أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 25 شباط 2013

واشنطن تصف النظام بـ«الوحشي»… وأنقرة لن تسكت عن «الديكتاتور»

الشارقة – ناجية الحصري

لندن، بيروت، واشنطن، موسكو، عمان، القاهرة – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب – بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن امس جولته العالمية الاولى التي ستشمل عواصم أوروبية وعربية مهتمة بالملف السوري. وشنت الادارة الأميركية ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هجوماً شديد اللهجة على نظام الاسد. ووصفته واشنطن بـ»الوحشي»، فيما قال اردوغان أن تركيا لن تسكت «أمام هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري ولن نسكت عن الديكتاتور الظالم وعلى ما يقوم به».

وسيصل الى طهران ظهر اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طريقه الى موسكو حيث يُجري محادثات تتناول «افق حل المشكلة السورية» قبل ان يعود الى بلاده من بوابة طهران بعدما يلتقي وزير الخارجية الايراني.

وقالت وكالة الانباء الايرانية «ارنا» ان المعلم سيركز في طهران وموسكو، على «وسائل التوصل الى حل للأزمة السورية» من دون ان تشير الى اي اتجاه لحل الأزمة سلمياً او عسكرياً.

واستبقت واشنطن جولة كيري بهجوم شديد اللهجة على النظام السوري وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، بعد قصف النظام حلب بصواريخ «سكود» ليل الجمعة – السبت، أن «حكومة الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات سلسلة الهجمات بالصواريخ على حلب، وآخرها الهجوم بصواريخ سكود على حي في شرق المدينة».

ورأت نولاند أن هذه الهجمات الدامية تمثل «آخر مظاهر وحشية النظام السوري وانعدام تعاطفه مع الشعب السوري الذي يدّعي تمثيله». وانتهزت المناسبة لتكرر دعوات إدارة الرئيس باراك اوباما الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. وقالت إن «نظام الأسد لا يملك شرعية، ويبقى في الحكم فقط بالقوة المتوحشة».

وواضافت نولاند إن «الولايات المتحدة لا ترى مؤشرات تدل على أن الشعب السوري الشجاع الذي يقاتل هذا العدوان، يمكن أن يقبل بقادة هذا النظام الذي تلطخت أيديهم بدماء كل هؤلاء السوريين، كجزء من سلطة حكومية موقتة».

وأعادت الولايات المتحدة التأكيد على ان الادارة «تتطلع إلى الاجتماع قريباً بقيادة الممثلين الشرعيين للشعب السوري في ائتلاف المعارضة السورية، للبحث في الطريقة التي يمكن فيها الولايات المتحدة والاصدقاء الآخرين للشعب السوري تقديم المزيد لمساعدة الشعب السوري على إنجاز الانتقال السياسي الذي يطلبه ويستحقه».

في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، في كلمة امام مؤتمر حول الاتصال الحكومي في الشارقة امس: «إننا لا يمكن إلا أن نرفع أصواتنا عالياً ضد الظلم لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولا بد من تظهير ذلك باليد والقلب واللسان، ففي فلسطين القدس وغزة يسقط الأطفال والنساء ويجب ألا نسكت، وفي سورية يسقط كل يوم عدد كبير من الناس الأبرياء ولن نكون من الساكتين على الذين يرتكبون الجرائم ضد شعوبهم ولن نكون من الساكتين على الديكتاتور الظالم أي الشيطان الأخرس في سورية على ما يقوم به».

ومع الهجمة الاعلامية الأميركية والتركية على النظام في دمشق، وعد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة جورج صبرا، بمحاولة تأمين دعم أكبر للجهود الآيلة إلى الوصول إلى «حل سياسي للأزمة» وتأمين تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة لتقود المرحلة الانتقالية ونقل السلطة وفق إطار زمني متفق عليه.

وقال صبرا، عقب الاجتماع في مقر الجامعة: «أبلغنا الجامعة العربية استنكار المعارضة السورية الصمت العربي تجاه حملة الإبادة الجماعية، التي يقودها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري». واضاف «انتقل الأسد إلى مرحلة الإبادة الحقيقة، وسط صمت عربي وهو ما نستنكره». في حين قال سليمان الحراكي عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، الذي شارك في الاجتماع «أن العربي أبلغ الوفد أن هناك تحولاً في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، وأنه أصبح يقبل نقل السلطة في دمشق».

وأكد الأمين العام للجامعة إدانته الشديدة لعمليات القصف الوحشي بالطائرات وصواريخ «سكود» للمدنيين السوريين العزل في حلب ومدن وأحياء سورية عدة، كما دان التفجيرات الإرهابية التي شهدتها دمشق في 21 الجاري. واعتبر أن هذه الأعمال العسكرية تعتبر جرائم حرب لا يمكن السكوت عنها، والمطلوب من المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، اتخاذ موقف حاسم لضمان الوقف الفوري لهذه العمليات الإجرامية ومعاقبة مرتكبيها.

وكان ناشطون من المعارضة قالوا أمس ان النظام اطلق صواريخ «سكود» من القاعدة 155 العسكرية في ريف دمشق في محاولة منه لاستعادة السيطرة على احياء في شرق حلب باتت تحت سيطرة شبه تامة للمعارضة المسلحة التي شددت هجماتها وحصارها للأكاديمية العسكرية في مدينة خان العسل، وهي آخر معقل للنظام في غرب محافظة حلب حيث جرت أمس معارك شرسة وضارية وهناك خسائر في صفوف المعارضين لان سقوط الاكاديمية يعني انتهاء السيطرة الحكومية على المنطقة ما قد يسهل القضاء على بقايا الجيوب التي لا تزال تناصر النظام فيها.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة قصف حلب بالصواريخ اسفرت عن مقتل 58 شخصاً من بينهم 36 طفلاً.

ونقلت وكالة «رويترز» عن «عمر ابو ليلى» الناطق باسم القيادة المشتركة لـ»الجيش الحر» قوله ان المعارضة سيطرت على موقع في دير الزور كانت الطائرات الاسرائيلية قصفته في العام 2007 للشتباه بانه كان موقعاص لتجارب نووية.

ولجا النظام الى هدم ما بقي من مباني الموقع ومنع الولايات المتحدة واي خبراء دوليين من زيارته. واشار «ابو ليلى» الى ان الموقع حُول الى قاعدة لصواريخ «سكود» وعثر الثوار على احد الصواريخ فيه على رغم احراق النظام الموقع باكمله قبل الانسحاب منه.

واستخدم الجيش النظامي أمس مقاتلات وصواريخ لقصف مواقع المعارضين في ريف دمشق. وفي منطقة اللاذقية، قصفت دبابات للجيش موقعا للمعارضين في ناحية ربيعة.

وليل أمس افاد ناشطون سوريون ان الممثل الكوميدي السوري ياسين بقوش قُتل اثر اصابة سيارته بقذيفة «ار بي جي» في حي العسالي في دمشق. وبث هؤلاء الناشطون شريطا مصورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه جثة يُعتقد انها تعود الى الممثل بقوش الى جانب بطاقته الشخصية وجواز سفره.

مقتل لبنانيين وجرح آخرين على الحدود مع سورية يدفع سليمان وميقاتي إلى مطالبة دمشق بوقف القصف

بيروت – «الحياة»

قتل مواطنان لبنانيان وجرح كثيرون آخرون بفعل القصف المدفعي السوري ورصاص القنص من الأراضي السورية على الأراضي اللبنانية في القرى المتاخمة للحدود في منطقة عكار الشمالية، ليل أول من أمس وفجر أمس، في أعنف توتر من نوعه يطاول السكان القاطنين قريباً من الخط الحدودي، خصوصاً أن القصف طاول منازل المدنيين وأحدث فجوات كبرى في جدرانها ما أدى الى احتراق عدد منها وتهجير سكانها.

ودفع هذا التطور المفاجئ، في ظل اشتباكات في القرى السورية المحاذية بين الجيش السوري النظامي والثوار المناهضين للنظام، رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى مطالبة الجانب السوري بالامتناع عن إطلاق النار والقذائف في اتجاه الأراضي اللبنانية، والى الطلب من الأجهزة المختصة التحقيق في الأمر.

وإذ كرر سليمان ضرورة التزام الموقف المحايد بعدم التدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، وبخاصة سورية، دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «استهداف المناطق اللبنانية الحدودية نتيجة المواجهات داخل المناطق السورية»، واستنكر سقوط ضحايا لبنانيين وطلب من وزير الخارجية عدنان منصور ابلاغ السلطات السورية «رفضنا هذا الأمر ومطالبتنا بعدم تكراره».

وكان أحد المواطنين اللبنايين سقط ليل أول من أمس نتيجة رصاص القنص الذي لم يتوقف على الأراضي اللبنانية، مصحوباً بقصف صاروخي، طاول قرى المقيبلة، البقيعة والهيشة ووادي خالد. وأدى القصف الذي استمر حتى فجر أمس، الى مقتل المواطن الثاني وجرح شقيقه فضلاً عن اصابة عدد آخر من المواطنين. وتكشفت الأضرار خلال النهار عن هدم جدران عدد من المنازل وتحطيم عدد من السيارات. وكان بعض المواطنين الذين أصيبوا، وبينهم القتيل، متوجهين الى حقولهم الزراعية، فيما كانت الاشتباكات على أشدها داخل الأراضي السورية. وتذرع الجانب السوري بوجود مسلحين سوريين على الجانب اللبناني من الحدود يساعدون الثوار، أو هربوا اليها، فيما نفى الأهالي ذلك وأصدروا بيانات طالبوا فيها رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة بتعزيز الجيش على الحدود وحمايتهم.

وأضيف هذا التطور الأمني المقلق الى الملفات الساخنة والخلافية التي يعجّ بها المشهد السياسي اللبناني، خصوصاً أنه سبقه استمرار السجال حول مشاركة «حزب الله» في القتال على الأراضي السورية وفي القرى المحاذية للحدود البقاعية منذ أكثر من أسبوع.

وشهد وسط بيروت أمس اعتصاماً ومهرجاناً خطابياً نفذته القوى الإسلامية والسلفية وأهالي الموقوفين الإسلاميين في السجن من دون محاكمة، وأدى الى شل الوسط التجاري وأزمة سير خانقة على مداخل العاصمة نتيجة التدابير الأمنية المشددة لمنع احتكاك هؤلاء مع خصومهم من مناصري حركة «أمل» و «حزب الله».

وطالب الخطباء، وبينهم الشيخ سالم الرافعي من طرابلس والشيخ أحمد الأسير من صيدا، بالإفراج عن المعتقلين الإسلاميين منذ العام 2007 في أحداث مخيم نهر البارد، ودعا الأسير الى إطلاقهم من دون محاكمة. وتحول المهرجان الى عرض «للمظالم في حق أهل السنّة» وضد «المشروع الإيراني النجس».

ويشهد الإضراب العام المفتوح الذي بدأته «هيئة التنسيق النقابية» الثلثاء الماضي في التعليم الثانوي والقطاع العام، احتجاجاً على عدم إحالة سلسلة الرتب والرواتب، تصعيداً جديداً بتعطيل المعلمين والموظفين الرسميين للعمل في عدد من الوزارات والإدارات العامة عبر الاعتصام أمامها، فضلاً عن دعوة الهيئة أساتذة المدارس الخاصة الى المشاركة في الاضراب.

ويفترض أن يشهد هذا الأسبوع تنشيطاً للاتصالات والمشاورات بين مختلف الفرقاء، وخصوصاً بين الرئيس سليمان ومستشاره خليل الهراوي وبين رئيس البرلمان نبيه بري و «تيار المستقبل»، حول صيغة توافقية لقانون الانتخاب بديلة من مشروع «اللقاء الأرثوذكسي»، لاستغلال فسحة الوقت المتبقية حتى ما قبل 11 آذار (مارس) المقبل موعد الإعلان النهائي عن لوائح الشطب الانتخابية، لعلها تؤدي الى الخروج من مأزق الخلاف على القانون، وينتظر أن تتواصل لقاءات «تيار المستقبل» مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» اليوم تحضيراً لمشروع يقوم على الدمج بين النظامين الأكثري (70 في المئة) والنسبي (30 في المئة). كما يستأنف الهراوي، الذي انضم اليه وزير الاقتصاد نقولا نحاس بناء لطلب الأول (لتمثيل ميقاتي في جهود تقريب وجهات النظر)، لقاءاته للبحث في أفكار يطرحها الرئيس سليمان، تنطلق من اقتراح بري الصيغة المختلطة مناصفةً بين النسبي في 9 محافظات والأكثري في 26 قضاء، وهو يلاقي اعتراض «المستقبل» و «الاشتراكي» اللذين سيلتقي الهراوي ونحاس اليوم وفداً مشتركاً منهما.

في هذا الوقت أخذ حديث احتمال تأجيل الانتخابات يتحول الى خيار ممكن عند جميع الفرقاء، في توقعاتهم لما ستؤول اليه الجهود في حال اصطدمت بالفشل مع اقتراب مهل الدعوات القانونية للهيئات الناخبة. وقال مصدر معني بإيجاد حل وسط إنه إذا كان هناك قرار بتأجيل الانتخابات لدى الفرقاء الرئيسيين، فإن الخلاف على قانون الانتخاب هدفه التغطية على هذا القرار، إذ إن سبب التأجيل يكون في هذه الحال أبعد من القانون.

المعلم: مستعدون للحوار مع اي طرف في سورية

موسكو – رويترز

نقلت وكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله اليوم الإثنين إن “دمشق مستعدة لاجراء محادثات مع المعارضة المسلحة في البلاد”.

وأضاف المعلم، خلال زيارة إلى موسكو إن “الحكومة السورية مستعدة لإجراء حوار مع كل من يرغب في ذلك، حتى مع من يحملون السلاح لأنها تعتقد أن الاصلاح لن يحدث عن طريق اراقة الدماء ولكن فقط عن طريق الحوار”.

واشنطن تُجري اتصالات مع المعارضة السورية لإقناعها بالتراجع عن قرار مقاطعة مؤتمر روما

واشنطن – هشام ملحم

العواصم الاخرى – الوكالات

أفادت مصادر اميركية وسورية مطلعة انه على رغم اعلان “الائتلاف الوطني القوى الثورة والمعارضة السورية”، مقاطعة مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” في روما هذا الاسبوع وتعليق زيارتي رئيسه احمد معاذ الخطيب لموسكو وواشنطن، فان الاتصالات الاميركية – السورية مستمرة لاقناع الخطيب بعدم الغاء لقائه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان مقرراً على هامش المؤتمر، وكذلك ابقاء زيارته للولايات المتحدة في موعدها.

وتفهم المسؤولون الاميركيون مشاعر الغضب والاستياء في أوساط قيادات المعارضة السورية، لكنهم ابلغوا هذه القيادات ان مقاطعة مؤتمر روما واللقاء الذي كان يعد له بين كيري والخطيب في روما، سوف تحرم كيري عناصر مهمة عن الحرب السورية ابرزها المواقف والمقترحات التي يريد الخطيب ان يحملها الى المسؤولين الذين سيلتقيهم خلال جولته، وبينهم نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي سيجتمع به برلين، خصوصا ان الحرب في سوريا هي من الاهداف الرئيسية لجولة كيري ان لم تكن الهدف الاول. وصدر بيان التنديد القوي بالهجمات الصاروخية على حلب السبت عن وزارة الخارجية الاميركية في سياق التأكيد للمعارضة ان واشنطن لا تتجاهل معاناة الشعب السوري، وانها تتفهم رفض المعارضة التفاوض مع اي ممثل للنظام السوري تكون يداه ملطختين بالدماء.

واكد مسؤول اميركي كبير في الطائرة التي نقلت كيري من واشنطن الى لندن، المحطة الاولى في جولته الاوروبية والعربية، أن الديبلوماسية الاميركية تحاول اقناع المعارضة السورية بعدم مقاطعة مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في روما في 28 شباط بمشاركة وزير الخارجية.

ولفت المسؤول السابق عن الملفين السوري واللبناني في وزارة الخارجية الاميركية فرد هوف “النهار” الى انه “اذا أراد كيري تغيير حسابات بشار الاسد فإنه من الحتمي تقريباً ان يمشي في هذا الاتجاه”. ورأى ان كيري مدين لنفسه بأن يحاول ان يتبين ما اذا كانت ثمة عناصر كافية لمواصلة الطريق الديبلوماسي. هل الاسد مستعد لتغيير حساباته؟ هل روسيا مستعدة للضغط الحقيقي على الاسد للتنحي؟

وفي اعتقاد هوف انه لن يكون من السهل على الاسد قبول عملية سياسية انتقالية سوف تؤدي في نهاية المطاف “الى تغيير النظام في سوريا”. ويقول ان الاسد يرى الآن انه اذا افلح في الحفاظ على سيطرته على دمشق، فان سياسته بوصف المعارضة بأنها مؤلفة من سلفيين وجهاديين مدعومين من تنظيم “القاعدة”، سوف تساهم في تخويف الغرب من سيطرة الجهاديين على سوريا ومن خلالها قلب شرق المتوسط رأساً على عقب. ويضيف ان الاسد يريد “اعادة تسويق نفسه للغرب على انه المدافع الحقيقي عن شرق المتوسط ضد خطر الجهاديين والقاعدة. هذا كان دوماً من ابرز حساباته، منذ بداية الانتفاضة”.

ويخلص الى انه اذا تبين لكيري ان الاسد لن يغير حساباته، عندها قد تضطر الولايات المتحدة نفسها الى تغيير حساباتها واعتماد استراتيجية جديدة تؤدي الى اطاحة الاسد ونظامه من خلال اعتماد حزمة من وسائل الضغط تشمل تسليح المعارضة وحتى استخدام القوة الاميركية ضد منشآت النظام.

لمعلم الى ايران وروسيا

ويزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم ايران اليوم للبحث مع المسؤولين فيها في سبل الخروج من الازمة السورية.

وقال مسؤول ديبلوماسي لوكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء “أرنا” ان المعلم سيمكث في ايران يوماً واحداً يتشاور خلاله مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي. والمسؤولين الايرانيين في شأن الوضع الراهن في سوريا قبل ان يتوجه الى موسكو.

وعشية الزيارة، نفى مصدر اعلامي سوري ما تناقلته وسائل الاعلام عن لقاء سري جمع ممثلاً للأسد وأي طرف من اطراف المعارضة في الخارج.

ميركل

وفي كهرمان مرعش  بتركيا، قالت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل في زيارة للجنود الالمان المرافقين لبطاريات صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ التي نشرها حلف شمال الاطلسي قرب الحدود التركية- السورية ان الصين وروسيا تدركان الان على نحو متزايد ان الاسد ينبغي ان يرحل. وأعربت في مستهل زيارة تستغرق يومين لتركيا عن شكوكها في تسليح المعارضة السورية مشيرة الى ان بعض الاسلحة التي قدمت الى القوى المعارضة للرئيس الليبي الراحل معمر لقذافي في ليبيا لمساعدة انتفاضتها سقطت في أيدي من لا يراد لها ان تصل اليهم وانتهى بها الامر ان استخدمت في القتال في مالي.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلنت “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة  مسؤوليتها عن هجوم انتحاري نفذ  مطلع شباط على معامل الدفاع التابعة للجيش النظامي السوري في محافظة حماه مما ادى الى مقتل 60 شخصا. وقالت ان احد مقاتليها الذي كان يقود “حافلة محملة بـ2,5 طنين من المتفجرات” فجر نفسه امام المصنع فيما كان جمع من “الشبيحة” الموالين للنظام يستعدون لـ”تسلم رواتبهم”. وأوضحت انها نفذت الهجوم “ثأرا لأطفال مسلمي أهل السنة الذين عانوا جرم النصيرية (العلويين) وأعوانهم”.

وقالت مصادر المعارضة في  دير الزور بشرق سوريا ان مقاتلي المعارضة سيطروا على موقع المنشأة التي يشتبه في أنها مفاعل نووي دمرته الطائرات الحربية الاسرائيلية قبل ست سنوات.

معركــة عنيفــة بيــن المســلحين والجيــش الســوري شــمالاً

وادي خالد: قتيلان وجريح.. وهواجس عند مقلبي الحدود

نجلة حمود

تطورت الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية في منطقة وادي خالد أمس الأول بشكل دراماتيكي، وذلك بعد تكرار الخروق الأمنية عند مقلبي الحدود، والتي كانت ترفع دائماً من حدة التوتر الذي وصل إلى حدّ الانفجار، فكانت نتيجته مقتل شخصين وإصابة آخر بجروح، إضافة إلى أضرار فادحة في المنازل والممتلكات. فقد تصاعدت وتيرة العنف في منطقة وادي خالد التي كانت تشهد هدوءاً نسبياً منذ أشهر، فعاشت مواجهات وصفت بالأعنف منذ بدء الأحداث السورية، وجرى قصف بلدتي الهيشة والمقيبلة بالقذائف والصواريخ، بعد تعرض الجيش السوري لإطلاق نار من الأراضي اللبنانية، على خلفية مقتل المواطن حسين العزو (40 عاماً) برصاصة قنص في رأسه.

وفي التفاصيل، أن حسين كان في طريق عودته من أرضه الواقعة في بلدة خط البترول باتجاه بلدة الهيشة، فقتل على طريق عام قرية الناصرية برصاصة من الجانب السوري، الأمر الذي أثار غضب الأهالي الذين قاموا ليلاً بالانتشار على الحدود، حيث فتحت معركة فعلية بدأت منذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل، واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى فحصدت قتيلا هو أحمد شهاب (عضو في مجلس بلدية الهيشة) وتسببت بجرح شقيقه هاني شهاب.

لا يخفي وجهاء العشائر في وادي خالد قيام شبان بإطلاق النار وإطلاق قذائف الهاون باتجاه الأراضي السورية، تعبيراً عن غضبهم جراء مقتل المواطن العزو، وهو ما يندرج في إطار «فشة الخلق»، الأمر الذي أدى الى قيام الجيش السوري بقصف كامل المنطقة من ثلاثة محاور، بحسب ما يؤكد وجهاء العشائر وهي: محور الغيضة، ومحور كسارة المشيرفة، ومحور الناعسية، وذلك باستخدام المدافع والصواريخ.

«المعركة غير متكافئة» يقول أحد رؤساء البلديات في المنطقة، والدليل حجم الخراب الذي أصاب البلدات الحدودية، لافتاً إلى «أننا حاولنا تهدئة الأمور وضبط الناس ولكننا فشلنا، وكانت النتيجة قصفاً عنيفاً لم يتوقف إلا بعد مفاوضات قامت بها مجموعة من الفاعليات التي تتواصل مع الضباط السوريين».

جو من الحزن والأسى لف أمس، بلدة الهيشة التي انهمك أبناؤها في تشييع الضحيتين العزو وشهاب، كما تم فتح منزل النائب السابق جمال إسماعيل لتقبل التعازي. تساؤلات ليس لها أجوبة، وخوف على المصير والممتلكات التي باتت في مرمى نيران الجيش السوري، وهلع ينتاب أهالي بلدة خط البترول: «نحن الحلقة الأضعف»، يؤكد المواطنون. و«كل من يزورنا يقتل، لقد بتنا محاصرين، لا نخرج من منازلنا بعد الساعة السادسة مساء، ولا نتجول ليلا مهما كانت الظروف»، يؤكد أحد سكان البلدة، «كما أن كل من يمر من هنا إما يقتل أو يطلق النار عليه».

ففي البلدة التي تضم ما يقارب الألف نسمة، منهم 250 مدرجة أسماؤهم على لوائح الشطب، كان من المفترض أن تخاض المعركة الانتخابية منذ أيار الماضي، لكن حينها تم حرمان البلدة من هذا الحق بسبب الظروف الأمنية، واليوم فقد دفعت الظروف نفسها بأبناء البلدة الى الاتفاق على لائحة توافقية فازت بالتزكية».

ماذا بعد؟ يسأل الشيخ خالد عزو (من فاعليات عشيرة الغنام وقريب الضحية حسين): لماذا يتم التعامل مع أهالي وادي خالد بهذا الشكل؟ أين الدولة التي يجب أن تحمي أبناءها؟ أيعقل أن يبقى الضحية ساعة كاملة وهو ينزف من دون أن نتمكن من سحبه بسبب كثافة النيران؟ ماذا نفعل؟ الى أين نذهب؟ هل المطلوب أن ننزح من قرانا؟

ينتقد الشيخ عزو دور القوى الأمنية والجيش اللبناني، مؤكدا «أن لا دولة من دون جيش ونحن نريد من جيشنا أن يحمينا، لا أن يسير دوريات في المنطقة ويقيم الحواجز ومن ثم يتراجع مع أول طلقة رصاص».

«كل الأضرار المادية تعوض، ويمكننا أن نتفهم كل شيء»، يقول مروان الوريدي، لكن اصطياد الناس عن طريق القنص أمر مرفوض، وعلى ما يبدو ان الأمور تتجه الى مزيد من التصعيد وذلك بسبب تكرار عمليات القنص المتعمد، ويضيف: جميعنا يعلم أن منطقة خط البترول منطقة خطرة ولكن ماذا يفعل الناس؟ ومن أين لهم أن يعتاشوا؟ «وادي خالد ليست من لبنان» يقول نائب رئيس بلدية الهيشة أحمد العلي «فحدود لبنان تنتهي عند بلدة شدرا، أما نحن فعلى ما يبدو منطقة متنازع عليها بين لبنان وسوريا»، مؤكدا «أن أحدا لم يطلق النار على الجيش السوري، بل هم يريدون فتح معركة ويعمدون إلى التنفيس عن غضبهم في مناطقنا، والأنكى انهم قاموا بفتح سد مياه النهر الكبير لحماية مناطقهم، وإلحاق الضرر بأراضينا وقرانا».

«العناية الالهية حالت دون حدوث كارثة» تقول إحدى النازحات السوريات: «لقد ترددنا في إخلاء المنزل الذي يضم عشرة أشخاص، ولكننا سارعنا إلى النزول إلى الشارع، خوفاً من شدة القصف، وما إن وصلنا الى الطريق حتى سقطت قذيفة على المنزل وألحقت أضرارا كبيرة به». وتضيف: «هي لعنة تلحق بنا، لقد نزحنا طلبا للأمان وإذ بنا ننشده ونحن داخل الأراضي اللبنانية».

المصيبة كبيرة على عائلة شهاب، فكل ما كان يهم أحمد وشقيقه هاني هو تفقد والدتهم وطمأنة إخوتهم الصغار، لكنهم وما إن وصلوا حتى أصابتهم قذيفة عند مدخل المنزل فقتل أحمد أمام أعين والدته، وأصيب هاني بعدة شظايا، نقل على اثرها الى مستشفى السلام، حيث أفيد لاحقا أن حالته مستقرة.

ترفض العائلة التحدث مع أي كان حيال ما جرى، كما يؤكد شقيقهم خالد «انهم لن يدلوا بأي تصريح في الوقت الحالي، وان العائلة ستعلن موقفها في بيان رسمي بعد عدة أيام».

إحصاء عدد القذائف التي تساقطت في مختلف أرجاء البلدة، ليس أمرا سهلا، فأكثر من 25 قذيفة انفجرت في شوارع البلدة، وألحقت أضرارا جسيمة في أكثر من 15 منزلاً من بينهم منزل رجل الأعمال محمد سليمان، الذي حضر منذ الصباح الباكر لتفقد الأضرار والعمال الذي يقطنون بجانب دارته. وبعد لقاءات مع وجهاء البلدة عقد سليمان مؤتمرا صحافيا تساءل فيه، هل أصبح المزارع إرهابيا؟ وهل أصبح المواطن الآمن في بيته إرهابيا؟ أين مواثيق الشرعية الدولية من هذه الاعتداءات اليومية على وادي خالد؟ وناشد سليمان الرؤساء الثلاثة «أخذ موقف واضح من التعديات المتكررة والقصف المدفعي والدعوة لنشر الجيش على الحدود، وإذا تعذر ذلك، فلا مانع من نشر قوات دولية».

وكثرت المواقف السياسية الشاجبة للحادثة أمس، وأبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أسفه «لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جرّاء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية»، مؤكداً «ضرورة الاستمرار في التزام الموقف المحايد القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وخصوصا سوريا»، داعيا «الجانب السوري إلى الامتناع عن اطلاق النار والقذائف في اتجاه الاراضي اللبنانية». وأجرى سليمان سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين، وطلب إلى الأجهزة المختصة التحقيق في ظروف حصول هاتين الحادثتين.

كما أدان الرئيس نجيب ميقاتي استهداف المناطق اللبنانية الحدودية لا سيما وادي خالد بالقذائف نتيجة المواجهات داخل المناطق السورية المتاخمة للحدود. وقال: «نشجب سقوط ضحايا لبنانيين جراء أحداث لا ذنب لهم بها، وندعو السلطات السورية المعنية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار مثل هذه الاعمال». أضاف: «طلبت من وزير الخارجية إبلاغ السلطات السورية رسمياُ رفضنا هذا الامر ومطالبتنا بعدم تكرار حصوله».

«واشنطن بوست»: تدفق أسلحة ثقيلة لسوريا محاولة لتقوية «المعتدلين» بوجه «النصرة»

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن تقدم المسلحين في سوريا ازداد، في جانب منه، بسبب تدفق أسلحة ثقيلة لهم في محاولة جديدة من قبل قوى خارجية لتسليح «المعتدلين في صفوف الجيش السوري الحر».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب وقيادات في المعارضة السورية قولهم إن «شحنة الأسلحة الجديدة، التي تضمنت أسلحة مضادة للدبابات وبنادق آلية، دخلت مدينة درعا السورية عبر الحدود الأردنية من أجل مواجهة النفوذ المتزايد للجماعات الإسلامية المتشدّدة في الشمال من خلال تعزيز جماعات أكثر اعتدالاً تقاتل في الجنوب».

وذكرت الصحيفة أن «هذه الشحنة تعدّ أولى شحنات الأسلحة الثقيلة التي أمدّتها قوى خارجية للمعارضة»، مشيرة إلى أن المسؤولين العرب والقيادات في المعارضة رفضوا كشف مصدر الأسلحة المقدمة حديثاً.

وأضاف المسؤولون إن «أكثر الدول التي انخرطت في الأزمة السورية لدعم المعارضة هي الأكثر انزعاجاً من تنامي نفوذ المتشددين في سوريا، وهي الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى جانب تركيا ودولة الإمارات والسعودية وقطر»، وكشفوا أن «هذه الدول شكلت لجنة تنسيق أمنية للتشاور باستمرار حول الملف السوري».

وذكرت الصحيفة أنه «برغم استمرار رفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تسليح المعارضة السورية بطريقة مباشرة، فقد قررت إمداد الدول التي انخرطت في مسألة شحنات الأسلحة بمساعدة استخباراتية تحتاجها».

ونقلت عن مسؤول عربي قوله إن «الهدف يكمن برغبتنا في تكوين صفوف معارضة قوية، إلى جانب ضمان وصول هذه الأسلحة للعناصر الجيدة فيها»، مضيفاً «في حال رغبت في إضعاف جبهة النصرة فعليك ليس حجبها (الأسلحة) بل تقوية الجماعات الأخرى».

وأكد «المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر» لؤي المقداد للصحيفة إن «المتمردين حصلوا على أسلحة جديدة تمّ التبرع بها من جهات خارج سوريا عوضاً عن شرائها من السوق السوداء أو الاستيلاء عليها خلال السيطرة على المؤسسات الحكومية»، لكنه رفض الكشف عن الجهة التي تقف وراء عملية التسليح. وأشار «منسق» آخر للمسلحين، الذي تلقت مجموعته كمية صغيرة من الأسلحة خلال الأسبوعين الماضيين، إلى أن «هدف التسليح، بالإضافة إلى تقوية المعتدلين، هو نقل الاشتباكات من شمال البلاد إلى الجنوب ودمشق».

وأوضحت «واشنطن بوست» أن السلطات الأردنية نفت أي دور لها في هذا الأمر على الرغم من زيادة وتيرة تهريب الأسلحة على الحدود مع سوريا. وأكد المتحدث باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة أن «الأردن يحاول دوماً وقف ارتفاع وتيرة تهريب الأسلحة إلى سوريا».

وفي الآتي ابرز التطورات الميدانية في سوريا خلال اليومين الماضيين:

نقلت قناة «روسيا اليوم» عن مصادر رسمية سورية قولها إن المسلحين دخلوا إلى موقع «الكبر» في دير الزور من دون معارك، نظراً لغياب دواعي أي وجود عسكري فيه. يشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية كانت أغارت على الموقع في العام 2007 بحجة انه يخفي أنشطة نووية، وهو ما نفته دمشق، مشيرة إلى أن الغارة استهدفت مركزاً عسكرياً قيد الإنشاء.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل وقوى الأمن الداخلي تصدوا لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة الاعتداء على مدرسة الشرطة في خان العسل بريف حلب وألحقوا في صفوفهم خسائر فادحة»، وذلك بعد ساعات من إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، أن «مواجهات عنيفة تدور حول مدرسة الشرطة».

وأضاف المرصد «تستمر المعارك في شرق المدينة، ويحاول المعارضون السيطرة على مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري المجاور له».

وقال مصدر عسكري سوري، أمس الأول، إن تعزيزات هي في طريقها إلى مطار حلب الدولي حيث تدور معارك بين الجنود السوريين والمسلحين «الذين يستخدمون عبوات ناسفة على الطرق في محاولة لمنع تقدم القوات».

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، إن المصور الفرنسي المستقل اوليفييه فوازان الذي أصيب بجروح خطيرة في ادلب الخميس الماضي توفي في مستشفى بتركيا.

وتابع المرصد «قتل 155 شخصا، هم 92 مدنيا و34 مقاتلا معارضا و29 جنديا نظاميا في أعمال عنف في سوريا» أمس الأول.

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

كفقراء بلاده… ياسين بقوش شهيداً بنيران الأزمة

ماهر منصور

حتى الساعة الثامنة مساء بتوقيت دمشق، لم تكن الشاشة الرسميّة السوريّة قد أشارت بعد إلى وفاة الفنان الكوميدي الشهير ياسين بقّوش (75 عاماً). ورد خبر استشهاده على مواقع التواصل في البداية، بعدما بثّ ناشطون شريطاً مصوراً على «يوتيوب» لجثّة قالوا أنّها تعود لبقوش، إلى جانب بطاقته الشخصية وجواز سفره. وسمع في الشريط صوت ناشط يقول: «قامت عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد بإطلاق قذيفة «آر بي جي» على سيارته (بقوش) في حي العسالي (…) وقامت عناصر الجيش الحر بسحب جثته بعد احتراق السيارة». بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن ورود شريط مصور إليه، «تظهر فيه جثة يعتقد أنها للفنان السوري الكوميدي ياسين بقوش، كما تظهر بطاقة شخصية وجواز سفر يعودان للفنان».

لاحقاً أكّدت وكالة «سانا» السورية الرسمية مقتل بقّوش بقذيفة هاون أطلقها «إرهابيون» على سيارته في مخيم اليرموك في دمشق. قبل أن يعلن التلفزيون الرسمي تعازي وزارة الإعلام «لأسرة الفقيد والشعب السوري ورفاق المبدع الذي استشهد بقذيفة أطلقها إرهابيون ظلاميون». وقال موفّق بقوش شقيق الشهيد في تصريح لـ«سانا»، إنّه سينقل صباح اليوم إلى مستشفى المواساة، ومن ثم سيوارى الثرى في مقبرة التغالبة في الصالحية.

تتضارب تفاصيل الخبر، تصير له روايتان أو أكثر، ككثير من الأخبار المرتبطة بالحدث السوري. وتبقى الحقيقة الوحيدة الثابتة، مقتل «ياسينو» بشظايا الصراع الذي شهدته بلاده.

عاش ياسين بقوش أعوامه الأخيرة على هامش الوسط الفني. طاله النكران من أقرب زملائه في المهنة، ونسيه المخرجون السوريون. لم يبقَ له سوى خشبة المسرح التجاري، مصدر رزقٍ وحيد، فلم تصبه طفرة الثراء التي أصابت أهل الوسط الفني. عاش الرجل فقيراً، ومات فقيراً، كغيره من نجوم الكوميديا العرب مثل نجيب الريحاني، واسماعيل ياسين.

ينتمي الراحل الى جيل الرواد المؤسسين للكوميديا السورية، في سبعينيات القرن الفائت، أبطال مسلسل «صح النوم» الشهير. عرف بقوش على نطاق واسع بلقبه «ياسينو» عامل الفندق الطيب الساذج، المخلص للجميع، وضحية الجميع في آن. لم تشهد شخصيّة ياسينو تحولات دراماتيكيّة، إذ بقي الشاب الساذج، الذي ينسى ويسامح، رغم وقوعه دوماً ضحية لشرور الآخرين وقسوتهم. وعلى تلك الصورة، رأيناه في «صح النوم 2»، و«ملح سكر»، و«وين الغلط»، و«وادي المسك». عرفت شخصية ياسينو نقلة نوعيّة، بعد انتقاله من موقع عامل الفندق إلى موقع زوج الستّ، أي بعدما تزوجته فطوم حيص بيص. ومع زواجهما، ولدت ثنائية ياسينو وفطّوم التي نافست ثنائية غوار الطوشة/ حسني البروظان. وتجاوز حضور ياسينو وفطّوم مسلسل «صح النوم»، ليدخلا السينما، زوجين متنافرين، قبل أن يصيرا عاشقين، ولكن على طريقتهما.

احتفظ ياسين بقوش بملامح الطيبة والإخلاص في حياته اليومية، وليس فقط أمام الكاميرا. ولعل أهمّ حكاية إخلاص في حياة الرجل كانت إخلاصه لشخصيته «ياسينو» التي استغنى من أجلها عن شخصيات أخرى.

خبر وفاة الممثل ياسين بقّوش خلّف موجة حزن وغضب على مواقع التواصل. وغرّد أحد الناشطين على «تويتر»: «تصبح على خير ياسينو.. ينام معك اليوم جزءٌ كبيرٌ من الطفولة ومن الضحكات التي هجرت سوريا منذ عامين، سوريا، حيث لم يبقَ مكان إلا سخرية الأقدار والفاجعة تضحك من شدّة الألم». وغرّدت أخرى: «مرة جديدة يكونون في النسيان ثم يأتي الموت فنتذكرهم وداعا ياسين بقوش، وداعا ياسينو». وكتب ناشط آخر: «أصبحت سوريا «اوتيل صح النوم» يا ياسينو، و«حارة كل مين إيده إلو…صح النوم يا ياسينو، صح الموت». وعلّق آخر: «لو أن لدينا ما يكفي من الدموع لذرفناها الآن وفاء للضحكات التي منحها ياسينو لطفولتنا».

«ائتلاف» الخطيب يضحّي بدوره سياسياً: إلغاء فكرة الحوار السوري .. من أجل البقاء

محمد بلوط

«الائتلاف الوطني السوري» لن يتحدث إلى أحد من الروس أو الأميركيين أو حتى إلى «أصدقاء الشعب السوري» الذين يجتمعون في روما الخميس المقبل في روما.

ضرورة التعايش بين كتل «الائتلاف الوطني» قد تكون دفعت رئيسه أحمد معاذ الخطيب للرضوخ إلى مطالب جناح الصقور في «الائتلاف»، بإعلانه مقاطعة اجتماع «أصدقاء سوريا»، وهم تجمع الرعاة الدوليين والإقليميين الذين أشرفوا على استيلاده في الدوحة، وإلغاء زيارة موسكو التي لم تكن قد حددت نهائيا بعد، والضرورية لتطوير مبادرته التفاوضية مع النظام وتعزيزها. وذهب «الائتلاف» في نكوصه عن أي حوار أو لقاء دولي إلى حد رد دعوة مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز رئيس «الائتلاف» لزيارة واشنطن، التي ستتوج رمزيا زعامته لكتل من ائتلاف هجين وصعب القياد، لا يجمع بينه سوى هدف إسقاط النظام.

وأعلن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، أمس، أن واشنطن تحاول إقناع «الائتلاف» بعدم مقاطعة مؤتمر «أصدقاء سوريا» في روما في 28 شباط الحالي، والذي سيشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

والصقور جناح مؤلف من جماعة الإخوان المسلمين، ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا، ووجوه ليبرالية وشخصيات مستقلة، تشكل واجهات، يحضر من خلفها «الإخوان» في «الائتلاف الوطني»، وتمنحهم عضوية 26 ائتلافيا معارضا للخطيب، ويمكن ضم كتلة الـ15 لمصطفى الصباغ، الأمين العام، ورجل القطريين الأول في «الائتلاف».

وظاهريا علل بيان اجتماع الخميس والجمعة الماضيين في القاهرة مقاطعة «أصدقاء سوريا» بلا جدوى الاجتماعات التي لم تقدم شيئا ملموسا للشعب السوري. أما صد موسكو فنتيجة طبيعية لاستمرارها في تسليح النظام، وما يرتكبه من جرائم بحق الشعب السوري بتلك الأسلحة. وقـدم البيان خطوة الاستنكاف، بشكل أوسع، كخطوة احتجاجية على صمت المجتمع الدولي على ما يصيب الشعب السوري من كوارث إنسانية، خصوصا بعد لجوء النظام في الأسابيع الأخيرة إلى استخدام صواريخ «السكود» في قصف الأحياء في شرق حلب وإيقاعها عشرات القتلى بين المدنيين.

وقالت مصادر سورية معارضة إن اجتماع الخميس كاد يتحول إلى اجتماع لترحيل الخطيب من زعامة «الائتلاف»، بعد انتقادات شديدة تعرضت لها مبادرته التفاوضية مع النظام. وكان احتواء مبادرة الخطيب، من قبل الصقور، قد شهد مرحلة أولى قبل 10 أيام، عندما أصدر اجتماع القاهرة خطة من ثماني نقاط، شكلت ما أسماه بيان «الائتلاف» بمحددات الحل السياسي. ووجه فيها معارضو الخطيب ضربة أولى ليس لمبادرة الخطيب التفاوضية فحسب، وإنما لقدرته من موقع الرئاسة على اتخاذ أي مبادرة لا يجمع عليها «الائتلاف»، أو التعبير عن تيار أكثري عابر لكل إطارات المعارضة السورية السياسية وللرأي العام وحتى قاعدة النظام، أو حتى التقاط لحظة التقارب الروسي الأميركي نحو تسوية للبناء عليها، وإسقاط الخيار العسكري من الحسبان.

ولم يعرض البيان تصوراً لأي حل سياسي، ولكنه قيّده قبل التحرك نحو أي مفاوضات، بالمطالبة بإسقاط النظام وأركانه، وتحريم التفاوض معهم قبل انطلاق أي عملية سياسية، بما يتناقض كليا مع فحوى المبادرة التي طرحها الخطيب والتي اكتفى فيها بمطالب إنسانية، قابلة للتنفيذ، لم يلتقطها النظام السوري، لتعزيز فرص الحوار، مدركاً أن أي حوار، في النهاية، سيكون على ترحيله. وتكفل هجوم صبرا والإخوان المسلمين وبعض الوجوه الليبرالية، بتوفير مشقة الهجوم على المبادرة من قبل النظام، باتهام الخطيب منذ اللحظة الأولى لولادته مبادرته، بأنه يخرج عن ميثاق «الائتلاف» ونصه على رفض أي حوار مع النظام خاصة.

ويقول معارض، مقرب من الخطيب، إن الإقدام على المقاطعة المثلثة، للروس والأميركيين و«الأصدقاء»، يعبر أولا عن تباين شديد في صفوف «الائتلاف» بين الأقلية التي يقودها الخطيب والتي تكاد تقتصر على مجموعة صغيرة تضم رياض سيف ووليد البني، وبين «الإخوان» في المعارضة داخل «الائتلاف»، وسيطرتهم على مركز القرار، وإصرارهم على التمسك بالخيار العسكري مهما كلف الثمن. كما يعبر ذلك عن تخبط «الائتلاف»، وتعطل الفرز داخله بين حمائمه وصقوره، بسبب تمسك «الإخوان» بالائتلاف كواجهة للعمل الخارجي، حيث يتجاوز تمثيلهم في لجانه، حجمهم الفعلي في الداخل شعبيا وسياسيا، وتعويضا عن ضعف حضورهم الداخلي، بسبب عمليات القمع والمطاردة الشديدة التي تعرضوا لها في العقود الأربعة الماضية.

ويقول معارض سوري إن مسؤولين من «الإخوان المسلمين» اتصلوا بواشنطن ولندن لشرح أن قرار المقاطعة لن يغير شيئا في العلاقات مع الحليفين، ولكن القرار لا بد منه «لاحتواء الأضرار التي تسببت بها مبادرة الخطيب، في شعبية الائتلاف في الداخل السوري». وتحدث مسؤول معارض إلى وزارة الخارجية البريطانية لطمأنتها أن الخيار العسكري لا يزال هو المرجح أكثر من أي وقت آخر، وهو خيار باتت تدعمه كتلة أوروبية، تقودها فرنسا وبريطانيا، وتعتقد أن تسليح المعارضة لا يتضارب مع العملية السياسية، وإنما يساعد على إطلاقها وتحسين ميزان القوى لمصلحة المعارضة السورية. ودعت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، «الائتلاف» إلى التراجع عن قراره مقاطعة اجتماع «أصدقاء سوريا».

ويتجه «الائتلاف» إلى إعادة البحث بتشكيل حكومة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأوحى، في بيانه، بأن القرار بتشكيلها قد اتخذ وانه سيعكف على دراسة الأسماء المرشحة إليها بدءا من الثاني من آذار المقبل. ولكن البيان لم يحدد طبيعة الحكومة، وتجاهل تسميتها بالمؤقتة، بعد أن أخفق منذ أشهر في التوصل إلى صيغة لتشكيلها، بسبب عدم وجود موافقة دولية عليها حتى الآن، خصوصا من واشنطن، فضلا عن معارضة «الإخوان» لقيامها حاليا، خوفا من تحولها إلى «حكومة انتقالية»، واضطرارهم إلى تمثيل سياسي فيها يقل عما يمكن أن يحصلوا عليه في ختام حسم عســكري، لا يمكن للقوى المدنية أو الليــبرالية الثورية أن تجاريــهم في المطالبة بعدها بحصص تفـوق عن حصتهم.

فرغم المئة مليون دولار التي قدمتها قطر، الأسبوع الماضي، بعد زيارة سفير «الائتلاف» في الدوحة نزار الحراكي لولي عهد قطر تمام بن حمد، إلا أن أي محاولة لفرض إدارة حكومية مهما كان إطارها في الشمال السوري، تحتاج كما قال رياض سيف إلى ميزانية أولية لا تقل عن نصف مليار دولار، فيما تحدث الخطيب عن 3 مليارات دولار، ويتطلب ذلك التزام الحلفاء صرف ميزانية دولة حقيقية في الشمال السوري، من دون تحديد المبالغ المطلوبة مسبقا، خصوصا أن الصراع مرشح لكي يستمر زمنا طويلا.

ويقول معارض سوري إن «الائتلاف» لم يقل حكومة مؤقتة ليتلافى الخلافات بين أجنحته على تقاسم المناصب، ويتجه إلى نوع من الإدارة المحلية في حده الأقصى. كما أن إعلان حكومة سيشكل امتحانا لسلطته في مواجهة الجماعات الجهادية السلفية، والألوية التي تدين بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين. وسيكشف إعلان الحكومة الفوضى التي تعم صفوف «الجيش الحر»، وتمزق الجماعات المقاتلة إلى مئات المجموعات، كما قدرها رئيس مكتب الأخــضر الإبراهيمي في دمشق مختار لماني، كما ستكشف عجز «الائتلاف» عن الامرة عليها أو توحيدها، باعتبار أن أكثرها يتبع مصادر تمــويله العربية والتركية خاصة ويخضع لإمرتها.

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور طهران اليوم، حيث سيلتقي نظيره الإيراني علي أكبر صالحي، قبيل توجهه إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف. وأشارت إلى أن المعلم سيعود إلى العاصمة الإيرانية بعد ذلك.

ونفى مصدر إعلامي سوري، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول لقاء سري جمع بين ممثل عن الرئيس السوري بشار الأسد وأي طرف من أطراف المعارضة في الخارج». وكانت مصادر في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قد نفت أن يكون رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب اجتمع سرا برجل الأعمال السوريّ محمد حمشو بصفته ممثلاً عن الأسد.

كيري يبدأ جولته الخارجية الأولى: مهمة مستعصيـة بشـأن سوريـا

جو معكرون

تحاصر جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأولى إلى أوروبا والشرق الأوسط مسألتان تفرضان قيوداً على فعاليتها: الأولى داخلية مع الإلغاء التلقائي المتوقع هذا الأسبوع في الميزانية الفيدرالية الأميركية بحجم 85 مليار دولار لهذا العام، والثانية إعلان «الائتلاف الوطني السوري» مقاطعة المجتمع الدولي الى ان يتخذ موقفا صارما من النظام السوري.

الخيار بالنسبة إلى واشنطن الآن هو بين الانخراط في تسليح المعارضة والتورط في النزاع السوري أو السعي إلى تسوية سلمية مع الطرف الروسي تمهيداً لمرحلة انتقالية تنتهي بتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة. ليس سراً أنه ليس هناك إجماع في واشنطن حول تسليح المعارضة، لكن البيت الأبيض يتمسك بعدم التورط في النزاع السوري، وبلور تبريراته في الفترة الأخيرة بالقول إن هناك مخاطر وراء تسليم المعارضة صواريخ محمولة على الكتف قد تستخدم لاحقا لاستهداف الطائرات التجارية، والتبرير الثاني أن الأسلحة التي تحتاج إليها المعارضة تحصل عليها الآن من دول الخليج.

هذا التنوع في الآراء ظهر أيضاً أمس، خلال مقابلة على شبكة «اي بي سي» الإخبارية، حيث أعلن النائب الديموقراطي ايليوت اينغل انه سيطرح قانوناً جديداً في الكونغرس يسمح للرئيس باراك أوباما بتسليح المعارضة السورية. أما رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز فرأى خلال البرنامج ذاته أنه ليس لدى واشنطن «مصداقية مع المعارضة الآن»، مضيفاً «لهذا في أي تسوية ديبلوماسية متفاوض عليها هنا لا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بدور مهم فيها لأنه ليس لديها ثقة المعارضة». وتابع روجرز في توصيف النزاع السوري، مشيراً إلى أن الإسلاميين أصبحوا قوة مقاتلة في كل وحدات المعارضة السورية تقريباً، وان هذه الأسلحة التقليدية «ستغمر بلاد الشام في أنحاء الشرق الأوسط إذا لم نقارب هذا الموضوع مقاربة صحيحـة». ودعـا في هذا السياق الى أن تتخذ واشنطن دوراً قيادياً أكثر، حيث اقترح فرض منطقة حظر جوي في شمالي سوريا، الى تنسيق أميركي لوصول الأسلحة من البلدان المجاورة، وبهذا «على الأقل سيكون لدينا مصداقية لتسوية متفاوض عليها».

رسالة كيري الأساسية، خلال خطابه الأول في جامعة فيرجينيا الأسبوع الماضي، كانت أن واشنطن لا يمكنها ممارسة نفوذها حول العالم في ظل هذه الغيمة التي تطغى على ميزانيتها الفيدرالية. كيري قلل مسبقاً من أهمية الجولة بوصفها أنها «جولة استماع»، وهو تعبير كانت تستخدمه هيلاري كلينتون خلال جولاتها في المنطقة. هذه الجولة على مدى عشرة أيام بدأت من لندن وتقوده الى باريس وبرلين وروما، وتنتقل إلى أنقرة والقاهرة والرياض وأبو ظبي والدوحة، مع التركيز على ثلاثة نزاعات تريد واشنطن إما الخروج منها، أو تفادي التورط فيها، وهي أفغانستان ومالي وسوريا. الاجتماع المنتظر غداً في برلين بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، سيحدد أفق وملامح المبادرة المطروحة بين واشنطن وموسكو حيال سوريا.

كيري ينوي، بعد لقاء لافروف، التوجه إلى روما وعقد لقاء مع المعارضة السورية على هامش اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» يوم الأربعاء المقبل، لكن كان هناك ارتباك أميركي بعد قرار «الائتلاف» مقاطعة هذا الاجتماع. سارع كيري في إرسال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إلى القاهرة لإقناع المعارضة بعدم المقاطعة، كما تتوجه إلى روما للمهمة ذاتها مساعدة وزير الخارجية المؤقتة لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز. القلق الأميركي لا يزال موجودا من الانقسامات داخل المعارضة السورية، والرسالة الأساسية أن مقاطعة واشنطن لن تساعد المعارضة على بلورة موقف أميركي جديد من قضيتها، لا سيما أن كيري يحمل أفكاراً جديدة لتعزيز الضغط على الأسد لكن الخارجية الأميركية لم تكشف عن مضمونها بعد.

وزارة الخارجية أصدرت بياناً، أمس الأول، دانت فيه قصف النظام السوري صواريخ «سكود» على مدينة حلب. لكن صدور البيان على لسان المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند يعكس مقاربة واشنطن الحذرة حيال سوريا حالياً. نولاند اكتفت بالقول إن «نظام الأسد ليس لديه شرعية ويبقى في السلطة فقط من خلال القوة الوحشية». وصف البيان الأسد بأنه «مهندس الحملة العنيفة»، وأن السوريين يطالبونه «بالتنحي والسماح ببدء مرحلة انتقالية يقودها السوريون، وتحترم حقوق كل السوريين ليتمكن البلد من إعادة بناء نفسه»، مع الإشارة إلى أن واشنطن «لا ترى مؤشرات أن الشعب السوري الشجاع الذي يقاتل ضد هذا العدوان سيقبل بقادة النظام، وعلى أيديهم دماء السوريين، كجزء من عملية انتقال السلطة». وأكد البيان أن واشنطن تتطلع إلى اللقاء قريباً مع «قيادة الممثل الشرعي للشعب السوري، الائتلاف السوري المعارض، لبحث كيف للولايات المتحدة وأصدقاء آخرين للشعب السوري فعل المزيد لمساعدته على تحقيق المرحلة الانتقالية التي يطالب بها ويستحقها».

هناك الكثير من الرسائل الأميركية عند التمعن في قراءة هذا البيان. المؤشر الأول أن قرار «الائتلاف» فعل فعله في واشنطن التي حاولت من خلال البيان شرح موقفها وإعادة تأكيد الثوابت، لكن من دون الإعلان عن أي تحول ملموس في مقاربتها. الثوابت الأميركية هي أن الحل السلمي هو طريق الخروج من الأزمة، وان المرحلة الانتقالية لا يمكنها أن تشمل الأسد. الرسالة الثانية إلى موسكو هي أن واشنطن قد لا تتمكن من إقناع المعارضة السورية بالتحاور مع بعض أركان النظام الذين قد يتم طرح أسمائهم للتفاوض. الرسالة الثالثة هي وعد بمتابعة البحث مع المعارضة السورية حول كيفية مساعدتها، وكلام يصف «الائتلاف» بأنه «الممثل الشرعي للشعب السوري»، لكن من دون إضافة عبارة «الممثل الوحيد»، ما يعني أن واشنطن تتمسك بالحل السلمي المطروح دوليا الآن.

معارض سوري: أمريكا وتركيا أمدتا المعارضة بأسلحة نوعية بكميات قليلة

أسطنبول- (د ب أ): أكد محمد سرميني العضو في المجلس الوطني السوري المعارض أن تركيا والولايات المتحدة الأمريكية سلمتا أسلحة نوعية منذ فترة قصيرة للمعارضة في الداخل السوري، لكنها كميات قليلة وغير كافية ” حسب قوله.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت قبل أيام إن أمريكا وتركيا سلمتا أسلحة متطورة نوعية للمعارضة السورية.

وقال سرميني وهو مدير مكتب المجلس الوطني في منطقة غازي عنتاب التركية لوكالة الأنباء الألمانية الاثنين إن “بعض الدول المؤثرة في المجتمع الدولي كفرنسا تضغط لتشكيل حكومة سورية من أطياف المعارضة و إدارة شؤون المناطق المحررة، وتتعهد أن تكون اول دولة تعترف بها، وان الإدارة الأمريكية اتفقت مع روسيا على ضرورة رحيل بشار الأسد وطاقمه في اسرع ما يمكن”.

وأضاف سرميني، الذي يقدم نفسه كإسلامي معتدل من “مجموعة العمل” داخل المجلس الوطني المعارض، أن “المجتمع الدولي يريد للأزمة في سورية ما يمكن وصفه بتوازن الضعف بين السلطة والمعارضة ولذلك لدينا قرار في المجلس الوطني بالتعامل مع أصدقاء الشعب السوري بشكل واضح، وهو انه لا نريد تضييع المزيد من الوقت في المؤتمرات والمداولات التي لا تأخر أو تقدم ، بينما شعبنا يقتل في الداخل بآلة حرب النظام، استراتيجيتنا الجديدة أن نعتمد على انفسنا”.

وتابع :”اعتقد أن الأخوة في الائتلاف موافقين أيضا على هذه الاستراتيجية في العمل العام لصالح الشعب السوري … وهذا لا يعني إننا لا نعول على التعاون مع كل الأطراف الصادقة في مساعدة الشعب السوري”.

ووصف سرميني موقف الائتلاف المعارض والمجلس الوطني من مقاطعة مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقبل في إيطاليا بأنه “قرار صائب و له تأثير إيجابي على جمهور الثورة السورية في الداخل و الخارج”.

وقال إنه “ليس المقصود في المقاطعة أصدقائنا الإيطاليين الذين كانوا سباقين في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للاجئين السوريين في الخارج و النازحين في الداخل ودورات سياسية ودبلوماسية لأعضاء في المجلس وسياسيين معارضين”.

وقال المعارض السوري، الذي نشأ في الكويت نظرا لمنع عائلته من قبل النظام من العودة إلى سورية “نحن نريد إدارة المناطق المحررة في الداخل رغم أن الظروف صعبة ولدينا الكثير من التحديات في إعادة البناء، فالنظام يدمر كل شيء، نعتقد أن غزة نموذج”.

وأضاف “النظام لا يستطيع البقاء في المناطق المحررة، هذا نوع من المقاربة، نحن لدينا مشكلة مع مجرمي نظام الأسد والمشاركين معه في سفك الدم السوري، وليس لدينا مشكلة مع الطائفة العلوية، فالنظام معه أشخاص من السنه أو الأقليات، مشكلتنا هي مع القتلة ورموز الإجرام وليس مع أي من السوريين الآخرين، نحن دعاة دولة مدنية دولة المواطنة في سورية ويجب أن لا ننسى أن المجتمع عندنا متنوع وسورية تتسع للجميع”.

وحول ما يعتبره البعض أنه مجرد شعارات من التيارات الإسلامية حتى يتقبلهم الرأي العام أجاب سرميني بالقول “أبدا لسنا مضطرين للمواربة، قد يكون لدينا تحدي انه كيف نقنع الجميع أننا فعلا نريد دولة المواطنة المدنية السيادة فيها للقانون الذي يكون الإسلام مصدر التشريع الأساسي فيه و ليس الوحيد نحن بلد مسلم، الأقليات فيه شركاء فعليين من كل مكونات المجتمع السوري، ونحن لا نتخفى خلف الشعارات”.

و قال سرميني انه “منذ جنيف 2 هناك اتفاق ضمني بين موسكو وواشنطن على رحيل الأسد و مجموعته لكن للأسف الوقت يتأخر ونأمل و نعمل مع كل شركائنا على تقليص زمن بقاء النظام”.

وأقر المعارض السوري “بتفاقم الخلافات في المعارضة، نحن نتناسى أننا ساسة علينا مسؤولية ويجب أن يكون لنا سلوك وعقلية رجالات الدولة”.

الابراهيمي: عدم التوصل إلى حلّ سلمي في سوريا سيؤدي إلى تدمير البلاد

موسكو- (يو بي اي): حذّر المبعوث الدولي والعربي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أن عدم التوصل إلى حلّ سلمي في سوريا سيؤدي إلى دمار البلاد، رافضاً تصوير الأزمة على أنها صراع بين الحكومة و”إرهابيين”.

وقال الإبراهيمي في حديث لقناة (روسيا اليوم) بث الاثنين “أظن ان هناك المزيد والمزيد من الناس الذين يرون بأن أي جانب لن يحقق النصر العسكري والأمر يتطلب الحل السياسي. والحل السياسي يتطلب إجراء المفاوضات، واعتقد ان المفاوضات يمكن أن تجري بين وفد يمثل الحكومة ووفد يمثل المعارضة”.

وفي ما يتعلق باحتمالات الحلّ السلمي، قال الإبراهيمي “في اللحظة الراهنة هو صعب للغاية. والحل غير متوفر لكنه ضروري. وأما ان يكون في سوريا حل سلمي…، وإما ان يصيب البلاد الدمار. فالخيار هو بين دمار سورية أو الحل السلمي”.

وحول وجود “إرهابيين” يقاتلون في سوريا، قال “غالباً ما يصف البعض الإرهاب ما يعتبره الآخرون حركة تحررية واعتقد ان الوضع في سوريا مماثل لهذا . فهناك فعلا أفعال عنف فظيعة ،عنف غير مقبول، وهذا ما يفعله الجانبان. لكن من الغلو في التعبير تصوير هذا النزاع على أنه صراع بين الحكومة وإرهابيين”.

وتابع الإبراهيمي “هناك كثيرون يتلقون الدعم من الخارج لكن لا يمكن تسميتهم بالضرورة بالإرهابيين. ويعتبر كثير من الناس ومن ضمنهم سوريون ان جبهة النصرة منظمة إرهابية. لكن هذا لا يعني ان كل شخص في سوريا إرهابي”.

وحول اعتراف السعودية بإرسال السلاح إلى المعارضة، قال “الكثيرون يرسلون السلاح الى سوريا ويعترفون بذلك جهارا ..روسيا أيضا تقدم السلاح الى القوات الحكومية وهي لا تنفي ذلك”، وأضاف “المؤسف هو ان رحى الحرب دائرة. ولا يعجب غالبية السوريين البتة، سواء من القوات الحكومية أم الثوار حين أصف ذلك بالحرب الأهلية”.

وأردف “هناك منظمات يمكن اعتبارها إرهابية لأسباب موضوعية، وهناك تنظيمات تعتبرها الحكومة نفسها إرهابية.. وهناك منظمات لا تعتبر إرهابية.. وهي في الواقع ليست كذلك”.

وقال الإبراهيمي “في سوريا الشعب يناضل ويريد التغيير في بلده.. وأعتقد أن هذا أمر مشروع تماما.. فهم يقولون انهم يريدون احترام كرامتهم والتغيير والديمقراطية – وفي هذا يكمن هدف نضالهم. وللأسف، أصبح هذا النضال مسلحا.. وتحول الى حرب أهلية بين تنظيمات مختلفة والحكومة”.

وفي ما يتعلق بوجود مقاتلين أجانب يحاربون ضد الحكومة قال “يوجد في سورية أجانب.. لا يتجاوز عددهم بضع مئات أو حوالي الألفين… ولكن هناك على الأقل مائة ألف من السوريين الذين يقاتلون، ويا للأسف، ضد الحكومة السورية .. لذلك لا حاجة للقول ان الأجانب يقفون ضد الحكومة السورية، فهذا باطل”.

وحول احتمال بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة إلى حين إجراء انتخابات رئاسية عام 2014، قال الإبراهيمي “أود أن تتم التسوية قبل وقت طويل من عام ألفين وأربعة عشر.. من الأفضل أن تُحل قبل ذلك إن كان ممكنا”.

وتابع “لا يمكن إجراء إنتخابات مع تواصل الحرب الأهلية.. يجب إيقاف الحرب.. والحرب يمكن وقفها عبر المفاوضات على خلفية اتفاق جنيف الذي تدعمه روسيا بشدة”.

ويشار إلى أن الأزمة السورية تقترب من إكمال عامها الثاني، وأسفرت حسب تقديرات الامم المتحدة عن سقوط اكثر من سبعين ألف قتيل وعشرات الاف الجرحى ومئات الاف المشردين.

المعارضة السورية تسيطر على موقع يعتقد انه مفاعل قصفته إسرائيل

عمان- (رويترز): قالت مصادر للمعارضة في شرق سوريا الأحد إن مقاتلي المعارضة سيطروا على موقع المنشأة التي يشتبه بأنها كانت مفاعلا نوويا تحت الانشاء قرب نهر الفرات دمرته الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل ستة اعوام.

وأصبح موقع الكبر الذي يبعد نحو 60 كيلومترا غربي مدينة دير الزور محط اهتمام دولي عندما دمرته إسرائيل في 2007. وقالت الولايات المتحدة إن المجمع كان مفاعلا نوويا من تصميم كوريا الشمالية مهيأ لانتاج بلوتونيوم يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية.

وقال عمر ابو ليلى المتحدث باسم القيادة الشرقية المشتركة للجيش السوري الحر إن المبنى الوحيد الذي عثر عليه المقاتلون في الموقع هو مستودع به صاروخ سكود واحد على الاقل.

وأضاف أن الموقع حول فيما يبدو إلى قاعدة لاطلاق صواريخ سكود ولم يعد قائما به أي مبان أخرى. وتابع ان ثلاث طائرات هليكوبتر عسكرية نقلت اخر الجنود الموالين للأسد قبل اجتياح مقاتلي المعارضة للمنطقة يوم الجمعة.

وقال الجيش السوري الذي أزال الموقع بعد الغارة إن المجمع كان منشأة عسكرية عادية لكنه رفض السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمعاينته دون قيود بعد أن قالت الوكالة ان المجمع قد يكون موقعا نوويا.

وتراجع الاهتمام بتحقيق تجريه الامم المتحدة في الواقعة على ما يبدو منذ اندلاع الثورة ضد الرئيس بشار الأسد في 2011 مع تزايد استيلاء المعارضة المسلحة على مواقع عسكرية في المناطق الريفية الواقعة على أطراف المدن.

وتفقد مفتشو الأمم المتحدة الموقع في يونيو حزيران 2008 لكن السلطات السورية منعتهم من دخوله منذ ذلك الحين.

وقال ابو ليلى إن صواريخ سكود اطلقت على ما يبدو من الكبر على مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة حمص الواقعة إلى الغرب.

وأضاف أن المجمع كان يحتوي على دوائر اتصال للقيادة والتحكم مع القوات الموالية للأسد في مدينة دير الزور حيث تتراجع قوات الأسد وتتمركز حاليا بشكل أساسي داخل وحول المطار في جنوب المدينة.

وأظهرت لقطات مصورة مقاتلين يتفقدون الموقع وصاروخا كبيرا داخل مستودع. وأشار أحد المقاتلين إلى ما قال انها متفجرات وضعت تحت الصاروخ لتدميره قبل وصول القوات المهاجمة إليه.

وقال أبو حمزه وهو قائد في لواء جعفر الطيار في فيديو على موقع يوتيوب صور في الكبر إن جماعات عديدة للمعارضة منها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة شاركت في العملية وانهم يرحبون باستقبال مفتشي الامم المتحدة لتفقد الموقع.

وسيطر مقاتلو المعارضة في الاشهر القليلة الماضية على قطاعات كبيرة من محافظة دير الزور وهي منطقة صحراوية منتجة للنفط اغلب سكانها من السنة وتقع على الحدود مع العراق كما استولوا على معظم الطريق السريع الممتد على نهر الفرات والمؤدي إلى موقع الكبر.

وتبعد المحافظة عن قواعد الامدادات العسكرية الرئيسية للأسد على الساحل وفي دمشق. وانهارت بشكل كبير تحالفات قديمة بين الأسد المنتمي للأقلية العلوية الشيعية وبين قبائل سنية في دير الزور منذ اندلاع الثورة.

لكن مصادر بالمعارضة قالت إن قوات الأسد لا تزال متحصنة في جنوبي مدينة دير الزور وما زالت أرتال عسكرية تحرسها طائرات هليكوبتر تصل إلى المدينة قادمة من مدينة تدمر الواقعة إلى الجنوب الغربي.

ميركل: الصين وروسيا تدركان أن أوان رحيل الأسد قد آن

كهرمانماراس- (رويترز): قالت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل الأحد في زيارة للجنود الالمان المرافقين لصواريخ باتريوت التي نشرها حلف شمال الاطلسي قرب الحدود التركية السورية ان الصين وروسيا تدركان الان على نحو متزايد أن الرئيس السوري بشار الأسد ينبغي أن يرحل.

وأضافت ميركل في مستهل زيارة تستغرق يومين لتركيا ان الصواريخ التي نشرها حلف الاطلسي بطلب من تركيا عضو الحلف رسالة تفيد بأن الحلف لن يسمح لسوريا بتوريط تركيا في صراعها الداخلي.

وقالت للجنود المتمركزين قرب الحدود لتشغيل بطاريات الصواريخ “في ضوء الاحداث المروعة يزيد الانطباع أن الصين وروسيا تدركان ان السيد الأسد لم يعد له مستقبل وأن أوان رحيله قد آن ولابد من حكومة ديمقراطية”.

وعرقلت الصين وروسيا بصفتهما من الاعضاء الدائمين المتمتعين بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي محاولات الغرب لممارسة ضغوط على الاسد من خلال المجلس لوضع حد للعنف الذي أودى يحياة 70 الف شخص في سوريا.

وقالت ميركل ان الصراعات من نوع الصراع السوري تحتاج في نهاية المطاف الى حل سياسي. وعبرت من جديد عن شكوكها بشأن تسليح المعارضة السورية مشيرة الى ان بعض الاسلحة التي قدمت الى القوى المعارضة للقذافي في ليبيا لمساعدة انتفاضتها سقطت في أيدي من لا يراد لها ان تصل اليهم وانتهى بها الامر ان استخدمت في القتال في مالي.

وتجري ميركل الاثنين محادثات في انقرة مع رئيس الوزراء طيب اردوغان والرئيس عبد الله جول بشأن سوريا ومساعي تركيا للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي والمقاتلين الاكراد والعلاقات التجارية.

وكانت قد صرحت قبل مغادرة المانيا بأنها تفضل إجراء محادثات جديدة لاحياء مسعى الانضمام التركي لكنها شددت على ان هذه المحادثات يجب ان تكون مفتوحة واضافت انها لا تزال متشككة بشأن السماح لتركيا بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة بيلد أم سونتاج الأحد عن ان 60 في المئة من الالمان يعارضون انضمام تركيا الى عضوية الاتحاد الاوروبي.

بريطانيا وامريكا تخططان للاستيلاء على الاسلحة الكيماوية السورية

اردوغان يجدد تهديداته: لن نبقى ساكتين امام جرائم نظام الاسد

دمشق ـ بيروت ـ انقرة ـ وكالات: اكدت انقرة الاحد انها ‘لن تبقى ساكتة امام الجرائم’ التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الاسد بحق شعبه، في حين دانت واشنطن بشدة اطلاق الجيش السوري صواريخ بعيدة المدى على حلب ما اسفر عن مقتل حوالى 60 شخصا.

جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة ‘صندي تليغراف’ الأحد، أن القادة العسكريين البريطانيين والأمريكيين وضعوا خططاً للاستيلاء على مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية أو تدميرها، في حال انزلقت البلاد إلى مزيد من الفوضى.

وقالت الصحيفة إن القادة العسكريين يخشون من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية التي تسيطر عليها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في أيدي الإرهابيين عند انهياره بشكل تام، مشيرة الى أن ضباطاً بريطانيين وأمريكيين بارزين أجروا محادثات أيضاً ناقشوا خلالها مجموعة من الخطط الطارئة لمنع الأسلحة الكيماوية أو الجرثومية أو النووية في سورية من الوقوع في أيدي ‘الإرهابيين’.

واضافت أن القادة العسكريين البريطانيين والأمريكيين يخشون أيضاً من سيطرة ‘الإرهابيين’ على أسلحة الدمار الشامل في باكستان أو كوريا الشمالية في حال سقوط النظامين، فيما اكد مسؤول بريطاني رفيع أن ايران تسبب أيضاً قلقاً كبيراً للحكومات الغربية.

واشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات البريطانية تعتقد أن سورية جمعت ترسانة ضخمة من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك غازات الأعصاب السامة مثل السارين والذي يُعد أحد الأسلحة الكيماوية الأكثر فتكاً، وغاز الخردل، وتُعتبر الآن محمية جيداً من قوات قوات الأمن السورية.

ونسبت إلى مصادر استخباراتية قولها ‘إن جماعات اسلامية متطرفة تقاتل القوات الحكومية داخل سورية وصارت في موقع يمكّنها من مداهمة مخزونات أسلحة الدمار الشامل، والخيار الأكثر احتمالاً لمنع وقوع هذه الأسلحة في أيديها سيكون تدمير المخزونات في سلسلة من الغارات الجوية’.

واضافت المصادر أن الخيارات الأخرى ‘تشمل استخدام القوات الخاصة والقوات المدربة على الحرب الكيماوية لتأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل في سورية، عند الانهيار الوشيك لحكومتها في نهاية المطاف’.

وكشفت صندي تليغراف أيضاً، أن وحدة التعامل مع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية في سلاح الجو الملكي البريطاني طُلب منها الاستعداد للعمل جنباً إلى جنب مع القوات الخاصة البريطانية لتأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل في سورية خلال فترة قصيرة.

وقالت إن هيئة مقرها الولايات المتحدة، تُعرف باسم جماعة العمل الاستراتيجية وتتألف من عسكريين من الجيش الامريكي ومشاة البحرية الامريكية وضباط بريطانيين واستراليين ومسؤولين حكوميين، بدأت الأسبوع الماضي تدريبات على كيفية تأمين مخزونات أسلحة الدمار الشامل في منطقتي الشرق الأوسط والمحيط الهادئ عند وقوع حالة طوارئ دولية.

واضافت الصحيفة أن مصادر دفاعية أكدت أن احدى النتائج غير المقصودة ‘للربيع العربي’ كان الحجم الهائل من الأسلحة غير المشروعة التي دخلت إلى سورية، وعمّقت المخاوف بشأن ما قد يحدث فيها إذا ما فقد نظام الأسد السيطرة على أسلحة الدمار الشامل.

وفي كلمة امام مؤتمر حول الاتصال الحكومي في امارة الشارقة في الامارات العربية المتحدة الاحد قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ‘لن نبقى ساكتين امام هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري’.

واضاف اردوغان الذي تستضيف بلاده حوالى 200 لاجئ سوري على اراضيها، ‘لن نبقى ساكتين امام الديكتاتور الظالم في سورية’، منددا ‘بسقوط عدد كبير من الاطفال والنساء كل يوم’.

بالموازاة تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من سورية وقد حصدت الاحد وفق حصيلة اولية للمرصد السوري لحقوق الانسان 63 قتيلا هم 17 مدنيا و23 مقاتلا معارضا و23 جنديا نظاميا، بينما تواصل المعارضة السورية مشاوراتها للاتفاق على تشكيل ‘حكومة تتولى تدبير شؤون المناطق المحررة’.

من جهتها دانت واشنطن بشدة اطلاق صواريخ ارض – ارض بعيدة المدى على حلب في شمال سورية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند في بيان مساء السبت ان ‘حكومة الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات سلسلة الهجمات بالصواريخ على حلب وآخرها الهجوم بصواريخ سكود على حي في شرق المدينة’، مؤكدة ان هذه الهجمات الدامية تمثل ‘اخر مظاهر وحشية النظام السوري وانعدام تعاطفه مع الشعب السوري الذي يدعي تمثيله’.

والاحد اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان صواريخ ارض-ارض الثلاثة التي استهدفت احد احياء حلب شمال سورية الجمعة اسفرت عن مقتل 58 شخصا من بينهم 36 طفلا، مشيرا الى ان حصيلة القتلى ارتفعت بعد انتشال جثث نساء واطفال من تحت الركام السبت في حي طريق الباب. ويقول المرصد الذي يتخذ مقرا له في بريطانيا انه يستند في معلوماته الى شبكة واسعة من الناشطين والاطباء في مختلف انحاء البلاد.

وافاد ناشطون ان هذه الصواريخ من نوع سكود اطلقها الجيش السوري من القاعدة 155 العسكرية في ريف دمشق في محاولة منه لاستعادة السيطرة على احياء في شرق حلب باتت تحت سيطرة شبه تامة للمعارضة المسلحة. وتعذر تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.

وانتهزت نولاند هذه المناسبة لتكرر دعوات ادارة الرئيس باراك اوباما الرئيس بشار الاسد الى التنحي.

وقالت ان ‘نظام الاسد لا يملك شرعية ويبقى في الحكم فقط بالقوة المتوحشة’، مضيفة ان ‘سوريين في جميع انحاء البلاد طالبوا برحيل الاسد والمسؤولين عن هذه الحملة العنيفة ليسمحوا ببدء انتقال سياسي بقيادة السوريين من اجل احترام حقوق كل السوريين وبدء البلاد باعادة اعمارها’.

واكدت نولاند ان ‘الولايات المتحدة لا ترى مؤشرات تدل على ان الشعب السوري الشجاع الذي يقاتل هذا العدوان، يمكن ان يقبل بقادة هذا النظام الذي تلطخت يداه بدماء كل هؤلاء السوريين، كجزء من سلطة حكومية مؤقتة’.

وبعدما عقد اجتماعا في القاهرة في نهاية الاسبوع سيجتمع الائتلاف الوطني السوري مجددا في الثاني من اذار (مارس) في اسطنبول لتحديد هوية رئيس الحكومة التي ستتولى ادارة ‘المناطق المحررة’ واعضائها، بحسب مصادر في الائتلاف.

وكان الائتلاف اعلن السبت تعليق زيارات مقررة الى واشنطن وموسكو وكذلك مشاركته في مؤتمر دولي في روما لدعم المعارضة وذلك ‘احتجاجا على الصمت الدولي’ على ‘الجرائم المرتكبة’ بحق الشعب السوري.

وصرح رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الذي كان يشارك في اعتصام نظمه الائتلاف في القاهرة، بان القرار الذي اتخذه الائتلاف هو ‘صرخة احتجاج ضد كل حكومات العالم التي ترى كيف يقتل الشعب السوري وهي تتفرج’.

وكان من المقرر ان يتوجه الخطيب في غضون الاسابيع المقبلة الى موسكو. كما تلقى دعوة الى واشنطن من مساعد وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز خلال الاجتماع الاخير لمجموعة اصدقاء الشعب السوري في 12 كانون الاول (ديسمبر) في المغرب.

وعلى الصعيد الانساني تخطى عدد السوريين الذي لجأوا الى الاردن هربا من النزاع الدائر في بلدهم 400 الف شخص، كما اعلن الاحد انمار الحمود المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن لوكالة فرانس برس.

الاسد يقسم سوريا

صحف عبرية

نظام الاسد دخل منذ زمن بعيد في زمن الاصابة. فالامم المتحدة تتحدث عن سبعين الف قتيل في النزاع السوري العنيف، الذي سيدخل الشهر القادم سنته الثالثة. وكانت الايام الاخيرة عنيفة على نحو خاص (ما الجديد) في دمشق (عمليات) وفي حمص (قصف المنازل). حمام الدماء مستمر وبالضبط مثل المشروع النووي الايراني العالم يصخب، ولا شيء حقا يتغير.

يقال عن المعارضة السورية انها منقسمة. وأمس، على سبيل التغيير، اظهرت وحدة واعلنت عن أنها تعتزم مقاطعة لقاء ‘اصدقاء سوريا’ في روما يوم الخميس القادم. كما أن الزيارات التي كان مخطط لها الى واشنطن وموسكو الغيت هي الاخرى. لقد ملت المعارضة السورية ‘الصمت العالمي أمام الجرائم الفظيعة التي يرتكبها النظام’. يمكن أن نفهمهم.

لقد سيطر الجيش السوري الحر، حسب شبكة ‘الجزيرة’ على مركز البحوث النووية ‘الكبر’ في دير الزور، ذاك الذي قصفته، حسب منشورات اجنبية، اسرائيل في 2007.

وتسللت الى الجيش السوري الحر عناصر جهادية متطرفة تدفع الغرب الى تنفس الصعداء في أن ليس للاسد اليوم منشأة نووية. بالمقابل، حسب تقارير مختلفة، فان قوات الثوار سيسيطرون قريبا على المواقع التي يطلق منها الجيش السوري صواريخ السكاد. على مسافة غير بعيدة من بيتنا تسقط وسائل قتالية خطيرة في ايادٍ لا تلزم نفسها بتقديم الحساب لاحد.

وفي هذه الاثناء، فان الاسد في دمشق لا يزال يؤمن بانه قادر على البقاء. فهو مقتنع بان الاقليات، ولا سيما 30 في المائة السنة، يخافون من المستقبل الاسلامي لسوريا اكثر مما يخافون من استمرار حكمه. كما أنه واثق من أن الغرب يخاف جدا من أن يؤدي انهيار نظامه الى اضطرابات دموية في لبنان وفي الاردن. كما أن الاسد يعرف بان الغرب لا يعول على الثوار ولهذا فانه لا يسارع الى تسليحهم. فالثوار منقسمون بين وطنيين وجهاديين. ولا غرو في ان العلاقات هناك ايضا متوترة.

الاسد، كما تفيد وسائل الاعلام العربية، يحافظ على السكينة والثقة. هكذا على الاقل يروي اولئك الذين يلتقون به. وهو مقتنع بانه سينجح في أن يهزم منظمات الارهاب (هكذا يسمي الثوار) وان الغرب لن يفعل شيئا كي يسرع سقوطه.

بهذه الوتيرة فان الاسد سيبقى يحكم دمشق بفضل مائة الف جندي موالٍ، وكل واحدة من جماعات الثوار المنقسمة ستكون صاحبة السيادة على أرضها، الى أن يسقط.

بوعز بسموت

اسرائيل اليوم 24/2/2013

دول ترسل اسلحة ثقيلة لجماعات معتدلة في الجيش الحر.. تمر عبر الاردن وتحاط بسرية شديدة

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: يقول المقاتلون في المعارضة السورية ان السبب الذي يعرقل تقدمهم نحو العاصمة دمشق هو قلة السلاح وعدم تدخل الكبرى بتزويدهم السلاح المناسب والثقيل. مع ان التقارير تشير الى تدفق مستمر للسلاح عبر الدول القريبة من سورية، تركيا وبشكل اقل الاردن او عبر تهريبه من لبنان او العراق. ولاحظ مراقبون ان تقدم المقاتلين السوريين في اكثر من جبهة في الشهرين الاخيرين يعزى في جزء منه الى وصول شحنات اسلحة وتجديد بعض الدول الاجنبية جهودها لدعم المقاتلين بالسلاح.

وتعترف المعارضة بوصول اسلحة مضادة للدبابات وبنادق ارسلت في الاسابيع الاخيرة عبر الاردن الى محافظة درعا التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة السورية قبل عامين. ويقول مسؤولون في المعارضة اضافة الى مسؤولين عرب ان الهدف من شحنات الاسلحة هو مواجهة صعود الاسلاميين خاصة جبهة النصرة التي تنظر اليها الدول القريبة خاصة الاردن بنوع من الخوف، نظرا لما يقال عن ارتباط ايديولوجيتها بالقاعدة، وبارسال الاسلحة الى الجماعات المعتدلة يعني تعزيز دورها.

قلق من الجهاديين

ويتحدث مسؤولون نقلت عنهم ‘واشنطن بوست’ عن ان هذه هي الشحنة الاولى من الاسلحة الثقيلة تصل المقاتلين مع انهم لم يفحصوا عن مصدرها. لكنهم اضافوا ان الدول المعنية اكثر بما يحدث في سورية، الولايات المتحدة واوروبا والامارات العربية المتحدة والسعودية وقطر، والدولتان الاخيرتان هما من اكبر الداعمين بالمال والسلاح، تشعر بالقلق من صعود الجهاديين في الانتفاضة السورية المسلحة. وبحسب الصحيفة فالمسؤولون الامنيون في هذه الدول شكلوا لجنة امنية للتشاور والتنسيق الدائم حول تطور الاوضاع في سورية. وحتى الان ترفض الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر في الازمة السورية لكنها تساعد في تقديم المعلومات الاستخباراتية للمشتركين في تزويد المقاتلين بالسلاح وتعمل على فرز الجماعات المقاتلة والتأكد من عدم تطرفها او ارتباطها بالفكر الجهادي. ويبدو ان تجديد نقل السلاح للمقاتلين ومن طريق جديد للتغلب على الاثار غير المقصودة التي سببها توقف تدفق الاسلحة للمقاتلين من الشمال خشية وصولها الى جبهة النصرة التي تهيمن على الجبة العسكرية في حلب وما حولها. ونقل عن مسؤول عربي قوله ان المقصود الان هو وصول الاسلحة الثقيلة الى ايدي من اسماهم ‘الرجال الطيبين’، ويضيف ان الطريقة المثلى لاضعاف تأثير حركة النصرة لا يتم بوقف السلاح عن الجماعات المعتدلة بل بتعزيز قوتها بسلاح جديد. واكدت مصادر اعلامية في المعارضة وصول سلاح من دول خارجية ولم تشتر من السوق السوداء. ويقول منسق اخر، تلقت وحدته بعض الاسلحة المتبرع بها ان الهدف وان كان اضعاف جبهة النصرة لكن المقصود هو فتح جبهة جديدة في الجنوب، حيث لم يتأثر النظام كثيرا بانجازات المعارضة في الشمال ومن هنا فنقل المعركة وتركيزها قريبا منه يعني ضربه في العمق. ويقول منسق ان كلا من درعا ودمشق هما جبهتان مهمتان للثورة التي ستنتهي في العاصمة.

تكتم

ويشير التقرير ان سرية شديدة تحاط بشحنات الاسلحة الثقيلة حتى ان الذين يتلقونها لا يعرفون مصدرها، وكل ما يعرفونه انها تذهب الى جماعات معينة، مع ان الكثيرين يفترضون انها من دول عربية مثل السعودية ودول غربية صديقة للمعارضة. ونقلت عن المتحدث باسم الحكومة الاردنية سميح المعايطة، حيث قال ان الحكومة تقوم بجهود كبيرة لمنع تهريب السلاح المنتشر عبر حدود بلاده. وحديث الصحيفة عن المنفذ الجديد للسلاح الذاهب للمعارضة، فقد نشرت ‘لوس انجليس تايمز’ الاسبوع الماضي تقريرا عن السلاح الثقيل والذي قالت ان نقله بدأ في الصيف ثم توقف وعاد للتدفق من جديد الشهر الماضي، لكن من نقلت عنهم من المعارضة قالوا انه ليس كافيا للانتصار على النظام وانه يكفي لاطالة امد حرب استنزاف طويلة. ويضاف الى هذا ما نقل عن اليوت هيغنز الذي يكتب باسم براون موسيز، حيث يراقب عتاد المعارضة واسلحتها من خلال مشاهدته لليوتيوب، ولاحظ في عدد من المقالات التي وضعها على مدونته ظهور انواع من الاسلحة في يد المقاتلين، ولاحظ استخدامهم لمضادات دبابات من نوع ام-79 وبنادق صنعت في يوغسلافيا السابقة في الثمانينات من القرن الماضي. ولاحظ ان هذه الاسلحة تستخدمها جماعات معتدلة او علمانية من الجيش الحر وليس الجماعات الاسلامية التي تحصل على تمويل ودعم عسكري مستمر من الخارج. وقد ساعد العتاد الجديد المقاتلين في السيطرة على مواقع في درعا وقواعد غنموا ما فيها من الاسلحة.

لا نريد درس افغانستان

ويظل العامل المحدد لتسليح المعارضة، امريكيا واوروبيا هي المخاوف من وقوع الاسلحة في يد الجهاديين وخوف واشنطن من تكرار تجربتها في افغانستان، حيث كانت صواريخ ستينغر الحاسمة في دفع قوات الاتحاد السوفييتي السابق للانسحاب من افغانستان في نهاية الثمانينات من القرن الماضي. ولهذا فبعض قيادات المعارضة المسلحة تشك في ان دعم الخارج العسكري يهدف الى تعزيز قوة المعارضة بشكل تكون قادرة على اضعاف النظام ودفعه للمفاوضات وبشروط محبذة لها. وعلى الرغم من دعوة الدول الصديقة للمعارضة الى حل دبلوماسي للازمة الا ان تعنت كل من الطرفين يطيل امد الحرب والدمار في سورية. وفي هذا الاتجاه اعلن الائتلاف السوري المعارض والذي يحظى باعتراف عدد كبير من الدول تعليقه مشاركته في اللقاءات الدولية، ومقاطعته لاجتماع دعت اليه روسيا احتجاجا على قصف مدينة حلب بصواريخ ‘سكود’. كما واعلنت تعليقها المشاركة في اجتماع مجموعة اصدقاء سورية والذي سيحضره وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري. وقد اظهرت اشرطة فيديو على ‘يوتيوب’ تعرض مبان في ثاني مدن سورية الى ضربات بالصواريخ، واظهرت الصور سكانا يحاولون انقاذ ناجين تحت الانقاض، وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد قتلت الهجمات 29 شخصا من بينهم 19 طفلا.

حكومة انتقالية ولكن

ويرى معلقون ان الموقف المتشدد للائتلاف وشجبه للمجتمع الدولي يهدف الى زيادة الضغوط على الدول المتعاطفة مع الانتفاضة كي تقوم بتسليح المعارضة، ولا يعرف ان كان ما اسماه باحث في منظمة الازمات الدولية ‘حرد’ المعارضة كافيا لدفع الدول هذه لتغيير مواقفها، فقد وصف بيتر هارلينغ والذي نقلت عنه ‘لوس انجليس تايمز’ الاستراتيجية بانها نادرا ما تنجح في الشؤون الدولية وتغيير مواقف الدول. ويتوقع ان يزور وليد المعلم، وزير الخارجية السورية موسكو هذا الاسبوع على رأس وفد للتباحث في الازمة وسبل الخروج من الازمة. وفي لقاء ميونيخ هذا الشهر وجه سيرغي لافروف ، وزير الخارجية الروسي دعوة رسمية لرئيس الائتلاف معاذ الخطيب لزيارة موسكو. وكان الخطيب قد عبر عن استعداده للجلوس مع النظام والتحاور من اجل حقن دماء السوريين، ولقيت دعوته معارضة من زملائه في الائتلاف. وكان الائتلاف قد اعلن عن مضيه في جهود تشكيل حكومة انتقالية لتدير المناطق الواقعة في يد المسلحين، ولا احد يعرف الالية التي ستدار فيها هذه المناطق، خاصة ان القصف الجوي متواصل عليها. كما لا يعرف ايضا مدى تقبل فصائل المعارضة المسلحة لادارة من معارضة الخارج والتي ينظر اليها بنوع من الشك. كما ولا يعرف حجم تواجد وتأثير الائتلاف على الارض.

معركة دمشق لم تبدأ

وفي الوقت الذي وصلت فيه الحرب الى بيوت الدمشقيين، وذكرتهم الانفجارات الثلاثة التي وقع احدها خلف مقر لحزب البعث وادى لمقتل طلاب مدارس بشكل المواجهة الشرسة التي ستحصل حالة دخول المقاتلين المدينة. ويخشى سكان دمشق البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة من سيناريو كحلب. فبالاضافة للدمار اضطر عشرات الالاف من اهلها للهرب الى تركيا او مخيمات اقيمت قرب الحدود مع تركيا بعد ان رفضت السلطات ادخال اعداد جديدة نظرا لامتلاء المخيمات التي اقامتها. وفي حالة دمشق فمن المتوقع ان يهرب سكانها صوب لبنان القريبة منهم. مما يعني زيادة اعباء الحكومة اللبنانية والتأثير على التوازنات السياسية، خاصة ان الازمة السورية هي عامل انقسام في الدوائر السياسية والشعبية. ويضاف الى هذا التوترات الحدودية التي بدأت تظهر على شكل مواجهات بين مقاتلين من الجيش الحر، وحزب الله الذي اقام تواجدا له في هذه المناطق. وشهد الاسبوع الماضي تهديدات متكررة من الجيش الحر لحزب الله المتهم بدعم الجيش السوري. وعليه ففي حالة اندلاع معركة دمشق فالكارثة الانسانية ستزيد في لبنان. وفي الوقت الحالي يتراوح عدد اللاجئين السوريين في لبنان ما بين 305 الى 400 الف لاجىء معظمهم يعيش في قرى حدودية ومن يملك المال هرب الى بيروت، ويعتمد اللاجئون على انفسهم في دفع الاجور والمصاريف اليومية وعلى دعم هيئات ومنظمات خيرية محلية ودولية. ورفضت الدولة اللبنانية اقامة مخيمات للاجئين السوريين لمعارضة اطراف تخشى ان تستخدم المخيمات كملاجىء للمقاتلين.

قد يكونون قاعدة

ويظهر تقرير لنيويورك تايمز، الكيفية التي توسع فيها انتشار اللاجئين من الحرب حيث سكنوا في القرى السنية التي لم تستطع استيعابهم فانتشروا الى القرى المسيحية والى قرى شيعية وحتى مدينة صور، كما ووصلوا الى قرى في البقاع التي تعتبر من مناطق النفوذ لحزب الله، ويخشى عاملون من انتشار الحرب الاهلية السورية الى لبنان. ولكن المشكلة تقع على عاتق الحكومة التي ادى انقسامها حول الوضع السوري لعرقلة وصول المساعدات للاجئين. ويتهم رئيس مجلس مرجعيون الحكومة بانها مهتمة بالسياسة وهو ما اخر وصول المساعدات للاجئين. ويمكن تفسير الموقف اللبناني من عدم اقامة مخيمات من وضعية اللاجئين الفلسطينيين،حيث يعيش في لبنان 400 الف لاجىء في جيوب من الفقروالحرمان. ومن هنا لم تعط الحكومة اللبنانية اي مساحة للمنظمات الدولية لمساعدة واستقبال السوريين، فالهاربون اما يذهبون الى اقاربهم من السوريين الموجودين في لبنان (500 الف) او يبحثون عن قرى تستقبلهم خاصة السنية. ولان المسؤولين المحليين الذين نقل عنهم التقرير لا يعرفون متى ستنتهي الازمة في سورية فهم يخشون من حدوث انقسامات في المجتمع اللبناني.

مسلم ايرلندي يقتل في سورية

وبحسب الجمعية الاسلامية في دبلن، فقد اعلن عن مقتل الشاب شمس الدين غيدان (16 عاما)، ونقل عن مسؤول الجمعية قوله ان عائلته تشعر بالحزن لمقتله ‘في سورية’، وقد جاءت عائلة شمس الدين من ليبيا عام 2001 حيث فتح والده بقالة. وقد اخبر والده صحيفة ‘ايريش تايمز’ انهم لا يعرفون كيف واين قتل واين دفن’. وقال ان الاخبار المتضاربة تزيد من اسى العائلة. وكان شمس الدين قد قضى عطلة الصيف في ليبيا وكان من المتوقع ان يعود لدبلن عبر اسطنبول لكنه لم يعد وعرفت عائلته انه اجتاز الحدود للقتال في سورية. ولم تسمع العائلة منه شيئا حتى تلقت يوما مكالمة تقول ان شمس الدين في سورية ويساعد السوريين، وكانت اخر مرة تحدث فيها لوقت قصير مع ابنه ودعاه للعودة الا ان الابن رفض قائلا كيف يترك سورية والنظام يقتل شعبه. وهذا هو ثاني شاب يقتل في سورية فقد قتل قبله حذيفة السيد في شمال سورية في كانون الاول (ديسمبر)الماضي.

امريكا تدين هجوما بصواريخ سكود في سورية وتدعو المعارضة لمحادثات

واشنطن ـ رويترز: أدانت الولايات المتحدة هجوما للجيش السوري بصواريخ سكود أسقط عشرات القتلى يوم الجمعة في مدينة حلب ودعت المعارضة السورية للمشاركة في محادثات للتوصل إلى حل للصراع عن طريق التفاوض.

وذكرت وزارة الخارجية الامريكية في بيان أن الهجوم على حي في حلب وهجمات أخرى مثل التي شنت على مبان في المدينة ومستشفى ميداني ‘هي أحدث توضيح لقسوة النظام السوري وعجزه عن التعاطف مع الشعب السوري الذي يزعم انه يمثله.’

وقد يساعد البيان الصادر السبت على تهدئة التجمع الرئيسي للمعارضة السورية الذي رفض دعوات لزيارة واشنطن وموسكو احتجاجا على ما وصفه بالصمت الدولي تجاه تدمير مدينة حلب الاثرية بالهجمات الصاروخية للحكومة.

وبعد نحو عامين من اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد سيطرت المعارضة علي مناطق شاسعة من سورية ولكن هذه المناطق تظل هدفا للقصف المدفعي والجوي وهجمات صاروخية متصاعدة.

وأدي قرار الائتلاف الوطني السوري رفض دعوات لزيارة موسكو وواشنطن وتعليق المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي تشارك فيه قوى دولية لتجميد مبادرات سلام.

وفي بيان وزارة الخارجية ابدت المتحدثة فيكتوريا نولاند أمل واشنطن ان تلتقي قريبا مع زعماء التجمع الرئيسي للمعارضة ‘لبحث كيف يمكن للولايات المتحدة واصدقاء اخرين للشعب السوري أن يبذلوا جهدا أكبر لمساعدة الشعب السوري على تحقيق التحول السياسي الذي يبتغيه والذي يستحقه بالفعل.’

وكانت هذه الدعوات قد قدمت لمعاذ الخطيب زعيم ائتلاف المعارضة بعد اجتماعه مع وزيري الخارجية الروسي والامريكي في ميونيخ هذا الشهر.

وكان الخطيب حاول فتح قنوات مع روسيا وإيران الدولتين الوحيدتين اللتين تدعمان الأسد للضغط من أجل تخليه عن السلطة.

وقال الخطيب انه ملزم اخلاقيا بالسعي لإيجاد وسيلة لرحيل الأسد دون إراقة دماء ولكن اخرون في المعارضة انتقدوا تحركه المنفرد.

وقال نشطاء في حلب إن الهجمات الصاروخية على المناطق الشرقية من حلب اسفرت عن مقتل 29 شخصا على الأقل ودفن أسرة من عشرة أفراد تحت أنقاض منزلهم يوم الجمعة.

وذكر نشطاء إن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا يوم الثلاثاء عندما أصاب صاروخ حي جبل بدرو الذي تسيطر عليه المعارضة في شرق حلب.

مقتل مسلم ايرلندي من أصل ليبي في سورية

لندن ـ يو بي آي: أفادت صحيفة ‘صندي تليغراف’، الأحد، أن صبياً مسلماً عمره 16 عاماً، ليبي الأصل، قتل في سورية، بعد انضمامه للقتال إلى جانب المتمردين العام الماضي.

وقالت الصحيفة إن شمس الدين غيدان، انتقل مع عائلته من ليبيا إلى جمهورية ايرلندا في عام 2001، وافتتح والده لاحقاً متجراً للأطعمة الحلال في بلدة نافان، وامضى عطلته الصيفية العام الماضي في ليبيا وكان من المقرر أن يعود إلى ايرلندا في منتصف آب (اغسطس) الماضي عن طريق تركيا.

واضافت أن عائلة شمس الدين علمت أن ابنها عبر الحدود التركية إلى سورية للانضمام إلى قوات المتمردين مع ابن عمه الذي سافر إلى سورية من ليبيا في وقت سابق والذي يُعتقد أنه قُتل هناك أيضاً، فيما أكد المتحدث باسم الرابطة الاسلامية في جمهورية ايرلندا، حسين بوهدمة، أن الصبي قُتل في سورية الأسبوع الماضي.

ونسبت الصحيفة إلى والد شمس الدين قوله ‘لا نعرف كيف وأين قُتل ومكان جثته، ومن الصعب جداً الحصول على أي معلومات عن ذلك، مما يجعل حزننا أسوأ بكثير’.

واشارت إلى أن شمس الدين هو ثاني ايرلندي يلقى حتفه في سورية بعد الشاب المصري المولد حذيفة السيد (22 عاماً)، والذي قُتل في شمال سورية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وكانت تقارير صحفية ذكرت أن عشرات البريطانيين سافروا من بريطانيا إلى سورية للمشاركة في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد وتحالف بعضهم مع جماعات اسلامية متشددة، في حين أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن حكومته ‘على علم بأن بريطانيين يذهبون إلى سورية للمشاركة في القتال، ولا تريد أن يشارك الشعب البريطاني في حالات العنف في أي مكان في العالم’.

واعتقلت الشرطة البريطانية عدداً من الرجال المسلمين في الأشهر الماضية بتهمة دعم نشاط ارهابي في سورية بعد عودتهم من هناك.

المواطنون الصحافيون في سورية: هل يتغلب السلاح على الكاميرا

دير الزور (سورية) ـ ا ف ب: فيما يجهد المواطنون الصحافيون في سورية لنقل صورة الموت والدمار في بلادهم الى العالم، يتساءل بعضهم ما اذا كانت الاسلحة تتغلب على الكاميرات في النهاية.

وقالت كنده ‘نحن عيون العالم’ وهي الشابة الوحيدة بين 10 اشخاص يعملون على مدار الساعة في مركز اعلامي في بلدة دير الزور النفطية شرق البلاد التي مزقتها اشهر من القتال الكثيف بين المعارضة المسلحة وقوات الرئيس السوري بشار الاسد.

وتابعت ‘من دوننا لما علم العالم بما يحصل… لم تجرؤ اي وسيلة اعلام غربية على الحضور الى هنا’.

وتحدث زميلها ابو حسين عن الفظائع التي شهدها واكد انه ما زال يجد ‘القوة للاستمرار في هذا العمل يوميا، وساواصل حتى تحرير سورية او الموت’.

وكرر كلاما يردده كثيرون في جميع انحاء سوريا ممن تحولوا الى مواطنين صحافيين لنقل الاحداث الى الخارج.

وتابع ‘اسلحتنا هي كاميراتنا، وهي اقوى من اي كلاشنيكوف في يد ثائر. اسلحتنا ترمي الى التوعية، وهي لا تقتل’.

لكن سعد صليبي لم يبد واثقا من ذلك، واكد قلقه من انه بعد حوالى عامين ما زال النزاع مستمرا و’لا احد يساعدنا’. وهو يأخذ معهد بندقية عندما يذهب الى الجبهة.

وقال ‘انني اسجل مشاهد القتال بكاميرتي لكن ان اطلقوا النار علي ابادلهم النار…لان حياتي اهم بكثير من اي صورة قد التقطها’.

وقال صليبي انه انضم الى الحركة المطالبة بالديمقراطية عند انطلاقها في اذار (مارس) 2011 لكن بعد ان شهد مقتل الكثير من الناس بسبب قمع نظام الاسد ‘قررت حمل السلاح’ بحسبه.

وتابع ‘في كثير من الاحيان اتساءل ان لم يكن من الافضل وقف التصوير والقتال الى جانب الجيش السوري الحر’.

اما اكرم عساف فسبق ان فعل ذلك، وبات يحمل الكاميرا والبندقية معا.

وقال ‘قاتلت طوال سبعة اشهر… حتى انضمامي الى (المواطنين الصحافيين) بعد ان ادركت ان عدد المقاتلين كاف وانهم يحتاجون لمن يلتقط الصور على الجبهة’.

لكن ذلك قد يتغير بحسب عساف الذي يمضي اكثر وقته في تدريب الوافدين الجدد على تغطية الحدث مع تجنب الاصابة.

وقال ‘اذهب الى حيث هناك حاجة الي. اليوم انا مع الناشطين لكن غدا قد اعود الى الجبهة للقتال’.

من بين قتلى المجموعة ابو عمر، الذي وضعت خوذته وسترته الواقية من الرصاص على كرسيه في المركز الاعلامي.

وافاد زميله ابو حسين انه قتل في القصف ‘ودفع حياته ثمنا لنقل الفظائع التي يرتكبها النظام يوميا بحق المدنيين’.

واضاف ان ‘رؤية اغراضه تبقيه هنا معنا وتذكرنا بما دفعنا الى فعل ما نفعل’ مؤكدا ايمانه باهمية عمل المواطنين الصحافيين.

واكد ان الفريق يرسل كل يوم صورا الى ‘قناة دير الزور’ التي تبث من مصر.

واوضح عساف ‘نرسل اليهم المواد وهم يبثونها’، متابعا انه ‘يمكن مشاهدتها في سوريا وحول العالم لانها فضائية’.

لكن وسط الكلام عن التخلي عن الكاميرات وحمل السلاح اكد عساف ان الناشطين باتوا مؤخرا يواجهون مشاكل مع الجيش السوري الحر بسبب سوء التفاهم.

وقال ‘ان بعض الجنود يجبروننا على محو تسجيلاتنا معتبرين اننا المسؤولون عن قصف النظام لمواقعهم’. واضاف ‘المشكلة هي انهم يتعرضون للقصف سواء صورنا ذلك ام لا’.

وتابع ‘اننا نطلب دوما الاذن لمرافقتهم الى الجبهة، وعادة يوافقون. لكن عند بدء القتال يلوموننا ويحاولون محو التسجيلات’.

وقال ابو حسين ‘هذا غير منطقي، فهم يعتقدون اننا نحمل الافلام على الانترنت مباشرة ونحن نصورها’.

واضاف ان بعض وحدات المعارضة المسلحة ‘يصورون افلامهم بانفسهم ويرسلونها الينا لتحريرها وتحميلها على قناتنا على موقع يوتيوب. هذا جيد لانه يتعذر علينا التواجد في كل مكان فيما يصلون الى اماكن لا يمكننا دخولها’.

وفد المجلس الوطني يلتقي العربي وينقل عنه «تزحزحا» في الموقف الروسي

بعد احتجاج «الائتلاف».. واشنطن تدين هجمات «سكود» على حلب وتدعو المعارضة لاجتماع قريب

القاهرة: سوسن أبو حسين وأدهم سيف الدين واشنطن: محمد علي صالح

نفى جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري نائب رئيس الائتلاف الوطني، وجود ضغوط تمارس على المعارضة السورية من قبل الجامعة العربية لتقديم تنازلات لبدء حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة شعبية ضد حكمه منذ نحو عامين، وطالب الجامعة العربية بالضغط على النظام السوري ودفع الدول العربية للقيام بدور أكثر تأثيرا تجاه المذابح التي ترتكب بحق الشعب السوري. وجاء ذلك غداة بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أدانت فيه قصف النظام لمدينة حلب بصواريخ «سكود»، ودعت المعارضة إلى التراجع عن قرارها تعليق لقاءاتها مع الغرب «بعد الصمت الدولي» على «جرائم» نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واعتبر صبرا عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن نظام الأسد أغلق الباب أمام أي حل سياسي من خلال إعلان الحرب وتدمير المدن بكل أنواع الأسلحة، مشيرا إلى أن وفد المجلس الوطني السوري طلب من الجامعة العربية التدخل العاجل لدى النظام السوري لتوفير الحماية للشعب، ووقف الموجة الجديدة من تدمير المدن السورية بصواريخ «سكود» الباليستية.

وقال صبرا إن وفد المجلس الوطني السوري أعرب خلال لقائه العربي أمس عن استنكار كل قوى المعارضة السورية لعملية الصمت العربي والدولي تجاه ما وصفوه بـ«عملية الإبادة» التي ترتكب بحق الشعب السوري.

صبرا الذي وصف مباحثاته مع العربي بـ«المثمرة والمفيدة»، أوضح أن العربي وعد باستجابة سريعة لمطالب الوفد، خاصة ما يتعلق بدور جديد للجامعة العربية في توفير الحماية للشعب السوري من أعمال القتل وتوفير أشكال الدعم الإغاثي والإنساني التي يحتاجها باعتبار سوريا من الدول المؤسسة للجامعة العربية.

وأضاف صبرا أن العربي أطلع وفد المجلس الوطني على نتائج زيارة الوفد الوزاري العربي الأخيرة إلى العاصمة الروسية موسكو، لافتا إلى أنه تم التشاور حول الآفاق المستقبلية للمرحلة المقبلة، مؤكدا أن قوى المعارضة السورية لم تلغ زيارتها لكل من موسكو وواشنطن، بل قامت بتعليق نشاطات المعارضة السورية في الخارج، وذلك نتيجة لاستحقاقات الوضع الداخلي الذي فرضه قصف مدينة حلب بالصواريخ، موضحا أن الاتصالات الدولية ستتواصل في الوقت المناسب.

وفي ما يتعلق بتشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة التي أعلنت عنها المعارضة، قال صبرا إن الحكومة الانتقالية غير واردة الآن، بل الوارد هو الحكومة المؤقتة، وهي مطروحة على جدول أعمال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومن السابق لأوانه الحديث عن أي شخصيات أو ترشيحات في هذا الشأن.

وفي ما يتعلق بوجود تباينات حول مبادرة الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف، بشأن إجراء حوار مع ممثلي الحكومة السورية، قال صبرا إن مبادرة الخطيب ليست مبادرة المعارضة، بل هو من أعلن ذلك والجميع وصلته الرسالة بأنها مبادرة شخصية خاصة ذات طابع إنساني، وقد أصدر الائتلاف قبل يومين محددات للمبادرات، وأعلن بوضوح أن أي مبادرة سياسية باسم المعارضة يجب أن تخرج عن الهيئة العامة للائتلاف.

ونفى صبرا وجود أي ضغوط من الجامعة العربية بشأن قبول الائتلاف مبادرة الخطيب. وقال صبرا: «لم يطلب منا الأمين العام أي تراجع، المعارضة السورية هي الجهة الوحيدة التي يمكن أن نصغي لها، ومن يعطينا الأوامر هو الشعب السوري والثوار في الداخل، أما في الجامعة فنحن نصغي للنصائح والمشاورات».

وفي سياق متصل كشف سليمان الحراكي عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني عن أن نبيل العربي أبلغ الوفد بأن هناك تزحزحا في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، وقبوله بنقل السلطة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وبدوره، انتقد هيثم المالح عضو المكتب السياسي في الائتلاف رئيس مجلس أمناء الثورة، مبادرات روسيا و(الأخضر) الإبراهيمي (المندوب الأممي والعربي) للحل السياسي، وتساءل في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «هل المطلوب من الشعب أن يتفاوض مع قاتليه؟! المفترض أن يقدم القاتل للمحاكمة وليس منحه مكافأة التفاوض والبقاء في الحكم».

إلى ذلك، عقدت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اجتماعها العادي في القاهرة أمس، لبحث تشكيل الحكومة المؤقتة، وآلية عملها وواجباتها، ومحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن اسم رئيس الحكومة.

وقال عبد الباسط سيدا مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمانة العامة ناقشت بعمق مسألة تشكيل الحكومة المؤقتة ووضع تصورات حول شكل الحكومة، ونحاول التوافق على اسم لتولي رئاسة الحكومة التي سيتم تسميتها في مطلع الشهر المقبل في إسطنبول من قبل الائتلاف، باعتبار المجلس الوطني هو المكون الأساسي والأكبر في الائتلاف».

وأشار سيدا إلى أنه لدى المجلس الوطني معايير أساسية لاختيار شخص رئيس الحكومة، وهو أن يحظى بالتوافق مع القوى الثورية والميدانية في الداخل السوري، وكذلك يجب أن يتمتع بالنزاهة، والالتزام بأحداث الثورة، إلى جانب الكفاءة.

وأكد سيدا أن «التوجه في آلية تكوين الحكومة هو التقليل من عدد الوزراء والاكتفاء بالوزارات الضرورية والملحة في هذه المرحلة، لإدارة المناطق المحررة وتقديم خدماتها للمواطنين، وتولي مهام بعض الأمور، خاصة في ظل انكماش سلطة النظام في الشمال السوري، وملء الفراغ وضبط استخدام ثروات البلاد من النفط وسد الفرات المولد للطاقة الكهربائية، ولاستمرار الدورة الاقتصادية لمصالح الناس».

وجاءت هذه التطورات عشية بيان صدر في ساعة متأخرة من ليلة السبت، من فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أدانت خلاله هجمات صواريخ «سكود»، وهجمات أخرى، على حلب من جانب نظام الأسد.

وتعتبر هذه أول إشارة إلى هذه الهجمات، كما أنها جاءت بعد احتجاج الائتلاف الوطني السوري على إهمال المجتمع الدولي لتصاعد قسوة العمليات العسكرية للنظام السوري، وأعلنت مقاطعة الاجتماعات الدولية لمناقشة الوضع في سوريا، وإلغاء زيارات لقادة الائتلاف إلى واشنطن وموسكو، واستعملت وصف «مخزي» في إدانة دور الدول الكبرى في دعم المعارضة السورية.

ورغم هذا الإلغاء، فإن البيان الأميركي رحب باجتماع «سريع» مع قادة الائتلاف السوري.

وقال بيان الخارجية الذي حوى تفاصيل كثيرة، وكان طويلا وصدر في يوم عطلة، على غير العادة: «تدين حكومة الولايات المتحدة بأشد العبارات الممكنة سلسلة الهجمات الصاروخية ضد حلب، وآخرها الهجوم الذي استخدم صواريخ (سكود) شرق المدينة، في وقت متأخر من يوم الجمعة 22 فبراير (شباط)، وأدى إلى مقتل عشرات الأشخاص».

وأضاف البيان: «هذه الهجمات، فضلا عن غيرها من الفظائع، مثل ضرب مستشفى ميداني في وقت سابق من الأسبوع، هي بعض أدلة في الآونة الأخيرة على قسوة النظام السوري، وعلى عدم تعاطفه مع الشعب السوري الذي يدعي أنه يمثله».

وأشار البيان إلى الخلاف مع روسيا حول مستقبل الرئيس الأسد وكبار مساعديه إذا اتفقت الحكومة والمعارضة على تشكيل حكومة انتقالية. وقال إن الولايات المتحدة ترى أن الأسد حاكم غير شرعي، وأن عليه «التنحي جانبا، والسماح بانتقال سياسي إلى مرحلة فيها احترام لحقوق جميع السوريين، وتبدأ فيها عملية إعادة بناء سوريا».

وتعليقا على ما جاء في بيانات المجلس الائتلافي الوطني السوري حول تقصير الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، في مساعدة المعارضة السورية، تحاشى بيان الخارجية الأميركية الحديث عن دعم عسكري للمعارضة، وأشار إلى مساعدات غير عسكرية، وقال: «أسهمت الولايات المتحدة بمبلغ 385 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين والمواطنين داخل سوريا الذين تشردوا بسبب عنف النظام. بينما يزيد النظام الضربات ضد المدنيين، زدنا نحن مساعداتنا الإنسانية بالتنسيق الوثيق مع النشطاء السوريين».

ولم يشر البيان إلى قرار الائتلاف السوري بإلغاء زيارتين إلى موسكو وواشنطن، لكنه قال: «نحن نتطلع إلى الاجتماع قريبا مع قيادة الممثل الشرعي للشعب السوري، ائتلاف المعارضة السورية، لمناقشة كيف أن الولايات المتحدة، وأصدقاء آخرين للشعب السوري، يمكن أن يفعلوا المزيد لمساعدة الشعب السوري على تحقيق الانتقال السياسي الذي يريده والذي يستحقه».

تدفق أسلحة ثقيلة عبر الحدود الأردنية إلى قوى معتدلة في الجيش الحر

تصل بسرية عالية وتذهب لمجموعات بعينها لإضعاف شوكة «النصرة»

أنطاكيا (تركيا): ليز سلاي وكارين دي يونغ*

قال مسؤولون عرب وآخرون في المعارضة السورية إن الفضل في زيادة عدد الانتصارات التي حققها الثوار في سوريا، يعود في جانب منه إلى تدفق الأسلحة الثقيلة، في محاولة جديدة من قبل قوى خارجية لتسليح القوى المعتدلة في الجيش السوري الحر.

وأوضح المسؤولون أن الأسلحة الجديدة شملت أسلحة مضادة للدبابات وبنادق عديمة الارتداد (تستخدم ضد الدروع والتحصينات) ونقلت عبر الحدود الأردنية إلى محافظة درعا خلال الأسابيع القليلة الماضية لمواجهة النفوذ المتنامي للمجموعات المتطرفة في شمال سوريا، من خلال دعم المجموعات الأكثر اعتدالا التي تقاتل في الجنوب.

تعد هذه أول أسلحة ثقيلة، منذ بداية الثورة السورية قبل عامين، تمد بها القوى الخارجية الثوار في معركتهم لإسقاط الرئيس بشار الأسد وعائلته التي تحكم سوريا منذ 40 عاما.

وقد رفض المسؤولون تحديد مصدر الأسلحة الجديدة، لكنهم أشاروا إلى أن الدول التي تشارك بشكل مباشر في دعم الثورة السورية أبدت قلقا واضحا إزاء تنامي نفوذ الإسلاميين في الحركة الثورية المنقسمة. من هذه الدول الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون فضلا عن تركيا والإمارات والسعودية وقطر. وقد شكل مسؤولون أمنيون لجنة تنسيق تجري مشاورات منتظمة بشأن الوضع في سوريا.

ورغم استمرار رفض إدارة أوباما تسليح الثوار بشكل مباشر، فإنها قدمت مساعدات استخباراتية للأطراف المشاركة في الإمداد وتساعد أيضا في تدريب قوات المعارضة، وقد رفض مسؤولون أميركيون التعليق على عمليات التسليح الجديدة.

وقال مسؤولون عرب وآخرون في المعارضة إن هدف هذه الأسلحة الجديدة تغيير التأثير غير المقصود لمساعي الصيف الماضي بتقديم كمّ ضئيل من الأسلحة والذخيرة إلى قوات الثوار في الشمال، الذي توقف بعدما اتضح أن الجماعات الأصولية كانت المستفيد الأكبر منها.

وقال مسؤول عربي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية العملية: «كان الهدف تزويدهم بالأسلحة الثقيلة وتكثيف الإمداد والتأكد من وصولها إلى مستحقيها. فإذا كنت ترغب في إضعاف شوكة (جبهة النصرة)، ينبغي دعم المجموعات الأخرى لا حجب السلاح عنها».

من جانبه، أكد لؤي المقداد المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحر، أن الثوار حصلوا على أسلحة جديدة من خارج سوريا، مما جعلهم يستغنون عن الأسلحة التي يتم شراؤها من السوق السوداء أو التي يتم الاستيلاء عليها من المنشآت الحكومية، التي تعد مصدرا لغالبية الأسلحة الموجودة في أيدي الثوار، لكنه رفض تحديد مصدر هذه الأسلحة الجديدة.

في حين أوضح منسق آخر في الجيش السوري الحر، الذي تلقت وحداته كميات قليلة من الأسلحة الجديدة خلال الأسبوعين الماضيين، أن الهدف من هذه الأسلحة تمكين القوى المعتدلة وتحويل تركيز الحرب بعيدا عن الشمال نحو الجنوب والعاصمة، معقل الأسد.

من ناحية أخرى، أدى ارتفاع أعداد القتلى التي بلغت قرابة 70.000 شخص إلى فشل كل المحاولات التي بذلها المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية دبلوماسية.

ويشير صالح الحموي، الذي ينسق أنشطة وحدات الثوار في محافظة حماه، مع آخرين عبر سوريا، إلى أن التحول كان مدفوعا بإدراك أن مكاسب الثوار في شمال البلاد خلال العام الماضي لم تشكل تهديدا رئيسا للنظام في دمشق. لكن محافظة درعا تسيطر على طريق رئيسي إلى العاصمة وقريب إلى حد بعيد.

وقال الحموي: «درعا ودمشق هما الجبهتان الرئيسيتان للثورة، وفي دمشق ستسطر النهاية».

لكن هذه السرية المحيطة بهذا الجهد، تجعل حتى هؤلاء الذين يتلقون الأسلحة لا يمكنهم على سبيل اليقين تحديد مصدر هذه الأسلحة، وأضاف: «كل ما يمكننا قوله هو أن بعض الأسلحة الجديدة وصلت عبر الحدود الجنوبية، وتصل مغلفة بسرية كبيرة وتذهب إلى مجموعات بعينها فقط».

من جانبها، أنكرت الحكومة الأردنية أي دور لها في ذلك، لكن هناك ارتفاع في تهريب الأسلحة الصغيرة، وأغلبها بنادق آلية، عبر الحدود الأردنية مع سوريا. ويقول سميح المعايطة، المتحدث باسم الحكومة الأردنية: «إن الأردن يسعى جاهدا لوقف تصاعد عمليات التهريب».

بيد أنه على الرغم من السرية، فقد أعلن عن هذه الأسلحة الجديدة هذا الشهر على لسان إليون هيغنز، مدون بريطاني يستخدم اسم براون موسي، وهو يتعقب أنشطة الثوار من خلال مشاهدة فيديوهات لوحدات الثوار على «يوتيوب». ولاحظ في عدد من المدونات أنواع الأسلحة الجديدة في أيدي الثوار التي لم تكن الترسانات الحكومية مصدرها بكل تأكيد. تضم هذه الأسلحة مضادات الدبابات «M-79» وبنادق عديمة الارتداد تعود إلى الثمانينات حيث كانت تصنع في يوغوسلافيا السابقة، التي لا يمتلكها الجيش السوري النظامي.

وأشار أيضا إلى أنه يبدو أن غالبية متلقي هذه الأسلحة عناصر إسلامية علمانية أو معتدلة تنتمي إلى الجيش السوري الحر. وفي مؤشر على كيفية تنظيم الجهود في هذا الصدد، يوضح قائلا إن أحد مقاطع الفيديو الأخيرة تظهر قيام أعضاء من «لواء فجر الإسلام» بتدريب المتمردين على كيفية استخدام بعض الأسلحة الجديدة.

ويبدو أن هذه الأسلحة قد بدأت بالفعل التأثير على مسار الحرب، فقد ساهمت في تصعيد القتال في منطقة درعا خلال العام الحالي؛ حيث تمكن مقاتلو المعارضة من اجتياح القواعد العسكرية الحكومية، بما في ذلك العديد من نقاط التفتيش على طول الحدود الأردنية؛ الجبهة الرئيسية التي لطالما تم تجاهلها. وقد مكن هذا، بدوره، الثوار المسلحين بالمعدات الجديدة من الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة الأخرى الموجودة في المنشآت الحكومية التي تم الاستيلاء عليها، وبسط نفوذهم على الجماعات الصغيرة الأخرى، وبالتالي محاكاة النموذج الذي شهدناه في شمال سوريا؛ حيث تضخمت سطوة المتطرفين الإسلاميين بشكل كبير نتيجة تعاظم انتصاراتهم العسكرية، وأضاف: «هذا الأمر أشبه بما حدث مع الجماعات الجهادية في حلب عندما بدأت في الاستيلاء على كل هذه القواعد والحصول على أفضل العتاد، يمكنك أن تقول إن درعا باتت نموذجا يحاكي حلب».

وقال جيف وايت المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الأسلحة المضادة للدبابات من طراز «M-79» على وجه الخصوص منحت الثوار عنصر الثقة في مهاجمة المواقع والقوات المدرعة الحكومية، مشيرا أيضا إلى الظهور غير المتوقع للأسلحة في أيدي المتمردين خلال مقاطع الفيديو الأخيرة قبل عدة أسابيع. وأردف قائلا: «هذه الأسلحة ليست الحل السحري الذي يمكن أن يحدث تحولا جذريا في التوازنات العسكرية، ولكنها ستمكنهم من إلحاق المزيد من الضرر بقوات النظام، وتتيح لهم تحقيق المزيد من النجاحات، حيث تعد هذه الأسلحة النوعية الأفضل التي كان الثوار يسعون إلى امتلاكها».

ويوضح خبراء أنه يبدو من غير المحتمل أن هذا التدفق من الأسلحة سيكون كافيا للتأثير بشكل حاسم على نتيجة المعركة المستعرة التي لا تزال تشهد أصنافا متنوعة من التكتيكات والأسلحة بدءا بتنفيذ التفجيرات الانتحارية إلى إطلاق صواريخ «سكود» الباليستية.

وينوه جوزيف هوليداي الباحث البارز في «معهد دراسة الحرب» بأنه بالنظر إلى المشاهدات المتفرقة للأسلحة الجديدة في مناطق أخرى من البلاد، بما في ذلك مناطق حلب وإدلب ودير الزور، فإن القتال في تلك المحافظات يعتمد في المقام الأول على كميات مهولة من الأسلحة التي استولى عليها المتمردون من القوات الحكومية.

وتجدر الإشارة إلى أن المتمردين طلبوا أيضا الحصول على صواريخ مضادة للطائرات للتصدي للغارات التي تشنها الطائرات الحكومية التي تستهدف معاقلهم، ويضيف وايت أنه لم تكن هناك أي إشارة إلى أنهم حصلوا على كميات كبيرة من تلك الصواريخ عدا تلك التي تم الاستيلاء عليها من القواعد العسكرية الحكومية.

وقال الحموي إنه يشك في أن الهدف الحقيقي من الجهود الدولية هو إمداد المتمردين بقدر من القوة العسكرية للضغط على الأسد لقبول تسوية تفاوضية، أو إمدادهم بما يكفي من السلاح لتمكينهم من الإطاحة به، مشيرا إلى أن «المجتمع الدولي يستخدمنا للضغط على بشار».

وقال لؤي المقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر إنه على الرغم من وضع خطط للهجوم على دمشق، فإن المتمردين ما زالوا يفتقرون إلى القوة العسكرية الكافية لمواجهة القوات الحكومية، مؤكدا أنه «حتى لو تسنى لنا الحصول على الأسلحة، فستكون غير كافية».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

دمشق تنفي والمعارضة تتناقض حول لقاء سري بين الخطيب وممثل عن النظام

مصدر في «الائتلاف» لـ «الشرق الأوسط»: لقاؤه بحمشو لم يخرج بنتائج

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

نفى مصدر إعلامي سوري رسمي حصول أي «لقاء سري بين ممثل عن الرئيس بشار الأسد وأي طرف من المعارضة» وجاء هذا النفي بعد تداول معلومات بين ناشطين سوريين وصفوها بالمؤكدة عن لقاء بين معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض، ورجل الأعمال محمد حمشو المقرب من الأسد.. وبدوره، أصدر الائتلاف السوري بيانا نفى فيه حدوث أي لقاء بين الطرفين، غير أن مصدرا فيه أكد لـ«الشرق الأوسط» حدوث اللقاء، لكنه شدد على أنه «لم يحمل أي صفة سياسية، كما أنه لم يكن مخططا له».

وكشف المعارض والناشط السوري فايق المير، عضو حزب الشعب الديمقراطي السوري المعارض، أن الخطيب التقى رجل الأعمال محمد حمشو من دون علم هيئات الائتلاف.

وذكر المير، في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وأوردت وكالة الأنباء الألمانية الخبر، أن اللقاء كان لنحو ساعة وتضمن عرضا حمله حمشو من النظام من أجل الوصول إلى حل، ولم يذكر المير متى وأين تم اللقاء. وكتب المير أنه عندما سئل الخطيب عن اللقاء من قبل «بعض قادة الائتلاف، قال الشيخ معاذ إن اللقاء استمر قرابة الساعة وتكلم حمشو فيها كل الوقت، ورد هو في دقيقتين».

وصدر بيان عن الائتلاف أمس نفى فيه «حدوث مباحثات بين رئيس الائتلاف وممثلي النظام»، وقال البيان: «يود رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تأكيد عدم صحة ما تُشيعه بعض الجهات المُغرِضة من أنباء عن حدوث مباحثات بينه وبين أي ممثل رسمي أو غير رسمي للنظام السوري، وأنه لم تَجْرِ أية لقاءات تتضمن مباحثات أو تبادلا للرسائل السياسية مع أي طرف، سواء أكان من السياسيين أم من رجال الأعمال السوريين»، وحمل البيان الذي تم تداوله في صفحات النشطاء السوريين على موقع «فيس بوك» توقيع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وكان الخطيب قد طرح مبادرة للحوار مع ممثلين عن النظام مشترطا إطلاق سراح المعتقلين والسماح للمهجرين قسريا خارج البلاد بالعودة دون شروط، ولم يتلق ردا من النظام حول هذه المبادرة.

إلا أن مصدرا قياديا في الائتلاف أكد حدوث اللقاء بين الطرفين، لكنه سعى إلى التقليل من أهميته محذرا من محاولات استخدامه ضد الخطيب أو الإساءة إليه، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المعلومات ليست جديدة وإن اللقاء الذي جمع الخطيب بحمشو يعود إلى ما قبل 14 فبراير (شباط) الحالي، وإنه لم يحمل أي صفة سياسية كما أنه لم يكن مخططا له.

وأشار المصدر إلى أن هذه المعلومات سبق للخطيب أن كشفها خلال اجتماع له مع أعضاء من المجلس الوطني والائتلاف، عندما سئل عن الأمر، مؤكدا أن الاجتماع لم يكن معدا له من قبل بل جاء بطريقة مفاجئة على غرار أي لقاءات مع مواطن أو شخصية سورية ولا يحمل بالتأكيد أي صفة رسمية، كما أن الحديث خلاله لم يكن سوى في الإطار العام للأمور وعن معاناة الشعب السوري وضرورة إيجاد حل لها ومعالجتها، وبالتالي لم يخرج بأي نتائج. وأكد المصدر أنه لن يكون هناك «مفاجآت سياسية» بعد اليوم بعدما تم تحديد والاتفاق على إطار عام للمبادرات، وهي عدم الدخول في مفاوضات مع النظام والالتزام بالعمل على إسقاطه بكل رموزه وأركانه، كما أكد أن الجهة الوحيدة المخولة بطرح أي مبادرة هي الهيئة العامة في الائتلاف وأنها لن تخرج عن إطار تنحي النظام ونقل السلطة إلى قوى الثورة.

من جهته، استبعد رئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون حصول مثل هذا اللقاء، معتبرا أنه إذا حصل فهو خطأ كبير، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن اجتماعا رسميا حصل بين الرجلين، لكنني بالتأكيد لا أشك في وطنية الخطيب ولا في إخلاصه للشعب السوري»، مضيفا: «أي لقاءات إذا لم تكن مبنية على المبادئ التي تميز الخط الأساسي للائتلاف فهي لا غاية ولا نتيجة لها على أي صعيد».

واعتبر مصدر معارض آخر لـ«الشرق الأوسط»، أن رجل الأعمال محمد حمشو، لا يمكن أن يكون مصدر ثقة لأي طرف معارض، معتبرا أنه إذا أقدم الخطيب على خطوة كهذه فهو خطأ من العيار الثقيل، وأن عليه توضيح الأمر، لأن ذلك يؤثر على مصداقيته ومصداقية المعارضة بشكل عام والائتلاف بشكل خاص. وأشار المصدر إلى أن لرجل الأعمال محمد حمشو محاولات سابقة للتواصل مع بعض القوى المعارضة، لا سيما عن طريق تقديم الدعم لمجموعات على الأرض، إلا أن هذا الأمر لم ولن يلقى تجاوبا من كل الجهات المعارضة التي تعرف حقيقة هذا الرجل ومدى قربه من النظام، مشيرا إلى أن ما يقوم به حمشو ينطبق على شخصيات موالية عدة، في محاولة منهم للحفاظ على «خط الرجعة»، ليقولوا بعد سقوط النظام إنهم كانوا يدعمون المعارضة سرا.

وحسب ناشطين في المعارضة السورية، فإن التسريبات بحصول لقاء بين الخطيب وحمشو لا تأتي من خارج السياق، بل تبدو أحد المخارج الممكنة لإحداث خلخلة في حالة الانسداد السياسي، خاصة أن الرجلين دمشقيان، وكانا ضالعين في المصالحات التي كانت تتم في العامين الماضيين، فالخطيب كان له دور المصالحات بين الأهالي في المناطق الساخنة لغاية خروجه القسري من سوريا بعد اعتقاله من قبل النظام لمساندته الثورة، أما حمشو رجل الأعمال الموالي للنظام وأحد شركائه الماليين، فقد أوكل له الرئيس الأسد مهمة التواصل مع زعامات المناطق الساخنة في درعا ودوما ومناطق عدة في ريف دمشق بداية الثورة، قبل أن تتحول إلى ثورة مسلحة، إلا أن حمشو اكتسب خلال ذلك سمعة سيئة جدا، لنكثه بوعوده وتعهداته، كما أن غالبية من التقاهم حمشو ورتب لهم لقاءات مع الأسد عام 2011 كان مصيرهم إما القتل أو الاعتقال أو التهجير.

وحمشو من مواليد دمشق 1966 وهو مهندس إلكترونيات ابن عائلة دمشقية متوسطة، والده موظف ووالدته من قرداحة مسقط رأس الأسد. وجاء تعرفه إلى ماهر الأسد شقيق الرئيس ليمنح حمشو دفعا صاروخيا في مجال الأعمال، وخلال سنوات قليلة برز اسم محمد حمشو بوصفه أحد أهم رجال الأعمال في سوريا، حتى وصل حد منافسة رامي مخلوف ابن خال الرئيس، فكلاهما وُكل إليهما إدارة أموال العائلة، وبات حمشو يملك مجموعة من الأعمال التجارية والسياحية والفنية والتسويق والاتصال، وارتبط اسم حمشو بقضايا فساد بقيت قيد الكتمان، بما فيها حقيقة قصة غضب الأجهزة الأمنية عليه واقتحام مكتبه ومصادرة أجهزة الكومبيوتر واعتقاله لعدة ساعات يقال إنه تعرض خلالها للضرب، قبل أن يعود لمزاولة أعماله كالمعتاد ولكن بعيدا عن الأضواء إلى أن انطلقت الثورة وعاد اسمه ليطرح بقوة.

أشهر مطاعم دمشق الراقية والشعبية تغلق أبوابها في وجه الزبائن

جراء شح الوقود وارتفاع أسعار الطحين والسكر

لندن: «الشرق الأوسط»

«مغلق بسبب عدم توفر الغاز».. عبارة علقها مطعم شعبي يبيع الفول والحمص (المسبحة) في سوق الشعلان إحدى أشهر أسواق المأكولات وسط العاصمة دمشق. وتوقع موزع غاز في حي المهاجرين في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «تشتد أزمة الغاز بعد توتر الوضع الأمني في منطقة عدرا وتعرض معمل الغاز المنزلي للإغلاق لفترة ثم إعادة تشغيله بإنتاج أقل، وتعرض خط الغاز الرئيسي الذي يزود العاصمة للتخريب».

وأزمة شح الغاز وارتفاع أسعار الأنبوبة إلى أكثر من ستة أضعاف عن التسعير الحكومي، بدأت منذ أكثر من عام لعدة أسباب منها صعوبة النقل وتوصيل المادة إلى المدن والبلدات، ولكنها اشتدت في دمشق مؤخرا مع اضطراب الأوضاع في منطقة عدرا شرق دمشق، حيث يقع أكبر معامل الغاز المنزلي في البلاد والمزود الرئيسي للعاصمة وريفها بهذه المادة.

ورغم ما أعلنته الحكومة عن تعهد فرع المؤسسة العامة الاستهلاكية بدمشق بتوزيع الغاز المنزلي عبر 10 من مراكزه في دمشق وزيادة عدد تلك المراكز لاحقا، وبيع الأنبوبة بالسعر الرسمي (260 ليرة علما بأنها تباع في الأسواق بأكثر من ثلاثة آلاف)، فقد فوجئ الدمشقيون بإغلاق عدد من المحال والمطاعم والأفران الشهيرة في أسواق الشعلان والصالحية والتي تعد الأكثر حيوية في العاصمة، لعدم توفر الغاز ووصول سعر الأنبوبة إلى 4500 ليرة، علما بأن قيمة الدولار تتراوح بين 92 و96 ليرة سورية، الأمر الذي انعكس على أسعار المأكولات عموما فارتفعت أسعارها عدة أضعاف. ومن المطاعم التي اضطرت لإغلاق أبوابها لعدة أيام مؤخرا بسبب أزمة الغاز المطعم الصحي ومطعم مرايا ومحل حلويات الشويكي بالشعلان ومطعم الحمرا، ومطاعم فول شعبية في الطلياني والشعلان، وفرن لخبز الصاج ومحل شاورما بالشعلان. كما توقف محل حلويات «سميراميس» الشهير عن صناعة الحلويات. ومن تلك المطاعم من عاد للعمل بعد تأمين بدائل عن الغاز بإنتاج أقل وأسعار أعلى بكثير.

شح الغاز المنزلي أدى إلى زيادة الضغط على استهلاك الكهرباء ومعظم السوريين يلجأون إلى استخدام سخانات الهيلوجين والكهرومغناطيسية والميكرويف لأغراض الطهي المنزلي، وباتت تلك السخانات ذات المنشأ الصيني إحدى أكثر السلع رواجا في الأسواق المحلية، فتراها في محلات الأدوات الكهربائية وعلى البسطات في الشوارع إلى جانب الألبسة والسلع الضرورية، ذلك في وقت تتفاقم فيه أزمة توفر الكهرباء، حيث يتجاوز معدل انقطاع الكهرباء في بعض المناطق خمس ساعات يوميا. فمن ما زال لديه قليل من الغاز يوفره لأيام انقطاع الكهرباء.

وإن تمكن السوريون من استبدال البوتاجاز بالسخانة فإن ذلك يبدو مكلفا وصعبا على المطاعم، لا سيما الشعبية منها التي تشكل الطبقة الوسطى النسبة الغالبة من زبائنها.. فضلا عن كون غالبية المطاعم التي توقفت عن العمل تعد من معالم أسواق دمشق وعليها إقبال شديد لسمعتها التي اكتسبتها على مر عقود طويلة منها المطعم الصحي في شارع العابد الشهير بمطبخه الشامي، وتلبية طلبات المنازل وولائم المناسبات، ومحل حلويات سميراميس العريق والشهير بحلوياته الدمشقية، والذي بنى سمعته بالجودة منذ إنشائه عام 1937. وتقول السيدة هنادي، إحدى زبائنه منذ عشرين عاما: «توقعنا كل شيء إلا أن نصل إلى يوم يتعطل فيه المطعم الصحي أو يتوقف محل حلويات سميراميس عن صناعة أفخر الحلويات الشامية ويكتفي بتلبية طلبات الطبخ للمناسبات، فهذه المطاعم التي تقدم أجود أصناف المأكولات والحلويات الشامية التقليدية، معظم زبائنها من أبناء الطبقات الثرية، كما يعتمد (سميراميس) في بيع مصنوعاته على التصدير إلى الخارج فكيف يغلق لعدم توفر المواد والمحروقات؟!».

أحمد، عامل في محل صناعة حلويات، أوضح أنه «ارتفعت بشكل كبير أسعار الطحين والسكر وباقي المواد الأولية المستوردة لصناعة الحلويات ذات الجودة العالية، هذا إن توفرت، ولا يمكن استبدالها بأنواع أرخص للمحافظة على الأسعار والزبائن لأن المحل اكتسب سمعته من جودة صناعته، لذلك كان صاحب المحل يفكر بالتوقف عن صناعة الحلويات والاكتفاء بالمطبخ وجاء فقدان الغاز ليسرع باتخاذ هذا القرار». ويقول إن أكثر من 30 عاملا في المحل فقدوا عملهم، وتابع: «إنها كارثة حقا، كنا نظن أن صناعة المأكولات هي الوحيدة التي يمكنها الاستمرار في الحرب، لكن يبدو أننا كنا مخطئين». ويشير أحمد إلى أنه دعا خطيبته إلى كافيتريا في الطلياني قريبا من الشعلان لتناول حلويات غربية، فاعتذر عامل الكافيتريا عن عدم تقديم معظم أصناف الكاتو والتورتة لعدم توفر الكريمة، فاضطر إلى تناول الآيس كريم المثلج مع خطيبته في عز الشتاء.

شكل إغلاق تلك المطاعم حدثا بالنسبة لسكان وسط العاصمة الذين يعتمدون في طعامهم اليومي على تلك المحلات سواء المحلات الشعبية منها الفول والشاورما أو المطابخ التي تقدم وجبات طعام محلية بأسعار معقولة. وهناك من رأى في ذلك مؤشرا كارثيا عن قرب فقدان دمشق المعروفة بمأكولاتها الشهية لجزء مهم من هويتها التراثية والحياتية. تقول هنادي: «يمكن تخيل كل شيء إلا دمشق من دون حلويات ومأكولات شامية».

أردوغان: الأسد ديكتاتور ولن نسكت عن جرائمه

قال من الشارقة: لن نصمت على النفاق في العراق

الشارقة: سوسن الأبطح ومحمد نصار

اعتبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى الاتصال الحكومي» الذي افتتح أعماله في الشارقة أمس أن «الساكت عن الحق هو شيطان أخرس» مؤكدا «أننا لن نسكت عما يحدث في سوريا من قتل، ولا بد من رفع الصوت ضد الظلم، إن رفع الصوت قد يزعج البعض، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن هناك أطفالا ونساء يموتون أمام أعيننا في فلسطين وغزة ولن نكون ساكتين، سنوصل رسالتهم إلى كل العالم». وأضاف أردوغان: «في سوريا يسقط الكثير من الأبرياء كل يوم، ولن نسكت عن الديكتاتور والشيطان بشار الأسد، الذي يقتل شعبه، ولن نبقى ساكتين عن النفاق الذي نراه في العراق، كما أننا لم نسكت كذلك عن الصومال وأفغانستان. نحن ضد الظلم وسنكون له دائما بالمرصاد».

وقال أردوغان في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الاتصال الحكومي الذي يقام في «إكسبو الشارقة»: «بأن عينا لا ترى ما يحدث في فلسطين وسوريا هي عين عمياء، ولسان لا يتكلم بما يدور هناك هو لسان أبكم. وكل تواصل مبني على أساس طائفي هو تواصل كاذب ومنافق. وإذا كنا نرى ما يحدث للأطفال والنساء في سوريا، ولا نشعر بهذا الكذب والنفاق، فنحن لا نرى شيئا، في حقيقة الأمر».

وشدد أردوغان على أهمية التواصل باللسان مع الناس، والصدق، قائلا إن سر نجاح حكومته طوال الفترة الماضية هو التركيز على التواصل المستمر مع الشعب والاعتماد على الصدق في كل شيء يقال. وأضاف أردوغان: «كل تواصل لا يكون من القلب إلى القلب هو تواصل منقوص، ولا بد من أن تتطابق الأقوال مع الأفعال». شارحا أهمية الاتصال بين الحكومات وشعوبها قائلا، بأنه «إذا كان لا يعكس المحبة فإنه يعتبر هدرا للوقت. وقال أردوغان: إن «العالم أصبح قرية صغيرة ويجب أن نجعل وسائل الاتصال بمثابة وسائل محبة وصفاء وإلا أدى ذلك إلى الظلم والفتنة، ورغم تعدد هذه الوسائل فإن ابتعاد الأديان عن بعضها يجعل هذه الوسائل عديمة الفائدة، وعبارة عن ألعاب بين أيدينا».

وقال أردوغان خلال كلمته بأنه خلال حملته الانتخابية زار أكثر من 50 مدينة تركية كان لسانه دائما هو الوسيلة الأبرز والأهم في إيصال رسالته الانتخابية إلى الشعب. ويستمر منتدى التواصل الحكومي الذي دعت إليه الشارقة يومي والأحد والاثنين، ويحضره إعلاميون وكتاب وشخصيات شاركت في صنع القرار، وحضر الجلسة الافتتاحية الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي قال إن «المشكلة في المنطقة اليوم هي انعدام الثقة، بين الحكام والشعوب كما أن المواطنين يشعرون أنهم مبعدون عن المشاركة في اتخاذ القرار». مضيفا القول «إن ما يحدث في الشرق الأوسط حاليا لم تتضح معالمه بعد، لكن إذا لم يتم التفاهم بين الحكام والناس سيتوقف المستقبل».

إلى ذلك التقى أردوغان بالمعارض المصري والمرشح الرئاسي السابق عمرو موسى الذي كان حاضرا أيضا في المؤتمر، حيث جمعتهما مأدبة غداء أقامها حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي على هامش جلسات المنتدى الذي حمل شعار «تواصل فعال.. خطاب موحد».

وانطلقت فعاليات الدورة الثانية من منتدى الاتصال الحكومي الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي، ويشارك فيه أكثر من 2500 من صناع القرار وكبار الشخصيات السياسية والإعلامية العربية والدولية، وذلك في مركز «إكسبو الشارقة» ويستمر لمدة يومين.

النظام السوري غير راضٍ عن برّي

نـاجـي يـونـس

رأى مصدر لبناني مقرّب جداً من النظام السوري أن “القناعة الدولية تزداد بأن النظام السوري سيستعيد زمام المبادرة، وسيكون الرابح الأساسي في أي تسوية مقبلة، لذلك سارعت الدول العربية والمجتمع الدولي إلى الحفاظ على الستاتيكو في لبنان، قبل أن ينتصر النظام ويفرض ما يشاء في المعادلة اللبنانية، وتحديداً في الانتخابات النيابية وما بعدها لأن التوازن القائم مطلوب دولياً”.

واعتبر المصدر في حديث إلى موقع “NOW” أن “الضغوط ستتصاعد لإقرار قانون جديد للانتخابات، ومن المرجّح أن يحصل كل ذلك قبل 5 آذار ليتسنّى لوزارة الداخلية دعوة الهيئات الناخبة بموجب المواعيد الإلزامية، وإجراء الانتخابات في 9 حزيران المقبل”.

وأشار المصدر إلى أنه “إذا فرضت الظروف حاجة إلى مزيد من الوقت، فهناك تجربة العام 2005 حيث مُدِّدت ولاية مجلس النواب 20 يوماً أٌجريت في خلالها الانتخابات”. وتابع: “إلاّ أن كل الاحتمالات تبقى قائمة، وقد تصل مساعي الاتفاق على قانون مختلط بين النسبية والأكثرية إلى حائط مسدود، فحينها يسارع الرئيس نبيه بري إلى تحديد جلسة عامة يقرّ فيها مشروع اللقاء الأرثوذكسي”، مرجحاً في هذه الحال “وقوع مفاجآت حيث قد لا تتوافر الأكثرية لإقراره”، وأكد المصدر نفسه أنّ “النواب البعثيين والقوميين الأربعة (عاصم قانصوه، وقاسم هاشم، وأسعد حردان، ومروان فارس) سيحضرون هذه الجلسة التشريعية وسيقفون ضد الأرثوذكسي”.

المصدر القريب من دائرة القرار في دمشق اعتبر أن “برّي يلعب على الحبال وهو يمسك العصا من نصفها، ويهادن الجميع، والأهمّ عنده تجديد ولايته في رئاسة المجلس، كما أنه لم يتعاطَ مع النظام السوري طيلة عامين، والمسؤولون السوريون غير راضين عنه”.

ولفت المصدر في مجال آخر إلى أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “يتبع مسار النائب وليد جنبلاط في الانفتاح على الرئيس بري وعبره يبعث بالرسائل الايجابية لحزب الله”. لكنّه أشار إلى أن “حزب الله يرفض أي تقارب مع جعجع، إذ في ذلك رسائل غير ايجابية للعماد ميشال عون الذي يحرص الحزب على تعزيزه بكل الوسائل وتلبية كل طلباته، إضافة الى ان الحزب لا يمكنه أن يُغضب الرئيس عمر كرامي الى ابعد الحدود”.

المصدر شدد على أن “دمشق لا تريد التمديد للرئيس ميشال سليمان” في رئاسة الجمهورية، ورأى أن أبرز المرشّحين للرئاسة هم الوزير السابق جان عبيد، وقائد الجيش جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وحول ما يقال عن مشاركة “حزب الله” في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب نظام الأسد، قال المصدر إن “الجيش السوري يسيطر على حمص، وهو لا يحتاج الى حزب الله لمساعدته في ضرب المسلّحين في هذه المنطقة وكذلك في سائر المحافظات السورية”. لكنّه استدرك قائلا: “هناك حوالى 20 قرية لبنانية أغلبية سكانها من الشيعة، وهم لبنانيون، لكنها موجودة في الداخل السوري. ولهؤلاء أقاربهم وروابطهم مع لبنان، بالتالي بينهم من يؤيد كل الأحزاب والتيارات اللبنانية، وهؤلاء يحمون أنفسهم بأنفسهم، وتلقّوا السلاح والمال والتدريب من الاحزاب خصوصا حزب الله و”أمل” والقومي والبعثي”.

وختم المصدر: “من هنا ليس صحيحاً أن حزب الله سيتورط في الحرب السورية لإقامة ممر في حمص يسهم في وصل المناطق العلوية مع الشيعة في البقاع الشمالي”.

لبنان يدعو سوريا لوقف قصف أراضيه

دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الأحد الجانب السوري إلى الامتناع عن إطلاق القذائف باتجاه الأراضي اللبنانية، في حين شجب رئيس الوزراء نجيب ميقاتي استهداف المناطق اللبنانية الحدودية لا سيما وادي خالد شمال البلاد بالقذائف، وذلك في أعقاب مقتل لبنانييْن وجرح خمسة آخرين جراء قصف المنطقة.

وأعرب سليمان -في بيان- عن أسفه لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جراء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية مع سوريا، ودعا الجانب السوري إلى الامتناع عن إطلاق النار والقذائف في اتجاه الأراضي اللبنانية.

وأكد ضرورة الاستمرار في التزام الموقف المحايد القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وخاصة سوريا.

وبدوره، شجب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي استهداف المناطق اللبنانية الحدودية لا سيما وادي خالد شمال البلاد بالقذائف، نتيجة المواجهات داخل المناطق السورية المتاخمة للحدود اللبنانية الشمالية مع سوريا.

وقال ميقاتي -في تصريح له مساء الأحد- “إننا نشجب سقوط ضحايا لبنانيين جراء أحداث لا ذنب لهم بها، وندعو السلطات السورية المعنية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال”.

وأضاف أنه طلب من وزير الخارجية عدنان منصور إبلاغ السلطات السورية رسميا رفض لبنان هذا الأمر، ومطالبته بعدم تكرار حصوله.

وكان مواطن قتل أمس السبت وأصيب شقيقه بجروح بعد سقوط قذيفة مدفعية في منطقة وادي خالد المحاذية للحدود السورية، كما قتل مواطن آخر اليوم وجرح آخر بسبب إطلاق نار من الجانب السوري في المنطقة نفسها.

مساع لثني الائتلاف السوري عن مقاطعة لقاء روما

الائتلاف السوري علق زيارات إلى موسكو وواشنطن ومشاركته في لقاء روما (الفرنسية) قال مسؤول أميركي إن بلاده تبذل جهودا لإقناع الائتلاف الوطني السوري المعارض بالمشاركة في لقاء مخصص لدعم المعارضة السورية مقرر في روما نهاية الشهر الحالي، وبينما رحبت باريس بسعي الائتلاف لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، يلتقي اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بنظيره الروسي سيرغاي لافروف.

وأعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أمس الأحد أن بلاده تحاول إقناع المعارضة السورية بعدم مقاطعة مؤتمر روما المقرر يوم 28 فبراير/شباط الجاري والذي سيشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وقال المسؤول الأميركي في الطائرة التي كانت تقل كيري من واشنطن إلى لندن -المحطة الأولى في جولته الأوروبية والعربية- إن واشنطن وحلفاءها يحاولون إقناع المعارضة السورية “بالفرصة المتاحة لهم في روما للقاء البلدان التي تدعمهم أكثر، وليعرضوا لنا الوضع الميداني على الصعيد الأمني والإنساني والسياسي والاقتصادي”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الذي لم تكشف عن هويته قوله إن الاجتماع سيكون فرصة أيضا للقاء الائتلاف بوزير الخارجية الأميركية الجديد، وأوضح أن السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد توجه إلى القاهرة لإقناع مسؤولي الائتلاف، رغم إقراره بوجود “مشاورات (للمعارضة السورية في الداخل والخارج) بشأن المصلحة الكامنة في حضور مؤتمرات دولية”.

وكان الائتلاف السوري المعارض أعلن السبت تعليق زيارات مقررة إلى واشنطن وموسكو وكذلك بالنسبة لمشاركته في مؤتمر روما لدعم المعارضة وذلك “احتجاجا على الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري”، وخصوصا بعد القصف الذي تعرض له الجمعة أحد أحياء مدينة حلب بصواريخ باليستية.

ترحيب فرنسي

من جانب آخر رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بإعلان المعارضة السورية تشكيل حكومة موقتة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها، داعيا إياها إلى “مواصلة عملها الإيجابي”.

وقال فابيوس لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش زيارة رسمية إلى كولومبيا “ننظر بكثير من الاهتمام إلى أن الفكرة التي أطلقناها والقاضية بالتمكن من إقامة حكومة، اعتمدها الائتلاف” السوري المعارض. وأضاف “نحن إلى جانب الائتلاف الوطني السوري ونأمل أن يواصل عمله الإيجابي”.

وأعلن الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد معاذ الخطيب السبت تشكيل حكومة موقتة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وأشاد وزير الخارجية الفرنسي بـ”الشجاعة التي أظهرها الخطيب” متحدثا خصوصا عن استعداد الأخير “للقاء أعضاء في النظام شرط عدم لقاء (الرئيس السوري) بشار الأسد”. وتابع “كنا أول الداعمين للائتلاف. نعتقد أنه يلعب دورا مهما للغاية”.

من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة لن تبقى صامتة “أمام الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري”.

وشن رجب طيب أردوغان هجوما حادا على الأسد، ووصفه بأنه “شيطان أخرس ودكتاتور ظالم”. وقال أردوغان أثناء مشاركته في منتدى الاتصالات الحكومي في الإمارات العربية المتحدة، إن النظام السوري التزم الصمت حيال احتلال جزء من بلاده لعشرات السنين، في إشارة للجولان الذي تحتله إسرائيل.

وقال في هذا السياق “لن نسكت أمام دكتاتور سوريا الظالم، لن نسكت أمام شيطانها الأخرس، الذي التزم الصمت وبلع لسانه حيال احتلال تراب دولته لعشرات السنين، في الوقت الذي يقتل فيه شعبه ويمارس ضده المجازر”.

لقاء موسكو

وفي سياق متصل يلتقي اليوم في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره السوري وليد المعلم لبحث الوضع في سوريا وإمكانية بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة.

وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن لقاء اليوم سيتم وراء أبواب مغلقة ولن يعقبة مؤتمر صحفي، وأشار إلى أن اللقاء سيتطرق إلى النتائج التي توصلت إليها قمة روسيا والدول العربية التي احتضنتها موسكو مؤخرا، إضافة إلى بعض النقاط المتعلقة بالأسلحة الروسية إلى سوريا.

وأوضح أن قرار الائتلاف السوري تعليق زيارة الخطيب لموسكو التي كانت مقررة في وقت لاحق، سيقلص من فرص التوصل إلى اتفاق بشأن لقاء بين المعارضة السورية وأطراف من النظام السوري.

وكان عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سليمان الحراكي كشف أن نبيل العربي أبلغ وفدا من المعارضة التقاه أمس بالقاهرة بأن هناك تزحزحا في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية وقبوله بنقل السلطة، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

الهيئة العامة للثورة السورية : الجيش الحر يسقط طائرة ميغ في حلب شبكة شام: عشرات الجرحى في قصف بالطيران على بلدة بيلون بريف إدلب مراسل الجزيرة نت في عمان عن شهود عيان: دخول طائرة سورية من الحدود باتجاه مدينة المفرق الأردنية، ومصدر رسمي أردني يرفض تأكيد أو نفي الخبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم يبدي استعداده للحوار مع ما وصفها بالمعارضة المسلحة الهيئة العامة للثورة السورية: إطلاق صاروخ سكود من الناصرية بريف دمشق باتجاه شمال سوريا الشبكة السورية لحقوق الإنسان: عشرة قتلى بنيران قوات النظام اليوم معظمهم في إدلب ناشطون: الجيش السوري الحر يتصدى لقوات النظام أثناء محاولتها اقتحام القرى المحيطة بمدينة يبرود بريف دمشق ناشطون سوريون: قوات النظام تقصف بصواريخ بعيدة المدى مدينة دوما بريف دمشق أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير عدد من المباني السكنية. قوات النظام السوري تقصف بالطيران الحربي والمدفعية الزبداني ومضايا وداريا وحرستا بريف دمشق

140 قتيلا وتواصل المعارك بحلب

وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 140 شخصا برصاص قوات النظام في سوريا أمس الأحد، معظمهم في دمشق وريفها وحلب، وبينهم 11 طفلا. بينما تتواصل المعارك بين قوات النظام السوري والجيش الحر في محيط مدرسة الشرطة ببلدة خان العسل، المشرفة على مدينة حلب.

وسيطر الثوار على مستودعات الكهرباء قرب مدرسة الشرطة، آخر معاقل الجيش السوري النظامي في غرب حلب. وقال الجيش الحر إنه تمكن من السيطرة على القسم الشمالي من البلدة، وهي مدخل مهم لمدينة حلب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المقاتلين المعارضين يحاصرون مدرسة الشرطة، ووصف المواجهات بأنها شرسة، وتحدث عن “خسائر في صفوف المعارضين”.

كما ذكر المرصد أن كل غرب محافظة حلب سيكون قد خرج من سيطرة النظام إذا تمكن المعارضون من السيطرة على مبنى المدرسة.

جاء ذلك بينما شن الجيش النظامي هجمات جديدة على مواقع للثوار في شرق مدينة حلب، حيث تجري محاولات للسيطرة على مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري المجاور له. وقال الجيش الحر إنه تمكن من السيطرة على القسم الشمالي من البلدة التي تعد مدخلا مهما لمدينة حلب.

قصف صاروخي

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن قتلى وجرحى سقطوا جراء سقوط صاروخ من نوع “سكود” على قرية تل شغيب بريف حلب. وأفاد ناشطون بأن ثلاثة صواريخ أُطلقت أمس الأحد باتجاه الشمال السوري، وقالوا إن مصدر الصاروخ هو اللواء 155 في بلدة القطيفة بريف دمشق.

ومن جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن صواريخ أرض/أرض الثلاثة التي استهدفت أحد أحياء حلب شمال سوريا الجمعة أسفرت عن مقتل 58 شخصا من بينهم 36 طفلا، مشيرا إلى أن حصيلة القتلى ارتفعت بعد انتشال جثث نساء وأطفال من تحت الركام السبت في حي طريق الباب.

وفي محافظة اللاذقية (شمال غرب)، قصفت دبابات للجيش موقعا للثوار في ناحية ربيعة، بحسب المرصد.

وفي دمشق، كثف طيران النظام السوري غاراته على الغوطة الشرقية، وقصف مناطق دوما وسقبا وبيت سوا والأشعري، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

كما استهدف الطيران مناطق سكنية في دوما والمخبز الآلي الأكبر في الريف الدمشقي.

وفي السياق، أفاد ناشطون بمقتل الفنان ياسين بقوش في حي العسالي بدمشق إثر إطلاق قوات النظام قذيفة “آر بي جي” على سيارته. وقد تمكن عناصر الجيش الحر من سحب جثته من السيارة التي كان يقودها، ونقل إلى مستشفى فلسطين.

وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن بقوش قتل نتيجة قذيفة أطلقتها من تسميهم “المجموعات الإرهابية المسلحة”.

منشأة نووية

وفي تطور آخر، سيطر مقاتل الجيش السوري الحر على موقع المنشأة التي يشتبه في أنها مفاعل نووي دمرته الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل ستة أعوام غرب دير الزور.

وقال المتحدث باسم القيادة الشرقية المشتركة للجيش السوري الحر عمر أبو ليلى إن المبنى الوحيد الذي عثر عليه المقاتلون في الموقع مستودع به صاروخ سكود واحد على الأقل. وأضاف أن الموقع حول فيما يبدو إلى قاعدة لإطلاق صواريخ سكود، ولم تعد فيه أي مبان أخرى.

وعلى صعيد آخر، أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 1207 قتلى قضوا خلال أسبوع واحد، بمعدل قتل يومي بلغ 151 شخصا، معتبرة إياه “من أعلى المعدلات خلال مسيرة الثورة السورية، وذلك بسبب توسع الحكومة السورية في استخدام صواريخ سكود وارتكابها عشرات المجازر”.

وأوضحت أن 172 طفلا قتلوا، أي بمعدل 22 طفلا في اليوم الواحد، وهو أيضا من أعلى معدلات قتل الأطفال. أما النساء فقد قتلت منهن القوات الموالية للحكومة السورية 78 امرأة.

المعلم: السلطات السورية مستعدة للحوار مع المعارضة المسلحة

معاذ الخطيب: النظام هو الذي عطّل المبادرة لأنه أقصى أبسط المطالب فيها

موسكو – فرانس برس

أعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، استعداد نظام الأسد لإجراء حوار مع المعارضة المسلحة، وقال من موسكو بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن النظام السوري مستعد للحوار مع كل من يرغب، بمن في ذلك المعارضة المسلحة، مضيفاً أن الإصلاحات في سوريا لن تأتي إلا عبر الحوار.

ومن جهته، قال لافروف إن المزيد من الدماء في سوريا سيؤدي إلى انهيار البلاد، مضيفاً “أن لا حل مقبولا في سوريا إلا الحل السياسي”.

وفي المقابل صرّح معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض من القاهرة، بأنه التقى لخضر الإبراهيمي، وأكد أن الائتلاف يطالب كل الدول العربية والأجنبية بالتدخل لإيقاف القصف اليومي الوحشي على المدنيين في سوريا.

وأشار إلى أن روسيا وقفت في وجه إصدار إدانة دولية لقصف النظام الشعب السوري بصواريخ سكود.

وحول مبادرته قال الخطيب إن النظام هو الذي عطّل المبادرة عندما أقصى أبسط الأمور الإنسانية وهي إطلاق سراح المعتقلين.

وأكد أنهم مستعدون للذهاب باتجاه أي خطوة لإيقاف قتل السوريين.

وتشهد الساحة السياسية حراكاً دولياً بشأن الملف السوري، فبينما أعلنت واشنطن أن وزير خارجيتها يسعى لإقناع ائتلاف المعارضة السورية بحضور اجتماعات روما، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن روسيا والصين بدأتا تدركان أن على الرئيس السوري أن يرحل، أما فرنسا فقد رحبت بإعلان المعارضة السورية حكومة مؤقتة في الأراضي التي تسيطر عليها.

باريس تعيش يوماً تحت شعار “سوريا في القلب

شخصيات سياسية وفكرية وثقافية فرنسية تقيم يوما تضامنيا مع الشعب السوري

باريس – سعد المسعودي

تحت شعار “سوريا في القلب” عاشت باريس يوما طويلا للتضامن مع الشعب السوري.. شخصيات سياسية وفكرية فرنسية وعربية تجمعوا في معهد العالم العربي وأقاموا معرضا للكتاب والأشغال اليدوية السورية وسوقا شعبيا خصص ريعه لمساندة السوريين.

وتقول جانيت حلبي لـ”العربية.نت” إننا هنا نستقبل الفرنسيين وجميع زوار باريس ونزودهم بالمنشورات والكتب وهذه المسكوكات الفلكلورية ونترك للزائر أن يضع مبلغا حسب إمكانياته ثم نرسلها إلى الثورة السورية.

أطباء وسياسيون وصحفيون زاروا الأراضي السورية المحررة، تحدثوا عن مشاهداتهم التي لم يتم بثها عبر وسائل الإعلام لبشاعتها طالبو المجتمع الدولي بتقديم بشار الأسد الى محكمة الجنايات الدولية للجرائم التي ارتكبها، ويقول المحلل السياسي والباحث زياد نجم “علينا مساندة الثورة لانريد أن نأتي السنة القادمة هنا لنتحدث نفس الموضوع لابد من إنهاء معاناة الشعب السوري كما شدد سفير سوريا الذي عينه الائتلاف الوطني السوري منذر ماخوس أن ماقامت به اليوم هذه الشخصيات الفرنسية من سياسية وفكرية وإعلامية يشكل حافزا للكثير من الدول الأوروبية لكي تقوم بواجباتها اتجاه وقف بطش النظام السوري وحان الوقت لتسليح الجيش الحر ليتمكن من تحقيق النصر.

وقد تبرع عدد من الفنانين المشاركين لدعم الثورة السورية ومنهم فنان الكاريكاتير الفرنسي بلانتو الذي التقى بفنان الكاريكاتير السوري علي فرزات وأكدا بأن القلم يحارب الديكتاتوري وقدما درسا شاملا عن استخدام الكاريكاتير في دعم ثورات الشعوب وتعرية الأنظمة الفاسدة.

وقال رسام الكاريكاتير الفرنسي بلانتيو “نحن ومن خلال لغة رسومنا الساخرة نحاول معرفة مشاكل الناس وعلي فرزات بيده الذكية يرسم الآن بقلمه الذي أرق النظام السوري وقام بحرق قلبه ويده”.

فيما أكد رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات بأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر وقال “أنا أسأل بشار الأسد وهو يقول بأنه يحارب الإرهاب هل هذا القلم هو إرهاب لماذا يخاف ظله ويخشى شعبه لأنه يعرف حجم الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري كل يوم”.

كوستا غافراس ونتالي باي وبيبدوس وفنانون آخرون أعطوا للشعب السوري موعدا بأن العالم سيحتفل قريبا بانتصارهم. وناقشوا في ندوة موسعة حول مستقبل سوريا

وقال رئيس معهد العالم العربي “جاك لانغ” هذا يوم للتضامن مع الشعب السوري أردنا من خلاله أن نبين للعالم وللشعب السوري بأننا في فرنسا ندين مجازر النظام السوري ضد شعبه”.

فيما أكدت مديرة المعهد منى خزندار أن استجابة الفنانين والشخصيات في المشاركة في إنجاح هذا الحدث المهم دليل على صدق العلاقة مع الشعب السوري وأن نجاح هذا الاحتفال الكبير سيشجعنا على إقامة حفلات تضامنية أخرى.

ميزت الحفل موسيقى وغناء بمشاركة عربية وفرنسية، كما قدمت الفرنسية سافو مقاطع لشعراء سوريين كما أدت بعض أغنيات أم كلثوم. وتعالت الأصوات في الصالة مطالبة فرنسا والاتحاد الأوروبي بأن يساعد الجيش الحر والثورة السورية.

سوريا والنووي الإيراني أبرز قضايا كيري في جولته الأوروبية

جهود حثيثة لإقناع “الخطيب” بالتراجع عن قرار مقاطعة مؤتمر روما للدول الصديقة لسوريا

واشنطن – هشام ملحم

سارع المسؤولون الأمريكيون قبل مغادرة وزير الخارجية جون كيري لواشنطن للبدء بجولته الأوروبية والشرق أوسطية إلى محاولة إقناع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ورئيسه معاذ الخطيب بالتراجع عن قرار مقاطعة مؤتمر روما للدول الصديقة لسوريا.

وقالت مصادر أمريكية وسورية معارضة إن الوزير كيري ومساعديه الذين فوجئوا بقرار المقاطعة يقومون باتصالات حثيثة لإنقاذ أهم بند على جدول أعمال كيري، أي الحرب في سوريا والتي سيناقشها كيري مع المسؤولين في محطاته الأوروبية وكذلك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي سيلتقيه هذا الأسبوع في برلين، قبل أن يتوجه الى مصر والسعودية والإمارات وقطر حيث ستكون سوريا، والبرنامج النووي الإيراني ودور طهران في سوريا من أبرز القضايا التي سيبحثها.

وكشفت مصادر أمريكية مسؤولة لـ”العربية” أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون تخطت خلال المداولات بين كبار المسؤولين حول سياسة واشنطن تجاه الحرب السورية، توصيتها تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، حين اقترحت شن هجمات مباشرة ضد مواقع داخل سوريا.

إقناع الرئيس الأسد بتغيير حساباته

وقالت المصادر إنه خلال اجتماع لبحث الحرب في سوريا للمسؤولين الكبار المعنيين بالشؤون الأمنية والخارجية، لم يشارك فيه الرئيس أوباما، اقترحت كلينتون بعث رسالة واضحة للرئيس السوري بشار الأسد حول حزم الولايات المتحدة واستعدادها للتصعيد، وذلك من خلال قصف مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية.

وكانت مصادر أمريكية قد أعربت عن تخوفها قبل بدء جولة كيري من أن تؤدي الخلافات بين جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري، الذي يشكل مكوناً هاماً في الائتلاف الوطني، وبين معاذ الخطيب وغيره من قادة الائتلاف التي برزت الى العلن بعد إعلان الخطيب عن استعداده للتحاور مع عناصر في النظام السوري الى تعطيل فعالية الائتلاف.

وكان الوزير كيري قد قال إنه سيسعى خلال جولته الى التوصل الى وسائل تؤدي الى إقناع الرئيس الأسد بتغيير حساباته، وذلك في إشارة ضمنية الى أنه لا يزال بالإمكان التوصل الى “صيغة” مشتركة مع روسيا تؤدي إلى قبول عملية انتقالية سياسية تشمل تخلي الأسد ودائرة مستشاريه التي تضيف باستمرار عن السلطة.

ويرى فريد هوف، المسؤول السابق عن الملف السوري في الخارجية الأمريكية أنه لن يكون من السهل إقناع الاسد بقبول عملية انتقالية تؤدي في نهاية المطاف “الى تغيير النظام في سوريا”.

ويضيف هوف أن الأسد سوف يقاتل بشراسة لمواصلة سيطرته على دمشق.

ولا يستبعد هوف في حال وصلت جهود الوزير كيري الى طريق مسدود ولم تؤد الى تغيير حسابات الأسد أو حسابات موسكو، أن تضطر واشنطن عندها الى تغيير حساباتها وأن تعيد النظر في بعض مواقفها مثل رفض تسليح المعارضة أو حتى استخدام القوة العسكرية بشكل انتقائي ضد منشآت النظام.

الخطيب: زياراتي لموسكو وواشنطن تأجلت

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب إن زيارته للولايات المتحدة وروسيا لاجراء محادثات بشأن الأزمة في سوريا تأجلت.

وأوضح في تصريحات صحفية الاثنين أنه لا اتصالات بعد بين الائتلاف ودمشق، مردفا: “زيارة موسكو مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الأمور”.

وفيما إذا كان  على موقفه بشأن الموافقة على إجراء حوار مع ممثلين عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أكد الخطيب أن الائتلاف وضع محددات للحوار وتابع: “الحوار ليس كسبا للوقت او المماطلة والنظام رفض أبسط الأمور الإنسانية وهي إطلاق سراح المعتقلين، وقد طلبنا إطلاق سراح النساء أولا دون أن يتم اتخاذ أي خطوة في هذا الإطار”.

وأضاف: ” نحن دائما مستعدين لاتخاذ  القرارات التي تؤدي إلى ايقاف القتل والتدمير وعلى هذا النظام أن يفهم أن الشعب لم يعد يريده.. وهو الذي عطل المبادرة التي كان فيها بالفعل مفتاح الخلاص للشعب السوري كله”.

وردا على سؤال بشأن ما اذا كان ذلك يعني فشل المبادرة، أجاب: “نحن لم نقل إنها فشلت أو العكس، ولكن هذه المبادرة جرى وضع محددات لها، وإذا جاءت الحلول من خلال هذه المحددات فلا مانع منها ابدا.. حاليا لا يوجد إلا مبادرة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي والأفكار التي طرحها الائتلاف”.

المعلم: نقبل التفاوض مع “المسلحين”

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن دمشق مستعدة لاجراء محادثات مع المعارضة المسلحة في البلاد، وفقا لما ذكرت تقارير إعلامية.

وأضاف خلال زيارة إلى موسكو لاجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن الحكومة السورية مستعدة لإجراء حوار مع كل من يرغب في ذلك حتى مع من يحملون السلاح لأنها تعتقد أن الإصلاح لن يحدث عن طريق إراقة الدماء ولكن فقط عن طريق الحوار.

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض قال إنه مستعد للتفاوض على اتفاق سلام لإنهاء الصراع في سوريا ولكن بشرط تنحي الرئيس شار الأسد وألا يكون طرفا في أي اتفاق.

كيري.. والأزمة السورية

من جانب آخر، استهل وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولته الخارجية الأولى، وتشمل عددا من بلدان الشرق الأوسط. وتحتل الأزمة السورية صدارة مباحثاته مع الزعماء الذين يلتقيهم.

ويسعى جون كيري إلى الاطلاع والتعارف والاستماع إلى وجهات النظر والآراء المختلفة المتعلقة بالملفات التي سيبحثها، كمايرغب مضيفوه في معرفة إن كانت لديه أفكار جديدة بشأن هذه الملفات، ومنها خصوصا الملف السوري في ظل الأزمة المتفاقمة.

وتعد هذه الجولة الاستطلاعية ضرورية لرجل أمضى 28 عاما في مجلس الشيوخ الأميركي عضوا في لجنة العلاقات الخارجية، كما قضى الأعوام الأربعة الأخيرة منها رئيسا لهذه اللجنة.

وبعد محادثاته المرتقبة مع الحلفاء في كل من لندن وبرلين وباريس، يتوجه كيري إلى روما للقاء أعضاء من المعارضة السورية في حال مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا، فضلا عن مجموعة أوسع نطاقا من الدول الساعية لمؤازرة هذه المعارضة في مسعاها الذي مضى عليه ما يقرب من عامين لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقصر الرئيس الأميركي باراك أوباما الدعم الأميركي لسوريا على المعونات غير القتالية للمعارضة التي لاتزال ضعيفة التسليح، مقارنة بجيش الأسد وذلك رغم تقارير تفيد بتلقي هذه المعارضة أسلحة من بعض الدول.

وقال جون الترمان من مركز أبحاث الدراسات الاستراتيجية والدولية إنه رغم أن الإدارة الأميركية تبدو وكأنها تعكف على إعادة النظر في مسألة تسليح المعارضة السورية، إلا أن ثمة مؤشرات على أنها مقدمة على نهج جديد تجاه سوريا.

الناطق باسم ائتلاف المعارضة السورية: وعود وإغراءات غربية للعدول عن مقاطعة مؤتمر روما

روما (25 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد الناطق باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن “العديد من الدول العربية والأوربية تمارس ضغوطاً على الائتلاف لحثّه على التراجع عن قرار مقاطعة مؤتمر روما” لأصدقاء الشعب السوري المقرر الخميس المقبل

وأشار الناطق باسم الائتلاف وليد البني فى تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن ” دبلوماسيين غربيين يجتمعون مع قادة الائتلاف يومياً ليشرحوا لهم مزايا العودة عن القرار ويقدمون وعوداً بأن موضوع تسليح المعارضة ودعم الشعب والثورة السورية ستكون على الطاولة وأن قرارات مهمة ستُتخذ”، خلال اللقاء

وأوضح أن عدة دول غربية “قدّمت وعوداً جديدة وإغراءات” من أجل تغيير موقف الائتلاف من هذه المشاركة

وفي هذا السياق التقى رئيس الائتلاف معاذ الخطيب اليوم (الاثنين) بوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بالقاهرة، وأوضح الخطيب عقب اللقاء أن “الهدف الأساسي للقاء هو إقناع المعارضة السورية بالعدول عن قرار عدم المشاركة بمؤتمر روما لأصدقاء الشعب السوري

وأوضح الخطيب أن هناك “ضغوطاً تلقاها الائتلاف بشأن ضرورة المشاركة في المؤتمر”، وقال إن “عدة دول أكّدت على أنه سيصدر عن هذا المؤتمر قرارات لصالح الشعب السوري”، وأعلن أن “قيادة الائتلاف ستعقد اجتماعاً مساء اليوم بالقاهرة لحسم الموقف من المشاركة” في هذا المؤتمر

وكان الائتلاف قد قرر يوم الجمعة تعليق زيارة رئيسه إلى موسكو وواشنطن، وكذلك تعليق مشاركته في مؤتمر أصدقاء سورية بإيطاليا، رداً على عدم تحرك الغرب لردع النظام السوري بعد أن استخدم صواريخ بالستية (سكود) في قصف حلب ودمشق قبل أيام

مصدر دبلوماسي: خطة الإبراهيمي لسورية تتضمن بنداً واحداً يضمن وقف العنفبيروت (23 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي يحاول تمرير اتفاقية من بند واحد يركز على وقف إطلاق النار في سورية بين طرفي الصراع، ولا تشمل خطته في مراحلها الأولى سوى ضمان وقف العنف لفتح ثغرة لمناقشة حل سياسي للأزمة في سورية

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الإبراهيمي يركز حالياً على وقف العنف، وهذا هو البند الأساسي برأس جدول أعماله ويعمل عليه دون أن يكون هناك طريقة حصرية لكيفية تحقيق هذا الهدف”. وتابع “قضية موافقة كافة الأطراف على الحوار عملية معقدة، فهناك شروط من كلا الطرفين لا يقبل الطرف الآخر تحقيقها، كما أن الحوار مع شخصيات من النظام لا تمتلك الصلاحية الكاملة ليس حواراً وإنما صندوق بريد لإيصال الرسائل للقيادة الأمنية والعسكرية السورية” حسب وصفه

وأضاف “يعرف الدبلوماسي المخضرم الإبراهيمي أكثر من غيره هذه التعقيدات، ويدرك الأوروبيون أن البدء بأي حوار بين السلطة والمعارضة بإشراف دولي في الظرف الراهن، هذا إن وافق الطرفان، فإنه في الغالب لن يؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، هناك مقدمات وشروط موضوعية على النظام السوري تأمينها قبل بدء أي مفاوضات مع المعارضة، على رأسها منح المفاوض صلاحيات كاملة، وأن يكون هناك قرار أممي بإلزام كل الأطراف الالتزام بنتائج المفاوضات”

وأعرب الدبلوماسي عن خشيته من أن يطول أمد الصراع المسلح في سورية لأشهر طويلة أخرى وقال “مازالت موسكو متصلبة في موقفها المؤيد لبقاء النظام وتطالب بثمن عال لتغيير موقفها، وهو ثمن لا تقبل الولايات المتحدة أن تدفعه بسهولة، والتوافق الذي يتم الحديث عنه بين روسيا والولايات المتحدة نسبي وليس كاملاً وبحاجة للمزيد من المفاوضات بين الدولتين”. وأضاف “كما أن إيران متشددة جداً في وقوفها إلى جانب النظام والدفاع عنه حتى النهاية وتعرقل ما لا يضمن مصالحها، فيما يستمر النظام بالاعتقاد واهماً بأنه سينتصر عسكرياً، وتستمر دول وجهات عديدة قوية ومليئة بتسليح المعارضة، وصقور المعارضة السورية يرفضون المفاوضات قبل تنحي الأسد ورموز نظامه، كل هذا يدفع للتشاؤم بأن الوقت الذي تتوقف فيه لغة السلاح في سورية بعيد” حسب تعبيره

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري قد أعلنا أنهما مقتنعتان بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، فيما أعلن الأول أنه اتفق مع الأخير على ضرورة استغلال الفرصة التي قد تتيحها مفاوضات الحكومة السورية مع المعارضة

وتنقسم المعارضة السورية بين مطالب بتنحي الأسد كشرط لبدء المفاوضات، وبين من يضع شروطاً هامة وضرورية على النظام لا تتضمن تنحي الأسد كبداية وإنما كنتيجة للمفاوضات

الحكومة الإيطالية تدين إطلاق الصواريخ على حلب وتدعم مبادرة الائتلاف الوطني للانتقال الديمقراطي

روما (23 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعربت الحكومة الإيطالية على لسان وزير الخارجية جوليو تيرسي السبت عن “الاستياء البالغ” حيال القصف الصاروخي على مدينة حلب السورية الجمعة، وقال إنه “عنف مروع لا يمكن قبوله قط كونه طال الفئات الاضعف”، في إشارة إلى إن صواريخ أصابت منطقتين في المدينة شمالي سورية أسفرت عن تدمير منازل ودفن أسر بأطفالها تحت الأنقاض، بحسبما أفاد ناشطون في وقت سابق

وأعرب رئيس الدبلوماسية الإيطالية عن “التعازي والقرب من ذوي الضحايا”، وقال “إن السلوك غير المسؤول من جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الذي لا يتردد في استهداف السكان المدنيين يستحق الإدانة الأكثر قوة”، على حد تعبيره

وأعرب وزير الخارجية الإيطالي عن “الأمل في عملية سياسية ذات مصداقية على أساس مقترحات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الممثل الوحيد للشعب السوري، من شأنها إنهاء هذا الصراع في أقرب وقت ممكن عبر الشروع في العملية الانتقالية الديمقراطية وسيادة دولة القانون” في سورية

زعيم لمقاتلي المعارضة السورية يقول إنه لا محادثات قبل تنحي الأسد

بيروت (رويترز) – قال العميد سليم إدريس رئيس هيئة قيادة عسكرية سورية معارضة يوم الإثنين إنه لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات لانهاء الصراع إلى أن يتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وإلى أن تجري محاكمة قادة بالجيش وقوات الأمن.

وأضاف لقناة العربية التلفزيونية الفضائية أن المعارضة المسلحة لن تذهب إلى المحادثات إلى أن تتحقق هذه المطالب.

وكان يتحدث بعد أن قال وزير الخارجية السورية وليد المعلم في موسكو إن الحكومة مستعدة لاجراء محادثات مع معارضي الأسد المسلحين.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

المعلم: قالها ولم يقلها

مازن السيّد

 هل قالها وليد المعلم؟ هل أعلن النظام السوري أنه مستعد للتفاوض مع المعارضة المسلحة؟

كلمةٌ واحدة تمثّل المسافة بين ما يروّج له من موسكو حول مواقف النظام، وبين ما يريد هو نفسه إظهاره لمناصريه وحلفائه محلياً وإقليمياً.

وزير الخارجية السوري الذي يزور موسكو ويلتقي نظيره سيرغي لافروف، نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية والوكالات قوله إن “الحكومة السورية مستعدة للحوار مع كل من يريده حتى من يمسك السلاح في يديه” (بحسب نص قناة “روسيا اليوم” وتحت عنوان المعلم: مستعدون لمحادثات مع المعارضة المسلحة”).

 أما وكالة “سانا” السورية الرسمية، ذات السوابق في اقتطاع الكلام، فوضعت على لسان المعلم أن النظام مستعد للحوار مع “كل من يرغب بالحوار في الداخل والخارج بمن في ذلك من حمل السلاح وألقاه، لأن الإصلاح لا يتحقق بسفك دماء السوريين وإنما عبر الحوار”. وبذلك، يفقد العرض السوري بالحوار أية قيمة مضافة مقارنة بما سبقه، ليعود إلى مصاف التكرار.

 ربما هي صيغة الفعل الماضي “حمل” التي أربكت الصحافيين الروس ومعهم وكالات الأنباء العالمية الكبرى، التي ترجمت تصريح المعلم ب”من يحمل السلاح بين يديه” (وكالة رويترز). أو ربما هي رغبة رسمية روسية في إحراج المعلم ووزارته التي لم تتورّع في الفترة الأخيرة عن التمرّد على توجهات موسكو حيال الحوار في الخارج.

على كلّ حال، لا يمكن تجاهل الرسالة الخارجة من موسكو، وإن كان ما سبق ينزع عنها صفة الموقف الرسمي السوري. ما يؤكد أهمية هذه الرسالة هو ما قاله المعلم عن جبهة النصرة: “هي الطرف الرئيسي الذي يقوم بالأعمال الإرهابية في سوريا”، حسبما نقلت “سانا”. التصريح يحتوي، ولو ضمنياً، على تمييز بين “النصرة” وكتائب مقاتلة أخرى في سوريا منضوية تحت لواء “الجيش الحر”.

 هذا التمييز يتخذ معنى مهماً في هذه المرحلة بالذات، والتي تشهد تسليحاً لما بات يسمى في أدبيات الصحافة الغربية والأميركية ب”المسلحين المعتدلين”. كأنه مرآة لما يتداول في أروقة الدول المحسوبة على المعارضة السورية، من استثناء “النصرة” وشبيهاتها من وجهات التمويل والتسليح الذي اتجه مؤخراً وبشكل غير مسبوق إلى الجنوب السوري بعيداً عن “إمارات” الشمال، بل وحثّ بعض كتائب “الجيش الحرّ” على مقاتلتها.

فهل يسعى النظام السوري وحلفاؤه إلى اللعب على وتر التباينات الايديولوجية داخل صفوف المعارضة المسلحة، مستفيداً من تباين التسليح الذي سيتعمّق خلال الفترة المقبلة؟

“الائتلاف الوطني” الذي أعلن سعيه ل”دولة مدنية ديموقراطية” في سوريا، عاد مساء الإثنين عن قراره بمقاطعة مؤتمر روما هذا الأسبوع، بعدما تلقى وعداً غير مسبوق من واشنطن بالدعم.

 فوزير الخارجية الأميركي جون كيري قال مساءاً في لندن: “اليوم نناقش نقاطاً متعددة ولن أدخل في ما قد تكون أو لا تكون في هذه المرحلة…أريد من أصدقائنا في المعارضة السورية أن يعلموا أننا لا نأتي إلى روما لمجرد الكلام. نأتي إلى روما لاتخاذ قرار حول خطوات مقبلة، وربما احتمالات أخرى قد تتم مناقشتها في المرحلة المقبلة”، في إشارة واضحة رغم توريتها إلى التسليح.

هذا القرار الأميركي، كما موقف واشنطن على طول الأحداث السورية منذ عامين، لا يخرج عن التنسيق الأميركي-الروسي بطريقة أو بأخرى، خاصةً إذا أقرنّاه بتصريحات لافروف عن “تزايد الأطراف” التي تسعى للحل السياسي في سوريا. التكلفة السياسية والدبلوماسية للنظام السوري تصبح باهظة أكثر فأكثر بالنسبة لموسكو، التي لا تختلف في الظرف المناسب مع واشنطن على “حل سياسي” يأتي به سلاح “الجيش الحر”، ويؤتى معه برأس “جبهة النصرة”.

 هو سيناريو “سياسي” لا يخلو من دماء كثيرة، من دماء “جهادية” ستغذي إراقتها حلقة الكربلائيات والمظلوميات التي تتقاسمها المذاهب في منطقتنا منذ قرون.

معرّة النعمان…فقدت رؤوساً كثيرة

ريما مرّوش

غالبية الاهالي نزحت خلال معركة التحرير ومعارك وادي الضيف المستمرة منذ حوالي 6 أشهر. خلال الأيام ال20 الماضية رجع الى المعرة 15 ألفاً فقط، وفقا للدكتور باسل أ. مدير المشفى الميداني في المعرة.

 الدمار هائل. بنايات بأكملها دمرت. دكاكين المعرة تخيف بواجهاتها وسواترها المدمرة. مدينة ابو العلاء المعري توقفت عن الحياة. شوارع تشبه شوارع  ساراييفو. حتى اذا قرر الاهالي الرجوع الى المدينة قريبا؛ السؤال هو الى اي بيوت يرجعون؟ الدمار شبه كلي. مدينة الالعاب ايضا؛ “”مدينة المتعة” تقرأ على السور و ترى احصنة بلاستيكية وكاروسيل مدمرة.

  المشفى الميداني لم يغلق ابوابه ابدا. الدكتور باسل يقول ان المشفى استقبل خلال الشهرين الماضيين 8000 حالة: ألفا جريح، ألف شهيد، وحوالي 5 آلاف مريض. اليوم الذي لن ينساه باسل هو حين استطاع طاقم المشفى أن ينقذ طفلة واحدة من عائلة مكونة من 40 شخصاً عندما سقطت بنايتهم المؤلفة من 3 طوابق. اللافتة عند دخول المشفى تقول: “الرجاء ثم الرجاء من الأخوة المسلحين وضع السلاح في المحرس”.

 الدكتور باسل يقول إن المشفى يعالج جميع الجرحى: الثوار وجنود الجيش النظامي. “نعم البعض لا يعجبه الامر ولكن كأطباء مهمتنا أن نعالج الجميع”.

الجبهة لا تزال مفتوحة حول وادي الضيف و الحمدانية. 7-8 كلم من المعرة. القصف مستمر. أذكر كلام صديق من منبج: ” ما تفكري بسوريا بس الحجر تدمر. بسوريا تدمر الانسان”. في المعرة، يبدو أن الانسان والحجر لم يعودا الضحيتين الوحيدتين، فالتراث هنا ضحية أيضا.

 أسأل عن رأس ابو العلاء المعري. الدكتور باسل يقول “نحن كنا أول المفجوعين  بما حصل. انه جزء من تراثنا السوري. انظري.” ويشير الى لوحة كبيرة وراء مكتبه مع صورة تمثال ابو علاء المعري. الدكتور باسل لا يشهر بما حصل بالضبط. الموضوع يثير حساسية وجدلا. أحد الموجوين، ابو اسعد، يقول بانزعاج: “لماذا تسألون وتسألون عن تمثال وليس عن البشر؟ تمثال ابو العلاء ليس احسن منا.”

 الطبيب باسل يشير الى أحد الموجودين: ابو ضياء انه من “جبهة النصرة” واستطيع ان اسـأل اسألتي عن الجبهة مباشرة. أسأله عما إذا كان مقاتلو الجبهة قد دمروا تمثال المعري. “لا أعرف. ليس لدي علم بالموضوع” يقول.

قرب التمثال متحف للموزاييك؛ متحف معرة النعمان سابقا. هو حاليا مقر إحدى كتائب “الجيش الحر”: شهداء المعرة. أسأل قائد الكتيبة عن التمثال. يقول ” شيلكا” (سلاح مضاد جوي) وبعد لحظات يدخل في التفاصيل ويضيف: “شالوا رأسه”.  يبدو أنه لم يتذكر ما قاله من قبل. عندما أسأله “مين شاله؟” يرتبك و يكرر “شيلكا”.

 اسأل احد القاطنين قرب التمثال عما حصل، يقول إن مقاتلي الجبهة أتوا ودمروا رأس التمثال “رأيتهم بعيني”، ويضيف “أتوا من بعدها ايضا بالجرافات الى قبره. حاولوا تدميره لكن بعض الاهالي وعناصر الجيش الحر اعترضوهم فتركوا المكان. أحد قادة المجموعات وضع عناصر من الجيش الحر لحماية المكان.”

 كتب مبعثرة، فوضى قرب قبر المعري المدفون بجوار والدته وأخته. وبيت الشعر الشهير “هذا جناه ابي علي وما جنيته على أحد.”

 ثلاثة عناصر من “الجيش الحر” يحرسون المكان. واحد منهم لا يتجاوز ال15 من المعرة. “ابو العلاء جدي وهنيك  قبر ستي وبنت ستي. أكيد عن دافع عنه” يقول ويبتسم رغم القلق والهمس.

هل يسحب الأسد جيشه من الحدود الجنوبية؟

رند صباغ

 فيما يتقاتل الجيش السوري والجيش الحر وقوات المعارضة المسلحة على امتداد الأراضي السورية تقريباً في معركةٍ مفتوحةٍ من الطرفين، ما زال حتى أشدّ المناهضين للنظام يفصل ما بين الحرب المفتوحة بين السوريين والحرب الباردة مع إسرائيل، حيث يحمل المجلس الوطني السوري أخباراً عن انسحاباتٍ في الفرقة الخامسة للجيش السوري من خطوط المواجهة في الجولان المحتل لنقلها نحو الداخل السوري، أصدر على عقبها بياناً يوم الاثنين يطالب فيه الجنود والضباط “برفض تنفيذ قرار الانسحاب من الحدود مع إسرائيل”، معتبراً أن الأمر “يشكل تفريطاً خطيراً بالسيادة الوطنية”.

يصف المجلس في بيانه النظام بـ “المستهتر والمغامر الذي يترك الأرض السورية مباحةً بعد أن ترك سماء سوريا مراراً وتكراراً مسرحاً لعبث وتجسس وعدوان الطيران الإسرائيلي”، تصرف اعتبره “يرقى إلى مستوى الخيانة”.

 ورغم أن الحديث عن “السيادة الوطنية” قد يبدو غامضاً بعض الشيء هنا أو متضارباً في الطرح مع الموقف المعروف من قبل المجلس عينه وأطياف المعارضة المختلفة إزاء الجيش السوري أو ما يسمى اصطلاحاً بجيش النظام، إلا أن البيان يعود ليبدي سبب هذا النداء بشكلٍ مختلف عندما يشير إلى النقاط التي يتم الانتقال إليها من الحدود لافتاً النظر إلى أن الفرقة الخامسة تتجه بشكلٍ خاص إلى دمشق وريفها “لتشارك في عمليات القمع الدموي لثورة الشعب السوري”.

وكان برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني قد أصدر بياناً ليلة الأحد على صفحته على “فيسبوك”، أكد خلاله أن “سلطة الأمر الواقع في دمشق سحبت الفرقة الخامسة من الجيش النظامي من جبهة الجولان، دون الإعلان عن الأسباب” مشيراً إلى أن هذا التصرف “دفع الأمم المتحدة إلى سحب قوات الأندوف التي تقوم بمراقبة الهدنة من منطقة جبات الخشب خوفاً على أمن عناصرها”، محيلاً الأسباب إلى رغبة النظام بـ “تفريغ الجبهة الجنوبية من أجل خلق بؤرة توترٍ على الحدود الجنوبية، وجر إسرائيل إلى التدخل في الأراضي السورية لزرع المزيد من البلبلة والفوضى في الوضع السوري”، ومطالباً أسوةً ببيان المجلس “النظام أن يعيد القوات السورية إلى مواقعها على الحدود فوراً، والأمم المتحدة بالتراجع عن خطوتها التي تفتح الباب أمام أسوأ الاحتمالات”.

  كما وجه نداءه للحكومات  العربية والجامعة العربية للتدخل والضغط بكافة الوسائل “لإحباط مؤامرة النظام على سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها، وقطع الطريق على الاختراقات الإسرائيلية، حتى لو احتاج ذلك إلى ضمان أمن قوات الفصل الدولية وسلامة عناصرها بقوات عربية ترابط على الحدود”.

 وفي حديث ل”المدن”، أشار غليون رداً على سؤال حول ما إذا تم التواصل مع الأمم المتحدة بشأن انسحاب قواتها، إلى أن الأمر “غدا اليوم قيد الائتلاف، حيث تتم مناقشته على جدول الأعمال، لمعرفة الآلية التي سيتم من خلالها التوجه إلى الأمم المتحدة”، مؤكداً أن المعلومات التي حصل عليها “قادمة من الداخل وليست عن طريق الصحافة” ولافتاً النظر إلى أن القوات “ما زالت بطور الانسحاب ولم تنسحب بشكلٍ كلي، لذلك فإننا نحاول الإسراع بمناجاتها واتخاذ خطواتٍ لردعها عن ذلك”. ويشير إلى أنه ما زال يحاول”استكشاف الأمور بشكلٍ أكبر لمعرفة تفاصيل أدق، علنا نستطيع إيقاف ما يحصل”.

 وبينما يتم التثبت من المعلومات وإقرار الائتلاف بأسلوب مخاطبة الأمم المتحدة بشأن الجنوب السوري، يبقى السكود صاحب كلمة الفصل الأقوى على شمالها، وهو يعبر البلاد من الجنوب إلى الشمال ليضرب المدنيين على بعد مسافةٍ تتجاوز خمسة أضعاف المسافة إلى إسرائيل، ليحصد آخر ضحاياه اليوم في بلدة معدان في الريف الشرقي لمحافظة الرقة دون معرفة حجم الخسائر البشرية بدقة.

بين القصر والقصير.. فتنة مؤجلة

عمر حرقوص

رحلة الشتاء في الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، هي غيرها الرحلة نفسها في موسم الصيف. في الصيف، الغبار سيّد الموقف مع قساوة أشعة الشمس، وقساوة في سرعة السيارات التي تعبر الجرود العالية الملتهبة بسبب الخوف من قناص هنا أو عصابة متخفية بين المغاور هناك، أو من حاجز ”طيار“ للجيش السوري. أمّا في الشتاء فتغيب الحواجز ويزيد الصقيع إلى درجة يفضل فيها أي انسان يسكن تلك الأرض المرتفعة جداً أن يعود إلى أرض أدفأ، فيغيب رعب الرصاص ويحل مكانه هدوء الوديان.

هناك في البقاع الشمالي من معربون وبريتال وصولاً إلى طفيل وعرسال ومشاريع القاع وبلدة القصر الهرملية، سلسلة بلدات حدودية طويلة نسبياً تتسع لكل شيء يمكن أن يخطر على البال من التهريب إلى الإشكالات على قطيع رعى في أرض الآخرين وزراعة ”الممنوعات“ التي يبقى ”الحشيش“ أبرزها.

 هي المنطقة الملتهبة كجاراتها في سوريا، والتي تبقي أحياناً على ”مودة“ بين ”شيعة“ و”سنة“ المنطقة، وأحياناً تغور في الحقد، فتشرب ما اشتهت من دماء، وتأتي العشيرة لتحل ”الديّة“ رغم كل شيء، لتبقى بتركيبتها التاريخية أكبر من كل شيء.

 لهذه المنطقة قيمة استراتيجية لكلا طرفي الصراع السوري، فهي بالنسبة لـ ”الحر“، تعني منطقة مفتوحة لا يمكن السيطرة عليها لتهريب كل شيء إلى الداخل السوري واخراج الجرحى ذوي الحالات الصعبة للعلاج في المستشفيات اللبنانية وتهريب المطلوبين من قبل النظام.

أما بالنسبة للنظام وحلفائه في لبنان أي ”حزب الله“ وقوى الثامن من آذار، فهي منطقة تستطيع ربط منطقتي الهرمل وبعلبك بمعبر ”المصنع“ من جهة، ومنطقة ريف حمص والساحل السوري وصولاً إلى جبال العلويين من جهة أخرى. هذا الربط هو أحد الحلول المطروحة في ظل الصراع المذهبي الذي تعيشه المنطقة، فيمكن لإغلاق هذه الحدود أن يمنح النظام السوري قدرة على ضرب ”المجموعات الإرهابية“، ويفتح الشهية على ”هلال“ مصغّر قد يتوسع في حال نجحت تجربة ”الدول الدينية“.

ليل الاثنين انتشر خبر عن وقوع اشتباكات بين أهالي بلدة رأس المعرة القريبة من بلدة عرسال وعناصر تابعة لـ ”حزب الله“، هذا الاشتباك الذي قيل إنه لم يكن معركة عادية، بل معركة عنيفة جداً، ينفي وقوعه ”أبو أحمد القلمون“ أحد قادة الجيش الحر في يبرود، ويؤكد لـ ”المدن“ أن ما حصل هو فقط مناوشات من بعيد لبعيد، حيث لم تحدث اشتباكات مباشرة بين الجانبين. ”أبو أحمد“ هو من كتائب الفاروق، يستغرب ”الأخبار المغلوطة التي تريد تكبير أخبار أي مشكلة في المنطقة، كأنما هناك من يقصد نقل الحرب إلى الحدود اللبنانية السورية“.

هو لا يرى في ما حصل بين رأس المعرة وأحد مواقع ”حزب الله“، توسيعاً لمعركة مدينة القصير، على اعتبار ان المكان بعيد جداً عن منطقة القصير، وبينه عشرات الجبال العالية والجرود الصعبة العبور والتي لا يمكن لأحد السيطرة عليها، حيث انسحب منها الجيش السوري قبل أشهر بسبب عدم قدرته على تأمينها، فكيف لميليشيات حزبية أن تستطيع القيام بهذا الدور.

ولكن هل تنتقل الحرب إلى لبنان في ظل هذه ”المعمعة“ التي تعيشها سوريا، إضافة إلى معارك ”حزب الله“ وكتائب تابعة لـ ”الجيش الحر“ في منطقة القصير؟. لا أحد يريد هذه الحرب أو غيرها، والخطأ هو في تحويل الثورة إلى ”ماركة للتصدير“ أو السماح بجرها من قبل النظام وحلفائه إلى مكان ليس لها.

ابن بلدة فليطا الأقرب إلى رأس المعرة ”أبو دياب“، وهو واحد من أفضل المهربين فيها، كما يعتبره رفاقه المهربين على الحدود، فيشير إلى أن الاشتباك حصل في الوقت الذي تحركت فيه آليات وسيارات ”حزب الله“ من أحد قواعده العسكرية ليلاً، وخرجت باتجاه إحدى المناطق الأقرب لرأس المعرة ما اضطر عناصر الحراسة في ”الحر“ إلى توجيه رصاصات ”خطاط“ تحذيرية، ومن مكان بعيد جداً لا تصله هذه الرصاصات. هذا التحذير تبعه قصف مدفعي من قوات النظام السوري للمنطقة إضافة إلى قصف من موقع ”حزب الله“. وتوقف القصف لاحقاً من دون ان يتبعه اي اطلاق نار.

إذاً، لن تنجر رأس المعرة وفليطا ويبرود والنبك ودير عطية وقارة إلى معركة حدودية مع ”حزب الله“ كما يؤكد ”المجلس العسكري لمنطقة القلمون في الجيش الحر“ لعدة أسباب، أهمها أن المنطقة أهم معبر للمواد الغذائية والصحية ومادتي الفيول والبنزين. فلا يمكن لأصحابها قطع أرزاقهم. والشراكة التي تتميز بها هذه المنطقة مع بلدة عرسال اللبنانية، تتميز بها أيضاً مع قرى شيعية عديدة منها بريتال التي تتحول في الأيام الصعبة إلى المعبر الوحيد لكل أنواع التهريب إلى سوريا من جهة البقاع الشمالي.

 ولكن ”المهربين“ من أهل بريتال يتخوفون من أن تتحول منطقتهم نموذجاً جديداً لما حصل في منطقة القصير حيث وقعت معارك بين ”حزب الله“ و”الجيش الحر“، فهم يرفضون الدخول في صراع طائفي مع منطقة مقابلة لهم عاشوا معها مرّ الحياة وحلوها. وهم رغم التزامهم الخط السياسي لـ ”حزب الله“ يؤكدون أنهم غير معنيين بكل الكلام الطائفي والمذهبي كما يقول عباس ص.، في وقت يملأ براميل المازوت والبنزين لنقلها إلى ”معبر المازوت“ في مكان عند الحدود يرسلها منه عبر أنابيب تتصل ببعضها لمسافة ٣ كيلومترات إلى جرود بلدة طفيل اللبنانية الواقعة في مثلث الحدود كشبه جزيرة لبنانية في البحر السوري، حيث ينقل من هناك إلى سوريا.

 في مشاريع القاع ينام أبو علي الحجيري عند ابن شقيقه أبو خالد على أمل العودة بسرعة إلى منزله في منطقة ”الجورة“ التي احتلها الجيش السوري قبل أشهر ودمر بعض بيوتها ومنعهم من العودة إليها بالرغم من محاولات الجيش اللبناني إعادتهم، والتي باءت بالفشل.

يرفض أبو علي ”التدخل“ في الشوؤن السورية، ولكنه يرفض أيضاً أن يدخل الجنود السوريين إلى بيته ويطردونه منه، فهو ابن هذه المنطقة منذ أربعين عاماً، وهو كما أكثر من ثمانين عائلة أصبحوا نازحين خارج منازلهم في بلدهم من دون أن يكون لهم أدنى علاقة بكل عمليات التهريب وغيرها.

 في القاع أكثر من ألفي دونم من الأرض المزروعة أشجاراً، تحتاج للعناية وللري في أيام انحباس المطر، وهي اليوم تحت سيطرة الجيش السوري الذي يمنع أصحابها من الوصول إليها، ما يهدد بخرابها.

 من مشاريع القاع إلى القرى الحدودية الفاصلة عند الهرمل تسير السيارة بهدوء، أقل من نصف ساعة تفصل منطقتين لينانيتين، لكل منها عقلية مختلفة عن الأخرى. في حوش السيد علي وفي القصر، شبان يحرسون بلداتهم خوفاً من ”تسلل الجماعات الإرهابية المسلحة“ كما يصفهم تلفزيون ”الدنيا“ السوري. ”العدو“ هو رفيقهم في المدرسة بالأمس، وشريكهم بالتهريب، والمشارك في أتراحهم وأفراحم، تحول بسحر ساحر إلى قاتل يحمل سيفاً يريد القضاء عليهم، أو مقتول بسيوفهم ذات الرأسين. ولولا قدرة العشائر على التغلل في وعي سكان هذه المنطقة لكان نهر الدماء سبق ”نهر العاصي“ في اختراق المنطقة كما يقول أحد أبناء المنطقة حسن زعيتر ”أبو علي“.

 حدود ممتدة بعشرات الكيلومترات طولياً، وانحناءات صنعتها جبال ووديان، لا شيء في جرودها إلا أشجار ”لزّاب“ تاريخية، وقرى متناثرة تتداخل فيها الطوائف أحياناً وتتنافر في كثير من المرات، السلاح هو اللغة السائدة عندهم كما عند غيرهم. ليسوا مسؤولين عما يحدث هنا مع أن ”عشائرهم“ تتواصل مع ”عشائرهم“ عند الطرف الآخر، لتخفيف حدة الاحتقان. الكل يكفّر الكل، في السياسة والدين والتربية. أما التشدد ضد الآخرين فيبقى سيد الموقف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى