أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 24 تشرين الثاني 2014

 

المعارضة تهاجم «خزان» ميليشيا النظام

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، أ ف ف –

 

هاجم مقاتلو المعارضة السورية من ثلاثة محاور قريتين في ريف حلب تمثلان «خزاناً بشرياً» لميليشيات النظام في شمال البلاد بهدف التخفيف عن مقاتلي «الجيش الحر» في جبهات أخرى قريبة، وسط تشكيل المعارضة «خلية لإنقاذ حلب»، في وقت قتل 25 عنصراً نظامياً بأيدي المعارضة شرق دمشق.

 

وتزامن ذلك، مع مساعٍ روسية لبلورة مبادرة تقوم على إطلاق حوار سوري – سوري وعقد مؤتمر دولي لبحث «التهدئة الميدانية والتعاون في الحرب على الإرهاب ومستقبل العملية السياسية»، فيما قلّل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من أهمية الكلام عن «تخلّي» موسكو عن الرئيس بشار الأسد ونظامه.

 

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة قرب بلدة الزهراء «التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، عقب اشتباكات مع عناصر قوات الدفاع الوطني ومسلحين آخرين من أهالي» بلدتَي الزهراء ونبل الشيعيتين في ريف حلب، مشيراً إلى حصول «اشتبكات عنيفة» بين الطرفين بعد «الهجوم الأعنف الذي بدأه مقاتلو جبهة النصرة والكتائب المعارضة».

 

وشنّ مقاتلو المعارضة مراراً هجمات على البلدتين، لكنها المرة الأولى التي يحرزون فيها تقدماً على الأرض. وحصلت مراراً اتصالات تدخلت فيها أطراف إقليمية ودولية لوقف الهجمات على البلدتين. وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة يسعون من خلال هذه المعركة إلى تخفيف الضغط عنهم على جبهة حندرات المشتعلة منذ اسابيع شمال حلب حيث احرزت قوات النظام بعض التقدم. وقال «الائتلاف» في بيان ان هيئته السياسية طلبت في اجتماع في اسطنبول امس، من قيادة «الجيش الحر» وضع «خطة خلال اسبوعين للدفاع عن حلب وإنقاذها».

 

في ريف دمشق، قال «المرصد» ان «ما لا يقل عن 25 عنصراً من قوات النظام قتلوا في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية في معارك وكمائن» مع مقاتلي المعارضة. وأكد الأنباء مصدر في «حزب الله» الذي يقاتل الى جانب قوات النظام.

 

سياسياً، قال لـ «الحياة» مصدر قريب من الخارجية الروسية قبل زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد يومين، ان «الأفكار» المطروحة لم تتبلور بعد في مبادرة متكاملة، لكن موسكو بدأت التداول في شأنها مع اطراف عربية وغربية، وتستند الى اطلاق حوار بين النظام من جهة وأطراف المعارضة المستعدة للمشاركة من الجهة الأخرى بحضور مشاركين من روسيا وبلدان اخرى ويركز على ثلاثة عناصر أساسية هي: «التهدئة الميدانية والتعاون في الحرب على الإرهاب ومستقبل العملية السياسية». وأشارت اطراف روسية الى ان «النقطة الخلافية الأبرز مع اطراف اقليمية ودولية تتعلق بدور وصلاحيات الأسد في المرحلة الانتقالية»، حيث لا مؤشرات الى تغيير في موقف موسكو.

 

وكان الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب قال بعد لقائه وزير الخارجية سيرغي لافروف قبل ايام، ان «روسيا وأطرافاً دولية تخلّت عن الأسد، وإن إيران الدولة الوحيدة التي رفضت مبادرة لحل سياسي». لكن القيادي في»الائتلاف» منذر إقبيق قال ان روسيا «لم تمارس اي ضغط على الأسد في مفاوضات جنيف (بداية العام الحالي)، ويحاول مسؤولوها التغطية على مواقفهم بالقول ان نفوذ روسيا لدى الأسد ليس كبيراً، لكن بعد تلك التجربة واضح ان روسيا ما زالت تريد الحفاظ على نظام الأسد ومتمسكة بالأسد نفسه وليس بنظامه فقط».

 

وفي جنيف، يبحث خبراء دوليون مع فريق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا اليوم سيناريوات لـ «تجميد» الصراع ووقف النار وآلياته بدءاً من حلب، بينها اقتراح لربط اتفاقات وقف النار المحلية بعملية سياسية تتضمن عناصر بينها مراجعة «دور الرئيس بما يحول دون تركيز الصلاحيات في (أيدي الرئيس) ويؤدي إلى انتخابات حرة».

 

المفاوضات «النووية» إلى تمديد آخر… وطهران في عزلة

فيينا – رندة تقي الدين { طهران – محمد صالح صدقيان < موسكو، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب –

 

أجرى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف في فيينا أمس، محادثات ثنائية للمرة الأولى، تلت لقاءً بين كيري ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في العاصمة النمسوية، وسط تصريحات متضاربة عن إمكان تمديد المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، والتي تنتهي مهلتها اليوم.

 

ومع وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى فيينا أمس، ولقائه كيري مساءً، لم تستبعد موسكو تمديد المفاوضات، كما تحدثت مصادر أوروبية عن اتجاه مشابه. لكن مسؤولين إيرانيين أدلوا بتصريحات متباينة.

 

وحدّد الرئيس باراك أوباما نقاط الخلاف مع إيران قائلاً: «كان هدفنا باستمرار إغلاق سبلٍ مختلفة قد تمكّن إيران من امتلاك سلاح نووي، وفي الوقت ذاته التأكد من رفع العقوبات خطوة خطوة، فيما تفي إيران بما يُفترض أن تفعله». وأضاف: «أعتقد بأن إيران ترغب في رفع فوري للعقوبات، ثم متابعة الاحتفاظ بسبلٍ قد لا تكون مُغلقة تماماً، ولا نستطيع أن نفعل ذلك».

 

وأشار إلى أن «الخلافات تبقى ضخمة»، وتابع: «المجتمع الدولي بكامله إلى جانبي، و(الإيرانيون) معزولون تقريباً». ولفت في حديث إلى شبكة «إي بي سي» إلى «دعم إيراني لنشاطات إرهابية في المنطقة»، مضيفاً أن «اتفاقاً سيتيح تسوية ملف مهم، وربما بدء عملية طويلة تتغيّر خلالها العلاقة بين إيران والولايات المتحدة والعالم». ورأى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني «يريد الإفادة من هذه الفرصة»، مستدركاً أنه «ليس صاحب القرار النهائي»، بل المرشد علي خامنئي.

 

وبعد أيام على لقائهما في باريس، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن كيري وسعود الفيصل اجتمعا في طائرة الوزير السعودي في مطار فيينا، حيث يُرجّح أن يكون الوزير الأميركي أطلع نظيره على مستجدات المفاوضات مع طهران.

 

وكان كيري أطلع وزراء خارجية دولة الإمارات والكويت وقطر والبحرين، إضافة إلى نظيرَيه التركي والكندي، على تطورات المحادثات، كما تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي كرّر تحذيره من أن إبرام «اتفاق سيء» يقرّب طهران من «صنع سلاح نووي، سيكون خطأً تاريخياً».

 

والتقى كيري نظراءه الأوروبيين البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير وممثلة الاتحاد الأوروبية كاثرين آشتون على عشاء عمل في فيينا، فيما ذكر مصدر أوروبي في العاصمة النمسوية أن المحادثات مع طهران لم تسفر عن تقدّم، مشيراً إلى أنها ما زالت تستعجل رفع العقوبات المفروضة عليها، مصرّةً في الوقت ذاته على الاحتفاظ بقدراتها في تخصيب اليورانيوم. ولفت إلى «اتجاه نحو تمديد» المفاوضات، واصفاً أعضاء الوفد الإيراني بأنهم «شخصيات منفتحة تبدي حداثة في التعامل، لكنها تظهر من دون سلطة حقيقية» لإبرام اتفاق.

 

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أوروبي قوله إن التوصل إلى اتفاق نهائي «مستحيل عملياً»، فيما نسبت وكالة «أنترفاكس» الروسية للأنباء إلى مصدر في الوفد الروسي قوله إن جولة مفاوضات فيينا قد تُمدّد أياماً، إذا ظهرت مؤشرات إيجابية توحي باتفاق قريب، لكنه لم يستبعد تمديد المحادثات بين 6 أشهر وسنة، إذا فشل الجانبان في ذلك.

 

وعُقد في فيينا أمس، اجتماع ثلاثي خامس بين كيري وظريف وآشتون، فيما نقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن مسؤول إيراني بارز قوله إن «المفاوضات تركّز على التوصل إلى اتفاق سياسي عام في إطار المفاوضات الشاملة»، نافياً رغبة بلاده في تمديد المفاوضات.

 

وأبلغ مصدر إيراني «الحياة» أن التمديد «سيعقّد المفاوضات»، فيما نبّهت مصادر ديبلوماسية إلى أن التمديد سيُقحم المحادثات في «قضايا سياسية، تطرح ملفات إقليمية».

 

لكن «فرانس برس» نقلت عن مصدر إيراني إن بلاده مستعدة في حال فشل المحادثات، لتمديد ثانٍ لاتفاق جنيف الموقت المُبرم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، «ستة أشهر أو سنة»، معتبراً أن الأمر سيكون بمثابة «أهون الشرين». وأكد وجوب «تجنّب مناخ مواجهة مع تصعيد» بين الجانبين، «كأن نردّ على عقوبات جديدة بتطوير البرنامج النووي». لكن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي اعتبر أن بلاده والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «ستبرم اتفاقاً، عاجلاً أم آجلاً».

 

مقاتلات فرنسية جديدة الى الأردن وإشادة عراقية بأهمية دوره

نيامي، عمّان – أ ف ب

 

في إطار التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسورية، توجهت الأنظار الى المملكة الأردنية الهاشمية للمساعدة في مواجهة التنظيم المتطرف.

 

وقال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري اليوم الاحد، إن الاردن يمكن ان يكون له “دور كبير” في تدريب القوات الامنية العراقية التي تخوض معارك ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

 

وأضاف الجبوري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني عاطف الطراونة في مقر مجلس الامة في عمان، أنه “نعتقد بشكل واضح اننا بحاجة الى مساندة المملكة الاردنية الهاشمية في عملية التدريب والتأهيل وتعزيز القدرات الامنية (…)، ونشعر أن المملكة يمكن أن يكون لها دور كبير في هذا المجال”.

 

واوضح أن “هذه المسألة على وجه الدقة، يتم بحثها في الملفات الامنية المختصة”.

 

وأكّد الجبوري أن هذا الملف هو “محور للنقاش مع اخواننا واشقائنا بشأن امكان اسنادنا في هذا الجانب على مستوى تعزيز القدرات من خلال التدريب والتأهيل والتمكين”.

 

واشار الى أن “رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو تحدث (خلال زيارته لبغداد الخميس الماضي)، عن استعداد بلاده لعمليات التدريب”.

 

وقال الطراونة من جهته، إن “الاردن اعلن مبكراً موقفه ضد الارهاب، ويعتبر أمن واستقرار العراق الشقيق هو جزء من أمن الاردن”.

 

وكان رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور اعرب لنظيره العراقي حيدر العبادي خلال زيارته لعمان في 26 تشرين اول (اكتوبر) الماضي “استعداد الاردن للتعاون ومساعدة العراق الشقيق في تأمين احتياجاته التدريبية” في ما يتعلق بتدريب قوات الشرطة العراقية.

 

واوضح أن “الاردن لديه واحد من افضل مراكز التدريب للاعداد الشرطي، وسبق أن دربنا 63 الف عنصر امن عراقي”.

 

وجرت عمليات تدريب القوات الامنية العراقية خلال السنوات الماضية في المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة الذي تأسس عام 2003.

 

الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أن طائرات “ميراج” تابعة للجيش الفرنسي ستصل “في الايام المقبلة” الى الاردن، لمحاربة التنظيم في العراق.

 

وقال فالس في نيامي التي وصلها صباح اليوم الاحد آتياً من نجامينا، إن “الطائرات الاولى … قد وصلت، ووصل بعض منها في الساعات الماضية، هذا ما اردت أن اذكّر به. ويستمر ازدياد التعزيزات مع وصول طائرات ميراج في الايام المقبلة”.

 

واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي في مؤتمر صحافي أنه سيتم انشاء قاعدة “بالإتفاق مع السلطات الأردنية”، مشيراً الى أن “الهدف هو ارسال ست طائرات ميراج 2000 حتى نهاية السنة” الى عمان.

 

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان اعلن الاربعاء، انتشار ست طائرات “ميراج 2000-دي” في الاردن، بالاضافة الى تسع طائرات “رافال” متمركزة في الامارات العربية المتحدة لمحاربة التنظيم.

 

وسيسهّل هذا البلد المجاور للعراق عمليات التدخل في الاراضي العراقية، اذ تقوم فرنسا بمهمات دعم جوي للجيش الوطني والبيشمركة الاكراد ضد تنظيم “داعش”.

 

وكان لودريان قال إن “النجاح (الميداني في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية) ما كان ممكناً لولا دعم جوي من التحالف، وتضطلع فرنسا في اطار التحالف بدور اساسي”.

 

وأثارت سيطرة مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” على مناطق واسعة في غرب العراق، قرب الحدود الاردنية البالغ طولها حوالى 181 كيلومتراً، قلق ومخاوف الاردن من تمدد عناصر هذا التنظيم الى المملكة التي تعاني أمنياً مع وجود مئات الالاف من اللاجئين السوريين وتنامي اعداد الجهاديين.

 

أوباما: إيران لا تزال معزولة عن الساحة الدولية

واشنطن – أ ف ب

 

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن “خلافات مهمة” لا تزال قائمة مع طهران في المفاوضات حول ملفها النووي، مشدداً على “عزلة إيران عن الساحة الدولية”.

 

وقال أوباما في مقابلة أجرتها معه شبكة “أيه بي سي” الأميركية إن “السؤال هو معرفة ما إذا كان في الإمكان التوصل إلى اتفاق دائم أكثر من الاتفاق المرحلي الذي ينتهي مساء الإثنين”، موضحاً “تبقى الخلافات كبيرة”.

 

وقال إن “الأسرة الدولية بكاملها إلى جانبي والإيرانيين معزولون تقريباً”.

 

وأشار أوباما رداً على سؤال حول تطبيع محتمل للعلاقات مع إيران في حال التوصل إلى اتفاق حول النووي إلى أن “هناك مشكلات لا تزال قائمة”، وذكر منها “الدعم الإيراني للنشاطات الإرهابية في المنطقة وموقف طهران حيال إسرائيل”.

 

وتابع قائلاً: “أعتقد في النهاية أن ذلك سيكون مفيداً لإيران”، مضيفاً: “إن الرئيس حسن روحاني يريد الاستفادة من هذه الفرصة، لكن في النهاية عليه أيضاً إدارة سياسته الداخلية وهو ليس صاحب القرار النهائي، المرشد الأعلى علي خامنئي هو من يتخذ هذا القرار”.

 

وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن “تحقيق نتائج المفاوضات مسألة مفتوحة تماماً، على رغم الفجوات الكبيرة، ونرى أننا لم نكن يوماً أكثر قرباً من اتفاق، خصوصاً إذا باتت إيران مستعدة لانتهاز الفرصة المتاحة”.

 

مفاوضات فيينا دون التوصّل إلى اتفاق شامل والوزراء يبحثون في مخرَج لتمديد الحوار

فيينا – موسى عاصي

اذا لم تحصل معجزة خلال الساعات الباقية من عمر الاتفاق المرحلي المسمى اتفاق جنيف، فإن وزراء الخارجية لمجموعة 5+1 – ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لن يجدوا أمامهم سوى الخروج من هذه المفاوضات بتفاهم يمدد العملية التفاوضية من غير ان يكون ذلك رسمياً تمديداً للمفاوضات، وجل ما يمكن الخروج به بعد تعذر التوصل الى الاتفاق المنشود توافق “غير مكتوب” استناداً الى الاوساط الايرانية يتضمن اتفاق الاطراف على بعض الخطوات للأشهر المقبلة، وفي احسن الاحوال “تفاهم سياسي” كما يطالب الايرانيون يحمل كل البنود، تلك التي أًحرز فيها بعض التقدم، وكذلك ما بقي حولها من فجوات عميقة.

ووصل الى فيينا مساء أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “لانقاذ المفاوضات” على حد قول الاوساط الروسية، وباشر لقاءاته مع ظريف قبل لقاء ثنائي مع نظيره الاميركي جون كيري. ولاحقا اجتمع لافروف وكيري والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية السابقة كاترين أشتون الى الوزيرين الالماني فرانك – فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند الى مائدة عشاء لتنسيق المواقف. ومن المقرر ان يصل صباح اليوم وزير خارجية الصين يانغ يي الى فيينا للانضمام الى المفاوضات.

ويرفض الايرانيون، الذين اصيبوا بخيبة أمل جراء عدم احراز تقدم يؤدي الى اتفاق نهائي، تمديد المفاوضات تبعاً لاتفاق جنيف، أي “الدخول مجدداً في جولات كالتي حصلت خلال السنة المنصرمة من المفاوضات”. وتفضل طهران ان تخرج العملية التفاوضية بتفاهم يتضمن مشروع الاتفاق العام ويحدد فترة زمنية لا تتعدى الشهرين من أجل حل الخلافات التقنية المتعلقة تحديداً برفع الحظر الاقتصادي المفروض على ايران، وما يختص بالبند المتعلق بعملية تخصيب الأورانيوم ومصير منشأة “أراك” التي تعمل على الماء الثقيل وكيفية تحويلها الى منشأة تعمل على الماء الخفيف “من أجل طمأنة الغرب الى عدم نية ايران انتاج قنبلة نووية”.

أما الفريق الغربي، فيرى أن الخلافات لا تزال كبيرة بين الطرفين، ويشجع على تمديد جديد لستة أشهر أو سنة للعملية التفاوضية من أجل تسوية كل الخلافات. وفي وقت متقدم من ليل السبت – الاحد، أبلغت اوساط اوروبية مشاركة في المفاوضات الصحافيين في فيينا “أن المفاوضات لم تتقدم ولا في أي ملف، وأن الايرانيين يريدون رفع كامل العقوبات ولا يريدون تقديم أي تنازل في برنامجهم النووي”، مما فسره الايرانيون بوجود خلافات داخل المجموعة السداسية على أساس أن – كيري صرح قبل لقائه وزير الخارجية الالماني مساء السبت “أن بعض التقدم حصل في هذه المفاوضات على رغم وجود فجوات عميقة”.

وبعد ظهر أمس حطت طائرة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مطار فيينا وانتقل كيري الى المطار لاطلاعه على تطورات المفاوضات داخل الطائرة السعودية.

وفي المقابل، قام – وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله الموجود في فيينا منذبضعة أيام باتصالات مكوكية بين الوزيرين الايراني والاميركي من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

ومنذ وصول – كيري الى فيينا انحصر النقاش تقريباً مع نظيره الايراني في نقطتين اساسيتين مرتبطتين بالبند المتعلق برفع الحظر الاقتصادي عن ايران، الاولى تتعلق بالعقوبات التي فرضها مجلس الامن بموجب القرار الرقم 1929 الذي اعتمد في حزيران 2010 وهو يتضمن كل العقوبات الاقتصادية من تصدير النفط الى تحويل الاموال والمعاملات المصرفية واستيراد المواد الحساسة المتعلقة بالبرنامج النووي وأيضاً حظر التبادل الاقتصادي مع ايران. وتتعلق النقطة الثانية برفع الحظر الذي فرضه الكونغرس الاميركي، وتتضمن العقوبات ذاتها المشمولة بالقرار الرقم 1929، لكنها محصورة طبعاً بالعلاقات والتبادل الاقتصادي بين ايران والولايات المتحدة.

ويربط الفريق الاميركي رفع الحظر الدولي عن ايران بفترة زمنية قد تصل الى سنتين اعتبارا من تاريخ توقيع الاتفاق النهائي، من أجل التأكد من أن ايران “تحترم التزاماتها في مسألة تخصيب الأورانيوم والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكشف على كل المنشآت الايرانية بما فيها المنشآت التي تشك الوكالة الدولية في احتوائها على مواد نووية.

وفي ظل الحديث عن التوصل الى توافق مبدئي على عقدة التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي، وتسريب جهة اوروبية فاعلة في المفاوضات أن “أراك” لم يعد مشكلة كبيرة، لا يمكن هذا التوافق أن يكتب له النجاح في حال عدم التوصل الى اتفاق على رفع العقوبات لأن هدف الايرانيين اعطاء تنازلات نووية باليمين كي تأخذ باليسار رفعاً للحصار الاقتصادي عنها.

 

بايدن أخفق في تحقيق تقارب مع تركيا والقوات العراقية تتقدّم في محافظة ديالى

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أنهى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أمس زيارته لتركيا من دون تقليص الخلافات بين واشنطن وانقرة على مكافحة الجهاديين في سوريا والعراق، على رغم ان المقربين منه تحدثوا عن تحقيق نوع من التقارب بين البلدين الشريكين في حلف شمال الاطلسي.

وفي ثلاثة أيام في اسطنبول، التقى بايدن ساعات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو لمناقشة سبل مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، الدولتين المجاورتين لتركيا.

وقبل عودته الى الولايات المتحدة في ختام جولة شملت أيضاً المغرب وأوكرانيا، أجرى نائب الرئيس الاميركي أيضاً محادثات على انفراد مع البطريرك المسكوني برتلماوس الاول، وزار المسجد العثماني الكبير “السليمانية”.

وتبقى الخلافات الاستراتيجية بين الدولتين على مكافحة الجهاديين أمراً مثيراً للاحباط بالنسبة الى واشنطن.

والسبت، وفي ختام اجتماع استغرق أربع ساعات، لم يعلن بايدن واردوغان شيئاً ملموساً عن مساهمة محتملة لانقرة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”. الا ان نائب الرئيس الاميركي شدد على ان “شركتنا قوية أكثر من أي وقت مضى”. وقال: “بالنسبة الى سوريا، ناقشنا مجموعة كاملة من القضايا والخيارات المتاحة لمعالجة هذه القضايا”. وأوضح ان ذلك شمل “تعزيز المعارضة السورية” و”مرحلة انتقالية” في نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واعلنت تركيا مراراً انها لن تزيد دعمها للائتلاف الا بشرط اقامة منطقة آمنة تدعمها منطقة حظر طيران داخل سوريا على الحدود التركية. وتطالب انقرة أيضاً باستراتيجية دولية متماسكة لاطاحة النظام السوري.

وقال مسؤول اميركي: “اننا متفقون مع الاتراك على ضرورة القيام بعملية انتقالية في سوريا في نهاية المطاف من دون الاسد”… ولكن حالياً تبقى اولويتنا المطلقة في العراق وسوريا هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية”. ورأى ان طلب تركيا اقامة منطقة آمنة داخل سوريا يمكن ان ينفذه “الجيش السوري الحر” إذا سيطر على المنطقة. وأضاف: “تستطيعون تخيل السيناريو عند وجود معارضة أقوى على الارض أكثر قدرة على تطهير الاراضي والاحتفاظ بها بعد السيطرة عليها”، مشيراً الى ان ذلك يختلف عن اعلان المجتمع الدولي عن منطقة آمنة.

ومنذ ايلول، تشن طائرات تابعة للائتلاف غارات جوية متلاحقة على مواقع تنظيمات جهادية في سوريا والعراق.

 

الاسد

وقبل ثلاثة أيام من اللقاء المرتقب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية السوري وليد المعلم للبحث في احتمالات ايجاد حل للنزاع المستمر منذ نحو أربع سنوات، أكد الاسد لدى استقباله وفداً برلمانياً روسياً ان مكافحة الارهاب تتطلب “جهوداً جدية” و”ممارسة ضغوط فعلية” على الاطراف الداعمين له. وأضاف: “ان كل ذلك يحتاج الى جهود تتسم بالجدية وليس بالطابع الاعلاني والاستعراضي”. وعبر عن تقديره لدعم موسكو لبلاده،

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت انه اجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الاميركية جون كيري بحثا خلاله في ضرورة “تحريك البحث عن حل سياسي وديبلوماسي للازمة السورية في أسرع وقت ممكن وتوحيد الجهود لمحاربة الارهاب على أساس القانون الدولي”. وتخوف من ان تكون العمليات الاميركية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” غطاء يمهد “لعملية لتغيير النظام (السوري) بعيداً من الاضواء”.

في غضون ذلك، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، إن “جبهة النصرة” جناح تنظيم “القاعدة” في سوريا وكتائب اسلامية سنية أخرى سيطرت على منطقة تقع جنوب قرية الزهراء الشيعية في شمال سوريا بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين مؤيدين للحكومة.

وفي العراق، أحرزت القوات الحكومية العراقية والبشمركة الكردية تقدما في العملية العسكرية لاستعادة ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، اللتين يسيطر عليهما “داعش”.

 

هجوم فاشل للمسلحين على نبّل والزهراء

الجيش يعزز طوقه حول حلب من محور جديد

علاء حلبي

في وقت كان يشن فيه مقاتلون متشددون هجوماً عنيفاً على قريتَي نبّل والزهراء المحاصرتَين شمال حلب، فتح الجيش السوري جبهة جديدة، وتقدم عبر محور المدينة الشمالي الشرقي، حيث تمكن خلال ساعات من السيطرة على مناطق واسعة من حي السكن الشبابي، مقترباً من إتمام طوقه حول المدينة وعزل المسلحين الموجودين داخل أحياء حلب عن الريف الممتد نحو الريف الشمالي المفتوح على تركيا.

الاشتباكات العنيفة التي بدأت في وقت متأخر من ليل أمس الأول في محيط قريتَي نبّل والزهراء استمرت لساعات، حاول خلالها المسلحون التقدم نحو القريتَين، بالتزامن مع ضخ إعلامي عبر المحطات الداعمة للفصائل المسلحة يفيد بسقوط القريتَين، الأمر الذي نفاه مصدر عسكري من داخل القريتَين المتجاورتَين، موضحاً أن الهجوم فشل، وأن قوات الحماية، بمشاركة الطيران، تمكنت من صد الهجوم الذي يعتبر الأعنف منذ بداية الأحداث، حيث ترافق مع قصف بالأسلحة الثقيلة طال معظم أرجاء القريتَين.

وفي حين تمكن المسلحون من خطف ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، أفاد المصدر العسكري، خلال حديثه إلى «السفير»، ان قوات الحماية تمكنت من القبض على ثلاثة مسلحين أحياء، حيث تم نقلهم إلى داخل إحدى القريتَين، بالإضافة إلى تدمير عربة مصفحة، لتنتهي الاشتباكات بمقتل نحو 20 مقاتلاً من «جبهة النصرة» تؤازرها فصائل من «الجبهة الإسلامية»، مشيرا إلى مقتل أحد عناصر الدفاع عن القريتَين خلال الاشتباكات، كما أصيب عدد من المدنيين جراء القصف العنيف.

وعن الأوضاع الميدانية في القريتين، ذكر المصدر أن المسلحين تمكّنوا من السيطرة على منطقة المعامل قرب قرية بيانون، حيث يجري العمل على استعادتها في الوقت الحالي، موضحاً أن القوات في القريتين «في حالة دفاع حالياً، وتعمل على استعادة النقاط التي خسرتها».

إلى ذلك، تقدمت قوات الجيش السوري، تؤازرها فصائل من قوات الدفاع المحلي، من محور البريج شمال شرق مدينة حلب نحو أحياء المدينة الشمالية الشرقية.

ووصف مصدر معارض التقدم بأنه «مفاجئ»، حيث تمكنت قوات من الجيش السوري خلال ساعات من السيطرة على مناطق واسعة من حي السكن الشبابي، لتقطع بذلك الطريق الواصل بين مساكن هنانو ودوار الجندول، وهو أحد أهم طرق نقل الأسلحة من الريف الشمالي نحو أحياء المدينة الشرقية، حيث تمركزت قوات الجيش السوري في منطقة تبعد نحو 1700 متر فقط عن نقطة «الكاستيللو» التي تعني السيطرة عليها قطع جميع طرق إمدادات المسلحين نحو المدينة.

وفي الوقت الذي ذكرت فيه مصادر معارضة أن قوات الجيش السوري تتقدم نحو الريف الشمالي للسيطرة على مدرسة المشاة، ذكر مصدر ميداني أن ما جرى قرب مدرسة المشاة كان عملية خاطفة وهمية، تهدف إلى تشتيت تركيز الفصائل المسلحة، الأمر الذي سهّل تقدم الجيش نحو حي السكن الشبابي، الذي يعني السيطرة عليه أيضاً محاصرة حي مساكن هنانو من محورَين (شمالي – شمالي شرقي)، الأمر الذي يمهّد للسيطرة عليه في عملية لاحقة.

وربط المصدر الميداني بين تقدم قوات الجيش نحو مدينة حلب والهجوم على قريتَي نبّل والزهراء في الريف الشمالي، موضحاً أن الفصائل المسلحة حاولت، مع تقدم الجيش، الحصول على نصر وهمي من جهة، وتأخير تقدمه عبر فتح جبهات عديدة من جهة أخرى، موضحاً أنه وبالإضافة إلى قيام المسلحين بالهجوم على القريتَين، فتحت جبهات عديدة قريبة من محور تقدم الجيش، إضافة إلى محاولات التقدم نحو نقاط جديدة داخل حلب، أبرزها محاولة المسلحين التقدم نحو نقاط تمركز الجيش على أطراف حي كرم الطرّاب، إضافة إلى شن هجوم عنيف على مبنى الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء، من دون أي تغيير يذكر على خريطة السيطرة.

 

لافروف: «منطق منحرف» لواشنطن بشأن سوريا

لقاء أردوغان وبايدن لا يعالج خلافاتهما

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأول، أن واشنطن تسعى «بعيداً عن الأضواء» إلى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في الوقت الذي كان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب اردوغان يحاولان إخفاء خلافاتهما بشأن «الحرب على الارهاب» وموقفهما من الازمة السورية واقتراح «المنطقة الآمنة»، بالرغم من إعلان بايدن اتفاقهما على «عملية انتقالية في سوريا من دون الأسد».

وحذر لافروف، أمام منتدى خبراء سياسيين في موسكو، من أن العملية التي يشنها التحالف الدولي، بقيادة أميركية، ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» قد تكون تمهيداً للإطاحة بالنظام السوري.

وقال «من المحتمل ألا تكون عملية ضد الدولة الإسلامية بقدر ما هي تمهيد لعملية لتغيير النظام بعيداً عن الأضواء، تحت غطاء هذه العملية لمكافحة الإرهاب».

وانتقد «المنطق المنحرف» لواشنطن، موضحاً «يؤكد الأميركيون أن نظام الأسد قطب مهم يجذب الإرهابيين في المنطقة لتبرير عزمهم على إطاحته. اعتقد أن ذلك يدلّ على منطق منحرف».

وأشار لافروف إلى أن نظيره الأميركي جون كيري قال له إن التحالف ضد «داعش» لا يريد تفويضاً من مجلس الأمن الدولي، لأن ذلك سيرغمه «بطريقة ما على تسجيل وضع نظام الأسد». وقال «بالطبع سوريا دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة. هذا أمر غير عادل».

ولفت لافروف إلى أن «الأميركيين تفاوضوا ويتفاوضون حتى مع طالبان. عندما يستلزم الأمر يصبحون براغماتيين جداً. ولماذا عندما يتعلق الأمر بسوريا تصبح مقاربتهم إيديولوجية إلى أقصى الحدود؟». وأعلن أنه أجرى الجمعة الماضي مع كيري اتصالات هاتفية بحث خلالها معه «ضرورة تحريك، في أسرع وقت ممكن، البحث عن حل سياسي وديبلوماسي للأزمة السورية وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب على أساس القانون الدولي».

إلى ذلك، فشل بايدن واردوغان، خلال لقائهما في اسطنبول امس الأول، تخفيف الاحتقان بشأن الأزمة في سوريا والمشاركة في الحملة ضد «داعش».

وتأتي زيارة بايدن إلى اسطنبول وسط توترات غير عادية بين البلدين. ولم يعلن الرجلان عن أي انفراج بعد أربع ساعات تقريباً من المحادثات، وقرأ كل منهما بياناً من دون الردّ على أي أسئلة.

وأكد بايدن، في البيان، أن العلاقة بين البلدين «قوية كما كانت عليه دائماً». وقال «بالنسبة إلى سوريا فقد ناقشنا مجموعة كاملة من القضايا والخيارات المتاحة لمعالجة هذه القضايا»، مضيفاً «بحثنا ليس فقط حرمان تنظيم الدولة الإسلامية من ملاذ آمن ودحره وهزيمته لكن أيضاً تقوية شوكة المعارضة السورية وضمان فترة انتقالية بعيداً عن نظام الأسد».

وأشاد اردوغان، من جهته، بالعلاقات بين البلدين، قائلاً «نريد أن نواصل تعاوننا مع الولايات المتحدة وتطويره».

واشترطت الحكومة التركية قبل انضمامها إلى التحالف الدولي إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي على طول حدودها مع سوريا والإطاحة بالأسد.

وخلافاً للأتراك، يركز الأميركيون على محاربة «الجهاديين». وقال مسؤول أميركي «إننا متفقون مع الأتراك على ضرورة القيام بعملية انتقالية في سوريا في نهاية المطاف من دون الأسد، لكن حالياً تبقى أولويتنا المطلقة في العراق وسوريا هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية».

وأضاف أن «طلب تركيا إقامة منطقة عازلة داخل سوريا يمكن أن ينفذه الجيش السوري الحرّ في حال سيطر على المنطقة. تستطيعون تخيل السيناريو عند وجود معارضة أقوى على الأرض أكثر قدرة على تطهير الأراضي والاحتفاظ بها بعد السيطرة عليها»، مؤكداً أن «ذلك يختلف عن إعلان المجتمع الدولي عن منطقة آمنة».

(«روسيا اليوم»،

ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

ضباط في جيش صدام حسين درّبوا «وحدات خاصة» لتنظيم «الدولة الإسلامية» شاركت في هجوم الرمادي

انطاكيا ـ الموصل ـ «القدس العربي» من وائل عصام وعمر الجبوري: قال ضابط رفيع من الجيش العراقي السابق انه وعددا من ضباط الجيش السابق يدربون منذ أشهر وحدات قتالية خاصة لتنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، إحداها وحدة خاصة للاقتحام شاركت في هجوم الرمادي الأخير قبل يومين.

وتشير الانباء التي وردت من الرمادي إلى ان هجوم تنظيم الدولة الأخير تم بتكتيكات محترفة وبطريقة جديدة.

ومن ضمن الضباط الذين تحدثت «القدس العربي» إلى بعضهم عقيد ركن سابق في الجيش ينتمي لعشيرة العبيدي بمدينة الحويجة بكركوك، وعميد من أهالي الدور في صلاح الدين كان في مغاوير الحرس الجمهوري، ولواء ركن مظلي من أهالي العامرية في بغداد، وعقيد من زمار كان يعمل في مركز تدريب الموصل، ومقدم ركن من سامراء كان في الحرس الجمهوري وكان قد تم طرده من الجيش السابق بسبب عقيدته وفكره السلفي الذي كان محظورا في نظام حكم الرئيس السابق صدام حسين.

وكذلك من ضمن الضباط الذين يقومون بتدريب وحدات تنظيم الدولة هناك عقيد ركن من المقدادية بديالى سبق وأن تعرض أكثر من محاولة اغتيال من قبل الميليشيات الشيعية مما اضطره للسكن في الموصل.

وحدثنا أحد أبناء هؤلاء الضباط قائلاً «والدي هو برتبة لواء ركن قوات خاصة وكان يعمل مدربا في الكلية العسكرية في زمن النظام السابق، انتمى إلى الدولة الإسلامية منذ 7 سنوات وهو من مدينة الموصل، لم يكن متدينا كباقي زملائه الضباط الذين يدربون معه تنظيم الدولة، لكن عندما سقط نظام صدام تفرغ والدي لقراءة الكتب الدينية والذهاب إلى المسجد وتأثرنا جميعا بممارسات الأجهزة الأمنية الطائفية ليتغير منهجه من قومي وعلماني إلى سلفي واصولي. وكان قد سبقه بعض أصدقائه الضباط باﻻنضمام للتنظيم مما شجعه على ذلك».

اما الضباط الذين لم يكونوا متدينين أو لم يعرفوا بميول سلفية، فإن بعضهم كان منتسبا للحزب، وإضافة إلى أنهم يقدمون ما يسمونها «براءة من حزب البعث» فإن كثير منهم يقولون إن علاقتهم الفكرية ايضا انتهت مع الحزب العلماني، بعد تزايد الميول الدينية تدريجيا عقب سقوط بغداد وتزايد نفوذ الاحزاب الشيعية، وبعد ان رأوا أقرانهم من الضباط والبعثيين الشيعة في النظام السابق قد انضموا لخصوم الحزب في قوات الجيش الحكومي والميليشيات الشيعية. مما دفعهم للانضواء تحت مجموعات مسلحة إسلامية سنية متطرفة تعتبر حزب البعث من «الأحزاب الكفرية».

انضمام الضباط السنة في الجيش السابق لتنظيم الدولة ليس جديدا، والعديد من قيادات القاعدة في العراق منذ تأسيسها كانوا ضباطا لهم ميول سلفية وتعرضوا للطرد أو الملاحقة الأمنية من الأجهزة الأمنية للنظام العراقي السابق، ومن الجهاز البعثي الحزبي. ومن مدربي القوات الخاصة الذين التحقوا بالقاعدة منذ تأسيسها بالعراق عام 2003 احد أولاد عمومة عضو قيادة قطرية بحزب البعث من عائلة عماش المعروفة بعراقتها الحزبية، وكان هذا الضابط مدربا بالقوات الخاصة لكنه سلفي ودأبت اجهزة الأمن على اعتقاله رغم تاريخ عائلته ورتبته العسكرية.

إلا ان المؤسس الأبرز لإحدى ابرز الوحدات الخاصة في القاعدة وهي «سرية الاقتحامات» منذ 2003 هو ابو العباس القرغولي، المعتقل منذ عامين في سجن الناصرية، والذي قاد عمليات اقتحام لسجن ابو غريب وكان ضالعا في تفجيرات فندق جبل لبنان واغتيال عز الدين سليم القيادي في حزب الدعوة الشيعي. ويتشارك الكرغولي مع زميله العقيد ثامر الريشاوي وشقيقه بنفس خلفية العلاقة مع النظام السابق، من ناحية العضوية في أجهزة الأمن أو المؤسسة العسكرية قبل ان يتم طردهم لانتماءاتهم السلفية.

وباتت امرا معتادا لأهالي الموصل مشاهدة عناصر تنظيم الدولة وهم يقومون بتدريبات خاصة وشاقة حيث يتسلقون البنايات العالية وينزلون بحبال من على الجسور.

تحدثنا مع احد الجنود الذين ينتمون لهذه الفرقة والتي تدعى (الصارم البتار) فقال «من يقوم بتدريبنا هم ضباط سابقون ومدربون رياضيون، واﻻنتماء لهذه الفرقة يجب ان يكون بشروط، فيجب ان يكون المنتمي ضخم البنية وقوي الإرادة وسريع الحركة، فهو يخضع لتدريبات شاقة وليست يسيرة، وﻻ يستطيع كل شخص تحملها، ومن التدريبات التي نقوم بها تسلق المباني والجسور ومن ثم النزول بواسطة الحبال أو المظلات، وكذلك الغوص داخل المياه لمدة ﻻ تقل عن دقيقة، وكذلك التدريب على القتال الأعزل أي بدون سلاح، كما نقوم بالجري لمسافة 7 كيلومترات يومياً و السير لمسافة 500 متر، ونحن نحمل كيسا يزن 50 كيلو غراما من التراب. وطبعا التدريب على الاشتباك بتكتيكات الاقتحام بكافة أنواع اﻻسلحة الخفيفة والمتوسطة».

ويضيف المقاتل عن هجوم الرمادي الأخير «وهذا ما قام به أحد فصائل هذه الفرقة حيث قام باقتحام مدينة الرمادي واﻻنغماس داخلها من جهة الشرق، فخلال دقائق بدأ الهجوم بعد مشاغلة قوات الحكومة من عدة محاور وقصفهم بالهاونات والمدافع، ما ولد حالة ارباك في صفوف الميليشيات الشيعية والصحوات، لنتمكن من إيقاعهم بكمائن وأسر عدد من قادتهم وقتل العديد منهم».

 

المرصد السوري: تقدم الوحدات الكردية في كوباني

القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين بأن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من التقدم والسيطرة على عدة مباني في محيط البلدية، بمدينة عين العرب “كوباني”.

 

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الاثنين إن ذلك جاء عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش سابقا، كذلك تمكنت وحدات الحماية من التقدم والسيطرة على المحيط الشمالي للمربع الحكومي الأمني، والتقدم كذلك في محيط سوق الهال والسيطرة نارياً عليه، كما تمكنت الوحدات الكردية من التقدم في الأطراف الجنوبية والشرقية لساحة آزادي “الحرية”، بالإضافة للسيطرة النارية على مبنى ومنطقة المركز الثقافي في مدينة عين العرب “كوباني”.

 

وأشار إلى أن الاشتباكات العنيفة ترافقت مع إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة وقصف بالقذائف الصاروخية من قبل الجانبين، وأسفرت الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم “الدولة الإسلامية” عن مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من التنظيم شوهدت جثثهم في مناطق الاشتباك، إضافة لمعلومات مؤكدة عن مقتل عدد من مقاتلي وحدات الحماية في الاشتباكات ذاتها.

 

على صعيد متصل نفذت طائرات التحالف العربي – الدولي ما لا يقل عن خمس ضربات استهدفت مركزا لنيران تنظيم “الدولة الإسلامية” في القسم الشرقي لمدينة عين العرب “كوباني”، ما أدى لإسكات مصدر النيران، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عدد من عناصر التنظيم في القصف.

 

كما استهدف مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب الكردي دراجتين ناريتين على طريق حلب – كوباني، وسيارة في قرية تل حاجب بالريف الشرقي لمدينة عين العرب “كوباني”، وآلية أخرى للتنظيم على الطريق الواصل بين قريتي حلنج وشيخ جوبان، ما أدى لمقتل عدد من مقاتلي التنظيم.

 

رئيس الائتلاف الوطني السوري يلغي قرارات اجتماع الهيئة الحالي

اسطنبول- الأناضول: قرر رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، إلغاء كافة القرارات التي اتخذها “بعض أعضاء الائتلاف، خارج الشرعية، وخلافاً للنظام الأساسي”، في الاجتماع الحالي للهيئة العامة، وإحالة الطعون المتعلقة بنتائج انتخابات رئيس الحكومة المؤقتة، التي تقدم بها بعض أعضاء الهيئة العامة، إلى لجنة تحقيق مستقلة.

 

جاء ذلك في بيان أصدره البحرة، في وقت متأخر من ليلة أمس الأحد، وتلقت الأناضول نسخة منه، دعا فيه إلى اجتماع طارئ بداية الشهر القادم. وحمل أيضاً توقيع نائبيه محمد قداح ونورا الأمير.

 

وأرجع البحرة قراره إلى الإهمال وعدم التعامل بجدية مع الطعون “المقدمة بشكل أصولي من قبل بعض أعضاء الهيئة العامة”، وأضاف أنه “رغم محاولاتنا المتكررة، إضافة إلى تعاون الكثير من أعضاء الائتلاف الاخرين، لم نتمكن من الوصول إلى معالجة الأمر، بما يخدم وحدة الائتلاف وتماسكه. وانطلاقاً من واجبي ومسؤولياتي وموقعي كرئيس للائتلاف، فإنني أقرر ما يلي: إحالة الطعون المتعلقة بنتائج انتخابات رئيس الحكومة المؤقتة إلى لجنة تحقيق مستقلة من أصحاب الخبرة والاختصاص. وإلغاء كافة القرارات المتخذة من قبل البعض من أعضاء الائتلاف خارج نطاق الشرعية وخلافاً للنظام الأساسي والجلسات المعتمدة في الائتلاف، وإلغاء كافة أثارها ونتائجها القانونية والادارية ما بين تاريخ ( 21-22-23-24) من شهر تشرين الثاني عام 2014. و الدعوة الى اجتماع هيئة عامة طارئة بتاريخ 3/12/2014″.

 

وأفاد قاسم الخطيب، ممثل حزب الاتحاد الاشتراكي في الائتلاف، أن “الاجتماع الذي حصل أمس، وجرت فيه انتخابات غير قانونية لوزراء الحكومة المؤقتة، إذ لم تمثل فيه معظم الكتل في الائتلاف، ولم يكتمل النصاب القانوني للاجتماع، من حيث الحضور الفعلي لأعضاء الائتلاف، حيث جرى اللجوء إلى تفويضات لأشخاص غائبين، وهناك من اتصلوا به عبر الهاتف، واعتبروه حاضراً، وهذا مخالف للنظام الأساسي، والجلسات المعتمدة في الائتلاف”.

 

وكان المفترض أن تبدأ الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، يوم الجمعة الماضي، اجتماعات الدورة 17، في مدينة إسطنبول، للتدوال والنظر في عدد من المواضيع الهامة. إلا الخلافات الحادة بين الأعضاء حالت دون حصول أي اجتماع، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

 

داعش يسقط طائرة للنظام السوري في دير الزور

لندن- قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن تنظيم “داعش” أسقط طائرة حربية للنظام السوري، في دير الزور، في عملية هي الأولى من نوعها منذ سيطرة التنظيم على المنطقة.

 

وذكر المرصد، حسب ما أكده موقع (إيلاف)، أن المقاتلة الحربية شوهدت وهي تهوي عقب استهدافها على الجبل المطل على دير الزور.

 

وتعرضت منطقة “حويجة صكر” لأكثر من 20 غارة واشتباكات بين “داعش” والنظام السوري، وأشار نشطاء إلى تبني النظام إجراءات أمنية على الحدود مع تركيا لمنع عناصره من الفرار، ونقل المرصد أن إجراءات مشددة فُرضت على المواطنين للعبور إلى الأراضي التركية، وذلك باستخراج تصريح خاص من “داعش” يسمح لهم اجتياز المعابر غير الرسمية.

 

وذبح “داعش” جنديين وعرض رأسيهما في “حي الحميدية” بدير الزور.

 

وفي حلب تشتعل جبهة القتال بين النظام والمعارضة، حيث امتدت المعارك من المدينة الصناعية مروراً في حندرات وسيفات إلى نبل والزهراء.

 

وصدت المعارضة محاولة تسلل قام بها جنود الأسد باتجاه كلية المشاة سابقاً، وأوقعت المعارضة خسائر كبيرة بين صفوف قوات النظام. واستهدفت طائرات النظام بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي وحي الشيخ نجار في حلب القديمة.

 

وفي ريف دمشق وحماة، سقطت البراميل المتفجرة التي يرمي بها النظام على المناطق السورية، واستهدف صاروخ أرض – أرض مدينة زبدين في ريف دمشق.

 

وطال القصف المدفعي مدينة الحولة في ريف حمص، وقصفت قوات الأسد قرية العنكاوي بسهل الغاب، بالإضافة إلى قريتي اللطامنة وكفرزيتا وسط اشتباكات مع الثوار على جبهة قليب الثور، في حين استهدف الثوار مطار حماة العسكري بصواريخ غراد.

 

وطالت البراميل المتفجرة إدلب، حيث ألقت طائرات مروحية براميل متفجرة على بلدة خان السبل، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص. كذلك ألقت طائرات النظام براميل متفجرة على قرى ناحيتي كنسبا وسلمى بريف اللاذقية.

 

من جهتها استهدفت كتائب الثوار مرصد سكرة على محور جب الأحمر في ريف اللاذقية الشمالي بالقذائف الصاروخية.

 

المعارضة السورية تشنّ هجوما على قريتين شيعيتين يتحصّن فيهما «حزب الله» في ريف حلب

ريف حلب ـ «القدس العربي» من ياسين رائد الحلبي: تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية بما فيها جبهة النصرة وقوات النظام في محيط قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب في شمال سوريا، نتيجة هجوم ينفذه المقاتلون على القريتين، فيما أفاد المرصد عن مقتل 25 عنصرا من قوات النظام في معركة مع مقاتلي المعارضة في بلدة زبدين في ريف دمشق.

والاشتباكات العنيفة مستمرة منذ ما بعد منتصف ليل السبت الأحد بين مسلحين موالين لقوات النظام من جهة، وكتائب مقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين في ريف حلب واللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية.

واندلعت الاشتباكات إثر هجوم نفذه مقاتلو النصرة والكتائب في محاولة للسيطرة على البلدتين.

واشار المرصد السوري في لندن إلى تقدم لهؤلاء عند الأطراف الجنوبية لبلدة الزهراء وإلى «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بينهم ثمانية مقاتلين معارضين، ومدني قتل نتيجة القصف على الزهراء.

وتقاتل في نبل والزهراء، بحسب المرصد، قوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني، ومقاتلون من الطائفة الشيعية من جنسيات أخرى.

ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن الهجوم بأنه «الأعنف» منذ بدء حصار هاتين القريتين منذ سنة ونصف السنة.

وشن مقاتلو المعارضة مرارا هجمات على البلدتين، لكنها المرة الأولى التي يحرزون فيها تقدما على الارض. وحصلت مرارا اتصالات تدخلت فيها اطراف اقليمية ودولية لوقف الهجمات على البلدتين، بحسب ما يقول ناشطون مطلعون على الوضع، «بهدف تجنيب المنطقة مجازر على اساس طائفي».

وتم خلال الشهور الماضية إدخال قوافل عدة من المساعدات إلى البلدتين اللتين تعانيان من نقص في المواد الغذائية والطبية، بعد اتفاقات وتسويات بين النظام والمعارضين تمت بتدخلات دولية أو محلية.

ويقول المرصد ان مقاتلي المعارضة يسعون من خلال هذه المعركة إلى تخفيف الضغط عنهم على جبهة حندرات المشتعلة منذ اسابيع شمالي مدينة حلب وحيث احرزت قوات النظام بعض التقدم.

وفي ريف دمشق، قال المرصد إن «ما لا يقل عن 25 عنصرا من قوات النظام قتلوا يوم السبت في بلدة زبدين في الغوطة الشرقية في معارك وكمائن» مع مقاتلي المعارضة.

واوضح ان قوات النظام كانت تمكنت من دخول البلدة، لكنها وقعت في كمين لمقاتلين معارضين «ما اضطرها إلى الانسحاب».

وأكد الخبر مصدر في حزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في عدد من المناطق السورية. وقال لصحافيين «بعد دخول الجيش السوري إلى بلدة زبدين في الغوطة الشرقية واثناء تنظيفه البلدة وتفكيك العبوات الناسفة المزروعة، تفاجأ بكمائن نصبها المسلحون، ما ادى إلى تراجعه في اتجاه مزارع زبدين».

 

نائب بريطاني يزعم وجود ألفي جهادي بريطاني في سوريا والعراق ومطالبات باعتقال العائدين

إعداد إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: لم يكن غريبا الحديث عن تحول سوريا والعراق إلى أرض الميليشيات والجهاديين الأجانب، سنة كانوا أم شيعة، ففي الأعوام الماضية جذب كل طرف في النزاع عناصر دعمه من الخارج ولكن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية- داعش على عين العرب/ كوباني أدى لظهور ظاهرة المرتزقة ـ من بريطانيين وكنديين وأمريكيين جاءوا لقتاله.

ويضاف إلى هذا الكم من المقاتلين القوات الخاصة التابعة لدول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والعاملة على الأرض.

وقد سخر جون كانتلي، الرهينة البريطاني لدى داعش في الحلقة الخامسة من حلقاته «أعيروني أسماعكم» من العملية الفاشلة التي نفذتها القوات الأمريكية الخاصة «دلتا فورس» في 24 تموز/ يوليو الماضي وانتقد في الفيديو الولايات المتحدة وأمريكا بتغليب خيار القوة على خيار التفاوض لإنقاذ حياة الرهائن.

وحيث فشل الأمريكيون في سوريا، ينجح البريطانيون في العراق كما يقول تقرير لصحيفة «ميل أون صاندي» جاء فيه إن القوات البريطانية الخاصة قتلت 200 من مقاتلي التنظيم في أربعة أسابيع فقط.

وتقول الصحيفة إنه يتم تحديد الأهداف ضد تنظيم الدولة الإسلامية من خلال طائرات بدون طيار التي يديرها عناصر «أس إي أس» ومن ثم يقومون بعمليات إنزال في مناطق داعش ويديرون عملياتهم. وتشير الصحيفة إلى أن الهجمات تثير الرعب في قلوب داعش وتركز بشكل محدد على خطوط الإمدادات التابعة للتنظيم في غرب العراق.

ويستخدم رجال القوات البريطانية الخاصة بنادق القناصة والرشاشات في هجماتهم. ونقلت عن مصادر دفاعية قولها إن قوات النخبة البريطانية تقوم بقتل «حوالي ثمانية من الإرهابيين في اليوم» في عمليات توصف بالجريئة وتمت خلال الأسابيع الأربعة الماضية. ويكشف تقرير الصحيفة عن تغير في القوات الخاصة التي كانت حتى وقت قريب تقوم بمهام استطلاعية في العراق بدون المشاركة في مهام قتالية.

وعلمت صحيفة «ميل أون صاندي» عن عمليات إنزال صغيرة في مناطق العدو قامت بها مروحيات «تشينوك» التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. ويتم تحديد الأهداف من خلال الطائرات بدون طيار التي يقوم بإداراتها أفراد القوات الخاصة أو الجنود أنفسهم على الأرض باستخدام معدات صغيرة.

ويتزود الجنود بدراجات الدفع الرباعي المزودة بمدفع رشاش. وتحت جنح الظلام يقومون بهجمات مفاجئة لمواقع تابعة لداعش. ولأن قوات النخبة ـ أس أي أس- تقوم بعمليات يومية واستخدمت كميات كبيرة من الذخيرة فقد أجبر قادة الوحدات على طلب إمدادات جديدة من الذخيرة الخاصة ببنادق القناصة والرشاشات.

 

أدخلنا الرعب في قلوبهم

 

ونقلت عن مصدر في القوات الخاصة قوله «أدخلت أساليبنا مخافة الله في قلوب مقاتلي داعش، فهم لا يعرفون من أية جهة سنضربهم في المرة القادمة، وبصراحة لا قدرة لهم على وقف هجماتنا».

وأضاف «لقد تدهورت معنوياتهم، فهم يستطيعون الهرب والاختفاء عندما يرون طائرة في الجو ولكنهم لا يسمعوننا أو يروننا. وباستخدام بنادق القناصة ننقل الخوف إلى مستوى آخر، لأن الإرهابيين لا يعرفون ماذا يحدث، فلا يرون إلا زملاءهم موتى على الرمال».

وتضيف الصحيفة أن أساليب حرب العصابات التي تبنتها قوات النخبة البريطانية تستهدف أيضا خطوط الإمدادات الرئيسية في غرب العراق وعربات النقل ونقاط التفتيش التي يقيمها الإرهابيون من أجل الاختطاف وفرض الأتاوات على سائقي العربات.

وبدأت الحملة التي تقودها قوات أس إي أس بعد دراسة مطولة لصور فضائية التقطتها طائرات الإستطلاع أو المعروفة بـ «العربات الجوية بدون طيار» وبعد الاستماع لمحادثات المقاتلين أنفسهم فيما بينهم والتنصت على الرسائل في محاولة لتحديد قيادة تنظيم داعش. وعند تحديد الهدف يجتمع عناصر النخبة لتقلي الأوامر حول العملية، ثم يتركون قاعدتهم السرية ويركبون مروحيات ركبت عليها عربات الدفع الرباعي لتكون جاهزة للإنزال حالة وصولهم المنطقة المحددة للهدف.

ولأن طائرات تشينوك تحدث أصواتا عالية فيتم نقل الجنود إلى منطقة تبعد 50 ميلا عن الهدف. وبعد ذلك يقود الجنود عرباتهم ويحضرون رشاشاتهم وبنادق القنص.

 

حملة الربيع

 

وتقول الصحيفة إن هدف العملية هو إضعاف قدرات داعش قبل بدء عملية الربيع التي سيشارك فيها أكثر من 20.000 من القوات العراقية والكردية في محاولة لاستعادة المدن والمناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش.

وتضيف أن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون يتوقع تلقي تقرير بعد أسبوعين أعده المخططون العسكريون البريطانيون يوضح الإحتياجات وشكل المشاركة البريطانية في الحرب.

وقد ترسل بريطانيا 300 من المدربين لقيادة برامج تدريب مكثفة للقوات العراقية والكردية وتركز تحديدا على تدريبات المدفعية، وتعلم تقنيات تفكيك المتفجرات التي يزرعها العدو. وعندما تبدأ حملة الربيع فقد يستمر المدربون البريطانيون في عملهم ويرافقون القوات العراقية والكردية لتقديم الخدمات الإستشارية لها بدون المشاركة مباشرة في العمليات العسكرية.

وزار فالون عواصم دول المنطقة واجتمع مع قادتها العسكريين وأكد لهم فيها التزام بريطانيا بهزيمة داعش، كما زار الكويت التي يتوقع إنشاء مركز عمليات حملة الربيع فيها بإدارة الولايات المتحدة وبريطانيا.

وسيقود الحملة لمواجهة داعش من الطرف البريطاني الضابط العسكري البارز الفريق جيمس تيري ومن المتوقع أن يساعده في العملية الفريق توم بيكت. وسيتولى الفريق بيكيت في الشهر المقبل منصب المستشار الدفاعي البارز في الشرق الأوسط والذي شغر بتقاعد الفريق سيمون مايال.

 

شكوك

 

ورغم هذا يتساءل خبراء الشرق الأوسط عن حظوظ استراتيجية بريطانيا لهزيمة داعش. فبحسب البروفسور غاريث ستانسفيلد من جامعة إكستر فالشكوك حول قدرة الإستراتيجية نابعة «ليس لأن «تنظيم» الدولة الإسلامية أقوى من التنظيمات السابقة له بل لأنه تعلم من دروس الماضي»، وأضاف «فمثلا لا يوجد لدى داعش مراكز عمليات واضحة، فقيادته متحركة. كما أن خيارات السياسة البريطانية الحالية تعاني من مشاكل وتعقيدات قد تؤدي لمدى واسع من التداعيات مما قد تجر القوى العربية لتورط أوسع في المنطقة».

وعن حملة الربيع أشار إلى أن «الأكراد لن يكون بمقدروهم التقدم جنوبا بدون إثارة غضب القبائل السنية، أما الجيش العراقي فينظر إليه بكونه ميليشيا شيعية، وعليه فأمأمنا طريق طويل لحل مشكة داعش».

 

مرتزقة في سوريا

 

أما عن المرتزقة فقد كشفت صحيفة «اوبزرفر» البريطانية عن مجموعة من البريطانيين الذين يسافرون إلى سوريا والعراق وهذه المرة ليس للقتال مع داعش ولكن ضده.

والجامع بين من يقاتلون مع التنظيم وضده، هي خبراتهم القتالية التي اكتسبوها في العراق، فمن بين العدد المتزايد تشير الصحيفة إلى جندي سابق في وحدة المدرعات البريطانية قاتل في أفغانستان.

وقالت إن جيمس هيوزـ من بلدة ريدينغ، مقاطعة بيركشاير يقاتل إلى جانب أكراد سوريا في بلدة عين العرب/ كوباني حيث يقاتل كمرتزق نيابة عن قوات الحماية الشعبية الكردية.

وبحسب المعلومات المتوفرة عنه على صفحة «فيسبوك» فقد خدم هيوز في أفغانستان ثلاث مرات وترك الجيش البريطاني هذا العام. ويقاتل في عين العرب/ كوباني إلى جانب زميله جيمي ريد من نيومينز في نورث لانكشاير، حيث تكشف المعلومات المتوفرة عنه انه تدرب مع الجيش الفرنسي.

ويقول ريد إنه خاض معركة شديدة ضد الجهاديين الأسبوع الماضي.

وتقول الصحيفة إن الشرطة البريطانية تحقق في اختفاء فتاة عمرها 17 عاما من منطقة «هارينغي» شمال لندن سافرت عبر «يوروستار» وشوهدت آخر مرة في بلجيكا حيث يعتقد أنها أول فتاة تسافر للقتال ضد داعش.

ويحاول ضباط الشرطة معرفة إن كانت الفتاة وهي من أصل كردي سافرت لتقديم الخدمات الإنسانية ام القتال في صفوف الحماية الشعبية. ويعتقد أن من جند البريطانيين هو الأمريكي جوردان ماتسون، والذي يقاتل في صفوف «ليوث روجوفا» التي تديرها قوات الحماية الشعبية، حيث تدعو عبر صفحة الفيسبوك الشبان الانضمام لها وتحت شعار «أرسلوا الإرهابيين إلى جهنم وانقذوا الإنسانية».

وهناك من يتهم قوات الحماية الشعبية بأنها جزء من حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المصنف إرهابيا لدى الولايات المتحدة وتركيا. وجرح ماتسون في معركة مع داعش وأرسل رسالة دعوة للصحيفة نفسها وقال فيها «يمكنكم السفر لروجوفا ومقابلتها».

وكتب ريد على صفحة الفيسبوك إنه قاتل في شمال سوريا ووصف مشاركته في معركة. وعلى ما يبدو فقد تلقى ريد تدريبات في دولة التشيك، حيث كتب في 5 تشرين الثاني/نوفمبر «يبدو أن كل العمل الشاق قد أثمر، وحصلت على أخبار جيدة، ويعرف الجميع أين سأذهب» وقال إنه لا يريد الكشف إلى أين هو ذاهب ولكن في الأسبوع المقابل سيكشف أنه يعيش في حلم».

ويقول أحد المدافعين عن حقوق الأكراد واسمه مارك كامبل إنه واع بمشاركة ريد وهيوز مع قوات الحماية الشعبية، وكذلك سفر أكراد يعيشون في بريطانيا للقتال في سوريا والعراق. ويقول أمان بانيغراد، من مركز الأكراد إن «البعض يسافر لأغراض إنسانية وهناك آخرون يذهبون لجبهات القتال والإنضمام لصفوف قوات الحماية الشعبية، وهناك من قتل منهم، واحد من أعضاء المركز فقد ابن عمه في كوباني قبل أسبوعين».

وتقدر المصادر الكردية عدد الأكراد الذين سافروا للقتال في الشرق الأوسط بالعشرات ولا يعرف عدد من قتل منهم بالمعارك.

وعلى خلاف الذين يقاتلون في صفوف الدولة الإسلامية تقول وزارة الداخلية إنها «لا تملك أرقاما حول البريطانيين الذين يقاتلون مع الأكراد. وتأتي التقارير حول المرتزقة البريطانيين في وقت يتم فيه الحديث عن عصابات دراجات نارية تسافر إلى كوباني، وكانت غيل روزنبيرغ من كندا أول من سافر لمساعدة الأكراد حسب بعض التقارير.

 

هناك فرق

 

وتشير الصحيفة لتأكيدات ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة البريطانية حول الفرق الأساسي بين القتال من أجل الأكراد والانضمام إلى داعش.

وبناء على هذا تعهدت الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات متشددة ضد من ينضم أو يقاتل في صفوف داعش منها الحرمان من العودة للبلاد، التجريد من الجنسية وما إلى ذلك.

وهناك في تعريف وزارة الداخلية تمييز في المشاركة بنزاعات خارجية «يمنح القانون البريطاني وسائل للتعامل مع النزاعات الخارجية بطرق متعددة، فالمشاركة في حرب أجنبية ليس ذنبا ولكنه يعتمد على طبيعة الحرب ونشاطات الفرد».

وعندما سئل كاميرون عن الكيفية التي يتم فيها التفريق بين من يقاتل مع داعش او ضده عند عودتهم لبريطانيا أجاب إن مسؤولي الحدود والهجرة المدربين والخدمات الأمنية ستكون قادرة على التمييز بين من يقاتلون ضد التطرف الإسلامي ومعه.

 

قتلى في سوريا والعراق

 

ويتزأمن الحديث عن المرتزقة البريطانيين في وقت تتحدث فيه «ميل أون صاندي» عن مقتل أكثر من 35 بريطانيا في سوريا والعراق. وكان آخر القتلى شخصين أحدهما أبو عبدالله الحبشي (21 عاما) وأبو الدرداء (20 عاما) وكلاهما من لندن. ونشأ الحبشي في شمال لندن لعائلة جاءت من إرتيريا وأسلم عندما كان في عمر الـ16، أما الحبشي فقد نقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنه قاتل في سوريا والعراق وسافر إلى هناك منذ 9 أشهر وظهر الحبشي في عدد من الأفلام التي وضعت على الإنترنت ومن انتاج داعش. أما ابو الدرداء فقد نشأ في غرب لندن وهو من أصول صومالية، وسافر إلى سوريا عبر تركيا في كانون أول/ ديسمبر 2013.

ويعتقد أن عناصر مكافحة الإرهاب حققوا معه قبل ركوبه الطائرة واقتنعوا بمبرر سفره وسمحوا له بمواصلة الرحلة.

ورغم حديث المؤسسة الأمنية ومراكز البحث التي تراقب الجماعات الإسلامية عن سفر حوالي 500 جهادي بريطاني إلى سوريا إلا أن النائب العمالي خالد محمود بالغ في التقدير ويتحدث عن 2.000 بريطاني.

ونقلت صحيفة «صاندي تلغراف» عن محمود، نائب منطقة بيري بار في بيرمنجهام أن العدد هو أربعة أضعاف الرقم المتداول اليوم.

وقال محمود «تقول السلطات إن هناك 500 جهادي بريطاني لكن الرقم قد يكون ثلاثة أو أربعة أضعاف»، وأضاف «أعتقد أن 2.000 هو أحسن تقدير، وتشير تجربتي في بيرمنجهام إلى أن هناك مشكلة ضخمة، مشكلة ضخمة»، فهناك مخاوف من عدم قدرة السلطات التعرف على المتطرفين الذين يغادرون بريطانيا في طريقهم لمعسكرات التدريب.

وتشير أدلة على مواقع التواصل الإجتماعي أن هناك 20 بريطانيا ينضمون لداعش كل يوم. وقال محمود، العضو السابق في لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان إن الحكومة ليس لديها العدد الكافي من الأشخاص لمراقبة نقاط الحدود، وهو ما يفسر واقع خروج ودخول هؤلاء الجهاديين بدون اعتقالهم، ولم نقم باعتقال أي منهم» رغم أن وزارة الداخلية ترفض الحديث عن عدد الذين اعتقلوا وهم يحاولون العودة.

وتشير الصحيفة إلى أن عدد الجهاديين الرسمي وهو 500 نشر قبل ستة أشهر ولم يتم تعديله منذئذ. مضيفة إلى أن داعش زاد من معدلات التجنيد من خلال نشر أشرطة فيديو تظهر عمليات قتل بشعة للرهائن.

وتقول الصحيفة إن أربعة شبان مسلمين صادرت السلطات جوازات سفرهم استطاعوا الخروج من بريطانيا في الأشهر الماضية. ويقدر عدد العائدين من سوريا والعراق بحوالي 250 شخصا. ورغم تقدير السلطات عدد القتلى من البريطانيين بحوالي 35 إلا أن ما ينشر على وسائل التواصل الإجتماعي يقترح أن العدد ربما كان أعلى. ففي تغريدة نشرها أبو القعقاع البريطاني في 11 تشرين ثان/ نوفمبر أنه انضم إلى 20 بريطانيا بعد مقتل عدد منهم في الغارات الجوية «جلسنا مع 20 أخا بريطانيا، فقد جلب الله عددا آخر ليأخذوا مكان الذين استشهدوا».

واتهم المجلس الإسلامي البريطاني الذي يمثل 2.8 مليون مسلم الحكومة بعدم عمل ما يمكن عمله لمنع الشباب مغادرة البلاد.

وقال هارون خان، نائب السكرتير العام «هناك أسئلة جدية أمام وزارة الداخلية وهي بحاجة للإجابة عليها، لماذا لم تقم سلطات الحدود باعتقالات؟».

وبحسب الأرقام المتوفرة من بداية العام الحالي وحتى إيلول/ سبتمبر فقد اعتقلت السلطات 104 أشخاص في قضايا لها علاقة بسوريا لكن وزارة الخارجية لم تذكر كم اعتقلت على نقاط العبور.

وذكر جيمس بروكينشاير، وزير الهجرة والأمن أن وكالات الأمن والشرطة تعمل على إحباط التهديدات المحتملة، ويشمل هذا مقابلة أفراد على نقاط العبور يشتبه، في التخطيط والتحضر والتحريض على أعمال إرهابية، وتقوم بإلغاء وسحب جوازات أشخاص يشبته بمحاولتهم السفر إلى العراق وسوريا».

 

توافق سني ـ درزي جنوب سوريا يفشل مساعي نظام الأسد لإشعال حرب طائفية

سلامي محمد:

درعا ـ «القدس العربي» قال أبو المجد الزعبي من المكتب الإعلامي لـ «الجبهة الجنوبية» للجيش الحر، بعد أن شكلت فصائل الجبهة الجنوبية مسمار نعش النظام السوري الأخير، حاول الأخير يائساً وأد انتصارات الجبهة عن طريق الفتنة المذهبية، في إشارة إلى مشاركة شباب من الطائفة الدرزية المنتسبين إلى لجان «الدفاع الوطني» في الحملة التي نفذها النظام ضد قرى كفر حور وبيت جن وبيت تيما في جبل الشيخ مطلع الشهر الجاري.

وأضاف الزعبي في حديث لـ «القدس العربي»، أن الفتنة المذهبية التي يحاول النظام إشعالها لم تجد لها مكاناً أبداً في جبل العرب وسهله، بسبب الوعي السياسي الكبير والتاريخ المشترك في الدفاع عن كل السوريين وإيمانهم بأخلاق الثورة ومبادئها.

وأشار إلى أن مكتسبات الثورة هي حق لكل السوريين فكلنا شركاء في الوطن لا فرق بينهم، مؤكدين على قوة الروابط التاريخية بين الأشقاء والمستوى العالي من التنسيق الدائم والمشورة بين الحكماء والعقلاء من جبل العرب وسهله. وبين أن الجبهة الجنوبية هم «أحرار سوريا» الذين ثاروا ضد الظلم من أجل كل السوريين تقاتل بمبادئ واضحة دفاعاً عن كل السوريين وفق الشرعية الدولية محترمة وضامنة لحقوق الإنسان تحاول إنهاء معاناة كل السوريين بأسلم الطرق وأسرعها.

وأشار الزعبي إلى أن الأحداث الأخيرة التي جرت في جبل الشيخ هي دليل آخر على ما يريده النظام لأبناء سورية من ضغينة واقتتال، وقبلها أحداث داما في جبل العرب، وقد دافعنا في جبل الشيخ عن أرضنا وكرامتنا، وكان واضحا أمام الجميع ما جرى من دفع أبنائنا إلى معركة خاسرة مع إخوتهم، وتركهم في أرض المعركة بين قتيل وجريح، وهذا ما أسفنا له، ولا نريده ان يتكرر مرة أخرى، اننا أبناء سورية، تاريخنا واحد وأرضنا واحدة ونريد ان نكون أصــحاب قرار واحــد كما كنا وكما سنبقى.

وكانت «الجبهة الجنوبية» للجيش الحر في محافظة درعا جنوبي البلاد أصدرت في وقت سابق، بياناً خاطبت أبناء «الطائفة الدرزية»، ودعتهم للاستمرار بالمواقف العقلانية من رجال دين ونشطاء وســياسيين، في مواجهة الفتنة التي يعمل نظام الأسد على إشعالها بين الجانبين.

وقال البيان الصادر عن الجبهة حصلت «القدس العربي» على نسخة منه، على عدم وجود أي عداوة بينهم وبين الدروز الموحدين، حيث ورد في البيان» لم نقاتلكم يوماً ولا نبغي ذلك مستقبلاً، ولا زلنا ننتظر وقفة بني معروف مع أهلهم وأبناء وطنهم، فالظلم زائل والطغيان زائل، وستبقى سوريا، وسينتصر الحق وستنتصر الثورة».

وثمن البيان على مواقف الحكماء ورجال الدين والنشطاء والسياسيين منكم من المــــوحدين، ونعتبر ان موقفكم الحاسم من حادثة اختطــــاف مدنيين في قطنا منذ أيام، والعمل الحثيث الذي قاموا به لردع هذه الظاهرة، واعتبارها خطوة في الطريق الصحيح، ستقابلها الجبهة الجنوبية بخطى مماثلة في مقبل الأيام، ونريدكم معهم لتشدو على أيديهم، فهم أحرص من النظام عليكم.

ودعت قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر أبناء الطائفة الدرزية للاقتداء بمواقف العقلاء من رجال دين ونشطاء وسياسيين كان لهم الدور البارز في تطويق حالة التوتر الناشئة على خلفية مقتل 27 شابا درزيا من مقاتلي الدفاع الوطني، شاركوا في الحملة التي نفذها النظام ضد قرى كفر حور وبيت جن وبيت تيما في جبل الشيخ مطلع هذا الشهر.

وكان خلاف نشب مؤخرا بين اللجان الشعبية من الطائفة «الدرزية» التابعة لجيش النظام من جهة، وجيش النظام من جهة ثانية، هذا الخلاف أدى إلى انسحاب اللجان الشعبية لبلدة قطنا بغوطة دمشق الغربية وبعض من اللجان إلى بلدة صحنايا من محورين هما بلدة «بيت تيما» وبلدة «كفر حور»، وحوصر العدد الباقي من عناصر اللجان الدرزية من قبل كتائب المعارضة المسلحة الذين تمكنوا من قتل كامل المحاصرين وسحب جثثهم، حيث بلغ عدد قتلى النظام بحسب الصفحات الموالية لبشار الأسد 40 قتيلا جميعهم من الطائفة الدرزية.

واعتقلت اللجان الشعبية الدرزية الموالية لقوات النظام عشرات الشبان من أبناء قرى جبل الشيخ السنية في الغوطة الغربية لريف العاصمة دمشق، لتستخدمهم كورقة ضغط على كتائب المعارضة المسلحة لتسليم 27 جثة لعناصر كانت قد قتلتهم كتائب المعارضة عندما حاولت اللجان الدرزية الهجوم على القرى السنية لتمهد لنظام الأسد اقتحامها، لينجح الطرفان في إخماد حرب أهلية برعاية نظام الأسد، كادت ان تودي بالجانبين على حد سواء.

 

«أحرار الشام» تطرد «جيش الإسلام» من معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية

حازم داكل

انطاكيا ـ «القدس العربي» اندلعت اشتباكات بين عناصر من حركة «أحرار الشام» الإسلامية وبين «جيش الإسلام» في وقت سابق، عند معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، عند محاولة «أحرار الشام» السيطرة على المعبر.

وكان ناشطون نشروا على شبكات التواصل الاجتماعي أخباراً عن سقوط عدد من الجرحى بين صفوف المقاتلين خلال الاشتباكات التي اندلعت عند معبر باب الهوى على الحدود التركية السورية بين مقاتلي الحركة وجيش الإسلام، ما أدى إلى إغلاق المعبر من الجانب التركي أمام المئات من السوريين المسافرين إلى تركيا.

وأكد الناشط الميداني شريف الشيخ بتصريح خاص لـ «القدس العربي»، ان اشتباكات اندلعت في المعبر بعد قيام القيادي بحركة أحرار الشام أحمد أبو جواد بالهجوم على مقرات جيش الإسلام لإخراجهم من المعبر بالقوة، والسيطرة على معبر باب الهوى الحدودي.

وأكد أن أحرار الشام تحاول إخراج «صقور الشام» أيضا من المعبر وهي حليف «جيش الإسلام» ايضاً، منوهاً إلى ان الجبهة الإسلامية التي ينتمي اليها المتنازعون، أصبحت تنقسم إلى «صقور الشام» و «جيش الإسلام» في حلف، و «لواء التوحيد» و «أحرار الشام» في حلف آخر، مضيفا أن هذه الاشتباكات ليست هي الأولى بل سبقتها ثلاثة اشتباكات نشبت في نفس المكان منذ أيام ولنفس السبب، وهو السيطرة على المعبر الحدودي.

من جانبه، قال القيادي في حركة «أحرار الشام» بلال جبيرو في تصريح لـ «القدس العربي»، إن المشاكل بين الفصيلين قديمة، وتم انهاؤها والاتفاق على ان يضع جيش الإسلام خمسة عناصر فقط له على المعبر، لكن الاخوة في أحرار الشام تفاجأوا اليوم (أمس) بأن العدد فاق الخمسة عشر عنصراً، ما أدى إلى الاشتباكات.

وأكد القيادي جبيرو ان المشكلة حلت نهائياً بخروج جيش الإسلام من المعبر، حتى يصدر حكم المحكمة التي يرأسها الشيخ ابو بكر علوش الحمصي، مضيفا أن صقور الشام حليف جيــــش الإسلام كانــــوا حاضـــرين معنا وشاهدين على الاتفاق النهائي، مؤكداً ان الخلاف كان بين العناصر فقط ولم يصل إلى مستوى خلاف بين القادة.

بدوره، نفى القيادي في جيش الإسلام الشيخ محمد علوش في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، ادعاءات حركة أحرار الشام حول الاتفاق السابق والذي ينص على الإبقاء على خمسة عناصر فقط في المعبر، قائلا إنه: «اتفاق قديم لم يعد صالحاً»، مضيفا أن سبب الاشتباكات هو ان قائد كتيبة في أحرار الشام المكنى بأبو جواد حاول للمرة الثانية اليوم اقتحام مقرات جيش الإسلام في معبر باب الهوى، ما دفع مقاتلي الجيش للرد والدفاع عن أنفسهم. وأضاف الشيخ محمد أنه في محاولة أبو جواد الأولى اقتحام مقرات جيش الإسلام، أخلى مقاتلو جيش الإسلام مراكزهم تجنبا لإراقة الدماء، وقد تدخل صقور الشام لعرض القضية على الهيئة الشرعية التابعة للجبهة الإسلامية.

وقال الشيخ محمد إن جيش الإسلام انسحب طواعية بعد أول اشتباك منذ أيام، واقتحمت أحرار الشام مستودعاته وصادرت أسلحته، ثم تدخلت اللجنة الشرعية وأصدرت حكما بإعادة السلاح للجيش وعودته إلى المعبر، لكن أبو جواد رفض هذا الحكم.

يشارإلى ان كلاً من حركة «أحرار الشام» و «صقور الشام» يديران معبر باب الهوى الحدودي، بعد تقهقر جبهة ثوار سوريا التي كان يقودها جمال معروف بعدما هاجمت جبهة النصرة وأحرار الشام معقله في جبل الزاوية، وكذلك الأمر بعد انسحاب حركة حزم منه منذ أسابيع

ملايين دولار مكافأة أمريكية للعثور على أي مقاتل من «داعش»

واشنطن ـ «القدس العربي»: طرح النائب الأمريكي بول غوسار مشروع قانون من شأنه تقديم مكافأة نقدية بقيمة 5 ملايين دولار لأي شخص يقدم معلومات للحكومة الأمريكية معلومات تساعد على اعتقال أو إدانة أي إرهابي مرتبط بتنظيم « الدولة الإسلامية».

وقال غوسار إن الأموال يمكن أن تحفز عناصرا من الجماعة نفسها للوشاية ضد زملائهم وتقديم معلومات مفيدة للحكومة الأمريكية، واضاف أن جرائم القتل المروعة ضد المواطنيين أمر غير مقبول ونحن بحاجة للعثور على هولاء « البلطجية « وتقديمهم للعدالة.

وقد اقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون مماثلا في سبتمبر/ايلول الماضي بالاجماع ولكن قيمة المكافأة لم تزد عن 2778 دولارا.

 

«لواء ثوار الرقة» السوري يتبنى تفجير مفخخة استهدفت مقراً لتنظيم «داعش» في المدينة

عمر الهويدي

الرقة ـ «القدس العربي» تضاربت الأنباء حول قيام طائرات التحالف الدولي باستهداف مصرف التسليف الشعبي، أحد مقرات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في مدينة الرقة، في الوقت الذي أعلن فيه «لواء ثوار الرقة» التابع للجيش السوري الحر، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه هو من استهدف المصرف من خلال عملية تفجير قام بها بواسطة سيارة مفخخة بالتحكم عن بعد.

وقال أبو محمد الناطق الرسمي باسم لواء ثوار الرقة في تصريح خاص لــ «القدس العربي»، إنَّ مجموعة من عناصر اللواء داخل مدينة الرقة نفذت العملية، حيث قاموا بوضع سيارة مجهزة مسبقاً بكمية من المتفجرات، وتم تفجير السيارة بالتحكم عن بعد.

وأكد أن العملية جاءت رداً على إعدام التنظيم لستة عناصر من اللواء في الرقة، بالإضافة إلى محاولتهم اغتيال قائد اللواء الملقب بأبو عيسى وولده في مدينة أورفا التركية منذ شهر تقريباً، مضيفا أنه تم مراقبة المجموعة التي نفذت حكم الإعدام بعناصر اللواء، وعلمنا مكان مقرهم، وتم وضع السيارة أمام المقر وتفجيرها عند دخول مجموعة منهم.

وأشار أبو محمد إلى أن التفجير تسبب بمقتل وإصابة العشرات من عناصر «داعش» بالإضافة إلى أضرار مادية، على حد قوله.

وفي سياق آخر، ارتفعت حدة الاشتباكات بين تنظيم «داعش» و عشيرة «البوجامل» في قرية النملية شمال دير الزور، وذلك إثر إعدام التنظيم ثلاثة أشخاص من أبناء العشيرة.

وأفاد ناشطون لــ «القدس العربي» أن مقاتلي العشيرة نجحوا، في صد محاولة التنظيم اقتحام القرية بعد انتهاء المهلة التي أعطاها التنظيم لأبناء العشيرة لتسليم أنفسهم وسلاحهم، مؤكدين أن مسلحي القرية حطموا سيارتين تابعتين للتنظيم، دون ورود أنباء عن سقوط إصابات.

يشار إلى أن تنظيم «داعش» أعدم الشبان الثلاثة بتهمة الانتماء للجيش السوري الحر، ولم يكد التنظيم أن يسيطر على ريف دير الزور حتى بدأ بإصدار القرار تلو القرار، حيث أصدر عدة قرارات وصفت بالمشينة، كمصادرة معظم المواد الاغاثية التي تمتلكها المنظمات العاملة في المدينة.

ويرى مراقبون أن هدف التنظيم بات واضحاً في اتخاذ مثل هذه الإجراءات التعسفية، وهو هدم كامل المؤسسات التي يشرف عليها الثوار، وتفريغ المناطق المحررة من محتواها الثوري والإنفراد بها وخاصة الإعلامية منها، حيث بدأ التنظيم بملاحقة الإعلاميين والصحافيين، وخطفهم وتتبع آخرين وإجبارهم على مبايعة التنظيم، ومن الصحافيين من غادر البلاد حفاظاً على حياته.

 

روسيا والحل السوري… استشعار بالخطر أم مشاغبة على أميركا؟

إسطنبول ــ عبسي سميسم

تزامن القصف الجوي الذي يقوم به طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في العراق وسورية منذ نحو شهرين، مع نشاط تقوم به الدبلوماسية الروسية لتحريك المياه الراكدة على المسار السياسي السوري، في محاولة من موسكو كما يبدو لاستثمار “الأجواء الجديدة” التي أشاعها هذا القصف، لجهة توحيد الجهود ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش، وفكرة محاربة الإرهاب من جهة، ومحاولة الاستفادة من الانتقادات الموجّهة لواشنطن بأن قصفها ومجمل استراتيجيتها في المنطقة، غير منتجة سياسياً ولا تفتح أفقاً لحل الصراع بل تزيد من تفاقمه، من جهة أخرى.

 

وفي هذا الإطار يلتقي وفد رسمي سوري رفيع برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأربعاء المقبل، بهدف مناقشة ما وُصف بأفكار روسية لإطلاق مباحثات السلام في سورية.

 

وكانت آخر زيارة قام بها المعلم لموسكو في سبتمبر/أيلول 2013، وتم خلالها الإعلان أن دمشق ستقوم بتدمير ترسانة أسلحتها الكيماوية تحت إشراف الامم المتحدة.

 

وكشف مصدر مطلع قريب من الاتحاد الأوروبي أن شخصيات من تيار “بناء الدولة” المحسوب على المعارضة السورية الداخلية، بالإضافة إلى اللواء مناف طلاس المنشق عن الحرس الجمهوري في النظام السوري، وعضو “هيئة التنسيق” سمير العيطة، يقومون بجولات مكوكية لدى خارجيات الاتحاد الأوروبي للتسويق لخطة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا التي تصب في خانة الجهود الروسية، كخطة إجرائية تمهّد لحل سياسي.

 

كذلك يسعى هؤلاء لطرح أفكار لحل سياسي يغفل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط لإنجازه، ويقوم على تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح حكومة تضم شخصيات من المعارضة وأخرى من النظام.

 

وأوضح المصدر أن مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي، على رأسها ألمانيا وإيطاليا، توافق على هذا الطرح، فيما لا تزال كل من فرنسا وبريطانيا تعارض الحديث عن أي حل سياسي لا يتضمن رحيل الأسد عن السلطة.

 

وتشير مصادر مقرّبة من النظام السوري إلى أن اللقاء سيبحث الأفكار التي تطرحها موسكو من أجل جمع المعارضة والنظام “للبدء بحوار أولي من شأنه تفعيل العملية السياسية المتوقفة منذ جنيف”، بحسب تعبير وضاح عبد ربه، رئيس تحرير صحيفة “الوطن” السورية التي يملكها رجل الأعمال رامي مخلوف قريب الأسد.

 

ويقول عبد ربه إن الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار بين أطراف سورية في موسكو، يحضره إضافة إلى الوفد الرسمي السوري، عدد من شخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض معاذ الخطيب.

 

وأشار مسؤول سوري في تصريحات لـ”فرانس برس” إلى أن الأمر لن يتعلق بالتباحث مع الائتلاف المعارض “كممثل وحيد للشعب السوري” ولكن مع جماعات مختلفة وخصوصاً مع معارضة الداخل المقبولة من النظام وعدد من معارضي الخارج الذين نأوا بأنفسهم عن الائتلاف.

 

وكان الخطيب قد زار موسكو في السابع من الشهر الحالي، وبحث خلال الزيارة أفكاراً لإطلاق العملية السياسية، وقال وقتها إنه أكد للمسؤولين الروس أن نجاح أي عملية سياسية مرهون باستبعاد الأسد منها.

 

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في مؤتمر صحافي عقده في موسكو الثلاثاء الماضي، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ركّز في مباحثاته مع الخطيب على ضرورة تحويل الأزمة السورية إلى المسار السياسي، مشيراً إلى أن موسكو لا تعترض على النقطتين اللتين قدمهما الخطيب وهما “محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية، والثانية مفاوضات سياسية تفضي لحوار واتفاق بين الحكومة السورية المعارضة”.

 

وأكد بوغدانوف أنه تم التوافق على ضرورة إشراك الأطراف الخارجية كروسيا والولايات المتحدة، والإقليمية كإيران والسعودية وتركيا ومصر، وذلك بغية الدفع باتجاه عقد مؤتمر “جنيف 3″.

 

وكان وفدان من النظام والمعارضة قد عقدا مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، من دون تحقيق أي تقدم في سبيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.

 

ويبحث الائتلاف المعارض خلال اجتماع دوري بدأ أمس الأول السبت ويستمر ثلاثة أيام، الحلول السياسية المطروحة للأزمة السورية.

 

ويؤكد عضو الهيئة السياسية للائتلاف عقاب يحيى لـ”العربي الجديد” ضرورة “التعاطي الإيجابي” مع روسيا من أجل حل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن الروس يبدون نوعاً من المرونة في ما يخصّ موقع ومستقبل الأسد، مشدداً على أن وجوده في السلطة بعد كل القتل والدمار الذي لحق بسورية غير مقبول ولا ليوم واحد.

 

ويلفت يحيى إلى أن “الروس يتحدثون عن نيّتهم بلورة مبادرة سياسية تطوّر مضامين جنيف وأسلوبه، لكنهم ما زالوا يطرحون أفكاراً عامة لم تصل الى مستوى بلورة مبادرة شاملة ومقبولة”، وفق تعبيره.

 

ولم يستبعد يحيى أن يُقدّم الروس مبادرة جديدة مختلفة عن خطابهم التقليدي الذي يدعو إلى الحوار بين المعارضة والسلطة من دون شروط، قائلاً إن هذه المبادرة “تتقاطع مع تسريبات إيرانية تفيد بتشكيل جسم انتقالي، أو حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات يرأسها الأسد لمدة محدودة، بعد أن يقوم بحل مجلس الشعب الحالي، والدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية، وبعدها يمكن أن يغادر أي مسؤولية، وهذا الأمر مرفوض بالتأكيد، وهو نوع من تأهيل ملتبس للنظام”.

 

من جهته، يقول المعارض السوري ورئيس صحيفة “كلنا سوريون” بسام يوسف لـ”العربي الجديد”، إن “روسيا ومعها إيران تحاولان إنجاز تصوّر لحل سياسي في سورية، تحت تأثير عدة عوامل أهمها إدراكهما استحالة الحسم العسكري من قِبل النظام، واستشعارهما خطورة تطوّر التحالف وعملياته إلى مرحلة عسكرية قد تُفقد النظام آخر ما لديه من قدرة على الاستمرار، يضاف إلى ذلك محاولتهما الإفادة من الحالة التي يعيشها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال السنتين المتبقيتين من ولايته بعدما أصبح ضعيفاً وخسر انتخابات الكونغرس، من أجل الاستعجال بإنجاز حل سياسي”.

 

وعن توقعاته من التحركات الروسية، يرى يوسف أن النتائج متوقّفة على عدة عوامل، منها إقناع الأطراف الإقليمية المعنية بهذا الحل وخصوصاً السعودية وتركيا، وإقناع المعارضة السورية وخصوصاً الائتلاف، معرباً عن اعتقاده “بصعوبة الوصول إلى حل من قِبل الأطراف التي تتحرك الآن، لكن هناك لقاءات تتم بين روسيا والسعودية قد تحقّق بعض التقدم على هذا الصعيد خصوصاً في ضوء تسريبات كثيرة تؤكد أن رحيل الأسد لم يعد مشكلة لدى داعميه الروس”.

 

الأسد يخوّي أمعاء الغوطة: نقص في الوقود وارتفاع بالأسعار

دمشق – عدنان عبد الرزاق

تشهد مدن غوطة دمشق الشرقية المحاصرة منذ نحو عامين (دوما، سقبا وزملكا) ارتفاعات حادة في أسعار السلع، هي الأعلى منذ بداية الثورة، ما يعده محللون استهدافاً من نظام بشار الأسد للسوريين في قوتهم ليثنيهم عن مطالبهم.

 

وقال حسين الزعبي، باحث مدني، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إن سعر ربطة الخبر (نحو 2 كغ) وصل إلى ألف ليرة سورية (5 دولارات)، مرجعاً الأسباب إلى إطباق الحصار على مدن الغوطة وعدم توفر القمح والمازوت.

 

وأضاف الزعبي: “يعاني سكان الغوطة من البرد الشديد ونقص حاد في المشتقات النفطية، من مازوت وغاز، وارتفاع أسعارها لدرجة عدم القدرة على شرائها في الأوقات التي تتوفر فيها، فقد وصل سعر لتر المازوت لأكثر من 200 ليرة وأسطوانة الغاز لنحو خمسة آلاف ليرة سورية”.

 

وقال يوسف البستاني، وهو ناشط ميداني، لـ “العربي الجديد”: “تمر مدن الغوطة المحاصرة بأسوأ الحالات الإنسانية والمعاشية، حيث ترافق شح السلع والمنتجات مع جشع بعض التجار الذين استغلوا الحالة، ورفعوا الأسعار أضعاف ما كانت عليه قبل إطباق الحصار الذي فرضه جيش ومليشيات الأسد”.

 

وحسب البستاني، ارتفع سعر كيلو القمح لنحو 700 ليرة والشعير إلى 300 ليرة والبرغل والأرز لنحو ألف ليرة سورية، موضحاً أن ارتفاع الأسعار واستغلال المستهلكين، طالا كل السلع المتوفرة على قلتها، فالغوطة التي كانت تزوّد العاصمة بالمنتجات الزراعية والحيوانية، وصل سعر البيضة فيها إلى 125 ليرة وكيلو لحم الخروف 2500 ليرة وسعر لحم العجل نحو 1700 ليرة سورية.

 

وقال نشطاء حقوقيون إن هناك مساعي لتوفير الحد الأدنى من مستلزمات السكان المحاصرين، كما أنهم بدأوا بالتنسيق مع الثوار، حملات مدنية لملاحقة التجار والمتلاعبين بالعرض ورفع الأسعار.

 

وقالت مصادر حقوقية: “أصدرنا تسعيرة خاصة بمدن الغوطة المحاصرة، وتمثل الحد الأعلى لسعر المواد المتوفرة، من حبوب وبقوليات وبعض الخضر والحشائش المتوفرة محلياً، وأي مخالفة سيتم التعامل معها عبر مصادرة البضاعة ومحاسبة المحتكرين والمخالفين.

 

كما أعلنا عن طرق تواصل محلية خاصة بين المستهلكين واللجان التموينية الثورية للإبلاغ عن أي جشع ومخالفة واستغلال يقوم بها الباعة أو التجار”.

 

ويقول الخبير الاقتصادي، حسين الجميل: “المشكلة ليست في الطعام والتدفئة فقط، بل هناك أطفال ومسنون ومرضى، والنظام يعي هذه الحقائق ويحاول تركيع الثوار من خلال التجويع”.

 

وتساءل، في مقابلة هاتفية مع “العربي الجديد”، “لماذا لم نسمع من المبعوث الأممي، دي ميستورا، أي اقتراح لفك الحصار عن المناطق المحاصرة؟ بل شاهدنا سعياً دوليا لتسليم حلب للنظام بطريقة الخدعة كما تم تسليم حمص”.

 

واستنكر الخبير عدم توصية المبعوث الأممي، بتمرير الطعام والدواء والوقود لمناطق الغوطة المحاصرة، أو السماح للمنظمات الإنسانية وقوافل المساعدات، التي يمنعها النظام من الوصول لتلك المناطق.

 

مسلحو القلمون: معارك ما قبل الشتاء بدأت

هي ضربات ما قبل الشتاء، يستغلّ مقاتلو المعارضة السورية المتمركزة في جرود القلمون الطقس الملائم ما قبل الشتاء لتوجيه ضربات قوية ومباشرة لحزب الله والجيش السوري في تلك المنطقة.

 

منذ ثلاثة أيام نفذت المجموعات المقاتلة هناك ضربات لحواجز ومراكز للحزب في عدد من النقاط العسكرية في قرى القلمون وعلى تخومها ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحزب، هذه الإستراتيجية تضاف إلى أخرى انتهجتها المجموعات المسلحة عبر توجيه ضربات سريعة ومتنقلة ضد مراكز الحزب بغية تحرير عدد من القرى القلمونية للتمركز فيها وإعادة بعض اللاجئين من جرود عرسال إليها وفق ما تقول هذه المجموعات.

 

قبل فترة تم تشكيل لواء تحرير الشام وهو يتألف من أغلبية المجموعات المقاتلة في القلمون وذلك ضمن سياق توحيد صفوف المقاتلين لتحريره، وبالأمس إنضم إلى هذا اللواء لواء التوحيد وكتيبة الأنصار وكتيبة شهداء القصير. تصرّ هذه المجموعات على الإستمرار في توجيه الضربات إلى حزب الله وقوات النظام وتطلق على هذه العمليات إسم “الويل للطغاة”.

 

تشير مصادر المقاتلين لـ”المدن” إلى أنه تدور يومياً اشتباكات على طول الخط الحدودي بين لبنان وسوريا، تتركز عمليات جبهة النصرة على القلمون الغربي أي المناطق المتاخمة للمناطق البقاعية فيما المجموعات الأخرى تستهدف نقاط تمركز حزب الله في القلمون الشرقي. منذ ثلاثة أيام والإشتباكات العنيفة دائرة على محاور قرى القلمون إذ عمد المسلّحون إلى شن هجمات متعددة بتوقيت متزامن باتجاه أهداف لمراكز الحزب والجيش السوري وقوات الدفاع الوطني، إذ شنّ مسلّحو جبهة النصرة هجوماً على نقاط تابعة لحزب الله في جرود القلمون الغربي، وتحديداً في جرد المعرّة حيث سيطروا على بعض النقاط التي عاد واستهدفها الطيران الحربي السوري ببراميل متفجرة وقصف صاروخي، وكما شن مسلّحو النصرة هجوماً على بعض نقاط الحزب في جرود نحلة، وقد دمروا أحد الحواجز هناك.

 

وبعدها نفذ المسلحون كميناً في جرد راس المعرة لحزب الله ما أوقع في صفوفه إصابات مباشرة ما استدعى رداً بالقصف بالصواريخ والمدفعية. وكما في المعرة كذلك في فليطا حيث شن المقاتلون هجوما على نقاط تابعة لحزب الله في جرود البلدة استطاعوا السيطرة على نقطتين تابعتين للحزب الذي تكبّد خسائر بالأرواح والعتاد، وقد شن الحزب هجوماً مضاداً مستخدماً المدفعية الثقيلة وصواريخ الغراد لإستعادة النقطتين.

 

ولصدّ هذه الهجمات عمد حزب الله وفق ما تشير مصادر “المدن” إلى استخدام تكتيك عمليات القنص وذلك لمنع المقاتلين من الإقتراب من مواقعه وحواجزه على أطراف البلدات القلمونية، وهذا ما يحدّ من عمليات الإستنزاف التي يستدرجه إليها المسلّحون.

 

حصيلة هذه الهجمات هي سيطرة المسلحين على نقاط إستراتيجية عديدة في القلمون كانوا قد خسروها سابقاً وأبرزها السيطرة على تلة الرادار بعد تدميرها وهي تقع على تلة إستراتيجية بين مدينتي النبط ودير عطية، حيث تم قتل أكثر من ثلاثين عنصراً من عناصر الدفاع الوطني، بالإضافة إلى السيطرة على طريق دمشق-بغداد الأستراتيجي وعلى مرصد اللواء 128 كما تمت السيطرة على استراحة الصفا وهي أيضاً نقطة إستراتيجية.

 

في تكتيكهم الجديد يعمد المسلّحون المعارضون الى تنفيذ هذه الضربات قبل هطول الأمطار وتحول الطقس إلى عاصف، إذ إن طبيعة المنطقة الجغرافية وإرتفاعها عن سطح البحر تعيقان القيام بأي عمل عسكري حين يكون الطقس عاصفاً، لذلك يعتبر المسلّحون أن حربهم بهذه الطريقة وفي مثل هذه الأوقات نفسية ومعنوية، لتذكير الخصم وجمهوره أن المعركة لم تنته، وكي لا يستغلّ حزب الله والجيش السوري الطقس ليعلنوا الإنتصار على المسلحين في القلمون.

 

اجتماعات الإئتلاف.. لا دخان أبيض حتى الآن

عمر العبد الله

تصاعدت وتيرة القتال، وسيطرت جماعات “متطرفة” على مناطق جديدة في سوريا، ورغم ذلك استمرت المبادرات السياسية بالظهور الواحدة تلو الأخرى، دون أن يرى السوريون دخاناً أبيض معها. مع هذه الأوضاع بدأت اجتماعات اسطنبول؛ اجتماع الائتلاف الوطني، واجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نائب الرئيس الأميركي جو بادين. الاجتماع الأول ما زال الوضع فيه على حاله ككل الاجتماعات التي سبقته، خلافات ونقاشات دون الوصول إلى نتائج، أما الثاني، فناقش المنطقة العازلة والوضع العسكري في شمال سوريا، وقد يكون بوابة لدخول تركيا إلى التحالف الدولي لمواجهة “الإرهاب”.

 

يومان من الاجتماعات، لم ينجح فيهما الائتلاف في حل أي من مشاكله العالقة، المرتبطة ببعضها، حيث تناقش أربعة ملفات كسلة واحدة دون تقسيمها، وهي: المجلس العسكري وكتلة هيئة الأركان في الائتلاف، التي أدى وجودها في الاجتماع الماضي إلى إعادة تكليف أحمد طعمة برئاسة الحكومة المؤقتة. ويرى فريق في الائتلاف أن “الإخوان المسلمون” ومعهم “التجمع الوطني” هم من قاموا بتشكيل المجلس العسكري الجديد، من أجل إبقاء طعمة في رئاسة الحكومة.

 

المشكلة الثانية هي “وحدة تنسيق الدعم” التي يسعى الائتلاف إلى إعادتها للعمل في تنسيق الدعم بين المنظمات، وليس كإدارة للدعم. في حين أن القضية الثالثة هي: النظام الداخلي والنظام المالي للائتلاف، اللذان لم ينجح الائتلاف في تمرريهما في الاجتماع الماضي.

 

ويبقى الملف الأعقد هو الحكومة المؤقتة والتصويت بالثقة على التشكيلة الوزارية التي سيقدمها رئيس الحكومة المكلف أحمد طعمة، وخاصة أن ما يزيد على خمسين عضواً قاطعوا جلسة التصويت لإعادة تكليف طعمة، حيث اعتبروا أن تكليفه مرة ثانية غير قانوني.

 

مصادر مطلعة داخل الائتلاف، نفت لـ”المدن” أن يكون الائتلاف الوطني قد ناقش مبادرة المبعوث الدولي ستفان دي مستورا، أو قضية المنطقة العازلة في حلب، حسبما نقلت وسائل إعلام. وقالت هذه المصادر إن النقاش الوحيد الذي يدور منذ يومين داخل الائتلاف هو الملفات الأربعة العالقة، وإن الاجتماع ما زال عالقاً في النقطة الأولى، وهي شرعية ممثلي كتلة الأركان والمجلس العسكري. حيث تُصر مجموعة من الكتل الداخلية في الائتلاف؛ “الكتلة الديموقراطية” و”القرار المستقل” و”المجلس الوطني” و”المجلس الوطني الكردي”، على عدم شرعية ممثلي الأركان، وعدم أحقيتهم بحضور الاجتماع، بالإضافة إلى الدعوة لتشكيل مجلس عسكري جديد وشرعي، خاصة أن رئيس الائتلاف هادي البحرة كان قد حل المجلس العسكري في شهر أيلول/سبتمبر الماضي. فيما يصر الطرف الثاني المتمثل بالتجمع الوطني والإخوان المسلمين، على شرعية المجلس العسكري وكتلة الأركان، وحقها في حضور الاجتماعات كباقي الكتل المشاركة في الائتلاف، بعدما نقضت اللجنة القانونية في الائتلاف والهيئة العامة، قرار رئيس الائتلاف بحل المجلس العسكري.

 

وتُصر “الكتلة الديموقراطية” على الربط بين ملف الحكومة المؤقتة وملف المجلس العسكري، كما تُصر على إعادة هيكلة المجلس أولاً ومن ثم تشكيل الحكومة المؤقتة. يأتي ذلك رغم إدراك الكتلة الديموقراطية، بأن النصاب المطلوب لتمرير حكومة طعمة موجود، وبالتالي فالتشكيلة الوزارية ستمر حتى ولو قاطعتها. وأكدت المصادر على أن الكتلة الديموقراطية وحلفاءها، قبلوا بتكليف طعمة برئاسة الحكومة، وأن النقاش الذي سوف يدور حول الحكومة سيكون للتصويت على الوزراء. واعتبرت المصادر أن كتلة “التجمع الوطني” مُصرة على موقفها “رغم التنازلات التي قدمها الآخرون”.

 

ولا يُتوقع أن يتمكن الائتلاف من حل الملفات العالقة، وخاصة أن كلا الفريقين متمسك برأيه وموقفه، ولا يُتوقع أيضاً أن يتم تمديد الاجتماعات ليوم رابع، في ظل ترجيحات بأن يتم تأجيل الاجتماع إلى موعد قريب.

 

وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد أعادت انتخاب طعمة رئيساً للحكومة المؤقتة، في تشرين الأول/أوكتوبر، بعد أن كانت الهيئة العامة للائتلاف أقالته في تموز/يوليو، في محاولة لتقليص نفوذ الإخوان المسلمين داخل مؤسسات المعارضة السورية.

 

هادي البحرة يلغي نتائج التصويت على الحكومة المؤقتة

غازي عنتاب – زيدان زنكلو

أصدر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، هادي البحرة، قراراً ألغى بموجبه نتائج تصويت حصلت في وقت متأخر الليلة الماضية على التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الحكومة المؤقتة، أحمد طعمة، لأعضاء الائتلاف وسط مقاطعة عدد كبير من الأعضاء لعملية التصويت.

 

ونص قرار البحرة على إحالة الطعون المقدمة من بعض أعضاء الائتلاف حول انتخابات رئيس الحكومة إلى لجنة تحقيق مستقلة، و”إلغاء جميع القرارات المتخذة من قبل بعض أعضاء الائتلاف خارج نطاق الشرعية وخلافاً للنظام الأساسي والجلسات المعتمدة في الائتلاف، وإلغاء كافة آثارها ونتائجها الإدارية والقانونية بين تاريخ 21-22-23-24 الشهر الجاري، والدعوة لاجتماع هيئة عامة طارئة بتاريخ 3 من ديسمبر المقبل” وفق ما جاء في قرار البحرة.

 

في المقابل، تعقد اللجنة القانونية برئاسة الأمين العام للائتلاف الوطني، نصر الحريري، اجتماعاً لمناقشة بيان البحرة، ومن المتوقع الإعلان عن نتائج الاجتماع في مؤتمر صحافي صباح الاثنين.

 

وأقيمت جلسة للتصويت على التشكيلة الوزارية التي اقترحها رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة حضرها 60 عضواً (اثنان منهم صوتوا بأوراق بيضاء)، وغاب عنها 50 عضواً (عدد أعضاء الائتلاف 110 أعضاء)، إثر خلافات حادة حول التشكيلة المقترحة، وتمثيل كتلة الأركان، والمجلس العسكري.

 

وضمت التشكيلة الوزارية 7 أسماء جديدة، هم غسان هيتو نائب رئيس الحكومة، وسليم إدريس وزيراً للدفاع، وعوض أحمد العلي وزيراً للداخلية، وقيس الشيخ وزيراً للعدل، وحسين بكري وزيراً للإدارة المحلية، وعماد برق وزيراً للتربية، ومحمد وجيه جمعة وزيراً للصحة.

 

فيما احتفظ بقية الوزراء بمناصبهم، وهم محمد ياسين النجار وزير الاتصالات والتقانة والصناعة، ووليد الزعبي وزيراً للبنى التحتية والزراعة، وتغريد الحجلي وزيرة الثقافة، وإلياس وردة وزيراً للطاقة والثروة المعدنية، وإبراهيم ميرو وزيراً للاقتصاد والمالية.

 

وأكدت مصادر من داخل الاجتماعات لـ”العربية” أن رئيس الحكومة المؤقتة، أحمد طعمة، رشح عبيدة نحاس لشغل حقيبة الشؤون الخارجية، إلا أن الخلافات حول هذه النقطة اضطرت طعمة لإلغاء حقيبة الخارجية من تشكيلته الوزارية، وترك صلاحيات هذه الوزارة للائتلاف الوطني.

 

وتركزت الخلافات بشكل أساسي بين كتلة الديمقراطيين والأكراد من جهة، والكتل الأخرى في الائتلاف (على رأسها الإخوان المسلمون) من جهة ثانية.

 

وفي موضوع متصل، أكد الائتلاف الوطني أن أي عملية سياسية في سوريا يجب أن تستند إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارات 2118، 2165، 2170 وما ورد في مبادئ “جنيف 1″، والفقرات الخاصة بإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

 

وفي رده على مبادرة المبعوث الأممي، ستيفان دي مستورا، قال الائتلاف في بيان له، إن “هدف أي تحرك أممي يجب أن يكون ضمان حق الشعب السوري في تقرير مصيره، واختيار نظامه السياسي وفق آليات ديمقراطية، والحفاظ على وحدة سوريا، ورفض التدخل الأجنبي، خاصة تدخل النظام الإيراني العسكري والأمني والسياسي”.

 

ولفت بيان الائتلاف الذي صدر خلال اجتماعات الهيئة العامة في اسطنبول إلى أن المقترحات التي تقدم بها المبعوث الدولي تتناول جانباً من الإجراءات التمهيدية التي يمكن أن تهيئ لاستئناف عملية سياسية تفضي إلى إقامة حكم انتقالي في سوريا.

 

وأضاف البيان أن “الائتلاف الوطني يعتبر خارطة الطريق لتلك الإجراءات يجب أن تشمل إقامة مناطق آمنة شمال خط العرض 35، وجنوب خط العرض 33، وفي إقليم القلمون، على أن يحظر فيها وجود النظام وميليشياته وأي امتداد له، كذلك يجب فرض حظر للقصف الجوي بكافة أشكاله، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين السوريين من صواريخ الطغمة الأسدية وبراميلها المتفجرة”.

 

وتابع البيان أن “خارطة الطريق تشمل أيضاً حظر الميليشيات الإرهابية التي استجلبها النظام الأسدي، وإبعادها عن الأراضي السورية، ومحاكمة عناصرها على الجرائم التي تم ارتكابها بحق السوريين، وضمان وصول المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية اللازمة لكافة المناطق المحاصرة، وإلزام النظام بعدم استخدام المدنيين رهائن مقابل مكاسب سياسية، والإفراج عن المعتقلين، والكشف عن مصير السجون السرية التي أقامها النظام لتصفية الأسرى لديه”.

 

وفيما يتعلق بمبادرة ديمستورا التي ترمي لوقف القتال في بعض المناطق ولاسيما حلب، شدد الائتلاف على أن “التهدئة الموضعية المقترحة يجب أن تستند إلى ما ورد في مبادرة جنيف وقرارات مجلس الأمن ومنها القرار 2165”.

 

نشطاء: “داعش” يسقط طائرة حربية للنظام السوري بدير الزور.. ويشدد إجراءات العبور لتركيا لمنع عناصره من الفرار

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أسقط تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف بـ”داعش” طائرة حربية للنظام السوري في دير الزور، في أول عملية من نوعها منذ سيطرته على المنطقة حيث أقدم على ذبح اثنين من عناصر القوات النظامية، طبقا لنشطاء أشاروا إلى تبني التنظيم الدموي إجراءات أمنية على الحدود مع تركيا لمنع عناصره من الفرار.

 

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يرصد ويوثق الأحداث في سوريا، إن المقاتلة الحربية شوهدت وهي تهوى عقب استهدافها على الجبل المطل على مدينة دير الزور، حيث تعرضت منطقة “حويجة صكر” في أطرافها لأكثر من 20 غارة، واشتباكات بين الجانبين.

 

وطبقا للمصدر، ذبح “داعش” جنديين وعرض رأسيهما في “حي الحميدية” بدير الزور.

 

كما نقل المرصد عن مصادر “موثوقة” إجراءات أمنية مشددة فُرضت على المواطنين للعبور إلى الأراضي التركية، وذلك باستخراج تصريح خاص من “داعش” يسمح لهم اجتياز المعابر غير الرسمية، في تدبير وصف بأنه محاولة من التنظيم لمنع عناصره الراغبة في الفرار من الهروب والعودة إلى بلدانهم.

 

خلافات حادة داخل ائتلاف المعارضة السورية

روما (24 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دفعت الخلافات الحادة داخل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية رئاسة الائتلاف إلى إعلان بطلان جميع القرارات المتعلقة بانتخاب رئاسة الحكومة المؤقتة للمعارضة وغيرها من القرارات التي اتّخذت خلال الأيام الأربعة الماضية خلال اجتماعات الهيئة العامة

 

وأُجريت الانتخابات للحكومة المؤقتة للمعارضة في وقت متأخر من ليل يوم الأحد، وقاطعها أكثر من نصف عدد أعضاء الهيئة العامة للائتلاف، وتم إعادة انتخاب أحمد طعمة رئيساً لها، وغسان هيتو نائباً له، وسليم إدريس لوزارة الدفاع، وعوض العلي لوزارة الداخلية، وإبراهيم ميرو للاقتصاد، وقيس النجيب للعدل، وياسين نجار للصناعة، وإلياس وردة للنفط، وغيرهم، وكان من أبرز المقاطعين لها هادي البحرة رئيس الائتلاف والأمين العام السابق للائتلاف مصطفى الصباغ، فضلاً عن كتل كاملة من مكونات الائتلاف، فيما قال حضور أنه انعكاس لخلاف قطري سعودي داخل الائتلاف

 

وإثر خلافات حادة بين قياديي الائتلاف وأعضاء الهيئة العامة والهيئة السياسية، وقّع عشرات من أعضاء الائتلاف بياناً طالبوا فيه بتأجيل أعمال الهيئة العامة من أجل توافقات جديدة، ونتيجة مقاطعتهم الانتخابات اعتبروها غير شرعية وطالبوا بإلغائها، بسبب مشاركة 58عضواً من الائتلاف فقط من أصل 120عضواً، حتى أن قياديين بارزين في الائتلاف انتقدوا أدائه علناً وأعلنوا فشله كمؤسسة سورية جامعة ناجحة

 

وأعلن رئيس الائتلاف السوري في قرار خطّي وقّعه مع نائبيه إلغاء كافة القرارات التي اتخذها أعضاء الائتلاف في الاجتماع الحالي للهيئة العامة، خلال الأيام الأربعة الماضية، واعتبرها خارج نطاق الشرعية ومخالفة للنظام الأساسي للائتلاف، داعياً إلى اجتماع طارئ في الثالث من كانون الأول/ديسمبر المقبل، وأشار إلى أن السبب هو الطعون المقدمة من قبل أعضاء الهيئة العامة المتعلقة بنتائج انتخابات رئيس الحكومة المؤقتة وضرورة إحالتها إلى لجنة تحقيق مستقلة

 

وكان أعضاء الائتلاف قد ناقشوا قضايا ذات علاقة بالتطورات السياسية بشأن القضية السورية، والوضع الميداني العسكري والإغاثي، ومبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا والموقف منها، وشكّل لجاناً عديدة لمتابعة القضايا الأساسية، كالنظام الأساسي والمالي ورواتب أعضاء الائتلاف والرد على مبادرة دي مستورا، لكنّ الخلافات تفاقمت عند التصويت على الوزراء والحكومة المؤقتة

 

وقال حضور من الائتلاف إن الخلافات بين أعضاء وكتل الائتلاف كبيرة جداً وحاسمة، وهي ليست مجرد اختلاف في وجهات النظر، بل خلافات حاد غالبيتها مستعص قد لا يجد طريقاً للحل بسهولة

 

سوريا: تصاعد العمليات العسكرية في حلب وريفها

تصاعدت العمليات العسكرية في حلب وريفها بشكل كبير في الساعات الـ 24 الماضية.

 

وتقول المصادر الموالية للحكومة السورية إن القوات الحكومية تبسط سيطرتها الكاملة على منطقة المناشر ومنطقة المقلع والتلال المحيطة بمنطقة العويجة وتقطع الطريق الواصل من دوار الجندول الى العويجة وتكبّد مسلحي المعارضة خسائر كبيرة.

 

واضافت هذه المصادر ان هجوما للقوات الحكومية على منطقة البريج ومساكن هنانو شمال شرق حلب ادى الى قطع خط امداد مسلحي المعارضة بين مساكن هنانو ودوار الجندول مما جعل هذه القوات على بعد 2 كيلو متر عن طريق الكاستيلو شرق حلب الامر الذي يؤدي الى فصل ريف حلب عن المدينة وقطع خطوط امداد مسلحي المعارضة.

 

ويبدو ان ذلك دفع مسلحي المعارضة لشن هجوم على بلدتي نبل والزهراء شمال حلب المواليتين للحكومة والمحاصرتين منذ اكثر من عام بهدف الضغط على القوات الحكومية لوقف تقدمها باتجاه حلب ومنعها من احكام الحصار على الجزء الشرقي من المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة حيث سيطرت المعارضة على المدخل الجنوبي لبلدة الزهراء كما سيطرت على منطقة المعامل بعد اشتباكات ابتدأت يوم الاحد وحسب المعارضة قتل في المعركة ماجد كرمان قائد “جيش المجاهدين.”

 

وحسب مصادر المعارضة هناك حركة نزوح كثيفة لاهالي نبل والزهراء باتجاه مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.

 

وفي دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة في زبدين في الغوطة بعد تقدم للقوات الحكومية وتوسعت الاشتباكات لتطال عين ترما والمليحة.

 

وقالت مصادر رسمية إن القوات الحكومية نسفت مقرا “لاجناد الشام” المعارض في جوبر مما ادى الى مقتل 20 مسلحا من المعارضة.

 

من جانب آخر اعلن تنظيم “الدولة الاسلامية” حي الحجر الاسود جنوب دمشق امارة تابعة للتنظيم.

 

اغتيال مسؤولين في جيش الاسلام في دوما ظهر امس ابو محمد عدس المسؤول عن الجنود المنشقين عن القوات الحكومية ابو الخطاب الشفوني نائب قائد العمليات العسكرية في جيش الاسلام

 

المرصد السوري: جبهة النصرة تقترب من قرية شيعية في شمال سوريا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وكتائب اسلامية سنية أخرى سيطرت على منطقة تقع إلى الجنوب من قرية شيعية في شمال سوريا يوم الأحد بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين مؤيدين للحكومة.

 

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن المقاتلين تقدموا ليل السبت باتجاه قرية الزهراء شمالي مدينة حلب وسيطروا على أراض إلى الجنوب منها وأنهم يحاولون الاستيلاء على أراض إلى الشرق سعيا لانتزاع السيطرة على القرية.

 

وكانت جماعات معارضة قد فرضت حصارا طويلا على الزهراء وقرية نبل القريبة منها وتقعان في منطقة شيعية منعزلة. وقالت الأمم المتحدة في مارس آذار إن الجماعات المسلحة التي تحاصر القريتين قطعت الكهرباء والماء عن سكانهما البالغ عددهم 45 ألفا. واستخدم الجيش طائرات الهليكوبتر لإسقاط المؤن على القرويين.

 

وقال نشطاء معارضون إن المقاتلين استهدفوا ايضا نبل ويسعون للاستيلاء على القريتين اللتين تقعان على طريق سريع مؤد الى تركيا. ومن شأن السيطرة على القريتين أن تفتح لمقاتلي المعارضة طريق إمداد جديد الى حلب.

 

وقال الناشط احمد حميدو الذي يرافق كتائب تشارك في الحملة إن مقاتلي المعارضة استهدفوا البلدة بعشرات من قذائف المورتر وقذائف المدفعية وإن مقاتلي جبهة النصرة أحرزوا تقدما ويسيطرون على مبان على خط الدفاع الأول في نبل.

 

وذكر المرصد أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل من المسلحين الذين يتقدمون باتجاه الزهراء كما قتل عدد من مقاتلي قوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة.

 

وقال نشطاء إن قرويين من الزهراء ونبل ساندوا القوات في محاولة لصد الحملة التي تقودها جبهة النصرة وأضافوا أن القوات الجوية السورية ردت ايضا بقصف عدة قرى أخرى الى الشمال من حلب.

 

وكان متحدث باسم المعارضة قد صرح في يناير كانون الثاني بأن المنطقة محاصرة لأن الجيش السوري يستخدمها كمنصة إطلاق لمهاجمة حلب. وقالت المعارضة في ذلك الحين إن من الممكن أن ترفع حصارها اذا رد الجيش السوري بالمثل في مناطق أخرى لكن هذا لم يحدث.

 

وتشهد حلب والمناطق المحيطة بها قتالا عنيفا في صراع دخل عامه الرابع وقالت الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط نحو 200 ألف قتيل.

 

وقال المرصد إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية اسقطوا طائرة حربية سورية يوم الأحد قرب مدينة دير الزور في شرق سوريا. وهذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها التنظيم طائرة في هذا الجزء من البلاد.

 

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى