلاف من الناس داخل سوريا تم التخلي عنهم وأصبحوا محاصرين في تبادل إطلاق النار.

وذكر ان أولئك الناس لا يستطيعون الانتظار حتى يتم التوصل إلى حل سياسي كي يتلقوا المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة.

وقبل بدء مؤتمر جنيف 2 الذي ينظر في الأزمة السورية في 22 كانون الثاني/يناير في سويسرا، حث الاتحاد البرلماني الدولي، المجتمع الدولي، على مضاعفة جهوده لإنهاء الحرب عبر التسوية السياسية التفاوضية وإيجاد حل فوري وفعال للأزمة الإنسانية.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الأشخاص الذين لا يمكن الوصول إليهم بالمساعدات بـ250 ألف شخص، فيما يحتاج نحو 9 ملايين و300 ألف شخص في سوريا وحوالي مليوني لاجئ سوري بالخارج إلى المساعدات العاجلة.

الرئيس السابق للائتلاف السوري ينتقد قرار المشاركة في مؤتمر جنيف 2

اسطنبول ـ الأناضول’:انتقد أحمد معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة’والمعارضة السورية، قرار الائتلاف بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 للسلام المزمع عقده في الـ22 من كانون الثاني/يناير الجاري، دون تحقق المطالب الإنسانية التي تعهد بعدم الذهاب إلى جنيف دون تحقيقها.

جاء ذلك في بيان من الخطيب، حول القرار الذي اتخذه الائتلاف، السبت، بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف، أوضح فيه أنه ‘منذ نشوء الائتلاف والقوى الإقليمية والدولية تحاول التلاعب به وجره إلى رؤاها’. وأكد الخطيب عدم رفضهم لفكرة ”التفاوض مع النظام من أجل إنهاء معاناة شعبنا، وتوفيراً للوقت والدماء والخراب، ولسنا نمانع من الذهاب إلى جنيف، ونعتقد بأفضلية الحل السياسي’.

ومضى قائلا ‘ولكن خضوع الائتلاف للضغوط تجاوز كل منطق، وبينما يحتاج قرار مصيري لشعب حر إلى توافق واسع، نجد أن قيادة الائتلاف بالتواطىء مع اللجنة القانونية ورئيسها قد عدلوا الأصوات المطلوبة والتي تحتاج في مثل هذا القرار الخطير إلى موافقة ثلثي الأصوات ليصبح المطلوب هو النصف زائد واحد! ولما كان حتى هذا النصف زائد واحد غير متحقق، فقد اخترع رئيس اللجنة القانونية بدعة : النصف زائد واحد من الحضور، ليحتقر الائتلافُ ويطوي بذلك كل الشعب السوري، مختزلاً القرار في عصابات حزبية قد لاتقل سوءاً عن النظام نفسه’.

وذكر أنه من 121 عضواً كان هناك 58 من الموافقين، و14 من المعارضين، من المقاطعين، و4 غائبين، وورقة واحدة بيضاء.

وجدد الخطيب عدم معارضتهم الذهاب إلى جنيف ‘كمبدأ ومن دون شروط سياسية أو عسكرية مسبقة دفعاً للأمور نحو حل سياسي ينقذ بلادنا من فناء وجودي محدق بها’.

وأضاف ‘ولكن هناك مطالب إنسانية تعهد الائتلاف بعدم الذهاب دون تحققها وهي :’إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً النساء والأطفال، وفتح ممرات إغاثية لكل المناطق المحاصرة، و إيقاف قصف المدن والقرى بالطيران وإلقاء البراميل المتفجرة.’

‘وأوضح أنه كان ينبغي على الائتلاف ‘أن يحافظ على كرامة أهلنا ودمائهم، بالإعلان عن الامتناع القطعي عن الذهاب حتى تحقق الشروط الإنسانية، ولكنه خضع للضغوط الدولية وأظهر جبناً سياسياً غير مسبوق’.

وتابع قائلا ‘إن الذهاب إلى جنيف دون تحقق المطالب الإنسانية هو استهانة مُخزية وجُبن سياسي من قيادة الائتلاف وأعضائه الذين وافقوا على الذهاب، وكان عليهم أن يجهروا بالحق في وجه الدول الاقليمية والعالمية، وأدعو إلى المقاطعة التامة للائتلاف حتى يلتئم بممثلين حقيقيين ممن لا ُيشترون بمال، ولا يبيعون أنفسهم بمناصب تافهة يحلمون بها، ولا يخضعون لضغوط’

وتساءل الخطيب قائلا: ‘ أين شروطكم يا أعضاء الائتلاف، والطائرات قصفت اليوم عشرات المواقع في كل سورية وجعلت سماء حلب جحيماً وأرضها ناراً؟، وماهي الضمانات التي أعطيت لكم؟ ومن قبل من؟’

وقال إن الدول الراعية للمؤتمر، ‘والتي تزعم أنها لاتستطيع الضغط على النظام، تتصرف بطريقة غير إنسانية عندما تبقى ُتمد النظام بالسلاح (روسية تحديداً) والتي تشارك في ُشرب دماء السوريين وتضغط كل يوم في اتجاه تدمير حريتهم، أما الولايات المتحدة التي لاتظهر جدية أمام المذابح التي يتعرض لها شعبنا، فقد ضغطت ومهدت لمصادرة سلاح سورية الكيميائي وحل معضلته خلال أيام’.

وقرر’الائتلاف’السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد، السبت، المشاركة في مؤتمر جنيف2، المزمع انعقاده في 22 كانون الثاني/يناير الجاري بسويسرا، وذلك بموافقة الأغلبية النسبية الكافية من الهيئة العامة، والتي بلغت 58′صوتا، من أصل 75 حضروا جلسة التصويت.

وبعد جولة من المداولات، اتفقت الهيئة العامة على آلية التصويت، وهي نسبة 50+1 من الحاضرين، وبنتيجة التصويت’شارك 73 عضوا، 58 منهم وافقوا على الذهاب، فيما صوت 14 بالرفض، في وقت لم يصوت فيه عضوان، إضافة إلى ورقة بيضاء.

وبذلك يكون’الائتلاف’الوطني قد حسم موقفه من المشاركة بعد فترة من المشاورات الشاقة، لم تنفع معها عودة نحو 40 عضوا انسحبوا من’الائتلاف’في وقت سابق.

التنسيق السورية ترفض حضور جنيف 2 ضمن الائتلاف وتدعو إلى تأجيل المؤتمر

أسامة مهدي

ايلاف

أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا رفضها دعوة الائتلاف الوطني السوري إلى المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ضمن تشكيلات الائتلاف، ودعت إلى تأجيل المؤتمر حتى يتم تنفيذ شروط، منها إطلاق سراح دفعة كبير من المعتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحرومة من الغذاء والدواء، والتواصل مع قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية في الداخل والخارج.

أسامة مهدي: قالت الهيئة اليوم إن منسقها العام حسن عبد العظيم المنسق العام تلقى اتصالًا من أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري من إسطنبول يدعوه إلى الحضور مع وفد الائتلاف في مؤتمر جنيف 2 يوم الأربعاء المقبل، وكان جوابه أنه بصفته ممثلًا لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، بأحزابها وقواها العديدة وشخصياتها الوطنية داخل البلاد، وفي الوطن العربي وفي المهجر “يرفض حضور المؤتمر ضمن وفد الائتلاف، ويتمسك بقرار المكتب التنفيذي الذي صدر بالإجماع في الرابع عشر من الشهر الحالي برفض حضور المؤتمر وفق المعطيات المتوافرة التي تتعمد تجاهل أو تهميش قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية التي تتمسك باستقلالية قرارها الوطني، ولا تقبل المشاركة الشكلية الضعيفة للمعارضة في مؤتمر دولي طال انتظاره، رغم جسامة التضحيات التي قدمها الشعب السوري من دماء شهدائه مدنيين وعسكريين، أطفالًا ونساءً، رجالًا وشيوخًا، عربًا وكردًا وتركمانًا وسريانًا آشوريين، مسلمين ومسيحيين وجراحهم النازفة، ورغم تعاظم حجم الدمار والخراب والأوضاع السيئة المزرية المذلة التي يتعرّض لها ملايين النازحين واللاجئين، رغم ما يسمعونه عن مليارات الدعم المخصصة لهم”.

حتى إشعار آخر

وأكدت الهيئة في بيان صحافي تسلمت “إيلاف” نسخة منه “أن الظروف والمعطيات المطلوبة في وفد المعارضة التي تضمنها بيان جنيف الأول لم تتح الدول الراعية للمؤتمر تحقيقها من لقاء وحوار وتفاوض وتوافق على رؤية مشتركة ووفد موحد للتفاوض بسبب عسر الولادة في موقف الائتلاف المتأخر في الوصول إلى قرار بالموافقة على حضور المؤتمر عبر عملية قيصرية قبل يومين من موعده، الأمر الذي يجعل الهيئة تصرّ على قرارها برفض الحضور قبل توافر معطيات ومطالب عدة”.

وطالبت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا تأجيل موعد المؤتمر حتى استكمال الظروف الصحيحة لانعقاده وتوجيه رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة إلى هيئة التنسيق الوطنية والهيئة الكردية العليا للتعاون مع الائتلاف لتشكيل وفد يمثل هذه الأطراف بشكل وازن وديمقراطي ومقنع مع ممثلي قوى وشخصيات مستقلة، وفي حال رفض الائتلاف ذلك، يتم تشكيل وفد للمعارضة الوطنية الديمقراطية المستقلة.

ودعت الهيئة إلى إطلاق سراح دفعة كبير من المعتقلين، وخاصة النساء والأطفال، ومن لا علاقة له بالسلاح والعنف، وفي مقدمهم عبد العزيز الخير ورجاء الناصر، ورفع الحصار عن المناطق المحرومة من الغذاء والدواء.. والتواصل مع قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية في الداخل والخارج، وفي مقدمها الهيئة الكردية العليا والائتلاف والمستقلين، لتشكيل وفد موحد وازن يمثل المعارضة الديمقراطية في مؤتمر جنيف.. إضافة إلى العمل على تأسيس تحالف وطني ديمقراطي يتحمل مسؤولية الدفاع عن القضية الوطنية السورية بالتشاور والحوار مع القوى الديمقراطية في الداخل والخارج.

يذكر أن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، أو كما تعرف اختصارًا بهيئة التنسيق الوطنية، جماعة سوريّة معارضة تتألف من أحزاب سياسيّة عدّة وشخصيّات معارضة مستقلّة من داخل سورية وخارجها، وتعتبر هيئة التنسيق الوطنية من أهم أقطاب المعارضة السورية وأقوى تجمعاتها في الداخل السوري.

وقد تأسست الهيئة عقب اجتماع ممثلي بعض الأحزاب السياسيّة السورية وبعض الشخصيات المعارضة المستقلّة في بلدة حلبون التابعة لمحافظة ريف دمشق في 6 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011.

إسقاط النظام هدف الهيئة

وتختلف استراتيجية هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي عن معظم فصائل المعارضة السورية، من حيث معارضتها الشديدة لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي، والتأكيد على سلمية الاحتجاجات، وتهدف بشكل أساسي إلى إسقاط النظام بكل رموزه وبناء نظام ديمقراطي وتعزيز الوحدة الوطنية.

وتتألف هيئة التنسيق من أحزاب يساريّة سوريّة عدّة، بما في ذلك الأحزاب الكرديّة الرئيسة الثلاثة، وهي: حزب الإتحاد السرياني وحزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي السوري وحزب البعث الديقراطي العربي الاشتراكي وتجمع اليسار الماركسي وحركة معًا من أجل سوريا حرة ديمقراطية والحزب اليساري الكردي في سوريا وحزب الاتحاد الديمقراطي .. إضافة إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا والحزب الديمقراطي الكردي السوري وحركة الاشتراكيين العربية.

واشنطن تلقت “رسائل” من النظام السوري تظهر رغبة بوقف الحرب

أ. ف. ب.

واشنطن: اعلن مسؤول اميركي كبير الاثنين ان الحكومة الاميركية تلقت “عدة رسائل” من اعضاء في النظام السوري تظهر رغبة في ايجاد “مخرج” لوقف الحرب والتوصل الى حل سلمي للنزاع.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين عبر الهاتف “هناك اعضاء في النظام السوري نفسه، وضمن مؤيديه يريدون بشدة ايجاد حل سلمي ولقد تلقينا عدة رسائل من اشخاص في الداخل وهم يريدون مخرجا” لوقف الحرب.

وكان المسؤول يتحدث قبل انطلاق اعمال مؤتمر جنيف-2 الاربعاء والهادف الى ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا.

لكن الدعوة التي وجهتها الامم المتحدة لايران للمشاركة في المؤتمر اثارت شكوكا حول المؤتمر بعدما هددت المعارضة السورية بمقاطعته في حال عدم سحبها.

ورفض المسؤول اعطاء تفاصيل حول الاطراف التي اتصلت بواشنطن بهدف عدم تعريض حياة اشخاص للخطر قائلا “قد يواجهون خطر التعرض للقتل، انه نظام وحشي”.

لكنه اضاف ان الولايات المتحدة “تتلقى رسائل بانتظام”.

واعلن مسؤول اميركي الاثنين ان واشنطن تجري حاليا محادثات مع الامم المتحدة بخصوص موضوع الدعوة المثيرة للجدل التي وجهت الى ايران لحضور مؤتمر جنيف-2 حول سوريا وتنتظر ان يتم “سحبها”.

وقال المسؤول الكبير في الخارجية الاميركية ان ايران، حليفة نظام دمشق، “لم تتخذ ابدا موقفا مؤيدا لبيان جنيف-1” الذي يدعو الى انتقال سياسي في سوريا “وننتظر ان يتم سحب الدعوة” التي وجهتها الامم المتحدة.

وهددت المعارضة السورية الاثنين بمقاطعة مؤتمر جنيف-2 المرتقب ان يبدا الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية في حال لم تسحب الدعوة من ايران.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن في وقت سابق انه وجه هذه الدعوة في ختام محادثات مكثفة مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف. وقال بان كي مون ان ايران، حليفة النظام السوري، تعهدت بلعب “دور بناء وايجابي” من اجل وقف النزاع السوري.

واكد مسؤول اميركي كبير يعقد لقاءات في اسطنبول مع المعارضة السورية انهم علقوا قرارهم بخصوص المشاركة في مؤتمر جنيف-2.

واكد في حديث مع الصحافيين في واشنطن عبر الهاتف ان الوفد الاميركي يواصل رغم ذلك العمل كما وكأن المحادثات لوقف النزاع في سوريا ستجري كما هو مرتقب.

واتهم ايضا الايرانيين بعدم العمل من اجل انهاء القتال. وقال انهم “يزيدون التوتر على الارض” عبر تعبئة عناصر من الخارج للقتال الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد ويقدمون “مساعدة عسكرية كبرى” لدمشق.

وفد الائتلاف إلى «جنيف 2» يضم 15 عضوا بينهم «التنسيق» والأكراد وسيدتان

استبعاد جميل وطلاس ورفعت الأسد.. ودمشق تنفي تصريحات الرئيس لوكالة روسية

بيروت: كارولين عاكوم

استكمل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاته في تركيا، أمس، لاختيار الوفد الذي سيمثل المعارضة إلى «جنيف2» بعد إعلان موافقته على حضور المؤتمر الذي سيعقد بعد غد (الأربعاء)، متجاوزا بعض اختلافاته في هذا الشأن. فيما أثارت المواقف التي نقلتها وكالة «إنترفاكس» الروسية عن الرئيس السوري بشار الأسد، لجهة عدم اعتزامه التخلي عن السلطة أو استعداده للبحث بهذا الأمر، ومن ثم نفي الرئاسة إجراء الأسد مقابلة مع الوكالة، جملة من التساؤلات، لا سيما أن الوكالة اعتمدت في مصدرها على وفد البرلمانيين الروس الذي كان التقى الأسد، خلال زيارته إلى سوريا.

وكانت اجتماعات الائتلاف التي استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، تركزت على البحث في أسماء الوفد إلى مؤتمر «جنيف2»، وفق ما لفت عضو الهيئة السياسية أحمد رمضان، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه بات مؤكدا أن الوفد سيضم 15 شخصا، بينهم سيدتان، إضافة إلى ممثل من المجلس الوطني الكردي، وعضو أو اثنين من هيئة التنسيق، مرجحا أن يكون بينهم القيادي عبد العزيز الخير، إضافة إلى ثلاثة ممثلين عن الجيش الحر والكتائب العسكرية، وعدد من الدبلوماسيين والقانونيين. وأضاف أنه بعد الانتهاء من تحديد أسماء ممثلي الوفد، سيختار رئيسه، مشددا على أن هناك معايير أساسية يعتمد عليها في اختيار هؤلاء الأعضاء، وأهمها الكفاءة والخبرة والمهنية والقدرة على التفاوض. بينما استبعدت مصادر في المجلس الوطني، أحد أكبر مكونات الائتلاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون رئيس الائتلاف أحمد الجربا، ضمن هذا الوفد أو على رأسه، مرجحة أن يحضر جلسة الافتتاح ويترك مهمة التفاوض لأعضاء الوفد.

وحول ما يتعلق ببعض الشخصيات المعارضة الأخرى، وتحديدا العقيد المنشق مناف طلاس، ورفعت الأسد (عم الرئيس)، إضافة إلى نائب رئيس الحكومة المقال قدري جميل، التي كانت أسماؤها قد ترددت للمشاركة في «جنيف2» ضمن صفوف المعارضة، أكدت المصادر استبعاد هذه الشخصيات من قبل المعارضة، موضحة أن حضورهم أو طرح أسمائهم هو إفشال للمؤتمر من قبل المعارضة نفسها، كما أن مثل هذا الأمر يؤدي إلى نتائج وردود فعل لا تحمد عقباها من الشعب والداخل السوري قبل أي طرف آخر.

من جهة أخرى، نقلت وكالة «إنترفاكس» عن أعضاء في وفد برلماني روسي يزور دمشق تمسك الأسد بالسلطة، وقوله: «لو كنت أريد التنازل عن السلطة لفعلت ذلك منذ البداية، وهذا الأمر غير مطروح للنقاش»، مضيفا: «نحن حماة وطننا، ووحده الشعب السوري يمكنه أن يقرر من يشارك في الانتخابات».

ليعود بعدها المكتب الإعلامي للرئاسة السورية ويصدر بيانا مقتضبا نشر على موقعه على «فيس بوك» قال فيه إن «كل ما يُنقل عن لسان الرئيس عبر وكالة (إنترفاكس) الروسية غير دقيق»، مشيرا إلى أن الأسد «لم يجر أي مقابلة مع الوكالة».

وفي هذا السياق أيضا، نقلت وكالة «إيتار تاس»، وهي وكالة أنباء روسية، عن النائب الروسي أليكساندر يوشتشينكو، الذي كان أحد أعضاء الوفد إلى سوريا، قوله إن «الأسد اقترح أن يقدم خصومه مرشحا لمنافسته في تصويت يطرح على الشعب.. لكن حتى الآن لم يفعل ذلك أحد».

وفي حين جاءت هذه المواقف بعد يوم واحد على إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يعاني بدوره من خلافات على خلفية المشاركة في «جنيف2»، موافقته على حضور المؤتمر بهدف تحقيق مطالب «الثورة كاملة»، وعلى رأسها إسقاط الأسد ومحاكمته، فإن التصريحات التي نسبت إلى الأسد عكست بدورها الانقسام في مواقف الدول المشاركة والداعمة للمؤتمر، التي تأتي روسيا في مقدمها.

وتعليقا على موقف الأسد ومن ثم نفيه، عدّ عضو الائتلاف الوطني هشام مروة، أن ما نقلته الوكالة الروسية هو الموقف الواضح والصريح للأسد، بما لا يقبل أي شك، قائلا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نتوقع أن يكون رأيه عكس ذلك، وهو الأمر الذي سبق للأسد كما لمسؤولين في نظامه أن عبروا عنه مرارا». وأضاف: «نحن على يقين أنه غير مستعد للتخلي عن السلطة، وقرارنا بالذهاب إلى (جنيف2) يهدف بالدرجة الأولى إلى إثبات نية المعارضة بالوصول إلى حل سياسي، وإظهار مدى المراوغة التي يعتمدها الأسد منذ اليوم الأول».

وفي سياق متصل، أعلنت «الجبهة الإسلامية»، وهي ائتلاف من عدة قوى إسلامية مقاتلة تمثل قسما كبيرا من مقاتلي المعارضة على الأرض، رفضها محادثات جنيف.

وقال أبو عمر، العضو البارز في الجبهة، في حسابه على موقع «تويتر» إن «مستقبل سوريا سيتشكل هنا على أرض البطولة، وسيوقع بالدماء على جبهات القتال، وليس في مؤتمرات جوفاء يحضرها من لا يمثلون حتى أنفسهم».

الوجه السابق لنظام دمشق مستعد لأن يكون «صوت المعتدلين» في سوريا

جهاد مقدسي: تغلب الدبلوماسي على المحامي في داخلي

دبي: آنا برنارد وهالة دروبي

على مدى سنوات، كان جهاد مقدسي هو وجه الحكومة السورية اللبق الذي يتحدث إلى الخارج، معبّرا عن آراء وأفكار تلك الحكومة بلغة إنجليزية سليمة كمتحدث رسمي لوزارة الخارجية. غير أنه، ومنذ عام مضى، قدم مقدسي استقالته وهرب من سوريا، متخليا بذلك عن دعمه للرئيس بشار الأسد، من دون أن يوجه ذلك الدعم للمعارضة، ليظل منتظرا، كما يقول هو، حتى تأتي اللحظة المناسبة التي يكون فيها دعمه للمعارضة مفيدا.

والآن ومع اقتراب انطلاق محادثات السلام، التي طال انتظارها، في سويسرا الأربعاء المقبل، ظهر مقدسي بوجه المنشق المعارض الذي يسعى ليكون الصوت المعبر عن كثير من السوريين الذين يقفون على الهامش، متشككين في الانتفاضة المسلحة، لكنهم في الوقت ذاته ما زالوا ينتظرون حدوث تغيير عميق في بلادهم.

يقول مقدسي إن شعوره بأنه «لم يعد باستطاعته إحداث أي تغيير» هو الذي دفعه لترك منصبه منذ ما يقرب من عامين، لينضم إلى الثورة التي تطورت، بسبب ممارسات الحكومة الوحشية ضد المعارضين، من انتفاضة سلمية ضد الأسد إلى حركة تمرد مسلحة، تستقطب المزيد من الجهاديين الأجانب.

وعلى مدار ساعات جرى خلالها عقد عدة لقاءات معه في مقاهي دبي، قال مقدسي إنه يتحدث باسم قاعدة عريضة من السوريين تتضمن كثيرا من المسيحيين أمثاله، الذين يخشون الاتجاهات المتطرفة في أوساط حركة المتمردين ويتمنون لو بقيت الثورة على سلميتها، لكنهم في الوقت ذاته يؤمنون بأن حركة التمرد تستند بقوة إلى كثير من المطالب السياسية المشروعة. ويقول مقدسي إن «طموحات الشارع السوري كلها مشروعة». وتأتي رسالة مقدسي، التي تبدو كما لو كانت تبعث على التفاؤل، في الوقت الذي تشهد فيه سوريا انقساما حادا، حيث لا يوجد إجماع على الهدف من وراء المباحثات المقبلة أو ما إذا كان سيجري عقدها أم لا. ويشير مقدسي إلى أن بصيص الأمل البسيط، الذي يوحي بإمكانية التوصل إلى حل سياسي، من الممكن أن يساعد في تقليل خطر الوجه الطائفي للصراع، الذي تبقى أسبابه السياسية قابلة، على الرغم من ذلك، للتسوية.

يقول مقدسي، الذي اختار له والده اسم أحد أصدقائه المسلمين المقربين، إن «الشعب السوري يعاني حاليا من حالة من الغضب بسبب الخسائر البشرية الكبيرة والدماء الغزيرة التي أُريقت»، مضيفا: «دعونا لا نصدر أحكاما نهائية على الشعب السوري في الوقت الحالي، فحالما يتوقف نزيف الدم عن طريق عقد اجتماعي مناسب، فسوف تبدأ الأمور في الاتجاه إلى الهدوء. نحن لم نفتعل أبدا ذلك التعايش الذي كان بيننا، لقد كانت تلك طبيعتنا الحقيقية».

وقال مقدسي إنه يأمل أن يتوصل السوريون إلى حل للصراع الدائر من خلال المباحثات التي تجري برعاية دولية في جنيف، بما يضمن تشكيل حكومة جديدة يمكن الاعتماد عليها في توفير الأمان لجميع مكونات الشعب السوري. وبسؤاله عما إذا كان ينبغي إعطاء الأسد دورا في سوريا، قال مقدسي بتأنٍّ «لا يمكن للتغيير أن يتحقق إذا ربطنا مصير سوريا بمصير شخص واحد».

وأشار مقدسي إلى أنه يدعم خطة جنيف الرسمية التي تقضي بإنشاء هيئة انتقالية تُعطى سلطة إعادة تشكيل الحكومة، عن طريق اختيار وزراء يحظون بموافقة الطرفين، مع استبعاد «الشخصيات المثيرة للجدل»؛ سواء كانوا من الذين «باركوا عمليات القتل وقطع الرؤوس» التي نفذها الجهاديون، أو كانوا من أولئك الذين «يقودون الأجهزة الاستخباراتية»، ثم بعد ذلك ينبغي على السوريين المضي قدما في انتخاب برلمان ورئيس في انتخابات تُتاح خلالها الفرصة للجميع للترشح والمنافسة.

وبطريقة غير مباشرة، لكنها واضحة، أشار مقدسي إلى أنه أراد أن يدحض، لكن بشكل مقبول لدى المحايدين والمنتقدين للمعارضة المسلحة، ادعاء الأسد بأن التحدي الأكبر الذي يواجه حكمه لا يأتي من المعارضة الداخلية، بل يأتي في حقيقة الأمر من المجموعات الإرهابية الخارجية التي يخوض حربا ضدها بالوكالة عن العالم أجمع.

وقد حازت فكرة أن الأسد ينبغي أن يبقى في منصبه كرئيس لسوريا ليحارب الجهاديين على قبول كبير من الغرب.

ويقول مقدسي إنه يؤمن بأن غالبية المسيحيين السوريين، وكذلك معظم الشعب السوري «آمنوا بالتغيير، وأنه صار حتميا حدوث ذلك التغيير في سوريا»، لكنه أضاف: «أرادوا التطور وليس الثورة المسلحة».

ويضيف مقدسي أنه مع مواجهة «التهديد الحقيقي» المتمثل في الجهاديين، فإن غالبية المسيحيين في الوقت الحالي «يختارون أن يبقوا ضمن الأغلبية الصامتة من السوريين، وهذا الأمر مختلف تماما عن الوقوف بجانب أيّ من طرفي الصراع».

وأكدت الحكومة مرارا، خاصة للغرب، ما تصوره على أنه شبه إجماع من المسيحيين والأغلبية السنّية والأقليات الأخرى على دعمها لحمايتهم من المتطرفين الإسلاميين. غير أن مقدسي قال إن المسيحيين لا يريدون أن يجري النظر إليهم على أنهم طائفة مختلفة عن باقي الشعب السوري، فهم يرون أنهم مثل كل السوريين يمكن أن تتوفر لهم الحماية من خلال إقرار دستور قوي يجري فرضه في ظل حكم رشيد.

ويقول مقدسي: «عندما تكون سوريا بخير، سيصبح المسيحيون السوريون بخير، هذه هي الفكرة التي ينبغي أن نلتفت إليها جميعا».

ويُعدّ مقدسي (39 عاما) واحدا من بين كثير من المسؤولين الحكوميين والتكنوقراط السابقين والحاليين الذين بدأوا في التواصل مع بعضهم حديثا، ومع الوسطاء الدوليين لإعادة هيكلة والعمل على استقرار بلدهم الجريح.

وبسؤاله عما إذا كان يرى أنه من الممكن أن ينضم إلى حكومة انتقالية، يبدو أن أمر تشكيلها ما زال بعيدا، قال مقدسي إنه لا يسعى للحصول على منصب سياسي، بل يسعى لإيجاد طريقة لمعالجة التصدعات التي يعاني منها بلده.

ويضيف مقدسي: «إنني أتبنى موقفا وسطيا أشعر من خلاله أنني مستريح لانتمائي لقاعدة من الشعب السوري المعتدل، وليس المتطرفين من الجانبين». وأضاف: «وعليه، فإنه إذا توفرت الفرصة التي يمكن من خلالها أن أخدم بلدي وأنا في هذا الموقف الوسطي، فسأفعل من دون تردد».

وقد كان مقدسي (وهو أب لطفلين) ضيفا دائما في التلفزيون الحكومي السوري، وكان يُرى على أنه من أعضاء الحكومة التكنوقراط المتفانين في عملهم. ومثل خروجه من حكومة الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2012 ضربة شديدة للحكومة التي تحاول أن تصور نفسها أمام العالم على أنها لاعب دولي يتحمل مسؤوليته.

يقول مقدسي: «صار الاستقطاب في سوريا قاتلا». وقد انتقده بعض المعارضين للحكومة بسبب بقائه في منصبه، بينما يلقى كثير من السوريين حتفهم كل يوم. ويضيف مقدسي: «الدبلوماسي ليس محاميا، فالمحامي يمكنه التربح من القضية التي تصدى للدفاع عن موكله فيها، أما الدبلوماسي فلا يستطيع إلا أن يقاتل من بلد كامل. وقد تغلب الدبلوماسي على المحامي في داخلي».

ويشير إلى أنه كان سيبقى في سوريا لو أنه تأكد من أن استقالته لن تعرض عائلته للخطر.

ويضيف مقدسي أن الحكومة السورية تهدف إلى إطالة أمد العملية الدبلوماسية، حيث إنها «تراهن على حدوث تغيير في مزاج الغرب حتى تستطيع الحصول على صفقة سياسية أفضل»، مشيرا إلى أن اللعب على عامل الوقت يمكن أن يكون إشارة على ضعف الحكومة وليس قوتها.

ويمضي مقدسي قائلا إن «الجميع أصابه الإرهاق والتعب، والجميع يدرك أنه غير قادر على تحقيق نصر واضح وإزاحة الطرف الآخر».

وأشار مقدسي إلى أنه ينبغي أن يجري دعوة إيران للمشاركة في المباحثات حتى يجري اختبار التزامها المعلن بحل سياسي للقضية السورية. واشتراك إيران في مباحثات جنيف سيجبرها على العدول عن سلوكها المخرب للعملية الدبلوماسية. وفي نهاية المطاف، يجب على الحكومة أن تنخرط في المسار الذي ستحدده مباحثات جنيف، التي ستفرض بالطبع عمل بعض التنازلات، وإلا فستبدو الحكومة وكأنها تستخف بتضحيات السوريين، وتتجاهل فرص التوصل لوقف أعمال القتل.

ويشير مقدسي إلى أن ذلك من الممكن أن يُغضب أغلبية سوريا الصامتة، بما في ذلك مؤيدو الحكومة «المعتدلون». ويضيف مقدسي: «وإذا لم يولِّ الطرفان اهتماما كافيا لتلك المباحثات، فلن تبقى تلك الأغلبية صامتة بعد اليوم».

* خدمة «نيويورك تايمز»

قصف حلب بالبراميل المتفجرة يتواصل والعثور على مقبرة جماعية

إجلاء العشرات من اليرموك.. والبغدادي يدعو إلى الصلح بين المقاتلين

بيروت: نذير رضا

اتسعت دائرة الاشتباكات بين القوات الحكومية وكتائب المعارضة في جنوب دمشق، أمس، إلى مدينة بيت سحم المتاخمة لمخيم اليرموك المحاصر الذي تمكن العشرات ممن يمثلون «حالات إنسانية حرجة» فيه، من الخروج. جاء ذلك في وقت تواصل فيه قصف القوات النظامية أحياء في مدينة حلب، حيث عثر في ريفها على مقبرة جماعية تضم 15 جثة، حمل ناشطون مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» مسؤوليتها.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله ومقاتلي «لواء أبو الفضل العباس» من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، على أطراف بلدة بيت سحم المتاخمة لمخيم اليرموك والمحاذية لطريق المطار الدولي.

وتعد هذه المنطقة استراتيجية لأنها ممر من العاصمة السورية التي تشدد فيها القوات النظامية تدابيرها الأمنية، إلى مطار دمشق الدولي، ويتقاسم السيطرة عليها الجيشان النظامي والحر، كما في بلدتي عقربا وببيلا المتاخمتين لها. فيما تكثف القوات النظامية من حملاتها على أطراف بيت سحم بهدف تأمين خط المطار الذي بات السلوك إليه خطرا.

وقال ناشطون إن الاشتباكات اندلعت ليل السبت/ الأحد، فيما يبدو أنها محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على البلدة واقتحامها. وأوضح ناشطون أن الهجوم بدأته القوات النظامية على الجانب الشمالي من الأوتوستراد، وترافق مع قصف عنيف على مواقع المعارضة.

وترافق ذلك مع استمرار الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على مخيم اليرموك منذ عام، وأدى إلى مقتل 48 شخصا جوعا. وإثر تحركات كثيرة نفذتها المعارضة ووساطات السلطة الفلسطينية، تمكنت المنظمات الدولية من إدخال مساعدات بسيطة إلى العائلات، كما توصلت إلى اتفاق لإجلاء المحاصرين الذين يعانون من مضاعفات صحية.

وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «بدأ إخراج عدد من الحالات الإنسانية الحرجة من مخيم اليرموك»، مشيرا إلى أن «العدد وصل إلى قرابة 50 حالة حتى الآن، ومن المنتظر إخراج نحو 100 حالة بنهاية هذا اليوم (أمس)». وأضاف: «سنعمل على إخراج أعداد إضافية يوميا حتى يصار إلى إخراج نحو 600 حالة» يعاني أصحابها من أوضاع صحية حرجة وأمراض مزمنة بالإضافة إلى حوامل وأطفال.

وقال عبد الهادي إن قافلة جديدة من المساعدات تنتظر عند مدخل المخيم الشمالي «مكونة من 400 طرد ستدخل اليوم (أمس) عند استكمال عملية إخراج هذه الحالات».

وتواصلت الاشتباكات في مدن وبلدات ريف دمشق أمس، حيث تعرضت مناطق في مدينة الزبداني لقصف من قبل القوات النظامية، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جانب، ومقاتلي عدة كتائب إسلامية مقاتلة من جانب آخر على أطراف بلدة صيدنايا. كما دارت اشتباكات في بلدة المرج التي قال ناشطون إن القوات النظامية تحاول التقدم فيها. وقال المرصد السوري إن أطراف مدينة يبرود ومنطقة ريما، تعرضتا لقصف من قبل القوات النظامية.

وفي حلب، أفاد ناشطون سوريون بأن طيران القوات النظامية واصل استهدافه عدة مناطق في المدينة وريفها بالبراميل المتفجرة مما أوقع قتلى وجرحى. وجاء ذلك غداة سقوط أكثر من 60 قتيلا جراء إلقاء البراميل المتفجرة.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة حي الميسر بحلب، إضافة إلى بلدات الحاضر وتل الضمان والشيخ نجار والمدينة الصناعية. كما قصف الطيران منطقة شارع التل بحلب القديمة، ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مطار النيرب العسكري.

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين قوات المعارضة ومقاتلي «داعش» في ريف حلب، في حين أظهر تسجيل فيديو على الإنترنت العثور على مقبرة جماعية في قرية قبتان الجبل في ريف حلب، وأظهر جثث نحو 15 شخصا يزعم أن عناصر تنظيم «داعش» نفذوا قتلهم.

وفي تطور لاحق أمس، دعا زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال «النصيرية والروافض»، في إشارة إلى النظام السوري، وذلك في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية.

وقال البغدادي «ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية». وأضاف «هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، أذكره أن المعركة معركة الأمة وأن المستهدف هم المجاهدو».

وأوصى زعيم «داعش» مقاتليه بالقول «تكفوا عمن كف عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه، وعظم ذنبه وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لأهل السنة جميعا». لكنه هدد قائلا إن «عجزتم وأعذرتم عن ربكم فتوكلوا على الله، وخوضوا تلك الحرب فأنتم لها، وكونوا على يقين لا محالة».

الأسد يلتقي وفد بلاده الرسمي إلى جنيف2

دمشق – التقى الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الإثنين، أعضاء الوفد الذي يمثل حكومة بلاده في مؤتمر جنيف2، وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري الذي أعلن للمرّة الأولى أسماء أعضائه.

وذكر التلفزيون أنّ “الأسد أكّد خلال اللقاء أنّ أي شيء يتمّ التوصّل إليه في المؤتمر لن يكتب له النجاح ما لم يحظ بقبول الشعب السوري”.

وأوضح الأسد أنّ “أي حلّ سياسي يتطلّب أوّلاً وقبل كل شيء وقف الإرهاب تماماً، والضغط على الدول الداعمة والراعية له بالامتثال للمواثيق والقوانين والشرائع الدولية التي تجرّم كلّ شكل من أشكال المساعدة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية”، مشدّداً على “ضرورة أن يقوم الوفد بالمحافظة على سيادة سوريا كما دائماً، ورفض أي تدخّل خارجي مهما كان شكله أو مضمونه، وألّا تنازل على الإطلاق عن الثوابت الوطنية السورية المعروفة، وأهّمها المحافظة على الوطن والشعب ووضع مصلحته فوق كلّ اعتبار”.

ويتألف الوفد السوري من 16 عضواً، من بينهم تسعة مسؤولين رسميين، وسبعة أعضاء يشاركون بصفة مستشارين.

ويترأس الوفد الرسمي وزير الخارجية وليد المعلم، ويضمّ وزير الإعلام عمران الزعبي والمستشارة الإعلامية والسياسية لرئيس الجمهورية بثينة شعبان كنائبين لرئيس الوفد، نائب وزير الخارجية فيصل مقداد ومعاون الوزير حسام الدين الا، والسفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

كما يضمّ الوفد رئيسة مكتب الإعلام والتواصل في رئاسة الجمهورية لونا الشبل، ومستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، ومدير مكتبه أسامة علي.

وأكّد الوفد، من جهته، أنّه “ذاهب إلى جنيف حاملاً تطلّعات الشعب السوري وتوجيهات الأسد، للبدء بحوار سياسي كخطوة أولى باتجاه حوار سوري سوري على الأراضي السورية”.

إمهال الأمم المتحدة ساعات لسحب الدعوة

شروط للائتلاف لدعوة إيران وطهران تعتبرها “غير مقبولة”

                                            طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا الأمم المتحدة باشتراط أن تترافق الدعوة التي وجهتها المنظمة الدولية إلى إيران لحضور مؤتمر جنيف2 مع إعلان صريح من طهران بقبول مجموعة شروط، أو سحب هذه الدعوة، وفيما قالت إيران إن مطالب الائتلاف “غير مقبولة” اعتبرت واشنطن أن دعوة إيران “غير مفيدة”.

وقال أنس العبدة عضو الائتلاف إن مشاركة إيران يمكن أن تكون مقبولة فقط إذا “أعلنت سحب قواتها من سوريا والتزامها باتفاق جنيف1 بالكامل وبتنفيذ أي نتائج تخرج من مؤتمر جنيف2”.

وأمهل الائتلاف الأمم المتحدة ست ساعات تنتهي في الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش لسحب الدعوة الموجهة لإيران في حال عدم تلبيتها هذه الشروط، أو يمتنع الائتلاف عن حضور المؤتمر.

وفي رد سريع على موقف الائتلاف قالت إيران إن اشتراط الموافقة على بيان جنيف1 للمشاركة في جنيف2 “أمر غير مقبول”، لكن الأمم المتحدة لم تعلن موقفها بعد، غير أن دول غربية -في مقدمتها الولايات المتحدة- اعتبرت ان مشاركة إيران في المؤتمر “غير مفيدة”.

وينص البيان المشترك الصادر في مؤتمر جنيف1 -الذي عقد عام 2012- على تشكيل حكومة انتقالية سورية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة.

وقال أنس العبدة في تصريحات للجزيرة “حتى لو ذهبنا إلى جنيف2 فلن نبدأ أي دورة مفاوضات مع وفد النظام إذا لم يوافق بشكل واضح على مبادئ جنيف1″، مشيرا إلى أن ممثلين عن الائتلاف عقدوا لقاءات مع سفراء “دول صديقة للشعب السوري”، وأبلغوهم بهذا القرار.

وأضاف أن دعوة بان لإيران من دون شروط هي “إخلال بالتزامات الأمم المتحدة، وتغيير لقوانين اللعبة قبل 48 ساعة من بدء المؤتمر”، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة ارتكب خطأين وخرق القرار 2118 الذي ينص على أن أي دولة مشاركة في المؤتمر يجب أن توافق أولا على قرارات جنيف1، وهو ما لم تفعله إيران، كما أن بان كي مون قبل الرد المشروط من قبل النظام السوري لحضور جنيف2.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد فاجأ الائتلاف عندما وجه الدعوة لإيران لحضور المؤتمر المزمع انطلاقه بعد غد الأربعاء، وينظر إليه على أنه جهد دولي جاد لإنهاء الصراع السوري المستمر منذ ما يقارب الثلاث سنوات.

اشتراطات دولية

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية لدعوة إيران، قال مسؤول في الخارجية الأميركية إن دعوة إيران لحضور المؤتمر “ليست مفيدة”، مضيفا أن طهران لم تحقق شروط المشاركة في المؤتمر.

وأوضح أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع الأمم المتحدة بشأن دعوة طهران لحضور جنيف2.

من جهتها، قالت المملكة العربية السعودية إن إيران غير مؤهلة لحضور مؤتمر جنيف2، لا سيما أن لها “قوات عسكرية تحارب جنبا إلى جنب مع قوات النظام”.

وفي السياق ذاته، طالبت عواصم غربية السلطات الإيرانية بالموافقة بوضوح على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا كشرط لمشاركتها في مؤتمر جنيف2 بشأن الأزمة السورية.

وقالت فرنسا إنه يجب ألا يتم السماح بحضور إيران مؤتمر جنيف2 الذي يعقد بعد غد الأربعاء إذا لم تقبل بشكل واضح بإنشاء حكومة انتقالية سورية لها صلاحيات تنفيذية كاملة.

وأضافت في بيان لوزير خارجيتها لوران فابيوس أن “المشاركة في جنيف2 هي القبول الصريح بهذا الأمر, ومن الواضح أنه لا توجد دولة تستطيع المشاركة في هذا المؤتمر إذا لم تقبل بهذا التفويض”.

من جانبه، قال الناطق باسم الخارجية البريطانية إن على إيران الموافقة على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لحضور جنيف2, مضيفا أن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة تنص بشكل واضح على أن المشاركة في جنيف2 مرهونة بالالتزام الصريح ببيان مؤتمر جنيف الأول.

إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر من أن غياب إيران عن المؤتمر سيكون بمثابة “الخطأ الذي لا يغتفر”, مضيفا أن الدعوة وجهت للدول التي لها تأثير على الوضع السوري، وأن غياب طهران عن هذه المفاوضات سيجعلها “شكلية”.

 ناشطون: مقتل 575 شخصا بالبراميل المتفجرة

قتلى لـ”تنظيم الدولة” بحلب واشتباكات في حمص

                                            قال ناشطون سوريون إن عددا من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قتلوا في اشتباكات مع فصائل معارضة بريف حلب بعد انسحابه من بعض المناطق، وفي الوقت ذاته تواصل قوات النظام قصفها بالمدفعية والبراميل المتفجرة في مناطق مختلفة من سوريا.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان مقتل أربعة أشخاص اليوم الاثنين، مقابل 67 معظمهم في حلب أمس الأحد.

وأفادت سوريا مباشر بمقتل عدد من عناصر “تنظيم الدولة” جراء الاشتباكات مع الكتائب الإسلامية

في بلدة حيان بريف حلب الشمالي.

وقال ناشطون إن جيش المجاهدين أعلن سيطرته على ريف حلب الغربي بالكامل وطريق حلب دمشق بعد انسحاب عناصر “تنظيم الدولة”.

وفي السياق، ذكرت شبكة سوريا مباشر أن مديرية الصحة التابعة للمجلس المحلي لمحافظة حلب وثقت مقتل 575 شخصا وإصابة 2136 آخرين، بينهم 593 طفلا و428 امرأة جراء سقوط البراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران المروحي والغارات الجوية على أحياء مدينة حلب والبلدات والقرى في ريف حلب في الفترة بين منتصف ديسمبر/كانون الأول والثامن والعشرين من الشهر ذاته.

المعارضة إن الجيش الحر استهدف اليوم آلية عسكرية على الطريق بين عدرا والضمير بريف دمشق، وقتل ثلاثة عناصر من طاقمها.

ويتزامن ذلك مع مواصلة قوات النظام منذ صباح اليوم لقصف عدة مناطق في ريف دمشق بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، منها بلدتا النشابية والبلالية ومدينة الزبداني.

وبعد يوم من مقتل ما لا يقل عن ستين شخصا بالبراميل المتفجرة في حلب، عمدت قوات النظام إلى إلقاء قسط آخر منها على ناحية التمانعة بريف إدلب.

وذكرت وكالة سوريا برس أن الطيران المروحي التابع لجيش النظام ألقى الحاويات المتفجرة على جهة الجنوبية من مدينة كفرزيتا في حماة، ولا أنباء عن إصابات.

وتحدثت الوكالة عن مقتل سيدة وجرح زوجها بجراح في قصف مدفعي من تجمع الحامدية الذي استهدف الحي الشمالي في بلدة تلمنس القريبة من إدلب.

اشتباكات وجبهات

في تطور آخر، ذكر ناشطون أن اشتباكات وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام في مناطق مختلفة من ريف حمص.

وقالت سوريا مباشر إن الاشتباكات جرت في منطقة جبورين والمخرم، مشيرة إلى أن الجيش الحر دمر بصاروخ مضاد للدروع عربة شيلكا لقوات النظام في تلبيسة.

وفي منطقة درعا، جددت قوات النظام قصفها بالمدفعية الثقيلة على بلدة النعيمة وبلدة الشيخ مسكين ومنطقة اللجاة، مما أوقع قتيلا وجرحى.

من جانبها، قالت سوريا مباشر إن الجيش الحر قصف بقذائف الهاون الأمن العسكري واللواء 132 في درعا.

وفي ريف حماة، ذكر مركز حماة الإعلامي أن النظام قصف بالصواريخ بلدة عقرب، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى.

وقال اتحاد التنسيقيات إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة كفرزيتا بريف حماة.

بان كي مون محبط ويعيد النظر في دعوته لإيران

متحدث أممي أكد أن الأمين العام يعتبر الموقف الإيراني من جنيف 2 مخيباً للآمال

العربية.نت

قال متحدث أممي إن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يعيد النظر في دعوته لإيران، وأضاف “أن بان كي مون محبط من عدم التزام إيران بجنيف 1 ويعيد النظر في دعوتها”، واعتبر بان كي مون الموقف الايراني من جنيف 2 مخيبا للآمال.

أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هناك مباحثات جارية بشأن مشاركة إيران في جنيف 2، وسط ردود أفعال دولية معلنة حول مشاركة طهران.

من جهتها أكدت الولايات المتحدة اليوم الاثنين أنها تتوقع أن تسحب الأمم المتحدة دعوة إيران لحضور محادثات السلام السورية، ما لم تؤيد طهران بشكل كامل اتفاق جنيف1 لعام 2012، الذي يدعو لإقامة حكومة انتقالية في سوريا.

وكان مصدر سعودي أعلن اليوم عن رفض مشاركة إيران في جنيف 2، بحكم أن لها قوات عسكرية تحارب جنباً إلى جنب مع قوات النظام السوري.

إيران لا تفعل شيئاً للتهدئة

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية طالباً عدم الكشف عن اسمه إن الوضع ما زال يتسم “بالميوعة”، فيما يخص احتمالات انعقاد مؤتمر السلام المقرر في 22 يناير، نظرا لأن إيران لم تؤيد بالكامل اتفاق عام 2012 لإنهاء الصراع.

وأضاف أن إيران تقدم دعماً عسكرياً واقتصادياً كبيراً للرئيس السوري بشار الأسد وأن مشاركتها في محادثات السلام لن تكون مفيدة.

وقال المسؤول “لا يفعلون شيئاً لتهدئة التوتر… بل زادته أفعالهم سوءا ولذا لا نرى كيف يمكن أن تكون فكرة حضورهم المؤتمر رغم رفضهم الاعتراف بدعم جنيف-1 مفيدة.”

إيران ترفض أي شروط مسبقة

وكانت طهران رفضت اليوم الاثنين أي شروط مسبقة لمشاركتها في محادثات السلام السورية في جنيف هذا الأسبوع، قائلة إنها لا يمكن أن تقبل خطة الانتقال السياسي في سوريا التي اتفق عليها في المحادثات بالمدينة السويسرية عام 2012.

ونقلت الوكالة عن حسين أمير عبداللهبان، مساعد وزير الخارجية الإيراني قوله “اشتراط قبول اتفاق جنيف-1 لحضور اجتماع جنيف-2 أمر مرفوض وغير مقبول”، مضيفاً “إيران ستحضر المحادثات بدون أي شروط مسبقة بناء على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.”

وإيران حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد في صراعه مع مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به من السلطة.

مطالبات بمحاسبة محرضي شباب سعوديين على القتال بسوريا

إحدى الأمهات عبرت عن حسرتها بعد أن فاجأها ابنها باتصاله وطلبه الدعاء له

دبي – قناة العربية

أثارت الحلقة التي بثت مساء أمس من برنامج الثامنة مع الإعلامي داود الشريان على شاشة MBC، عاصفة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي ضجت بضرورة محاسبة من يحرضون الشباب السعوديين على القتال في سوريا وغيرها، حيث أظهرت الحلقة لقاءات مؤثرة مع ذوي بعض من ذهبوا للقتال في سوريا وغيرها.

كما عبرت إحدى الأمهات في اتصال هاتفي بالبرنامج عن حسرتها، بعد أن فاجأها ابنها الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً باتصاله من سوريا وطلبه الدعاء له، مؤكدةً أنها ستسعى لمحاسبة من غرر بابنها بدعوى الجهاد، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها تدعو كل ليلة على كل من غرر به ورماه في ساحات القتال.

بدوره قال المحامي البريطاني وخبير القانون الدولي أمجد سلفيتي خلال استضافته في النشرة ذاتها، إن القانون الدولي منح الدول المتضررة من التحريض، بتشريع القوانين المناسبة وتطبيقها ضد كل من يحرض للاقتتال.

اعترافات لعناصر “داعش”: سلمنا منشقين إلى النظام

أكد أن أبوأنس العراقي يتلقى تمويلاً من بشار الأسد عبر العراق وإيران

دبي – قناة العربية

في فيديوهات حصرية لـ”العربية”، وإثر استجوابهم بعد أسرهم من قبل الجيش الحر، أكد أحد عناصر تنظيم داعش أن تعاملهم مع السوريين في المناطق التي سيطروا عليها في وقت سابق كان قاسياً.

وأكد العنصر الذي تم استجوابه من “داعش” أنه لا يعرف سبب قتالهم مع الجيش الحر في سوريا، إلا أنه يقوم بذلك امتثالاً لأوامر التنظيم.

هذا وكشف أحد عناصر تنظيم داعش المعتقلين لدى الجيش الحر عن أنه – وإلى جانب عناصر آخرين من التنظيم – جاءتهم أوامر بتسليم ضابط وجنود منشقين إلى النظام.

وكشف كذلك عن تفاصيل عملية تفجير محطة القطار في الرقة والتي تولى مسؤوليتها أبوأنس العراقي الذي قيل إنه أحد عناصر لواء أحفاد الرسول، ليتبين لاحقاً أنه كان يعمل سراً مع داعش.

فيما شرح عنصر آخر من “داعش”، الذي تم أسره لدى الجيش الحر، عمل الكتيبة التي يرأسها أبوأنس العراقي في التنظيم وهي التي تتولى مباشرة عمليات الخطف والاعتقال لقادة الجيش الحر.

وأماط اللثام عن الممول الرئيس لجماعة داعش، حيث قال إن أبوأنس العراقي يتلقى تمويلاً من النظام السوري عبر العراق وإيران.

لافروف: غياب إيران عن جنيف “خطأ لا يغتفر

قال إن عدم حضور المعارضة للمحادثات سيدل على أنها غير مهتمة بإنهاء النزاع

موسكو – فرانس برس

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، من أن بلاده تعتبر أن غياب إيران عن مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا سيكون “خطأ لا يغتفر”.

وصرح لافروف أن “عدم ضمان مشاركة الأطراف التي بوسعها التأثير بشكل مباشر على الوضع في المؤتمر سيكون برأيي خطأ لا يغتفر”، وذلك في تعليق على تهديد المعارضة السورية بالانسحاب من المؤتمر في حال شاركت فيه إيران.

وأضاف لافروف: “بالتالي أنا أدعم الموقف المسؤول الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) الذي وجه دعوة للدول التي لها تأثير على الوضع بما يشمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وتابع لافروف أن غياب إيران عن المؤتمر سيجعل المحادثات التي يرتقب أن تبدأ الأربعاء في مدينة مونترو السويسرية “شكلية”.

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض حذر الاثنين من أنه سيقاطع المؤتمر إذا لم يسحب بان كي مون الدعوة التي وجهها إلى إيران بسبب دعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وحثت الولايات المتحدة أيضاً إيران على دعم الدعوات لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا وإلا فسيتم سحب الدعوة منها.

لكن لافروف قال إن غياب المعارضة عن المحادثات سيعتبر مؤشراً على أنها غير مهتمة بالتفاوض من أجل إنهاء النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات.

وأضاف: “إذا كان طرف ما يشكك في ضرورة دعوة كل الأطراف التي لديها تأثير على الوضع إلى جنيف 2 فإن هذا الطرف يكون غير مهتم بالتوصل إلى تسوية عادلة للأزمة السورية عبر المفاوضات”.

خلافات بروتوكولية بين المعارضة والنظام في جنيف 2

الخلاف تضمن العلم وشكل الطاولة ووضعية الكراسي فضلاً عن كمائن المصافحات

دبي – قناة العربية

لا تزال الكثير من التفاصيل البروتوكولية بين الأطراف المشاركة في مؤتمر جنيف اثنين معلقة، ولم يقتصر ذلك على الأمور الجوهرية فقط، بل امتد أيضا إلى التحضيرات البروتوكولية للمؤتمر، رغم أنه لم تبق إلا أيام قليلة على انعقاد المؤتمر.

فالخلافات على حضور جنيف 2 لا تتعلق فقط بدعوة إيران، بل تمتد إلى العَلَم وشكلِ الطاولة ووضعية الكراسي، فضلاً عن كمائن المصافحات، وهي جميعاً خلافات في الشكل وليس المضمون.

والخلافات بين وفدي المعارضة التي أكدت حضورها أخيرا، والنظام، يبدو أنها لم تنحصر فقط بمضمون المفاوضات، بل تعدت ذلك إلى خلافات تتعلق بالأفضلية في إلقاء الكلمة الافتتاحية، وتمسك كل من الطرفين بأن يكون الممثل الشرعي للشعب السوري. ولكن الخلاف الأكبر يبدو أنه يتعلق بالعلم المرفوع.

فبعد أن قررت الأمم المتحدة جمع الطرفين في غرفة واحدة بدلا عن غرفتين منفصلتين كما كان المقترح سابقا، ظهر اعتراض من جانب النظام على الجلوس إلى جانب أو حتى بالقرب من علم الثورة السورية. ولكن المعارضة تتمسك بإبقاء علمها مرفوعا.

الحل الوسط قد يكون بالابتعاد عن رفع أي أعلام خلال جلسات المفاوضات هذه التي سيتحدث فيها الطرفان عبر المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي.

عقد بروتوكولية تأمل الأمم المتحدة- راعية المؤتمر- حلها قبل يوم الأربعاء المقبل، إلا أن العقدة الأصعب ستكون تحقيق هدف هذا المؤتمر ببناء الثقة بين النظام والمعارضة، وإتباعه بجولات تفاوضية الشهر المقبل يتفق الطرفان على جدولها الزمني بعد تطبيق عدة خطوات من بينها وقف القصف ورفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين.

جنيف 2.. مهلة من الائتلاف لسحب دعوة إيران

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال عضو الهيئة السياسية الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة، الاثنين، إن الائتلاف لن يحضر محادثات السلام المقرر إقامتها في جنيف الأسبوع الجاري، إلا إذا سحبت الأمم المتحدة الدعوة لإيران بحلول الساعة 1900 بتوقيت غرينتش، حسب “رويترز”.

وكانت إيران أعلنت أنها قبلت دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لحضور محادثات السلام بشأن سوريا المعروفة باسم مؤتمر جنيف 2 “بدون شروط”، حسبما ذكرت وكالة الطلبة الإيرانية.

ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم قولها: “رفضنا دوما أي شروط مسبقة لحضور اجتماع جنيف 2 في سوريا. بناء على الدعوة الرسمية التي تلقيناها ستحضر إيران محادثات جنيف 2 دون أي شروط مسبقة”.

وأثارت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإيران لحضور المؤتمر المقرر له 22 يناير الجاري، خلافات بين قوى غربية وعربية من جهة، وروسيا الحليف الأقوى لنظام الرئيس السوي بشار الأسد من جهة أخرى.

واشترط وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن توافق إيران على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، حتى تستطيع المشاركة في مؤتمر “جنيف 2”.

وقال فابيوس في بيان إن “المشاركة في جنيف 2 مشروطة بالموافقة الضمنية” على الهدف المدرج في رسالة الدعوة التي وجهها بان، وهو “تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تتمتع بكامل السلطات التنفيذية”.

وأضاف: “من الواضح أنه لا يمكن لأي بلد المشاركة في هذا المؤتمر إن لم يقبل صراحة بتفويضه”.

كما طالبت الخارجية البريطانية أن توافق إيران على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وفي ذات السياق، أشارت واشنطن إلى ضرورة إلغاء دعوة إيران إلى محادثات السلام بجنيف مالم تؤيد طهران علانية (بيان جنيف 1).

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين ساكي: “إذا لم تقبل إيران بشكل كامل وعلانية بيان جنيف 1 فيجب إلغاء هذه الدعوة”.

كما شددت السعودية على “التزامها بما التزمت به الغالبية العظمى من دول العالم، وبالتالي فأي دعوة لأي طرف لحضور مؤتمر جنيف يجب أن تكون مربوطة بالموافقة العلنية على شروط الدعوة”.

والشرط حسب بيان بثته وكالة الأنباء السعودية “هو أن يعلن رسميا وعلنيا عن قبول هذه الشروط وأولها إنشاء حكومة انتقالية للسلطات، أما إيران فلم تعلن عن هذا الموقف مما لا يؤهلها للحضور خاصة وأن لها قوات عسكرية تحارب جنبا إلى جنب مع قوات النظام”.

وفي المقابل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن غياب إيران عن المؤتمر سيكون “خطأ لا يغتفر”.

وكان الائتلاف السوري المعارض علق مشاركته في المؤتمر، “إذا لم يتراجع الأمين العام للأمم المتحدة عن دعوة إيران للمشاركة”.

المعارضة السورية تعلق مشاركتها بـ”جنيف 2″ بعد دعوة إيران

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خيبة أمله من رفض إيران دعم حكومة انتقالية في سوريا، في الوقت الذي جددت فيه الولايات المتحدة الأمريكية مطالبتها الأمم المتحدة بإلغاء الدعوة الموجهة لإيران للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، وإعلان المعارضة السورية ، تعليق مشاركتها في مؤتمر “جنيف 2.”

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن على جميع الأطراف الاهتمام باحتياجات الشعب السوري، واعتبارها أولوية، وذلك قبل يومين من عقد المؤتمر في المدينة السويسرية.

من جهته، منح الائتلاف الوطني للمعارضة مهلة، تنتهي الساعة 11:00 مساء الاثنين بتوقيت دبي، لسحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعوته إلى إيران للمشاركة في المؤتمر، الذي يبحث سبل إنهاء الأزمة السورية.

وكتب المتحدث باسم الائتلاف، لؤي المقداد، في تغريدة له على موقع “تويتر”، أن “الائتلاف الوطني يعلن أنه سيسحب مشاركته في مؤتمر جنيف 2، طالما أن بان كي مون لم يسحب دعوته لإيران.”

وكان الأمين العام للمنظمة الدولية قد وجه دعوة إلى إيران فجر الاثنين، مشيراً إلى أن “زيادة التواجد الدولي في هذا اليوم، سيكون مهماً، وسيظهر الوحدة، وسيدعم جهود الحكومة السورية والمعارضة.”

وسارعت الخارجية الأمريكية بدعوة بان كي مون إلى سحب دعوته إلى إيران، في حال لم تعلن الأخيرة موافقتها، وبشكل علني، على بنود اتفاق “جنيف 1.”

وردت طهران بأنها سوف تشارك في مؤتمر “جنيف 2″، “بدون أي شروط مسبقة”، وفق ما ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم.

سلمان العودة: لم أدع للقتال بسوريا وليعتذر داود الشريان أو سأقاضيه

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) — هدد الداعية السعودية، سلمان العودة، بمقاضاة الإعلامي داود الشريان، مقدم البرامج المعروف، وذلك بعد اتهامه العلني له ولعدد آخر من الدعاة، بينهم محمد العريفي وسعد البريك، بالتغرير بالشباب السعودي ودفعهم إلى القتال والموت في سوريا.

وكان الشريان قد تحدث خلال حلقة برنامجه “الثامنة مع داود” قائلا: “سلمان العودة ومحمد العريفي سعد البريك.. أنتم أبطال التويتر غررتم بأولادنا وذهبوا للجهاد، أنتم المسؤولون وغررتم بأولادنا منذ أيام أفغانستان. أنتم تشحنونهم وتقتلونهم.”

وتابع الشريان قائلا: “الشيخ صالح الفوزان لما تحدث عن الحرب السورية وذكر أنها موطن فتنة، صمت سلمان العودة ومحمد العريفي وسعد البريك ومحسن العواجي، ويدورون حول الحمى، أنتم من غرر بأبنائنا ويجب أن تحاسبون ويحاسبكم المجتمع، من الحرب الأفغانية وأنتم تشحنون أبنائنا وتزجون بهم في حروب كافرة لا نعلم من بدأها ومن الذي أنهاها”.

وأضاف الشريان بقوله:” ارحمونا واتقوا الله فينا، ولا واحد من أبناءكم ذهب للحرب، ألستم تقولون بأنها الجنة، اذهبوا إليها ونحن وراءكم، كل واحد من هؤلاء الدعاة يغرد في تويتر ويحرضون الشباب على الجهاد و(الداعية السوري) عدنان العرعور يطبل لهم، من الذي أتى بالعرعور للبلد وكيف للقنوات الدينية أن تستضيفه؟” وذلك في حلقة خصصها الشريان لمناقشة “معاناة أهالي الشباب السعوديين في سوريا”

ورد العودة عبر حسابه بموقع تويتر عارضا عدة مواد مصورة ومكتوبة تؤكد تحذيره من ذهاب السعوديين للقتال في سوريا، وتوجه إلى الشريان مباشرة بالقول: “أخي داود رأيي منع الذهاب لسوريا أو غيرها وعليك الاعتذار علناً او الإثبات او الاستعداد للمحاكمة.

إيران عن جنيف 2: مشاركتنا دون شروط.. وعسكري يحذر دمشق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعلنت إيران الاثنين، أنها سوف تشارك في مؤتمر “جنيف 2” لحل الأزمة السورية لكن دون شروط مسبقة، في رد على واشنطن التي رهنت مشاركة الجمهورية الإسلامية بموافقتها على اتفاق “جنيف 1″، وذلك بعيد دعوة الأمم المتحدة حكومة طهران المشاركة  في المؤتمر، الذي حذر مسؤول عسكري إيراني بارز، النظام السوري من الوقوع في “فخه.”

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، وطبقا لوكالة الأنباء الرسمية: “إيران ستشارك في المؤتمر دون أي شروط مسبقة.”

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد وجه، فجر الاثنين، دعوة  إلى إيران لحضور مؤتمر “جنيف 2″، الذي سيبحث إيجاد حل للأزمة السورية، والمزمع عقده في 22 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وجاء التصريح الإيراني بعد قليل من إعلان الإدارة الأمريكية أنه يجب إلغاء دعوة إيران ما لم تعلن موافقتها، بشكل علني، على بنود اتفاق “جنيف 1.”

وبالمقابل، شدد مساعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية، العميد مسعود جزائري، على ضرورة أن يفضي “جنيف 2” إلى “تخلي أمريكا والرجعية في المنطقة” عن دعم الإرهاب.

وأضاف جزائري محذراً: “على سوريا أن تكون حذرة، كي لا تقع في فخ المؤتمر”، داعياً إلى “ضرورة استمرار المقاومة السورية حكومةً وشعباً، أمام أحد أكبر الحروب الإرهابية المعاصرة، من أجل القضاء الكامل على الإرهاب”، على ما أوردت الوكالة الإيرانية.

جورج صبرة: النظام ذاهب إلى جنيف-2 لاستعادة أهليته والمعارضة منقسمة

قال رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرة، إن الإرادة الدولية نجحت في تحقيق مآربها في دفع المعارضة لحضور مؤتمر جنيف دون ضمانان أو شروط، وأن النظام يذهب للمؤتمر لاستعادة أهليته.

وقال صبرا في بيان تلقت CNN بالعربية نسخة منه، إن النظام يذهب “مشفوعا بصمت دولي وأممي مريب، يلامس حد التواطؤ، يذهب وفي جعبته سياسة القتل جوعا وحصارا تحت صواريخ سكون وبراميل الموت والغازات السامة.”

وأشار صبرة إلى مخططات إقليمية ودولية تستهدف إجهاض الثورة ومنعها من تحقيق أهدافها ، كما انتقد المشاركين في مؤتمر جنيف من قوى المعارضة قائلا إنهم ذاهبون “بمحفظة مثقلة بالوعود والأوهام والدعم الإعلامي وكل اشكال التزيين والتزويق (وأحيانا) التزوير، بهدف تجميل مالا يمكن تجميله” مشيرا إلى “انقسامات حادة في الائتلاف وبين صفوف المعارضة “.

وأوضح رئيس المجلس أنه بناء على ذلك بنى المجلس الوطني السوري قراره بعدم المشاركة في جنيف.

إدخال الدفعة الثانية من المساعدات لمخيم اليرموك بدمشق

رام الله (20 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في الأراضي الفلسطينية، حسام عرفات انه تم اليوم إدخال الدفعة الثانية من المساعدات الغذائية والطبية إلى مخيم اليرموك للاجئين في دمشق، مشيرا إلى أنها بلغت 550 سلة غذائية وحليب أطفال وأدوية ومواد طبية وعلاجات

وقال عرفات في بيان “بالتزامن مع إدخال هذه المساعدات الغذائية فقد جرى إخراج بعض الحالات المرضية والصعبة وكبار السن من المخيم”. وأضاف “يتم إدخال هذه المساعدات وإخراج المرضي من مدخل المخيم ومن شارع راما حيث عملت الجرافات ومنذ الصباح علي إزالة السواتر الترابية والمعيقات أمام إدخال هذه المساعدات”، وفقا للبيان

ولفت إلى أن “هذه الدفعة من المساعدات هي الثانية التي دخلت المخيم حيث دخلت الدفعة الأولي يوم السبت وتوقفت أمس الأحد لأسباب ميدانية ولإعطاء الأولوية لإخراج المرضي والمسنين وتواصلت هذا اليوم الاثنين بالنجاح بإدخال الدفعة الثانية”

أما بشان انسحاب المسلحين من مخيم اليرموك بموجب الاتفاق والتعهد الذي قطعوه علي أنفسهم للفصائل الـ14 ولجنة المصالحة ، فقد قال عرفات انه “لا يوجد شيء من ذلك لغاية الآن وإنهم مازالوا في المخيم ولم ينسحبوا منه”، كاشفا عن أن “لجنة المصالحة عقدت عند الساعة الثانية ظهرا من هذا اليوم الاثنين اجتماعا مع المسلحين في داخل المخيم للطلب منهم الانسحاب ومغادرة المخيم إلا أنهم يماطلون ويسوفون حتى الآن”، على حد وصفه

وأشار إلى أن “المرحلة الأولى من الخطة الموضوعة لتقديم المساعدات للأهل في مخيم اليرموك تتمثل بإدخال 7000 سلة غذائية علي دفعات

أربع قوى معارضة مقاتلة ترفض المشاركة بجنيف2 وتنفي تفويض الائتلاف

روما (20 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت قوى بالمعارضة العسكرية في سورية رفضها المشاركة في مؤتمر جنيف2 أو في أي حل سياسي للأزمة “ما لم يتم إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المدن وتنحي رأس النظام وخروج الميليشيات المساندة له”، ونفت تفوّيضها للائتلاف المعارض بالمشاركة في المؤتمر

وأعلنت الجبهة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وجيش المجاهدين، وجبهة ثوار سورية، اليوم الاثنين، أن “الثورة السورية هي ثورة مطالبة بالحرية والكرامة وليست ثورة قتال”، وأشارت إلى أن “السوريين حملوا السلاح مرغمين نتيجة تعرضهم للقمع الوحشي، وأن حمل السلاح ليس هدفاً بذاته بل الهدف استرداد حقوق الشعب السوري”، حسبما جاء في بيان

ونوّهت بأنه لا يمكن الوصول إلى حل سياسي مادام النظام مستمر “بممارساته الوحشية والإجرامية”، وقالت إنه يتجه إلى جنيف2 “ببراميله المتفجرة وحصاره الآثم وسياسة التجويع الممنهجة ووحشيته في تعذيب المعتقلين حتى الموت وقتله الأطفال واغتصابه الحرائر وارتكابه الإبادات الجماعية بأسلحته الكيماوية، و لم يترك أي فسحة تمكن من الحوار معه إلا للعملاء أو من لا يمثلون إلا أنفسهم”، وفقا للبيان

وأعلنت أنها “لم تعطِ التفويض لأية جهة سورية وأن الشعب لا يرضى أن تنفرد مجموعة ما بالتوجه إلى مؤتمر جنيف2 نيابة عنه”

وقالت إنها لن تقبل بأي حل سياسي قبل تحقيق أربعة شروط في مقدمتها “إطلاق سراح المعتقلين فوراً، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والتوقف عن قصف المناطق السورية وتسهيل إيصال المساعدات وتسهيل عودة النازحين والمهجرين”

كما اشترطت أن “يتنحى النظام برأسه وكامل رموزه وأن تُحل أجهزته الأمنية ويُحاسب قادتها، وأيضاً خروج كافة الميليشيات الطائفية الدخيلة على المجتمع السوري التي ساندت النظام”، وأخيراً “عدم التدخل في شكل الدولة المستقبلية بعد النظام ولا فرض أي أمر ينافي الهوية الإسلامية

الائتلاف السوري: تسعة مفاوضين في وفد المعارضة الرئيسي

روما (20 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة في سورية قرر تسمية تسعة شخصيات كوفد رئيسي مفاوض في مؤتمر جنيف2، يسانده ضعف هذا العدد من التقنيين والمستشارين في غرف خلفية، ويضم الوفد المفاوض الرئيسي ثلاثة شخصيات تمثّل القوى العسكرية المقاتلة على الأرض

ووفق مصادر من قيادات الائتلاف، فإن الوفد المفاوض الرئيسي يضم تسعة مفاوضين، خمسة من أعضاء الائتلاف وشخصية سادسة مستقلة، وثلاثة يمثلون القوى العسكرية العاملة على الأرض، على أن يتم إعلان الأسماء لاحقاً، مشيرة إلى أن الائتلاف قد جهّز كامل الوثائق الخاصة بالمؤتمر والتي ستساهم في تمتين الموقف في العملية التفاوضية

كما شددت المصادر على أن الوفد التفاوضي للائتلاف سيرفض حرف المفاوضات نحو الاهتمام بالشؤون الثانوية التي يتوقع أن يجره وفد النظام لها وسيركز على الأساسيات المتعلقة جميعها بثوابت الثورة السورية، موضحة أن مؤتمر جنيف2 سيبدأ يوم الأربعاء المقبل، وتستمر كلمات الافتتاح والخطابات يومي الأربعاء والخميس، وتُعقد أول جلسة مفاوضات يوم الجمعة، حيث سيتم وضع جدول أعمال للمؤتمر، ويتم تسليم جدول الأعمال هذا لكل طرف، ومن ثم تتوقف المفاوضات بين عشرة أيام وأسبوعين للتحضير، تبدأ بعدها جلسات التفاوض العملية

بان كي مون “يراجع خياراته” بصدد جنيف 2

قال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إن بان يراجع بشكل عاجل خياراته في ضوء ردود فعل بعض الاطراف المشاركة في مؤتمر جنيف 2 والمقرر أن تبدأ في سويسرا في وقت لاحق هذا الاسبوع.

واضاف المتحدث بان البيان الايراني الذي اعلنت فيه طهران موافقتها على حضور المؤتمر لا يتفق مع الضمانات التي اعطتها الحكومة الايرانية للامين العام بشأن دعم طهران لنتائج جنيف مشيرا الى ان قرار الأمم المتحدة بدعوة ايران لم يكن متسرعا و لم يكن مفاجئا للسلطات الامريكية.

وكان بان قد قال في وقت سابق لمجلس الامن إن مناقشات مكثفة وعاجلة جارية بشأن المؤتمر.

يأتي هذا فيما امهل الائتلاف الوطني السوري المعارض ايران حتى السابعة من مساء اليوم بتوقيت غرينتش لسحب قواتها من سوريا والقبول بنتائج جنيف واحد والا لن يقبل الائتلاف بالمشاركة في جنيف اثنين في حال مشاركة ايران.

يذكر ان إيران قد قبلت دعوة الأمين العام لحضور المؤتمر دون شروط مسبقة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف ان عدم السماح لايران بالمشاركة سيكون خطأ كبيرا.

وكان بان قد قال إنه حصل على تأكيدات من وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بأن طهران تعهدت بأن تؤدي دورا “إيجابيا وبناء” في المحادثات إذا تلقت دعوة بالمشاركة.

وأضاف “كما قلت مرارا، اعتقد بشدة أن إيران يجب أن تكون جزءا من الحل للأزمة في سوريا”.

تهديد وشروط

الأمين العام للأمم المتحدة قال إنه تلقى تأكيدات من إيران بأداء دور إيجابي في المؤتمر.

وكتب لؤي صافي، المتحدث باسم الائتلاف، في تغريدة بموقع تويتر قائلا إن “الائتلاف السوري يعلن أنه سينسحب من حضور جنيف 2 إن لم يتراجع بان كي مون عن دعوته لإيران”.

كما قالت الولايات المتحدة إن دعوة إيران ينبغي أن تكون مشروطة بتأييد طهران للاتفاق الذي توصل إليه مؤتمر جنيف الأول في عام 2012 بشأن مرحلة انتقالية في سوريا.

وقالت السعودية، التي تدعم المعارضة السورية، إنها ترفض مشاركة إيران في المؤتمر، إن لم تؤيد طهران الجهود المبذولة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وجاء في بيان رسمي أنه ينبغي على إيران أن “تعلن رسميا وبطريقة واضحة موافقتها على تشكيل حكومة انتقالية”.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات التمهيدية للمؤتمر – المعروف باسم جنيف 2 – الأربعاء في مدينة مونترو السويسرية.

وقد وافقت حكومة دمشق في وقت سابق على المشاركة في المؤتمر.

قبول الدعوة

وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أن ايران قالت الاثنين إنها قبلت دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة لحضور المحادثات المقرر عقدها في جنيف هذا الاسبوع وتهدف إلى إنهاء الصراع السوري.

ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، مرضية أفخم، قولها “رفضنا دوما أي شروط مسبقة لحضور اجتماع جنيف 2، وبناء على الدعوة الرسمية التي تلقيناها ستحضر ايران (محادثات) جنيف 2 دون أي شروط مسبقة”.

وحصد الصراع الممتد منذ نحو ثلاثة أعوام أرواح ما يزيد على مئة ألف شخص.

وتشير تقديرات إلى أن مليوني شخص فروا من الصراع إلى خارج سوريا، بينما نزح نحو ستة ملايين و500 ألف شخص آخر داخل البلاد.

انتقاد

وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد وجه في وقت سابق انتقادا شديدا للائتلاف الوطني السوري، اكبر فصائل المعارضة، مستبعدا امكانية مشاركته السلطة مع اعضائه.

واتهم الاسد في مقابلة مع وكالة الانباء الفرنسية المعارضة السورية بانها كتلة من عملاء قوى اقليمية وغربية.

وحول محاكمة المشتبهين بقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، عبر الاسد عن اعتقادة بانها محاكمة مسيسة وتهدف الى الضغط على حزب الله.

BBC © 2014

سوريا: مقتل 10 اشخاص في انفجارين في معبر باب الهوى

قال ناشطون معارضون سوريون إن سيارتين مفخختين انفجرتا الاثنين عند معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، الواقع تحت سيطرة المتمردين السوريين، مما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الأقل وادى الى اغلاق المعبر.

يذكر ان ما يسمى بالجبهة الاسلامية تسيطر على معبر باب الهوى الواقع في محافظة ادلب الشمالية، وتخوض هذه “الجبهة” معارك مع تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الجهادي المرتبط “بتنظيم القاعدة.”

ولم تضح الجهة التي دبرت الحادث الذي وقع بعد ايام فقط من تفجير مماثل وقع في بلدة جرابلس شرقي سوريا واسفر عن مقتل 26 شخصا. وكان ناشطون قد حملوا “الدولة الاسلامية في العراق والشام” مسؤولية ذلك الهجوم.

وقال مسلحون معارضون في باب الهوى إن الجانب التركي اغلق الحدود بعد التفجيرين اللذين فصلت بينهما فترة لم تجاوز عشر دقائق.

وأكد مكتب حاكم ولاية هاتاي التركية الجنوبية وقوع الانفجارين على الجانب السوري من الحدود.

وقال شهيد دوغان الناطق باسم المكتب إن الانفجارين لم يحدثا اي خسائر على الجانب التركي.

BBC © 2014

ديلي تليغراف: تنظيم القاعدة في سوريا يدرب جهاديين غربيين

ثمة قلق غربي من ازدياد نفوذ المتشددين في سوريا

نشرت صحيفة ديلي تليغراف تقريرا عن الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، يتناول تدريب أوروبيين وأمريكيين على تنفيذ هجمات انتحارية وتفجيرات، لينشئوا خلايا لها في بلدانهم لدى عودتهم من سوريا.

واستندت ديلي تليغراف في تقريرها إلى مقابلة أجرتها مع أحد المنشقين عن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ويدعى مراد.

ونقلت الصحيفة عن مراد قوله إن مسلحين من بريطانيا والولايات المتحدة يجري تلقينهم أفكارا معادية للغرب، وتدريبهم على استخدام القنابل والأحزمة الناسفة، قبل أن يعودوا إلى بلدانهم لإنشاء خلايا لتنظيم القاعدة هناك.

وتقول الصحيفة إن تصريحات مراد تتقاطع مع القلق الذي عبرت عنه الأجهزة الأمنية البريطانية إزاء سفر 500 شخص من المملكة المتحدة للقتال في سوريا، واحتمال عودتهم لتنفيذ هجمات مثل تفجيرات لندن في عام 2007 وهجمات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة.

وتضيف ديلي تليغراف أن وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية منشغلة بقضية البريطانيين المقاتلين في سوريا، وقد خصصت إمكانيات إضافية للتصدي لخطر هؤلاء.

ويقول مراد في مقابلته مع الصحيفة إنه ترك جماعة دولة الإسلام في العراق والشام لاعتراضه على قرارات وتصرفات بعض أمراء الجماعة الذين يأمرون بقتل عناصر الجيش السوري الحر ويعتبرونهم كفارا.

ويذكر أن الجماعة قتلت صديق له يدعى سلطان الشامي، الذي كان قد انشق عن الجيش الحكومي وأصبح ناشطا معارضا. لكن عناصر دولة الإسلام في العراق والشام اختطفوه، ثم عثر عليه مقتولا في أحد مراكز الجماعة. وكانت هذه بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس في ذهن مراد وجعلته يترك الجماعة.

أمريكا تقول إنه ينبغي سحب دعوة إيران لمحادثات السلام السورية

واشنطن (رويترز) – أصرت الولايات المتحدة يوم الاثنين على ضرورة أن تسحب الأمم المتحدة دعوتها لإيران لحضور محادثات السلام السورية في 22 يناير كانون الثاني ما لم تؤيد طهران بشكل كامل اتفاق جنيف-1 لعام 2012 الذي يدعو لإقامة حكومة انتقالية في سوريا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية طالبا عدم الكشف عن اسمه إن الوضع ما زال يتسم “بالميوعة” فيما يخص احتمالات انعقاد مؤتمر السلام نظرا لأن إيران لم تؤيد بالكامل اتفاق عام 2012 لإنهاء الصراع.

واتفق خلال مؤتمر جنيف-1 على تشكيل هيئة انتقالية تتولى حكم سوريا بموافقة الطرفين.

وهددت جماعات المعارضة السورية التي وافقت يوم السبت على حضور المؤتمر بالانسحاب من المحادثات ما لم يتم سحب الدعوة الموجهة لإيران.

وقال المسؤول الأمريكي إن إيران تقدم دعما عسكريا واقتصاديا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد وإن مشاركتها في محادثات السلام لن تكون مفيدة.

وأضاف المسؤول “لا يفعلون شيئا لتهدئة التوتر … بل زادته أفعالهم سوءا ولذا لا نرى كيف يمكن أن تكون فكرة حضورهم المؤتمر رغم رفضهم الاعتراف بدعم جنيف-1 مفيدة.”

وقال مسؤول آخر في الإدارة الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري يجري محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بخصوص مشاركة إيران قبل يومين من المحادثات المقررة بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة.

وأضاف المسؤول “لم تؤيد إيران علنا (اتفاق) جنيف … نتوقع إلغاء الدعوة. نحن على اتصال وثيق مع الامم المتحدة وسنرى ماذا سيحدث على مدار اليوم.”

وتابع قوله “(إيران) لم تنفذ الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة. لم تلتزم بالمعايير المطلوبة.”

وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أن طهران رفضت يوم الاثنين اي شروط مسبقة لمشاركتها في محادثات السلام السورية في سويسرا هذا الاسبوع قائلة انها لا يمكن ان تقبل خطة الانتقال السياسي في سوريا التي اتفق عليها عام 2012.

وقال المسؤول الأمريكي إن تصريحات إيران منذ صدور الدعوة يوم الأحد “لا تصل إلى حد ما أبلغ (المسؤولون الإيرانيون) الأمم المتحدة به بشكل غير رسمي”.

وقال بان يوم الأحد إن إيران أكدت له بشكل غير رسمي انها ستؤدي “دورا ايجابيا وبناء” في محادثات السلام. ووجهت الدعوة لنحو 30 دولة لحضور المحادثات التي لا يرجح أن تؤدي إلى تسوية سياسية فورية.

وقال كيري إنه ينبغي النظر إلى المحادثات على أنها بداية لعملية وأكد أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا.

من ليزلي روتون

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

عشرة قتلى على الاقل في تفجير سيارتين عند معبر حدودي سوري مع تركيا

بيروت (أ ف ب)

قتل عشرة اشخاص على الاقل الاثنين واصيب 20 آخرون في تفجير انتحاري بسيارتين مفخختين عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

في غضون ذلك، سيطر عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام على مطار عسكري في ريف حلب (شمال) كان تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بحسب المرصد.

وافاد المرصد في بريد الكتروني عن “استشهاد ما لا يقل عن عشرة اشخاص (…) واصابة نحو 20 بجروح بعضهم في حال خطرة، جراء انفجار سيارتين مفخختين عند الحاجز الاول في معبر باب الهوى الحدودي” الواقع في محافظة ادلب (شمال غرب).

وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن افاد وكالة فرانس برس في وقت سابق ان التفجيرين كانا “هجوما انتحاريا”، واديا في حصيلة اولية الى مقتل خمسة اشخاص على الاقل.

واوضح ان احدى السيارتين انفجرت عند المعبر، في حين ان الاخرى انفجرت عند حاجز قريب منه تسيطر عليه كتائب من المعارضة المسلحة.

وبث ناشطون معارضون على موقع “يوتيوب” الالكتروني، شريطا مصورا قالوا انه للحظات التي تلت التفجيرين. ويظهر الشريط رجالا ينقلون جثة الى سيارة اسعاف، في حين يهرع آخرون لمساعدة اشخاص على الارض.

كما تبدو نيران مشتعلة في ما يعتقد انها احدى السيارتين المفخختين، في حين تبدو آثار التفجير واضحة على العديد من الآليات ومنها دراجة نارية وباص لنقل الركاب ابيض اللون تحكم زجاجه بالكامل.

ورجح عبد الرحمن ان يكون التفجيران من تنفيذ “الدولة الاسلامية في العراق والشام، وذلك ضمن عشرات التفجيرات التي استهدفت الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة” منذ بدء المعارك بين الطرفين مطلع كانون الثاني/يناير.

صور من الوكالة السورية للانباء في 19 كانون الثاني/يناير لجثث قتلى من المعارضين في صيدنايا شمال دمشق

ولجأت الدولة الاسلامية الى تفجيرات غالبيتها انتحارية، في معاركها ضد تشكيلات اخرى من المعارضة، علما ان الطرفين كانا في الاشهر الماضية يقاتلان في خندق واحد ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وادت المعارك بين التنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة من جهة، و”الجبهة الاسلامية” و”جيش المجاهدين” و”جبهة ثوار سوريا”، الى مقتل اكثر من الف شخص، بحسب المرصد.

وفي ادلب، اعلن “لواء داود” الذي يقاتل الى جانب الدولة الاسلامية، امتناعه عن “اطلاق النار ضد اي فصيل على ارض الشام”، وذلك بحسب بيان نشره وتلقى المرصد السوري نسخة منه.

واكد البيان ان اللواء سييكون “فصيلا مستقلا غير تابع لاي جهة”، وان سلاحه سيوجه حصرا ضد “النظام النصيري”، في اشارة الى نظام الرئيس بشار الاسد المنتمي الى الطائفة العلوية.

ميدانيا، سيطرت الدولة الاسلامية على مطار الجراح العسكري في ريف حلب، بحسب المرصد الذي اشار الى انسحاب كتيبة اسلامية منه.

وكان مقاتلون معارضون سيطروا في شباط/فبراير على هذا المطار الواقع في الريف الشرقي لحلب على الطريق بين حلب والرقة (شمال).

وكان المرصد افاد في وقت سابق ان الدولة الاسلامية انسحبت من كامل ريف حلب الغربي اثر معارك مع المعارضين.

وتدور الاثنين اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط مدينة اعزاز في الريف الشمالي لحلب على الحدود مع تركيا، بحسب المرصد.

ودخل عناصر الدولة الاسلامية اعزاز في ايلول/سبتمبر، ما اضطر مقاتلي المعارضة الذين كانوا يسيطرون عليها، الى الانسحاب منها.

وواصلت القوات النظامية قصفها لمناطق عدة مستخدمة سلاح الطيران.

وافاد المرصد الاثنين ان سلسلة من الغارات الجوية ادت الاحد الى مقتل 44 شخصا بينهم 16 طفلا على الاقل. وتركز القصف الجوي على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها (شمال)، ومدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق).

وقتل الاثنين ستة اشخاص بينهم اربعة اطفال في غارات جوية نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينة درعا (جنوب)، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، قال المرصد ان “15 مقاتلا على الاقل من الكتائب الاسلامية المقاتلة استشهدوا في اشتباكات مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني في محيط دير الشيروبيم في منطقة صيدنايا” الاحد، مشيرا الى ان “مصير عشرات المقاتلين الذين فقد الاتصال بهم لا يزال مجهولا”.

وتقع صيدنايا في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق على الحدود مع لبنان، حيث حققت القوات النظامية في الاسابيع الماضية تقدما واسعا.

وفي الحجر الاسود جنوب العاصمة، افاد المرصد عن العثور الاحد على “جثامين تسعة مقاتلين وطبيب ميداني اعدموا بطلقات نارية”.

على ما التفاوض؟

كمال طربيه

© مونت كارلو الدولية (أرشيف)

لو لم أكن صحافيا وملزما بالمتابعة والنقل والتعليق لتوقفت عن متابعة كل ما يتعلق بجنيف اثنين! ‏

التحضيرات لعقد المؤتمر وما يرافقها من مناورات ومواقف تشعرني بالغثيان تماما كما هي مشاعر هذا ‏المواطن السوري البسيط الذي يدعي كل اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين الدفاع عن مصالحه في ‏فنادق عواصم القرار وكواليس الدبلوماسية! ‏

لنتأمل قليلا في طبيعة الوفود المدعوة لإنضاج طبخة الحل السياسي للأزمة السورية فنتأكد أنها طبخة بحص! ‏

وفد المعارضة السورية بكافة أطيافها سيقتصر على الائتلاف الوطني الضعيف التمثيل والموزع الولاءات ‏والغارق بانقساماته..‏

وفد النظام يبدو متماسكا ومنسجما على غرار نظام استبدادي يدعي الدفاع عن مصلحة شعبه ويمطر هذا ‏الشعب بالبراميل المتفجرة.. ‏

هيئة التنسيق الوطنية التي تمثل ما تمثل في الداخل غير مدعوة للمشاركة.. الفصائل الإسلامية المقاتلة ‏والممسكة بالأرض غير مدعوة للمشاركة وهي أصلا ترفض المشاركة لأن مشروعها يتمثل بإقامة دولة ‏الخلافة.. لا الدولة المدنية.‏

الأكراد الذين يمثلون جزءا من الشعب السوري يشاركون بوفد حليف للنظام أما القسم الأكبر منهم فهدفه إقامة ‏كردستان سوري على غرار العراق. ‏

هلم بنا إلى جنيف للتفاوض ولكن كيف وعلى ماذا؟ ‏

في جديد المواقف وآخرها إعلان الرئيس بشار الأسد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية رغبته في الترشح ‏لولاية رئاسية جديدة في حزيران يونيو المقبل ورفضه الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض وإصراره ‏على وضع مكافحة الإرهاب بندا رئيسيا إن لم يكن وحيدا على مائدة المؤتمر.. فعلى ما التفاوض ! ‏

في جديد المواقف وقديمها تهديد وفد المعرضة بمقاطعة المؤتمر في حال مشاركة إيران فيه والتمسك بمطلب ‏تخلي الرئيس الأسد عن السلطة وألا يكون جزءا من مستقبل سوريا..فعلى ما التفاوض؟ ‏

في خضم الحرب الأهلية اللبنانية السيئة الذكر، دعيت الأطراف الداخلية المتصارعة إلى جنيف للتفاوض ‏برعاية عربية ودولية على وقف الحرب والتوافق على صيغة سياسية لإنقاذ لبنان، كان ذلك في العشرين من ‏آذار مارس عام 1983. فشل المؤتمر واستمرت الحرب ست سنوات إضافية، ولم تتوقف إلا في العام ‏‏1989.. فهل جنيف السوري سيكون على غرار ما كان عليه جنيف اللبناني؟ الأرجح انه سيكون كذلك.‏

فعلى ما التفاوض ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى