أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 23 تشرين الاول 2017

حقول دير الزور تحت سيطرة الأكراد

لندن – «الحياة»

بعد سباق محموم بينها وبين القوات النظامية، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» سيطرتها على «حقل العمر» النفطي في ريف دير الزور. ويُعتبر الحقل أكبر حقول النفط في سورية، وتُعطي السيطرة عليه الأكراد اليد العليا التحكم بموارد النفط في محافظة دير الزور. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هذا التقدم لـ «سورية الديموقراطية» جرى بعد التقدم إلى «حقل العمر» من محاور عدة، بعدما سيطرت «سورية الديموقراطية» على «حقل الصيجان» الواقع إلى الشمال قبل ذلك بساعات. وسيطرت «سورية الديموقراطية» خلال الأسابيع الماضية على أكبر حقول الغاز في دير الزور وهي «كونيكو» و «العزبة». كما سيطرت على «حقل الجفرة» النفطي شرق دير الزور نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي.

وجاء تقدم «سورية الديموقراطية»، التي تتشكل في غالبيتها من عناصر كردية، فيما تعاني القوات النظامية من صعوبة التقدم غرب دير الزور بسبب اشتداد مقاومة «داعش» ضدها ومنع تقدمها في الريفين الشرقي والغربي للمدينة بمقتل ثاني قائد عسكري كبير خلال 3 أيام. وأفاد «المرصد السوري» بأن القوات النظامية قررت إيفاد العميد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر» لتولي مسؤولية السيطرة على كامل المدينة، بعد مقتل القائد البارز في قوات «الحرس الجمهوري» في دير الزور العقيد وائل زيزفون، في مدينة حويجة الصكر، بعد يومين فقط من تعيينه محلّ العميد عصام زهر الدين، الذي قتل نهاية الأسبوع في حويجة صكر أيضاً. وعلم «المرصد» أن قوات النظام عينت رسمياً العميد غسان طرَّاف المنحدر من مدينة بانياس الساحلية، كخلف للعميد عصام زهر الدين كقائد للواء 104 في الحرس الجمهوري، المكلف بحماية مطار دير الزور العسكري.

وأفاد «المرصد» بأن «سورية الديموقراطية»، تمكنت صباح أمس من تحقيق تقدم استراتيجي في الريف الشرقي لدير الزور ودخلت «حقل العمر» النفطي الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات بالقرب من طريق دير الزور- الحسكة. وسيطر «الجيش السوري الحر» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 على هذا الحقل الهام، ثم سقط تحت سيطرة «داعش» 2014. ومنذ أشهر، سعت القوات النظامية إلى استعادة السيطرة عليه في سباق مفتوح مع «سورية الديموقراطية». وأفاد «المرصد» بأن سيطرة «سورية الديموقراطية» على الحقل جاءت بعدما تمكن «داعش» من طرد القوات النظامية من محيط «حقل العمر» بعد تنفيذ هجوم معاكس، ما فتح الباب أمام «سورية الديموقراطية» لتنفيذ هجومها للسيطرة على الحقل، الذي كانت قوات النظام قد وصلت إلى أطرافه منذ أول من أمس.

وقالت ليلوى العبدالله، الناطقة الرسمية باسم «حملة عاصفة الجزيرة» في بيان أمس، «نفذت قواتنا عملية عسكرية خاطفة واسعة النطاق استهدفت تمركز المرتزقة في حقول العمر النفطية… واستطاعت قواتنا بالنتيجة تحرير حقول العمر من المرتزقة وطردهم خارج الحقول من دون أضرار تُذكر».

إلى ذلك، كشف «المرصد» معلومات وصفها بـ «الموثوقة»، أفادت بأن «وساطات تجري من قبل وجهاء وأعيان العشائر من ريف دير الزور الشرقي، مع «داعش» لدفع التنظيم لتسليم «سورية الديموقراطية»، القرى والبلدات والمناطق المتبقية من منطقة خشام إلى بلدة هجين بمسافة نحو 110 كيلومترات من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إضافة إلى كامل المنطقة المتبقية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، الممتدة حتى ريف بلدة الصور.

وأفاد «المرصد» نقلاً عن هذه المصادر بأن «داعش» يفضل تسليم «سورية الديموقراطية» المناطق الخاضعة لسيطرته على تركها تسقط في يد القوات النظامية وحلفاؤها. وتتجه القوات النظامية لشن عملية عسكرية للسيطرة على البوكمال والقرى المتبقية في ريفها والضفاف الغربية لنهر الفرات، وهى آخر معاقل التنظيم في تلك المنطقة الصحراوية.

 

روسيا تتهم أميركا بـ»مسح الرقة من وجه الأرض»

لندن -»الحياة»

اتهمت روسيا «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية بمسح مدينة الرقة «من على وجه الأرض» من خلال عمليات «قصف شامل» على غرار ما فعلته الولايات المتحدة وبريطانيا في مدينة درسدن الألمانية عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع في بيان أمس، إن نحو 200 ألف شخص كانوا يعيشون في الرقة قبل اندلاع الصراع في سورية ولم يتبقى هناك حالياً أكثر من 45 ألفاً.

وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» تحريرها مدينة الرقة الأسبوع الماضي بعد حملة قصف جوي عنيفة للتحالف الدولي.

وأشاد مسؤولون أميركيون بالانتصار في الرقة، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إن «نهاية خلافة تنظيم داعش باتت وشيكة».

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن «تصريحات المسؤولين الممثلين للإدارة الأميركية عن تحقيق انتصار بارز في الرقة تدعو للحيرة». وتابعت أن واشنطن تبالغ في تقدير الأهمية الاستراتيجية لسقوط الرقة.

وأشارت الوزارة الروسية إلى أن الرقة مدينة أصغر حجماً من دير الزور، حيث تقوم القوات السورية الحكومية، المدعومة روسياً، بعملية لتحريرها من قبضة «داعش».

وزاد كوناشينكوف: «ورثت الرقة مصير درسدن في 1945… التي محاها القصف البريطاني- الأميركي من على وجه الأرض».

ودمرت غارات الحلفاء الجوية معظم المدينة الألمانية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة.

ويقول التحالف بقيادة واشنطن إنه حريص على تجنب سقوط قتلى من المدنيين في عمليات القصف التي ينفذها ضد «داعش» في كل من سورية والعراق، ويحقق في أي اتهامات. ونفى من قبل قتل مدنيين في ضربات جوية في الرقة، وقال إن هدفه «عدم سقوط أي قتلى مدنيين على الإطلاق».

وبعد إعلان تحريرها، كان يمكن رؤية آثار القصف العنيف على كل أحياء الرقة. فداخل كشك «إعلامي» مدمر في المدينة، يمكن قراءة عبارة «عملية نوعية لجنود الخلافة» على كتيب ملطخ بالدماء على الأرض، هو عينة من إصدارات دأبت الماكينة الإعلامية التابعة للتنظيم على الترويج لها.

وشكلت الرقة مركزاً لمعظم الإنتاج الإعلامي الصادر عن التنظيم الذي يروج لبياناته واعتداءاته الوحشية من جهة، ويصوّر المدينة بمثابة «جنة» جهادية نجح في تطبيق أحكام الشريعة فيها، من جهة ثانية.

وعلى غرار أحياء المدينة المدمرة بفعل الغارات والمعارك التي خاضتها «سورية الديموقراطية» طيلة أربعة أشهر ضد «داعش» داخل الرقة، لم تسلم المراكز التابعة للتنظيم والتي شكلت العمود الفقري لآلته الترويجية من الدمار أيضاً.

في أحياء عدة في المدينة، تنتشر أكشاك إسمنتية مع لافتات كتب عليها «نقطة إعلامية»، تولى عناصر التنظيم من خلالها توزيع إصداراتهم المطبوعة سواء تلك المتعلقة بهجماتهم العسكرية في سورية والعراق أو مبادئ توجيهية للصوم في شهر رمضان وصولاً إلى قواعد ارتداء النساء للثياب.

ولا تزال إحدى هذه النقاط موجودة في ساحة الساعة في الرقة، بالقرب من صالة عرض في الهواء الطلق تحت سقف مدمر جزئياً.

وتضم ستة صفوف من مقاعد مقسمة بين اللونين الأحمر والأخضر يكسوها الغبار أمام واجهة معدنية يفترض أن شاشة تلفزيون محطمة على الأرض في مكان قريب كانت معلقة عليها.

ويقول عنصر في صفوف «سورية الديموقراطية» المتحدر من المدينة شورش الرقاوي (25 سنة) لوكالة «فرانس برس» وهو يقف قرب هذا الموقع: «هنا كانوا يبثون إصداراتهم حول معاركهم وعقوباتهم وأناشيدهم».

وعلى رغم انسحاب عدد كبير من عناصر هذه القوات بعد تحرير المدينة من «داعش»، إلا أن هذا الشاب ما زال موجوداً في المدينة في عداد مجموعة صغيرة تساهم في عمليات رفع الأنقاض من الشوارع ونزع الألغام التي تركها التنظيم.

اقتصرت الحركة أمس في الأحياء المدمرة المحيطة بساحة الساعة على جرافات وبضع شاحنات بيضاء صغيرة تابعة لسورية الديموقراطية.

وقرب الكشك الإسمنتي في ساحة الساعة في الرقة، شاهدت مراسلة «فرانس برس» أسماء وشعارات العديد من وسائل إعلام التنظيم مكتوبة على لافتات رمادية بينها إذاعة البيان والحياة والفرقان ومجلة النبأ.

في كل ناحية من شوارع الرقة تقريباً، يمكن العثور على قصاصات ورقية صادرة عن التنظيم المتطرف، في مؤشر إلى نظام الإدارة الهائل الذي تمكن من إرسائه خلال سيطرته على المدينة منذ عام 2014.

على إحدى البطاقات، يظهر جدول على سبيل المثال عدد المرات التي تلقى فيها صاحبها الزكاة ومساعدات خيرية من آخرين. ويوثق مستند آخر عملية تسليم إدارة الحسبة، وهو الاسم الذي يطلق على جهاز الشرطة التابع للتنظيم، من مسؤول إلى آخر.

قرب «دوار النعيم» في وسط المدينة، حيث اعتاد التنظيم على تنفيذ عمليات إعدام جماعية وصلب، شاهدت مراسلة «فرانس برس» وحدة من ضباط استخبارات أجنبية مدججين بالسلاح ويرتدون زياً برتقالياً فاقعاً، أثناء تفتيشهم أحد المنازل بدقة.

وقال عنصر من «سورية الديموقراطية» لـ «فرانس برس»: «يفتشون بيوتاً يعتقدون أنها شكلت مراكز للتنظيم بعدما وفر نازحون من المدينة معلومات عن مقار داعش». وأضاف: «يبحثون عن جثث وهوياتهم ومعلومات استخباراتية أخرى».

 

موسكو: واشنطن تحاول إخفاء دمار الرقة بإرسال المساعدات

موسكو، واشنطن، بيروت ـ أ ف ب، رويترز

اتهمت موسكو الدول الغربية اليوم (الأحد) بضخ المساعدات الانسانية على الرقة لاخفاء حجم الدمار الذي لحق بالمدينة بفعل قصف قوات التحالف، معتبرةً أن الولايات المتحدة تبالغ في أهمية استعادة الرقة في إشارة الى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس ان استعادة المدينة تعني «نهاية خلافة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».

وأضافت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن واشنطن تبالغ في تقدير الأهمية الاستراتيجية لسقوط الرقة، مؤكدةً أن «تصريحات المسؤولين الممثلين للإدارة الاميركية عن تحقيق انتصار بارز في الرقة تدعو إلى الحيرة». وأشارت إلى أن الرقة مدينة أصغر حجماً من دير الزور، حيث تقوم القوات السورية الحكومية المدعومة روسيا بعملية لتحريرها من قبضة تنظيم «داعش».

وذكرت أن قصف التحالف الدولي بقيادة أميركية على الرقة كانت له الآثار المدمرة ذاتها التي شهدتها مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية «التي دمرت تماماً بالقصف الأميركي – البريطاني»، موضحةً أن التحالف يحاول إخفاء حجم الدمار بالمسارعة الى تقديم مساعدات انسانية.

وفي ما يتصل بالمساعدات الإنسانية، قالت الوزارة إن الغرب رفض تكراراً مطالباً بإرسال مساعدات انسانية دولية إلى سورية. وأضافت أن «الهدف هو طمس اي اثار للقصف الهمجي للطيران الاميركي و(طيران) التحالف الذي دفن تحت ركام الرقة آلافاً من المواطنين المسالمين المحررين من التنظيم المتشدد.

وتنفذ روسيا بدورها حملة قصف جوي في سورية منذ العام 2015، حين تدخلت لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد وحولت دفة الصراع لصالحه.

وكان ترامب قال في بيان اصدره البيت الأبيض أنه «مع تحرير عاصمة تنظيم الدولة الاسلامية والجزء الأكبر من الأراضي التي كان يسيطر عليها، باتت نهاية خلافة التنظيم وشيكة»، موضحاً أن الانتصار الذي حققته «قوات سورية الديموقراطية»، ينبئ بالانتقال قريباً الى «مرحلة جديدة» في سورية.

وتابع: سننتقل قريباً الى مرحلة جديدة سنعمل خلالها على دعم القوى الأمنية المحلية وخفض العنف في أنحاء سورية وتهيئة الظروف لسلام دائم ليتعذر على الإرهابيين العودة الى تهديد امننا المشترك مجدداً». وأكد «ندعم مع حلفائنا وشركائنا إجراء مفاوضات ديبلوماسية تضع حداً للعنف وتسمح للاجئين بالعودة الى ديارهم آمنين وتؤدي الى انتقال سياسي» في سورية.

ولم يتحدث ترامب عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ولا عن الدور الذي ستؤديه موسكو في تلك المفاوضات، وهما مسألتان ادتا الى تعطيل مناقشات سابقة.

وبينما ابدت العواصم الاوروبية اصرارها على رحيل الاسد، شدد ترامب على ان عملية الانتقال السياسي يجب ان «تحترم ارادة الشعب السوري».

وترعى كل من روسيا وايران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، محادثات سلام في استانا تم التوصل خلالها الى اتفاق على اقامة اربع مناطق خفض توتر في سورية.

وتبقى الخلافات السياسية الكبرى قيد النقاش في محادثات موازية تنظمها الامم المتحدة في جنيف، لكن جولاتها السبع لم تحقق اي تقدّم يُذكر.

وتشكل استعادة الرقة التي جعلها التنظيم المتطرف بحكم الواقع «عاصمة» له في سورية آخر انتصارات «قوات سورية الديموقراطية» تحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من واشنطن، بعدما طردت التنظيم المتطرف من مناطق عدة منذ العام 2015 وفرضت نفسها قوة أساسية في محاربته.

ومني «داعش» بخسارة ميدانية جديدة أمس مع استعادة الجيش السوري وحلفائه السيطرة على مدينة القريتين في محافظة حمص في وسط البلاد، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الرسمية السورية» (سانا).

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال أول من أمس إن «تحرير الرقة خطوة حاسمة في الحرب العالمية ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)»، لكنه حذر من ان «استعادة الرقة لا تعني ان معركتنا ضده انتهت».

وتابع «سيواصل التحالف الدولي الاعتماد على جميع عناصر القوة الوطنية عسكرياً واستخباراتياً وديبلوماسياً واقتصادياً وامنياً إلى أن يحرر جميع السوريين من وحشية التنظيم وأن يتم التأكد من أنه بات عاجزاً عن تصدير الارهاب الى العالم».

وفي السياق نفسه، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم سيطرتها على حقل العمر، أحد أكبر حقول النفط في سورية، في خطوة قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انها جاءت بعد ثلاثة أيام من انسحاب تنظيم الدولة الاسلامية منه.

ويعد حقل العمر الواقع في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور من أكبر حقول النفط في سورية. ووصل انتاجه قبل اندلاع النزاع الى ثلاثين ألف برميل يومياً. وشكل أبرز مصادر تمويل لـ«داعش» بعدما سيطر عليه صيف العام 2014 قبل ان ينخفض انتاجه

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» على الحقل “جاءت بعد ثلاثة أيام من انسحاب تنظيم داعش منه وتنفيذ مقاتليه هجوماً معاكساً على مواقع قوات النظام في محيط الحقل ليلة أمس، أدى الى ابعادها عنه».

ويقع حقل العمر على الضفة الشرقية لنهر الفرات على بعد نحو 10 كيلومترات شرق مدينة الميادين التي استعادتها قوات النظام من الجهاديين قبل أسبوع.

وسيطرت هذه القوات وفق «المرصد» أيضاً على حقل الصيجان النفطي الواقع الى الشمال من حقل العمر.

وتشكل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في المدينة في شكل خاص في إطار سعيها الى طرد المتطرفين من بعض أحيائها الشرقية، وفي الريف الغربي الذي تحاول منه الالتفاف نحو الريف في الجنوب الشرقي. أما الهجوم الثاني، فتنفذه «قوات سوريا الديموقراطية» في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.

 

«داعش» يعدم 116 مدنياً في مدينة القريتين في ريف حمص

بيروت – أ ف ب

قتل تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) أكثر من 116 مدنياً في مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي خلال 20 يوماً من سيطرته عليها قبل أن تطرده قوات النظام منها قبل يومين، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن اليوم (الاثنين): «أعدم تنظيم داعش أكثر من 116 مدنياً بدافع الانتقام متهماً إياهم بالعمالة لقوات النظام» منذ سيطرته على المدينة مطلع الشهر الحالي حتى السبت الماضي.

وأوضح عبد الرحمن أن «السكان وجدوا الجثث في منازل وشوارع المدينة ومناطق أخرى فيها بعد سيطرة قوات النظام عليها»، مشيراً الى أنه تم إعدامهم «بالسكين أو بإطلاق الرصاص عليهم».

وأضاف أن غالبية القتلى جرى إعدامهم خلال اليومين الأخيرين التي سبقت سيطرة قوات النظام على المدينة، مشيراً الى أن «بعض السكان شهدوا على عمليات الإعدام».

وسيطر تنظيم «داعش» مطلع الشهر الجاري على مدينة القريتين، في هجوم مباغت بعد أكثر من عام على طرده منها المرة الاولى.

وبعد 20 يوماً، تمكنت قوات النظام بدعم جوي روسي السبت الماضي من استعادة السيطرة على المدينة بعد محاصرتها، ثم انسحاب باقي عناصر التنظيم المتطرف منها.

وذكر مدير المرصد أن «غالبية عناصر التنظيم الذين شنوا الهجوم كانوا من الخلايا النائمة في المدينة، وبالتالي كانوا يعرفون أهلها والموالين للنظام منهم».

وسيطر التنظيم المتطرف للمرة الأولى على القريتين مطلع آب (أغسطس) 2015. وعمل على تدمير دير أثري من القرن السادس ميلادي وإحراق عدد من الكنائس.

وكان عدد سكان القريتين يقدر بحوالى 30 ألف شخص بينهم 900 مسيحي، قبل بدء النزاع الذي تسبب منذ منتصف آذار (مارس) 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص، وبدمار كبير في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

عشقي: الأمريكيون أعلموا النظام السوري بزيارة السبهان إلى الرقة

“القدس العربي”: اعتبر الخبير الاستراتيجي السعودي اللواء المتقاعد أنور عشقي، أن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان إلى مناطق في شمال سوريا تقع تحت سيطرة المعارضة الكردية، قبل أيام، لا تشكل استفزازاً للحكومة السورية ولا لغيرها، كونها جاءت بالتنسيق مع الأمريكيين، الذين بدورهم “أعلموا السوريين” مسبقاً بالزيارة، منوهاً إلى الاتفاق الروسي – السعودي بشأن وحدة الأراضي السورية.

 

وقال عشقي وهو رئيس “مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية” القريب من دوائر القرار في الرياض، في اتصال مع مراسل “سبوتنيك”، إن “القصد من الزيارة أساساً، هو التحضير لما بعد إحلال السلام في سوريا، وإن المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج تريد أن تساهم في إعادة إعمار سوريا، وخصوصاً مدينة الرقة”.

 

وأوضح عشقي أن الزيارة جاءت “بالتنسيق مع الأمريكيين، وبمرافقة جنرال أمريكي، ويبدو أنهم أبلغوا السوريين بخصوص الزيارة”، مشيراً إلى أنه “لم يصدر أي تصريح من الحكومة السورية حول أن الزيارة تشكل استفزازاً”، بحسب قوله.

 

ولفت عشقي إلى أن الاتفاق في وجهات النظر بين روسيا والسعودية بخصوص وحدة الأراضي السورية، إلا أنه أشار إلى وجود “نقاط خلافية” بين الرياض وموسكو.

 

وقال إن “هناك بعض نقاط الاختلاف بين السعودية وروسيا بخصوص سوريا…لكن هناك نقاط اتفاق كثيرة وتقارب بين المملكة وروسيا في المسألة السورية وقضية (الرئيس السوري) بشار الأسد”.

 

وكان مستشار التحالف لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، صرح بأن مسؤولاً سعودياً زار شمال سوريا، الثلاثاء الماضي، مع قافلة أمريكية لمناقشة إعادة إعمار الرقة، التي انتزعت فصائل عربية وكردية مسلحة السيطرة عليها من تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المصنف على قوائم الإرهاب العالمية.

 

وأوضح المستشار آمد سيدو أن وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان زار المنطقة مع المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف المناهض لتنظيم الدولة “داعش”، الجنرال بريت مكغورك، والتقى بأعضاء مجلس الرقة المدني.

 

مقتل طفلين في غوطة دمشق جوعا… واستمرار حصار 70 ألف عائلة بينها 40 ألف إعاقة

قوات «سوريا الديمقراطية» تسيطر على حقل نفط رئيسي في دير الزور

دمشق بيروت ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: مع اشتداد الحصار الذي يفرضه النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية، توفي خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، طفلان جراء سوء التغذية.

وقد تداولت مئات المواقع على الشبكة العنكبوتية صورة الطفلة «سحر» (34 يوماً) الصادمة جداً التي كانت تعاني من نقص تغذية وهي في رحم أمها، كون الأم تعاني من سوء التغذية.

وأدى النزاع المتواصل وقصف الطيران الحربي الروسي والسوري، وانعدام الأمن، والقيود المفروضة على دخول البضائع الى ريف دمشق الشرقي المحاصر من قبل قوات النظام السوري، إلى تعاظم المعاناة في الغوطة الشرقية والتسبب بأوضاع إنسانية ومعيشية صعبة لأكثر من 70 ألف عائلة محاصرة، بينها 40 ألف إعاقة، وقد أغلقت أمامهم جميع المعابر الإنسانية مما أدى إلى انعدام المواد الأساسية وازدياد الحاجات الملحة.

ميدانياً قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إنها سيطرت على حقل نفط رئيسي في محافظة دير الزور أمس الأحد، فيما تواصل حملتها ضد تنظيم «الدولة» في شرقي البلاد. وذكرت قوات سوريا الديمقراطية أنها سيطرت على حقل العمر أحد أكبر حقول النفط السورية والذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، في الساعات الأولى من صباح اليوم (أمس). وأقرت مصادر عسكرية تابعة للنظام السوري بسيطرة مسلحي قوات «سوريا الديمقراطية» المعروفة باسم « قسد» على حقل العمر النفطي.

 

70 ألف عائلة محاصرة و40 ألف إعاقة.. ومأساة تنذر بكارثة إنسانية في ريف دمشق الشرقي

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : أدى النزاع المتواصل وقصف الطيران الحربي الروسي والسوري، وانعدام الأمن، والقيود المفروضة على دخول البضائع الى ريف دمشق الشرقي المحاصر من قبل قوات النظام السوري، الى تعاظم المعاناة في الغوطة الشرقية والتسبب بأوضاع إنسانية ومعيشية صعبة لأكثر من 70 الف عائلة محاصرة، قد أغلق أمامهم جميع المعابر الانسانية مما أدى إلى انعدام المواد الأساسية وازدياد الحاجات الملحة.

وتوفي خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، طفلان جراء سوء التغذية في غوطة دمشق الشرقية، الناجم عن اشتداد الحصار الذي يفرضه النظام على المنطقة وأفاد الدكتور يحيى أبو يحيى مسؤول القسم الطبي، في المؤسسة السورية للتنمية لوكالة الأناضول، بأن الطفلة «سحر» كانت تعاني من نقص تغذية وهي في رحم أمها، كون الأم تعاني سوء التغذية.

فإغلاق الطرقات وما يترتب على ذلك من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية وفقدانها من الأسواق وتراجع القدرة الشرائية للأفراد، زاد من حجم الكارثة الإنسانية مع انعدام سبل العيش وتفشي ظواهر البطالة وسوء التغذية، ودق ناقوس الخطر لكارثة قد تودي بالآلاف في ظل توقف تام لشبكة امداد المياه وانقطاع التيار الكهربائي وخدمات الصرف الصحي وندرة المحروقات وارتفاع أسعارها، مما اسفر عن شلل قطاع الخدمات والنقل والقطاع الزراعي، ولجوء المحاصرين الى احراق المواد البلاستيكية لاستخراج الوقود منها وما لها من مخاطر صحية وبيئية.

وحسب تقرير حديث لمنظمة مدنية تنشط في ريف دمشق المحاصر، اطلعت «القدس العربي» على النسخة الأولية منه، فإن أكثر القطاعات تضررًا خلال سنوات الحصار هو قطاع الخدمات الطبية، بسبب منع دخول المواد الطبية وفقدان معظمها نتيجة القصف المركز على الأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة وازدياد احتمالية تعرض السكان للإصابة وحالات البتر، إذ بلغت حالات الاصابة والإعاقة الدائمة (5258) حالة، فيما بلغ عدد الأفراد المصابين والمعاقين (4419) وكانت معظم هذه الحالات نتيجة القصف أو نقص الأدوية النوعية الحاد وحاجة بعض الحالات المرضية إلى العلاج خارج بلدات الحصار.

 

على حافة الموت

 

توفيت الرضيعة «سحر ضفدع» البالغة من العمر 34 يوماً، صباح يوم الأحد، بسبب سوء التغذية ونقص والحليب المخصص للأطفال كنتيجة طبيعية للحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري للسنة الرابعة على التوالي، فيما كان قد سبقها بيوم واحد فقط طفل آخر لم يتجاوز عمره الثلاثين يوماً للأسباب نفسها، وحسب تقارير طبية فقد أحيل عدد من حديثي الولادة الى العناية المشددة وربما يلقون نهايتهم خلال الساعات المقبلة، فيما يتواجد في ريف دمشق المحاصر، حوالي 250 حالة طبية حرجة تحتاج إلى العلاج الفوري في المشافي المتخصصة خارج الغوطة، فيما اكد مصدر طبي ان معظم هؤلاء حياتهم مهددة بالموت.

ناشطو ريف دمشق، اطلقوا امس حملة بعنوان «الاسد يحاصر ويحرق الغوطة» في اشارة الى حجم القصف المكثف من قبل الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، الذي يستهدف المدنيين ويوقع عشرات الضحايا من الاطفال والنساء كل يوم، بالرغم من اتفاق «تخفيف التوتر» الذي يشمل المنطقة.

وقال الناشط الاعلامي «صهيب بيرقدار» من ريف دمشق في اتصال مع «القدس العربي» ان سبب الحملة هو الدماء التي أريقت على امتداد مدن وبلدات الغوطة، ولأجل 360 ألف انسان محاصر في أرض الفسطاط ولأجل الثكالى والأيتام والجرحى، المهددين جميعاً بالموت على يد قوات النظام والميليشيات التي يطلق عليها اسم «القوات الرديفة».

ونقل الناشط الاغاثي «محمد عبد الرحيم» من اهالي ريف دمشق عن مصدر طبي لـ« القدس العربي» قوله «بان قدوم فصل الشتاء ينذر بأزمة صحية في المناطق المحاصرة وخاصة ان مجموعة من الامراض المعدية قد بدأت فعلاً بالانتشار بين الاهالي شرق دمشق، واهمها التهابات المجاري التنفسية والرئوية وحالات الإنفلونزا الشديدة التي تتطلب عناية طبية وسط فقدان شبه تام للخدمات الطبية، فيما تتضاعف الأزمة الصحية للفئات الأكثر ضعفاً كالأطفال والشيوخ والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما المصابين بأمراض المزمنة كالربو وإلتهابات المجاري التنفسية العلوية». استمرار القصف والتصعيد جعل من أعداد المصابين في ازدياد بشكل يومي مع ازدياد حجم الاحتياجات الطبية والدوائية كما شكل إغلاق الطرقات وندرة دخول قوافل الأدوية إلى البلدات المحاصرة على تخوم العاصمة، الى فقدان تام للعديد من أنواع الأدوية وخاصة أدوية الأطفال، والقلبية والضغط و مضادات الالتهاب وارتفاع أسعار المتبقي منها.

 

مطالبة بإنهاء الحصار

 

وطالب الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي، وفِي المقدمة منه مجلس الأمن، بتحمل مسؤولياته تجاه المعاناة المستمرة في الغوطة الشرقية بما يضمن رفع الحصار بشكل فوري عن الغوطة وعن جميع المناطق المحاصرة في سوريا.

وقال الائتلاف، انه منذ أربع سنوات، بدأت معاناة أهالي غوطة دمشق الشرقية جراء الحصار المضروب عليهم من قبل عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية، في جريمة ضد الإنسانية تستمر فصولها تحت سمع العالم وبصره، وفي ظل قصف جوي ومدفعي همجي، تؤدي فيه طائرات «الاحتلال الروسي» دوراً محورياً.

وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن أكثر من 350 ألفاً من المدنيين يعيشون صراعاً مع الجوع والمرض، وغياب الخدمات على مدار الساعة، فيما تعجز جهود الهيئات التابعة للحكومة السورية المؤقتة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الغوطة الشرقية، عن تغطية الاحتياجات وتوفير الخدمات والمستلزمات، وخاصة الأدوية التي يؤدي غيابها إلى تردي الأوضاع الصحية لآلاف المرضى ووفاة بعضهم على خلفية الأوضاع العصيبة التي يعيشونها. وأشار البيان إلى أن القصف الجوي والمدفعي على الغوطة دمر 40 من المشافي والمستوصفات فيها، والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين، وأكثر من 5 آلاف معاق و16 ألف يتيم. وأضاف أن الغوطة الشرقية تعاني من انعدام لقاحات السل والحصبة، وعدم توفر أدوية الأطفال وأدوية أمراض القلب والسل وضغط الدم والمستلزمات الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، بما فيها عقاقير التخدير، كما تعطلت خدمات غسيل الكلى، إضافة لوجود 252 حالة طبية حرجة يجب نقلها بشكل فوري إلى مراكز للعلاج خارج الغوطة.

ولفت البيان إلى أن استشهاد أكثر من 18 ألفاً بينهم نحو 6 آلاف طفل وامرأة، وتعرض سكانها لمذبحة القرن عندما استخدمت عصابات الأسد بحقهم الأسلحة الكيميائية يوم 21 آب 2013، دون أن يتحرك المجتمع الدولي بأي طريقة جادة وحاسمة؛ يوجهون اليوم نداء استغاثة، لإنقاذهم مما يعانونه، وخوفاً من تحول الكارثة التي يعيشونها هناك إلى أمر طبيعي وقابل للاستمرار بل وحتى للتصعيد.

 

ما بعد دمار الرقة: هل من سبيل للعودة؟

منهل باريش: أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» والسيطرة رسمياً على مدينة الرقة، بعد أيام من السيطرة الفعلية عليها وقيام «قسد» وكتائب الهندسة في التحالف الدولي بتفكيك العبوات من الشوارع الرئيسية في المدينة، والبدء بعملية تحديد عشرات الأنفاق التي حفرها التنظيم بين أحياء المدينة.

وجاء الإعلان الرسمي (الجمعة الماضي) بعد يوم من رفع صورة كبيرة لقائد حزب العمال الكردستاني، عبد الله اوجلان في دوار النعيم، أحد أبرز معالم المدينة. وهذا هو المكان الذي تظاهر فيه نشطاء الثورة من أبناء المدينة مرات عديدة ضد النظام وتنظيم «الدولة»، وتحول خلال سيطرة التنظيم على الرقة إلى ساحة عرض ليظهر وحشية التنظيم وقوته، فعلق رؤوس مناهضيه على السور المعدني للدوار، وقام بعمليات إعدام وقطع أيدٍي في محاولة إرهاب أهالي المدينة ومخالفيه في كل مكان، ليسمى في ظل سيطرة التنظيم بدوار «الجحيم».

في المكان نفسه تشابهت حركات استعراض القوة وصور الزعماء، فقد بثت وسائط التواصل الاجتماعي صورا لمقاتلي «وحدات حماية الشعب» يقومون بحركات استعراضية لعربة «بي إم بي» في مشهدية مطابقة لاستعراض عناصر التنظيم في 2014.

وعلق رئيس مجلس محافظة الرقة الحرة، المحامي سعد الشويش، على إعلان قسد سيطرتها على المدينة، قائلاً: «خرجت المحافظة من حكم الإرهاب الأسود الداعشي إلى الإرهاب الأصفر، لو كانت قوى محررة لما رفعت صورة أوجلان على أشلاء المدنيين وخراب المدينة». ووصف مجلس الرقة المدني بـ «مجلس قسد»، مضيفا: «شكلته قوى الأمر الواقع العسكرية، الأعضاء العرب المشاركون في المجلس من أزلام النظام وأصحاب السوابق، والعناصر الكردية فيه هم أعضاء في حزب الاتحاد الديقراطي وذراعه العسكري».

وتخلف مجلس محافظة الرقة الحرة عن اجتماع روما نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، الذي دعت إليه الخارجية الأمريكية لبحث «مستقبل الرقة وإدارتها في مرحلة ما بعد داعش». وحضر الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والخارجية الإيطالية وآخرون عن منظمات المجتمع المدني العاملة في الجزيرة السورية. فيما أشارت مصادر مقربة من مجلس المحافظة أن المجلس «لم يتلق تشجيعا على الحضور من الجانب التركي، وأنه نصح بعدم السفر والمشاركة».

ويعتبر مؤتمر روما خطوة أمريكية استباقية قبل طرد التنظيم من الرقة، إذ تنوي واشنطن إطلاق مؤتمر خاص من أجل «إعادة اعمار الرقة» بعد تدمير نحو 70 في المئة من المدينة وتدمير كامل بنيتها التحتية، وهو ما يعيق عودة المدنيين إلى فترة طويلة تقدر بما لا يقل عن ستة أشهر في الحد الأدنى، ريثما تنتهي عمليات إزالة الأنقاض بشكل أولى. ويبقى السؤال الرئيسي، أين سيسكن الناس بعد إزالة الأنقاض؟ وهو ما يعني دخول أمريكا والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية في سباق مع الزمن من أجل إعادة إعمار المدينة. ومن المعروف أن تركيا سترفض المشاركة في ظل هيمنة وحدات الحماية التي تصنف إرهابية في أنقرة، وهذا سيفوّت فائدة اقتصادية كبيرة على الخزانة التركية، فحساسية الأمن القومي لأنقرة أكبر بكثير من حساسيتها الاقتصادية بكل تأكيد. إلا أن دورا روسيا محتملاً في «إعادة اعمار الرقة»، وفي حال توافق أمريكي ـ روسي، سيوجِد موطئ قدم لتركيا في الرقة عبر البوابة الروسية.

إلى ذلك، اتهم نشطاء رقيون «قسد» بإبرام صفقة سمحت بخروج مقاتلي التنظيم الأجانب، والرضوخ إلى شرطه بإخراج بعض المدنيين كدروع بشرية. واطلعت «القدس العربي» على شريط مصور يظهر خروج عربات شحن كبيرة تنقل مقاتلي التظيم من قلب المدينة بأسلحتهم المتوسطة والخفيفة باتجاه شرق الرقة. وقالت مصادر محلية إن «رتلا كبيرا لعناصر التنظيم توجه إلى دير الزور في منطقة الجزيرة، شرق نهر الفرات وصولا الى منطقة الخشام، حيث تم عبرها الانتقال إلى منطقة سيطرة التنظيم في دير الزور شرق سوريا».

وأفاد كبير مفاوضي المعارضة السورية، المحامي محمد صبرا، أن «اصطحاب مدنيين من قبل داعش كدروع بشرية ينطبق عليه الوصف القانوني لجريمة حرب». ووصف هؤلاء المدنيين بأنهم «رهائن تمّ حجز حريتهم وإجبارهم قسرا على مرافقة قوافل داعش التي خرجت من الرقة، وهذه الجريمة، أي أخذ رهائن، نصت عليها الفقرة ج من البند 2 من المادة الثامنة من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية. وللتنويه الفقرة ج مخصصة لجرائم الحرب التي تحدث في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي، وهو ما ينطبق تماما على وضع النزاع المسلح في الرقة». ونوه صبرا إلى أن أي «عملية تسهيل لهذا الأمر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وقوات البي واي دي يجعل منهما معا شركاء في ارتكاب جريمة حرب».

ولم تستجب قسد حتى اللحظة لنداءات أهالي المعتقلين والمختطفين لدى التنظيم، اذ يُعتبر الملعب البلدي السجن الرئيسي للتنظيم ويعتقد أهالي الرقة انه يضم مئات المعتقلين بعضهم اعتقل في 2014 عندما سيطر التنظيم على المدينة وشرق سوريا، وآخرين اعتقلوا قبل بضعة أشهر خلال معركة «تحرير الرقة».

من جهة أخرى، فان الدمار الكبير والسيطرة الأمنية لـ»وحدات حماية الشعب» سيعيقان عملية عودة أكثر من 200 ألف مدني من أبناء مدينة الرقة، وعددا مشابها من أبناء ريف المحافظة مقيمين في مدينة أورفا التركية، جنوب البلاد. ومن غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كانت ضغوط تمارسها أمريكا على حليفتها قسد، سوف تسمح بعودة المدنيين أو نشطاء المدينة من العرب المناهضين لها، أو قطع وعد بسلامة حياتهم وعدم ملاحقتهم. يضاف إلى ذلك أن الحدود مغلقة من الجانب التركي، بسبب سيطرة الوحدات على معبر تل أبيض الحدودي.

 

داعش” والنظام السوري ينتقمان من أهالي مدينة القريتين

جلال بكور

أشارت مصادر  محلية إلى تضارب في عدد الضحايا الذين قُتلوا على يد قوات النظام السوري وتنظيم “داعش” الإرهابي، خلال سيطرة الأخير على مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي وانسحابه منها أول أمس السبت. فعلى الرغم من تأكيد مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أنه تم توثيق مقتل 56 شخصاً بالأسماء، من بينهم طبيبان، وكلهم ذكور “شباب، رجال، كبار في السن” ولا يوجد بينهم أطفال أو نساء، ومعظمهم قُتل رمياً بالرصاص، إلا أن مصادر أخرى أشارت إلى أن عدد الضحايا تجاوز المائة قتيل.

وأوضحت المصادر أن عدداً من المدنيين عُثر عليهم في المناطق المحيطة بالمدينة، بينما أكد شهود أن الضحايا قُتلوا على يد “داعش” وقوات النظام التي دخلت المدينة يوم السبت الفائت، عقب انسحاب التنظيم منها بعد عشرين يوماً من دخول المدينة بشكل مفاجئ. وسط اتهامات لكل من تنظيم “داعش” وقوات النظام بتنفيذ المجزرة.

من جانبه قال “مركز القريتين الإعلامي” إن العدد الذي تمكن من توثيقه بالأسماء حتى الآن هو واحدٌ وخمسون شخصاً، مشيراً إلى أنهم قضوا خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة.

 

ومع تضارب الأنباء حول عدد الضحايا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العدد بلغ  116، مشيراً إلى أن الجثث عُثر عليها في مناطق أخلاها تنظيم “داعش” ومناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري.

 

وترجح مصادر محلية ارتفاع حصيلة القتلى بسبب وجود عدد من المفقودين لا يزال مصيرهم مجهولاً، حيث يواصل الأهالي عملية البحث في المزارع المحيطة بالمدينة.

 

من جانبها ذكرت مصادر موالية للنظام السوري أنه تم العثور على ما يقارب الخمسين جثة في مدينة القريتين تعود لمدنيين قضوا جراء تصفيتهم من قبل تنظيم “داعش” أثناء تواجد عناصره في المدينة خلال الأسابيع الماضية، حيث تم التعرف على هوية معظم تلك الجثث من قبل السكان الذين دفنوا قسماً منها، فيما بقي عدد من الجثث مجهولة الهوية حتى الآن.

 

وأوضحت المصادر أن عمليات القتل تمت بشكل ميداني عن طريق الرمي بالرصاص وفق شهود، وتمت العمليات خلال سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة، وبعد انسحابه منها يوم السبت الفائت، مضيفة: “كل طرف اتهم المدنيين بالتعامل مع الآخر، وعلى إثره تمت عمليات الإعدام”.

 

وكان تنظيم “داعش” قد سيطر في بداية تشرين الأول الجاري على المدينة بشكل مفاجئ إثر عملية تسلل انسحبت قوات النظام على عقبها من المدينة.

 

في سياق آخر، ذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن طيران النظام السوري قصف منازل المدنيين الليلة الماضية في حي العرضي القابع تحت سيطرة تنظيم “داعش”، في مدينة دير الزور، ما أسفر عن مقتل أربعة أطفال من عائلة واحدة.

 

وقالت مصادر محلية إن تنظيم “داعش” تمكن من استعادة السيطرة على أجزاء من بلدة خشام في ريف دير الزور الشرقي على الضفة الشمالية من نهر الفرات، بعد هجوم معاكس أجبر قوات النظام على التراجع في البلدة الواقعة على بعد كيلومترات من حقل كونيكو الذي تسيطر عليه ميليشيات “قسد”.

 

وفي سياق متصل، سيطرت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”على قرية ماشخ وقرية تل البصيرة في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، بعد انسحاب تنظيم “داعش” منها بفعل الضربات الجوية من قوات التحالف الدولي.

 

وفي غضون ذلك سيطرت مليشيا “قسد” على حقل “صيجان” النفطي بالقرب من حقل العمر بعد معارك مع تنظيم “داعش”، في حين شن الأخير هجمات معاكسة على الحقل أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف المليشيات.

 

وفي حماة، تجددت الاشتباكات بين “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “داعش” في محيط قرى أبو لفة والطرفاوي والخفية في ناحية الحمراء بريف حماة الشرقي، وذلك بعد استعادة سيطرة “هيئة تحرير الشام” على قرية الخفية ومجموعة من القرى الأخرى في ناحية الرهجان القريبة.

 

وفي ريف دمشق، ألقى طيران النظام براميل متفجرة على بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن في الغوطة الغربية، مسفراً عن وقوع أضرار مادية، كما قصف طيران النظام مناطق في قرية الخوين بريف إدلب الجنوبي دون وقوع إصابات بشرية.

 

ناشطون سوريون يستنجدون: #الأسد_يحاصر_الغوطة

جلال بكور

يستعد ناشطون سوريون لإطلاق حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء اليوم الإثنين، تنديداً بالحصار الذي يفرضه النظام السوري على الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، ما أدّى إلى وفاة طفلين بسبب سوء التغذية أخيراً، وارتفاع عدد المهددين بالموت، لفقدان أنواع من حليب الأطفال.

وأنشأ الناشطون صفحة مخصصة للحملة على موقع “فيسبوك” وحساباً على “تويتر”، لنشر معلومات وصور توثّق حصار النظام للغوطة ومعاناة المدنيين.

ودعا القائمون على الحملة، السوريين والمتضامنين مع الشعب السوري، إلى تنظيم وقفات احتجاجية ضمن أماكن إقامتهم في سورية وخارجها، بالتعاون مع المجتمع المحيط، والمساعدة في نشر الرسائل السياسية والبيانات الإعلامية الصادرة عن الحملة وتسليمها إلى الجهات الرسمية والمنظمات الدولية، والتواصل مع الناشطين للتضامن بالوقفات والمساهمة في التغريد والنشر والاحتجاج.

 

كما دعوا، الناشطين السوريين، إلى وضع شريط الحملة “الأسد يحاصر الغوطة” على صورتهم الشخصية على “فيسبوك”.

وأشار أحد منظمي الحملة، الناشط حازم الشامي، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “هدفنا إيصال صوت المظلومين في الغوطة الشرقية نتيجة الحصار الذي يفرضه النظام منذ سنوات والابتزاز الذي تقوم به قوات النظام مستغلة الحصار”، وأوضح الشامي أن طفلين في الغوطة الشرقية قضوا قبل يومين بعد ولادتهم بأسابيع، نتيجة عدم وجود حليب أطفال مناسب لهم.

وأكد مصدر طبي لـ”العربي الجديد”، “وجود العديد من حالات سوء التغذية بين الأطفال وهم مهددون بالموت، نتيجة فقدان حليب الأطفال المجفف، إذ يولد أطفال لا يتقبلون حليب الأم ويجب تغذيتهم بأنواع محددة من الحليب المجفف المخصص للأطفال حديثي الولادة”.

وقال الناشط أبوأحمد عامر، من الغوطة الشرقية، لـ”العربي الجديد”، “إننا ندعو الجميع إلى التعاون في إيصال صوت المظلومين في الحصار الذي يفرضه النظام على الغوطة، ونحذر من موت ينتظره العديد من الأطفال في الغوطة”.

يذكر أن قوات النظام تحاصر الغوطة الشرقية منذ أكثر من أربع سنوات، وتبتز المدنيين والتجار عبر فرض غرامات مالية كبيرة على المواد الغذائية التي تسمح بإدخالها، مستغلة “اتفاق أستانة” الذي وضع الغوطة ضمن مناطق خفض التوتر برعاية روسية.

 

ديرالزور:”التحالف الدولي” أفشل هجوم النظام على حقل العمر

محمد حسان

تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية” و”مجلس ديرالزور العسكري”، الأحد، من السيطرة على حقل العمر النفطي، الواقع شمالي بلدتي ذيبان والشحيل من ريف ديرالزور الشرقي، الذي يُعتبر أكبر حقول النفط في سوريا.

 

سيطرة قوات “قسد” و”مدع”، جاءت بعد تقدمها من محور معمل غاز كونيكو غرباً باتجاه حقل العمر، بمشاركة “قوات خاصة” أميركية، ودعم جوي من طيران “التحالف الدولي” الذي لازم تحرك القوات المهاجمة وأمّن مرورها لمسافة تقارب 20 كيلومتراً، بمحاذاة البادية الشمالية الشرقية لبلدات جديد عكيدات والبصيرة والشحيل، من دون مقاومة تذكر من تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي كان يُسيطر على المنطقة.

 

وأجبر هجوم “قسد” العنيف، ووجود الغطاء الجوي من “التحالف الدولي”، عناصر تنظيم “الدولة” على الانسحاب من الحقل بعد أقل من نصف ساعة من بدء الهجوم. وشهدت “مساكن العمال” التي حاول التنظيم التمركز داخلها أعنف المواجهات، قبل أن تتمكن قوات “قسد” من السيطرة عليها بشكل كامل.

 

وخسر التنظيم أكثر من 33 عنصراً، في تلك المعارك، بينما بلغت خسائر “قسد” ما لا يقل عن 20 مقاتلاً بين قتيل وجريح، وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين شرقي وشمالي الحقل. أما جنوباً، فقد تمكنت “قسد” من الوصول إلى أطراف بلدتي الشحيل وذيبان المجاورتين لحقل العمر.

 

هجوم “قسد” المفاجئ، كان بهدف قطع الطريق على قوات النظام التي عبرت إلى الضفة الشمالية لنهر الفرات من جهة مدينة الميادين، ومنعها من التقدم والسيطرة على الحقل عبر محور بلدة ذيبان.

 

مدير “شبكة ديرالزور 24” الإعلامية عمر أبو ليلى، قال لـ”المدن”، إن مليشيات النظام عبرت إلى الضفة الشمالية لنهر الفرات من جهة مدينة الميادين، منذ ليل السبت/الأحد. ومع صباح الأحد حاولت التقدم إلى أطراف بلدة ذيبان ثم حقل العمر النفطي، لكن طيران “التحالف الدولي” استهدفها بعدد من الغارات، ما أجبرها على التراجع إلى الضفة الجنوبية باتجاه مدينة الميادين.

 

وأضاف أبو ليلى أن قصف “التحالف الدولي” تسبب بمقتل عنصرين من مليشيات النظام وجرح أخرين، بالأضافة إلى تدمير عدد من الآليات وجسراً كان معداً لتنقل القوى المهاجمة بين ضفتي نهر الفرات.

 

وتهدف “قسد” و”مدع” من تحركاتها العسكرية الآن، إلى تأمين محيط حقل العمر ثم التقدم من ثلاثة محاور؛ الأول باتجاه حقل سيجان النفطي شمالي حقل العمر، والثاني باتجاه سرير الفرات بهدف طرد تنظيم “الدولة” من بلدات ذيبان والشحيل والبصيرة وجديد عكيدات، أما المحور الثالث فسيكون شرقاً بموازاة النهر للسيطرة على حقل التنك النفطي، وبقية قرى الريف الشرقي الواقعة شمالي الفرات.

 

المعارك الدائرة تترافق مع الحديث عن وجود مفاوضات، بين “قسد” و”مدع” من جهة، وتنظيم “الدولة” من جهة أخرى، حول تسليم الأخير قرى ريف ديرالزور الشرقية حتى بلدة هجين للقوات المهاجمة من دون قتال.

 

تقدم “قسد” في ريف ديرالزور الشرقي، يتزامن مع تقدم آخر تحرزه شمالي المحافظة على محور نهر الخابور، حيث تمكنت من السيطرة على قرية طيب الفال والبادية الواقعة شرقي طريق الروضة، والمعارك الآن على أطراف بلدتي النملية والحريجي.

 

وتواصل قوات النظام عملياتها العسكرية في مدن وبلدات الريف الشرقي، جنوبي نهر الفرات، انطلاقاً من محور الطريق الدولي، وتمكنت الإثنين من التقدم والسيطرة على تلال عين علي المطلة على مدينتي القرية والعشارة وبلدة محكان، بالإضافة لمزارع الدبوس وحاوي الحكنة. وما تزال المعارك مستمرة على الطرف الجنوبي لتلك المناطق، في ظل قصف جوي ومدفعي مكثف يستهدف مدينتي القرية والعشارة.

 

وتهدف مليشيات النظام من تحركاتها العسكرية، إلى السيطرة على مدينتي القرية والعشارة وبلدة محكان التي يعتبر سقوطها مسألة وقت فقط، خاصة بعد سيطرة القوات المهاجمة نارياً عليها، إضافة لاحتمال انسحاب التنظيم منها في أي لحظة.

 

سيطرة مليشيات النظام على مدينتي القرية والعشارة وبلدة محكان، تعني انتهاء المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي، التي تليها المرحلة الثالثة والأهم تستهدف مدينة البوكمال على الحدود السورية-العراقية.

 

كما تمكنت مليشيات النظام، وبغطاء جوي من الطيران الروسي، من استعادة السيطرة على بلدة خشام تحتاني في ريف ديرالزور الشرقي شمالي نهر الفرات، بعد أقل من 48 ساعة من سيطرة تنظيم “الدولة” عليها.

 

تقدم مليشيات النظام شمالي وجنوبي نهر الفرات في الجهة الشرقية من المحافظة، يقابله عجز عن إحراز أي تقدم في محور حويجة صكر في مدينة ديرالزور، الذي تكبدت فيه مليشيات النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد. ويعود سبب فشل مليشيات النظام بالتقدم عبر محور حويجة صكر، إلى أسلوب تنظيم “الدولة” القتالي هناك والمعتمد على حقول مكثفة من الألغام بهدف إعاقة تقدم القوات المهاجمة، وعمليات القنص والقصف المركزين، مستفيداً من المساحات المفتوحة داخل الحويجة، وعدم وجود الكتل السكنية أو التضاريس الكفيلة بحماية القوات المعادية.

 

المعارك والقصف الجوي شرقي وشمالي المحافظة، يترافق مع موجة نزوح مستمرة باتجاه المناطق الأقل تعرضاً للقصف، خاصة مناطق سيطرة “قسد” في الريف الغربي وريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة الشرقي. وتصل مئات العائلات يومياً إلى المخيمات المخصصة للنازحين في تلك المناطق، وسط أوضاع مأساوية  يعيشها النازحين نتيجة عدم توافر خيام كافية لاستيعاب تلك الأعداد، وغياب شبه تام للرعاية الطبية والخدمات داخل تلك المخيمات.

أحمد، أحد المدنيين في مخيم السد في ريف الحسكة الجنوبي، قال لـ”المدن”، إن الكثير من الأمراض تنتشر بين النازحين في تلك المخيمات، مثل الجرب واللشمانيا والتهاب السحايا والتهاب الجروح لدى بعض المصابين، نتيجة غياب الرعاية الصحية والخدمات في تلك المخيمات، وعدم سماح قوات “قسد” المشرفة على تلك المخيمات للمرضى بالخروج منها إلى المشافي لتلقي العلاج”.

 

بعد هزيمة الرقة..”داعش” يخسر منصاته الاعلاميّة

خسر تنظيم “داعش” مراكزه الاعلامية التي واظب على اطلاق دعايته منها، إثر خسارته مدينة الرقة التي كانت تعد معقل التنظيم.

 

ووجد ناشطون وصحافيون أسماء وشعارات العديد من وسائل اعلام التنظيم مكتوبة على لافتات رمادية بينها اذاعة “البيان” و”الحياة” و”الفرقان” ومجلة “النبأ” قرب ساحة الساعة في الرقة.

 

وشكلت الرقة مركزاً لمعظم الانتاج الاعلامي الصادر عن التنظيم الذي يروج لبياناته واعتداءاته الوحشية من جهة، ويصوّر المدينة بمثابة “جنة” جهادية نجح في تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية فيها، من جهة ثانية.

 

وأشارت وكالة “فرانس برس” في تقرير من الرقة، الى أكشاك اسمنتية في أحياء عدة في المدينة، مع لافتات كتب عليها “نقطة اعلامية”، تولى عناصر التنظيم من خلالها توزيع اصداراتهم المطبوعة سواء تلك المتعلقة بهجماتهم العسكرية في سوريا والعراق أو مبادئ توجيهية للصوم في شهر رمضان وصولاً الى قواعد ارتداء النساء للثياب.

 

وقالت: لا تزال إحدى هذه النقاط موجودة في ساحة الساعة في الرقة، بالقرب من صالة عرض في الهواء الطلق تحت سقف مدمر جزئياً.

 

وتضم ستة صفوف من مقاعد مقسمة بين اللونين الأحمر والأخضر يكسوها الغبار أمام واجهة معدنية يفترض أنها شاشة تلفزيون محطمة على الأرض في مكان قريب كانت معلقة عليها.

وتحدثت مراسلة الوكالة عن عبارة “عملية نوعية لجنود الخلافة” مكتوبة على كتيب ملطخ بالدماء داخل كشك “اعلامي” مدمر في مدينة الرقة السورية.

 

وأتقن تنظيم “داعش” منذ نشأته، الترويج لاصداراته عبر آلة دعائية عصرية ومتعددة اللغات، من خلال نشر مجلات عبر الانترنت وبث نشرات إذاعية وانتاج مقاطع فيديو توثق عمليات اعدام مرعبة.

 

وغالباً ما استخدم القاصرين في انتاجه الاعلامي وتباهى بالجنود الأطفال الذين أطلق عليهم تسمية “أشبال الخلافة”، في محاولة لاثارة صدمة وجذب اهتمام الاعلام عبر العالم.

 

موسكو تنتقد جرائم”التحالف” في الرقة..وتنسى جرائمها في حلب

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف، في بيان باسم الوزارة، إن نحو 200 ألف شخص كانوا يعيشون في الرقة قبل اندلاع الصراع في سوريا ولم يتبقَ هناك حالياً أكثر من 45 ألفاً. وذكر كوناشينكوف: “ورثت الرقة مصير درسدن في 1945.. التي محاها القصف البريطاني الأميركي، عن وجه الأرض”.

 

هنا تناسى الميجور جنرال المقولة الألمانية المشهورة: “الأميركي فوق رأسك، أرحم من الروسي فوق بطنك”. فالقصف الأميركي للمدن الألمانية، كان يترك للناس فرصة للهرب، في حين كان الجنود السوفيات يحتجزون الجميع، ويمارسون كل أنواع التنكيل والبطش بالسكان، خاصة النساء. فالاتحاد السوفياتي كان قد غزا شرقي ألمانيا، ودمر جنوده كل ما وجدوه على الأرض، ونهبوا مخازن الطعام، وحرموا السكان منه. فظاعات الجيش الأحمر في ألمانيا، لا تقل بأي حال عن فظاعات قصف “التحالف” للمدن الألمانية من الجو، في الحرب العالمية الثانية.

 

ورغم أن كوناشينكوف، قال إن روسيا ترحب بتعهدات الغرب بتقديم مساعدات مالية لـ”إعادة إعمار” الرقة، فقد شكا رفض الغرب لعدد كبير من المطالب الروسية خلال السنوات السابقة لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين السوريين في أجزاء أخرى من البلاد. وتابع: “ما هو السبب وراء اندفاع العواصم الغربية لتقديم مساعدة مالية للرقة فقط؟”، ومضى قائلاً: “هناك تفسير واحد فقط.. الرغبة في التستر على أي دليل على القصف الهمجي من جانب سلاح الجو الأميركي والتحالف بأسرع ما يمكن ودفن آلاف المدنيين المحررين من الدولة الإسلامية تحت الأنقاض”.

 

مرة أخرى، تناسى الميجور جنرال كوناشينكوف، إن روسيا سبق ودمّرت نهاية العام 2016، أحياء حلب الشرقية، عن بكرة أبيها، مستخدمة كل ما في جعبتها من أسلحة. ولم يبق من الأحياء الشرقية سوى الأطلال، بعدما تمّ تهجير من تبقى من سكانها قسراً. تباكي كوشينكوف على الرقة، هو لمجرد ذر الرماد في عيون “التحالف الدولي” الذي ارتكب من الجرائم ضد الإنسانية ما ارتكب. لكن ذلك لن يعطِي السيد كوناشيكوف صك براءة على جرائم موسكو في سوريا منذ بدء تدخلها العسكري المباشر، دفاعاً عن نظام بشار الأسد، نهاية العام 2015.

 

#أين_مخطوفو_داعش؟

لم يؤدِ تحرير مدينة الرقة من سيطرة تنظيم “داعش” على يد قوات سوريا الديموقراطية، إلى تقديم إجابات لكافة ما خلقه التنظيم من غموض وما خلفه من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان، وبالتحديد في قضية المخطوفين والمغيبين قسراً في معتقلات التنظيم، والذين يبلغ عددم 7419 معتقلاً حسب إحصائيات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

 

وأطلق ناشطون سوريون وسكان من مدينة الرقة حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يطالبون فيها بتقديم إجابات عن مصير أفراد من عائلاتهم ومن أصدقائهم ومعارفهم تعرضوا للاعتقال أو الاختطاف من قبل مقاتلي التنظيم طوال فترة احتلاله للمدينة منذ العام 2013، حيث طبق التنظيم نسخة متشددة من الإسلام فرض فيها عقوبات قاسية على من ينتهكها أو على من يخالفه في الرأي، ورغم كمية الإعدامات الواسعة التي قام بها التنظيم وتباهى بها علناً إلا أن عدد المعتقلين يبقى كبيراً وتحديداً بين الناشطين السياسيين والمدنيين.

 

وتداول الناشطون عبر هاشتاغ #أين_مخطوفو_داعش  ونظيره باللغة الانجليزية #WhereAreTheKidnappedByIsis بياناً طالبوا فيه قوات سوريا الديموقراطية بتقديم معلومات حول المعتقلين ومصيرهم وماذا حل بهم خلال عملية تحرير المدينة بمساعدة قصف قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وإن كانت تتوفر معلومات حول بقائهم في المدينة أو إن كان التنظيم قد نقلهم إلى مكان آخر ضمن صفقة سمح بموجبها لعدد من مقاتلي التنظيم بخروجهم من الرقة نحو صحراء دير الزور حيث مازال التنظيم يحتفظ ببعض المعاقل خارج المناطق الحضرية الكبرى.

 

وجاء في البيان: “الشيء الذي يرمز إلى انفصال شواغل المحاربين ضد داعش عن تطلعات السكان المحليين هو أن تحالف المحاربين لم يعرض في أي وقت أدنى اهتمام بمصير المخطوفين والمغيبين عند داعش منذ عام 2013، ولم يجر اتصال بأي من أسر المغيبين، ومحاولة جمع معلومات أو إظهار شيء من الاهتمام والتضامن” وأضاف: “‎عبر إهمال قضية من قاوموا داعش والدولة الأسدية، لا نستطيع إلا أن نلاحظ أن انتزاع الرقة من سيطرة داعش يبدو مضاداً لمبدأ الثورة السورية، تمثيل السكان لأنفسهم وتقرير مصيرهم، سواء أعيدت المدينة إلى سيطرة النظام أو لُفِّقت لها أجهزة حكم فوقية من وكلاء الاحتلال الجديد”.

 

دمشق: التهجير يلاحق قاطني “مراكز الإيواء المؤقتة

رائد الصالحاني

بدأت “محافظة دمشق”، قبل حوالي شهرين، بإخلاء “مراكز الإيواء المؤقتة” في العاصمة، وترحيل قاطنيها المنتمين إلى قرى وبلدات، سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، إلى مناطقهم، ونقل من تبقى منهم إلى مراكز إيواء بعيدة، خارج الحدود الإدارية لدمشق.

 

القرار الذي اتخذته “محافظة دمشق”، وبدأت تطبيقه، نصّ على ترحيل كافة المقيمين في مراكز الإيواء نحو مدنهم وبلداتهم، ونقل نازحي محيط مدينة دمشق إلى مركز الدوير بالقرب من عدرا شمال شرقي دمشق، ومركز حرجلة في الريف الجنوبي الغربي للعاصمة، مع إبقاء عدد من المراكز في أحياء الزاهرة ومساكن برزة في العاصمة دمشق.

 

وقد تمكنت المحافظة مدعومة بدوريات من الشرطة والمخابرات، من إخلاء أكثر من 10 مراكز، وتخفيض عدد “مراكز الإيواء” في العاصمة، من 20 إلى 9 فقط. وظنّ قاطنو المراكز التسعة المتبقية أن القرار لن يشملهم، بحسب الوعود التي قُدمت لهم. إلا أنه وبعد أيام، صدر قرار نهائي من “محافظة دمشق” و”وزارة الشؤون الاجتماعية”، بإخلاء كافة مراكز دمشق من دون استثناء، ونقل قاطنيها إلى خارج دمشق.

 

عملية الإخلاء جاءت بعد أن شهدت دمشق، مؤخراً، عمليات تفجير، يعتقد النظام أن النازحين إلى دمشق كانوا على ارتباط بمنفذيها. فصدرت الأوامر بإخلاء المراكز، وبدأت فعلاً دوريات الشرطة باقتحامها، وتم إخلاء بعضها في مشروع دمر ومساكن برزة. في مراكز منطقة الزاهرة، أحدث المقيمون فوضى، وهددوا بالاعتصام بالقرب من مقر المحافظة، ما لم يتم التراجع عن القرار. فتم إخراجهم بعد تهديدهم باستدعاء دوريات من “فرع فلسطين”، و”التشبيح” على المعترضين من قبل “فريق دمشق التطوعي”، المسؤول إدارياً واغاثياً عن كافة مراكز الإيواء في مدينة دمشق. وعمدت “محافظة دمشق” إلى تأجيل إخلاء بعض المراكز، تجنباً لحدوث مشاكل أو اعتصامات قد تتطور لمظاهرات.

 

كثير من العائلات التي تنحدر من مناطق استولت عليها مؤخراً قوات النظام، واجهت الترحيل الفوري إلى مناطقها، ومطالبتها بالعودة إلى منازلها فوراً، من قبل مشرفي مراكز الإيواء. كما أن جزءاً من العائلات رفض الذهاب إلى مراكز الإيواء في الدوير وحرجلة، نظراً لبعدها عن دمشق، وانعدام المواصلات المباشرة إليها، وعدم توفر فرص العمل في محيط المنطقة، فضلاً عن التشديد الأمني الممارس بحق المقيمين في تلك المراكز، خاصة ضد أبناء المناطق الشرقية؛ ديرالزور والرقة. وقررت عشرات العائلات البقاء في مدينة دمشق، والبحث عن منازل أو غرف للإيجار، والخوض في معضلة “الموافقة الأمنية”. ويشمل ذلك العائلات التي تمكن بعض أفرادها من الحصول على فرصة عمل في العاصمة، وسجلت أطفالها في المدارس القريبة، بعد معاناة طويلة مع “وزارة التربية”.

 

معاملة المقيمين في مراكز إيواء، لا تختلف كثيراً عن معاملة اللاجئين السوريين في بعض البلدان المجاورة، من حيث العنصرية والتشبيح. والمسؤولون عن مراكز الإيواء، لطالما أجبروا رب الأسرة على التوقيع على تعهد بعدم عودته إلى المركز، ولا اللجوء إلى “المحافظة” لإيجاد مكان يأويه، إذا ما قرر استئجار منزل أو الإقامة عن أحد أقاربه خارج المركز. ولطالما مُنع الشخص من اصطحاب عائلته خارج المركز، إلا بعد الحصول على “موافقة أمنية” من الفرع الأمني المسؤول عن المنطقة.

 

“لجنة الإغاثة” في دمشق، التابعة للنظام، قالت إن إخلاء بعض المراكز جاء نتيجة وجود شواغر في مراكز أخرى “بعد عودة المئات إلى قراهم ومدنهم، إثر الانتصارات التي حققها الجيش السوري”. وتعتبر مراكز الإيواء في حرجلة والدوير على أطراف العاصمة دمشق، من أسوأ الأماكن لاقامة النازحين، نظراً لموقعها شبه الصحراوي مع غياب أدنى مقومات مقاومة العوامل الجوية، وعدم انتظام الكهرباء، وصعوبة الوصول إليها.

 

ولطالما روّج النظام إعلامياً، لمراكز الإيواء بأنها الحضن الدافئ للمُهجّرين من مناطق سيطرة “المسلحين”، وأن من واجب “الدولة” احتضان تلك العوائل التي قررت الهروب من الإرهاب واللجوء إلى “الدولة”. هذا بالإضافة إلى الذين اختاروا “تسوية أوضاعهم” من المطلوبين في المناطق التي طُبّق فيها نموذج التهجير القسري، كمدينة داريا، التي خُصص لهم منطقة في مركز حرجلة، لا يُسمح لأحد بالوصول إليها. ضمنياً، يعتبر النظام كل نازح ومُهجر في مراكز الإيواء مشروع “ارهابي”، وحاضنة لـ”المسلحين”، كما يحلو لعناصر “فريق دمشق التطوعي” وصف النازحين. هذا عدا عن الممارسات اللا-أخلاقية المستمرة بحق قاطني المراكز، وفرض قوانين صارمة عليهم للدخول والخروج، فضلاً عن المساهمة في اعتقال العشرات منهم على مدى سنوات، لمجرد الاشتباه.

 

ولا تختلف مراكز الإيواء كثيراً عن شوارع وأحياء دمشق من حيث تطبيق التجنيد الإجباري والتضييق الأمني، فأجهزة المخابرات تُسيّر دورياً حملات تستهدف المراكز، لاعتقال المطلوبين أمنياً أو المشتبه فيهم، أو للسوق إلى “التجنيد الإجباري” في “الخدمة الإلزامية” أو “الاحتياطية”.

 

النظام كان قد كفّ يد الأمم المتحدة والهيئات الدولية عن مراكز الإيواء، ليستطيع ممارسة القمع بعيداً عن أي عين حقوقية، وقام بتسليم تلك المراكز إلى “فريق دمشق التطوعي” الذي ترأسه ميرزت عبود، زوجة محمد الخولي. ويتألف “الفريق” من مجموعة من الشباب والفتيات، ممن يقاتل بعضهم، بشكل تطوعي، مع قوات النظام في الجبهات. كما يملك الفريق قسماً لدعم قوات النظام على جبهات ريف دمشق، وإيصال الطعام واللباس، ومساعدة الجنود أحياناً في حفر الانفاق وإقامة المتاريس، وتوزيع السلل الاغاثية بشكل شهري. بينما لا تحصل العائلات في مراكز الإيواء سوى على سلة إغاثية واحدة، كل شهرين، وأحياناً أكثر من ذلك.

 

داعش”يهاجم اليرموك بالكلور..ويطير برفقة مسؤولين شيشان من القامشلي

قال “تجمع ربيع ثورة”، إن تنظيم “الدولة الإسلامية” استهدف ليل الأحد/الإثنين، مواقع المعارضة في محيط نقطتي المستوصف والمشفى الياباني، على أطراف مخيم اليرموك من جهة بلدة يلدا، بـ”قنابل غاز سّامة”، ما أدى لإصابة 10 مقاتلين بالاختناق، نقلوا على إثرها إلى المشفى الميداني في يلدا.

 

وتلقى المصابون العلاج المناسب، وخرجوا من المشفى الميداني، باستثناء مقاتل واحد، بحسب مصادر “المدن”. الأعراض التي ظهرت على المصابين هي ضيق في التنفس ودمع وتشنج في القصبات. الطبيب المناوب في مشفى يلدا الميداني رجّح استخدام “داعش” لغاز الكلور.

 

وكان “داعش” قد شنّ هجوماً جديداً على نقطة المستوصف الملاصقة للمشفى الياباني، بعد عصر الأحد، وتصدّى مقاتلو “كتائب أكناف بيت المقدس”، ومؤازرات من “جيش الأبابيل” و”جيش الإسلام” و”لواء شام الرسول”، لمحاولة الاقتحام. ما أدى إلى مقتل الانغماسي “الداعشي” الذي حاول التقدّم بعد تفجير عبوة ناسفة في بداية العملية، كما أفادت مصادر عسكرية معارضة بوقوع ثلاثة قتلى آخرين وعدد من الجرحى، من دون إمكانية التأكد من ذلك.

 

ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مبنى المستوصف بعد تمكّن عناصر التنظيم من الدخول إلى الطابق الثاني فيه. واستخدم التنظيم بكثافة حشوات “آر بي جي” والعبوات الناسفة، والأسلحة المتوسطة والخفيفة. ولا تزال الاشتباكات مستمرة في نقطة المستوصف، حيث يستميت “داعش” للسيطرة عليه، بعد يومين من سيطرته على مدرسة “العز بن عبد السلام”. ويعدّ المستوصف بوابة المشفى الياباني، المعروف بكونه موقعاً استراتيجياً مهماً يطلّ على مساحات واسعة من بلدة يلدا، ويرصد منازل المدنيين وطرقاً حيوية فيها.

 

من جهة أخرى، قالت وكالة “آكي” الإيطالية، نقلاً عن مصادر من المعارضة السورية من مدينة القامشلي، إن دفعة من عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة” المحتجزة لدى “قوات سوريا الديموقراطية” غادرت القامشلي قبل أيام. وذلك برفقة مسؤولين من الشيشان، قاموا بزيارة مفاجئة للقامشلي، خلال تواجد مسؤول من النظام، ومسؤول روسي رفيع يُعتقد أنه معاون وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف.

 

وأوضحت المصادر لوكالة “آكي” أن مجموعات من عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة”، وبعض المقاتلين المرضى من التنظيم، غادرت سوريا بطائرة خاصة برفقة مسؤولين شيشان، وعضو في “مجلس الاتحاد الروسي/الدوما”، كانوا قد زاروا مدينة القامشلي والتقوا فيها قياديين في حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، وعلى رأسهم صالح مسلم.

 

وأضافت المصادر: “لقد اصطحب عضو مجلس الدوما والمسؤولين الأمنيين الشيشان عائلات مقاتلي داعش ومعهم بعض مقاتلي التنظيم  الجرحى، وغادروا الخميس بطائرة خاصة عبر مطار القامشلي”.

 

وفد إيراني في داريا لترميم “مقام سكينة

محمد حمشو كان قد انهى عمليات ترحيل الأنقاض ومخلفات الدمار من مدينة داريا (انترنت)

علمت “المدن” من مصادر خاصة أن وفداً إيرانياً زار قبل أيام مدينة داريا في ريف دمشق الغربي، للاطلاع على ما آل إليه “مقام سكينة” بعد المعارك الطويلة، والعمل على ترميمه.

 

وكان الوفد جزءاً من البعثة الإيرانية التي زارت دمشق، مؤخراً، برئاسة رئيس “هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية” اللواء محمد باقري. كما زار الوفد “مقام زينب” جنوبي العاصمة دمشق، و”مقام رقية” في دمشق القديمة، وسط تشديدات أمنية وحضور واضح للمليشيات الشيعية والإيرانية.

 

وبحسب مصدر “المدن”، فإن مشروع ترميم “مقام سكينة” في مدينة داريا، المهجورة بعد طرد سكانها، قد تم توكليه إلى المتعهد الإيراني رضا الواحدي، ولم تتمكن “المدن” مع معرفة خلفية الواحدي، إن كان عسكرياً أو مدنياً.

 

الواحدي، وفي زيارته إلى “مقام سكينة” مع وفد إعلامي، قال إنه سينتهي سريعاً من إعادة ترميم المقام، ليتمكن الزوار من الحضور إليه. كما قدّم الواحدي وعداً بشق طريق من “السيدة زينب” جنوبي دمشق إلى “مقام سكينة” غربها، لـ”خدمة زوار المقام”.

 

ويؤكد أهل داريا أن “مقام سكينة” في بلدتهم حديث نسبياً، بدأ إنشاؤه في العام 2003، ولم يكن معروفاً قبل سنة 1999. ويُعتبر المقام الشيعي دخيلاً على داريا، إذ يقول أهالي المدينة إن المكان لم يحظ بأي أهمية تاريخياً، ولا يعود قطعاً إلى أي رمز ديني سُنّي أو شيعي. لكن إيران، قامت إيران بشراء الموقع في العام 1999، ومناطق مجاورة له، وبدأت تشييد “مقام سكينة” فيه.

 

ويشهد “المقام”، بشكل دوري، زيارات لوفود شيعية من العراق وإيران ولبنان، كان آخرها في أيام عاشوراء، إذ زاره وفد كبير من “السيدة زينب” على رأسهم الرادود العراقي حسن الكربلائي، وقائد “لواء الإمام الحسين” أسعد البهادلي، وعدد من الشخصيات الإيرانية والعراقية.

 

وبعد أكثر من عام على انتهاء العمليات العسكرية في داريا، لا تزال مليشيات النظام تغلق الطريق أمام اصحاب الأرض وأهالي المدينة، وتمنعهم من دخولها، لأسباب غير مصرح عنها، وذلك باستثناء عشرات المنازل شرقي المدينة المطلة على طريق دمشق–صحنايا، التي سُمح لحوالي 200 عائلة بالرجوع إليها.

 

وقالت مصادر “المدن” إن رجل الأعمال السوري محمد حمشو، انهى قبل وقت قصير عمليات ترحيل الأنقاض ومخلفات الدمار من مدينة داريا، بعد استكمال هدم عشرات المنازل “غير” الصالحة للسكن. وتؤكد مصادر “المدن” أن حمشو وقّع صفقة لـ”إعادة إعمار” منطقتين في محيط دمشق، داريا إحداهما.

 

مليشيات النظام كانت قد توصلت، في أيلول/سبتمبر 2016، لاتفاق يقضي بإخلاء مدينة داريا، وتهجير سكانها قسرياً، بعد حصار دامٍ لها امتد لثلاثة أعوام، نتج عنه تدمير شبه كامل للمدينة على رؤوس أهلها. وتم إخلاء مسلحي فصائل المعارضة إلى مدينة إدلب، في حين تمّ تهجير رافضي الخروج إلى الشمال إلى مراكز إيواء خاصة بأهل داريا في منطقة حرجلة من ريف دمشق.

 

وساطة لخروج «داعش» من شرق دير الزور

تركيا تخطط لـ8 قواعد في شمال سوريا

طفل نازح من دير الزور في مخيم عين عيسى قرب الرقة الجمعة الماضي (أ.ف.ب)

بيروت: نذير رضا أنقرة: سعيد عبد الرازق

سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية»، أمس، على حقل العمر النفطي، أكبر الحقول النفطية في محافظة دير الزور، بعد انسحاب «داعش» من المنطقة، وسط معلومات عن وساطة عشائرية مع التنظيم لتسليم المنطقة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى «قوات سوريا الديمقراطية». وبينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وساطة «لاتفاق شامل» يقضي بانسحاب «داعش» من كامل الريف الشرقي لدير الزور، قال مصدر بارز في عشائر سوريا لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتفاق «يقتصر على تسليم حقل العمر النفطي وقرى محيطة لقوات سوريا الديمقراطية، مقابل انسحاب عناصر (داعش) بأمان من الرقة باتجاه شرق دير الزور»، مضيفا أنه «لا معلومات واضحة حتى الآن عما إذا كان الاتفاق شاملاً».

 

من ناحية ثانية، واصل الجيش التركي أمس حشد المزيد من قواته في ولاية هطاي في إطار انتشاره بمحافظة إدلب. وأفادت تقارير باعتزام تركيا إقامة 8 قواعد في شمال سوريا.

 

حقل العمر النفطي لـ«سوريا الديمقراطية» مقابل خروج «داعش» من الرقة

وساطات عشائرية لانسحاب التنظيم من كامل شرق دير الزور

بيروت: نذير رضا

انسحب تنظيم داعش من حقل العمر النفطي، أكبر الحقول النفطية في محافظة دير الزور السورية، قبل أن تتقدم «قوات سوريا الديمقراطية» وتسيطر على الحقل، وسط معلومات عن وساطات بين وجهاء وأعيان من ريف دير الزور الشرقي، مع تنظيم داعش لتسليم سائر المنطقة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى «قوات سوريا الديمقراطية».

وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن، أمس الأحد، سيطرتها على حقل العمر، مشيرة في بيان إلى تنفيذها «عملية عسكرية خاطفة واسعة النطاق استهدفت تمركز المرتزقة في حقول العمر النفطية بغية مباغتة المرتزقة وتفويت الفرصة عليهم لارتكاب أعمال تخريبية تتخلل هزائمهم في المناطق التي يتم تحريرها منهم»، لافتة إلى أنه «استطاعت قواتنا بالنتيجة تحرير حقول العمر وطردهم خارج الحقول دون أضرار تذكر».

وأقر النظام السوري بسيطرة «سوريا الديمقراطية» على الحقل الذي كان يسابق قبل ثلاثة أيام للوصول إليه، قبل أن يشن «داعش» هجمات مرتدة على قواته السبت الماضي، لكنها قالت إن «داعش» انسحب من الحقل.

وقالت مصادر عسكرية سورية تقاتل مع القوات النظامية في دير الزور لوكالة الأنباء الألمانية، إن مسلحي «داعش» «انسحبوا الليلة الماضية (السبت) من حقل العمر لتدخل إليه بعد ذلك قوات (قسد) التي تقدمت من اتجاه قرية جديدة عقيدات شمال الحقل بنحو 50 كلم». وأكدت المصادر أنه لم تحدث أي مواجهات أو اشتباكات بين «قسد» و«داعش»، واصفة هذه العملية بأنها «تسلم وتسلم». وقالت المصادر إن قوات العميد سهيل حسن المعروف باسم «النمر»، كانت على بعد ثلاثة كيلومترات عن الحقل وكانت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الحقل، مشيرة إلى أن «داعش» شن هجمات كثيرة على الجيش في محيط مدينة الميادين لعرقلة وصول القوات إلى حقل العمر.

وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن تسليم الحقل لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن تنسيقاً غير مباشر دفع التنظيم للانسحاب من الحقل، مشيراً إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» تسعى للسيطرة على حقول النفط في الضفة الشرقية لنهر الفرات. وقال عبد الرحمن إن السباق بين النظام يسابق «سوريا الديمقراطية» إلى حقول النفط تلك، لكن «التنظيم يفضل تسليمها لقوات سوريا الديمقراطية على تسليمها للقوات النظامية وحلفائها من الميليشيات التي تقاتل إلى جانبها.

وبينما تحدث المرصد عن وساطات «لاتفاق شامل» يقضي بانسحاب «داعش» من كامل الريف الشرق لدير الزور، وهي المنطقة التي لا تزال تضم ثلاثة حقول نفطية كبيرة هي حقل «التنك» وحقل «بحر» وحقل «الملح»، قال مصدر بارز في عشائر سوريا في دير الزور لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتفاق «يقتصر على تسليم حقل العمر النفطي وقرى محيطة لقوات سوريا الديمقراطية مقابل انسحاب عناصر (داعش) بأمان من الرقة باتجاه شرق دير الزور»، مشيراً إلى أنه «لا معلومات واضحة حتى الآن عما إذا كان الاتفاق شاملاً».

وأكد المصدر العشائري أن الوساطة «لم تقدها عشائر بحد ذاتها، بل وجهاء في عشائر الرقة»، نافياً في الوقت نفسه «علم عشائر دير الزور بالصفقة». وقال: «تمثلت الصفقة في إخراج مقاتلي (داعش) من الرقة، وبالفعل خرجت 20 شاحنة محملة بالمقاتلين مع عتادهم وأسلحتهم كاملة»، لافتاً إلى أن الشاحنات «عبرت مناطق سيطرة سوريا الديمقراطية في دير الزور الغربي. وفي الطريق ترك عناصر إحدى الشاحنات الشاحنة والأسلحة فيها، وتواروا في مناطق وجود المدنيين هاربين، فيما وصل الآخرون إلى الريف الشرقي لدير الزور». ووضع المصدر هذه الصفقة في إطار «السباق بين النظام وسوريا الديمقراطية للسيطرة على حقل العمر» الذي يعتبر أكبر حقول النفط في سوريا، وإحدى أكبر خزانات النفط في الشرق الأوسط.

ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن عدد من المصادر تأكيدها أن وساطات تجري من قبل وجهاء وأعيان من ريف دير الزور الشرقي، مع تنظيم داعش، لدفع الأخير لتسليم قوات سوريا الديمقراطية، القرى والبلدات والمناطق المتبقية من منطقة خشام إلى بلدة هجين بمسافة نحو 110 كلم من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إضافة لكامل المنطقة المتبقية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، الممتدة حتى ريف بلدة الصور. وأكدت المصادر أن التنظيم يذهب في عملية التسليم هذه إلى تفضيل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على هذه المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، وذلك منعاً من تقدم قوات النظام إليها، حيث إنه من المرجح في هذه الحالة، أن تتجه قوات النظام بعمليتها العسكرية للسيطرة على البوكمال والقرى المتبقية في ريفها والضفاف الغربي لنهر الفرات.

ولم ينف مدير مرصد «الفرات بوست» الناشط في دير الزور أحمد الرمضان التسلم والتسليم بين «داعش» و«سوريا الديمقراطية» في حقل العمر، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن 30 قياديا في «داعش» من دير الزور، استسلموا لـ«قوات سوريا الديمقراطية» بينهم سوريون من دير الزور وآخرون من الأجانب، ولم يتم تقديمهم للمحاكمات بينما اختفت العناصر الأجنبية التي استسلمت لتلك القوات، لافتاً إلى أن وساطات ومحادثات غير مباشرة قائمة منذ فترة بين «داعش» و«سوريا الديمقراطية» في تلك المنطقة.

 

الغارديان: إيران الرابح الأكبر من هزيمة “داعش” بالعراق وسوريا

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية، في افتتاحيتها، أن إيران هي الرابح الأكبر من هزيمة تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، مشيرة إلى أن مدينة الرقة، التي كانت تعتبر عاصمة التنظيم، والتي سقطت الأسبوع الماضي بيد قوات سوريا الديمقراطية، وإن كان مثّل نجاحاً للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، فإنه من غير المعلوم ما ستؤول إليه الأمور في منطقة متغيرة.

 

وقالت الصحيفة إنه من السابق لأوانه القول إنه تم القضاء على تنظيم الدولة في سوريا بشكل كامل؛ فلا تزال هناك العديد من الجيوب التي تشهد وجوداً لمقاتلي التنظيم، خاصة على الحدود العراقية-السورية؛ ومن ثم فإنه من غير المرجح أن يختفي هذا التنظيم عقب استعادة الرقة.

 

واعتبرت أن حديث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أن استعادة الرقة تعدّ انتقالاً سياسياً بارزاً في المشهد السوري، إنما هو سخرية جوفاء؛ لأنه لا وجود لهذا التحول في دمشق.

 

وبحسب “الغارديان”، فإنه “لا يمكن القول إن المنطقة الآن هي أقرب للاستقرار فضلاً عن السلام، ففي الوقت الذي استُعيدت فيه الرقة السورية، فإن مدينة كركوك المجاورة بالعراق شهدت هي الأخرى عملية عسكرية ولكن مختلفة، فلقد استعادت القوات العراقية المدينة من قبضة القوات الكردية التي تسيطر عليها منذ عام 2014 بعد معارك مع تنظيم الدولة، وذلك عقب إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء عدّته حكومة بغداد غير دستوري، لتتقدم القوات العراقية، المدعومة بالمليشيات الإيرانية، لاحتلال المدينة وطرد القوات الكردية منها”.

 

وتتابع الصحيفة القول: “في الوقت الذي حققت فيه القوات الكردية السورية انتصاراً واضحاً في الرقة بدعم أمريكي، فإن الأكراد سُحِقوا بمدينة كركوك، ما يجعل الفوضى تعيد رسم المنطقة من جديد؛ ففي حين بدأ تنظيم الدولة ينحسر فإن جماعات محلية مسلحة تسعى إلى ملء الفراغات التي خلفها التنظيم، الأمر الذي يؤدي إلى تحالفات متغيرة على الأرض وإعادة رسم الخرائط والخطوط على الرمال متبدلة، وهو ما يصعب التنبؤ بمآلات الأمور”.

 

القوات الكردية والعراقية، اللتان تحالفتا ضد تنظيم الدولة، كلاهما تلقى تدريباً وتجهيزاً أمريكياً، ولكن الآن بدأت عملية القتال بينهما، وفي الصحراء الشرقية لسوريا تتنافس جماعات مسلحة بعضها مدعوم من أمريكا والآخر من إيران، حيث خاضا حرباً مشتركة ضد تنظيم الدولة، ولكن تحالفهما لن يستمر طويلاً بعد القضاء على تنظيم الدولة.

 

وتخلص “الغارديان” إلى القول إن هناك قوة إقليمية وحيدة مستفيدة من كل ما يجري؛ ألا وهي إيران، ففي ظل انتشار وكلائها العاملين على الأرض ومع زيادة تأثيرها في كل من العراق وسوريا ولبنان، باتت إيران المستفيد الأكبر من الفوضى التي خلفتها الأخطاء الأمريكية وسوء التقدير. واليوم بات يُنظر إلى التهديدات الأخيرة التي وجهها ترامب إلى إيران على أنها محاولة أمريكية للرد، خاصة أن واشنطن تعلم أن لدى إيران قدرة على خلق مشاكل أكبر لأمريكا.

 

باحث: ترمب يواجه تصفية حسابات في سوريا

موقف إيران العسكري خارج حدودها أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى (مواقع التواصل)

موقف إيران العسكري خارج حدودها أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى (مواقع التواصل)

يقول الباحث بمعهد “أميركان إنتربرايز” فريدريك كاغان إن الإستراتيجية الأميركية في سوريا تتنافى تماما مع إستراتيجية التصدي للنفوذ الإقليمي الإيراني التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب مؤخرا.

فقد تجاهلت الولايات المتحدة إلى حد كبير توسع القوات الإيرانية ووكلائها في سوريا، بينما كان تركيزها على طرد تنظيم الدولة من مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية.

وبتحقيق هذا الهدف يجب على الإدارة الأميركية أن تصحح التناقض القاتل في السياسة الأميركية تجاه إيران.

ويرى كاغان في مقاله بمجلة “هيل” الأميركية أن موقف إيران العسكري خارج حدودها أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى في العصر الحديث.

فالقوات البرية التقليدية الإيرانية تعمل في سوريا وتوجه عشرات الآلاف من المسلحين الذين جلبتهم من العراق وأفغانستان وباكستان وحزب الله اللبناني. وقد عززت طهران تحالفها مع موسكو وهي تعمل على استكمال أساليب دمج القوات الجوية الروسية في العمليات البرية التي تديرها إيران.

وفي المقابل لم تتخذ أميركا إجراءات تذكر ضد إيران ووكلائها في سوريا، ولم تحقق أي آثار ذات مغزى، بل على العكس من ذلك، فقد تحركت القوات الإيرانية ووكلاؤها المدعومون بحلفائهم الروس باتجاه دير الزور، وأيضا باتجاه القوات الأميركية القليلة المتمركزة في منطقة التنف.

وقال كاغان إن هذه القوات غير كافية لإخراج التنظيم من وادي نهر الفرات الأدنى أو حتى استعادة مدينة دير الزور من سيطرة التنظيم، وأضاف أن هذه الخطوة يقصد بها دفع الولايات المتحدة إلى الخارج ومنعها من دخول شرق سوريا. وحتى الآن كانت تلك الخطوة ناجحة، حيث إن القوات الأميركية أفسحت الطريق بدلا من المقاومة.

الهيمنة العسكرية

ووصف الباحث ما يجري بأنه رضوخ للهيمنة العسكرية الإيرانية والتوسع في سوريا، وأنه يتنافى كليا مع الإستراتيجية الإقليمية المعلنة مؤخرا تجاه إيران.

واستسخف أيضا فكرة الحد من النشاط الإيراني الخبيث في المنطقة دون مواجهة المثال الأكثر وضوحا على هذا النشاط، المتمثل في الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي والسياسي الإيراني للقتل الجماعي والأسلحة الكيميائية التي يستخدمها مجرم الحرب الأسد.

ورأى ضرورة وجود إستراتيجية للرد على إيران في سوريا تحاول إجبار وتقييد الإجراءات الإيرانية دون تصعيدها إلى حرب شاملة، لأن هذا هو بالضبط ما كان يفعله الإيرانيون تجاه الولايات المتحدة.

ويجب على أميركا توسيع وترسيخ موطئ قدمها داخل سوريا بالقرب من المواقع الإيرانية، وقبول المخاطر التي تأتي من احتمال مهاجمة الوكلاء الإيرانيين للقوات الأميركية، وأن يكون هجومها المضاد حاسما.

وختم الباحث مقاله بأن التركيز على طرد تنظيم الدولة من الرقة كان مفرطا دائما، وقال إن النجاح في هذه المعركة لا يعني إنهاء خطر التنظيم، كما أنه شوّه السياسة الأميركية في سوريا بطرق عديدة. والآن بعد أن تمت استعادة الرقة حان الوقت لإصلاح الإستراتيجية الأميركية في سوريا حتى تتماشى مع إستراتيجيتها تجاه إيران بشكل عام بدلا من تقويضها تماما.

المصدر : الصحافة الأميركية

 

هل تحولت سوريا لساحة تبادل رسائل بين إيران وإسرائيل؟

ذكر خبير عسكري إسرائيلي أن الساحة السورية باتت تشهد تبادل رسائل سياسية وعسكرية بين إسرائيل وإيران في الآونة الأخيرة، دون أن يكون للمحور الإيراني رغبة في تصعيد الوضع الأمني في هذه المرحلة وصولا لحرب شاملة.

وأضاف رون بن يشاي -في صحيفة يديعوت أحرونوت- أن المطلوب من تل أبيب هو عدم الوصول لحرب إقليمية، شرط تحقق الردع أمام إيران وسوريا وحزب الله دون أن تتطور العلاقة لمواجهة عسكرية مباشرة.

وقال إن الإيرانيين بصدد تحقيق جملة أهداف من سلوكهم الحالي تجاه تل أبيب، من أهمها تحصيل شرعية دولية وإقليمية لوجودهم في سوريا، بجانب توفير ردع كاف أمام إسرائيل من خلال التصدي لطائراتها في أجواء سوريا ولبنان.

وأوضح أن الإيرانيين والسوريين يسعون لتحقيق هذه الأهداف تجاه إسرائيل من خلال تصديهم لطائرات سلاح الجو لديها لتقييد حرية حركة تلك الطائرات في أجواء سوريا، وأيضا من خلال تقنين وجودهم بسوريا عبر توقيع اتفاقيات مع دمشق.

وأوضح بن يشاي أن هناك توجها إيرانيا لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة في سوريا، لاسيما في المجال الجوي، والتي تسعى لتقييد حرية حركة الطيران الإسرائيلي فيه.

وزعم في المقابل أن إسرائيل تسعى لمواجهة هذا السلوك الإيراني ضدها في سوريا من خلال وسائل دبلوماسية، بهدف التوصل لتعاون أميركي روسي على المدى البعيد، تمنع إيران من بسط نفوذها العسكرية في الجارة الشمالية لإسرائيل.

حرب شاملة

من جهته، توقع الجنرال الإسرائيلي رونين إيتسيك -في مقاله على موقع “أن آر جي” نشوب حرب قوية بالمنطقة خلال المرحلة القادمة، تشترك فيها إسرائيل بصورة كبيرة، في ظل السخونة الجارية للبيئة الإقليمية.

وأضاف إيتسيك أن إيران تبدي “استخفافا” بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حين أن روسيا منشغلة بتقسيم غنائمها بدول المنطقة، لأن تواصل سماع القذائف الصاروخية القادمة من سوريا لهضبة الجولان يعطي مؤشرات على تصاعد التوتر في علاقة إسرائيل مع جيرانها.

وأشار إلى أنه رغم التصريحات القوية الصادرة عن الولايات المتحدة ضد طهران، فإن الأخيرة لم تأخذها بالجدية اللازمة، بل ردت باستقبال قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة، ومن جهة أخرى زادت من احتكاكها مع إسرائيل بعدد من ساحات سوريا، وفي ظل تراجع المخاطر التي يشكلها تنظيم الدولة الإسلامية فإن إيران تسارع إلى ملء الفراغ.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية

 

ارتفاع عدد ضحايا مجزرة داعش في “القريتين” لـ128 قتيلا

التنظيم أعدم المدنيين على مدى 20 يوماً بدافع الانتقام متهماً إياهم بالعمالة للنظام

بيروت – وكالات

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا المجزرة التي نفذها تنظيم “داعش” في بلدة القريتين في #ريف_حمص إلى 128 شخصاً على الأقل.

وقد أعدم التنظيم ضحاياه خلال الـ20 يوماً التي سيطر فيها على #القريتين قبل أن ينسحب منها دون قتال، ويسلمها لقوات النظام السوري السبت الماضي.

وأمس الأحد، كشفت مصادر محلية عن العثور على أكثر من 100 جثة مقطوعة الرأس ببلدة القريتين في البادية السورية، بعد انسحاب تنظيم داعش منها.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن اليوم إن #داعش أعدم هؤلاء المدنيين “بدافع الانتقام متهماً إياهم بالعمالة لقوات النظام”. وأوضح أن “السكان وجدوا الجثث في منازل وشوارع المدينة ومناطق أخرى فيها بعد سيطرة قوات النظام عليها”، مشيراً إلى أنه تم إعدامهم “بالسكين أو بإطلاق الرصاص عليهم”.

وأضاف أن غالبية القتلى جرى إعدامهم خلال اليومين الأخيرين التي سبقت سيطرة قوات النظام على المدينة، مشيراً إلى أن “بعض السكان شهدوا على عمليات الإعدام”.

وبحسب عبدالرحمن، فإن “معظم عناصر التنظيم الذين شنوا الهجوم كانوا من الخلايا النائمة في المدينة، وبالتالي كانوا يعرفون أهلها والموالين للنظام منهم”.

 

خبراء: داعش سيلجأ للعالم الافتراضي لإعلان “خلافته

دبي – قناة العربية

حذر خبراء ومسؤولون من أن تنظيم “داعش” الذي يواجه هزيمة ميدانية قريبة في العراق وسوريا، سيعمل على إقامة “خلافة افتراضية” في الفضاء الإلكتروني يواصل من خلالها التواصل مع أنصاره وتجنيد متطرفين.

فالتنظيم الذي تميز بانتشار غير مسبوق على مواقع التواصل حيث حشد دعماً وجذب تمويلاً وجند مقاتلين قد يتجه إلى إعلان ما وصفه الخبراء بـ”خلافة افتراضية” في الفضاء الإلكتروني.

الخبراء لاحظوا أن “داعش” لا يزال يطلق دعايته عبر الشبكة العنكبوتية ويحرض خلاياه على التحرك، وأن مهمة اجتثاثه هناك قد تكون أصعب بكثير من العمل العسكري.

وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي رأى أن 80% من أنصار “داعش” تم استقطابهم عبر الإنترنت، وأن التنظيم سيجد على الأرجح ملجأ في العالم الافتراضي.

أما الجنرال جوزف فوتل، قائد القيادة الأميركية الوسطى، فحذر مطلع العام الجاري من أن القضاء على “داعش” على أرض المعركة لن يكون كافياً.

ويرى خبراء أنه رغم تأثر قدرات التنظيم على التواصل عبر الإنترنت بسبب الضربات العسكرية التي تعرض لها فإن منصاته الإلكترونية لم تتوقف.

مزودو الخدمات وعمالقة الإنترنت كانوا قد اتخذوا تحت ضغوط حكومية إجراءات لعرقلة استخدام “داعش” الشبكةَ العنكبوتية إلا أن “داعش” أبدى قدرة كبيرة على الصمود والتأقلم.

 

نساء القوات الأميركية الخاصة.. ماذا يفعلن بالرقة؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن عناصر نسائية من القوات الأميركية الخاصة، تتولى مطاردة تنظيم داعش، وتعقب مقاتليه على الأرض في سوريا.

واستعادت قوات سوريا الديمقراطية، الأسبوع الماضي، مدينة الرقة من تنظيم داعش الإرهابي بعد أربعة أشهر من المعارك الضارية.

 

ورغم من تحرير مدينة الرقة، شمال سوريا، من متشددي داعش، إلا أن مئات المقاتلين ما يزالون مختبئين وينتظرون الفرصة لبدء حرب عصابات.

 

وتتولى وحدة شؤون العمليات الخاصة الأميركية تعقب مقاتلي داعش في سوريا، وتضم عناصر على تدريب عال وتتقن عدة لغات.

 

وتقوم جنديات القوات الخاصة بعملهن في الميدان لأجل جمع المعلومات من خلال الحديث مع الأشخاص المسنين ووجهاء المناطق وأعيانها.

 

ولا ترتدي النساء المكلفات بمهمة تعقب الدواعش زيا عسكريا موحدا، بل يرتدين ملابس قبلية، ويحملن رشاش من طراز “كولت أر 15″، فضلا عن مسدس مخبأ وعدد من القنابل.

 

وإلى جانب تعقب الدواعش الهاربين، تسعى القوة الأميركية الخاصة إلى المساعدة على إقامة شرطة محلية في المناطق المحررة من داعش.

 

وقال مصدر عسكري لصحيفة صنداي إكسبريس “الكل يقول إن داعش قد انهزم على نطاق واسع، لكن ما يزال هناك مئات المقاتلين الذين يتوجب العثور عليهم”.

 

وأوضح أن المهمة التي يتوجب إنجازها في الوقت الحالي هي ضمان عدم حصول فراغ يتيح للدواعش مواصلة القتال وإعادة فرض أنفسهم في الميدان.

 

حملة إعلامية تطالب التحالف والأكراد بالكشف عن مصير مئات المختفين لدى داعش بالرقة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 أكتوبر 2017

روما- قال مصدر أهلي من مدينة الرقة، شمال سورية، إن السجون التي اعتاد تنظيم الدولة (داعش) اعتقال سجنائه تعرضت لتخريب كبير يوحي بأنها خالية من فترة طويلة، وبعضها لا يمكن أن يُستخدم للاعتقال بسبب التدمير.

 

وتزامناً مع حملة إعلامية أطلقها ناشطون وأهالي معتقلين لدى تنظيم الدولة من أجل الكشف عن مصيرهم، قال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “جميع السجون المعروفة للتنظيم خالية من أي سجين، ولم يتم إخراج أي منهم من المدينة وفق مراقبتنا، ولم تتحرك قوات سورية الديمقراطية، التي سيطرت على المدينة لمعرفة مصيرهم أو لمعرفة إن كانت هناك سجون سرّية أخرى”.

 

وأضاف المصدر “هناك المئات ممن قالوا إنهم كانوا أسرى لدى مقاتلي التنظيم، ومن الممكن ببساطة التحقق معهم لمعرفة مصير المختطفين والمعتقلين والسجناء لدى داعش، لكن قوات سورية الديمقراطية نقلتهم من المدينة ولا نعرف مصيرهم هم أيضاً”.

 

وتابع “يُطالب السكان وذوي المعتقلين والمختفين قوات سورية الديمقراطية وقوات التحالف بالعمل على كشف مصير المعتقلين والمختفين لدى تنظيم الدولة، ويجب أن يكون هذا الأمر على أولويتهم، خاصة وأن هناك المئات من المختفين خلال السنوات الماضية في المدينة”.

 

وقد أطلق ناشطون وأهالي معتقلين حملة إعلامية مطالبين فيها بالكشف عن مصير المعتقلين لدى داعش بعد أيام من إعلان ميليشيات قوات سورية الديمقراطية طرد التنظيم من محافظة الرقة وسيطرتها عليها كلّياً.

 

واعتبر هؤلاء أن “التخلص من (داعش) مكسب مهم، للسوريين وللعالم أجمع، فقد كان يمكن لهذا المكسب أن يكون انتصاراً للمدينة المنكوبة وسكانها، لو أظهر تحالف محاربي (داعش) الحد الأدنى من احترام سكان المحافظة والتطلعات المؤسسة للثورة السورية، وحرص على أن يتولى المحليون تخليص مدينتهم من التشكيل الإجرامي، أو يساهموا بقوة فيه”.

 

وأكّدوا أن تحالف المحاربين ضد (داعش) “لم يعرض في أي وقت أدنى اهتمام بمصير المخطوفين والمغيبين عند داعش منذ عام 2013، ولم يجر اتصال بأي من أسر المغيبين، ومحاولة جمع معلومات أو إظهار شيء من الاهتمام والتضامن”.

 

وذكروا بعضاً من أسماء المختفين على يد التنظيم، ومنهم عبد الله الخليل وفراس الحاج صالح والاب باولو دالوليو وإبراهيم الغازي ومحمد نور مطر وإسماعيل الحامض والأخوين أسامة وحسام الحسن وهيثم الحاج صالح ومهند الفياض ومُدّثر الحسن وأحمد الأصمعي وعيسى الغازي ومحمد السلامة وعبد المجيد العيسى ومحمد علي نويران وعمر عبد القادر البيرم.

 

وكان التنظيم قد اعتقل طوال سنوات سيطرته على مدينة الرقة المئات من الناشطين والسياسيين والمنشقين المعارضين للنظام السوري، ولم يُعرف مصيرهم بعد ذلك.

 

وقال عنهم الناشطون وأهالي المختفين في بيانهم “أنهم من يمثلون قضية التحرر في الرقة وفي سورية. وهم من عارضوا بشجاعة الدولة الأسدية قبل الثورة ومنذ بدايتها، وهم من نالهم منها الاضطهاد والاعتقال. وهم أيضاً من قاوموا (داعش) قبل الجميع. هؤلاء هم المعيار الحقيقي للتمييز بين التحرير وبين احتلال جديد، معني بالسيطرة وباعتبارات جيوسياسية تشكل استمراراً للحكم الأسدي الفاشي، لا بالعدالة ولا بالحرية ولا بالكرامة الإنسانية”.

 

واعتبروا أن انتزاع الرقة من سيطرة (داعش) “يبدو مضاداً لمبدأ الثورة السورية، وتمثيل السكان لأنفسهم وتقرير مصيرهم، سواء أعيدت المدينة إلى سيطرة النظام أو لُفِّقت لها أجهزة حكم فوقية من وكلاء الاحتلال الجديد”.

 

ايطاليا: ندوة عن المصالحة وإعادة الإعمار بعد الحرب السورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 أكتوبر 2017

بولونيا ـ في إطار معرض “الاسم الحركي: قيصر.. معتقلون سوريون ضحايا للتعذيب”، الذي يقام في مدينة بولونيا (شمال)، سيتحدث مساء غد الثلاثاء رئيس الأساقفة المونسنيور ماتّيو تزوپي خلال الندوة التي تحمل عنوان “سورية، المصالحة وإعادة الإعمار بعد الحرب”.

وقال منظمو الحدث في بيان الاثنين، إن “من بين المشاركين سيكون هناك الصحفي والناشط الإيطالي السوري فؤاد رويحية، أستاذ جامعة بولونيا ماسيميليانو ترينتين، وبريمو دي بلازيو من فدرالية المنظمات المسيحية للخدمة الطوعية الدولية (Focsiv)”.

 

وذكر البيان أن “هذا الحدث تم تنظيمه من قبل جمعية ج. دوناتي لدراسات الطلابية”، وبـ”مساهمة مركز دراسات (آلما ماتر) بجامعة بولونيا، وبدعم كليتي علم النفس والتربية”. موضحا أن معرض “الاسم الحركي: قيصر.. معتقلون سوريون ضحايا للتعذيب”، للصور الفوتوغرافية، سيبقى مفتوحا حتى الـ28 من الشهر الجاري، في مكتبة أميلكار كابرال”.

 

وأشار المنظمون الى أن الأمر يتعلق بـ”مجموعة مختارة من 30 صورة من بين أكثر من 50 ألف صورة رقمية، سرقها وحملها إلى الغرب (قيصر)، اسم مستعار لضابط سابق في الشرطة العسكرية السورية”، والذي “كلفته حكومته في الفترة من 2011 ـ 2013 بتوثيق الآثار المترتبة على معاملة المعتقلين في سجون البلاد”. واختتموا بالقول إن “المعرض مفتوح بشكل دائم في متحف الهولوكوست بالعاصمة الأمريكية واشنطن”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى