الحرية لرزان زيتونة، الحرية لمخطوفي دوما

أحداث الاثنين 21 أيلول 2015

 

 

 

مرجعية دولية – إيرانية لهدنة طويلة في الزبداني والفوعة

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

توصلت القوات النظامية السورية و «حزب الله» وعناصر من المعارضة إيرانية يتضمن وقفاً للنار في الزبداني قرب دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، بالتزامن مع إعلان النظام أمس هدنة في بلدة أخرى قرب العاصمة.

وذكر أن الاتفاق النهائي الذي يجري التفاوض عليه، يتضمن مرحلتين قد تنتهيان بـ «هدنة لستة أشهر»، بعد القيام بعدد من الخطوات المتبادلة بينها إطلاق سراح ٥٠٠ معتقل لدى النظام سجنوا قبل تموز (يوليو) الماضي، إضافة إلى خروج جرحى وآلاف المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا وخروج عائلات ومدنيين من الزبداني. وأشارت مصادر إلى أن الاتفاق، في حال تم إنجازه، سيكون برعاية الأمم المتحدة على أن «يتم تشكيل مجموعة عمل تشمل مندوباً من الأمم المتحدة ومندوباً من إيران ومندوباً من المسلحين، وتُعتبر مرجعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق وحل أي مشاكل قد تطرأ».

وتوقفت الجولة السابقة من المفاوضات بسبب عدم موافقة النظام على إطلاق سراح معتقلين كان الوفد الإيراني وافق على إطلاقهم. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن مقاتلي النظام و «حزب الله» ومقاتلي المعارضة توقفوا أمس عن استخدام الأسلحة الثقيلة بعد التوصل إلى هدنة موقتة «بناء على طلب إيران بعدما أحزر جيش الفتح تقدماً قرب بلدة الفوعة في ريف إدلب والسيطرة على تلة الخربة الاستراتيجية» بعد هجوم تضمن تفجير عدد من العربات المفخخة، مشيرة إلى أن «ثوار الزبداني أحبطوا صباح أمس هجوماً لحزب الله على المدينة قبل ساعات من بدء سريان الهدنة».

وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا شهدت «هدوءاً تاماً» منذ ظهر أمس، مشيراً إلى «الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار»، هو الثالث من نوعه خلال خمسة أسابيع.

في موازاة ذلك، قالت مصادر أن «المعارضة في بلدة الطيبة في ريف دمشق الغربي توصلت إلى هدنة مع النظام بعدما باءت جميعُ المحاولات لاقتحامها بالفشل». وأوضحت أن الاتفاق تضمن سيطرة المقاتلين المحليين على إدارة البلدة مقابل تراجع القوات النظامية إلى مسافة بعيدة منها.

إلى ذلك، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «75 مقاتلاً جديداً دخلوا إلى محافظة حلب بعدما خضعوا لدورة تدريبية على يد أميركيين وبريطانيين وأتراك داخل معسكر في تركيا». وأكد حسن مصطفى الناطق باسم «الفرقة 30» التي وصل عدد من المقاتلين المدربين إلى مقرها، دخول المجموعة شمال سورية، بعدما خضعوا «لتدريب استغرق شهرين في تركيا وتوجهوا بعدها مباشرة إلى خطوط التماس مع تنظيم «داعش»، وهم موجودون اليوم في بلدة تل رفعت» المجاورة لمدينة مارع المحاصرة من قبل تنظيم «داعش» في محافظة حلب.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله أمس: «يوجد شيء جديد يفوق تزويد سورية بالسلاح وهو مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة وهذا شيء أساسي يقلب الطاولة على من تآمر على سورية ويكشف أن الولايات المتحدة وتحالفها لم يوجد لديهم استراتيجية لمكافحة داعش».

كما نقل موقع «كلنا شركاء» المعارض عن المنسق العام لـ «هيئة التنسيق الوطنية» حسن عبد العظيم (معارضة الداخل) أن «أي وجود روسي عسكري في سورية بالتنسيق مع التحالف المناهض للإرهاب، سيكون دعماً لجهود مكافحة الإرهاب كما سيعزز الحل السياسي للأزمة السورية». وأضاف رداً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن: «وجود الأسد في الفترة الانتقالية ولو بشكل رمزي ضروري لحماية تماسك الجيش السوري والذي يخوض حرباً ضد داعش والحفاظ على المعارضة المسلحة التي تقاتل داعش».

 

كيري: على الأسد الرحيل والتوقيت يتقرّر خلال المفاوضات

نيويورك، لندن، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب

شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، لكنه قال إن ذلك لا يعني أن عليه الرحيل فوراً، مشيراً إلى أن التوقيت يتقرَّر خلال المفاوضات. وصدر هذا الموقف، وهو أحد أكثر المواقف وضوحاً من إدارة الرئيس باراك أوباما في شأن «الرحيل المؤجل» للأسد، في وقت تتصدّر الأزمة السورية الأولويات السياسية في نيويورك تمهيداً لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الشهر الجاري. ولوحظ سعي دول غربية إلى تكريس مبدأ «الفصل» بين الأسد وبين نظامه، من خلال التشديد على ضرورة «رفض التعامل مع الأسد» ولكن في الوقت ذاته التمسك بـ «بقاء هيكل الدولة» تجنُّباً لتكرار السيناريو العراقي، في إشارة إلى حل الجيش والمؤسسات الحكومية في العراق بعد الاجتياح الأميركي. (للمزيد).

وقال ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن إن ثمة ضرورة لتأكيد أهمية «انخراط روسيا» في جهود الحل السياسي، معتبراً أن تدخلها المباشر الحالي (عسكرياً) في سورية هو «لأسباب تتعلق بمصالحها الاستراتيجية في هذا الجزء من البلاد (الساحل)، ولكن أيضاً لكي تكون لها الكلمة الفصل في إطار الحل السياسي».

في غضون ذلك، واصل طيران النظام السوري حملة القصف المكثّف على المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، وأقدمت «جبهة النصرة» على إعدام جماعي لعشرات الجنود الذين أُسروا في معركة السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف محافظة إدلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «النصرة» وفصائل أخرى إسلامية أعدمت 56 من أسرى المطار، ليرتفع بذلك إلى 71 عدد الجنود السوريين الذين أُعدموا منذ السيطرة عليه في 9 أيلول (سبتمبر) الجاري.

كما قُتل وجُرح عشرات في الهجوم المتواصل للفصائل الإسلامية على بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين قرب مدينة إدلب. وكثّفت فصائل معارضة منخرطة تحت لواء «جيش الفتح» عملياتها العسكرية ليلة الجمعة- السبت ضد الفوعة وكفريا، بعد استهدافهما بأكثر من تسع سيارات مفخخة قاد انتحاريون (ضمنهم سعوديان ولبناني) سبعاً منها ضد مراكز للجان الشعبية الموالية للنظام في محيط البلدتين. وتسبّبت التفجيرات والمعارك في مقتل 21 من المسلحين الموالين للنظام و17 من مقاتلي الفصائل. كما قُتل سبعة مدنيين بينهم طفلان بعد تمكّن انتحاري من الدخول إلى الفوعة وتفجير نفسه، وفق المرصد، الذي أشار إلى مقتل «القيادي الجهادي التونسي «أبو الحسن التونسي»، الذي كان مساعداً لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أفغانستان، خلال المعارك العنيفة والمستمرة منذ 24 ساعة في محيط بلدتي كفريا والفوعة».

في لندن (أ ف ب)، قال الوزير جون كيري، عقب محادثات مع نظيره البريطاني فيليب هاموند: «على مدى سنة ونصف سنة قلنا إن على الأسد التنحي، ولكن متى وما هي الطريقة… ليس من الضروري أن يحدث ذلك خلال يوم أو شهر أو ما إلى ذلك». وأضاف: «هناك عملية تتطلب من جميع الأطراف أن تجتمع وتتوصل الى تفاهم حول كيفية تحقيق ذلك».

ورحّب كيري بتركيز روسيا جهودها ضد «داعش» في سورية، قائلاً: «نرحب بذلك، ونحن مستعدون لمحاولة إيجاد سبل للقضاء على داعش بأسرع الطرق وأكثرها فاعلية… علينا أن نبدأ المفاوضات، وهذا ما نبحث عنه، ونأمل في أن تساعد روسيا وإيران وغيرهما من الدول صاحبة النفوذ في تحقيق ذلك، لأن (غياب) ذلك هو الذي يمنع انتهاء هذه الأزمة». واستدرك: «نحن مستعدون للتفاوض. هل الأسد مستعد للتفاوض الحقيقي؟ هل روسيا مستعدة لإحضاره إلى الطاولة والعثور فعلاً على حل لهذا العنف؟». وأضاف: «في الوقت الحالي يرفض الأسد إجراء مناقشات جديدة، كما ترفض روسيا إحضاره الى الطاولة للقيام بذلك».

أما هاموند، فاعتبر أنه بسبب التدخل الروسي «الوضع في سورية يصبح أكثر تعقيداً». وأضاف: «نحتاج إلى مناقشة هذه المسألة في إطار المشكلة الأكبر، وهي الضغوط التي يتسبّب بها المهاجرون والأزمة الإنسانية في سورية وضرورة هزيمة داعش». وأعلن أن وجود الأسد يعدّ «جاذباً للمقاتلين الأجانب يدفعهم للمجيء إلى المنطقة».

 

السعودية تجدد دعوتها الى رحيل الأسد

جنيف – أ ش أ

جددت المملكة العربية السعودية دعوتها الى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وعدم شموله في أي تسوية سياسية للأزمة السورية، واعتبرت أن نظامه يقف وراء ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وقال المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة السفير فيصل طراد، اليوم (الاثنين)، أن «الحل السياسي للأزمة السورية القائم على مبادئ “جنيف 1” لن ينجح إلا برحيل بشار الأسد، وعدم شموله في أي ترتيبات مستقبلية، وانسحاب القوات الأجنبية كافة بمن فيها حزب الله، وتوقف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة».

وحذّر طراد في كلمة أمام “مجلس حقوق الإنسان” في جنيف، من أن «الصمت الدولي جعل النظام في سورية يتمادى من خلال دعمه الإرهاب، وتجنيده الإرهابيين من جميع دول العالم»، مشيراً إلى أن «النظام السوري أوجد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لتبرير أكاذيبه بمحاربة الإرهاب، وأصبح الاثنان وجهين لعملة واحدة عنوانها القتل والدمار والمتاجرة بالشعب السوري، والدين والإسلام من الاثنين براء».

وأعرب عن صدمته من استمرار المجتمع الدولي في التجاهل التام لمآسي السوريين، وقال أن «مقتل ما يقارب 350 ألف سوري، وتشريد حوالى ثمانية ملايين، وتدمير حضارة يعود تاريخها لآلاف السنين، لم تكفِ مجلس الأمن لتحمّل مسؤوليته بشجاعة لإنقاذ ما تبقى من الشعب السوري مما يتعرض له من إبادة جماعية».

هدنة في أربع بلدات ومدن سورية كيري: دعم روسيا يجذب المتطرفين

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له وتلفزيون “المنار” التابع لـ”حزب الله” اللبناني أن الطرفين المتحاربين اتفقا على وقف النار في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية بريف ادلب ومدينتي الزبداني ومضايا بريف دمشق قرب الحدود اللبنانية.

وهذه المرة الثالثة منذ آب يتفق الطرفان على هدنة في هذه المناطق وهي تأتي بعد تجدد العمليات العسكرية للمقاتلين السوريين المعارضين للنظام السوري في الفوعة وكفريا منذ الجمعة. وانهار اتفاقان سابقان لوقف النار.

وقال المرصد إن وقف النار دخل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهرا بالتوقيت المحلي (09:00 بتوقيت غرينيتش). ولم يحدد مدة له. وأشار المرصد الى أنه لم ترد تقارير عن اشتباكات بعد سريانه.

وأوضحت الجماعات المسلحة أن بلدة مضايا الخاضعة لسيطرة المسلحين والقريبة من الزبداني، والتي يشملها وقف النار ويحتمي فيها آلاف المدنيين، شهدت قصفا عنيفا ليل السبت من الجيش السوري ردا على العمليات العسكرية التي استهدفت الفوعة وكفريا. وأضاف المرصد أن 106 أشخاص على الأقل قتلوا داخل الفوعة وكفريا وحولهما منذ الجمعة.

وكشف مديره رامي عبد الرحمن أن بين قتلى الجماعات المسلحة المعارضة 30 أجنبيا وجهاديين من الخليج وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى وأعضاء في الحزب التركستاني الإسلامي. وسقط من الطرف الثاني نحو 40 مقاتلا على الأقل وسبعة مدنيين.

وأكد عبد الرحمن أن المقاتلين الذين تضم صفوفهم أفرادا من “جبهة النصرة” جناح تنظيم “القاعدة” في سوريا احتلوا موقعين على مشارف الفوعة.

على صعيد آخر، أعلن عبد الرحمن أن “75 مقاتلا جديدا دخلوا محافظة حلب بين ليل الجمعة وصباح السبت بعدما خضعوا لدورة تدريبية على أيدي مدربين أميركيين وبريطانيين وأتراك داخل معسكر في تركيا”.

 

كيري

ورأى وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارة لبرلين ان الدعم العسكري الروسي للنظام السوري يهدد بتوجه عدد اكبر من المقاتلين الجهاديين الى سوريا وبضرب اي فرصة لتسوية النزاع.

وقال إن وزير الخارجية الالماني فرانك – فالتر شتاينماير: “وأنا متوافقان على ان دعم روسيا أو أي بلد آخر المستمر للنظام يهدد باجتذاب مزيد من المتطرفين وبتعزيز موقع (الرئيس السوري بشار) الاسد وبقطع الطريق على حل النزاع”.

وكان كيري صرح السبت بعد محادثات مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في لندن بأن الاسد يجب ان يتنحى عن السلطة ولكن ليس بالضرورة فور التوصل الى تسوية لانهاء الحرب الدائرة في سوريا. وأبدى استعداده للتفاوض للتوصل الى حل، لكنه تساءل ما اذا كان الاسد مستعدا للتفاوض. وقال: “طوال السنة ونصف السنة الماضيين قلنا إن على الاسد أن يتنحى، ولكن متى وما هي الطريقة… ليس من الضروري ان يحصل ذلك خلال يوم واحد او شهر واحد او ما الى ذلك… هناك عملية تتطلب من جميع الاطراف ان يجتمعوا ويتوصلوا الى تفاهم على طريقة تحقيق ذلك”.

ورحب كيري بتركيز روسيا جهودها ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا، قائلا: “نرحب بذلك، ونحن مستعدون لمحاولة ايجاد سبل للقضاء على داعش بأسرع الطرق وأكثرها فاعلية… علينا ان نبدأ المفاوضات. وهذا ما نبحث عنه، ونأمل في ان تساعد روسيا وايران وغيرها من الدول صاحبة النفوذ في تحقيق ذلك، لان (غياب) ذلك هو الذي يمنع انتهاء هذه الازمة… نحن مستعدون للتفاوض. هل الاسد مستعد للتفاوض الحقيقي؟ هل روسيا مستعدة لاحضاره الى الطاولة والعثور فعلا على حل لهذا العنف… في الوقت الحاضر يرفض الاسد اجراء مناقشات جديدة، كما ترفض روسيا احضاره الى الطاولة للقيام بذلك”.

 

المعلم

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”: “هناك شيء جديد يفوق تزويد سوريا السلاح وهو مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة … هذا شيء يقلب الطاولة على من تآمر على سوريا ويكشف ان الولايات المتحدة وتحالفها لم تكن لديهما استراتيجية لمكافحة داعش”.

 

اللاجئون يتدفّقون على النمساء والمجر تخفّف القيود اجتماعات أوروبية ومساعدات لدول جوار سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

استمر تدفق آلاف المهاجرين في اتجاه النمسا إلى حيث انتقل الثقل، بعد عبورهم كرواتيا والمجر وسلوفينيا التي نظمت عملية نقلهم اثر فشلها في احتوائهم. ويلتقي وزراء الخارجية لمجموعة “فيسغراد” التي تضم بولونيا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا والمجر نظيرهم اللوكسمبورجي جان اسيلبورن في براغ لمناقشة أزمة المهاجرين التي تعيد تقسيم أوروبا بين شرق وغرب.

مع وصول آلاف من المهاجرين الى النمسا من المجر عبر كرواتيا، قررت بودابست فجأة إعادة فتح حدودها مع صربيا والتي أدى إقفالها الاثنين الى تزايد تدفق اللاجئين الى كرواتيا. وفي مدينة نيكلشدورف النمسوية الواقعة على الحدود مع المجر، أحصت الشرطة الإقليمية وصول 4700 وافد جديد ليلاً، وقد نقلوا إلى مراكز إيواء، بعد 11 الفاً وصلوا السبت.

وأفاد الصليب الأحمر النمسوي، إن ألفي شخص آخرين دخلوا ألمانيا بعدما تملصوا من المراكز الحدودية.

وقالت الشرطة النمسوية السبت ان السلطات المجرية نقلت المهاجرين في باصات الى مركزين للتسجيل قرب الحدود النمسوية، ثم عبروها مشياً من دون التعرض لمضايقات.

وظل تدفق المهاجرين الساعين الى دخول كرواتيا عبر صربيا قائماً. وسجلت زغرب 21 الف عملية دخول منذ بدء وصول أول الوافدين الأربعاء. ومعظمهم قطعوا معبر توفارنيك الحدودي، حيث نقلوا بالقطارات والباصات الى بيريمند وليتينيي على الحدود المجرية. وفي الإجمال، عبر 30 باصاً، في كل منها 60 شخصاً، توفارنيك، ليكون مجموع من غادروا كرواتيا ثلاثة آلاف مهاجر.

وبدا ان السلطات الكرواتية والمجرية تنسقان جهودهما على الأرض بعدما تبادلتا الاتهامات. وشاهد صحافيون على الحدود بين الدولتين مهاجرين يركبون باصات كرواتية، ثم يعبرون مشياً الى حين بلوغ باصات مجرية.

وهطلت الامطار صباح أمس على معبر بيريمند الحدودي. وانتشر نحو عشرة رجال شرطة وشاحنة عسكرية للجيش في الجانب المجري.

وأعلنت الشرطة المجرية، ان 4906 لاجئين دخلوا البلاد السبت، 166 منهم عبر صربيا، و4740 عبر كرواتيا. وتُعطى الأولوية للعائلات.

وتعهد شرطي سلوفيني نقل مئة شخص “كل ساعة”.

 

اجتماعات سياسية

وصرح وزير الخارجية البولوني غريغور شيتينا بأن وزراء مجموعة “فيسغراد” سيلتقون في براغ نظيرهم اللوكسمبورجي على أن يُعقد الثلثاء اجتماع لوزراء الداخلية لدول الاتحاد. وأضاف: “اجتماعات مهمة وأيام مصيرية للمعالجة الفورية لقضايا مهمة تتعلق بمستقبل اوروبا”.

ولا تزال دول مجموعة “فيسغراد” ترفض نظام الحصص لتقاسم المهاجرين الذي اقترحته المفوضية الأوروبية. ويذكر أن اللوكسمبور تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي.

وقال المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هاهن إن الاتحاد يخصص مساعدة قيمتها “ما يصل الى مليار أورو (1,13 مليار دولار) لتشجيع اللاجئين السوريين في تركيا على البقاء هناك”، ووجهت النمسا وألمانيا دعوة مشتركة الى دول الامم المتحدة للمساهمة بمبلغ اضافي قيمته خمسة مليارات أورو لمساعدة اللاجئين المقيمين في مخيمات في لبنان والأردن.

بلدان أخرى

وأصابت كارثة جديدة المهاجرين الفارين عبر البحر، إذ قضى 13 منهم، بينهم أربعة أولاد، قبالة الساحل التركي عند اصطدام عبارة بمركب كان ينقلهم الى اليونان. وكان المركب يحمل 46 شخصاً من شمال غرب تركيا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

وروى احد الناجين، ويدعى حسين، أن “الظلام كان دامساً، وشاهدنا سفينة تقترب منا. حاولنا ان نشير إليها بالاضواء الكاشفة والهواتف الخليوية، الا أنها لم ترنا”. أوضح أنه بعد انقلاب القارب، حاول الركاب إبقاء رؤوسهم فوق مستوى المياه، ولكن “فقدنا أولاداً… لم نستطع ان نراهم في الظلام”.

وأنقذ خفر السواحل الليبي نحو 245 مهاجراً من جنسيات عربية وافريقية مختلفة في مياه البحر الأبيض المتوسط خارج طرابلس في ساعة مبكرة من صباح أمس.

وسعياً وراء الحلم الأوروبي، انتظر مئات اللاجئين في مدينة أدرنة بشمال غرب تركيا على امل عبور الحدود المقفلة نحو اليونان، بالتفرق ضمن مجموعات صغيرة بعد نداء في هذا الشان وجهه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو.

وصرح وزير الهجرة الكندي كريس الكسندر بأن سلطات بلاده ستعتبر السوريين الفارين من الأزمة في بلادهم لاجئين “من الوهلة الأولى بدل الانتظار كي تصنفهم وكالة تابعة للأمم المتحدة رسمياً”، في إشارة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأضاف أن “الحكومة الكندية تعهدت التعجيل في بت طلبات لجوء السوريين والعراقيين، وسنرسل عددا أكبر من مسؤولي الهجرة لمعالجة الطلبات واتخاذ خطوات لتيسير الرعاية الخاصة والعمل على ضمان معالجة معظم الطلبات المقدمة من السوريين والعراقيين في غضون ستة أشهر”. وهذه الإجراءات ستضمن “وصول آلاف السوريين والعراقيين الى كندا بحلول نهاية 2015، والتزامنا الحالي لإعادة توطين عشرة آلاف سوري سيستكمل قبل الموعد المتوقع بـ15 شهراً”. كذلك استقبل الأردن 142 لاجئاً خلال 72 ساعة.

 

البابا

وفي الطائرة التي نقلته إلى هافانا، لاحظ البابا فرنسيس أن العالم “متعطش إلى السلام”، بينما “هناك حروب ومهاجرون يفرون. هذه الموجة من الهجرة سببها الحروب، الهرب من الموت ومحاولة العثور على حياة”. وقال: “تأثرت بشدة لأنني عندما غادرت الفاتيكان من مدخل سانت آنا، كانت هناك واحدة من العائلتين اللتين تستضيفهما أبرشية سانت آنا في الفاتيكان. إنهم سوريون لاجئون. يمكنك أن ترى الألم على وجوههم”.

 

الـ«سوخوي» تتوافد إلى اللاذقية لدعم الحلفاء على الأرض

غرفة عمليات روسية ـ أميركية بشأن سوريا

محمد بلوط

ثلاثة أيام قبل إنهاء الجسر الجوي الروسي إلى سوريا، تكتمل الاستعدادات لحرب روسية ـ سورية ـ إيرانية.. وأميركية مشتركة ضد تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة».

وبحسب مصادر أمنية غربية، أنهى الروس والأميركيون مشاورات خلال عملية الجسر الجوي، أدت إلى التوافق على غرفة عمليات مشتركة في سوريا، تضم ضباطاً من هيئات الأركان لدى الطرفين. وكانت ست طائرات روسية، من طراز «سوخوي 30»، قد تمركزت في مطار حميميم قرب مدينة جبلة على الساحل السوري، فيما تتوقع مصادر سورية أن تنضم إلى السرب الأول ست طائرات من طراز «سوخوي 34». ويعمل الروس على حشد أسراب إضافية من طوافات «مي 23» و «مي 25»، فيما تنتظر دمشق استلام 8 طوافات من طراز «مي 28»، المعروفة باسم «الصياد الليلي»، لمواجهة الدبابات وتطوير العمليات الليلية.

وليس مستبعداً أن ينضم إلى الغرفة بريطانيون وفرنسيون، خصوصاً بعد القرار الرئاسي باللحاق بالروس والأميركيين، وتوجيه ضربات إلى «داعش»، علماً أن مجمل المساهمة الفرنسية في الغارات الجوية لم يتعدّ 200 غارة من أصل 9500 غارة شنها التحالف الأميركي ضد «داعش» في سوريا والعراق، منذ أيلول العام 2014.

وتبدو المهمة الأولى لغرفة العمليات تبادل المعلومات حول بنك الأهداف، خصوصاً أن السوريين والإيرانيين يملكون معطيات «أرضية» أوسع بكثير مما تملكه عمليات الاستطلاع الجوي الأميركية المستمرة، فيما لا يملك الفرنسيون معلومات كافية عن انتشار «داعش» في سوريا، بعد رفض الأميركيين تقاسم المعلومات معهم، طيلة مدة رفضهم المشاركة في عمليات ضرب التنظيم في سوريا، كي لا يستفيد منها النظام في سوريا، على ما كان يقوله الرئيس فرانسوا هولاند.

كذلك تسعى الغرفة المشتركة إلى تنظيم «الازدحام» في الأجواء السورية، خصوصاً في الشمال، التي تجوبها مقاتلات سورية وأميركية وروسية قريباً. وكان وزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والأميركي أشتون كارتر، قد أجريا الجمعة الماضي محادثات هاتفية، للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل 18 شهراً، تؤكد الذهاب نحو التنسيق في العمليات الجوية. إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون) مارك تونر إننا «نبذل جهداً من أجل الحصول على مزيد من المعلومات حول نيات روسيا في سوريا، وهو أمر ضروري من أجل إقامة آليات احترازية لمنع حدوث نزاعات في المكان ومن أجل تجنيب حوادث» بين موسكو وواشنطن.

ومن الواضح أن الأولوية، أميركياً وروسياً، أصبحت للعمل الميداني، واختبار الميزة الروسية، التي يفتقدها الأميركيون في الحرب على «داعش»، بحيازتهم حلفاء على الأرض، وفي الإقليم، وقوة برية تساند العمليات الجوية، وتستكمل أهدافها، وهي ميزة استراتيجية يفتقدها الأميركيون، فضلاً عن انعدام الجدية الأميركية في الحرب على التنظيم وهو ما يظهر في خرافة القوة «المعتدلة» التي أنفقت عليها واشنطن ملايين الدولارات من دون أن ترى النور، بالإضافة إلى غياب أي استراتيجية أميركية واضحة في سوريا، سياسياً وعسكرياً، وتعرجات المواقف، والصراعات داخل الإدارة الأميركية حول الموقف من الخطوة الروسية. وأكثر ما يعكس غياب تلك الاستراتيجية مسارعة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى طي صفحة المطالبة بمغادرة الرئيس بشار الأسد قصر الشعب، كمقدمة لأي حل سياسي. ويبدو أن أولى نتائج الخطوة الروسية، وقبل شن أي غارة وضرب أي هدف، هو اعتبار بقاء الأسد في موقعه أمراً مقبولاً أميركياً، ولو إلى حين. وقال كيري، خلال لقاء مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين أمس، «نحن متوافقان على أن دعم روسيا أو أي بلد آخر المستمر للنظام يهدد باجتذاب مزيد من المتطرفين وبتعزيز موقع الأسد وبقطع الطريق على حل النزاع».

وينبغي الاعتراف بأن الأميركيين لا يمكنهم مواجهة روسيا في مجالها الحيوي السوري، لحماية دمشق، أو معارضة رغبتها قتال «داعش» انطلاقاً من الأرض السورية. ويبدو أن الميدان تحوّل إلى أولوية غير مسبوقة لدى الطرفين، مع تراجع الخلاف حول شروط الحل السياسي، خصوصاً بالنسبة لمستقبل الأسد. والأرجح أن تضيق شقة الخلاف في الرؤية إلى المسار السياسي، إذا ما نجح الروس والإيرانيون بتحقيق الأهداف التي جاؤوا من أجلها.

ويبدو أن نشر الطائرات الروسية المقاتلة يستجيب لخطط قصف جوي واسع وثقيل، والاستفادة من قدرة الـ «سوخوي 34» على العمل كقاذفة، حيث إنها تحمل ثمانية أطنان من القنابل، ومن مداها الواسع الذي يبلغ 1500 كيلومتر، لتغطية الأراضي السورية كافة، انطلاقاً من مطار حميميم الذي يتوسط منطقة حصينة وآمنة. كما أن الـ «سوخوي 30» تستجيب أيضاً لحاجات العمليات الروسية، بسبب تعدد ميزاتها، وقدرتها على الاشتباك الجوي وإسناد العمليات البرية التي سيتولاها الجيش السوري، وحلفاؤه الإيرانيون، ومقاتلو «حزب الله».

وبحسب مصادر أمنية غربية، لن تتوقف العمليات الروسية، بالتنسيق مع السوريين والإيرانيين، على الدفاع عن «سوريا المفيدة» فحسب، إذ تشير طبيعة المعدات المنشورة إلى أهداف أبعد، أولها يتعلق بالأمن القومي الروسي، بضرب التجمعات «الجهادية» الشيشانية والقوقازية في الشمال السوري، وعلى مقربة من قواعدها الخلفية في تركيا، كما يشمل ضرب أهداف أوسع في الجنوب السوري، حيث تنتشر على مشارفه مجموعات «داعش»، وفي الشرق حول مدينتي الميادين ودير الزور.

ولأن الروس يشعرون بأنهم قد استعادوا المبادرة في سوريا، بعدما أعادوا التركيز على الوضع الميداني، وتعديل ميزان القوى لمصلحة حليفهم السوري، فإنه من المنتظر أن تتضح معالم الاستراتيجية الروسية في سوريا، خلال الخطاب الذي سيلقيه، للمرة الأولى منذ ثمانية أعوام، الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة المقبل، في نيويورك، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتقول مصادر غربية إن الرئيس الروسي سيحدد خريطة الطريق التي سيعمل عليها في سوريا ضد «داعش». والأرجح أن يعمد بوتين إلى دعوة الدول الإقليمية المنخرطة في الحرب على سوريا إلى تطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و2173، وخاصة تركيا والأردن، إلى منع المسلحين من عبور حدودها إلى سوريا، وتجفيف منابع الإرهاب وتمويله.

وحول هذه النقطة، يبدو أن ثمة تفاهماً أردنياً – روسياً، عبر ما قاله الملك الأردني عبدالله الثاني، بعد زيارته موسكو مطلع الشهر ولقائه بوتين، «بمحورية الدور الروسي»، وتبعه تعطيل غرفة عمليات عمان، التي كانت تنسق الهجمات ضد الجيش السوري على الجبهة الجنوبية، خصوصاً الهزيمة المدوّية لـ «عاصفة الجنوب»، وفشل خمس موجات هجوم خلال الصيف، من دون أن تتمكن المجموعات المسلحة، التي يدعمها الأردن، من التقدم نحو درعا.

وعلى المقلب الآخر، وفي إطار تمهيد الطريق أمام العمليات الروسية، من المنتظر أن يطرح بوتين على زائره التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء في موسكو، خريطة الطريق، والمطالب الروسية من تركيا، التي تدعم عمليات الجماعات «الجهادية» و «جبهة النصرة»، خصوصاً في الشمال السوري. وتتوقع مصادر غربية أن يدعو بوتين مجدداً إلى تحالف ضد الإرهاب، والى مسار سياسي في سوريا، يرتكز على ما أعلنه سابقاً: ائتلاف حكومي مع معارضة وطنية داخلية، وانتخابات تشريعية مبكرة تسمح للمعارضين بدخول مجلس الشعب، والمشاركة في السلطة.

 

مسؤولان أمريكيان: روسيا بدأت مهام استطلاع بطائرات بلا طيار في سوريا

واشنطن- (رويترز): قال مسؤولان أمريكيان الاثنين إن روسيا بدأت مهام استطلاع بطائرات بلا طيار في سوريا في أول عمليات جوية عسكرية تجريها في سوريا فيما يبدو منذ تسارع وتيرة تعزيزاتها في مطار هناك.

ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا إلى رويترز شريطة عدم ذكر اسميهما من تحديد عدد الطائرات بلا طيار المشاركة في مهام الاستطلاع.

وأحجمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التعليق.

 

فصائل معارضة ووفد إيراني يبرمون هدنة في أربع بلدات سورية

المحيسني: طهران توسلت المجاهدين ليقبلوا وقف إطلاق النار

عواصم ـ «القدس العربي»: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وتلفزيون «المنار» التابع لحزب الله اللبناني، إن فصائل المعارضة السورية ووفد إيراني اتفقوا على وقف إطلاق النار في بلدتين شيعيتين في شمال غرب سوريا وبلدتين قرب الحدود اللبنانية.

وهذه هي المرة الثالثة منذ آب/أغسطس التي يتفق فيها الطرفان على هدنة في هذه المناطق، وهي تأتي بعد تجدد العمليات العسكرية للمقاتلين السوريين المعارضين للنظام السوري على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين منذ يوم الجمعة. وانهار اتفاقا وقف إطلاق النار السابقان.

وقال المرصد إن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت غرينتش). ولم يذكر إلى متى سيستمر. وتابع المرصد أنه لم ترد تقارير بوقوع اشتباكات بعد سريان وقف إطلاق النار.

وتدافع عن الفوعة وكفريا جماعات مسلحة موالية للحكومة يساندها حزب الله اللبناني، في الوقت الذي ينفذ فيه الجيش السوري وحزب الله عملية عسكرية مستمرة منذ أسابيع على بلدة الزبداني الحدودية مع لبنان لاستعادتها من الجماعات المسلحة المناهضة للنظام.

وقالت الجماعات المسلحة إن بلدة مضايا الواقعة تحت سيطرة المسلحين والقريبة من الزبداني التي يتضمنها أيضا وقف إطلاق النار ويحتمي بها آلاف المدنيين شهدت قصفا عنيفا الليلة قبل الماضية من الجيش السوري ردا على العمليات العسكرية على البلدتين الشيعيتين.

وقال المرصد إن 106 أشخاص على الأقل قتلوا داخل وحول بلدتي الفوعة وكفريا منذ الجمعة.

وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن قتلى الجماعات المسلحة المعارضة شملوا على الأقل 30 مقاتلا أجنبيا وجهاديين من الخليج وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى وأعضاء في حزب تركستان الإسلامي. وضم قتلى الطرف الثاني نحو 40 مقاتلا على الأقل وسبعة مدنيين.

وقال عبد الرحمن إن المقاتلين الذين يضمون في صفوفهم أفرادا من «جبهة النصرة» احتلوا موقعين على مشارف بلدة الفوعة.

من جانبه، قال عبدالله المحيسني، القيادي السعودي المعروف في صفوف «جبهة النصرة»، معلقا على المعارك في كفريا والفوعة عبر صفحته على موقع «فيسبوك»: «الرسالة التي أوجهها الآن على عجل لأهالي الفوعة وكفريا… البارحة خرج علينا مجرم الحرب ‏حسن زميرة (أمين عام حزب الله حسن نصرالله) يقول سيكون عيدنا في الزبداي ! وأقول لكم: ادفعوا الآن ثمن حماقة تصريح زعيمكم».

وتابع المحيسني بالكشف عن مفاوضات تقودها إيران لوقف إطلاق النار قائلا: «إيران التي دوخت أمريكا بتلاعبها في مفاوضات النووي هي اليوم تتوسل المجاهدين ليقبلوا بوقف إطلاق النار! لم نجد بداً من النزول لطاولة المفاوضات لكنها طاولة ليست مستديرة بل طاولة نارية، لقد فاوضناهم لكن بالاستشهاديين ومدافع الجحيم والانغماسيين وأظنهم يفهمون هذه اللغة جيداً… لقد فاوضهم البطل أبو دجانة الدوسري وأبومعاذ اللبناني بمفخختيهما .»

 

محاولات خلق شرق أوسط جديد مسؤولة عن ولادة تنظيم «الدولة» وكارثة اللاجئين وأكاذيب تنشرها صحافة اليمين في بريطانيا عن السوريين

عمر الحربين في سوريا والعراق أطول من الحرب العالمية الأولى…

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يوم السبت، طلعت علينا صحيفة «دايلي ميل» البريطانية المحافظة وذات الميول المعادية للمهاجرين بعنوان على صفحتها الأولى تقول فيه إن 1 من كل 5 لاجئين وصلوا إلى أوروبا هو سوري، ملمحة إلى أن البقية جاءوا من دول أخرى وهم مهاجرون اقتصاديون انتهزوا فرصة الأزمة السورية ومعاناة اللاجئين السوريين وركبوا القوارب معهم بحثا عن فرصة عمل.

ويعترف المسؤلون في دول أوروبا التي استقبلت لاجئين أن مجرد دخولهم لا يعني سياسة فتح الأبواب لكل شخص، فهناك عملية فرز ستتم لكل من تقدم بطلب لجوء يتم تقرير وضعه بناء على حالته واحتياجاته.

ولكن صحف بريطانيا التي ظلت حكومة بلادها متمسكة بموقفها وعدم فتح أبوابها للمهاجرين تحاول أن تلعب على ورقة الهجرة والتخويف منها. وهي الورقة التي يخاف منها الساسة في الغرب، خاصة مع تصاعد اليمين المتطرف.

وعليه فحديث «دايلي ميل» عن نسبة السوريين القليلة بين اللاجئين يضعف المبرر لاستقبالهم وترحيب قادة أوروبيين بهم، كما هو شأن أنغيلا ميركل، المستشارة الألمانية.

 

تفسير خاطئ

 

ولتأكيد صحة مزاعمها اعتمدت الصحيفة على إحصاءات أعدها الاتحاد الأوروبي أشارت إلى أن 44.000 من بين 213.000 هم سوريون، بحسب طلبات اللجوء التي قدمت في نيسان/أبريل وأيار/مايو وحزيران /يونيو.

واستندت الصحيفة على تصريحات ديفيد ديفز المعارض للهجرة بقوله «هذا يكشف عن الكذبة التي يتم تداولها في عدد من الدوائر الأوروبية، وهي أن العدد الأكبر من الذين وصلوا إلى أوروبا جاءوا من سوريا».

وفي تحليل لمزاعم الصحيفة قدم محرر شؤون الهجرة واللاجئين باتريك كينغزلي ثلاث انتقادات لعنوان صحيفة «دايلي ميل» الأول هو أن الصحيفة لا تأخذ بعين الإعتبار أن المدة التي استخدمت الصحيفة أرقامها شهدت تراجعا في تدفق اللاجئين ولم تبدأ أعداد السوريين بالزيادة في النصف الثاني من الصيف.

ففي الفترة الزمنية التي يتحدث عنها تقرير «ديلي ميل» كان عدد المهاجرين الذين يسافرون بالبحر أعلى قليلا من عدد من يصل منهم إلى اليونان.

وتشير الأرقام التي أعدتها المنظمة الدولية للهجرة أن عدد من وصلوا إلى إيطاليا في تلك الفترة هو 58.765 وكان أعلى من الذين وصلوا لليونان في تلك الفترة وعددهم 55.243.

وبحلول إيلول/سبتمبر أظهرت أرقام المنظمة أن 254.113 مهاجرا وصلوا إلى اليونان مقارنة مع 62.374 مهاجرا وصلوا إلى إيطاليا.

ويرى الكاتب أن أي حساب لعدد اللاجئين السوريين الذي وصلوا إلى أوروبا يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن غالبية من استطاعوا دخول اليونان في تلك الفترة كانوا من السوريين.

وتعتقد المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن السوريين يشكلون اليوم نسبة 51.% من المهاجرين الذين وصلوا أوروبا هذا العام أي بزيادة عن 33% التي سجلت في حزيران/يونيو حيث وصلت غالبية المهاجرين عبر إيطاليا.

أما الأمر الثاني الذي لم تلتفت إليه الصحيفة في محاولة لتأكيد صحة مزاعمها فهو أنها لم تفرق بين المهاجرين الذين وصلوا عبر البحر وأولئك الذين وصلوا عبر دول أوروبية أخرى. وكما يشير تقرير الصحيفة فأرقام الاتحاد الأوروبي عن طالبي اللجوء تظهر أن هناك عددا منهم جاءوا من ألبانيا وكوسوفو.

ويعلق كينغزلي إنه في حالة وضع الجميع في سلة واحدة فسيبدو عدد السوريين قليلا. وفي هذا خلط كبير بين أزمة المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط وأزمة المهاجرين في داخل الدول الأوروبية نفسها.

أما الكذبة الثالثة في التقرير فهي التلميح بأن السوريون هم وحدهم الذين يصح لهم التقدم بطلبات لجوء سياسي.

ولكن سوريا ليست البلد الوحيد الذي مزقته الحرب، فحتى لو كانت نسبة المتقدمين باللجوء لا تزيد عن 20% فهذا لا يعني أن نسبة 80% كانوا مخطئين في التقدم بطلبات لجوء. وبحسب أرقام الأمم المتحدة فنسبة 14% من اللاجئين الذين عبروا البحر المتوسط جاءوا من أفغانستان و 8% من إريتريا التي تعيش في ظل ديكتاتورية عسكرية.

وعليه فعدد السوريين الكبير من بين الباحثين عن حياة جديدة في أوروبا لا يعني أنهم هم وحدهم من يستحقون المساعدة في أوروبا.

 

علامة العصر

 

فظاهرة الهجرة تعبر عن حالة يواجهها القرن الحالي ويجب أن تدرس بطريقة جيدة، بحسب مدير مركز دراسات الهجرة بجامعة أوكسفورد، الكسندر بيتس.

وقال إن الاتحاد الأوروربي يواجه ولأول مرة في تاريخه تدفقا للمهاجرين من خارج حدوده. ففي كل عام عندما كانت المفوضية السامية للاجئين تنشر أرقاما عن اللاجئين كان الجميع يفترض أنها في مناطق مختلفة من العالم. لكن المشردين من الحروب التي تصيب الشرق الأوسط وأفريقيا وصلوا أخيرا إلى أبواب أوروبا.

ويطرح استمرار تدفقهم تساؤلات حول معنى الهجرة وإن كانت ظاهرة مؤقت أم طويلة الأمد، وما هو تفسير التصرفات القاسية لحرس الحدود الصرب والمجريين، وما يجب عمله لوقف الظاهرة.

ويرى بيتس في مقالته التي نشرتها صحيفة «أوبزيرفر» أن «هذا يعتمد علينا وعلى السياسات التي سيختارها قادتنا، على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي». ورغم تقلب أعداد المهاجرين إلا أن مستواها يظل كما هو.

في عام 1992 تقدم 675.000 لاجئ بطلبات لجوء وظلت الأعداد، كما هي أثناء الحرب في البوسنة. وفي عام 2001 ارتفعت الأعداد ووصلت 424.000 بسبب الأزمة في كوسوفو ووصلت أعداد من الصومال وأفغانستان.

وستزيد أعداد هذا العام عن الأعداد الماضية لكنها على العموم تظل مستقرة. وترتبط أعداد اللاجئين في العالم بعدد الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها الأنظمة الديكتاتورية. ويشهد العالم اليوم سلسلة من الحروب الداخلية والإقليمية ويحدث معظمها في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وهناك حالات تستدعي المساعدة الطارئة في سوريا والعراق وأفغانستان وجنوب السودان وجمهوريه أفريقيا الوسطى والصومال ونيجيريا وأوكرانيا. ووصف المفوض السامي للاجئين أنطونيو غاتريز «عالما في حالة حرب».

ويقول الكاتب إن الهجرة ستكون علامة مهمة للقرن العشرين، فالهشاشة التي تعاني منها الدول والحراك السكاني تدل على هذا. ولا يوجد لدى المجتمع الدولي الحل الأمثل لأي من الحالتين.

فمن ناحية الهشاشة هناك عدد كبير من الدول تعاني من ضعف مزمن وتحكمها نخب ليست لديها القدرة أو لا تريد حماية حقوق الإنسان، فمؤشر الدول الهشة يضع كلا من جنوب السودان والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وأفغانستان في أعلى القائمة.

وتعتبر المحاولات الفاشلة لبناء الدول من المحفزات الأولى لنشوئها، كما في العراق وأفغانستان بعد الغزو الأمريكي.

ومع ذلك فالعالم ليس لديه حل عملي للمشكلة. أما القضية الأخرى فهي الحراك السكاني، حيث يشهد العالم حراكا لم يشهده من قبل.

ففي عام 1970 كان عدد المهاجرين 70 مليونا على مستوى العالم، أما اليوم فوصل إلى 200 مليون شخص. ويشير الكاتب إلى الخطأ في التوصيف بين المهاجر الاقتصادي واللاجئ، فلا عيب أن يكون السوري طالبا للجوء ويبحث في الوقت نفسه عن فرصة يحسن فيها وضعه الاقتصادي.

ويعتقد أن محاولة توصيف الأزمة الحالية بأزمة هجرة أم لجوء محاولة تعرقل التوصل لحلول. فمن المهم للأوروبيين أن يعرفوا أن الذين وصلوا إلى أوروبا وصلوا من دول تصدر المهاجرين وأن هؤلاء لهم الحق بالبحث عن ملجأ بناء على القانون الدولي.

 

من هو اللاجيء/المهاجر

 

ويقول بيتس إن الخطأ النابع في فهم قضية الهجرة تنبع من نظام اللجوء الذي نتج في مرحلة تاريخية مهمة مرت بها أوروبا والعالم اثناء الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، حيث صدر ميثاق عام 1951 عرف اللاجئ بالمضطهد نتيجة لعنصره أو دينه، قوميته أو كونه عنصرا في جماعة اجتماعية معينة. وفي عالم اليوم أصبحت مصادرالهجرات أكثر تعقيدا وتنوعا بشكل تجعل قلة تتناسب مع تعريف عام 1951.

فالتغيرات المناخية وغياب الأمن الغذائي والعنف يؤدي للتشرد. ولأن قانون عام 1951 لم يعد صالحا للتعامل مع أنواع جديدة من المهاجرين، فيجب الاتفاق على عدد من القضايا وحلها على كافة المستويات المحلية والدولية، مثل قضية دخول اللاجئين، أي من أين يتقدمون بطلبات اللجوء، هل في أول بلد وصلوا إليه أم من البلد الثاني الذي كانوا يقصدونه؟ وهي قضية طبعت النقاش الأوروبي حول كيفية التعامل مع الأزمة الحالية.

ويقترح الكاتب استصدار تأشيرات سفر إنسانية لتسهيل عمليات التقدم باللجوء. أما الأمر الثاني، والذي قد يساهم في حل أزمة اللجوء، فهو المسؤولية الجماعية والتشارك في المسؤولية وعدم ترك دولة وحدها تتحمل العبء.

ولا بد والحالة هذه من التوصل لاتفاق حول ماهية المهاجر الاقتصادي والذي لا يشمله تعريف ميثاق اللجوء العالمي بالحماية. ويدعو الكاتب لتغيير الطريقة التي يتم فيها التعامل مع قضية المهاجرين والتي تقوم على توفير الطعام والعناية الصحية والتعليم لهم في مخيمات اللجوء، وهناك حاجة لخلق أسواق لهم وتشجيعهم على الاعتماد على النفس.

وعلى المدى البعيد يجب أن تتوصل الدول إلى آلية عمل تتصدى من خلالها لأزمة اللاجئين بدلا من مواجهة كل دولة لها معزولة عن الدول الأخرى.

ورغم إشارة الكاتب لدور مشاريع بناء الدول الفاشلة في تحفيز أزمة اللجوء إلا أن الدول التي أسهمت في خلق مشاكل المنطقة كانت الأقل استعدادا لاستقبال اللاجئين.

 

حروب وتطهير

 

وفي هذا السياق كتب باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت أون صاندي» قائلا إن القليل من الجهود بذلت لحل الحروب الأهلية التي تدمر العراق وسوريا وتسببت في هروب جماعي للسكان لم تشهدها المنطقة من قبل.

فقد هرب نصف سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة ويعيش منهم اليوم 4 ملايين كلاجئين.

ويشهد العراق رحيلا مستمرا حيث تم تشريد أكثر من 3 ملايين نسمة هناك، خاصة أن الكثيرين فقدوا الأمل بتوقف الحرب والعودة لبيوتهم وبلداتهم التي تركوها.

ويقترح الكاتب أن الحرب العراقية ـ السورية هي السبب وراء الأزمة التي تواجه الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تزداد سوءا. ففي العراق حالة من الركود على ساحة المعركة حيث ينقسم البلد إلى جبهات قتال يحميها كل طرف بطريقة لا تتوفر لحماية حدود البلد.

ويعاني السنة العرب بشكل كبير لأنهم يجبرون على الرحيل من العاصمة بغداد بسبب اتهام الشيعة لهم بالتعاطف مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا.

ومن المستبعد أن يعودوا مرة أخرى لمناطقهم، فيما يغادر سنة آخرون من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى هربا من القتال. وهناك اتهامات للميليشيات الشيعية بعمليات تطهير طائفي.

ويتهم الأكراد في سوريا بالتهم نفسها، حيث يقومون بطرد العرب من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في شمال شرقي سوريا. ويتهم «تنظيم الدولة» بمفاقمة الصراع الطائفي من خلال استهدافه المدنيين. وإزاء هذا الحال أصبحت كل طائفة متحصنة في مناطقها بطريقة تدفع بالآخرين الذين لا ينتمون إليها للهرب.

ويقول إن الأكراد السوريين يخشون من فراغ المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، حيث يهاجر سكانها نحو أوروبا. وفي مناطق «تنظيم الدولة» تعتبر إدارته الشخص الذي لا يعود إلى بيته خلال 10 أيام غير مواطن في مناطقه.

الغرب يتفرج

ويقول الكاتب إن الحروب في سوريا والعراق طالت أكثر من الحرب العالمية الأولى التي شهدتها أوروبا في القرن الماضي. ولم تنجح الدول الأوروبية في وضع حد للحرب.

ويتهم الكاتب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وحلفاءها الإقليميين، السعودية وقطر وتركيا بإساءة تقدير الوضع في سوريا، حيث اعتقدت هذه الدول أن الأسد سيخرج من السلطة سريعا بالطريقة نفسها التي تم التخلص من نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011.

وقال إن الدول الأوروبية تركت سوريا والعراق نهبا للحروب الطائفية البربرية وتعاملت معها بطريقة سلبية ولم تتخذ الإجراءات العاجلة لوقف الحرب.

ومن الباكر الحديث عن تغير موقف الدول السلبي من الأزمة بسبب وصول أعداد كبيرة من اللاجئين البائسين إلى أبوابها.

ويعتقد الكاتب أن جذور أزمة اللاجئين السوريين والعراقيين هي نتاج طبيعي لمحاولات الدول الغربية تغيير الخارطة السياسية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد نهاية الحرب الباردة.

ونتيجة لهذا فقد فتح الغرب الباب أمام 9 حروب طائفية وإثنية وأهلية تندلع اليوم في المنطقة الواقعة ما بين باكستان ونيجيريا. وبعض الحروب معروفة، مثل أفغانستان وهجمات بوكو حرام، لكن عمليات التهجير بسبب الحرب الأهلية في جنوب السودان بعيدة عن اهتمام الرأي العام.

ويقول إن الانفجار في هذا العدد من الحروب لم يكن ليحدث أثناء الحرب الباردة لعلم كل من أمريكا والاتحاد السوفييتي أن هذا سيؤدي إلى نشوء قوى كبرى جديدة.

ولم يعد الغرب منذ نهاية الحرب الباردة يتعامل مع انهيار أنظمة في بلدان مثل العراق وليبيا تهديدا لمصالحها القومية، ولم تؤثر المشاكل في هذين البلدين على أسعار النفط العالمية.

مساوئ اقتصاد السوق الحر

ويضيف عاملا آخر لانتشار الحروب في المنطقة وهو انهيار الأنظمة الدكتاتورية التي نجحت رغم قمعها على تحقيق الاستقرار إلا أنه انهيار أدى لبروز الولاءات القومية والطائفية، العشائرية والجهوية.

ففي العراق مثلا لم يعد الناس يقاتلون من أجل العراق الذي نشأ فيما بعد الحرب العالمية، ولكنهم مستعدون للقتال دفاعا عن طائفتهم، سنية كانت أم شيعية، وعرقهم سواء كان عربيا، كرديا أم تركمانيا.

ورغم انتشار اقتصاد السوق الحر في هذه الدول إلا أن الحكومات فيها توقفت عن توفير وضمان نوع من الأمان الاقتصادي للسكان، وبات توزيع الثروة والسلطة حكرا على النخبة الحاكمة. وأصبحت مصادر الدولة وثروتها في يد جماعة لا هم لها سوى زيادة أرصدتها المالية. فقبل عام 2011 تحولت دمشق إلى مدينة جميلة ورائعة للعيش تنتشر فيها المطاعم والمحلات في الوقت الذي عانى فيه شمال – شرقي سوريا وعلى مدى عامين من جفاف، ولم تفعل الحكومة الكثير لتخفيف معاناة الناس، وهو ما دفع الملايين منهم لترك مناطقهم في الريف والتدفق على المدن حيث أقاموا حولها سياجا من مدن الصفيح أو الأحياء العشوائية.

وتحولت هذه إلى معاقل دعم شديد للمعارضة المسلحة والتي دمرها اليوم القصف الذي يقوم به الطيران السوري.

ويضرب الكاتب مثلا على الفساد في العراق والآثار الكارثية التي تنتج عن الإلتزام بالسوق الحرة في بلدان لا يطبق فيها حكم القانون.

فبعد سقوط مدينة الموصل بيد «تنظيم الدولة» في حزيران/يونيو 2014 سأل الكاتب جنرالا عراقيا متقاعدا عن سبب انهيار الجيش العراقي المدرب أمريكيا أمام قوة صغيرة، فكانت إجابته «الفساد، الفساد، الفساد» ولام العقيد الأمريكيين على الطريقة التي شكلوا بها الجيش العراقي «الجديد» في مرحلة ما بعد صدام حسين.

فقد شجع الأمريكيون الفساد بطريقة غير مباشرة، عندما تركوا أمر توفير المواد الغذائية والإمدادات الأخرى لشركات المتعهدين الخاصة.

فقد أصبح من مصلحة أي عقيد مكلف بإطعام 600 جندي أن يخفض العدد إلى 150 ويضع تكاليف إطعام وشراء ملابس البقية وهم 450 في جيبه.

ومن هنا انتشرت في داخل وحدات الجيش ظاهرة الجنود الوهميين واعترفت الحكومة العراقية بوجود 50.000 جندي وهمي، إلا أن العدد من المحتمل أن يكون أكبر.

وفي النهاية لم تؤد العولمة واقتصاد السوق الحر وانهيار الأنظمة القومية إلا ولادة أشكال من الحركات المتطرفة على شكل «تنظيم الدولة» ومعها ظهرت أزمة اللاجئين.

 

قيادي منشق عن تنظيم «الدولة» يتقاضى ألف دولار في الساعة للقاء الصحافيين

ياسين رائد الحلبي

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: تتسابق وسائل الإعلام الأجنبية والعربية لأي سبق صحافي عن «تنظيم الدولة»، والذي استطاع خلال الفترة القصيرة ان يكون من أقوى التنظيمات عالميا، وان يشـغل وسـائل الإعلام المرئية والمسـموعة، وهذا أدى إلى استغلال بعض الجهات لوسائل الإعلام لإعطاء أي معلومات تفصيلية أو سرية عن «تنظيم الدولة».

ويقول أحد المترجمين في تصريح خاص مع «القدس العربي»: لقد طلب منا كادر صحافي أجنبي بأن نؤمن لهم لقاء مع عنصر أو قائد عسكري منشق عن التنظيم، وذلك لإجراء لقاء صحافي وأخذ معلومات كمواد إعلامية دسمة، وبالفعل قمنا في مدينة أنطاكيا التركية بالتواصل مع أحد الأشخاص ممن كان لهم نفوذ في بعض مناطق سيطرة «تنظيم الدولة» في سوريا.

ويتابع المترجم: لقد تم تأمين حساب سكايب للتواصل مع ذلك الشخص، وتم الاتفاق على يوم معين لأن نتلقى اتصالا من الشخص ذاته لتحديد المكان، وذلك ضمن أمنيات يتبعها ذلك الشخص للحذر من وقوعه بأي فخ أمني.

وأضاف المترجم أنـه: تم اللـقاء مع الأمـير في «تنظيم الدولة» والمنشـق عـنه، وقبل البدء باللقاء الصحافي معه، طلب ذلك الشخص مبلغ ألف دولار للساعة الواحدة كشـرط لـبدء اللقـاء، ومن ثم اخذ المبلغ مقدما عن الساعة التي سيدور بها النقاش عن أسرار وخفايا التنظيم والمعلومات التي يبحث عنا الكادر الصحافي، وعند الانتهاء كان قد مضى ساعة ونصف فطلب 500 دولار عن نصف السـاعة الـزائدة.

ووصف المترجم اللقاء بين الصحافيين والأمير المنشق عن «تنظيم الدولة» بـ «الصريح»، حيث قام بإعطاء الكادر الصحافي كل ما يلزم من معلومات وأدلة، حـتى أنه أبدى استعداده لإعطائهم صورا ومقاطع فيديو كانت في جهازه صورها أثناء عمله كقيادي عسكري في «تنظيم الدولة»، ولـكن اشـترط أن تكون مقابل مبالغ مالية عاليـة، ولكن في وقتها رفض الكـادر الصـحافي واكتـفى بالمعـلومات.

وأشار المترجم إلى أن بعض القيادات المنشقة عن التنظيم قد تكون أجنبية، وهذا ما يتطلب دفع مبالغ مالية طائلة للجلوس والحديث عن «تنظيم الدولة»، ولكن لحسن حظ الكادر الأجنبي في حينها ان الأمير المنشق كان سوريا.

ويقول أحد الناشطين أن اللقاء الصحافي مع عناصر وقيادات منشقة عن «تنظيم الدولة» أصبح مصدر رزق لهؤلاء، حتى أن بعض ممن يفكر بالانشقاق عن التنظيم يحرص أن يكون لديه أكبر قدر ممكن من الصور والفيديوهات وذلك للاستفادة منها وبيعها لوسائل الإعلام.

وأضاف الناشط: في إحدى المرات أخذنا مقطع فيديو مصورا بعدسة موبايل لصحافي أجنبي كان أسيرا لدى التنظيم، وكان المقطع للحظة إلقاء القبض عليه من قبل «تنظيم الدولة»، لكن أحد عناصر التنظيم رفض تسليم المقطع حتى يتم دفع مبلغ عشرة آلاف دولار ثمنا لهذا المقطع.

ويتابع الناشط: والذي حضر كوسيط بين الكادر الصحافي الأجنبي وأحد العناصر المنشقة عن التنظيم بأن الكادر دفع مبلغ عشرة آلاف دولار مقابل مقطع الفيديو من دون أي تردد، وهذا ما وصفه العنصر المنشق عن التنظيم بأن المبلغ لم يكن كبيرا وتمت مراعاتهم مع وسائل إعلامية أخرى على حد قوله.

هذا ويعـتبر «تنظيم الدولة» من التـنظيمات التي تهمل التواصـل مع الوسائل الإعلامية العـالمية، و ترفض إعطـاء أي تصريحـات أو معـلومات عن التنظيم، وهذا ما جعله التنظيم الأكثر غموضا من حيث التركيبة العسكرية والعمل الميداني ما جلب اهتمام وسائل الإعلام العالمية نحو التنظيم.

 

أهالي إحدى القرى قرب اللاذقية يطالبون بالتفاوض مع «جيش الفتح»

أليمار لاذقاني

اللاذقية ـ «القدس العربي»: بعد سيطرة «جيش الفتح» على مطار أبو الظهور العسكري وأسره للكثير من جنود الأسد، انتشرت الفيديوهات للجنود الأسرى، ومن أكثر المتعقبين لهذه الفيديوهات هم أهالي الجنود حيث يمنون النفس ببقاء أبنائهم أحياء، ومن بينهم سكان القرية القريبة من مدينة اللاذقية والتي فقدت اثنين من أبنائها في مطار أبو الظهور العسكري، وفي لقاء لـ»القدس العربي» مع ذوي الجنديين وبعض وجهاء القرية شرحوا بالتفصيل مواجعهم ومطالبهم.

(قاسم.ح.) ابن عم الجنديين يقول: «منذ أن تمت السيطرة على المطار كان هاجس الجميع هنا معرفة مصير الجنديين، ورحنا نتابع عن كثب النشرات الإخبارية، والصحف، والفيديوهات على الإنترنت، وجميع المواقع التي تعنى بنقل الأخبار إلى أن شاهدناهما في فيديو لجيش الفتح وهما أسيران لديه، كان منظرا مؤلما من جهة، ومفرحا من جهة أنهما ما زالا على قيد الحياة، وهناك أمل بعودتهما، لكن هذا الأمل لن يتحقق إذا ما تركنا الأمر للنظام، فالجندي عنده رخيص، ونعرف جيدا أنه لا يفاوض من أجل جنوده، إذ أنه سيعتبرهم مفقودين لأجل غير مسمى».

ويضيف: «حاولنا كثيرا أن نفتح قنوات مع جيش الفتح من خلال معارضين يقيمون في الخارج، لكن الأمر ما زال صعبا، وما نحاول فعله الآن أن نقوم بحركة تظهر للإعلام وتجعل ملف هؤلاء الجنود تحت الضوء».

وعن الخطوات التي قاموا بها يجيب (فادي.ح) الذي يعمل كمدرس في مدرسة القرية: «نحاول أن يكون الأمر على مستوى القرية، وأن نشرك فيه جميع الفعاليات حتى لو كانت تعارض مثل هذه النشاطات التي تتجاوز هيبة الدولة، وجميعها يتبع لحزب البعث الذي يسعى بكل جهده لمزيد من تطويع الناس في هذه الحرب، ويحض على السكوت والتسليم بالأمر الواقع، إلا أن أشخاصا منهم قد اقتنعوا فعلا، ونحن على وشك القيام بما يشبه التظاهرة للمطالبة بالتفاوض للإفراج عنهم».

إلى جانب هذا توقع الناشط (ج.م) أن يقوم النظام بإحباط هذه التظاهرة بشتى أنواع الترهيب ويتوقع حدوث اعتقالات في هذه القرية على خلفية هذا النشاط، إلا أن تضامن أهل القرية مع ذوي المخطوفين قد يخلق حالة من التوازن، فقد تكون مثل هذه الخطوة عاملا حاسما في إثارة هذه القضية وإحراج النظام بها، سيما أنه فاوض «جيش الفتح» في الآونة الأخيرة من أجل القريتين الشيعيتين في إدلب، وفاوض قبلها من أجل رهائن إيرانيين، فهل تدفعه مثل هذه التحركات للتفاوض من أجل جنوده؟.

 

بوتين يطمئن نتنياهو: الأسد لن يفتح “جبهة ثانية” بالجولان

موسكو ــ العربي الجديد

طمأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن النظام السوري لن يفتح “جبهة ثانية” في الجولان.

وأكد بوتين لنتنياهو، الذي يزور روسيا، اليوم الإثنين، أن “موسكو تدرك حجم مسؤوليتها عن أعمالها في الشرق الأوسط، ونحن ندرك أن حالة الجيش السوري وسورية بشكل عام لا تسمح اليوم بفتح جبهة ثانية، بل هم يسعون لإنقاذ دولتهم”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في وقت سابق من اللقاء: “خلال سنوات، وبصفة خاصة الأشهر الأخيرة، كما تعلمون، تقوم إيران وسورية بتسليح منظمة “حزب الله” الإسلامية الراديكالية الإرهابية بأسلحة حديثة موجهة ضد مواطنينا. استخدمت آلاف الصواريخ ضد سكان إسرائيل خلال السنوات الماضية”.

وأضاف أن “إيران تسعى مدعومة من الجيش السوري، لإقامة جبهة إرهابية ثانية ضدنا في مرتفعات الجولان”، موضحاً أن “سياسة إسرائيل ترمي إلى القيام بكل شيء ممكن لمنع تزويد حزب الله بالسلاح”.

ويقوم نتنياهو بزيارة إلى موسكو برفقة وفد أمني رفيع بالتزامن مع زيادة التحركات العسكرية الروسية في سورية وتنامي الدور الروسي في النزاع المسلح في هذا البلد.

وأكد نتنياهو أن زيارته جاءت بسبب تدهور الوضع الأمني على الحدود الشمالية لإسرائيل.

 

“الغارديان”: ارتفاع الفارين من “داعش” يكسر صورة التنظيم “المتماسك”

العربي الجديد

دعا “المركز البريطاني للتطرف والعنف السياسي”، الدول الأوروبية إلى تشجيع مقاتلي الدولة الإسلامية على التخلص من التنظيم، عبر سن مجموعة من الإجراءات تحميهم من بطشه.

ونقلت جريدة “الغارديان” البريطانية، أهم خلاصات وتوصيات تقرير المركز البريطاني، الذي طالب مشرّعي القوانين في الدول الأوروبية بالتخلص من الأحكام “غير المحفزة” لمقاتلي داعش، على مغادرة التنظيم، وحثهم على الحديث علانية عن تجاربهم، والفظائع التي يرتكبها بحق المدنيين.

ولفت التقرير إلى أن “حالات الفرار من داعش في تزايد مستمر خلال الأشهر الماضية من العام الحالي، وهو أمر كاف لتكسير صورة التنظيم، الذي يقدم نفسه على أنه تنظيم متماسك وجميع أفراده ملتزمون بالسمع والطاعة”، مشيراً إلى أن “أكثر من 60 بالمائة من حالات الفرار تمت خلال هذه السنة”.

وذهب المركز في توصياته إلى حد مطالبة الدول الأوروبية بتشجيع المقاتلين، خصوصاً المنحدرين من دول أوروبية، على مغادرة العراق وسورية، وتوفير الحماية الأمنية لهم.

لكنه نبّه، في الوقت ذاته، إلى أن ذلك لا يعني منحهم عفوا قضائيا عن الانضمام للتنظيم، وإنما “حمايتهم من انتقام داعش الذي دأب على تصفية كل من يحاول مغادرة صفوفه”.

وشرحت “الغارديان”، التي كانت سباقة في نشر مضامين الدراسة البريطانية، أن فكرة المركز ليست منح عفو قضائي عن العائدين من العراق وسورية، وإنما “منحهم فرصة للحديث أمام العموم عن تجاربهم داخل التنظيم، وتوفير الحماية لهم، مع إزالة جميع العوائق القانونية التي قد تمنعهم من الحديث بشكل علني”.

ونقلت الصحيفة عن بيتر نومان، وهو أحد الباحثين الذين أشرفوا على صياغة التقرير، قوله إنه من “الغريب أن نطلب من شخص تسليط الضوء على الوجه البشع لتنظيم الدولة الإسلامية  وفي المقابل نعاقبه على الأمر”، مشيراً إلى أن “عددا من الراغبين في الفرار من داعش يفكرون في طريقة التعامل التي سيجدونها في دولهم”.

وأضاف: “أعتقد أنه يجب أن نكف عن معاقبة الراغبين في الحديث عن تجربتهم المريرة مع التنظيم”.

ونفى الباحث البريطاني، أي سعي من قبله لاقتراح العفو عن المنظمين في “داعش”، موضحاً: “في نظري الالتحاق بالتنظيم أو التشجيع على ذلك، جريمة يجب المعاقبة عليها، هدفي يتمثل في أن تمنح الدولة بعض التخفيف للعائدين الذين يقدمون معلومات قيمة عن التنظيم”.

 

38 قتيلاً بقصف على حلب والرقة وانفجاران في الحسكة

حلب – الحسكة، أحمد حمزة – وفا مصطفى

قُتل38 مدنياً، اليوم الإثنين، بقصفٍ  نفذته قوات النظام السوري على حلب والرقة، في وقت وقع فيه انفجاران استهدفا حاجزين لوحدات “حماية الشعب الكردية” في مدينة رأس العين، شمال غرب مركز مدينة الحسكة.

 

ونقلت وكالة (فرانس برس) عن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبد الرحمن، قوله إن “18 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات بجروح نتيجة قصف لقوات النظام استهدف حي الشعار، الخاضع لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب”.

وأكد الناشط الإعلامي، منصور حسين، لـ”العربي الجديد”، أن “حي الشعار، استهدف بصاروخ أرض ــ أرض”، مضيفاً أن “القصف أدى لنشوب حرائق في المنازل والمحال التجارية نتيجة الهجوم”.

ونشر ناشطون على الإنترنت صوراً أولية للمكان المستهدف، حيث يظهر عشرات المدنيين في سوقٍ شعبية بحي الشعار، أثناء بحثهم عن مصابين عالقين تحت الأنقاض، فيما يقوم آخرون بإسعاف الجرحى وسحب جثث الضحايا.

في موازاة ذلك، سجل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) اختراقاً أمنياً كبيراً في مدينة رأس العين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وفجر سيارة مفخخة قرب حاجز صالة الأمين عند مدخل المدينة المحصنة بحواجز ونقاط عسكرية كثيرة، وفق ما أكد الناشط الإعلامي، أبو جاد الحسكاوي، لـ”العربي الجديد”.

وأضاف الناشط أن “الانفجار تبعه هجوم مماثل بمفخخة ثانية استهدفت حاجز مشرافة التابع للوحدات الكردية على طريق الحسكة رأس العين”، مؤكداً “سقوط عشرات القتلى والجرحى في الهجومين”.

وفي الرقة، سقط نحو 20 قتيلاً مدنياً جرّاء قصف طيران النظام السوريّ مدينة الرقة شمالي البلاد.

وقال الناشط الإعلامي،ّ عبد العزيز الحمزة، وهو أحد أعضاء حملة “الرقة تذبح بصمت”، لـ”العربي الجديد”، إنّ “طيران النظام الحربيّ شن اليوم سبع غارات، طالت مناطق متفرقة في مدينة الرقة، وأدت إلى مقتل أكثر من 20 مدنياً وإصابة عشرات آخرين بجروح”.

وتركّزت الغارات، وفق الحمزة، على مناطق دوّار القادسية (باسل سابقاً)، الرومانية، النعيم، مدرسة الزهراء في الثكنة، واستهدفت شاحنة لنقل المحروقات، في منطقة المشلب، والصالة السياحية لفندق الكرنك في حيّ الثكنة، كما أدت إلى تهدّم أربعة منازل بشكل كامل، في حيّ الرومانية.

إلى ذلك، وثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، 38199 غارة شنتها القوات الحربية والمروحية التابعة للنظام السوري خلال الأشهر الـ11 الماضية. وتضمنت الغارات سقوط 20245 برميلاً متفجراً فضلاً عن 17954 غارة صاروخية.

وأوضح المرصد، في تقريره، أن “البراميل المتفجرة والغارات استهدفت مئات المدن والبلدات والقرى والمدن السورية، من دير الزور شرقاً وصولاً إلى جبال اللاذقية في الغرب، ومن إدلب شمالاً وحتى درعا جنوباً”.

 

عبد اللهيان في موسكو لبحث الوضع في سورية

طهران – فرح الزمان شوقي

وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، إلى موسكو اليوم الإثنين، والتقى المبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، لبحث تطورات الأوضاع الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالأزمة السورية والمبادرة الإيرانية حولها.

 

وأعلنت وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن بوغدانوف وعبد اللهيان أكدا خلال اجتماعهما أن التطورات المتسارعة في المنطقة تستدعي تكثيف الحوار الإقليمي.

 

وقال بوغدانوف، إن “البلدين يعملان على إيجاد حلول منطقية لما يجري في سورية”، واصفاً الحوار الروسي ــ الإيراني بـ”القيم”، ومضيفا أنه “تم التوصل لبعض المقترحات السياسية الجيدة التي تستطيع أن تقلل من الصراع في المنطقة”.

عبد اللهيان، الذي ذكر قبل أيام أن المبادرة الإيرانية المعدلة والمتعلقة بسورية ستطبق خلال أيام بعد التشاور مع موسكو، قال خلال لقائه ببوغدانوف إن الحوار الروسي الإيراني فرصة لتعزيز الحوار الإقليمي الذي يجب عقده بشكل سريع، واصفاً حوارهما بـ”المفيد”.

 

وقال عبد اللهيان، إن واشنطن مستعدة الآن لفتح حوار مع موسكو، والتقارب مع الرؤية الإيرانية، وهذا بعدما طالبت في وقت سابق بألا يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءاً من أي معادلة تتعلق بالمستقبل السوري.

 

في سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، عن رئيس اللجنة الاستراتيجية للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، قوله إن “بعض القوى الدولية تتبع برنامجاً وخططاً معقدة لتغيير شكل المنطقة بما يتوافق ومصالحها”، معتبراً أن “منطقة غرب آسيا تشهد تحولاً كبيراً”.

 

ودعا خرازي للوقوف بوجه ما سماه “المؤامرات”، و”دعم محور المقاومة، وضمان مصلحة الأمن القومي الإيراني وحل مسائل المنطقة المعقدة”.

 

إلى ذلك، التقى أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني، بوزير الخارجية الهولندي بيرت كوندريس، الذي يزور العاصمة طهران.

 

وكرر شمخاني، التصريحات الإيرانية، حول أن عدم الاستقرار وتقدم “الإرهاب” هو نتيجة تدخل الغرب في شؤون المنطقة، قائلاً إنه “على الكل احترام استقلالية سورية والعراق”.

 

مقتل رسام كاريكاتير سوري تحت التعذيب

2015-09-21 | حماة ــ أمين محمد

أكد نشطاء سوريون نبأ مقتل الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير أكرم رسلان (41 عاماً) تحت التعذيب في سجون نظام الأسد.

وكان رسلان اعتُقل من مكان عمله في جريدة الجماهير التي تصدر في مدينة حماة (وسط سورية) بتاريخ 2012-10-2. ونقلت مصادر إعلامية معارضة عن أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثاً أن رسلان قتل قبل عامين ونصف تحت التعذيب، بعد تدهور حالته الصحية ونقله إلى أحد المشافي، قبل أن يقضي فيه. وعُرف رسلان المولود في بلدة صوران في محافظة حماة بمعارضته لنظام الأسد، وانحاز إلى الثورة منذ أيامها الأولى، موظفاً فنه لخدمتها.

رسم رسلان أكثر من 300 صورة كاريكاتيرية منتقدة للنظام، وتعامله الدموي مع السوريين في عدة مواقع وصحف عربية، ورفض الخروج من بلاده حتى اعتقل من قبل أجهزة النظام الأمنية.

وحرصت أجهزة النظام الأمنية منذ بدايات الثورة السورية، على إبعاد وتحييد المبدعين السوريين عنها من خلال الترهيب والترغيب، كي توحي للرأي العام العالمي أن للحراك الثوري السوري أبعاداً متطرفة، وأنه ليس حراكاً مدنياً سلمياً يسعى للتغيير، فقامت بتكسير أصابع الفنان العالمي علي فرزات في العام الأول للثورة، موجهة بذلك رسالتها إلى الفنانين السوريين كي يبقوا على الحياد، ولكنّ أكرم رسلان وعدداً كبيراً من الفنانين اختاروا الانحياز إلى ثورة الشعب، متحدين أجهزة القمع التي لم تتوان عن اعتقالهم، وقتلهم تحت التعذيب.

“داعش” يوثّق بالفيديو تهريب مقاتليه عبر تركيا

أصدر تنظيم “داعش” إصداراً مرئياً يُظهر علانية عمليات نقل وتهريب المقاتلين العرب والأجانب إلى سوريا والعراق عبر مطارات تركيا، وذلك للمرة الأولى التي يقوم بها التنظيم في مثل هذه الخطوة.

 

وفي ردّ على مشاهد تدافع آلاف المهاجرين السوريين هرباً إلى الحدود الأوروبية، جاء الإصدار “ويستبدل قوماً غيركم”، ليظهر فيه التنظيم مفاخراً بعمليات نقل المقاتلين عبر أحد المطارات التركية الدولية، والذي لا يبعد سوى أميال قليلة عن سوريا في مدينة هتاي، على ما ذكر موقع “العربية نت”.

 

وجاء في التسجيل المرئي، الذي بثه التنظيم مؤخراً عبر حسابه في “تويتر” قوله إنّ “كل الرحلات صورناها سرّاً، وهي تضم رجالاً من بلدان عديدة تنشط فيها تنظيمات جهادية”. وأشار التسجيل إلى تواجد اثنين من موريتانيا و 4 أشخاص من ليبيا يحملون حقائبهم وآخرون من مصر والسعودية ومن مدينة ليستر البريطانية.

 

ولم يكتف معد التقرير بالإشارة إلى بوابة العبور التركية، وإنما كشف أيضاً آلية عمل المهربين، وتلقف السياح القادمين من مختلف دول العالم لنقلهم عبر سماسرة التهريب إلى داخل الأراضي السورية استعداداً لفرزهم على الجماعات المقاتلة في داخل سوريا والعراق. كما جاء في التسجيل أن “معظم المسافرين يسرعون صوب سيارات تكون بانتظارهم، إلى جانب تواجد حشود من مختلف دول العالم، لتبدأ رحلتهم مع المهرب عبر طريق محاط بمنازل آمنة” إلى حين تسليم “المقاتلين” إلى الطرف السوري.

 

ويأتي هذا الإصدار الجديد بعد إعلان اسطنبول مؤخرا انضمامها لقوات التحالف لضرب التنظيم في كل من سوريا والعراق، رغم تحفظها لسنوات منذ بدء الأحداث في سوريا.

 

نتنياهو في موسكو:أسلحة الأسد قد تصل الى حزب الله

أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حلفاءه في دمشق لن يفتحوا “جبهة ثانية” ضد إسرائيل في جبهة الجولان. جاء ذلك خلال لقاء جمع الطرفين في موسكو، الاثنين، بعدما أعلن نتنياهو الأسبوع الماضي عن زيارة طارئة إلى روسيا لبحث الأزمة السورية، ومسألة دعم موسكو لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح، والتقارير عن القوات العسكرية التي أرسلتها روسيا إلى سوريا.

 

وقال بوتين “في ما يتعلق بسوريا، نحن نعلم وندرك أن الجيش السوري وسوريا عموما في حالة لا تسمح لها بفتح جبهة ثانية، إنها تسعى للحفاظ على دولتها”. وأكد لنتنياهو أن العلاقة بين روسيا وإسرائيل هي علاقة خاصة، وما تقوم به موسكو هو من منطلق “مسؤوليتها” تجاه منطقة الشرق الأوسط. وأضاف “العديد من المتحدرين من الاتحاد السوفيتي السابق يقيمون في دولة إسرائيل، وذلك يضفي طابعاً خاصاً للعلاقات بين دولتينا”.

 

من جهته، قال نتنياهو إن زيارته إلى موسكو جاءت بسبب التهديدات المتزايدة من الأراضي السورية على إسرائيل، إذ إن تزويد إيران، وروسيا، للنظام السوري بالأسلحة قد يشكل خطراً على إسرائيل، نظراً للتحالف القائم بين إيران والنظام السوري وحزب الله، ودعا بوتين إلى بذل مجهود حقيقي لمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله، كي لا يستخدمها “ضد مواطنينا”. وقال “إيران وسوريا تقومان بتزويد تنظيم حزب الله الإسلامي الإرهابي المتشدد بالأسلحة الحديثة التي توجه ضد بلادنا. والآلاف من الصواريخ استخدمت ضد سكان إسرائيل في السنوات الأخيرة”.

 

وكان ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد نشر الأربعاء الماضي بياناً صادراً عن نتنياهو أعلن فيه أنه “سيعرض التهديدات على إسرائيل كنتيجة لزيادة تدفق الأسلحة المتطورة إلى الساحة السورية، ووصول أسلحة فتاكة إلى حزب الله وتنظيمات إرهابية أخرى”.

 

هذا التحرك الإسرائيلي ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن تحادث نتنياهو مع بوتين في شهر أيار/مايو 2013 للموضوع نفسه، بعدما أثارت تصريحات وزير الدفاع موشيه يعالون على خلفية إعلان موسكو نيتها تزويد نظام الأسد بصواريخ “اس 300” غضباً روسياً، إذ اعتبرت موسكو في حينها أن يعالون يهدد روسيا بتصريحاته. وكان وزير الدفاع الاسرئيلي قد قال إن إسرائيل “تعلم ما عليها القيام به”، إذا نفّذت روسيا وعودها لدمشق وسلمتها أنظمة دفاع جوي. واعلن حينها أن “تسليم الصواريخ لم يتم، وآمل ألا يتم. لكن إذا وصلت للأسف إلى سوريا فسنعرف ما علينا القيام به”.

 

نتنياهو لم ينجح في إقناع بوتين آنذاك بعدم تسليم الأسلحة إلى دمشق، وهذه الزيارة “الطارئة” تبدو استكمالاً للتحركات الإسرائيلية السابقة، إذ لم تتمكن روسيا من طمأنة حليفها الإسرائيلي، على الرغم من أن وزير الخارجية الروسية أعلن مراراً خلال العامين الماضيين أن تزويد دمشق بهذه الأسلحة “ليس خرقا لأي حظر دولي”، وأن العملية هي مجرد تمكين النظام السوري من الدفاع “ضد الغارات الجوية”، عندما كانت “سيناريو محتمل تماماً” بحسب لافروف.

 

يشار إلى أن المخاوف الإسرائيلية قد عبّر عنها وزير الاستخبارات والعلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينيتز، الذي قال عند الإعلان الأول عن نية موسكو القيام بتسليم أسلحة متطورة إلى حكومة الأسد في العام 2013، إنه “لا يمكننا فهم موقف روسيا في هذه القضية التي تضر بالمنطقة بكاملها. وأسباب تسليم موسكو لمثل هذه الأسلحة إلى سوريا ليست واضحة”. واعتبر أن “هذه الصواريخ ليست فقط دفاعية، بل لها مدى يبلغ 300 كيلومتر، وبإمكانها استهداف طائرات مدنية وعسكرية فوق بن غوريون”، كما أنها بمثابة تشجيع “لنظام بشار الأسد الوحشي الذي يرتكب فظائع ويجب التنديد بعملية التسليم هذه”.

 

درعا: نحو إعادة هيكلة “الجبهة الجنوبية

في ظل غياب قيادة موحدة، وهشاشة القيادة الحالية لـ”الجبهة الجنوبية”، يسعى بعض القادة العسكريين المُنشقين من ذوي الرتب العالية في المعارضة المسلحة، إلى تشكيل قيادة عسكرية موحدة أو ما يشبه نواة لمؤسسة عسكرية تضم في صفوفها جميع تشكيلات “الجبهة الجنوبية” العاملة في محافظتي درعا والقنيطرة.

 

ويأتي ذلك، من أجل تفادي الأخطاء السابقة، وخصوصاً بعد فشل السيطرة على مدينة درعا في معركة “عاصفة الجنوب”، والتي تسببت بالكثير من الانتقادات اللاذعة لقيادة “الجبهة الجنوبية” الحالية.

 

العميد الركن غازي العبود، وفي بيان مقتضب، موجّه إلى جميع قادة “الجبهة الجنوبية” من عسكريين ومدنيين، دعا إلى الاجتماع للوصول إلى صيغة توحيد الجيش الحر تحت قيادة واحدة.

 

والعميد غازي العبود، من بلدة نعيمة في ريف درعا الشرقي، وانشق عن قوات النظام منذ بداية الثورة السورية، وانضم إلى المعارضة المسلحة، وهو أحد قادة غرفة العمليات في درعا.

 

العميد العبود قال لـ”المدن”، إن الاجتماع لم يبدأ بعد، وهو بانتظار موافقة الجميع، ومن أهم بنوده الاتفاق على صيغة معينة لتوحيد الجيش الحر تحت قيادة موحدة وتشكيل مؤسسة عسكرية تضمن وحدة صفوف المعارضة.

 

وأضاف العبود، أنه يترتب على المعارضة المسلحة إيجاد خطة عمل لتحرير مدينة درعا، وخطة عمل لما بعد التحرير، كما تحتاج إلى خطة أمنية لكافة مناطق حوران، ومخطط لدخول العاصمة دمشق.

 

ويبدو أن تشكيلات “الجبهة الجنوبية” تسير نحو المجهول من دون تخطيط أو قيادة موحدة، وجميع عملياتها حتى الآن هي وليدة اللحظة، من دون تخطيط أو حتى رصد مُسبق.

 

المقدم في الجيش الحر محمد الحوراني، قال لـ”المدن”، إن ضعف “الجبهة الجنوبية” هو بسبب غياب الخبرة والقيادة. كما أن عدداً كبيراً من القادة العسكريين والضباط المنشقين تم اقصاؤهم وابعادهم عن العمل، والاستعاضة عنهم بالـ”قيادات الثورية”، التي هي في أغلب الأحوال غير منضبطة، ولا تلتزم بالتعليمات الموكلة إليها من قيادتها بشكل دقيق.

 

وتابع الحواني قائلاً إن تراجع عمليات “الجبهة الجنوبية” حالياً هو نتيجة لغياب ذوي الاختصاص عن مراكز القيادة، بشكل مباشر. وقد اثبت ذلك فشل عدد من المعارك في الفترة الأخيرة. كما أن عمل “الجبهة الجنوبية” يلقى الكثير من الاعتراض، في ظل غياب استقلال القرار القيادي، في ظل وجود إرادات دولية وإقليمية.

 

وأشاد الحوراني بطلب العميد غازي العبود لمثل هذا الاجتماع، قائلاً: “يجب الاجتماع، ووضع النقاط على الحروف، فالجميع الآن غير مدرك للأخطار المحدقة بالجبهة الجنوبية من قبل النظام وحلفائه. على الجميع التخلي عن المطامع الشخصية في القيادة وحب السلطة لصالح الثورة ومصلحة الشعب. كما يجب وضع كل شخص بحسب اختصاصه، وفي المكان المناسب مع مراعاة الرتب العسكرية للوصول إلى جيش حقيقي يكون قادراً على الاستمرار في القتال وقيادة المعارك وإدارة المناطق المحررة”.

 

في السياق، أفاد مصدر مطلع لـ”المدن”، ان خبر توقف الدعم العسكري للمعارضة المسلحة من قبل غرفة “الموك” التي تشرف عليها بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، غير صحيح، ولا يزال الدعم مستمراً رغم وجود توتر في بعض العلاقات مع مكوناتها العسكرية.

 

وأضاف المصدر: “نحن نعتبر (غرفة الموك) حليفاً غير جديّ في عملية اسقاط نظام الأسد. فهم يريدوننا أن نمارس ضغوطاً على النظام فقط، ونحن بدورنا غير ملزمين بتنفيذ ما يطلب منا إلا في ما يصب في مصلحة الثورة والشعب السوري، وهو ما يزيد التوتر في كثير من الأحيان”.

 

مقاتلو المعارضة المدربة أميركياً تمركزوا في ريف حلب الشمالي

دخلت دفعة جديدة من مقاتلي المعارضة الذين دربتهم الولايات المتحدة الأميركية، إلى الأراضي السورية، ليلة السبت، قادمين من الأراضي التركية، عبر معبر باب السلامة الحدودي شمالي حلب. ويقدر عدد هذه القوات بأكثر من 70 مقاتلاً، مجهزين بعتاد ثقيل ومتوسط، بالإضافة إلى عشرين سيارة رباعية الدفع، مزودة بأسلحة رشاشة أميركية الصنع من عيار 12.5.

 

سبق لهذه القوات أن حاولت الدخول، ليلة الجمعة، لكنها تعرضت لانتقاد شديد من قبل إدارة معبر باب السلامة، التي أجبرت أفرادها على العودة إلى الأراضي التركية، بعدما اكتشفت معهم وجود مجموعة رايات تمثل “العلم السوري” الخاص بالنظام، على خلفية تفتيش حقائب السيارات المرافقة للمقاتلين.

 

ما جرى كان مفاجأة لم يتقبلها الجميع، ولم يجدوا لها أي تفسير، في ظل النفي المطلق من قبل المتدربين الجدد، الذين أكدوا أن لا علم لهم بوجود هذه الرايات في حقائب السيارات التي سلمت لهم في مدينة كيليس التركية القريبة من معبر باب السلامة، من الطرف التركي.

 

بعد 24 ساعة، تم التوصل لاتفاق عاد بموجبه المقاتلون، وعبروا باتجاه الأراضي السورية، وتمركزوا بالقرب من الحدود السورية التركية، ليتجهزوا لمعركة مرتقبة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” التي دربوا لقتالها، من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. وسبق أن أدخلت مجموعة أخرى، في وقت سابق، مكونة من 54 مقاتلاً من ملاك “الفرقة 30” للغرض ذاته.

 

المتدربون الجدد، ينتمون لفصائل أبرزها؛ “لواء المعتصم” و”ثوار الأتارب”، بقيادة الرائد أنس إبراهيم الملقب بأبي زيد، وهو أحد الضباط المنشقين، وكان مسؤولاً عسكرياً عن المدينة الصناعية بحلب، التي سيطرت عليها قوات النظام منتصف العام الماضي، وكانت بداية لتقدم كبير لصالح قوات النظام شمالي حلب، بحيث وصلت طلائعها إلى مشارف بلدتي نبل والزهراء، مقتربة من حصار حلب المدينة.

 

حينها، دار جدل واسع في صفوف المعارضة، التي حملت الرائد أبو زيد، مسؤولية خسارة المعارضة للمدينة الصناعية التي كانت معقلاً مهماً بالنسبة لها من الناحيتين العسكرية والاقتصادية. وبعد تلك الموجة الغاضبة من الانتقادات والانتكاسات التي عاشتها المعارضة في حلب، غاب الرجل ليعود من جديد على رأس مجموعة مقاتلة مدربة من قبل التحالف الدولي، وهو الأمر الذي لم تجد له المعارضة تفسيراً أيضاً.

 

قائد كتائب “الدعوة والجهاد” أبو العباس، أكد لـ”المدن” أن عدداً من المقاتلين المدربين في تركيا، قد دخلوا فعلاً الأراضي السورية، وهم ينتمون لـ”لواء المعتصم”، بالإضافة إلى مجموعة تابعة لكتائب “ثوار الأتارب”. والمهمة الرئيسية لهذه القوات هي مقاتلة تنظيم “الدولة” في ريف حلب الشمالي. وأضاف أبو العباس، أن ما جرى في معبر باب السلامة الحدودي، هو “من صنع أيادٍ خفية تريد فتنة بين فصائل المعارضة في حلب، وقد تم حلّ الإشكال بشكل كامل”.

 

وأشار أبو العباس، إلى أن مجموعة من هؤلاء المتدربين الجدد التابعين له، والذين تدربوا باسم “لواء المعتصم” قد دخلوا فعلاً مدينة مارع بريف حلب الشمالي، مع عتادهم العسكري المتنوع، باعتبار المدينة خط القتال الرئيسي ضد التنظيم، وأبرز المعاقل التابعة للمعارضة في مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها التنظيم على ريف حلب الشمالي.

 

من جانبه، أكد القائد العسكري لـ”الجبهة الشامية” المقدم أبو رياض حمادين، لـ”المدن”، أن الدفعة الثانية من المقاتلين المدربين من قبل التحالف الدولي، قد دخلت فعلاً الأراضي السورية، لقتال تنظيم “الدولة” بعدما خضعوا للدورات التدريبية التي خضعت لها “الفرقة 30″. ونفى المقدم أبو رياض، أن يكون لـ”الجبهة الشامية” أي علاقة بالمتدربين الجدد.

 

ميدانياً، لا تزال جبهات المعارضة في ريف حلب الشمالي من دون تغيير يذكر منذ بداية الشهر الحالي، حيث فشلت أكثر من محاولة تقدم للمعارضة في بلدات حربل وتلالين القريبتين من مارع، على الرغم من استهداف طيران التحالف الدولي لخطوط القتال الأولى لتنظيم “الدولة” ولو بشكل غير مركز. وكانت آخر عمليات المعارضة، السبت، عبر تفجير سيارة مفخخة مُسيّرة عن بعد، تم تفجيرها في قلب بلدة حربل، تبعها هجوم مكثف للسيطرة على البلدة، كان مصيره الفشل بعدما تصدى له مقاتلو التنظيم.

 

وفي السياق، لم تلتحق قوات “الفرقة 30″، المندرجة في خطة التدريب الأميركية، حتى الآن، بجبهات القتال ضد تنظيم “الدولة” بشكل جدي. وذلك على الرغم من كل البيانات والتصريحات التي أكدت وجود الفرقة على خطوط القتال، بكامل جهوزيتها. هذه التصريحات نفاها قادة ميدانيون نفياً قاطعاً، مؤكدين على أن المعارك ضد التنظيم تقع في معظمها على عاتق فصائل المعارضة المنضمة في غرفة عمليات “فتح حلب”.

 

ولا تزال أسباب تأخر “الفرقة 30” عن الالتحاق بجبهات القتال ضد تنظيم “الدولة” مجهولة على الرغم من كل التسهيلات التي قدمتها المعارضة والضمانات لمقاتليها بسلامتهم ضد أي خطر يتهددهم.

 

ريف حلب الشمالي: النزوح المعاكس بعد تقدم “داعش

خالد الخطيب

بعدما كان قبلة للاجئين السوريين من مختلف المناطق المشتعلة في حلب وريفها، أضحى ريف حلب الشمالي طارداً لسكانه الأصليين والوافدين إليه. فالمدن والبلدات التي تقع على تماس مباشر مع تنظيم “الدولة” هرب سكانها، بعدما شنّ التنظيم حرباً عنيفة للسيطرة على شمال حلب، بداية حزيران/يونيو، ولا يزال.

تقدّمُ التنظيم كان على ثلاث مراحل، تمكن خلالها من السيطرة على بلدات ومواقع على طول خطوط الجبهة الممتدة من شمال المدينة الصناعية وحتى الحدود التركية، ما تسبب بموجات نزوح متتالية لألاف المدنيين من تلك البلدات والقرى التي خسرتها المعارضة أمام تغلغل التنظيم المستمر في قلب مناطق سيطرتها. موجة النزوح الأخيرة كانت أعنفها على الإطلاق، حيث تجاوزت أعداد النازحين 100 ألف على مراحل، أي ما يقارب العشرة ألاف عائلة.

في المرحلة الأولى تسبب تقدُّم تنظيم “الدولة” وسيطرته على بلدات صوران والضاهرية والبل وعدد من المزارع والقرى الصغيرة، بتهجير ما لا يقل عن 20 ألف مدني. بينما كانت المرحلة الثانية التي تقدم خلالها التنظيم ليسيطر على بلدات أم حوش وأم القرى والوحشية وغرناطة وعدد من المزارع والتجمعات السكانية الصغيرة، أكثر شدة، حيث هجر أكثر من 25 ألفاً من سكان هذه البلدات. موجة النزوح الأعنف كانت على خلفية سيطرة التنظيم على بلدتي حربل وتلالين، اللتين تشكلان طوقاً جغرافياً بالنسبة لمدينة مارع من الشمال والجنوب، والتي كانت مسرحاً لأعنف المعارك بين قوات المعارضة وتنظيم “الدولة” الذي فشل في إحكام سيطرته عليها بعد ثلاث محاولات فاشلة، على الرغم من قصفه المدينة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة بما فيها المحملة بالغازات السامة، التي كانت كافية لجعل المدينة خالية من سكانها، بشكل كامل.

بلغ عدد النازحين الجدد، بعدما سيطر التنظيم على البلدات المحيطة بمارع، وأوشك على حصارها بشكل كلي، قرابة الـ70 ألفاً. آلاف العائلات أضحت في العراء، في البساتين وتحت ظلال الأشجار المنتشرة في الهضاب الممتدة بين مدن وبلدات أعزاز وتل رفعت وجبرين ومنغ، وحول المخيمات الحدودية في أكدة وشمارين والسلامة، دون أي خدمات تذكر. بينما حالف الحظ آلاف العائلات الأخرى  بعدما وجدت مأوى لها في حريتان وعندان ودير جمال وتل رفعت وأعزاز، التي استقبلت أعداداً كبيرة منهم في المدارس والمقرات الخدمية العامة.

وعلى الرغم من وجود ستة مخيمات للاجئين السوريين بالقرب من الحدود التركية السورية، إلا أنها لم تستطع استقبال النازحين الجدد، بسبب اكتظاظها الشديد بالنازحين القدامى الذين فروا من براميل النظام المتفجرة منتصف العام الماضي.

عضو “المجلس المحلي” في مارع سامي العلي، قال لـ”المدن”، إن ريف حلب الشمالي يعاني أزمة إنسانية بالفعل، بعدما هجرت أكثر من 10 ألاف عائلة، بسبب الحرب التي يشنها تنظيم “الدولة”، مؤكداً على استمرار المعاناة لعدم توفر الدعم المطلوب وإغلاق الحدود التركية في وجه الراغبين بالهجرة.

وأضاف العلي، أن اللاجئين الجدد الذين فروا من جحيم التنظيم، خرجوا بثيابهم فقط، لا يملكون أياً من مقومات الحياة، وهم بحاجة كل شيئ، وما يُقدم لهم إلى الآن، هو دون حجم المشكلة التي يعيشها آلاف المدنيين بين البساتين في مخيمات مؤقتة.

مسؤول العلاقات والتنسيق في محافظة حلب الحرة عبدالغني شوبك، أكد لـ”المدن”، أن مجلس المحافظة عمل على توفير نسبة كبيرة من الاحتياجات الضرورية والملحة للاجئين، وفق الإمكانات المتواضعة التي يستطيع تقديمها أمام هذه الكارثة الإنسانية. وأشار شوبك إلى أن المجالس المحلية التابعة لمجلس المحافظة استجابت بكل قدراتها وامكاناتها للتخفيف من معاناة اللاجئين، وتمّ إسكان أكثر من 2000 عائلة بعدما تم تأمينهم في بيوت غير مأهولة تركها أصحابها في وقت سابق.

لا تزال الأزمة مستمرة على الرغم من الجهود المبذولة من قبل المجالس المحلية ومجلس محافظة حلب الحرة، في ظل غياب شبه كامل للمنظمات والجمعيات الإغاثية والإنسانية المحسوبة على المعارضة، وفي مقدمتها الحكومة السورية المؤقتة التي لم تفعل شيئاً أمام هذه المعاناة.

كما ساهم ارتفاع الأسعار بشكل خيالي للسلع والمواد الاستهلاكية الضرورية، في معاناة اللاجئين، علماً أن نسبة 80 في المئة منهم، من الفقراء أو ممن يعيشون تحت خط الفقر. كما كانت أزمة اللجوء فرصة لكثير من الانتهازيين الذين رفعوا أسعار كل شيئ، من أبسط الاحتياجات اليومية وصولاً إلى إيجارات البيوت، التي وصلت في أعزاز إلى 150 دولاراً للبيت الواحد (الدولار 325 ليرة سورية).

مدير مكتب الإغاثة في محافظة حلب الحرة عارف شريفة، أشار إلى أن التجاوب من قبل المنظمات والجمعيات هو دون المستوى المطلوب، وأكد بأن ما قُدِّم حتى الآن لا يغطي ربع الاحتياجات المطلوبة. وأضاف شريفة لـ”المدن” أن المحافظة أعلنت في ختام اجتماع طارئ لبحث الأزمة الإنسانية التي يعيشها آلاف المدنيين، عن أن ريف حلب الشمالي منطقة منكوبة، وعلى كل المؤسسات والمنظمات أن تضطلع بدورها في رفع المعاناة.

ويسود تخوّف كبير من أن تتفاقم أزمة اللاجئين بريف حلب الشمالي، إذا ما واصل تنظيم “الدولة” تقدمه، مسيطراً على المزيد من المدن والبلدات المحررة، وهو ما يمكن أن يتسبب بزيادة حجم الكارثة التي لا تزال عالقة حتى الآن، في ظل تقصير المنظمات والمؤسسات المحسوبة على المعارضة في معالجتها.

 

مسؤول لبناني: السعودية عطلت مفاوضات الزبداني

كشف مسؤول حكومي لبناني مقرب من «حزب الله» أن السعودية عطلت عملية تبادل بين الجرحى والمسلحين المتبقين في الزبداني، والسكان السوريين المدنيين المحاصرين في قريتي الفوعة وكفريا في منطقة إدلب شمال سوريا وقرب الحدود مع تركيا.

 

وبحسب موقع «المونيتور» الأمريكي، أضاف المسؤول أن «المسلحون الذين لا يزالون يقاومون داخل أحياء البلدة (الزبداني) وأزقتها، لا يفوق عددهم 400 مسلح، وهم باتوا منهكين وسط الحصار الذي يضربه حولهم حزب الله والجيش السوري، كما يوجد نحو 350 جريحا منهم، يقيمون معهم في البلدة المحاصرة، من دون علاج جدي ولا قدرة فعلية على تأمين أي دواء أو مستشفى لهم».

 

وتابع أن هذا الواقع هو ما دفع إلى «محاولة بين الطرفين المتصارعين، لإجراء عملية تبادل بين الجرحى والمسلحين المتبقين في الزبداني، والسكان السوريين المدنيين المحاصرين في قريتي الفوعة وكفريا (شيعة) في منطقة إدلب شمال سوريا وقرب الحدود مع تركيا».

 

وكشف المسؤول الذي كان معنيا بمحاولة المبادلة تلك، أن «أكثر من جهة لبنانية وسورية وعربية حاولت التعاون لإنجاحها، علما أنها بدأت متعثرة، نتيجة رفع جبهة النصرة سقفها التفاوضيّ بداية، وإعلانها أنّها تريد مقايضة مدنيّي القريتين بعدد مطابق لهم من الموقوفين في السجون السوريّة، أيّ أنّها بدأت تفاوضها بالمطالبة بإطلاق 40 ألف معتقل مقابل 40 ألف مدنيّ محاصر في كفريا والفوعة».

 

غير أنه، وفق المسؤول ذاته، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي، مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري، «يقضي بخروج السكّان المدنيّين من الفوعة وكفريا، مقابل تأمين طرق انسحاب نحو 400 مسلّح من جبهة النصرة ومعهم نحو 350 جريحا آخر من المسلّحين من بلدة الزبداني، إضافة إلى إطلاق سراح 500 موقوف من السجون السوريّة».

 

ولفت المسؤول اللبناني إلى أن «لديه معلومات تشير إلى أنّ تجميد الاتفاق جاء نتيجة إيعاز من قبل بعض المسؤولين السعوديّين، بذلك، وأنّ معطيات سربها بعض مقاتلي جبهة النصرة إلى الوسطاء المفاوضين على صفقة التبادل، ألمحت إلى أن البعض في الرياض طلب من قيادة جبهة النصرة عدم إنجاز هذه الصفقة قبل زيارة الملك سلمان بن عبد العزبز إلى واشنطن، وترك الأمور معلّقة حتى ما بعد حصول تلك الزيارة وجلاء نتائجها وآفاق ما بعدها على أكثر من صعيد وعلى أكثر من ساحة، خصوصا على الساحة السورية».

 

وفي سياق متصل، قالت مصادر من داخل المعارضة السورية المسلحة لـ«الجزيرة نت»، إن المفاوضات ما زالت مستمرة بين وفد حركة «أحرار الشام» والوفد الإيراني الممثل للنظام السوري و«حزب الله» اللبناني، وهناك اتفاق على عدة نقاط وتقدم في المفاوضات.

 

وأضافت المصادر أن حركة أحرار الشام طالبت الوفد المفاوض بإخراج نحو أربعين ألف معتقل وألف معتقلة، في مقابل السماح لعشرة آلاف شخص بمغادرة بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب شمال غرب البلاد.

 

كما تضمنت المفاوضات بندا يتعلق بالسماح بإدخال الأغذية والاحتياجات لأهالي مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، والسماح لمن يرغب منهم بالخروج، وأكدت المصادر أن تطبيق هذه البنود سيكون على مراحل في حال التوصل إلى اتفاق بشأنها.

 

سيناتور أمريكي وصف نتائج برنامج تدريب المعارضة السورية بـ«المهزلة»

واشنطن تنفق 500 مليون دولار لتدريب 5 مقاتلين سوريين

اعترف قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية، الجنرال «لويد أوستن» بفشل البرامج الذي دشنته بلاده قبل نحو عام لتدريب ما أسمته بـ «المعارضة السورية المعتدلة»، لافتا إلى أن حصيلة هذا البرنامج حاليا لا تتجاوز 5 مقاتلين، رغم أنه كلف الخزينة الأمريكية حتى الساعة نحو 500 مليون دولار، حسب ما أفادت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

 

وقال «أوستن» في بيان: «من ظلوا في المعركة (من مقاتلي المعارضة السورية الذين تخرجوا من البرنامج) عددهم ضئيل. نتحدث عن أربعة أو خمسة مقاتلين».

 

وأضاف: «بهذا المعدل الذي نعمل به، بالتأكيد لن نصل إلى الهدف الذي وضعناه في البداية لأنفسنا».

 

وكان الهدف المعلن للبرنامج هو تدريب خمسة آلاف مقاتل سنويا.

 

الجنرال الأمريكي اعترف، أيضا، بفتح تحقيق مع مدير المخابرات في تهم تتضمن التلاعب في مضمون تقارير استخباراتية حول تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا بهدف المبالغة في التقدم المحرز في مواجهة التنظيم؛ وهو الأمر الذي تسبب للمرة الأولى بشكوك في البيت الأبيض عما إذا كان الرئيس لا يزال لديه الثقة الكافية في قائده العسكري.

 

من جانبه، وصف السيناتور الجمهوري، «كيلي أيوت»، نتائج برنامج تدريب المعارضة السورية بـ«المهزلة».

 

وقال في تصريحات صحفية: «كما أرى الوضع الآن، هؤلاء الأربعة أو خمسة مقاتلين الذين دربتهم الولايات المتحدة الأمريكية… دعونا لا نخدع أنفسنا، هذه مهزلة».

 

وتعتمد استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، على دعم قوات محلية في سوريا؛ لأنها ترفض بشكل قاطع إرسال جنود أمريكيين إلى الأرض في سوريا.

 

محققة أممية: مصير «ميلوسيفيتش» ينتظر «الأسد»

قالت «كارلا ديل بونتي»، المحققة التابعة للأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، إن العدالة ستلاحق رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، حتى إذا ظل في السلطة في إطار اتفاق عبر المفاوضات لإنهاء القتال في سوريا، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

 

«كارلا» أضافت للصحفيين: «الأسد هو الرئيس (…) ومن ثم فلنتعامل مع مؤسسة الرئيس. إذ كان بوسعنا تحقيق وقف لإطلاق النار مع الرئيس فلم لا؟، لكن بعد ذلك ستأتي العدالة».

 

وأضاف: «تذكرون في يوغوسلافيا السابقة أن ميلوسيفيتش كان رئيسا، وجرت مفاوضات سلام في دايتون، وتمخضت عن اتفاق. وكان ميلوسيفيتش لا يزال رئيسا لكن العدالة أُنجزت. هذا مجرد مثال من الماضي».

 

وكان «سلوبودان ميلوشيفيتش» رئيسا لصربيا ويوغوسلافيا (السابقة) خلال الفترة بين 1989 و 2000، ومثل منذ عام 2001 أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد إقليم كوسوفا‏ المسلم ذي الحكم الذاتي.

 

وفي الحادي عشر من مارس عام 2006 عُثر عليه ميتاً في مركز الاعتقال الذي كان محتجزاً به في لاهاي.

 

وقتل أكثر من ربع مليون شخص جراء القتال الذي اندلع في سوريا إثر قيام «بشار الأسد» بقمع ثورة شعبية اندلعت ضده في مارس/آذار 2011.

 

وترفض قوى دولية وإقليمية، بينها الولايات المتحدة والسعودية، أن يتمخض أي اتفاق لوقف القتال في سوريا عن بقاء «الأسد» في الحكم، لكن دولا أوروبية بدأت تطرح مؤخرا إمكانية بقاء «الأسد» في مرحلة انتقالية لنقل السلطة.

 

ورغم المجازر التي ارتكبها نظام «الأسد» لا تزال قوى دولية وإقليمية أخرى تسانده بقوة وبشكل علني وبينها روسيا وإيران.

 

عشرات الضحايا بقصف النظام سوقا شعبية بحلب  

قتل 32 وجرح آخرون اليوم إثر قصف شنته قوات النظام السوري على سوق شعبية وسط حي الشعار في حلب (شمال سوريا). وقال مراسل الجزيرة في حلب إن القصف بصواريخ أرض أرض أحدث دمارا كبيرا، حيث سقط أحد الصواريخ على سوق ومسجد في الحي المكتظ بالسكان.

 

وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام جددت القصف على حي الشعار بالتزامن مع عمليات إسعاف المصابين وإخلاء الجرحى وعمليات إنقاذ العالقين. وأشار المصدر إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود إصابات خطيرة ضمن عشرات الجرحى.

وكان حي الشعار الحلبي تعرض أمس لغارة من قوات النظام قتلت أربعة مدنيين -بينهم طفلان وامرأة- إضافة إلى جرح ستة، كما سقط ستة جرحى بغارة جوية مماثلة على حي بستان القصر، وتزامن ذلك مع إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة على حيي القاطرجي والحيدرية.

 

كما تعرضت سوق شعبية في حي الميدان بمدينة حلب أمس لقصف بقذائف مجهولة أوقعت 14 قتيلا و15 جريحا، بحسب ناشطين.

 

ريفا دمشق وحمص

في غضون ذلك، قتل ثلاثة -بينهم طفل- وسقط عدد من الجرحى بقصف طيران النظام الحربي مدينة عربين بريف دمشق، بحسب ما أفادت به شبكة سوريا مباشر اليوم.

 

في هذه الأثناء، جددت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قصفها على مدن وقرى تلبيسة والحولة وأم شرشوح والهلالية وحوش حجو في ريف حمص الشمالي بقذائف الهاون والدبابات، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين، وفق ما أفادت به وكالة مسار برس المعارضة.

 

في الأثناء، أدى انفجار لغمين فجر اليوم الاثنين داخل نقاط تمركز قوات النظام في غرب تل أبو السلاسل (شمالي حمص) إلى مقتل العديد من عناصرها، وتزامن ذلك مع اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام في جبهات تلبيسة الشرقية.

 

وفي ريف حمص الشرقي، قصف طيران النظام الحربي بالصواريخ الفراغية الأحياء السكنية في مدينة تدمر والقريتين، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح، وترافق ذلك مع اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام بريف تدمر الغربي، أسفرت عن مقتل جنديين من النظام، كما تواصلت معارك الكر والفر بين الطرفين في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل، وسط قصف بقذائف الدبابات استهدف المنطقة، وكان مصدره نقاط تمركز قوات النظام في محيط جبل الشاعر.

 

وفي مدينة حمص، أفادت مسار برس بأن حي الوعر شهد هدوءا نسبيا باستثناء بعض الرشقات النارية التي مصدرها قوات النظام المتمركزة في برج “الغاردينيا”. وكان حي الوعر تعرض منتصف ليلة أمس لقصف بقذائف الهاون والدبابات من قبل قوات النظام المتواجدة في الكلية الحربية وبساتين الحي، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

 

من ناحية أخرى، أفاد ناشطون بأن تنظيم الدولة استهدف بسيارة مفخخة حاجزا لقوات وحدات حماية الشعب الكردية على المدخل الجنوبي لمدينة رأس العين بريف الحسكة (شمال شرق سوريا) في حين أفاد مراسل الجزيرة نت بأن طيران النظام الحربي شن سبع غارات على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة مما أوقع قتلى وجرحى.

 

هدنة الحرمون

على صعيد آخر، نفى المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا اليوم الاثنين ما أشيع عن هدنة مع قوات النظام من قبل جيش الحرمون في ريف دمشق الغربي والممتد إلى ريف القنيطرة.

 

وقال المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا لشبكة سوريا مباشر إن ما حدث هو مهادنة من قبل أحد الفصائل المشكلة لجيش الحرمون مع أقلية من فصائل أخرى قد عقدت ذلك الاتفاق بطريقة ملتفة، بحسب وصفه.

 

يذكر أن مصدراً من حركة أحرار الشام يدعى “إسلام محمد أبازيد” ذكر معلومات عن عقد اتفاق مع قوات النظام يهدف إلى إنهاء الأخيرة حصارها منطقة الحرمون في ريفي دمشق والقنيطرة، وأن الاتفاق تم الثلاثاء الفائت، بعد موافقة قوات النظام على شرط إنهاء حصارها الذي تفرضه على منطقة الحرمون، وذلك مقابل إعادة “جيش الحرمون” تشغيل محطة الكهرباء التي تخدم محافظة القنيطرة.

 

استمرار الوضع بسوريا سيحولها لدولة “المباني المحروقة”

جنيف – الأناضول

قال باولو سيرجيو بينهيرو، رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا، إن “استمرار الحرب في سوريا، سيؤجج حروباً أخرى جديدة (دون أن يوضح ماهيتها)، سببها رغبة بعض الدول في الحفاظ على نفوذها في سوريا”.

وأوضح بينهيرو خلال عرض تقريره أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف اليوم الاثنين، أن هذا الوضع سيحوّل سوريا إلى “دولة المباني المحترقة والأزقة المهجورة، وسيدفع شعبها للعيش في بلدان أخرى، ويتحدث أبناؤه لغات غير لغتهم الأم”.

وأكد رئيس اللجنة، على “ضرورة التغلب، وفي أسرع وقت ممكن على الفشل الدبلوماسي الذي منيت به كافة الجهود لوقف الحرب الضروس”، مشيرا إلى أن الوقت الراهن مناسب لحل الأزمة، لوجود خطة عمل لدى المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، ووجود توافق أمريكي روسي على ضرورة التوصل لحل.

وطالب بينهيرو، مجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياته كاملة، داعيا الدول صاحبة النفوذ والتأثير في الشأن السوري إلى “تكثيف الجهود لإنهاء المأساة، ووقف دعمها المسلح للأطراف المتحاربة على اختلاف توجهاتها”.

وأشار بينهيرو، إلى معاناة الملايين من اللاجئين السوريين في دول الجوار والتي وصلت مأساتهم إلى شواطئ أوروبا، وأزمة المشردين داخليا، قائلا، “كلا المجموعتين يعيش في ظروف لا تطاق”.

يذكر أن اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا تم إنشاؤها عام 2011 من قبل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لرصد الانتهاكات وجرائم الحرب في سوريا.

وتقدم اللجنة تقارير دورية حول آخر المستجدات إلى الأمم المتحدة، وهي صاحبة اقتراح بضرورة تحويل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، أو إنشاء محكمة خاصة لبحث جرائم الحرب المرتكبة في سوريا.

ولا تسمح السلطات السورية لأعضاء اللجنة، أو فريقها العامل، بدخول أراضيها، ولكنها تحصل على المعلومات من شهود العيان، والضحايا، أو ذويهم من خلال زيارات ميدانية إلى دول الجوار.

 

داعش يعدم فتاة في دير الزور بسبب “الواتس آب

العربية.نت

أقدم تنظيم داعش على إعدام فتاة تبلغ الـ 22 من عمرها، في بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي، بعد أن اعتقلها لمدة شهرين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي التفاصيل أن التنظيم المتطرف داهم منزل ذوي الفتاة، وادعى عناصره أنهم عثروا أثناء تفتيش هاتف الفتاة الجوال، على محادثة عبر تطبيق “واتس آب” مع شقيقها وقريب آخر لها، ينتمون لجيش أسود الشرقية في القلمون، وتتكلم في المحادثة عن التنظيم. فقام العناصر باعتقالها، ليعدموها.

يذكر أن داعش أعدم خلال الـ 14 شهراً الماضية منذ بدء ما يسمى بخلافته، 95 مواطنة وفتاة على الأقل، بعدة تهم.

 

رويترز: روسيا تبدأ طلعات استطلاع فوق سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال مسؤولان أميركيان إن روسيا بدأت مهمات مراقبة جوية بواسطة طائرات من دون طيار فوق سوريا، فيما يعد أول عمليات عسكرية روسية مباشرة، حسبما أفادت، الاثنين.

 

ولم يذكر المسؤولان، اللذان اشترطا عدم كشف اسمهما، عدد الطائرات بدون طيار التي شاركت في مهمات المراقبة.

 

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية التعليق على هذه المعلومات، بحسب رويترز، بينما لم يصدر بيان في هذا الشأن من الجانب الروسي.

 

بالأرقام.. محافظات سورية بمرمى القتل

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بينما يزيد استخدام الأسلحة العشوائية من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا، سجلت الأمم المتحدة في أحدث إحصاءاتها التي أصدرتها شهر سبتمبر الجاري أكثر من 230 ألف قتيل ضحايا الأزمة في سوريا.

 

وكانت الأمم المتحدة قد وثقت من قبل أكبر عدد من القتلى الموثقين في دمشق وريفها (41368)، فيما سجلت حلب أكثر من (31932)، وحمص (28186)، وإدلب (20040)، ودرعا (18539)، وحماة (14690).

 

وقد أصدرت الأمم المتحدة آخر توثيق لعدد ضحايا الحرب في سوريا في أغسطس 2014، وسجلت حينها المنظمة الدولية أكثر من 191 ألف قتيل، وذلك في الفترة من مارس 2011 وحتى أبريل 2014.

 

ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية فإن نصيب المحافظات السورية من القتل يتباين وفقا لوجود أطراف النزاع فيها- وجميعهم مسلحون- وموقفهم من بعضهم البعض.

 

ففي دير الزور والرقة وريف إدلب ودرعا، نفذت القوات الحكومية غارات جوية عشوائية على المواقع والأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.

 

أما في محافظتي إدلب ودرعا تصبح الحرب السورية في أوضح سجالها ما بين القوات الحكومية وبعض الجماعات المسلحة وهو ما يزيد من الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين.

 

ووفقا لإحصائية حديثة أعدها المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عما وصفه بـ”شبكة واسعة من المندوبين والناشطين والمصادر العسكرية والطبية في كل سوريا”، تم رصد عدد القتلى المدنيين بنحو 67293 مدنيا، بينهم 11021 طفلا، و7049 امرأة فوق سن الـ18.

 

وكان المرصد ذكر أن هذه الإحصائية ترصد القتلى منذ انطلاقة الثورة السورية في مارس 2011 حتى تاريخ 15 أبريل 2015.

 

روسيا تعلن تعرض سفارتها بدمشق للقصف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت روسيا، الاثنين، تعرض سفارتها في دمشق للقصف، متهمة المعارضة المسلحة بهذا الأمر ومطالبة بـ”تحرك ملموس”.

 

وقالت الخارجية الروسية في بيان إن “قذائف أطلقت على حرم سفارة روسيا في دمشق” من دون أن تخلف اضرارا، مضيفة أن موسكو لا تنتظر “فقط أقوالا بل أفعالا” وتدين هذا “العمل الإرهابي”.

 

يأتي ذلك بينما قال مسؤولان أميركيان إن روسيا بدأت طلعات جوية بطائرات من دون طيار فوق سوريا بهدف الاستطلاع.

 

ولم يذكر المسؤولان، اللذان اشترطا عدم كشف اسمهما، عدد الطائرات بدون طيار التي شاركت في مهمات المراقبة.

 

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية التعليق على هذه المعلومات، بحسب رويترز، بينما لم يصدر بيان في هذا الشأن من الجانب الروسي.

 

سوريا: روسيا تقترح إحداث وزارة لحقوق الإنسان يتولاها معارض

روما (21 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر دبلوماسية أوربية رفيعة المستوى أن روسيا اقترحت على النظام السوري إحداث وزارة لحقوق الإنسان على أن يكون على رأسها شخصية معارضة، لكنها لم تستطع الحصول على موافقة أي من المعارضين خارج سورية على هذا العرض

 

وقالت المصادر إن “روسيا اقترحت على النظام السوري إحداث وزارة لحقوق الإنسان، يتولى حقيبتها معارض سوري من معارضة الخارج”، وقد “تواصلت مع شخصيتين من المعارضة السورية في الخارج لهذا الهدف ولتولي الوزارة”، لكن “الفكرة قوبلت بالرفض الكامل من قِبلهما”، وفق ذكرها

 

ورجّحت المصادر أن “يضطر الروس لتغيير اقتراحهما ليتولى الوزارة المقترحة شخصية من معارضة الداخل”، والتي “يمكن أن تقبل بهذا الاقتراح الذي من الواضح أنه لن يحظى بأي تأييد من قبل مناوئي النظام”، حسب وصفها

 

وكانت وسائل إعلام روسية قد أكّدت مطلع أيلول/سبتمبر الجاري أن النظام السوري بصدد تشكيل حكومة سورية جديدة خلال هذا الشهر، وقالت إنها ستكون حكومة “متنوعة”، دون أن يكون هناك أي رد فعل من قبل النظام السوري على هذه التسريبات

 

وكانت وسائل إعلام حزب الله اللبناني مقربة من النظام السوري قد نقلت مطلع الشهر الجاري عن مصادر روسية أن موسكو ودمشق تتفاهمان على تأليف حكومة ائتلافية تضم ممثلي النظام والمعارضة، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وأشارت إلى أن الطرفين توصلا إلى تفاهم حول تأليف حكومة ائتلافية تضم ممثلي النظام والمعارضة

 

وفي هذا السياق قالت مصادر حزبية سورية رسمية إن بعض الأسماء الأكثر تداولاً لتشكيل الحكومة السورية المرتقبة ـ فيما لو تم تشكيلها فعلاً ـ هما عضو القيادة القطرية لحزب البعث ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية عمار ساعاتي، ووزير الكهرباء عماد خميس

 

محققة تابعة الأمم المتحدة تقول مصير ميلوسيفيتش ينتظر الأسد

جنيف (رويترز) – قالت كارلا ديل بونتي المحققة التابعة للأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان يوم الاثنين إن العدالة ستلاحق الرئيس السوري بشار الأسد حتى إذا ظل في السلطة في إطار اتفاق عبر المفاوضات لإنهاء الحرب السورية.

 

وقالت ديل بونتي للصحفيين “الأسد هو الرئيس .. ومن ثم فلنتعامل مع مؤسسة الرئيس. إذ كان بوسعنا تحقيق وقف لإطلاق النار مع الرئيس… فلم لا؟ لكن بعد ذلك ستأتي العدالة.”

 

وأضاف “تذكرون في يوغوسلافيا سابقا … أن ميلوسيفيتش كان رئيسا وجرت مفاوضات سلام في دايتون وتمخضت عن اتفاق. وكان ميلوسيفيتش لا يزال رئيسا لكن العدالة أنجزت. هذا مجرد مثال من الماضي.”

 

وكانت ديل بونتي ممثلة الادعاء في المحكمة الدولية التي حاكمت الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش في عام 2002 بعد سبع سنوات من توقيعه معاهدة سلام لإنهاء الحرب في يوغوسلافيا سابقا. وتوفي ميلوسيفيتش في زنزانته عام 2006 قبل اختتام محاكمته.

 

وفي هذا الشهر تراجعت البلدان الأوروبية والولايات المتحدة عن المطالبة بإقصاء الأسد على الفور قائلة بدلا من ذلك إن توقيت خروجه من السلطة يمكن أن يكون جزءا من اتفاق سلام من خلال التفاوض.

 

وسُئلت ديل بونتي هل ترى أن العدالة ستلاحق الأسد فردت بقولها “نعم يجب أن تلاحقه.”

 

وديل بونتي عضوة في لجنة تحقيق مستقلة للأمم المتحدة تجري تحقيقات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا منذ أربعة أعوام ووضعت خمس قوائم سرية لأسماء المشتبه بهم.

 

وقالت ديل بونتي إن الشاغل الفوري هو إنهاء الحرب لكنها عبرت عن الأمل في أن محكمة خاصة مثل المحاكم التي أنشئت لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب في يوغوسلافيا سابقا ورواندا سيتم إنشاؤها أيضا لسوريا.

 

وسيلزم إنشاء هذه المحكمة عن طريق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو ما يعني أن هذه الخطوة قد تتعرض لاحتمال أن تعرقلها الصين وروسيا العضوان الدائمان في مجلس الأمن واللذان يملكان حق النقض (الفيتو).

 

وقالت ديل بونتي إن آلاف اللاجئين السوريين الذين دخلوا الى أوروبا “سيعجلون بالحل” لأن الدول الأوروبية تواجه مشكلة يجب عليهم حلها على وجه السرعة.

 

وأضافت قولها “إنه ضغط كبير بسبب التكاليف والنفقات. هذا أمر مهم من الناحية السياسية.”

 

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى