أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 26 كانون الثاني 2015

«عصا ناعمة» لمنع «حوار الطرشان»

موسكو – رائد جبر

 

لا تبدو الحماسة الروسية لإنجاح جلسات الحوار السوري – السوري (منتدى موسكو) التي تنطلق اليوم في موسكو أقل زخماً على رغم الإحباطات وخيبات الأمل التي رافقت عمليات التحضير، وجاء أبرزها بسبب مقاطعة «الائتلاف» المعارض وهو فريق لا يوفر الروس فرصة لانتقاده لكنهم يدركون مع ذلك أن حضوره كان مهماً لإنجاح جهودهم.

 

كما أن موسكو كانت تتمنى لو أن بيان «النقاط العشر» الموقع في القاهرة حمل عنوان «إعلان موسكو» ما كان سيمنح روسيا ورقة تحتاجها بقوة لتأكيد استعادتها المبادرة في الملف السوري.

 

وبين المحبطات خفض مستوى تمثيل النظام، وهو أمر قد يلقي بظلاله على مواقف المعارضين المشاركين خصوصاً أن بعضهم كان صرح بضرورة الحديث مع شخصيات «تملك اتخاذ قرار أو التأثير فيه». (المزيد)

 

وعلى رغم أنه سيكون بمقدور موسكو كما قال ديبلوماسي روسي، أن تفاخر بأنها نجحت في جمع طرف يمثل «بعض غالبية تيارات المعارضة مع ممثلي النظام خلف طاولة واحدة» لكن حتى هذا الإنجاز يبقى مرهوناً بطبيعة الحوارات التي ستجري في الشق الأول من اللقاء، وهو الذي استعد له مدير الجلسات رئيس معهد الاستشراق فيتالي نعومكين بـ»عصا ناعمة»، ستحاول أن تتدخل عند الحاجة لتقمع بلطف ديبلوماسي زائد من سيرغب في احتكار الحوار وإضاعة وقت الحاضرين في إلقاء «بيانات استعراضية طويلة» حتى لا يتحول اللقاء إلى «حوار طرشان».

 

وتبدو المخاوف من تطور مماثل الأبرز، خصوصاً أن بعض المعارضين لمح إلى احتمال إلغاء المشاركة في الشق الثاني الذي يشتمل على حوار مفتوح مع وفد الحكومة السورية في حال لم تتوصل أطراف المعارضة المشاركة إلى تفاهمات في ما بينها تؤسس للحوار مع السلطة.

 

لن يكون هذا التلميح مرضياً للروس كثيراً، خصوصاً أنه صدر عن طرف مهم في اللقاء إذ أعلن نائب رئيس هيئة التنسيق زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم في حوار مع إذاعة روسية سبق وصوله إلى موسكو أن اللقاء مع وفد الحكومة سيتقرر خلال اجتماع المعارضة الذي يُعقد أول أيام المنتدى. وأوضح: «وافقنا على الحضور فقط، والمعارضة هي التي ستقرر اللقاء أو عدم اللقاء مع ممثلي الحكومة السورية»، وهذا في حال توافقنا على صيغة معينة، عندها لا مانع من اللقاء مع ممثلي النظام».

 

وزاد إن جدول أعمال المنتدى «مفتوح» لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك مشكلة مكافحة الإرهاب في المنطقة.

 

ومشكلة الإرهاب لن تناقش اليوم داخل الغرفة التي تجتمع فيها وفود المعارضة فقط، ففي الغرفة المجاورة في المبنى نفسه التابع للخارجية الروسية سيلتقي بـ»حرارة» وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لمناقشة ملفات عدة بينها التطورات في سورية وحولها، خصوصاً بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على القنيطرة، الذي لم يحظ بتعليق رسمي روسي.

 

ولن يتقاطع الجالسون في الغرفتين. لكن بعض المعطيات تشير إلى أن موسكو ستنقل «رسائل طمأنة» إسرائيلية من ليبرمان إلى الحكومة السورية وإيران و»حزب الله» تؤكد عدم رغبة إسرائيل في تصعيد الأوضاع، مع تأكيد رفضها السماح بإقامة قاعدة للإرهاب على حدودها في هضبة الجولان.

 

معارضون سوريون يبدأون اليوم لقاءات في موسكو بيان القاهرة طالب بـ”حلّ سياسي” واقعي بغطاء دولي وإقليمي

جنيف – موسى عاصي

ينطلق بعد ظهر اليوم “الحوار التشاوري” في موسكو بين معارضين سوريين ويستمر يومين، قبل ان يلتقي هؤلاء ممثلين للنظام السوري في العاصمة الروسية في 28 كانون الثاني الجاري و29 منه وسط تراجع ملحوظ لتوقعات التوصل الى نتائج تساهم في محاولة التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية بعد رفضٍ من القسم الأكبر من معارضي الخارج وخصوصاً “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المشاركة في هذه اللقاءات.

أفاد الجانب الروسي أن هدف لقاء المعارضين الذين استجابوا للدعوة الروسية هو ايجاد قواسم مشتركة في ما بينهم تحضيرا للقاء ممثلي النظام. وسيشارك في هذه المشاورات، وان بصفة شخصية، ممثلون لهيئة التنسيق الوطنية وفي مقدمهم هيثم مناع مسؤول الهيئة في الخارج، ورئيس المنبر الديموقراطي سمير العيطة، ورئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح محمد مسلم، وشخصيات مستقلة كالفنان جمال سليمان. وسيغيب عن اللقاء ممن وجهت اليهم دعوات ممثلو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ورئيساه السابقان معاذ الخطيب وهادي البحرة، و”تيار بناء الدولة” الذي يرأسه المعتقل في سجون النظام السوري لؤي حسين ورئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا. وعن النظام السوري سيرأس الوفد المفاوض المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري والسفير السوري في موسكو رياض حداد. أما عن الجانب الروسي فسيقوم مدير معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين بدور المنسق بين المتحاورين.

وفي هذه الاثناء، أصر الائتلاف السوري حتى اللحظات الأخيرة قبل بدء اللقاءات في موسكو على رفض هذا الحوار واعتباره “غير مجد ولن يقدم الحلول للازمة السورية”، في حين رأت أوساط معارضة مشاركة أن غياب من دُعي الى حوار موسكو من الائتلاف لن يؤثر كثيراً على مجرى الحوار “في ظل وجود بيان يمثل وجهة نظرهم، والمقصود البيان الذي تم التوصل اليه في القاهرة صباح السبت الماضي”. وقالت هذه الاوساط إن معظم من يشارك في لقاء موسكو كان موجوداً في القاهرة أو على الاقل لا يعارض البيان الذي صدر عن هذا اللقاء. وأكدت أن المعارضين في موسكو سيحاورون ممثلي النظام انطلاقا من بيان القاهرة “الذي يستند الى وثيقة جنيف وهي وثيقة تعكس مواقف كل أطياف المعارضة السورية وتحظى بموافقتها”.

وقد ظهر الى العلن تنسيق بين موسكو والقاهرة في رعاية الحوار السوري – السوري، إذ ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره المصري سامح شكري، خلال مكالمة هاتفية، التسوية السياسية للأزمة السورية، من خلال عقد لقاءات حوار بين ممثلي الحكومة والمعارضة. وبحث الوزيران، استناداً الى وسائل اعلام روسية، في “العمل على تحقيق التسوية السياسية في سوريا في أسرع وقت من خلال تثبيت الحوار على أساس بيان جنيف الذي تم توقيعه في 30 حزيران 2012”.

لكن أوساط الائتلاف السوري رفضت في اتصال مع “النهار” هذا المنطق قائلة إن من حضر لقاءات القاهرة من الائتلاف كمكون سياسي “تؤخذ فيه القرارات على اساس مؤسساتي والبيان الذي تم التوصل اليه هو بيان صادر عن مجموعة معارضين سوريين لا يلزم المعارضة السورية ولا الائتلاف بغض النظر عن مضمونه”. وأشارت الى ان الخلافات كثيرة بين المكونات السياسية للمعارضة وخصوصاً بين الائتلاف ومعظم من حضر لقاء القاهرة ومن سيحضر لقاء موسكو، وعددت نقاط الخلاف بين المعارضين كالآتي:

1- مصير بشار الاسد (الرئيس السوري في أي حل سياسي).

٢- أولويات جنيف 1 (بين تشكيل هيئة الحكم الانتقالية أو محاربة الارهاب).

٣- العدالة والاقتصاص من مجرمي الحرب.

٤- العلاقة مع كل من “حزب الله” وإيران ومع السعودية وقطر وتركيا.

وعليه، فقد قللت الاوساط المعارضة في الخارج توقعات التوصل الى الكثير من لقاءات موسكو مع ممثلي النظام، وذلك لسببين: الاول هو الخلافات بين المعارضين أنفسهم واقتصار المشاركة على معارضين يعتبرون من حمائم المعارضة السورية، والسبب الثاني أن “النظام السوري لم يوافق أساساً على بيان جنيف 1 وهو الامر الذي أحبط عملية التفاوض في جنيف2 مطلع العام الماضي فلماذا يوافق عليها اليوم؟”.

 

بيان القاهرة

وكانت قوى المعارضة والقوى الوطنية السورية التي اجتمعت في القاهرة الجمعة والسبت اتفقت على أهمية اتخاذ الخطوات العملية مع مختلف اطراف المعارضة السورية على أسس موحدة ترى أن الخيار السياسي وطني ينطلق من مقومات جوهرية أساسها الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً وتأكيد استقلالها واحترام سيادتها والحفاظ على الدولة السورية بكامل مؤسساتها من خلال تنفيذ “بيان جنيف” ولا سيما منه البند المتعلق بانشاء هيئة حكم انتقالية مشتركة كاملة الصلاحيات تكون مهمتها الاشراف على العملية الانتقالية الديموقراطية ضمن برنامج زمني محدد وبضمانات دولية.

وأصدر المجتمعون في ختام اجتماعاتهم بياناً حمل عنوان “بيان القاهرة من أجل سوريا” وتلاه الفنان جمال سليمان باعتباره معارضاً سورياً مستقلاً. وتضمن البيان عشر نقاط، منها أن الاوضاع في سوريا تتطلب من قوى المعارضة استنهاض قواها ومؤيديها من أجل اعادة برنامج التغيير الديموقراطي الى مكانته الطبيعية لأنها وحدها قادرة على تخليص الانسان السورية من آفات الاستبداد والفساد والارهاب.

وشددوا على أن اي حل سياسي واقعي يحتاج الى الغطاء الدولي والاقليمي الضروريين والاحتضان الشعبي الواسع، الذي يتطلب تسوية تاريخية تجسد طموحات الشعب السوري وثورته وتبنى على أساس جنيف وبضمانات دولية واضحة مع الترحيب بالجهود الدولية المختلفة للتسوية.

 

الأسد ينتقد الخطط الأميركية لتدريب مقاتلين معارضين

بيروت – أ ف ب

 

رأى الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع مجلة “فورين أفيرز” الأميركية نشرت اليوم (الاثنين) أن الولايات المتحدة “واهمة” في خططها لتدريب خمسة آلاف مقاتل معارض، معتبراً أن هؤلاء المقاتلين سينضمون لاحقاً إلى تنظيمات متطرفة.

 

في موازاة ذلك، أعلن الأسد أن المحادثات التي تستضيفها موسكو بدءاً من اليوم بين وفد حكومي سوري وشخصيات معارضة لا تناقش حلاً للنزاع، بل تبحث التحضير لمحادثات مستقبلية، مكرراً أنه لن يقبل بأي حل سياسي لا يستند إلى استفتاء شعبي.

 

وتدعم واشنطن المعارضة السورية المسلحة منذ بداية النزاع الذي قتل فيه أكثر من 200 ألف شخص في هذا البلد منتصف آذار (مارس) 2011، وأعلنت العام الماضي عن نيتها تدريب نحو خمسة آلاف مقاتل معارض.

 

وقال الأسد في المقابلة إن هؤلاء المقاتلين المعارضين سيكونون عبارة عن “دمى في أيدي دولة أخرى”، مضيفاً: “ستجري محاربتهم كما تجري محاربة أي ميليشيا أخرى غير شرعية تقاتل الجيش السوري”.

 

وأضاف أن “جلب خمسة آلاف (مقاتل) من الخارج سيجعل انضمامهم إلى داعش وجماعات أخرى أسهل، وهو ما حدث العام الماضي”، مشدداً على أن “الفكرة في حد ذاتها واهمة”.

 

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أقرت بأن عملية اختيار المقاتلين المعارضين الذين سيجري تدريبهم مهمة صعبة تحمل مخاطر كبيرة.

 

وشدد الرئيس السوري على أن النزاع في سورية لن ينتهي إلا بحل سياسي، مشيراً إلى أن اللقاءات في موسكو بين النظام وشخصيات معارضة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام محادثات أكثر جدية في المستقبل.

 

وقال: “ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل؛ إنها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر (…)، أي كيفية التحضير للمحادثات”.

 

لكن الأسد سأل: “مع من نتفاوض؟ (…) لدينا مؤسسات وجيش وتأثير (…) والأشخاص الذين سنتفاوض معهم يمثلون أية جهة؟”.

 

وتستضيف موسكو بدءاً من اليوم محادثات بين وفد حكومي سوري يرأسه بحسب صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ومعارضين سوريين، على رغم إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم حضوره.

 

وأطلقت موسكو على المحادثات اسم المنتدى، مشيرة إلى أن الهدف منه التمهيد لمفاوضات بين الجانبين في وقت لاحق.

 

وأجرى وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة ضمن ما عرف بـ “جنيف 2” في كانون الثاني (يناير) و شباط (فبراير) 2014، من دون تحقيق أي تقدم على صعيد إيجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب.

 

وتمسك الوفد الحكومي في حينه بوجوب القضاء على الإرهاب أولاً في سورية، رافضاً البحث في مصير الأسد، بينما أصرت المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية من دون الأسد وأركان نظامه.

 

«منتدى موسكو» يتجاهل السياسة ويجمع النظام المعارضة… على الغداء والشاي

لندن – ابراهيم حميدي

غابت عن البرنامج الذي وزعته الخارجية الروسية لـ «منتدى موسكو» الذي ينطلق اليوم بين ممثلي النظام السوري والمعارضة اي عناوين ومحاور سياسية باستثناء اللقاء الذي يجمعهم بوزير الخارجية سيرغي لافروف بعد ظهر الاربعاء، في مقابل تركيز موسكو على «الديبلوماسية الاجتماعية» وجمع الطرفين على وجبات الغداء المفتوح وتناول الشاي… على أمل جمعهم بـ «صورة جماعية».

 

ويتزامن انعقاد «منتدى موسكو»، الذي يستمر أربعة ايام، مع مرور سنة على انهيار مفاوضات «جنيف-2» بوساطة المبعوث الدولي السابق الاخضر الابراهيمي، نتيجة عدم اتفاق الجانبين على اولوية التفاوض بين تمسك الحكومة بـ «اولوية محاربة الإرهاب» وسعي «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الى مناقشة تشكيل «هيئة حكم اننقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة»، بحسب «بيان جنيف» الصادر في منتصف 2012.

 

ولم يستطع الابراهيمي وقتذاك اقناع وفد الحكومة بإجراء «مفاوضات موازية» حول ملفي الارهاب والهيئة الانتقالية، بل ان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري لم يسمع الى عرضه قدمه رئيس وفد «الائتلاف» هادي البحرة عن مهمات ومبادئ تشكيل الهيئة الانتقالية الذي جاء في 24 صفحة.

 

اما الآن، يقاطع «الائتلاف» الحوار في العاصمة الروسية، مقابل مشاركة شخصيات معارضة وقادة «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» التي يسعي بعض قادتها الى منافسة «الائتلاف» على قيادة المعارضة عبر الزج بمعظم قيادييها في داخل البلاد وخارجها في موسكو. وتسلحت «هيئة التنسيق» بـ «وثيقة القاهرة» التي توصل اليها اول امس معارضون بينهم شخصيات من «الائتلاف».

 

وبحسب البرنامج التفصيلي، الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه، اطلقت الخارجية الروسية على الحوار «ساحة روسيا لإجراء الاتصالات التشاورية السورية – السورية»، بحيث يعقد وراء ابواب مغلقة في الصالة الخضراء في دار الضيافة الصغيرة في مبنى الخارجية. وينطلق الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم بـ «تسجيل» المشاركين اسمائهم قبل ان يلقي فيتالي فيتشيسلافوفيتش ناؤمكن مدير معهد الاستشراف التابع للاكاديمية الروسية للعلوم كلمة افتتاحية باعتباره «منسقاً» للحوار ثم يفتح الباب امام الحاضرين لـ «التعارف» على اساس ان عدداً من المعارضين لا يعرف احدهم الآخر نتيجة كون عدد منهم «في المهجر» وقدوم آخرين من دمشق و «معارضة الداخل» والاحزاب التي رخصتها الحكومة في السنتين الماضيتين.

 

وبعدما «يتعرف ممثلو المعارضة والمجتمع المدني على بعضهم بعضاً» في الطابق الاول، ينزلون الى بهو دار الضيافة لـ «الاستراحة وتناول الشاي والقهوة والمرطبات» قبل ان يعودوا ثانية لـ «مواصلة الحوار» لفترة وجيزة ثم الخروج ثانية لتناول «غداء بوفيه» في «صالة كاريليا» على امل ان يتعرفون على بعضهم اكثر… خلال احضار الوجبات. وتتكرر كلمات «مواصلة الحوار» و «الاستراحة» طيلة برنامج اليوم الثاني من دون ذكر عناوين للحوار، الى ان يقوم ناؤمكن في السادسة من بعد ظهر غد بـ «تلخيص النتائج الاولية لحوار ساحة موسكو».

 

في اليوم الثالث، يقول البرنامج ان «ممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية يشاركون» في الحوار مع «المعارضة السورية وهيئات المجتمع المدني السوري» مع فتح المجال لـ «نقاش عام» بين الحاضرين لنحو ساعة ونصف الساعة قبل خروجهم ايضاً الى بهو المبنى لمدة ربع ساعة لـ «استراحة تناول الشاي والقهوة والمرطبات»، قبل ان يصعدوا ثانية الى «الصالة الخضراء»، حيث يقدم «رئيس الوفد الحكومي» السفير في الامم المتحدة بشار الجفعري «مداخلة» لربع ساعة.

 

ومن المقرر ان تعقب ذلك كلمة لـ «ممثل المعارضة» من دون اتفاق الى الآن على من سيلقيها ومضمون هذه الكلمة، وما اذا كانت ذاتها «وثيقة القاهرة» التي لم يشارك في صوغها بعض المشاركين في موسكو مثل رئيس «منبر النداء الوطني» سمير العيطة ونائب رئيس «تيار بناء الدولة» منى غانم وسط حديث عن تكليف الفنان جمال سليمان بحمل الوثيقة الى العاصمة الروسية. وعلمت «الحياة» ان صراعاً خفياً يدور بين شخصيات معارضة وان اكثر من شخص منهم ابلغ الخارجية الروسية انه يريد «تولي هذه المهمة» وتلويح اخرين بالمقاطعة اذا لم يقوموا بذلك. ويتردد ان سهير سرميني القادمة من دمشق بـ «توصية» من الحكومة السورية، ستلقي «مداخلة ممثل هيئات المجتمع المدني».

 

بعد ذلك وفي حال حصول تسوية ما، يخرج الجميع الى تناول الغداء المفتوح، قبل العودة الى «مواصلة الحوار بين الاطراف» لساعة ونصف الساعة، استعداداً لانتقالهم جميعاً الى «صالة شباليرني» في دار الضيافة الكبيرة للقاء لافروف الذي سيلقي كلمة و «يتحاور» مع المشاركين لحوالي ساعة، قبل ان يلخص ناؤمكن «النتائج المرحلية المحتملة».

 

خصصت الخارجية في برنامجها اليوم الأخير، الخميس لـ «الحوار بين ممثلي الحكومة والمعارضة وهيئات المجتمع المدني السوري» من دون تفاصيل، مع املها ان تساعد «الاستراحة والشاي والقهوة والمرطبات» منسق الحوار في الواحدة من بعد ظهر للوصول الى «الاقرار المحتمل لنتائج اللقاء السوري الاول بما فيها التوافق حول مواعيد استئناف اعمال ساحة موسكو». ويختتم الحوار بـ «صورة جماعية للمشاركين» تؤخذ في بهو دار الضيافة الصغيرة، قبل عودتهم الى فندق «بريزيدنت».

 

المعارضة السورية تجتمع في موسكو والائتلاف يقاطع

دبي – قناة العربية

يبدأ اليوم الاثنين في موسكو اللقاء بين شخصيات مدعوة من معارضتي الداخل والخارج السوري، إضافة إلى شخصيات تمثل المجتمع المدني، لينضم وفد النظام السوري، الأربعاء القادم، إلى اللقاء وسط تشكيك في أجندة وجدول عمل اللقاء وما سينتج عنه.

 

ويشكك الجميع بمدى فاعلية وجدوى اللقاء المرتقب للمعارضة السورية والنظام في موسكو، لاسيما مع أنباء عن تخفيض مستوى تمثيل النظام من وزير الخارجية إلى مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، يرافقه شخصيات من النظام.

 

الائتلاف بدوره، أعلن صراحة رفضه المشاركة أو إرسال ممثلين عنه، كما رفضت أيضاً شخصيات معارضة أخرى الحضور، فيما قبلت شخصيات من معارضة الداخل والخارج والمجتمع المدني المشاركة، وتريثت أخرى.

 

ومن المتوقع أن يفتتح مدير معهد الدراسات الشرقية، فيتالي نومكين، اللقاء في مبنى وزارة الخارجية الروسية، ليبدأ المعارضون الحوار ليومين، على أن ينضم ممثلو النظام، الأربعاء القادم، وبعد ذلك يلتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالوفدين ليتم عرض نتائج التشاور وبحث مكان وزمان اللقاء المقبل.

 

كل ما يخطط له في موسكو لا يجري بصفة أو رعاية رسمية، لكنها محاولة يعتبرها بعض المعارضين السوريين فرصة لإحداث تغيير في الموقف الروسي، فيما لا يعول آخرون عليها بشيء، بمن فيهم النظام السوري الذي يأمل من كل اجتماع يشارك فيه التوصل إلى صيغة موحدة لمحاربة الإرهاب دون المساس بسلطته أو التخلي عنها.

 

لقاء موسكو منفصل عن اجتماعات المعارضة التشاورية في القاهرة التي أنتجت بياناً توافقياً مؤلفاً من عشر نقاط، تتضمن الانتقال الديمقراطي للسلطة استناداً إلى مبادئ جنيف واحد ليصار إلى التحضير للقاء موسع في الربيع القادم أو قبل ذلك.

 

منتدى موسكو السوري: حوار شكلي بلا نتائج

إسطنبول ــ عدنان علي

تستضيف موسكو، اليوم الإثنين، لقاءات تجمع بعض أطراف المعارضة السورية، على أن ينضم إليها لاحقاً وفد يمثل النظام السوري، في إطار ما أطلقت عليه تسمية “المنتدى التشاوري”، بين أطراف الأزمة السورية، في إشارة إلى طبيعته غير الرسميّة، وإلى نتائجه غير الملزمة.

ومن المفترض أن تمهّد هذه اللقاءات، التي تستمر أربعة أيام، لحوار يجري لاحقاً في موسكو أو في دمشق بين النظام والمعارضة، بحثاً عن حلّ سياسي للأزمة السوريّة.

 

وبينما أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض مقاطعة جميع المدعوين منه هذا اللقاء، تركت “هيئة التنسيق الوطنية”، التي تُعدّ من معارضة الداخل، الحريّة أمام المدعوين منها، للمشاركة أو المقاطعة، من دون أن تتحمّل كهيئة سياسيّة تبعات مواقفهم.

وفي سياق متّصل، يقول عضو هيئة التنسيق منذر خدام لـ “العربي الجديد”، إنّ “بعض أعضاء الهيئة، مثل صفوان عكاش وعبد المجيد حمو، سافر من القاهرة إلى موسكو للمشاركة في هذه اللقاءات، لكن لم يتمّ تأكيد سفر جميع المدعوين من الهيئة”.

ولا تتوقّع الهيئة، وفق خدام، “كثيراً من لقاء موسكو، وخصوصاً أنّ النظام قد خفّض من مستوى وفده”، معتبراً أنّه “بعد هذا اللقاء، صار بالإمكان سحب ذريعة عدم وجود شريك، والتي كان يتذرّع بها النظام السوري سابقاً ويسوّقها لدى أنصاره”.

وتفيد المعطيات بأنّ “قائمة الحضور قد اكتملت بالفعل، وسط خفض للتوقعات من جميع المشاركين، بمن فيهم الجهة الروسيّة المنظّمة. وتضمّ القائمة، وفق بعض المصادر، 35 شخصيّة من قوى المعارضة والمجتمع المدني وممثلين عن النظام السوري، الذي قرر خفض مستوى تمثيله، على أن يرأس وفده، مندوبه في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إضافة إلى جميع أعضاء الوفد المفاوض في مؤتمر جنيف، وهم بحسب وسائل الإعلام التابعة للنظام كل من مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والمحامي أحمد كزبري والمحامي محمد خير عكام، وأسامة علي، من مكتب الوزير، وأمجد عيسى. كما أضيف إليهم سفير النظام لدى روسيا رياض حداد.

 

ومن المقرّر أن يفتتح مدير “معهد الدراسات الشرقية”، فيتالي نومكين، أعمال المنتدى، اليوم الإثنين، في مبنى وزارة الخارجيّة الروسيّة، حيث سيتحاور المعارضون ليومين، على أن ينضم ممثلو النظام إليهم صباح بعد غد الأربعاء، ويلتقوا جميعاً بعد الظهر وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وسارع العديد من الكيانات السياسية التي دعي بعض أعضائها بصورة شخصية، إلى رفض الدعوة الروسيّة، مسجلين رفض الدعوة اعتراضهم عليها، شكلاً ومضموناً، وفي مقدّمتهم أعضاء الائتلاف الخمسة، والرئيس الأسبق للائتلاف وعضو مجموعة “سورية الوطن” المشكلة حديثاً، معاذ الخطيب، وتيار “بناء الدولة” بقيادة لؤي حسين المسجون لدى النظام.

 

وتبلّغت موسكو، وفق المصادر، حضور كل من القيادي في “جبهة التغيير والتحرير” قدري جميل، وزميله مازن غريبة، ورئيس “الاتحاد الديمقراطي الكردي”، صالح مسلم والمسؤول في “مجلس العشائر” فيصل عبد الرحمن، وشخصيّات مستقلة هم محمد فارس ووليد البني ورندة قسيس وسمير عيطة، إضافة إلى معارضين من الداخل هم: فاتح جاموس وسليم خير بيك ونواف ملحم ومجد نيازي وسهير سرميني.

 

وطالب الائتلاف السوري المعارض، في بيان أصدره أخيراً، موسكو “بإعادة النظر في سياساتها تجاه ما يحدث في سورية، حيث توجب مبادئ القانون الدولي الإنساني والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن بخصوص الوضع في سورية على الأمم المتحدة، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ استئناف المفاوضات للوصول إلى حل سياسي ينقذ سورية، ويحقق تطلعات شعبها، ولا يفرط بتضحياته الكبيرة، ويحقق الانتقال السياسي الجذري والكامل للسلطة من الحكم الدكتاتوري إلى الشعب لبناء سورية المستقلة الموحدة التي يحكمها نظام مدني ديمقراطي تعددي”.

 

يُذكر أنّ لقاء موسكو يأتي بعد يومين من اتفاق شخصيات وقوى سياسية سورية معارضة في ختام اجتماعها في القاهرة، على عشرة مبادئ تضمنت تشكيل “هيئة حكم انتقالية مشتركة” وإنهاء الوجود العسكري غير السوري وإعادة هيكلة أجهزة الأمن والجيش. كما اتفق المشاركون على التحضير لعقد مؤتمر وطني واسع في شهر أبريل/نيسان المقبل.

 

مشاهير بريطانيون يناشدون كاميرون مساعدة اللاجئين السوريين

لندن – رويترز

 

بعثت مجموعة من المشاهير البريطانيين، من بينهم الممثلة إيما تومسون الفائزة بالاوسكار، والموسيقار ستينغ، ومصممة الأزياء فيفيان ويستوود، برسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، انتقدوا فيها الحكومة لعدم ترحيبها باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين.

 

كانت بريطانيا أعلنت قبل عام أنها ستستقبل بضع مئات من اللاجئين السوريين الأكثر تضرراً من الحرب، في إطار برنامج خاص لإعادة التوطين.

 

لكن أحدث البيانات في هذا الشأن أظهرت أن 90 شخصاً فقط وصلوا بريطانيا حتى الآن، وفقاً لإحصاء «مجلس اللاجئين»، وهو من أهم المؤسسات الخيرية في البلاد، التي تعمل مباشرة مع اللاجئين.

 

وقال المشاهير في رسالة مفتوحة: «في مناخ يضطر فيه الأطفال للعمل لمساعدة آبائهم للبقاء على قيد الحياة، وتُباع فيه الفتيات للزواج في سنّ صغيرة، ويعجز فيه ضحايا التعذيب عن إعادة بناء حياتهم، فإن أي مكان لإعادة التوطين توفّره بلدان مثل بريطانيا يُعدّ بمثابة طوق نجاة».

 

ومن المشاهير الذين وقعوا على الرسالة الممثلات فانيسا ردغريف، وجوليت ستيفنسن، وميشيل دوكيري، والفنان غريسون بيري، والمخرجان كين لوتش وستيفن فريرز.

 

وتمثل الهجرة الجماعية من سورية واحدة من أكبر عمليات الهجرات القسرية منذ الحرب العالمية الثانية.

 

أنجلينا جولي تطالب المجتمع الدولي بزيادة المساندة للاجئين

دهوك – رويترز

 

زارت نجمة السينما العالمية أنجلينا جولي اليوم (الأحد)، مخيماً للنازحين الأكراد في دهوك في شمال العراق، وقالت إن المجتمع الدولي ينبغي أن “يهب” لزيادة تمويل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

 

وقالت جولي أمام ممثلي وسائل الإعلام خلال زيارة المخيم “يجب أن يهب المجتمع الدولي وأن يفعل المزيد. لم تتلق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلا نصف التمويل الذي تحتاج إليه في العام 2014 لبرامجها في العراق وسورية، ويساورها قلق بالغ من بطء التعهدات للعام الجاري. الوضع لا يمكن أن يستمر من دون مزيد من المساعدات”.

 

وجولي مبعوث خاص لمفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس وكانت سابقاً سفيرة للأمم المتحدة للنيات الحسنة.

 

مواجهات دامية في ذكرى الثورة المصرية

القاهرة – محمد صلاح

 

قُتل 15 شخصاً في اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ومتظاهرين نظموا احتجاجات في الذكرى الرابعة للثورة. كما جُرح أكثر من 50 شخصاً في تلك المواجهات، واعتقلت الشرطة أكثر من 130 متظاهراً. (المزيد)

 

وقالت وزارة الصحة إن «أحداث العنف التي شهدتها محافظات عدة أسفرت عن مقتل 15 شخصاً»، 10 منهم سقطوا في حي المطرية الشعبي (شرق القاهرة) الذي يشهد عادة التظاهرات الأكبر في العاصمة لأنصار جماعة «الإخوان المسلمين».

 

وأعلنت وزارة الداخلية أن قتيلاً سقط في «مواجهة مسلحة مع قوات الأمن» في الإسكندرية، فيما قُتل اثنان بانفجار قنبلة «كانا يعتزمان استخدامها في هجوم إرهابي» في البحيرة. وسقط قتيلان في مواجهات متفرقة في القاهرة، إضافة إلى سقوط جرحى في تظاهرات شهدت اشتباكات بين مؤيدين للنظام ومعارضين له.

 

وشهدت غالبية المحافظات والميادين الكبرى هدوءاً ملحوظاً، باستثناء ميدان التحرير الذي وقعت على أطرافه مواجهات بين تظاهرات متقابلة، كما اعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين منه. وشهدت المناطق التي تعرف بأنها معاقل تقليدية لجماعة «الإخوان» أعمال عنف على نطاق واسع، خصوصاً في حيي المطرية وعين شمس (شرق القاهرة)، حيث قتل 10 متظاهرين وجندي في الشرطة. وقالت وزارة الداخلية إن «مسلحين ليسوا من أهالي الحيين انتشروا وسط المتظاهرين، وأطلقوا النار صوب الأهالي لإرهابهم».

 

وشهد ميدان الألف مسكن في شرق القاهرة تجمعات مماثلة تحولت إلى اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين. وجُرح شرطيان بانفجار عبوة ناسفة في محيط ميدان الألف مسكن أمس، وأعلنت جماعة «أجناد مصر» مسؤوليتها عن التفجير.

 

وفضت قوات الأمن تجمعاً مؤيدا للحكم في محيط ميدان التحرير الذي أغلقته قوات الجيش بالآليات العسكرية، بعدما انضم إليه معارضون هتفوا لاحقاً ضد السيسي، واعتقلتهم الشرطة.

 

وأضرم متظاهرون النار في نقطة أمنية في ميدان جهينة في ضاحية السادس من أكتوبر عند أطراف القاهرة. وطاردت الشرطة متظاهرين وألقت القبض على عدد منهم.

 

وفككت قوات الحماية المدنية عبوة بدائية الصنع في بلدة ناهيا في الجيزة. وأوقفت الشرطة رجلاً قالت إنه «كان يزرع متفجرات قرب نقطة شرطة أبو زعبل» في شرق القاهرة.

 

مصر: الذكرى الرابعة لـ “ثورة 25 يناير” 18 قتيلاً وعشرات الجرحى واعتقالات

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

شهدت الذكرى الرابعة لـ”ثورة 25 يناير” التي أدت الى اطاحة الرئيس المصري سابقاً حسني مبارك أعمال عنف ومواجهات في القاهرة خصوصاً بين الشرطة ومحتجين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، تسببت بسقوط 18 قتيلاً، بينهم شرطي، وعشرات الجرحى وأدت الى اعتقال 134 شخصاً، الامر الذي يعكس حال الاضطراب التي لا تزال سائدة في مصر، على رغم تراجع حركة التظاهر في ظل اتهامات للرئيس عبدالفتاح السيسي باعتماد نظام متسلط وقمع كل اطياف المعارضة الاسلامية وغير الاسلامية.

وصرح الناطق باسم وزارة الصحة والسكان حسام عبد الغفار بأن حالات الوفاة الـ 18 سجلت في محافظات البحيرة والإسكندرية والقاهرة ودمياط.

وسقط العدد الاكبر من الضحايا في اشتباكات في منطقة المطرية بشمال القاهرة، حيث قتل تسعة متظاهرين وشرطي. وقتل متظاهران آخران في القاهرة، كما قتل متظاهر في الاسكندرية.

الى ذلك، قتل شخصان قالت الشرطة إنهما “ارهابيان” لدى محاولتهما وضع قنبلة اسفل برج كهرباء في محافظة البحيرة.

وكانت الناشطة شيماء الصباغ قتلت مساء السبت في وسط القاهرة خلال صدامات مع الشرطة بسبب مسيرة نظمها حزب التحالف الاشتراكي اليساري إحياء لذكرى ضحايا الثورة ووضع اكليل من الزهور على نصب “شهداء الثورة” في ميدان التحرير.

وفيما قال ناطق باسم وزارة الصحة إن الصباغ (34 سنة)، قضت اثر اصابتها بطلقات خرطوش من بندقية صيد، أكد متظاهرون انها اصيبت بطلقات الشرطة التي كانت تفرق التظاهرة.

وفي مؤتمر صحافي عقده ممثلو أحزاب سياسية، اتهم القيادي في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد الشرطة بقتل شيماء قائلاً: “كنا في مسيرة سلمية استُهدفت من طرف واحد هو الامن”.

 

7 قتلى في قصف صاروخي لدمشق ردّاً على غارات النظام على الغوطة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن سبعة أشخاص قتلوا أمس في قصف لدمشق، وذلك بعد يومين من تهديد قائد “جيش الاسلام” المقاتل في الغوطة زهران علوش بـ”إمطار العاصمة بمئات الصواريخ يوميا” ردا على إغارة طائرات النظام على منطقة الغوطة الشرقية قرب العاصمة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل سبعة أشخاص، هم خمسة مدنيين وعسكريان كانا في الطريق، واصيب عشرات آخرون بجروح في قصف لاحياء عدة في دمشق منذ صباح اليوم”. وتحدث عن سقوط اكثر من 43 قذيفة صاروخية وصاروخا محلي الصنع على “مناطق في المزة 86 وابو رمانة (في غرب دمشق) وكفرسوسة (جنوب غربها) والصالحية والشيخ سعيد وحي المالكي والبرامكة وبالقرب من القضاء العسكري والمدينة الجامعية وفي ساحة المحافظة ومحيط السبع بحرات والمزرعة وشارع العابد (في وسطها)”. واشار الى ان مصدر القصف مواقع المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.

وأعلن علوش الجمعة في صفحته بموقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي في ما سماه “تحذيرا الى المسلمين المقيمين في العاصمة كافة”، ان “لواء الصواريخ (في المجموعة) يتأهب لشن حملة صاروخية” على دمشق “يتم من خلالها امطارها بمئات الصواريخ يوميا… ردا على القصف الهمجي الذي تصبه طائرات النظام على اهلنا في الغوطة المباركة”. وطلب منهم عدم التجول او الخروج الى الوظائف والطرق “اعتبارا من يوم الاحد في أوقات الدوام”.

وأوضح المرصد أن الطيران الحربي التابع للنظام السوري أغار على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية الجمعة مما تسبب بمقتل 56 شخصا، بينهم ستة أطفال وامرأتان وخمسة مقاتلين. بينما قتل أربعة أشخاص أمس في قصف بالبراميل المتفجرة لبلدة مضايا في المنطقة عينها.

وفي المقابل، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” إن “وحدات الجيش ردت على مصادر اطلاق القذائف على الاحياء السكنية في دمشق، ودكت أوكار التنظيمات الارهابية في الغوطة الشرقية”.

وعلى جبهة اخرى، قال المرصد إن مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية تمكنت من السيطرة على القسم الاكبر من مدينة عين العرب السورية، وانهم واصلوا تقدمهم على حساب “الدولة الاسلامية” في محيط المدينة الحدودية مع تركيا، واحتلوا قريتين.

وأورد المرصد في بريد الكتروني: “تمكنت وحدات حماية الشعب مدعمة بكتائب مقاتلة اليوم من السيطرة على قرية ماميد جنوب غرب مدينة عين العرب (كوباني) عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية”. وجاء ذلك بعد سيطرة المقاتلين الاكراد السبت على قرية ترمك الواقعة بين هضبة مشتة نور وطريق حلب – كوباني، “لتكون القرية الأولى تسيطر عليها وحدات الحماية” منذ بدء هجومها المضاد على التنظيم الجهادي المتطرف قبل حوالى الشهر.

 

تشاور روسي ـ مصري.. ومؤتمر موسكو اليوم

صواريخ «جيش الإسلام» تحصد العشرات في دمشق

تنطلق في موسكو اليوم اجتماعات المعارضة السورية الداخلية والخارجية، والتي ستتوّج باجتماع الأربعاء المقبل مع وفد السلطة السورية، فيما برز دخول القاهرة بقوة على خط إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

في هذا الوقت، استبق قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، المدعوم من السعودية، انطلاق الاجتماعات في موسكو، بإمطار دمشق بعشرات الصواريخ والقذائف، في واحدة من أعنف الهجمات الدموية على العاصمة على مدى عام، ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى وعشرات الجرحى.

إلى ذلك، قال الأسد، في مقابلة مع مجلة «فورين أفيرز» الأميركية نشرت مقتطفات منها أمس على أن تنشر اليوم، إن «الجيش السوري نجح في غالبية العمليات العسكرية، على الرغم من عدم تمكنه من التواجد في جميع المناطق السورية»، مشيرا إلى أن «الجيش أحرز تقدما في العامين الماضيين على الرغم من الدمار الذي تسببت به الحرب». وأضاف أن «الربح الوحيد من الحرب هو طرد الشعب السوري للإرهابيين، ووقوفه في صف موحد مع الحكومة السورية، ودعمه للجيش السوري».

وحول الأجندة الحقيقية لإسرائيل في سوريا حاليا، قال الأسد «إنهم يقدمون الدعم للجماعات المسلحة في سوريا. هذا واضح تماما. كلما حققنا تقدما في مكان ما يقوم الإسرائيليون بالهجوم من أجل التأثير على فعالية الجيش السوري. هذا واضح جداً، ولذلك يسخر بعض السوريين ويقولون كيف يقال إن القاعدة لا تمتلك قوى جوية، في الواقع لديهم قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية».

وغداة اختتام ممثلين عن المعارضة السورية الداخلية والخارجية اجتماعهم في القاهرة، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمصري سامح شكري ناقشا، خلال مكالمة هاتفية، «التسوية السياسية للأزمة السورية، من خلال عقد لقاءات حوار بين ممثلي الحكومة والمعارضة». وأضافت «بحث الوزيران العمل على تحقيق التسوية السياسية في سوريا في أسرع وقت، وذلك من خلال تثبيت الحوار على أساس اتفاقية جنيف في حزيران العام 2012. وأشار شكري إلى أهمية اجتماع موسكو حول سوريا».

وتنطلق في موسكو اليوم اجتماعات تستمر حتى الخميس المقبل. وتأتي المبادرة الروسية وسط إشارات متزايدة بأن واشنطن تجري تعديلا في استراتيجيتها السورية، بحيث تعطي الأولوية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، بدلا من التركيز على رحيل الرئيس بشار الأسد.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إلى انه يبدو أن الإدارة الأميركية أصبحت تتعايش مع فكرة بقاء الأسد في الحكم، موضحة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي كان يتمسك بمقولة أن الحرب ستتواصل إذا بقي الرئيس السوري في الحكم، قال مؤخرا إن على الأسد تغيير سياسته، من دون تكرار الدعوة لتنحيه.

وأضافت الصحيفة أن الخطر الآن لم يعد الأسد، بل «داعش»، خصوصا إذا واصل تمدده في سوريا وجنّد المزيد من المقاتلين الأجانب، ووضع خططاً لمهاجمة الغرب. وكان مركز «راند»، الذي يعد دراسات للإدارة الأميركية، قد أشار إلى أن «انهيار نظام الأسد سيمثل أسوأ سيناريو للمصالح الأميركية، حيث إن هذا الأمر سيؤدي إلى حرمان سوريا مما تبقى من مؤسسات الدولة ويؤدي الى تمدد الدولة الإسلامية والمتشددين الآخرين».

وتابعت الصحيفة أن «المسؤولين الأميركيين يرون أن هناك إجماعاً دولياً على ضرورة التوصل إلى حل ديبلوماسي بين الأسد ومختلف المجموعات المعارضة»، مشيرة إلى أنه «تبين أن فكرة القوة المعتدلة التي سيمكنها إطاحة الأسد عبارة عن وهم، بالرغم من مواصلة الجمهوريين التمسك بهذه الخطة».

ويفتتح مدير «معهد الدراسات الشرقية» فيتالي نومكين جلسات الحوار اليوم، بحضور 36 مشاركاً، بينهم 12 من «هيئة التنسيق الوطني»، فيما يقاطع «الائتلاف الوطني السوري» ورئيسه الأسبق معاذ الخطيب الاجتماع. ويعقد المعارضون اجتماعات اليوم وغدا، على أن ينضم إليهم الأربعاء وفد السلطة، الذي سيترأسه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أن تختتم الخميس المقبل.

ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصادر مطلعة قولها إن «سوريا حافظت على مستوى المفاوضين ذاته في مؤتمر جنيف 2، حيث كان الجعفري هو من ترأس الوفد السوري وفاوض وفد الائتلاف المعارض بطريقة غير مباشرة من خلال المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك الأخضر الإبراهيمي».

وقال مصدر في الحكومة السورية إن السلطات لا تعلق آمالا كبيرة على اللقاءات في موسكو، لكنها تأمل أن يتفق المشاركون على خريطة طريق لمحاربة الإرهاب، ضمن مسائل أخرى. وأضاف «يجب البدء ببطء، خطوة خطوة، وعدم الاتفاق على خطة شاملة سيكون من المستحيل تطبيقها في هذه المرحلة».

وكان معارضون سوريون، في الداخل والخارج، قد دعوا، في ختام اجتماعهم في القاهرة أمس الأول، إلى عقد مؤتمر واسع للمعارضة في الربيع بالقاهرة بهدف الاتفاق على حل سياسي ينهي الحرب في سوريا. ووضعوا وثيقة من عشر نقاط تنص خصوصاً على حل سياسي «يضمن التغيير الديموقراطي الجذري الشامل ويجرّم العنف والطائفية».

وأكد شكري، خلال اجتماعه بممثلين عن المعارضة السورية أمس الأول، «حرص مصر على خروج سوريا من مأزقها الراهن من خلال الحل السياسي، وتوصل كيانات المعارضة السورية إلى نقطة التقاء في ما بينها، بما يضمن وقف نزيف الدم وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في بناء نظامه الديموقراطي التعددي ويحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية، وبما يعزز الأمن القومي العربي».

ميدانياً، نفذ قائد «جيش الإسلام» زهران علوش تهديده، وأمطر دمشق بعشرات الصواريخ والقذائف، في أشرس هجوم منذ حوالي العام. وسجل، خلال ساعات، سقوط أكثر من 60 صاروخاً وقذيفة هاون على مناطق واسعة من العاصمة، أدت إلى مقتل سبعة أشخاص، وإصابة أكثر من 30. (تفاصيل صفحة 9)

وأحكم الجيش السوري سيطرته على قرية يابوس جنوب الكفير على الحدود السورية اللبنانية. وقال مصدر ميداني إن «المسلحين انسحبوا إلى غربي الزبداني، بعد قتل عدد منهم اثر الاشتباكات التي اندلعت منذ يومين شمال طريق المصنع عند الحدود».

(«السفير»، «الأناضول»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

صواريخ «جيش الإسلام» تضرب دمشق

الجيش السوري يوسّع سيطرته قرب جديدة يابوس

طارق العبد

عادت هستيريا الصواريخ والقذائف لتضرب دمشق من جديد، مع تنفيذ قائد «جيش الإسلام» زهران علوش تهديده بقصف العاصمة، فيما استعاد الجيش السوري السيطرة على نقاط عدّة بين الغوطة وجديدة يابوس، مع تصعيد المسلحين هجماتهم على الجبهة الجنوبية.

وبعد يوم من تهديد زهران علوش بإمطار دمشق يومياً بالصواريخ والقذائف بحجة الرد على غارات الطيران على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، سقطت عشرات الصواريخ والقذائف على دمشق، فيما أعلن الجيش السوري أنه ردّ على مصادر إطلاقها.

واستهدفت الصواريخ والقذائف مناطق واسعة من العاصمة. وسجّل بين الساعة 12 والرابعة عصراً سقوط أكثر من 50 صاروخاً وعشر قذائف هاون، في أحياء أبو رمانة، والمالكي، والمزة، وشيخ سعد، والمهاجرين، ومحيط وزارة التعليم العالي، وساحة المحافظة، وساحة السبع بحرات، ومكتبة الأسد، ودار الأوبرا، وساحة العباسيين وجرمانا.

وأسفرت الحصيلة الأولية عن مقتل سبعة أشخاص، وإصابة أكثر من 30، فيما بدت الشوارع شبه خالية من المارة، بالرغم من أن ساعات الظهيرة هي الأكثر ازدحاماً في دمشق.

وبالرغم من أنها ليست بالمرة الأولى التي تطال فيها الصواريخ العاصمة، إلا أن اللافت بالأمس كان كثافة الضربات وعددها غير المسبوق، في وقت كان لافتاً نفي إعلاميين تابعين إلى «جيش الإسلام» استهداف العاصمة في الساعات الأولى، خاصة أن الصواريخ طالت مناطق مدنية، وحملوا مجموعات مسلحة في جنوب دمشق مسؤولية ما جرى.

لكن مصدراً ميدانياً معارضاً أكد لـ «السفير» نصب منصات للصواريخ وإطلاقها باتجاه دمشق، فيما قال ناشطون من «جيش الإسلام» والمتحدث باسمه عبد الرحمن الشامي، على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم «لن يقوموا باستهداف المدارس ومقار العبادة»، مشيرين إلى «خطة مضادة لدى القوات النظامية لقصف العاصمة».

إلى ذلك، أحكم الجيش السوري سيطرته على قرية يابوس جنوب الكفير على الحدود السورية اللبنانية. وقال مصدر ميداني إن «المسلحين انسحبوا إلى غربي الزبداني، بعد قتل عدد منهم إثر الاشتباكات التي اندلعت منذ يومين شمال طريق المصنع عند الحدود». ولم تؤثر الاشتباكات على حركة الانتقال عند معبر جديدة يابوس، حيث استمرّ الوضع على ما هو عليه.

وفي مضايا في وادي بردى، أعلنت «حركة أحرار الشام»، في بيان، استعدادها للانسحاب من البلدة «حقناً لدماء المدنيين» فيما قتل 27 مسلحاً في غارة جوية استهدفت اجتماعاً للحركة و «جبهة النصرة» في البلدة.

أما في ببيلا، فقد حذر قادة المجموعات المسلحة من إلغاء الهدنة في البلدة، ومعها بيت سحم ويلدا، ما لم يتم فتح المعبر عند نقطة سيدي مقداد. وكان المعبر فتح جزئياً قبل أسبوعين، وتم وقتها إدخال مساعدات إلى بيت سحم إثر انسحاب «النصرة» منها.

وفي درعا، أعلن معارضون «سيطرة الجيش الحرّ على نقاط عسكرية في الشيخ مسكين» وسط الريف الحوراني. وذكر «الجيش الحر»، في بيان، أن «الجيش الأول سيطر على اللواء 82 شمال مدينة الشيخ مسكين» التي لا تزال الاشتباكات دائرة فيها.

وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية ـــ «سانا»، أمس الأول، إن «وحدة من الجيش قضت على 47 إرهابياً من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في بلدة مسحرة بريف القنيطرة الشمالي».

 

«جيش الإسلام» يقصف مواقع للنظام في دمشق

فصائل معارضة تسيطر على اللواء 82 وتحرر «الشيخ مسكين»

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: رد فصيل مسلح من المعارضة السورية على الغارات التي نفذها الطيران الحربي للنظام، امس الأحد، على مناطق بالغوطة الشرقية، وحي جوبر بالعاصمة دمشق، بقصف مواقع للنظام بالعاصمة، ومحيطها بصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون.

وذكر ناشطون أن صاروخ كاتيوشا سقط، امس الأحد، على مشفى تشرين العسكري بدمشق، فيما سقطت قذيفة هاون بالقرب من مبنى مجلس الشعب (البرلمان)، وسط دمشق، حيث شوهد إغلاق بعض المحال التجارية في المنطقة، تجنبا للإصابات.

وكان زهران علَّوش قائد جيش الإسلام، أحد الفصائل المنضوية تحت مظلة «الجبهة الإسلامية»، التي تعد أبرز التشكيلات المسلحة المعارضة، قد حذر بأنه سيستهدف العاصمة بمئات الصواريخ من طراز «كاتيوشا 107 « و»سهم الإسلام/3» و»غراد /20» و»غراد/40» اعتبارا من الأحد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين إسلاميين قصفوا العاصمة السورية بنحو 38 صاروخا على الأقل امس الأحد في واحد من أشرس الهجمات على دمشق على مدى عام.

وأكدت وسائل الإعلام الرسمية الهجوم وقالت إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا. وقالت إن الجيش سينتقم.

وكان جيش الإسلام، المدعوم من السعودية والذي يتمركز في الغوطة الشرقية قرب دمشق، قد حذر في وقت سابق من أنه سيرد على غارة جوية الأسبوع الماضي في الغوطة قتل فيها أكثر من 40 شخصا.

وقال سكان في دمشق إن الصواريخ كانت فيما يبدو صواريخ كاتيوشا وقذائف مورتر.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي يتابع العنف في البلاد إن القصف كان أعنف هجوم على العاصمة على مدى أكثر من عام.

وقال عبد الرحمن إن الجيش السوري قصف بلدة دوما التي يتمتع فيها جيش الإسلام بنفوذ قوي. وتقع دوما على أحد الطرق الرئيسية التي تربط العاصمة بحمص الواقعة إلى الشمال.

إلى ذلك سيطرت كل من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام، امس الأحد، في عملية مشتركة على اللواء 82 التابع لجيش نظام الأسد في بلدة «شيخ مسكين» في محافظة درعا جنوب سوريا.

وأوضح المسؤول الإعلامي في هيئة التنسيق المحلية بدرعا، «محمد علي»، امس الأحد، أن جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام شنتا هجوماً مشتركاً على اللواء 82، الواقع في بلدة شيخ مسكين وتمكنتا من السيطرة عليه بشكل كامل، مشيراً إلى أن اشتباكات عنيفة لا تزال متواصلة بين المعارضة وقوات النظام في محيط اللواء، مؤكدا أن طائرات الأسد قصفت مواقع تابعة للمعارضة.

ومن جهة أخرى أفاد المتحدث الإعلامي باسم الجبهة الإسلامية،» فراس الحلبي»، أن وحدات تابعة للجبهة الشامية، المتشكلة من فصائل المعارضة في حلب، تمنكت من السيطرة على منطقتي «تل بريج» و»المياسات» اللتين كانتا تحت سيطرة قوات النظام شمالي حلب. ويشن سلاح الجو السوري غارات يومية في الحرب التي بدأت بعد أن قمعت قوات الأمن احتجاجات مطالبة بالديمقراطية عام 2011. وقتل 200 ألف شخص على الأقل في الصراع. وتنعم دمشق بهدوء نسبي حيث ظلت بمنأى عن الحرب منذ أن أجبرت القوات الحكومية فصائل المعارضة المسلحة على التراجع عام 2013.

 

الملك مات الساعة 6 مساء وقضى العاهل الجديد 5 ساعات في ترتيب الخلافة وأول قراراته عزل رئيس الديوان… والأسد باق في منصبه وفكرة معارضة قادرة على الإطاحة به «فانتازيا»

إلى أين تمضي العلاقات الأمريكية – السعودية؟ سلمان يواجه المشاكل نفسها.. سوريا والعراق و «الدولة» واليمن

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» تواجه العلاقات الأمريكية – السعودية لحظة امتحان جديدة في ضوء عملية انتقال السلطة في الرياض ورحيل الملك عبدالله. فمع وصول الملك سلمان إلى السلطة تعتبر الرهانات بالنسبة للغرب وأمريكا خاصة ضخمة.

ومن هنا قرر الرئيس باراك أوباما تغيير برنامج زيارته للهند واختصره ليكون يوم غد الثلاثاء في السعودية ليعزي بوفاة العاهل السعودي عبدالله وليزن القيادة الجديدة، الملك سلمان وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي عهد الأمير محمد بن فهد.

ولكن الزيارة تحمل الكثير من الأهمية في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط حالة عدم استقرار يمتد من سوريا إلى العراق واليمن وتحتاج فيه الولايات المتحدة ترتيب العلاقة مع السعودية في ضوء التهديدات الإرهابية المستمرة والتي هي نتاج التدخل الأمريكي في العراق فيما تحتاج السعودية فيه لإعادة النظر في وضعها في العالم العربي.

ورغم المديح الذي كاله الرئيس أوباما بحق للملك الراحل من ناحية شجاعته وصراحته إلا أن العلاقة بين البلدين طوال فترة حكم الملك عبدالله شابها الكثير من القصور وتأثرت بأحداث 9/11 والربيع العربي وانهيار أنظمة في مصر وتونس وليبيا واليمن.

ولكن مصر هي التي كانت مثار غضب العاهل السعودي الذي اتصل مرتين بالرئيس أوباما ودعاه إلى التدخل لمنع انهيار حكم الحليف حسني مبارك. ثم جاءت سوريا التي تعتبر أكبر امتحان للعلاقة نظرا لغموض السياسة الأمريكية.

 

الملك الغاضب

 

وتقول صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن دبلوماسيين إن الملك عبدالله كان غاضبا في السنوات الأخيرة من فشل أوباما في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وأنه شعر بخيبة الأمل من غياب الضغط الأمريكي باتجاه تحقيق تسوية فلسطينية – إسرائيلية.

وفوق كل هذا كان قلقا من إمكانية التقارب الأمريكي ـ الإيراني وتحقيق تسوية مع المنافس الألد للسعودية فيما يتعلق بالملف النووي، إلا أن مسؤولين أمريكيين يقولون إن العلاقات تحسنت بين واشنطن والرياض في الأشهر الأخيرة، وساعد على هذا الزيارة التي قام بها الرئيس أوباما للرياض في 28 آذار/مارس العام الماضي، وأكثر من هذا التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب خاصة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في إدارة أوباما قوله إن «العلاقت عادت إلى مسارها الطبيعي»، ولكنه أضاف «لا أريد رسم صورة عن تناغم كامل، فهم يريدون منا موقفا متشددا من إيران وسوريا».

وقال إن هناك تطورا في المواقف من الجانبين «وأعتقد ان تهديد تنظيم الدولة الإسلامية قرب الدولتين من بعضهما البعض». وقال إن السعوديين ينظرون إلى تنظيم الدولة الإسلامية باعتباره تهديدا مباشرا لهم. ولهذا لم تبرز أية خلافات كبيرة بين البلدين حول هذا الموضوع في أثناء زيارة الأمير محمد بن نايف إلى واشنطن في كانون الأول/ديسمبر 2014 ففي كل الموضوعات «كان باستطاعنا الاتفاق على طرق للتقدم أماما» حسب قوله.

وترى الصحيفة أن المخاطر التي تواجه البلدين كبيرة، فالولايات المتحدة تريد من السعودية اتخاذ إجراءات لمنع تدفق المقاتلين وخنق مصادرهم المالية في داخل المملكة. كما ترغب الولايات المتحدة باستقرار السعودية لأنها أكبر منتج للنفط ومصدر للنفط في العالم، ولهذا فاستقرار السعودية حيوي للاقتصاد العالمي. وبالمقابل تحتاج السعودية أمريكا لتوفير الحماية بنية انتاج النفط وخطوط مرور ناقلات النفط.

 

تراجع التأثير السعودي

 

وفي الوقت نفسه ستحاول القيادة الجديدة الرد على التهديدات التي تمتد على حدودها الجنوبية نظرا لصعود الجماعة الشيعية المدعومة من إيران وتراجع قوة السعوديين كقادة للعالم الإسلامي كما يقول بعض المراقبين.

ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي السعودي عبدالله الشمري قوله «الوضع حرج»، مضيفا أن السعودية بحاجة للبحث عن حلول بديلة وخلاقة وإلا «فسنخسر المزيد».

وأشارت الصحيفة للتحول في المواقف السعودية من تنظيم الدولة الإسلامية ومشاركتها في الغارات الجوية وكذا السياسات التي اتبعتها الحكومة لمحاربة الإرهاب وملاحقة العائدين من القتال في سوريا والعراق.

يقول أف جورج غوس مدير دائرة الشؤون الدولية بمدرسة جورج بوش للحكم والخدمات العامة التابعة لجامعة تكساس إي أند أم «أعتقد أن السعوديين بدأوا ينظرون إلى تنظيم الدولة الإسلامية وأثار الحركات الجهادية كتهديد متزايد لهم»، وهو الأمر الذي «خفف من حماستهم للثورة السورية، فقد تم التركيز الآن على حماية الجبهة الداخلية وتجريم الذي يقدمون الدعم للجهاد».

 

علاقة متغيرة

 

ومع ذلك ترى الصحيفة أن ظهورعدو مشترك ليس الطريقة الوحيدة لبناء العلاقات من جديد خاصة أن هذا العدو هو من نتاج الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

ورغم أن الملك عبدالله عارض الغزو إلا أنه سمح للقوات الأمريكية باستخدام الحدود الشمالية مع العراق كنقطة انطلاق. ومنذ ذلك الوقت تغيرت طبيعة العلاقات من واحدة تقوم على التعاون المتبادل إلى علاقة تقوم على النظر في كل حالة بناء على ظرفها.

فعلى مدى شهر استقبلت واشنطن أميرا بارزا وشجبت في الوقت نفسه جلد المدون السعودي وعادت من جديد ومدحت العاهل السعودي الراحل. وتنقل عن تشاس دبليو فريمان الدبلوماسي المخضرم والسفير السابق في الرياض أثناء فترة جورج دبليو بوش «كل شيء الآن أصبح تعاقديا».

وهو تحول عن مسار العلاقة الإستراتيجية التي اتفق عليها الرئيس فرانكلين روزفلت مع العاهل السعودي الملك عبد العزيز في 14 شباط/فبراير 1945 عندما التقيا على متن الطراد «يو أس أس كوينسي» عند البحيرات المرة في قناة السويس. وفي السبعينات من القرن الماضي نظر الرئيس نيكسون إلى السعودية وإيران باعتبارهما «ركيزتي» الاستقرار الإقليمي وحاجزا أمام تقدم الإتحاد السوفييتي السابق في المنطقة.

وبعد سقوط الشاه واحتلال أفغانستان عام 1979 تعهد كارتر بحماية السعودية وتأمين مرور النفط عبر مضيق هرمز. ولكن العلاقات اضطربت بعد هجمات 9/11 وعادت للتحسن، وظلت العلاقة طوال فترة حكم أوباما تتسم بالتوتر والسبب هو موقف الرئيس أوباما من سوريا.

سوريا

 

فقد عبر الملك عبدالله عن غضبه بسبب عدم إطاحة أوباما بالرئيس الأسد ومعاقبة الأخير على استخدام السلاح الكيماوي في آب/أغسطس 2013. ولكن إدارة أوباما كانت مترددة من تسليح المعارضة وتخشى من وقوع السلاح في يد الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الذي يسيطر على المناطق القريبة من الحدود مع السعودية. وفي الوقت نفسه عانت الجماعات المعتدلة التي استثمرت فيها السعودية الكثير أمام الجماعات الجهادية الأخرى فيما فشلت المعارضة السياسية بالتوافق على خطة واحدة.

وفي الانتخابات الأخيرة للائتلاف الوطني السوري خسر المرشح المدعوم من السعودية أمام المرشح المدعوم من تركيا.

وفي السياق نفسه اختلف الملك عبدالله مع أوباما حول الموقف من مصر، وعندما قررت واشنطن تعليق بعض المساعدات قامت السعودية بتوفير حصة الأسد من رزمة المساعدة الخليجية 12 مليار دولار لنظام الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي. ولهذا عندما زار أوباما الرياض العام الماضي لم يكن يهدف لتحقيق شيء بل «لمنع حدوث الأسوأ» كما يقول فريمان. فقد جاءت الزيارة في ظل انتقادات سعودية علنية للولايات المتحدة.

وكانت المخاوف من التقارب مع إيران عاملا في هذا السياق. ونقل عن مسؤول أمريكي بارز «لقد طلبوا منا أن نكون أكثر شدة في مواجهة إيران في المنطقة».

وكان الجواب على الطلب بلا لأن المشروع النووي قد يكون أضر على السعودية من أي اتفاق يمكن لواشنطن وطهران التوصل إليه. ويضاف لحزمة التحديات الأحداث الأخيرة في اليمن حيث تسيطر جماعة الحوثي المدعومة من إيران وبشكل فعلي على البوابة الجنوبية للسعودية – اليمن.

وتشعر الرياض كما لو أن «حزب الله جديدا نشأ ولكن على حدودها» كما يقول مصطفى العاني الباحث في معهد الخليج بجنيف.

ويثير هذا الوضع حسا بالحصار، ففي الشمال تسيطر إيران على العراق وفي الجنوب تسيطر على اليمن. ويرى الشمري إن سيطرة الحوثيين تعتبر ضربة معنوية للسعوديين وموقعهم في العالمين العربي والإسلامي.

ويقول إن «السعودية هي الداعمة للعالم السني وعندما يرى العرب أن الحوثيين يسيطرون على اليمن فهذا يؤثر عى احترام السعودية، ويجب على الملك سلمان أن يتعامل مع هذا ويتحرك». لكل هذا فترتيب العلاقات بين البلدين مهم. والسؤال إلى أين تمضي العلاقات بين البلدين بعد عبدالله؟

 

عهد جديد

 

من المؤكد أنهما ستتحركان لمواجهة التحديات الملحة في اليمن والعراق وسوريا، وفي السعودية قد يواصل الملك الجديد إصلاحات سلفه الحذرة لكن القضايا المتعلقة بحرية التعبير وحقوق الإنسان ستظل محلا للنقد. ولأن فترة الملك سلمان قد تكون انتقالية فالفجوة الثقافية تضيق خاصة أن معظم أبناء الجيل الثاني من قادة السعودية هم ممن درسوا في الولايات المتحدة وهناك اليوم 53.000 مبتعث سعودي يدرس هناك. كما يقول غوس من جامعة تكساس فقد تعلم الكثيرون منهم أن «أمريكا هي علاقتهم الكبيرة». ويرى تقرير في صحيفة «صنداي تايمز» أن الملك سلمان يحكم اليوم أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وهي الدولة التي أدت سياساتها كما تقول إلى تراجع نسبي في أسعار النفط، مما أدى إلى هزة في الاقتصاد العالمي. حيث كان هناك رابحون مثل الصين واليابان وخاسرون مثل إيران وروسيا وفنزويلا. وأشار التقرير إلى الدور العسكري والمالي والسياسي الذي تمارسه السعودية اليوم في نزاعات الشرق الأوسط. وهو ما جعل المملكة حليفا للغرب في مجال مكافحة الإرهاب. ونقلت عن مسؤول أمني غربي قوله «أصبحت المخابرات السعودية لا عبا رئيسيا رغم وجود شكوك واشنطن الدائمة منها» في إشارة إلى هجمات إيلول/سبتمبر والتي شارك فيها 15 من 19 مهاجما. وأضاف المسؤول الأمني إلى أن « المصالح المشتركة أساسية وهناك حاجة لعلاقة عمل قوية».

وواجهت المملكة في عهد الملك الراحل هجمات القاعدة حيث استطاعت التغلب عليها بعد عامين من العمليات والتفجيرات التي طالت المؤسسات الأمنية ومناطق سكان الأجانب. وتحدث التقرير عن إنجازات الملك عبدالله وكيف استطاع تجاوز موجات الربيع العربي من خلال استخدام مليارات الدولارات في مشاريع عمرانية وفتح فرص عمل كي يمتص غضب السكان.

وكيف أقنع المؤسسة الدينية المساعدة في برنامج لإعادة تأهيل الشبان الذين انجذبوا للتشدد الديني. ومع ذلك فقد لا يملك خليفته اليد القوية التي أمسك بها سلفه بالإمور في البلاد، نظرا لحالته الصحية فقد عاني الملك سلمان من جلطة دماغية وخضع لعملية في العمود الفقري وظهرت عليه أعراض مرض الخرف.

ولم يغير هذا من ترتيبات الخلافة في السعودية لأن وفاة الملك عبدالله لم تكن مفاجئة. ومن هنا كانت عملية نقل السلطة سلسة.

 

خمس ساعات لنقل السلطة

 

وتقول الصحيفة أن عملية التغيير وترتيبات الملك الجديد بدأت عمليا بعد وفاة الملك عبدالله يوم الخميس في الساعة السادسة مساء لكن البلاط الملكي لم يعلن عنها إلا بعد خمس ساعات، منهيا بذلك أسابيع من الشائعات حول صحة الملك عبدالله الذي نقل للمستشفى عشية السنة الجديدة بعد إصابته بالتهاب رئوي.

ومن المفارقة أن السعودية التي تمارس فيها الرقابة على الإنترنت لم تستطع منع الشائعات وانتشار خبر الوفاة على «تويتر» الذي يتبعه 14 مليون. وكان الأطباء قد أخبروا عائلة الملك يوم الأربعاء أن الملك لن يعيش طويلا، ومات يوم الخميس.

وعندما قامت محطة تلفزيونية سعودية بقطع البث وبدأت ببث القرآن الكريم عادت للبث العادي. وترى الصحيفة أن الملك سلمان كان بحاجة لتأخير الإعلان عن الوفاة للتأكد من نقل السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن الملك سلمان احتاج وقتا للتأكد من استقرار الجيش وإرسال أوامره للحرس الوطني القوي والإاجتماع بالعائلة المالكة كي يخبرها بأن التغيير قد اقترب. وأول قرار اتخذه كان عزل رئيس الديوان الملكي خالد التويجري وتعيين ابنه محمد بن سلمان (35 عاما) مكانه واضعا ابنه في ترتيبات الخلافة المستقبلية. خاصة أن صعود الملك سلمان للسلطة أعاد حظوظ السديريين من جديد بعد تراجعها منذ وصول الملك عبدالله إلى السلطة. كما وعين محمد بن فهد وليا لولي العهد.

ويرى التقرير أن فترة حكم الملك سلمان قد تكون انتقالية إن لم يتمكن من مواصلة الحكم بسبب حالته الصحية لكن أمامه في الوقت الحالي تحديات كبيرة ليس أقلها اليمن وسوريا. ويعتبر موقف الملك سلمان متشددا من سوريا فلطالما طالب بالإطاحة بنظام الأسد. وتقول الصحيفة أن سكان العالم العربي العاديين عبروا عن حزنهم لرحيل الملك عبدالله بخلاف غبطة النظام السوري وحليفته إيران.

وعموما فالظروف التي يدخل فيها الملك سلمان الحكم فرضت وقائع جديدة على الساحة اليمنية والسورية، وبالتأكيد فتأخر السعودية في التعامل مع مجريات اليمن ربما ارتبط بحالة الملك عبدالله الصحية إلا أن الرياض وواشنطن لن تتنتظرا طويلا للتحرك نحو اليمن.

 

تعايش مع النظام

 

لكن سوريا يبدو فيها الوضع معقدا أكثر بكثير نظرا لعامل الدولة الإسلامية، تراجع المعارضة السورية وتمترس النظام ومن هنا تطالب صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها بالتخلي ولو مؤقتا عن المطالبة برحيل الأسد.

وتقول «حتى تشرين الأول/أكتوبر الماضي كان وزير الخارجية جون كيري يقول أن لا سلام ممكنا في سوريا «طالما بقي الأسد في السلطة» وحتى اليوم لا يزال المسؤولون الأمريكيون يصرون على رحيل الأسد لتحقيق حل سياسي دائم، لكن الحقيقة المقلقة أن الديكتاتور القاسي لا يزال متمسكا بالسلطة، وستعيش الولايات المتحدة وحلفاؤها معه، في الوقت الحالي على الأقل».

وقالت إن كيري يعترف تكتيكيا بهذا الواقع عندما دعا الأسد لتغيير سياساته وحذف من كلامه الدعوة له لمغادرة السلطة. وتقول الصحيفة إن الوضع في سوريا قد تغير بشكل سريع ودراماتيكي منذ العام الماضي، فتنظيم الدولة الإسلامية يحتل نصف البلاد فيما عزز النظام من مكاسبه وأصبحت المعارضة المدعومة من الغرب ضعيفة. وتعلق «لا توجد فرصة كي يغادر الأسد السلطة طواعية أو تقوم المعارضة غير الجهادية بإجباره على الخروج إلا في حالة تدخل أمريكي مباشر، وهو مسار رفضه الرئيس أوباما». وقالت إن التهديد الأكبر لم يعد الأسد بل الدولة الإسلامية حالة واصلت توسعها في سوريا وجذب مقاتلين أجانب يتخذون من مناطقها نقطة انطلاق للهجوم على الغرب.

وتقول دراسة أعدها مركز «راند» الذي يقوم بأبحاث للحكومة الأمريكية أن سقوط نظام الأسد، غير محتمل الآن، سيكون «أسوأ نتيجة ممكنة» للمصالح الأمريكية، وسيحرم سوريا مما تبقى لديها من مؤسسات حكم ويفتح المجال أمام تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المتطرفين. وهو سيناريو لم يتوقعه أحد عندما بدأت الثورة السورية بشكل سلمي، ولكن الديكتاتور الذي طالبته الولايات المتحدة والغرب بالرحيل رد بقوة السلاح مدعوما من روسيا وإيران.

وهو ما أدى لانزلاق البلاد في حرب أهلية قتل فيها أكثر من 200.000 سوري. وترى الصحيفة أن الوضع في سوريا يفرض على الإدارة الأمريكية أسئلة صعبة.

ويظل مدخل أوباما للحرب في سوريا غير مكتمل. ففي الوقت الذي تتشارك فيه واشنطن والأسد بعدو مشترك إلا أنه لا يوجد تعاون بينهما.

وفي الوقت نفسه تقوم الطائرات الأمريكية باختراق الأجواء السورية مما يدعو للتساؤل عن إمكانية تعاونهما في مرحلة ما. وتقول الإدارة أنها ستدرب المعارضة المعتدلة، لكن أفرادها لن يكونوا جاهزين إلا بعد عدة أشهر، وهناك شكوك حول تأثيرهم على الساحة القتالية. وتواجه الإدارة مشكلة أخرى تتعلق بتصور مستقبل سوريا. فإذا كانت الإدارة الأمريكية تقول إن إنهاء الحرب الأهلية لن يتم بدون تشكيل جبهة واحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتوصل لحل سياسي يشمل روسيا وإيران وتركيا والسعودية فما الذي يجب عليها فعله لتقوية موقعها حتى تحقق هذا؟

وفي هذا السياق يرى المسؤولون الأمريكيون إجماعا دوليا لحل دبلوماسي طويل الأمد بين الأسد وجماعات المعارضة المعتدلة، وهناك اهتمام بمبادرة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال. وهناك محاولة روسية لجمع المعارضة والنظام نهاية الشهر الحالي لإحداث تغير تدريجي في سوريا.

ولا تزال المقترحات غير واضحة حول كيفية جمع قطع الحل لدى جميع الأطراف بمن فيهم الجمهوريون الذين يهاجمون أوباما بسبب سياسته الخارجية، لكن ما هو واضح هو أن فكرة معارضة سورية «معتدلة» قادرة على الإطاحة بنظام الأسد كانت «فانتازيا» رغم استمرار نواب مثل السناتور جون ماكين بالإيمان بها.

وتدعو الصحيفة الكونغرس في غالبيته الجمورية للعب دور في تقديم النصح حول كيفية شن هذه الحرب الجديدة. لكنه يتهرب من واجبه بعد أشهر من بداية الحرب الجوية في سوريا والعراق ولم يصدر قرارا بعد لتشريع الحرب هناك.

 

سوريون: إن كانت تهمة قتل الامرأتين على يد «جبهة النصرة» هي «الزنا» فأين الزاني والشهود؟

نور ملاح

ريف إدلب ـ «القدس العربي» لم تسلم المرأة السورية منذ اندلاع الثورة في سوريا من بطش النظام وميليشياته، فقد طالها ما طال شبان البلاد من اعتقال وتعذيب وقتل وإهانة وامتهان، وعلى الرغم من أن ما تعرضت له المرأة على يد النظام السوري كان في غاية السوء، إلا أن المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة التابعة للقاعدة لم تكن أفضل بكثير من النظام.

وأثارت مقاطع فيديو انتشرت مؤخرا بين السوريين، تظهر عملية إعدام امرأتين على يد تنظيم القاعدة في بلاد الشام «جبهة النصرة» بتهمة «الدعارة والإفساد في الأرض» بريف إدلب انتقادا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تم إعدام المرأة الأولى في منطقة معرة مصرين والثانية في بلدة حسفرجة، حيث تظهر المرأتان وهما جاثيتان على الأرض في الفيديو قبل أن يتم إعدامهما.

ويقول أحمد وهو ناشط من مدينة إدلب: إن «هاتين الامرأتين أعدمتا وحدهما»، متسائلا هل كانتا تمارسان الدعارة وحدهما مع نفسيهما، أين أولئك الرجال الأشاوس الذين يكونون ربما من المقاتلين أنفسهم الذين استشرفوا وقاموا بتطبيق الحكم المتعسف على هاتين الامرأتين؟.

وبحسب ما أظهر الفيديو، كانت المرأة الخمسينية في معرة مصرين تستغيث وتطلب رؤية أولادها قبل أن تقتل، وتقول: «ببوس أيديكم كرمال الله بس خلوني شوف ولادي»، ولكن الرجل الذي كان واقفا عند رأسها لم يستجب لاستغاثتها، لا هو ولا عشرات المقاتلين المدججين بالسلاح والمجتمعين في الساحة العامة لإعدام تلك المرأة الوحيدة والعارية من كل سلاح سوى استغاثتها وتوسلاتها التي لم يلق أحد لها بالا.

وبحسب ناشطين، إن من أشرف على هذه العملية هو قائد يدعى أبو صلاح وقد كان منذ فترة متورايا عن الأنظار هو وعشيقته السرية ثم عاد مجددا للساحة ليبيض صفحته بقتل تلك المرأة الخمسينية المتوسلة بتهمة الدعارة.

أما الناشط يوسف، فعلق على الحادثتين قائلا «فيما يخص إقامة الحدود نشرت هيئة الشام الإسلامية توضيحا آخذة بالاعتبار الأوضاع التي تمر بها المنطقة، حيث رأت أن المصلحة الشرعية تقتضي تأجيل إقامة الحدود إلا ما تدعو الضرورة إليه وذلك بسبب عدم حصول التمكين المعتبر شرعا لوجوب إقامة الحدود».

وبين أن التمكين الموجود في بعض المناطق لا يتصف بالاستقرار، كما أن البلاد تعيش في حال حرب واضطراب، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن الحدود لا تقام في حال الغزو والحرب، كما أوقف الخليفة عمر بن الخطاب تطبيق حد السرقة في عام الرمادة الذي عمت فيه المجاعة، فالأوضاع التي تمر بها البلاد من ضيق وضنك مع تفشي الجهل والفساد، يجعل من الضرورة درء بعض الحدود أو تأخيرها.

وأشار إلى أنه لا بد من أن نأخذ بالحسبان حال الجهل عند عامة الناس لتغييبهم عن الدين عقودا طويلة، فإن إقامة الحدود مظنة لنفور الناس عن الدين وتمكين للطاعنين من تشكيك الناس في دينهم، كما أن تطبيق حد الزنا كما هو معروف في الإسلام يحتاج لأربع شهود عدول رأوا الفعل الفاحش لحظة وقوعه، فأين أولئك الشهود؟.

ويضيف يوسف «نذكر قصة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب حين جاءه من يقول له أنه رأى بعينه وسمع بأذنه حادثة زنا، فقال له: البينة وهي أربعة شهود، أو حد في ظهرك وهو حد القذف، أي عقوبة الاتهام بالزنا دون وجود أربعة شهود، فعلى أي أساس يحكمون؟.

وقالت الباحثة الاجتماعية يسرى الحسن إنه: «من عادة أي سلطة تحكم أن تفرض قوانينها على الناس، ومن حقها أن تسعى لسيادة الفضيلة ومحاربة الرذيلة ومنع الإفساد، وبما أن تلك التنظيمات تعتبر مرجعيتها الإسلام فلم لا تستند إلى القواعد الشرعية والأدلة بدلا من الحكم الظني والتسلط على الحلقة الأضعف في المجتمع.

وبينت أن هذه السلوكيات ربما لها جذور نفسية عميقة في مجتمعات ذكورية تسلطية ما زال تتأثر بالفكرة التي تجعل من حواء سبب الخطيئة الأولى، فهي التي جعلت آدم يأكل من الشجرة المحرمة، وهي بحسب ما يعتقدون تتحمل الوزر وحدها، وهي نظرة لا تمت للإسلام بصلة أبدا، فالقرآن قد ذكر في مواضع عديدة منه أن الخطيئة كانت مشتركة والوزر كان مشتركا والتوبة والهبوط إلى الأرض كانت أفعالا اشترك بها كلاهما، ولكن لدينا موروثا شعبيا ثقيلا من إلقاء اللوم على المرأة فقط، ما زال جاثما على صدور الأجيال شعاره «فتش عن المرأة».

يذكر أنه وفي 21 تشــــرين الأول/اكتوبر 2014 نفذ عناصر تنظيم «داعش» حد الرجم بحق امرأة بريف حماة الشرقي بتهمة الزنا، وسبق للتنظيم المتطرف أن نفذ حد الرجم أكثر من مرة في محافظة الرقة، معقله الأبرز في سوريا.

 

لقاء موسكو.. حوار «علاقات عامة» بين ممثلي النظام السوري و»المعارضة المستقلة»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي» أكدت مصادر في الائتلاف السوري المعارض عدم مشاركة أياَ من ممثليه في «حوار موسكو» المقرر انطلاقه، الإثنين، في العاصمة الروسية موسكو، بين ممثلين عن النظام السوري وما يعرف بـ»المعارضة المستقلة»، في ظل غياب تام لجميع هيئات المعارضة الفاعلة سياسياً وعسكرياَ في الداخل والخارج السوري.

وأوضحت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها لـ»القدس العربي» أن الائتلاف قرر رسمياً عدم تلبية الدعوة بالانضمام إلى لقاء موسكو، «كون روسيا تعتبر جزء من المشكلة ولا يمكن أن تكون جزء من الحل، فهي وسيط غير حيادي قدم كل الدعم لنظام بشار من أجل قتل الشعب السوري ووفرت له الغطاء الدولي في مؤسسات الأمم المتحدة».

وأكدت العديد من المصادر أن ممثلي الأطراف السياسية السورية سيبدأون، الإثنين، لقاءات الحوار السوري – السوري، في موسكو حيث من المقرر أن يستهل رئيس معهد الاستشراف «فيتالي نؤمكن» جلسات الحوار، بكلمة افتتاحية، بحضور 36 مشاركًا، بينهم الشخصيات التي تلقت الدعوات، منهم 12 من هيئة التنسيق الوطني.

وترى العديد من الأوساط السورية المعارضة، أن موسكو تهدف من وراء رعاية الحوار إلى إطالة عمر النظام السوري، بالإضافة إلى تحسين صورتها كوسيط دبلوماسي للأزمة السورية، وتخفيف الضغوط الغربية عليها، بسبب الأزمة الأوكرانية.

ويستبعد محللون ان تحقق هذه المحادثات نجاحاً، كونها ستجري بين النظام والمعارضة الداخلية التي لا تملك أي قوة شعبية أو سياسية أو حتى عسكرية على الأرض.

ويقاطع جلسات الحوار 14 شخصية، سبق أن تلقت دعوات، (غالبيتهم من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية)، للمشاركة في المؤتمر المقرر أن يستمر طوال يومي 26، 27 كانون ثاني/يناير الجاري، كما سيقوم «نؤمكن» باستعراض حصيلة النقاشات في نهاية كل جولة، ثم ينضم صباح الأربعاء، 28 كانون ثاني/يناير وفد النظام الذي جرى تخفيض مستواه التمثيلي، ليرأسه ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة «بشار الجعفري»، بعد أن كان مقرر في وقت سابق، أن يقوده وزير الخارجية «وليد المعلم»، أو نائبه «فيصل المقداد».

وأعلنت كيانات المعارضة الرئيسية «الائتلاف السوري» و»هيئة التنسيق الوطنية» و»تيار بناء الدولة»، رفضها المشاركة في لقاء موسكو بجانب معاذ الخطيب أحد أبرز وجوه المعارضة، في حين يشارك معارضون بصفة شخصية، بعيدا عن اسم الكيانات المنضمين لها.

وقال مصدر في الائتلاف: «اي محادثات يجب ان تتم في دولة محايدة وبإشراف الامم المتحدة». في الوقت الذي اعربت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي عن دعم مشاركة الأطراف السورية باللقاء.

وكان النظام السوري أعلن كانون الأول/ديسمبر الماضي موافقته على المشاركة في «اللقاء التشاوري» بموسكو. ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» مساء الأربعاء إلى المجتمعين، لحثهم على تقريب المواقف، ثم ينتهي اللقاء الخميس، بجلسة عامة يسعى الروس من خلالها إلى التوصل لاتفاق بين الحاضرين بشأن تحديد موعد لجلسة حوار لاحقة.

والأحد، نقلت وكالة الأناضول عن المعارض والفنان السوري جمال سليمان، قوله إن صدور «بيان القاهرة» الذي توافقت عليه كيانات معارضة سورية في ختام اجتماعاتها في العاصمة المصرية، السبت، شجعه على قبول دعوة موسكو.

وأوضح سليمان الذي يعرّف نفسه على أنه «معارض مستقل»، أنه تلقى دعوة موسكو قبل اجتماع المعارضة السورية بالقاهرة، وكان «يميل إلى عدم قبولها، غير أن توافق المعارضة على بيان القاهرة شجعه على قبول الدعوة والسفر إلى موسكو».

وأضاف قائلاً: «أصبح لدي بعد صدور البيان نقاط محددة استطيع أن أتحدث بها خلال اللقاء، وستكون تلك النقاط هي مرجعيتي فيه سواء مع الجانب الروسي أو مع الأشخاص الذين سيرسلهم النظام أو حتى المعارضين المشاركين باللقاء».

وتضمن «بيان القاهرة» الذي ألقاه جمال سليمان بنفسه، 10 نقاط ركزت على أهمية إحياء الحل السياسي التفاوضي طبقا لـ»بيان جنيف» وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وقال سليمان: «المعلومات المتوفرة عن لقاء موسكو متناقضة وملتبسة، ولكنه باب فتحه الروس، علينا أن نتعامل معه، دون أن يكون لدينا أي توقعات إيجابية أو سلبية»، لافتاً إلى أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق خلال اللقاء، إلا أنه رأى فيه «فرصة لاستطلاع إمكانيات الوصول إلى حل سياسي من خلال ما سيطرح من أفكار».

وينص بيان مؤتمر «جنيف 1» الذي عقد بإشراف دولي في حزيران/يونيو 2012 وتصر المعارضة السورية على أن يكون منطلقاً لأي حل سياسي مفترض، على وقف العنف وإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.

إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، وأفشل جولتين من مفاوضات «جنيف 2» التي عقدت ما بين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، 2014، في التوصل لحل سياسي للأزمة.

 

افتتاح أعمال منتدى موسكو اليوم وسط مقاطعة الائتلاف لدعوات الجنرال بوغدانوف

وليد سلام

انطاكيا ـ «القدس العربي» كشف مصدر في العاصمة السورية دمشق مقرب من هيئة التنسيق ان موسكو وجهت الدعوة إلى أعضاء عدة من الهيئة للاشتراك في منتدى موسكو المزمع عقده اليوم الاثنين.

وأفاد المصدر أن الأعضاء الجدد الذين تمت دعوتهم هم «ماجد حبو أمين سر فرع الهيئة في المهجر الذي سيشارك عن المجتمع المدني، ونائب رئيس فرع المهجر في الهيئة خالد عيسى سيشارك عن الأكراد فضلاً عن ثلاثة أعضاء من المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق، وهم صفوان عكاش، أحمد العسراوي، عبد المجيد منجونة». ورجح المصدر أن دعوة الأعضاء الجدد في هيئة التنسيق أتت بعد تسريبات عن عدم حضور المنسق العام للهيئة حسن عبدالعظيم.

وحول السبب وراء عدم حضور عبدالعظيم المنتدى، ذكر الناطق باسم الهيئة منذر خدام «أنه إذا لم يترأس وفد الحكومة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم فإن المنسق العام للهيئة حسن عبدالعظيم لن يشارك في لقاء موسكو، وأضاف في تصريحات نشرها الإعلام الموالي في دمشق «لدينا في الهيئة مسائل بروتوكولية فمثلاً رئيس الهيئة يعادل وزير خارجية لكن لو ذهبت المستشارة السياسية والإعلامية في مؤسسة الرئاسة بثينة شعبان أو (نائب وزير الخارجية فيصل المقداد) فهؤلاء أيضاً من الصف الأول، وأنا لست واثقاً بأن عبدالعظيم سوف يذهب».

ووجهت موسكو الدعوة في وقت سابق لأربع شخصيات من هيئة التنسيق وهم المنسق العام حسن عبدالعظيم، وصالح مسلم، وهيثم مناع، وعارف دليلة.

وبحسب تقاير إعلامي فإن مدير «معهد الدراسات الشرقية» فيتالي نومكين سيقوم بافتتاح اللقاء في مبنى وزارة الخارجية الروسية بحضور نحو خمسة وثلاثين معارضاً، وسيجري حوار داخلي بين المعارضة لمدة يومين، قبل أن ينضم ممثلو النظام صباح اليوم الثالث الأربعاء.

وبالإضافة إلى هيئة التنسيق سوف تشارك في المنتدى «جبهة التغيير والتحرير»، وسيمثلها فاتح جاموس، وقدري جميل، ومازن مغربية، ويوسف سلمان.

أما هيئة العمل الوطني، فسوف يمثلها الدكتور محمود مرعي، وربما ميس كريدي التي كانت السلطات السورية منعتها في وقت سابق من مغادرة الأراضي السوري.

كما سيشارك المعارض سمير العيطة القيادي في «منبر النداء الوطني»، وثلاثة عن بعض الأحزاب التي تشكلت مؤخراً، وهم المخرجة سهير سرميني، ومجد نيازي ونواف ملحم. وكان أعضاء الائتلاف الذين تقلوا دعوة شخصية للمشاركة في المنتدى وأحمد معاذ الخطيب الرئيس الاسبق له، اعلنوا عدم مشاركتهم في المنتدى.

وأفاد قيادي في الائتلاف لـ «القدس العربي» أن الائتلاف يرفض الحوار مع نظام الأسد، ويدعو للتفاوض، وأن عملية التفاوض يجب أن تجري في دولة محايدة، وبإشراف وسيط غير متورط وداعم للنظام داخل وخارج مجلس الأمن الدولي.

وكشف أن الطريقة التي استقبل بها مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف لأعضاء الائتلاف مؤخراً توحي وكأن الذي استقبلهم ضابط في قوات النظام وليس مبعوث دولي يفترض منه الحفاظ على أبسط مستويات الحياد معهم.

وقال محلل من معهد «كارنيغي» في موسكو «من دون حضور الائتلاف الوطني المحادثات لا معنى فعلياً لها».

وبحسب مصادر حكومية رسمية في دمشق سوف يترأس وفد النظام السوري المندوب الدائم للنظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري وسيضم الوفد كلاً من: مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والمحامي الأستاذ أحمد كزبري والمحامي محمد خير عكام، وأسامة علي من مكتب وزير الخارجية، وأمجد عيسى، فضلاً عن السفير رياض حداد.

وأشار فيتالي نومكين مدير «معهد الدراسات الشرقية» إلى أن موسكو وجهت نحو عشر دعوات للحضور. وقال «المبدأ الصارم هو أن المحادثات تتم من دون شروط مسبقة». إلا أن المحللين لا يتوقعون حصول اختراق.

وقال بوريس دولغوف الباحث في «مركز الدراسات العربية والإسلامية» في «معهد الدراسات الشرقية» أمس: «إذا تم التوصل إلى اتفاق خلال اللقاء، وهو ما نأمله، فهذا سيعزز من شرعية بشار الأسد كرئيس لسورية». ورحبت واشنطن بالمحادثات التي ستستضيفها موسكو، لكنها اعتبرت أن قرار المشاركة يعود إلى المعارضة. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي: «أعربنا بالطبع عن دعمنا لحضورهم الاجتماعات».

 

الواجب الثقيل يمر بسرعة… جنازة مقاتل في قرى اللاذقية السورية سريعة وقليلة العدد

أليمار لاذقاني

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» توفي «ن.ع» منذ بضعة أيام في دير الزور، وجاء خبر وفاته بعد ساعة من آخر حديث له مع أخيه «ج.ع» الذي كان يخاف عليه كثيراً.

يقول «ج.ع» : إن عدد المشيعين كان قليلاً جداً، إذ إن الطقس كان عاصفاً، واختصر أمر الدفن على الأقارب والشيخ وضابط الجيش الذي رافقه من دير الزور، مستدركا بحسرة شديدة بالقول «عندما توفيت جدتي في مثل هذه الأيام منذ خمس سنوات كانت الثلوج تغمر جبلنا بالكامل، وكانت رياح الشمال سامةً من شدة البرد، ومع ذلك هبت القرية بأكملها للجنازة والدفن».

يتابع «حينها شعرت بأن جدتي هي جدة القرية كلها، لكن حدث الوفاة حينها كان جليلاً عند الناس، وكان مهيباً يليق بحدث الموت، فالناس اليوم باتوا معتادين على مراسم الدفن، لا بل ضجـــروا من تكرارها ومن حزنهم على كل فقيد».

يتابع «ج.ع»: «كانت لدي رغبة جامحة بالبكاء على أخي لحظة دفنه ولم أستطع، فقد كان الجميع مستعجلاً في أمور الدفن، حتى هذا الشيخ قرأ فاتحته على القــــبر بســـرعـــة وغادر، وبدأ الجميع برمي التراب دون وجل، كانوا في بعض الأحيان يصرخون كورشة بناء أو يضحكون أحياناً على نكات يطلقها رجل هنا أو هناك، لم يكن دفناً يليق بأخي، كان أشبه بواجب ثقيل يريده الجميع أن يمر بسرعة».

وحول سبب التحاق أخيه بالقتال، يجيب «ج.ع»: «طلب أخي للاحتياط فأبى الذهاب، كما أنه أبى الرحيل خارج البلاد، كان فلاحاً يعمل في الأرض ويعشق البراري ولا يأبه إن احترق العالم أم لم يحترق، لكن الضغوط تزايدت على والدي، وراح أمين الفرقة الحزبية يرسل دوريات الشرطة الواحدة تلوى الأخرى للبيت، إلى أن استسلم للأمر الواقع وسلم نفسه بعد عناء طويل».

يوضح أن أمين الفرقة نفسه حضر الجنازة بسيارته، ترجل لدقائق قليلة، ومن ثم صعد سيارته مخافة أن تصيبه نزلة برد، لقد كان يختال كذئب، لن أنسى أنه سبب وفاة أخي ما حييت، كان أمين الفرقة ومن معه من المسؤولين يتبادلون الحديث ويضحكون وكأنهم في سهرة ماجنة، انتقلوا سريعاً لمجلس العزاء، ولحقهم من تبقى من معزين».

يبين «في هذه الأثناء بقيت أنا أرمي التراب فوق قبر أخي مع شابين آخرين، وراودني إحساس عميق بالبكاء الصامت في داخلي بينما أحاول إنهاء أمر الدفن بسرعة، فقد كان البرد شديداً وكان هؤلاء الشبان يعانون البرد ويريدون الخلاص بسرعة».

كان «ج.ع» في حالة اكتئاب شديد، ليس فقط لمقتل أخيه وتشوه الجثة لدرجة كبيرة، لا بل لإحساسه بأنه «يواجه أمر موت أخيه هذا وحيداً، ولإحساسه العميق بالضعف والخيبة»، وخلال حديثنا معه كان يردد طويلاً أمر الدفن وإلقاء التراب على القبر، وكم أخذ هذا وقتاً وجهداً، وكان يصف لون التراب وكمية الأحجار وكل شيء.

«ج.ع» هو واحد من آلاف الشبان الذين باتوا يشعرون الآن بالخيبة وبالضياع، جراء فقدانهم لأقربائهم في معركة سقف طموحاتهم فيها تسويةً ينجو فيها رأس النظام ويقعون هم ضحية الفقر والنسيان.

فقد هذا الشاب معنى الحياة بموت أخـــيه، ولم يعد يشعر بجدوى أي فعل يقوم به، ولا يفكر الآن سوى بـ «الانتقام من تلك الذئاب التي كانت تحوم حول قبر أخيه وربما يحلم بأن تصفى قريته وعالمه الصغير من أتباع آل الأسد وللأبد».

 

المرصد: الأكراد يستعيدون السيطرة على كوباني بشكل شبه كامل

القاهرة – (د ب أ) – نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين عن أبلغت “مصادر موثوقة” القول إن وحدات حماية الشعب الكردي “سيطرت بشكل شبه كامل” على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية على الحدود مع تركيا.

 

وأوضح في بيان أن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنوا قبل قليل من السيطرة على حي كاني عربان (كاني كردا) وأجزاء كبيرة من حي مقتلة ، الذي لا يزال يشهد اشتباكات بين ما تبقى من عناصر تنظيم داعش والوحدات الكردية عند الأطراف الشرقية لمدينة عين العرب كوباني.

 

وأضاف أن الوحدات الكردية تواصل التقدم الحذر في الحي جراء زرع عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” لعشرات الألغام فيه قبل فرارهم من المدينة .

 

صدفة في موسكو :المنتدى السوري..بجوار اللقاء الروسي الاسرائيلي

موسكو – أيهم جبر

بعد مرور عام وبضعة أيام، ينتقل المشهد السوري من دوائر اللقاءات في جنيف 2، ليتكون مرة جديدة وبشكل مختلف، ولكن هذه المرة في العاصمة الروسية، التي اختتمت تحركاتها لعقد لقاء يجمع بين أطياف السوريين وليكون محاولة لإنتاج ما تسميه موسكو “خطة التسوية السلمية” للأزمة السورية، من دون إدراك الهدف المباشر في الوقت الحالي لغاية روسيا التي تضطلع في عدة أزمات حول العالم أبرزها الأزمة الأوكرانية، والتي أدخلت موسكو في صراع مفتوح مع الغرب.

 

مؤتمر موسكو حمل صيغة مختلفة للقاء الذي يندرج تحت مسمى “منتدى”، إذ إن شكل الاجتماعات وحجم التمثيل المشارك للهيئات والأحزاب والشخصيات فيه لا يسمح بتخطيه هذا المستوى، بين وفد النظام السوري المشارك والمتضمن مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، ومجموعة من المحامين كأحمد كزبري، ومحمد خير عكام، مع موظفين من وزارة الخارجية وسفير النظام السوري لدى روسيا رياض حداد، ويتقدم الوفد مندوب النظام لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، والذي كان رئيساً لوفد النظام في مفاوضات جنيف، أما من جانب المعارضة السورية فقد تمثلت ببعض الهيئات التي تتقدمها هيئة التنسيق الوطني السوري من دون رئيسها حسن عبد العظيم الذي اشترط لحضوره مشاركة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وبغياب الائتلاف السوري المعارض العنصر الأكبر في هيئات المعارضة.

 

وتشكل المفارقة الجديرة بالاهتمام استضافة قاعات قصر الضيافة التابع للخارجية الروسية، الاثنين، اجتماعين، أحدهما اجتماعات المعارضة السورية في أول نقطة على جدول أعمال “منتدى موسكو”، والقاعة الأخرى لقاء يجمع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع ضيفه أفيغدور ليبرمان، وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، الذي يبحث معه في السياق نفسه سبل الحل في سوريا، إلى جانب التسوية عموماً في الشرق الأوسط.

 

وبغياب التمثيل الرسمي الدولي، تكون روسيا الغائب الأول عن حلقات الحوار في “منتدى موسكو”، حيث أعلن فيتالي نعومكين، مدير معهد الاستشراق والمشرف العام للمنتدى، أن الاجتماعات ستعقد من دون أي ممثلين رسميين للإدارة الروسية، ما يجعل عدم مشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة في اللقاء أمراً غير مستهجن.

 

أعمال المنتدى التي انطلقت في الحادية عشرة صباحاً، الاثنين، اقتصرت على جلسات أشبه بجلسات تعارف حسب البرنامج الذي وزعته الخارجية الروسية، لتستكمل الحوارات في اليوم الثاني بين أطياف المعارضة، وليكون ثالث أيام المنتدى، الأربعاء، هو يوم اللقاء بين ممثلي النظام السوري مع أطراف المعارضة السورية المشاركة، يليها كلمات لرئيس وفد النظام، بشار الجعفري، وللمعارضة السورية، التي لم يعلن بعد من المتحدث فيها، وما إذ كانت الكلمة هي الورقة المقدمة من اجتماع المعارضة في القاهرة، أم صيغة جديدة قد يتفق عليها المعارضون خلال الجلسات.

 

من دون رؤية واضحة حتى اللحظة، وعدم وجود حيثيات ملموسة للحوار، يبدأ “منتدى موسكو” ولا يعرف أين سينتهي، فموسكو لم تقدم نموذجاً مباشراً للخطة المرجوة، غير التزامها بشرط عدم وضع شروط مسبقة، أبرزها الحديث عن رحيل الأسد، إلى جانب المشهد الضبابي الذي تتسم فيه مشاركة المعارضة السورية، وبالتركيز على مبدأ “غير ملزم” الذي يحيط باللقاء ككل، حيث تبتعد الخطى هذه المرة عن سابقتها في “جنيف 2″، الذي رسمت ملامحه قبل عام على أساس محددات “جنيف 1″، والاتفاق الذي كان قد أبرم، فموسكو طرحت مؤتمرها ليكون بديلاً عن كل المحاولات السابقة لحل الملف السوري.

 

“هل تشرق الشمس من موسكو” ؟؟ سؤالٌ لم تتم الإجابة عليه، خصوصاً أن صاحبه معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الأسبق، رفض الدعوة الروسية، متعللاً بأنه “بعد التشاور مع الإخوة في المجموعة التي نعمل من خلالها، قررنا الاعتذار عن عدم المشاركة بصفة شخصية أو معنوية، بسبب أن الظروف التي نعتقد بضرورة حصولها لإنجاح اللقاء لم تتوفر، كما أن ضرورة توقف قصف وقتل شعبنا لم نحصل على أي جواب عليه، ورغم أننا لا نمانع من أية مفاوضات سياسية لرفع المعاناة عن شعبنا، إلا أن ما ذكر عن اجتماعات لاحقة مع وفد من النظام، لا يمكن دون إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً من النساء والأطفال”، بينما وجد رئيس الائتلاف الجديد، خالد خوجة أنه “بحسب ما تدعو موسكو، المطلوب هو حوار مع النظام، وهذا غير وارد بالنسبة إلينا”، مضيفاً “لا يمكن الجلوس مع النظام إلى طاولة واحدة سوى في إطار عملية تفاوضية تحقق انتقالاً سلمياً للسلطة وتشكيلاً لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة”.

 

أربعة أعوام منذ اندلاع الثورة في سوريا، وتطور الأحداث الدموية يوماً بعد يوم، والإدارة الروسية حافظت على حرصها على الحليف المتمثل بالنظام السوري وعلى رغباته، بينما لم تحرص المعارضة السورية على استغلال كل إمكانية لإيجاد سبل للحل كما يعتقد البعض، وبانطلاق المؤتمر الجديد، “منتدى موسكو”، تنطلق تزامناً موجة تشاؤمية للمشهد السوري، لن تتغير إلا بإعادة قراءة المواقف جيداً من جميع الأطراف المهتمة بإيجاد الحلول فعلاً. أمّا مَن تفاءَل بلقاء تستضيفه روسيا، التي يعدها الكثيرون لاعباً مباشراً في الملف السوري، فعليه أيضاً استعادة مشهد العام الماضي في جنيف، ليكون لسان حاله يقول “من جنيف إلى موسكو .. ويا قلب لا تحزن”.

 

مشاورات موسكو انطلقت .. والقاهرة لم توحد المعارضة السورية

يزدحم برنامج المعارضة السورية هذه الأيام باللقاءات. فقبل يومين، كانت كل الأنظار متوجهة إلى القاهرة، حيث عقدَ ممثلون عن تيارات وتجمعات سياسية معارضة، لقاءً تشاورياً خلص إلى متابعة مسعى التقريب بين المعارضة المتنافرة في لقاءٍ ثانٍ، موسع، يعقد ربيع هذا العام.

 

يقول متابعون إنه لا يمكن النظر إلى لقاء القاهرة كمناسبة منفصلة عن “مباحثات” موسكو، لاسيما أنه انعقد قبل موعد موسكو بأيام قليلة، وانتهى قبل يومين من الموعد الروسي.

 

ذلك التزامن بين العاصمتين، القاهرة وموسكو، دفع البعض للقول إن ما جرى بالقاهرة هدفه قطع الطريق على موسكو، لاسيما أن بعض المقاطعين للقاء الروسي حضروا في القاهرة، وبالطبع أبرزهم الائتلاف، لكن آراء أخرى تقلل من العلاقة بين الاجتماعين، وتعتبر أن الواقع اليوم مختلف، والتحديات والأولويات تغيّرت.

 

في هذا السياق، قال عضو الائتلاف السابق، توفيق دنيا، لـ”المدن”، إن “المرحلة الحالية طرحت أولويات أخرى على السياسة الدولية ذات أهمية للقوى التي تتحرك في المنطقة”. وأضاف “إرهاب داعش في العراق وسوريا، وهيمنة الحوثيين على اليمن أدى إلى شعور الاطراف العربية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية بالخطر على الخليج من خاصرتيه، لاسيما بعد “استنقاع الأزمة السورية، وهيمنة القوى الإسلامية على الميدان وفقدان القوى المعتدلة فاعليتها” واعتبر أن “كل ذلك يدعو إلى تأجيل الحل في سوريا”.

 

من جهته، اعتبر عضو الائتلاف، أنور بدر أن “لقاء القاهرة يمت بأواصر قربى أشد إلى منتدى أو لقاء موسكو”. وشدد لـ”المدن” على أن ما يجري في موسكو “ولد ميتاً”. وأضاف “أي لقاء لا يأخذ المعارضة السورية بالاعتبار، ويكتفي بالتعامل مع معارضين أفراد بهدف توليد تعبيرات جديدة سيكون مصيره الفشل”. منبهاً إلى “ضرورة تصحيح العلاقة، قدر الإمكان، مع القاهرة، وتصحيح رؤيتها للثورة السورية وللسوريين عموماً”.

 

ورغم البيان الذي صدر عن لقاء القاهرة، الذي وُصف بالـ”جيد”، إلا أن عدداً من المعارضين، والكيانات السياسية والأحزاب، شنّت هجوماً عنيفاً عليه. فحزب “الجمهورية” اعتبر في مقال لعضو المكتب السياسي، خضر زكريا، أن البيان الختامي الصادر عن لقاء القاهرة لم يقل شيئاً، فيما رأى عضو الائتلاف السابق، الرئيس التنفيذي لـ”الجمهورية”، محمد صبرا، في مقال له، عنوانه “معارضة القاهرة تنقلب على الثورة” نشر على موقع الحزب، أن “اجتماعات القاهرة (كشفت) عقم هؤلاء (المعارضين)، وبيّنت وعيهم الزائف لصيرورة الحوادث في سوريا، وبعيداً من الثغرات الكبيرة في الدعوة لهذا الاجتماع وغياب جدول أعمال له، وطريقة اختيار المشاركين فيه، وهو الأمر الذي أدى لاعتذارنا عن حضوره، لأننا توجسنا حجم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن مثل هذا الاجتماع، فإن بيان القاهرة الذي وقع عليه المجتمعون فاق كل ما كنّا نتصوره من أخطاء، حتى وصل إلى حدِّ الخطيّة”.

 

لكن في المقابل هناك من يدعم ما جرى في القاهرة. وفي هذا السياق، قال رئيس “منبر النداء الوطني”، سمير العيطة، لـ”المدن” إن “لقاء القاهرة كان بطلب من المعارضة السياسيّة- وأقول معارضة سياسيّة لتبيان الفرق مع الثوّار على الأرض والمعارضة المسلّحة- لخلق توافق قبل الذهاب إلى موسكو”. وأضاف في حديث على هامش اليوم الختامي لاجتماع القاهرة “لم يحدث التوافق في طريقة الإعداد له”، لكنه اعتبر أن توافق المشاركين فيه سيكون له “أثره الإيجابيّ، بل الضروريّ”. على الرغم من أن المجتمعين “لا يمثّلون كلّ المعارضة، وليس لهم السلطة على المعارضة المسلّحة”.

 

من جهة ثانية، بدأت مشاورات المعارضة في موسكو، الاثنين، على أن ينضم الأربعاء، وفد النظام، الذي يترأسه مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري. حول هذا الموضوع، قال العيطة “لقاء موسكو يؤسّس لتفاوض مع السلطة السوريّة وإن دعي حواراً. وأهميّته أنّه يعقد في موسكو المحسوبة أنّها حليفة للسلطة القائمة، وهي لم تقم بهذه الخطوة بخفّة، بل برأيي بمسؤوليّة”.

 

وعن مشاركته في موسكو، اكتفى العيطة بالقول لـ”المدن”: “سأسعى من طرفي كي يخرج لقاء موسكو بآليّات تسعى في الوقت ذاته إلى مشاركة كافّة أطياف المعارضة في التفاوض، على الصعيد الكليّ كما على الصعيد المحليّ، وكذلك المجتمع المدني الذي ستكون أيضاً له الكلمة الأهمّ يوم تتوقّف الحرب”.

 

المعارضة على أسوار مدينة حلب الصناعية

خالد الخطيب

 

شهدت الأيام الماضية حراكاً عسكرياً متصاعداً شمالي مدينة حلب، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة. تزامن ذلك مع استقرار الحالة الجوية في سوريا بشكل عام، ما أتاح عودة طيران النظام كعنصر رئيسي في المعارك.

 

مجرى المعارك هذه المرة كان بخلاف التوقعات؛ فعلى الرغم من الطلعات الجوية المكثفة لطيران النظام، وتنفيذه لعشرات الغارات بمختلف أنواع الأسلحة من براميل متفجرة وصواريخ فراغية، إلا أنه لم يشكل عائقاً على تقدم فصائل المعارضة على أكثر من محور، بل إنها سيطرت على نقاط تعتبر مهمة واستراتيجية بالمفهوم العسكري. يعكس ذلك فشل مساعي قوات النظام الحثيثة، لحصار المدينة الاستراتيجية، وفصلها عن ريفها الشمالي، الذي يعتبر الحاضنة الأبرز لكتائب المعارضة.

 

التقدم الأخير الذي حققته المعارضة في حلب، كان مع ساعات صباح السبت الأولى، حين سيطرت على تلة البريج وجُرفها، بعد معارك كر وفر قاسية استمرت طيلة مساء الجمعة.

وشاركت في العملية أغلب فصائل حلب المعارضة؛ الجبهة الشامية وكتائب أبو عمارة وحركة أحرار الشام. واستخدمت المعارضة الأسلحة الثقيلة التي مهدت للاقتحام. وبحسب المكتب الإعلامي لغرفة عمليات المعركة، تم قتل العديد من جنود النظام، وفرار الباقين إلى مواقع متأخرة في المدينة الصناعية.

 

سيطرة المعارضة على تلة البريج والجرف، التي تعتبر نقاطاً متقدمة في مواجهة قوات النظام، ذات أهمية قصوى، من الممكن تسخيرها في عمليات هجومية قادمة تشنها المعارضة. وذلك لما تتمتع به النقاط المذكورة من ارتفاعات عالية، وإطلالها بشكل مباشر على المنطقة الصناعية، التي حولتها قوات النظام إلى قاعدة عسكرية، تُسير منها أرتال الإمداد والدعم إلى الخطوط الأمامية في حندرات والملاح، إلى الغرب من حلب.

 

مدير المكتب الإعلامي للجبهة الشامية أبو فراس الحلبي، يقول في تصريح خاص لـ”المدن” بإن العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها فصائل المعارضة شمالي حلب، تأتي ضمن سلسلة من عمليات عسكرية منظمة، تهدُف إلى إبعاد شبح حصار النظام لأحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، كما تسعى المعارضة من خلالها لإستعادة السيطرة على الملاح وحندرات والمدينة الصناعية.

 

يضيف الحلبي، الذي تمثل جبهته المظلة الأكبر لفصائل حلب، بأن ما ساعد في نجاح المعارضة، هو تغييرها للتكتيكات العسكرية المتبعة بالعادة؛ حيث لجأت هذه المرة، إلى ضرب قوات النظام في عقر ثكناته وتحصيناته، من خلال عمليات عسكرية خاطفة تقوم بها مجموعات وسرايا مدربة تؤدي مهامها بأسرع وقت ممكن، وتحاول أن توقع أكبر قدر من الخسائر في صفوف قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه، على تلك الجبهات.

 

في السياق ذاته، نفذت تشكيلات المعارضة، منذ ثلاثة أيام، آخر عملياتها الخاصة، حيث تسللت مجموعة من المقاتلين إلى تحصينات قوات النظام في معمل الزجاج والمطاحن، القريب من سجن حلب المركزي، وقتلت خلال العملية 20 جندياً من قوات النظام، ومقاتلين من الجنسيات الإيرانية والأفغانية. المعارضة أسرت أربعة جنود من قوات النظام، كما غنمت كميات من الذخائر والأسلحة، كانت موجودة في المواقع المستهدفة.

 

من جانب آخر، أكد القائد العسكري في الجبهة الشامية، أبو أحمد، لـ”المدن”، بأن التعزيزات التي تدفع بها المعارضة على جبهة البريج سوف تستمر خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى أن الفرصة باتت سانحة للمعارضة كي تتسلم زمام المبادرة على الأرض، و”خير دليل على ذلك هو الانتصارات الأخيرة التي حققتها المعارضة، ما تسبب بحالة من الإحباط والتخبط في صفوف قوات النظام، إثر الهزائم المتلاحقة التي حلت بها”.

 

كذلك أكد أبو فراس الحلبي، على فكرة انتقال المعارضة من حالة رد الفعل، إلى تسلم زمام المبادرة، والتحول إلى فاعل رئيسي في ميدان المعركة. وأرجع ذلك إلى الإتحاد الذي شهدته فصائل المعارضة في حلب، ضمن كيان عسكري واحد، تحت مسمى الجبهة الشامية، ما كان له الاثر البالغ في استعادة الثوار لمعنوياتهم، وانتقالهم من مرحلة الدفاع إلى الهجوم.

 

تبقى المعارضة أمام امتحان صعب خلال الأيام القليلة المقبلة، فهل تستطيع المحافظة على نقاطها الجديدة التي كسبتها مؤخراً؟ وذلك في ظل التصعيد المرتقب لقوات النظام، التي حرمت خلال الفترة الماضية، بسبب سوء الأحوال الجوية، من الإسناد الجوي، الذي يؤمن لها غطاءً نيرانياً يكفل احتفاظها بمواقعها، ويساعدها في التقدم على أكثر من محور.

 

القوات الكردية تعلن سيطرتها على عين العرب  

كمال شيخو-الحدود السورية التركية

 

أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية سيطرتها على كامل مدينة عين العرب (كوباني) منذ ساعات الفجر الأولى. وتمكنت هذه الوحدات بالتحالف مع تشكيلات من الجيش الحر وبدعم ومساندة من قوات البشمركة، من السيطرة على المدينة (160 كلم شمال حلب) بعد أربعة أشهر من المعارك العنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال الصحفي فرهاد الشامي -الذي يرافق وحدات حماية الشعب في حملتها العسكرية- للجزيرة نت إن وحدات الحماية تسيطر على كامل عين العرب بعد حملة عسكرية مساء أمس، وأعرب الشامي عن خشيته لوجود تجمعات أو نقاط عسكرية لتنظيم الدولة تحت الأرض في الأنفاق أو نقاط سرية.

 

وفي هذا السياق أشار إلى أن عناصر تنظيم الدولة يقومون منذ أشهر بحفر الأنفاق والخنادق تحت المدينة، في حين تقوم وحدات حماية الشعب بحملة تمشيط دقيقة.

 

وأوضح الشامي -الذي كان يوجد في تلة كانيا كردان عند الاتصال به- أن وحدات الحماية تمشط منذ ساعات الفجر الأولى لهذا اليوم كامل منطقتي كانيه كوردان ومقتله، مشيرا إلى أن المنطقة الأخيرة لا تزال تشهد اشتباكات متقطعة.

 

وشهد يوم أمس اشتباكات عنيفة جنوب شرق عين العرب في آخر منطقتين كان تسيطر عليهما التنظيم. وكانت تسمع أصوات إطلاق الرصاص عند الحديث معه.

 

وأشار الشامي إلى أن مقاتلي التنظيم تركوا كامل عتادهم وأسلحتهم التي تراوحت بين متوسطة وخفيفة منها رشاشات الدوشكا، إضافة إلى عدد من الأسلحة الثقيلة سيطرت عليها وحدات حماية الشعب.

 

وبحسب الشامي انسحب مقاتلو التنظيم إلى قرى مزرعة داود وكيكان ومرج إسماعيل وعلي شار المتاخمة لعين العرب. وأوضح الصحفي الكردي أن الحملة الأخيرة على تنظيم الدولة في المدينة أسفرت عن مقتل ثلاثين عنصراً أغلبهم من جنسيات أجنبية.

 

دبلوماسي تركي: تدريب المعارضة المعتدلة في مارس

أنقرة – د.باسل الحاج جاسم

 

كشف طانجو بيلغيتش، المتحدث الرسمي باسم الخارجية التركية، أن مسألة تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة يمكن أن تبدأ خلال شهر مارس المقبل، وذلك عقب مشاركته مع وزير الخارجية التركية مولود تشاويش أوغلو في الاجتماع الذي جرى في العاصمة البريطانية لندن بخصوص الخطوات التي سيتم اتباعها للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وذكر بيلغيتش أن المحادثات بشأن تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة جارية مع المسؤولين الأميركيين، وأن الاتفاق على الإطار العام بهذا الخصوص قد انتهى، إلا أن هناك اختلافا في كيفية وتقنيات تنفيذ إعادة التأهيل والتسليح.

 

وأفاد الدبلوماسي التركي أن المجتمعين في لندن تناولوا المقترحات الأميركية الخمسة، بخصوص كيفية التعامل مع التنظيم للحد من انتشاره وتعاظم قوته.

 

وبحسب بيلغيتش فإن المقترحات الأميركية تضمّنت الصراع العسكري مع التنظيم والعمل على القضاء على المصادر التمويلية للتنظيم، إضافة إلى منع وصول المقاتلين الأجانب إلى صفوفه والعمل على تحسين الوضع الإنساني المتردّي نتيجة هجمات التنظيم، ناهيك عن اتباع استراتيجية اتصالات جديدة بخصوص التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية.

 

المعارضة تسيطر على أحد ألوية جيش الأسد وتأسر قائده

العربية.نت

 

أفادت شبكة سوريا مباشر أن فصائل من المعارضة حققت تقدما نوعيا على الجبهة الجنوبية معلنة السيطرة بالكامل على اللواء 82 حيث تمكنت من أسر قائد عمليات اللواء في جيش النظام.

 

ويعتبر اللواء 82 من أكبر ألوية الدفاع الجوي في سوريا وأبرز الألوية المقاتلة في المنطقة كما يعد عقدة حيوية واستراتيجية هامة كونه يحتل مواقع متقدمة لتأمين باقي التشكيلات العسكرية.

 

من جهة أخرى، اعتصم عدد من المعتقلين والمعتقلات السابقين إلى جانب عدد من الناشطين السوريين في مدينة غازي عنتاب التركية تضامناً مع المعتقلين في سجون النظام السوري، ضمن حملة أطلقوا عليها أنقذوا البقية.

 

و طالب المعتصمون المجتمع الدولي بالتحرك والضغط على النظام للإفراج عن المعتقلين، وحاول الناشطون من خلال الاعتصام تسليط الضوء على أساليب التعذيب التي يتعرض لها المتعقلون داخل السجون من خلال مشاهد تمثيلية ولوحات تجسد مآساة المعتقلين.

 

سوريا.. تقارير تشير لشن “جيش الإسلام” هجوما صاروخيا على دمشق أودى بحياة 6 على الأقل

يعيش سكّان العاصمة السورية، يوماً ساخناً، الأحد على وقع ضربات ما يسمى بـ”جيش الإسلام” الصاروخية، أودت بحياة ستة أشخاص للآن، وتسببت بإصابات لـ 42 جريحاً، جميعهم مدنيين وبينهم عشرة أطفال، من جراء سقوط 38 صاروخا، وعشرة قذائف هاون، على مناطق بغرب دمشق كأحياء: أبو رماّنة، المالكي، المهاجرين، والمزّة، ووسط المدينة: شارعي بغداد، والعابد، وساحتي المحافظة، والسبع بحرات، وشرقها: ساحة العباسيين، ومدينة جرمانا بريف دمشق، وهذه الحصيلة أوليّة، وقابلة للازدياد، وتم رصدها حتى الساعة الرابعة مساءً وفقاً لما صرّح به الصحفي الميداني ماهر المونس، لموقع CNN بالعربية.

 

بينما بلغت حصيلة قذائف السبت، بحسب صفحة يوميات قذيفة هاون على موقع فيسبوك: ثلاثة شهداء و22 إصابة، من جراء تسعة قذائف هاون، وصاروخ كاتيوشا، سقطت بمناطق باب توما، الزبلطاني، العباسيين، والعدوي، ونشرت الصفحة التي تعتبر مصدراً موثوقاً للأخبار الميدانية بالنسبة للسوريين؛ قائمة بأسماء أكثر من 17 مصاباً، تم نقلهم إلى المشفى الفرنسي بالعاصمة السوريّة.

 

كما نشرت صفحة يوميات قذيفة هاون، إرشادات تتعلق بسلامة المدنيين، وكيفية تعاملهم مع سقوط الصواريخ، والقذائف الهاون في مناطقهم، إلى جانب أرقام فرق الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري.

 

وتأتي هذه التطورات الميدانية، بعد يومين من تهديدات زهران علوش، قائد ما يسمى بـ”جيش الإسلام”، بشنّ “حملة صاروخية على دمشق يتم من خلالها إمطار دمشق بمئات الصواريخ يومياً من طراز كاتيوشا – 107 – سهم الإسلام/3 – غراد/20 – غراد/40، رداً على القصف الهمجي الذي تصبه طائرات النظام على أهلنا في الغوطة المباركة.” وفقاً لما جاء في تغريدةٍ نشرها علوش في حسابه عبر موقع “تويتر”، حذّر فيها سكّان العاصمة “المسلمين” على حد قوله من “التجوّل، أو أو الخروج إلى الوظائف، أو الطرقات اعتباراً من يوم الأحد”.

 

وقوبلت تهديداته، بالسخريّة والتندر على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصّة من توجهه بالخطاب للمسلمين حفاظاً على أرواحهم، بينما بدت الحركة صباح الأحد، اعتياديةً في شوارع دمشق أول النهار، خاصّة مع توجه طلاب مرحلتي التعليم الأساسي، والثانوي لتقديم امتحاناتهم الفصليّة، تعويضاً عن امتحاناتٍ فاتتهم أيّام العاصفة الثلجية، التي ضربت المنطقة مؤخراً، ومع منتصف النهار، بدأت الحركة تخف تدريجياً بالشوارع، وسط القلق من كثافة سقوط القذائف، والصواريخ، بانتظار ما ستكون عليه حصيلة هذا اليوم الساخن، بينما سمعت أصوات الطيران الحربي للجيش السوري بوضوح في سماء العاصمة، بالإضافة ما تم تقديره بـ 100 قذيفة مدفعية مصدرها الجيش، رداً على الهجمات الصاروخية التي استهدفت المدنيين

 

الأسد يرفض التفاوض مع “دمى المعارضة السورية” مع بدء محادثات موسكو

 

وصف الرئيس السوري بشار الأسد زعماء المعارضة السورية “بالدمى”، مع بدء جولة جديدة من المحادثات في موسكو.

 

وشكك الأسد في مقابلة مع مجلة “Foreign Affairs” بجدوى المحادثات مع “ناس يقبضون من الخارج”، على حد تعبيره.

 

وكان التحالف الرئيسي المدعوم من الغرب ، “الائتلاف الوطني”، قد صرح بأنه لن يشارك في المحادثات، لكن خمسة من أعضائه سيشاركون بصفتهم الشخصية، وستنضم إليهم جماعات معارضة تتقبلها السلطات السورية.

 

وقد بدأت المحادثات في العاصمة الروسية موسكو الإثنين، ويتوقع حضور 30 شخصية معارضة.

 

وسينضم إلى المحادثات الأربعاء وفد الحكومة السورية بقيادة بشار الجعفري، ممثل سوريا الدائم في الأمم المتحدة.

 

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه يأمل في خلق جو يساعد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا على تنظيم مؤتمر سلام من أجل إنهاء النزاع المستمر منذ اربع سنوات، والذي أدى إلى مقتل 200 ألف شخص.

 

وكانت جولتان من المحادثات عقدتا في جنيف برعاية الأمم المتحدة فشلتا في تحقيق أي تقدم.

 

وقال الأسد إن الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع هي بالاتفاق السياسي، لكنه استبعد المعارضة المقيمة في المنفى.

 

وأشار إلى أن زعماء المعارضة على الأرض رفضوا الاعتراف بالائتلاف الوطني.

 

وقال الأسد ” المعارضة تعني المعارضة الوطنية، تعني العمل من أجل مصلحة الشعب السوري. لا يمكن أن تكون معارضة إذا كانت عبارة عن “دمى” لقطر والسعودية ودول غربية بينها الولايات المتحدة، تتلقى أموالا من الخارج”.

 

ووصف الأسد دعوة الولايات المتحدة لتدريب “المعارضة المعتدلة” من أجل قتال تنظيم الدولة الإسلامية بأنها “غير شرعية” و “قائمة على أوهام”.

 

ووصف الغارات الجوية الأمريكية على مواقع تنظيم الدولة بأنها “استعراضية” وقال إنها مستمرة منذ شهر سبتمبر/ايلول ولم تنجح في وقف تقدم التنظيم.

 

وقال “إذا استطاع الإرهابيون مقاومة الغارات طوال هذه الفترة فهذا يعني أنهم يتلقون مساعدات من تركيا، فهل مارست الولايات المتحدة أي ضغوط على تركيا لوقف دعمها للقاعدة؟”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى