أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 22 أيار 2017

 

انتحاري من «داعش» يهاجم مقراً لـ «أحرار الشام» في إدلب

باريس – رندة تقي الدين؛ لندن، دمشق، موسكو – «الحياة»

أعلنت الحكومة السورية مدينة حمص «خالية من السلاح والمسلحين» بعد مغادرة الحافلات الأخيرة التي تقل عناصر المعارضة وأسرهم «حي الوعر» أمس، ليكتمل بذلك اتفاق يعيد السيطرة على المدينة بأكملها إلى القوات النظامية للمرة الأولى منذ بداية الحرب. وضرب هجوم انتحاري مزدوج مقرّاً عسكريّاً تابعاً لـ «حركة أحرار الشام» المعارضة في منطقة تل الطوكان شرق سراقب في محافظة إدلب، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات، بعدما بدأت المنطقة تشهد تصعيداً عسكرياً بين الفصائل.

وأفادت «أحرار الشام» في بيان بأن انتحاريّاً قاد دراجته إلى باب المقر العسكري لـ «لواء أسود الإسلام» التابع لـ «أحرار الشام»، ودخل قاعة اجتماعات، حيث فجر الدراجة ونفسه في المجتمعين داخل المقر، ما أدى إلى مقتل 18 عنصراً وجرح 12 آخرين. وكان قائد لواء «أسود الإسلام» الملقب بـ «أبي مرهف» تعرض لمحاولة اغتيال قبل يومين من طريق عبوة ناسفة.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على رغم أن البيان اتهم تنظيم «داعش». وقالت «أحرار الشام» في بيانها «قام أحد أتباع التنظيم المجرم (داعش) بقيادة دراجة نارية ملغمة باتجاه مقر لحركة أحرار الشام في قطاع البادية… وفجر نفسه بشكل متزامن مع تفجير الدراجة النارية ليوقع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح». وإدلب هي معقل لعناصر المعارضة لكن اشتباكات اندلعت بين بعض الجماعات المسلحة هذا العام، من بينها اشتباكات بين جماعات موالية لـ «أحرار الشام» وجماعات انضمت إلى تحالف «هيئة تحرير الشام» المرتبط بـتنظيم «القاعدة».

واستغلت القوات النظامية الاقتتال بين جماعات المعارضة في مناطق عدة لاستعادة السيطرة على أراض من المعارضة خلال الصراع المستمر منذ ست سنوات.

وغادر المئات من عناصر المعارضة وأسرهم حي الوعر في حمص أمس. وقال أحدهم إن «مقاتلين كثراً جاؤوا إلى المنطقة من مناطق أخرى في حمص من بينها المدينة القديمة بعدما استعادت القوات الحكومية تلك المناطق في وقت سابق». وأضاف: «لا أريد البقاء هنا، سأذهب إلى إدلب ومنها إلى تركيا ثم إلى أوروبا بعد ذلك». وتوجهت غالبية المبعدين إلى محافظة إدلب أو إلى جرابلس الواقعة بمحاذاة الحدود الشمالية لسورية قرب تركيا.

وفي باريس، علمت «الحياة» من مصدر سياسي فرنسي مقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون أنه يفكر في سياق ديبلوماسيته الجديدة في الشرق الأوسط بإعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق، وإرسال سفير في وقت قريب، وذلك في إطار قناعته بأن إغلاق السفارة كان خطأ.

وحاولت «الحياة» التأكد من هذه المعلومات من أوساط الخارجية أو الرئاسة، لكن الطرفين رفضا التعليق على الخبر بتأكيده أو نفيه.

يُذكر أن اليمين الفرنسي المقرب من تيار رئيس الحكومة السابق فرانسوا فيون كان يدعو إلى إعادة فتح السفارة في دمشق. كما أن وزير الخارجية السابق هوبير فيدرين وبعض الديبلوماسيين المرموقين يعتبرون أن خطوة إغلاق السفارة الفرنسية كانت خطأ، وأن إبقاءها مغلقة أمر غير مفيد، مشددين على أن هذا لا يعني أن فرنسا تؤيد النظام.

 

دمشق تعلن حمص «خالية من السلاح» بعد مغادرة آخر عناصر المعارضة

لندن، دمشق، بيروت -»الحياة»

غادرت آخر حافلات تقل عناصر المعارضة السورية وأسرهم حي الوعر المحاصر في مدينة حمص أمس، لتكمل بذلك اتفاقاً يعيد السيطرة على المدينة بأكملها لقوات النظام للمرة الأولى منذ بداية الحرب. ومع مغادرة آخر دفعة من عناصر المعارضة، أعلنت السلطات السورية حمص «مدينة خالية من السلاح».

وغادر مئات المقاتلين، أمس وأول من أمس، في إطار المرحلة الأخيرة من إجلاء مقاتلي المعارضة من حي الوعر الذي تحاصره قوات النظام منذ وقت طويل وهو آخر حي كانت تسيطر عليه المعارضة في حمص.

وقال ضابط روسي للتلفزيون السوري إن القوات الحكومية بدأت السيطرة على مناطق مهمة بالحي بدعم من الشرطة العسكرية الروسية. وقال محافظ حمص طلال البرازي للصحافيين أمس إن أكثر من 700 من مقاتلي المعارضة سيغادرون بنهاية المرحلة الأخيرة (يوم الأحد) إلى جانب ألف آخرين على الأقل بينهم أفراد عائلاتهم، لتعلن المدينة خالية «من السلاح والمسلحين».

وأشار إلى أن العدد الإجمالي للراحلين عن الوعر على مراحل عدة منذ بدء تنفيذ الاتفاق في آذار (مارس) يزيد بذلك على 14 ألفاً. ومن بين هؤلاء نحو 3700 عنصر من المعارضة سمح لهم بالمغادرة محملين بالأسلحة الخفيفة.

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لعناصر معارضة يضعون حقائب وأكياساً في حافلات ويحملون بنادق كلاشنيكوف فيما وقف مسلحون موالون للحكومة يتابعون الإجراءات.

وقال البرازي إن نحو 1150 مقاتلاً من المعارضة قرروا البقاء في الحي وتسليم سلاحهم بموجب اتفاق عفو. ويصف النظام السوري اتفاقات الإجلاء التي تم تنفيذها أيضاً في مناطق محاصرة حول دمشق وفي حلب نهاية العام الماضي بأنها «اتفاقات مصالحة». ويقول إنها تسمح بعودة الخدمات والأمن. وتنتقد المعارضة الاتفاقات قائلة إنها تصل إلى «حد التهجير القسري» لمعارضي النظام بعيداً من المراكز الحضرية الرئيسية في سورية بعد سنوات من الحصار والقصف. كما انتقدت الأمم المتحدة استخدام الجانبين لأسلوب الحصار الذي يسبق مثل هذه الاتفاقات والإجلاءات بوصفه يصل إلى حد التهجير القسري.

وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حافلات النقل الداخلي استكملت عملية نقل المهجَّرين من حي الوعر. وأكدت مصادر للمرصد أن عملية نقل الأشخاص «استكملت» فيما يجري استكمال عملية نقل الأمتعة وتحميلها في الشاحنات المتوقفة في الحي، استعداداً للمغادرة نحو الشمال السوري لتفترق إلى قسمين أحدهما سيتجه نحو مناطق سيطرة القوات التركية والعناصر الناشطة في عملية «درع الفرات»، في حين سينقل القسم الآخر إلى محافظة إدلب.

من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن 989 شخصاً خرجوا من حي الوعر بينهم 308 مسلحين ضمن 26 حافلة باتجاه مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، و463 شخصاً بينهم 151 مسلحاً إلى مدينة إدلب، وذلك في إطار خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين في الحي. ومن المتوقع أن يتم دخول وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى الحي. وحي الوعر هو آخر معاقل المعارضة في حمص، وهو محاصر منذ أشهر، الأمر الذي أجبر مسلحيه على القبول باتفاق خروجهم مع عائلاتهم.

«الهيئة العليا» تطلب عقد اجتماع لبحث انتخابات جديدة ومؤتمر عام

لندن، موسكو – «الحياة» – بينما ما زالت فصائل المعارضة السورية تقيم نتائج محادثات الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، قالت مصادر مطلعة إن «الهيئة العليا للمفاوضات» طلبت عقد اجتماع موسع وعاجل في 29 أيار (مايو) الجاري، من المرجح أن يكون على جدول أعماله عقد مؤتمر عام وإجراء انتخابات جديدة. يأتي ذلك فيما تتواصل التحضيرات لعقد اجتماع للأعضاء المستقلين في الهيئة العليا للمفاوضات، وهم مجموعة من 52 عضواً شكلت نصف تعداد من حضروا مؤتمر الرياض.

وقال مصدر في المعارضة السورية في جنيف لـموقع «روسيا اليوم»، إن «الهيئة العليا للمفاوضات» تقف أمام مفترق خطير وذلك بعد الخلافات التي ظهرت بين الفصائل في اليومين الأخيرين من جولة المحادثات السادسة في جنيف.

وبين المصدر أن الخطر الرئيسي يكمن أساساً في تعليق ثمانية فصائل من «الجيش الحر» مشاركتهم في اجتماعات وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» مع المبعوث الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، والعودة عن هذا القرار بعد ضغوط دولية ومن داخل الوفد للقبول بتمرير اليوم الأخير المتبقي من المحادثات والتفرغ لحل المشاكل بعد نهاية الجولة.

وأفاد المصدر بأن الهيئة أمام «انفجار داخلي» لأسباب عدة، أهمها عدم قبول «الداخل الثوري» للمعارضة بآلية عمل الهيئة وبخاصة لاتخاذها قرارات فردية من دون الرجوع إلى مكونات الثورة أو التشاور معها. وأوضح أن أصواتاً داخل الهيئة طالبت بتغيير بعض الشخصيات والفصائل غير الفاعلة والتي لم يعد وجود لها على الأرض، وزيادة حصة «الجبهة الجنوبية» من التمثيل، إضافة إلى ملء مقاعد من قاطعوا اجتماعات الهيئة، مثل أحمد الجربا ومعاذ الخطيب ولؤي حسين بشخصيات أخرى. واعتبر المتحدث نفسه أن التحدي الأكبر أمام الهيئة في المرحلة الحالية هو وضع آلية تناوبية لرئاسة الهيئة.

وقبيل اختتام جولة المحادثات السادسة في 19 أيار الجاري، أكدت مصادر عدة أن الاجتماع الأخير للهيئة العليا مع سفراء مجموعة من الدول الداعمة لسورية كان «قاسياً جداً» بحسب ما كشف لـ «روسيا اليوم»، موضحاً أن السفيرين البريطاني والفرنسي اللذين حضرا الاجتماع كانا الأكثر قسوة على أعضاء الهيئة، وحذروهم من عواقب تصرفاتهم تجاه مسار محادثات جنيف وكذلك تجاه الوفد التفاوضي.

يأتي ذلك فيما قال الرئيس المشترك لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم، إن «موقف تركيا هو سبب عدم حضورنا مؤتمر جنيف المتعلق بالأزمة السورية».

وتحدث صالح مسلم عن أوضاع المنطقة، وأكد أن «القرارات التي تمخضت عن اجتماعات آستانة، لا تخدم مستقبل سورية». وأضاف أن «قرار إنشاء مناطق آمنة غير واضح المعالم، وهناك بعض النقاط غير المعلنة، وهو ما لا يخدم وحدة ومستقبل سورية»، مشيراً إلى وجود «مساومات بين تركيا وإيران في ما يتعلق بالمناطق الآمنة في سورية». وتابع قائلاً: «نعتقد أن هذا القرار لن يخدم مستقبل سورية، وهناك مساومة من نوع ما في هذا الإطار، كما أن هناك اتفاقاً بين تركيا وإيران اللتين تمتلكان ملفات غير معلنة». وأوضح مسلم أنهم في الحزب «حتى وإن لم يحضروا محادثات جنيف، فإنهم على تواصل بفريق العمل الخاص بالمبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ويجرون لقاءات معهم».

وأردف قائلاً: «واشنطن وموسكو تعلمان أنه لن يكون هناك حل سياسي في سورية من دون مشاركتنا، وموقف تركيا هو سبب عدم وجودنا على طاولة المفاوضات، ولكن القوى التي تعلم أنه ليس هناك حل سياسي من دون الأكراد، تريد إشراكنا في هذه العملية، ولكن من دون إخراج تركيا منها».

 

إيران تتهم أمريكا بنشر “الخوف من إيران” وتسليح “إرهابيين خطرين

دبي- رويترز- اتهمت إيران الولايات المتحدة الاثنين ببيع أسلحة إلى “إرهابيين خطرين” في الشرق الأوسط ونشر “الخوف من إيران”.

 

ونقل التلفزيون الرسمي عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله بعد يوم من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة سلاح مع السعودية والإشارة إلى إيران على أنها مصدر دعم المتشددين “أمريكا تقوي شوكة الإرهابيين في المنطقة بسياساتها العدوانية.

 

“يجب أن تتوقف أمريكا عن بيع أسلحة لإرهابيين خطرين”.

 

قاعدة حميميم الروسية تهدد بشن معركة وشيكة على المعارضة المسلحة في حي جوبر في دمشق

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: بعد أن خسرت الجبهة الشرقية لدمشق كلاً من حي تشرين والقابون وبرزة عقب فرض التهجير القسري على كتائب الثوار والأهالي الرافضين للتسوية مع النظام السوري، إثر قصف عنيف من قبل قوات النطام السوري وحليفه الروسي الشرس، تتجه روسيا اليوم باتجاه حي جوبر الدمشقي، في معركة مرتقبة، لفصله عن باقي الغوطة الشرقية، وليبقى مئات المدنيين المحاصرين في الحي ينتظرون مصيرهم في التهجير القسري عن أرضهم.

ونشرت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية رداً على رسالة وصلتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفها معارضون بـ «الوهمية» بأن «مدينة جوبر المذكورة في الرسالة تعتبر من أعقد المناطق في سوريا تحصيناً وقوة هندسية عسكرية، يتمتع مقاتلوها بوعي عسكري جعل منها أسطورة بالنسبة للقوات المناهضة للحكم». وأضافت القاعدة العسكرية «نعتقد أن مدينة جوبر ستكون من بين الخيارات المتاحة للقوات الحكومية في المعركة المقبلة ضد تنظيم جبهة النصرة الإرهابية»، حسب وصفها.

الرسالة الموجهة إلى قاعدة حميميم حضت القيادة العسكرية الروسية على قصف الحي بالقنابل الفراغية والأسلحة الروسية، وجاء فيها «تم تحرير مناطق شرق دمشق القابون وبرزة، وحي تشرين المحصنة جداً، بفضل الضربات الجوية الروسية، وبقي منطقة واحدة هي جوبر، وجوبر منطقة صغيرة ومحصنة تحتاج للقصف بالقنابل الروسية والقنابل الفراغية، نرجو المساعدة في تحرير هذه المنطقة لتأمين العاصمة من الهجمات بالهاونات».

وفي لقاء لـ «القدس العربي» مع العقيد والمحلل السياسي محمد العطار قال «هكذا جرت العادة عندما يريد القوي الاستشراس بالهجوم على من أقل منه قوة، يضخمه إعلامياً ويصفه بما ليس فيه، فموسكو أضافت وجود جبهة النصرة في جوبر بغاية أخذ الشرعية بالهجوم على الحي».

وتخوف المتحدث السياسي من «جرائم ضد الإنسانية قد تركتبها القوات المهاجمة، موسكو بمساندة قوات النظام السوري، بحق الدمشقيين المحاصرين في حي جوبر، لإجبارهم على التهجير القسري من منطقهم، بعد قتل ما يمكن قتله من الثوار والأهالي فقال: موسكو الدولة الثانية في العالم تتحدث عن قوة حي جوبر وقدراته العسكرية الهائلة وتحصيناته المتينة وقدرات مقاتليهم وتجهيزاتهم الهندسية العسكرية الشديدة التحصين، فموسكو تضخم جوبر لأنها تعد لها هجوماً شرساً، بقوات غير قابلة للمقارنة مع قوات جوبر المدافعة، حيث أن جوبر لا تحوي الا مقاتليها مع أسلحتهم الفردية بينما يمتلك الروس وربيبهم النظام ما هو أشد وأعتى بمئات المرات، حيث الطيران والدبابات والكاسحات، روسيا والنظام سوف يرتكبان جرائم حرب اذا قاما بهجوم على جوبر لتركيعها وفرض التهجير عليها».

وفي حي جوبر قرابة 300 عائلة محاصرة، وأكثر من 500 عائلة في منطقة جوابرة الواقعة بين حي جوبر ومنطقة الغوطة الشرقية.

وكانت كتائب المعارضة المسلحة في حي جوبر، قد شنت أواخر شهر آذار/مارس الفائت معركة شرسة استهدفت خلالها مناطق استراتيجية في العاصمة دمشق، مستغلة عنصر المفاجأة للنظام السوري والرأي العام المحلي والدولي، مع كسر وتيرة العمل العسكري المألوف لأكثر من سنة ونصف السنة ضمن الحزام المحيط بالمدينة، حيث نجحت «أحرار الشام» و»هيئة تحرير الشام» و«فيلق الشام» في رصد الجبهة التي اختار لها النظام أكبر قوة عنده واستنفر فيها كل قدراته وغالب طاقاته، ثم عجزت كل من قوات الفرقة العسكرية الرابعة التي يقودها العميد ماهر شقيق بشار الأسد في صد الهجوم، وقوات الحرس الجمهوري في رأب الصدع، مما أدى إلى دخول مباشر من قبل الميليشيات الطائفية العراقية إلى حلبة المعارك، وفي المقابل نجح مقاتلو المعارضة السورية المسلحة بالوصول إلى ساحة العباسيين وشارع فارس الخوري، وشارع العدوي، وبعض الكتل المحيطة بهم، التي تعتبر نقاطاً عسكرية هامة تخضع للسيطرة المباشرة من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس العراقي، و»حركة النجباء» التابعة لـ «الحشد الشعبي» العراقي بالإضافة إلى ميليشيا لواء «الإمام الحسين» العراقي، فضلاً عن قوات النظام السوري.

 

النظام يقصف درعا وتقدم للمليشيات الكردية بريف الرقة

جلال بكور

كثّفت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، من قصفها الجوي والصاروخي على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا في ظل سريان اتفاق خفض التصعيد، بينما أحرزت المليشيات الكردية تقدما في ريف الرقة الشمالي وسيطرت على قرية وعدة نقاط بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ولفت الناشط أحمد المسالمة، لـ”العربي الجديد”، إلى أن طيران النظام السوري شنّ 16 غارة جوية بالطيران الحربي على أحياء درعا البلد الخاضعة لسيطرة “الجيش السوري الحر”، وثماني غارات بالطيران المروحي ألقى خلالها براميل متفجرة وقنابل حارقة، كما أطلق أكثر من 18 صاروخ أرض أرض، ما أسفر عن دمار كبير وحرائق في المناطق المستهدفة.

ويأتي التصعيد في ظل محاولة تقدم من قوات النظام في جبهات حي المنشية جنوب شرق مدينة درعا، على الرغم من سريان اتفاق خفض التصعيد الموقع في أستانة الأخير.

وقصفت قوات النظام بالمدفعية والدبابات محيط مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، ومحيط مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي، وبلدة المحمّدية في ريف دمشق الشرقي، ومنطقة الحولة بريف حمص الشمالي، مسفرة عن أضرار مادية وحرائق في المحاصيل الزراعية.

وفي شأنٍ متّصل، ذكرت مصادر محلية أن اشتباكات اندلعت بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري جراء محاولة تقدم من الأخيرة في جبهة حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب.

من جهة أخرى، تحدث “مركز حلب الإعلامي” عن وقوع قتلى وجرحى من عناصر مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” نتيجة استهدافهم من قبل “الجيش السوري الحر” على أطراف قرية الحمران في ريف حلب الشرقي.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردية” سيطرت على قرية السلحبية الغربية في ريف الرقة الشمالي بعد معارك مع تنظيم “داعش”.

وفي ريف حمص الشرقي، شن الطيران الروسي عدة غارات استهدفت محيط مدينة السخنة ومنطقة آرك بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم “داعش” في محيط قرية جب الجراح ومحيط جبال الشومرية، حيث تشهد المنطقة محاولات تقدم من قبل قوات النظام.

 

النظام السوري يهجر حي الوعر في حمص بالكامل

جلال بكور

أنهى النظام السوري، اليوم الإثنين، عملية تهجير أهالي حي الوعر في حمص، وسط سورية، ومقاتلي المعارضة الراغبين بعدم مصالحته، بوصول الدفعة الثانية عشرة والأخيرة من المهجرين إلى الشمال السوري، بينما وقعت معارك بين المعارضة المسلحة وقوات النظام في مدينة درعا.

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” اليوم الإثنين، إنّ “المهجّرين ضمن الدفعة الأخيرة من حي الوعر، وصل قسم منهم إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وانتقل إلى مخيم زوغرة (20 كيلومتراً) غربي مدينة جرابلس على الشريط الحدودي مع تركيا، بينما توجّه القسم الثاني إلى محافظة إدلب، وتوزّعوا على عدة مناطق”.

وبوصول الدفعة الأخيرة من المهجرين، يكون النظام السوري قد أتمّ اتفاق التهجير الذي فرضه برعاية روسيا على المعارضة السورية، في حي الوعر المحاصر، آخر حي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حمص، وبلغ عدد المهجّرين قرابة عشرين ألفاً، معظمهم استقرّ في مدينتي الباب وجرابلس.

ومع انتهاء عملية التهجير، في حي الوعر، تكون مدينة حمص الملقّبة بـ”عاصمة الثورة السورية”، خاضعة بشكل كامل، لسيطرة قوات النظام، والمليشيات الطائفية الموالية لها.

ميدانياً، تحدّث الناشط أحمد المسالمة لـ”العربي الجديد” عن صدّ هجوم للنظام السوري، من قبل فصائل المعارضة، المنضوية في غرفة عمليات “البنيان المرصوص”، على أطراف حي المنشية بمدينة درعا، جنوبي البلاد، وقتلت المعارضة خلال المعارك، عناصر من النظام، ودمّرت عربة بصاروخ موجّه.

وردّت المعارضة على هجوم النظام، بقصف مواقع له في حي سجنة بالمدفعية والصواريخ، تزامناً مع معارك بين الطرفين، على أطراف بلدة النعيمة المتاخمة لمدينة درعا من الجهة الشرقية.

من جانب آخر، جدّدت قوات النظام مدعومة بالمليشيات العراقية والإيرانية، ليلة الأحد الاثنين، محاولة تقدّمها باتجاه منفذ التنف الحدودي مع العراق، وسيطرت على منطقة البحوث العلمية، بالقرب من حاجز زازا في بادية الشام، بعد اشتباكات عنيفة مع المعارضة السورية المسلحة.

وفي الحسكة، قُتل أربعة مدنيين، بينهم امرأتان، وجرحت ثلاث نساء، في غارة من طيران التحالف الدولي على منازل في قرية الرويح، في منطقة الشدادي، بريف الحسكة الجنوبي.

إلى ذلك، تحدّثت مصادر لـ”العربي الجديد”، عن ارتفاع عدد قتلى المجزرة التي ارتكبها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في قرية جزرة البوشمس، بريف ديرالزور الغربي، إلى 30 قتيلاً، بينهم نساء ورجل قضوا حرقاً، بينما لا يزال مصير 18 شخصاً مجهولاً، وذلك إثر هجوم من التنظيم على القرية الخاضعة لسيطرة مليشيا “حدات حماية الشعب” الكردية.

وفي سياق متصل، قُتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة، وسقط عدد من الجرحى، جرّاء قصف بالمدفعية من تنظيم “داعش”، على دوار حي هرابش في مدينة دير الزور.

 

الدور الدعائي لـ”روسيا اليوم” في سورية: سلاحٌ بمظهر ناعم/ عمار الحلبي

ظلّت قناة “آر تي” (RT، “روسيا اليوم” سابقاً) الناطقة باسم الحكومة الروسية الرسمية، والتي تُعرف في الأوساط الإعلامية بأنها سلاح إعلامي بيد “الكرملين”، تتعاطى مع الأزمة السورية بشكلٍ سلبي، يخدم مصالح روسيا في سورية، إضافةً إلى مصالح النظام السوري، الذي تُعاني ماكينته الإعلامية من الاهتراء والترهّل، وعدم تجديد خطابها العاطفي الذي لم يعد يؤثّر بالسواد الأعظم من السوريين، بما فيهم المجتمع الموالي للأسد.

الشبكة بقنواتها، تحديداً تلك الناطقة باللغة العربية، عملت خلال معظم سنوات الثورة على تخوين المعارضة السورية من جهة، وإظهارها على أنها مجموعة فصائل متهالكة ليس لها أي تأثير سياسي أو استراتيجي على الأرض.

وعلى الضفاف الأخرى، عملت القناة على إظهار النظام بأنه الكيان الأكثر ثقلاً داخل البلاد، من دون أن تظهر حجم المناطق التي يسيطر عليها ووضعه العسكري والاقتصادي والاجتماعي في مناطقه، ويضاف إلى هاتين النقطتين، تعاطيها السلبي مع فكرة الإرهاب، وتسويقه في فكرة “النصرة” و”داعش” لتتجاهل الجهات الإرهابية الأخرى في سورية.

افتراء

كان آخر عمليات التلفيق، التي اتخذتها القناة، نشرها لخبرٍ تحدّث عن حدوث عراك بالأيدي بين أعضاء وفد المعارضة في جنيف.

وفي إثر ذلك، قرّرت “الهيئة العليا للمفاوضات”، المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، مقاطعة قناة “روسيا اليوم” وعدم التعامل مع مراسليها أو مكاتبها أو الظهور على شاشاتها.

ونقلت مصادر إعلامية عن الناطق الرسمي باسم “الهيئة العليا للمفاوضات”، سالم المسلط، قوله “أودّ إفادة الزميلات والزملاء الصحافيين، بقرار الهيئة العليا للمفاوضات، والائتلاف الوطني السوري، ووفد المعارضة، بمقاطعة قناة روسيا اليوم، وعدم الظهور على شاشتها، أو التحدث إلى مراسليها، إلى حين صدور نفي واعتذار عن خبرها الكاذب حول الادعاء بحصول اشتباك بالأيدي في مقر وفد المعارضة السورية في جنيف”. وأشارت الهيئة إلى أنه “نُشر خبر غير صحيح على موقع قناة روسيا اليوم، أن اشتباكاً بالأيدي جرى، أول من أمس، في مقر الهيئة العليا في جنيف بين أعضاء الوفد”.

ولم يصدر أي اعتذار من “روسيا اليوم” عن خبرها المزوّر، لكنها عدلته على الموقع من “مصدر: اشتباك بالأيدي في مقر إقامة المعارضين السوريين بجنيف” إلى “المعارضة السورية تنفي حصول مشاجرة بين أعضائها في جنيف”، علماً بأن العنوان الأول لا يزال يظهر ضمن عنوان الموقع (URL)، عند فتح الخبر.

تلفيق الحقائق

قال العميد الركن، أحمد رحال، المحلل العسكري لـ “العربي الجديد”، إن “القناة لا تختلف إطلاقاً عن قنوات النظام السوري، لا في التعاطي مع الأحداث ولا في وجهة النظر السياسية”.

وأضاف رحال، والذي سبق أن ظهر على هذه القناة عدّة مرات، أنها “تستضيف شخصيات من المعارضة، لكنها تقوم بالتضييق عليهم، عبر عدم منحهم وقتاً لشرح فكرتهم، واختيار أفكار تضعهم في موقع دفاعي”، لافتاً إلى أنّ القناة قامت في إحدى المرات بطرد أحد المذيعين، لأنه زاد في الضغط على المعارضة بحيث ظهرت وجهة نظر القناة الحقيقية من خلال تصرفاته، وهو ما تسعى “روسيا اليوم” لإخفائه.

ووفقاً للرحال، فإن القناة تسعى دائماً إلى الظهور بموقف المحايد الذي ليست لديه أي أجندة في الشأن السوري، والذي يقوم فقط بتغطية القضايا والأحداث السورية، لكنها في حقيقة الأمر تمثّل دور روسيا وسياستها في سورية.

وبيّن رحال أن تقارير القناة التي تعدّها من داخل المحافظات السورية التي يسيطر عليها النظام، تشبه إلى حدٍ كبير في المصطلحات والوجهة الإعلامية تقارير تلفزيون النظام الرسمي، موضحاً أنه يظهر على هذه القناة دائماً لتكذيب أخبارها الملفّقة وإعطاء الرأي الآخر، وقال: “لو دعاني تلفزيون النظام سأخرج عليه وأفضح بالأدلة أكاذيبه”.

سلاح روسيا النوعي

بيّن الإعلامي السوري، أحمد كامل، في حديث مع “العربي الجديد”، أنّ “روسيا اليوم هي مثل الطائرات التي تقصف المستشفيات والمدارس والملاجئ، وإحدى أدوات قتل وإبادة الشعب السوري، ومثل المحرقة التي يُحرق بها خمسون سورياً يومياً ومثل الصواريخ والطائرات والسلاح الكيميائي وأحياناً أشد تأثيراً”.

وأضاف كامل، الذي ظهر عشرات المرات على شاشتها، أن القناة من أدوات المعركة ضد الشعب السوري وإحدى أسلحة الاحتلال الروسي، لأنها تبرّر جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا ضد الإنسانية وجرائم النظام وحزب الله وإيران، ولا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بالعمل الإعلامي، كونها وسيلة دعاية مثل وسائل دعاية هتلر وستالين وإنما بثوب جميل، وهي ممنوع بثها في بريطانيا في مؤسسة بريطانيّة حكومية، لأنها أداة دعاية لا تعطي معلومات وإنما دعاية مغرضة.

وأضاف أنه لا يمكن اعتبارها قناة روسية رسمية ناطقة باسم الدولة، وإنما وسيلة دعاية بيد النظام الروسي الذي يسعى لتحقيق مكاسب في سورية.

عرض الجريمة بشكلٍ أحادي

يوضح كامل أن القناة تحاول مواكبة الحداثة الإعلامية، عبر استضافة معارض سوري، لكنها تقوم باختيار موضوعٍ يضعه في خانة الدفاع عن نفسه، وتحصر مواضيعها بـ”جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”، وتناقش الإرهاب، لكنها تستثني الإرهاب المقابل، والذي يمثّل ما يرتكبه النظام السوري من عمليات إرهابية في سورية، إضافةً إلى إرهاب إيران والمليشيات التابعة لها و”حزب الله”. وقال: “الإرهاب بالنسبة لروسيا اليوم هو داعش والنصرة، ولا تجد أي إرهابٍ آخر في سورية، علماً بأن مليشيات إيران، وأبرزها حزب الله، ليست إرهابيةً وحسب وإنما محتلة”.

وتابع: “تحاول القناة الظهور بمظهر حضاري، لكن الضيف يكون محشوراً ولا يستطيع فعل أي شيء، ويكون في موقع دفاع عن نفسه، ويكون الوقت ضيقاً بالنسبة له، إضافةً إلى أن الضيف الموالي للنظام يكون مهاجماً دون أدنى احترام معايير النقاش على الشاشات الإعلامية”.

وأوضح أنها تنحاز للأكراد ضد العرب، ولطوائف إسلامية ضد أخرى، ولم تصف أي مجموعة تابعة لإيران بأنها إرهابية أو متشدّدة، بل على العكس تعترف بها وتهاجم الجهات الأخرى.

ومن جهةٍ أخرى، تحاول القناة التلاعب على القوى داخل سورية، حيث تركّز دائماً خلال أسئلتها على تشتّت المعارضة، علماً بأنها لم تركز أي مرة على تشتّت النظام السوري، وتصفه بأنه الدولة السورية، علماً بأنه بعد مساعدة روسيا وإيران والمليشيات الطائفية، يسيطر على حوالى ربع سورية فقط، موضحاً أنها لم تركّز أي مرّة على تشتّت الأحزاب الكردية التي يبلغ عددها أكثر من 150 حزباً، ولا على تشتّت المليشيات التابعة لإيران.

وأردف كامل أنها كانت تحاول تأييد وتبرير جرائم الكييائي، لكن أبرز ما كانت ترتكبه هو أنها تدمج المعارضة مع “داعش”، وفي هذا تزوير كامل للحقيقة، لافتاً إلى أنها تستضيف المعارض السوري على أنه ناطق باسم تنظيم “داعش”، علماً بأنه لا يوجد أي ارتباط بين التنظيم والمعارضة، بل على العكس فإن التنظيم فتك وحارب فصائل المعارضة في عدّة مدن ومحافظات سورية.

واعتبر كامل أن القناة تنجح في توصيل أفكارها فقط إلى البيئات المحاصرة فكرياً حيث تحقّق نسبة مشاهدة عالية في مناطق النظام في سورية، لأن إعلام النظام اهترأ ولم تعد أساليبه البدائية تقنع الموالين، وجاءت قناة “روسيا اليوم” لتقوم بهذه المهمة.

العربي الجديد

 

حمص: أيقونة الثورة.. بلا ثوارها

أسامة أبوزيد

أعلن محافظ حمص طلال البرازي، الأحد، كامل المدينة “آمنة وخالية من المسلحين”، بعدما أخلي قسراً أكثر من 15 ألف شخص من حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في المدينة، تنفيذاً للاتفاق المبرم بين “لجنة التفاوض في حي الوعر” والنظام، برعاية روسية، في آذار/مارس.

 

وخرجت الدفعة الـ12 والأخيرة من حي الوعر، الأحد، وتضمنت 2100 شخص بينهم 780 مقاتلاً من المعارضة، وذلك تزامناً مع دخول كتيبة روسية قوامها 100 عسكري، برفقة قوات أمنية تابعة لفرعي “الأمن العسكري” و”الأمن السياسي” في حمص إلى داخل الحي.

 

مصادر محلية من داخل حي الوعر، قالت لـ”المدن”، إن الكتيبة العسكرية الروسية تمركزت في الجزيرتين السابعة والثامنة السكنيتين من حي الوعر، اللتين كانتا جبهة قتال مع المليشيات الشيعية المحاصرة للحي. ومنعت الكتيبة الروسية، مساء الأحد، مجموعة من مقاتلي “لواء الرضا” الشيعي، وهم من قرية المزرعة الملاصقة لحي الوعر، من دخول الحي، أثناء الاحتفالات التي أقامها النظام وبثتها وسائل إعلامه.

 

وسبق محاولة دخول مقاتلي “لواء الرضا” إلى الوعر، تأكيد لوزير الداخلية اللواء محمد الشعار، خلال لقائه بقوى “الأمن السوري” على ضرورة “تأمين هيبة القانون”. وهدفت المليشيات الشيعية من حصارها الطويل لحي الوعر، إلى تهجير سكانه للسيطرة عليه. التهجير تمّ برعاية روسيا، التي دخلت على خط المفاوضات مع ثوار الوعر، لقطع الطريق أمام المليشيات ومنعها من زيادة نفوذها على حساب مؤسسات “الدولة السورية”، وحماية المنشآت والقواعد العسكرية، بعدما باتت القوات الروسية تشكل جزءاً منها.

 

وبثّ التلفزيون الرسمي، مساء الأحد، احتفالات “شعبية” رافقها رفع لعلم النظام، في ما اعتبر “فرحة الأهالي بدخول الجيش وتأمين الحي”، رغم بقاء نحو 7 آلاف مدني في الحي، جلهم موظفون وعائلاتهم وآخرون أتموا إجراءات “تسوية أوضاعهم الأمنية”. واعتبر الطبيب والمفوض السابق من قبل المعارضة لحث النظام على تحسين ظروف الحي، ناصر النقري، في حديثه لـ”المدن”، أن احتفالات الوعر بخروج المسلحين ودخول “الدولة”، وما يقابل ذلك من بكاء الخارجين من الوعر، تعد أقسى صور المأساة السورية، لما تحمله من تناقض وشرخ كبير، إذ أن “فرحة البعض أصبحت مرتبطة بمأساة الآخرين”. وأضاف النقري: “على الرغم من ملاحظاتي العديدة على قادة الوعر وثواره، إلا أنه ليس من الأخلاق الرقص على أشلاء حي يبكي أبناءه الذين لا اعتقد أنهم سيعودون يوماً”.

 

وجدد محافظ حمص دعواته لـ15 ألف نسمة من أهالي الحي النازحين سابقاً إلى مناطق النظام، للعودة إلى الحي، بعد تأمينه من “المسلحين”. وقد سبقت دعوة البرازي الأخيرة، دعوات كثيرة للنازحين عن أحياء حمص القديمة، للعودة، لكن أحياءهم ما زالت خالية.

 

وتعمل ورشات صيانة تابعة للمحافظة على تنظيف الشوارع الرئيسية في الحي، بالإضافة إلى إزالة الأنقاض والسواتر الترابية. وتمّ الإبقاء على الدشم الإسمنتية التي أوعزت الكتيبة العسكرية الروسية بوضعها على مداخل حي الوعر، إلى حين بسط “الأمان الكلي” فيه، بحسب ما ذكره لـ”المدن” أحد أبناء الحي ممن ظلوا فيه. وقال أبو جهاد، إن مندوباً عن محافظ حمص برفقة ضابط روسي، أعلموا الأهالي بأن الأمور داخل الحي ستكون أفضل مما كانت عليه، وأن الجنود الروس والشرطة السورية ستمنع أي مظهر مسلح غير حكومي من التواجد داخل الحي، وهم هنا لحماية الحي من أي “مخربين”، بحسب ما قاله مترجم الضابط الروسي.

 

وأكد محافظ حمص أن الخطوة القادمة لـ”الحكومة السورية” هي “المصالحة” في مدن وبلدت ريف حمص الشمالي، معقل المعارضة الأخير في محافظة حمص.

 

باخلاء حي الوعر الحمصي، تحولت مدينة حمص إلى أيقونة ثورية خالية من ثوارها، بعدما هُجّرَ مئات الآلاف من أهلها، منذ الحملة العسكرية ربيع العام 2012، إلى دخول الحافلات الخضراء إلى أحياء حمص القديمة في العام 2014، وانتهاءً بحي الوعر.

 

جنوبي دمشق:اتفاق النظام و”داعش” لخلط الأوراق في التنف؟

مطر اسماعيل

تسارعت الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية في أحياء دمشق الجنوبية؛ مخيم اليرموك والتضامن والقدم والعسالي والحجر الأسود، وبلدات يلدا وبيبيلا وبيت سحم. وعلى وقع الاقتتال الداخلي للفصائل المسلحة، تتسرّب الأنباء تباعاً، عن قُرب تطبيق اتفاقيات قديمة-جديدة خلال الأيام المقبلة، تصبّ في مجملها في مصلحة النظام؛ من اتفاقية خروج تنظيم “الدولة” من مناطق سيطرته جنوبي دمشق، إلى ركوب حي القدم الدمشقي قطار “المصالحات”، وصولاً إلى استعداد مقاتلي “هيئة تحرير الشام” لإخلاء مواقعهم شمال غربي مخيم اليرموك للخروج إلى محافظة إدلب ضمن اتفاق “المدن الأربع”، لتبقى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في حالة الترّقب الحذر لهذه التغيّرات المتسارعة.

 

وبدأت منذ مساء الجمعة تتسرب الأنباء عن احتمال خروج تنظيم “الدولة” من المنطقة عبر اتفاق مع النظام، وتلت ذلك مؤشرات عمليّة على أرض الواقع، إذ أجرى التنظيم عملية تبادل للأسرى مع “جيش الإسلام”، مساء الأحد، أطلق على إثرها القيادي في “جيش الإسلام” أبو فراس الشامي، المعتقل منذ قرابة شهرين في سجون التنظيم، وشاب مدني من أبناء مخيم اليرموك. وفي مقابل ذلك أطلق “جيش الإسلام” سراح أسيرين من التنظيم، أحدهما كان قد أُسِرَ الجمعة خلال عملية خاطفة ضد موقع للتنظيم على جبهة حي الزين الفاصلة بين حي الحجر الأسود وبلدة يلدا.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” وزّع، الأحد، إعلاناً ورقيّاً في الشوارع والأحياء التي يسيطر عليها، دعا فيه المدنيّين الراغبين بـ”الهجرة إلى أراض الخلافة الإسلامية” إلى تسجيل أسماءهم في “إحدى النقاط الإعلامية التالية: نقطة أبي محمد العدناني–العروبة. نقطة الأقصى الأسير–جانب جامع فلسطين. نقطة عمر الشيشاني–العسالي”. وحدد التنظيم أوقات التسجيل بين الساعة الحادية عشر صباحاً وحتى السابعة مساءً. وشهدت مناطق سيطرة التنظيم، السبت والأحد، حركة بيع كثيفة لممتلكات مقاتليه كالسيارات والدراجات النارية وبطاريّات الطاقة والألواح الشمسية، مقابل أسعار زهيدة لا تتجاوز ربع قيمة البضائع المباعة. وشاعت أنباء عن احتمال خروج جرحى التنظيم وبعض عائلات مقاتليه، الإثنين، ليصار خلال أيام قليلة قادمة إلى اخراج بقية العناصر.

 

تزامن المتغيّرات بين الكانتونات المتصارعة جنوبي دمشق، يرسم مشهداً خطيراً لمستقبل المنطقة. فـ”هيئة تحرير الشام” على موعد قريب لخروج مقاتليها من شمال غربي مخيم اليرموك، وتسليم قطاعاتها ومناطق سيطرتها إلى مليشيات النظام، كما بدأت الترتيبات الأولية لخروج تنظيم “الدولة” المسيطر على حي الحجر الأسود وأجزاء واسعة من اليرموك والتضامن والعسالي، من دون توضيح مصير هذه المناطق وأهلها الراغبين بالبقاء. فهل ستتمدّد سيطرة النظام عليها، أم ستكون هناك ترتيبات خاصة مع فصائل الجيش الحر المتواجدة في بلدات الجوار؟

 

في المقابل، يتعرّض حي القدم الواقع بين فكّي كماشة؛ النظام من الغرب والجنوب وتنظيم “الدولة” من الشمال والشرق، لضغوطٍ كبيرة للرضوخ لاتفاق “مصالحة” يقضي بخروج ثوار الحي إلى الشمال، أو “تسوية وضعهم” وبقائهم في منطقتهم. وعلى الرغم من رد المعنيين في الحي على طرح النظام، عبر بيانٍ رسميّ أكّدوا فيه على “الثبات والتمسّك بالأرض ورفض التهجير”، و”التمسك بالجماعة وتقديم المصلحة العامة وتغليبها على مصلحة الأفراد والمناطق”، إلّا أن كل ما يحيط بظروف وإمكانيات حي القدم، المشمول باتفاق “المدن الأربع”، يوحي بمستقبلٍ لا يختلف كثيراً عما حصل في المناطق التي حصلت فيها مصالحات وتهجير.

 

اخلاء أحياء المخيم والحجر والعسالي والتضامن من مسلّحي تنظيم “الدولة” و”هيئة تحرير الشام”، يفتح الباب على خيارات جديدة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم المجاورة. وقد يكون منها ما طرح سابقاً من اتفاقية خروج تنظيم “الدولة” نهاية العام 2015 والتي تعثّرت في ختامها، وتضمنت تسليم مناطق تنظيم “الدولة” لمقاتلين من أبناء الحجر والمخيم تابعين للجيش الحر، ضمن صفقة ثلاثية بين النظام والتنظيم والمعارضة. لكن المختلف حالياً، هو تغيّر الوضع العسكري في دمشق وريفها لصالح النظام، الذي سيرفض في ظل هذه المتغيّرات ما كان قد وافق عليه سابقاً. وما يمكن قبوله اليوم بالنسبة للنظام، هو تسلم هذه الأحياء من مقاتلي المعارضة بعد “تسوية وضعهم”، وفي إطار “الدفاع الوطني”. وبالتالي ستنتقل تلك الأحياء من سيطرة تنظيم “الدولة” إلى سيطرة النظام، بشكل غير مباشر، عبر مقاتلين سابقين في صفوف الجيش الحر. وذلك مرهون بالطبع بموافقة تلك المجموعات المعارضة العسكرية المتواجدة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم.

 

ويبقى مصير هذه البلدات الثلاث، مرهوناً باتفاق “المدن الأربع”، مع تنامي التخوّف الشعبي والثوري من عملية تهجير تطال السكان بعد الانتهاء من ملف الأحياء الخاضعة لسيطرة “الدولة” و”تحرير الشام”، خاصة إذا ما تملّص النظام من إتمام الاتفاق قبل نفاد مدة الـ9 شهور الملحقة باتفاق “المدن الأربع”، والتي تُجمّد الوضع في البلدات وحي القدم أيضاً، كما تضيق خيارات البلدات وثوارها في مواجهة مخططات النظام الساعية منذ شهور لتوقيع اتفاق “المصالحة الوطنية” بشكل مماثل لما حدث في بلدات الريف الدمشقي.

 

وتطرح في هذه الأثناء تساؤلات عن مصلحة النظام في إخراج تنظيم “الدولة” من المنطقة. وتشير تحليلات إلى أن الاتفاق الضمني بين الطرفين يرتبط بشكل أو بآخر بمعارك البادية وديرالزور، ورغبة النظام في طرح عنصر جديد إلى المشهد، يخلط الأوراق مجدداً في منطقة مثلث التنف، والتي تشهد صراع إرادات دوليّة، وصدّاً أميركيّاً للنظام وحلفائه من التقدّم باتجاه ديرالزور على حساب الجيش الحر، الذي يستعد لبدء المعركة بدعمٍ دوليّ.

 

عمليات إخلاء مسلّحي تنظيم “الدولة” و”تحرير الشام”، ستفتح المجال لإنهاء ملف البلدات المحيطة بما يخدم النظام، بعد سحب ذريعة “محاربة الإرهاب”، وتضع المنطقة لأول مرّة أمام امتحان تفريغها بشكلٍ كامل من أي تواجد مسلح أو معارض، سواء للتنظيم أو للهيئة أو لفصائل المعارضة المسلّحة. وقد يطوي ذلك صفحة منطقة استراتيجية تسيطر عليها المعارضة منذ خمس سنوات، لصالح نظامٍ تتواطأ كل الظروف الداخلية والخارجية معه في طريق إفناء الشعب السوري أو تهجيره خارج دياره.

 

واشنطن بوست: أمريكا باتت مضطرة لمواجهة إيران في سوريا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

يبدو أن الولايات المتحدة التي سعت إلى النأي بنفسها بعيداً عن الحرب في سوريا، ستكون مضطرة إلى التدخل لوقف التمدد الإيراني، خاصة في أعقاب ما جرى الأسبوع الماضي من محاولة مليشيات موالية لبشار الأسد ومدعومة من إيران الاقتراب من جنوبي البلاد، الأمر الذي دفع بالطائرات الأمريكية إلى الإغارة على تلك الأرتال وقصفها، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة بدأت تدخل في سوريا بشكل أكبر، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.

 

الصحيفة رأت أن مساعي إيران للتمدد عبر مليشياتها إلى جنوبي سوريا يمكن أن يمثل فرصة بالنسبة لأمريكا لوقف التمدد الإيراني في سوريا والمساعدة على إنقاذ سوريا.

 

الإدارة الأمريكية قالت إن طائراتها نفذت غارة جوية يوم 18 مايو/أيار الجاري بالقرب من قاعدة التنف على الحدود السورية مع الأردن والعراق.

 

ووفقاً لبيان قيادة التحالف الدولي، فإنه تم استهداف قوات موالية للنظام السوري بعد اقترابها من مواقع تابعة للمعارضة السورية والقوات الأمريكية التي تدربها هناك.

 

إلا أن تلك الغارة لا يبدو أنها بمعزل عما يجري في سوريا، بحسب مسؤولين وخبراء وقادة في المعارضة السورية، فالولايات المتحدة تدرك جيداً أن إيران تحاول بسط سيطرتها على ممر استراتيجي من لبنان وسوريا عبر بغداد إلى طهران، وفي حال نجحت إيران في مساعيها فإن ذلك سيشكل تحولاً جذرياً في الوضع الأمني الإقليمي، كما أنه سيضر كثيراً بجهود محاربة تنظيم الدولة في منطقة دير الزور، بالإضافة إلى أن الوجود الإيراني هناك سيعرقل جهوداً أمريكية لتدريب وإعداد قوة سُنية قادرة على تحقيق الاستقرار على المدى الطويل.

 

باختصار، تقول الصحيفة، إنها معركة لم يعد بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تتجنبها، ومن ثم فإن هناك فرصة مواتية أمام الرئيس ترامب لإبعاد إيران ومنع توسيع نفوذها.

حتى ورغم التحدي الذي تمثله محاولة إيران الوصول إلى الجنوب السوري، فإن مسؤولين في البيت الأبيض قالوا إن إدارة ترامب لا ترى أن هناك ضرورة لتغيير كبير في التعامل مع الوضع بسوريا، خاصة أن أي عملية قد تجعل من القوات الأمريكية الموجودة في الجنوب السوري تحت التهديد.

 

ويرى تشارلز ليستر (من معهد الشرق الأوسط)، أن القنابل أصابت مليشيا مدعومة من قوات الحرس الثوري الإيراني وهي كتائب الإمام علي، وردّت إيران على تلك الضربة بتصريح بثته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، بأن حزب الله سيرسل 3 آلاف من مقاتليه إلى منطقة التنف الحدودية في إطار مساعٍ لإحباط “مؤامرة أمريكية”، بحسب الوكالة.

 

قيادي بالمعارضة السورية المسلحة في جنوبي البلاد قال للواشنطن بوست، إن الرتل الذي تم استهدافه من قِبل الطيران الأمريكي كان يضم قوات نظامية وأخرى إيرانية ومليشيات موالية وتحت قيادة إيرانية، مبيناً أن الهدف لهذا الرتل هو السيطرة على المثلث الأمني الذي يمنحهم حرية التنقل بين المدن السورية شرقي تدمر ودير الزور وبغداد.

 

أما الهدف الثاني، بحسب القيادي المعارض، فإنه يتمثل بمحاولة تلك القوات منع قوات المعارضة السورية التي تدعمها أمريكا من التحرك إلى دير الزور.

 

معركة جنوبي سوريا فرصة مواتية أمام فريق ترامب لوضع تصور حول الكيفية التي يجب من خلالها محاولة وضع حد للنفوذ الإيراني في سوريا وتحقيق مزيد من الاستقرار لسوريا كما وعد في أكثر من مناسبة، ولكن عليه أن يتصرف بسرعة.

 

الصحافة الأمريكية: شراكة استراتيجية بين الرياض وواشنطن

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

أفردت الصحافة الأمريكية مساحات واسعة لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسعودية، التي جاءت مغايرة لما درج عليه رؤساء أمريكا السابقون؛ لكونها الأولى منذ دخوله الأبيض؛ فضلاً عمّا تخلل يومها الأول من ترحيب سعودي كبير، والتوقيع على صفقات كبيرة وصفت بأنها ستخلق شراكة استراتيجية من نوع جديد بين واشنطن والرياض.

 

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إن الرئيس دونالد ترامب يسعى، خلال زيارته التي بدأت السبت إلى المملكة العربية السعودية، إلى إعادة تنظيم الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط؛ من خلال تأكيد الدعم الأمريكي القوي للدول الإسلامية السنّية و”إسرائيل” ضد إيران.

 

أما صحيفة الواشنطن بوست، وتحت عنوان “صفقات هائلة في أول يوم لزيارة ترامب إلى السعودية”، فركّزت على ما جرى في اليوم الأول، وأيضاً على تغريدة ترامب التي قال فيها: “لقد كان يوماً عظيماً. استثمارات هائلة في الولايات المتحدة، وظائف، وظائف، وظائف”، وذلك في إشارة إلى الصفقات الكبيرة التي أبرمتها المملكة مع أمريكا، والتي تجاوزت قيمتها 110 مليارات دولار أمريكي.

 

وعلى الرغم من أن تفاصيل تلك الصفقات ما زالت غير معلومة بالكامل، فإن المؤكد- كما تقول الصحيفة- أنها ستشتمل على دعم أمريكي للاحتياجات الدفاعية ضد التهديدات الإيرانية، كما ستشمل أيضاً بيع سفن ودبابات وآليات أخرى، بعضها كان معطلاً من الإدارات السابقة، بالإضافة إلى بيع أنظمة صاروخية حديثة مثل نظام ثاد الصاروخي.

 

نيويورك تايمز من جهتها قالت: زيارة ترامب إلى السعودية تمثل أيضاً رفضاً صريحاً لسياسات سلفه باراك أوباما، الذي سعى إلى مصالحة مع إيران، وتفاوض معها على صفقة النووي؛ بهدف منعها من تطوير أسلحة نووية.

 

وتحدثت الصحيفة الأمريكية عن المعاملة الاستثنائية التي حظي بها الرئيس الأمريكي خلال زيارته التي وصفت في الرياض بأنها زيارة تاريخية، مشيرة إلى أن ضيف السعودية تم إسكانه في جناح متعدد الطوابق في فندق الريتز كارلتون، قبل أن يذهب مساءً إلى المشاركة في أداء رقصة العرضة السعودية مع فريق إدارته.

 

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الرئيس الأمريكي في اليوم الأول لزيارته إلى السعودية بدا أكثر اتزاناً، وحافظ على توازنه، ولم يكتب الكثير على تويتر، كما أنه تجنب طريقته في المصافحة التي كثيراً ما أثارت ردود فعل متباينة لدى زوّار البيت الأبيض.

 

ومن المقرر أن يلتقي ترامب، الأحد، قادة الدول الإسلامية، حيث سيلقي خطاباً يدعو فيه إلى الوحدة من أجل مكافحة التطرف.

 

حلفاء أمريكا من العرب يريدون مقابل دعمهم لواشنطن، موقفاً أمريكياً واضحاً حيال إيران وتدخلاتها في المنطقة العربية، غير أن إميل حكيم، زميل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قال إن هناك الكثير من المبالغات والتوقعات فيما يجب أن تفعله أمريكا بخصوص إيران.

 

وفي الوقت الذي سيخاطب ترامب قادة الدول الإسلامية في قمة الرياض، فإن إيفانكا ترامب ستنضم إلى مائدة مستديرة حول “التمكين الاقتصادي للمرأة”، ستعقد في الرياض، في حين ستنغشل ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس، بزيارة إلى بعض المرافق الثقافية بالمملكة.

 

النظام يصعد قصفه وهجماته على درعا  

قصفت قوات النظام جويا ومدفعيا صباح اليوم الاثنين مواقع للمعارضة المسلحة في مدينة درعا، وشنت هجمات عليها في حي المنشية، كما قصفت قوات النظام قرى في جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية، دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا.

 

وأفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات النظام قصفت مواقع ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا، كما شهدت هذه المناطق قصفا صاروخيا ومدفعيا مكثفا وتسبب القصف بدمار مادي كبير.

 

وتخلو الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة في مدينة درعا من معظم سكانها بسبب كثافة القصف وشدة المعارك التي بدأت في فبراير/شباط الماضي وانخفضت وتيرتها مع إعلان اتفاق تخفيف التصعيد في أستانا، في حين يمكث الأهالي بمخيمات عشوائية على الحدود السورية الأردنية وفي الأرياف البعيدة عن المعارك والقصف.

 

وقال مراسل الجزيرة إن اشتباكات عنيفة وقعت في حي المنشية بمدينة درعا عقب هجوم شنته قوات النظام المدعومة بمليشيات إيرانية ولبنانية ضد مواقع المعارضة المسلحة، في محاولة للتقدم باتجاه المعبر الحدودي القديم بين سوريا والأردن، وذلك بالتزامن مع القصف المكثف.

 

وذكر ناشطون أن سبعة قتلى وجرحى سقطوا اليوم جراء قصف جوي على قرية جنوب الحسكة، حيث رجح البعض أن الطائرات تعود لقوات التحالف الدولي.

 

من جهة أخرى، ذكرت وكالة سمارت للأنباء أن قوات النظام قصفت بالصواريخ والمدفعية محيط مدينة جسر الشغور غرب إدلب.

 

وأضافت أن طائرات حربية يرجح أنها روسية قصفت بلدة عقيربات شرق حماة، في حين قصفت مدفعية النظام أطراف مدينة اللطامنة شمالي المحافظة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

ألمانيا لإيران: أوقفوا دعم “متشددي” العراق وسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، الاثنين، إن على إيران وقف دعمها لجماعات مسلحة في سوريا والعراق تساهم في زعزعة استقرار الشرق الأوسط إذا أرادت علاقات طيبة مع الغرب.

وقال غابرييل، خلال مؤتمر صحفي، مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان :”في الكثير من الصراعات في المنطقة تلعب إيران دورا صعبا خاصة في العراق وسوريا”.

 

وأضاف: “على الرسالة أن تكون أننا مستعدون للعمل مع الحكومة الجديدة لكننا نتوقع من إيران أن تتصرف بمسؤولية في المنطقة وتدعم سياسات السلام وليس الإرهاب”، في إشارة إلى إعادة انتخاب الرئيس الإصلاحي حسن روحاني.

 

وتابع قائلا: “عندما يحدث ذلك ستعود الثقة في المكان كموقع للاستثمار”.

 

وحث لو دريان إيران على تنفيذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع 6 قوى عالمية بحسم وهو اتفاق نتج عنه رفع أغلب العقوبات الدولية المفروضة على إيران، في مقابل الحد من برنامج طهران النووي.

 

ويدع النظام الإيراني العديد من التنظيمات الطائفية المسلحة في العراق وسوريا والتي تتهم بارتكاب جرائم وفظائع بحق المدنيين في البلدين.

 

روحاني: قمة السعودية “مسرحية لا قيمة سياسية” لها.. ومكافحة الإرهاب ليست بـ”مد القوى العظمى بالمال

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في أول مؤتمر صحفي له منذ انتخابه لولاية رئاسية ثانية، إن قمة الرياض التي استضافتها المملكة العربية السعودية، السبت والأحد الماضيين، بحضور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وما لا يقل عن 55 من قادة الدول العربية والإسلامية، “لا قيمة سياسية” لها.

 

وأضاف روحاني: “التجمع في السعودية برأيي كان استعراضاً مسرحياً. ولا أرى أن له أي قيمة سياسية.” متابعاً: “لا يمكن مكافحة الإرهاب بعقد مثل هذا الاجتماع ومد القوى العظمى بالمال. الشعوب في العراق وسوريا ولبنان هي التي استطاعت حقاً أن تقف في وجه الإرهاب في المنطقة، والشعب الإيراني استطاع بمستشاريه ودبلوماسييه مساعدة الشعوب في دحر الإرهاب.”

 

وحول الولايات المتحدة، قال روحاني إنه ينتظر من واشنطن توطيد بعض السياسات قبل أن يحكم على إدارة ترامب. وأضاف: “ما زلنا بانتظار برامج هذه الإدارة الأمريكية الجديدة، ونأمل أن تتمتع بشيء من الاستقرار الفكري، فهؤلاء الذين يتشاورن مع الإدارة الجديدة إنما يعملون على حرفها بنصائح غير سليمة أو يحاولون شراء بعض النفوذ في أمريكا بأموالهم، ونأمل أن تعمل هذه الإدارة لما يضمن مصلحة شعبها، إن لم تكن تفكر بمصلحة الآخرين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى