أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 21 كانون الأول 2015

مقتل قيادي في «حزب الله» بغارة إسرائيلية… تحت «مظلة بوتين»

لندن، بيروت، دمشق، القدس المحتلة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

قتل القيادي في «حزب الله» اللبناني سمير القنطار الذي امضى نحو ثلاثين عاماً في السجون الإسرائيلية، نتيجة غارة اسرائيلية على ضاحية جرمايا قرب دمشق هي الاولى منذ بدء التدخل الروسي في سورية ونشر «مظلة بوتين» فوق دمشق، قبل حوالى ثلاثة أشهر، في وقت قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات روسية على مدينة ادلب (شمال غرب)، كما افيد بسقوط جرحى بسبب تفجير وسط العاصمة.

ودوت صفارات الإنذار في مناطق في شمال إسرائيل ومنطقة نهاريا في إشارة إلى هجوم صاروخي محتمل من لبنان ذلك بعد ساعات من اعلان مقتل القنطار. وذكرت وسائل اعلام إسرائيلية انه لم ترد أي انباء عن وقوع اضرار أو إصابات، نتيجة اطلاق ثلاثة صواريخ من قرية القليلة في جنوب لبنان.

وفي وقت لاحق، اطلقت اسرائيل تسع قذائف مدفعية استهدفت جنوب منطقة صور في لبنان.

وكان «حزب الله» اعلن في بيان انه «عند الساعة العاشرة والربع من مساء السبت (أول من امس) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين».

والقنطار (54 سنة) يتحدر من بلدة عبيه ذات الغالبية الدرزية جنوب شرقي بيروت، وهو معتقل لبناني سابق في اسرائيل لنحو ثلاثين عاماً، ويلقب بـ «عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية»، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد اتهامه بقتل ثلاثة اسرائيليين بينهم طفلة في نهاريا (شمال اسرائيل) عام 1979.

وتولى القنطار الموجود في سورية منذ اعلان «حزب الله» تدخله العسكري لمساندة قوات النظام عام 2013، مسؤوليات قيادية في احدى المجموعات التي اسسها الحزب والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في مرتفعات الجولان التي تحتل اسرائيل جزءاً منها. وشغل القنطار وفق المرصد السوري منصب «قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان» التي اسسها الحزب منذ نحو عامين لشن عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان.

ونشرت قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه، في حين اكتفت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بتأكيد مقتل القنطار «نتيجة قصف صاروخي ارهابي» من دون الاشارة الى اسرائيل. ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل الى جانب القنطار احد مساعديه ويدعى فرجان الشعلان. وأشار الى ان «الطيران الاسرائيلي استهدف القنطار في اوقات سابقة ولمرات عدة داخل الاراضي السورية من دون ان يتمكن من قتله».

ولم تتبن اسرائيل رسمياً الغارة التي ادت الى مقتل القنطار، الذي ادرجته واشنطن في 8 ايلول (سبتمبر) على لائحة «الإرهابيين الدوليين». وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد إنه «إرهابي كبير قتل طفلة بتحطيم جمجمتها (…) ومقتله نبأ سار». ورأى الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور ان اسرائيل بعدم اعلان مسؤوليتها تُقلل من احتمال القيام بعمليات انتقامية ضدها. لكنه اضاف: «اذا قام احد بقتله فهذا نبأ سار لإسرائيل لأنه كان يقوم بدور محوري في جهود «حزب الله» لتنفيذ عمليات جديدة من هضبة الجولان».

ومن المقرّر ان يتم تشييع القنطار في ضاحية بيروت الجنوبية اليوم، في وقت أعلن عن إطلالة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عبر شاشة «المنار» مساء. واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري «استهداف القنطار على يد الصهاينة أحدث نماذج الإرهاب الحكومي ويشكل انتهاکاً لسيادة ووحدة أراضي دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة».

وكانت اسرائيل شنت غارات عدة في سورية واستهدفت مواقع لـ «حزب الله»، لكن اغتيال القنطار اكبر عملية اسرائيلية منذ تدخل روسيا نهاية ايلول وتوصلت موسكو وتل ابيب الى تفاهم وإقامة خط احمر بين اسرائيل وقاعدة اللاذقية العسكرية. وأفادت «سانا» بسقوط قذيفة «على حافلة ركاب على اتوستراد المزة في دمشق اسفرت عن اصابات بعضهم في حالة خطرة».

الى ذلك، ارتفع عدد قتلى الغارات التي «يعتقد» بأن قاذفات روسية شنتها على مواقع في ادلب الى 36 شخصاً، وفق «المرصد». وأضاف ان الغارات استهدفت «مقار حكومية سابقة يستخدم جيش الفتح عدداً منها كمراكز وإدارات». وقال نشطاء معارضون ان مقاتلي المعارضة قصفوا بلدة الفوعة التي تضم موالين للنظام في ريف ادلب ويشملها اتفاق هدنة بين المعارضة والنظام برعاية ايرانية – تركية «رداً على قصف روسيا إدلب».

وفي الشمال، سيطر جيش النظام والموالون على بلدة خان طومان الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي.

 

مقتل الأسير السابق سمير القنطار في غارة إسرائيلية على دمشق

بيروت – رويترز

أكد “حزب الله” اللبناني اليوم (الأحد) مقتل الأسير السابق سمير القنطار في غارة شنتها إسرائيل فجر اليوم على مبنى في منطقة جرمانا بالعاصمة السورية دمشق وأدت إلى سقوط ضحايا اخرين.

ونعى شقيق القنطار أخاه على صفحته في “فايسبوك” اليوم، من دون أن يذكر تفاصيل وفاته، ولكنه قال إنه “شهيد”. وقال بسام القنطار: “بعزة وإباء ننعى استشهاد القائد المجاهد ‫‏سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاماً من الصبر في قافلة عوائل الأسرى”.

وكانت وسائل إعلام سورية قالت إن عدداً من الصواريخ أصاب في ساعة مبكرة من صباح اليوم مبنى في منطقة جرمانا بالعاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى سقوط ضحايا عدة. وأنحت باللائمة في ذلك على “جماعات إرهابية”، في وقت أشار موالون للحكومة السورية إلى أن الصواريخ كانت جزءاً من غارة إسرائيلية.

وقالت “قوات الدفاع الوطني” في صفحة جرمانا على “فايسبوك” إن طائرتين حربيتين إسرائيليتين شنتا الغارة التي استهدفت المبنى في جرمانا وضربت المكان المستهدف بأربعة صواريخ بعيدة المدى.

وأوضح الجيش أن جثمانه نقل إلى مستشفى في دمشق.

وكانت إسرائيل دانت القنطار بهجوم وقع العام 1979 وأدى إلى مقتل أربعة اسرائيليين احدهم شرطي. وأفرجت إسرائيل عن القنطار، وهو دُرزي لبناني، في 2008 في إطار صفقة تبادل للسجناء مع “حزب الله”.

وبعد الإفراج عنه قلّ ظهور القنطار علانية. ولكن يُعتقد أنه أصبح قيادياً في “حزب الله” الذي أرسل مئات من أعضائه للقتال إلى جانب القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.

ولم يُعرف على الفور الدور الذي كان يلعبه القنطار في القتال في سورية. والقنطار من مواليد العام 1962.

يُذكر أن روسيا التي تشُنّ غارات جوية وصاروخية في سورية نشرت بطاريات صواريخ للدفاع الجوي من طراز “اس-400” تُغطّي كامل الأراضي السورية، وذلك بعد إسقاط تركيا قاذفة روسية الشهر الماضي. وتُنسّق روسيا عملياتها الجوية مع إسرائيل وأنشأت الدولتان خط اتصال مباشر للحؤول دون أي اشتباك عرضي بين طائراتهما.

ورحّب وزير البناء والإسكان الإسرائيلي اليوم بمقتل القنطار، لكنه لم يؤكد أن إسرائيل هي التي شنّت الغارة التي قتلته. وقال يؤاف غالانت لإذاعة إسرائيل: “من الأمور الطيبة أن أشخاصاً مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءاً من عالمنا.”

 

مصرع سمير القنطار وآخرين في تدمير مبنى في دمشق

بيروت – «الحياة»

أثارت عملية اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية المحرر سمير القنطار مساء أول من أمس، في غارة إسرائيلية، بحسب «حزب الله»، استهدفت بناء سكنياً من ست طبقات جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق، إلى جانب عدد من السوريين، حالاً من الغضب الواسع بين الأحزاب الممانعة، وإدانة لبنانية وسورية وفلسطينية، في وقت رحبت إسرائيل بمقتله من دون أن تتبنى الاعتداء. ويشيع جثمان القنطار (مواليد 1961 – عبيه) اليوم بعدما أعيد جثمانه أمس، من دمشق إلى بيروت ليوارى الثرى في مدافن تابعة لـ «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أعلنت مقتل القنطار «جراء قصف صاروخي إرهابي معاد على بناء سكني جنوب جرمانا»، لكن الوكالة لم تتهم إسرائيل صراحة بتنفيذ الهجوم. وذكر مراسلها من جرمانا «أن البطل القنطار وعدداً من الأشخاص ارتقوا شهداء نتيجة قصف صاروخي استهدف أحد الأبنية السكنية على الأطراف الجنوبية لمدينة جرمانا». ولفت المراسل إلى «أن القصف الإرهابي الصاروخي تسبب بتدمير البناء السكني بشكل كامل».

لكن «حزب الله» أعلن في بيان منفصل أنه «في العاشرة والربع من مساء السبت أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين. تغمد الله تعالى شهيدنا العزيز وجميع الشهداء برحمته الواسعة».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد مقتل القنطار، ووصفه بأنه «قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان التي أسسها حزب الله منذ نحو سنتين لشن عمليات في منطقة الجولان». ولفت المرصد إلى مقتل قيادي آخر مع القنطار هو مساعده في المجموعة ذاتها ويدعى فرحان الشعلان.

وذكرت محطة «الميادين» أن القنطار «كان يتردد إلى المبنى المستهدف وكان موجوداً فيه قبل ١٢ ساعة من القصف الصاروخي الإسرائيلي».

وذكر مقربون من القنطار لـ«الحياة» أن بعد إطلاقه من السجون الإسرائيلية واصل ترتيب أجواء مقاومة ضد إسرائيل من خلال تواصله مع عدد من السجناء المطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية وهم من منطقة الجولان أو عادوا إلى الأراضي السورية.

وأمضى القنطار نحو 29 سنة في سجون إسرائيل بعد اعتقاله عام 1979 خلال عملية فدائية في فلسطين المحتلة، وحكمت المحكمة الإسرائيلية عليه بخمسة مؤبدات مضافاً إليها 47 سنة حيث اعتبرته مسؤولاً عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين. وأفرج عنه في إطار صفقة تبادل مع «حزب الله» عام 2008. ولدى إطلاقه اُستقبل في لبنان استقبال الأبطال، وظهر مرتدياً الزي العسكري في احتفال أقامه «حزب الله» ورحب به أمينه العام السيد حسن نصرالله شخصياً.

ثم تراجع ظهور القنطار علانية باستثناء خبر عن زواجه من زينب برجاوي وهي كانت مذيعة في قناة «العالم» الإيرانية الناطقة باللغة العربية وصديقة ابنة القائد العسكري لدى «حزب الله» عماد مغنية الذي اغتالته إسرائيل. وكان القنطار أورد تجربته في السجون الإسرائيلية في كتاب وثقه الكاتب الزميل حسان الزين بعنوان «قصتي»، صدرت عن دار الساقي للنشر في العام 2011.

وهو كان ينتمي إلى «جبهة التحرير الفلسطينية» (أبو العباس) ومع بروز «حزب الله» في منتصف الثمانينات من القرن الماضي اعتبر القنطار أنه فكرياً أقرب إلى هذا الحزب.

وكانت إسرائيل اتهمت القنطار قبل أكثر من سنة بأنه ونجل مغنية جهاد مغنية يعملان على إنشاء شبكة مقاومة في الجولان، وحين اغتالت مغنية الابن (بداية العام 2015) تردد أن القنطار كان معه وتبين لاحقاً أنه في مكان آخر.

 

حذر على الحدود

ورصدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية «أن حالاً من القلق والترقب سادا المنطقة الحدودية» مع فلسطين، بعد إعلان مقتل القنطار، و»أن جيش العدو رفع إلى أعلى درجات حال استنفار قواته وأبعد دورياته عن الخط الحدودي المحاذي للسياج الشائك تحسباً لأي تطورات عسكرية، وزادت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) من أعمال المراقبة لجانبي الحدود في ظل تكثيفها للدوريات على طول الخط الأزرق».

وكان شقيق الضحية بسام القنطار أكد في تصريحات تلفزيونية أن جريمة الاغتيال انتهاك للأعراف الدولية ولن تمر من دون عقاب». وكان يتلقى التعازي في إحدى قاعات ضاحية بيروت الجنوبية من قيادات في «حزب الله» وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات.

 

ترحيب إسرائيلي

وفي القدس المحتلة، نقلت وكالات الأنباء عن وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شيكد «إعرابها عن سعادتها لمقتل القنطار. وقالت عنه إنه «إرهابي كبير قتل طفلة بتحطيم جمجمتها (..) ومقتله نبأ سار». واعتبرت أن القنطار «واصل نشاطه الإرهابي بعد الإفراج عنه»، لكنها لفتت إلى أن «إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها» عن استهداف المبنى السكني في جرمانا.

وقال وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يؤاف جلانت لإذاعة إسرائيل: «من الأمور الطيبة أن أشخاصاً مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءاً من عالمنا».

ونقلت «فرانس برس» عن الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور «أن إسرائيل بعدم إعلان مسؤوليتها تقلل من احتمال القيام بعمليات انتقامية ضدها». وقال: «إذا قام أحد بقتله فهذا نبأ سار لإسرائيل، لأنه كان يقوم بدور محوري في جهود «حزب الله» لتنفيذ عمليات جديدة من هضبة الجولان».

 

إدانة إيرانية

واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري «استهداف القنطار على يد الصهاينة أحدث نماذج الإرهاب الحكومي ويشكل انتهاكاً لسيادة ووحدة أراضي دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة». ووصف القنطار بأنه «رمز للمقاومة أمام الاحتلال الصهيوني». وأكد أن «ممارسات الكيان الصهيوني باتت أخطر أشكال الإرهاب الحكومي»، داعياً «المنظمات الدولية ومختلف حكومات العالم إلى استنكار هذه الممارسات».

 

…وسورية

ودان مجلس الشعب السوري «العملية الإرهابية» و»الجريمة الإرهابية الموصوفة» التي أدت إلى مقتل القنطار. واعتبر «أن الإرهاب الذي تتعرض له سورية والمنطقة مدعوماً من قوى غربية وإقليمية إرهاب صهيوني تكفيري واحد تقوده تلك القوى وفي مقدمها كيان الاحتلال الإسرائيلي».

كما دان مجلس الوزراء السوري «العملية الإرهابية». وأكد رئيسه وائل الحلقي أن دماء القنطار «التي روت تراب سورية الغالي دليل آخر على وحدة المصير بين الشعبين السوري واللبناني، واستهداف الشهيد القنطار استهداف لمحور المقاومة والصمود، ودماء الشهيد القنطار لن تذهب هدراً».

وأكد وزير الإعلام عمران الزعبي لـ»الإخبارية» السورية «أن جميع الشهداء من المدنيين لأن المبنى سكني والمنطقة سكنية والرحمة لهم جميعاً»، موضحاً «أن الذين يعتدون على الجيش السوري والدولة السورية هم في المحصلة عملاء لكيان الاحتلال ويخدمون المشروع الصهيوني».

 

إدانة لبنانية

واستنكر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط «استهداف القنطار بغارة إسرائيلية في جرمانا بمعزل عن التباينات في الموقف السياسي حيال الأزمة السورية»، لافتاً إلى أن «الشهيد القنطار كرس حياته لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأمضى عقوداً في زنزانات الاعتقال من دون أن يتراجع عن مواقفه ومبادئه، ثم خرج إلى الحرية أكثر إيماناً بالتوجهات السياسية التي عمل في سبيلها».

ورأى الرئيس الأسبق اميل لحود أن «العدو الإسرائيلي يثبت مرة ثانية أن إرهاب الدولة وإرهاب التكفير هما وجهان لعملة واحدة.

واستنكر النائب مروان حماده «اغتيال إسرائيل الأسير المناضل القنطار». ورأى أن ذلك «استمرار للنهج الإسرائيلي القائم على القتل والغدر والتدمير، والذي لا بد يوماً من أن يحاكم ويدان وينتقم منه».

ونعى رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان «الشهيد المقاوم»، معتبراً انه «فخر للمقاومة ولبنان والعروبة التي آمن بها ودفع حياته من أجل قضيتها المركزية فلسطين».

ودان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيــخ نعـــــيم حــسن «الاستهداف الصهيوني الغادر الــذي أودى بالمناضل القنطار، الذي أمضى سني حياته في مواجهة الاحتلال، وعانى في سجونه أسيراً، وقضى شهيداً بنيران حقده».

ودانت حركة «أمل» في بيان «العدوان الصهيوني الآثم على سورية وأدى إلى استشهاد القنطار، إضافة إلى العديد من الشهداء والجرحى المدنيين، ما يؤكد إرهاب الدولة المنظم».

وأكد الحزب «الشيوعي» أن «إيمان سمير بالمقاومة طريقاً للتحرير، هو وعي يضم الشعبين اللبناني والفلسطيني وسيستمر طيف هذا المقاوم مصاحباً للشعبين حتى التحرير الكامل».

 

إدانة فلسطينية

ونعى «تحالف القوى الفلسطينية» في لبنان القنطار، داعياً إلى «توحيد الصفوف لمواجهة إسرائيل». ونعته «الجبهة الديموقراطية»، معتبرة أن «هذه الجريمة تمثل قمة الإرهاب من قبل عدو اعتاد على ارتكاب مثل هذه الجرائم بحق قادة فلسطينيين ولبنانيين خارج إطار المواجهات المباشرة».

ونعى عضو المكتب السياسي لـ»جبهة التحرير الفلسطينية» صلاح اليوسف القنطار الذي لا تختلف دماؤه عن دماء الرئيس ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين والقادة طلعت يعقوب وأبو العباس وسعيد اليوسف وأبطال عملية نهاريا والقافلة تطول».

ودانت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الجريمة معتبرة أن القنطار «آمن بفكرة المقاومة وجسدها في فضائها بفلسطين منذ أن كان فتياً، وواصلها بعد التحرر من الأسر في لبنان بوجهة تحرير الجولان وفلسطين».

 

9 جرحى بانفجار استهدف حافلة نقل عسكرية في دمشق

دمشق – أ ف ب

أصيب تسعة أشخاص في انفجار إثر سقوط قذيفة صاروخية، استهدف حافلة نقل عسكرية بعد ظهر اليوم (الأحد)، في منطفة المزة الواقع بغرب دمشق، وفق ما أكد شهود لوكالة «فرانس برس».

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، عن مصدر في قيادة الشرطة، أن «سقوط القذيفة تصادف مع مرور حافلة لنقل الركاب في المكان، ما تسبب بإصابة تسعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، ونقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج».

وأوردت الوكالة في وقت سابق، أن «الاعتداء وقع نتيجة تفجير إرهابي بعبوة ناسفة، استهدف الحافلة»، في وقت أفاد التلفزيون السوري في شريط عاجل، بـ «وقوع 10 إصابات، بعضهم في حالة خطرة بين صفوف المواطنين، بسبب الإنفجار».

 

عشرات القتلى في غارات روسية على إدلب وتقدُّم للجيش السوري في ريف حلب الجنوبي

المصدر: (و ص ف، روسيا اليوم)

أفاد ناشطون سوريون ان غارات جوية يعتقد ان طائرات روسية شنتها على مدينة إدلب السورية التي تعتبر معقل “جيش الفتح”، الذي يضم فصائل أبرزها “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” و”حركة أحرار الشام الاسلامية” في سوريا أمس، أوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وفي تطور ميداني جديد، سيطر الجيش السوري على بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي معقل “جيش الفتح”.

وتكتسب خان طومان أهمية كبيرة لأنها معقل لـ”جبهة النصرة”، ونظرا الى موقعها في شمال غرب ريف حلب الجنوبي، فهي تشكل البوابة الجنوبية الغربية لمدينة حلب، وبوابة رئيسية نحو ريف حلب الغربي والشمالي على السواء، والسيطرة عليها سمحت للجيش السوري بقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل المسلحة، وفتح الطريق نحو خان العسل وقرية الرقوم، والأهم من ذلك أن الطريق نحو مطار أبو الضهور العسكري من جهة الغرب الذي تسيطر عليه “جبهة النصرة” باتت أسهل.

كما أن اقتراب الجيش السوري من جهة خان طومان إلى الزربة يقربه من الطريق الدولي حلب – دمشق وربما اتاح له عبوره نحو الغرب ثم الجنوب الغربي في اتجاه مطار تفتناز عند حدود محافظة إدلب والذي تحول قاعدة عسكرية لـ”النصرة” قبل سنتين تقريبا.

وتبدو بلدة سراقب بوابة ريف إدلب الشمالي هدفاً مقبلاً للجيش السوري الذي بدأ غارات جوية على المدينة، ومن شأن السيطرة على سراقب أن تفتح طريق التوغل إلى عمق ريف إدلب الشرقي.

 

الجيش السوري سيطَرَ على بلدة استراتيجية في ريف حلب الجنوبي عشرات القتلى في غارات روسية على سوق ومقار إدارية في إدلب

المصدر: (و ص ف، رويترز)

سيطر الجيش السوري والقوات الموالية له أمس على بلدة خان طومان الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي بشمال سوريا، فيما قتل العشرات في غارة جوية يعتقد انها روسية على مدينة إدلب.

أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوى المؤازرة تحكم سيطرتها على خان طومان والمزارع المحيطة بها في ريف حلب”.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل ان البلدة تعد “أكبر معقل للتنظيمات الارهابية في ريف حلب الجنوبي الغربي”.

وتحدث مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، عن “سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها بالكامل على البلدة عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الاسلامية المقاتلة، أبرزها جند الاقصى والحزب الاسلامي التركستاني”. وأضاف ان المعارك بين الطرفين تزامنت مع “قصف كثيف وتنفيذ الطائرات الحربية السورية والروسية اربعين غارة جوية على الاقل استهدفت المنطقة”، مشيراً الى “مقتل 16 مقاتلاً اسلامياً ومن تنظيم جبهة النصرة”.

واستولت الفصائل المقاتلة في آذار على مخازن أسلحة وذخيرة في البلدة بعد اشتباكات عنيفة استغرقت أياماً.

ووسع الجيش السوري عملياته العسكرية البرية ضد الفصائل المقاتلة، مطلقاً حملة برية في شمال البلاد بتغطية جوية روسية منتصف تشرين الاول وتمكن من السيطرة على مناطق عدة فيها.

وقال عبد الرحمن: “ارتفع عدد قتلى الغارات التي يعتقد ان طائرات روسية شنتها على مدينة ادلب اليوم (أمس) الى 36 شخصاً معظمهم من مقاتلي فصائل جيش الفتح”، الذي يضم “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا) وفصائل اسلامية أبرزها “حركة أحرار الشام الاسلامية”.

وجاء في حصيلة سابقة للمرصد ظهراً أن 15 شخصاً على الأقل قتلوا بينهم مدنيون وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح.

وأوضح عبد الرحمن ان الغارات استهدفت “مقار حكومية سابقة يستخدم جيش الفتح عدداً منها كمراكز وادارات”.

وأكد عمال إغاثة وسكان إن المدينة تعرضت لست غارات جوية أصابت سوقاً في قلب المدينة وعدداً من المنشآت الحكومية والمناطق السكنية. وقالوا إن هناك 43 وفاة مؤكدة بينما هناك 30 جثة أخرى على الأقل انتشلت ولم يتم التعرف على أصحابها بعد.

وقال أحد العاملين في الحماية المدنية ياسر حمو: “هناك جثث كثيرة تحت الأنقاض”.

وأفاد أحد سكان المنطقة سامح موازن إنه شاهد جثثا مشوهة في شارع الجلاء الرئيسي بالمدينة، وان السكان كانوا يخافون تعرضهم لموجة قصف مكثف جديدة. وأضاف: “كلنا يخشى ان تكون هذه مجرد البداية”.

 

انفجار في المزة

في غضون ذلك، اصيب عشرة أشخاص جراء انفجار عبوة ناسفة في اوتوبيس لنقل الركاب لدى مروره في حي المزة الواقع في غرب دمشق.

وأشار التلفزيون السوري في شريط عاجل الى وقوع “عشر اصابات بعضهم في حال خطرة بين صفوف المواطنين” جراء الانفجار.

ونقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن شهود عيان في وقت سابق ان “انفجاراً استهدف قرابة الخامسة عصراً حافلة نقل عسكرية لدى مرورها في حي المزة”. وقال مراسل الوكالة في المزة ان الأوتوبيس تعرّض لاضرار جراء الانفجار وتحطمت نوافذه وغطت الدماء أرضيته.

 

الجيش يتقدم في ريف حلب

بوتين: لم نستخدم كل قوّتنا في سوريا

لم يكد اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يختتم أعماله بإصدار القرار 2254، حتى أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات الروسية لم تستخدم في عمليتها في سوريا جميع إمكانياتها العسكرية، مشيراً إلى أن هناك وسائل إضافية قد تستعملها موسكو إذا دعت الضرورة، مكرراً موقفه الرافض لممارسة استخدام القوة من أجل إسقاط حكومات، وإن بدت غير مثالية.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه طهران أنها ستواصل دعم الحكومة السورية، حققت القوات السورية تقدماً مهماً في ريف حلب، وسيطرت على بلدة خان طومان الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، والتي كان يسيطر عليها مسلحون من «جند الأقصى» و«الحزب الإسلامي التركستاني». (تفاصيل صفحة 12)

وقال بوتين، في فيلم وثائقي بعنوان «النظام العالمي» بثته قناة «روسيا 1» أمس، إن «السر في قوة وثبات الموقف الروسي في سوريا يكمن في مصداقية موسكو، وتبنيها العقلانية في خطواتها».

وأضاف «بالنسبة للأزمة السورية، مثلاً، يسهل لنا أن نتعامل مع الرئيس (بشار) الأسد والطرف الأميركي على نحو سواء. وتحدثت عن ذلك للرئيس (باراك) أوباما مؤخراً وأصدقائنا من السعودية والبلدان العربية الأخرى»، موضحاً أن هذا الأمر يأتي بسبب أن روسيا «لا تراوغ ولا تبدل مواقفها، حيث استمعت إلى الجميع واختارت مسارها الذي يبدو لها أنه يرضي الجميع». وقال «لقد صغنا موقفنا حينها استناداً إلى مقومات عامة ومقبولة».

وأكد بوتين أن الموقف الروسي قائم على أساس الحوارات التي أجرتها موسكو، وهذا الأمر بحد ذاته ما يعزز طرحها، وعلى «تقيد روسيا التام بعدم نقض العهود التي تقطعها، وعدم الإخلال بتنفيذ الالتزامات التي تتعهد بها بلادنا».

وقال بوتين إنه «حذر شركاء روسيا الغربيين دوماً من تطبيق معاييرهم عن الديموقراطية على دول وشعوب أخرى ذات ثقافة وتقاليد وأديان خاصة بها، لكن تحذيرات روسيا لا يسمعها الزعماء الغربيون، وذلك ليس فقط بسبب كبريائهم بل لأنهم لا يشعرون بأي مسؤولية عن تبعات نهجهم هذا».

وكرر موقفه الرافض لممارسة استخدام القوة من أجل إسقاط حكومات وإن بدت غير مثالية. وقال «لا يجوز تدمير مؤسسات دولة في مثل هذه البلدان، وزعزعة الحكومات الشرعية فيها. أما المعارضة التي تواجه هذه الحكومات فيمكن دعمها مادياً وسياسياً وإعلامياً بأساليب شرعية لا تنتهك القانون الدولي».

وحذر بوتين من أن «القوات الروسية لم تستخدم في عمليتها في سوريا جميع إمكانياتها العسكرية»، مشيراً إلى أن «هناك وسائل إضافية قد تستعملها موسكو إذا دعت الضرورة». وقال «نحن نرى كيف أن الطيارين الروس ورجال الاستخبارات يعملون في سوريا بفعالية، وكيف أنهم ينجحون في تنسيق خطواتهم المشتركة». وأضاف أن «جميع فروع القوات الروسية، بما فيها الجيش والقوات البحرية وسلاح الجو تستخدم أحدث أنواع الأسلحة»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن «القوات الروسية لا تستعمل جميع إمكانياتها العسكرية».

وأعلن بوتين أن «موسكو تعتبر الشعب التركي صديقاً، ولا تريد طي العلاقات معه. أما في ما يتعلق بقيادة الحكومة التركية فلا شيء يدوم إلى الأبد». وقال «الشعب التركي لطيف، يعمل بجد وهو موهوب. لدينا الكثير من الأصدقاء القدامى والموثوق بهم في تركيا، وبالتأكيد على أصدقائنا أن يعرفوا أننا لا نضعهم في أي مساواة مع النخبة الحاكمة اليوم، وهي المسؤولة المباشرة عن وفاة جندي من قواتنا المسلحة» في إشارة إلى وفاة الطيار الذي أسقطت تركيا طائرته.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الفيلم، أن «التدخلات الخارجية في شؤون دول الشرق الأوسط قوّضت كثيراً قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية».

وقال إن «تمرير الإصلاحات السياسية يعد أمراً مهماً، لكن ليس كما على منوال الربيع العربي، أي عن طريق إسقاط الأنظمة، أملاً أن كل شيء سيحدث من تلقاء نفسه والديموقراطية ستحقق نفسها».

وأشار لافروف إلى «ضرورة تقديم المساعدة لبلدان المنطقة التي زعزعت التدخلات الخارجية استقرارها، وأضعفت مؤسسات الدولة فيها، وقوّضت بذلك قدرة دول الشرق الأوسط على مواجهة التهديدات الإرهابية». وأكد ضرورة «التركيز على منع الإرهابيين من الوصول إلى السلطة في أي دولة، والحفاظ على الطابع العلماني لدول الشرق الأوسط».

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان، أمس الأول، أن طهران ستواصل دعم الحكومة السورية.

وقال عبد اللهيان «سنواصل تقديم الدعم لسوريا»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد «ظريف منع تبني لائحة للمجموعات الإرهابية، وتقرر في نهاية المطاف أن تعد مجموعة عمل تضم إيران وروسيا والأردن وفرنسا لائحة وتقدمها إلى الأمم المتحدة».

وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن اللائحة التي تقدم بها الأردن كانت تضم «الحرس الثوري» الإيراني، ما أدى إلى رد فعل حاد من ظريف. وقال عبد اللهيان «ندعم حواراً بين السوريين، وفي هذا الحوار الوطني لا مكان للمجموعات الإرهابية». وكرر موقف طهران من دور الأسد. وقال إن «ترشح بشار الأسد (للرئاسة) في نهاية العملية السياسية مرتبط به شخصياً، وفي نهاية المطاف يعود إلى السوريين تقرير ذلك».

ورحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، بالقرار الذي أقره مجلس الأمن الدولي حول سوريا، معتبراً أنه يفتح الباب لـ «فرصة جدية» لمعالجة الأزمة في هذا البلد.

وأكد العربي «استعداد الجامعة لمواصلة جهودها بالتنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، والعمل سوياً مع مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسوريا من أجل تذليل ما يعترض تنفيذ هذا القرار من عقبات». وشدد على «ضرورة قيام مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لوضع آلية رقابة دولية تفرض على جميع الأطراف الالتزام بوقف إطلاق النار، ومنع استهداف المدنيين بالغارات والقصف العشوائي».

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه لا تزال هناك صعوبات في طريق تحقيق السلام في سوريا، فيما قال نظيره البريطاني فيليب هاموند إن تأييد مجلس الأمن لخطة إنهاء الحرب في سوريا «خطوة عظيمة إلى الأمام» لحل الأزمة. وأضاف ان «المجتمع الدولي اتفق الآن على العمل لإنهاء الحرب الأهلية الدموية في سوريا، ومهد الطريق أمام المحادثات بين الأطراف السورية للتوصل إلى مرحلة انتقالية تبعد البلاد عن نظام الأسد القاتل».

(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز)

 

ستة قتلى و21 جريحا جراء قذائف على مناطق تحت سيطرة النظام السوري

دمشق- (أ ف ب): قتل ستة مدنيين وجرح 21 اخرون على الاقل الاثنين جراء سقوط قذائف اطلقها “ارهابيون” على مناطق عدة تحت سيطرة النظام السوري، وفق ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق “ان ارهابيي ما يسمى (جيش الاسلام) اطلقوا صباح اليوم قذيفة هاون على حي مساكن برزة السكني (شمال دمشق)، ما تسبب بمقتل شخص واصابة تسعة أشخاص بجروح متفاوتة نقلوا على اثرها إلى المشفى لتلقي الاسعافات والعلاج الطبي اللازم”.

وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف الصاروخية اصابت في الماضي مدارس ومؤسسات واوقعت عشرات القتلى، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المسلحة على اطراف العاصمة وفي ريفها بالمدفعية والطيران، ما تسبب بمقتل الآلاف خلال السنوات الماضية.

وفي مدينة حلب (شمال)، سقطت قذائف صاروخية “أطلقها ارهابيون” على حي شارع النيل السكني، ما تسبب وفق الوكالة بمقتل ثلاث فتيات واصابة اثنتين اخريين بجروح متفاوتة، بحسب الوكالة.

واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته “ان القتلى الثلاثة (…) هم ثلاث شقيقات تتراوح أعمارهن بين الـ16 والـ19 عاما”.

وافاد بإصابة عدد من المواطنين بجروح جراء سقوط قذائف على احياء في منطقة الحمدانية، التي تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب.

وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012 بين كتائب المعارضة وقوات النظام التي تتقاسم السيطرة على احيائها.

وتقصف القوات النظامية بانتظام الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة جوا، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي حصدت الاف القتلى منذ ذلك الحين، فيما يستهدف مقاتلو المعارضة الاحياء الغربية بالقذائف.

وفي وسط البلاد، ذكرت وكالة سانا أن “ارهابيين” استهدفوا مدينة السقيلبية (48 كلم شمال غرب مدينة حماة) بقذائف صاروخية، ما أدى إلى مقتل شخصين واصابة ثمانية اخرين بجروح، بينهم طفل.

واحصى المرصد السوري من جهته “اصابة نحو 25 بجروح” في البلدة ذات الغالبية المسيحية.

وفي غرب حماة ايضا، اصيب شخصان بجروح جراء خمس قذائف صاروخية اطلقتها وفق سانا “تنظيمات ارهابية” على بلدة سلحب.

وتشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف اذار/ مارس 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

 

إسرائيل تضرب مجددا في دمشق… وتغتال القيادي في حزب الله سمير القنطار

جدل حول تنسيق تل أبيب مع موسكو… وإطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان باتجاه الجليل

عواصم ـ «القدس العربي»ـ من سعد الياس وكامل صقر ووديع عواودة واحمد المصري: أثارت العملية الإسرائيلية الأخيرة التي نفذتها طائرات إسرائيلية مقاتلة في سوريا بصواريخ موجهة لغرفتي النوم والاستقبال في شقة الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار، الذي استشهد فيها وثمانية آخرون، العديد من الاسئلة، خاصة حول التنسيق العسكري الروسي ـ الإسرائيلي في سوريا.

وأصدر «حزب الله» بياناً نعى فيه القنطار، موضحاً أنه «عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت الواقع في 19/12/2015 أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق مما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين».

ويبقى السؤال الأهم: هل أبلغت إسرائيل روسيا سلفاً بالغارة، خصوصا وأن الجانبين أكدا أكثر من مرة أنهما ينسّقان في ما بينهما لتجنب مواجهة في سوريا؟ وهل يرسم التنسيق الإسرائيلي ـ الروسي هامش تحرك لإسرائيل ضد حزب الله وإيران في سوريا؟

وقالت قناة «الإخبارية» السورية إن الأنباء تضاربت عن الصواريخ المستخدمة وتعمل الأجهزة الأمنية لمعرفة أسباب انهيار المبنى.

وبالإضافة إلى الأسير المحرر سمير القنطار عرف من الشهداء القائد في المقاومة السورية «فرحان الشعلان» من قرية عين قنية في الجولان السوري المحتل و»تيسير النعسو»، بالإضافة إلى سقوط اثني عشر جريحاً.

وفي السياق، لم يؤكد أو ينفي وزير البناء والإسكان في حكومة الكيان الصهيوني، يؤاف جلانت، وقوف إسرائيل وراء الغارة. وقال في حديث إذاعي «من الأمور الطيبة أن أشخاصاً مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءاً من عالمنا».

ونعت فصائل فلسطينية «شهيد المقاومة» الأسير المحرر سمير القنطار.

ويقول المحلل العسكري لموقع «واينت» رون بن يشاي إن القنطار نجح بالمساس بالعلاقات بين إسرائيل والعرب الدروز فيها، تجلى باعتداءات بعضهم على جرحى سوريين تمت معالجتهم في مستشفيات إسرائيلية. ويرجح ألا يرد حزب الله على الاغتيال كي لا يمنح إسرائيل سببا لتوجيه ضربات له وللبنان تؤثر على نتائج الحرب الدائرة في سوريا وتمس بحرب البقاء التي يخوضها الأسد. ويرجح بن يشاي أن تفاخر القنطار بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل قد ساعد إسرائيل ومكنها من اغتياله دون استفزاز روسيا التي تعلن دوما أنها ضد عمليات» إرهابية» ضد المدنيين.

كما يقول إن روسيا غير معنية بتوسيع النزاع في سوريا لأن بوادر تسويته تلوح بالأفق، ولذا فإنها لن تستحسن ردا كبيرا من قبل إيران أو حزب الله على اغتيال القنطار، ومع ذلك يدعو بن يشاي أيضا لتوخي الحذر لأن كل المفاجآت والاحتمالات في الشرق الأوسط واردة.

وبعد ساعات على اعلان الغارة الاسرائيلية، تم إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا عصر الاحد من جنوب لبنان باتجاه منطقة الجليل، وفق ما اكد مصدر امني لبناني.

وفي وقت لاحق، اطلقت اسرائيل تسع قذائف مدفعية استهدفت جنوب منطقة صور، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في لبنان.

وقال المصدر الامني «تم اطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من بلدة جنوب مدينة صور، تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود مع اسرائيل».

وفي اسرائيل، اشار الجيش الاسرائيلي في بيان اصدره الى «دوي صفارات الانذار في شمال اسرائيل» مضيفا انه «وفق معلومات اولية، تم اطلاق ثلاثة صواريخ والجيش يجري عمليات بحث» لتحديد اماكن سقوطها.

 

استشهاد سمير القنطار و8 آخرين بغارة إسرائيلية على جرمانا في ريف دمشق

حزب الله نعاه… شقيقه يفتخر… فصائل فلسطينية تدين اغتيال المناضل… وإسرائيل «أغلقت الحساب»

سعد الياس

بيروت ـ «القدس العربي» : استشهد في سوريا عميد الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الاسرائيلي سمير القنطار بغارة للطائرات الاسرائيلية على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق. وأصدر «حزب الله» بياناً نعى فيه القنطار، موضحاً انه «عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت الواقع فيه 19/12/2015 أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق مما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين».

كما نعى الصحافي بسام القنطار في تغريدة عبر حسابه الخاص على «تويتر» شقيقه سمير قائلاً «بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمأمنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاماً من الصبر في قافلة عوائل الاسرى».

وكانت معلومات صحافية ذكرت أن طائرات حربية اسرائيلية استهدفت بأربعةِ صواريخ مبنى الدفاع الوطني في «حي الحمصي» بمدينة جرمانا في ريف دمشق ليل السبت وأدت إلى سقوطِ تسعة شهداء بينهم الاسير المحرر «سمير القنطار». وقالت «الإخبارية السورية» إن الأنباء تضاربت عن الصواريخ المستخدمة وتعمل الأجهزة الأمنية لمعرفة أسباب انهيار المبنى. وبالإضافة إلى الأسير المحرر سمير القنطار عرف من الشهداء القائد في المقاومة السورية «فرحان الشعلان» من قرية عين قنية في الجولان السوري المحتل و»تيسير النعسو»، بالاضافة إلى سقوط اثني عشر جريحاً.

وفي السياق، لم يؤكد أو ينفي وزير البناء والاسكان في حكومة الكيان الصهيوني، يؤاف جلانت، وقوف اسرائيل وراء الغارة التي ادت إلى استشهاد القنطار. وقال جلانت في حديث إذاعي «من الأمور الطيبة أن أشخاصاً مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءاً من عالمنا». وأجاب جلانت عن سؤال عما إذا كانت إسرائيل شنت الهجوم قائلاً «لا أؤكد أو أنفي أي شيء له صلة بهذا الموضوع». ورفض مسؤولون إسرائيليون آخرون وبينهم متحدثون عسكريون التعليق. فيما كتبت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية على صفحتها الاولى «الحساب قد اغلق».

وكان الشهيد سمير القنطار قد انضم إلى صفوف «حزب الله» بعد الإفراج عنه من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي في إطار صفقة التبادل التي حصلت عام 2008.

ونعت فصائل فلسطينية شهيد المقاومة الفلسطينية الأسير المحرر سمير القنطار، حيث نعت حركة الجهاد الاسلامي شهيد المقاومة الأسير المحرر، الذي اغتاله العدو الصهيوني في جريمة العدوان الغادر على عمارة سكنية في ريف دمشق .وقالت الحركة في بيانها «رحمك الله يا سمير فلقد عرفك الشعب الفلسطيني وانت تناضل دفاعاً عن حقوقه وعدالة قضيته وتدفع سنوات عمرك خلف قضبان السجون ثم تخرج منها حراً لتواصل مسيرة العمل والكفاح ضد الاحتلال المجرم. وها انت تلتحق بركب الشهداء فهنيئاً لك الشهادة».

بدورها نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة «الشهداء الابطال في سوريا العروبة وعلى رأسهم الشهيد البطل والمناضل الأسير سمير القنطار الذين ارتقوا في غارة صهيونية حاقدة».

وقالت الحركة في بيان لها «كان قصدها ان تطال محور المقاومة التي تمثله سوريا العروبة ولكن ستبقى سوريا عصية على الانكسار وستنتصر على الكيان الصهيوني وحلفاء الكيان».

وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جريمة اغتيال سمير القنطار الذي قالت أنه «آمن بفكرة المقاومة وجسّدها في فضاء فلسطين منذ أن كان فتياً، وواصلها بعد التحرر من الأسر في لبنان بوجهة تحرير الجولان وفلسطين».

ودعت قوى المقاومة العربية إلى «التوحد في مواجهة العربدة والفاشية الصهيونية التي تتغذى على الانقسام والاحتراب، والمخططات التدميرية القائمة في أكثر من قطر عربي والتي تُشكّل دولة العدو أحد أدواتها ومخططيها».

ونعت لجان المقاومة الشعبية القنطار، وقالت إن اغتياله يعد «استمرارا للمخطط الصهيوني في استهداف قيادات ورموز المقاومة الذين كان لهم الباع الطويل في التصدي للمشروع الصهيوني». ودعت جماهير الأمة وقواها الحية لـ «توجيه جهودها نحو مقاومة العدو الصهيوني في فلسطين الذي يشكل رأس الإرهاب في منطقتنا».

وأشادت بالقنطار الذي قالت أنه يرتبط بـ «علاقات وطيدة بالشعب الفلسطيني من خلال مقاومته الباسلة عبر تنفيذ العمليات البطولية قبل الأسر بالإضافة لحضوره المميز في قضية الأسرى ونضالاتهم ضد السجان الصهيوني قبل تحريره رغم أنف العدو الصهيوني».

وكان سمير القنطار أقدم سجين لبناني في إسرائيل، وهو شاب لبناني درزي كانت دائماً بوصلته فلسطين، ترك أحداث لبنان الدموية وإتجه لقتال العدو الاسرائيلي. وهو في 22 نيسان/أبريل 1979، عندما كان في عمر الـ16 ونصف قاد مجموعة من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية عبر الانطلاق بحراً بزورق مطاطي إلى مدينة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل. وقد اقتحمت المجموعة منزل عائلة هاران واختطفت داني هاران وابنته الطفلة عينات هاران التي كانت في الرابعة من عمرها. وحسب قرار المحكمة الإسرائيلة التي حاكمت القنطار، المستند إلى تحليل الشرطة الإسرائيلية للمعثورات الموجودة في موقع الحدث، فإن القنطار قتل الاثنين على شاطئ البحر. أما القنطار نفسه فيقول إنه لم يقتل الاثنين وإنما هما قُتِلا في تبادل النار مع الشرطيين الإسرائيليين الذين لاحقوه إلى شاطئ البحر، كما يرد في مقابلة له مع صحيفة معاريف الإسرائيلية ومع قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني واضيف اسمه إلى لائحه الاٍرهاب السوداء في تاريخ 8/9/2015.

تم الأفراج عن سمير القنطار يوم الأربعاء 16 تموز/ يوليو 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم القبض عليهم في حرب تموز/يوليو 2006، وجثث 199 لبنانيا وفلسطينيا وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائيليين الذين تم قتلهم في عملية «الوعد الصادق» في تموز يوليو 2006.

 

صاروخ أصاب غرفة نوم القنطار ودمشق تحلل بقايا الصواريخ في البحوث العلمية

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: العاشرة والربع ليلاً بتوقيت دمشق، أربعة صواريخ إسرائيلية موجّهة تستقر في بناء سكني على أطراف بلدة جرمانا جنوب شرق العاصمة السورية دمشق، الهدف كان الأسير اللبناني سمير القنطار، أحد الصواريخ استقر في غرفة نوم القنطار وآخر أصاب غرفة الاستقبال لديه بينما كان يودع ضيفه القيادي فيما يُعرف بالمقاومة الوطنية السورية في الجولان فرحان الشعلان.. سقط الإثنان فوراً وفارقا الحياة. كان بالإمكان مشاهدة أثاث منزل القنطار وغرفة نومه مكوماً تحت الأنقاض الاسمنتية.

معلومات «القدس العربي» تشير إلى أن القنطار استأجر منذ سنتين شقة في حي الحمصي في جرمانا في بناء سكني متطرف يُطل على طريق مطار دمشق الدولي قبالة بلدة بيت سحم الهادئة، بقي القنطار يتردد على شقته هذه متنقلاً بين محافظة القنيطرة ودمشق، يكشف أحد الجيران أن القنطار كان قبل عام مضى يمارس حياة طبيعية في شقته تلك مستخدماً شرفة شقته الكائنة في الطابق الثاني، ولكن وعندما تعرض لمحاولة اغتيال بالقرب من بلدة خان أرنبة بمحافظة القنيطرة عبر تفجير سيارته صار الرجل أكثر حذراً وحيطة إلا أن حذره لم يكن بالمستوى المطلوب لتلافي عملية الاغتيال عبر صواريخ إسرائيلية موجهة.

مصدر أمني كشف لـ»القدس العربي» أن بقايا الصواريخ التي أصابت البناء السكني حيث كان القنطار جرى إرسالها إلى وحدة البحوث العلمية العسكرية بريف دمشق لتحليلها وتحديد نوعها وطبيعتها، وأن النتائج الأولية تؤكد ومن خلال مؤخرة الصواريخ أنها «موجهة» وربما تكون قد أُطلقت من الجيش الإسرائيلي من منطقة بالقرب من بحيرة طبريا.

إضافة للقنطار والشعلان، سقط ثلاثة مدنيين أيضاً وأصيب ستة آخرون بجروح. أحد القاطنين في الطبقة الخامسة من البناء الذي تعرض للقصف قال: لم يكن الانفجار قوياً جداً، لكن تأثيره كان كبيراً. واجهة البناء انهارت بالكامل وحتى ساعات الظهيرة كانت الأجهزة السورية تزيل الانقاض.

 

مقتل 40 مدنيا بقصف روسي على إدلب… و«هيومن رايتس ووتش» تندد بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا

عواصم ـ وكالات: قتل 40 مدنياً أمس الأحد، جراء قصف مقاتلات روسية مبنى المحكمة في مدينة إدلب شمال غربي سوريا.

وأفادت مصادر في الدفاع المدني التابع للمعارضة في إدلب، أن طائرات حربية روسية استهدفت أمس مبنى المحكمة في مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بثمانية صواريخ، ما أدى إلى مقتل 40 مدنياً وإصابة 150 آخرين بجروح.

وذكرت المصادر أن فرق الدفاع المدني تمكنت من انتشال العشرات من تحت الأنقاض، مشيرين أن القصف ألحق خسائر مادية كبيرة في المنطقة.

من جانبه، أوضح عضو لجان التنسيق المحلية في إدلب(تنسيقية معارضة)، «فراس أبو محمد» للأناضول أن المقاتلات الروسية تستهدف المناطق المأهولة بالمدنيين في إدلب ومحيطها، قائلاً «لا وجود لتنظيم داعش في إدلب فلماذا يقصف الروس هنا؟».

ولفت أبو محمد أن الطائرات الروسية ترتكب المجازر بحق المدنيين منذ قدومها إلى ســوريا، مضيفــاً «أن الروس يقصفون المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة وخاصة المناطق السكنية المدنية، حيث أن الطائرات الروسية ارتكبت العديد من المجازر في حماة وحلب وإدلب».

من جهتها نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا في العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام ضد الفصائل المقاتلة منذ 30 أيلول/ سبتمبر، وفق تقرير أصدرته الأحد.

وأكدت المنظمة ومقرها نيويورك أنها وثقت «أكثر من عشرين (حالة) استخدام للقنابل العنقودية منذ بدء روسيا وسوريا هجوما منسقا في 30 ايلول/سبتمبر»، مشيرة إلى «جمع معلومات مفصلة عن هجمات في تسعة مواقع، بينها هجومان على مخيمات للنازحين، أسفرت عن مقتل 35 مدنيا على الأقل بينهم خمس نساء و17 طفلا بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح».

وأفادت بأنها وثقت «في مواقع أخرى بالصــور وجــود أدلة على استخدام القنـــابل العنقـــودية»، موضحة أن القنابل المستخدمة مؤخرا في سوريا والتي تمكنت المنظــمة من الحصول على صور لها «كانت مصنوعة في الاتحاد السوفييتي سابقا او روسيا». ويمكن إطلاق القنابل العنقودية من المدافع او إسقاطها من الطائرات.

واعتبــرت المنظـــمة في تقريرها أن اســتخدام القنابل العنقودية «يشكل انتهاكا للقرار الدولي 2139 الصادر عن مجلس الأمن في 22 شباط/فبراير 2014 والذي دعا جميع أطراف النزاع في سوريا إلى وضع حد للاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان».

كما «يتعارض مع البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السورية في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر والذي يؤكد أن الجيش السوري لا يستخدم ولن يستخدم الأسلحة التي تضرب بدون تمييز»، وفق المنظمة.

وقال نائب مدير عمليات الطوارئ في المنظمة اولي سولفانغ في البيان «إن «الوعود السورية لناحية عدم استخدام الأسلحة بشكل عشوائي لا معنى لها مع استهداف القنابل العنقودية للمدنيين في مناطق عدة من البلاد».

وأضاف «على مجلس الأمن الدولي ان يتسم بالجدية حيال التزاماته بحماية المدنيين في سوريا عبر الطلب العلني من كل الأطراف بوقف استخدام القنابل العنقودية».

 

انتقادات لدار العدل في درعا بسبب إطلاق حكم القصاص ضد قاتل قائدين في «الجيش الحر» وعدم تطبيق القصاص في حال كان القاتل ذا سلطة ونفوذ في الفصائل المقاتلة

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: أثارت الأفعال التي ارتكبها ذوو الضحايا من ركل وشتم لجثة مرتكب جناية قتل لقيادين بالجيش الحر في درعا، الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي، كما انتقد ناشطون أيضا تطبيق دار حكم القصاص هذا في الوقت الذي تتساهل فيه مع أي أصحاب قوة ونفوذ بحجة درء الفتنة، على حد تعبير ناشطين.

علي المصري ناشط اعلامي من درعا يقول في حديث خاص لـ «القدس العربي» بهذا الصدد: «أنا لست ضد القصاص، أنا معه؛ إلا ان القصاص الذي يطبق على الضعيف ويترك القوي فهو ليس قصاصا، فحديث نبينا محمد الواضح وضوح الشمس في هذا الخصوص، والذي تحدث عن إقامة الحد على فاطمة بنت النبي اذا سرقت، اما ما يقال من حجج من انه عدم تنفيذ القصاص هو درء للفتنة أو نتيجة لعدم التمكين؛ فإن لم يكن هناك تمكين يسمح بتنفيذ القصاص على الجميع فليس واجباً علينا تطبيق حدود الله اذاً»، موضحا ان تطبيق القصاص على أشخاص دون غيرهم سيترك اثرا سلبيا كبيرا لدى الحاضنة الشعبية.

وكان ناشطون قد انتقدوا دار العدل بسبب تغاضيها عن القصاص في حالات ذكروا منها حالة قتل تحت التعذيب تعرض لها «يعرب باشندي» من قبل «أبو شريف» قائد لواء توحيد الجنوب في درعا البلد سابقا بتهمة التخطيط لاغتياله لتتوضح بعد ذلك عدم صحة هذا الامر، واستطاع آنذاك أبو شريف الضغط على عائلة القتيل للقبول بالفدية.

أبو عبد الله الشقيري قاض الجنايات في دار العدل في حوران يقول في حديث خاص بـ «القدس العربي»: الدنيا ليست دار جزاء وإنما دار الجزاء هي الآخرة، ولكن شرع الله تعالى من العقوبات في الدنيا ما يحقق الأمن ويمنع الفساد والعدوان والظلم، وتنفيذ القصاص على القاتل المعترف بجرمه وتوافرت فيه شروط القصاص هو من الثوابت التي حافظت عليها دار العدل في حوران منذ تأسيسها؛ لأن تنفيذ القصاص كفاً للقتل وزجراً عن العدوان وصيانة للمجتمع وحياة للأمة وحقناً للدماء، وشفاء لما في صدور أولياء المقتول، وتحقيقاً للعدل والأمن» مؤكدا ان ذلك لا يستثنى منه أحد ولا يراعى فيه قوي أو ضعيف. فالمسألة متعلقة، بحسب الشقيري، بحقين في عنق القاتل حق لله وحق لأولياء المقتول، وحق اولياء المقتول لا يمكن التدخل به الا اللهم بالتذكير بالعفو والصفح وهذا ما تفعله الدار قبل اي تنفيذ، على حد قوله.

مشيراً إلى أن قضية القصاص الأخيرة ما هي إلا واحدة من القضايا التي باشرتها دار العدل بصفتها المؤسسة القضائية المعتبرة، ورد الشقيري على التجاوزات التي حصلت على جثة القاتل حيث قال: «لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، حيث كان الجو محتقناً بشكل لا يوصف، وحاول البعض الإساءة لعائلة القاتل ولبيوت أقاربه، فكان تعجيل القصاص فيه حقن للدماء، بل إن بعض أولياء القاتل طالب بذلك لدرء للمفسدة، ورغم التنبيه قبل تنفيذ الحكم بعدم التعرض للجاني بشيء ووقوف الحراس حائلاً دون أي مخالفة، إلا أن هذا ما استطعنا فعله، وهنا نعود للتذكير بموضوع القوة الأمنية وتعزيزها في المحكمة، فكلما كانت القوة التنفيذية أكبر كان الانضباط أشد وأكثر».

 

شمال سوريا: راتب المعلم الشهري 35 دولاراً ولا حل سوى الاستمرار

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: للمعلمين في الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام قصة طويلة لا تخلو من المعاناة اليومية التي يعيشونها منذ سنوات، إذ كان كثير منهم يقوم بتعليم التلاميذ في مدارس تلك المناطق ويحصل على راتبه من النظام، حيث يضطر المعلم للسفر الطويل باتجاه دوائر النظام الرسمية ليحصل على راتبه، إلى أن اختلف الوضع وتوقف المعلمون عن قبض رواتبهم من مديرية التربية التابعة للنظام تحت ضغوط متعددة منها ما يتعلق بصعوبة الرحلة ومخاطرها، ومنها ما يتعلق بالضغوط الاجتماعية في مدنهم وبلداتهم.

وبحسب ماجد وهو معلم في مدرسة ابتدائية بريف حلب، فإنه قد تخلى عن الراتب الشهري الذي يحصل عليه من النظام وتوقف عن قبضه نتيجة تعرضه لبعض الإهانات من قبل حواجز النظام والشبيحة أثناء رحلته الشاقة لأجل ذلك، لكنه لم يحصل على وضع أفضل كما وعد من قبل مسؤولي التعليم.

يقول ماجد لـ»القدس العربي»: «توقفت عن قبض راتبي الشهري من النظام واخبرني مسؤولو التعليم هنا أنني سأحصل على راتب جيد أفضل مما كان يقدمه النظام لي، وسأقوم بالتعليم في المدارس التابعة للحكومة السورية المؤقتة، ووجدت أن ذلك أفضل، إلا أنني لم أحصل على ما وعدت به مطلقاً».

ويضيف «في البداية كان الحديث عن مائة دولار سأحصل عليها شهرياً، ورغم قلتها وعدم كفايتها فإنها راتب مشابه للراتب الذي يقدمه لي النظام، وهي أفضل الاحتمالات التي قد تتوفر في ظل ظروف كهذه، لكنني فوجئت أنني أحصل شهرياً على 35 دولاراً فقط، وهي مبلغ لا يكفي لأيام لاسيما أن الأسعار أصبحت مرتفعة جداً، وغالباً ما أجد ان راتبي قد نفد في اليوم السادس أو السابع من الشهر».

يؤكد بعض المعلمين أن المبلغ البسيط الذي يقدر بـ 35 دولاراً أصبح مأملهم في آخر الشهر، والذي لا يحصلون عليه بشكل دوري كما وعدوا، بل في كثير من الأحيان يعتذر مسؤولو التعليم عن الدفع بحجة عدم توفر المال لديهم، وقد يمضي شهران أو ثلاثة دون أن يحصل المعلم على أي مبلغ يعينه على أعباء الحياة».

«سامية» إحدى معلمات المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال السوري تقول «منذ شهرين لم أحصل على راتبي (الضخم) ساخرة.. النظام الذي نصفه بالساقط كان يقدم لنا الراتب بشكل دوري على الرغم من أننا نعمل في مناطق لا تتبع له عملياً، هل من المعقول أن لا تمتلك وزارة التعليم مبلغاً يغطي رواتب المعلمين الضئيلة هذه؟ أم أن هنالك من يقبض ويتصرف بالمال كما يشاء ويقدم الرواتب بحسب رغبته وأهوائه».

وتؤكد المعلمة في حديثها لـ «القدس العربي» أنها مستمرة مهما بلغت المصاعب فتقول: «رغم أنني لم أحصل على أي مبلغ منذ أكثر من 60 يوماً إلا أنني سأستمر في تعليم الأطفال، فهم بحاجة لي، وما ذنبهم هم أن يبقوا دون معلمة إن كان غيرهم مهملاً وغير مسؤول، لا أعرف إلى متى سأظل قادرة على الاستمرار لكنني أتمنى أن أصمد طويلاً وعلى الأقل حتى نهاية العام الدراسي الحالي».

بعض المعلمين يحصلون على مائة دولار بشكل شهري، وهو راتب بحسب زملائهم لا يحسدون عليه، ولكنه أفضل ما قد يقدم في الشمال السوري للمعلم، بينما أعذار مسؤولي التعليم حول ضعف الرواتب متعددة وكثيرة، وحسب ما شرح محمد مدير إحدى المدارس لــ»القدس العربي» فإن «هنالك ميزانية معينة لكل منطقة مخصصة للتعليم والمدارس، هذه الميزانية المحددة ضئيلة جداً ولا تغطي المصاريف المطلوبة كما أنها لا يمكن أن تؤمن للمعلمين حياة كريمة، فيضطر مسؤولو التعليم أن يقسموا هذه الميزانية بالتساوي بين جميع المعلمين، والنتيجة هي حصول كل معلم على 35 دولاراً فقط».

يحصل المعلمون في المدن التركية القريبة من شمال سورية على مبلغ يقارب 500 ليرة تركية أي ما يعادل في معظم الاحيان 200 دولار، وهو مبلغ أيضاً غير كاف للحياة الكريمة في تركية، إلا أن معلمو الداخل يطالبون أن يحصلوا على الرواتب ذاتها، وتشرح المعلمة «فاطمة» الموضوع قائلة «هم يعتبرون أن الأسعار هنا أفضل من المدن التركية وأقل ارتفاعاً لكن هذا غير صحيح، فقد أصبحت الأسعار مؤخراً متشابهة تماماً وتكاليف الحياة ذاتها في الداخل السوري أو في المدن التركية، أتواصل دائماً مع صديقاتي المقيمات في تركيا ونتحدث عن الأسعار وعن أمور أخرى، وأجد أننا من المفروض أن نحصل على راتب يعادل رواتبهم».

فيما مسؤولو التعليم يؤكدون أن الفكرة غير صحيحة، إذ أن المعلمين في تركيا يدفعون أكثر من نصف مرتبهم إيجاراً للمنزل الذي يقيمون فيه، بينما معلمو الداخل لديهم منازلهم أو أنهم يقيمون في منازل تركها أصحابها بشكل مجاني، وهذا ما يجعل الفرق واضحاً في الرواتب.

بينما آخرون يتساءلون «كيف سيتطيع المعلم الذي لا يجد ثمن طعام أطفاله، تعليم أطفال الغير؟ حتى ولو أراد ذلك، ومهما بلغت درجات إخلاصه، فإنه لن يكون قادراً على العطاء بل سيكون عقله وفكره مكرساً للتفكير بهمومه وتكاليف الحياة اليومية حتى أثناء الحصة الدرسية».

 

قائد عسكري من الساحل السوري لـ «القدس العربي»: خسرنا 15 % من مناطق سيطرتنا و«جيش الفتح» لم يلبِ النداء

هبة محمد

اسطنبول ـ «القدس العربي»: أكد القائد العسكري لفرقة أبناء القادسية، أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، الرائد «مازن قنيفدي» في لقاء لـ «القدس العربي» معه أن الساحل السوري بات في خطر، وخاصة بعد أن دخلت معاركه شهرها الثالث، وهو يواجه قوات النظام السوري المدعومة من ميليشيات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني ومجموعات عراقية شيعية وقوات الحرس الثوري الإيراني بتنسيق مع البوارج الروسية والغطاء الناري المقدم من الطيران الحربي، فضلاً عن مجموعات طائفية تقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد، كصقور الصحراء المشكلة من أبناء الساحل من الطائفة العلوية حصراً بقيادة الشبيح «محمد جابر» بحسب الرائد قنيفدي.

وقال المتحدث حول تنسيق جهود المعارضة في مواجهة كل القوى التي تقاتلهم ضمن معارك الساحل: تشكلت مؤخراً غرفة عمليات جمعت فصائل المعارضة التي ترابط على أرض الساحل السوري مع جبهة النصرة، وتضم كلاً من فرقة أبناء القادسية، والفرقة الأولى، وأحرار الشام، وأنصار الشام، وكتائب فيلق، وكتائب اللواء العاشر.

وأردف المتحدث بما يخص دعم الفصائل المعارضة القريبة من منطقة الساحل فقال: «المؤازرات كانت ضعيفة جداً، ولقد توقعنا مؤازرة من فصائل الداخل، ومن قبل جيش الفتح على وجه الخصوص، وخاصة بعد أن زار القاضي ضمن غرفة عمليات جيش الفتح «الشيخ المحسيني» جبهة الساحل ووعدنا خيراً، بيد أن الجيش في الواقع لم يلبي نداء الاستغاثة».

وفيما يخص الوضع الميداني ضمن معارك الساحل قال الرائد قنيفدي: هناك تقدم لقوات النظام والميليشيات الداعمة له على كافة الأصعدة، فقد خسرنا الكثير من المناطق في كل من جبل الأكراد وجبل التركمان، والساحل بات في خطر بشكل فعلي. وفي سؤال له حول نسبة المناطق التي خسرتها المعارضة السورية المسلحة خلال الشهر الأخير فقط قال قنيفدي: خسرنا حوالي 15% من المناطق التي نسيطر عليها، وتضم جبل الزاهية في جبل التركمان، وجبل الزويك القريب من برج القصب، وجب الأحمر الواقع في جبل الأكراد، لكن الخطورة هي سقوط الدفعات الأولى «الخطوط الأولى» لنا، والتي بسقوطها يستطيع النظام ومن يسانده أن يسيطر على أغلب المنطقة «نيرانياً»، ولا يوجد لدينا الإمكانيات السريعة لحفر الخنادق والمتاريس كما هو الحال عند قوات النظام.

وتابع القائد الميداني معتبراً معارك الساحل، «معارك قمم» وشرح أن سقوط أي قمة يسيطر عليها أحد الأطراف، فإن ذلك يعني سيطرة الطرف الأقوى على مجموعة قرى تشرف عليها القمة الخارجة عن السيطرة.

وأشار إلى أن قمم الساحل التي تشكل خطوط المعارضة السورية الأولى، هي أعلى قمم في المنطقة، ومنها كفردلبة والقصب، والمغيرية وعكو، منوها إلى أن تحرير جبل النوبة قبل يومين، أعطى الثوار دفعة معنوية قوية، ستدفع بهم للسيطرة على مناطق أخرى خلال الأيام القادمة، على حد قوله.

وطالب القيادي جميع الكتائب بضرورة رص الصفوف، ووجه نداء إلى فصائل الداخل التي تملك السلاح الثقيل بالتوجه إلى الساحل وخص بالذكر جيش الفتح وقال: الخنادق الحالية استغرقت عدة أيام ونحن نعمل في حفرها، معتبراً نقص الآليات والعتاد الثقيل هو السبب الأول في وقوع الكثير من الشهداء والجرحى، وقال: «العتاد الثقيل يغني عن الرجال».

وتحدث الرائد عن المخاطر المحدقة بجبهة الساحل فقال: «بعد تحرير مصيف سلمى في منطقة جبل الأكراد، انطلقنا لتحرير ربيعة في جبل التركمان، وبعدها عملنا على تحرير بداما والناجية والشغر، وشاركنا في تحرير جسر الشغور والغاب وجزء من ريف إدلب، فمحاولة النظام السوري السيطرة على مصيف سلمى يعني سقوط هذه المناطق كلها تلقائيا، وانتصار النظام في المنطقة القريبة من الحاضنة الشعبية له، ليكونوا في مأمن عن المعارك الدائرة، ويكون هو الأقوى في أي مفاوضات قد تحدث».

 

22 يناير موعد المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام

عبسي سميسم

حدد فريق الأمم المتحدة موعد انطلاق عملية المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة السورية، في 22 كانون الثاني/ يناير 2016 في جنيف بسويسرا، وفق ما كشف مصدر من داخل المعارضة السورية لـ “العربي الجديد”.

ويأتي ذلك تطبيقاً لقرار مجلس الأمن 2254، الذي نص على خارطة طريق للحل السياسي في سورية ووقف إطلاق النار.

وطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأن “يقوم من خلال مساعيه الحميدة، وجهود مبعوثه الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بدعوة ممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى الدخول على وجه السرعة في مفاوضات رسمية، بشأن عملية انتقال سياسي، مستهدفًا أوائل شهر يناير/ كانون الثاني المقبل”.

كما دعا القرار، الأمين العام، إلى أن “يقود وبالتشاور مع الأطراف المعنية، الجهود الرامية إلى تحديد سبل وقف إطلاق النار، ومواصلة التخطيط لعملية سياسية بقيادة سورية”.

وشدد قرار المجلس على “الحاجة إلى آلية لرصد وقف إطلاق النار، والتحقق منه، والإبلاغ عنه، ويطلب من الأمين العام، أن يقدم إلى مجلس الأمن، تقريراً عن الخيارات المتاحة بشأن آلية تحظى بدعم جميع أعضاء المجلس”.

 

صحف إسرائيلية: إيران صاحبة القرار بالرد على اغتيال القنطار

القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد

أبرزت الصحف الإسرائيلية في تغطيتها، اليوم الإثنين، لتداعيات وخلفيات عملية اغتيال الأسير اللبناني المحرر، سمير القنطار، ثلاثة محاور أساسية استعانت بها لتغطية العملية، الوجود الروسي في سورية، والنشاط الإيراني في سورية، وتوفر معلومات لإسرائيل عن نية القنطار بحسب مصادر غربية (حسب ادعاء الصحف الإسرائيلية)، تنفيذ عملية كبيرة، مع فتحها لملف العلاقة بين القنطار وكل من حزب الله والنظام السوري.

على صعيد الدور الروسي، أو عدم التحرك الروسي لمواجهة الغارة، أو اعتراض الصواريخ التي تم بواسطتها قصف المبنى الذي تواجد فيه القنطار، اعتبرت الصحف الإسرائيلية بشكل واضح لا لبس فيه، أن “الروس كانوا على علم بالعملية، أو على الأقل كان يفترض فيهم أن يعلموا، بفعل ما لهم من شبكات إنذار ورصد تكنولوجية عالية، وأيضا نصب بطاريات صواريخ إس 400، عن إطلاق الصواريخ”. وبالتالي فإن عدم تحركهم يشير إلى أنهم كانوا على علم بهوية المبنى المستهدف.

عاموس هرئيل، في “هآرتس” رأى أن “سؤال ماذا عرف الروس عن عملية الاغتيال سيظل مطروحا بالتأكيد في إيران، وفي صفوف “حزب الله” إذ إنه على الرغم من أن الوجود الروسي في سورية، جاء بالأساس لحماية النظام وحلفائه في الحرب الدائرة في سورية، إلا أن نظام بوتين لا يخفي رفضه واشمئزازه من التطرف الإسلامي أيا كان نوعه”.

كما اعتبر هرئيل أن “هذا يشكل عمليا رسالة غير سهلة سيكون من الصعب على النظام السوري أن يهضمها، خاصة وأنه على الرغم من أن التواجد السوري يقيد حركة الطيران الإسرائيلي الحربي في شمال وغربي سورية، إلا أنه لا يعترض النشاط الإسرائيلي في جنوب سورية، وحتى وإن كان ذلك مجاورا لدمشق”.

وفي السياق الروسي نفسه كتب ألكس فيشمان “إن الوجود الروسي في سورية، يشكل أيضا عامل كبح يمكنه أن يفرض على حزب الله تخفيف حدة الرد. فتح مواجهة مع إسرائيل لا يخدم اليوم المصالح الروسية في سورية، وإذا كانت إسرائيل هي من اغتالت سمير القنطار فإن الروس وبفعل القدرات التكنولوجية التي يملكونها عرفوا عن العملية عند تنفيذها، والدليل على ذلك هو الصمت الذي تتلفع فيه موسكو، تماما مثلما سبق لها أن تجاهلت العمليات الثلاث المشابهة للقصف في سورية، والتي تم نسبها لإسرائيل”. ​

ولعل أكثر ما يلفت النظر في التغطية الإسرائيلية هو حديث “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت” وموقع “والاه” عن تدهور في العلاقات بين القنطار من جهة وقيادة حزب الله والنظام السوري من جهة ثانية، خاصة بعد اغتيال جهاد مغنية مطلع العام الحالي، وفشل سمير القنطار بحسب الصحف الإسرائيلية، ببناء شبكة خلايا تقوم بعمليات ناجحة خلف الحدود الإسرائيلية، مما أسفر عن إهمال الطرفين للقنطار، وتوجه الأخير لبناء علاقة متينة مع إيران والتنسيق مع فيلق القدس في الجولان، وتلقي الدعم المالي والعسكري من الحرس الثوري الإيراني”.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد بحسب الصحف الإسرائيلية، إذ زعمت “يديعوت أحرونوت” أن القنطار كان يشكل بالنسبة للنظام السوري ولحزب الله، مصدر قلق لتخوف الطرفين من قيامه بعمليات نوعية قد تورطهما في مواجهة مع إسرائيل، خاصة بعد أن شكل القنطار “لجان الدفاع القومية السورية” وبات يعمل كطرف مستقل في الجولان.

ومع التأسيس الإسرائيلي في كل من “يديعوت أحرونوت” و”هآرتس”، وموقع والاه ومواقع إسرائيلية أخرى للعلاقة الجديدة بين قنطار وبين الحرس الثوري الإيراني، يجد عاموس هرئيل سهولة في الانتقال للتحديد أن إيران عمليا ستكون الطرف الذي سيقرر هل سيكون رد على عملية اغتيال القنطار أم لا”. مع إشارته هو وأليكس فيشمان (في يديعوت أحرونوت) وآفي سيسخاروف في والاه، ويوسي يهوشاواع (يديعوت أحرونوت) في أكثر من موقع إلى أن “سمير القنطار، ليس جهاد مغنية، وعلى الرغم القطيعة بينه وبين كل من النظام السوري وحزب الله” إلا أن الرمزية التي يحملها، هي التي قد تدفع حزب الله إلى القيام برد، وإن كان هذا الرد سيبقى محدودا لتفادي مجازفة رد إسرائيلي واسع النطاق”.

وفي هذا السياق زعم رون بن يشاي، أن “إطلاق الصواريخ أمس باتجاه إسرائيل كان من فعل الجبهة الشعبية القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل، وليس من قبل حزب الله”، مشيرا إلى أن النظام السوري لم يجتهد في إبراز اتهام لإسرائيل بتنفيذ العملية.

 

بعد يومٍ دامٍ شمالي سورية.. غارات روسية كثيفة بحلب

أحمد حمزة

سقط جرحى من المدنيين، في محافظة حلب صباح اليوم الإثنين، بغارات روسية كثيفة، طاولت ريفي المدينة الجنوبي والغربي، بعد يومٍ شهد مجازر راح ضحيتها عشرات المدنيين في ريف حلب ومدينة إدلب.

وقال الناشط الإعلامي المتواجد بريف حلب الجنوبي، علاء الحلبي، لـ”العربي الجديد”، إن “الطائرات الحربية الروسية، أغارت منذ صباح اليوم على قرى وبلدات عديدة بمحيط أوتستراد حلب ـ دمشق الدولي، وخصوصاً خان طومان، الزربة، برقوم، تل حدية”.

وكان ريف حلب الجنوبي قد شهد أمس معارك عنيفة، تزامنت مع نحو ستين غارة روسية، منحت مليشيات النظام التقدم في بلدة خان طومان وقرية القراصي.

في هذا السياق نشر الحساب الرسمي لـ”فيلق الشام” في موقع “تويتر” مساء أمس، صورة لشخصين بزي عسكري، قال إنهما يحملان الجنسية الإيرانية، وتم أسرهما في المعارك التي دارت بمحيط بلدة خان طومان.

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية بريف حلب الغربي ظهر اليوم، أن “قصفاً روسياً أسقط جرحى مدنيين، في قرى بشنطرة و كفرداعل بريف حلب الغربي، فيما ذكر “مركز حلب الإعلامي”، أن “طائرات العدوان الروسي استهدفت بلدتي كفر ناها وخان العسل في ريف حلب الغربي بالصواريخ الفراغية، صباح اليوم الإثنين”.

وكان ذات المصدر قد أكد مساء أمس، سقوط “15 شهيدا جراء قصف طائرات الاحتلال الروسي بلدة كفرناها في ريف حلب الغربي” و”خمسة شهداء وعدة جرحى إثر غارة جوية من طائرات الاحتلال الروسي على مدينة الباب” بريف حلب الشرقي.

وفي محافظة إدلب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، إن “طائرات حربية يرجح أنها روسية قصفت مناطق في قرية الرامي بجبل الزاوية”.

وشهد مركز المحافظة أمس، يوماً دامياً، بعدما خلفت الغارات الروسية ما لايقل عن خمسة وأربعين قتيلاً ونحو مئة وخمسين جريحاً، في القصف الذي استهدف أحياءً سكنية، ومرافق خدمية في المدينة.

 

#‏احكيها_صح: “اسمها ثورة… مو حرب طائفيّة ولا أزمة”

إعداد: مكتب بيروت – العربي الجديد

أطلقت صفحة “شبكة الثورة السورية” على “فيسبوك” حملة “#احكيها_صح” لتصحيح المفردات المتداولة حول الثورة السورية والأخبار عنها في الإعلام. ونشرت الصفحة صوراً مركّبة تُشير إلى بعض العبارات التي يتم تداولها عن الأحداث في سورية، مع تصحيحها.

وتظهر في الصورة الأولى، خلفية لمتظاهرين وكُتب عليها “اسمها ثورة، مو حرب طائفية ولا أزمة”. وفي صورة أخرى: “اسمه داعش، مو الدولة الإسلامية ولا التنظيم”. وفي صورة ثالثة: “اسمها ميليشيات الأسد، مو جيش الدفاع”، وفي صورة رابعة: “اسمه معتقل، مو سجن”. وفي صورة خامسة: “اسمه الجيش الحر، مو فصائل جهادية ولا مسلّحين”. وفي صورة أخرى أيضاً، علم الثورة السورية، وكُتب “اسمه علم الثورة… مو العلم الأخضر ولا علم الاحتلال الفرنسي”. وظهر في صورة أخرى شخص مُمدّد على الأرض وكُتب عليها “اسمه شهيد… مو قتيل”.

وانتشرت ملصقات الحملة بشكل كثيف على “فيسبوك” تحديداً، حيث تداولها ناشطون معتبرين أنّ هذه المصطلحات هي التي يجب استخدامها.

 

انتهاء الهدنة في معضمية الشام.. وقوات النظام تحاول اقتحامها

معاوية حمود

أنهى النظام السوري العمل بإتفاقية الهدنة في معضمية الشام، الأحد، وبدأت قواته بتفيذ عملية عسكرية ضخمة على الجبهة الغربية في المدينة، بمشاركة أعداد كبيرة من الميليشيات الأجنبية.

 

الإعلان عن العمل العسكري، جاء على لسان مراسل وكالة “لايف نيوز” الروسية، الذي رافق قوات النظام في المنطقة، وقال بإن “الجيش السوري سيبدأ تطهير المنطقة” ممن وصفهم بـ”المتطرفين الذين يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية”.

 

المعارضة المسلحة خاضت معارك عنيفة للحفاظ على مواقعها، ولكن غزارة النيران المستخدمة من قبل قوات النظام، وإستخدام كاسحات الألغام وعدد كبير من الدبابات، مكنت قوات النظام والمليشيات من التقدم، بإعتماد سياسية الأرض المحروقة، وإستهداف المنطقة بمئات البراميل المتفجرة، والقصف المدفعي العنيف.

 

خطوط الجبهة القريبة من مطار المزة العسكري، ساعدت قوات النظام في تقدمها الأخير. ولا تستغرق الطائرات سوى دقائق قليلة حتى ترمي حمولتها وتعود إلى مطار المزة العسكري للتذخير من جديد، وهذا يفسر إلقاء أعداد هائلة من البراميل خلال ساعات قصيرة، في حين لا تملك قوات المعارضة رشاشات ثقيلة مضادة للطيران، تعرقل عملية التذخير السريع للطائرات والحوامات.

 

كما أن حرق بساتين معضمية الشام، في الجهة الغربية من المدينة، جعل من خطوط التماس مكشوفة بشكل مباشر على مرابض مدفعية “الفرقة الرابعة” وعربات “الشيلكا” المتمركزة في الجبال المطلة على المدينة، ولا تبعد سوى أقل من ثلاثة كيلومترات عن نقاط الإشتباك. وهذا عامل أخر أفاد قوات النظام بشكل كبير في المنطقة، ولا يملك مقاتلو المعارضة السورية المسلحة أي أسلحة نوعية، بل يعتمدون في مقاومتهم على السلاح الفردي الخفيف في ظل نقص حاد في الذخيرة.

 

الأهداف الأولية لقوات النظام هي السيطرة على الساتر الترابي الموجود بين داريا والمعضمية، بعدما فُرض على أهالي معضمية الشام إقامته في تموز/يوليو 2015، بعد تخييرهم بين البراميل والإبادة وإستمرار الحصار، أو إنشاء الساتر. وقبلت قوات المعارضة هذا الطلب، خوفاً على حياة عشرات الألاف من القاطنين في المعضمية.

 

قوات النظام وصلت إلى نقاط متقدمة، رغم أن وتيرة الإشتباكات لم تهدأ حتى اللحظة. وفي حال تمكنت قوات النظام من السيطرة على الساتر الترابي بين المدينتين، فذلك قد يعني إمكانية السيطرة عليهما عسكرياً، خلال فترة قصيرة.

 

وكانت مفاوضات الهدنة في معضمية الشام مع “الفرقة الرابعة” التابعة للعميد ماهر الأسد، قد جرت أواخر العام 2013. حينها قدمت “الفرقة الرابعة” عرضاً للمدينة بوقف إطلاق النار من الطرفين، وفك الحصار عنها، مقابل عدم السماح بدخول المقاتلين الذين قد يصلّون من درعا وخان الشيح، أو “المتطرفين” بحسب مدير مكتب ماهر الأسد، العميد غسان بلال.

 

ووافقت “لجنة معضمية الشام” على ذلك الإتفاق. ثم طلبت “الفرقة الرابعة” من الأهالي رفع علم “النظام” فوق أعلى مبنى قائم في المعضمية، بعدما سوت بالأرض جميع مآذن وأبنية المدينة، ولم تبقَ سوى أنقاض خزان ماء قائمة لتحتضن العلم. ومقابل رفع العلم وافقت “الفرقة الرابعة” على بدء الإفراج عن المعتقلين وفتح الطرقات وإنهاء التوتر الطائفي، بشكل كامل، عبر الضغط على الميليشيات العلوية المسلحة القاطنة في الحي الشرقي من المدينة، لوقف إستهداف أهالي مدينة معضمية الشام.

 

في الأيام التي تلت الإتفاق، أعطيت مجموعة من أبناء معضمية الشام صلاحيات واسعة، للحركة عبر الحواجز، لإعادة أهالي المدينة إلى ما تبقى من أبنية مدمرة، مع التعهد بإعادة جميع أنواع الخدمات للمدينة.

 

النظام لم ينفذ أياً من بنود الإتفاق، بل زادت الإعتقالات، وزُج بعشرة آلاف مدني في المعضمية داخل حصار خانق، كورقة ضغط على المعارضة المسلحة، ودروع بشرية، يمنع عنهم الطعام والشراب. أهل المعضمية عاشوا هدنة العامين الماضيين، بلا وقود أو أدوية، في ظل ظلام دامس بلا كهرباء.

 

وفي الوقت الذي كانت تقتحم فيه الدبابات المدينة تحت القصف العنيف، الأحد، كانت قافلة من “اليونيسيف” تقف على أبواب الحي الشرقي الذي تسكنه الطائفة العلوية، وتسيطر عليه قوات النظام والميليشيات الطائفية، لتقدم مساعدات دراسية للأطفال المحاصرين في الحي الغربي، والذين يقدر عددهم بالألاف. وحصل كل طفل على حقيبة مدرسية تحتوي على عشرة دفاتر مدرسية، وقطعتين من البسكويت، ودفتر للتلوين وعلبة ألوان، وقطعتي صابون. وبعدها عاد الأطفال إلى الحي الغربي الذي يتعرض للقصف والإقتحام.

 

“الفرقة الرابعة” أرسلت إلى المدينة رسالة عبر وسيط، تقول فيها بإنها لا تستهدف المدينة، بل تريد فقط السيطرة على الساتر الترابي، على الرغم من أن إتفاق الهدنة ينص على أن حماية الساتر هي من مسؤولية أبناء المدينة، وهم من يسيطرون على النقاط فيها. ولكن قوات النظام خرقت الإتفاق من جديد، بحجة أن أبناء مدينة معضمية الشام لا زالوا يؤازرون المقاتلين في داريا، مقدمين لهم الغذاء والمحروقات، المفقودين أصلاً في المعضمية.

 

وتنتشر في أوساط المعضمية الآن، شائعات تقول بإن خطة مماثلة لما جرى في حي الوعر الحمصي، ستطبق في المعضمية، لإخلاء الثوار. وتسود حالة رفض كبيرة عند أغلب المقاتلين وعوائلهم، لاحتمال كهذا، لأنهم من أبناء المدينة الأصليين، ويرتبطون بها منذ مئات السنين.

 

وما يثير الدهشة، أن العملية العسكرية حدثت في مدينة يسوّق لها النظام كنموذج للتعاطي السياسي، في “الأمم المتحدة” والمنظمات الدولية، وذلك بعد يوم واحد من قرار مجلس الأمن الدولي “2254” حول سوريا، والذي يقضي بالعمل على وقف إطلاق للنار.

 

قوات النظام تتقدم باتجاه الطريق الدولي حلب-دمشق

خالد الخطيب

سيطرت قوات النظام وحشد الميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية، على قرى وبلدات القراص والخالدية ومعرانة وخان طومان في ريف حلب الجنوبي الغربي، بالإضافة إلى تلة العمارة ومستودعات خان طومان العسكرية. وذلك بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة بين قوات النظام والمعارضة، الأحد، وسط قصف مدفعي وصاروخي مكثف طال المواقع المستهدفة بالإضافة إلى الإسناد الجوي الذي وفرته المقاتلات الحربية الروسية، التي نفذت أكثر من خمسين غارة على مواقع متفرقة بالقرب من خطوط الاشتباك وعلى جانبي الطريق الدولي حلب-دمشق.

قوات النظام وحشد الميليشيات كانت قد تسللت، فجر الأحد، لمسافة 5 كيلومترات، عبر المناطق الزراعية التي تفصلها عن القراص وخان طومان، وهي مناطق خالية من تواجد للمعارضة، لتصل طلائع قواتها إلى المنازل المحيطة بالمواقع المستهدفة، مع ساعات الصباح الأولى. ومن هناك كانت بداية المعارك العنيفة التي استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل الأحد-الإثنين، والتي أسفرت عن تمكن القوات المهاجمة من رصد الطريق الدولي نارياً، وقطعه بشكل شبه كامل أمام المعارضة.

 

مدير المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن” بأن المعارضة تعرضت لخسارة كبيرة في المواقع والمقاتلين خلال الساعات الماضية، على أكثر المحاور حساسية في ريف حلب الجنوبي، ما دفعها لشن هجوم معاكس على مواقع قوات النظام والميليشيات لاسترجاع ما خسرته.

 

الهجوم المعاكس للمعارضة، وفق الحسين، لم يحقق تقدماً كبيراً على الأرض، لكنه قلل من خطر قوات النظام التي حاولت متابعة الزحف باتجاه نفق أبو شيلم ومطاحن الذاكري. كما تمكنت المعارضة من قتل ثلاثين عنصراً من قوات النظام والميليشيات، وأسرت عنصرين إيرانيين تابعين لمليشيا “الحرس الثوري”، ودمرت خمس آليات عسكرية بينها مدرعة بصواريخ مضادة للدروع “تاو”، واغتنمت سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة.

 

وأشار الحسين إلى أن أغلب قتلى الميليشيات هم من “حركة النجباء” العراقية التي وضعت كامل ثقلها على المحاور الشمالية الغربية في خان طومان، ويرجع ذلك لأسباب أبرزها محاولة الوصول إلى مناطق سيطرتها وانتشارها في الجبهات الغربية غربي الطريق الدولي؛ في حلب الجديدة والراشدين والأكاديمية العسكرية ومدرسة الحكمة، والتي تعتبر من أهم النقاط العسكرية التي تنشط فيها حركة “النجباء” وتنطلق منها أغلب عملياتها العسكرية.

 

العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام والميليشيات على جبهات جنوب غربي حلب، في القراص وخان طومان، تزامنت مع عملية مماثلة في الجهة المقابلة على جبهة الراشدين الخامسة، والتي تقع إلى الغرب من الطريق الدولي، بهدف الالتفاف على الطريق وارباك المعارضة وتطويقها.

 

وأشار قائد “غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، إلى أن قوات النظام وحشد الميليشيات، حاولت التقدم على محاور حلب الغربية، من مدرسة الحكمة باتجاه حي الراشدين والوحدة الخامسة، بالتزامن مع المعارك التي كانت تشهدها الجبهات الجنوبية، لكن المعارضة تمكنت من التصدي لهم في الراشدين، وكبدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة، على الرغم من القصف الجوي والمدفعي العنيف الذي تعرضت له مواقعها. وقتلت المعارضة أكثر من عشرة عناصر ودمرت مدفعين رشاشين عيار 14.5.

 

وقال النقيب أمين، لـ”المدن”، إن الجبهات الغربية والجنوبية من حلب باتت قريبة جداً بعد تقدم قوات النظام، وعلى المعارضة أن تدفع بتعزيزات أكبر للتصدي للقوات المهاجمة. فالمعارك اليوم لم تكن بالمستوى المطلوب وحجم الخطر المتمثل بإشراف قوات النظام على الطريق الدولي، بعدما أصبحت على بعد كيلومترين منه، ما يعني أن الأسلحة الرشاشة المتوسطة يمكنها رصد تحركات المعارضة، ومنعها من استخدام الطريق الاستراتيجي.

 

وأوضح النقيب أمين، بأن رد فعل المعارضة كان بطيئاً، بحيث سمحت لقوات النظام والميليشيات بالتمركز داخل المواقع التي سيطرت عليها، الأمر الذي يصعب على المعارضة عملية استعادتها في العملية العسكرية المرتقبة. وحينها ستكون قوات النظام قد مدت طريقاً اسفلتياً إلى خان طومان، لتتدفق التعزيزات بسهولة، وينطلق منها نحو التقدم الجديد.

 

المعارضة من مختلف الفصائل والكيانات: “جيش الفتح” و”جيش النصر” و”فتح حلب”، لم توفر أي جهد تستطيع تقديمه إلا وزجت به في معاركها جنوبي حلب، لكن النظام ومن خلفه روسيا وحشد الميليشيات الطائفية، لم تتقدم حتى دمرت المناطق بشكل شبه كامل، بفعل صواريخ أرض-أرض والقصف الجوي، ولم تكن المواجهة بين قوتين متعادلتين من حيث العتاد والذخيرة الحية وجهاً لوجه.

 

وبعدما وصلت المعارك إلى الأحياء الغربية في الراشدين وجمعية الزهراء، أصبحت مخاوف المعارضة الحلبية أكبر، وبدأ النظام يحرك تلك الجبهات بالتزامن مع معارك الجنوب، ولا يفصل تلك الجبهات عن بعضها سوى الطريق الدولي حلب-دمشق. وبمجرد أن يتمكن النظام من قطع الطريق، ستتمكن قواته من تهديد معاقل المعارضة غربي حلب بشكل مباشر.

 

واستمرت المعارك، الإثنين، على المحاور الجنوبية في محيط خان طومان، في ظل قصف جوي روسي مكثف، طال مواقع المعارضة بالقرب من خطوط الاشتباك، وفي حي الراشدين والجبهات الغربية. كما نفذ الطيران المروحي التابع لقوات النظام أكثر من عشر طلعات جوية على المنطقة، ألقى خلالها أكثر من ثلاثين برميلاً متفجراً.

 

وشهد حيي سيف الدولة والإذاعة، فجر الإثنين، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة، التي تصدت لمحاولات تسلل. وتخلل الاشتباكات قصف متبادل بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقالت المعارضة إنها تمكنت من قتل أكثر من عشرة عناصر لقوات النظام وأفشلت هجومها.

 

روسيا تتهرب من الإجابة عن مقتل القنطار

وضع استهداف إسرائيل، ليل السبت الماضي، للقيادي في حزب الله سمير القنطار بغارة جوية في مدينة جرمانا في ريف دمشق، القيادة الروسية في موقف حرج، جعلها تبدو عاجزة عن تقديم أي إجابات حول ما إذا كانت اسرائيل قد أبلغتها بنيتها استهداف القيادي البارز، نتيجة للتفاهمات التي توصل إليها الطرفان وأفضت إلى تنسيق عسكري بينهما.

 

ورفض الكرملين، الاثنين، التعليق على مقتل القنطار ومجموعة من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني. وأحالت القيادة الروسية الإجابة عمّا إذا كانت إسرائيل قد نسقت مع روسيا في هذه العملية من خلال خط الاتصال الساخن بين تل أبيب ومركز العمليات الروسي في مطار باسل الأسد (حميميم) في ريف اللاذقية، إلى وزارة الدفاع الروسية.

 

وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “كما تعرفون هناك آليات لتبادل المعلومات بين هيئتي الأركان (في الجيشين الروسي والإسرائيلي)، ويجب إحالة الأسئلة حول ما إذا كانت هناك أي معلومات قدمت مسبقاً من جانب إسرائيل، إلى الزملاء العسكريين”.

 

من جهة ثانية، دافع بيسكوف عن العملية العسكرية الروسية في سوريا أمام التقرير الصادر عن منظمة “هيومان رايتس ووتش”، الذي ندد بالاستخدام المتزايد من قبل روسيا للقنابل العنقودية خلال قصفها للمناطق السورية. واعتبر بيسكوف أن العملية الجوية الروسية في سوريا تراعي القانون الدولي.

 

ورداً على ما جاء في تقرير  المنظمة، الذي تحدث عن توثيق أكثر من 20 حالة من القصف العنقودي المحرم  منذ بدء العملية الجوية الروسية في سوريا أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، قال بيسكوف: “تجري روسيا عملياتها دائماً بمراعاة صارمة لمبادئ وأحكام القانون الدولي، ولاسيما جميع القوانين الدولية المتعلقة بقواعد استخدام أو حظر استخدام أنواع معينة من الأسلحة. ولا يجوز أن تظهر لدى أحد أي شكوك بهذا الشأن”.

 

في السياق، بدأ وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، محادثات مع نظيره الروسي سيرغي شويغو في موسكو، حول إمكان توسيع أفق التعاون العسكري بين البلدين في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتقاسم المعلومات الاستخبارية في هذا الشأن.

 

وقال وزير الدفاع الفرنسي للصحافيين قبيل توجهه إلى روسيا، الاثنين، إنه سيحث الجانب الروسي خلال زيارته على توسيع عمليته العسكرية ضد تنظيم “داعش” في سوريا. وأكد لودريان على أن المحادثات مع نظيره الروسي ستركز على جملة من القضايا، منها بحث قائمة التنظيمات في سوريا التي تعتبرها موسكو وباريس إرهابية. وبحث سبل تنسيق وتبادل المعلومات لتجنب الصدام بين الطائرات العسكرية الروسية والفرنسية في الأجواء السورية. بالإضافة إلى تنسيق المعلومات الاستخبارية حول تنظيم “الدولة” وعناصره من الأصول الفرنسية والروسية.

 

وكان وزير الدفاع الفرنسي قد بحث أجندة محادثاته المرتقبة في موسكو مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر هاتفياً، حسب ما أوضح متحدث باسم البيت الأبيض. وقال إن الاتصال جرى بمبادرة أميركية، حين اتصل كارتر مع لودريان، خلال زيارته حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” المتواجدة قبالة سواحل سوريا. ودار محور المحادثات حول ضرورة تركيز روسيا في عملياتها في سوريا على ضرب تنظيم “داعش”.

 

في موازاة ذلك، تحاول الصين أن تدخل كطرف دولي جديد يرغب في أن يكون لاعباً مؤثراً على المحادثات المرتقبة بين المعارضة السورية والنظام، في إطار المساعي الدولية الهادفة إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين تريد استضافة جولة مفاوضات سلام بين كل من ممثلي الحكومة السورية والوفد المفاوض من المعارضة.

 

إعلان بكين جاء خلال مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم الخارجية هونغ لي، الاثنين، قال فيه إن “وزير الخارجية وانغ يي شارك في الاجتماع الوزاري الثالث حول سوريا في نيويورك (يوم الجمعة الماضي)، وأعلن أن الصين ستدعو ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لزيارة بكين، وذلك من أجل المساهمة في عملية التسوية السياسية للأزمة”. وأشار المتحدث إلى أن وزارة الخارجية ستكشف قريباً عن تفاصيل إضافية حول اقتراحها وحول موعد المفاوضات المحتملة.

 

مقتل ضباط ايرانيين مع القنطار..يدعم فرضية الاختراق الروسي

علي دياب

توجهت الأنظار غداة الغارة الإسرائيلية على جرمانا في ريف دمشق، ليل السبت، إلى مقتل القيادي في مليشيا “حزب الله” سمير القنطار، إلا أن السؤال الأهم، الذي ظلّ معلقاً: من كان حاضراً مع القنطار؟

 

 

مصدر مطلع، قال لـ”المدن”، إن المبنى الذي تم استهدافه في حي الحمصي في جرمانا، هو أحد المقرات السريّة لسمير القنطار، ولم يكن أحد من سكان الحي يعلم بأن القنطار يتردد عليه. فالقنطار اعتاد القدوم متخفياً بدون مرافقة أو حراسة، وكذلك الأمر بالنسبة للقادة الإيرانيين والقادة من ميليشيا “حزب الله” الذين يقصدون المبنى.

 

وأفاد المصدر بأن العملية تمت بخمسة صواريخ متتالية، وانهار البناء بعد الصاروخ الثالث. واللافت بأن صوت الانفجارات، التي أحدثتها الصواريخ، كانت أشبه بأصوات قذائف الهاون. وتداولت صفحات محلية معنية برصد القذائف، مؤيدة للنظام، في مواقع التواصل الإجتماعي، أن قذائف هاون سقطت في المنطقة.

 

وحتى الآن، لا يمكن للمصدر التأكيد على أن هذه الصواريخ جاءت نتيجة غارة للطيران الاسرائيلي، أم عبر صواريخ موجهة، وذلك على الرغم من تزامن العملية مع استهداف “الفوج 90” في القنيطرة.

 

وصرّح المصدر لـ”المدن”، بأن العملية أسفرت عن مقتل عدد من القادة من مليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، ممن يُسمون بـ”الحجاج”، بالإضافة إلى قادة من مليشيا “حزب الله”.

 

أهم القادة الذين تمّ تأكيد مقتلهم: قائد “الحرس الثوري” في المنطقة الجنوبية الحاج أبو ساجد، والذي يعد أكبر مسؤول إيراني في الجنوب السوري.

 

والشخصية الثانية هي القيادي في “الحرس الثوري” الملقب بـ”الحاج الألماني”، وهو المسؤول عن مدرسة عقربا، في ريف دمشق، والواقعة تحت سيطرة النظام، والتي تم تحويلها إلى مركز تدريب لعناصر “الحرس الثوري” و”حزب الله”.

 

وكان “الألماني” قد خرج من عقربا سراً، وغيّر موقعه، بسبب مخاوف لديه، بعد طلب خبراء روس زيارة مقره. حينها اعتذر “الألماني” عن استقبال الخبراء، بعد تصاعد التوجسات لدى قادة “الحرس الثوري” المتعلقة بالقصف الروسي لغرفة العمليات الإيرانية، في ريف حلب الجنوبي، منذ شهرين، بـ”الخطأ”.

 

والشخصية الثالثة، هي الحاج الملقب بـ”الإسباني”، وهو قيادي مهم في “الحرس الثوري”، لم يتمكن مصدر “المدن” من تحديد وظيفته ودوره في سوريا.

 

وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من الجثث، التي استمر التنقيب عنها حتى ساعات الصباح.

 

وعن كيفية رصد مقر الاجتماع في جرمانا، وتوقيته، يضيف مصدر “المدن” بأن هناك حالة من التأكد لدى الإيرانيين، بأن من يرصد تحركاتهم ويعطي إحداثياتهم للاسرائيليين، هم الروس، خاصة في ظلّ التنسيق الوثيق بين الطرفين. ويضيف المصدر بأن الشكوك حول اختراقات أمنية من قبل قوات النظام، بخصوص هذه الضربة، هي منخفضة، نتيجة التأكد من جميع الحاضرين، وعدم تسرب خبر الإجتماع إلى قوات النظام وأجهزته الأمنية، بسبب الثقة المعدومة بين الطرفين.

 

الضربة الإسرائيلية، ستكون بهذا المعنى، موجهة ضد إيران مباشرة، لا القنطار ولا “حزب الله”. كما أن التحالف الروسي-الإيراني، الذي تعرض لهزات ثقة سابقة في ريف حلب الجنوبي، يكون قد دخل مرحلة حرجة للغاية، بعد الضربة الإسرائيلية لمقر الاجتماع في حي الحمصي في جرمانا.

 

قيادة جديدة لـ”جبهة النصرة” في الجنوب السوري

بدأت “جبهة النصرة” في المنطقة الجنوبية، في محافظتي درعا والقنيطرة، إعادة ترتيب أوراقها من جديد. وقامت “النصرة” خلال الأيام الماضية، بعملية عزل ونقل لأهم قاداتها العسكريين والشرعيين، في المنطقة الجنوبية، ممن تواجدوا في المنطقة منذ الأيام الأولى لتشكيل الجبهة.

 

تصرُّف “النصرة” أثار استغراب الجميع، وترك عدداً كبيراً من إشارات الاستفهام، مع عدم صدور توضيحات رسمية لقراراتها. وأهم التطورات، تمثلت بعزل ونقل الشخصيتين الأبرز في المنطقة الجنوبية: “الشرعي العام” للجبهة الدكتور سامي العريدي، و”الأمير العسكري” إياد الطوباسي المعروف بأبو جليبيب.

 

والعريدي أردني الجنسية، وقد تسبب بالكثير من الانتقادات لـ”جبهة النصرة” في المنطقة الجنوبية، وبحسب بعض الناشطين، لم يكن العريدي يمتلك قاعدة شعبية، حتى بين العناصر التابعة لـ”النصرة” بشكل مباشر. أما الطوباسي المعروف بـ”أبو جليبيب”، فهو أردني أيضاً، ويشغل منصب “الأمير العسكري” للجبهة في الجنوب السوري.

 

وقد تم نقل العريدي والطوباسي، برفقة أبو ماريا القحطاني، وعدد من عناصر الجبهة، قُدّر بـ130 عنصراً، إلى إدلب في الشمال السوري، على شكل مجموعات صغيرة. وتم تعيين “المنسق العام” لـ”جيش الفتح” في الجنوب السوري، أبو أحمد أخلاق، زعيماً جديداً لـ”النصرة”. وأخلاق خلافاً لقادة “النصرة” السابقين في الجنوب، الأردنيين بمعظمهم، هو سوري ينحدر من منطقة التضامن في ريف دمشق.

 

وعرف عن أبو أحمد أخلاق، تواضعه وتقاربه مع الكثير من الفصائل، عندما كان يشغل منصب “أمير النصرة” في المنطقة الشرقية من درعا، في وقت سابق. واكتسبت “النصرة” حينها، زخماً كبيراً، وتمدد حضورها في المنطقة الجنوبية.

 

الناشط الاعلامي عبدالله الحريري، قال لـ”المدن”، إن “جبهة النصرة” كانت في البدايات هي الفصيل الأهم في الجنوب السوري، لكن ما لبث أن تراجع دورها بشكل كبير، وربما أصبح معدوماً في كثير من المناطق. وشهدت الجبهة مؤخراً انفصال عدد كبير من عناصرها، إثر الخلاف الحاصل، والاقتتال مع “لواء شهداء اليرموك”، لتنقسم الجبهة بين مؤيد للقتال ومعارض له، في ظل الدعوات لتوجيه سلاح الجبهة ضد قوات النظام أولاً. وهذا التراجع ربما شكّل سبباً مباشراً، فرض على “النصرة” ترتيبيات جديدة في المنطقة الجنوبية، من العزل إلى النقل.

 

ويتابع الحريري قائلاً: “بعد عزل الطوباسي والعريدي تصبح المنطقة الجنوبية خالية بشكل كامل، من أي عناصر أجنبية (غير سورية) ما يثير ارتياحاً كبيراً لدى الجميع، الذين باتوا يرفضون أي تواجد لهذه العناصر بأي شكل.

 

وأرجع ناشطون أسباب العزل إلى تراجع دور “جبهة النصرة” في الجنوب، وانضمام مقاتلين وقيادات منها إلى فصائل أخرى مثل “حركة أحرار الشام الإسلامية”. ومن المنشقين عن “النصرة” من عمل على تأسيس فصائل جديدة كـ”جند الملاحم”، الذين يقدر عددهم بأكثر من 500 مقاتل، جميعهم منفصلون عن “جبهة النصرة”.

 

ونقل ناشطون أن سبب العزل هو خلاف طويل استمر لأكثر من سبعة أشهر، بين أبو ماريا القحطاني والعريدي، انتقل على إثره أبو ماريا إلى إدلب مع مجموعة من العناصر. ومجموعة أبو ماريا كانت قد جاءت إلى درعا من دير الزور، في وقت سابق، بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المنطقة الشرقية من سوريا. وبعد رحيل مجموعة أبو ماريا إلى إدلب، عُزل العريدي وأبو جليبيب بقرار من زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني، وتم استدعاؤهم إلى إدلب حيث يقيم.

 

عضو “الهيئة المستقلة للإعلام” عمر المقداد، قال لـ”المدن”، إن دور الجبهة تراجع بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وهناك عدد من المدن لم يعد فيها للجبهة تواجد فعلي. كما أن قتال “النصرة” و”لواء شهداء اليرموك” المبايع لتنظيم “الدولة” سبّب ضعفاً كبيراً في عمليات “النصرة” العسكرية ضد قوات النظام في المنطقة الجنوبية، حتى كادت أن تتوقف نهائياً.

 

كما أن “الشرعي العام” للجبهة سامي العريدي، كان رجلاً متشدداً ومتفرداً في كثير من القرارات، ما أثار استياء الجميع.

 

مصدر مطلع قال لـ”المدن”، إن “جبهة النصرة” علقت أيضاً عملها داخل المحكمة الشرعية، منذ مدة، معترضة على عدد من القوانين، في محاولة للتفرد في قرارات المحكمة، وهذا أمر مرفوض في حوران من قبل جميع فصائل المعارضة.

 

التراجع في دور “جبهة النصرة” في الجنوب يترافق مع ضعف العمليات العسكرية وتوقفها، ما قد يكون دافعاً إضافياً لـ”النصرة” لإعادة ترتيب أوراقها من جديد، خاصة بعد رفض الكثير من الفصائل العسكرية في الجنوب، التعامل معها، في ضل التشدد في قراراتها، ومحاولة فرض إرادتها في كثير من المعارك التي تشارك فيها بشكل مباشر. الأمر الذي فرض عزلة كبيرة على “النصرة” ومشاركتها في المعارك.

 

كما أن عناصر الجبهة باتوا يرفضون توجد عناصر غير سورية في المراكز القيادية فيها، ويشكل هذا أحد أهم الأسباب في نقل القيادة الأردنية للجبهة، وتعيين سوريين بدلاً منهم. وبهذا قد تصبح القيادة الجديدة لـ”النصرة” قادرة على إعادة التواصل مع فصائل المعارضة، التي تثق وترتاح لسوريين في قيادة “النصرة” أكثر من العناصر غير السورية.

 

مقتل القنطار وشعلان: اسرائيل استهدفت اجتماعا موسعا في جرمانا

بعد الغارة اجتمع ضباط من “القصر الجمهوري”، مع الشيخ أبو حمود كاتبة، ورئيس البلدية تامر قسام (علي علوش)

ضربت مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق، مساء السبت، خمسة صواريخ استهدفت بناء “علي رزق” في حي الحمصي الشعبي، بالقرب من طريق المطار.

 

بعد الضربة التي يُعتقد بأنها غارة إسرائيلية، أقيم طوق أمني، في المكان المستهدف، ومُنع دخول أي شخص، حتى من قوات مليشيا “الدفاع الوطني” من أبناء جرمانا. ومُنع انتشال الجثث، حتى أتت قوات من جهاز “الأمن العسكري”، التي استخرجت عدداً من الجثث، وسط معلومات عن سقوط 12 جريحا أيضاً.

 

وعُرف أنه من بين القتلى القيادي في مليشيا “حزب الله” سمير القنطار، والذي أرسلت جثته إلى “مشفى الشامي” في العاصمة دمشق. والقنطار هو لبناني درزي، كان أسيراً سابقاً لدى إسرائيل، قبل أن يتم تحريره في صفقة تبادل مع مليشيا الحزب في العام 2008. وقد تحول القنطار إلى المذهب الشيعي، بعد اطلاق سراحه، وهو قيادي في ما يسمى “حزب الله السوري” الذي يستهدف تجنيد الأقليات السورية، لمقاتلة المعارضة المسلحة.

 

وأرسلت جثتان إلى مشفى “الراضي” في جرمانا، وتخصان قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في جرمانا فرحان الشعلان، وهو من مواليد الجولان، والثانية لمواطنه تيسير النعسو، الذي يعتقد بأنه قيادي في “المقاومة السورية لتحرير الجولان” التي أسستها مليشيا “حزب الله” قبل عامين. وكان الشعلان قد تسلم إدارة “الملعب البلدي” في جرمانا قبل 6 أشهر، وهو الموقع الذي يقيم فيه نازحون من مناطق سورية مختلفة، وعُرف عنه سوء المعاملة. في حين تم نقل بقية الجثث التي لم يُصرح عنها إلى مكان مجهول.

 

وتناقلت وسائل إعلامية موالية للنظام، في مواقع التواصل الاجتماعي، خبر استهداف جرمانا بصواريخ محلية الصنع أو “كاتيوشا” من قبل المعارضة، المتمركزة في بيت سحم أو وادي عين ترما. ولم تذكر تلك الصفحات أي خبر عن سمير القنطار، واكتفت بذكر مقتل قائد “الدفاع الوطني”.

 

لكن أهل جرمانا لم يصدقوا الروايات الرسمية، اعتماداً على التوقيت؛ فقوات المعارضة لا تقصف جرمانا بقذائف الهاون ليلاً، كي لا يتم كشف أماكن إطلاقها وتكون هدفاً لقصف قوات النظام. كما أن حجم الدمار الكبير الذي أصاب المبنى، ودقة الإصابة، تقع خارج امكانيات قوات المعارضة.

 

وتجمع الناس أمام مشفى “الراضي” في المدينة، وسط انتشار أمني كثيف، لمليشيا “الدفاع الوطني” وتم اقفال مدخل جرمانا من ناحية طريق المطار ومن ناحيتي الباسل والنسيم، بشكل كامل.

 

وبعد العملية، اجتمع ضباط من “القصر الجمهوري”، مع أحد زعماء جرمانا الشيخ أبو حمود كاتبة، ورئيس البلدية تامر قسام، في منزل الشيخ كاتبة، ولم تُعرف نتائج الاجتماع .

 

وبحسب معلومات خاصة، فإن سمير القنطار كان في اجتماع مع قائد “الدفاع الوطني” في المدينة، ليعرض عليه تقديم “حزب الله” تمويلاً مالياً لمليشيا “الدفاع الوطني” في جرمانا، بعدما قطع النظام الرواتب عن أفرادها خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى إرسالهم في بعثات تدريبية إلى إيران على تقنيات الأسلحة المتطورة. والعرض الذي قدمه القنطار للشعلان، تضمن أن تصبح مليشيا “الدفاع الوطني” في جرمانا، تابعة شخصياً للقنطار والحزب، دون المرور بسلطة النظام عليها، على ألا يقتصر دورها داخل جرمانا بل أن تشارك في عمليات خارج المدينة.

 

وكانت مليشيا “الدفاع الوطني” في جرمانا، قد توقفت عن المشاركة في عمليات عسكرية خارج المدينة، بعد إصدار مشايخ الدروز فتوى “إبعاد ديني” لكل من يقاتل خارج المناطق التي يعيشون فيها.

 

وسعت مليشيا “حزب الله” من خلال سمير القنطار، إلى تجنيد الشباب الدروز، في كتائب تابعة لها، فيما يسمى “حزب الله السوري”، الذي كان ينسق مع فرحان الشعلان، في جرمانا، والشيخ أيمن زهر الدين، في السويداء.

 

نعسان آغا: نقاشات بين الهيئة العليا للتفاوض وميستورا

القرار الأممي منح الروس شرعية أن تقتل وتبيد المدن

بهية مارديني

أعلن رياض نعسان آغا، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، التي انتخبها مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، في حوار مع “إيلاف”، أن المعارضة السورية لن تقبل أن يُفرض عليها عضو في الوفد التفاوضي الذي من المفترض أن يفاوض وفد النظام، والذي أنهت الهيئة تحديد أسمائه، وأضاف: “لكننا مقبلون على النقاش مع السيد ستيفان ديمستورا الموفد الأممي، وبعض الأشخاص الذين كان يجري الحديث بشكل غير رسمي عن الرغبة في حضورهم الى مؤتمر الرياض”.

 

قال الدكتور رياض نعسان آغا، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، أنه لا يريد أن يبدأ الحديث لـ”إيلاف” عن سلبيات قرار مجلس الأمن 2254 و”هي كثيرة جداً “.

 

وأضاف “لا أريد أن نبدأ عملنا مع المجموعة الدولية بشكل يوتر العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات وبين رعاة الحل السياسي”، موضحًا “لأن في المجموعة الدولية دولاً صديقة ندرك  أنها تريد حلاً عادلاً”.

 

ورأى أنه “تبدو الإيجابية الكبرى هي إعلان القرار التزاماً (بوحدة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية وطابعها غير الطائفي ) وهذا أمر مبدئي”.

 

انتقال سياسي

 

وأشار نعسان آغا الى  “أن القرار تحدث بوضوح عن عملية ( انتقال سياسي ) أي أنه أقر عملية التغيير الكامل ( عبر الانتقال من عهد إلى عهد جديد ) ، وكذلك شدد على أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل سوريا، بمعنى أن ( المجموعة الدولية لن تفرض على السوريين رؤيتها )”.

 

نعسان آغا الوزير السوري المنشق والدبلوماسي المخضرم، والذي تم انتخابه في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية كعضو الهيئة العليا للتفاوض، رأى أنه من الإيجابيات أيضاً “أن القرار قدّم مهلة شهر واحد للقيام بتدابير بناء الثقة، وكلف الأمين العام للأمم المتحدة  بتقديم تقرير حولها، كما قدم القرار التزاماً هامًا بدعمه لتعمير سوريا وتأهيلها بعد انتهاء النزاع”.

 

ومن المقرر أن تعلن الهيئة العليا للتفاوض رأيها في القرار الأممي في بيان اليوم، لكنه قال في معرض حواره مع “إيلاف”، كرأي شخصي الآن بوسعنا أن نتحدث عن بعض السلبيات الكثيرة التي خيبت أمل السوريين، وأبرزها من وجهة نظري “أن القرار اهتم بإرضاء روسيا قبل أن يهتم بإرضاء الشعب السوري”.

 

تنازلات خطيرة

 

واعتبر نعسان آغا” لقد تم تقديم  تنازلات خطيرة للروس الذين يفضلون مواطناً واحداً على ثلاثة وعشرين مواطناً سوريًا، وهذا ما سيجعل القرار يطمس أهم مطالب الشعب السوري وهو الانتقال من عهد إلى عهد ، وقد يجعل المفاوضات مجرد فرصة زمنية لروسيا كي تتمكن من استعادة المناطق التي تسيطر عليها قوى الثورة والمعارضة، وتعيدها لسيطرة النظام، وسيكون وقف إطلاق النار من طرف واحد (هو القوى الثورية المسلحة)، بينما يعطي القرار لروسيا أن تستمر في قصف السوريين المدنيين بذريعة الحرب على الإرهاب”.

 

وأشار القيادي السوري المعارض الى تصعيد روسيا عملياتها ضد شعبنا، “واستشهاد البارحة في مدينة إدلب خمسين مدنيًا وجرح مئتي شخص، وليس بينهم إرهابي واحد”.

 

شرعية لروسيا

 

وأضاف “لقد منح القرار روسيا شرعية أن تقتل وتبيد المدن السورية حين أعلن القرار (وفقًا لبيان الفريق الصادر في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، القضاء على (الملاذ الآمن – الذي أقامته تلك الجماعات على أجزاء كبيرة من سوريا) وقد تجاهل القرار قرارات مجلس الأمن السابقة التي تفرض الحفاظ على المدنيين، فالملاذ الآمن الذي يطلب قرار مجلس الأمن القضاء عليه، هو محافظات سورية مأهولة بسكانها”.

 

ولفت أيضا الى نقطة مهمة، وهي “أن تصنيف الإرهابيين سيكون ظالماً إن لم يشمل ميليشيات حزب الله وحلفاءه من إيران والعراق”.

 

وطرح نعسان آغا سؤالاً بلسان السوريين، “ما ذنب السكان المدنيين كي يشرع قرار مجلس الأمن القضاء عليهم لمجرد أنهم يعيشون في ما سمّاه ملاذاً آمناً؟”.

 

وقال “أليس من واجب مجلس الأمن  الحفاظ على أرواح السكان المدنيين وإيجاد ملاذ آمن لهم  قبل القصف العشوائي الذي تحرمه كل قرارات مجلس الأمن السابقة؟”.

 

انتخابات داخل سوريا

 

الحديث عن الانتخابات وشفافيتها في مناطق الشتات السوري في القرار الأممي، رآه نعسان آغا “حديثاً غير عملي في ظل  غياب 10 ملايين سوري ، وكون ملايين السوريين الآخرين يعيشون تحت رحمة النظام، الذي سيبقى مرعباً مادام الأسد هو الرئيس،  ويصعب أن يتحرروا من عقدة الخوف  مادام قادراً على عقاب من لا ينتخبه”.

 

وأكد “أن إغفال نهاية دور الأسد الذي أمر بقتل شعبه وبتدمير مدنه وبقتل الآلاف في المعتقلات وتسبب بتشريد الملايين ، سيجعل السوريين يفقدون الأمل في إمكانية الحل السياسي، لاسيما أنهم يتعرضون للإبادة يومياً. وسيجدون قرار مجلس الأمن غير قابل للحياة”.

 

انصاف الشعب السوري

 

وعبّر نعسان آغا عن أمله من أصدقاء سوريا المهتمين بإيجاد حل سياسي”، أن ينصفوا الشعب السوري، وأن يتذكروا أن مؤتمر الرياض جاء بناء على طلب بيان فيينا، ولابد من أن يكون هو الجهة العليا التي تقود المفاوضات في وفد المعارضة ، وكذلك سيكون من الإعاقة لمسار التفاوض أن تضاف إلى مرجعية جنيف مرجعيات أخرى”.

 

وفد التفاوض المعارض

 

وحول الهيئة العليا للتفاوض واجتماعاتها التي أنهتها في الرياض الخميس والجمعة، قال “أنهينا عملنا التنظيمي للهيئة العليا للمفاوضات وشكلنا فريق التفاوض وفريق الخبراء حسب العدد الذي حدده السيد ستيفان ديمستورا، واعتمدنا  معيار الكفاءة والخبرة دون أية محاصصات”.

 

وشدد “لن نقبل أن يُفرض علينا أحد فرضاً، لكننا مقبلون على النقاش مع السيد ديمستورا، ومع بعض الأشخاص الذين يتم الحديث غير الرسمي عن رغبة بإضافتهم أو ممن كانوا مدعوين لمؤتمر الرياض لكنهم لم يشاركوا”.

 

وقال “أظن أن هذه المسألة قابلة لحل سريع”.

 

علاقة ايران بتنظيم داعش أعمق مما يُعتقد

قدمت على مدى سنوات دعماً مالياً ومادياً للقاعدة في العراق

عبد الاله مجيد

في حين ان داعش انبثق من جهاد اسامة بن لادن العالمي ضد الغرب فان كثيرين اغفلوا اهمية لاعب آخر في المعادلة هو ايران، وأن الاستخبارات الايرانية قدمت على امتداد السنوات العشرين الماضية دعمًا ماليًا وماديًا وتكنولوجيًا وغير ذلك من أشكال الدعم لتنظيم القاعدة في العراق.

 

في أعقاب إعلان تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” مسؤوليته عن اعتداءات باريس ضاعفت اجهزة الاستخبارات الغربية جهودها للكشف عن الخلايا الجهادية الاوروبية وازدادت في الوقت نفسه الضربات الجوية ضد داعش في العراق وسوريا.  ولم يكن احد يتوقع ان يتمكن داعش من تنفيذ أكبر هجوم ارهابي في اوروبا منذ تفجيرات القطارات في مدريد عام 2004.

 

وكان هناك مؤشر الى ان اوروبا تواجه امتداد داعش في بلدانها ، وجاء هذا المؤشر من مدبر اعتداءات باريس عبد الحميد ابا عود الذي تباهى قبل اشهر في مقابلة مع مجلة “دابق” الناطقة باسم داعش بسهولة افلاته من السلطات البلجيكية وتنقله بحرية بين سوريا واوروبا.

 

والسؤال الذي يثيره تبجح ابا عود هو كيف نجح داعش في التحول من مجموعة صغيرة من المجاهدين العرب الذين قاتلوا السوفيات في افغانستان الى أعتى منظمة ارهابية في العالم.

 

وفي حين ان داعش انبثق من جهاد اسامة بن لادن العالمي ضد الغرب فان كثيرين اغفلوا اهمية لاعب آخر في المعادلة هو ايران.  وقد يبدو هذا مستغربا إزاء انخراط ايران في حرب اقليمية ضد داعش.  ولكن الاستخبارات الايرانية التي وصفتها وزارة الدفاع الأميركية بأنها “من اكبر الاجهزة الاستخباراتية وأكثرها ديناميكية في الشرق الأوسط” ، قدمت على امتداد السنوات العشرين الماضية دعما ماليا وماديا وتكنولوجيا وغير ذلك من اشكال الدعم لتنظيم القاعدة في العراق. وكان المسؤول عن هذه العلاقة عماد مغنية الذي قاد شبكة واسعة تضم حزب الله والقاعدة وحركة حماس وعدة مجموعات ارهابية صغيرة في خمس قارات.

 

ويلاحظ الصحافي الاسرائيلي رونين بيرغمان في كتابه “الحرب السرية مع ايران” ان النظام السوري تعهد خلال اجتماع عُقد صيف 1982 في دمشق بتقديم دعم كامل لجهود ايران في تأسيس حزب الله.  ومقابل النفط وافق النظام السوري على دخول الحرس الثوري الايراني لبنان والاشراف على بناء جماعة مسلحة مدعومة من ايران.  وكان اول من جُندوا في القوة عماد مغنية الذي ترتبط بداياته بالقوة 17 التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

 

ولم يمض وقت طويل حتى بدأ مغنية يخطط العديد من العمليات بينها تفجير السفارة الاميركية في بيروت في نيسان/ابريل 1983.  وبحسب الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الاميركية روبرت باير فان ذلك كان اشد الهجمات المميتة على بعثة دبلوماسية اميركية منذ تأسيس الولايات المتحدة.

 

وشهدت الفترة الممتدة حتى نهاية الثمانينات عمليات وهجمات متعددة كان مغنية مخططها.  وحين انتهت الحرب الايرانية ـ العراقية رأى النظام الايراني ان نهايتها فرصة للتمدد في المنطقة العربية.  وعمل مغنية مع فيلق القدس حديث النشأة الذي كانت مهمته تصدير الثورة الاسلامية عالميا.  وبسبب نجاح مغنية في رفع حزب الله الى مصاف اللاعبين الكبار الآخرين في لبنان فانه كان عنصرا مهما في تحقيق مهمة فيلق القدس بتشكيل جماعات مسلحة في انحاء العالم.

 

وسرعان ما انشأ مغنية شبكة واسعة من العناصر المرتبطة بفيلق القدس في اميركا اللاتينية وافريقيا وآسيا واوروبا.

 

في هذه الاثناء اصبح السودان ثاني نظام يعلن نفسه اسلاميا بعد انقلاب عمر حسن البشير عام 1989.  ومن بين التنظيمات الجهادية التي استضافها نظام البشير تنظيم “الجهاد” المصري بقيادة ايمن الظواهري ، الذي كان احد دعائم تنظيم القاعدة.  وافادت تقارير بأن الظواهري سافر عام 1991 الى طهران لطلب المساعدة على اسقاط نظام الحكم في مصر.  وتوجه مغنية الى السودان لمساعدة الظواهري في اطار الاتفاق الذي توصل اليه مع الايرانيين.  وعرضت طهران تمويل الجهاد المصري وتوفير معسكرات تدريب لعناصره في ايران ولبنان.  وبعد انتقال اسامة بن لادن الى السودان تعرف على مغنية الذي كان زعيم تنظيم القاعدة يعرف دوره في لبنان وما خططه من هجمات هناك.  وكان بن لادن يأمل بأن يتمكن تنظيمه من تحقيق نتائج مماثلة في انحاء العالم.

 

ولم يكن بمقدور بن لادن وقتذاك تنفيذ هجمات في الغرب من دون مساعدة مغنية.  وبسبب التقاء مصالحهما عرض مغنية على بن لادن تدريب كوادره في معسكرات حزب الله في البقاع خلال الفترة الواقعة بين 1993 و1996.  وأُرسل بعض رجال بن لادن الى ايران حيث دربهم الحرس الثوري الايراني وزودهم بالمتفجرات والأسلحة لعمليات بن لادن اللاحقة.  وكان القاسم المشترك بين بن لادن والنظام الايراني عداءهما الشديد للعربية السعودية.

 

وقدم مغنية مساعدته الى الظواهري وبن لادن في تفجير السفارة المصرية في اسلام آباد اواخر عام 1995 الذي اسفر عن مقتل 17 شخصا.  وحين ابعد النظام السوداني بن لادن بضغط من الغرب انتقل مع كوادره الى افغانستان بمساعدة مغنية.  وخلال العامين اللاحقين تلقى كوادر تنظيم القاعدة تدريبات واسعة استعدادا لما سماه بن لادن “الجهاد العالمي”.  وفي الأشهر الأخيرة من عام 1997 قال بن لادن للايرانيين ان عليهم اعادة النظر بسياستهم الخارحية وينضموا الى حملته ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

 

واستمر مغنية في تدريب خلايا القاعدة خلال السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين فيما تبلورت معالم السياسة الرسمية التي اعتمدها المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي بشأن العلاقة مع تنظيم القاعدة في وثيقة سرية للغاية اعدتها الاستخبارات الايرانية في ايار/مايو 2001.  واكدت الوثيقة اهمية الأهداف الاستراتيجية المشتركة بين تنظيم القاعدة والنظام الايراني في “المعركة ضد الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة واسرائيل” ، كما نقلت مجلة ذي تاور المختصة بشؤون الشرق الأوسط عن الوثيقة السرية قائلة انها تتسم بأهمية بالغة لفهم علاقة مغنية بهجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

 

واكتشفت لجنة التحقيق في الهجمات ان مغنية وكبار مساعديه رافقوا 8 من خاطفي الطائرات التسعة عشر الذين نفذوا الهجمات لدى مغادرتهم العربية السعودية الى طهران عن طريق بيروت في اواخر عام 2000.  وقدم رمزي بن الشيبة حلقة الوصل بين قيادة القاعدة والخاطفين دليلا آخر على علاقة مغنية بالهجمات مؤكدا حصوله على تأشيرة من السفارة الايرانية في برلين اواخر عام 2000.  وامضى بن الشيبة الشطر الأكبر من عام 2001 في طهران.

 

وبعد الهجمات تولى مغنية تيسير سفر قيادات القاعدة من افغانستان الى ايران لحمايتهم من الغزو الاميركي في 7 تشرين الأول/اكتوبر 2001.  وبالاضافة الى إسكان ايمن الظواهري ومسؤول الجناح العسكري لتنظيم القاعدة سيف العدل في ايران تولى مغنية تدابير استضافة العديد من افراد عائلة بن لادن.  كما استخدم مغنية شبكته العالمية لتحويل غالبية ارصدة القاعدة عبر افريقيا في شكل ذهب وماس خلال الأشهر التي اعقبت هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

 

وبحلول عام 2002 كان مغنية يدعم جماعات مسلحة شيعية وسنية في عموم منطقة الشرق الأوسط بتوجيه من النظام الايراني.  وكان مغنية الوسيط بين النظام الايراني من جهة وحركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي في الأراضي الفلسطينية من الجهة اخرى.

 

وفي صيف 2006 حضر مغنية سلسلة اجتماعات مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورئيس النظام السوري بشار الأسد في طهران.  وبحلول تموز/يوليو في ذلك العام وقع ثلاثة جنود اسرائيليين في قبضة حماس وحزب الله على الحدود مع قطاع غزة ولبنان. وتشير علاقات مغنية مع حماس وحركة الجهاد الاسلامي وتوقيت الحادثين الى درجة من التعاون.  ومن وجهة النظر التكتيكية فان الحادثين استدرجا الجيش الاسرائيلي الى القيام بعمل عسكري على جبهتين.

 

وفي شباط/فبراير 2008 قُتل مغنية في عملية تفجير غامضة إثر سلسلة من الاجتماعات التي عقدها مع مسؤولين في مخابرات النظام السوري في منطقة كفر سوسة في دمشق.  وظلت الجهة المسؤولة عن اغتياله مجهولة طيلة سنوات.  وفي كانون الثاني/يناير 2015 نشرت صحيفة واشنطن بوست تحقيقا في مقتله توصل الى انه كان نتيجة عملية مشتركة بين وكالة المخابرات الاميركية وجهاز الموساد الاسرائيلي.

 

في اعقاب مقتل مغنية اصبح العديد ممن تدربوا على يده قادة كبارا في حركتي حماس والجهاد في الأراضي الفلسطينية.  وفي لبنان اصبح تلاميذه مهندسي استراتيجية حزب الله في سوريا.  وفي العراق اصبحت الميليشيات الشيعية التي تدربت باشرافه حفارة قبر الديمقراطية.

 

في هذه الاثناء تحولت نظيرات هذه الميليشيات السنية التي ساعدها واحتضنها مغنية الى تهديد ارهابي عالمي اسمه تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.  إذ كانت الخلايا التي زرعها مغنية في اوروبا تتولى ارسال جهاديي القاعدة من اوروبا الى العراق وافغانستان خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.  واستمرت الشبكات نفسها في تمكين المقاتلين الأجانب من السفر الى العراق عن طريق سوريا.  وعاد هؤلاء الجهاديون الى اوروبا لتنفيذ عمليات ارهابية مثل اعتداءات باريس وقبلها الهجوم على مكاتب مجلة شارلي ايبدو.

 

ويرى محللون ان البحث عن حلول في مواجهة هذا التهديد يجب ألا يقتصر على الضاحية الجنوبية في باريس أو ضاحية مولنبيك الفقيرة في بروكسل بل يجب ان يمتد الى علاقة حزب الله بتجارة الماس في غرب افريقيا وشبكات تهريب المخدرات في اميركا اللاتينية والعديد من الأسواق السوداء في جنوب شرق آسيا.  فإذا مات مغنية فان الراية انتقلت الى داعش، بحسب هؤلاء المحللين.

 

الكرملين: وزارة الدفاع معنية بالكلام عن الغارات الإسرائيلية

نفى استخدام القنابل العنقودية في سوريا

نصر المجالي

رفض الكرملين التعليق على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، وما إذا كانت إسرائيل أبلغت روسيا بها مسبقا، كما نفى تقارير عن استخدام القنابل العنقودية في سوريا.

 

وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، الاثنين، إن هناك آليات لتبادل المعلومات بين هيئتي الأركان (في الجيشين الروسي والإسرائيلي)، ويجب إحالة الأسئلة حول ما إذا كانت هناك أي معلومات قدمت مسبقا من جانب إسرائيل، إلى الزملاء العسكريين وأحال جميع الأسئلة بهذا الشأن إلى وزارة الدفاع الروسية.

وتعرضت منطقة جرمانا في ريف دمشق لقصف صاروخي فجر الأحد أسفر عن مقتل سمير القنطار القيادي البارز في حزب الله اللبناني و8 آخرين. ولم تعترف إسرائيل حتى الآن بمسؤوليتها عن تنفيذ الغارة.

نفي

ونفى المتحدث باسم الكرملين تقارير عن استخدام الجيش الروسي للقنابل العنقودية في سياق عملياته ضد الإرهاب، وقال بيسكوف إن العملية العسكرية الروسية في سوريا تجري بمراعاة تامة للقانون الدولي.

وكانت منظمة “هيومان رايتس ووتش” نددت بما وصفته بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا في العمليات العسكرية التي تجريها روسيا هناك، قائلة إنها وثّقت أكثر من 20 حالة من هذا القبيل منذ أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية.

وقال الناطق باسم الكرملين تعليقا على هذه الاتهامات: “تجري روسيا عملياتها دائما بمراعاة صارمة لمبادئ وأحكام القانون الدولي، ولا سيما جميع القوانين الدولية المتعلقة بقواعد استخدام أو حظر استخدام أنواع معينة من الأسلحة. ولا يجوز أن تظهر لدى أحد أي شكوك بهذا الشأن”.

كما رفض بيسكوف التعليق على أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين جراء غارات قيل إنها روسية في ريف إدلب، وعلى خبر نقلته مجلة “وول ستريت جورنال” الأميركية حول مقتل 9 جنود روس شاركوا في العمليات البرية للجيش السوري.

وأضاف: “ليس لدينا أي معلومات من هذا القبيل. لا سيما أن هذه المعلومات منقولة عن مصادر مجهولة.. ولا محل للتعليق على هذه المعلومات”.. ونصح بيسكوف الصحفيين بتوجيه جميع الأسئلة حول الجنود الروس العاملين في سوريا إلى وزارة الدفاع الروسية.

الانتخابات الأميركية

وإلى ذلك، قال بيسكوف إن موسكو لا تريد أن ترى علاقاتها مع واشنطن ضحية للسباق الانتخابي في الولايات المتحدة.

وجاء هذا الموقف من المتحدث باسم الكرملين في معرض تعليقه على مشادة كلامية بين المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب وجيب بوش، على خلفية موقفيهما تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتابع بيسكوف: “فيما يخص تصريحات أحد المرشحين الرئاسيين في الولايات المتحدة، لقد كررنا أكثر من مرة أننا لا نريد أن يتم استغلال بلادنا والعلاقات الثنائية بين روسيا وأميركا كـ”ضحية” في سياق شعائر المناظرات الانتخابية في أميركا .. ونحن نأسف بهذا الشأن”.

وكان المرشح الجمهوري جيب بوش قد اتهم مرشحا جمهوريا آخر، هو الملياردير دونالد ترامب بأنه يتعاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واعتبر بوش أن “بوتين يريد أن يتحدى الولايات المتحدة على نطاق العالم.. إننا نفقد نفوذنا في الوقت الذي يعزز فيه بوتين نفوذه.. وهو ليس حليفا لنا”.

 

 

روسيا توقف تحليل صندوق مقاتلة أسقطتها تركيا  

قال مسؤول عسكري روسي إن المحققين الروس لم يتمكنوا من الحصول على معلومات من الصندوق الأسود للمقاتلة التي أسقطتها تركيا على حدودها مع سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

وأضاف المتحدث العسكري الروسي في مؤتمر صحفي أن الصندوق أصيب بأضرار ولن تكون هناك أي إمكانية لأخذ معلومات منه عما جرى قبل إسقاط تركيا للطائرة، مشيرا إلى أن روسيا “ستطلب المساعدة من المختصين، مما يتطلب وقتا طويلا قبل تحقيق أي تقدم”.

 

وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن اللجنة عندما قامت بفتح الصندوق لاحظت ضررا في الغطاء، ولكن عندما أخرجت الشرائح ووضعت أمام عدسات الكاميرا بدت بحالة طبيعية.

 

غير أن ما يقوله الروس على الأقل في تصريحهم اليوم -حسب شاوج- هو أن كل الاختبارات والتحاليل التي أجريت على الـ16 شريحة الموجودة داخل الصندوق أظهرت أن 13 من بينها كانت محطمة، وأن شريحة واحدة من بين الثلاث الباقيات تمكن قراءتها، مما دعا الروس إلى إيقاف تحليل الصندوق الأسود للطائرة.

 

وأوضح مدير مكتب الجزيرة في موسكو أن وسائل الإعلام الروسية تناولت اليوم مستقبل التحقيق، ورأت في التصريح الجديد إحراجا للموقف الروسي، خاصة أنها حاولت أن تظهر صحة روايتها عن إسقاط الطائرة بدعوة خبراء من كل الدول لم يحضر منهم غير الصينيين.

 

وبدا التصريح اليوم وكأنه محاولة لإقناع الناس بأن الخطأ يأتي من الضرر الذي أصاب الصندوق وليس من الرواية الروسية، مما يجعل الموقف الروسي اليوم أكثر ضعفا.

 

وكانت السلطات الروسية قد ذكرت أن الصندوق تضرر من الصاروخ جو-جو الذي أطلقته تركيا على الطائرة، وأيضا بفعل الارتطام بالأرض، مشيرا إلى أن رقائق الذاكرة الموجودة في الصندوق تحطمت بشكل واضح.

 

وصرح مسؤولون بأن الخبراء سيحاولون تحليل محتوى الصندوق الأسود خلال اليومين القادمين باستخدام معدات خاصة قبل أن يعلنوا عما توصلوا إليه يوم الاثنين القادم.

 

وقد فتحت روسيا الصندوق الأسود للطائرة الحربية الروسية سوخوي 24 التي أسقطتها تركيا الشهر الماضي، لمعرفة ما إذا كانت قد انتهكت الأجواء التركية أم أنها أسقطت عمدا.

 

وأوضح سيرغي دورنوف نائب قائد القوات الجوية الروسية في مؤتمر صحفي في موسكو يوم الجمعة أنه من أجل ضمان شفافية التحقيق توجهت وزارة الدفاع الروسية إلى لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة وإلى خبراء من 14 دولة للمشاركة في تحليل الصندوق الأسود، وقد وافق منهم صينيون وبريطاني، أما البقية فرفضوا بذرائع مختلفة.

 

ودفع الحادث الذي وقع يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي موسكو إلى فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وقوبل برد غاضب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهم أنقرة مرارا بأنها “طعنت روسيا من الخلف”.

 

وتقول تركيا إن المقاتلة القاذفة الروسية طراز سوخوي 24 التابعة للقوة الروسية المتمركزة في سوريا توغلت في أجوائها وتجاهلت تحذيرات متكررة كي تغادر.

 

حرب سوريا أشعلت خلافات تركيا وروسيا  

عبد الرحمن أبو العلا

 

أسباب عديدة وقفت وراء تكرار حالات الشد والجذب بين تركيا وروسيا على مر التاريخ، دفعت البلدين لخوض غمار حروب عدة، غير أن كلمة السر في التوتر الذي تشهده علاقتهما مؤخرا بعد فترة من الود هي سوريا.

 

فمنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، كان للسياسة التركية تجاه سوريا فرضية واحدة هي الإطاحة بنظام بشار الأسد، بينما كانت السياسة الروسية على النقيض من ذلك وأكبر داعم للأسد.

 

ورغم هذا التناقض، فإن ذلك لم ينعكس على الجانب الاقتصادي، فروسيا لا يمكنها التخلي عن تركيا، خصوصا بعدما تعرضت لحصار اقتصادي غربي شديد.

 

ولهذا أبقت روسيا على تركيا (جارة منابع النفط) قريبة منها، فهي بمثابة الممر الأساسي للغاز الطبيعي الروسي نحو الأسواق العالمية، كما أن موسكو هي أكبر مورّد لاحتياجات تركيا من الغاز، وارتفع حجم التجارة البينية بين البلدين من 4.2 مليارات دولار عام 1997 إلى 31.2 مليارا عام 2014، إذ صدرت تركيا إلى روسيا ما قيمته 5.9 مليارات دولار، أما الـ25.2 مليارا المتبقية فهي مستوردات تركية من روسيا.

 

وجاء اندفاع روسيا إلى التدخل العسكري المباشر في سوريا أواخر سبتمبر/أيلول 2015 ليمثل تجاوزا للخطوط الحمراء بالنسبة إلى تركيا.

 

شمال الجارين

وينصب التركيز التركي على شمال سوريا وشمال العراق، وتهدف سياسة أنقرة تجاه سوريا إلى ضمان مقعد لها على طاولة المفاوضات القادمة بخصوص تحديد مستقبل سوريا. ويمكن لهذا أن يتحقق إذا تمكن الثوار المدعومون من قبل تركيا بالحفاظ على المناطق الإستراتيجية التي يسيطرون عليها في شمال غرب سوريا، مما حفز الروس على استهداف تلك المناطق بغارات جوية مكثفة.

 

ونفذت الطائرات الروسية مئات الطلعات الجوية في شمال سوريا. وتقول موسكو إنها تستهدف “إرهابيين” فقط، لكن نشطاء يقولون إن غاراتها تضرب أساسا جماعات معارضة يساندها الغرب.

 

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فما وُصفت بالاستفزازات الروسية لتركيا امتدت لتشمل خرقا متكررا لطائرات حربية روسية للمجال الجوي التركي، إلى أن أسقطت أنقرة طائرة سوخوي-24 روسية يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

 

وشهدت علاقات البلدين توترا كبيرا، إذ طالبت روسيا تركيا بالاعتذار عن إسقاط الطائرة، الأمر الذي رفضته الأخيرة مطالبة موسكو بالاعتذار عن الانتهاك المتكرر لمجالها الجوي.

 

العقوبات

ويوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يقضي بفرض سلسلة عقوبات ضد أنقرة، من أبرزها إعادة العمل بنظام التأشيرات لدخول الأتراك إلى روسيا، وتشديد الرقابة الجمركية على البضائع التركية، وحظر استخدام الأيدي العاملة التركية، بالإضافة إلى حظر استيراد بضائع محددة.

 

كما أن المرسوم يلزم مكاتب السياحة الروسية بوقف تسويق الرحلات السياحية إلى تركيا ابتداء من مطلع العام القادم.

 

وفي وقت لاحق، نصحت الخارجية التركية مواطنيها بتجنب السفر إلى روسيا إلا للضرورة الملحة، عقب تعرض الزائرين والمقيمين الأتراك هناك إلى مضايقات. واكتفت أنقرة بالقول إن بإمكانها فرض عقوبات مضادة على موسكو.

 

ولم يشأ عام 2015 أن يرحل، دون أن يبقي ملف العلاقات التركية الروسية مفتوحا على مصراعيه أمام كل الاحتمالات بدءا من حدها الأقصى بحرب جديدة بين وارثي إمبراطوريتين كبيرتين، وصولا إلى عودة المياه إلى مجاريها تحقيقا للمصلحة ولو على حساب الملف السوري.

 

الغارات الروسية تتواصل والمعارضة تصد النظام بحلب  

واصل الطيران الروسي شنّ غاراته على المدن والأحياء السورية، فاستهدفت اليوم مناطق في حمص وحلب وإدلب، في غضون ذلك تمكنت المعارضة السورية المسلحة من قتل العشرات من قوات النظام والمليشيات الداعمة لها بتجدد المعارك بريف حلب الجنوبي.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في حمص بمقتل طفلة وإصابة مدنيين آخرين جراء غارة روسية استهدفت منطقة الحولة في ريف حمص.

 

وأضاف المراسل أن مدينة تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، شهدت أيضا أكثر من 15 غارة جوية تناوبت عليها طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في إدلب (شمال) بمقتل أربعة وإصابة آخرين في غارات روسية على بلدة الرامي بريف إدلب. وكانت العديد من العائلات غادرت إدلب هربا من القصف الروسي المتواصل.

 

فقد شنت مقاتلات روسية غارات عنيفة على إدلب أمس، أدت إلى مقتل ستين شخصا وجرح عشرات.

 

وفي ريف اللاذقية (شمال غرب) واصلت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي، هجماتها على جبل التركمان، في محاولة للتقدم في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

أما في العاصمة دمشق، فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصا قتل وأصيب عشرة آخرون في قصف صاروخي استهدف حي مساكن برزة.

احتدام المعارك

وفي حلب (شمال البلاد)، أفاد مراسل الجزيرة نت عمر يوسف بأن المعارضة صدت هجوما لقوات النظام على أحياء الإذاعة وسيف والدولة وجب الجلبي، وقتلت عددا منها.

 

وذكرت مصادر ميدانية أن عددا من عناصر جيش النظام حاولوا التسلل ليلا على نقاط المعارضة في منطقتي الإذاعة وسيف الدولة، وهو ما أدى إلى مقتل 15 عنصرا للنظام.

 

وفي السياق، أعلن أحد فصائل المعارضة بحلب إحباط تسلل لقوات النظام في حي جب الجلبي، وقتله أربعة عناصر خلال صد الهجوم.

 

وتعد أحياء سيف الدولة والإذاعة والزبدية خطوط جبهة، ويتقاسم الطرفان منذ أكثر من ثلاثة أعوام السيطرة على أجزاء منها.

 

وفي ريف حلب الجنوبي، أفاد مراسل الجزيرة بأن المعارك بين قوات النظام والمعارضة تجددت في عدة جبهات.

 

وكانت قوات النظام أعلنت سيطرتها على بلدتي القَراصي وخان طومان على طريق دمشق حلب الدولي.

 

ونقل عن المعارضة أنها قتلت العشرات من قوات جيش النظام والمليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبه، كما دمرت آليات تابعة له خلال المعارك الدائرة على جبهة خان طومان بريف حلب الجنوبي (شمال سوريا).

 

وأوضحت مصادر في المعارضة المسلحة أنها تمكنت من قتل خمسين عنصرا من المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، كما تمكنت من أسر أربعة آخرين، بينهم إيرانيان.

 

طريق دمشق-بغداد بأيدي المعارضة مجددا  

وسيم عيناوي-القلمون

 

بعد معارك طويلة مع تنظيم الدولة الإسلامية والنظام السوري استمرت عدة أشهر، استعادت الفصائل المعارضة التابعة للجيش الحر السيطرة على طريق دمشق-بغداد الإستراتيجي في منطقة القلمون الشرقي، والذي يعتبر معبرا أساسيا تستخدمه قوات النظام السوري وكذلك تنظيم الدولة.

 

ويتوسط القلمون الشرقي الريف الدمشقي وحمص والبادية السورية وصولا إلى الأردن والعراق، وهو ما خوله امتلاك شبكة طرقات هامة لا يمكن لأي فصيل عسكري من الفصائل التي تتقاسم النفوذ هناك الاستغناء عنها.

 

ومن هذه المنافذ طريق دمشق-بغداد الدولي إضافة إلى منطقة العتيبة وبئر القصب والتي يستخدمها النظام في إغلاق الغوطة، إضافة إلى كونها طريقا لفصائل الجيش الحر التي تتجه إلى الأردن، كما أنها طرق تصل بين مساحات السيطرة الخاضعة لهذا الفصيل أو ذاك، وفقدانها يعني خسارة إستراتيجية له.

 

ولم يعد طريق دمشق-بغداد مهما فقط للنظام السوري لنقل المليشيات العراقية والوصول إلى قطعه العسكرية الواقعة في البادية السورية, بل أصبح مهما لتنظيم الدولة لاستخدامه في تسيير القوافل البشرية واللوجستية بين مدينة الرقة وباقي مناطق نفوذه في جنوب سوريا، وخاصة لعناصره المتمركزين في محيط القلمون الشرقي والغوطة الشرقية, بالإضافة إلى إدخال المواد الغذائية إلى مناطق نفوذه في شمال سوريا عبر هذا الطريق.

طريق إستراتيجي

ويقول الإعلامي في غرفة العمليات العسكرية بالقلمون الشرقي مروان القاضي إنه على خلاف المعارك السابقة التي هدفت إلى السيطرة على طريق دمشق-بغداد والتي لم تكن تستهدف قطع الطريق، فالمعركة اليوم استهدفت السيطرة على أجزاء محددة من الطريق بشكل كامل والتمركز عليه منعا لقوافل تنظيم الدولة القادمة من الرقة من الوصول إلى عناصرهم المحاصرين في جبل دكوة وبئر القصف.

 

ويضيف القاضي أن المعارك ابتدأت من مطار السين العسكري في البادية السورية حتى مسافة سبعين كيلومترا على طول الطريق, حيث تم خلالها ضرب عدة نقاط كانت تتمركز فيها قوات تنظيم الدولة والتي يعتبر أهمها حاجز ظاظا وبئر الشحمة ومخفر واستراحة الشحمة، والتي تعتبر أهم النقاط التي تعطي لمن يسيطر عليها هيمنة كاملة على الطريق والتحكم في من يمر عليه أو يستخدمه.

 

ويشير إلى أن سيطرة المعارضة على هذه المسافة ستضمن عدم وصول أي تعزيزات من معقل تنظيم الدولة في الرقة إلى أي فصيل عسكري تابع له في القلمون الشرقي أو جنوب سوريا على العموم, إضافة إلى أنه سيعيد حرية التحرك للمعارضة المسلحة في المنطقة والتي قيدها التنظيم في الأشهر الأخيرة منذ سيطرته على الطريق, وهذا عدا عن خنق النظام بمنع تحركه على هذا الطريق باتجاه قطعه العسكرية في البادية السورية.

 

وعلى امتداد العام الماضي دخل تنظيم الدولة في صراع قوي مع كتائب المعارضة في المنطقة ابتدأت بمبايعة كتيبة “المكحل” بقيادة أبو المعتصم (رجل مخابراتي سابق) للتنظيم، وقيامه مع عناصر من “المهاجرين” المتواجدين في المنطقة بضرب كتائب “جيش الإسلام” في منطقة بئر القصب وقتل معظمهم والسيطرة عليها, وتبعها وضع التنظيم كل طاقاته في سبيل السيطرة على أهم معابر وطرقات القلمون الشرقي في محاولة للتضييق على الكتائب المتواجدة في المنطقة.

 

من جهة أخرى يقول الملازم أول أبو عبد الرحمن المشارك في المعركة الأخيرة، إن معظم الكتائب المشاركة في معركة السيطرة على طريق دمشق-بغداد الأخيرة تتبع الجيش الحر، وأبرزها “كتائب الملازم أحمد العبدو” و”جيش أسود الشرقية”، وهما تعتبران من أكبر تشكيلات الجيش الحر المسيطرة في القلمون الشرقي والمتمركزة في جبال البتراء بمنطقة الرحيبة.

 

وعن خسائر التنظيم يقول الملازم إن عدد القتلى في صفوفه بلغ 15 قتيلا، فضلا عن العديد من الجرحى بينما لم يسقط أي قتيل أو جريح للمعارضة المسلحة، بالإضافة إلى تدمير عدة آليات للتنظيم واغتنام بعض الأسلحة المتوسطة والفردية, ويعود ذلك -حسب قوله- إلى مبادرة مقاتلي المعارضة بالهجوم وخبرتهم في طرقات المنطقة خلال سنوات الثورة السابقة.

 

ويشير أبو عبد الرحمن إلى أن المعارك في محيط الطريق لم تتوقف حتى اللحظة، وهي مستمرة في منطقة تدعى “الخفية” شمال طريق دمشق-بغداد قرب مفرق “كبد”، وذلك إثر ملاحقة مقاتلي المعارضة لفلول عناصر تنظيم الدولة المنسحبين، إضافة إلى أن التنظيم عمد إلى زج بعض التعزيزات بهدف استرداد ما خسره.

 

ماذا تخبئ روسيا في الحرب السورية؟  

افتكار مانع-موسكو

 

أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي لوح فيها باستخدام أسلحة أشد فتكا في سوريا، تساؤلات عن الأهداف التي تنوي روسيا تحقيقها من حملتها العسكرية والوسائل التي قد تلجأ إلى استخدامها.

فقد قال بوتين بمناسبة عيد الأجهزة الأمنية الروسية “نحن على علم بمدى كفاءة عمل طيارينا ورجال استخباراتنا، كما أننا على علم بكفاءة التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية بما في ذلك الجيش والبحرية والطيران، واستخدامهم لأحدث أنواع الأسلحة بمهارة”.

 

ولكنه في نفس الوقت أضاف أن روسيا لم تستنفد ما لديها من إمكانات، “فلدينا وسائل إضافية وسنستخدمها إذا تطلب الأمر”.

 

كما نقلت وسائل إعلامية روسية عن وزير الدفاع سيرغي شايغو قوله “إن هدف روسيا هو الوصول إلى الفرات” الذي وصفه “الرايخستاغ” السوري، في إشارة إلى مدينة الرقة السورية معقل تنظيم الدولة الإسلامية التي ربطها بتاريخ النازية في ألمانيا.

 

وعلق رئيس لجنة الدوما لشؤون الدفاع فلاديمير كومويدوف على تصريحات شايغو بأن السيطرة على الرقة تمثل بالنسبة لروسيا مؤشرا على النصر، كما كانت السيطرة على “الرايخستاغ” في برلين أيام الحرب العالمية الثانية مؤشرا على النصر النهائي الذي حققه الاتحاد السوفياتي.

 

إرادة الانتصار

وفي تعليق على تصريحات بوتين، يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط ليونيد سوكيانين إنها تؤكد أن القيادة الروسية تشعر بالارتياح فيما يتعلق بنتائج الحملة العسكرية الجارية في سوريا، وفيما يتعلق بالتأييد الشعبي لمواصلتها. كما أنها تشير إلى أن روسيا مصممة على تحقيق الأهداف المرجوة من الحملة وهي هزيمة الإرهاب، وأنها مستعدة لاستخدام جميع إمكاناتها لتحقيق ذلك.

 

وأضاف سوكيانين أن تنظيم الدولة لا يشكل تهديدا للأمن الروسي فحسب، وإنما للعالم بأسره، ومما يؤكد ذلك الأعمال الإرهابية التي استهدفت طائرة الركاب فوق سيناء والتفجيرات في العاصمة الفرنسية باريس.

 

وأوضح أن روسيا عملت في السنوات العشر الأخيرة على تحديث ترسانتها العسكرية وإعادة هيكلة قواتها ورفع جاهزيتها القتالية، كما أنها أعادت تأهيل المجمع الصناعي العسكري الذي تقادم عليه الزمن، والترسانة العسكرية الحديثة الحالية مؤشر على مدى النجاح في هذا الشأن.

 

كما لفت سوكيانين في حديثه للجزيرة نت إلى أن هذه التصريحات تمثل رسالة للغرب بأن روسيا باتت دولة قوية، وأنها لم تستخدم بعد ما في جعبتها من أسلحة وتقنيات عسكرية، ولن ترضى إلا بتحقيق النصر التام على غرار ما حققه الجيش الأحمر في الرايخستاغ ببرلين، وهذه رسالة يدرك الغرب معناها جيدا.

للاستهلاك المحلي

في المقابل اعتبر المعارض الروسي بافل شيلكوفي أن ما قاله بوتين موجه إلى الداخل الروسي لإيهامه بأن البلاد أصبحت دولة عظمى تملك قدرات هائلة تستطيع مواجهة الأخطار التي تهدد أمنها في أي بقعة من العالم، وتستطيع فرض رؤيتها على الجميع.

 

وأضاف شيلكوفي أن الواقع ينافي ذلك، موضحا أن الجيش الروسي استخدم كل ما يملك من أسلحة جديدة لضرب المدن السورية، كما أن موسكو زودت نظام الأسد بدبابات حديثة لم تصمد أمام ضربات مضادات الدروع.

 

واستنتج أن هذه التصريحات مؤشر على الفشل، إذ لو كانت الحملة تحقق أهدافها فما هي الحاجة إلى استخدام المزيد؟

 

وتابع شيلكوفي أن تصريحات الرئيس ووزير الدفاع بشأن مواصلة الحملة واستخدام أسلحة جديدة، تؤكد التحليلات التي تقول بأن هذه الحرب ميدان تجريبي للترسانة الروسية الجديدة.

 

وتساءل: ما الذي حققه بوتين في سوريا؟ وما الأسلحة التي لم يستخدمها الجيش عدا الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية؟ لقد استعرض بوتين كل ما لديه بما في ذلك قدرة روسيا على إطلاق صواريخ من البحار البعيدة باتجاه أهدافها.

 

وخلص شيلكوفي إلى أن نظام بوتين يسعى جاهدا لاستعادة الدور السوفياتي السابق في العالم، لكنه دائما ينسى أن هذا كله يتطلب امتلاك اقتصاد قوي.

 

طليقة #سمير_القنطار: كان يقاتل ضد الشعب السوري

العربية.نت

اعتبرت كفاح كيال طليقة القيادي الميداني في ميليشيات “حزب الله” سمير قنطار، الذي قتل أمس في غارة على مبنى يسكنه في جرمانا بريف دمشق، اعتبرت أن قتال القنطار في سوريا ليس موجهاً ضد إسرائيل بل موجه ضد ثورة شعب.

وينتظر أن يتم تشييع جثمان سمير القنطار مساء الاثنين في الضاحية الجنوبية.

وكان “حزب الله” اللبناني قد اعترف بمقتل الناشط في صفوفه والمعتقل اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، في غارة استهدفت أحد الأبنية في مدينة جرمانا بريف دمشق، موجهاً الاتهام لإسرائيل.

وليلة الأحد إلى الاثنين، اجتمعت الحكومة الإسرائيلية المصغرة لبحث وضع الجبهة الشمالية، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية موقعاً لإطلاق الصواريخ بجنوب لبنان، كان قد قصف منطقة الجبل الغربي بثلاثة صواريخ كاتيوشا.

يذكر أن القنطار قد انضم لـ”حزب الله” اللبناني بعد أن أفرجت إسرائيل عنه في إطار صفقة لتبادل السجناء في 2008 .

 

قنّاصات الحرس الجمهوري هدفاً للمعارضة السورية

العربية.نت – عهد فاضل

عادت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية “سانا” إلى “عادتها القديمة” والمتمثلة بحجب الحقائق حتى عن جمهورها الموالي. وذلك باتباع سياسة تحريرية تقوم على ذكر الخبر، إنما بتحريف معطياته. وآخر خبر في هذا الشأن، هو خبر تفجير حافلة تقل مقاتلات قنّاصات تابعات للحرس الجمهوري، حيث أوردت “سانا” الخبر على أنه قذيفة أصابت حافلة تقل مدنيين.

ويشار في هذا السياق إلى أن الصفحات الموالية، كانت سبقت وكالة أنباء النظام، فذكرت الخبر بمعطياته الحقيقية، وقالت إنه قد تم استهداف الحافلة التي تقل “مقاتلات الحرس الجمهوري خلال عودتهم (عودتهن) من المهمة في داريا في ريف دمشق”. وتناقلت كل هذه الصفحة عدد الفتيات اللواتي تأكد مقتلهن، بل ذهبت بعض الصفحات إلى تسمية إحداهن وهي فرح سليمان، وتقدمت تلك الصفحات بالتعازي لأهل تلك الفتاة القناصة التي قتلت في تفجير الحافلة.

وذكرت بعض صفحات المعارضة السورية، كموقع زمان الوصل، بأن “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” قد تبنى العملية وذلك من خلال “تفجير حافلة مبيت تقل مقاتلات قنّاصات من الحرس الجمهوري في جيش النظام”. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد اكتفى بوصف الفتيات بأنهن “عناصر إناث من قوات النظام” وأن التفجير تم بعبوة ناسفة.

أما تلفزيون روسيا اليوم، فقد أطلق اسم “مجموعة من مقاتلات كتيبة المغاوير النسائية العاملات في داريا” على الفتيات اللواتي أصبن في تفجير الحافلة. ونقل التلفزيون السالف عن مصادر رسمية في النظام السوري بأن قذيفة استهدفت الحافلة.

الأسد يستغل فقر الفتيات فيجنّدهن في صفوفه

وتنقل الأنباء أن تجنيد الفتيات للقتال إلى جانب نظام الأسد، يتم من خلال التطوع المباشر أو عبر التعاقد. وتكون مهمة الفتيات اللواتي يتم تدريبهن لفترة قصيرة قبل إنزالهن الى ساحة القتال، محصورة أغلب الأحيان، بالقنص، تفاديا لوضع الفتيات في كتائب مقاتلة تتطلب المبيت داخل القطعة العسكرية.

وإلى جانب اختصاص القنص، يتم تدريبهن على الأسلحة التي تستهدف الآليات الثقيلة، كالقذائف المضادة للدروع. كونها شبيهة بالقنص ولا تتطلب المبيت داخل القطعات. وينحصر عملهن بمحاولة قتل أفراد المعارضة السورية، في أي مكان يستطعن به القيام بذلك. إلا أن عددا كبيرا منهن لقين حتفهن بعد تدريبهن على القتل ويصبحن هدفاً له كما حصل في تفجير حافلتهن أمس في دمشق.

وأغلب الفتيات اللواتي يعملن إلى جانب نظام الأسد، هنّ من قاطنات المناطق التي تسكنها أغلبية قادمة من الساحل السوري، في الأصل. كحي تشرين في ضواحي دمشق أو حي ضاحية الأسد في حرستا أو حي السومرية، وحي مزة 86 في دمشق، وهو يعتبر من الأحياء العشوائية التي تم البناء فيها بدون ترخيص، وضمّت في جنباتها جنوداً وضباطاً من المنطقة الساحلية، استطاعوا بسبب تسهيلات خاصة من نظام الأسد، بناء البيوت والعمارات المخالفة غير المرخصة، فسمح النظام لهم بذلك وأوصل إليهم الكهرباء والماء وباقي المرافق. وأصبح حي مزة 86 حياً تجاريا لجنود النظام هناك، عبر تأجير الشقق وعبر الاتجار بالعقارات المخالفة أصلاً.

علماً أنها ليست المرة الأولى التي يتبنى فيها “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” استهداف حافلات تقل قناصات تابعات لنظام الأسد. فقط سبق وأعلن مسؤوليته عن تفجير حافلة في منطقة “السومرية” وكانت تقل مجندات مقاتلات قناصات يعملن ضمن كتائب الأسد في الجيش.

يذكر أن كثيرا من الفتيات القناصات من أصول ريفية فقيرة من محافظات الساحل السوري، كمحافظة طرطوس ومحافظة اللاذقية. وقد استغل النظام فقرهن وفقر عائلاتهن، لإرغامهن على القتال في صفوفه بصفة “قناصات” يعملن على قتل أفراد من المعارضة السورية في الجبهات.

وآخر تلك القناصات اللواتي عرف اسمهن هي فرح سليمان التي أعلنت صفحات موالية مقتلها في تفجير “باص القناصات” وهي من منطقة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية.

 

الصين تعتزم توجيه دعوة للحكومة والمعارضة السورية

بكين – رويترز

قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الاثنين إن الصين تعتزم توجيه الدعوة لأعضاء في الحكومة والمعارضة السورية، مع سعي بكين للمشاركة في عملية السلام.

ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع يوم الجمعة الماضي على قرار صدق فيه على خريطة طريق لعملية سلام في سوريا في إظهار نادر لوحدة الصف بين القوى العالمية بشأن صراع أودى بحياة أكثر من ربع مليون شخص.

وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية مستشهدا بكلمة وزير الخارجية وانغ يي أمام الأمم المتحدة مطلع الأسبوع إن الصين ستدعو “قريبا” الحكومة وشخصيات من المعارضة لزيارتها.

وأضاف هونغ أن هذا يجيء في إطار جهود الصين للقيام بدور إيجابي لتعزيز الحل السياسي للأزمة.

ولم يقدم المزيد من التفاصيل.

واستضافت الصين من قبل شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية، وإن ظلت لاعبا ثانويا في الأزمة.

 

احتمال توسيع وفد المعارضة السورية المفاوض

روما (21 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر من المعارضة السورية، ممن شارك في اجتماعات الرياض، أن الولايات المتحدة تسعى لإشراك زعيم حزب كردي في الوفد المفاوض، فيما تسعى روسيا لإشراك اثنين من رؤساء التجمعات السورية المعارضة.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الولايات المتحدة تعمل على إقناع السعودية وتركيا على ضرورة إشراك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مسلّم بعد أن رفضت تيارات وقوى معارضة سورية سياسية ومسلحة أن يشارك في الوفد المعارضة في مفاوضات مرتقبة مطلع العام المقبل، بعد أن وُجّهت لقواته العسكرية (وحدات حماية الشعب) اتّهامات بـ”جرائم حرب”.

 

وعلى الطرف المقابل، قالت نفس المصادر إن روسيا بدورها تسعى لإشراك اثنين على الأقل من المعارضين السوريين، هم رئيس جبهة التحرير والتغيير قدري جميل، ورئيس مجلس سورية الديمقراطي المعارض هيثم مناع الذي تمت دعوته لمؤتمر السعودية، واعتذر عن حضوره بسبب اعتراضه على ما وصفه بـ”الخلل التمثيلي” للمعارضات المدعوة للمؤتمر.

 

ورجّحت المصادر أن يتم الموافقة على إضافة هذه الشخصيات على الأقل ضمن وفد المعارضة المفاوض، وأن يقوم المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا بالإعلان عن القائمة النهائية للمشاركين، من كلا طرفي المعارضة والنظام.

 

وكشفت المصادر عن وجود توجّه لتوسيع وفد المعارضة المفاوض إلى نحو ستين شخصاً بين مفاوض رئيسي واحتياطي، وخبراء داعمون في الغرف الخلفية لا يشاركون مباشرة بالمفاوضات.

 

احتمال توسيع وفد المعارضة السورية المفاوض

روما (21 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر من المعارضة السورية، ممن شارك في اجتماعات الرياض، أن الولايات المتحدة تسعى لإشراك زعيم حزب كردي في الوفد المفاوض، فيما تسعى روسيا لإشراك اثنين من رؤساء التجمعات السورية المعارضة.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الولايات المتحدة تعمل على إقناع السعودية وتركيا على ضرورة إشراك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مسلّم بعد أن رفضت تيارات وقوى معارضة سورية سياسية ومسلحة أن يشارك في الوفد المعارضة في مفاوضات مرتقبة مطلع العام المقبل، بعد أن وُجّهت لقواته العسكرية (وحدات حماية الشعب) اتّهامات بـ”جرائم حرب”.

 

وعلى الطرف المقابل، قالت نفس المصادر إن روسيا بدورها تسعى لإشراك اثنين على الأقل من المعارضين السوريين، هم رئيس جبهة التحرير والتغيير قدري جميل، ورئيس مجلس سورية الديمقراطي المعارض هيثم مناع الذي تمت دعوته لمؤتمر السعودية، واعتذر عن حضوره بسبب اعتراضه على ما وصفه بـ”الخلل التمثيلي” للمعارضات المدعوة للمؤتمر.

 

ورجّحت المصادر أن يتم الموافقة على إضافة هذه الشخصيات على الأقل ضمن وفد المعارضة المفاوض، وأن يقوم المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا بالإعلان عن القائمة النهائية للمشاركين، من كلا طرفي المعارضة والنظام.

 

وكشفت المصادر عن وجود توجّه لتوسيع وفد المعارضة المفاوض إلى نحو ستين شخصاً بين مفاوض رئيسي واحتياطي، وخبراء داعمون في الغرف الخلفية لا يشاركون مباشرة بالمفاوضات.

 

رينزي يتفقد قوة بلاده بيونيفيل ومدرسة لأطفال سوريين خلال زيارته للبنان

روما (21 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي أنه سينتهز فرصة زيارته الرسمية إلى لبنان غدا الثلاثاء، لتقديم التهنئة بأعياد الميلاد لأفراد قوة بلاده في بعثة الأمم المتحدة المؤقتة يونيفيل2 المرابطة جنوبي البلاد هناك

 

ويتضمن جدول زيارة رئيس الوزراء لقاءً ظهر غد مع نظيره اللبناني تمام سلام. كما أنه سيتفقد “مدرسة تابعة لليونيسف، تدعمها إيطاليا، وبين تلاميذها، أطفال سوريون”.

 

مسؤول أمني سوري قام بزيارة غير مُعلنة للأردن

روما (18 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد مصدر من المعارضة السورية المسلّحة أن مسؤولاً استخباراتياً سورياً قام الأسبوع الماضي بزيارة غير مُعلنة للعاصمة الأردنية عمّان، وأجرى محادثات مع مسؤولين أمنيين في المملكة لم يُعرف طبيعتها.

 

ورجّح المصدر في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يكون رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك قد قدّم أسماء فصائل من المعارضة السورية المسلّحة للأردن يريد النظام أن يُدرجها في قوائم الإرهاب، التي كلف مؤتمر فيينا المملكة بتحضيرها لتصنيف الكتائب المقاتلة في سورية.

 

وقال المصدر “وفق مصادر أردنية لا يعني استلام الأردن قوائم من النظام قبوله بها، وإنما يسعى لاستكمال وجهات نظر كل الأطراف الحصول على معلومات قد تكون مفيدة لها في مهمتها”، على حد قوله.

 

وكان مؤتمر فيينا الذي عُقد في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قد كلّف الأردن مهمة تنسيق الجهود مع الدول المعنية لوضع قوائم بالجماعات الإرهابية في سورية.

 

ويسعى النظام السوري ومعه روسيا لتضمين الكثير من كتائب المعارضة السورية المسلّحة بقوائم الإرهاب، بما فيها تلك التي تؤكد على وسطيتها ورفضها للتشدد والتطرف والتزامها بقوانين الحروب.

 

وقام مملوك بزيارات متعددة غير مُعلنة خلال الأشهر الأخيرة كمبعوث للنظام السوري منها مرتان للعاصمة العمانية مسقط الأولى في تموز/يوليو الماضي والثانية بعدها بشهر، وزيارة للسعودية قالت روسيا إنها تمت في تموز/يوليو الماضي أيضاً برفقة وفد روسي وباقتراح من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى