أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 22 نيسان 2013

«الائتلاف» يرفض الإرهاب ويقبل التفاوض… ويحذر «حزب الله»

لندن، اسطنبول، بيروت -»الحياة»، ا ف ب، رويترز

اسفر اجتماع «مؤتمر اصدقاء سورية» في اسطنبول عن تعزيز قبول «الائتلاف الوطني السوري» مبدأ التفاوض على اساس بيان جنيف في حزيران (يونيو) الماضي، واعلان رفض «كل اشكال الارهاب». وحذر بيان لـ»الائتلاف» كلاً من «حزب الله» وايران، فيما اعلنت الولايات زيادة مساعداتها المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية لـ»الجيش الحر»، لا تشمل السلاح الذي تطالب به المعارضة.

في غضون ذلك، سيطرت قوات النظام على بلدة جديدة الفضل، بعد ايام من الحصار والقصف الجوي ما اسفرعن سقوط عشرات القتلى وثق معارضون منها مئة جثة وجدت في شوارع البلدة الواقعة بين دمشق وهضبة الجولان. واعلن أمس سقوط قتلى من الاطفال والمدرسين في قصف لقوات النظام مدرسة في ريف ادلب.

وكان «مؤتمر اصدقاء سورية»، الذي عقد بمشاركة 11 وزيراً، اختتم اعماله باعلان «الائتلاف» قبول التفاوض لحل الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من سنتين، في إطار بيان جنيف.

وجاء في بيان صدر عن المجتمعين «إذا رفض النظام السوري هذه الفرصة، سنعلن زيادة مساعداتنا» الى المعارضة. وقالت مصادر المعارضة لـ «الحياة» في لندن، ان الاميركيين ابلغوا قادة المعارضة بوضوح ان جميع المساعدات ستكون عبر قيادة «الجيش الحر» بهدف عزل المتطرفين وان الهدف هو «تغيير موازين القوة على الارض وليس اسقاط النظام عسكريا»، وان على المعارضة الادراك انها يجب ان تتفاوض مع النظام لاطلاق مرحلة انتقالية.

وكان «الائتلاف» قدم وثيقة رفضه «كل أشكال الإرهاب»، متعهداً عدم وصول الأسلحة التي يحصل عليها «الجيش الحر» إلى «الجهات الخطأ». وطلب في وثيقة اخرى قُدمت الى الاجتماع «العمل على إصدار قرار من مجلس الأمن يدين في شكل واضح استخدام نظام (الرئيس بشار) الأسد الصواريخ الباليستية والأسلحة الكيماوية ضد المدنيين وتبلور خطوات واضحة والآليات الواجب اتخاذها لتعطيل قدرة الأسد على استخدام هذه الأسلحة» ثم قيام مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» بتنفيذ «إجراءات محددة وفورية لتعطيل قدرة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية والصواريخ الباليستية من خلال «ضربات جراحية» للمواقع التي ثبت إطلاق صواريخ منها بواسطة طائرات من دون طيار»، إضافة إلى «فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية (مع تركيا) والجنوبية (مع الاردن) لضمان عودة اللاجئين السوريين وسلامتهم».

وكان لافتا ان رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب اصر على استقالته من منصبه بعد مشاركته في الاجتماع. وكتب على صفحته في «فايسبوك» انه اكد خلال عشاء العمل مساء اول امس امام الوزراء المشاركين واعضاء رئاسة «الائتلاف» استقالته نهائيا، ورفض الطعام قائلاً: «لا أرى إلا شاشة مليئة بالدم». واضاف انه خرج امس «من القفص الذهبي الخادع الذي كنت فيه» وانه «سيتابع الطريق إلى الحرية».

وفي هذا المجال، قالت مصادر المعارضة ان الجدل لايزال مستمراً ازاء تشكيل غسان هيتو حكومة انتقالية وان كتائب مقاتلة لا تقبل به رئيساً لهذه الحكومة، مع بروز احتمال استقالته من منصبه.

واضافت المصادر ان التوافق حصل على تشكيل حكومة من 11 وزيراً وثلاث هيئات للاغاثة والادارة المحلية والاحصاء.

ميدانيا، سيطرت القوات النظامية امس على بلدة جديدة الفضل في الخاصرة الغربية لدمشق بعد خمسة ايام من القصف الجوي والمدفعي قتل خلالها عشرات الاشخاص في اشتباكات و»اعدامات ميدانية».

وتم توثيق اسماء 80 قتيلا بينهم ثلاثة اطفال دون سن الـ18 وست سيدات و71 رجلا. وقال «الائتلاف» إن «وصف الصمت الدولي على ارتكاب هذه الجرائم بالمخزي لم يعد يغني الضحايا وأسرهم، وباتت المطالبة بتحرك المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية جهداً ضائعاً».

وافاد المرصد السوري في بيان ان «القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها ولـ»حزب الله» سيطروا على عدد من القرى الحدودية مع لبنان في ريف القصير في حمص (وسط البلاد)، بينها البرهانية والرضوانية وتل النبي مندو، في خطوة تحقق لهذه القوات مزيداً من التقدم في اتجاه مدينة القصير معقل المعارضة قرب الحدود مع لبنان».

وكان «الائتلاف» حذر من أي انتهاك تقوم به أي جهة للأراضي السورية، مطالباً «حزب الله» بسحب قواته من الأراضي السورية على الفور، ومحذراً من اندلاع مواجهات بين مقاتلي الحزب و»الجيش الحر» في المنطقة سيؤدي إلى أخطار كبيرة يمكن تجنبها بـ «تحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان».

المرصد السوري: نخبة حزب الله تقود معركة القصير

بيروت – ا ف ب

يقود عناصر من النخبة في حزب الله المعركة ضد مقاتلي المعارضة في القصير الحدودية مع لبنان في محافظة حمص وسط سورية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه “ليس بالضرورة ان يكون المقاتلون قادمين من لبنان، بل يتعلق الامر بعناصر من الحزب يقيمون في قرى شيعية يقطنها لبنانيون على الجانب السوري من الحدود”.

وتشهد القصير اشتباكات عنيفة منذ ايام. وتمكنت القوات النظامية خلال نهاية الاسبوع من السيطرة على قرى عدة في المنطقة، في محاولة منها للتقدم نحو مدينة القصير الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين.

واليوم، افاد المرصد عن “اشتباكات مع القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية التابعة لحزب الله في قرى ريف القصير”، ادت الى مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين.

ويسعى النظام السوري الى السيطرة على القصير لما تشكله من نقطة ارتباط بين الحدود اللبنانية ومحافظة حمص، وصلة وصل بين دمشق والساحل السوري.

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض طالب حزب الله امس “بسحب قواته من الاراضي السورية على الفور”، ومحذرا من ان تدخلاته “ستجر المنطقة الى صراع مفتوح على احتمالات مدمرة”.

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اكد في وقت سابق ان بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية والمنتمين الى الحزب يقاتلون “المجموعات المسلحة” في سورية بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك “بغرض الدفاع عن النفس”.

وانعكست مشاركة الحزب توترا عبر الحدود، اذ شهدت مناطق في قضاء الهرمل (شرق) الذي يشكل معقلا للحزب، سقوط قذائف على قرى لبنانية. وتبنت مجموعات سورية معارضة في وقت سابق اطلاق القذائف ردا على مشاركة الحزب في معارك القصير.

ويوم أمس، سقطت بعض هذه القذائف في مدينة الهرمل التي تبعد 15 كلم عن الحدود السورية، وذلك للمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من عامين.

وسبق لمناطق حدودية ذات غالبية سنية في شمال لبنان وشرقه، ومتعاطفة مع المعارضة السورية، ان تعرضت لقصف من الجانب السوري تفيد التقارير ان مصدره الجيش النظامي.

واليوم، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش طرفي النزاع السوري الى وضع حد “للهجمات العشوائية” عبر الحدود. وقالت في بيان “يتعين على كافة اطراف النزاع في سورية وضع حد للهجمات العشوائية عبر الحدود على المناطق الآهلة بالسكان في لبنان”.

هيغ: المذبحة الجديدة في دمشق تؤكد ضرورة انهاء الصراع

لندن – يو بي أي

أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن التقارير عن وقوع مذبحة في ضاحية جديدة الفضل، الواقعة غرب دمشق، تؤكد الحاجة الملحة لإنهاء الصراع في سورية.

وقال هيغ في بيان اليوم تعليقاً على التقارير التي تحدثت عن وقوع مجزرة في ضاحية جديدة الفضل راح ضحيتها أكثر من 85 مدنياً بينهم نساء وأطفال “هالتني تقارير القتل من قبل قوات الحكومة السورية للعشرات من الناس، بمن فيهم النساء والأطفال، في جديدة الفضل، وهذا يُعد تذكيراً آخر بالوحشية القاسية لنظام الأسد.. وتأكيداً على الحاجة الملحة لإنهاء الصراع في سورية”.

وأضاف “اتفقنا مع الائتلاف السوري المعارض في اجتماع مجموعة أصدقاء سورية باسطنبول على مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي وزيادة الدعم للمعارضة، وسأقوم بمناقشة هذه الجهود مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم”.

وكان هيغ رحّب بالإعلان الذي أصدره الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في ختام اجتماع اسطنبول لمجموعة أصدقاء سورية، وقال إنه “يمثل أوضح لغة استخدمها حتى الآن حيال الالتزام بإقامة سورية حرة وديمقراطية يتساوى فيها جميع الموطنين، وإدانة التطرف، ومسؤولياته بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية المستقبل، والتزامه القوي بالعمل مع المجتمع الدولي”.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني تلك الالتزامات “مهمة جداً للعديد من البلدان لتكون قادرة على توسيع المساعدة التي تقدمها للمعارضة السورية في الأسابيع والأشهر المقبلة، وستقوم الدول الإحدى عشرة التي شاركت في اجتماع اسطنبول لمجموعة أصدقاء سورية بتكثيف التنسيق الآن لضمان أن يمر دعمها ومساعداتها عبر الائتلاف الوطني السوري

اسرائيل تعترف رسمياً بقصف قافلة أسلحة لحزب الله داخل سورية

تل ابيب – ا ف ب

اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان اسرائيل تقف وراء غارة جوية في شهر كانون الثاني/يناير الماضي على قافلة اسلحة في سورية، موضحا ان اسرائيل “تحركت” لمنع وصول اسلحة متطورة الى المتشددين.

وقال يعالون في مؤتمر صحافي مع نظيره الاميركي تشاك هيغل ان اسرائيل لن تسمح بوقوع “اسلحة متطورة” في ايدي “حزب الله او عناصر اخرى”. واضاف “عندما تجاوزوا الخط الاحمر تحركنا”، في اشارة واضحة الى الغارة الجوية التي قال مصدر اميركي حينذاك انها استهدفت صواريخ ارض جو كان يتم نقلها الى حزب الله.

محادثات روسية أميركية بشأن سورية في بروكسيل غداً

موسكو – يو بي أي

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه سيُجري محادثات حول سورية مع نظيره الأميركي جون كيري، في بروكسيل غداً الثلاثاء.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي بموسكو إنه سيلتقي يوم غد الثلاثاء في بروكسل نظيره الأميركي ويبحث معه الوضع في سورية.

وأكد لافروف أن تخفيف العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي من أجل تزويد المعارضة السورية بالسلاح مخالف للقانون الدولي.

وكان آخر لقاء جمع بين الوزيرين في برلين في 25 شباط/فبراير الماضي، في مسعى للتوصّل الى حل في سورية.

“قوات الدفاع الوطني” .. الخط العسكري البديل عن جيش النظام السوري

بيروت – رويترز

في سورية وجد عشرات من الرجال – ممن يجري استدعاؤهم كل شهر للانضمام للجيش والقتال في صفوفه – بديلاً أكثر اغراء ألا وهو البقاء في ديارهم والانضمام لمجموعات شبه عسكرية موالية للرئيس السوري بشار الأسد ما يؤمن لهم نصيباً من الغنائم التي تنهب اثناء شن غارات على اعداء الاسد.

ودخلت الانتفاضة ضد الاسد التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية عامها الثالث مستنزفة الجيش النظامي. وانتقلت الانقسامات العرقية التي تفرق بين افراد الأمة الواحدة إلى الجيش الذي فقد بالفعل الكثير من قوته نتيجة فرار بعض افراده وانضمام البعض الآخر للمعارضة.

ويشعر ضباط الجيش من الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الاسد بعدم الارتياح لقيادته جيشاً من المجندين معظمهم ينتمي للأغلبية السنية في البلاد.

يقول هؤلاء الضباط انهم يستطيعون تشكيل قوة اكثر ولاء من ميليشيات غير نظامية تنتشر في انحاء البلاد.

وقال قائد عسكري في الخامسة والثلاثين من عمره في محادثة هاتفية من دمشق “بعدما اندلعت الاحداث بدأت قيادتنا تفقد الثقة في الجيش وفعاليته على الارض في حرب مثل هذه. اصابت الشيخوخة الجيش السوري .. فر عدد كبير من الجنود وانضم البعض لعصابات مسلحة (المعارضة).”

وتابع الضابط الذي رفض نشر اسمه لاعتبارات امنية “واتتنا فكرة تشكيل قوات الدفاع الوطني. بدأت كلجان شعبية تجوب الاحياء ثم تحولت لجماعات مسلحة وفي اواخر 2012 اكتسبت صفة قانونية تحت مسمى قوات الدفاع الوطني.”

وكانت الميليشيات الموالية للأسد تعرف من قبل باسم “الشبيحة” ومنذ ظهورها غلبت عليها نزعة طائفية واثارت الفزع في نفوس الاغلبية السنية التي تتهمها بارتكاب عدة مذابح ضد افرادها.

وخضعت الميليشيات لعملية إعادة تنظيم وتدريب وتغييرات وتصف نفسها بانها جيش احتياط متطوع. ويقول مقاتلو قوات الدفاع الوطني إن الجيش يدفع لهم رواتبهم.

غير أن تشكيل قوة عسكرية موازية للجيش النظامي قد يكون له تبعات خطيرة إذ قد تكرس قوات الدفاع الوطني الابعاد الطائفية للصراع الدموي الذي راح ضحيته أكثر من 70 ألفا وشرد الملايين من ديارهم.

وفي الوقت الراهن يقود السنة الانتفاضة ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ أربعة عقود وتقبل الاقليات على الانضمام لقوات الدفاع الوطني بدلا من التطوع في الجيش ومعظم افراده من السنة. ومعظم مقاتلي قوات الدفاع الوطني من العلويين. كما انضم اليها عدد كبير من المسيحيين والدروز أيضا.

ولجأت الجماعات المعارضة التي تفتقر لخبرة جماعات إسلامية متشددة متمرسة على القتال لطلب مساعدتها ومن بين هؤلاء جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وقاد ذلك لتطرف بعض عناصر الحركة التي كانت تطالب بديمقراطية علمانية عند انطلاقها.

وإثر أعمال عنف استمرت شهورا ومزقت اليلاد تشرذمت المعارضة والجماعات الموالية للأسد وربما يكون تشكيل قوات الدفاع الوطتي دليلا على تسارع وتيرة التشرذم ما ينبيء باضطلاع تلك الميليشيات يوما ما بدور الجيش في حماية الأسد والاقليات التي حاربت معه.

وقال القائد العسكري من دمشق “معظم الجنود في وحدتي من السنة. لا يثقون بي وانا لاأثق بهم. تلك هي المشكلة.”

وأضاف القائد وهو علوي مثله مثل معظم كبار ضباط القوات المسلحة في سورية ان ضباطا كثيرين يستعينون بالجنود العلويين كحرس شخصي او كوحدات قتالية خاصة.

ويضيف “الجنود لا غبار عليهم. ولكن ينتابني القلق كل ليلة. ولهذا السبب قوات الدفاع الوطني أفضل. لا يفر أحد ولا ينشق أحد.”

ويعتبر كثيرون من بينهم علي (38 عاما) العلوي – الانضمام لقوات الدفاع الوطني ضرورة ليعول زوجته وابنته بعدما انهارت شركته الصغيرة ومقرها الخليج في اواخر عام 2011 اثر عودته لموطنه في حمص عقب مقتل شقيقه برصاص مسلحي المعارضة.

وقال “لم أعد اذكر كيفية استخدام السلاح فقد انقضى عامان على ادائي الخدمة العسكرية الالزامية ولكن قريبي كان قائدا لجماعة مسلحة” في إشارة للشبيحة.

وتابع “نصحني بتشكيل مجموعة ايضا وامدنا بالسلاح وبعد ستة أشهر نظمنا انفسنا كوحدة في قوات الدفاع الوطني والان يصرف لنا مرتب ثابت فضلا عن مزايا اخرى. التنظيم جيد.”

ويوجد مكاتب لقوات الدفاع الوطني في مدن خاضعة لسيطرة الحكومة في ارجاء سورية. ويقول السكان ان العديد من المكتب مزود بمراكز للتدريب تحت اشراف ضباط سوريين كما تصرف قوات الدفاع الوطني لمقاتليها راتباً شهرياً وتمدهم بالاسلحة.

ويستغرق التدريب من اسبوعين إلى شهر حسب المهمة الموكلة سواء كانت عمليات قتالية أساسية أو تدريب على القنص أو جمع معلومات استخباراتية.

ويتمثل الاغراء الرئيسي لكثير من المقاتلين في عدم مغادرة ديارهم إذ يقاتلون حيث يقيمون فضلا عن تحقيق مكاسب مالية إضافية في وقت يتعرض فيه اقتصاد البلاد للانهيار. ويقولون انهم لا يمنعون من نهب المنازل ائناء مهاجمة مناطق تسيطر عليها المعارضة بل يجري تشجيعهم على ذلك على عكس الحال بالنسبة للجنود.

وقال نادر وهو علوي في الثلاثين من عمره كان يدرس الادب الانجليزي قبل اندلاع المعارك “احصل على 1500 ليرة (158 دولارا) شهريا ويسمح لي بالاحتفاظ بحصة من كل ما ينهب بعد أي معركة اخوضها.”

ويضيف “لا اريد ان اقتل في مكان أخر غير حمص.. اريد ان اقاتل من اجل ارضي لذا حين استدعيت للخدمة انضممت لقوات الدفاع الوطني واعطوني نموذجا مختوما وتوجهت به لمكتب التجنيد التابع للجيش.”

وتابع في محادثة هاتفية “لا يوجد نظام عسكري يلزمني بالاستيقاظ في السادسة صباحا لاداء تمرينات. هذا أكثر راحة كما انك تعرف جميع افراد المجموعة لانكم جميعا من نفس المنطقة.”

ويقول مقاتلو قوات الدفاع الوطني انه يمكنهم الاختيار بين العمل في نقاط التفتيش فحسب ولا يرغمون على المشاركة في الغارات التي يشنها الجيش ولكن في هذه الحالة يحرم من اي غنائم.

ويقول السكان ان الغنائم تباع في اسواق مؤقتة وترسل أفضل البضائع للمدن الساحلية أو لبنان المجاورة.

وتسيطر المعارضة المسلحة على معظم المناطق الحدودية في الشمال والجنوب في حين تنتشر قوات الدفاع الوطني في ارجاء البلاد حيثما يوجد موطيء قدم للجيش. ويسيطر الجيش وقوات الدفاع الوطني بشكل شبه تام على الساحل حيث يقيم عدد كبير من العلويين.

وعانى كثيرون من المنتمين لاقليات عرقية بما في ذلك العلويون من الفقر والقمع مثل السنة الذين قادوا الانتفاضة ولكن هذه الاقليات تعتبر الاسد حاميها الوحيد خشية انتقام السنة بعد حكم عائلة الاسد وهيمنة الصفوة العلوية على السلطة لعقود عدة.

وقدر خبراء عسكريون أن جيش الأسد قوامه بين 300 و500 ألف جندي ولكن فرار جنود وانشقاق البعض الاخر فت في عضده.

ويرى الجيش مزايا عديدة للميليشيات المحلية اذ انها تعرف كل زقاق في المدن وكل قرية في الريف.

وقال ضابط في حمص طلب الا ينشر اسمه ان دور الجيش يقتصر إلى حد بعيد على الامداد والتموين والتوجيه في حين يقاتل افراد قوات الدفاع الوطني على الارض.

وأضاف الضابط من حمص في محادثة هاتفية “نوجه المدفعية والضربات الجوية… غالبا ما يمكث مقاتلو قوات الدفاع الوطني في مناطقهم ولكن نعاني نقصا في القوة البشرية واحيانا نرسل افرادا لمحافظات اخرى إذا كانت مناطقهم هادئة.”

ولكن صعود قوات الدفاع الوطني لا يقره جميع السكان. ويشرف مقاتلوها على نقاط التفتيش ويديرون شؤون بلدات صغيرة ما يثير سخط مسؤولين محليين.

ويقول رجل دين مسن من العلويين من قرية مصياف بوسط سورية طالبا الا ينشر اسمه “يستولون على مكتب حكومي أو مدرسة ويحولونه لمقر لهم ولا يستطيع احد ان يقول أو يفعل شيئا.

“قائد قوات الدفاع الوطني هنا رجل غير شريف. لم يكن يملك شيئا قبل عامين والأن لديه ارض وسيارات ومنازل وكل ذلك من السرقة بدعوى ’القومية’.”

ويشكو اخرون من ان تشكيل هذه القوات شكل رابطا لا تنفصم عراه بين الاقليات والميليشيات الموالية للأسد ويضعهم بين خيارين كلاهما مر.

وقال فادي من اسرة علوية من طرطوس “اما ان تنضم إليها واما ان ترحل.”

ويضيف أنه يريد ان تنتقل زوجته وابنته إلى لبنان مضيفا “اضحيا شركاء في عسكرة مجتمعنا.”

مجزرة في ريف دمشق وتضييق على القصير

الأسد يؤكّد “الحزم” وكيري يستعجل المساعدة

وقت تشهد المساعي السياسية لتسوية الازمة السورية جموداً واضحاً، تصاعدت العمليات العسكرية مع دخول القوات النظامية بلدة جديدة الفضل بريف دمشق وحديث المعارضة عن ارتكاب مجزرة راح ضحيتها العشرات بينهم اطفال ونساء، فيما يحاول الجيش النظامي تضييق الخناق على مدينة القصير في ريف حمص. (راجع العرب والعالم)

وشدد الرئيس السوري بشار الاسد على مواجهة ما سماه الارهاب بحزم. بينما أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري فأكد غداة مشاركته في اجتماع لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” في مدينة اسطنبول التركية أن الولايات المتحدة ستضاعف مساعداتها غير القتالية لقوات المعارضة في سوريا لتصل إلى 250 مليون دولار.

وأفاد ناشطون من المعارضة السورية أن القوات والميليشيا الموالية للأسد قتلت ما لا يقل عن 85 شخصا لدى اقتحامها بلدة جديدة الفضل في غرب دمشق بعد خمسة أيام من القتال.

وقال العضو في مجلس قيادة الثورة المعارض جمال الجولاني إن عدد القتلى قد يكون اكثر من 250 معظمهم قتل بالرصاص من مسافة قريبة، لكن وجود دوريات الجيش جعل من الصعب توثيق جميع القتلى. وأوضح أن عمليات القتل حصلت في غضون أيام خلال اقتحام القوات الموالية للأسد منطقة كان يوجد فيها ما يصل إلى 270 من مقاتلي المعارضة، وبعده. وأضاف انه أحصى 98 جثة في الشوارع و86 شخصا قال انهم اعدموا من دون محاكمة في عيادات موقتة حيث كانوا يرقدون جرحى.

وقال الناشط أبو أحمد الرابع في حي جديدة عرطوز المجاور: “وثقنا 85 حالة اعدام دون محاكمة بينها 28 حالة قتل رميا بالرصاص في مستشفى موقت بعد ان دخلت قوات الأسد حي جديدة الفضل. ونخشى ان يكون عدد ضحايا المذبحة أكبر كثيراً”.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية السورية المعارضة أن حصيلة القتلى في جديدة الفضل بلغت 476 شخصا . ونقلت عنها قناة “العربية” الفضائية السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها أن أهالي المنطقة قتلوا إما ذبحاً بالسكاكين وإما حرقاً، وبعضهم من الأطفال، متهمة أفرادا من الحرس الجمهوري بالاشتراك مع شبيحة قوات النظام بارتكاب المجزرة التي استمرت ثلاثة أيام.

الاسد

في غضون ذلك قال الاسد لدى استقباله وفدا من الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية إن بلاده “ستواجه بحزم الإرهاب بكل أشكاله بالتوازي مع استمرار العمل لتنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة”. وتحدث عن تحسن الأوضاع في سوريا بفضل صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه”، مؤكدا أنه “لا مجال للمهادنة مع المجموعات التكفيرية والإرهابية”. وأضاف: “إن قوة لبنان ليست في ضعفه وان غنى لبنان وسوريا وتنوعهما السياسي والثقافي والاجتماعي يعزز قوتهما في مواجهة الغزو الفكري الذي تتعرض له المنطقة وفي إحباط المخططات الخارجية الساعية إلى خلق سايكس بيكو جديد يقسم المنطقة على أساس طائفي ومذهبي وعرقي”.

كيري

في المقابل، صرح كيري في ختام زيارة لتركيا شارك خلالها في اجتمع لـ”اصدقاء الشعب السوري” في اسطنبول، بأن الولايات المتحدة ستزيد إلى الضعفين مساعداتها غير القتالية لقوات المعارضة في سوريا لتصل إلى 250 مليون دولار، من غير أن يصل إلى حد تقديم تعهد أميركي تزويد مقاتلي المعارضة السورية الاسلحة التي يطالبون بها.

لكنه قال إن الداعمين الدوليين لقوات المعارضة ملتزمون مواصلة الدعم وأنهم قرروا إيصال جميع المساعدات التالية عبر المجلس العسكري الأعلى للمعارضة. وأضاف : “لا بد ان تكون هناك بيانات اخرى عن شكل الدعم الذي قد يكون خلال الايام المقبلة” اذا لم تسع القوات الحكومية الى حل سلمي للازمة. وحض جهات الدعم الاخرى على تقديم تعهدات لمساعدات مماثلة لتصل المعونة الدولية إلى مليار دولار. وأكد إنه سيسعى لضمان تسليم تلك المساعدات العسكرية الجديدة غير القاتلة في أسرع ما يمكن. ولاحظ أن الأزمة وصلت إلى “لحظة حرجة”. ورأى أن “الاخطار في سوريا لا يمكن ان تكون اوضح من ذلك: الاسلحة الكيميائية وقتل الناس بالصواريخ المتعددة المرحلة وبأسلحة دمار شامل اخرى. احتمال تمزق بلد بأكمله وبلد جميل مع شعب عظيم وربما الانقسام إلى جيوب مع احتمال نشوب عنف طائفي تشهد هذه المنطقة الكثير منه… ما نحاول أن نفعله هو تفادي كل هذا. واننا ملتزمون بذلك لاننا نعتقد أن هناك البعض الذين لا يعتقدون اننا نؤمن بذلك او في حقيقة الامر ملتزمون ذلك”.

والى واشنطن يصل اليوم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في زيارة رسمية للولايات المتحدة يلتقي خلالها الرئيس باراك اوباما للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية.

«موسكو ثابتة .. وواشنطن براغماتية .. والمعركة طويلة»

الأسد: كيف ينأى لبنان بنفسه وهو في دائرة النار؟

عماد مرمل

وسط استمرار المراوحة في ملف تأليف الحكومة، تفاقمت «عوارض» الأزمة السورية حيث ُسجل في اليومين الماضيين ارتفاع خطير في الحرارة الأمنية، مع تعرض مدينة الهرمل الى قصف غير مسبوق من المجموعات المسلحة، فيما تواصل سقوط الصواريخ المتفرقة والعشوائية على عدد من البلدات البقاعية المتاخمة للحدود.

وبينما كانت الهزات الارتدادية للأزمة السورية تصيب منطقة الهرمل، كان وفد موسع من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية يزور دمشق، امس، ويلتقي مطولاً في «قصر المهاجرين» الرئيس بشار الأسد.

النأي بالنفس

ووفق معلومات «السفير»، أبدى الأسد أمام الوفد الزائر امتعاضاً من سياسة النأي بالنفس، معتبراً أنه لا يمكن للمرء ان ينأى بنفسه إذا كان موجوداً في دائرة النار والحريق يقترب منه. وتساءل: لست أفهم، ماذا تعني بالضبط هذه السياسة؟ هل المقصود منها ان يُنقل لبنان من مكانه الى قارة أفريقيا، ويبقى هناك في انتظار انتهاء الأزمة السورية، ثم يعود الى موقعه الطبيعي؟

تكليف سلام

وحول تكليف النائب تمام سلام برئاسة الحكومة، أطلق الرئيس السوري بعض التلميحات والإشارات، من دون أن يغوص في التفاصيل او في التسميات المباشرة، قائلاً: أحياناً، تفيد العودة الى العائلات والبيوتات العريقة التي تملك تاريخاً في العمل السياسي، وتسمح لها خبرتها بأن تكون لديها قراءة اوضح وأوسع للأمور…

وفي ما بدا أنها رسالة مبطنة الى السعودية، قال الأسد: لبنان ليس شركة مساهمة، يُعين فيها موظف او يُزاح، من الخارج.

الطائفة السنية

وتوسع الأسد في الحديث عن دور الطائفة السنية في سوريا ولبنان، حيث شدد على أهمية هذه «الطائفة العروبية التي نستمد قوتنا منها، وهي مرجع في الشأن القومي، وتأثيرها كبير على هذا الصعيد».

وتناول الرئيس السوري موقع الطائفة السنية في لبنان، مشيراً الى أنها لطالما كانت صمام الأمان للعروبة والتوازن، ولم تشكل ميليشيا، إنما المفارقة أنه بعد الحرب واتفاق الطائف، ولا سيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري «أرادوا مذهبتها وتحويلها الى ميليشيا، ولبنان لا يستقر إلا بتكريس عروبة ووطنية هذه الطائفة العزيزة».

وأكد أن سوريا، وخلافاً للانطباع الشائع، لا تنجرف نحو المذهبة، بل إن المجتمع السوري بات الآن أشد تضامناً وعقائدية ووطنية في مواجهة تحديات الأزمة، مشدداً على أن الجيش السوري متماسك ولا وجود لأي فرز مذهبي داخل صفوفه، «علماً أنهم حاولوا جاهدين إثارة العواطف والغرائز المذهبية، لكنهم لم يوفقوا بنسبة كبيرة».

عون وفرنجية والراعي

وأشاد الرئيس السوري بكل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والبطريرك الماروني بشارة الراعي، لافتاً الانتباه الى أن «هؤلاء القادة لديهم روح وطنية ورؤية واسعة وفكر عميق».

وتوقف الأسد عند العلاقة مع عون، قائلاً: نسجل له أنه خاصمنا بشرف وصالحنا بشرف، وما يعطي المزيد من المصداقية لمواقف العماد عون حيال الأزمة السورية أنه لم يكن في الماضي من أصدقائنا، بل على العكس كنا على خصومة شرسة معه، وبالتالي فإن مقاربته لما يجري عندنا تكتسب من هذه الزاوية أهمية خاصة، أما النائب سليمان فرنجية فشهادتي فيه مجروحة، وهو صديقي وأخي.

وأشاد الأسد بمساهمة عون وفرنجية في تعزيز البعد المشرقي للمسيحيين وتكريس ارتباطهم بنسيج هذه المنطقة، كما أثنى على مواقف البطريرك الراعي «الذي يضيء الدرب». ولم يفت الأسد الثناء على دور الأرمن في لبنان وسوريا، قائلاً: إذا كان الإسلام يربطنا بالأكراد، وإذا كانت الهوية العربية تربطنا بالمسيحيين، فإن الأرمن نجحوا في أن يصنعوا روابط وطيدة بالمجتمع الذي يتواجدون فيه، وأن يتحولوا الى جزء عضوي منه.

وفي معرض حديثه عن الوفاء، أشار الى أن الأرمن لم يغادروا لبنان عندما كان يمر في محنة، وهم لا يغادرون سوريا برغم أزمتها، مشيراً الى أنه يلتقي مع الوزير فرنجية في قوله إن الخيانة أصبحت وجهة نظر.

وأوحى الأسد بأن الرئيس سعد الحريري أصبح خارج حساباته كلياً، عندما انتقده بقسوة في معرض إشارته الى أنه أبلغ القطريين والأتراك خلال فترة التواصل معهم أن الحريري غير مؤهل برأيه لتولي رئاسة الحكومة، ولكن يبقى القرار للبنانيين.

الوضع الميداني

وبالنسبة الى الواقع الميداني في سوريا، أعرب الأسد عن اطمئنانه لمسار التطورات على الأرض، مشيراً الى أن إستراتيجية القيادة السورية تعتمد على إبقاء دمشق والمدن الأخرى تحت سيطرة الجيش، «أما بعض مناطق الأرياف فنحن نتعمد إخلاءها أحياناً لضرورات تكتيكية، والأفضل أن نستنزفهم بدل أن يستنزفونا، علماً أن بمقدورنا استعادة أي منطقة متى نشاء».

وأكد الأسد أن «ما يسمى «الجيش الحر» قد انتهى فعلياً، ونحن نقاتل حالياً تنظيم القاعدة، وهناك مقاتلون ينتمون الى 23جنسية اجنبية يحاربون على الأرض السورية حالياً».

وأشار الى أن كثيرين «طالبونا في بداية الأزمة بحسم سريع للوضع، إلا أن المسؤول لا يستطيع أن يتعاطى مع ارضه وشعبه بهذه الطريقة، ولو تصرفنا على هذا النحو عندما كانت الصورة لا تزال ملتبسة لدى البعض، لكان من الممكن ان نخسر أصدقاء لنا، أما الآن فقد ربحنا بعض الخصوم».

وأضاف: على سبيل المثال، لقد تعاملنا بكثير من الحكمة مع دخول المسلحين الى مخيم اليرموك، ولا أخفيكم أن هناك من دعانا الى الحسم واستخدام القوة لإخراج المسلحين، لكننا اكتفينا بتعزيز الإجراءات حول المخيم، لحصر المسلحين في داخله، من دون إراقة الدم، ومع مرور بعض الوقت ارتفعت الصرخة من قلب المخيم ضد تواجد الإرهابيين.

الدور الروسي

وحين تطرق الأسد الى موقع روسيا في معادلة الصراع، عَكَس ارتياحا كبيراً الى ثبات موسكو على خيارها الإستراتيجي بدعم الدولة السورية، «ليس حباً بنا أو بشعبنا وليس كرمى لعيوني، وإنما لأن روسيا تعتبر أن معركة الدفاع عن دمشق هي معركة الدفاع عن موقع موسكو ومصالحها».

وإذ اعتبر أن الروس أقوى حالياً مما كان عليه الاتحاد السوفياتي في السابق، يلفت الانتباه الى أن البعض يفترض أن مسار الأزمة مرتبط بما ستنتهي إليه القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي والأميركي فلاديمير بوتين وباراك أوباما، «أما نحن فنقول إن سوريا بصمودها وقوتها هي التي ستؤثر في هذه القمة، ولا تنتظر ان تتأثر بها، ونحن الذين سنفرض إيقاعنا عليها ولا ننتظر أن تفرض إيقاعها علينا، وكلا الرئيسين يترقب كيف ستكون الوقائع على الأرض في سوريا، حتى يعرف ماذا سيفعل».

وأكد الأسد أن سوريا مرنة الى أقصى الحدود عندما تقتضي الحاجة ذلك،» وربما تكون حالة وليد جنبلاط أكبر مثال، إذ وبرغم كل ما قاله بحق سوريا وبحقي شخصياً عدنا واستقبلناه، لكن وفي المقابل، عندما يكون الحسم ضرورياً، فنحن قادرون، ونستطيع أن نحسم».

العرب والأميركيون وتركيا

وهاجم الأسد الجامعة العربية، معتبراً أنها بلا أفق، وفي الأساس أُسست لخدمة الإنكليز وهي لم تؤد دوراً عربياً إلا مرة واحدة، أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وعند تفنيد أدوار الدول الخارجية في الأزمة السورية، يرسمها الأسد كالآتي:

ــــ قطر تمارس التدخل الفاضح وتنفق عليه الكثير من المال، متوقفاً في هذا السياق عند أهمية الدول التي لديها تاريخ الهوية العربية، معتبراً أن الحضارة انطلقت من بلاد الشام.

ــــ السعودية تعاني من تباين داخل إدارتها، والعائلة الحاكمة انقسمت على نفسها، ولا أتوقع دوراً كبيراً للسعودية في المستقبل.

ــــ الأميركيون براغماتيون منذ بداية الأزمة ولا يذهبون الى الآخر، وهم في النهاية يمشون مع الرابح.

ــــ أوروبا مرتبكة..

ــــ أردوغان يراهن على الإخوان المسلمين، ومن ينتقد انفتاحنا الواسع على تركيا في المرحلة السابقة، نقول له إن هذا الانفتاح هو الذي جعل أردوغان يخسر في داخل بلده، بينما ربحنا نحن في المقابل تعاطفاً من شرائح تركية واسعة.

وخلص الأسد الى أن المعركة طويلة جداً «ولا خيار لنا سوى الانتصار».

سانا

وكانت وكالة «سانا» السورية، قد أفادت ان الرئيس الأسد أشار خلال استقباله لوفد من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، «إلى تحسن الأوضاع في سوريا بفضل صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه الباسل، مؤكداً أنه لا مجال للمهادنة مع المجموعات التكفيرية والإرهابية، وأن سوريا ستواجه بحزم الإرهاب بكل اشكاله، بالتوازي مع استمرار الحكومة بالعمل لتنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة».

وشدد الأسد على أن «قوة لبنان في قوته وليس في ضعفه، وأن غنى لبنان وسوريا وتنوعهما السياسي والثقافي والاجتماعي يعزز قوتهما في مواجهة الغزو الفكري الذي تتعرض له المنطقة، وفي إحباط المخططات الخارجية الساعية إلى خلق سايكس بيكو جديد يقسم المنطقة على أساس طائفي ومذهبي وعرقي».

وأضاف الأسد إن «ما تشهده الساحة العربية في هذه الفترة يؤكد الحاجة إلى أفكار وطروحات توحيدية جامعة، وسوريا ولبنان كان لهما دائماً دور ريادي في خلق وتعزيز مثل هذه الأفكار وخاصة عبر الأحزاب القومية والعربية والناصرية وهذا ما ساهم إلى حد بعيد في نشر وتقوية الشعور القومي العروبي، ونحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لاستثمار هذا الدور في مواجهة محاولات التقسيم والتفرقة التي نواجهها».

«الأصدقاء»: فاوِضوا دمشق الخطيب يستقيل .. مجدداً!

محمد بلوط

احمد معاذ الخطيب مستقيلا للمرة الثانية والأخيرة. «الائتلاف الوطني السوري» المعارض فقد رئيسه بعد ساعات من اجتماع مخيب للآمال أيضا لوزراء خارجية 11 دولة من «أصدقاء الشعب السوري» في اسطنبول، قدمت فيه المعارضة السورية كل التعهدات المطلوبة لقاء الحصول على أسلحة لـ«الجيش الحر» وتشكيل «تحالف للدول المقتدرة» يعمل على توجيه «ضربات جراحية للمواقع (التابعة للنظام) التي ثبت إطلاق صواريخ منها عن طريق طائرات من دون طيار… والعمل على فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية والجنوبية لضمان عودة وسلامة اللاجئين السوريين»، فحصلت من المجتمعين على مدّها «بمعدات غير قاتلة» وحثّها على التفاوض مع النظام.

ومن غير المعروف ما إذا كانت الخيبة المنتظرة من «الأصدقاء» هي التي دفعت معاذ الخطيب إلى إلقاء زعامة «الائتلاف» جانبا ونهائيا، كما قال في رسالة الكترونية إلى أعضاء «الائتلاف»، ولكنه انتظر انتهاء الاجتماع الإسطنبولي لكي يفضي أولا إلى صفحته في «فايسبوك» باستقالة أخيرة وقبل 25 يوما من انقضاء مدة رئاسته لـ«الائتلاف».

وعكست أسارير الخطيب المنقبضة بعيد الاجتماع في اسطنبول، وخلال المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره التركي احمد داود أوغلو يأس زعيم «الائتلاف» من الخروج من المأزق الذي تتخبط فيه المعارضة السورية، سواء في خياراتها السياسية والحكومية والتفاوضية وخلافاته مع محور «الإخوان المسلمين» وقطر واستقلال القرار السياسي الوطني المعارض، أو عدم تزامن رهانها المستعجل على تسليح «الجيش الحر» مع الحسابات الغربية، والأميركية خصوصا، بشأن الاستجابة لهذا المطلب الذي يمهّد لقلب ميزان القوى في سوريا، ويعلن انتهاء العملية السياسية تحت مظلة التفاهم الروسي ــ الأميركي.

والحال أن وثيقة اسطنبولية ثانية جاء عليها كيري قالت بتأييد الأصدقاء «لطاولة تفاوض في إطار اتفاقات جنيف»، مرفقة بتهديد «النظام بأنها فرصته الأخيرة. ولو رفضها فإن الأصدقاء سيزيدون عندئذ من مساعدتهم للمعارضة»، وهو ما يطيل من عمر الحرب بنظر زعيم «الائتلاف»، ويترك سوريا عرضة للتدمير المنهجي المتواصل اجتماعيا وعمرانيا على السواء.

وحظيت ورقة الرؤية السياسية للمعارضة بتوصيف «المهمة» عندما تحدث عنها كيري لتقديمها ضمانات لسوريا الأقليات والتعددية ورفض الإرهاب ونبذ الكيميائي والتعهد بعدم وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ. بيد أن التوصيف، على كرمه، لم يغير في موقف أميركي مسبق من رفض تسليح المعارضة واعتبار الضمانات غير كافية، وهو ما بينته قبل أسبوع تقييمات قدمت لمسؤولين عسكريين وسياسيين في الكونغرس. واكتفى كيري برفد مئة مليون دولار سبق أن قدمها بـ123 مليون إضافية استثنى منها كل ما هو «فتاك».

وهاتفيا، انضم الروس إلى اجتماع اسطنبول، بمجرد انفضاض عقد «الأصدقاء» ولتجديد التزامهم بتفاهمات جنيف في الوقت الحاضر. وسارع كيري إلى مكالمة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فور انتهاء الاجتماع لإطلاعه على ما يجري، خصوصا بعد الانتقادات التي وجهها الروس «للأصدقاء» وسلبية دورهم في سوريا.

وبدا زعيم «الائتلاف» وحيدا أكثر من أي اجتماع سبق. وقال في رسالة داخلية مقتضبة إلى أعضاء «الائتلاف» إنه كان ينوي وضع استقالته، الموضوعة أصلا على الطاولة، واعتبارها نهائية بعد مغادرته اسطنبول إلى القاهرة، ولكن «احدهم قام بتسريب الخبر، لذا فأنا أؤكد لكم إنني مستقيل نهائيا، ولكن أبقى عضوا في الائتلاف ممثلا لمحافظة دمشق»، من دون أن يشرح الأسباب التي دفعته مجددا إلى اعتبار استقالته نهائية. لكنه نفى «إرسال رسالة استقالة الكترونية إلى قيادة الائتلاف، فقد كانت هيئة الرئاسة ووزراء عدة دول موجودين في عشاء ما بعد الاجتماع عندما أبلغتهم استقالتي ورفضت الطعام لأن الشاشة كانت مملوءة بالدم».

ومن الواضح أن الخلاف مع القطريين وجماعة الأخوان المسلمين الذين فرضوا عليه غسان هيتو «رئيسا للحكومة المؤقتة» وهيمنتهم على «الائتلاف»، قد دفع بخطيب الجامع الأموي السابق إلى الخروج من موقع أصبح فيه مجرد غطاء، يستنزف شرعيته الوطنية وشعبيته في الشارع السوري للتغطية على سلسلة من القرارات تساعد على تمكين «الاخوان» من الهيمنة على مؤسسات المعارضة السورية برعاية قطرية وتركية.

وكان الخطيب، الذي لا يملك كتلة وازنة في «الائتلاف»، قد بدأ حملة «فايسبوكية» قبيل الاجتماع الإسطنبولي بأيام ضد الأخوان المسلمين وقطر والفضائيات الموالية لهما.

وقدّم الخطيب لخروجه من زعامة «الائتلاف» بالإعلان «انه لن يبقى ليكون شاهد زور» أمس الأول. وعاد ليقول مساء الأمس إن «الطائر في القفص يبقى حبيسا وعاجزا، والبارحة خرجت من القفص الذهبي الخادع الذي كنت فيه».

وجرت الاستقالة رغم تسريبات صحافية عن اتفاق هذه المرة، مع داود اوغلو بالبقاء في زعامة «الائتلاف» ستة أشهر إضافية لقاء إعطاء المزيد من التمثيل في «الائتلاف» لـ«الجيش الحر» والاستماع إلى «المجلس العسكري» في طريقة تشكيل الحكومة، وفتح «الائتلاف» أمام 25 عضوا من هيئات مدنية واتجاهات لا تضم ممثلين من الإخوان المسلمين أو مقربين من قطر.

وقال عضو من «الائتلاف» إن الاقتراح نفسه تبنته مجموعة من 12 عضوا من غير «الإخوان» أو المقربين من كتلة مصطفى الصباغ القطرية، ولكنها لم تحظ بأي تأييد. وعرض «الإخوان» على المجموعة زيادة تمثيلهم بنسبة أربعة مقاعد لا تغير شيئا في حقيقة التوازنات التي ترجح بقوة كفة جماعة الإخوان المسلمين والقطريين. ويتمتع «الأخوان» ومصطفى الصباغ بقوة «تصويتية» كما قال عضو في «الائتلاف» تتجاوز الأربعين صوتا من أصل الـ66 عضوا الفعليين.

وقال عضو «الائتلاف» إن الرئاسة ستذهب حتى موعد إجراء انتخابات جديدة في النصف الثاني من أيار المقبل إلى رياض سيف، احد نواب الرئيس الثلاثة، ولكن نائبين آخرين للرئاسة قد يتوليان المنصب، هما سهير الأتاسي أو مصطفى الصباغ، في حال رفض رياض سيف تولي المنصب لأسباب صحية.

ويعطل اختيار الخطيب البقاء في «الائتلاف» ممثلا عن دمشق، فرزا لا بد منه في صفوف المعارضة، كما قال قطب سوري معارض، بين تيار يؤيد الحل السياسي وآخر يراهن على الحل العسكري وحده.

والأرجح أن «الائتلاف» أصيب بانتكاسة كبيرة بخروج الخطيب من زعامته وفقدانه احد أكثر الوجوه المعارضة حضورا ومصداقية على الساحة الدولية والسورية. ويظهر ذلك الإخفاق في إصلاح المعارضة السورية من الداخل وهي التجربة الثانية، بعد تجربة «المجلس الوطني السوري» التي تعثرت بسبب تفرد جماعة الإخوان المسلمين في قيادته واختراقهم لمؤسساته، وفرضهم خياراتهم السياسية عليه.

والحال أن استقالة الخطيب ستطرح على المجموعة التي جمدت عضويتها في «الائتلاف» أسئلة مشابهة في البقاء أو الخروج منه، علما أن من جمدوا عضويتهم مع استقالة الخطيب وتعيين هيتو «رئيسا لحكومة مؤقتة» ليسوا مجموعة متجانسة سياسيا، ولن يكون ذلك مؤشرا ايجابيا لمصلحة المعارضة. وكان جمد عضويته كل من كمال اللبواني، وريما فليحان، وسهير الأتاسي (عادت عنها بعد ساعات قليلة) ومروان حجو، ويحي الكردي، ومحمد العاصي جربا، ووليد البني، وبرهان غليون، وعقاب يحيى والحارث النبهان وزياد أبو حمدان.

المقعد السوري في نيويورك معركة متعددة.. دونها صعوبات

تتكثف الاجتماعات المغلقة في مقرات عدد من البعثات الديبلوماسية العربية والغربية في نيويورك، بهدف التوصل سريعا إلى مشروع قرار يتضمن اعترافا بـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض، من المقرر أن تقدمه المجموعة العربية للتصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال ايام.

وفي الشكل، فإن مشروع القرار هو «ترحيب بالقرارات العربية»، في إشارة إلى قرار القمة العربية في الدوحة في 26 آذار الماضي تسليم مقعد سوريا إلى «الائتلاف». غير أنه يتضمن أيضا إدانة للنظام السوري وتحميله مسؤولية أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من عامين، بحسب مصدر ديبلوماسي في الأمم المتحدة. وفي حال تبنت الجمعية العامة مشروع القرار، فإن ذلك سيمثل تحولا بارزا في المعركة الديبلوماسية بشأن سوريا، وقد يفتح الباب أمام احتمال منح مقعد سوريا إلى المعارضة.

وقال المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، في حديث إلى»السفير»، إن مشروع القرار «لا سابقة له»، لافتا إلى أنه «حتى خلال الحملة على العراق، لم يطعن احد بشرعية النظام وبقي تمثيل العراق إلى آخر لحظة، إلى حد سقوط بغداد». وأضاف ان الهدف من مشروع القرار هو «بناء شرعية دولية لدعم مشروع قرار آخر، قريب جدا، للاعتراف بالمعارضة كممثل وحيد لسوريا».

لكن نجيب غضبيان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة اركنساس، الذي يترأس مكاتب «الائتلاف» في الولايات المتحدة ويشارك في اللقاءات الديبلوماسية بشأن سوريا، وكان آخرها في مقر البعثة الفرنسية، يستبعد حتمية الحصول على مقعد سوريا في المدى القريب. وقال غضبيان لـ«السفير» إن «القرار الذي سيطرح خلال ايام على الجمعية العامة هو قرار عام يرحب بالائتلاف، في حين أن استلام مقعد سوريا يلزمه معركة قانونية وسياسية تأخذ وقتها، كما يتطلب جهوزية من قبلنا»، لافتا إلى الانقسامات التي ما زالت قائمة داخل المعارضة السورية.

وبمقدور الجمعية العامة أن تمنح مقعد سوريا إلى المعارضة بمعزل عن مجلس الأمن حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد قرارات بشأن سوريا. ويقول الباحث في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» اندرو تابلر لـ«السفير» إن التصويت يتم في الجمعية العامة وليس في مجلس الأمن «لأن الأمر لا يتعلق بخلق دولة جديدة، بل بتحويل المقعد من فريق إلى آخر»، لكنه توقع صراعا طويلا في لجنة وثائق التفويض قبل أن تتحول المسألة إلى التصويت في الجمعية العامة.

وتضم لجنة وثائق التفويض، التي تنظر في طلبات اعتماد البعثات الديبلوماسية وتصدر توصيات للجمعية العامة، تسع دول، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين. ولا تتمتع أي دولة بحق «الفيتو». وإذا تعذر التوافق في لجنة وثائق التفويض، فمن الممكن أن يحصل التصويت في الجمعية العامة، التي يبلغ عدد أعضائها 193، وذلك بالأكثرية العادية. ويستلزم منح مقعد سوريا إلى «الائتلاف» المعارض حشد دعم قوى مختلفة كدول أميركا اللاتينية والدول الأفريقية، وذلك قد يتم في مدة تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر، بحسب مصدر ديبلوماسي.

في هذه الأثناء، يعمل الجعفري «على مدار الساعة»، كما يقول، و«من دون يأس»، للتصدي لهذا الاحتمال، مشددا على انه يشكل «خرقا للقانون الدولي ويعني شرعنة الصفة التمثيلية للمجموعات المسلحة والعصابات». ويأمل ألا يحصل مشروع قرار المجموعة العربية على غالبية الأصوات، مضيفا إن «التنبؤات هي أن عددا كبيرا من الدول ستمتنع عن التصويت».

يشار إلى أن الجمعية العامة منحت مقعد ليبيا إلى «المجلس الوطني الانتقالي» في 16 أيلول العام 2011. لكن ما يختلف عن وضع سوريا اليوم هو أن البعثة الليبية لدى الأمم المتحدة كانت قد انضمت إلى «المجلس الوطني الانتقالي»، فضلا عن أن الثوار، بمساعدة حلف شمال الأطلسي، كانوا في المرحلة الأخيرة من حربهم ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي كان قد فقد السيطرة على معظم المدن، بما فيها طرابلس.

من جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان، في حديث إلى «السفير» إنه لا يتوقع أن تحصل المعارضة السورية قريبا على «اعتراف كامل ونهائي» وإن التطورات الديبلوماسية الأخيرة هي فقط «لتصعيد الضغط على النظام».

ويعتبر خشان أن الدول الأوروبية، لا سيما فرنسا وبريطانيا، تريد حلا سريعا في سوريا «لكن العامل الحاسم في الموقف الغربي من سوريا هو الموقف الأميركي». ويضيف: «الولايات المتحدة ليست على عجلة من أمرها، إذ إن الحرب في سوريا أعطتها الفرصة للقضاء على الإسلاميين الذين لم تستطع القضاء عليهم في أفغانستان والعراق».

الائتلاف السوري المعارض يختار جورج صبرا رئيسا له

دمشق ـ (د ب أ)- (ا ف ب) ـ اختار الائتلاف السوري المعارض جورج صبرا رئيسا له وذلك بعد استقالة معاذ الخطيب.

وكان الخطيب قدم استقالته الاحد بعد فشل المعارضة السورية مجددا في الحصول على الأسلحة النوعية التي تطالب بها من الدول الداعمة لها خلال اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري الأخير في اسطنبول. وانتخب الخطيب رئيسا للائتلاف بعد تشكيله في قطر في تشرين الثاني (نوفمبر).

وقدم استقالته أول مرة في 24 آذار (مارس). وافاد عضو في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية وكالة فرانس برس الاحد ان الخطيب “جدد تقديم استقالته”، كرد على عدم تحرك المجتمع الدولي ازاء الازمة السورية.

وافادت مصادر قريبة من الائتلاف الوطني ان الاخير يجري مشاورات لتعيين خلف للخطيب حتى اجراء الانتخابات المقررة في العاشر من ايار (مايو). وتنتهي ولاية الخطيب اصلا في 11 ايار (مايو). وقال رئيس لجنة العضوية في الائتلاف مروان حاجو لوكالة فرانس برس “يمكنني ان اؤكد استقالة احمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف، بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي مع الازمة السورية وغياب مساندة الشعب السوري”.

من جهته، كتب الخطيب على صفحته على موقع فيسبوك “عندما يكون الطائر في القفص يبقى حبيسا عاجزا، والبارحة خرجت من القفص الذهبي الخادع الذي كنت فيه .. ومع أبناء سورية ولا شيء آخر سأتابع الطريق إلى الحرية”.

واوضح حاجو ان الخطيب ابلغ الائتلاف باستقالته على هامش اجتماع “مجموعة اصدقاء سورية” في اسطنبول السبت. وقال المسؤول السوري المعارض بعد الاجتماع الذي لم يقر طلب المعارضة الملح بالحصول على اسلحة نوعية لاستخدامها في المواجهة مع النظام، ان الدول الداعمة للمعارضة “لا تقدم المساعدة الكافية” للشعب السوري و”لها معاييرها الخاصة في الدعم”. واضاف ان “الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لاعانة الشعب السوري”، معتبرا ان على مجموعة اصدقاء سورية ان “تسلم المعارضة اسلحة ثقيلة لتمكين السوريين من الدفاع عن انفسهم”.

وذكر ان الخطيب سيبقى عضوا في الائتلاف بصفته “ممثلا عن المجلس المحلي لدمشق”، ما يؤكد ان استقالته “ليست مبنية على خلاف مع الائتلاف بل هي ردة فعل على غياب الدعم”. وكان الخطيب كتب السبت على صفحته على موقع “فيسبوك” على الانترنت بعد انتهاء اجتماع 11 وزيرا غربيا وعربيا من دول المجموعة السورية في تركيا، “اللهم لن اشهد على زور” من دون تفاصيل اضافية. وانتخب الخطيب رئيسا للائتلاف بعد تشكيله في قطر في تشرين الثاني (نوفمبر).

وقدم استقالته مرة اولى في 24 آذار (مارس)، منتقدا “ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها”. وعزا اعضاء في الائتلاف الاستقالة الى تجاذب اقليمي للتاثير على الائتلاف وقراراته. ولم تلتئم الهيئة العامة للائتلاف للبت باستقالته التي اعتبرت ضمنا مطوية.

أكثر من مئة قتيل في بلدة سيطرت عليها القوات النظامية قرب دمشق

بيروت- (ا ف ب): ارتفع إلى أكثر من مئة عدد الضحايا الذين تم توثيق مقتلهم في احدى بلدات ريف دمشق التي سيطرت عليها القوات النظامية الأحد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

وقال المرصد في بريد الكتروني “ارتفع إلى 101 شهيدا عدد الذين تم توثيق استشهادهم في بلدة جديدة الفضل التي تمكنت القوات النظامية من السيطرة عليها في شكل كامل امس″.

واوضح ان من بين الضحايا عشر سيدات وثلاثة اطفال و88 رجلا “بينهم ما لا يقل عن 24 مقاتلا من الكتائب المقاتلة” المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وكان المرصد افاد الأحد عن سيطرة القوات النظامية على البلدة بعد خمسة ايام من المعارك الضارية التي ادت الى مقتل ثمانين شخصا في حصيلة اولية.

واشار المرصد إلى أن الضحايا قضوا “خلال الايام الستة الماضية اثر قصف واعدامات ميدانية من قبل القوات النظامية واشتباكات”، بحسب ما نقل عن ناشطين في المنطقة.

وتقع جديدة الفضل على مقربة من مدينة داريا جنوب غرب دمشق، والتي تحاول القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها.

واشار المرصد إلى ان عددا من مناطق داريا تشهد الاثنين “اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية”.

وتسعى القوات النظامية منذ فترة الى السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في محيط دمشق، يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.

اتحاد علماء المسلمين يدعو جبهة النصرة إلى ترك مصير الحكم في سورية إلى ما بعد التحرير

القاهرة ـ (د ب أ) – انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إعلان “جبهة النصرة” التي تقاتل ضمن المعارضة المسلحة في سورية البيعة لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.

وقال الاتحاد في بيان: “من القواعد الشرعية أن القرارات التي تعم الأمة في آثارها ، لا يجوز أن يتفرد بها شخص أو جماعة معينة وإنما تعود إلى أهل الحل والعقد لهذه الأمة”.

وشدد الاتحاد على أن لهذه البيعة “مخاطر داخلية وخارجية ، وآثارا خطيرة على الثورة .. وبالإضافة إلى تمزيق الداخل ، فإن الخارج سيتأثر كثيراً بهذه البيعة ، وستترتب عليها آثار خطيرة ومشاكل كبيرة للثورة على مستوى العالم العربي والغربي ، بالإضافة إلى أن ذلك سيقوي النظام ويعطيه حجة أمام العالم ، كما أن ذلك سيجعل جبهة النصرة هدفاً لجميع الدول الغربية والشرقية”.

ودعا الاتحاد جبهة النصرة إلى العودة “إلى محيطها ، وتعيش صفاً واحداً مع بقية المجاهدين ، وتترك مصير الحكم والدولة في سورية إلى ما بعد التحرير ، ليختار الشعب الحكم الإسلامي ، أو الحكم الذي يريده بكامل حريته واختياره”.

وأضاف الاتحاد في بيانه: “الثورة السورية قامت حمايةً للمستضعفين .. لذا لا يحق لجبهة ما إعلان تبعيتها لغير سورية وفرض البيعة على شعبها دون استشارةٍ لأحدٍ من أهلها”.

الأسد: لا مجال للمهادنة مع المجموعات التكفيرية والارهابية

دمشق- (د ب أ): أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده “ستواجه بحزم الإرهاب بكل أشكاله” وانه لا مجال للمهادنة مع المجموعات “التكفيرية” و”الإرهابية”.

وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) الاثنين أن تصريحات الأسد جاءت خلال استقباله الاحد وفد من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية.

وقالت الوكالة إن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع العربية والإقليمية عموما وفي سورية ولبنان على وجه الخصوص.

وأشار الأسد، بحسب سانا، إلى تحسن الأوضاع في سورية “بفضل صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه الباسل”، مؤكدا أنه “لا مجال للمهادنة مع المجموعات التكفيرية والإرهابية وأن سورية ستواجه بحزم الإرهاب بكل أشكاله بالتوازي مع استمرار الحكومة بالعمل لتنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة”.

وشدد الرئيس الأسد على أن “غنى لبنان وسورية وتنوعهما السياسي والثقافي والاجتماعي يعزز قوتهما في مواجهة الغزو الفكري الذي تتعرض له المنطقة وفي إحباط المخططات الخارجية الساعية إلى خلق سايكس بيكو جديد يقسم المنطقة على أساس طائفي ومذهبي وعرقي”.

وأضاف الرئيس الأسد أن ما “تشهده الساحة العربية في هذه الفترة يؤكد الحاجة إلى أفكار وطروحات توحيدية جامعة وسورية ولبنان كان لهما دائما دور ريادي في خلق وتعزيز مثل هذه الأفكار وخاصة عبر الأحزاب القومية والعربية والناصرية وهذا ما ساهم إلى حد بعيد في نشر وتقوية الشعور القومي العروبي.. نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لاستثمار هذا الدور في مواجهة محاولات التقسيم والتفرقة التي نواجهها”.

وأكد أعضاء الوفد، بحسب سانا، “تمسك اللبنانيين بالعروبة والمقاومة وأشاروا إلى أن ما تتعرض له سورية يستهدف كل الأمة العربية وليس سورية فحسب وأن جميع الشعوب العربية معنية بإفشال المخططات التي تستهدف دور سورية القومي وإسلامها الحضاري المعتدل، مؤكدين أن سورية ستبقى عرين المقاومة والحاضن لها والمدافع عنها”.

نشطاء: اعدام 85 شخصا بنيران قوات الاسد في ضاحية بدمشق

الخطيب يؤكد على استقالته من قيادة الائتلاف المعارض والنظام السوري يسعى لإقامة منطقة عازلة حول داريا

دمشق ـ بيروت ـ اسطنبول ـ وكالات: حذر ناشطون من سعي النظام السوري لعزل مدينة ‘داريا’ في ريف دمشق بعد أنباء تتحدث عن نية النظام إخلاء منطقة ‘اللوان’ التابعة لـ’كفر سوسة’ المجاورة لداريا من سكانها، في الوقت الذي قال فيه نشطاء للمعارضة السورية في غرب دمشق ان القوات السورية والميليشيا الموالية للرئيس بشار الاسد اعدمت ما لا يقل عن 85 شخصا من بينهم نساء واطفال الاحد عند اقتحامها ضاحية في المنطقة.

جاء ذلك في الوقت الذي جدد فيه رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاحد تقديم استقالته بعد فشل المعارضة السورية مرة اخرى في الحصول على الاسلحة النوعية التي تطالب بها من الدول الداعمة لها خلال اجتماع مجموعة اصدقاء الشعب السوري الاخير في اسطنبول.

وذكر ناشطون لوكالة الأنباء الألمانية أن هناك أوامر صدرت عن النظام لأهالي منطقة ‘اللوان’ بإخلائها، مشيرين إلى نية النظام هدم عدد من المباني في المنطقة والانتشار فيها عسكريا بهدف إقامة منطقة عازلة حول ‘داريا’.

وتتواصل الاشتباكات العنيفة في داريا بين قوات النظام السوري التي استعانت بقوات الحرس الجمهوري وبين عناصر الجيش السوري الحر المتمركزين في المدينة.

وقال الناشط أبو أحمد الرابع في حي جديدة عرطوز المجاور ‘وثقنا 85 حالة اعدام دون محاكمة من بينها 28 حالة قتل رميا بالرصاص في مستشفى مؤقت بعد ان دخلت قوات الاسد حي جديدة الفضل. ونخشى ان يكون عدد ضحايا المذبحة اكبر كثيرا.’ ولم يرد على الفور تأكيد مستقل لرواية النشطاء حيث تحظر السلطات السورية على اغلب وسائل الاعلام المستقلة العمل في البلاد منذ بدء الانتفاضة قبل عامين.

في هذا الوقت، حققت قوات النظام تقدما على الارض في منطقة ريف القصير وسيطرت على عدد من القرى القريبة من مدينة القصير التي تعتبر معقلا لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص (وسط).

وسيطرت القوات النظامية السورية بمساندة حزب الله اللبناني على عدد من قرى ريف القصير الحدودي مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام السوري وناشطون الاحد. واوضح المرصد ان المعارك مستمرة في محيط هذه القرى. وتحدثت صحيفة ‘الوطن’ السورية القريبة من السلطات عن ‘تسجيل تقدم نوعي في ريف حمص’.

الى ذلك قال عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مروان حاجو لوكالة فرانس برس الاحد ‘يمكنني ان اؤكد استقالة احمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف، بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي مع الازمة السورية وغياب مساندة الشعب السوري’.

واوضح حاجو ان الخطيب ‘جدد تقديم استقالته’ على هامش اجتماع ‘مجموعة اصدقاء سورية’ في اسطنبول السبت.

وتابع ان ‘الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لاعانة الشعب السوري’، معتبرا ان على مجموعة اصدقاء سورية ان ‘تسلم المعارضة اسلحة ثقيلة لتمكين السوريين من الدفاع عن انفسهم’.

وعزا اعضاء في الائتلاف الاستقالة الى تجاذب اقليمي للتأثير على الائتلاف وقراراته.

وتنتهي ولاية الخطيب اصلا في 11 ايار (مايو). وقال مصدر قريب من الائتلاف ان ‘مشاورات بدأت بين اعضاء الائتلاف لاختيار خلف’ للخطيب.

وكان وزراء خارجية 11 دولة غربية وعربية من ‘مجموعة اصدقاء الشعب السوري’ اجتمعوا السبت في تركيا وتعهدوا بتعزيز دعمهم للمعارضة السورية. واعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري خصوصا زيادة المساعدات العسكرية الامريكية ‘غير القاتلة’ لتصبح قيمتها 250 مليون دولار.

وطالب الائتلاف دول المجموعة بتشكيل ‘تحالف للدول المقتدرة’ يعمل على توجيه ‘ضربات جراحية للمواقع (التابعة للنظام) التي ثبت اطلاق صواريخ منها عن طريق طائرات من دون طيار’.

كما طالب، بحسب بيان صادر عنه، بـ’العمل على فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية والجنوبية لضمان عودة وسلامة اللاجئين السوريين’.

وهي طلبات لم تجد صدى بين المجتمعين. واعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاحد ان بلاده مستعدة لدرس رفع حظر الاتحاد الاوروبي على الاسلحة الى المعارضة السورية اذا قدمت دول اوروبية اخرى طلبا بهذا المعنى.

منع توزيع وجبات مجانية في بلجيكا لاستخدامها في الدعاية ‘للجهاد’ بسورية

بروكسل ـ د ب أ: حظرت السلطات البلجيكية توزيع وجبات غذائية مجانية في منطقة بالعاصمة بروكسل تقطنها غالبية مسلمة نظرا لوجود شبهات باستخدامها في استقطاب مقاتلين للمشاركة في الحرب الأهلية في سورية.

وأكد عمدة منطقة شاربيك الأحد تقريرا أوردته وكالة الأنباء البلجيكية (بلجا) حول هذا الأمر قائلا إن رجلا بلجيكيا اعتنق الإسلام يقوم بتوزيع هذه الوجبات أيام السبت حيث يلقي ‘خطابات متشددة’ يطالب زائريه خلالها بالتوجه إلى سورية. وكانت السلطات البلجيكية ألقت القبض يوم الثلاثاء الماضي على أربعة مشتبه في صلتهم بالإرهاب منهم المتحدث باسم جماعة ‘الشريعة من أجل بلجيكا’ الإسلامية المتشددة. وتحوم الشبهات حول هذه الجماعة بأنها تسعى لاستقطاب شباب لمنظمات متشددة في سورية.

هل يمكن تسريع نهاية الحرب الاهلية في سورية؟

صحف عبرية

مر أكثر من سنتين منذ بدأت الانتفاضة ضد نظام الاسد والتي قضت حتى الان على حياة أكثر من 70 الف سوري، جعلت من مليون سوري لاجئا خارج سوريا وعددا أكبر من السوريين نازحين داخل بلادهم، ولكن لا يزال لا يلوح حل للازمة سواء بالطريق السياسي أم بالطريق العسكري.

ويمكن وصف الوضع على الارض بالتعادل. فحيال النظام، الذي لا يزال يحتفظ بالسيطرة في المدن الكبرى، في منطقة الشاطئ، في منطقة الجبال العلوية في الغرب وفي محاور الحركة بينها، تقف قوات الثوار غير متراصة نجحت في السيطرة على معظم الاراضي السورية، ولا سيما على المناطق الريفية في الشمال الشرقي من الدولة وفي جنوبها.

ويواصل جيش الاسد الاستناد الى المساعدة السياسية، العسكرية والاقتصادية التي يتلقاها أساسا من روسيا، من ايران ومن رعيتها حزب الله، وبقدر ما (سياسيا اساسا) من الصين ايضا. ويتلقى الثوار المساعدة من دول الخليج، من السعودية، من قطر، من تركيا ويبدو أيضا من عدة دول اعضاء في الناتو. لا توجد قيادة موحدة لقوات الثوار ولا توجد سيطرة موحدة على تدفق المساعدة اليها. وكنتيجة لذلك فان كل دولة تساعد الجهات المقربة منها سياسيا. قطر تساعد الاخوان المسلمين، السعودية الجهات الاسلامية السلفية، تركيا الاخوان المسلمين والجيش السوري الحر، والدول الغربية تقدم مساعدة محدودة للجيش السوري الحر، الذي يجمع العناصر الوطنية الاقل اسلامية. قرار الجامعة العربية بالاعتراف بزعيم الائتلاف الوطني، معاذ الخطيب، كمن يمثل سوريا، هو خطوة رمزية ومعنوية هامة في الصراع نحو نزع الثقة عن نظام الاسد. اضافة الى ذلك، مشكوك أن يكون في هذا ما يحدث تغييرا حاسما في علاقات القوى على الارض.

في غياب الحسم من المتوقع بالطبع احتدام الوضع الانساني كنتيجة لاستمرار سفك الدماء وارتفاع آخر في عدد اللاجئين، ولكن فضلا عن الجانب الانساني فان للوضع ايضا آثارا استراتيجية هامة. فكلما استمرت الحرب الاهلية، تعززت العناصر الاسلامية الجهادية في اوساط الثوار، الذين يتمتعون بتدفق للمتطوعين الجهاديين الاجانب، بعضهم ذوي تجربة قتالية غنية، ودافعية عالية. وسيكون لذلك آثار على مستقبل سوريا في الفترة ما بعد سقوط نظام الاسد. ويزيد استمرار الازمة وتحولها الى حرب اهلية طائفية مصاعب اقامة حكم مركزي قوي من جديد في سوريا، ويزيد احتمالية مزيد من التفكك لسوريا وتحولها الى دولة فاشلة تعمل في اراضيها عصابات مختلفة كظاهرة دائمة. في هذه الظروف يتزايد احتمال ان يسقط السلاح الكيميائي وغيره من السلاح النوعي في ايدي عناصر متطرفة.

اضافة الى ذلك، فان الازمة التي لم تبق منحصرة في الاراضي السورية، تنتقل الى الدول المجاورة وتضعها أمام مصاعب اقتصادية، عسكرية وسياسية متزايدة كفيلة بان تضعضع استقرار الانظمة فيها وتصعد بذلك الاضطراب الاقليمي. ويثقل اللاجئون على البنى التحتية ولا سيما في الاردن وفي لبنان، يفاقمون التوترات بين الطوائف ويحملون ثمنا باهظا اضافيا على اقتصادها الهش على اي حال.

لقد فعلت اسرائيل كل ما في وسعها حتى الان للامتناع عن التدخل في ما يجري في سوريا، وعن حق من ناحيتها. فليس لديها قدرة حقيقية على التأثير على ما يجري داخل سوريا ويوجد خطر في أن يؤدي تدخلها الى نتائج معاكسة لما ترغب فيه تصعد التهديدات التي يمكنها أن تنشأ من داخل سوريا.

المشكلة هي أنه قد تنشأ اوضاع تجبر اسرائيل على التدخل. أمثلة على ذلك كانت محاولة نقل منظومات سلاح ‘مخلة للتوازن’ الى حزب الله في لبنان، مما ادى، على حد مصادر أجنبية، الى الهجوم على قافلة داخل سوريا، وحوادث متكررة من اطلاق النار، غير المقصود على ما يبدو، نحو اراضي هضبة الجولان. ويفقد النظام السيطرة على مناطق في هضبة الجولان السورية، ويجد الامر تعبيره منذ الان في التهديد على سلامة قوة الامم المتحدة المشرفة على اتفاقية الفصل.

بعض من هذه الوحدات يغادر منذ الان، والقوة قد تنهار تماما. ويمكن لاسرائيل أن تجد نفسها في واقع مختلف تماما عن ذاك الذي اعتادت عليه منذ 1974، وهضبة الجولان قد تصبح قاعدة للهجمات من جهات جهادية وفلسطينية متطرفة.

يحتمل أن توجد في اسرائيل جهات تعتقد بان استمرار الحرب الاهلية في سوريا يخدم مصلحة اسرائيل لانه يمنع سوريا من أن تشكل تهديدا عسكريا جديا على اسرائيل. ولكن يبدو أن سوريا توجد على اي حال منذ الان في وضع كفت فيه عن أن تكون تهديدا عسكريا ذا مغزى على اسرائيل لسنوات طويلة، واستمرار الحرب الاهلية سيساهم فقط في تصعيد التهديدات العسكرية من نوع آخر والتي تنبع من امكانية أن تتحول سوريا الى دولة فاشلة ومن تضعفع الاستقرار الاقليمي.

من هنا، ينبغي ان يكون لاسرائيل مصلحة في انهاء مبكر قدر الامكان للحرب الاهلية ووقوف نظام مركزي ذي طابع اسلامي معتدل في سوريا.

ويطرح السؤال بالتالي كيف يمكن تحطيم التعادل العسكري بين النظام والثوار في صالح الثوار المعتدلين وهكذا خلق الفرصة لحسم الصراع العسكري او كبديل حث حل سياسي. اسرائيل نفسها لا يمكنها أن تفعل ذلك ولكن من المهم لها ان تفهم ما هي الامكانيات وان تبحث فيها مع حلفائها في الاسرة الدولية.

البدائل لتحطيم التعادل حسب مستوى التصعيد هي: ازالة الحظر الغربي على توريد السلاح للثوار، اقامة مناطق حظر طيران على الجيش السوري وتدخل جوي في مساعدة الثوار. سطحيا يبدو أن ازالة الحظر على ارساليات السلاح هي الامكانية الاقل اشكالية من بين الامكانيات آنفة الذكر، وذلك رغم الحجج المضادة. فالحجة الاولى هي ان السلاح قد يسقط في الايادي غير الصحيحة، اي في أيدي الجهات الجهادية، لانه لا توجد قدرة جيدة على التمييز بين الجماعات المختلفة من الثوار والسيطرة على الهدف النهائي للسلاح. هذه الحجة ليست قوية، أولا، لانه في الواقع الحالي يتمتع الثوار الاسلاميون على اي حال من توريد للسلاح من دول الخليج وبالذات لا يوجد للجهات الاخرى مصادر تموين منتظم للسلاح .

ثانيا، لانه مع الوقت تتراكم معلومات افضل عن المجموعات المختلفة ومع جهد استخباري مناسب يمكن الوصول الى صورة افضل.

حجة ثانية هي أن ‘رفع الحظر سيعطي روسيا، ايران وربما ايضا دول اخرى ذريعة لزيادة ارساليات السلاح (الى النظام) وهكذا ستتم المساهمة في تصعيد القتال’ اقتباس عن حديث مع دبلوماسي اوروبي كبير. مشكوك فيه أن تكون هذه الدول بحاجة الى ذرائع اخرى لتوريد السلاح للنظام السوري، ومعقول أكثر بان توريد السلاح النوعي مثل السلاح المضاد للدبابات والمضاد للطائرات مما يضر في مجالات تفوق قوات النظام كفيل بان يغير بشكل جوهري علاقات القوى الحالية.

يبدو أن المعارضة تنبع أقل من المبررات التي تطرح وأكثر من التخوف من ‘المنزلق السلس′ الذي سيخلق التزاما بمساعدة عسكرية للثوار. يوجد منذ الان تآكل في موقف المعارضة الغربية، ولكن دعوة فرنسا وبريطانيا الاتحاد الى رفع الحظر لا تحظى (حاليا على الاقل) بدعم جارف من جانب باقي اعضاء الاتحاد (في مقابلة اعطاها رئيس فرنسا قبل وقت ما تحفظ حتى في دعوة فرنسا لرفع الحظر). من محادثات مع دبلوماسيين اوروبيين لا يتضح ان الاتحاد، كجسم، من المتوقع في الزمن القريب أن يتخذ قرارا برفع الحظر.

في خطاب القاه الخطيب في مؤتمر الجامعة العربية في الدوحة دعا الناتو الى توسيع المجال الجغرافي للدفاع الجوي الذي تغطيه بطاريات الباتريوت المنتشرة في جنوب تركيا الى المناطق الشمالية في سوريا ايضا، والتي توجد تحت سيطرة قوات الائتلاف.

استجابة من جانب الناتو لدعوة الخطيب ستشكل خطوة اولى نحو اقامة مناطق حظر طيران على الجيش السوري، غير أن معارضة الناتو لاتخاذ مثل هذه الخطوة دون قرار من مجلس الامن يعطيه شرعية دولية، لا تزال على حالها، ولا يوجد احتمال أن تسحب روسيا والصين معارضتها لمثل هذا القرار.

على خلفية التخوف من تفعيل مناطق محظورة الطيران واضح أن مسألة التدخل العسكري الاكثر فاعلية الى جانب الثوار ليست على جدول الاعمال. فبعد تجربتها في حربي العراق وافغانستان، فان الولايات المتحدة بشكل خاص وباقي اعضاء الناتو بشكل عام، تتخذ جانب الحذر من الدخول في مغامرة عسكرية دون استراتيجية خروج واضحة وتقدير مخاطر منخفض.

وبالاجمال، فان إطالة القتال لا يخدم المصلحة الاسرائيلية. رفع الحظر على نقل السلاح الى القوات المعتدلة يبدو الطريق الواقعي الوحيد للمساعدة في كسر التعادل العسكري وبالتالي حث انتهاء الازمة التي لا تبدو نهايتها في الافق.

شمعون شتاين وشلومو بروم

نظرة عليا 21/4/2013

الهرمل تحت نيران الكاتيوشا بعد قرار جبهة النصرة نقل المعركة للبنان تزامنا مع زيارة نصر الله لطهران ومشاركة حزب الله في معارك القصير

سعد الياس

بيروت ـ ‘القدس العربي’: في تطور دراماتيكي جديد، طاولت كاتيوشا المعارضة السورية وسط مدينة الهرمل الشيعية في البقاع الشمالي رداً على تدخل حزب الله في المعارك الجارية في سوريا الى جانب النظام. وترافق هذا القصف مع إعلان جبهة النصرة والمجلس العسكري للجيش الحر في بيان، قرار نقلهما المعركة الى لبنان واستهدافه بالدبابات، ‘بعد دخول حزب الله المعركة في سورية’.

فيما طالب الائتلاف الوطني السوري ‘حزب الله’ بسحب قواته من الاراضي السورية، محذراً من ان ‘تدخلاته ستجر المنطقة لصراع مفتوح على احتمالات مدمرة ‘.

وتأتي هذه التطورات بعد معلومات صحافية في بيروت لم ينفها حزب الله عن زيارة قام بها الامين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله الى ايران اخيراً حيث عقد لقاءات مع المرشد الاعلى للجمهورية السيد علي خامنئي وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني ومسؤولين آخرين، تمت في خلالها مناقشة الرؤية الاستراتيجية الشاملة المتعلقة بالاوضاع في سورية والعراق ولبنان وايران، موضحة ان الوضع في سورية احتل مكانة مركزية في اللقاءات، كما في النتائج، حيث تمت مقاربة الوضع من زوايا عدة، منها: أولاً المقامات الدينية الموجودة في سورية، اذ توقف المتحاورون امام دلالة ما تبثه المواقع التكفيرية على وسائل التواصل الاجتماعي من دعوات لـ ‘تحطيم الاصنام’، والذي يختلف عن الاقتناعات في الفكر الشيعي، والقائمة على الآية الكريمة ‘ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب’. لذا، فإن المتحاورين اتفقوا بحسب المعلومات على حماية كل المقامات الدينية في سورية، وفي شكل لا لبس فيه. ثانياً إعتبار المعارضة السورية اداة في يد المصالح الكبرى، وإفرازات لدول الجوار، وصدى للسياسة الامريكية. واتفق المتحاورون على التعامل مع تلك المعارضة، ما دامت رافضة للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد وموالية للغرب، وفق معادلة ‘اضرب الضعيف ضرباً يهتز به فؤاد القوي’. وقد بدأت الامور تُترجم على الارض من خلال تمكين النظام من تحقيق انتصارات على ارض الواقع.ومن المتوقع أن يطل السيد نصرالله اعلامياً في 9 ايار بعد احتجاب اعلامي لأكثر من شهرين.

وفي رد على تدخل حزب الله العسكري في المعارك في سورية، تعرضت منطقة الهرمل الى القصف من الجانب السوري ولم يقتصر القصف على الهرمل فحسب، بل سقطت اربع قذائف صاروخية ايضاً في القصر وحوش السيد علي. وقال عضو كتلة ‘الوفاء للمقاومة’ النائب نوار الساحلي انه ‘تطور خطير جداً استهدف مركز قضاء في الجمهورية اللبنانية، واللطف الالهي جنب المدينة مجزرة لأن مكان سقوط القذائف مكتظ’. وحمل الدولة اللبنانية تبعة ما يحدث. ودعا الجيش الى ‘اتخاذ التدابير للرد على مصادر النيران’.

وعلى الاثر صدرت دعوات عدة في الهرمل ومناطق اخرى لمنع نقل مصابي المعارضة السورية للعلاج في لبنان، وذلك للضغط على ‘الجيش الحر’ لعدم تكرار اطلاق القذائف على المدن والقرى اللبنانية.’

الى ذلك، أفيد أمس عن زيارة قام بها وفد من قوى 8 آذار بإستثناء التيار الوطني الحر الى الرئيس السوري بشار الاسد ، في وقت تحدث اعلام 8 آذار وخصوصاً موقع ‘المنار’ التابع لحزب الله عن ‘ بدء معركة الحسم في ريف مدينة القصير السورية قرب الحدود مع لبنان، حيث شنت قوات الجيش العربي السوري واللجان الشعبية هجوماً واسعاً على محورين انطلاقاً من تل النبي مندو في الغرب ومن بلدة حوش السيد علي باتجاه قرية أبو حوري، وأظهرت المعارك بحسب الموقع أن عملية الحسم تجري بشكل كبير وسريع ولاسيما بعد تحرير قرية الرضوانية.

واشار الموقع الى أن تقدم الجيش السوري واللجان الشعبية باتجاه بلدة سقرجة جعلها محاصرة فيما تتراجع المجموعات المسلحة نحو قرية عين التنور، وأضاف أن الجيش السوري واللجان الشعبية يتقدمان باتجاه قرية أبو حوري التي تعد مركزاً مهماً للمجموعات المسلحة’، وبهذا التحرك تصبح مدينة القصير بين فكي كماشة وسط تقدم سريع وحاسم.

ونُقل عن متابعين للاوضاع أن قصف الجيش السوري الحر والعصابات المسلحة لبلدات الهرمل في لبنان مرده الضيق الذي تشعر به’ هذه المجموعات بعد تداعي جبهاتها القتالية، إذ عمدت العصابات المسلحة الى قصف بلدة القصر وبلدة الهرمل بعدة صواريخ، من دون ان توقع اصابات بشرية.

وقد طالب أهالي الهرمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان بموقف سيادي بعد قصف السوري الحر لبلداتهم، وقال رئيس بلدية القصر حسن زعيتر- الهرمل في حديث لقناة المنار ‘نناشد رئيس الجمهورية التحرك،لا يجوز ترك الناس لمصيرها، للاسف هناك مسخرة تتصرف بها الدولة ومن أولى واجباتها حماية شعبها’. أما مصطفى طه – رئيس اتحاد بلديات الهرمل، فأكد أن أهالي الهرمل لن تسكت بعد الآن على الإعتداءات.. ومعنويات الناس عالية ولا هلع لديهم، ولا يجوز أن تترك الدولة المنطقة لمصيرها’.

من جهته قال الشيخ محمد جعفر ‘إن آل جعفر لن يسمحوا بعد الآن لجرحى ‘جبهة النصرة’ بالمرور في عكار والهرمل في مناطق نفوذهم، إنطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل، ورداً على قصف السوري الحر بلدة الهرمل والقصر’، وقال: ‘سنعاملهم بمبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، سينزف جرحاهم على الأرض ولن ندعهم يدخلون لبنان للإستشفاء’.

وكان إعلام 8 آذذار ميز بين القصف الذي استهدف منطقة القصر ومحيطها والقصف الذي يستهدف جرود عرسال السنية من جانب قوات النظام والذي يتم في أماكن جردية وعرة وفي نقاط حدودية متداخلة غير مأهولة ، وبالتالي فان خطورة هذا القصف يبقى في حدود الرسائل السورية أو استهداف نقطة محددة خصوصا أن الجانب السوري الرسمي يقول أن تلك المنطقة من جرود عرسال الى مشاريع القاع تستخدم لتهريب السلاح الى المعارضة السورية من جوسية الى مدينة القصير وبعض ريفها.

وافادت وسائل اعلام 8 آذار أن الدماء التي سقط إستهدفت مؤخراً منطقة عشائرية بامتياز من آل جعفر الى ناصر الدين الى شمص ودندش وغيرها من العشائر التي لا تترك وراءها ثأر وهي قادرة على الرد خصوصاً أن المسافات الفاصلة بين القصر وريف القصير هي بضعة كيلومترات قليلة الى كيلومترين احياناً.

طاهر المصري: الأيام المقبلة ستشهد تحولات متسارعة على الحدود الاردنية مع سورية

الاردن سيوجه رسالة لمجلس الامن كي يتحمل اعباءه جراء استمرار تدفق الاف اللاجئين

عمان ـ يو بي آي: قال رئيس مجلس الأعيان الاردني طاهر المصري إن الأيام المقبلة ستشهد تطورات وتحولات متسارعة على الحدود الشمالية مع سورية، ودعا إلى أخذ الإحتياطات والإستعدادات اللازمة للتعامل مع أي تطورات محتملة لحماية المملكة .

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية ( بترا ) الأحد عن المصري خلال لقاء حواري عقد في مدينة إربد شمال البلاد مساء أمس قوله إن ‘الأيام المقبلة مرشحة لحدوث تطورات وتحولات متسارعة على حدودنا الشمالية (مع سورية) تبعا لتطور الاحداث في هذا البلد والمرهونة بتشدد أطراف النزاع بمواقفهم’.

وأوضح أن الأردن ‘قادر على المرور من عنق الزجاجة وتجاوز التحديات رغم الظروف المحيطة داخليا واقليميا والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة والتخفيف قدر الإمكان من ارتداداتها على مجمل الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية’.

وشدد على أن تضاؤل فرص الحل السلمي في سورية ‘يحتم علينا أخذ الإحتياطات والإستعدادات اللازمة للتعامل مع اي تطورات محتملة لحماية الأردن وامتصاص تلك التطورات بحكمة واقتدار’.

وأشار رئيس مجلس الأعيان الأردني إلى أن ‘التاريخ يشهد على قدرة الأردن في التعامل المرن مع الأحداث والظروف المحيطة ‘.

ورجح أن يشهد وجه المنطقة التي تشهد فترة عصيبة فرضها واقع الأزمة السورية ‘تغيرا كبيرا يدخلها في حسابات جديدة يجب التحوط لها والتعاطي معها بحكمة وبعد نظر’، لافتا إلى أن ‘المصالحة الإسرائيلية ــ التركية لها ارتباط وثيق بالوضع القائم في سورية’.

وأوضح المصري أن ‘الربيع العربي احدث تغييرا جذريا في العقلية العربية في الوقوف بوجه الاستبداد والديكتاتورية والفساد وتخطي حاجز الخوف في مواجهة الانظمة التي تصر على الإستمرار بهذا النهج وهو ما يشكل نقطة تحول كبيرة في التعاطي مع الأزمات ومطالب الشعوب والتوصل الى توافقات عامة حول هذه المطالب بما لا يتعارض مع المصالح العامة والعليا للوطن وللأغلبية’.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال المصري أن ‘فضاءها ضيق والسير به صعب جدا أمام الإشتراطات الإسرائيلية والأمريكية التي لا تلبي الحد الأدنى من طموحات وتطلعات وآمال الشعب الفلسطيني والامة العربية بحل عادل للقضية الفلسطينية’.

وأرجع المصري ذلك بالدرجة الاولى لـ ‘عدم تجاوز السقف الأمريكي للسقف الإسرائيلي الذي يمثله سقف (بنيامين) نتنياهو المتشدد والذي يزداد تشددا مع قوة ونمو الاقتصاد الإسرائيلي الذي يوشك على انتاج كميات هائلة من الغاز في المنطقة التي يسيطر عليها من البحر الميت (جنوب) والذي يحررها من القيود في هذا الجانب’.

ولفت إلى أنه ‘لا يرى تغييرا جوهريا في الموقفين الإسرائيلي والأمريكي وهو ما يسهم إلى جانب تفكك الانظمة العربية الواقعة تحت ضغوط جديدة والإنقسامات والخلافات الحاصلة داخل البيت الفلسطيني بإبقاء الأفق السياسي للقضية الفلسطينية منغلقا امام تنازل اسرائيلي لا يتجاوز 11 بالمئة من مساحة فلسطين تحت حكم محلي منقوص بالسيطرة الاسرائيلية عليه’.

جاء ذلك فيما قرر مجلس الوزراء الاردني الاحد توجيه رسالة الى مجلس الامن الدولي كي يتحمل اعباء استمرار تدفق الاف اللاجئين السوريين للمملكة وما يشكله ذلك من ‘تهديد للامن الوطني الاردني’، حسبما افاد مصدر رسمي اردني.

وقالت وكالة الانباء الاردنية ان ‘مجلس الوزراء قرر في جلسته التي عقدها صباح الاحد برئاسة رئيس الوزراء عبد الله النسور التوجه الى مجلس الامن الدولي في الامم المتحدة برسالة لشرح العبء والوضع الانساني الصعب الذي يتحمله الاردن جراء تزايد تدفق اللاجئين السوريين، وما يشكله ذلك من تهديد للامن الوطني الاردني’.

واضافت ان ‘مندوب الاردن الدائم لدى الامم المتحدة الامير زيد بن رعد سيقوم بتقديم هذه الرسالة التي تعرض التداعيات الجسيمة المترتبة على استضافة الاردن للاعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين’.

واوضحت الوكالة ان الرسالة ستتطرق الى ان ‘عدد اللاجئين السوريين وصل الى نحو نصف مليون لاجىء منذ بداية الازمة السورية (في اذار/مارس 2011) وبمعدل يصل الى 1500 الى 2000 لاجىء يوميا والتأكيد على ان استمرار هذه الازمة دون تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ودون تقديم الدعم المالي الكافي للاردن لتحمل هذه الاعباء من شأنه تهديد الامن الوطني الاردني ويشكل في نفس الوقت تهديدا للاستقرار والسلم الدوليين’.

وكان النسور اكد في البيان الوزاري لحكومته الذي تلاه امام مجلس النواب مساء الاحد الماضي ان ‘التبعات التي يتحملها الاردن جراء استمرار المأساة التي تمر بها سورية الشقيقة لعظيمة وملحة، وتتمثل في بعض من جوانبها بالمخاطر المتشعبة والكبيرة’.

واشار الى ان ذلك ‘رتب ضغوطا اقتصادية واجتماعية وعلى البنية التحتية والنظام الصحي والتعليمي وعلى البيئة والسكن ومعدلات البطالة والفقر’.

واضاف ‘لنضع العالم أمام مسوولياته الامنية والانسانية ونبلور توجها دوليا واضحا للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين’، مشيرا الى ان ‘ما يزيد الامر خطورة التوقعات التي تشير الى أن الازمة في سورية مرشحة للاستمرار الامر الذي سيضاعف انعكاساتها على الاردن على مدى الاشهر القادمة’.

وقال آندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، في الاردن، الاثنين الماضي ان ‘المملكة تؤوي الآن 500 الف لاجىء سوري بينهم 400 الف مسجلين لدى المفوضية’.

وناشد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الاحد الماضي العالم بأن ‘يشارك الاردن في تحمل هذا العبء الانساني’.

وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين في الاردن الى 1.2 مليون سوري بنهاية العام الحالي.

وفي الاجمال فان نحو 1,3 مليون سوري فروا من بلادهم الى الدول المجاورة منذ بداية النزاع الذي اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من 70 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.

واشنطن تقدّم جرعة دعم «دفاعيـــة» للمعارضة

لم يكن اجتماع أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول على قدر آمال المعارضة، التي لم تحظ إلا بجرعة دعم «دفاعية» من الولايات المتحدة، وهو ما يمكن ترجمته بمدرعات ودروع واقية، في إطار مسعى لمحاولة تأمين ما يسمّى «المناطق المحررة»، ولا سيما في الشمال السوري، وتشكيل ما يشبه «المنطقة العازلة»

قامت الولايات المتحدة بخطوة جديدة على صعيد دعمها للمعارضة السورية بإعلانها في ختام اجتماع «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» في اسطنبول، زيادة مساعداتها المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية، من دون أن تشمل هذه المساعدات الأسلحة التي يطالب بها المعارضون بإلحاح.

وفي ختام اجتماع على مستوى وزاري استمر أكثر من ست ساعات، وضم أحد عشر وزيراً من مجموعة «الأصدقاء»، أوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ قيمة المساعدة الأميركية التي ستقدم إلى المعارضة أصبحت 250 مليون دولار. وقال كيري «إننا نمر اليوم في وقت دقيق، وهذا ما قادنا إلى هنا». وأضاف «إن المخاطر في سوريا واضحة جداً: خطر استخدام أسلحة كيميائية، وقتل الشعب بصواريخ بالستية واستخدام أسلحة دمار شامل أخرى (…)، وخطر الوصول إلى عنف طائفي». وأضاف «هذا العنف الآن بدأ يعبر الحدود ويهدد الدول المجاورة»، متابعاً «حمام الدم هذا يجب أن يتوقف».

ولم يعط كيري تفاصيل عن طبيعة المعدات الجديدة التي ستسلم إلى المعارضين السوريين، لكنه أوضح أنها «ستتخطى الوجبات الغذائية العسكرية والأدوات الطبية لتتضمن أنواعاً أخرى من التجهيزات غير القاتلة».

وقد أوضح كيري، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب ونظيره التركي أحمد داود أوغلو، أنّ المجتمعين تعهدوا بأن تتم كل مساعدة للمعارضة المسلحة عبر القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر بقيادة سليم ادريس. ورأى كيري أنّ المعارضة قدمت «وثيقة مهمة (…) تمثل رؤيتها لمستقبل سوريا».

وبين الأمور التي تلتزم بها المعارضة في هذه الوثيقة، بحسب كيري، «قيام سوريا تعددية تتمتع فيها كل أقلية بحقوقها وتشارك في خيارات المستقبل». كما التزمت بـ«رفض الإرهاب والتطرف وألا تستخدم الأسلحة الكيميائية، وعدم حصول أي أعمال انتقامية ضد أي طائفة، وعدم وصول الأسلحة إلى الجهات الخطأ، وأولوية الحل السياسي».

وقال الخطيب، من جهته، «نحن ملتزمون بالحفاظ على هذا البلد بلداً موحداً ذا استقلال كامل، قراره السيادي ينبع من أبنائه». كما طالب روسيا بـ«أن تتخذ دوراً إيجابياً تجاه الأزمة السورية، والمشاركة في رفع هذا العناء الذي يعيشه الشعب السوري». كما دعا «ألا تتورط إيران أكثر مما تورطت، وأن تسحب خبراءها وضباطها وأن توعز إلى حزب الله بسحب مقاتليه تجنيباً لجرّ المنطقة إلى معركة أكبر سيكون الخاسر الأكبر فيها هذه الجهات»، بحسب قوله.

وإزاء عدم حصول تقدم في مجال التسليح النوعي، شدّد «الائتلاف» على وجوب «صياغة والتزام تحالف للدول المقتدرة من مجموعة أصدقاء الشعب السوري لتنفيذ إجراءات محددة وفورية لتعطيل قدرة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية والصواريخ البالستية من خلال ضربات جراحية للمواقع التي ثبت إطلاق صواريخ منها عن طريق طائرات من دون طيار». كما طالب، بحسب ما أوضح في بيان، بـ«العمل على فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشمالية والجنوبية لضمان عودة وسلامة اللاجئين السوريين».

وجدّد «أصدقاء المعارضة»، بحسب وثيقة أخرى صدرت عن الاجتماع، بحسب ما أعلن كيري، تأييدهم للجلوس على طاولة التفاوض لحل الأزمة السورية، في إطار اتفاقات جنيف. وتقول الوثيقة «إذا رفض النظام السوري هذه الفرصة، فسنعلن زيادة مساعدتنا» للمعارضة.

وقد بحث وزيرا الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وجون كيري في اتصال هاتفي الوضع في سوريا، كما أفادت وزارة الخارجية الروسية، أمس. وذكرت الوزارة أنّ المحادثة الهاتفية أجريت بدعوة من الجانب الأميركي بعد مشاركة كيري في اجتماع إسطنبول.

في السياق، أعلن وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، أنّ ألمانيا مستعدة لدرس رفع حظر الاتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى المعارضة السورية إذا قدمت دول أوروبية أخرى طلباً بهذا المعنى. وأعرب الوزير، بعد الاجتماع، عن استعداده لدرس «تسليم مقاتلي المعارضة سترات واقية من الرصاص». لكنه أشار إلى أنّ هذا الدعم لمقاتلي المعارضة يجب أن يمرّ عبر هيئاتها التمثيلية لأن الدعم الغربي لها يريد تعزيز «القوى الديموقراطية»، لا المجموعات الأكثر تطرفاً.

وأعلن الوزير الألماني أن المساعدة التي تقدمها بلاده للمعارضة ستزيد بـ 15 مليون يورو، ليصل مبلغها الإجمالي إلى 145 مليون يورو.

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إنّ الاتحاد الأوروبي سيناقش خلال الأسابيع المقبلة مسألة تخفيف حظر السلاح الذي يمنع توريد أسلحة إلى مقاتلي المعارضة السورية. ورأى، خلال الاجتماع في اسطنبول، أنّ «هذه مناقشة علينا أن نجريها في الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع الستة المقبلة. نحن وفرنسا قلنا إنّه ستكون هناك حجة قوية لرفع الحظر… تعديل الحظر». وأضاف إنّ المعارضة قدمت أوضح التزام حتى الآن خلال الاجتماع بشأن العمل نحو التوصل إلى حلّ ديموقراطي في سوريا وإدانة التطرف.

في موازاة ذلك، قال رئيس «هيئة الأركان المشتركة في الجيش السوري الحر»، سليم إدريس، إنّ القوة وحدها هي التي ستنهي الصراع في سوريا، مستبعداً احتمال إجراء أيّ مفاوضات مع الحكومة السورية، غير التفاوض على رحيلها.

في سياق آخر، أكّد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، دعم بلاده لسوريا «لمواجهة السياسات الأميركية والدول التي تنفذها». وكان بروجردي قد وصل يوم الجمعة إلى دمشق على رأس وفد برلماني وبدأ لقاءات مع المسؤولين السوريين. ورأى «أن المتآمرين على سوريا فشلوا في كل ما يخططون له وينفذونه». وأكد أنّ هدف الزيارة هو «دعم سوريا المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني ومحور الاستكبار العالمي ودعم العلاقات المتميزة بين سوريا وإيران».

والتقى بروجردي، أمس، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وجدّد بعد الاجتماع «انتقاد الدول العربية والغربية التي تقدم الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة». وعبّر عن اقتناعه بأن «مستقبل سوريا رهن بإرادة شعبها، وبأنّ السوريين قيادة وحكومة وشعباً صامدون أمام المؤامرات الأميركية وسيخرجون من الأزمة الراهنة أقوى وأشد بفضل وعيهم الوطني والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة». ورأى المعلم، من جهته، أنّ بلاده «تعمل على مواصلة تعزيز وتفعيل العلاقات الاقتصادية وتبادلاتها التجارية والاستثمارات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كل المجالات». وشدّد على «تمسك السوريين بالوحدة الوطنية، وعلى رفضهم كل أشكال التدخل الخارجي ونبذ التفرقة بين شرائح المجتمع السوري، بعيداً عن الارتهان الخارجي، سواء كان أجنبيا أو عربياً».

إلى ذلك، نفى مدير المكتب الإعلامي في «الائتلاف» المعارض، خالد صالح، في حديث إلى قناة «روسيا اليوم»، أنباء بشأن تجديد رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب استقالته. وقال صالح إن «الخطيب استقال قبل أسابيع، وهذه الاستقالة قدمت للهيئة العامة للائتلاف التي تملك الصلاحية في بت الاستقالة». وأكد صالح أنه «ليس هناك أي مستجدات بخصوص هذا الموضوع».

وكان عضو «الائتلاف»، مروان حاجو، فد أفاد وكالة «فرانس برس» بأنّ الخطيب «جدّد تقديم استقالته»، كردّ على عدم تحرك المجتمع الدولي إزاء الأزمة السورية. وأوضح حاجو أن الخطيب أبلغ «الائتلاف» باستقالته على هامش اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» السبت. وذكر أن الخطيب سيبقى عضواً في الائتلاف بصفته «ممثلاً عن المجلس المحلي لدمشق»، ما يؤكد، برأيه، أنّ الاستقالة «ليست مبنية على خلاف مع الائتلاف، بل هي ردة فعل على غياب الدعم».

في سياق آخر، قرّر مجلس الوزراء الأردني، أمس، توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي كي يتحمل أعباء استمرار تدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى المملكة وما يشكله ذلك من «تهديد للأمن الوطني الأردني»، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني. وقالت وكالة الأنباء الأردنية إنّّ «مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد سيقوم بتقديم هذه الرسالة التي تعرض التداعيات الجسيمة المترتبة على استضافة الأردن للأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)

تهديد ونفي فتهديد

فيما كانت تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، داخل قرى ريف القصير، أصدر ما يسمى «المجلس العسكري» في القصير و«جبهة النصرة» بياناً حمل الرقم 2، تضمن تهديدات «باستهداف المدارس والجوامع في بلدات مختلفة في قضاء بعلبك ـــ الهرمل».

وقد أرسل عبر رسائل نصية على هواتف «ذات خطوط سورية» لعدد من أبناء بلدة القصر وحوش السيد علي. واتهم البيان عناصر من حزب الله بالدخول الى قرى القصير «وعلى مرأى العالم وبموافقة الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الخائن، بقصد مشاركة عصابة الأسد في ذبح السوريين». لذلك «قررنا نقل معركة الدم الى قلب لبنان (وكما تدين تدان)، وسيتم قصف منطقة الهرمل والقرى المحيطة بها وبعلبك والضاحية الجنوبية واللبوة والعين وغيرها بصواريخ أرض ـــ أرض (…)، بالإضافة إلى تحريك العناصر التابعة للجيش الحر داخل لبنان لبدء أعمال عسكرية نوعية». ولاحقاً، نفى «الجيش السوري الحر» وجود تهديد كهذا. لكن رسائل نصية وصلت مساء أمس إلى عدد من أبناء الهرمل تتضمن تهديداً بقصف مناطق محددة من المدينة.

الجيش السوري يسيطر على غربي العاصي ويتمدّد شرقاً

تغيّرت خطوط التماس في ريف القصير. المناطق المتداخلة سكانياً وجغرافياً بين محافظة حمص السورية ومنطقة الهرمل اللبنانية، شهدت خلال اليومين الماضيين هجوماً واسعاً شنه الجيش السوري، أدى إلى بسط سيطرته على كامل المنطقة الواقعة غربي نهر العاصي، وبدء التمدد في الضفة الشرقية، تمهيداً لعزل مدينة القصير أو الهجوم عليها. العملية العسكرية التي تهدف إلى التخفيف من تأثير «أرض النصرة» اللبنانية على ما يجري في الداخل السوري، طالت شظاياها هذه المرة مدينة الهرمل التي قصفها المسلحون بثلاثة صواريخ. لكن الجيش السوري، بحسب المصادر الميدانية، ماضٍ في الهجوم حتى استعادة السيطرة على كامل الضفة الشرقية لنهر العاصي، ما يمنع مقاتلي القصير من الوصول إلى مدينة حمص وريف دمشق الشمالي. وفي ريف دمشق، نفّذ الجيش السوري عملية عسكرية أدت إلى استعادة السيطرة على جديدة الفضل، التي تحدّث معارضون عن وقوع مجزرة فيها

جبهة القصير تتهاوى أمام الجيش السوري والمجموعات العسكرية الموالية للنظام. هذه العبارة تلخص ما جرى خلال اليومين الماضيين في تلك المنطقة الواقعة جنوبي مدينة حمص، وشرقي منطقة الهرمل اللبنانية. ريف القصير كان حتى ما قبل أسبوع ينقسم إلى جزءين: شرقي نهر العاصي، وغربي العاصي.

شرقي النهر، كانت اليد العليا للمجموعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية، من القصير جنوباً، إلى بلدة آبل شمالاً، وصولاً الى تل النبي مندو القريب من نهر العاصي في الوسط. أما غربي النهر، فتنتشر قرى ومزارع يقطنها سوريون ولبنانيون منذ ما قبل رسم الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا. والجزء الأكبر من هذه القرى والمزارع كان تحت سيطرة الجيش السوري، واللجان الشعبية التي يدعمها حزب الله، إضافة إلى مجموعات تابعة للحزب مكونة من أبناء هذه القرى، ومدعومة بمجموعات دخلت من لبنان.

خلال الأشهر الماضية، كان النهر يمثل خط التماس والفصل بين الطرفين، لكن مع قدرة مجموعات المعارضة على التوجه إلى مناطق غربي النهر، وتنفيذ عمليات ونصب كمائن، وخاصة أن لها فيها وجوداً قوياً ومُحصّناً. انقلاب الصورة الميدانية في المنطقة بدأ قبل أكثر من 10 أيام، عندما تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على تل النبي مندو المطل على معظم مناطق ريف القصير، والمشرف على جسر يصل ضفتي النهر. وخلال الأسبوع الماضي، تمكن الجيش أيضاً من دخول بلدة آبل في الشمال، التي تصل بين القصير وحمص، بعد حصار دام نحو عشرة أيام. وخلال الساعات الـ 48 الماضية، نفّذ الجيش السوري عملية عسكرية واسعة، هدف من خلالها إلى السيطرة على مساحات شاسعة شرقي النهر وغربيه، كانت تحت سيطرة المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة، فتمكن من تحقيق هدفه، معيداً السيطرة على قرى ومزارع سقرجة والخالدية والموح والجروسية والسكمانية وقادش والمنصورية والرضوانية والسعدية والبرهانية. كذلك طرد الجيش المسلحين من محيط عين التنور، وهو الذي ينبع منه أحد الروافد الصغيرة لنهر العاصي.

نتيجة هذه المعركة كانت قاسية على المسلحين المعارضين، الذين سقط لهم عدد كبير من القتلى، ما انعكس نداءات استغاثة وجهوها إلى الفصائل المقاتلة الأخرى طوال اليومين الماضيين، على صفحاتهم على المواقع الإلكترونية، متحدّثين عن اقتراب هجوم «الجيش السوري وحزب الله» من مدينة القصير. قبل أن يعدلوا من لهجة خطاباتهم ليل أمس، مؤكدين انتصارهم القريب. وقالت مصادر ميدانية في المنطقة لـ«الأخبار» إن ما جرى يشكل اندفاعة كبيرة للجيش السوري مكنته من الاقتراب من مدينة القصير، ومن وضعها بين فكي كماشة. وفيما أشارت مصادر من المنطقة إلى أن «الهجوم لن يتوقف إلا بعد تحرير القصير من المقاتلين الموجودين فيها»، فإن مصادر أخرى قالت إن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري في المنطقة، «تهدف إلى عزل المدينة والسيطرة عليها بالنيران، ومنع المقاتلين الموجودين فيها من التمدد نحو حمص أو نحو ريف دمشق الشمالي، أو قطع طريق حمص ـــ الشام».

ولمدينة القصير موقع استراتيجي. فمنها يعبر معظم الدعم الذي تؤمنه المجموعات المسلحة في لبنان إلى المعارضين السوريين، وتحديداً من جرود عرسال. ومن القصير، كان بإمكان المسلحين الوصول إلى مدينة حمص، وإلى ريف دمشق الشمالي. كما أنهم يمثلون تهديداً دائماً للطريق الدولية التي تصل العاصمة السورية بمدينة حمص، وتالياً، بالساحل السوري .

كذلك فإن ما حققه الجيش السوري أمس سيسمح له بالتمدد أكثر في مناطق غربي النهر، وفك الحصار عن بلدة الغسانية المحاصرة منذ أشهر، وباستعادة مطار الضبعة الذي سيطر عليه المعارضون خلال الأسبوع الماضي، بعدما انسحب منه الجيش السوري، وحوّله إلى ما يشبه المكمن للمسلحين الذين سقط عدد كبير منهم بقصف القذائف والصواريخ المركزة على المطار.

ريف دمشق

تزامناً، تقدم الجيش السوري في ريف دمشق، وخاصة في المنطقة الجنوبية الغربية لهذا الريف، التي لها امتداد أيضاً نحو الحدود اللبنانية. ففي بلدة جديدة الفضل، المتاخمة لبلدة جديدة عرطوز، جرت مواجهات عنيفة ابتداءً من ليل الجمعة الماضي بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، وعنفت المواجهات ابتداءً من فجر السبت، بعدما استقدم الجيش تعزيزات. وفيما حاول المسلحون قطع طريق الإمداد قرب المعظمية، بواسطة رصاص القنص، تمكن الجيش من السيطرة على جديدة الفضل. وفيما تحدّثت مصادر المعارضة عن وقوع مجزرة في البلدة، قالت مصادر مؤيدة للنظام السوري إن عشرات المسلحين قُتلوا بعدما حاولوا الهجوم على جديدة عرطوز، التي شهدت بعد ظهر أمس مسيرات سيارة دعماً للجيش السوري. وقالت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» إن الجيش السوري سينطلق من جديدة الفضل وجديدة عرطوز لـ«تنفيذ هجوم يهدف إلى طرد المسلحين من بلدة عرطوز ومحيطها». ولم يتسنّ تأكيد هذه المعلومات من مصادر رسمية. وتجدر الإشارة إلى أن السيطرة على جديدة الفضل تسمح للجيش السوري بقطع طريق تهريب رئيسية بين المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين في الجولان، وبين ريف دمشق.

ما يجري في ريف دمشق وريف القصير يهدف، بحسب مصادر مواكبة لما يجري في الميدان السوري، إلى أمرين: الأول هو إبعاد تأثير الحدود اللبنانية عن مدينتي حمص ودمشق. والثاني، له صلة بخطة وضعتها القيادة السورية لتنفذها على كامل الأراضي السورية، على أن تنتهي المرحلة الأولى منها قبل بداية حزيران المقبل. وتهدف إلى توسيع «رقعة الأمان» حول العاصمة السورية دمشق، واستعادة السيطرة على معظم مناطق محافظة حمص، وتعزيز قوات الجيش السوري في مدينتي حلب وإدلب وريفيهما، وتامين أكبر قدر ممكن من الطرق الرئيسية بين المحافظات. أما الجزء الثاني من هذه الخطة، فيهدف إلى التوسع في المناطق الشمالية من سوريا، وخاصة في محافظتي إدلب وحلب، ومحاولة التخفيف من أضرار تدفق السلاح والمسلحين إلى المناطق الجنوبية عبر الحدود الأردنية.

(الأخبار)

تكليف جورج صبرة بمهام رئيس موقت للائتلاف الوطني السوري

وكالات

فيما قرر وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ السماح بشروط باستيراد النفط المنتج في سوريا، تم تكليف جورج صبرة اليوم الاثنين بمهام رئيس موقت للائتلاف الوطني السوري غداة تأكيد أحمد معاذ الخطيب استقالته.

بيروت: كلف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة اليوم الاثنين بمهام رئيس موقت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، غداة تأكيد احمد معاذ الخطيب استقالته التي تقدم بها في آذار (مارس) الماضي، بحسب بيان للمجلس.

وجاء في البيان أن صبرة الذي يتولى منصب نائب رئيس الائتلاف “تم تكليفه اليوم القيام بمهام رئيس الائتلاف الى حين انتخاب رئيس للائتلاف”. وكان الخطيب أكد للمرة الثانية خلال شهر استقالته من منصبه، ردًا على عدم تحرك المجتمع الدولي ازاء الازمة السورية المستمرة منذ عامين، والتي اودت باكثر من 70 الف شخص.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات المقبلة لاختيار رئيس للائتلاف لولاية تستمر ستة اشهر، في العاشر من أيار (مايو) الجاري و11 منه. ويتولى صبرة، المسيحي البالغ من العمر 66 عامًا، رئاسة المجلس الوطني الذي يعد ابرز مكونات الائتلاف، منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

وصبرة الاستاذ والمربي، معارض قديم لنظام الرئيس الراحل حافظ الاسد ثم لنجله بشار الاسد الذي تسلم الحكم العام 2000. وغادر صبرة في منتصف كانون الاول (ديسمبر) 2011 سوريا سرًا واجتاز الحدود مع الاردن سيرًا على الاقدام، لينضم الى اعداد كبيرة من المعارضين السوريين الذين خرجوا من بلادهم، واستقر في فرنسا.

ويعد “ابو شادي” كما يناديه المقربون منه، رجلاً محبوبًا اجمالاً داخل المجلس الذي كان عضوًا فيه منذ تأسيسه في تشرين الاول (اكتوبر) 2011، وبين الناشطين على الارض الذين يقدرون نضاله الطويل. لكنه معروف ايضًا بحزمه وتشدده في المواقف التي يؤمن بها.

وكان صبرة من المعارضين لطرح الخطيب في كانون الثاني/يناير الماضي استعدادًا مشروطًا للحوار مع ممثلين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وجدد الخطيب الاحد تقديم استقالته بعد فشل المعارضة السورية مرة اخرى في الحصول على الاسلحة النوعية التي تطالب بها من الدول الداعمة لها خلال اجتماع مجموعة اصدقاء الشعب السوري الاخير في اسطنبول.

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مروان حاجو لوكالة فرانس برس الاحد: “يمكنني أن اؤكد استقالة احمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف، بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي مع الازمة السورية وغياب مساندة الشعب السوري”.

واوضح حاجو أن الخطيب “جدد تقديم استقالته” على هامش اجتماع “مجموعة اصدقاء سوريا” في اسطنبول السبت. وتابع أن “الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لاعانة الشعب السوري”، معتبرًا أن على مجموعة اصدقاء سوريا أن “تسلم المعارضة اسلحة ثقيلة لتمكين السوريين من الدفاع عن انفسهم”.

وانتخب الخطيب رئيسًا للائتلاف بعد تشكيله في قطر في تشرين الثاني (نوفمبر). وقدم استقالته مرة اولى في 24 آذار (مارس)، منتقدًا “ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها”. وعزا اعضاء في الائتلاف الاستقالة الى تجاذب اقليمي للتأثير على الائتلاف وقراراته.

 ولم تلتئم الهيئة العامة للائتلاف للبت باستقالته التي اعتبرت ضمنًا مطوية. إلا أن حاجو قال اليوم إن “الهيئة العامة لم تناقش الموضوع في المرة الاولى. لكن يمكنني أن اؤكد أن استقالة الخطيب نهائية، ولا يمكن للهيئة الا أن تتجاوب مع رغبته ما دام مصرًا عليها”.

وتنتهي ولاية الخطيب أصلاً في 11 آيار (مايو). وقال مصدر قريب من الائتلاف إن “مشاورات بدأت بين اعضاء الائتلاف لاختيار خلف” للخطيب.

أوروبا تساعد المعارضة

من جانبه، وجه الإتحاد الأوروبي الاثنين رسالة دعم للمعارضة السورية من خلال السماح بتصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها في حين يستمر النقاش بشان جدوى تزويد المعارضة بالسلاح. وقرر وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ رفعا جزئيا للحظر النفطي على سوريا المطبق منذ أيلول (سبتمبر) 2011.

واعتبر الوزراء اثر اجتماعهم انه من “الضروري ادخال استثناءات” على العقوبات من اجل “مساعدة المدنيين السوريين وللاستجابة خصوصا للمشاكل الانسانية (…) واستعادة نشاط اقتصادي طبيعي”. وقال مسؤول أوروبي كبير “اننا نرد بذلك على انتقادات المعارضة والشعب اللذين يؤكدان انهما اكثر تضررا من العقوبات الدولية من النظام”.

وقال وزير خارجية المانيا غيدو فسترفيلي “نريد المساعدة في اعادة الاعمار الاقتصادي” للمناطق التي تقول المعارضة انها تسيطر عليها “حتى يشعر الاهالي بانه يوجد بديل حقيقي لنظام الاسد”. وبذلك فان الإتحاد الأوروبي سيرفع القيود على مبيعات المعدات النفطية وعلى الاستثمارات في هذا القطاع شرط ان لا يستفيد منها النظام السوري.

وسيكون على الشركات المهتمة بتوريد الخام او بالاستثمار ان تطلب ترخيصا من حكوماتها التي تحاول الحصول على ضمانات من تحالف المعارضة. فالأوروبيون قلقون ايضا من حقيقة السيطرة على حقول النفط الاهم من مختلف الحركات المتمردة. ويبدو ان حقول دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق) بايدي المعارضة المسلحة وخصوصا جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مسؤول أوروبي “يجب عدم توقع ان تكون للاجراءات الجديدة آثار سريعة” مقرا بان تطبيقها امر “معقد”. ومنذ بدء حركة الاحتجاج في آذار (مارس) 2011 انخفض الانتاج النفطي السوري عمليا بنسبة الثلثين الى 130 الف برميل يوميا في آذار (مارس) الماضي اي اكثر قليلا من 0,1% من اجمالي الانتاج العالمي وفقا للتقديرات الاخيرة للوكالة الدولية للطاقة.

ومع الاجراءات المقررة الاثنين فان الأوروبيين يتبعون النهج الحذر نفسه للولايات المتحدة التي اعلنت السبت مضاعفة المساعدة غير المباشرة للمعارضة. ورغم النداءات الملحة للمعارضة المسلحة السورية فان الأوروبيين كما الاميركيين مترددون في تزويد المعارضة بالاسلحة الثقيلة التي تمكنها من التصدي للهجمات الجوية لقوات النظام.

وفي صلب الإتحاد الأوروبي تبقى باريس ولندن معزولتين بشان هذه المسالة التي يتعين تسويتها بحلول الاول من حزيران/يونيو وهو التاريخ الذي سيتقرر فيه اما تمديد واما تعديل نظام العقوبات على دمشق. غير ان وزير الخارجية الالماني قال “اذا رغبت دولة او دولتان في تقديم السلاح” فان المانيا تبدو مستعدة “لعدم معارضة” ذلك، مع تاكيده مجددا مخاطر “ان تقع (الاسلحة) في ايدي سيئين”.

ويرى كثير من الوزراء الأوروبيين ان هذه المخاوف تتعزز مع واقع الانقسام داخل المعارضة. واعتبر وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز ان استقالة رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب “مقلقة جدا”. واضاف انه يتعين “مواصلة مطالبة المعارضة بان تكون اكثر تنظيما وشمولية”.

موسكو تنتقد

انتقدت روسيا الاثنين قرار الاتحاد الاوروبي برفع جزئي للحظر النفطي الذي كان فرضه على سوريا بهدف مساعدة المعارضة السورية التي تسيطر على بعض الحقول النفطية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي ان “هذا الامر يقود الوضع الى مازق اكبر ولا يساهم في حل سياسي للمشاكل التي تراكمت منذ وقت طويل. لهذا السبب، نعتقد انه قرار سيأتي بنتائج معاكسة”.

واضاف بوغدانوف “نعتبر ان هذه الخطوات الاحادية الجانب تتنافى ومبادىء القانون الدولي”.

ولفت الى ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري سيبحثان قرار الاتحاد الاوروبي خلال لقائهما الثلاثاء في بروكسل.

وقرر وزراء الخارجية الاوروبيون الاثنين السماح، ضمن شروط، بتصدير النفط الخام المنتج في سوريا وتصدير معدات في قطاعي النفط والغاز اضافة الى السماح باستثمارات في هذين المجالين، وذلك بغرض مساعدة المعارضة التي تسيطر على قسم من الحقول النفطية.

ولا تزال روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري وتواصل امداده بالسلاح، رافضة اي تدخل خارجي في النزاع السوري.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/807350.html

المعارضة السورية: مُشاركة حزب الله في معارك حمص بمثابة اعلان حرب

أ. ف. ب.

اعتبرت المعارضة السورية مشاركة حزب الله اللبناني في معارك محافظة حمص اعلان حرب على الشعب السوريّ. وقال الإئتلاف الوطني المعارض إنّ على حكومة لبنان أن تعي ذلك.

اسطنبول: اعتبرت المعارضة السورية الاثنين ان مشاركة حزب الله اللبناني الحليف لنظام الرئيس بشار الاسد في المعارك المتواصلة منذ ايام في ريف محافظة حمص (وسط)، يمثل “اعلان حرب” على الشعب السوري.

وقال الرئيس الموقت للائتلاف الوطني السوري المعارض جورج صبرة ان “ما يجري في حمص هو اعلان حرب على الشعب السوري، ويجب على الجامعة العربية ان تتعامل معه على هذا الاساس”، داعيا الحكومة اللبنانية الى ان “تعي خطورة ذلك على حياة السوريين وعلى العلاقة بين الشعبين والدولتين مستقبلا”، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول.

واضاف صبرة “على الحكومة اللبنانية ان تتعامل بالجدية اللازمة مع احتلال الاراضي السورية وارهاب وقتل السوريين”، آملا في ان “يرفع الشعب اللبناني الشقيق صوته عاليا لرفض قتل وارهاب احرار سوريا”.

وتشهد منطقة القصير في حمص معارك ضارية في الايام الماضية، يشارك فيها عناصر من قوات النخبة في حزب الله الى جانب القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “حزب الله هو الذي يقود معركة القصير معتمدا على قواته من النخبة”.

واضاف “ليس بالضرورة ان يكون المقاتلون قادمين من لبنان، بل يتعلق الامر بعناصر من الحزب يقيمون في قرى شيعية يقطنها لبنانيون على الجانب السوري من الحدود”.

وتمكنت القوات النظامية خلال نهاية الاسبوع من السيطرة على قرى عدة في المنطقة، في محاولة منها للتقدم نحو مدينة القصير الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين.

ويسعى النظام السوري الى السيطرة على القصير لما تشكله من نقطة ارتباط بين الحدود اللبنانية ومحافظة حمص، وصلة وصل بين دمشق والساحل السوري.

حزب الله: القتال في سوريا “واجب وطني”

قال مسؤول في حزب الله ان مشاركة الحزب في القتال داخل الاراضي السورية هي “واجب وطني” للدفاع عن لبنانيين يقطنون قرى سورية.

وسأل نائب رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ نبيل قاووق “عما إذا كان المطلوب منا أن نترك أهلنا في القرى الحدودية (داخل سوريا) عرضة للقتل والخطف والذبح والتهجير، وهل المطلوب أن يبقى هؤلاء اللبنانيون رهائن وأن يتركوا وشأنهم”، وذلك بحسب تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.

اضاف ان “ما يقوم به حزب الله ازاء هذه القضية هو واجب وطني وأخلاقي في حماية اللبنانيين في القرى الحدودية”، وذلك في تصريح ادلى به خلال احياء الحزب في بلدة ميفدون الجنوبية، ذكرى اسبوع احد عناصره الذي قتل في سوريا، ونقلته الوكالة اليوم.

وهناك خمس قرى على الحدود داخل الاراضي السورية يقطنها لبنانيون شيعة، اضافة الى ثماني قرى اخرى ذات غالبية شيعية.

واعتبر قاووق ان “شهداء حزب الله هم شهداء كل الوطن لانهم كانوا يدافعون عن اهلهم اللبنانيين”، داعيا المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق (قوى 14 آذار) الى “الكف عن الاساءة لهؤلاء الشهداء الذي هم شهداء كل الوطن، والكف عن الرهان على المتغيرات في سوريا لتغيير معادلات سياسية في الداخل”.

وينقسم لبنان بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له، وشهد سلسلة احداث امنية على خلفية النزاع السوري ادت الى سقوط قتلى وجرحى.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/807373.html

وفد برلماني إيراني في دمشق يجدد الدعم للأسد

بوغدانوف إلى طهران لبحث الأزمة السورية

طهران – دمشق: «الشرق الأوسط»

في سياق مواصلة تقديم الدعم الإيراني إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصل إلى دمشق مساء أول من أمس رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي، في زيارة رسمية، لبحث الأزمة المشتعلة في سوريا منذ أكثر من عامين مع كبار المسؤولين، في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد.

وأفادت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية بأن النائب بروجردي «ترأس وفدا برلمانيا متوجها إلى سوريا في إطار زيارة رسمية تجري خلالها مباحثات تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين». ولدى وصوله إلى دمشق جدد بروجردي دعم طهران لحليفتها دمشق في «مواجهة السياسات الأميركية والدول التي تنفذها»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وقال في تصريح لصحافيين إن «إيران تدعم الجهود التي يقوم بها الرئيس بشار الأسد لمواجهة السياسات الأميركية والدول التي تنفذها». وبعيد وصوله اجتمع بروجردي بزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل، المعروف بصلاته القوية بالقيادة السورية.

والتقى بروجردي أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ورئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، ولجنة المصالحة الوطنية في البرلمان السوري. ومن المقرر أن يلتقي اليوم (الاثنين) الرئيس السوري بشار الأسد.

وحسب «سانا» فقد أكد المعلم لبروجردي تمسك السوريين بالوحدة الوطنية ورفضهم كل أشكال التدخل الخارجي، ونبذ التفرقة بين شرائح المجتمع السوري، بعيدا عن الارتهان الخارجي، سواء أكان أجنبيا أم عربيا، ودعمهم لبرنامج الإصلاح الشامل وللحوار الذي طرحه الأسد، وأن القيادة السورية مصممة على مواصلة إنجاز هذا البرنامج.

وفي سياق متصل، أعلن السفير الإيراني في موسكو سيد رضا سجادي، أن مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سيقوم بزيارة طهران بعد غد (الأربعاء) لإجراء مشاورات حول القضايا الإقليمية، وخاصة الأزمة السورية.

وقال سجادي إن بوغدانوف سيزور طهران لمدة يومين بدعوة من مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان.

ويشار إلى أن موسكو تدعم بدورها نظام الأسد، وعرقلت مع الصين إصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي تدين نظام دمشق.

وأشار السفير إلى أن بوغدانوف سيجري في طهران مشاورات حول القضايا الهامة التي تهم البلدين، وخاصة قضايا أفغانستان والعراق والشرق الأوسط، وأن هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات السياسية بين إيران وروسيا. وأضاف أن «روسيا وإيران لهما على الدوام هاجس قلق حيال سوريا، ويعارضان التدخلات الخارجية وفرض الإملاءات على الشعب السوري، ومن أجل تحقيق هذا الهدف نجري مباحثات مع روسيا، وهذا أحد المحاور الرئيسية للمحادثات في هذه الزيارة».

وأشار سجادي إلى أن مباحثات مساعد وزير الخارجية الروسي ستتناول أيضا القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وليبيا والبحرين.

وفي غضون ذلك، رست سفنة حربة روسة في مناء بندر عباس (جنوب إيران) المطل على الخليج، وذلك قبل مواصلة طرقها في المحط الهادي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن مصدر في القوة البحرة للجش الإيراني أمس أن السفنة الحربة الروسة المضادة للغواصات «أدمرال بانتلونوف» ترافقها قطعتان بحرتان لوجيستتان هما «برسوت» و«أدمرال نولسكو» رست ف مناء بندر عباس وتحمل على متنها 712 من کوادر القوه البحرة الروسة.

صواريخ سورية على القصر والهرمل.. وحزب الله يحذر من التمادي تحسبا لردود فعل

سليمان طالب الجيش باتخاذ التدابير اللازمة لمنع الاعتداء على اللبنانيين

بيروت: نذير رضا

تواصل استهداف المنطقة الحدودية اللبنانية شرق لبنان بصواريخ من الجانب السوري، لليوم الثاني على التوالي، حيث سقطت أمس، 6 صواريخ في قرية القصر الحدودية، بالتزامن مع سقوط صاروخين في ضواحي مدينة الهرمل، في حين جدد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي تأكيده أن مسلحين معارضين يحاولون التسلل إلى سوريا انطلاقا من لبنان، رغم أن سكان القرى الحدودية في الشمال ينفون تلك المزاعم.

ورفعت تلك التطورات الميدانية من حجم التواصل السياسي والأمني الرسمي اللبناني لمحاولة تطويقها. وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس، تطورات الأوضاع في المناطق الشمالية والبقاعية المحاذية للحدود السورية، معتبرا أن «استهداف لبنان بالقذائف والصواريخ لا يحقق المطالب المتعلقة بالديمقراطية، خصوصا وأنه يكفي لبنان ما لا طاقة على تحمله في موضوع استقبال النازحين وإيوائهم، علما بأن لبنان ملتزم العمل على ضبط حدوده تنفيذا لإعلان بعبدا». وطلب سليمان من الجيش والمعنيين «اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الاعتداء على اللبنانيين والحفاظ على سلامتهم».

وأكدت مصادر ميدانية من قرية القصر، شمال شرق لبنان، أمس، سقوط 6 صواريخ على القرية، أحدها على منزل لبناني، لكنه لم ينفجر. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن صاروخا سقط في منطقة سهلات الماء على تخوم البلدة، في ما سقط آخر في حي السياد، وثلاثة صواريخ سقطت في حي قبش في البلدة. وأشارت المصادر إلى أن الصواريخ «أطلقتها المعارضة السورية باتجاه البلدة»، غداة استهداف القصر بثلاثة صواريخ من الجانب السوري، وسقوط قذيفتين في مدينة الهرمل.

وتتهم المعارضة السورية قرية القصر، التي يسكنها لبنانيون شيعة، بأنها تضم قواعد عسكرية لحزب الله، تقصف مواقع المعارضة السورية في ريف القصير، حيث تحتدم المعارك بين الجيش الحر من جهة، والجيش السوري النظامي إلى جانب مقاتلين من الحزب من جهة أخرى، للسيطرة على قرى ريف القصير.

وتشكلت لجان شعبية من أهالي القصر، الأسبوع الماضي، «للدفاع عنها»، عقب سقوط صاروخين مصدرهما الأراضي السورية. ولفتت مصادر ميدانية من القصر إلى حالة من الغضب تسود في البلدة، مشيرة إلى أن اللجان الشعبية «حذرت من ذلك لأنه إذا بقيت الدولة اللبنانية غائبة عن الدفاع عن البلدة بوجه اعتداءات المعارضة السورية، فإنها ستتكفل بالدفاع عنها عسكريا ويرد مقاتلوها على مصادر النيران».

وتزامن سقوط الصواريخ على البلدة، مع سقوط صاروخين في ضواحي مدينة الهرمل. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن صاروخين جديدين سقطا في ضواحي الهرمل مصدرهما الأراضي السورية، مشيرة إلى أجواء من التوتر «سادت في المنطقة».

وحذرت المعارضة السورية من أنها ستستهدف مقاتلي حزب الله المنخرطين في القتال داخل سوريا، الذين يتواصل الجدل حول أعدادهم. وأشارت معلومات لإذاعة «لبنان الحر» أن «المجموعات القتالية لحزب الله التي تشارك في الحرب في سوريا يبلغ عددها كحد أدنى 1000 – 1500 عنصر كحد أقصى، وهي تعمل على تدريب عناصر شيعية عسكرية على عمليات تفجير عبوات وما شابه».

في هذا الوقت، انتقد حزب الله تعاطي الدولة اللبنانية مع استهداف المنطقة بصواريخ المعارضة السورية. وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوار الساحلي إلى «أننا لم نر أي قرار سياسي يسمح للجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران من الجانب السوري التي يقف وراءها مسلحون سوريون»، مشددا على أنه «على الدولة أن تحمي أرض الهرمل».

ولفت في حديث تلفزيوني إلى أن «الصواريخ تسقط على مدينة مأهولة لبنانية بعيدة عن الحدود»، معتبرا أن «المسلحين يريدون إرسال رسائل واستدراجنا للدخول في حرب معهم»، مؤكدا أن ذلك «مسؤولية الدولة والحكومة، لو كانت مستقيلة»، مشيرا إلى أنه «على الجيش اتخاذ كل الوسائل لحماية المواطنين». وطالب الساحلي رئيس الجمهورية والسلطات التنفيذية والجيش اللبناني بـ«اتخاذ ما يلزم لحفظ أمن الهرمل وسلامة أهله»، محذرا من «التمادي تحسبا لردود فعل».

إلى ذلك، جدد السفير السوري علي عبد الكريم علي تأكيده «أن الاعتداءات التي تحصل على الجيش السوري من الذين يتسللون من لبنان باتت معروفة من الجميع، وهذا الأمر أصبح يوميا».

وفي حديث تلفزيوني، رفض علي تشبيه استهداف لبنان من قبل المعارضة، باستهدافه من قبل القوات النظامية، مشددا على أنه «لا تجوز المقارنة».

لكن مصادر ميدانية من شمال لبنان، نفت لـ«الشرق الأوسط» تسلل مقاتلين إلى سوريا. وأكدت أن «مزاعم السفير علي، لا تترجم على أرض الواقع إذ أغلق الجيش السوري النظامي الحدود بإحكام، بحيث يستحيل دخول أي شيء إلى الداخل السوري». وقالت، إن «الجيش النظامي لا يكف عن مراقبة الحدود، ولطالما قصف مجرى النهر الكبير لعرقلة مرور جرحى». وأشارت المصادر إلى أن المنطقة المقابلة للحدود اللبنانية الشمالية «باتت معسكرا للقوات النظامية والشبيحة وخصوصا في تلكلخ حيث يستحيل مرور المقاتلين المعارضين إليها أو إقامتهم فيها».

وفي سياق متصل، كانت الوكالة الوطنية للإعلام ذكرت أن مسلحين سوريين دخلوا إلى محلة خربة الرمان – شيخلار في عكار، وخطفوا راعيي غنم سوريين هما أدهم العبيد وخالد درويش، أول من أمس، واقتادوهما إلى سوريا، من غير أن تحدد ما إذا كان الداخلون معارضة أو قوات أمن نظامية.

الشرطة الأردنية تعتقل 8 سوريين على خلفية أحداث الشغب في «الزعتري»

تحملت عددا من الإصابات خلال محاولة منع هروب لاجئين من المخيم

عمان: محمد الدعمة

اعتقلت قوات الأمن الأردنية أمس عددا من اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري في محافظة المفرق على خلفية أحداث الشغب التي اندلعت بالمخيم ليل الجمعة الماضي وأصيب خلالها 29 عنصرا من قوات الأمن العام والدرك الأردنية، حالة بعضهم خطرة.

وقال منسق مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن ثمانية لاجئين متورطين في أعمال الشغب اعتقلوا، مؤكدا أن حملات الاعتقال ستطال كل المتورطين. وأوضح أن مصادمات وقعت مع الأمن الأردني أثناء محاولة منع تهريب عدد من اللاجئين إلى خارج المخيم.

وأشار الحمود إلى أن ساترا ترابيا أقيم حول المخيم بوصفه إجراء وقائيا ضد عمليات التهريب كان وراء صعوبة تمكن اللاجئين من الهرب خارج «الزعتري»، مشيرا إلى أن لجوء بعض اللاجئين إلى استخدام الحجارة ضد الأمن والدرك أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بعضها حرج.

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الأردني سعد السرور، قبل بدء جلسة المجلس أمس التي يواصل خلالها مناقشة البيان الوزاري للحكومة لنيل الثقة على أساسه، إدانة المجلس لأي اعتداء على رجال الأمن والدرك والأجهزة الأمنية وذلك عقب مذكرة نيابية قدمت له من عدد من النواب تستنكر ما تعرض له رجال الأمن والدرك من اعتداءات في مخيم الزعتري نهاية الأسبوع الماضي. وقال السرور إن «تعرض رجال الأمن والدرك الأردني لأي اعتداء أمر مرفوض.. فهؤلاء يقومون بدور كبير في حفظ الأمن والاستقرار، ونحن في مجلس النواب جميعا حريصون على سلامتهم ونرفض أي اعتداء عليهم».

من جانبه، أكد وزير الداخلية الأردني حسين المجالي خلال زيارته للمصابين بمدينة الحسين الطبية في عمان، على ضرورة الإسراع وتكثيف جهود التحقيق لتقديم المعتدين للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.

وكان مئات الأردنيين القاطنين قرب مخيم الزعتري قد تجمهروا أمس ورشقوا بالحجارة عددا من المركبات التي تحمل لوحات تسجيل سورية احتجاجا على الاعتداء الذي تعرضت له عناصر قوات الأمن والدرك الأردني من جانب اللاجئين السوريين بالمخيم.

وشهد مخيم «الزعتري» الذي افتتح نهاية يوليو (تموز) الماضي ويضم حاليا أكثر من 160 ألف لاجئ سوري من بين ما يزيد على نصف مليون في المملكة، العديد من أعمال الشغب في فترات سابقة احتجاجا على سوء الأوضاع داخل المخيم.

وعلى الصعيد السياسي، قرر مجلس الوزراء الأردني في جلسته أمس، التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة برسالة لشرح العبء والوضع الإنساني الصعب الذي يتحمله الأردن جراء تزايد تدفق اللاجئين السوريين وما يشكله ذلك من تهديد للأمن الوطني الأردني. ومن المنتظر أن يقوم الأمير زيد بن رعد مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، بتقديم الرسالة التي تعرض التداعيات الجسيمة المترتبة على استضافة الأردن الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين بمعدل يصل إلى 1500 إلى 2000 لاجئ يوميا حتى وصل عددهم إلى نحو نصف مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية، والتأكيد على أن استمرار هذه الأزمة دون تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ودون تقديم الدعم المالي الكافي للأردن لتحمل هذه الأعباء من شأنه تهديد الأمن الوطني الأردني ويشكل في الوقت نفسه تهديدا للاستقرار والسلم الدوليين.

تعهد أميركي بمساعدات عسكرية غير فتاكة بأسرع ما يمكن ولقاء قريب بين كيري ولافروف

مجزرة أسدية جديدة: 479 قتيلاً في ريف دمشق

                                            عثر في جديدة عرطوز الفضل من ريف دمشق أمس على مئات الجثث لشهداء أعدموا ميدانياً كثير منهم من الأطفال والنساء، قتلهم شبيحة بشار الأسد وقوات النظام في إبادة جماعية، حيث أحرق كثير من القتلى وسط تخوف أهالي مدن ريف دمشق من ارتكاب قوات النظام المزيد من المجازر في مدنهم التي يقصفها من البر والجو بمختلف أنواع الصواريخ والأسلحة.

وفي تحرك دولي متسارع لاحتواء “حمام الدم” في سوريا حسب التوصيف الأميركي عقب مؤتمر أصدقاء سوريا أمس، كشف مصدر بارز في الائتلاف الوطني السوري لـ”المستقبل” أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغهم في اجتماع اسطنبول أول من أمس، أن لقاء سيجمعه خلال أيام مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي بحث معه الوضع السوري في اتصال هاتفي أمس، وأن البند الأول على جدول أعمال الاجتماع سيكون سوريا.

وقال وزير الخارجية الاميركي أمس، إن الولايات المتحدة ستزيد إلى المثلين مساعداتها غير القتالية لقوات المعارضة في سوريا لتصل إلى 250 مليون دولار، مضيفاً في مؤتمر صحافي لاحق إنه سيسعى لضمان تسليم المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة غير الفتاكة بأسرع ما يمكن.

ولم يصل كيري إلى حد تقديم تعهد أميركي بتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح الذين يطالبون به، لكنه قال إن الداعمين الدوليين لقوات المعارضة ملتزمون بمواصلة الدعم وقرروا توصيل جميع المساعدات التالية عبر المجلس العسكري الأعلى للمعارضة. وأضاف “لا بد ان تكون هناك بيانات اخرى بشأن شكل الدعم الذي قد يكون خلال الايام المقبلة”.

وقال كيري بعد اجتماع للمعارضة السورية ومؤيديها الاجانب الرئيسيين الاحد عشر في اسطنبول، إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات غير قتالية اضافية قيمتها 123 مليون دولار لقوات المعارضة ليصل إجماليها إلى 250 مليون دولار.

وحث كيري جهات الدعم الاخرى على تقديم تعهدات بمساعدات مماثلة بهدف الوصول بالمعونة الدولية إلى مليار دولار. وقال في مؤتمر صحافي لاحق بعد ظهر أمس إنه سيسعى لضمان تسليم تلك المساعدات العسكرية الجديدة غير الفتاكة بأسرع ما يمكن.

وأضاف أن المعدات قد تشمل اجهزة اتصالات ودروعاً واقية للبدن وأجهزة للرؤية الليلية وامدادات طبية لمساعدة مقاتلي المعارضة.

وكان كيري تعهد في اواخر شباط بتقديم امدادات عسكرية اخرى تشمل وجبات جاهزة ومساعدات طبية والتي من المتوقع ارسالها بحلول نهاية هذا الشهر.

وعندما سئل عن الموعد الذي يمكن ان تتوقع فيه المعارضة تسلم الامدادات الجديدة قال كيري للصحافيين “أعدكم انه بمجرد عودتي إلى واشنطن في مطلع الاسبوع القادم، ان ابذل كل ما في وسعى لضمان حدوث ذلك في غضون اسابيع.. هذا يجب ان يحدث بأسرع ما يمكن”.

وقال كيري انه بحث سبل التغلب على المعوقات خلال اجتماعات مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي استضاف السبت الاجتماعات بين المعارضة السورية وداعميها الاجانب.

وأضاف “انا واثق تماما من ان بعض هذه المعوقات في طريقها للزوال.” وقال كيري ايضا إن موافقة الداعمين الأجانب على نقل المساعدات العسكرية المستقبلية عبر المجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية بقيادة اللواء سليم ادريس سيعجل من ارسال الامدادات. وتابع “سيكون لذلك تأثير كبير خاصة في الجنوب حيث تصل بعض المواد، ولكن لا يوجد مستوى جيد من التنسيق الذي ينبغي ان يكون.”

وقال كيري بعد انتهاء اجتماع “اصدقاء سوريا” خلال الليل إن الأزمة وصلت إلى “لحظة حرجة”. وأضاف “الاخطار في سوريا لا يمكن ان تكون اوضح من ذلك: الاسلحة الكيميائية وقتل الناس بالصواريخ متعددة المراحل وباسلحة دمار شامل اخرى. احتمال تمزق بلد بأكمله وبلد جميل مع شعب عظيم وربما الانقسام إلى جيوب مع احتمال اندلاع عنف طائفي تشهد هذه المنطقة الكثير منه..، ما نحاول أن نفعله هو تفادي كل هذا. واننا ملتزمون بذلك لاننا نعتقد أن هناك البعض الذين لا يعتقدون اننا نؤمن بذلك او في حقيقة الامر ملتزمون بذلك.”

وفي سوريا، ارتفعت حصيلة الشهداء حسب لجان التنسيق المحلية إلى 532 شهيداً بينهم العشرات من النساء والاطفال: 479 شهيداً في دمشق وريفها معظمهم قضى في مجزرة لقوات الرئيس السوري في جديدة عرطوز، تسعة عشر شهيداً في إدلب بينهم اربعة عشر شهيدا في قرية المغارة، تسعة عشر شهيدا في حلب، ثلاثة عشر شهيدا في درعا، عشرة شهداء في حمص، ستة شهداء في دير الزور، وخمسة شهداء في حماه.

وكان نشطاء من المعارضة السورية قالوا إن القوات والميليشيا الموالية للرئيس السوري قتلت ما لا يقل عن 85 شخصا عند اقتحامها ضاحية في غرب دمشق بعد خمسة أيام من القتال.

وجدد رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب أمس تقديم استقالته بعد فشل المعارضة السورية مرة اخرى في الحصول على الاسلحة النوعية التي تطالب بها من الدول الداعمة لها خلال اجتماع مجموعة اصدقاء الشعب السوري الاخير في اسطنبول.

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مروان حاجو أمس، “يمكنني ان اؤكد استقالة احمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف، بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي مع الازمة السورية وغياب مساندة الشعب السوري”.

واوضح حاجو ان الخطيب “جدد تقديم استقالته” على هامش اجتماع “مجموعة اصدقاء سوريا” في اسطنبول السبت. وتابع ان “الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لاعانة الشعب السوري”، معتبرا ان على مجموعة اصدقاء سوريا ان “تسلم المعارضة اسلحة ثقيلة لتمكين السوريين من الدفاع عن انفسهم”.

وعزا اعضاء في الائتلاف الاستقالة الى تجاذب اقليمي للتأثير على الائتلاف وقراراته. ولم تلتئم الهيئة العامة للائتلاف للبت باستقالته التي اعتبرت ضمنا مطوية، الا ان حاجو قال ان “الهيئة العامة لم تناقش الموضوع في المرة الاولى. لكن يمكنني ان اؤكد ان استقالة الخطيب نهائية، ولا يمكن للهيئة الا ان تتجاوب مع رغبته ما دام مصرا عليها”.

وأعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي أمس ان بلاده مستعدة لدرس رفع حظر الاتحاد الاوروبي على الاسلحة الى المعارضة السورية اذا قدمت دول اوروبية اخرى طلبا بهذا المعنى.

واوضح ان وزراء الخارجية الاوروبيين الذين سيبحثون اليوم في لوكسمبورغ رفعا جزئيا للحظر النفطي المفروض على دمشق ليصير في الامكان استيراد النفط من المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في سوريا، سيبحثون ايضا مسألة الاسلحة.

جبهة القصير: طيران النظام وفّر غطاء لهجوم “حزب الله

معارك لـ”كتائب الوليد” و”حزب الله” في قرى غرب العاصي

تشهد جبهة القصير وريفها قرب الحدود اللبنانية السورية تصعيداً عسكرياً واضحاً، يتجلّى في استمرار سقوط الصواريخ من الجانب السوري على القرى اللبنانية الحدودية، إضافة إلى ارتفاع حدّة الاشتباكات في تلك المنطقة، وسط اتهامات المعارضة السورية لـ”حزب الله” باحتلاله عدداً من القرى السورية.

مصدر محلّي مطّلع على الواقع الميداني في المنطقة، أكَّد لموقع “NOW” تواصل سقوط الصواريخ من سوريا على لبنان منذ أسبوعين إلى اليوم، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني لا يتدخل إطلاقاً في ما يجري ولا انتشار له في منطقة العمليات الدائرة.

مصدر مقرّب من “حزب الله” في المنطقة نفى بشدّة ما قيل عن “احتلال” حزب الله بعض القرى السورية الحدودية مع لبنان، لكنّه قال إنّ جيش النظام السوري هو الذي سيطر على هذه القرى بالتعاون مع شباب منها، من دون أن ينفي أنّ هؤلاء ينتمون إلى “حزب الله”. وأشار المصدر إلى أن القرى السورية زيتا، حاويك، بلوزا، الفضلية، البرهانية الرضوانية، تل النبي، ومندو في ريف القصير، باتت جميعها في عهدة النظام السوري بالتعاون مع اللجان الشعبية التي تتكوّن من سكان هذه القرى اللبنانيين، الذين يتولّون مهمة حراسة قراهم. المصدر عينه قال إن القصف الذي يطال القرى اللبنانية “يأتي من منطقة جوسي المقابلة لعرسال، إذ في هذه المناطق هناك تواجد للجيش السوري الحر ولجبهة النصرة”.

المصدر المحلّي أكد بدوره أن “أهالي القرى اللبنانيين مسلّحون منذ زمن، وهم اليوم يستعملون السلاح لحماية أنفسهم وحراسة منطقتهم فقط، ولا يذهبون للقتال”. وفي الوقت نفسه ذكر أنّ غالبية قرى ريف القصير باتت تحت سيطرة النظام السوري باستثناء القصير المدينة حيث يتجمع مسلّحو المعارضة السورية، وتابع قائلاً: “ليت المواجهات هي مع الجيش الحر فقط، بل مع “جبهة النصرة” ايضاً إذ إن عناصرها من الأجانب، ولو أنهم سوريون لكانت الأمور أسهل بسبب وجود مصاهرة وعلاقات بينهم وبين اللبنانيين”. وأوضح المصدر المحلي أن “المواقع الاستراتيجية في منطقة القصير وريفها باتت تحت سيطرة النظام واللجان الشعبية”.

في مقابل ذلك، قال الناطق باسم “الهيئة العامة للثورة السورية” في حمص أحمد القصير لموقع “NOW” إن “حزب الله بدأ عملية اقتحام ريف حمص صباح السبت، حيث قام طيران النظام السوري بقصف مناطق القصير، فيما دخلت عربات مدرّعة تابعة له تزامناً مع تسلل “حزب الله” من تل النبي إلى قرية الرضوانية، ومن ثم اقتحموا قرية البرهانية التي نزح أهلها إلى القصير وصولاً إلى حدود نهر العاصي من الغرب”.

إلا أن القصير أكد أن “كتائب القصير استعادت اليوم قريتي أبو حوري والموح، وقامت بتدمير عربتي “شيلكا”، والاشتباكات مازالت مستمرة والقصف أيضاً”، ولفت إلى أن “حزب الله ينسّق مع طيران النظام السوري ليؤمن له تغطية جوية، ومع الحواجز المحيطة بالقصير”. وشدد على أن “كتائب القصير تصدّت لمحاولة عناصر حزب الله أمس اقتحامها”، لافتاً الى أن الأخيرة “عادت أدراجها إلى قرى غرب العاصي”.

خطف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي في حلب ومقتل السائق

أقدم مسلحون على مقربة من مدينة حلب على خطف متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران بولس اليازجي ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الأرثوذكس المطران يوحنا ابراهيم.

وفي التفاصيل، أن المطران ابراهيم اصطحب المطران اليازجي بسيارته التي يقودها شماسه، من قرية على الحدود التركية. ولدى وصولهم إلى مشارف مدينة حلب اعترضتهم مجموعة مسلحة وأنزلتهم من السيارة، وقتلت السائق وخطفت المطرانين ابراهيم واليازجي.

تقدم للثوار بحلب وقتال بالقصير مع حزب الله

                                            تجددت اليوم الاثنين في ريف القصير بحمص الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله اللبناني وفق ناشطين، كما سيطر الثوار على كتيبة عسكرية وبلدة في ريف حلب، مع تواصل القتال العنيف والقصف في ريف دمشق ومناطق عدة.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن حزب الله هو الذي يقود معركة القصير معتمدا على قواته من النخبة، مشيرا في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون المقاتلون قادمين من لبنان فبعضهم يقيمون بقرى على الجانب السوري من الحدود.

وأوضح مدير المرصد أن الاشتباكات في قرى ريف القصير أدت اليوم إلى مقتل اثنين من الثوار، وذلك غداة مطالبة الائتلاف الوطني السوري المعارض حزب الله أمس بالانسحاب “على الفور” خشية أن تتسبب تدخلاته بجر المنطقة إلى صراع مفتوح على “احتمالات مدمرة”.

وكان الناشط أبو بلال الحمصي قد تحدث للجزيرة أمس عن إرسال حزب الله تعزيزات من منطقة الهرمل في البقاع اللبناني إلى القصير، مشيرا إلى تهديد الجيش الحر بقصف ضاحية بيروت الجنوبية (معقل حزب الله) في حال استمر الحزب بعملياته داخل سوريا.

وتشهد القصير منذ ثلاثة أيام تصعيدا عنيفا، حيث تراجع الثوار من عدة قرى تحت ضغط القصف المتواصل حتى اليوم، وتشكل المنطقة نقطة ارتباط بين الحدود اللبنانية ومحافظة حمص التي تعد أكبر محافظات سوريا، وهي أيضا صلة وصل بين دمشق والساحل السوري الذي يعد معقل الموالين للنظام وحيث توجد قاعدة بحرية روسية في ميناء طرطوس.

دمشق وحلب

على صعيد آخر، قال ناشطون في ريف دمشق إن صاروخين سقطا على بلدة العبادة وأوقعا عددا من الضحايا، كما قصفت الطائرات والمدفعية بلدات عدة مثل المليحة والعبادة والعتيبة وبيت سحم وداريا ومعضمية الشام وعدرا والسبينة وحرستا وزملكا ودوما.

وتدور قرب العاصمة أيضا اشتباكات بمناطق عدة، وأهمها مدينة داريا وحول طريق المتحلق الجنوبي وبلدات العتيبة وبيت سحم والعبادة وببيلا، حيث تمكن الجيش الحر من تدمير حاجز قرب المليحة، بينما وثقت شبكة شام العثور على جثث إضافية لقتلى جديدة عرطوز الفضل الذين قضوا في مجزرة ارتكبها موالون للنظام أمس.

ويتواصل القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء جوبر وبرزة والقابون والحجر الأسود غرب دمشق، إضافة للأحياء الجنوبية كالقدم ومخيم اليرموك، في حين انفجرت عبوة ناسفة بحي الصناعة وفق ناشطين.

وفي حلب، قصف الطيران الحربي حي صلاح الدين الذي ينتشر فيه الثوار، كما قصفت المدفعية حي الراشدين، بينما تواصل القتال في أحياء العامرية والشيخ خضر وبستان الباشا وبمحيط مخيم حندرات.

أما ريف حلب فشهد قصفا جويا على مدينة تل رفعت وبلدة دير جمال، كما قصفت المدفعية الثقيلة قرية الزيارة ومدينة السفيرة بعد أن سيطر الثوار على الأخيرة، وهي مدينة بجنوب المحافظة وتقع بالقرب من معامل الدفاع التي تصنع فيها الذخيرة.

وكان الثوار قد أعلنوا اليوم سيطرتهم على كتيبة العلقمية قرب مطار منغ العسكري شمال حلب، حيث يحاصر الجيش الحر المطار منذ شهور لمنع النظام من استخدام الطائرات التي تقلع منه. وقال ناشطون إن الكتيبة التي سيطر عليها الجيش الحر تعتبر البوابة الرئيسية للمطار.

مواقع عدة

ولا تزال الاشتباكات قائمة في محيط مطار منغ، وحول بلدتي نبّل والزهراء اللتين تمدان النظام بأعداد من الشبيحة، وفق تأكيد ناشطين.

وقد وثقت شبكة شام اليوم العديد من مواقع القصف والاشتباك، ففي درعا (جنوب) تجدد القصف على أحياء طريق السد ومخيم درعا وعلى بلدات الشيخ مسكين وصماد والكتيبة وخربة غزالة، تزامنا مع اشتباكات بمحيط خربة غزالة.

وفي دير الزور (شرق) تجدد القصف على معظم أحياء المدينة وعلى بلدتي حطلة والمريعية، وسط اشتباكات بحي الجبيلة وقرب مطار دير الزور العسكري، كما قصف الطيران الحربي مدينة الرقة ومحيط الفرقة 17.

وذكرت الشبكة أيضا تجدد القصف على بلدات جرجناز وبنش وكفرلاته في إدلب، وعلى قريتي عكو وكبانة بريف اللاذقية، وعلى قرى أبو حبيلات والحواش والحويجة بحماة.

 حمد بن جبر: ندعم المعارضة السورية لتحقيق التوازن

                                            اعتبر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مقابلة مع محطة دويتشه فيله الألمانية أن الدعم القطري للمعارضة السورية هدفه “تحقيق التوازن” وصولا إلى وقف حمام الدم السوري، ونفى أن تكون بلاده ساعية لقيادة الجامعة العربية.

وقال إن قرار دعم المعارضة السورية سيادي, وإن القمة العربية الأخيرة المنعقدة بالدوحة والجامعة العربية أقرت مبدأ تسليح المعارضة، وأضاف “المهم كيف نستطيع أن نوقف حمام الدم في سوريا. أنا أعتقد إذا كان هناك من حل سياسي فلن يتحقق إلا إذا كان هناك توازن بين القوتين في سوريا. وللأسف يتم دعم الحكومة من قبل أطراف أخرى بدلا من أن نسعى كلنا للحل”.

ومضى حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قائلا “لا تستطيع أن تقول إن هناك طرفا يتم دعمه بالسلاح، وطرفا آخر يتم دعمه بالمواعظ فقط. يعني نريد فعل شيء عملي بخصوص هذا الموضوع”.

مبايعة الظواهري

واعتبر بن جاسم أن مبايعة جبهة النصرة الناشطة في سوريا لأيمن الظواهري “نتاج لتأخير الحل في سوريا”. وقال إن سوريا يجب أن تكون لكل السوريين مسيحيين ومسلمين وأكرادا، وأنها لم تكن كذلك في الماضي، مشيرا إلى أن “سوريا كانت نوعا ما أيضا ستارا للإرهاب في الماضي. نحن نعرف أن هناك إرهابا كان ينطلق من سوريا. ونعرف أشخاصا متسترين عليهم”.

وفي رد على سؤال يتناول دوافع الدور البارز لقطر والسعودية في إطار الجامعة، قال إن بعض الدول العربية تمر بمرحلة تغيير وإن أخرى لديها مشاكل داخلية وثالثة تقدم “دورا كلاسيكيا دائما في الجامعة العربية”.

وقال رئيس الحكومة إن لمجلس التعاون الخليجي وقطر تحديدا “رؤية، ولكن ليس لقيادة الجامعة، لأن هذا غير صحيح، وهذا غير ممكن. لدينا رؤية حول كيفية أن يكون هناك توجه لدى الجامعة العربية لتطوير العمل العربي المشترك”. وزاد “وأن يكون هناك نظام فعال في الجامعة، ليس فقط لقطر. ولكن فعال لكل العرب. هذا ما نطمح له”.

السعودية

ورفض رئيس الوزراء أن يعتبر أن لقطر دورا تنافسيا مع السعودية في لبنان، وقال “هذا الكلام غير صحيح. نحن دائما نقول إن السعودية هي الدولة الكبرى، والعمود الفقري في مجلس التعاون. ونحن سنساند أي دور تضطلع به السعودية، وسندعم الدور السعودي في لبنان”. وشدد على أنه “حتى مؤتمر الدوحة كان داعما لهذا الدور”.

وأكد بن جاسم أن بلاده لا تريد “دورا مهيمنا في أي مكان” وقال “ليس هذا هو هدف السياسة. هدفنا أن نرى عالما عربيا مستقرا ومتقدما، ينشد التنمية وينبذ العنف، نحاول أن نركز على كيفية إيجاد وظائف للناس، وكيفية إيجاد تعليم جيد، ووجود خدمات صحة للناس، وإحلال السلام في المنطقة”.

وحول الدور القطري بالعالم العربي، قال “نحن لا ننشد قيادة، نحن ننشد السلام والاستقرار في العالم العربي. مررنا بظروف في وقت من الأوقات، حيث رأينا أن هناك تخاذلا من قبل بعض الدول العربية، الآن هناك تغيير في هذه الأنظمة نتيجة للربيع العربي، وأعتقد أن قواعد اللعبة قد تغيرت في العالم العربي بشكل كبير جدا”.

دعم مصر

وتطرق بن جاسم إلى الجدل الذي أثير حول الاستثمارات القطرية في مصر قائلا “أعتقد أن هذا الجدل لا يقوم على أساس، أغلب الأمور التي أثيرت شائعات غير صحيحة، أو كلها شائعات غير صحيحة. ثانيا: لا أعتقد أننا نذنب إذا أردنا مساعدة بلد عربي من خلال الاستثمار فيه، لأن الاستثمار في الدول العربية جزء من خطة قطر. ومن الأمثلة على ذلك الاستثمار بالزراعة في السودان وفي المغرب”.

روسيا تحذر من رفع حظر السلاح

أوروبا تدعم معارضة سوريا باستيراد النفط

                                            وافق الاتحاد الأوروبي اليوم على تخفيف العقوبات على سوريا ليتسنى شراء النفط الخام من المعارضة هناك، سعيا لتوفير دعم مالي للثوار الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقرر وزراء خارجية الاتحاد المجتمعون في لوكسمبورغ السماح بشروط باستيراد النفط المنتج في سوريا وتصدير المعدات المستخدمة في قطاعي النفط والغاز وأيضا الاستثمار في هذين المجالين.

وسيسمح القرار للمستوردين الأوروبيين بشراء النفط من سوريا إذا أجاز تكتل يضم جماعات معارضة مختلفة هذا.

ويعد هذا الإجراء أول تخفيف منذ سنتين للعقوبات الصارمة التي يفرضها الأوروبيون على نظام الأسد، في مسعى للمساعدة على تغيير موازين القوى في النزاع. يأتي ذلك بعدما تعهدت الولايات المتحدة بزيادة مساعداتها المباشرة والتجهيزات العسكرية الدفاعية للمعارضة.

ومن المرجح أيضا أن يعاد في لوكسمبورغ كذلك طرح قضية حظر الأسلحة الأوروبية الذى ينتهى في نهاية مايو/أيار المقبل.

في المقابل حذرت روسيا الاتحاد الأوروبي من رفع حظر الأسلحة المفروض على سوريا الذي يمنع مقاتلي المعارضة من الحصول على إمدادات الأسلحة رغم ضغط بريطانيا وفرنسا.

وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بألا يرفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن توريد الأسلحة إلى سوريا، لأنه يخالف ما أسماه الالتزامات الدولية للاتحاد، مشيرا إلى أن نظيره الأميركي جون كيري يميل إلى إيجاد حل سياسي للنزاع الدائر في سوريا.

وقال لافروف إنه سيناقش مع نظيره الأميركي جون كيري سبل تشجيع عملية سلام في سوريا في محادثات على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي واجتماع لوزراء خارجية الحلف وروسيا في بروكسل الثلاثاء.

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال أمس الأحد إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين رفضوا الشهر الماضي اقتراحا فرنسيا بريطانيا لتخفيف الحظر سيناقشون المسألة مجددا في الأسابيع القليلة القادمة.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لحماية نظام بشار الأسد من جهود غربية لتنحيته أو زيادة الضغط عليه لإنهاء العنف في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 70 ألف شخص منذ مارس/آذار 2011.

وتطالب موسكو على مدار أشهر بتنفيذ إعلان اتفقت عليه القوى العالمية، ومنها روسيا والولايات المتحدة في جنيف في يونيو/حزيران، ويدعو لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

جورج صبرا يطالب حكومة لبنان بمنع تدخل حزب الله في سوريا

الائتلاف السوري المعارض اختاره رئيساً بعد استقالة معاذ الخطيب

العربية.نت –

طلب جورج صبرا، الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض، من الشيعة اللبنانيين، منع أبنائهم من قتل المواطنين السوريين في حمص.

ودعا جورج صبرا الحكومة اللبنانية إلى التعامل بجدية مع هؤلاء الذين يتدخلون في الشأن السوري، مؤكدا أن السوريين لن يسكتوا “عندما يتعلق الأمر بإرهابيين أصوليين كمقاتلي حزب الله الذين عبروا الحدود إلى قرانا ومدننا لدعم إرهابي محترف يسكن القصر الجمهوري هو بشار الأسد”.

وأكد صبرا أنه لن يتسامح السوريون مع من يحتل أرضهم ويقتل أبناءهم من أي جماعة كان، معلّقا أمله في أن يرفع الشعب اللبناني الشقيق صوته عاليا لرفض قتل وإرهاب أحرار سوريا.

وأضاف “نخص بالذكر أهلنا من الشيعة اللبنانيين، ونطلب منهك أن يمنعوا أبناءهم من قتل السوريين أو الاقتتال معهم، كي لا يكونوا ضحية هذا الصراع أيضا”.

وكان الائتلاف السوري المعارض اختار اليوم الاثنين جورج صبرا رئيسا له وذلك بعد استقالة معاذ الخطيب.

وكان الخطيب قدم استقالته أمس بعد فشل المعارضة السورية مجددا في الحصول على الأسلحة النوعية التي تطالب بها من الدول الداعمة لها خلال اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري الأخير في اسطنبول.

وانتخب الخطيب رئيساً للائتلاف بعد تشكيله في قطر في نوفمبر/تشرين الثاني. وقدم استقالته أول مرة في 24 مارس/آذار.

الاتحاد الأوروبي يقرر شراء النفط من المعارضة السورية

وزراء الخارجية قرروا السماح باستيراد النفط وتصدير معداته بشروط

العربية. نت –

أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، رفعاً جزئياً للحظر الذي يفرضه على النفط السوري، وذلك لمساعدة المعارضة التي تسيطر على جزء من الحقول النفطية.

وقرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ السماح بشروط باستيراد النفط المنتج في سوريا وتصدير المعدات المستخدمة في قطاعي النفط والغاز وأيضاً الاستثمار في هذين المجالين.

ومنذ سبتمبر 2011 حظر الاتحاد الأوروبي الاستثمارات في القطاع النفطي السوري، وابتداءً من ديسمبر من السنة نفسها حظر تصدير المعدات الخاصة بالصناعة الغازية والنفطية.

قوات النظام وحزب الله يسيطران على ريف القصير بحمص

تحذير من كارثة إنسانية في حال سقوط المنطقة والثوار يطلبون النجدة من كتائب “الحر”

دبي – قناة العربية –

أفاد المجلس الوطني السوري بأن قوات حزب الله وقوات النظام يقتحمان قرى ريف القصير بحمص، وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي كثيف.

وقد باتت تلك القوات على بعد ثلاثة كيلومترات من حدود القصير التي لجأ إليها أهالي القرى المجاورة، والتي اقتحمتها قوات حزب الله.

وحذر الثوار في القصير من كارثة إنسانية إذا سقطت المنطقة بيد النظام وحزب الله، وطلبوا النجدة والإمداد من كل كتائب الجيش الحر.

وقال المجلس الوطني السوري إن قوات حزب الله والنظام سيطرا على قرى البرهانية، وعين التنور، وسقرجة، والعثمانية، والخالدية، وأبو حوري، والجروسيه، والنهرية، والبوح، وتل قادش.

قال أحمد القصير، عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، إن مدينة القصير تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات النظام ما أسفر عن مقتل وتشريد عدد من المدنيين.

وفي لبنان نقل عبد الرحيم مراد، رئيس حزب “الاتحاد” الموالي للنظام السوري، أن الأسد قال له إن استراتيجية قواته هي تطهير القصير تمهيداً لحسم المعركة في حمص، وأن قواته سيطرت على داريا في ريف دمشق منذ أسبوع وشكلت طوقاً لحماية دمشق.

وقال مراد إن الأسد قال له إن المعطيات الميدانية هي ما سيحدد مجرى القمة المقبلة بين الرئيسين الأميركي والروسي، وأن موسكو ستستخدم الفيتو مجدداً في وجه أي تدخل خارجي انطلاقاً من مجلس الأمن.

وقد حذر الكاتب السوري، فايز سارّة، من أن التردي في الموقف الدولي والإقليمي سيؤدي إلى انفجارات وشيكة، خاصة بعد تدخل حزب الله في الداخل السوري.

وفي ريف دمشق أكدت لجان التنسيق المحلية أن الحصيلة الأولية للمجازر التي ارتكبتها قوات النظام في جديدة عرطوز الفضل بالغوطة الغربية خلال الأيام الخمسة الماضية تزيد عن 479 شخصاً.

وبحسب لجان التنسيق المحلية وناشطين من المدينة، فإن معظم القتلى هم نساء وأطفال تم إعدامهم ميدانياً ذبحاً بالسكاكين، بينهم مائة شخص على الأقل تم اعتقالهم منذ أيام وتم العثور عليهم صباح الاثنين بعد أن تم إعدامهم ميدانياً بالقرب من الفوج مائة، حيث وجهت لجان التنسيق المحلية نداء استغاثة إلى جميع المنظمات الحقوقية للدخول إلى منطقة جديدة الفضل لإجلاء ما تبقى من المدنيين.

صبرة يهاجم حزب الله بعد ترؤسه “الائتلاف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

في أول ظهور له بعد توليه رئاسة الائتلاف السوري المعارض، قال جورج صبرة إن ما يجري في ريف دمشق يعد “جرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية”، كما اتهم حزب الله اللبناني بقتل “أبناء الشعب السوري”.

وأضاف صبرة الذي تولى رئاسة الائتلاف السوري خلفاً لأحمد معاذ الخطيب، في مؤتمر صحفي الاثنين، أن الضحايا الذين سقطوا في “مجزرة جديدة عرطوز أغلبهم نازحون من الجولان”.

واتهم صبرة حزب الله اللبناني باحتلال عدد من القرى السورية، مشيراً إلى أن عناصر الحزب عبروا الحدود إلى قرى ومدن سورية.

وطالب صبرة “أهلنا من شيعة لبنان بأن يمنعوا أبناءهم من قتل السوريين” واعتبر أن ما يجري في منطقة القصير بحمص “إعلان حرب من حزب الله على الشعب السوري”.

صبرة يخلف الخطيب

كُلف جورج صبرة بمهام رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خلفا للمستقيل أحمد معاذ الخطيب، حسب بيان صادر عن الائتلاف الاثنين نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان الخطيب أكد استقالته من مهامه الأحد، بعد نحو شهر من إعلانه إياها.

وجاء في البيان أن صبرة الذي يتولى منصب نائب رئيس الائتلاف “تم تكليفه اليوم (الاثنين) بالقيام بمهام رئيس الائتلاف إلى حين انتخاب رئيس للائتلاف”.

وانتخب الخطيب رئيسا للائتلاف بعد تشكيله في قطر في نوفبر، وقدم استقالته أول مرة في 24 مارس الماضي.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات المقبلة لاختيار رئيس للائتلاف لولاية تستمر ستة أشهر، في العاشر من مايو الجاري و11 منه.

ويتولى صبرة، المسيحي البالغ من العمر 66 عاما، رئاسة المجلس الوطني الذي يعد أبرز مكونات الائتلاف، منذ نوفمبر 2012، خلفا لعبدالباسط سيدا.

وصبرة معارض قديم لنظام الرئيس الراحل حافظ الأسد ثم لنجله بشار، الذي تسلم الحكم العام 2000، وغادر صبرة سوريا في منتصف ديسمبر 2011 سرا واجتاز الحدود مع الأردن سيرا على الأقدام، لينضم إلى أعداد كبيرة من المعارضين السوريين الذين خرجوا من بلادهم، واستقر في فرنسا.

ويعد “أبو شادي” كما يناديه المقربون منه، رجلا محبوبا إجمالا داخل المجلس الذي كان عضوا فيه منذ تأسيسه في أكتوبر 2011، وبين الناشطين على الأرض الذين يقدرون نضاله الطويل، لكنه معروف أيضا بحزمه وتشدده في المواقف التي يؤمن بها.

وكان صبرة من المعارضين لطرح الخطيب في يناير الماضي استعدادا مشروطا للحوار مع ممثلين لنظام الرئيس السوري.

صبرة يرأس الائتلاف السوري: على شيعة لبنان ردع أبنائهم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تسلم رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، جورج صبرة، رئاسة الائتلاف الوطني، المظلة الأساسية للمعارضين السوريين، بعد إعلان استقالة رئيسه السابق، معاذ الخطيب، وذلك خلال مؤتمر صحفي دعا فيه الشيعة في لبنان لعدم إرسال أبنائهم للقتال بسوريا، مؤكدا أن السلاح وحده هو من سيحقق الانتصار.

ووصف صبرة، الذي سيتولى رئاسة الائتلاف إلى حين انتخاب خلف للخطيب، ما يجري في ريف دمشق بأنه “إبادة جماعية” وأضاف أن نظام الرئيس بشار الأسد “يستهدف جميع الطوائف في سوريا بما فيها الطائفة العلوية” وتناول قضية مشاركة حزب الله في القتال بسوريا قائلا: “على إخواننا من شيعة لبنان العمل بجدية على إيقاف أبنائهم عن قتل السوريين.”

وكشف صبرة أن الخطيب استقال “احتجاجاً على عدم فاعلية وعود المجتمع الدولي وتقصيره في حماية السوريين” على حد تعبيره، ونفى عن سحب الثقة من رئيس الحكومة المكلّف، غسان هيتو، وشدد على أن المعارضة تبذل قصارى جهدها لفك الحصار عن حمص عبر إرسال مساعدات عاجلة للأهالي.

وكان الخطيب قد شارك في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته تركيا الأحد، والذي أعلن خلاله وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الأحد، تقديم مساعدة اضافية غير قتالية بقيمة 123 مليون دولار للمعارضة السورية وسط انقسام حاد بين الحلفاء إزاء استراتيجية موحدة لإنهاء الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث.

واجتمع كيري مع الخطيب، الذي  قدم مجموعة من المطالب التي وصفها بـ”العملية”، ودعا إلى إصدار قرار من مجلس الأمن ضد استخدام نظام الرئيس بشار الأسد للصواريخ، إلى جانب استهداف قواعدها عبر غارات لطائرات تعمل دون طيار وفرض حظر طيران شمال وجنوب البلاد.

لبنانيون نقلا عن الاسد: لا يمكن لأحد أن ينأى بنفسه والنار تلتهمه

بيروت (رويترز) – قال ثلاثة مسؤولين لبنانيين كانوا ضمن وفد زار الرئيس السوري بشار الاسد لرويترز يوم الاثنين إنه ابلغهم أن لبنان لا يستطيع النأي بنفسه عن اعمال العنف الدائرة في بلاده ودعا الى علاقات قوية بين البلدين لحماية لبنان.

وسعى لبنان الذي خاض حربا اهلية بين عامين 1975 و1990 إلى اتباع سياسة “النأي بالنفس” عن الصراع الدائر في سوريا منذ عامين. لكن مسؤولين لبنانيين يشعرون ان بلادهم تنزلق على نحو متزايد نحو الحرب الاهلية التي تقول الامم المتحدة انها ادت الى مقتل ما يزيد على 70 الف شخص.

وزار 54 شخصية يمثلون الاحزاب اللبنانية المؤيدة لسوريا العاصمة السورية دمشق يوم الاحد ونقلوا عن الاسد يوم الاثنين قوله ان حقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد انه لا يمكن للبنان ان ينأى بنفسه عما يجري في سوريا.

وكان لسوريا قوات في لبنان على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود قبل ان تنسحب في عام 2005.

ونقلت عضو المكتب السياسي لتيار المردة فيرا يمين عن الرئيس الاسد قوله لوفد الاحزاب “أنتم لبنان الحقيقي المنسجم مع تاريخه وجغرافيته بما يتناقض مع سياسة النأي بالنفس. لا أحد يستطيع ان ينأى بنفسه بينما تلتهمه النيران.”

وأضافت نقلا عن الاسد “ما معنى النأي بالنفس وكيف للواحد ان ينأى بنفسه عن نار تأكله. هذه النار تحرق كل الجسم كيف يمكن لك ان تنأى بنفسك عنها. فاذا لم نقل العامل التاريخي هناك العامل الجغرافي.”

وكانت صواريخ القوات السورية الموالية للاسد قد دخلت الاراضي اللبنانية سابقا اثناء مطاردة مسلحين يختبئون في المناطق الحدودية.

ويوم السبت اطلقت صواريخ على مدينة الهرمل في سهل البقاع اللبناني وهي معقل لحزب الله الذي تقول المعارضة السورية المسلحة انه يساعد قوات الاسد على سحق الانتفاضة التي بدأت قبل عامين.

ونقلت يمين التي تنتمي الى تيار المردة بزعامة السياسي المسيحي سليمان فرنجية الذي له علاقات تاريخية ووثيقة مع عائلة الاسد عن الرئيس السوري قوله “لا احد يعتقد ان الازمة عمرها قصير. نحن نهييءانفسنا لطول الامد.”

وقال وزير الدفاع اللبناني السابق عبد الرحيم مراد ان الاسد بدا واثقا ويتحدث بأكثر من راحة وثقة عن الوضع العسكري ويقول انه سيقاتل المسلحين “مهما كان الثمن”.

وأفاد مراد بان الاسد تساءل “هل يستطيع لبنان ان يزيل أرضه 10452 كيلومترا مربعا ويضعهم في افريقيا او سيبقون مجاورين لسوريا؟ كيف سياسة النأي بالنفس وهناك هذا الكم من التداخل الجغرافي والاجتماعي بين لبنان وسوريا؟ … هذه سياسة النأي بالنفس غلط من المفروض ان يكون هناك نوع من العلاقة القوية بين لبنان وسوريا لحماية لبنان.”

وكان الاسد حذر الاردن الاسبوع الماضي من انه يلعب بالنار بدعمه المعارضة قائلا إن المملكة معرضة مثل سوريا لخطر اكتساب القاعدة لنفوذ.

وقال الوزير والنائب اللبناني الذي ينتمي الى حزب البعث اللبناني عاصم قانصو ان الاسد سأل “كيف تريد ان تنأى بالنفس عن قضية مشتركة. الاسلام المتطرف سيقول لنا مرحبا؟ يعني بالعكس ما يحصل في سوريا سيحصل في لبنان اذا تطورت الاحداث وحاولوا الانتصار او انهم اذا ما ارادوا الهروب الان سيهربون الى لبنان.

“الدولة اللبنانية يجب ان تتحمل مسؤوليتها بالمعنى الامني واللجان الامنية بين لبنان وسوريا يجب ان تتفعل على الحدود لان ما يصيبنا يصيبكم.”

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قال عن القصف السوري للاراضي اللبنانية انه “انتهاك غير مقبول” للسيادة اللبنانية.

(تغطية صحفية ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

من ليلى بسام

المعارضة السورية لن تستطيع بيع النفط قبل شهر على الأقل

لندن (رويترز) – قال عضو بارز في المجلس الوطني السوري المعارض يوم الإثنين إن المعارضة لن تستطيع بيع نفطها الخام قبل شهر على الأقل نظرا لغياب سلطة تنفيذية حقيقية رغم تخفيف الاتحاد الأوروبي للعقوبات لمساعدتها.

واتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على تخفيف العقوبات ضد سوريا للسماح بشراء الخام من المعارضة أملا في فتح شريان حياة مالي للمعارضين المسلحين الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد.

وتضغط بريطانيا أيضا على الاتحاد لتخفيف حظر الأسلحة المفروض على سوريا من أجل مساعدة المعارضة.

ورغم ذلك لا تزال المعارضة تفتقر إلى حكومة إنتقالية تشرف على المبيعات المحتملة حيث لم يتفق الإئتلاف المعارض بعد على قيادة جديدة.

وقال أسامة القاضي وهو رئيس مجموعة عمل اقتصادية تابعة لإئتلاف المعارضة لرويترز “بدون حكومة مؤقتة لا يمكن فعل شئ حاليا. بنهاية هذا الشهر سيتم تقديم مقترح بشأن الحكومة المؤقتة إلى الإئتلاف لإقراره.”

والمجلس الوطني السوري كتلة كبيرة تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين داخل تجمع المعارضة المسمى بالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

ويتوقع السعي لإبرام اتفاقات مع حكومات مثل تركيا لبيع النفط لها بمجرد تعيين حكومة مؤقتة.

وفي الوقت نفسه لا يسيطر الإئتلاف على النفط الخام الذي ينقل بالفعل إلى خارج البلاد عبر الشاحنات من جهة الشمال الشرقي.

وقال القاضي “نعتبر هذا تهريبا. إنهم يهدرون الثروة السورية.”

ويتبادل معارضون وقبائل محلية في منطقة دير الزور الاتهام بسرقة النفط من حقول المنطقة التي تتركز بها معظم ثروة البلاد النفطية.

(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

نشطاء: مخاوف من مقتل نحو 500 شخص في ضاحية بدمشق

عمان (رويترز) – قال نشطاء من المعارضة إنه تأكد مقتل ما لا يقل عن 109 أشخاص وإن ما يصل إلى 400 اخرين قتلوا على الارجح في هجوم شنته القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على مدى اسبوع تقريبا على ضاحية للمعارضة في دمشق.

وإذا تأكدت صحة هذه الروايات فإن عمليات القتل التي شهدتها ضاحية جديدة الفضل السنية ستكون واحدة من أعنف الحوادث في الانتفاضة المستمرة منذ عامين ضد الأسد. وقال النشطاء إن الكثير من القتلى من المدنيين.

ولم تذكر وسائل الاعلام الرسمية السورية اعداد القتلى لكنها أكدت ان الجيش يخوض معارك في منطقة جديدة الفضل. وقالت وسائل الاعلام إن الجيش أنقذ البلدة مما وصفتها بمجموعات ارهابية اجرامية وانه قتل وأصاب عددا غير معلوم منهم.

وقال نشطاء يوم الأحد إن ما لا يقل عن 85 شخصا قتلوا وإن عدد القتلى قد يصل إلى 250 شخصا ولكن مع بدء الجيش الانسحاب من هناك قالوا إنه بدأت تظهر المزيد من الروايات التي تشير إلى ان العدد النهائي قد يكون أعلى بكثير.

وقال النشطاء الذين كانوا يتحدثون من المنطقة التي تبعد عشرة كيلومترات جنوب غربي دمشق إن السكان دفنوا بعض الضحايا في المراحل الاولى من الهجوم الذي شنته القوات الخاصة والميليشيات الموالية للأسد على مدى خمسة ايام. ويعثر حاليا على المزيد من جثث الاشخاص الذين ماتوا حرقا أو أعدموا دون محاكمة في الابنية والشوارع.

وأضاف النشطاء أن مقاتلي المعارضة الذين بلغ عددهم نحو 300 مقاتل انسحبوا قبل يومين تاركين المنطقة تحت السيطرة الكاملة لقوات الأسد.

والمنطقة واحدة من عدة بلدات سنية تحيط بالعاصمة كانت في طليعة الانتفاضة ضد الأسد. وتقع جديدة الفضل قرب قواعد على قمة تل للقوات الخاصة الموالية للأسد ومعظم افرادها من الطائفة العلوية الشيعية التي تهيمن على البلاد منذ الستينات.

وقال ناشط بالمعارضة ان عدد حالات الوفيات الموثقة لاشخاص عثر عليهم في الشوارع والابنية يومي السبت والأحد ودفنوا في وقت لاحق في مقابر جماعية بلغ 109 أشخاص.

وأضاف الناشط أبو أحمد الرابع إن منهم سبعة لاجئين من بلدات مجاورة قتلوا بالرصاص وعثر عليهم داخل بناية سكنية.

وشوهدت عشرات الجثث ايضا قرب خط غير مستخدم للسكك الحديدية في وسط المنطقة لكن وجود دوريات الجيش حال دون انتشال وتوثيق المزيد من أعداد الضحايا.

وقال “بدأت قوات الأسد في الانسحاب من جديدة الفضل لكنهم ما زالوا يجوبون الشوارع هناك كما يوجد قناصة.”

وقال النشطاء إنه بالإضافة إلى الاشخاص الذين دفنوا في مطلع الاسبوع والجثث التي قيل انها ملقاة في الشوارع فإن ما بين 100 و200 شخص قتلوا ودفنوا في الايام الثلاثة الاولى من القتال.

وقال شامل الجولاني من شبكة شام الاخبارية إن من المناطق التي تضررت بشدة منطقة متاخمة للواء 100 العسكري وهو من وحدات النخبة المتمركزة حول جديدة الفضل.

وأضاف “دخل الجيش في الايام الثلاثة الاولى احياء وارتكب عمليات قتل ثم انسحب وعاد في اليوم التالي.”

وقال “كان كثير من الذين قتلوا في وقت مبكر لاجئين من داريا والمعضمية ودفنوا سرا” وكان يشير إلى ضاحيتين متاخمتين كانتا مسرحا للقتال والعديد من هجمات الجيش.

وتتهم قوات الأسد بارتكاب مجازر راح ضحيتها مئات الاشخاص من السنة في المناطق التي اقتحمتها في محافظتي حماه وحمص وضواحي دمشق في حين تقول منظمات حقوقية دولية ان مقاتلي المعارضة ارتكبوا ايضا اعمالا وحشية لكنها على نطاق محدود.

وتقع جديدة الفضل على الطريق من دمشق إلى مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وسكانها من لاجئي الجولان ولجأت إليها الاف العائلات من المناطق القريبة العام الماضي.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا وهي منظمة من الناشطين ان عدد القتلى 450 في حين قدرت المنظمة السورية لحقوق الانسان “سواسية” عدد الضحايا بحوالي 500.

وقالت المنظمة في بيان إن قوات الجيش تضمنت قوات الحرس الجمهوري ولوائي المدفعية 100 و153 واللواء 555 التي عرفت في السابق باسم سرايا الدفاع.

وأضافت أن وحدات من “ميليشيا طائفية” يدعمها اعضاء من مخابرات القوات الجوية وهي واحدة من افرع الشرطة السرية رافقت وحدات الجيش.

وطبقا لروايات شهود عيان اجرت المنظمة السورية لحقوق الانسان مقابلات معهم فإنه تم قطع المياه والكهرباء عن البلدة ولم يسمح للسكان بالرحيل حيث اغلقت قوات الأسد مداخل الضواحي.

وقالت منظمة سواسية ان الكثير من الضحايا من المدنيين وانه تم استهدافهم لان الضاحية كانت حاضنة للمقاومة المسلحة واظهرت تضامنا مع لاجئين في بلدات متاخمة شهدت ايضا عمليات قتل جماعي.

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

ريندرز: نأمل بتحرك أوروبي مشترك لمنع تورط الشباب الأوروبي في القتال بسورية

بروكسل – لوكسمبورغ (22 نيسان/ابريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عبر وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، عن أمله أن تقوم الدول الأعضاء في التكتل الموحد بـ”تحرك مشترك” من اجل ردع الشباب الأوروبي عن الذهاب للقتال في سورية إلى جانب مجموعات جهادية هناك

جاء ذلك في تصريحات له اليوم على هامش مشاركته في أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذي ينطلق بعد ظهر اليوم في لوكسمبورغ

ووصف ريندز بـ”المقلقة” ظاهرة توجه الشباب الأوروبي للقتال في سورية، وقال “نأمل أن نثير هذا الأمر اليوم، خاصة أن هناك العديد من البلدان الأوروبية المتأثرة بهذه الظاهرة، وليس بلجيكا فقط”، على حد تعبيره

وشدد على ضرورة العمل من أجل تقديم مساعدة للسوريين، فـ”أوروبا لا تزال تعمل على تقديم مساعدات في المجال الانساني للسوريين سواء داخل البلاد أو في دول الجوار وذلك من أجل تعزيز الاستقرار في المنطقة، وربما المساهمة في التصدي لظاهرة التطرف التي تطالنا أيضاً”، على حد وصفه

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم المعارضة السورية، “ولكننا في المقابل نطالب هذه المعارضة بأن تكون أكثر تنظيماً وأن تغطي أكبر قدر ممكن من المجموعات المسلحة على الأرض، إذ أن هناك فعلاً مجموعات جهادية خطرة في سورية”، وفق كلامه

ومن جهته، أكد وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، أن الوزراء سيقررون اليوم رفع بعض العقوبات الإقتصادية المفروضة على سورية “لمساعدة الناس في المناطق المحررة”

ولكنه نفى أي نية للوزراء اليوم في إعادة طرح موضوع تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وهو أمر من المحتمل أن تعود بريطانيا للحديث عنه اليوم

إلى ذلك كانت مصادر أوروبية مطلعة قد أكدت أن القرار الأهم في اجتماع اليوم هو ما يعتبر تعديلاً على نظام العقوبات، ويقضي بالسماح للدول بالقيام بشراء النفط السوري بعد الاتفاق مع إئتلاف المعارضة السورية، وكذلك برفع بعض القيود التجارية المفروضة على سورية، “ولكن الأمر لن يتغير بالنسبة للنظام السوري، فالعقوبات عليه على تزال سارية المفعول كما هي”، وفق كلام المصادر نفسها

وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر الشهر الماضي السماح لدوله بتزويد المعارضة السورية بمعدات “غير قتالية”

ويأتي اجتماع الوزراء اليوم بعد يومين من انتهاء اجتماع لمجموعة أصدقاء سورية قررت فيه الولايات المتحدة الأمريكية مضاعفة حجم مساعداتها لسورية وتقديم مساعدات “دفاعية” للمعارضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى