أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 25 أيار 2015

«إقليم» النظام في خُـمس سورية

باريس – رندة تقي الدين < بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب –

تراجعت الرقعة الخاضعة لسيطرة النظام السوري إلى خُمس مساحة البلاد البالغة نحو 185 ألف كيلومتر مربع. واغتيل ضابط برتبة رفيعة في دمشق أمس، بعد مقتل 300 عسكري بينهم 90 ضابطاً في معارك السيطرة على مستشفى جسر الشغور في شمال غربي البلاد. وسيُعقد اجتماع وزاري في باريس في 2 حزيران (يونيو) المقبل، للبحث في دعم المعارضة السورية واستئناف المسار السياسي

ويرى ديبلوماسيون ومحللون أن النظام السوري قد يجد نفسه مضطراً للاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق إلى القلمون وحمص في الوسط وصولاً إلى الساحل السوري غرباً، حيث يتمتع بنفوذ قوي، وذلك بعد أربع سنوات من حرب أضعفت قواته ومؤسساته. ويعتبرون أن هذا الاحتمال تعزّز بانسحاب قوات النظام من مدينة تدمر في الوسط، وسيطرة تنظيم «داعش» عليها، وسيطرة مقاتلي المعارضة على معظم محافظة إدلب في شمال غربي البلاد. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن أمس إن «نظام بشار الأسد بات يسيطر على نحو 22 في المئة من المساحة الجغرافية لسورية، وهي أصغر مساحة سيطرة» في البلد قياساً إلى سيطرة «داعش» على نصف الأرض وبقية فصائل المعارضة على القسم المتبقي.

مصدر سياسي قريب من دمشق قال لوكالة «فرانس برس»: «بات تقسيم سورية خياراً لا مفر منه. يريد النظام السيطرة على الشريط الساحلي ومدينتَي حمص وحماة في وسط البلاد والعاصمة». ولفت إلى «خطوط حمر وضعها النظام لا يمكن تجاوزها، تتمثل بطريق دمشق – بيروت الدولي وطريق دمشق – حمص الدولي إضافة إلى مناطق الساحل كمدينتي طرطوس واللاذقية». واعتبر ديبلوماسي أجنبي يتردّد بانتظام على دمشق أن «الجيش النظامي بات أشبه بحرس إمبراطوري مهمّته حماية النظام».

إلى ذلك، أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» أمس إنها اغتالت «مسؤول العمليات العسكرية العميد الركن بسام العلي وسبعة من مرافقيه بتفجيرين في وسط دمشق». وذكر «المرصد» أنه «وثّق» مقتل «261 من ضباط وعناصر قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية منذ 22 نيسان (أبريل) تاريخ بدء الهجوم على مدينة جسر الشغور وريفها»، كان بينهم «90 ضابطاً منهم اللواء محيي الدين منصور قائد القوات الخاصة». وكان «المرصد» أشار إلى أن «داعش» أسقط ليل السبت – الأحد مروحية في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب شمالاً.

سياسياً، يعقد في باريس في الثاني من الشهر المقبل، اجتماع وزاري حول سورية، تشارك فيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وستُدعى إليه روسيا، قبل الاجتماع المقرّر بعد الظهر لوزراء خارجية التحالف الدولي- العربي ضد «داعش». وقال مصدر فرنسي إن باريس طرحت عقد الاجتماع لـ «النظر في آليات تعزيز الدعم للمعارضة السورية وإعادة إطلاق المسار السياسي، وكيفية العمل وبأي شروط»، لافتاً إلى أن «باريس تريد أن تعمل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، معاً حول سورية».

وتابع المصدر: «لم يعد الموضوع الملحّ هو التساؤل حول نوع الحكومة الانتقالية، لأن دخول داعش إلى دمشق يشكل خطورة تُحوِّل خروج الأسد من العاصمة السورية وهو ضرورة، إلى مرحلة جديدة تؤدي إلى ظروف أخرى، ما يعني أن خروج الأسد وهو ضرورة بالنسبة إلى فرنسا، ليس انتصاراً أو تحريراً بل مرحلة جديدة. لذلك، ينبغي تجنُّب دخول داعش إلى دمشق وهو أمر مهم لأن الأسرة الدولية انتظرت طويلاً ولم تفعل شيئاً». وأوضح مصدر ديبلوماسي غربي أن اجتماع باريس «سيركّز على إطلاق المسار السياسي ووثيقة جنيف١».

 

نصر الله

وفي ذكرى مرور 15 سنة على تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، أطلق الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مواقف ركّز فيها على مواجهة «المشروع التكفيري المتوحش» الذي يهدد المنطقة وشعوبها، ودعا إلى توحيد الجبهة في مواجهة «داعش» و «جبهة النصرة على امتداد المنطقة العربية وحذّر من تجزئة القتال في التصدي لها. ورأى السيد نصرالله أنه لو مُنِع تنظيم «داعش» من السيطرة على قسم من الأراضي في سورية لما أصاب العراق ما أصابه، وحمّل المسؤولية للذين سكتوا عنه وعن المجموعات التكفيرية في سورية، ودعا إلى النظر في شكل موحّد إلى هذه المعركة، خصوصاً «أننا كحزب الله تجاوزنا الاعتبارات التي دخلنا من أجلها إلى سورية للقتال إلى جانب الجيش السوري والمقاومة السورية» (راجع ص 7).

وأكد نصرالله أن «حزب الله» يقاتل في كل مكان في سورية، واعتبر أن قتاله هو دفاع عن الجميع ليس في سورية والعراق فحسب، وإنما في لبنان. ولفت إلى أن «وجود المقاومة في سورية سيكبُر كلما استدعت الحاجة، وذلك من خلال رؤيتنا الاستراتيجية لطبيعة المعركة وفهمنا العميق للخطر التكفيري على جميع الدول العربية».

واعتبر أن الحزب موجود في كل مكان في سورية من دون أي تحفُّظ. وقال: «نحن أهلٌ لهذه المعركة وقادرون على أن نساهم مع الجيش السوري في صنع الانتصار وردع هذا العدوان». مشيراً إلى أن «داعش» أصبح في أحضان الجميع، ومن هنا أدعو «السعودية لفتح الباب جدياً أمام حل يُنهي هذه الحرب في اليمن».

وشدّد نصرالله على جاهزية المقاومة على امتداد الجنوب وقال: «إن عيوننا على العدو ونحن الآن أكثر عناداً وقوة مما كنا عليه في بداية انطلاقة المقاومة وأن العدو يعرف تماماً ماذا أقول ولا يخيفنا وعيده ولا تهديده». واتهم السفارة الأميركية في بيروت ودولاً بتمويل الحرب النفسية التي تستهدف «حزب الله»، وقال: «لقد سرّبوا بأنني سأدعو إلى التعبئة وأقول لهؤلاء لن أدعو إليها الآن لأن الدنيا بألف خير وعندما تتّخذ قيادة الحزب قراراً في هذا الخصوص ستجدون عشرات الألوف في الميدان».

وتطرّق نصرالله إلى الوضع في جرود بلدة عرسال البقاعية، وقال: «من الخطأ تقديم المعركة مع الجماعات الإرهابية عند الحدود اللبنانية وداخلها كما هو الحال في جرود عرسال على أنها معركة الحزب ويريد أن يجرّ إليها الدولة والجيش، لا، إنها معركة لبنان ويجب على الدولة اللبنانية أن تتحمل كامل المسؤولية، نحن لا نريد أن نورّطكم لكن ندعوكم للدفاع عن بلدكم وسيادتكم لا أن تتهرّبوا منها من مناقشة الأمر في مجلس الوزراء». وإذ أكد أن المعركة مع التكفيريين هي معركة مصير ووجود قال: «إن تيار المستقبل وقادته ونوابه أول ضحاياهم، لذلك أدعوهم الى أن يعيدوا النظر في حساباتهم.

ثم خاطب نصرالله أهل البقاع وقال: «إن أهلنا الشرفاء وعشائرهم وقواهم السياسية وكل فرد فيهم لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد ولا تكفيري واحد في أي من جرود عرسال والبقاع.

 

اغتيال ضابط في دمشق… وسقوط مروحية ومقتل طاقمها قرب حلب

لندن – «الحياة»

سقطت مروحية سورية في ريف حلب شمال غربي البلاد وسط تضارب الأنباء عن السبب بين إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) إسقاطها وحديث الإعلام الرسمي عن «خلل فني»، في وقت اغتال مقاتلون معارضون ضابطاً رفيع المستوى وسط دمشق، فيما جرح 20 مدنياً بغارة على دير الزور في شمال شرقي البلاد.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد إلكتروني: «أسقط تنظيم الدولة الإسلامية بعد منتصف ليل السبت الأحد طائرة مروحية في محيط مطار كويرس العسكري جراء استهدافها».

ونشرت حسابات قريبة من التنظيم على موقع «تويتر» بياناً جاء فيه: «أسقط جنود الخلافة المرابطون حول مطار كويرس فجراً طائرة مروحية بالمضادات الأرضية، ما أدى لهلاك كل من كان على متنها». وأوردت أسماء عقيدين ورقيب في الجيش السوري، ذكرت أنهم كانوا على متن المروحية.

كما نشرت صورة تظهر طائرة مروحية تحترق في السماء، من دون أن يتسنى التأكد من صحتها.

ويحاصر تنظيم «الدولة الإسلامية» مطار كويرس الواقع في ريف حلب الشرقي منذ آذار (مارس) 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام.

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري إشارته إلى «سقوط مروحية أثناء إقلاعها من مطار كويرس في ريف حلب بسبب خلل فني طارئ»، مؤكداً «استشهاد طاقمها» من دون تحديد عدد أفراده.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن انه لم يتضح بعد عدد أفراد طاقم المروحية، التي غالباً ما تتسع وفق وظيفتها لعدد يتراوح بين ثلاثة و15 شخصاً.

وتستخدم قوات النظام الطائرات المروحية في عمليات نقل عناصرها وفي قصف المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة بـ «البراميل المتفجرة» التي تسببت بمئات القتلى منذ بدء النزاع قبل أربعة أعوام.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة للنظام على أيدي فصائل معارضة. وغالباً ما يقتل قائدها أو يتم أسره إذا بقي حياً.

وفي 29 كانون الثاني (يناير) الماضي، أسقط التنظيم طائرة حربية تابعة لقوات النظام بعد استهدافها بنيران مضادات للطيران في منطقة بئر قصب في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل قائدها.

وبث نشطاء معارضون قبل أيام فيديو لطاقم مروحية يتباهي برمي «براميل» على ريف إدلب، قبل سقوط الطائرة ومقتل طاقمها.

وقال «المرصد» أيضاً انه «ارتفع إلى 2 هما طفل وطفلة عدد الشهداء الذين قضوا جراء سقوط عدة قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في حيي الأشرفية والخالدية بمدينة حلب، بينما سقطت عدة قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة على أماكن في حيي السيد علي والحميدية وأماكن أخرى في شارعي تشرين والنيل ومحيط منطقة الحديقة العامة، في وقت قصفت قوات النظام مناطق في أحياء باب الحديد وأقيول وقسطل حرامي ومناطق أخرى بحلب القديمة».

ودارت «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في جبهة عزيزة جنوب حلب، ترافق مع استهداف الكتائب الإسلامية بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام في المنطقة وسط فتح الطيران الحربي لنيران رشاشاته الثقيلة على مناطق الاشتباك، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد» الذي تحدث عن «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من جهة أخرى، في أطراف حي الشيخ سعيد جنوب حلب».

في دمشق، أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» عن تمكن الكتيبة الأمنية التابعة لها من «اغتيال ضابط برتبة عميد ركن يتبع لـ “هيئة العمليات العامة”، في جيش النظام، ذلك عقب استهداف الموكب الذي كان يستقله وسط دمشق». وأضافت أن «الكتيبة الأمنية التابعة لها نفذت العملية في منطقة الديوانية واغتالت العميد الركن بسام العلي باستهداف سيارتي العميد ليتم قتله مع سبعة من مرافقيه».

وأشارت إلى أن العميد العلي «ينحدر من مدينة صافيتا في طرطوس ذات الغالبية الموالية لقوات النظام السوري، وهو من ضباط في هيئة العمليات العامة، ومسؤول عن وضع الخطط العسكرية لعمليات قوات النظام».

وفي جنوب دمشق، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط مخيم اليرموك بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في المخيم، بينما تعرضت أماكن في محيط حي القابون (شمال العاصمة) لقصف من قبل قوات النظام».

في وسط البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين «قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محيط قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، قرب منطقة جزل بريف حمص الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

في شمال شرقي البلاد، استمرت الاشتباكات في ريف رأس العين (سري كانيه) الجنوبي الغربي «بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية»، وسط قصف لطائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي – الدولي على أماكن قرب منطقة الاشتباكات، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم».

في دير الزور المجاورة، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 16 بينهم 6 أطفال من عائلة واحدة و4 مواطنين من عائلة أخرى، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف من قبل الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية بمدينة دير الزور، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى». وأضاف: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، بينما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في قرية المريعية بريف دير الزور». وأشار «المرصد» إلى أن «داعش» أعدم 13 رجلاً وشاباً في الريف الشرقي لدير الزور، ذلك انه «نفذ التنظيم إعداماً جماعياً في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور».

 

«داعش» يسقط مروحية تابعة إلى قوات النظام في حلب

بيروت – أ ف ب

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد إلكتروني اليوم الأحد أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أسقط طائرة مروحية تابعة لقوات النظام السوري في محيط مطار «كويرس» العسكري في محافظة حلب، شمال البلاد.

وأشار مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن إلى أن «المعلومات مؤكدة عن مقتل أحد أفراد طاقم المروحية، فيما لا يزال مصير البقية مجهولاً». ويحاصر التنظيم المطار الواقع في ريف حلب الشرقي منذ آذار (مارس) 2014، ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام. وقال عبدالرحمن إنه «لم يتضح بعد عدد أفراد طاقم المروحية التي غالباً ما تتسع وفق وظيفتها لعدد يتراوح بين ثلاثة و15 شخصاً». وتستخدم قوات النظام الطائرات المروحية في عمليات نقل عناصرها وفي قصف المناطق الخاضعة إلى سيطرة كتائب المعارضة بالبراميل المتفجرة التي تسبّبت في مقتل الآلاف منذ بدء النزاع قبل أربعة أعوام. ولم يورد الإعلام الرسمي أي نبأ عن إسقاط المروحية، فيما قال مصدر عسكري في دمشق إنه «لا صحة لهذه الأنباء». وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة للنظام على أيدي متطرفي التنظيم أو مقاتلي فصائل معارضة وغالباً ما يقتل قائدها أو يتم أسره، إذا بقي حياً. وفي 29 كانون الثاني (يناير) الماضي، أسقط التنظيم طائرة حربية تابعة لقوات النظام بعد استهدافها بنيران أسلحة مضادة للطائرات في منطقة بئر القصب في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل قائدها. من جهة أخرى، ذكر «المرصد» ان حصيلة القتلى المدنيين نتيجة الغارات الجوية للنظام التي استهدفت حي الحميدية الخاضع لتنظيم “داعش” في مدينة دير الزور (شرق البلاد) ارتفعت، قائلاً إن «16مدنياً بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة وأربعة مواطنين من عائلة أخرى، قُتلوا نتيجة قصف الطيران المروحي». وسيطر التنظيم المتطرف على مجمل محافظة دير الزور الصيف الماضي، فيما تحتفظ قوات النظام ببعض المواقع لها في المدينة.

 

سليماني يتهم الأميركيين بالمشاركة في «مؤامرة الرمادي»

طهران – أ ب

نقلت صحيفة “جوان” الإيرانية اليوم عن قائد “الحرس الثوري” الجنرال قاسم سليماني اتهامه الولايات المتحدة بالسماح لقوات تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بالاستيلاء على مدينة الرمادي.

ويأتي اتهام سليماني بعد تصريحات وزير الدفاع الاميركي آش كارتر التي قال فيها إن قوات الجيش العراقي لم تظهر أي رغبة في قتال “داعش” خلال سقوط الرمادي قبل اسبوع، وإنها فضلت الانسحاب.

ونسبت الصحيفة القريبة من “الحرس الثوري” الى سليماني قوله إن “الأميركيين لم يفعلوا أي شيء لوقف تقدم المتطرفين، فهل يعني هذا شيئاً آخر غير أنهم مشاركون في المؤامرة؟”.

 

سوريا تتّجه إلى تقسيم الأمر الواقع النظام يُدافع عن محور دمشق – حمص – الساحل

المصدر: (و ص ف)

بعد أربع سنوات من حرب أضعفت قواته ومؤسساته، يرى ديبلوماسيون ومحللون ان النظام السوري قد يجد نفسه مضطراً الى الاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق الى الساحل السوري غرباً حيث يتمتع بنفوذ قوي. ويعزز هذه الفرضية انسحاب قوات النظام الخميس من تدمر الاثرية في وسط سوريا، وبسط مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” سيطرتهم على المدينة، اضافة الى توسيع رقعة سيطرته على المعابر الحدودية مع العراق، على حساب النظام.

وقال الاستاذ الجامعي والخبير في الشؤون السورية توماس بييريه: “على الارجح، يحتفظ النظام عسكرياً بوسائل تمكنه من السيطرة طويلاً على النصف الجنوبي الغربي من البلاد، ولكن من شأن سلسلة خسائر متلاحقة ان تضعفه من الداخل”.

وأضاف: “حتى يتمكن النظام من الاستمرار، عليه ان يخفض سقف توقعاته ويركز على محور دمشق حمص الساحل”.

وفي رأي رئيس تحرير صحيفة “الوطن” القريبة من السلطة وضاح عبد ربه انه “من المفهوم تماماً ان يتراجع الجيش السوري لحماية المدن الكبرى حيث يوجد القسم الاكبر من السكان الذين فر بعضهم من مقاتلي الدولة الاسلامية وجبهة النصرة”، وأن “على العالم ان يتحمل مسؤولياته ضد الارهاب، ولم يعد على الجيش السوري ان يفعل ذلك وحده…

على العالم ان يفكر في ما اذا كان انشاء دولة أو دولتين ارهابيتين يصب في مصلحته أم لا، وان يتخذ بعدها القرار المناسب”، في اشارة الى “دولة الخلافة” التي اعلنها تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق قبل سنة و”الامارة الاسلامية” التي تطمح “جبهة النصرة” الى انشائها في شمال سوريا.

واستناداً الى الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش، يعيش ما بين عشرة و15 في المئة من السكان في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية”، وما بين 20 و25 في المئة لسيطرة “جبهة النصرة”، وما بين خمسة وعشرة في المئة لسيطرة الاكراد، فيما لا يزال نحو 50 الى 60 في المئة من السكان يعيشون في مناطق تحت سيطرة النظام.

وأفاد مصدر سياسي قريب من دمشق ان “تقسيم سوريا بات خياراً لا مفر منه. يريد النظام السيطرة على الشريط الساحلي ومدينتي حمص وحماه في وسط البلاد والعاصمة”. وتحدث عن “خطوط حمر وضعها النظام ولا يمكن تجاوزها تتمثل في ـطريق دمشق بيروت الدولي وطريق دمشق حمص الدولي بالاضافة الى مناطق الساحل كمدينتي طرطوس واللاذقية”.

وقال الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ارام نرغيزيان: “يبدو ان النظام قد بدأ الاستعداد لفكرة حماية مناطقه الاساسية وجعلها آمنة في ظل وجود 175 الف رجل تحت امرته، ينضوون في صفوف الجيش والميليشيات ومقاتلي حزب الله والمقاتلين الشيعة الافغان”.

وخلص بالانش الى أنه “لا يزال لدى الحكومة السورية جيش ودعم قسم من السكان. نذهب في اتجاه تقسيم غير رسمي في ظل جبهات قابلة للتحرك”.

 

«داعش» يسيطر على معبر الوليد:

تكريس استراتيجية «كسر الحدود»!

يوماً بعد يوم، تظهر الوقائع الميدانية أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» يبرمج «غزواته» وفق استراتيجية، يلخصها شعاره «باقية وتتمدد».

وبعد أيام على اجتياحه مدينتي الرمادي وتدمر، وتمكنه بالتالي من ربط البادية السورية بمحافظة الأنبار، أحكم التنظيم المتشدد، فجر امس، سيطرته على معبر الوليد العراقي، وذلك بعد ثلاثة أيام من سقوط معبر التنف المقابل، على الجهة السورية، في قبضته، لتصبح بذلك كل المعابر الحدودية بين سوريا والعراق تحت قبضته، باستثناء معبر الربيعة الذي فيه قوات كردية.

ونقلت وكالات الانباء عن مصادر عسكرية في الانبار ان مسلحي «داعش» سيطروا على منفذ الوليد، بعدما انسحبت القوات الأمنية العراقية منه، فجر امس، وذلك بعد ثلاثة أيام من سقوط معبر التنف، وهو الجانب الآخر من المعبر البري الأخير الذي كان مفتوحاً بين البلدين الجارين، وذلك عقب دخول التكفيريين مدينتي الرمادي وتدمر.

وبحسب المصادر فإن القوات العراقية الموجودة في معبر الوليد انسحبت باتجاه منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن.

وقالت رئيسة لجنة المنافذ الحدودية في محافظة الأنبار سعاد جاسم «لم يكن هناك أي دعم عسكري للقوات الامنية، التي لم تكن كافية، بدورها، لحماية المنفذ».

وبسيطرته على منفذ الوليد ـ التنف بالكامل، يكون «داعش» قد أحكم قبضته على آخر المنافذ الحدودية بين سوريا والعراق، ما عدا معبر ربيعة (العراق) ـ اليعربية (سوريا)، الذي تسيطر عليه قوات البشمركة الكردية من الجانب العراقي و «وحدات حماية الشعب» الكردية على الجانب السوري منذ أشهر.

وإلى جانب الوليد ـ التنف، هناك منفذ آخر يسيطر عليه مسلحو «داعش»، وهو القائم (العراق) – البوكمال (سوريا)، والذي سقط في قبضة التنظيم المتشدد في تموز العام 2014

ويظهر إصرار «داعش» على التحكم بالمعابر الحدودية، ان التنظيم التكفيري يتوخّى «كسر الحدود»، وتوسيع خطوط المواصلات والإمداد بين مناطق سيطرته في سوريا والعراق، ما يتيح له نقل التعزيزات العسكرية على جانبي الحدود بحريّة أوسع، وكميات أكبر، كما أن حركة عناصره وقياداته بين حدود البلدين ستكون أكثر أمناً من قبل.

ومن المتوقع، إذا استطاع «داعش» أن يستمر بسيطرته على معبر التنف – الوليد أن يؤدي ذلك إلى عرقلة الجهود الرامية إلى استعادة السيطرة على تدمر في سوريا، والرمادي في العراق، بسبب هامش المناورة الجديد الذي بات يمتلكه التكفيريون.

وحول ملابسات سقوط معبر الوليد، قال القيادي في «الحشد الشعبي» معين الكاظمي لـ «السفير» إن «أسباب السقوط تمثلت في انقطاع الدعم اللوجستي والعسكري من العمق العراقي للقوات المرابطة في المعبر»، في إشارة إلى تداعيات سقوط الرمادي في أيدي «داعش».

وشرح الكاظمي الوضع الذي كان قائماً على معبر الوليد منذ فترة، قائلاً ان «الوضع في هذا المعبر كان مثيراً للقلق منذ فترة طويلة»، ومعتبراً انه «كان ينبغي على الحكومة العراقية أن تأخذ موضوع المعبر بالاعتبار».

وحذر القيادي في «الحشد الشعبي» من خطورة تحول المعبر إلى مصدر تمويل لـ «داعش»، داعياً إلى إغلاقه، والعمل على منع التنظيم المتشدد من إدخال الشاحنات عبره، خصوصاً ان الاتاوات التي يفرضها على هذه الشاحنات تشكل مصدراً مهماً من الواردات المالية لنشاطاته.

وفي اتصال مع «السفير»، تحدث الخبير العسكري السوري العميد علي مقصود عن أهمية معبر الوليد – التنف.

وأوضح مقصود ان هذا المعبر يربط بين سوريا والعراق، ويشكل عقدة الوصل بين مدينتي تدمر والرمادي.

وأضاف مقصود ان «هذا المنفذ الحدودي هو بمثابة الشريان الذي يربط سوريا والعراق، ما يفسر سعي (داعش) الدؤوب للسيطرة عليه»، خصوصاً بعد سيطرته على الرمادي وتدمر.

وأشار مقصود، كذلك، الى ان المعبر «يفصل بين الاراضي السورية والعراقية من جهة، ويجاور الحدود السعودية بعد محاذاة الحدود الأردنية من جهة ثانية، وبالتالي فهو يربط بين أربع دول متجاورة».

وفي ما يتعلق بتأثير هذا التطور الميداني على الوضع في سوريا، قلل مقصود من التداعيات المباشرة لسقوط الوليد – التنف، موضحاً ان المعبر مغلق منذ فترة، ولن تتأثر المبادلات التجارية بين دمشق وبغداد بسيطرة التكفيريين عليه، بالنظر الى وجود طرق بديلة، علاوة على استمرار الرحلات الجوية بين البلدين.

ويذهب مقصود أبعد من ذلك، قائلاً انه ينبغي عدم النظر إلى التطورات الأخيرة التي حدثت في البادية على أنها نهاية المطاف، موضحاً ان «القيادة السورية تعتمد اليوم استراتيجية الاقتصاد في العنصر البشري في مواجهة حرب الاستنزاف المفتوحة»، ومستشهداً بالعملية العسكرية الأخيرة في جسر الشغور «التي تعد مثالاً على هذه الاستراتيجية»، بحسب قوله.

بدوره، لفت الخبير العسكري الاردني فايز الدويري، في حديث الى «السفير»، الى ان «معبر الوليد يعد الأقرب إلى الحدود الاردنية»، لكنه قلل، برغم ذلك، من خطورة الامر على الاردن، موضحاً ان «هذا المعبر ليس لصيقاً بالحدود الاردنية، وهو يبعد عنها ما يقرب من 100 كيلومتر».

وأضاف «اذا نظرنا إلى الارض المحيطة بهذا المعبر لوجدنا انها عبارة عن فراغ سكاني، والمقصود بذلك منطقة بادية الشام الشرقية والمناطق البركانية، بالتالي هي ليست محط اهتمام القوى المتصارعة للسيطرة على المنطقة الجنوبية، ولا تشكل أهمية استراتيجية».

ومع ذلك، أكد الدويري ان السيطرة على الوليد – التنف ستنعكس إيجاباً على عمليات «داعش»، باعتبار ان هذه السيطرة ستختصر عامل الزمن في ما يتعلق بتحركات مسلحي التنظيم المتشدد شرقاً وغرباً.

وأوضح انه قبل سيطرة «داعش» على الوليد – التنف «كنا نتحدث عن منطقة بادية ليس فيها شبكات طرق، أو أن شبكات الطرق فيها محدودة جداً. أما اليوم فالحديث يدور حول الطريق الذي يعبر معبر القائم – البوكمال، والطريق الذي يعبر الوليد – التنف، وهذان طريقان رئيسيان، ومعبّدان، وسيستخدمهما (داعش) في تحركاته بين سوريا والعراق، وبدلا من أن ينقل مسلحيه عبر أرض صعبة، يحتاج عبورها الى 4 أو 5 أيام، فإن هذين الطريقين سيمكّنان التنظيم من الوصول إلى العراق من سوريا وبالعكس خلال 6 الى 8 ساعات».

وتثير هذه التطورات تساؤلات بشأن ما ستحمله الايام المقبلة في الحرب المفتوحة التي يخوضها «داعش» في العراق وسوريا.

يجيب الدويري «الآن أعتقد ان الخطوة المقبلة لتنظيم «داعش» ستكون باتجاهين: مدينة حمص والقلمون الشرقي».

  • شارك في إعداد التقرير: عبد الله سليمان علي، طارق العبد (دمشق)، سعاد الراشد (بغداد)، رانية الجعبري (عمّان)

 

تركيا استثناء في استراتيجية «داعش»

عبد الله سليمان علي

بالرغم من أن العلاقة بين تركيا و «داعش» مرّت ببعض المحطات التصعيدية التي شهدنا فيها قيام طائرات تركية، مرتين، بقصف أهداف تابعة إلى التنظيم المتشدد داخل الأراضي السورية أثناء الاقتتال في إعزاز في شمال حلب أو بلدة الراعي القريبة، إلا أن هذه المحطات التصعيدية كانت من الندرة بحيث لم تستطع أن تحجب حالة «المهادنة» التي طغت على العلاقة بينهما طوال السنوات الماضية

لم يكن مستغرباً، على الإطلاق، ألاّ يرد ذكر تركيا أو حكومتها في خطاب زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» أبو بكر البغدادي، الذي صدر الأسبوع الماضي، تحت عنوان «إنفروا خفافاً أو ثقالاً». فقد حرص خطاب قيادة التنظيم المتشدد منذ البداية على تجاهل تركيا، وعدم التطرق إليها من قريب أو بعيد في جميع أدبياته وخطاباته الرسمية والإعلامية.

ولا يقتصر هذا التجاهل على صعيد الخطاب وحسب، فعلى أرض الواقع تعتبر تركيا الدولة الوحيدة المرتبطة بحدود مشتركة مع الأراضي التي يسيطر عليها «داعش»، ولم يشملها تهديد «التمدد» إليها، ما من شأنه أن يطرح العديد من التساؤلات عن حقيقة موقع تركيا في الإستراتيجية المتبعة من قبل «الدولة الإسلامية»، وعما إذا كانت تمثل استثناءً عن بقية دول المنطقة التي أصابتها تهديدات التنظيم المتشدد بطريقة أو بأخرى.

وبدا جلياً أن السلطات التركية لا ترغب في الانخراط بقتال «الدولة الإسلامية» على شكل واسع، وهو ما عكسه بوضوح عدم حماستها للمشاركة في التحالف الدولي الذي تأسس في أيلول من العام الماضي. وتكرّس ذلك مع بدء معركة عين العرب (كوباني) وإصرار الحكومة التركية على عدم تسهيل مهمة المدافعين عن المدينة. ولا يغير من الأمر شيئاً بعض الإجراءات التي اتخذتها أنقرة بعد ذلك، نتيجة ضغوط دولية كبيرة اضطرتها إلى فتح معبرها الحدودي للسماح بدخول بضعة عشرات من مقاتلي البشمركة للوقوف إلى جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية في دفاعهم عن المدينة المنكوبة. بل على العكس فإن ممارسة ضغوط دولية على أنقرة للقيام بمثل هذه الإجراءات يشير إلى أن الأصل هو عدم وجود رغبة تركية باتخاذها، وأن الأمر مرتبط بالإذعان إلى الضغوط وليس بالموقف من «داعش».

في المقابل، كان الصمت الذي يلوذ به تنظيم «الدولة الإسلامية» تجاه تركيا، وحرصه على عدم ذكرها في كل خطاباته الرسمية الصادرة عن كبار قادته، خير دليل على أن عدم الرغبة في استعداء الطرف الآخر، أو الانخراط معه في قتال واسع، كان يشكل قاسماً مشتركاً بين الطرفين. وما يثير الاهتمام فعلاً هو أن التنظيم المتشدد، الذي يتخذ من «التمدد» شعاراً له، لم يصدر عنه ما يشير إلى وجود خطة لديه تقضي بإمكانية التمدد في الأراضي التركية، برغم أنه على تماس معها في أكثر من منطقة حدودية سورية، مثل جرابلس في حلب وتل أبيض في الرقة. كذلك، فإن التنظيم الذي يتباهى بأي بيعة يحصل عليها من أي بقعة من بقاع الأرض، ويسارع إلى نشرها على نطاق واسع، لم يسبق له أن أعلن عن حصوله على أي بيعة من «جهاديين أتراك»، برغم أن أعداد هؤلاء في التنظيم تقدر بالمئات وبعضهم يشغل مناصب قيادية. بالإضافة إلى أن التنظيم الذي اعتاد على نشر إصدارات بلغات مختلفة لتهديد حكومات غربية وعربية يتولى الحديث فيها عادةً «جهاديون» من جنسية الدولة المستهدَفة، لم ينشر أي إصدار باللغة التركية حتى الآن.

وقد يشكّل الطابع السري والغامض الذي تتصف به العلاقة بين «الدولة الإسلامية» من جهة وبين الاستخبارات التركية من جهة ثانية، عائقاً كبيراً يحول دون الوصول إلى جواب شافٍ عن سبب هذا الاستثناء الذي تحظى به تركيا في إستراتيجية التنظيم، ويبعدها بالتالي عن خطر تهديداته الذي قلما نجت منه دولة من دول المنطقة. وقد تمخض عن هذه السرية البالغة تمكن أنقرة من إنجاز صفقات نادرة مع التنظيم المتشدد، سواء في ما يتعلق بإطلاق سراح دبلوماسييها الذين اختطفوا في الموصل منتصف العام الماضي مقابل إطلاق تركيا بعض «الجهاديين» المعتقلين في سجونها، أو في ما يتعلق بقضية ضريح سليمان شاه الذي يمثل دليلاً إضافياً على حالة الاستثناء التركية لأنه الضريح الوحيد الذي نجا من تدمير «داعش».

وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن علاقة الاستخبارات التركية مع «داعش» تتخذ عدة مستويات، تبدأ بالتعاون أو تقديم تسهيلات أو تعمّد غض الطرف عن نشاطاته، مروراً بالاختراق بهدف توجيه تحركاته وانتهاءً بالإعداد لمرحلة التصادم.

ويتجلى المستوى الأول في سياسة فتح الحدود التي تتبعها الاستخبارات التركية أمام قوافل «الجهاديين» للسماح لهم بالدخول إلى الأراضي السورية، من دون اهتمام بالفصيل المسلح الذي يمكن أن ينضموا إليه. ولا شك أن «داعش» كان من أكثر المستفيدين من هذه السياسة، بحكم أن غالبية المقاتلين الأجانب يفضلون الانضمام إليه، ومع ذلك لم يشكل ذلك رادعاً للسلطات التركية كي تعيد النظر في هذه السياسة، برغم أنه مصنف من قبل مجلس الأمن الدولي على أنه تنظيم إرهابي، كما اتخذ قرار بالإجماع بوجوب قطع التمويل والإمداد عنه.

أما المستوى الثاني المتمثل بالاختراق، فالدليل عليه الحادثة المشهورة التي وقعت في العام 2013، وتتعلق باختراق الاستخبارات التركية للتنظيم عبر أبو مصعب الجزائري، الذي كان أحد معاوني القائد العسكري عمر الشيشاني، حيث ألقى الجهاز الأمني في «داعش» القبض على الجزائري بعد خروجه من اجتماع مع عدد من الضباط الأتراك، ووجه إليه اتهاماً بالتجسس على التنظيم لمصلحة الاستخبارات التركية، فما كان من هذه الأخيرة إلا أن انتهزت أول فرصة وسارعت إلى اعتقال السعودي راكان الرميحي الذي كان يشغل منصب «أمير شرعي»، كما كان هو من تولى التحقيق مع الجزائري، قبل أن يصدر بياناً علنياً تحدث فيه حول وقائع الاختراق، الأمر الذي اعتبرته الاستخبارات التركية في ما يبدو تجاوزاً للخطوط الحمراء استوجب اعتقاله. وفي هذه الحادثة أيضاً فإن الاستثناء التركي يبدو واضحاً بشدة، لأن «داعش» وعلى خلاف عادته في قتل جميع من ثبت أنهم يتجسسون عليه لمصلحة أجهزة الاستخبارات، أطلق سراح الجزائري، وقام بترحيله إلى تركيا، لتغيب أخباره بعد ذلك وهي معاملة لم يحظ بها غيره من قبله أو بعده.

ولا شك أن سعي الاستخبارات التركية إلى اختراق التنظيم، والذي لا تشكل حادثة الجزائري سوى مثال بسيط عليه، يعتبر مؤشراً مهماً إلى أن الاستخبارات التركية تدرك في قرارة نفسها أنه لا يمكن الوثوق بالتنظيم، وأنه قد يشكل في مرحلة ما خطراً على أمن بلادها، وهذا ما دفعها إلى الاحتراز ومحاولة الإعداد لمرحلة التصادم معه في حال كان لا بد من ذلك، سواء بسبب تجاوز «داعش» الخطوط الحمراء التركية المتعلقة بأمنها واستقرارها، أو بسبب الضغوط الدولية التي بدأت تتكثف على تركيا منذ حادثة «شارلي إيبدو» في فرنسا وافتضاح أن زوجة الإرهابي حمدي كوليبالي، حياة بومدين عبرت الحدود التركية إلى سوريا.

ويعزز من ذلك أن كواليس «الدولة الإسلامية» بدورها تضجّ بأحاديث غير معلنة عن تكفير الحكومة التركية، ووصفها بالطاغوت كغيرها من الحكومات التي تبنى على أساس غير إسلامي، وأنه لا يمكن الوثوق بها، وهو كلام واضح بأن الحكومة التركية ينطبق عليها التوصيف الشرعي نفسه للحكومات الأخرى، التي أعلن «داعش» العداء لها. ولكن يبقى السؤال لماذا لم يؤد ذلك إلى معاملتها كمعاملة تلك الحكومات؟

في هذا السياق كان لافتاً أن بعض الإعلاميين المقربين من التنظيم اضطروا لتبرير هذا الوضع الخاص الذي تتمتع به الحكومة التركية لدى «داعش» إلى القول مرات عدة إن «سياسة الدولة الإسلامية تقوم على تحييد تركيا نظراً إلى عدم وجود مصلحة في فتح مواجهة حالية معها».

وبرغم أن هذا التبرير لا ينفي إمكانية حدوث المواجهة في وقت لاحق، إلا أنه يؤكد عدم وجود أسباب لحدوثها في هذه المرحلة، وهو ما يعني أن تركيا ستبقى على المدى المنظور استثناءً في إستراتيجية التنظيم، طالما أن «المصالح» التي تستلزم التقارب بين الطرفين أقوى من المصالح التي توجب فتح مواجهة بينهما.

 

المرصد السوري: طائرات الجيش تقصف مدينة تدمر

بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن سلاح الجو السوري نفذ نحو 15 غارة في مدينة تدمر الواقعة في وسط البلاد وحولها اليوم الاثنين مستهدفا مباني استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وذكر المرصد ومقره بريطانيا “ارتفع إلى ما لا يقل عن 217 عدد الإعدامات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية منذ 16 من شهر أيار/ مايو الجاري” وبينهم أطفال.

 

وكان التنظيم سيطر الأسبوع الماضي على مدينة تدمر الأثرية التي تضم عددا من الاطلال الرومانية التي لا تزال في حالة ممتازة.

 

قوات المعارضة السورية تقتل 15 جنديًا للنظام في حلب

حلب- الأناضول: تمكن الفوج الأول، التابع لقوات المعارضة السورية بالتعاون مع الفرقة 101 مشاة، من قتل 15 جنديًا من قوات جيش النظام الأحد، في هجمات قامت بها بجنوب غرب مدينة حلب.

 

وأفاد المسؤول الإعلامي في الفوج الأول ياسر أبو عمار في حديثه للأناضول، أن المعارضة هاجمت قوات النظام بقذائف الهاون والدوشكا، وتمكنت من قطع طرق الإمدادات لهم في منطقتي الراموسا والشيخ سعيد جنوب غرب حلب.

 

وأضاف أبو عمار أن اشتباكات مكثفة وقعت بين قوات المعارضة وعناصر جيش النظام، بالقرب من مصنع الإسمنت جنوب غرب المدينة، وأن المعارضة تمكنت من تدمير عربة محملة بالذخيرة والدوشكا.

 

وأشار أبو عمار إلى أن قوات الفوج الأول سيطرت على 3 مبانٍ في محيط المصنع، كانت قوات الأسد تتخذها حصنا لها، وأن منطقة حندرات الواقعة شمال المدينة شهدت اشتباكات مكثفة بين جبهة الشام المعارضة وقوات النظام.

 

تجدر الإشارة أنَّ الفوج الأول الذي أعلن انفصاله عن الجبهة الشامية في وقت سابق، يعدُّ من أنشط قوى المعارضة فاعلية على الأرض في المدينة القديمة من حلب.

 

اجتماعات مكثفة للمخابرات الأمريكية مع فصائل سورية معارضة

تنظيم الدولة الإسلامية يسقط مروحية في حلب ويسيطر على منفذ الوليد الحدودي

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» من سليم العمر: أكد مصدر خاص أن المخابرات الأمريكية أجرت اجتماعا مع فصائل المعارضة السورية خلال الفترة الأخيرة في مدينة أنطاكية الحدودية في أحد الفنادق البعيدة عن أعين المراقبين خارج المدينة، وحضره العديد من الفصائل التي تتلقى شحنات أسلحة من الغرفة الدولية المسماة «الموك»، ولفت المصدر إلى أن الاجتماعات كانت بناءة وجيدة.

وأشار المصدر إلى أن هناك اجتماعا كبيرا من المقرر عقده خلال اليومين المقبلين في مدينة إسطنبول بحضور قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، الذي أشار مؤخرا وبشكل لافت إلى ضرورة إقامة نظام ديمقراطي، وأن الأقليات جزء من الشعب السوري خلال حديثه مع الصحافة الغربية.

وتم التأكيد للحضور من فصائل المعارضة أن الدعم الغربي سيستمر إلى حين وصول هذه الفصائل إلى درجة من القوة التي تمكنها من التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وركز الاجتماع أيضا على دور «جيش الفتح» الذي كانت له اليد الكبرى في عمليات التحرير الأخيرة في كل من إدلب ومدينة جسر الشغور، وتم ذكر الهزيمة التي مني بها الأسد نفسه في معركة جسر الشغور وكان للعديد من الفصائل دور في هذه المعركة. ناشطون مراقبون قالوا ان هذه الاجتماعات المكثفة تأتي بعد ظهور جيش الفتح الذي غير المعادلة ولم يكن للولايات المتحدة أو أي من حلفائها دور في ظهوره مما أثار قلقها منه ومن مكوناته.

على صعيد متصل أدت هذه الانتصارات إلى زعزعة الثقة التي كانت لدى الغرب في قدرة النظام على الصمود أكثر، ريثما يتم إيجاد بديل يحقق ما هو مطلوب منه على الأصعدة كافة، وأبرزها حماية الأقليات وخصوصاً الطائفة العلوية.

وأكد مراقبون أن هذه الاجتماعات مع فصائل المعارضة تمت بحضور وتنسيق من قبل الحكومة التركية التي ساعدت المجتمعين على الحضور سيما ان حدودها مغلقة مع سوريا وعمدت في الفترة الأخيرة إلى منع أي عملية دخول غير شرعية إلى أراضيها، وعقدت هذه الاجتماعات خارج مدينة انطاكية بعيدا عن أعين العدسات والإعلام خشية كشف ما يجري من ترتيبات مستقبلية إلا ان المصدر أكد على النتائج الإيجابية المرجوة من اجتماع إسطنبول المرتقب ولمس هذا من خلال الاجتماع الأخير، وأكد ان كبرى الفصائل ستحضر اجتماع إسطنبول.

من جهة أخرى أسقط تنظيم «الدولة الاسلامية» طائرة مروحية تابعة لقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاحد. وقال المرصد في بريد الكتروني «أسقط تنظيم الدولة الاسلامية بعد منتصف ليل السبت الأحد طائرة مروحية في محيط مطار كويرس العسكري جراء استهدافها».

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى «معلومات مؤكدة عن مقتل أحد أفراد طاقم المروحية، فيما لا يزال مصير البقية مجهولا». وأكدت مصادر عسكرية عراقية أمس الاحد أن تنظيم الدولة أحكم السيطرة على منفذ الوليد الحدودي أقصى غرب العراق على الحدود مع سوريا. وقالت المصادر إن القوات الأمنية العراقية المتواجدة في منفذ الوليد انسحبت، الأمر الذي نتج عنه دخول عناصر التنظيم والسيطرة عليه بدون مقاومة.

وأضافت أن «القطعات المنسحبة من المنفذ توجهت إلى منفذ طريبيل الحدودي مع المملكة الأردنية الهاشمية، وأن التنظيم قام برفع علمه فوق مباني المنفذ المسيطر عليه بدلا من علم العراق». وأوضحت أن «الحدود العراقية مفتوحة على مصراعيها أمــــام الإرهابيـــين القادمــــين من الأراضي السورية بدون أي عرقلة أو مصاعب خاصة بعد السيطرة على منفذ الوليد».

 

خسائر النظام السوري دفعت الأعداء والأصدقاء للتساؤل: هل إقتربت نهاية الأسد؟

كانتلي: تنظيم «الدولة» أكبر قوة ضاربة في التاريخ الحديث ويحضر لعمليات ملحمية

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في العدد الأخير من مجلة «دابق» الناطقة باسم تنظيم الدولة الإسلامية كتب الرهينة البريطاني جون كانتلي عن قوة التنظيم الذي قال إنه تطور من»أكبر منظمة ضاربة في التاريخ الحديث» ليصبح أضخم منظمة إسلامية يشهدها العالم المعاصر» وحقق كل هذا في أقل من 12 شهرا.

ووصف كانتلي في مقاله «العاصفة التامة» كيف توسع التنظيم وحصل على مبايعة جماعات مثل «بوكو حرام» الجماعة النيجيرية وكيف اتحدت جماعات في معظم أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا لخلق حركة عالمية.

وقارن كانتلي الذي استخدمه التنظيم في أشرطة دعائية مثل «أعيروني سمعكم» بين التفاف الجماعات حول تنظيم الدولة وحصول الأخير على «دبابات وراجمات صواريخ وأنظمة صاروخية وأنظمة مضادة للطائرات» من إيران والولايات المتحدة قبل أن يتحدث عن الأسلحة الخطيرة التي ليست بحوزة التنظيم.

ولم يستبعد الكاتب حصول التنظيم من الناحية «النظرية» على السلاح النووي من «ولاية» باكستان خاصة أنه ثري ولديه مليارات الدولارات في البنك. وذكر كانتلي أن تنظيم «الدولة» يتطلع لعملية كبيرة تجعل من العمليات السابقة تافهة، فكلما زاد عدد الجماعات التي تقدم الولاء لداعش كلما استطاع تحضير عمليا على قاعدة ملحمية». وكتب كانتلي «تذكروا أن كل هذا حدث في أقل من عام، فكيف ستصبح خطوط الاتصال والإمداد بعد عام من الآن».

 

تقرير سري

ويطرح ما كتبه كانتلي متطوعا أم مجبرا عددا من التحديات على سياسة الرئيس الأمريكي الخارجية التي قللت في البداية من أهمية تنظيم الدولة رغم تحذيرات المسؤولين الأمنيين. وكشفت تقرير سري أعدته وكالة الإستخبارات الدفاعية في آب/أغسطس 2012 حذر من تصاعد قوة تنظيم الدولة سيعرض أوباما للنقد الحاد بعد أن لام الاستخبارات على عدم تقديم تقييمات له مبكرة عن تنظيم «الدولة».

وجاء في التقرير «لو انهار الوضع فهناك إمكانية لظهور إمارة سلفية معلنة وغير معلنة في شرق سوريا وهو ما ترغب في حصوله القوى الداعمة للمعارضة لأنها تريد أن تعزل النظام السوري».

ويضيف التقرير و»هذا سيخلق وضعا مثاليا لعودة «القاعدة» في العراق إلى جيوبها القديمة في الرمادي والموصل. وسيمنحها زخما جديدا تحت ذريعة توحيد الجهاد في سوريا والعراق وبقية العالم الإسلامي ضد المنشقين» وأضاف التقرير «قد يعلن تنظيم «الدولة» عن دولة من خلال اتحاده مع جماعات إرهابية أخرى في العراق وسوريا مما سيخلق مخاطر كبيرة تؤثر على وحدة العراق وحماية أراضيه».

وجاء التقرير قبل 17 شهرا من تقليل أوباما لتقييمة التنظيم الذي سيطر بعد خمسة أشهر على الموصل. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» ما قاله المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية كيفن كارول إن أوباما لم يقل الحقيقة «وكذب»، وكان «مايك فلين- مدير وكالة الاستخبارات العسكرية – كان يحذر من هذه الأمور». وقال «لم يعف من منصبه بل ورفضت نصيحته وكذبت أنها تلقتها».

 

من تراجع لانتصار

وكشفت الانتصارات التي حققها التنظيم في الأسبوع الماضي عن حجم الفشل الذي أصاب الاستراتيجية الأمريكية في العراق تحديدا.

وكما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» كان المسؤولون الغربيون والعراقيون يتحدثون في الشهر الماضي عن هزيمة تنظيم «الدولة». وكانوا مهتمين بإحصاء تراجعاته وتدهور قواته من مثل هزيمته في عين العرب/كوباني أو تراجعه في تكريت.

لكن تنظيم الدولة قلب حسابات الجميع في الرمادي وتدمر، وأكد كما تقول الصحيفة نجاعة فلسفته التي تعتمد القتال على جبهات متعددة ونشر الذعر في القلوب وفرض نظام «الخلافة». فلم ينجح التنظيم فقط في تجنب النكسات بل وهندس انتصارات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الخارجية قوله «لا أحد هنا من الرئيس ومن يليه يرى أننا سنقوم بحل هذه المشكلة حالا» مضيفا «هذه مشكلة خطيرة».

وترى الصحيفة أن حملة التنظيم في داخل العراق بدأت مباشرة بعد خسارته تكريت حيث كثف من هجماته على مصفاة بيجي والرمادي وهندس عملية هروب من سجن في ديإلى. وكان حسب جيسيكا ماكفيت المحللة في معهد درسات الحرب في واشنطن، الهدف من هذه العمليات هو إجهاد القوات الأمنية والتأكد من تشتتها عندما بدأ التنظيم حملته على الرمادي. وتقول ماكفيت إن الهجمات أدت تحديدا لإجهاد القوات العراقية الخاصة المعروفة «بالفرقة الذهبية» وهي الفرقة المجربة والمتحركة والتي قاتلت في بيجي والرمادي وعملت مع القوات الأمريكية لفترة طويلة. وتقول ماكفيت «حاول داعش توسيع الجبهات أمام القوات العراقية حتى تصل إلى نقطة الكسر». وعندما قرر «داعش» الهجوم على الرمادي استخدم موارد معدة سلفا وافتتح المعارك بسلسلة من العمليات الانتحارية، وبعد ذلك خرجت الخلايا النائمة وبدأت بالقتال. وبسبب الهجمات والإجهاد قرر أبناء العشائر ترك مواقعهم حيث سخر منهم الجنود لتركهم أرضهم.

 

تدمر

وفي تساوق مع حملته على الرمادي دفع التنظيم بقواته في سوريا حيث سيطر على تدمر التي تظل أصغر من الرمادي ولكنها مهمة استراتيجيا.

ولأول مرة يحتل التنظيم مدينة من النظام السوري وليس من المعارضة، كما فعل في الرقة. ولم يستخدم التنظيم في تدمر الانتحاريين بقدر ما اعتمد على ترسانته من الأسلحة والدبابات والصواريخ واستثمر في الوقت نفسه ضعف عدوه وخوفه. وليس مصادفة أن يقوم التنظيم بقطع رؤوس عدد من جنود النظام في قرية قريبة من تدمر ونشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي. واختار التنظيم أهدافه بحكمة. فعدد سكان تدمر الصغير يمكنه السيطرة عليهم، كما أنها قريبة من حقول النفط والغاز والطرق التي يستخدمها النظام إضافة للبعد التاريخي لها.

وترى الصحيفة أن الهجوم سمح للتنظيم بتعزيز مواقعه في المناطق التي تلعب الجغرافيا فيها لصالحه وكذا السكان المحرومون. فقد نجح «داعش» بإعادة تنظيم نفسه كوريث لتنظيم «القاعدة» في العراق الذي هزم عام 2008 واستطاع بناء علاقات مع القبائل السنية العراقية والسورية. وهو ما مكنه من القيام بحملة في عام 2013 سيطر فيها على الفلوجة ومن ثم الموصل في العام الماضي.

وفي الأشهر الماضية عاني عددا من التراجعات في المناطق القريبة من الأكراد شمال – شرق العراق ومحافظة ديإلى. كما وانسحب من حمص لأنه لم يكسب سكانا إلى جانبه ووجد نفسه يتنافس مع قوى معارضة أخرى.

ويقول بريان فيشمان من «نيوأمريكان فاونديشن» «تمدد داعش فوق طاقته ويتم رده إلى المناطق التي يستطيع السيطرة عليها بشكل فعلي» أي المناطق التقليدية في الموصل والفلوجة والرمادي.

ويرى حسن حسن الباحث في شؤون التنظيم «من الصعب غزو هذه المناطق واستعادتها بسبب عدم وجود مقاومة بين السكان المحليين له».

وهناك بعد آخر هو معاقبة التنظيم للقبائل المعادية له واللعب على فكرة المظلومية السنية ضد الحكومة الشيعية في بغداد. ويرى فيشمان أن نظام حكم داعش يمكن وصفه بـ «الحكم الأميبي» «فالتنظيم يقدم الخلافة من خلال الناس الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الخلافة وليس عبر جغرافيا بعينها» فالمهم هو الإلتزام بفكرة الخلافة.

وتعترف ماكفيت أن زخم الحرب الآن تحول لصالح التنظيم وقالت إن توقعاتها بعد تكريت كانت في غير محلها «شعرت أنهم فقدوا القدرة على فعل ما فعلوه» وأن «مسار الحرب بدأ يتحول ضدهم». لقد كانت «الرمادي خسارة كبيرة لنا» أي التحالف الأمريكي «أكثر من خسارة داعش تكريت».

ويرى ريتشارد سبنسر في «صنداي تلغراف» أن هناك شبها بين استراتيجية تنظيم «الدولة» وماوتسي تونغ الذي ركز على احتلال الأرياف قبل مهاجمة المدن. كما يعتمد تنظيم «الدولة» مثل ماو على الدعاية لتأطير سيادته على وسائل التواصل الإجتماعي.

 

هزائم متكررة

فلا ريب أن النظام السوري هو المتضرر الأكبر من الإنجازات التي حققها تنظيم «الدولة» فخسارته تدمر وحقول الغاز المحيطة بها تترافق مع خسائره في الشمال في مدينتي إدلب وجسر الشغور.

وبسيطرة التنظيم على كل المعابر بين سوريا والعراق أصبح النظام معزولا من الشرق كما هو في الغرب بعد سقوط كل المعابر بين الأردن وسوريا بيد المعارضة. وكتبت يوم السبت إريكا سولومون في صحيفة «فايننشال تايمز» عن المخاوف من تقدم التنظيم بعد تدمر إلى ريف دمشق الذي يعاني من حصار النظام الدائم. وهناك مخاوف من وجود بعض الخلايا النائمة بين المقاتلين الحانقين على المعارضة التي فشلت في فك الحصار عن الغوطة ونواحيها. ونقلت عن معارض سوري يطلق على نفسه «ثائر الخالدية» «إن لم يتقدم داعش مباشرة نحو دمشق فسيتوجه نحو الغوطة ويكسر الحصار للحصول على دعم السكان».

وهناك إمكانية لنجاحه «لا تستطيع تخيل حالة السكان اليائسة حيث يموتون جوعا بسبب الحصار». ويرى ناشط أن بعض سكان تدمر رحبوا بالجهاديين حيث رأوا فيهم حكاما أرحم من قوات الشرطة التابعة للنظام.

 

لا يستطيع حماية نفس

وعموما أشار تقرير في صحيفة «أوبزيرفر» أعده مارتن شولوف إلى إن خسارة تدمر ومناطق اخرى في سوريا تقدم صورة عن نظام يواجه أزمة حربية. فكل معركة خاضها منذ آذار/مارس انتهت بالهزيمة المنكرة. ونقل عن مسؤول عربي قوله «هذا ليس مدا وجزرا في الحرب» و»لكنه دليل واضح ومتكرر على ان جيش النظام لا يستطيع حماية نفسه أو البلد وحتى بدعم قوي من إيران».

والأمر نفسه يصدق على العراق حيث يعبر فيه المسؤولون عن المخاوف نفسها بعد أن انهار الجيش في الرمادي. ويتحدث التقرير عن وجود حاضنة للتنظيم غير القسوة العسكرية. وينقل عن جراح من مدينة الفلوجة «مهما قلنا أو اعتقدنا نظر إلينا كمتعاطفين مع داعش»، «حسنا قد نكون معه لأن الحكومة لن تأتي لمساعدتنا، فلديهم – داعش – قوة وسلطة أكثر من بغداد منذ صدام حسين».

وعبر أبو أيمن من دير الزور عن نفس الرأي «أستطيع رؤية جاذبيتهم» «فمهما كنت لا أحبهم إلا أنني أشاهد كيف يقودون الناس نحو الكرامة لا توفرها أي حكومة لهم». ومع ذلك كشفت انتصارات «داعش» عن ضعف الحكومات أكثر من قوة التنظيم.

 

إيران

ويشير التقرير إلى أن إيران سارعت منذ بداية الحرب لإرسال المستشارين لدعم نظامي بغداد ودمشق وذلك لحماية مصالحها الممتدة من قم إلى النجف وبغداد ودمشق إلى جنوب لبنان.

وبنت طهران نفوذها في العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 حيث سلحت ودربت الميليشيات الشيعية، وفي السياق نفسه دعمت النظام السوري منذ الانتفاضة عام 2013. وتم كل هذا تحت سمع وبصر السعودية.

ويقول مسؤول سعودي «كشف كل هذا لنا المدى الذي يذهبون فيه للدفاع عن مصالحهم»، «فلم يكونوا يبحثون عن دعم مصالحهم فقط بل والبناء عليها، وحققوا كل هذا بغطاء أمريكي».

وعن الكيفية التي تغير فيها الموقف السعودي ينقل شولوف عن المسؤول نفسه حيث أشار لاستخدام الأسد السلاح الكيميائي عام 2013 «كانت هي النقطة الذي اكتشفنا فيها أن صديقنا الأقوى لا يمكننا الوثوق به» و»كان علينا الخروج من وراء الستارة».

وجاء هذا على شكل التحالف السعودي في اليمن الذي هدد الحوثيون فيه بدخول إيران. ويرى المسؤول السعودي إن الإيرانيين مستعدون لإنفاق خزينتهم لحماية ما حققوه في المنطقة. و»يتحدثون بصراحة عن هذا، ويقول الحرس الثوري إنه لن يتخلى أبدا عن الأسد أو حزب الله.. والآن يريدون اليمن، وهي خدعة وسيحاولون مقايضة اليمن بدمشق».

ويقول المسؤول «تقول إيران إن مفتاح العالم العربي هو سوريا». ولكن السعودية سارعت كما أشار التقرير لبناء تحالف للمعارضة. ونقلت أوبزيرفر عن مسؤول في المعارضة زار تركيا وحصل على وعود بالدعم.

وعندما عاد والتقى مع قادة مجموعته في ريف إدلب أخبرهم أن ميزان الحرب سيتحول لصالحهم وأن المقاتلين على السلاح النوعي الذي يريدونه باستنثاء صواريخ مضادة للطائرات. وأخبرهم أن الأتراك وأصدقاءهم يريدون نهاية الحرب.

وقال إن كل جماعة في الشمال يحق لها الحصول على السلاح باستثناء تنظيم «الدولة». وكان دعم المعارضة نتاجا لتغير الموقف السعودي حيث اجتمع الملك سلمان مع قادة المنطقة وأخبرهم عن خطته في سوريا واليمن.

وكانت رسالة الملك سلمان من ثلاثة محاور. تحدث الأول عن ضرورة طي الخلاف خاصة الذي تركز حول الإخوان المسلمين، أما الثاني فهو موافقة السعودية على إرسال أسلحة ستحرف ميزان الحرب في شمال سوريا.

والأخير أشار أن أمريكا لن تقف في وجه الخطة، ويقول مسؤول سعودي «بصراحة، لم يكن هذا سيضايقنا لو حاولوا التدخل» أي الأمريكيون. وعلى العموم لم يكن أوباما ليقف أمام التطورات رغم قلقه من الدور الذي تلعبه جبهة النصرة في «جيش الفتح» لأنه غير راغب بالتدخل لأسباب تتعلق بموقف الرأي العام.

 

أسبوع كارثي

ففي تحليل كتبه بيتر فوستر بـ «صاندي تلغراف» جاء فيه أن الإسبوع الماضي كان أسبوعا كارثيا بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما وسياسته الخارجية. وكتب فوستر قائلا إن التطورات في العراق وسوريا أظهرت محدودية استراتيجية الرئيس في الاعتماد على القوى المحلية المعتدلة لمواجهة الجهاديين.

وفي ظل هذه الظروف كنا نتوقع أن يقوم أوباما بتعزيز القوات الأمريكية لمنع النقد له ولم يوجه له أحد اللوم. فلم يتحدث سوى النائبين الجمهوريين جون ماكين وليندزي غراهام اللذين أصدرا بيانا مشتركا حذرا فيه من فراغ السلطة في الشرق الأوسط.

وبعيدا عنهما تجاهل الأمريكيون الوضع. ورغم اعتراف الخارجية الأمريكية بأن سقوط الرمادي «نكسة» لكن المتحدث باسمها حاول التركيز على الإنجازات التي حققها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة» مشيرا إلى أن بغداد بعيدة عن التهديدات. وفي البيت الأبيض تحدث مسؤول لم يذكر اسمه عن «تفكير» الإدارة إرسال أسلحة وتدريب المعتدلين، لكن تصريحات كهذه لم تؤد إلى اهتمام، خاصة أن الإدارة تفكر منذ زمن ولم ينتج عنها شيء. لكن أوباما كان صريحا في مقابلة مع «اتلانتك» حيث اعترف أن الشرق الأوسط يعيش «نقطة انعطاف» لكنه اعترف أن المشكلة هي مشكلتهم وليست نحن.

وقال عن العراق «إن لم يكونوا مستعدين للقتال لتحقيق الأمن في بلادهم» «فلن نكون قادرين على تحقيقه لهم». ويرى الكاتب أن الصمت آصبح كاملا وهذا راجع للانتخابات الرئاسية في نهاية عام 2016 والذي يرى الكثيرون في واشنطن أنها انتخابات عن «السياسة الخارجية».

ويرى فوستر أن صمت الرأي العام الأمريكي وعدم اهتمامه بالأحداث في العراق ولا بموت أكثر من 250.000 سوري نابع من أنه لا يهتم بالسياسة الخارجية. فبحسب استطلاع غالوب لهذا الشهر تأتي السياسة الخارجية في المرتبة السادسة بعد الاقتصاد وعجز واشنطن والعناية الصحية والإرهاب والدخل غير المتساوي.

وبهذه المثابة فسياسة أوباما الخارجية تبدو ماهرة فالتهديدات تبدو بعيدة والجهاديون العائدون من سوريا والعراق يتدفقون على أوروبا لا أمريكيا والنفط يتدفق من الشرق الأوسط ومن نورث داكوتا وتكساس حيث يستخرج من الصخر الزيتي.

ويرى أوباما في لقائه مع «اتلانتك» أن الدرس الذي تعلمه الأمريكيون من حرب جورج دبليو بوش في العراق هو عدم إرسال قوات برية مرة أخرى.. وهناك تناقض بين مواقف النخبة وصناع السياسة والرأي العام الأمريكي القانع على ما يبدو بسياسة أوباما. فحتى إعدام الرهائن الأمريكيين وهم بزي سجن غوانتانامو حرك المشاعر لفترة ثم اختفى بعد ذلك كل شيء. ويرى فوستر أن مواقف الرأي تضع الجمهوريين أمام وضع غير مريح، فلطالما طالبوا باستخدام القوة الأمريكية من أجل خير العالم.

وأدت سياسة أوباما الخارجية المحدودة إلى تحول موضوع التدخل الخارجي إلى قضية هامشية في حزب جورج بوش نفسه.

خاصة أن كل المرشحين بمن فيهم شقيقه جيب يرون أن الحرب كانت خطأ وهو ما يراه الرأي العام الأمريكي. ويطالب أعضاء النخبة بالنقاش حول موقع أمريكا.

وكتعبير عن هذا وضعت مجلة «تايم» على غلافها كلمة «خاسر» وأظهر استطلاعها انقساما جيليا حول السياسة الخارجية. فثلثا الأمريكيين ممن هم فوق سن الستين يرون أن أمريكا «استثنائية» مقارنة مع نصف الشبان ممن هم تحت سن الثلاثين.

وتقول نسبة 40% ممن أعمارهم تتراوح ما بين 19-29 عاما يطالبون بأن تلتفت أمريكا لهمومها ومشاكلها. هل سيتغير هذا أم لا أمر يظل رهنا بدولة البغدادي وما ستفعله في مقبل الأيام.

وفي النهاية لا تستطيع الولايات المتحدة التخلي عن واجباتها تجاه المنطقة، فالضرر في العراق والانقسام يظل نتاجا للغزو الأمريكي، وما تبع ذلك من تطورات وتعجل بسحب القوات الأمريكية عام 2011. وكانت واشنطن على ما يبدو واعية للمخاطر والتهديدات لكنها لم تتحرك.

 

قصص من «باستيل الأسد»: سجن تدمر: الضابط يطلب خلع حجاب فتاة لتزور والدها في السجن… وأم تنتظر ربع قرن لتشاهد ابنها ثم ترحل

وائل عصام

اسطنبول ـ «القدس العربي» لتدمر ذاكرة ألم خالدة في وجدان السوريين، فسجنها الشهير كان وما زال رمز الاضطهاد الحالك، قصص تكاد لا تكتمل دون دموع أهالي السجناء المكلومين، المقهورين من سجانيهم ومعذبيهم لأربعة عقود ونيف.

قبل 16 عاما كان الشاب الحمصي (ع. ل) يزور خاله المعتقل في تدمر المعتقل على خلفية انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين في أحداث الثمانينات، يفتش في ذاكرته فلا يجد الا الندوب، ليخبرنا بروايته ويستحضر فيها جدته التي رحلت من ألم فراق ابنها لربع قرن، وفتاة طلب منها خلع حجابها في السجن لتحظى بزيارة أبيها.

بعد اعتقال الخال، قامت جدته وأخواله برشوة ضابط كبير «أخذ المصاري وما رد خبر» هكذا كانت النتيجة، ولكنهم حاولوا مجددا ودفعوا رشوة لضابط آخر «كان ابن حلال وما بياكل حرام» فالتقوا بابنهم عام 1996 بعد سنوات على اعتقاله.

يتابع (ع. ل) رواية قصته: «كنت آنذاك طفلا في العاشرة اصطحبتني أمي مع شقيقتي الكبرى لرؤية خالي، صمت مطبق خيم على الجالسين طيلة الطريق حتى الوصول إلى السجن… تلاه انتظار لمدة ثلاث ساعات في الشمس المحرقة عند البوابة الخارجيـــة، قبل أن يأتي أحد المجندين ومعه الضابـــــط المسؤول ليبلغـــنا بالاستعداد لزيارة السجين، كان لافتا طلب الضابط من إحدى الفتيات الصغيرات نزع حجابها اذا كانت تود الدخول إلى زيارة ابيها… لم تتردد الفتاة الصغيرة التي كانت مثلنا تريد رؤية أبيها بعد سنوات من اختفائه، نزعت حجابها بسرعة… لكن الضابط أطلق ضحكة قصيرة ثم طلب منها بغلظة العودة إلى حيث ينتظر السائق خارج السجن».

يقول الشاب الحمصي انهم كانوا يحمدون الله ان تجاوزات الضباط توقفت عند هذا الحد، لأنه في كثير من الحالات وقعت تجاوزات اكثر إهانة، يتابع الحمصي وصف أوقات أليمة عاشها قبل سنوات مع جدته العجوز التي كانت تريد رؤية ابنها للمرة الاولى منذ اعتقاله، ويقول: «ساعة أو أكثر مضت ونحن ننتظر على بوابة مكتب أحد الضباط في الشمس الحارقة… كانت جدتي العجوز تتصبب عرقا وقد رفعت عن وجهها ملايتها السوداء، ووقفت تنقل ناظريها مع كل مجند أو ضابط يخرج من الغرفة تنتظر الفرج.

وأخيرا اصطحبنا المجندون وضابط آخر إلى جناح الزيارة حيث وقفنا أمام غرفة مقسومة لقسمين بساتر حديدي من طبقتين، ثم خرج الخال، لا أذكر شيئا من تلك الدقائق المعدودة سوى أن الجميع كانوا يبكون… والدتي التي كانت دموعها تغطي وجهها كانت تمسك بيدي بقوة…. كنت أتلفت… أنظر إلى وجه جدتي التي كانت الكلمات تختنق على شفتيها وهي تتمتم «شلونك أمي …كيفك يا أمي …شلونك يا أمي» … بقية التفاصيل لا أذكرها لأنني بدوري انخرطت في موجة البكاء…. أقل من عشر دقائق انتهى اللقاء الحزين… لم تفوت جدتي الفرصة لتشكر الضابط وتدعو له بالصحة وطول العمر وتثني عليه وعلى «القيادة الحكيمة» التي مكنتها من رؤية ابنها المعتقل لأول مرة منذ سنوات في سجن المدينة الأثرية الجميلة تدمر».

ولا ينسى الشاب الحمصي آثار تدمر التي كان لها من زيارتهم نصيب: «في طريق العودة توقفت السيارة قرب المنطقة الأثرية حيث كانت مجموعة من السواح تلتقط الصور وتتجول بانبهار، ولا زلت أذكر تعليقا لإحدى قريباتي يسخر من قدوم هؤلاء «السياح المغفلين» القادمين من أقاصي الأرض، وإلى أين ؟! إلى «تدمر» التي لا يعرف عنها أبناء البلد سوى سجنها الشهير بآثار من البشر قبل الحجر «

أطلق سراح الرجل عام 2004، بعد ان انتظرته والدته لربع قرن، لكن كيف خرج من تدمر؟!

يقول الشاب الحمصي: «كانت جدتي دائما تنتظر أخباره، وتنتظر نشرة أخبار المساء، قبل كل وقفة عيد ومع كل عيد من الأعياد الوطنية والقومية تتوقع الإفراج عنه… مرت أيام كثيرة وتم الافراج عن عدد من الناس، وبقي خالي، لاحقا نقلوه لسجن صيدنايا، بقي فترة وبعدها أفرج عنه عام 2004، كان شخصا غير مكتمل السلوك اجتماعيا، بقي فترة طويلة حتى تمت إعادة تأهيله، واستطاع الانخراط في الحياة الاجتماعية…. ومثله الكثير من المواطنين.

ويضيف لكن اللحظات الأصعب من قصة الخال الحمصي هي تلك التي تروي معاناة الوالدة، وسنوات الانتظار المرة، حيث يبدو العديد من روايات وقصص السجناء السياسيين العالمية متواضعة أمام عذابات ضحايا نظام الأسد في حمص وحماة، هناك حيث تستحيل المآسي واقعا،

تعتصر ذاكرة الشاب الحمصي ألما وهو يلتقط لحظات لا تنسى من أيام جدته الأخيرة حين كادت ان تفقد عقلها حزنا، ويرويها بلهجته العامية قائلا: «جدتي ولأكثر من عشرة أعوام كانت تعيش على أمل إطلاق سراحه وهو ابنها الصغير… تتذكره في الأعياد…حتى عندما تحضر طبخات الشتاء… كانت تقطف الملوخية وتجففها وتقول: هذه حصة عبدالسلام، عندما يخرج من السجن سأعد طبخة منها… وتقول» ساحتفظ بها لعبدالسلام عندما يعود الينا ….حتى في البيت عندها كانت عندما ترى بنات في عمر الزواج، تتخيل انها ستخطب له إحداهن… تقريبا في آخر ايامها تحول الموضوع لهوس يحكم حياتها كلها، ويقول عموما بعدما تم الافراج عنه شافتو سنة أو أقل، يدوب شافته وبعدها بدات صحتها تدهور، وخلال اقل من سنة رحلت».

ينهي الحمصي روايته، والدموع في عينيه، فلقد رحلت جدته بعد ان التقت بابنها الأول بعد غياب ربع قرن، لكنها لم تعد تحتمل انتظار ابنها الثاني .. فلقد كان لها ابن ثان ما زال معتقلا، لم يطلق سراحه حتى اليوم. انه باستيل الأسد… تدمر.

 

الحرس الجمهوري يعتدي على مدني سوري ويقتله بأخمص مسدس لتأخره في العودة لمنزله في دمشق

سلامي محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» إجراءات أمنية بالغة الشدة وتداعيات احترازية كبيرة يشهدها حي المالكي الذي يقطنه الأسد الإبن وسط العاصمة السورية ـ دمشق، من تكثيف لعدد العناصر التابعة للحرس الجمهوري على الحواجز العسكرية المتمركزة على مداخل الحي، والشوارع الرئيسية الواصلة اليه، حيث شملت هذه الإجراءات كل من يقترب من الحي بشكل عام، وعلى ما يبدو ان المقصود الأخص بهذه الإجراءات هم سكان الحي أنفسهم قبل سواهم.

حي المالكي الذي يعد أرقى الأحياء السكنية في العاصمة، ففيه منزل ومكتب للرئيس الأسد، ويقطنه عدد من الوزراء وكبار ضباط الأفرع الأمنية والعسكرية، شهد الحي، وفي حادثة هي الأولى من نوعها التي تصل إلى وسائل الاعلام من قتل للسوريين على بعد بضع مئات الأمتار من مكان إقامة الأسد فقط.

حيث قتلت مجموعة عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري أحد أكبر القوى العسكرية التابعة للنظام السوري، رجلا من أبناء الحي بعد ان أقدم المسؤول العسكري على الحاجز على ضرب المدني بالأيدي بشكل عنيف بداية، ومن ثم التهجم عليه وضربه بأخمص مسدسه الحربي على رأسه بعد أن أوقعه أرضاً.

ويروي الناشط الإعلامي أبو كاسم وهو صاحب اسم مستعار للضرورات الأمنية تفاصيل الحادثة لـ»القدس العربي» قائلاً: قبل يومين وفي تمام الساعة التاسعة مساء، عاد المدعو «م.ع» إلى منزله في حي المالكي، وعند وصوله مدخل حي المالكي أوقفه حاجز الحرس الجمهوري، ومن ثم دقق في أوراقه الثبوتية، وكانت أموره سليمة تماما، ولكن العنصرين اللذين قاما بتفتيش السيارة طلبا منه ركنها بالقرب من المفرزة الأمنية للحاجز، ومن ثم خرج الضابط المسؤول عن الحاجز إليه، وبدأ يشتمه مباشرة بأقذر العبارات اللاأخلاقية، بسبب تأخره عن العودة لمنزله مدة ساعة.

ويقول: هنا لم يستطع هذا الرجل، وهو من رجال الأعمال، تحمل الكلمات النابية التي وجهها له مسؤول الحاجز، ورد عليه ببعض الكلمات، فما كان من الضابط إلا وأن بدأ بضربه بشدة بيديه ورجليه، حتى سقط الرجل أرضاً من شدة الضرب، ورغم ضربه بشكل مبرح، لم يسمح له الضابط بالدخول إلى منزله، وطلب منه العودة من حيث أتى، إلا ان الرجل رفض العودة وأصر على الدخول إلى منزله، فما كان من ضابط الحرس الجمهوري الا ان أخرج مسدسه الحربي، وقام بضربه على رأسه بأسفل المسدس، حتى أغمي على الرجل الذي لا يطالب بشيء سوى السماح له بالدخول إلى منزله.

ويضيف أبو كاسم: وبعد أن أغمي على الرجل من شدة الضرب على رأسه، طلب المسؤول من عناصره بطلب سيارة إسعاف، وفعلاً جاءت سيارة إسعاف تابعة لمشفى الشامي القريبة من المنطقة، وأسعفوا الرجل إلى المشفى، ووضعوه في العناية المشددة، الا ان الرجل فارق الحياة بعد عدة ساعات فقط، بسبب شدة النزيف الداخلي الحاصل في جمجمة الرأس، جراء ضربه بالمسدس.

وعندما علم الضابط في الحرس الجمهوري بنبأ مقتل الرجل، طلب من المشفى عدم إخراجه حتى يأتي بذاته إلى المشفى، وطلب من المشفى الاتصال بعائلة المقتول، وفعلاً حضرت عائلة المقتول إلى المشفى، ولكن الضابط رفض تسليمهم جثمانه، الا بعد ان يمضوا على ورقة الوفاة انه قد مات بسبب حادث سير أليم، أدى إلى وفاته، بعد ان أسعفه عناصر الحرس الجمهوري، وفعلاً رضخ الأهل مكرهين على التوقيع على ورقـــة الوفـــاة، ومــــن ثم سمح لهم الضابط بأخذ جثمانه ودفنه، ليغيب الرجل وتموه حادثه قتله، ويبقى الفاعل حراً طليقاً، وتضاف قصة الشاب إلى آلاف القصص المشابهة وان اختلف الأسلوب في التنفيذ والتخطيط.

ومن جانب آخر عززت قوات الحرس الجمهوري من تواجدها بقلب العاصمة دمشق، وخاصة في الأحياء الراقية والقريبة من أماكن تواجد قيادات النظام العسكرية والأمنية، كما رفعت من إجراءاتها الأمنية، والتشديد في عمليات التفتيش والتدقيق، ومنع أي مدني من دخول الأحياء القريبة من مراكز صنع القرار، واقتصار السماح بالدخول فقط لأبناء تلك المناطق، في ظاهرة على ما يبدو تصب في خانة الخوف الكبير الذي يجتاح رجالات النظام السوري عقب نجاح المعارضة السورية من تنفيذ عدة عمليات وسط دمشق، مستهدفين رموزاً تابعة لقوات النظام، أو المقربة من غرف صنع القرارات في البلاد.

 

إيران تعلن بشكل مفاجئ موافقتها على تفتيش المواقع العسكرية

بعد قبول الإلغاء التدريجي للعقوبات:

لندن – «القدس العربي»: من محمد المذحجي: بعد النفي القاطع لكبار المسؤولين الإيرانيين ومنهم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الإلغاء التدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران وأيضا تفتيش المواقع العسكرية، فاجأت الخارجــــية الإيرانــــية العالم أمــس، بإعلان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية وكبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، في الاجتماع المغلق لمجلس النواب الإيراني أن إيران قبلت تفتيش المواقع العسكرية وفقاً للبروتوكول الإضافي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وحسب وكالة «فارس نيوز» التابعة للحرس الثوري، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية ومندوب مدينة مشهد في مجلس النواب الإيراني، جواد طريمي قدوسي، إن نائب وزير الخارجية للشؤون الدولية والقانونية أكد في الاجتماع المغلق للبرلمان أنه سيتم تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية وفقاً للبروتوكول الإضافي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وأضاف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني أنه لم تتم الإجابة حول إجراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابلات مع العلماء النوويين الإيرانيين، وقال إن طهران قبلت تفتيش خبراء الوكالة الدولية أكثر مما ينص عليه البروتوكول الإضافي في معاهدة لوزان بسويسرا.

وأوضح عباس عراقجي في اجتماع البرلمان أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعطت إيران قائمة من العلماء النوويين الإيرانيين، وطلبت من طهران أن تجري معهم مقابلات.

وأكد نائب وزير الخارجية للشؤون الدولية والقانونية أن الجمهورية الإسلامية وافقت على تفتيش المواقع العسكرية، لكنها لم توافق على مقابلة العلماء الإيرانيين.

 

حسن نصرالله: نقاتل في كل سوريا

بيروت – أ ف ب: دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد الجميع في لبنان والمنطقة الى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة «الخطر الوجودي» الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية، معلنا للمرة الاولى ان حزبه يقاتل الى جانب النظام في كل انحاء سوريا.

وقال نصر الله في خطاب عبر الشاشة خلال احتفال نظمه الحزب في مدينة النبطية (جنوب) لمناسبة الذكرى الـ15 للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان «اننا اليوم امام نوع من الخطر لا مثيل له في التاريخ»، داعيا «الجميع في لبنان والمنطقة إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذا الخطر وإلى الخروج من التردد والحياد والصمت».

واعتبر ان «المعركة مع المشروع التكفيري معركة وجود»، مضيفا انه «عندما يحدث خطر وجودي (…) تسكت المعارضة بل تتعاون مع الحكومة وتؤجل كل المعارك الأخرى».

واكد نصر الله ان خطر التنظيمات الجهادية «ليس خطرا على المقاومة في لبنان او على طائفة او نظام في سوريا او حكومة في العراق او جماعة في اليمن». واضاف «هذا خطر على الجميع، لا يدس أحد رأسه في التراب».

وللمرة الأولى، أعلن نصرالله الذي اقر في نيسان/ابريل 2013 بمشاركة عناصر حزبه في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا، ان «قتالنا في سوريا تجاوز مرحلة التدريج»، بعدما كان يبرر تدخله سابقا بحماية المقامات الدينية او الحدود اللبنانية.

وقال «نقاتل الى جانب اخواننا السوريين، الى جانب الجيش والشعب والمقاومة الشعبية في دمشق وحلب ودير الزور والقصير والحسكة وادلب». واضاف «نحن موجودون اليوم في اماكن كثيرة وسنتواجد في كل مكان في سوريا تقتضيه هذه المعركة». وتعهد نصر الله بمواصلة القتال في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان «حتى يتمكن الجيش السوري وقوات الدفاع ورجال المقاومة من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية»، وهي الحدود الوحيدة التي لا تزال عمليا خاضعة لسيطرة النظام السوري.

وتمتد القلمون التي تشكل المقلب الآخر لسلسلة جبال لبنان الشرقية على مساحة نحو ألف كيلومتر مربع، واعلن حزب الله في الايام الاخيرة انه تمكن من السيطرة على مساحة كبيرة منها بعد اشتباكات مع جبهة النصرة ومقاتلي المعارضة.

وأوضح نصر الله في هذا السياق ان «الحدود اللبنانية كلها باتت كلها خارج سيطرة المسلحين الا جرود عرسال»، البلدة اللبنانية الحدودية مع سوريا والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين مسلحين سوريين وآخرين قدموا من مخيمات اللاجئين السوريين في جرودها من جهة والجيش اللبناني من جهة ثانية في آب/اغسطس الماضي. وانتهت المواجهات بين الطرفين باقتياد المسلحين معهم نحو ثلاثين عنصرا في الجيش وقوى الامن لا يزال 25 منهم محتجزين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية.

وينتقد خصوم حزب الله في لبنان بقوة تورطه العسكري في سوريا نظرا لتداعياته الامنية على الساحة المحلية، بينما يبرر هو تدخله بان الجماعات المتطرفة كانت وصلت الى لبنان لولا تصديه لها الى جانب قوات النظام السوري.

ودعا نصر الله خصومه في فريق 14 آذار الى التخلي عن «الرهان» على التنظيمات المتطرفة. وحذر تيار المستقبل اللبناني الذي يرأسه الزعيم السني سعد الحريري من ان «اولى ضحايا داعش في لبنان سيكون تيار المستقبل وقادته ونوابه».

كما سأل المسيحيين المؤيدين لفريق 14 آذار «هل موقف قيادات او احزاب 14 اذار يشكل ضمانة لكم؟ هل يحميكم من الذبح والقتل والنهب ويحمي نساءكم من السبي وكنائسكم من التدمير؟».

واكد انه «اذا انتصر النظام (السوري) ومن معه نشكل ضمانة لكل اللبنانيين»، مضيفا «لا تخافوا من انتصار حزب الله بل خافوا من هزيمته».

 

المعارضة السورية أمام تحدي إدارة إدلب

رامي سويد

تقف قوات المعارضة السورية في الشمال السوري على بعد خطوات قليلة من إعلان محافظة إدلب أول محافظة سورية تسيطر عليها بالكامل، لتكون إدلب وريفها المنطقة الثانية التي تخرج عن سيطرة النظام السوري بالكامل، بعد الرقة وريفها التي سقطت بيد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في بداية خريف العام الماضي. ويطرح هذا التقدّم الميداني الكبير لقوات المعارضة في الشمال السوري تساؤلات حول مدى قدرتها على إدارة المنطقة التي تسيطر عليها، بعد طرد قوات النظام منها، وتوقّف جميع مؤسسات الدولة السورية التي كان يديرها النظام في إدلب وريفها.

فمع سيطرة المعارضة على مدينة إدلب الشهر الماضي، بدأ طيران النظام بحملة قصف يومية بالبراميل المتفجرة على المدينة، وخصوصاً على منطقة الساعة التي تُعتبر الوسط التجاري في المدينة، الأمر الذي أدى إلى دمار نسبة لا يستهان بها من البنية التحتية في المدينة، مع تسبّب القصف بتهجير أعداد كبيرة من سكان المدينة التي باتت تُعدّ أول مركز محافظة تسيطر عليها قوات المعارضة بالكامل.

أدى كل ذلك إلى اقتصار الحياة في المدينة على نزول من تبقى من سكانها صباحاً إلى الأسواق القليلة التي واصلت عملها لشراء حاجياتهم اليومية، ثم العودة لبيوتهم الخالية من خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، لتقترب مع ذلك الحياة في مدينة إدلب من الاستحالة، في ظل التردي الكبير في الواقع الخدماتي، وتوقّف عمل المؤسسات الحكومية جميعاً، وإغلاق معظم المدارس والمؤسسات الطبية أبوابها أمام السكان، مع تواصل القصف بالبراميل المتفجرة على المدينة.

وعلى الرغم من أن قيام طيران النظام بقصف مدينة إدلب، بعد سيطرة قوات المعارضة عليها كان أمراً متوقعاً نظراً لسعي النظام السوري الدائم لمنع وجود أي منطقة آمنة، يمكن أن تستمر فيها الحياة الطبيعية للسكان خارج سيطرته، إلا أن وتيرة قصف الطيران للمدينة كانت مرتفعة بشكل يبدو أنه غير مسبوق، إلا في مناطق مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

ذلك أن النظام السوري سعى دائماً على مدار سنوات الحرب الثلاث الماضية إلى منع قابلية الحياة في المناطق الخارجة عن سيطرته، من خلال قصفها عشوائياً بالبراميل المتفجرة، وصواريخ الطائرات الفراغية التي تسببت بتدمير البنية التحتية، وتهجير معظم السكان من المدن التي سيطرت عليها المعارضة، في الوقت الذي يواصل فيه الإعلام السوري الذي يديره مسؤولو النظام إطلاق وصف “المناطق الآمنة” على المناطق التي يسيطر عليها النظام، كاسم يوحي بأن المناطق التي لا يسيطر عليها النظام هي مناطق غير آمنة، يعتبرها النظام هدفاً مباحاً لطائراته.

يجعل كل ذلك تحدي توفير الأمن للسكان التحدي الأبرز أمام قوات المعارضة السورية التي تقدّمت بشكل غير مسبوق في الشمال السوري، وذلك لتتمكن من إيجاد بديل حقيقي للنظام على الأرض التي تسيطر عليها، من خلال توفيرها إلى حد معقول للأمن والخدمات الأساسية للسكان في المناطق التي سيطرت عليها، بعد أن كانت هذه المناطق تحت سيطرة النظام الذي يدير مؤسسات خدمية وتعليمية وصحية وأمنية كبيرة؛ هي في الأساس مؤسسات الدولة السورية.

ويبدو أن التنسيق العالي وغير المسبوق بين فصائل المعارضة في إدلب أخيراً، والذي تمثل بتشكيلها “جيش الفتح”، يمكن أن يُشكّل أرضية هامة للانطلاق منها نحو تشكيل مؤسسات أمنية تضبط الأمن، وتمنع التجاوزات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، كما سيسمح للفصائل المنضوية في هذا التشكيل بإنهاء خلافاتها التي تسببت في كثير من الأحيان في الفترة الماضية بظهور صدامات مسلحة في ما بينها، أثرت على الاستقرار الأمني في مناطق سيطرة المعارضة.

كما أن الاتصالات واللقاءات المستمرة خلال الشهرين الأخيرين، بين قيادة المعارضة المسلحة ومسؤولي الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني السوري المعارض، يمكن أن تُشكّل منطلقاً لتعاون الطرفين في مجال تشغيل بعض المؤسسات الخدمية الرئيسية، كمؤسسات التعليم والمؤسسات الطبية وغيرها، الأمر الذي سيضمن استمرار الحياة في مناطق سيطرة المعارضة في حد أدنى، يمكن في ما بعد الانطلاق منه لتطوير عمل المؤسسات التي تُشغّلها المعارضة في سبيل تشكيل بديل إداري حقيقي للسكان في المناطق التي طردت قوات المعارضة النظام السوري منها.

ويبقى بعد ذلك أمام المعارضة تحدي لجم طيران النظام الذي سيواصل، كما اعتاد، استهداف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، ليسبّب فيها مزيداً من الفوضى والدمار. ولكن من المتوقع تراجع قدرة الطيران على استهداف مناطق سيطرة المعارضة بكثافة عالية، مع سيطرة تنظيم “داعش” على مطار تدمر العسكري، ووصول قوات التنظيم إلى مطار “تي فور”؛ أكبر المطارات العسكرية السورية؛ والذي يقع في ريف حمص الشرقي، الأمر الذي سيسبّب توقفه بشكل جزئي أو كلي عن العمل، مع توقف مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي عن العمل، بسبب حصار “داعش” له واستهداف قوات المعارضة المستمر لمطار النيرب العسكري شرق حلب أيضاً، واقترابها بشكل نسبي من مطار حماة العسكري، ليبقى أمام النظام إمكانية استخدام مطاراته العسكرية الموجودة في ريف دمشق وريف حمص فقط، الأمر الذي سيؤدي بلا شك إلى تراجع إمكانات سلاح الطيران التابع للنظام.

إلا أن ذلك لن يعني إنهاء قدرة طيران النظام على استهداف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، خصوصاً مع عدم امتلاك قوات المعارضة السورية حتى اليوم لأسلحة فعالة مضادة للطيران، فالولايات المتحدة الأميركية ما زالت تقصر إمدادها لقوات المعارضة السورية على صواريخ “تاو” المضادة للدروع؛ والتي كانت كفيلة بتحييد مدرعات قوات النظام، بعد تدمير العشرات منها من قِبل ألوية الجيش الحر المنضوية في “جيش الفتح” في معارك إدلب وريفها الأخيرة.

ولا يُتوقع أن تحوز قوات المعارضة في المدى القريب على مضادات طيران فعالة، خصوصاً مع تأخر تنفيذ برنامج تدريب قوات المعارضة السورية على الأراضي التركية بشكل كبير حتى الأسبوع قبل الماضي، حين وصل ثلاثمئة مقاتل من قوات المعارضة ممن أشرف الأميركيون على اختيارهم، ووافقت عليهم تركيا إلى قاعدة هرفانلي وسط الأناضول، بالقرب من مدينة كرشهير التركية، وذلك بعد خلافات كبيرة حول استراتيجية القتال التي ستتخذها القوات المدرّبة، إذ أصرّت تركيا على ألا تقتصر استراتيجية القوات المدربة على قتال “داعش” فقط، بل تشمل قتال قوات النظام، لتعلن الولايات المتحدة أخيراً عبر المتحدثة باسم البنتاغون، إليسا سميث، عن تفهمها أن هذه “المجموعات التي ستحصل على التدريب تقاتل في العديد من الجبهات ضد نظام الأسد وداعش ومثيلاتها”، مؤكدة أن “برنامج تدريب وتجهيز وزارة الدفاع الأميركية سيعمل على تعزيز قدرات مقاتلي المعارضة السورية المختارين على حماية الشعب السوري من هجمات داعش، وتحقيق الأمن في المناطق التي يسيطرون عليها”، من دون أن تشير إلى توسيع دعم المعارضة بالسلاح، ليصل إلى دعمها بأسلحة فعالة ضد الطيران.

 

الفساد يلتهم ثلث موازنة نظام الأسد

اسطنبول ـ عدنان عبد الرزاق

فاجأ مدير هيئة المنافسة ومنع الاحتكار في حكومة بشار الأسد، أنور علي، الجميع بالكشف عن فقدان موازنة النظام نحو 30% من ميزانية الدولة عبر أقنية الفساد والرشى، الأمر الذي فسّره خبراء بأنه تمهيد للإطاحة ببعض الوزراء في الحكومة ككبش فداء وتحميلهم الفشل في الحد من الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تفاقمت في المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام، وأدت إلى تزايد الغضب الشعبي.

وأوضح الخبير الاقتصادي عماد الدين المصبح، لـ”العربي الجديد”، أن هذه التصريحات تأتي

في إطار حملة منظمة لبعض المسؤولين في النظام، ومنها هجوم سابق لرئيس اتحاد العمال، شعبان عزوز، على الحكومة واتهامها بالفساد، بهدف تهرّب النظام من مسؤوليته عن الانهيار في الملف الاقتصادي وتحميله لبعض المسؤولين.

وأشار المصبح إلى أن الفساد متأصل في الحكومات المتعاقبة منذ عقود، وتفاقم في الآونة الأخيرة إثر تبديد الثروات وخسارة موارد الخزينة العامة، ووصل الأمر لاستجداء إيران بقرض مليار دولار عبر خط ائتمان جديد بعد انتهاء الخط السابق بقيمة 3.5 مليارات دولار.

 

وأضاف أن تصريحات النظام حول عمليات الفساد التي تم الكشف عنها أخيراً والتهمت نحو ثلث موازنته تتعلق بفساد في المصارف وعمليات استيرادية. وتبلغ موازنة عام 2015 نحو 1554 مليار ليرة (5.2 مليارات دولار).

وأكد المصبح أن المسؤول بنظام الأسد لم يتطرق لصفقات الغذاء الحصرية الممنوحة لآل الأسد وأصدقاء النظام، ولا حتى لعقود بيع النفط وتأجير مقدرات سورية أو عقود شراء السلاح من إيران وروسيا التي يقودها قلة على رأسهم محمد مخلوف خال بشار الأسد.

وكان المدير العام لهيئة المنافسة ومنع الاحتكار التابع لنظام الأسد، قد ادعى في تصريحات صحافية منذ يومين، أن مؤسسته بدأت التعمّق في ملفات الفساد للحفاظ على المال العام.

وأوضح أن هيئة المنافسة ومنع الاحتكار تعتبر قرار السماح لشركات الصرافة بتمويل إجازات الاستيراد قراراً خاطئاً، في ظل وجود جهات خبيرة كالمصارف العامة التي تخضع للرقابة ويمكن متابعة عملها، في حين أثبتت التجارب السابقة مع شركات الصرافة أنها غير جديرة بالثقة، والدليل تعرض العديد منها للمخالفات.

ويقول المحلل المالي من مدينة إدلب (شمال سورية)، إبراهيم محمد، إن فساد النظام أخذ أشكالاً مختلفة وجديدة عقب اندلاع الثورة منذ أربعة أعوام، تعدت الطرق التقليدية، من التلاعب بالمشتريات ومنح المناقصات والمزايدات الحكومية، ليصل لبيع أصول وثروات سورية، بمعنى الكلمة، ومنها بيوت مهجرين وثروات النفط والغاز والمعادن وتجارة بالآثار وحتى الأعضاء البشرية.

وصنّفت سورية ضمن الدول الأكثر فساداً على الصعيد العربي والعالمي، حيث احتلت المرتبة 159 عالمياً والخامسة عربياً، حسب تقرير منظمة الشفافية العالمية العام الماضي، الذي أكد على أن الفساد اتخذ أشكالاً متعددة في ظل الحرب الدائرة في البلاد وضعف الرقابة وانعدام الشفافية في الأجهزة الحكومية.

 

“جيش الفتح” إلى أريحا..ومؤتمر المعارضة في القاهرة بلا الائتلاف

سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأحد، على منفذ “الوليد” الحدودي العراقي مع سوريا، بعد انسحاب قوات الحكومة العراقية وحرس الحدود منه. ويأتي ذلك، بعد ثلاثة أيام من سيطرة التنظيم على منفذ “التنف” المقابل له على الجانب السوري، بعد انسحاب قوات النظام السوري منه.

 

من جهة أخرى، قالت “حركة أحرار الشام الإسلامية” إن “جيش الفتح” المنضوية فيه، يقوم بوضع نقاط عسكرية قريبة من منطقة أريحا آخر معاقل النظام السوري في ريف إدلب. ويبدو بأن وجهة “جيش الفتح” الجديدة ستكون مدينة أريحا، في ظل استمرار المعارضة المسلحة في ملاحقة فلول قوات النظام المنسحبة من مستشفى جسر الشغور الوطني. وأعلنت المعارضة مقتل 208 مقاتلين من قوات النظام، في معارك مستشفى جسر الشغور، منهم 78 ضابطاً، بينهم لواء و11 عميداً.

 

وفي ريف درعا الغربي، قتل قائد وعدد من مقاتلي لواء “شهداء اليرموك” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، خلال اشتباكات مع “جبهة النصرة” والجيش الحر، في بلدتي البكار وسحم الجولان. وفي ريف حمص الشمالي أعلن “فيلق حمص” و”جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، في بيان مشترك، أن الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم “الدولة الإسلامية” بحق الأطراف الثلاثة هي سبب المعارك التي تدور ضد التنظيم، وأسفرت عن سقوط قتلى في صفوفه.

 

من جانب آخر، تستضيف القاهرة يومي 8 و9 حزيران/يونيو، مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، إن القاهرة ستستضيف المؤتمر الموسع للمعارضة والقوى الوطنية السورية الذي قرر اجتماع القاهرة اﻷول عقده.

 

وتحيط الشكوك بالمؤتمر المزمع عقده، لأن أحد منظميه؛ هيثم مناع، هو شخصية إشكالية بالنسبة لكثير من أطياف المعارضة السورية، التي تتحفظ على مواقفه وعلاقاته وطموحاته. وأكد مناع، أن أكثر من مئتي شخصية من المعارضة السياسية والعسكرية “من عرب وأكراد ومن الطوائف كافة، سيشاركون في الاجتماع، على أن ينتخبوا هيئة سياسية ويتبنوا خريطة طريق وميثاقاً وطنياً”. ومن المقرر أن يطلق التجمع الجديد على نفسه تسمية “المعارضة الوطنية السورية”، وأضاف مناع: “نحن مستعدون للتفاوض مع وفد من الحكومة السورية على أساس بيان جنيف، أي على أساس نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء إلى حكومة انتقالية”.

 

من جهته، قال رئيس اللجنة القانونية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” هيثم المالح، إن هناك قراراً سابقاً في الائتلاف، بعدم المشاركة في المؤتمر، مشيراً إلى “اعتراضات الحكومة المصرية على أشخاص في الائتلاف لن تسمح لهم بالدخول، وبالتالي لا يمكننا المشاركة مع وجود فيتو على بعض المكونات، وليس رفضاً للمؤتمر في حد ذاته”.

 

من جانب آخر، أظهر استطلاع للرأي، السبت أن معظم الفرنسيين يؤيدون تدخلاً عسكرياً فرنسياً في سوريا، في تراجع عن مسح أجري في عام 2013 حينما عارضت الغالبية خطط الحكومة لتنفيذ ضربات جوية ضد قوات النظام. وشارك في الاستطلاع الأخير 1103 فرنسيين، وأجرته مؤسسة “بي في إيه”. وأوضحت النتائج أن 55 في المئة من المستطلعين يؤيدون تدخلاً فرنسياً في سوريا بالمقارنة مع 64 في المائة كانوا يعارضون ذلك في العام 2013. وقالت المؤسسة في بيان إن المسح اظهر أن “92 في المئة من الفرنسيين يقولون إنهم قلقون شخصياً من الوضع في سوريا”.

 

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قد قال بعد سقوط مدينة تدمر في أيدي مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل التنظيم “يجب أن يتحرك”. ويجتمع وزراء من دول التحالف في باريس في 2 حزيران/يونيو لوضع إستراتيجية تشمل سبل وقف المكاسب التي حققها التنظيم في الآونة الأخيرة.

 

داعش يعدم 217 شخصًا في تدمر

خلال تسعة أيام من اقتحامها

أعدم تنظيم “داعش” المتطرف 217 شخصًا على الاقل، بينهم مدنيون، منذ أن سيطر قبل تسعة ايام على قسم من محافظة حمص يشمل خصوصاً مدينة تدمر، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

 

بيروت: قال المرصد في بريد الكتروني إن لديه ادلة على اعدام 67 مدنيًا، بينهم اطفال، و150 عنصرًا في القوات النظامية السورية في مناطق عدة سيطر عليها التنظيم في ريف حمص الشرقي منذ 16 ايار/مايو.

 

واضاف: “تأكد المرصد من إعدام تنظيم الدولة الإسلامية 67 مواطناً مدنيًا، بينهم 14 طفلاً و12 مواطنة، في مدينة السخنة وقرية العامرية وأطراف مساكن الضباط ومدينة تدمر (…) كذلك تأكد المرصد من إعدام التنظيم لأكثر من 150 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية الموالية لها، وآخرين بتهمة أنهم +مخبرون لصالح قوات النظام+”، موضحًا أن معظم هؤلاء “تم ذبحهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم”.

 

واورد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنه تم اعدام عائلات بكاملها، لافتًا لفرانس برس الى أن “غالبية الاعدامات تمت في تدمر وقد جرى بعضها بالرصاص والبعض الاخر ذبحًا”.

 

وادلى المرصد السوري بهذه الحصيلة بعد بضع ساعات من تأكيد الاعلام السوري الرسمي أن متطرفي الدولة الاسلامية ارتكبوا “مجزرة” في تدمر وقتلوا نحو 400 مدني معظمهم نساء واطفال.

 

وذكر المرصد ايضًا أن لدى “الدولة الاسلامية” اكثر من 600 اسير من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمدنيين المتهمين بـ”العمالة للنظام”.

 

وفي وقت سابق، قتل ضابط في الجيش السوري برتبة عميد، وعدد من مرافقيه، جراء تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته في حي العدوي وسط دمشق، وفق ما اعلنت حركة احرار الشام الاسلامية المعارضة التي تبنت العملية في شريط فيديو.

 

ونشرت الحركة المنضوية في صفوف الجبهة الاسلامية المعارضة شريط فيديو على موقع يوتيوب بعنوان “نسف سيارة العميد الركن بسام مهنا العلي في العاصمة دمشق بالعبوات الناسفة”.

 

وقال مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس إن مهنا “عميد في الحرس الجمهوري السوري وقد استهدف بعبوة ناسفة كانت ملصقة على سيارته في حي العدوي حيث مقر اقامته”. واضاف أن التفجير حصل عند الخامسة صباحاً.

 

واورد المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني: “تأكد مقتل ضابط برتبة عميد ونحو ستة من مرافقيه جراء انفجار استهدفهم في منطقة العدوي”، مضيفًا أن “حركة أحرار الشام الإسلامية تبنت استهداف العميد”.

 

وتقود حركة احرار الشام التي تعد من أبرز الفصائل الاسلامية النافذة في سوريا الجبهة الاسلامية التي تشكلت في كانون الاول/ديسمبر 2012 وتضم مجموعة من الكتائب المعارضة ذات التوجه الاسلامي.

 

وفي شمال البلاد، قال المرصد إن “تنظيم الدولة الاسلامية اسقط بعد منتصف ليل السبت الأحد طائرة مروحية في محيط مطار كويرس العسكري جراء استهدافها”.

 

ونشرت حسابات جهادية قريبة من التنظيم على موقع تويتر بيانًا جاء فيه “اسقط جنود الخلافة المرابطون حول مطار كويرس فجرًا طائرة مروحية بالمضادات الارضية، ما ادى الى هلاك كل من كان على متنها”. واوردت اسماء عقيدين ورقيب في الجيش السوري، ذكرت انهم كانوا على متن المروحية.

 

ويحاصر تنظيم الدولة الاسلامية مطار كويرس الواقع في ريف حلب الشرقي منذ آذار/مارس 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام.

 

في المقابل، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري اشارته الى “سقوط مروحية أثناء اقلاعها من مطار كويرس فى ريف حلب بسبب خلل فني طارىء”، مؤكدًا “استشهاد طاقمها” من دون تحديد عدد افراده.

 

وتستخدم قوات النظام الطائرات المروحية في عمليات نقل عناصرها، وفي قصف المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة بالبراميل المتفجرة التي تسببت بمئات القتلى منذ بدء النزاع قبل اربعة اعوام.

 

من جهة اخرى، افاد المرصد الاحد عن ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين جراء غارات جوية للنظام استهدفت حي الحميدية في مدينة دير الزور (شرق).

 

وقال المرصد إن “16 مدنياً بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة واربعة مواطنين من عائلة أخرى”، قتلوا “جراء قصف من قبل الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية”، الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مجمل محافظة دير الزور الصيف الماضي، فيما تحتفظ قوات النظام بمواقع لها في مدينة دير الزور، الى جانب بعض المواقع الاخرى.

 

من جهة اخرى، اورد المرصد الاحد حصيلة جديدة لخسائر قوات النظام في معاركها ضد مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الاسلامية المعارضة التي حاصرت لنحو شهر المشفى الوطني في مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في شمال غرب سوريا.

 

وقال عبد الرحمن إن المعارك اوقعت 75 قتيلاً في صفوف قوات النظام، قتل بعضهم داخل المشفى وآخرون لدى محاولتهم الفرار منه.

 

واضاف “تمكن 91 عنصراً من قوات النظام من الوصول الى مناطق آمنة في اليومين الاخيرين، فيما تمكنت جبهة النصرة من اسر 73 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الاقل”.

 

في المقابل، ذكر الاعلام السوري الرسمي أن الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام خلال فك الحصار عن المشفى ادت الى مقتل 300 مسلح من جبهة النصرة.

 

وسيطرت جبهة النصرة وحلفاؤها بشكل كامل الجمعة على مشفى جسر الشغور حيث كان يتحصن اكثر من 150 جنديًا ومسلحًا مواليًا للنظام مع مدنيين من افراد عائلاتهم، فيما تحدث الاعلام السوري الرسمي عن ان قوات النظام نجحت في “فك الطوق” عن المشفى.

 

وتسببت المعارك التي شهدتها المدينة منذ 22 نيسان/ابريل الماضي وفق المرصد، بمقتل اكثر من 261 ضابطاً وجنديًا وعنصرًا من قوات الدفاع الوطني، بينهم تسعون ضابطاً على الأقل.

 

مئات القتلى في تدمر.. والأسد قد يكتفي بدولة من دمشق للساحل

المعارضة السورية تغتال مسؤول وضع الخطط العسكرية في قلب العاصمة

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

انتشرت مئات الجثث في شوارع مدينة تدمر السورية التي سقطت بيد تنظيم داعش الأسبوع الماضي.

 

وقال التلفزيون الرسمي السوري بأن مقاتلي التنظيم قتلوا ما لا يقل عن 400 شخص معظمهم من النساء والأطفال. وأضاف أن عشرات ممن قتلوا هم من موظفي الدولة، بينهم رئيسة قسم التمريض في مستشفى تدمر الوطني وكل أفراد عائلتها.

 

غير أن نشطاء معارضين أكدوا أن الجثث تعود لمخبري نظام الرئيس السوري بشار الأسد وعناصره من اللجان الشعبية، وأن عددها لم يتجاوز 300.

 

ومع الهزائم المتلاحقة التي مني بها نظام الأسد على يد المعارضة السورية في الأسابيع الأخيرة، رجحت تقارير أن النظام السوري قد يخفض سقف توقعاته ويكتفي بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق إلى الساحل السوري غربا حيث يتمتع بنفوذ قوي.

 

ومنذ فشل الهجوم الأخير الذي شنته قوات النظام في فبراير (شباط) لقطع خطوط إمداد كتائب المعارضة إلى حلب شمال سوريا، يبدو الجيش في وضع دفاعي باستثناء منطقة القلمون الجبلية على الحدود مع لبنان.

 

في سياق آخر، تبنت «حركة أحرار الشام» عملية اغتيال المسؤول عن وضع الخطط العسكرية لقوات النظام العميد بسام مهنا العلي، وسبعة من مرافقيه وسط العاصمة دمشق. وقالت الحركة إنها استهدفت أمس، بعبوات ناسفة، سيارتي «أوبل» وأخرى «كيا» في منطقة الديوانية بحي باب توما في دمشق القديمة، وأسفرت العملية عن مقتل الجميع.

 

مئات القتلى في تدمر.. والأزهر يعتبر الدفاع عن آثارها «معركة إنسانية»

«داعش» يسقط مروحية للنظام في محيط مطار كويرس

بيروت: «الشرق الأوسط»

قال التلفزيون الرسمي السوري بأن مقاتلي تنظيم «داعش» قتلوا ما لا يقل عن 400 شخص في مدينة تدمر الأثرية معظمهم من النساء والأطفال، فيما نفت «تنسيقية الثورة في تدمر» الأمر، مؤكدة أن القتلى هم من مخبري النظام وعناصره من اللجان الشعبية وأن عددهم لم يتجاوز الـ300 عنصر أمن وجيش ومخبر وشبيح في اللجان الشعبية منذ بداية سيطرة التنظيم إلى الآن.

وقال التلفزيون بأنه ينقل معلوماته عن سكان داخل المدينة. وكان نشطاء معارضون قالوا على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هناك مئات الجثث في شوارع المدينة بعد أن سيطر عليها التنظيم المتطرف، يوم الأربعاء، مرجحين أن تعود لموالين للنظام.

في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات يوم أمس بين مقاتلي تنظيم «داعش» وقوات النظام في منطقة الدوة قرب تدمر بريف حمص الشرقي، حيث استهدف التنظيم بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهته، اعتبر الأزهر الشريف يوم أمس، أنّ الدفاع عن المناطق الأثرية في مدينة تدمر السورية التي سيطر عليها تنظيم داعش «معركة الإنسانية بأكملها»، محذرا من أن يلحق بها نفس التدمير الذي ارتكبه التنظيم في مدينة الموصل العراقية. وطالب الأزهر المجتمع الدولي بالتدخل للحيلولة دون طمس التنظيم «المعالم الحضارية والأثرية بالمدينة، مثلما فعلوا في مواقع أثرية مماثلة في المناطق التي خضعت لنفوذهم في العراق وسوريا وليبيا». وشدد الأزهر على أن «تدمير التراث الإنساني والحضاري أمر محرم شرعا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء في الآثار المنهوبة».

إلى ذلك، سقطت أمس طائرة مروحية تابعة للنظام السوري في محيط مطار كويرس العسكري في حلب وقتل طاقمها، وفيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان و«مركز حلب الإعلامي» وحسابات معارضة، أن تنظيم «داعش» أسقط الطائرة، تحدث الإعلام الرسمي السوري عن «خلل فني طارئ».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأنه لم يتضح بعد عدد أفراد طاقم المروحية، التي غالبا ما تتسع وفق وظيفتها لعدد يتراوح بين ثلاثة و15 شخصًا. وتستخدم قوات النظام الطائرات المروحية في عمليات نقل عناصرها، وفي قصف المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة بالبراميل المتفجرة التي تسببت بمئات القتلى منذ بدء النزاع قبل أربعة أعوام.

ويعتبر مطار كويرس العسكري أحد أهم المطارات في الشمال السوري، كونه يقع على الطريق الواصل بين مدينتي حلب والرقة. وبحسب إحصائيات تم نشرها في وقت سابق من قبل ناشطين، فإن المطار يحتوي على 60 طائرة من طراز سيخوي، وطائرات ميغ 21. فضلاً عن أسلحة ومدافع ثقيلة ومستودعات ذخيرة. ويحاصر تنظيم داعش مطار كويرس الواقع في ريف حلب الشرقي منذ مارس (آذار) 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام.

في سياق آخر، قال التلفزيون السوري يوم أمس، بأن غارات جوية نفذها سلاح الجو السوري قتلت 300 مسلح على الأقل وأصابت المئات خلال عملية عسكرية لتحرير الجنود الذين كانوا محاصرين في المستشفى الوطني في جسر الشغور الاستراتيجية في شمال غربي سوريا، بينما أورد المرصد يوم أمس حصيلة جديدة لخسائر قوات النظام في هذه المعركة.

وقال عبد الرحمن بأن المعارك أوقعت 75 قتيلا في صفوف قوات النظام، قتل بعضهم داخل المستشفى وآخرون لدى محاولتهم الفرار منه. وأضاف: «تمكن 91 عنصرا من قوات النظام من الوصول إلى مناطق آمنة في اليومين الأخيرين، فيما تمكنت جبهة النصرة من أسر 73 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الأقل».

من جهتها، قالت شبكة الثورة السورية، بأن عدد قتلى قوات النظام الفارّين من مستشفى جسر الشغور بريف إدلب تجاوز 208 عناصر، تم توثيق أسمائهم بين ضابط وصف ضابط وأفراد. وبحسب الشبكة التي أحصت عدد القتلى ورتبهم وفق ما تداولته الصفحات المؤيدة للنظام، فإنه تم توثيق مقتل ضابط واحد برتبة لواء، وعرف باسم محيي الدين منصور من مدينة طرطوس، إضافة لـ11 ضابطًا برتبة عميد، و11 ضابطًا برتبة عقيد، وثلاثة برتبة مقدم، وتسعة برتبة رائد، فيما قُتل 19 ضابطًا برتبة نقيب، و24 برتبة ملازم، والبقية بين صف ضابط وعنصر.

من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات في ريف رأس العين (سري كانيه) الجنوبي الغربي، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم داعش، وفق المرصد، وسط قصف لطائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي – الدولي على أماكن قرب منطقة الاشتباك، مشيرا إلى معلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم والمدنيين.

وأفاد المرصد يوم أمس الأحد عن ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين جراء غارات جوية للنظام استهدفت حي الحميدية في مدينة دير الزور (شرق). وقال المرصد بأن «16 مدنيا بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة وأربعة مواطنين من عائلة أخرى»، قتلوا «جراء قصف من قبل الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية»، الخاضع لسيطرة تنظيم داعش.

 

المعارضة السورية تسيطر على طرق إمداد للنظام بحلب  

قالت المعارضة السورية المسلحة في حلب إنها تمكنت من السيطرة على مواقع إستراتيجية هامة في منطقة الشيخ سعيد، كما دمرت مرصدا عسكريا في قرية عزيزة في ريف حلب.

 

وقطعت المعارضة السورية المسلحة طريقا رئيسيا للنظام لإمداد المناطق الخاضعة لسيطرته في مدينة حلب والربط بين مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري.

وأفاد المسؤول الإعلامي في الفوج الأول ياسر أبو عمار بأن المعارضة هاجمت قوات النظام بقذائف الهاون والدوشكا، وتمكنت من قطع طرق الإمدادات لهم في منطقتي الراموسا والشيخ سعيد جنوب غرب حلب.

 

وأضاف أبو عمار أن اشتباكات مكثفة وقعت بين قوات المعارضة وجيش النظام قرب مصنع الإسمنت جنوب غرب المدينة وأن المعارضة تمكنت من تدمير عربة محملة بالذخيرة والدوشكا.

 

اشتباكات

وأشار أبو عمار إلى أن قوات الفوج الأول سيطرت على ثلاثة مبانٍ في محيط المصنع كانت قوات الحكومة تتخذها حصنا لها، وأن منطقة حندرات الواقعة شمال المدينة شهدت اشتباكات مكثفة بين جبهة الشام المعارضة وقوات النظام.

 

تجدر الإشارة إلى أن الفوج الأول الذي أعلن انفصاله عن الجبهة الشامية في وقت سابق يعد من أنشط قوى المعارضة فاعلية على الأرض في المدينة القديمة بحلب.

 

وكانت مصادر من المعارضة قالت إنه تم تفجير نفق تحت مبنى للقوات السورية على جبهة ميسلون قرب حلب القديمة وسط المدينة التي تسيطر المعارضة على أحيائها الشرقية والنظام على أحيائها الغربية.

 

من جهته، قال مراسل الجزيرة عمرو حلبي نقلا عن مصادر في المعارضة إن كتائب الصحوة الإسلامية والفوج الأول أحرزوا تقدما في حلب القديمة بسيطرتهم على أبنية وسبعة حواجز في منطقة “عوجة الكيالي”.

 

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه فصائل لبدء ما تطلق عليه معركة “تحرير حلب” بعد سيطرة جيش الفتح على معظم محافظة إدلب التي تقع إلى الجنوب الغربي من حلب. بدوره أفاد مراسل الجزيرة نت بمقتل ثمانية جنود نظاميين الأحد في منطقة الشيخ سعيد جنوبي المدينة أثناء محاولتهم إيصال إمدادات عسكرية.

 

خسائر للنظام بحلب وتنظيم الدولة يواصل التوسع بحمص  

قتل نحو 15 جنديا سوريا اليوم الأحد في تفجير نفق بمدينة حلب شمالي البلاد، بينما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية إسقاط مروحية للنظام قرب المدينة وواصل التوسع في ريف حمص (وسط)، في حين قتل مدنيون بقصف لحلب ودرعا (جنوب) ومناطق أخرى.

 

وقالت مصادر من المعارضة إنه تم تفجير النفق تحت مبنى للقوات السورية النظامية على جبهة ميسلون قرب حلب القديمة وسط المدينة التي تسيطر المعارضة على أحيائها الشرقية والنظام على أحيائها الغربية.

من جهته، قال مراسل الجزيرة عمرو حلبي نقلا عن مصادر في المعارضة إن كتائب الصحوة الإسلامية والفوج الأول أحرزوا اليوم تقدما في حلب القديمة بسيطرتهم على أبنية وسبعة حواجز في منطقة “عوجة الكيالي”.

 

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه فصائل لبدء ما تطلق عليه معركة “تحرير حلب” بعد سيطرة جيش الفتح على معظم محافظة إدلب التي تقع إلى الجنوب الغربي من حلب. بدوره أفاد مراسل الجزيرة نت بمقتل ثمانية جنود نظاميين قتلوا اليوم في منطقة الشيخ سعيد جنوبي المدينة أثناء محاولتهم إيصال إمدادات عسكرية.

 

وفي الوقت نفسه، قالت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة إن التنظيم أسقط طائرة مروحية تابعة للنظام السوري فوق مطار كويرس شرقي مدينة حلب، في حين قال مصدر عسكري سوري إنها سقطت بسبب خلل فني طارئ وقتل كامل طاقمها.

 

وأعلن المكتب الإعلامي لما يعرف بولاية حلب التابع لتنظيم الدولة أن أحد مقاتليه فجر سيارة ملغمة استهدفت معسكرا تابعا للمعارضة في محيط مدينة تل رفعت بريف حلب، مما أسفر عن مقتل عشرات وإصابة آخرين بجراح.

 

وبث ناشطون تسجيلا يظهر إخماد حرائق بأرض زراعية، وقال بعضهم إن المعسكر كان يتدرب فيه مقاتلون من قبيلة “الشعيطات” المناوئة للتنظيم.

 

قتلى مدنيون

من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بحلب عمرو حلبي بأن أربعة من عائلة قتلوا وأصيب 15 آخرون إثر إلقاء الطيران المروحي برميلا متفجرا على بناية سكنية في حي السكري شرقي المدينة.

 

وأضاف أن القتلى هم أب وأم واثنان من أطفالهما، وأشار إلى أن القصف بالبراميل استهدف أحياء أخرى في حلب بينها حيا الشيخ سعيد وسيف الدولة.

 

وفي درعا جنوبي سوريا، أفاد مراسل الجزيرة محمد نور بمقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح العشرات جراء استهداف قصف الطيران الحربي حي طريق السد بالمدينة بصواريخ فراغية.

 

وقال ناشطون إن غارات مماثلة استهدفت بلدات بريف دمشق مما أدى إلى سقوط قتيلين، كما استهدفت مدينة الزبداني وبلدات بالغوطة الشرقية بالبراميل المتفجرة. وشمل القصف الجوي حي جوبر شرقي دمشق.

 

كما استهدف الطيران الحربي مدنا وبلدات في حمص وحماة (وسط) وإدلب (شمال)، وتحدث ناشطون عن إسقاط تنظيم الدولة طائرة ميغ أثناء غارات على مدينة دير الزور (شرق).

 

سيطرة بحمص

ميدانيا أيضا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسيطرة تنظيم الدولة اليوم بالكامل على مناجم الفوسفات والمدينة السكنية التابعة لها في منقطة خنيفيس (70 كلم جنوب مدينة تدمر) بريف حمص الشرقي.

 

وقالت إن التنظيم سيطر قبل ذلك على حاجز البصيري القريب من خنيفيس، وعلى كتيبة عسكرية هناك. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم أسر 22 جنديا نظاميا أثناء تقدمه بريف حمص الشرقي.

 

وكان التنظيم سيطر قبل أيام على مدينة تدمر بالكامل، واستولى قبلها على مدينة السخنة بريف حمص الشرقي أيضا. وبينما قال المرصد إن مائتي جندي سوري قتلوا في المعركة التي أفضت إلى سقوط تدمر، اتهم النظام السوري التنظيم بقتل نحو أربعمائة مدني بينهم أطفال ونساء.

 

أميركا تعثر على كنز معلومات عن داعش بعملية “أبوسياف

العربية.نت

قالت مصادر أمنية في واشنطن، أن القوات الخاصة التي قامت بتنفيذ عملية ضد القيادي في تنظيم “داعش” المعروف بـ”أبوسياف”، صادرت عددا من أجهزة الكمبيوتر التي تقوم المخابرات بتحليلها حاليا، ويُعتقد أنها تحتوي على كنز من المعلومات وذلك وفق ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط “اللندنية.

وأكدت المصادر إن أجهزة الكمبيوتر التي بحوزة القوات الأميركية “مليئة بالمعلومات حول طريقة عمل تنظيم “داعش” ووسائل اتصالاته والطرق التي يعتمدها من أجل جني المال”، مؤكدة أن عملية التحقق من المعلومات الموجودة على تلك الأجهزة سيستغرق عدة أيام.

وستحصل القوات الأميركية منها على الكثير من أسرار التنظيم، إلى جانب ما ستوفره اعترافات “أم سياف”، زوجة القيادي الراحل، التي تخضع حاليا للاستجواب لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).

وقال مصدر أمني لشبكة الأخبار الأميركية (سي ان ان) إنه بصرف النظر عن طبيعة المعلومات الموجودة على الأجهزة، إلا أن تنظيم “داعش”، وكما كان تنظيم القاعدة من قبل، على مستوى رفيع من التعقيد ولديه القدرة على التكيّف مع التطورات.

 

15 غارة جوية للنظام على تدمر وأطرافها في سوريا

بيروت – فرانس برس

شن الطيران الحربي التابع للنظام السوري 15 غارة جوية على الأقل على مدينة تدمر الأثرية وأطرافها في وسط سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين.

وقال المرصد في بريد إلكتروني “نفذ الطيران الحربي منذ صباح اليوم ما لا يقل عن 15 غارة على أماكن في مدينة تدمر وبالقرب من الحرم الأثري للمدينة”، التي تمكن تنظيم داعش من السيطرة عليها الخميس الماضي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام.

وسيطر المتشددون على المدينة، يوم الأربعاء، بعد معارك طاحنة استمرت أياما مع الجيش السوري.

وحملت إحدى الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جملة “قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة”. وفي صورة أخرى ظهر مقاتل وهو يبتسم ويحمل العلم الأسود ويقف على أحد جدران القلعة.

وقال المرصد في بريد إلكتروني إن لديه أدلة على إعدام 67 مدنيا بينهم أطفال و150 عنصرا في قوات النظام السوري، في مناطق عدة سيطر عليها التنظيم في ريف حمص الشرقي منذ 16 مايو.

 

قوات النظام السوري تمنع دخول الأدوية والحليب إلى درعا

دبي – قناة العربية

يعاني سكان درعا السورية نقصاً كبيراً في الدواء والحليب، بعد منع قوات الأسد مرور السيارات إلى هذه المدينة.

وتضاف كارثة درعا إلى مجمل الكوارث التي يعاني منها السوريون في درعا، لكن هذه المرة عبر منع مرور السيارات التي تحمل الدواء والحليب إلى المحافظة من قبل النظام السوري.

وبات من الطبيعي ألا يجد المريض كل أدويته في صيدليات حوران، حيث يشطب الصيدلاني عددا من الأدوية لنفادها.

وقرر النظام السوري الذي خسر كثيرا من المعارك في الفترة الماضية، وخرجت عن سيطرته مساحات شاسعة من البلاد، أن يعاقب المناطق التي خرجت عن سيطرته بحرمانها من الأدوية وحليب الأطفال، الذي يضاف لقائمة المواد الممنوعة من الدخول كالطحين والوقود.

وبدأت ملامح المشكلة تظهر مع خلو مخزونات الصيدليات من هذه المواد، ومنع الحواجز المنتشرة على طريق دمشق، من مرور السيارات التي تحمل الأدوية والحليب إلى محافظة درعا، مما ينذر بكارثة قد تصيب مناطق سيطرة المعارضة، معظم ضحايا هذه الكارثة من الأطفال والمرضى من السكان، ولا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، الذين يحتاجون للأدوية بشكل دائم.

وتدخل أدوية عديدة للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، عبر المنافذ الحدودية مع المساعدات المقدمة للسوريين من الدول الشقيقة والصديقة، لكنها لا تغطي الحاجة المطلوبة، من حيث الكمية والنوعية، كما أنها لاتصل إلى الصيدليات، لتوزع لعموم الناس، وتكون متاحة للجميع، مما يلقي عبئا ثقيلا على مديرية الصحة في المنطقة الجنوبية، لإيجاد الحلول والبدائل، لتعويض النقص الناتج عن الحصار.

 

المرصد السوري لحقوق الانسان: تنظيم الدولة أعدم أكثر من مائتي شخص ويحتجز أكثر من 600 من قوات النظام

روما (25 أيار/مايو) وكالة (أكي) الإيطالية للأنباء

أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم الدولة الاسلامية أعدم، منذ سيطرته على مناطق بريف حمص، بما فيها مدينة تدمر، منتصف الشهر الجاري، 217 شخصا على الأقل بينهم مدنيون، وأن لديه أكثر من 600 أسير من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

 

وقال “تأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من إعدام التنظيم 67 مواطناً مدنياً بينهم 14 طفلاً و12 مواطنة، في مدينة السخنة وقرية العامرية وأطراف مساكن الضباط ومدينة تدمر”، بتهمة “التعامل مع النظام النصيري، ومواراة عناصر من قوات النظام داخل منازلهم”، من بينهم 5 ممرضات أعدمهن التنظيم في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي”، حسبما جاء في بيان

 

وأضاف “كذلك تمكن المرصد من التوثق من إعدام التنظيم لأكثر من 150 عنصر من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية الموالية لها وآخرين بتهمة أنهم مخبرون لصالح قوات النظام”، حيث “أكدت المصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن معظمهم تم ذبحهم وفصل رؤوسهم عن أجسادهم”، على حد وصف البيان

 

وتوقع المرصد، الذي يتخذ بريطانيا مقرا له “أن يلقى الأشخاص الـ 600، من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمعتقلين، بتهمة موالاتهم للنظام، مصيراً مشابها لمصير الـ 217 الذين أعدمهم التنظيم في ريف حمص، حيث بدأت الإعدامات بحق المدنيين، في الـ 16 من شهر أيار /مايو الجاري، عقب يومين من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة السخنة التي بدأ هجومه عليها في الـ 13 من الشهر الجاري، وصولاً إلى أول أمس”، وفق البيان

 

وأشار المرصد إلى “استمرار التنظيم في عمليات إعدام عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ممن تم أسرهم خلال الهجوم الأخير على المنطقة، والذي انتهى بسيطرة التنظيم على مدينة السخنة وقرية العامرية وحقول جزل والأرك والهيل ومحطة التي ثري ومنطقة الصوانة ومحيطها ومدينة تدمر

 

حزب الله يقول إنه سيزيد وجوده في سوريا إذا اقتضى الأمر

من مريم قرعوني وليلى بسام

بيروت (رويترز) – قال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اليوم الأحد إن جماعته تقاتل في جميع أنحاء سوريا بجانب الجيش السوري وهو مستعد لزيادة وجوده إذا لزم الأمر.

 

وأضاف نصر الله أمام آلاف من مؤيديه في كلمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إن القتال جزء من استراتيجية أكبر تهدف لمنع جماعات مثل جبهة النصرة- جناح القاعدة في سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية من الاستيلاء على المنطقة.

 

واضاف في احتفال في ذكرى انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 “بدون أي تحفظ نعم لم نعد موجودين في مكان دون مكان في سوريا. نحن موجودون اليوم في أماكن كثيرة وأقول لكم اليوم سنتواجد في كل مكان في سوريا تقتضيه هذه المعركة ونحن أهلها ونحن رجالها ونحن قادرون على أن نساهم مع الجيش والشعب والمقاومة في سوريا في صنع هذا الانتصار ورد هذا العدوان.. وحضورنا هذا سيكبر كلما اقتضت المسؤولية أن نحضر.”

 

وحزب الله المدعوم من إيران حليف للأسد في الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا منذ أربعة أعوام. وصارت المواجهة في سوريا نقطة محورية للصراع بين طهران والسعودية التي تدعم المعارضة المسلحة.

 

وقال نصر الله إن الهجوم الذي يقوده حزب الله في القلمون على الحدود بين سوريا ولبنان سيستمر بغرض تأمين الحدود.

 

وأضاف “معركة الجرود (التلال) في القلمون متواصلة ومستمرة إن شاء الله حتى يتمكن الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الشعبي ورجال المقاومة من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية إن شاء الله.”

 

وتابع قوله “إن أهلنا في بعلبك الهرمل الشرفاء.. إن عشائرهم وعائلاتهم.. لن يقبلوا ببقاء إرهابي واحد في أي جرد من جرود عرسال أو البقاع.. إن هذا المشروع التكفيري سوف يهزم وسوف يدمر وسوف يسحق ولن يبقى منه أثر بعد عين.”

 

وشهد لبنان حربا أهلية هو الآخر بين عامي 1975 و1990. وحذر مسؤولون هناك حزب الله من شن هجمات عبر الحدود مما من شأنه أن يجر البلاد بصورة أكبر إلى الصراع في سوريا.

 

ويخشى البعض من أن يؤدي هجوم حزب الله إلى استفزاز السنة في بلدة عرسال التي تعاطف أهلها مع الأعمال المسلحة ضد الأسد ورحبوا بآلاف اللاجئين السوريين خلال الأعوام الأربعة الماضية.

 

وحاول المعارضون المسلحون استخدام البلدة لتكون قاعدة لهم. وسيطرت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية عليها لفترة قصيرة في العام الماضي. وأسر التنظيمان العشرات من الجنود والشرطة اللبنانيين. وفي وقت لاحق تم قتل أربعة منهم بقطع رؤوسهم أو إطلاق النار عليهم.

 

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

 

المرصد السوري: طائرات الجيش تقصف مدينة تدمر

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن سلاح الجو السوري نفذ نحو 15 غارة في مدينة تدمر الواقعة في وسط البلاد وحولها يوم الاثنين مستهدفا مباني استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وذكر المرصد ومقره بريطانيا “ارتفع إلى ما لا يقل عن 217 عدد الإعدامات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية منذ 16 من شهر أيار/ مايو الجاري” وبينهم أطفال.

 

كان التنظيم سيطر الأسبوع الماضي على مدينة تدمر الأثرية التي تضم عددا من الاطلال الرومانية التي لا تزال في حالة ممتازة.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى