أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 21 آب 2017

 المعارضة تأمل بـ «وفد موحد» إلى جنيف

الدمام – منيرة الهديب لندن – «الحياة»

أعرب قادة فصائل المعارضة السورية عن أملهم في أن يؤدي اجتماع الرياض الذي يبدأ اليوم إلى تقريب وجهات النظر بين منصات المعارضة الثلاث، الرياض والقاهرة وموسكو، حول القضايا الأساسية وعلى رأسها المرحلة الانتقالية والدستور وذلك للمشاركة بـ «وفد جديد موحد» في محادثات جنيف للتسوية في سورية والتي ستعقد في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. في موازاة ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سورية «أفشلت المشروع الغربي… لكن الحرب لم تنتهِ بعد وإن كانت بوادر الانتصار موجودة». وأكد الأسد أن بلاده ترحب بـ «اتفاقات إقليمية» لوقف القتال في سورية، رابطاً بين التعاون الأمني وإعادة فتح السفارات الأجنبية في دمشق من ناحية، وبين قطع الصلات مع «الإرهابيين» من ناحية أخرى. وواصلت القوات النظامية تقدمها في ريفي حمص وحماة على حساب «داعش»، الذي بات محاصراً في بلدة عقيربات شرق مدينة السلمية، بعد عمليات عسكرية من ثلاثة محاور قطعت المنطقة إلى ثلاثة جيوب. وقتل خمسة أشخاص إثر سقوط قذيفة أمس قرب مدخل «معرض دمشق الدولي» الذي فتح أبوابه هذا الأسبوع، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وعشية اجتماعهم في الرياض اليوم، شدد قادة المعارضة على أهمية الاجتماع في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المشاركة، وتشكيل وفد جديد موحد للمشاركة في محادثات جنيف، موضحين أن أهم الملفات المطروحة على طاولة الاجتماع هي تحديد آليات تشكيل الوفد الذي سيتولى التفاوض مع وفد النظام برعاية أممية، إضافة الى التحضير لمؤتمر «الرياض٢».

وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان «الجيش الحر» سابقاً قائد «الفرقة الثانية» في القلمون العميد هاني الجاعور لـ «الحياة» إن «اجتماع المعارضة في الرياض اليوم مهم جداً على مختلف الصعد، إذ سيتم انضمام منصة موسكو ومنصة القاهرة مع الائتلاف، وولادة جسم معارض يمثل جميع الأطياف المعارضة، وهذه بداية للحل». وأوضح أن الاجتماع سيبحث أيضاً «تجنيب إدلب ضربة روسية أو أميركية. وهو موضوع معقد وصعب، ولكن في حال تبنيه من الدول الداعمة للشعب السوري فيمكن تجنيب إدلب المحرقة المنتظرة».

من ناحية أخرى، قال قائد «الجبهة الشرقية» عضو الوفد المفاوض المقدم الدكتور محمد العبود أن الملف الأهم الذي ستتم مناقشته هو مسألة تشكيل وفد موحد يمثل كافة أطياف ومنصات المعارضة. وحول النتائج قال العبود: «المعارضة السياسية مسلوبة الإرادة، وبالتالي النتائج تتعلق بمدى توافق الأطراف الدولية والإقليمية».

وأفاد الأمين العام السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» عبدالإله الفهد لـ «الحياة» بوجود خلافات بين المنصات الثلاث يُؤمل حلها في الرياض، موضحاً: «أن رؤية الهيئة العليا تصر على رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، ومنصة القاهرة قريبة جداً من ذلك، بينما منصة موسكو ترى رحيل الأسد في وقت متأخر (نهاية المرحلة الانتقالية)، وهذا هو العقبة الأهم في التوافق على الوصول إلى وفد واحد».

تزامناً، شدد الأسد على أن بلاده ترحب بـ «اتفاقات إقليمية» لوقف القتال في سورية «لوضع حد لإراقة الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية وخروج المسلحين والعودة الى الوضع الطبيعي».

لكن الأسد في المقابل رفض فكرة «المناطق الآمنة» التي اقترحتها الولايات المتحدة وتركيا في السابق. قائلاً: «مثل هذه الخطوة لن تسفر إلا عن منح غطاء للإرهابيين». كما هاجم الأسد نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً: «إن الطرف التركي موجود على الورق وبالنسبة إلينا نحن لا نعتبره ضامناً ولا شريكاً في عملية السلام وطبعاً لا نثق به فهو داعم للإرهابيين».

 

فصائل المعارضة تبحث توحيد وفودها وتجنيب إدلب عملاً عسكرياً

الدمام – منيرة الهديب

شدد قادة في المعارضة السورية على أهمية الاجتماع المنعقد بين أطياف المعارضة اليوم (الإثنين) في العاصمة السعودية الرياض، في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المشاركة، وولادة وفد جديد موحد للمشاركة في محادثات جنيف، مشيرين إلى أن أهم الملفات المطروحة على طاولة الاجتماع تتلخص في تحديد آليات تشكل وفداً موحداً للمعارضة، يتولى مهمة التفاوض مع وفد النظام برعاية أممية، إضافة للبحث حول مؤتمر «الرياض٢».

ووصف رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان «الجيش الحر» سابقاً قائد «الفرقة الثانية» في القلمون العميد هاني الجاعور الاجتماع بـ «المهم جداً». وقال لـ «الحياة»: «اجتماع المعارضة في الرياض اليوم مهم جداً على مختلف الصعد، إذ سيتم انضمام منصة موسكو ومنصة القاهرة مع الائتلاف، وولادة جسم معارضة يمثل جميع الأطياف المعارضة في سورية، وهذه بداية للحل والتفاهمات الدولية على الحل في سورية».

وأضاف: «الموضوع الآخر سيتم فيه العمل على تجنيب إدلب ضربة روسية أو أميركية وهو موضوع معقد وصعب، ولكن في حال تبنيه من الدول الداعمة للشعب السوري فيمكن تحييد إدلب من المحرقة المنتظرة، كما سيتم أيضاً العمل على نزع صفة الإرهاب عن مناطق الشمال السوري المحرر، وإيجاد آلية عملية لقيادة هذه المناطق وإنهاء الأعمال القتالية فيها، والعمل على تشكيل مجالس مدنية لإدارة المناطق المحررة».

وقال الأمين العام السابق للائتلاف الوطني السوري عضو الائتلاف عبدالإله الفهد لـ «الحياة»: «الأمر الأهم هو مشاركة منصتي موسكو والقاهرة مع الهيئة العليا في الوفد التفاوضي للمعارضة السورية، وكيفية أن يكون وفد واحد مع التباين في الرؤى في ما بينهم»، وأضاف: «إذ إن رؤية الهيئة العليا تصر على رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، ومنصة القاهرة قريبة جداً من ذلك، بينما منصة موسكو ترى رحيل الأسد في وقت متأخر (نهاية المرحلة الانتقالية)، وهذا هو العقبة الأهم في التوافق على الوصول إلى وفد واحد».

وأكد الفهد أنه سيتم أيضاً بحث مؤتمر الرياض ٢، وكيفية الوصول إلى اتفاق للمشاركة ضمن رؤية موحدة.

إلى ذلك، قال نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية السابق الدكتور هشام مروة لـ «الحياة» إن الاجتماع سيبحث غالباً في آليات تشكيل وفد موحد بعد مناقشة المسائل العالقة، ومن أهمها رحيل الأسد قبل المرحلة الانتقالية، وأضاف: «كما سيتم طرح نتائج اللقاءات التقنية في الاجتماعات السابقة». وأوضح قائد الجبهة الشرقية عضو الوفد المفاوض المقدم الدكتور محمد العبود أن الملف الأهم الذي ستتم مناقشته هو مسألة تشكيل وفد موحد يمثل كافة أطياف ومنصات المعارضة.

وحول النتائج قال العبود: «المعارضة السياسية مسلوبة الإرادة، وبالتالي النتائج تتعلق بمدى توافق الأطراف الدولية والإقليمية، وربما ستنتج المعارضة مكرهة لا بطلة وفد موحد».

وكان اجتماع منصات المعارضة في الرياض قد تأجل يوماً بعد تأخر وفد «منصة موسكو» في الوصول. وأعلنت “منصة موسكو” قبل يومين استعدادها لحضور الاجتماع، الذي دُعي إليه مطلع آب (أغسطس)، لإعادة هيكلة صفوف المعارضة.

 

ستة قتلى في سقوط قذيفة قرب «معرض دمشق الدولي»

بيروت – أ ف ب

قتل ستة أشخاص بعد سقوط قذيفة اليوم (الأحد) قرب مدخل «معرض دمشق الدولي» الذي فتح أبوابه هذا الأسبوع بعد غياب استمر خمس سنوات، بحسب ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومسعفون.

ويقع المعرض الذي تنظمه السلطات السورية بهدف استقطاب الاستثمارات الأجنبية لإنعاش الحياة الاقتصادية في البلاد، عند أطراف الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة.

ونقل المرصد مقتل ستة أشخاص بينهم امرأتان بسقوط قذيفة عند مدخل المعرض. وكان أشار في وقت سابق إلى سقوط خمسة قتلى قبل أن يقضي شخص سادس متأثراً بجروحه. وأفاد مسعف لم يشأ كشف هويته بأن الحادث أسفر عن سقوط ستة قتلى.

وكان التلفزيون الرسمي أعلن «سقوط قذيفة بالقرب من مدخل مدينة المعارض ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين»، من دون الإشارة إلى سقوط قتلى.

وأوردت صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تعنى بحوادث سقوط قذائف على العاصمة مقتل أربعة أشخاص وجرح أربعة آخرين. وأكد مصدر في مستشفى مدينة جرمانا في ريف دمشق رؤيته «قتلى وجرحى في حال ذعر».

وروى إياد جابر وهو سوري في الـ 39 من العمر يعمل في جناح للنسيج في المعرض «كنا نستعد لاستقبال الزوار وسمعت انفجاراً (…) ثم رأيت دخاناً عند مدخل المعرض».

وافتتح الخميس الماضي المعرض الذي كان يعد قبل النزاع أكبر حدث اقتصادي في سورية والأقدم في منطقة الشرق الأوسط. وتعود آخر دورة له إلى صيف العام 2011 أي بعد أشهر عدة من اندلاع الحركة الاحتجاجية.

وقررت السلطات السورية إعادة افتتاح المعرض بعدما اعتبرت أن المنطقة التي يقام فيها باتت آمنة. وتعد منطقة الغوطة الشرقية منذ شهر تموز (يوليو) من «مناطق خفض التوتر» التي أعلن عنها إثر توقيع هدنة بين النظام السوري وحلفائه والفصائل المقاتلة.

ولم تتم توجيه دعوة رسمية إلى الولايات المتحدة والدول الغربية، التي تفرض عقوبات على النظام السوري، إلا أن بعض الشركات تشارك في شكل فردي.

من جهة أخرى، قال المرصد اليوم إن 18 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال قتلوا أمس في غارات للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي تقوده واشنطن استهدفت قرية يسيطر عليها المتشددون في شمال شرقي سورية.

وأورد المرصد أن الغارات استهدفت قرية الجزاع جنوب محافظة الحسكة حيث لا يزال المتشددون يسيطرون على بقعة صغيرة. وأوضح أن القتلى الـ 18 كانوا في مسجد ومنازل مجاورة.

وأسفرت الغارات أيضاً عن مقتل ثلاثة من مقاتلي التنظيم المتطرف.

ومنذ بدء عملياته الجوية في سورية والعراق، يؤكد التحالف أنه يتخذ تدابير لتجنب سقوط ضحايا مدنيين. لكنه أقر بمسؤوليته عن مقتل 624 مدنياً في ضربات منذ  العام 2014، وفق حصيلة نشرها في بداية آب (أغسطس) الجاري.

 

الأسد يرفض إعادة فتح سفارات أجنبية قبل قطع صلتها مع «الإرهابيين»

دمشق – أ ف ب

أكد الرئيس السوري بشار الاسد اليوم (الأحد)، ان الدول التي ترغب في اعادة علاقاتها الديبلوماسية والتعاون مع دمشق عليها ان تقطع اي صلة لها مع «الارهابيين».

وقال الاسد خلال كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية: «لن يكون هناك تعاون امني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التى تقول انها تسعى لحل الا بعدما تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الارهاب والإرهابيين».

وغالبا ما تطلق دمشق لقب «ارهابيين» على مقاتلي الفصائل المعارضة، وتطلقه أيضاً على المتشددين.

وقال الأسد: «نحن لسنا في عزلة كما يفكرون، ولكن هذه الحالة من الغرور تجعلهم يفكرون بهذه الطريقة».

وقطعت الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول الغربية علاقاتها الديبلوماسية مع دمشق بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري في آذار (مارس) 2011.

 

خامنئي: تدخلنا في العراق وسوريا من باب المصلحة

(الأناضول): قال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، إن تدخلات بلاده في العراق وسوريا تستند إلى المصلحة.

 

ونقل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، عن خامنئي، قوله إن بلاده تنظر إلى سوريا من باب المصلحة، بغض النظر عن اعتبار بعض المسؤولين الإيرانيين الرئيس السوري بشار الأسد، ديكتاتوراً.

 

جاء ذلك خلال مشاركة سليماني، في المؤتمر العالمي الـ15 ليوم المساجد في طهران، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، “إيسنا”.

 

وقال سليماني، “بعض أصدقائنا الذين يتبوؤون مناصب رفيعة داخل البلاد وخارجها، كانوا يقولون: لا تدخلوا سوريا والعراق، احموا إيران وهذا يكفي. حتى أن أحدهم قال: هل نذهب لندافع عن الديكتاتوريين؟ بينما المرشد أجاب بالقول: هل ننظر أي حاكم للدول التي نقيم علاقات معها ديكتاتور أم لا؟ نحن نراعي مصالحنا”.

 

وتواجه إيران تهماً بانتهاج سياسات مذهبية وإثارة الاضطرابات في المنطقة، فضلاً عن تحميلها مسؤولية مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، من خلال دعمها لنظام بشار الأسد في سوريا .

 

أردوغان: تركيا وإيران بحثتا تحركاً مشتركاً ضد الجماعات الكردية

 

(رويترز): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين، إن تركيا وإيران ناقشتا إمكانية القيام بتحرك عسكري مشترك ضد الجماعات الكردية المسلحة وذلك بعد محادثات جرت في أنقرة الأسبوع الماضي بين رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وقادة أتراك.

 

وقال أردوغان للصحافيين قبل سفره للأردن في زيارة رسمية إن صراعاً أكثر كفاءة ضد حزب العمال الكردستاني المحظور وفرعه الإيراني حزب الحياة الحرة لكردستان سيكون ممكناً من خلال تحرك مشترك مع طهران.

 

وتابع “التحرك المشترك ضد الجماعات الإرهابية التي أصبحت تشكل تهديداً مطروح دائماً على جدول الأعمال. تمت مناقشة الأمر بين قائدي الجيشين وناقشت أنا بشكل موسع كيف يمكن تنفيذ ذلك”.

 

سوريا: مقتل 5 بقذيفة على معرض دمشق ومجزرة لطيران التحالف جنوب الحسكة

الأسد في الذكرى السنوية للهجوم الكيميائي على الغوطة: «كسبنا مجتمعا صحيا متجانسا»

دمشق ـ حلب ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان ووكالات: قتل خمسة أشخاص إثر سقوط قذيفة الأحد قرب مدخل معرض دمشق الدولي، الذي فتح أبوابه هذا الأسبوع بعد غياب استمر خمس سنوات، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويقع المعرض الذي تنظمه السلطات السورية بهدف استقطاب الاستثمارات الأجنبية لإنعاش الحياة الاقتصادية في البلاد، عند أطراف الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة في ريف العاصمة.

وكان تلفزيون النظام أعلن «سقوط قذيفة بالقرب من مدخل مدينة المعارض ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين» من دون الإشارة إلى سقوط قتلى. وقررت سلطات النظام إعادة افتتاح المعرض بعد أن اعتبرت أن المنطقة التي يقام فيها المعرض باتت آمنة.

وعشية الذكرى السنوية المأساوية للهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية اتُهم النظام السوري ورئيسه بشار الأسد بارتكابه حيث وقعت مجزرة في الـ21 من آب/ أغسطس 2013، راح ضحيتها المئات من سكان المنطقة بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب. ومن سخرية القدر أكد الأسد أن سوريا كسبت «مجتمعاً صحياً متجانساً» خلال الحرب. وقال إن جيشه لم ينتصر في المعركة لكنه ادعى أنه هزم مشروع الغرب حيث خسرت سوريا خلال سنوات الحرب خيرة شبابها، فضلاً عن تضرر بنيتها التحتية. وجاء كلامه خلال افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين، حيث شكر كلاً من روسيا وإيران وحزب الله لمناصرته خلال سنوات الحرب. وقال إنه لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنها تسعى لحل إلا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الإرهاب.

من جهة أخرى قال ناشطون سوريون لـ«القدس العربي» إن مقاتلات التحالف الدولي ارتكبت مجزرة في قرية «رسم الجزاع» في ريف مدينة الشدادي الشرقي في جنوب محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

وأضافوا أن طيران التحالف الدولي شن غارة جوية قبيل صلاة العصر يوم السبت على مسجد قرية الجزاع في الريف الشرقي لمدينة الشدادي، الأمر الذي أدى إلى وقوع نحو 21 قتيـــلاً وتدمير المسجد بالكامل.

 

ما نتائج زيارة مبعوث الرئاسة الأمريكية للرقة؟

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي»: حظيت زيارة مبعوث الرئاسة الأمريكية الخاص لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بريت ماكغورك إلى الرقة باهتمام كبير، حيث يأمل البعض في تحركات ميدانية مرتقبة تؤدي إلى تخفيف المآسي الإنسانية والصحية في هذه المناطق التي يعيش سكانها على وقع حرب طاحنة منذ شهور بين قوات سوريا الديمقراطية (المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية) وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي: إن اجتماع المبعوث الأمريكي مع فعاليات الرقة المدنية جاء استكمالا لاجتماعات سابقة، حيث تركزت حول مواضيع خدمية ومسألة إدارة محافظة الرقة بعد تحريرها من تنظيم الدولة، بالإضافة إلى طبيعة عمل مجلس الرقة المدني وتطوير أدائه و توسعته، خاصة بعيد النداء الذي أصـدره المجلس مـن خـلال دعـوة النـخب والشخصـيات المـدنية والاجتمـاعية والثقافيـة بلعـودة والمشاـركة فـي البنـاء.

وأشار لـ «القدس العربي» إلى أن الاجتماع بين المبعوث الأمريكي وفعاليات الرقة المدنية والعشائرية تركزت على المواضيع الخدمية مثل التعليم، المياه، الكهرباء، الامن، فضلاً عن مسألة تدريب القوات الأمنية من أجل استلام المناطق المحررة من تنظيم الدولة في الرقة، كم يجري الآن بالريف الشمالي والشرقي الغربي للمدينة.

ولفت إلى انه تم إتمام مناقشة المشاريع السابقة التي قدمتها «قسد» ومجلس سوريا الديمقراطية إلى المبعوث الأمريكي بشأن أهلية وشرعية المجلس المدني للرقة، لمتابعة عمله الحالي وفرص دعمه من ناحية تطوير ادائه وتوفير ميزانة مالية للمجلس، واعتباره جهة تتمثل سياسياً ضمن مجلس سوريا الديمقراطي وبالتالي هذه الخطوة مهمة من أجل كسر الجمود السياسي الداعم لها، اي بمعنى اخر انضمام الرقة للمشروع الفدرالي المكون حالياً في شمالي سوريا.

وقالت الرئيسة المشتركة لمجلس الرقة المدني التابع لمجلس سوريا الديمقراطي ليلى مصطفى: إن زيارة الوفد الأمريكي الذي يمثل إدارة سياسية في أمريكا إلى الرقة ليست الأولى من نوعها، حيث يتوصلون مع مجلس الرقة المدني ويطلعون على جدول أعماله وحجم العمل الذي يقوم به، فالمجلس يتولى مسؤالية الإدارة منذ تأسيسه وحتى اللحظة.

وهي ترى أن زيارة المبعوث الأمريكي لها دلالات على أمرين، أولهما سياسي ويشكل دعم واهتمام واضح في مجلس الرقة المدني من قبل أطياف المجتمع الدولي المهتمين بالوضع السوري بشكل خاص، أما الآخر فالدول المانحة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بمسؤوليتها تجاه مدينة الرقة التي كانت تعتبر العاصمة المزعومة لداعش، إضافة إلى ما قدمه أبناء الرقـة الـذين دافعـوا عن دول المجتمـع الـدولي كـافة.

وأكدت ليلى أن الدول المانحة وعدت بأنها ستساعد سكان الرقة باعادة اعمار المدينة، حيث ترى ان المجتمع الدولي سيقف أمام مسؤوليته ويتكفل دعم مشروع الاعمار.

وكان المبعوث الخاص للرئاسة الأمريكية إلى الرقة بريت ماكغورك قد علق على الاجتماع في وقت سابق، انه تم خلاله الالتزام بالعمل على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية واعادة الحياة إلى المجتمع في المنطقة، حيث نشر ماكغروك صوراً مع أطفال سوريين قال انها في مناطق تم تحريرها من تنظيم الدولة مؤخراً، فيما تعتبر هذه الزيارة ليست الأولى لماكغروك للرقة حيث كان له زيارات عديدة خلال شهري حزيران/ يونيو، وتموز/ يوليو الماضيين.

 

مشاورات بين منصتي موسكو والقاهرة قبيل اجتماع «الرياض -2»

عبد الرزاق النبهان وهبة محمد

حلب – دمشق – «القدس العربي»: يتم التحضير للاجتماع بين أطياف المعارضة السورية الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض اليوم بعد تأجيل الاجتماع يوماً واحداً بسبب تأخر وصول وفد منصة موسكو.

وقالت مصدر مسؤول لـ»القدس العربي» إن التأخير سببه مشاكل لوجستية منعت وصول الوفد في الوقت المحدد، لحضور الاجتماع الذي ترعاه المملكة العربية السعودية، حيث عزا المستشار الإعلامي لهيئة المفاوضات العليا مضر حماد الأسعد في تصريح خاص لـ»القدس العربي» تأجل الاجتماع بسبب انتظار باقي اعضاء منصة موسكو.

وأضاف المتحدث: ما يجري حالياً عبارة عن مشاورات وتنسيق بين المنصات، وترتيب وفد موحد لمباحثات جنيف القادم، مشيراً إلى ان الاجتماع الموسع في الرياض سيكون في العاشر من الشهر المقبل، فما لا زالت آلية الدعوات لم تتضح بعد، وهل سينحصر ضمن الهيئة العليا والمنصات او توجيه دعوات لبعض الشخصيات المدنية والعسكرية المؤثرة في الملف السوري، مؤكداً ان الكثير من اعضاء مؤتمر الرياض متمسكون بعدم قبول الاسد في المرحلة الانتقالية رغم الضغوط الدولية على أعضاء وفد المفاوضات المتمسك بمبادئ الثورة السورية، وكذلك بقرارات مؤتمر جنيف والقرار 2254 الذي ينص صراحة على تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بدون الأسد.

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد رمضان: «إن اجتماع الرياض بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعة القاهرة بدأت أمس الأحد، وسينضم ممثلون عن مجموعة موسكو للاجتماع يوم الاثنين، حيث وصلوا إلى الرياض في وقت متأخر الأحد».

وأشار رمضان في لقائه مع «القدس العربي» إلى أن هدف اجتماع الرياض هو التوصل إلى تفاهم حول البرنامج السياسي للمفاوضات، وفِي المقدمة مصير بشار الأسد، وموقف الهيئــة العليا الذي يدعمه الائتلاف الوطني يتمثل في رفض أي دور لبشار في السلطة الانتقالية، و»أن يكون رحيله مع زمرته بداية الانتقال السياسي».

وأضاف، أن الاجتماع سيناقش أيضاً التفاهم بشأن الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية، وفِي حال تم ذلك سيكون هناك وفد واحد لقوى الثورة والمعارضة، من خلال ضم ممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو إلى الوفد المفاوض برئاسة الدكتور نصر الحريري.

وكانت مصادر مطلعة قد قالت لـ»القدس العربي» في وقت سابق إنه من المحتمل تأجيل الاجتماعات بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية، ومنصتي القاهرة وموسكو في العاصمة السعودية الرياض، إلى يوم الاثنين، في محاولة من الأطراف المجتمعة الثلاثة إلى الخروج بوفد موحّد يتولى مهمة مفاوضة النظام السوري في مفاوضات جنيف المقبلة.

ويرى عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض ، محمد يحيى مكتبي: ان النقاشات بين الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو إذا تمت بصراحة تامة ووضوح وتم تغليب للمصلحة الوطنية السورية على المصالح الضيقة، والاستنارة بموقف الشعب السوري وما يتطلع إلى تحقيقه من حرية و كرامة وعدالة وديمقراطية بعيداً عن الاستبداد والدكتاتورية، فعندها يمكن للاجتماع أن يحقق ما عُقد لأجله.

وردًا على سؤال «القدس العربي» حول امكانية خضوع الهيئة العليا للمفاوضات للضغوط والتخلي عن رحيل الأسد، أكد مكتبي أن محاولات تعويم الأسد ومنظومته الإجرامية ليست بالجديدة ورأس الحربة في هذه الجهود روسيا وإيران ولو قدمت أي مؤسسة من مؤسسات الثورة والمعارضة السياسية هذا التنازل لحلت القضية السورية منذ زمن بعيد، لكن غالبية قوى الثورة والمعارضة والشعب السوري لا يمكن أن يقبلوا ببقاء مجرم حرب بشار الأسد، وهذا ما نصت عليه وثيقة مؤتمر الرياض الأول واتفق عليه جميع المشاركين. وأشار مكتبي إلى أن منصتي القاهرة وموسكو كانتا موجودتين في مؤتمر الرياض الأول وضمن الهيئة العليا للمفاوضات كمستقلين، لافتا إلى أن عودتهما للهيئة العليا للمفاوضات ليست بعيدة، حيث أن اجتماع الغد والاجتماع الموسع الذي سيعقد في بداية شهر تشرين أول المقبل في الرياض سيحدد الأمر، ويعتقد مكتبي ان تخلي منصة موسكو عن بقاء الأسد خلال المرحلة الانتقالية وارد جداً ، متسائلاً في الوقت ذاته «كيف يمكن لجهة سورية وطنية أن تقبل وجود بشار الأسد المجرم، وهي تريد إقامة دولة العدل والحرية والديمقراطية والتسامح والعيش المشترك واحترام الآخر».

 

مصير إدلب يُطبَخ على نار هادئة… مباحثات على أعلى المستويات بين أمريكا وروسيا وإيران في أنقرة

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي»: يتواصل حراك سياسي وعسكري على أعلى المستويات في العاصمة التركية أنقرة تشارك فيه الولايات المتحدة وروسيا وإيران مع تركيا لرسم مصير ومستقبل محافظة إدلب السورية التي باتت مركز الصراع في شمالي سوريا وتشكل عبئاً كبيراً على تركيا. الحراك الذي بدأ بزيارة رئيس أركان الجيش الإيراني إلى أنقرة قبل أيام سوف يشهد زخماً أكبر مع زيارة مرتقبة الأربعاء لوزير الدفاع الأمريكي وأخرى لوزير الدفاع الروسي، بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأردن في لقاءات سوف تتركز بشكل أساسي حول إدلب.

وتصاعد التركيز الدولي والحرج التركي من الأوضاع في إدلب عقب توسيع هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) سيطرتها على المحافظة لا سيما المعابر الحدودية مع تركيا ومساعي روسيا لفرض المنطقة الرابعة من اتفاقية «مناطق عدم الاشتباك» بالمحافظة.

وبينما سرت أنباء عن محاولات تركية حثيثة جرت خلال الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى توافقات سياسية تتيح انسحاب العناصر المتشددة من المحافظة لتجنيبها عملية عسكرية تضر بالمدنيين المتكدسين فيها، لا يستبعد مراقبون أن تكون المباحثات الحالية تضع اللمسات الأخيرة على مخطط عملية عسكرية دولية في المحافظة وسط مؤشرات متزايدة على هذا الأمر.

وقبيل توسيع «تحرير الشام» سيطرتها على إدلب كانت المباحثات بين روسيا وتركيا وإيران في إطار «مباحثات الأستانة» تتركز على بحث آليات فرض منطقة عدم اشتباك في إدلب وذلك من خلال نشر قوات تركية أو تركية وروسية في مناطق بالمحافظة لوقف الاشتباكات لكن ومع تعزيز «الهيئة» سيطرتها يرى مراقبون أنه بات من الصعب تطبيق هذا المقترح لا سيما وأن جميع الأطراف وخاصة تركيا باتت تؤكد باستمرار على أن «الهيئة» ما هي إلا فرع لتنظيم القاعدة الإرهابي وتتجنب الدخول معها في توافقات سياسية. وفي زيارة وصفت بـ»غير المسبوقة» حل رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري وعدد من كبار قادة الجيش بينهم قائد الحرس الثوري ضيوفاً ولمدة ثلاثة أيام على العاصمة التركية أنقرة، تخللها مباحثات ولقاءات مع رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ووزير الدفاع نور الدين جانيكلي والرئيس رجب طيب أردوغان.

المباحثات التي تركزت حول الملف السوري قال الجانبين إنها «معمقة» ومهمة وجرى الاتفاق خلالها على رفع مستوى التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين وفي الإقليم إلى مستويات غير مسبوقة، وجرى التأكيد على «العمل المشترك في مواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة».

وذهب محللون إلى أبعد من ذلك بالقول إن المباحثات التركية الإيرانية تعبر عن قرار استراتيجي تركي جديد بزيادة التحالف مع إيران على حساب العلاقات مع واشنطن التي قدمت أسلحة ثقيلة للمسلحين الأكراد في شمالي سوريا، وذلك في مسعى لكسب دعم إيران التي تتقاسم نفس المخاوف مع أنقرة وترفض قيام دولة كردية في شمالي سوريا أو انفصال إقليم شمالي العراق لعدم تشجيع أكراد تركيا وإيران للمطالبة لدولة مستقلة، وهو ما يمكن أن يقود طهران لدعم مساعي تركيا لتنفيذ عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في عفرين.

وعلى صعيد متصل، وحسب ما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فإن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو سيزور تركيا «قريباً» للتباحث حول الوضع في محافظة إدلب السورية، وقال في حوار تلفزيوني: «الوضع في إدلب مهم جداً لتركيا»، وأشار إلى أن «محادثات تقنية بين تركيا وروسيا وإيران تسعى للوصول إلى حل سياسي سيكون الخطوة التالية بعد ضمان تطبيق وقف إطلاق النار»، كما لفت إلى أن «روسيا تتفهم الحساسيات التركية تجاه الامتداد السوري لتنظيم بي كا كا الإرهابي أكثر مما تفعل الولايات المتحدة التي لم تتوان عن تقديم الدعم العسكري له».

وبينما تحدثت مصادر إيرانية عن زيارة قريبة للرئيس التركي إلى إيران، يزور أردوغان الاثنين العاصمة الأردنية عمان ويبحث مع الملك عبد الله الثاني العديد من الملفات أبرزها الأوضاع في سوريا.

ويصل وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، تركيا، يوم الأربعاء المقبل حسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، حيث من المقرر أن يلتقي أردوغان ووزير الدفاع، نور الدين جانكلي، ووزير الخارجية، مولود جاوش أوغلو، وقال البنتاغون: «الوزير سيؤكد للجانب التركي التزام واشنطن، الذي لا يتزعزع، بالتحالف مع أنقرة، على مستوى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وباعتبارها شريكًا إستراتيجيًا».

وأمس الأحد، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن بلاده، هي من يدفع ثمن عدم الاستقرار الحاصل في عفرين بمحافظة حلب شمال غربي سوريا، وإدلب (شمال)، فضلاً عن الأبرياء المقيمين هناك، وعن إمكانية قيام تركيا بعملية عسكرية في عفرين وإدلب، قال يلدريم: «الأمور هناك غير واضحة المعالم، التنظيمات الإرهابية كافة تأخذ تتنازع على السلطة، ونحن والأبرياء السوريون هناك من ندفع ثمن ذلك».

وفي توصيف منه للأوضاع هناك أضاف: «الأوضاع تشبه القدر الذي يغلي، ولأننا دولة جوار فهذا الأمر يمثل تهديداً دائماً بالنسبة لنا»، مشدداً على أن بلاده «مستعدة لإعطاء الرد المناسب في الداخل والخارج لأي تهديد يستهدف أمن حدودنا، وأمن المواطنين، ويعرض ممتلكاتهم للخطر.. قادرون على توجيه الرد المناسب دون تردد».

وطوال الأسابيع الأخيرة، اتخذ الجيش التركي تدابير عسكرية وأمنية كبيرة على الحدود التركية مع سوريا لا سيما المناطق المقابلة لمحافظة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، ومقابل عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وسط تهديدات متزايدة من المسؤولين الأتراك بنية بلادهم تنفيذ عملية عسكرية ضد هذه الوحدات في عفرين.

والجمعة، دعت وزارة الخارجية الروسية، لضرورة تعزيز الجهود في إطار عملية أستانا من أجل إنشاء منطقة خفض تصعيد رابعة في سوريا تكون بمحافظة إدلب.

وكان يلدريم اعتبر أن «جماعات متطرفة باتت تتولى زمام الأمور في إدلب»، فيما أعلن أردوغان أن «محادثات بشأن الوضع في إدلب جارية بين جهاز الاستخبارات التركي وإيران وروسيا».

 

جبهة «النصرة» تحل نفسها في الغوطة الشرقية وفيلق الرحمن تعهد لوزارة الدفاع الروسية بإنهاء الجبهة

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: كشفت القيادة العامة لجيش الإسلام – أكبر تشكيل معارض يسيطر على الغوطة الشرقية – في بيان لها أمس الاحد، عن تعهد فيلق الرحمن بقتال جبهة النصرة في ريف دمشق، وانهاء أي تواجد له ضمن المنطقة، وذلك خلال ابرام اتفاق «خفض التصعيد» الأخير الذي وقعه فيلق الرحمن مع وزارة الدفاع الروسية.

وقال «جيش الإسلام» في بيان نشره عبر معرفاته الرسمية، إنه مستعد لوقف العمليات العسكرية ضد «فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مقابل وفاء «الفيلق» بتعهداته بإنهاء «جبهة النصرة» في مناطق سيطرته».

وأضاف البيان: «حرصاً على حقن دمائنا، واستجابة لدعوات المصلحين، وإنهاء للحال المتردية التي عاشتها الغوطة الشرقية خلال المرحلة الماضية، ورغم إيغال «فيلق الرحمن» طوال المرحلة بدعم «جبهة النصرة» وإصراره على متابعة التحالف معهم، وتسلطه على المؤسسات المدنية واستخدامه لأسمائها وأختامها لمآربه، وتصدره واجهة العمل المدني في القطاع الأوسط من الغوطة، وبعد توقيع فيلق الرحمن على اتفاقية مناطق خفض التوتر وتعهده بقتال جبهة النصرة، فإننا في جيش الإسلام نعلن وقف العمليات العسكرية ضد التحالف (فيلق الرحمن – جبهة النصرة) الذي نأمل أنه قد تفكك، باستثناء عمليات صد الهجمات على مواقعنا في حال حصولها، آملين أن يجد أهالي الغوطة من خلال هذا الالتزام متنفساً لهم بعد أشهر طويلة من الاحتقان والتصعيد الداخلي».

وتفاءلت القيادة العامة لجيش الإسلام في نهاية بيانها بأن تكون هذه الخطوات بداية مرحلة جديدة في الغوطة الشرقية، تمحو الأثار السلبية التي خلفتها المرحلة الماضية، وتفتح سبلاً للوصول إلى حلول أكثر إيجابية حسب المصدر.

وأكد الناشط الإعلامي «أسامة المصري» من ريف دمشق المحاصر في اتصال مع «القدس العربي» ان «جبهة النصرة انتهت في الغوطة الشرقية وقد حلت نفسها نهائيًا» بعد الاتفاق الأخير الذي ابرم بين الروس وفيلق الرحمن، يوم الجمعة الماضي، والذي أتى عقب مفاوضات مباشرة بين الطرفين في جنيف استمرت ثلاثة أيام من دون اي وساطة.

وأوضح وائل علوان في تصريحات صحافية أن الروس هم من طرحوا على فيلق الرحمن إجراء مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار في الغوطة، بعد اخفاق قوات الفرقة الرابعة وقوات الحرس الجمهوري في احراز أي تقدم على الأرض بالرغم من الدعم الروسي والتغطية النارية الكثيفة على مواقع الاشتباك، والقصف العنيف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

وأضاف المصري: لقد انتصر الجيش الحر المتمثل بفيلق الرحمن صاحب الإمكانيات البسيطة، والذي صنع صواريخ محلية أرق بها مضاجع الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وميليشيا الغيث وغيرهم من المرتزقة والمأجورين، لقد انتصرت الغوطة مجتمعة أمام رابع قوة عسكرية في العالم، وذلك بإرادة قيادة الفيلق ومقاتليه وأبناء الغوطة، بعد ان اكتسب فيلق الرحمن خبرات جديدة بعدما انكشفت وجوه قبيحة كنا نظن أنها صديقة.

وتابع: سبعون يومًا من الصمود الأسطوري سطره فيلق الرحمن بعد رهانات عدة على سقوط جوبر وعين ترما وسحقها من قبل المحتل الروسي وميليشيات الأسد وبعض الفصائل التي تدعي انتماءها للثورة السورية وبعض الأبواق والمرتزقة والمأجورين ممن يزعمون انتسابهم للغوطة وسوريا.

وكان «فيلق الرحمن» قد توصل إلى اتفاق مع ممثلي وزارة الدفاع الروسية، قضى بضم مناطق سيطرة الفيلق في ريف دمشق إلى اتفاق «خفض التصعيد» ويشملُ الاتفاقُ غير المعلنة بنوده حتى الساعة، عن فكَّ الحصار عن الغوطة الشَّرقية، مع الحفاظِ على مستحقات العملية السياسية.

 

مطالب بسحب الاعتراف بجيش الإسلام

 

استنكرت المجالس المحلية العاملة ضمن بلدات الغوطة الشرقية، أمس الجمعة، في بيان لها الاعتداءات الأخيرة لـ»جيش الإسلام»، وطالبته بالانسحاب من المناطق التي تقدم إليها مؤخرًا.

وطالبت المجالس عبر بيانها المشترك والذي ضم 11 مجلساً محلياً «جميع الدول بعدم الاعتراف بفصيل «جيش الإسلام» بأنه مؤسسة ثورية لخروجه عن مبادئ الثورة المتمثلة بحماية الشعب وحفظ حقوقه» مطالبين عناصر جيش الإسلام بالانفكاك عن قياداتهم وعدم الانصياع لأوامرهم والرجوع إلى مبادئ الثورة السورية التي خرجوا من أجلها حسب المصدر.

 

2200 قرية ابرمت اتفاق تخفيف التصعيد بمشاركة 229 فصيلاً معارضاً

 

أكدت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية ان حوالي 2002 قرية دخلت ضمن خريطة اتفاق «تخفيف التصعيد» بعد مفاوضات واتفاقات أبرمت مع 229 فصيل عسكري معارضة عامل على الأراضي السورية

حيث اكدت النشرة الإعلامية لمركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سوريا حول مراعاة نظام وقف الأعمال القتالية (20 آب 2017م)، وفي إطار تحقيق المذكرة حول إنشاء مناطق تخفيف التوتر التي تم توقيعها بروسيا الاتحادية والجمهورية التركية وجمهورية إيران الإسلامية تاريخ 4 أيار 2017م تقوم مجموعات المراقبة برصد كيفية مراعاة نظام وفق إطلاق النار بالاستمرار..

وأضاف المصدر: يعتبر الموقف العملياتي في مناطق تخفيف التوتر مستقراً وفقاً لوجهات النظار لجميع الأطراف المتنازعة، وخلال 24 ساعة ماضية رصد الجانب الروسي للجنة الروسية التركية المشتركة الراصدة على خروقات نظام وقف الأعمال القتالي 6 خروقات في المحافظات التالية: اللاذقية (1) وحلب (1) وحماه (4). رصد الجانب التركي 4 خروقات في ريف دمشق. تشكل تلك الخروقات رمايات بطريقة عشوائية من الأسلحة التقليدية في مناطق تحت سيطرة تنظيمات جبهة النصرة وداعش الإرهابية حسب المصدر..

وتابعت القناة المركزية لقاعدة حميميم: خلال 24 ساعة ماضية لم يتم توقيع أية اتفاقية حول انضمام القرى والمدن إلى نظام وقف الأعمال القتالية وعددها الإجمالي 2202 قرية، وتستمر المباحثات مع قادة فصائل المعارضة المسلحة بشأن انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية في محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماه وحمص والقنيطرة، ولم يتغير عدد الفصائل المسلحة التي أعلنت عن قبولها بتنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية وهو 229 فصيلاً.

 

سوريون في الذكرى الرابعة لمجزرة الغوطة: لم ولن ننسى

لبنى سالم

أحيا السوريون، على وسائل التواصل الاجتماعي، الذكرى الرابعة للمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في غوطة دمشق، والتي راح ضحيتها أكثر من 1200 قتيل من أطفال ونساء ورجال، ماتوا اختناقاً بغاز السارين.

 

وعبّر السوريون عن غضبهم لمرور أربع سنوات لم يُظهر العالم فيها رغبة جدية في محاسبة القاتل المسؤول عنها، الذي لا يزال حراً طليقاً، يهدد حياة من تبقى بمجازر أخرى، مؤكدين أنهم لم ولن ينسوا المجزرة، وسيعملون ويطالبون بتحقيق العدالة مهما طال الزمن.

 

وكتب المعتصم: “المجزرة التي وقعت في غوطة دمشق من قبل قوات الأسد واستخدام الأسلحة الكيميائية، لن ننسى أبداً ويجب تحقيق العدالة في سوريا ومحاسبة المجرمين”. وكتبت ندى: “الكيماوي حتى لا ننسى“.

 

ونشر السوريون صوراً من المجزرة ووسموا منشوراتهم بـ#كيماوي_الأسد بلغات مختلفة كوسمي “#HetSyrischeComité” و“#AssadChemicals”، مشيرين إلى أن أحداً لم يحاسب مرتكبيها.

 

وقال يحيى: “منذ 4 سنوات وضحايا مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها عصابة بشار الكيماوي في غوطة دمشق ينتظرون من يحاكم قاتلهم، جريمة العصر الحديث الذي تسوده قيم الحرية المزيفة والعدالة الدولية الكاذبة، إلا أنه في القتل يتجانس كل المجرمين“.

 

وكتب محمد الحاج صالح: “عار علينا إن نسينا مجزرة الكيماوي. ولكن العار الأكبر هو على هذا العالم اللا أخلاقي الذي بدلاً من معاقبة المجرم عقد صفقة مع المجرم ولحماية دولة الإجرام إسرائيل“.

 

وندد زكريا بتخاذل المجتمع الدولي قائلاً “مضى أربع سنوات على مجزرة الكيماوي، وتم تهديد النظام بتوجيه ضربة ثم تراجع العالم عنها ليستمر بعدها بضربات متوالية من غير عقاب ولا نذير، وكأنه أُعطي ضوءا أخضر للاستمرار في نهجه الدموي، وكأن المراد هو تحويل الساحة إلى ساحة توحش دموية“.

 

من جانبه، اعتبر يحيى أن “روسيا شريكة” لدفاعها المستمر عن المجرم، من خلال نقض أي قرار لمحاسبته في مجلس الأمن.

 

واستذكرت هبة أحد أقاربها الذين وقعوا ضحية في المجزرة قائلة: “اقتربت الذكرى السنوية لموته ونحسبه شهيدا، ثالث أولاد خالتي في مجزرة الكيماوي بالغوطة، لا أبرح أفكر في توأمه الصبيان الذين لم يراهم وبناته اليتامى، أقول اقتربت ولا أقول إنها اليوم لأنهم لم يجدوا جثته التي سلمت روحها وهي نائمة على سطح منزله إلا ثالث يوم المجزرة“.

 

أما شيار فكتب: “الآن تستيقظ أرواح أطفالنا هناك في تلك الأرض لتلاحقنا؛ ولنشم رائحة تلك الغازات السامة“.

 

واستذكرت إيمان قائلة: “أنا عايشة.. أنا عايشة، ذكرى مجزرة الكيماوي مطبوعة في ذاكرة كل سوري حر، ولن نسامح، ولا مكانة لمرتكبها غير حبل المشنقة فقط“.

 

وقال فادي: “في مثل هذه اللحظات من عام 2013 ارتكب بشار الأسد مجزرة الكيماوي في الغوطتين الشرقية والغربية. لم تكن الأخيرة.. والمجرم لا يزال طليقًا“.

 

كما نشر آخرون صوراً لاعتصامات واحتجاجات نظمها السوريون في مختلف دول العالم، إحياءً لذكرى المجزرة.

 

4سنوات على مجزرة الغوطة: جريمة النظام السوري بلا عقاب

عدنان علي

أربع سنوات مرت على مجزرة الغوطة الكيميائية، بقيت معها محاسبة النظام السوري على ارتكاب الجريمة غائبة، ما سمح له بالاستمرار في مجازره، أكان داخل الغوطة المحاصرة أو خارجها. بينما تشير معطيات متزايدة إلى أن نظام بشار الأسد ما زال يحتفظ بجزء كبير من ترسانته الكيميائية، على الرغم من توقّفه عن استخدام المواد الأكثر فتكاً، إلا أنه واصل استخدام غازي السارين والكلور، خصوصاً في الغوطة الشرقية نفسها التي استهدفها بالكلور السام قبل يومين فقط، رداً على خسائره الكبيرة في حيي جوبر وعين ترما خلال محاولاته الفاشلة لاقتحامهما.

وتعرضت بلدات عربين وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية، والمعضمية في الغوطة الغربية، في 21 أغسطس/ آب 2013، لقصف بصواريخ أرض-أرض محمّلة بغازات سامة يُعتقد أنها غاز السارين، انطلقت من اللواء 155 في ريف دمشق الشمالي، وأسفرت عن مقتل نحو 1500 شخص، بينهم أطفال.

وأوضح اللواء عدنان سلو، رئيس أركان إدارة الحرب الكيميائية في جيش النظام السوري سابقاً، أن النظام سلّم بعد مجزرة الكيميائي 1300 طن من الأسلحة الكيميائية فقط، بينما لديه أضعاف هذه الكمية، وأنه اعترف بثلاث منشآت كيميائية فقط، بينما لديه 23 منشأة تحت الأرض وفوقها. وأكد سلو، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن هناك 12 منشأة لم يدمرها النظام، إضافة إلى خمس منشآت تحت الأرض موزّعة في مناطق مختلفة تقع تحت سيطرة النظام في محيط دمشق وطريق دمشق-حمص.

 

وذكر أن النظام استخدم بعد مجزرة الكيميائي في الغوطة مادتي الكلور والسارين السامتين عشرات المرات، وهو ما أكدته أيضاً تقارير الأمم المتحدة. وأوضح أن النظام يجهز قذائف محشوة بالسارين أو الكلور وينشرها في بعض مواقعه العسكرية في محيط دمشق، وعلى طريق دمشق-حمص، مشيراً إلى أن النظام يلجأ للسلاح الكيميائي كلما وجد نفسه في مأزق وغير قادر على التصدّي لهجوم المعارضة، أو عاجزاً عن تحقيق اختراق في منطقة مهمة، فضلاً عن استخدام أسلحة أخرى محرمة دولياً، مثل قنابل النابالم.

 

ووفق تقرير لوكالة “رويترز”، نُشر الخميس الماضي، فإن نظام الأسد أعلن بعد الاتفاق الروسي-الأميركي عن تدمير ترسانته الكيميائية البالغة 1300 طن، لكن عمليات التفتيش لم تمض بسهولة، إذ تعرض مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المتجهون إلى المنطقة لنيران قناصة، قبل أن يصلوا إلى الغوطة في نهاية المطاف، وهناك أمهلتهم السلطات السورية ساعتين فقط لمقابلة الشهود وأخذ العينات. وعلى الرغم من ذلك، أكد الفريق في تقاريره الأخيرة، استخدام غاز السارين في الغوطة الشرقية.

 

يضاف إلى ذلك تغيير تكتيكات قوات النظام. وفي هذا السياق، قال اثنان من المفتشين إن الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ركزتا على التخلص من المخزون الذي اعترف النظام بامتلاكه، بينما شرعت قوات النظام في استخدام قنابل كلور جديدة بدائية الصنع، وأكدا إسقاط ما يصل إلى 100 برميل متفجر بغاز الكلور من طائرات حوامة منذ 2014. وغاز الكلور أقل سمية من غاز الأعصاب، ويتوفر على نطاق واسع، لكن يُمنع استخدامه كسلاح بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي وقّعت عليها سورية عند انضمامها لمنظمة الأسلحة الكيميائية عام 2013.

وحسب مسؤول عمل مع الأمم المتحدة ومفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فقد وقعت عشرات الهجمات التي استُخدم فيها الكلور، وعلى الأقل هجوم واحد استُخدم فيه غاز السارين منذ عام 2013، الأمر الذي تسبّب في أكثر من 200 حالة وفاة وإصابة المئات. ويقول المفتشون الدوليون، إن تقارير وردت عن أكثر من 100 واقعة استُخدمت فيها أسلحة كيميائية في العامين الأخيرين وحدهما.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن الوعد الذي قطعه النظام عام 2013 بالتخلي عمّا لديه من أسلحة كيميائية لتجنّب الضربة الأميركية، لم يكن إلا خدعة. ومن خلال سرد بعض تفاصيل عمليات تفتيش منشآت النظام الكيميائية، رافق ضابط سوري برتبة لواء فريقاً صغيراً من مفتشي الأسلحة الكيميائية إلى مخزن يقع خارج العاصمة دمشق، في نهاية صيف عام 2015، وكان الخبراء الدوليون يريدون فحص الموقع، لكنه طلب منهم الانتظار في السيارة، ليتبيّن في نهاية الأمر، أن المبنى خالٍ، ولم يجدوا أي أثر لمواد كيميائية محظور استخدامها. والسؤال لماذا طُلب من المفتشين الانتظار؟ ففي حين زعم الجانب السوري أنه كان يحصل على الموافقات اللازمة لإدخالهم، إلا أن المفتشين رجحوا أنه كانت تتم خلال فترة انتظارهم، عملية تطهير المكان من أي أثر كيميائي، إذ لم يبد منطقياً للفريق أن يتطلب الأمر موافقة خاصة للسماح بدخولهم إلى مبنى خالٍ.

 

وكشف المحققون أن ما قدّمه النظام السوري من بيانات عن أنواع الكيميائيات التي امتلكها وكمياتها، لا تتطابق مع الأدلة التي كشف عنها المفتشون في الواقع. فعلى سبيل المثال لم يتم التطرق إلى استخدام السارين، على الرغم من أن ثمة أدلة قوية على أن السارين استُخدم في سورية، بل إنه استُخدم العام الحالي في خان شيخون. وعثر المفتشون على مواد كيميائية أخرى لم يتم الإفصاح عنها، ومن بينها آثار غاز الأعصاب (في. إكس)، والريسين السام، ومادة كيميائية يطلق عليها اسم هكسامين تُستخدم في تثبيت السارين.

 

وخلال عامي 2014 و2015 أبلغ النظام المفتشين أنه استخدم 15 طناً من غاز الأعصاب، و70 طناً من خردل الكبريت في إجراء أبحاث، غير أن المحققين يعتقدون أن تلك الكميات ليست لها “مصداقية علمية”، على اعتبار أن “الأبحاث لا تتطلب سوى جزء يسير من هذه الكميات”، كما قال مصدران شاركا في عمليات التفتيش في سورية.

وإضافة إلى ذلك، لا يزال مصير ألفي قذيفة كيميائية مجهولاً، قال النظام إنه قد تم تحويلها إلى أسلحة تقليدية، واستُخدمت أو تم تدميرها، الأمر الذي يشير إلى أنها ربما لا تزال في أيدي قوات النظام. وفي السياق، ذكرت ثلاثة مصادر، على صلة مباشر بالأمر لـ”رويترز”، أن مسؤولين عسكريين سوريين طلبوا من شهود على صلة ببرنامج الأسلحة الكيميائية في دمشق، تغيير أقوالهم أثناء المقابلات مع المفتشين.

 

والواقع أن خطر استخدام الأسلحة الكيميائية ليس قائماً من الناحية النظرية وحسب، في ظل احتفاظ النظام بالجزء الأكبر من ترسانته الكيميائية، بل هو خطر ماثل فعلاً، وقد استخدمت قوات النظام غاز الكلور مرات عدة في الأسابيع الأخيرة في الغوطة الشرقية خلال محاولاتها اقتحام منطقتي جوبر وعين ترما، وآخرها يوم الجمعة الماضي.

وعلى الصعيد الإنساني، وعلى الرغم من أن الفصيلين الأبرز في الغوطة وهما “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، وقّعا اتفاقات مع الجانب الروسي لوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن الغوطة، إلا أن الحصار ما زال قائماً، وما زالت قوات النظام تخرق هذه الاتفاقيات بشكل يومي. وبموجب هذه الاتفاقيات، دخلت أخيراً قوافل مساعدات إنسانية من معبر “مخيم الوافدين”، تتضمن سللاً غذائية وأدوية ولقاحات.

 

وحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن اتفاق “خفض التصعيد” في الغوطة الشرقية يتضمن التزاماً من قبل روسيا بجدول زمني محدد لإخراج كل المليشيات الأجنبية من سورية، خصوصاً التي تحمل شعارات طائفية تخالف الهوية الوطنية، إلى جانب رفع الحصار عن الغوطة، وحرية انتقال البضائع والمدنيين عبر مخيم الوافدين، وانتخاب مجلس محلي لإدارة شؤون المنطقة، وانتشار 150 شرطياً روسياً لمراقبة الالتزام بوقف الأعمال القتالية من الطرفين.

 

فوائد إسرائيلية من الدور المصري في سورية

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

قال محلل الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تسفي برئيل، في تقرير نشر اليوم الإثنين، إن الدور المصري المتصاعد في سورية والقائم على دعم نظام بشار الأسد وتأييده، يشكل مفاجأة للتطورات في سورية، لكنه يحمل أيضاً جوانب إيجابية لإسرائيل، لجهة توفير طرف عربي، بالإضافة إلى الأردن، يبدي تفهماً للمصالح والاحتياجات الأمنية الإسرائيلية في سورية.

وزعم برئيل أن “مصر ساهمت، أخيراً، في تثبيت اتفاقين لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وفي حمص، أي في المناطق المشمولة في خارطة مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق بشأنها في شهر مايو/أيار الماضي بين روسيا وتركيا وإيران”. وكشف برئيل أن “تدخل مصر، جاء بعد أن حصلت على “إذن” من المملكة العربية السعودية“.

واعتبر الصحافي الإسرائيلي، في تقريره، أن “التدخل المصري مهم لإسرائيل، لأن الأخيرة ترحب بكل تدخل لطرف ناشط في وقف النفوذ الإيراني في سورية، لأن ذلك يخدم المصالح الإسرائيلية”، مبيناً أن “من شأن إسرائيل أن تشجع الدول العظمى، على القبول بالدور المصري في سورية لضمان شريك عربي إضافي إلى جانب الأردن، يتعامل بإيجابية مع مصالحها“.

وبحسب التقرير، “تعود جذور الموقف المصري للعام 2013، عند إطلاق نظام الانقلاب برئاسة عبد الفتاح السيسي تصريحات مؤيدة للجيش السوري، ولاحقاً تصويت مصر إلى جانب اقتراح روسي في مجلس الأمن، وهو ما أثار في حينه غضباً سعودياً، لكن الأزمة الخليجية وانضمام مصر لدول الحصار على قطر، من جهة وسعي السعودية لتحجيم الدور التركي، ساهم في دفع السعودية باتجاه تخفيف معارضتها للتحرك المصري في سورية“.

واعتبر أن “مصر التي تملك علاقات جيدة مع روسيا أيضاً، تعمل، أخيراً، على إعادة العلاقات الطبيعية بينها وبين سورية، وفي حال تحقق ذلك، يكون تطوراً مهماً بالنسبة لروسيا، لأن ذلك يعني في حال عودة العلاقات بين مصر وسورية إلى ما كانت عليه، منح شرعية عربية لنظام الأسد، وبالتالي فإن مصر ستسحب البساط في هذه الحالة، من تحت أقدام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتصادر منه الورقة السورية“.

 

مع ذلك، يرى برئيل أنه سيكون مبالغا فيه الادعاء أن دور وتدخل إيران في سورية سيتبخر بسبب التدخل المصري، إذ يدين النظام السوري بحياته لكل من إيران وروسيا، وستبقى الدولتان في السياق السياسي والدبلوماسي أيضاً، العمق الاستراتيجي للنظام في سورية.

 

حوار الرياض: الدفع إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية

محمد أمين

بدأت في العاصمة السعودية الرياض، صباح اليوم الإثنين، اجتماعات بين عدة أطراف في المعارضة السورية، من أجل تقريب وجهات النظر حول عدة قضايا، أبرزها تشكيل وفد واحد للمعارضة، يتولى التفاوض مع النظام في جنيف.

 

وذكر عضو الهيئة العليا للمفاوضات، أحمد العسراوي، أن مباحثات الرياض تجمع الهيئة ومنصتي “موسكو” و”القاهرة” اللتين تضمان شخصيات سورية معارضة، مشيراً في تصريحات لـ”العربي الجديد” إلى أن تشكيل وفد واحد موحد للمعارضة، هو أبرز نقاط الحوار.

 

ويحضر المباحثات عن جانب “موسكو” سبعة من أعضاء المنصة، برئاسة قدري جميل، فيما يحضر 8 من منصة “القاهرة”، أبرزهم جمال سليمان وفراس الخالدي وعلي العاصي.

 

وكانت مصادر في الهيئة العليا قد كشفت لـ”العربي الجديد”، أن الهيئة شكّلت، في الخامس من الشهر الحالي، “لجنة للحوار مع منصتي القاهرة وموسكو”، موضحة أن اللجنة تضم كلاً من: جورج صبرا، أحمد العسراوي، رياض نعسان آغا، حسن إبراهيم، محمد عبد القادر مصطفى، عبد الحكيم بشار، أحمد حجازي، على أن “تتعاون” مع أمين سر الهيئة العليا للمفاوضات، صفوان عكاش.

 

هذا، ويضغط الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، على الهيئة العليا للمفاوضات لضم منصتي “موسكو” و”القاهرة” إلى وفدها المفاوض في جنيف. وأعرب دي ميستورا، الخميس، في مؤتمر صحافي، عن أمله في إجراء “تفاوض جاد” بين النظام السوري ووفد موحد للمعارضة، في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، لافتاً إلى أن “الأزمة السورية ستشهد تحولات نوعية خلال الأشهر القليلة المقبلة“.

 

وكان ناشطون، وشخصيات سورية معارضة قد رفضوا، في بيان صدر منذ أيام، تمثيل “منصة موسكو” إذا “لم تقر وتوقّع على بند رحيل بشار الإرهابي في بداية المرحلة الانتقالية“.

 

وأشاروا إلى رفضهم تمثيل “منصة أستانة” التي تتزعمها رندة قسيس، في “الهيئة العليا للمفاوضات”، وذلك “بسبب مواقفها العلنية المعادية للثورة السورية ومبادئها”. وأكد هؤلاء رفضهم “القطعي لأي تمثيل لصالح مسلم أو حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) أو “قوات سورية الديمقراطية”، بسبب عمالتهم لصالح النظام، فضلاً عن مشروعهم الانفصالي غير الوطني”، وفق البيان.

 

تراشق اتهامات بين “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام

أعلن القيادي في “فيلق الرحمن” ياسر القادري “أبو محمد الفاتح” استقالته، وتحوله إلى “العمل الثوري” بصفة مدنية. وقال “الفاتح” في “تويتر”: “أعلن استقالتي من فيلق الرحمن متمنياً لإخواني المجاهدين الثبات والسداد، ولقيادة الفيلق التسديد والرشاد، وسأتابع نشاطي الثوري بصفة مدنية”. و”الفاتح” كان قائد “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” قبل أن ينضم مع “الاتحاد” إلى “الفيلق“.

 

الناطق الرسمي باسم “الفيلق”، وائل علوان، قال في “تويتر”: “نعم الأخ والصديق والقائد، ولئن اقتضت مصلحة الثورة أن تكون للجميع فسيبقى لك في قلوب قادة الفيلق وثواره المكانة الخاصة“.

 

استقالة الفاتح، تتزامن مع توقيع “الفيلق” مع روسيا في جنيف قبل أيام، اتفاق “خفض التوتر” في حي جوبر الدمشقي، بحيث يشمل وقفاً لإطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، إضافةً إلى نشر نقاط مراقبة روسية.

 

وكان “جيش الإٍسلام” قد أعلن وقف عملياته العسكرية ضد ما أسماه “تحالف فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام”، وذلك “حرصاً على حقن الدماء وإنهاءً للحال المتردية التي عاشتها الغوطة خلال المرحلة الماضية”، وأضاف بيان “جيش الإسلام” أن القتال توقف “رغم إيغال فيلق الرحمن طوال المرحلة بدعم فول جبهة النصرة، وتسلطه على المؤسسات المدنية، وبعد توقيعه اتفاق مناطق خفض التوتر، وتعهده بقتال جبهة النصرة”. واستثنى العمليات لصد الهجمات على مواقعه في حال حصولها، آملاً أن يكون “الالتزام متنفساً للأهالي بعد أشهر طويلة من الاحتقان والتصعيد الداخلي“.

 

فيلق الرحمن” ردّ على بيان “جيش الإسلام” ببيان حاد، قال فيه: “بعد أن أحرج المُصلحون جيش الإسلام وضغطوا عليه لوقف عدوامه، خرج ببيانه الأخير ليدعي المبادرة ويمضي في المزاودة”. وأوضح البيان: “وصلت به الوقاحة (جيش الإسلام) إلى الهجوم على جبهة المحمدية، واعتقال المرابطين عليها ضد النظام وترك نقاط الرباط فارغة. ثم أطلق سراح معظم المرابطين بعد سلب سلاحهم هروباً من شناعة هذه الفضيحة المخزية، فيما لا يزال بعضهم معتقلاً في سجونه”. وتابع البيان: “المطلوب من جيش الإسلام أن يكفّ اعتداءه وأذاه عن الغوطة وأهلها وثوارها، وأن يسحب عناصره على الفور من جميع المناطق التي اعتدى عليها وسلبها، ويعيد جميع الحقوق إلى أصحابها، لا سيما مواد التصنيع الحربي التي سطا عليها في أكثر الأوقات حاجة إليها… ثم أن يكف عن الكذب والمراوغة على ثورة أضحى بعيداً عنها وعن أهلها“.

 

المجلس الإسلامي السوري” أصدر بياناً، الإثنين، بعنوان “بيان المجلس حول مبادرته لاتفاق فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن”، وجاء فيه: “تم توقيع اتفاق بين الجيش والفيلق بتاريخ 20/8/2017 وبضمانة المجلس الإسلامي السوري، وقد الاتفاق على تشكيل المجلس الإسلامي لجنة للاشراف على تنفيذ كامل بنود الإتفاق”. وأمل المجلس من الطرفين الموقعين “الإلتزام بروح الاتفاقية ونصها، وذلك من أجل إحداث الوئام والتوافق المطلوب في المنطقة..”.

 

المعارضة السورية تبحث عن وفد جنيف في الرياض

تحاول الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي القاهرة وموسكو في الرياض، الاثنين، إيجاد أرضية مشتركة من أجل تشكيل وفد واحد استعداداً للجولة المقبلة من مفاوضات جنيف، حيث بات من الثابت أن مسألة انطلاق مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية في أي جولة مقبلة من جنيف، لن يحدث ما لم تتفق المعارضة السورية على تشكيل وفد واحد.

 

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد دعت منصتي القاهرة وموسكو إلى اجتماع في مقرها في العاصمة السعودية الرياض، من أجل هذا الغرض، وتم تاجيل الاجتماع أكثر من مرة في محاولات، أثمرت أخيراً، بقبول منصة موسكو الحضور إلى الرياض بعد رفضها سابقاً، وطلبها نقل الاجتماع إلى جنيف.

 

وبينما يبدو عدول منصة موسكو عن قراراها برفض المشاركة، أنه جاء نتيجة ضغط روسي عليها، قال عضو الهيئة العليا للمفاوصات أحمد العسراوي، لـ”المدن”، إن “كل المتدخلين في المسألة السورية الآن يحاولون أن يوجّهوا هذه المجموعات إلى هذه الطريقة أو تلك، لكن هذا قد لا يكون مؤثراً. نحن على طاولة المباحثات في ما بيننا، كوننا جادين بالقيام بتشكيل وفد واحد للمعارضة السورية، نستطيع ان نتجاوز هذه العقبات“.

 

ولا يعني قبول منصة موسكو حضور اللقاء في الرياض، حتى الآن، تخليها عن طرحها لنظرية حل سياسي “يعتمد على دستور 2012، يتم بموجبه اختيار 5 نواب للرئيس، 2 من المعارضة، و2 من النظام، و1 مستقل”. في هذا الشأن يقول العسراوي “نحن نرى في الهيئة العليا للمفاوضات أنه من الضرورة أن يكون هناك إعلان دستوري، لا يعتمد على أي من الدساتير السابقة. هذه تبقى وجهة نظر خلافية بين الهيئة العليا للمفاوضات ومنصة موسكو“.

 

وتبدو وجهات النظر بين الهيئة العليا ومنصة موسكو متناقضة، في حين يقابل ذلك التناقض وضع أكثر إيجابية بين الهيئة العليا ومنصة القاهرة. يوضح العسراوي “أعتقد أن الجميع يعلم بأننا كأعضاء في هيئة التنسيق الوطنية، نحن العنصر الأساسي في منصة القاهرة، والوثائق التي أنتجت في القاهرة لا تختلف جوهرياً مع الوثائق التي أنتجت في الرياض“.

 

ويتابع “نتوقع أن لا يكون هناك تباين واضح في الموقف السياسي ما بين الهيئة العليا للمفاوضات ومنصة القاهرة، نتيجة أن الأوراق كما قلت، هي متشابهة. بينما أنا شخصياً لم أر أن هناك وثائق لمنصة موسكو، ولو كنا أيضاً نحن شركاء بالوثيقة (التي تم التوصل إليها) في الاجتماع الثاني لاجتماعي موسكو، وهي وثيقة تفاهمات بسيطة كنا نتوقع أن يتم التوافق عليها وأن تكتمل بقضية أن يوافق عليها وفد النظام وأن يبدأ بالافراج عن المعتقلين، لكن كل هذه القضايا لم تحدث، وبالتالي لا يوجد هناك شيء اسمه وثائق منصة موسكو“.

 

ومن المقرر أن تعقد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعاً موسعاً في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل. في هذا الشأن يؤكد العسراوي “لن نبحث بموضوع مؤتمر الرياض الموسع (خلال الاجتماع مع منصتي القاهرة وموسكو). قد نتعرض له بشكل جانبي. ولكن مهمتنا في هذا الاجتماع الذي دعونا إليه خطياً وإعلامياً، هي البحث في إمكانية إيجاد وفد واحد للمعارضة السورية كوننا نريد الذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع النظام، وهذه المفاوضات لن تكون ناجحة إلا بوفد واحد للمعارضة السورية“.

 

ويختم العسراوي بالقول “هناك قضية أساسية ستبحث، شئنا ام أبينا، وهي قضية الانتقال السياسي ومفهوم كل الأطراف لعملية الانتقال السياسي. نحن نريدها في الهيئة العليا للمفاوضات كما هي واردة نصاً في بيان جنيف 2012 بالقرار 2118 لعام 2013 بالقرار 2254 لعام 2015، ونحن نعتبرها الحد الأدنى المقبول لمطالب الشعب السوري“.

 

داعش في الجرود: قصص وصور خاصة

حسين خريس

كشفت معارك جرود رأس بعلبك والقاع اللثام عن بعض أفراد مجموعة تابعة لتنظيم داعش، وأبرزهم القيادي السابق المفصول من التنظيم أحمد وحيد العبد (سوري الجنسية) المعروف بأبي البراء الجراجيري. وإذ أثارت صور المنتمين إلى التنظيم الشكوك في أوساط المعارضين لحزب الله، عززت حافز السؤال عن هوية هؤلاء وكيف كانوا منعزلين عن الإعلام وتسريباته المتعلقة بأخبار العسكريين الأسرى لديهم، الذين خطفوا منذ نحو 3 سنوات.

 

وعلى عكس طريقة جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً)، لم يظهر أي خبر يتعلق بهؤلاء أو يكشف عنهم، ما خلا أبا بكر الرقّاوي الذي فبرك قصة مقتله بعد تصويره من قبل قريبه ووضع دبس البندورة على أنحاء من جسمه للايحاء بأنها دماء، وانتشرت صوره على بعض المواقع الإخبارية المحلية.

 

الغموض الذي كان يظلل أفراد التنظيم كان يهدف إلى إشعار أعدائه بأنهم قوة لا تُخترق وغير قابلة للتضعضع، في حين أنَّ حقيقة هؤلاء تتعرّى في الوقائع التالية.

 

الحقيقة أنَّ نواة هذه المجموعة كانت تابعةً لكتائب الفاروق المستقلة، بقيادة موفق أبو السوس وأبي أحمد جمعة وعضوية أبي طلال الحمد وأبي عبد السلام السوري. وهؤلاء كانوا قد بايعوا التنظيم قبل اعتقال جمعة بأسبوعين في عرسال. ما أدّى إلى المعركة الشهيرة التي قتل خلالها أبو حسن المكنّى بالفلسطيني (وهو لبناني الجنسية)، وهو أول أمير للتنظيم هناك. فتسلّم زمام الإمارة أبو عبد السلام. أما أبو طلال فكان المسؤول عن ملف العسكريين الأسرى الذين أختُطِفوا الساعة الخامسة والربع من بعد ظهر السبت في 2 آب 2014.

 

لم تنل أوراق اعتماد هذه المجموعة لدى القيادة المركزية في الرقة القبول، إلا بعد إثبات نفسها بأنها أسرت 9 جنود تابعين للجيش اللبناني. فكان القرار بإرسال قياديين مختلفين عن راكبي الموجة من المهرّبين وقطّاع الطرق.

 

وفي المرحلة الانتقالية عُزِل الحمد وأبو عبد السلام وتسلّم أبو أسامة البانياسي وأبو الهدى التلّي إمارة قاطع القلمون، ليقتل البانياسي فيما بعد نتيجة الخلافات التي كانت تشوب التنظيم ويتسلّم أبو الهدى دفة القيادة.

 

ثلاثة قياديين وصلوا إلى قاطع القلمون بعد أقل من شهر، وهم أبو بلقيس العدناني (عراقي الجنسية) وأبو الزبير السعودي وأبو الوليد المقدسي (فلسطيني).

 

ومع مجيء هؤلاء “الجزّارين”، كما يُطلق عليهم في أوساط العناصر، اتخذ التنظيم في الجرود صفة “الشرعية” وأصبح تابعاً للرقّة، لكن مع انتزاع صلاحيات التصرّف أو التصريح بشأن العسكريين اللبنانيين الذين أصبح أمر التفاوض بشأنهم متعلقاً بالقيادة المركزية لعاصمة “الدولة الإسلامية“.

 

تطورٌ أعاد ملف التفاوض إلى نقطة الصفر، رغم محاولات عديدة من شخصيات قريبة من التنظيم لإحداث ثغرة في جدار العناد الممزوج بمرواغة بعض العناصر، الذين كانوا يدَّعون امتلاك معلومات أو تقديم اقتراح على القيادة. وبما أنّ نار الخلافات لم تكن قد انطفأت في مرحلتي الامارتين السابقتين، بل وضعت تحت رماد القمع الآتي من الرقة، فإنها ظهرت مجدداً بين المقدسي، “الأمير الشرعي”، ومسؤول الأمن أبي الزبير المدعوم من الأمير أبي بلقيس، وتطورت المشكلات على خلفية “التزام الشرع من عدمه” في تطبيق الحكم، ثم إلى مقتل المقدسي، الذي كان ينتقد الأمير في محاضراته وتدريسه العناصر، وإصابة زوجته بجروح نقلت على اثرها إلى الرقة.

 

وخلال هذا الخلاف الدامي، ترددت معلومات غير مؤكدة أن أبو الزبير السعودي أصدار قبل سنة ونصف أمر قتل العسكريين في زنازينهم. وتروي مصادر من داخل التنظيم أنَّ القرار جاء بغطاءٍ قيادي، تفادياً لإحداث انشقاق في صفّ التنظيم المضعضع أصلاً.

 

وفيما وصلت أصداء هذا القرار عبر أبو البراء إلى بعض أسر العسكريين المخطوفين، جرى التحفظ على نشره وتصديقه أملاً بأن يكون كاذباً. وأبو البراء نفسه كان قد أوصل معلومات بمكان دفن العسكريين الواقع في آخر وادي الدب، مرجّحاً أن يكون عددٌ من السجناء الموجودين في رومية، والتابعين إلى التنظيم، على بيّنة من مكان الدفن ومن بينهم أبو هريرة اللبناني، وهو عمر الميقاتي.

 

بعد ستة أشهر من ذاك القرار، وفق المعلومات غير المؤكدة، أستُدعي أبو بلقيس إلى الموصل وقتل هناك. كذلك، طلبت القيادة من أبو الزبير العودة إلى الرقة. وهكذا حصل.

 

بقي التنظيم شاغراً من منصب الأمير، لكنه مُلِئ بمجلس شورى مؤلف من أربعة أشخاص، هم أبو البراء، أبو محروس ، أبو محمد السوري (وهو موفق أبو السوس)، وأبو محمد الأمين، الذي ظهر في صور الإعلام الحربي مبتسماً لعناصر حزب الله، بعدما قال “خلص خلصت“.

 

وقد استمرَّ التنظيم بلا رأس مدة 3 أشهر ونصف، حتى قررت القيادة القبول بموفق أبو السوس أميراً، إلا أنَّ الرجل لم يحقق شيئاً من “مكاسب النفط” التي كان يحلم بها منذ أن بايع البغدادي. فتوقفت الرواتب المرسلة منذ سبعة أشهر ورُفِض طلبُ نقله إلى “عاصمة الخلافة”، تزامناً مع إطباق الحصار على التنظيم من جبهة أبي مالك سابقاً ومن الحزب حالياً. كذلك حوصر من الجيشين السوري واللبناني في الحدود المشتركة.

 

هكذا، عاد فيلم التنظيم إلى المشهد الأول الذي انطلق منه الممثلون فيه، والذين تبيّن بالدليل الحسّي أنهم ليسوا من أبناء الجلدة العقائدية العضوية لفكر “الدولة الإسلامية”، بل ممن ركبوا موجة للحفاظ على مورد التهريب فغرقوا في المعارك التي خيضَ أكثرها مع جبهة فتح الشام ولم توفّر سرايا أهل الشام (ما تبّقى من الجيش الحر في الجرود)، فضلاً عن الجيش.

 

والمشهد ما قبل الأخير من الفيلم تظهَّر خلال تسليم أبرز العناصر أنفسهم إلى حزب الله في الجانب السوريّ، من دون أن يكون للنهاية نكهة حماسية كتفجير المنتمين إلى التنظيم أنفسهم خشية الوقوع في الأسر أو المقاومة حتى نفاذ الذخيرة، بل بكل بساطة ترك “الدواعش المزيفون” مواقعهم ونزلوا إلى أماكن سيطرة الحزب بعد أخذ الضمانات منه بالأمان. أما كيف حصل التواصل بين هؤلاء و”عدوهم الرافضي”، فلن يكشف عن الاجابة إلا من غاص في شكل العلاقة بين الطرفين وأدرك أنّ عدد المعارك بينهما لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

 

الأسد:لم ننتصر ..لكن بوادر الانتصار موجودة

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن الحرب في سوريا تجري بالتوازي مع حروب عالمية وإقليمية تُخاض بأيادٍ سورية، عربية، وأجنبية على الأرض السورية، بهدف السيطرة على القرار في الشرق الأوسط والتأثير على التوازن الدولي. وأضاف الأسد في كلمة خلال افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق، الأحد، أن النزاع في سوريا “هو فرصة ثمينة لتصفية الحساب مع كثير من الدول، وإخضاع الدول التي تمردت على هيمنة الغرب“.

 

وتابع الأسد أن سوريا “تدفع الثمن غالياً مقابل إفشال المشروع الغربي في سوريا والعالم”، معتبراً أن جوهر المشروع الغربي في المنطقة “هو أن يحكم الإخوان المسلمون هذه المنطقة باعتبار أنهم يمثلون الدين وبالتالي يستطيعون أن يسيطروا على مجتمع وشارع متدينٍ من خلال الغطاء الديني ويقودون هذا الشارع باتجاه المصالح الغربية، وهذا هو دور الإخوان التاريخي“.

 

ووفقاً “لحسابات الربح والخسارة”، فإن سوريا خسرت خيرة شبابها وإعادة بناء بنيتها التحتية ستكلّف الكثير من المال والعرق لأجيال، بحسب الأسد، الذي أضاف “لكننا بالمقابل ربحنا مجتمعاً أكثر صحة وأكثر تجانساً بالمعنى الحقيقي وليس بالمعنى الإنشائي أو بالمجاملات”. ويرى الأسد أن “هذا التجانس هو أساس الوحدة الوطنية، تجانس العقائد، تجانس الأفكار، التقاليد، العادات، المفاهيم، الرؤى، على تنوعها واختلافها“.

 

وأضاف الرئيس السوري أن “إفشال المشروع الغربي لا يعني أننا انتصرنا”. وتابع “كي نتحدث دائماً في الإطار الواقعي ولا نبالغ، هم فشلوا ولكن المعركة مستمرة. أين نصل لاحقاً.. متى نتحدث عن الانتصار؟ هذا موضوع آخر؛ لذلك يجب أن نكون دقيقين؛ هم فشلوا حتى هذه اللحظة ونحن لم ننتصر أيضاً حتى هذه اللحظة”، مضيفاً أن “بوادر الانتصار موجودة“.

 

وأشد الأسد بأدوار روسيا وايران وحزب الله في الحرب السورية، وقال إنها “مكنت الجيش من تحقيق مكاسب في المعارك وخففت من عبء الحرب (..) دعم أصدقائنا المباشر سياسيا واقتصاديا وعسكريا جعل إمكانية التقدم في الميدان أكبر والخسائر أقل وهم شركاؤنا الفعليون“.

 

في المقابل، شنّ الأسد هجوماً على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ووصفه بأنه “متسول سياسي على قارعة الطريق يبحث عن أي دور”. وقال إن الطرف التركي “موجود على الورق” في التفاهمات الروسية-التركية-الأميركية في سوريا. وأضاف “نحن لا نعتبره (اردوغان) ضامناً ولا شريكاً في عملية السلام وطبعاً لا نثق به هو داعم للإرهابيين“.

 

ورحب الرئيس السوري باتفاقات وقف إطلاق النار بوساطة روسية، ودان في الوقت ذاته “المناطق الآمنة” التي اقترحتها الولايات المتحدة.

 

أما بالنسبة لإعادة افتتاح سفارات الدول الأجنبية في سوريا، فقال الأسد إنه على الدول التي ترغب في إعادة علاقاتها الدبلوماسية والتعاون مع دمشق، أن تقطع أي صلة لها مع “الإرهابيين”. وأضاف أنه “لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنها تسعى لحلّ إلا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح ولا لبس فيه مع الإرهاب والإرهابيين“.

 

قذيفة توقع ضحايا في معرض دمشق..والنظام يصعد في حمص

قتل خمسة أشخاص وجرح آخرون، إثر سقوط قذيفة صاروخية على معرض دمشق الدولي، الأحد، بحسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وقال نشطاء إن القذيفة سقطت على الباب الداخلي للمعرض، ما خلف أربع ضحايا وجرحى، فيما أفادت إذاعة “شام.إف.إم” المقربة من النظام، عن “وقوع إصابات في صفوف المدنيين إثر سقوط قذيفة صاروخية بالقرب من مدخل مدينة المعارض بدمشق“.

 

وكان التلفزيون السوري الرسمي أعلن “سقوط قذيفة بالقرب من مدخل مدينة المعارض ما أدى إلى اصابة عدد من المواطنين”، من دون الاشارة الى سقوط قتلى.

 

من جهة ثانية، صعّدت قوات النظام السوري من عمليات القصف المدفعي والجوي على مدينة تلبيسة، في ريف حمص الشمالي، ما أدى إلى مقتل مدنيين، في وقت جددت فيه استهدافها لمدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، على الرغم من إعلان انضمام فصائل المعارضة المنتشرة هناك لاتفاقيات “تخفيف التصعيد“.

 

ونقلت مواقع تابعة للمعارضة، الأحد، أن قصفاً مدفعياً من مواقع قوات النظام في حاجز “ملّوك” استهدف مدينة تلبيسة، ما أدى إلى مقتل مدنييّن وسقوط عدد من الجرحى كحصيلة أولية مرشحة للارتفاع.

 

من جهته، أكد “مركز حمص الإعلامي”، أن “شهيدين وعدداً من الجرحى قضوا نتيجة القصف المدفعي الذي استهدف الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة”، موضحاً أن أحد أفراد طاقم مستشفى تلبيسة الميداني قتل خلال قيامه بإسعاف المصابين.

 

وكانت وسائل إعلام سورية رسمية أعلنت، السبت، عن قصف مواقع فصائل المعارضة بعشرات القذائف واستهدافها بغارات جوية، فيما اتهمت الأخيرة قوات النظام بخرق اتفاق “تخفيف التصعيد”. وبرر النظام استهدافه لتلك المناطق بالقول إن ذلك جاء بعد إطلاق قذائف طالت مواقعه في قرية مريمين في محيط الحولة.

 

وكان ثلاثة مدنيين قتلوا، السبت، في الحولة وتلبيسة، جراء قصف صاروخي من كتيبة الهندسة في الرستن وحاجز “ملّوك”، جنوب تلبيسة، فيما نعت صفحات مؤيدة مقتل شخصين وإصابة خمسة بجروح، جراء قصف صاروخي استهدف حي الزهراء في مدينة حمص.

 

ويأتي التصعيد بعد نحو أسبوع من الإعلان عن اتفاق “تخفيف التوتر” الموقع في المنطقة برعاية مصرية، والذي تنص بنوده على وقف إطلاق النار كبند أساسي، إلى جانب إعادة تفعيل الشؤون المدنية وإدخال المساعدات وبحث مصير المعتقلين والمفقودين.

 

وكانت صحيفة “الوطن” السورية قد نقلت عن مصدر عسكري، في وقت سابق، قوله إن عمليات الجيش متواصلة شرق دمشق، وأنه “لم تعلمنا القيادة بأي تعليمات جديدة، ولم تصدر أي أوامر عسكرية بوقف القتال“.

 

ويأتي هذا التصريح بعدما أعلن، قبل يومين، عن انضمام “فيلق الرحمن”، إلى اتفاق “تخفيف التصعيد” الموقع بين فصيل “جيش الإسلام” ووزارة الدفاع الروسية، قبل نحو أسبوعين. ورجح المصدر، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، أن يعود سبب تواصل القتال إلى صعوبة التفريق بين نقاط “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” على محاور القتال، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية في حي جوبر أشدّ مما هي عليه في عين ترما.

 

في السياق، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن قوات النظام قصفت بلدة حزة الواقعة في غوطة دمشق الشرقية بنحو 15 قذيفة مدفعية، ما تسبب بوقوع 3 جرحى، وجاء القصف بعد هدوء ساد الغوطة الشرقية خلال ساعات الليلة الماضية.

 

وبحسب “المرصد”، قصفت قوات النظام مدينة زملكا التي يسيطر عليها “فيلق الرحمن” وتعد معقله في الغوطة الشرقية، بقذيفتين مدفعيتين، ما تسبب بمقتل رجل وامرأة، فيما سقطت قذيفة على مدينة حمورية التي يسيطر عليها الفيلق، الأمر الذي تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص.

 

الحمويّون يتطوعون “قسراً” في الأجهزة الأمنية/ عبادة كوجان

لا يعير بلال انتباهاً للحواجز الأمنية المنتشرة في مدينة حماة، فالمهمة أو الإجازة من “معلّمه” باتت لا تفارق جيبه، إذ إنه تطوّع في فرع “المخابرات الجوية” منذ شهرين، لا حباً في “التشبيح” وسطوة السلاح، بل خوفاً من زجّه على الجبهات، بعدما طلبته دائرة التجنيد للاحتياط في قوات النظام.

بلال، لا يعد استثناءً في حماة، بل يجزم في حديثه لـ”المدن”، بأن كثيراً من الشبان سلكوا الطريق ذاته، فهو المنجاة من الاعتقال أو التجنيد، في مدينة تحكمها الأجهزة الأمنية، وتنشط فيها القوات الروسية بصورة لافتة.

التطوع في “الجوية” أم “العسكري”؟

لجأ عشرات الشبان من مدينة حماة للتطوع في جهازين أمنيين؛ “الأمن العسكري” و”المخابرات الجوية”، باعتبارهما الأكثر سطوة على مفاصل المدينة، من حيث الحواجز الأمنية والهيمنة على دوائر الحكومة.

وبحسب بلال، فإن الأمر يبدأ بمفاوضات “التسوية” بين الراغب بالتطوع “قسراً” وفرع الأمن. و”التسوية” مصطلح يشير إلى طي الملف الأمني للمطلوب لدى أحد الأفرع الأمنية، من خلال تعهد خطي وتسليم ما بحوزته من معلومات أو وثائق أو أسلحة، وغالباً ما تنتهي العملية بتعاون بين المطلوب سابقاً والجهاز الأمني.

وهنا تتم العملية عبر وسطاء من “العسكري” أو “الجوية”، بتكلفة تبلغ بين 1500- 2000 دولار أميركي، وعقب ذلك يوقّع الشاب عقداً سنوياً مع أحدهما، براتب شهري يتراوح بين 40-70 ألف ليرة سورية (75-130 دولار).

يستطيع الشاب المتطوع حديثاً المرور على جميع حواجز النظام، داخل وخارج حماة، من دون أن يتعرض للتفتيش أو “تفييش” هويته، حتى لو كان مطلوباً في السابق لارتباطه بالثورة أو فاراً من الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، يضيف بلال.

مبررات عديدة دفعت شبان حماة للتطوع شكلياً في فروع الأجهزة الأمنية أو المليشيات المحلية كـ”الدفاع الوطني” و”الفرقة الخامسة”، وأبرزها غياب الأفق لأي حلول سياسية أو عسكرية للمعارضة، وأكثرها إلحاحاً هو حفاظ الشاب على حياته وعمله في مدينته ووسط عائلته، وفق رأي الناشط الإغاثي براء الحموي.

وأضاف براء في حديثه لـ”المدن” أن جميع من تعاقد مع “الجوية” و”العسكري”، لا يلتزم بالدوام أو المهمات الداخلية والخارجية في المحافظة، بل التوظيف فيهما بات رافداً مالياً مهماً للضباط، من خلال عقود شكلية، تبيح لهم الحصول على معاشات المتطوعين مقابل بقائهم في منازلهم.

وأوضح الحموي أن عدداً ممن شاركوا في الحراك الثوري سابقاً باتوا ضمن من تطوع “قسراً” في الأجهزة الأمنية، بعدما وضعهم النظام أمام خيارين لا ثالث لهما: البقاء في حماة والتطوع، أو مغادرتها إلى المناطق “المحررة”، وأردف: “منذ نحو شهرين عاد 30 شاباً من ريف حماة الشمالي، خشية تصفيتهم في الاقتتالات المتكررة بين الفصائل”، متسائلاً: “وفق هذه المعطيات أين المفر؟“.

ورفض براء الحموي حملة التخوين في وسائل التواصل الاجتماعي لمن تطوع اضطرارياً في الأجهزة الأمنية، معتبراً أنها “خطوة قسرية تعكس انقسام المجتمع من جهة، وحالة اليأس من تحرير المدينة وعودة الثورة لها”، بحسب تعبيره.

الروس في المقاهي والمطاعم

بات اعتيادياً على الحمويين أو النازحين إلى حماة، رؤية عناصر مليشيات النظام متعددة المسميات في شوارعها، وأصبح الناس خبراء في معرفة انتماء العنصر أو جنسيته بمجرد النظرة الأولى. لكن، ومع هيمنة روسيا على القرار السياسي والعسكري في سوريا، بدأ نفوذ المليشيات يتقلص مقابل نشاط ملحوظ للقوات الروسية.

وقال براء الحموي إن حماة أصبحت مركزاً للقوات الروسية، وتتركز معسكراتهم في المطار العسكري ومحطة القطار في الجزء الغربي من المدينة، بينما تراجع وجود الإيرانيين والأفغان، وبات ظهورهم نادراً في حماة خلال العام 2017، رغم احتفاظ “الحرس الثوري” الإيراني بمقرات “اللواء 47” في الريف الجنوبي للمحافظة.

وأشار الحموي إلى أن التعامل مع الروس يختلف جذرياً عن باقي المليشيات، فهم يدخلون المطاعم والمقاهي ويسددون ما يترتب عليهم، ويحاولون عدم الاختلاط بالأهالي ويتوجسون من مسيرهم بشكل واضح، وتابع “لم أسمع قط بأي حادثة أو انتهاك نفذه الروس في حماة بحق الأهالي، وبات وجودهم ثقيلاً على المليشيات المحلية التي تمتهن التشبيح والسرقة والابتزاز“.

الحواجز تتلاشى وسط المدينة

منذ 28 حزيران/يونيو، بدأ النظام إزالة بعض الحواجز الإسمنتية في مركز مدينة حماة، أسوة بمدن أخرى كاللاذقية وطرطوس ودمشق، وهو ما انعكس إيجابياً على الأهالي، الذين عانوا خمسة أعوام منها، واعتبروها شبحاً جاثماً على صدورهم.

وأوضح المتطوع “قسراً” في “الجوية”، بلال، أن أسوأ الحواجز أزيلت جزئياً وفتحت الطرقات للمرة الأولى منذ أواخر 2011، كما حدث في منطقة دوار الأعلاف شمالي حماة، وحاجز البريد في ساحة العاصي، وحاجز المالية في شارع العلمين، مشيراً إلى أن “بعض الحواجز ما زالت قائمة كحاجز دوار بلال قرب المطار العسكري“.

المدن

 

الأسد يفاخر بنصر في معركته مع الغرب والمتطرفين

مراقبون: النظام السوري يحاول التملص من المسؤولية في الحرب التي قتلت وشردت مئات الآلاف من السوريين بالهروب إلى تمجيد حلفائه.

 

نصر دعائي

 

دمشق – سعى رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال كلمة بثها التلفزيون الرسمي الأحد، إلى الترويج لنصر “دعائي” في المعركة القائمة على “الغرب والمتطرفين” بمساعدة حلفائه.

 

وقال الأسد إن “الدعم العسكري المباشر من إيران وروسيا وحزب الله اللبناني أتاح تحقيق تقدم ميداني… دعم أصدقائنا المباشر جعل إمكانية التقدم الميداني أكبر”.

 

وزعم رئيس النظام أنه رغم أن بلاده أفشلت المشروع الغربي للإطاحة به، فإن جيشه لم يتغلب على مقاتلي المعارضة وإن الحرب مازالت مستمرة. واعتبر أن الغرب يعيش اليوم صراعا وجوديا كلما شعر أن هناك دولة تريد أن تشاركه في دوره.

 

وأشار إلى أنه “رغم أن هناك مؤشرات على الانتصار بعد 6 أعوام ونصف العام من الحرب الأهلية، فإن التحدث عن إفشال المشروع الغربي لا يعني أننا انتصرنا فالمعركة مستمرة وبوادر الانتصار موجودة”.

 

ويقول مراقبون إن النظام السوري يحاول التملص من المسؤولية في الحرب التي قتلت وشردت مئات الآلاف من السوريين بالهروب إلى تمجيد حلفائه وأن ما يفعله هو فقط للحفاظ على أمن البلاد من المتشددين والمتآمرين.

 

وحول الهدنة، قال الأسد إن “وقف الأعمال القتالية بوساطة روسيا ساعد على إنهاء إراقة الدماء ودفع الإرهابيين إلى تسليم أسلحتهم والحصول على عفو من الدولة”.

 

وأكد بالقول لقد “ضربنا الإرهاب منذ اليوم الأول وسنستمر بضربه طالما هناك إرهابي واحد في أرض سوريا”.

 

وانتقد في كلمته إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على “لعب دور المتسول السياسي بعد أن افتضح أمره في دعم الإرهابيين”، لافتا إلى أن الطرف التركي “لا نعتبره شريكا ولا ضامنا ولا نثق به”.

 

كما ادعى أنه لا مكان لفكرة تقسيم في سوريا، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية الكردية، مؤكدا أن “الهدف من مناطق تخفيف التوتر وقف الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية وخروج المسلحين والرجوع للوضع الطبيعي”.

 

وشدد أيضا على أنه “لن يكون هناك تعاون أمني ولا فتح سفارات ولا دور لبعض الدول التي تقول إنها تسعى لحل إلا بعد أن تقوم بقطع علاقاتها بشكل صريح مع الإرهاب”.

 

المعارضة السورية تبحث في الرياض {توقيت رحيل الأسد}

طفلة تدفع أمس عربة فيها طوب بدرعا حيث تسري هدنة بموجب اتفاق روسي – أميركي (رويترز)

بيروت: كارولين عاكوم الرياض: نايف الرشيد

تنطلق في الرياض اليوم اجتماعات المعارضة السورية التي كانت مقررة أصلا أمس لكن تقرر تأجيلها لأسباب تقنية مرتبطة بتأخر وصول وفد «منصة موسكو» إلى العاصمة السعودية.

 

وسيستكمل ممثلو «الهيئة العليا التفاوضية» ومنصتي «القاهرة» و«موسكو» مناقشة الحل السياسي للأزمة السورية، وتحديدا مسألة مصير رئيس النظام بشار الأسد، تمهيدا لتشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف المقبلة.

 

ولفت مصدر في «الائتلاف الوطني» وآخر في «الهيئة» لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه قد يتم طرح حل وسط يرضي المجتمعين يقضي ببقاء الأسد فترة محددة بستة أشهر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.

 

في سياق متصل، أشار المتحدث باسم «الهيئة العليا» سالم المسلط، إلى أن الاجتماعات ستنتهي بإعلان أسماء ممثلي المعارضة في مفاوضات جنيف.

 

انطلاق «اجتماعات الرياض» اليوم… و«الهيئة العليا» تعوّل على تبدّل الموقف الروسي

تبحث مصير الأسد وتشكيل وفد واحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف

طفلة تدفع أمس عربة فيها طوب بدرعا حيث تسري هدنة بموجب اتفاق روسي – أميركي (رويترز)

بيروت: كارولين عاكوم الرياض: نايف الرشيد

تنطلق اليوم اجتماعات الرياض بين «الهيئة العليا التفاوضية» ومنصتي «القاهرة» و«موسكو» التي كانت مقررة يوم أمس للبحث في الحل السياسي وبالتحديد مسألة مصير رئيس النظام بشار الأسد، تمهيدا لتشكيل وفد واحد للمعارضة في مؤتمر «الرياض 2» للمشاركة في مفاوضات جنيف.

 

وستستكمل اجتماعات الرياض التي كانت مقررة أمس، وتم تأجيلها لأسباب تقنية مرتبطة بتأخر وصول وفد «منصة موسكو» إلى الرياض، البحث في مسائل الحوكمة والانتخابات والإرهاب والدستور، بحسب المتحدث باسم «الهيئة» يحيى العريضي، الذي لفت إلى أن الأطراف الثلاثة سبق لها أن توصلت إلى أوراق مشتركة بشأن هذه القضايا بينما سيكون تركيز البحث على الموقف المتعلق بمصير الأسد الذي لا يزال الخلاف قائما حوله.

 

وفي حين تعوّل المعارضة على تبدّل في الموقف الروسي الذي من شأنه أن يسهّل عملية تشكيل وفد واحد للمعارضة، بحسب العريضي، لفت مصدر في «الائتلاف الوطني» وآخر في «الهيئة» لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه قد يتم طرح حل وسطي يرضي المجتمعون يقضي ببقاء الأسد فترة محددة بستة أشهر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.

 

وقال العريضي لـ«الشرق الأوسط»: «لغاية الآن لم يتبدّد الخلاف بيننا وبين (منصة موسكو) بشأن مصير الأسد لكننا نعول على تبدل في الموقف الروسي الذي قد يظهر في اجتماعات الرياض من خلال (منصة موسكو) بعدما كانت أعلنت رفضها القاطع للذهاب إلى الرياض وعادت وتراجعت عن موقفها»، موضحاً «ومما لا شك فيه أن هذا التراجع مرتبط بموقف روسيا».

 

وتعلن «الهيئة» رفضها القبول باستمرار الأسد في السلطة حتى في المرحلة الانتقالية وتعبر «منصة القاهرة» عن موقفها الرافض لأي دور للنظام ورئيسه في مستقبل سوريا، بينما كان رئيس منصة موسكو قدري جميل قد طرح حلا يقضي ببقاء الأسد في السلطة وتعيين خمسة نواب له، وهو ما ترفضه المعارضة. وهو ما لفت إليه أيضا المتحدث باسم «الهيئة العليا» سالم المسلط في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عندما قال إن «الهيئة» ترفض أي دور لرأس النظام في سوريا خلال فترة الحكم الانتقالي أو في مستقبل سوريا، وإن الخلاف يكمن في توقيت رحيل رأس النظام السوري، وما إذا كان رحيل بشار الأسد في بداية فترة الحكم الانتقالي أو في نهايتها.

 

وأشار المسلط إلى أن الاجتماعات ستنتهي بإعلان أسماء ممثلي المعارضة إلى مفاوضات جنيف، بينما أكد العريضي أن المهم في تشكيل وفد واحد، هو الجوهر الذي من شأنه إسقاط الذرائع التي يحملها البعض ضد المعارضة والقول: إنها مشتّتة، مضيفا أن «المشكلة الأساسية لا تزال عند النظام وداعميه وكل الأمور الأخرى ذرائع ليس أكثر».

 

ورأى العريضي أن «الهيئة» تتصرف بمسؤولية وتفتح الباب أمام كل الأطراف الأخرى بهدف تقريب وجهات النظر وتشكيل وفد واحد مع التمسك بمبادئ الثورة وعدم التنازل عنها.

 

وحول تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا المتعلقة بمستقبل سوريا وأن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة، بيّن المسلط أن الهيئة تدعم توجهاته، إلا أن القرار في الأخير سيتخذ من قبل السوريين، مشيراً إلى أن التكتلات والصراعات الدولية هي التي تتحكم في الوضع بسوريا وبمسألة الانتقال السياسي. وتابع بقوله: «المبعوث الأممي يبني على معطيات دولية في حواراته»، متمنياً إنجاز حل سياسي يرضي جميع السوريين في اجتماعات اليوم.

 

وبعدما كان رئيس منصة موسكو قدري جميل قد قال لـ«الشرق الأوسط» في تصريح سابق إن المنصة وافقت على المشاركة في «الرياض»، بشروط، أعلنت الأخيرة في بيان لها يوم أول من أمس، تلبية الدعوة «تسهيلا لعقد مفاوضات جنيف».

 

وقالت في بيان لها: «رغم أن منصة موسكو أكدت مراراً بأن جنيف هي المكان الأنسب، للقاء قوى المعارضة في إطار محاولات تشكيل الوفد الواحد، ولكن، وبعد أن أعلن المبعوث الدولي تأجيل الاجتماعات التقنية بين قوى المعارضة إلى أجل غير مسمى، بانتظار اتفاق المعارضة، قررت قيادة المنصة قبول الدعوة، لأن تأخير اجتماعات المعارضة لتشكيل الوفد الواحد، يعني تأخير استئناف المفاوضات المباشرة بين المعارضة والوفد الحكومي، وبالتالي استمرار نزيف الدم السوري، واستمرار الكارثة الإنسانية، والمخاطر المحتملة على وحدة البلاد».

 

وأضافت أن «منصة موسكو إذ تتنازل عن شرطها فيما يتعلق بمكان انعقاد الاجتماع، في إطار إزالة العراقيل أمام استئناف التفاوض، وقطع الطريق على محاولات عرقلة الحل السياسي، تؤكد في الوقت نفسه، أنها لن تتخطى الثوابت التي تشكلت على أساسها، وستبذل جهدها لتشكيل وفد واحد، للإسراع بالحل السياسي التوافقي على أساس القرار الدولي 2254 من دون اجتهادات وتفسيرات من أحد، باعتباره المرجعية الوحيدة لحل الأزمة السورية، والاستفادة القصوى من الظرف الدولي والإقليمي الناشئ، بعد انحسار قوى الإرهاب، وتراجع الكثير من القوى الدولية والإقليمية عن مواقفها السابقة».

 

ومن المتوقع أن يشارك في اجتماعات الرياض التي قد تستمر ليومين، نحو 20 شخصا ممثلين عن المنصات الثلاث، سبعة منهم من «الهيئة» وسبعة آخرون من «منصة موسكو»، بحسب ما أشارت مصادر مشاركة في المباحثات، في الوقت الذي لمح فيه المسلط، إلى أن الاجتماعات قد تمتد إلى ثلاثة أيام، مشدداً على أن «الهدف من الاجتماع الوصول إلى اتفاق على النقاط الأساسية، وهناك ثوابت لا يمكن التراجع عليها وهي ضرورة رحيل رأس النظام السوري».

 

موسكو: قتلنا 200 من “داعش” قرب دير الزور

 

قالت وزارة الدفاع الروسية الاثنين، إن سلاح الجو الروسي دمَّر طابوراً طويلاً من مقاتلي تنظيم الدولة، كان في طريقه إلى مدينة دير الزور السورية، مما أسفر عن مقتل 200 منهم.

 

وأفادت الوزارة في بيان، بأن “الطيران الروسي دمر مجموعة كبيرة أخرى للمسلحين، في أثناء توجهها إلى مدينة دير الزور، حيث يحاول الإرهابيون الدوليون إعادة تجميع قواتهم وتجهيز موطئ قدمهم الأخير في سوريا“.

 

وأضافت أن طائراتها دمرت أيضاً معدات عسكرية لعناصر التنظيم، ولم تذكر متى وقعت الضربة.

 

وأشارت وزارة الدفاع إلى أن “القوات الجوية الروسية قتلت أكثر من 200 مسلح من تنظيم الدولة، كما دمرت أكثر من 20 مركبة مزودة بأسلحة ذات عيار كبير وقاذفات قنابل، إضافة إلى عربات مدرعة، من ضمنها دبابات، وشاحنات ذخائر، ضمن قافلة كانت متوجهة إلى دير الزور“.

 

ويشن الطيران الروسي، منذ عام 2015، ضربات جوية في سوريا إلى جانب قوات الأسد ضد الفصائل المسلحة التي تسعى لإزاحة نظام الأسد والمليشيات الإيرانية الموالية لنظامه، واتهمت قوات المعارضة مراراً الطيران الروسي بشن ضربات جوية ضد عناصرها في المناطق التي تسيطر عليها.

 

برَّرت موسكو تدخُّلها العسكري في سوريا حينها بالحصول على طلب رسمي من دمشق للمساعدة في محاربة “الإرهاب”، وقرَّرت العمل بعيداً عن التحالف الدولي، الذي تراه غير شرعي ولا يمكن أن ينجح في مهمة القضاء على “داعش”؛ لأنه لا ينسق مع نظام الأسد على الأرض.

 

فورين بوليسي: إيران لن تقع في فخ ترامب

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن إيران تدرك جيداً أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يرغب في إلغاء الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وروسيا وفرنسا والصين، إلا أن تصريحات القادة الإيرانيين تؤكد أنهم على وعي تام بما يحاك لهم، ومن ثم فمن غير الوارد أن تقع إيران في فخ ترامب.

 

الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي كان يعتبر نفسه صانع إنجاز التوقيع على الاتفاق النووي، والذي أنقذ إيران من العقوبات الاقتصادية، يدرك جيداً أن تهديدات ترامب المتعلقة بالاتفاق النووي جدية، لذلك كان رده في هذا الإطار قاسياً حينما أعلن أنه بمجرد فرض عقوبات جديدة على إيران فإن بإمكان بلاده إعادة الساعة إلى الوراء، أي إلى ما قبل الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، وأن بلاده قد تلغي أيضاً جميع التنازلات التي قدمتها خلال عملية التفاوض.

 

وتقول المجلة إن روحاني، على ما يبدو، يحاول من خلال هذا التصريح المتشدد حيال ترامب أن يجد لنفسه موطئ قدم في المستقبل ليكون خلفاً لعلي خامنئي، الذي يعد في أعلى مرتبة بالنظام الإيراني.

 

خامنئي الذي يبلغ من العمر 78 عاماً لم يكن متحمساً للتصعيد مع ترامب حيال صفقة النووي، ولكن على ما يبدو فإن روحاني يحاول تهيئة الأرضية لخلافته.

 

وعلى الرغم من النبرة المرتفعة التي صدرت عن روحاني، فإن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن إيران سوف تتحلل من الاتفاق النووي في أول فرصة تعرض لها.

 

علي شمخاني، رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى في إيران، قال في تصريحات صحفية إن ترامب يحاول أن يوقع إيران في الفخ، مؤكداً أن إيران لن تقع، وأن بلاده على استعداد لمواصلة العمل مع الأطراف الأخرى، إذا ما واصلت احترامها لتلك الاتفاقية.

 

تسعى إيران، وفقاً للمجلة، إلى الضغط على الأطراف الأخرى من أجل بذل قصارى جهودها للحد من الأضرار التي قد تنجم عن الضغوط الأمريكية، ويتجلى هذا في إصرار إيران على أن القوى الاقتصادية الكبرى في أوروبا وآسيا سوف تتجاهل دعوة ترامب لفرض مزيد من العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

 

بعبارة أخرى، ستسعى إيران لعزل ترامب من خلال تفعيل التعاون الاقتصادي مع الغرب وآسيا، خاصة إذا استمرت بقية أطراف الاتفاق النووي ملتزمة به.

 

والسؤال الآن ما الذي يجب أن تفعله واشنطن حيال إيران؟ هل تلجأ إلى التقارب السياسي معها؟

 

تجيب المجلة الأمريكية بالقول إن ذلك لا يجب أن يكون الجواب القطعي، الأهم هو أن يبقى الاتفاق النووي حاضراً، وأن تلتزم إيران به.

 

طهران اليوم مشغولة على ما يبدو في التهيئة لمرحلة ما بعد خامنئي، الذي بدا هو أيضاً غير راغب في أن يفتح النار على ترامب والولايات المتحدة الأمريكية، وإنما يسعى لتعزيز الوحدة، وهو ما طرحه أيضاً روحاني في خطاب التنصيب، عندما تجنب ذكر المسائل الخلافية أو المشاكل الخارجية التي تعترض بلاده، فلم يأت على ذكر الاتفاق النووي أو الوجود الإيراني الخارجي في العراق وسوريا، وإنما ركز على عدم وجود انقسامات داخل النظام، وأن الشركات الأجنبية يجب أن تشعر بالاطمئنان داخل إيران.

 

لكن عدم حضور قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، لحفل التنصيب يناقض تماماً إشارة روحاني إلى غياب الخلافات الداخلية.

 

نيويورك تايمز: ترامب رئيس فاشل

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

شنت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية هجوما لاذعًا على رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، واصفةً “إياه بأنه رئيس فاشل“.

 

وفي افتتاحية عددها الصادر الاثنين، ذكرت الصحيفة ضمن هجومها على ترامب أن الولايات المتحدة “لم تشهد سابقًا في قائمة رؤسائها السابقين شخصًا بهذا المستوى“.

 

وأضافت أنه “يحاول زرع الانقسام العرقي داخل المجتمع الأمريكي، وخاصة في أعقاب أحداث شارلوتسفيل نهاية الأسبوع الماضي“.

 

وفي يومي 11 و12 أغسطس الجاري، اندلعت اشتباكات في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، بين متظاهرين من “القوميين البيض” ومحتجين مناوئين لهم.

 

وتابعت الصحيفة في التعليق على الحادثة، “إنه (ترامب) يحاول زرع الانقسام العرقي داخل المجتمع الأمريكي، حتى وصل به الأمر إلى الدفاع عن المتوفين البيض، الأمر الذي أثار شكوكًا عميقة حول بوصلته الأخلاقية وفهمه لالتزامات مكتبه“.

 

التصرفات العرقية التي يفترض أنها غادرت المجتمع الأمريكي منذ ثلاثينات القرن الماضي، بدت واضحة في الأحداث الأخيرة (شارلوتسفيل) الأمر الذي استدعى إدانة من قِبل خمسة أعضاء في هيئة الأركان الأمريكية.

 

وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس، دان ما وصفه بـ”النفَس العرقي الذي ظهر في أحداث أمريكا الأخيرة من قبل اليمين المتطرف”، كما دانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأحداث ذاتها.

 

لكن الإدانة الأقوى كانت من حلفاء ترامب في مجتمع الأعمال، عبر خطوة ضمنية، إذ فّضل عدد منهم الاستقالة من مجلس المستشارين التابع للبيت الأبيض.

 

وهنا ترى الصحيفة أن ترامب فشل في التعامل مع الأحداث الداخلية، الأمر الذي دعا إلى استقالات عديدة في صفوف موظفي البيت الأبيض.

 

كما أن ترامب فشل بالوفاء في تعهداته التي ساقها خلال فترة دعايته الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بتوفير الوظائف بعد أن اضطر العديد من المستشارين إلى مغادرة مناصبهم على خلفية أحداث اليمين المتطرف، موقف الرئيس الأمريكي منها.

 

وتسرد نيويورك تايمز قضايا أخرى بدا فيها “الرئيس” فاشلاً”؛ منها عدم الكفاءة في إدارة أمور البلاد، وسياسة الترحيل القاسية التي انتهجها، ناهيك عن تعثر خططه الخاصة بقانون حماية الأسعار.

 

وتتابع الصحيفة، أن الأمريكيين الذين اعتادوا على دستور وقيادة مدنية، يجدون أن مصلحة بلادهم تتمثل في 3 جنرالات حاليين وسابقين؛ وهم “ماك ماستر” مستشار الامن القومي، و”جيم ماتيس” وزير الدفاع، و”جون كيلي” رئيس الأركان الجديد في البيت الأبيض.

 

وبحسب الصحيفة، فإن الثلاثة، على درجة عالية من الخبرة، والقدرة على تقييم التكاليف الفظيعة التي قد خلّفها ترامب، وبالتالي فإن “لديهم الكفاءة في الحد من تصرفاته ومواجهة أسوأ غرائزه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية“.

 

وتنقد “نيويورك تايمز” ساسة الحزب الجمهوري (حزب ترامب) وقادته في الكونجرس، الذين وصفتهم بعدم الكفاءة في التصدي لظاهرة ترامب،

 

وقالت “إنهم لم يفعلوا أي شيء من أجل تهدئة أسوأ التجاوزات التي حصلت في عهده“.

 

ووجهت الصحيفة سؤالا إلى من سمّتهم “المتبقين من أنصار ترامب”، فيما إذا كانوا سيتسمرون بدعمهم للرئيس “الذي على ما يبدو أنه يواصل تمرده على تقاليد الديمقراطية الأمريكية، خاصة في إطار تقسيمه للأمريكيين“.

 

المعارضة السورية.. أمل بوفد موحد وبحث في مصير الأسد

دبي – العربية.نت

تنطلق في #الرياض، اليوم الاثنين، اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات السورية بحضور منصتي القاهرة و #موسكو بهدف الخروج بوفد واحد وموحد إلى #مباحثات_جنيف المقبلة.

وأفاد مراسل “العربية” في الرياض ببدء توافد بعض المشاركين في الاجتماع، ومنهم سالم المسلط ورياض نعسان آغا من الهيئة العليا، ومن الائتلاف جورج صبرا، ومن وفد القاهرة جمال سليمان. وأشار إلى أنه ستتم مناقشة ١٥ نقطة تم التوافق عليها وتحتاج إلى الإقرار، كما سيناقش موضوع مصير بشار الأسد، حيث تصر الهيئة العليا على رحيله، كما يتوقع أن تتم مناقشة توسيع وفد جنيف.

وكان عضو الهيئة العليا للمفاوضات #جورج_صبرا أعرب في اتصال سابق مع قناة “الحدث”، مساء الأحد، عن أمله في أن يتوصل الاجتماع إلى نتائج إيجابية، وأن يشكل وفداً للمعارضة برؤية موحدة.

وكانت #المعارضة_السورية قد أجلت اجتماعها في الرياض إلى اليوم الاثنين، لتأخر وصول #وفد_موسكو .

من جهته، أشار المتحدث باسم “الهيئة العليا” سالم المسلط، إلى أن الاجتماعات ستنتهي بإعلان أسماء ممثلي المعارضة في مفاوضات جنيف.

إمكانية طرح حل وسطي

ويتوقع أن يستكمل ممثلو الهيئة العليا التفاوضية ومنصتي القاهرة وموسكو مناقشة الحل السياسي للأزمة السورية، وتحديدا مسألة مصير رئيس النظام بشار الأسد، تمهيداً لتشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف المقبلة.

وفي هذا السياق، لفت مصدر في الائتلاف الوطني وآخر في الهيئة لصحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أنه قد يتم طرح حل وسط يرضي المجتمعين يقضي ببقاء الأسد فترة محددة بستة أشهر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.

 

أسر تجازف بالهرب من الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا

من جون ديفيسون

الرقة (سوريا) (رويترز) – بينما كان شواخ العُمر يقبع مع 16 من أقاربه في غرفة واحدة ببيت في الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا سقطت قذيفة مورتر على البيت المجاور فقتلت أربعة أشخاص وهزت المبنى.

 

عندها عقد الرجل البالغ من العمر 57 عاما العزم على الهرب.

 

في اليوم التالي روى العُمر ما حدث وهو يجلس مع بناته وأحفاده على أرضية متربة في مخيم للنازحين قرب مدينة الطبقة التي تبعد 50 كيلومترا في اتجاه الغرب فقال “لم نجد حتى الوقت لدفن جثامين جيراننا. رحلنا وحسب“.

 

قال العُمر إن أسرته خرجت مع كل سكان الحي تقريبا الذين قرروا الفرار في الوقت نفسه خلال الليل مع اشتداد حدة الاشتباكات بين مقاتلي التنظيم وقوات تدعمها الولايات المتحدة.

 

وأضاف “عندما وصلنا للطريق العام بدأ رصاص مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية يتطاير. كانوا يحاولون منعنا من الرحيل. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية ترد على النيران ولذلك تمكنا من الفرار إلى أراضي قوات سوريا الديمقراطية“.

 

وأسرة العُمر واحدة من مئات الأسر التي واتتها الجرأة على الهرب من مقاتلي التنظيم داخل الرقة مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة صوب مواقع التنظيم في وسط المدينة.

 

وقد اضطر آلاف إلى التنقل كثيرا حتى بعد الخروج إلى ضواحي الرقة حيث يشن أفراد التنظيم هجمات مضادة ويستمر قصف قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

ويحاول كثيرون التخييم قرب الرقة قبل التوجه على مضض إلى مخيمات يصف الصليب الأحمر ظروف الحياة فيها بأنها غير إنسانية لنقص مياه الشرب وعدم كفاية الخدمات الطبية.

 

وتقول الولايات المتحدة إن 200 ألف شخص على الأقل فروا من الرقة في الأشهر الأخيرة وإن ما يصل إلى 20 ألف مدني مازالوا محاصرين داخل المدينة.

 

ووصف أفراد أسرة أخرى تقيم في بيت بوضع اليد على المشارف الغربية للمدينة هروبهم بزورق عبر نهر الفرات الذي يمر جنوبي المدينة قبل بضعة أسابيع وذلك بعد بدء الخطوة النهائية في الهجوم المستمر منذ أشهر لانتزاع السيطرة على الرقة من التنظيم.

 

وقال عبد الحسن إبراهيم في حي الصباحية “الحي كله قرر الهرب معا وأنا أتحدث عن مئات الناس“.

 

وأضاف “كثيرون ركبوا زوارق أو سبحوا عبر النهر. وكنا نحن عشرة في قارب صغير” مشيرا إلى أن البعض كان يتشبث بجانبي القارب واضطر للنزول تحت سطح الماء هربا من طلقات الرصاص.

 

وراح ابنه البالغ من العمر عشر سنوات يقلد صوت الرصاص وهو يمرق فوق القارب.

 

* غارات وقنابل طائرات دون طيار

 

شعرت الأسرتان بالارتياح لكن محنتهما لم تنته. فالعُمر الذي يعيش في خيمة على أطراف المخيم مازال عليه القيام برحلة أخيرة إلى بيت أحد أقاربه خارج مدينة الطبقة.

 

وطلب مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية من إبراهيم أثناء الحوار معه أن يترك بيته المؤقت. وتلك هي المرة الثالثة التي تنتقل فيها أسرته منذ فرارها بسبب القتال المستمر في الجوار.

 

قال إبراهيم وهو يحك رأسه بينما كان الركام يتطاير في الهواء على مسافة قريبة من وسط الرقة “وين نروح؟ ما عاد عندي أفكار“.

 

وقال مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية بحي الصباحية الذي لجأت إليه أسرة إبراهيم إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شنوا هجمات بعضها بعيد حتى عن الخطوط الأمامية وتركوا شراكا خداعية في الكثير من البيوت.

 

وقال عبد الله مطر مسؤول المخابرات بقوات سوريا الديمقراطية “مازال الخطر قائما هنا. إذ يوجد قناصة وبيوت مفخخة بالمتفجرات… ونحن ننصح الأسر بالانتقال بأسرع ما يمكن“.

 

وقال مطر إن طائرات بلا طيار تابعة للدولة الإسلامية ألقت متفجرات في المنطقة في الأيام الأخيرة وهو أسلوب استخدم في الغالب ضد القوات المدعومة من الولايات المتحدة.

 

وأضاف “سيحاول بعض المقاتلين المحليين الرحيل بين السكان المدنيين. كثيرا ما كانوا يخبئون أسلحة في مبان على أطراف المدينة ويعودون إليها“.

 

وقال إن مقاتلي التنظيم أغاروا على حاجز أمني قبل عدة ليال في قرية القحطانية القريبة.

 

وقد تسببت الضربات الجوية في مقتل العديد من المدنيين ومراقبي الحرب غير أن من تمكنوا من الهروب يقولون إن العدد الباقي أقل من تقدير الأمم المتحدة البالغ 20 ألفا.

 

ويتوقع الفارون أن يظلوا مشردين مادام القتال يواصل تدمير البيوت ويصيب السوريين باليأس.

 

وقال إبراهيم “خالتي طلبت إيجارا لكي نبقى معها. لم يعد لدينا رحمة“.

 

إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير سها جادو

 

السباق على دير الزور/ فابريس بالونش

بعد سقوط الرقة – عاصمة تنظيم «الدولة الإسلامية» – في النهاية، ستتجه كافة الأنظار نحو جنوب شرق سوريا وتحديداً مقاطعة دير الزور، حيث تلوح في الأفق منافسة بين المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة وقوات النظام السوري، مع احتمال بقاء الأكراد خارج الساحة منذ البداية.

الشائعات والحقائق

في الأشهر الأخيرة، تقدّم الجيش السوري في صحراء تدمر ومقاطعة الرقة الجنوبية، وخلال الأسابيع المقبلة، سيركز أنظاره نحو رفع الحصار الذي يفرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» على دير الزور، ليواصل مسيرته التي دامت سنوات لاسترداد المدينة مجدداً كوسيلة لاستعادة المقاطعة بأكملها. وعلى وجه الخصوص، إذا نجح الجيش السوري في الاستيلاء على مدينة دير الزور، فسيركز [عملياته] بعد ذلك على حقول “العمر” الغنية بالنفط، التي تشكل 50 في المائة من الإنتاج السوري، والتي تقع إلى الشمال من نهر الفرات بين مدينتي الميادين والبوكمال. وعلى الصعيدين المحلي والوطني، ستكون هذه الآبار حاسمة الأهمية في مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على تأمين الولاء من قبائل المنطقة. ومن المنطقي أن تتقدم قوات النظام إلى الحدود العراقية وتنضم إلى الميليشيات الشيعية في مكان ما في جبال سنجار الجنوبية. وبالتالي، لن تتمكن «قوّات سوريا الديمقراطية» الكردية بمعظمها والمتمردين العرب المدعومين من الولايات المتحدة من الوصول إلى منطقة وادي الفرات الأدنى بين دير الزور والبوكمال، كما حدث سابقاً في التنف في حزيران/يونيو 2017، عندما وصل الجيش السوري والميليشيات الشيعية من تدمر إلى الحدود العراقية.

غير أنه من الممكن أن تقوم «قوّات سوريا الديمقراطية» بشن هجوم محدود في مقاطعة دير الزور الشمالية. إلا أن النظام السوري وحلفائه سيعملون بحزم لمنع «قوّات سوريا الديمقراطية» من الوصول إلى حقول “العمر” النفطية، لأن مثل هذا التطور سيقطع الطريق بين مدينة دير الزور والحدود العراقية، مما يعقد خطط الإيرانيين لإنشاء ممرهم البري إلى البحر الأبيض المتوسط.

ويتعارض هذا السيناريو مع الشائعات التي تسري في واشنطن حول هجوم مستقبلي للمتمردين مدعوم من الولايات المتحدة في مقاطعة دير الزور. ووفقاً لهذه الشائعات، سيتقدّم المتمردون العرب و «قوّات سوريا الديمقراطية» على الضفاف الشمالية للفرات، نحو الميادين، ليعبروا بعدها النهر ويتقدّموا نحو البوكمال قبل الاستيلاء على منطقة الحدود العراقية. وبالتالي، سيقتصر دور الجيش السوري على استعادة مدينة دير الزور والمناطق المحيطة بها. ومن شأن مثل هذا التطور أن يسمح للولايات المتحدة بعرقلة الممر الإيراني المزمع والحفاظ على الضغط على نظام الأسد. أما على الجهة المقابلة من الحدود، فسيقضي الجيش العراقي، وليس الميليشيات الشيعية، على وجود تنظيم «الدولة الإسلامية». وبالتالي، ستصبح القبائل العربية السنّية على جانبي الحدود تحت حماية أمريكية، وينتفي مشروع الممر الإيراني تلقائياً. وحتى باستثناء الاعتبارات الجيوسياسية التي لم تتم مناقشتها هنا، من غير المرجح أن يتبلور هذا الوضع الوردي، كما يتضح من أدلة مختلفة على الأرض.

أولاً، لا يتخطى عدد المتمردين العرب المدعومين من الولايات المتحدة – وهم «جيش أسود الشرقية»، و«جيش مغاوير الثورة»، و«لواء تحرير دير الزور» الجديد – الألفي عنصر، وفقاً لأفضل التقديرات. ومن الواضح أن هذه القوة المشتركة لا يمكنها أن تهزم الآلاف من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» الأكثر حنكة وتمرساً، وخاصة نظراً لافتقارهم المحتمل للدافع لمحاربة الجهاديين. ثانياً، منذ أكثر من عام، في 29 حزيران/ يونيو 2016، فشلت محاولة جوية نفذها المتمردون للسيطرة على البوكمال فشلاً ذريعاً عندما لم تنتفض القبائل المحلية خوفاً من تنظيم «الدولة الإسلامية». ثالثاً، في ربيع عام 2017، عندما كان المتمردون يحاولون التقدّم براً نحو البوكمال من التنف، أوقفهم هجوم مفاجئ شنته الميليشيات الشيعية من تدمر نحو الحدود. وقد أعرب القادة الأمريكيون عن رغبتهم في نقل المتمردين العرب إلى الشدادي حيث يمكن دمجهم في «قوّات سوريا الديمقراطية»، الأمر الذي يسمح بالتالي بشنّ هجوم في مقاطعة دير الزور من الشمال. ومع ذلك، فمن المرجح أن ينشق بعض الجنود عن الجيش السوري عوضاً عن السفر إلى الشدادي. رابعاً – وهذا ليس غير مهم – لا تريد قيادة «قوّات سوريا الديمقراطية» دعم هؤلاء المقاتلين العرب.

تعثر «قوّات سوريا الديمقراطية»

ترفض قيادة «قوّات سوريا الديمقراطية» الفعلية، أي «حزب الاتحاد الديمقراطي» – وهو فرع سوري لـ «حزب العمال الكردستاني» الذى مقره في تركيا، دعم هجوم يقوده «لواء تحرير دير الزور». وعوضاً عن ذلك، وافق قادة «قوّات سوريا الديمقراطية» على دعم «قوات الصناديد»، وهي ميليشيا يقودها رجل قبيلة “شمّر” الشيخ حميدي دهام الهادي، وهو حليف وثيق للأكراد. ومن دون تعاون «حزب الاتحاد الديمقراطي»، ستواجه أي قوة عربية مدعومة من الولايات المتحدة صعوبات للتصدي لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في هذه المنطقة. ولطالما انتهت استراتيجيات ماضية مماثلة بفشل ذريع، مما دفع بالولايات المتحدة إلى التخلي عن برامج تدريب المتمردين من أجل تركيز مواردها على «قوّات سوريا الديمقراطية».

ويمكن تفسير تردد «قوّات سوريا الديمقراطية» في مباركة تشكيل قوة مستقلة موالية للولايات المتحدة في شمال شرق سوريا بمخاوف من بروز منافس جديد في المستقبل بمجرد دحر تنظيم «الدولة الإسلامية». بالإضافة إلى ذلك، يريد «حزب الاتحاد الديمقراطي» أن يبقى الشريك الوحيد للولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، لإخضاع القبائل العربية في هذه العملية. ويفسر هذا التحليل جزئياً نشر القوات الكردية منذ خريف 2016 لمهاجمة الرقة، وهي مدينة عربية لن يتمّ قط ضمّها إلى روج آفا، جيب الأكراد في سوريا. وعلى نحو مماثل، يدرك «حزب الاتحاد الديمقراطي» أن الولايات المتحدة تحمي روج آفا من أي اعتداء تركي، لكن فور تحرير الرقة، فإن الجماعة الكردية السورية ستصبح على ما يبدو حليفاً يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لواشنطن. وهذا يطرح السؤال عما سيحدث بعد ذلك. وفي ظل هذا القدر من عدم اليقين، لدى «حزب الاتحاد الديمقراطي» مصلحة في إطالة معركة الرقة. ووفقاً لـ هفال جبار القيادي بـ «وحدات حماية الشعب» في الرقة، قد تستمر المعركة لأربعة أشهر إضافية. ومع ذلك، لا يوجد مجال متاح أمام شنّ هجوم كبير آخر في الوقت الراهن، مما يسمح للجيش السوري بالتحرك بهدوء نحو دير الزور.

الدور الرئيسي للقبائل العربية

وسط هذا المشهد، يكون ولاء قبائل المنطقة غير مستقر، وسوف تسعى إلى الفوز بمزايا مادية عند موافقتها على الانضمام إلى أي تحالف. وقد تضمنت الوسائل السابقة لنظام الأسد ممارسة مثل هذه السيطرة للحصول على المياه، وتوزيع الأراضي، والتهريب، ووظائف إدارية وفي صفوف الجيش. وفي المستقبل، من المرجح أن يتمّ تقاسم الموارد النفطية وسوف تطالب بعض القبائل بالمال من أجل حماية خطوط الأنابيب. وعلى وجه الخصوص، وفي أعقاب التدخل العسكري الروسي في أيلول/سبتمبر 2015، شعر بعض زعماء القبائل بتغيّر مجرى الأمور وعادوا إلى أحضان النظام. وفي هذا السياق، أقدم نواف البشير، شيخ قبيلة “البقارة”، على مثل هذه الخطوة بعد خمس سنوات من المنفى في إسطنبول

وإلى جانب الفوائد المادية، فإن الانتقام قد يدفع بالقبائل أيضاً باتجاه النظام السوري، كما حصل مع “الشعيطات”. ففي عام 2014، تواجهت هذه القبيلة النافذة مع عشيرة أخرى – من قبيلة “العقيدات” التي تحالفت مع تنظيم «الدولة الإسلامية» – من أجل السيطرة على آبار النفط بالقرب من الميادين. وسعياً منه إلى استغلال هذا الصراع، أقدم تنظيم «الدولة الإسلامية»، في عام 2014، على ذبح ما لا يقل عن 700 فرد من “الشعيطات”، مستهدفاً إخضاع القبيلة وثنيها عن القيام بثورة قبلية بشكل عام. ومنذ ذلك الحين، لم تقف أي قبيلة في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية»»، على الرغم من هزائمه الأخيرة، لأن التنظيم الإرهابي ما زال يملك الموارد اللازمة لارتكاب المجازر. وفي غضون ذلك، شكّلت “الشعيطات” ميليشيا «لواء صقور الفرات»، التي تقاتل مع الجيش السوري في مدينة دير الزور، وحول تدمر، وجنوب الرقة، ساعيةً بالتالي إلى استعادة الأراضي التي خسرتها ومعاقبة القبائل التي تعاونت مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في مجزرة عام 2014.

مطالب من الحلفاء الأمريكيين المحليين

يشعر «حزب الاتحاد الديمقراطي» حالياً بأن الوجود الروسي في سوريا سيدوم أكثر من الوجود الأمريكي. وتعتقد الجماعة الكردية أيضاً أنه حين يوضع الغرب أمام خياريْ روج آفا وتركيا – الحليفة في “منظمة حلف شمال الأطلسي” –  فسيختار هذه الأخيرة. ويُفسِّر ذلك سبب رؤية الأكراد السوريين للشراكة مع روسيا كأفضل طريقة للحفاظ على مكاسبهم الإقليمية على المدى البعيد. وبالتالي، فإن ولاء الحزب لحلفائه التكتيكيين في الغرب مشكوك فيه إلى حدّ كبير حالياً. ونتيجةً لذلك، هناك احتمال قائم لإبرام «حزب الاتحاد الديمقراطي» اتفاقاً سرياً، إذا لزم الأمر، مع النظام السوري وروسيا وإيران. وفي ظل هذا السيناريو، قد ترفض «قوّات سوريا الديمقراطية» مساعدة المتمردين العرب على احتلال مقاطعة دير الزور – مقابل اعتراف مزعوم بسلطتها على شمال سوريا – لأن مخاطر الانتقام ستكون عالية جداً. وفي آب/أغسطس 2016، على سبيل المثال، سمحت روسيا لتركيا بوقف التواصل [الامتداد] الكردي عبر الاستحواذ على بلدتي جرابلس والباب. واليوم، تواجه روج آفا تهديد تدخل عسكري تركي جديد في تل أبيض، الذي من شأنه أن يعرقل التواصل بين كوباني والقامشلي

يُذكر أنه حين أوقفت الولايات المتحدة دعمها للمتمردين السوريين في وقت سابق من هذا الصيف، أظهرت سوء نية تجاه حلفائها المزعومين. والآن، سيتردد «حزب الاتحاد الديمقراطي» والوكلاء العرب في تأييد الاستراتيجية الأمريكية في شرق سوريا بكل إخلاص من دون وجود ضمانات جدية طويلة الأجل مثل البناء غير المحتمل لقاعدة عسكرية أمريكية دائمة ونشر عشرات الآلاف من الجنود على أرض الميدان.

معهد واشنطن

 

كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى