أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 27 تشرين الأول 2014

 

 

 

 

«النصرة» تنضم الى حرب «داعش» في طرابلس

بيروت – «الحياة»

واصلت وحدات الجيش اللبناني عملياتها العسكرية ضد المجموعات الإرهابية في مدينة طرابلس وفرضت حصاراً أمنياً وعسكرياً على منطقة «باب التبانة» بعدما قامت مجموعة من «جبهة النصرة» المتمركزة فيها بفتح النار فجر أمس على دورية من الجيش خلافاً لتعهدها أمام «هيئة العلماء المسلمين» الوقوف على الحياد وعدم التدخل في المعارك، فيما تمكنت قوة من الجيش في السيطرة على مواقع تنظيم «داعش» في بلدة بحنين في قضاء المنية ومصادرة 3 سيارات مفخخة جاهزة للتفجير وكميات كبيرة من الأسلحة والعبوات والأحزمة الناسفة في مقره الأساسي. وأنزلت خسائر فادحة في صفوفه قبل أن ينقض مجدداً على دورية للجيش في مكمن نصبته لها مجموعة منه في منطقة دوار المسح التي تبعد كيلومترين من ساحة المعركة في بحنين تسللت اليها من بلدة المحمرة في عكار في محاذاة نهر البارد.

 

ومع ان الجيش قدم في تصديه للمجموعات الإرهابية المتنقلة ما بين «باب التبانة» والأسواق القديمة في طرابلس وبحنين عشرة شهداء بينهم 3 ضباط و7 عسكريين في مقابل خسائر فادحة انزلها بالمجموعات المسلحة، فإنه يخوض كبرى المعارك ضد «جبهة النصرة» و «داعش» الذي انسحب عصر أول من أمس من الأسواق وتسلل بعض عناصره الى «باب التبانة» وهو يحظى بتأييد شعبي وسياسي من فاعليات طرابلس من شأنه ان يقطع الطريق على هذه المجموعات التي كانت تراهن على قدرتها على الإطباق على عاصمة الشمال كما حصل في منطقة الموصل في العراق.

 

وأكد رئيس الحكومة تمام سلام أمام زواره أمس ان لا تراجع عن ضرب الإرهابيين في طرابلس لأنهم ماضون في مخططهم الإرهابي. وقال ان لا تسويات معهم حتى عودة السلطة الشرعية وقواها الأمنية الى المدينة.

 

وكشف سلام الذي كان يتابع الوضع الميداني مع قائد الجيش العماد جان قهوجي والتطورات السياسية في تواصله مع وزيري العدل أشرف ريفي والشؤون الاجتماعية رشيد درباس وفاعليات طرابلس وقضاءي الضنية – المنية بأن عناصر المجموعات المسلحة في بحنين كانوا يعدون لتفجير جامعة الشرق في البلدة وهي استحدثت أخيراً وكان سيتم افتتاحها قريباً، وأكد ان لا خيار أمام الدولة سوى انهاء ظاهرة الإرهابيين، خصوصاً ان الجيش ضبط 3 سيارات مفخخة كانت هذه المجموعات تعدها للتفجير في عدد من المناطق اللبنانية.

 

وبالعودة الى الوضع الميداني في «باب التبانة» أكد مصدر أمني لبناني رفيع لـ «الحياة» ان وحدات الجيش فرضت حصاراً على كل المعابر المؤدية اليها وضيّقت الخناق على المجموعات المسلحة المتمركزة فيها، لا سيما في مصلى عبدالله بن مسعود الذي أقامه أسامة منصور وشادي المولوي وهما من مؤيدي «النصرة» وتنظيم «القاعدة» ومطلوبان للقضاء اللبناني بموجب مذكرات توقيف غيابية صادرة بحقهما لانتمائهما الى تنظيم ارهابي مسلح.

 

ولفت الى ان ما يعيق تقدم وحدات الجيش الى داخل «باب التبانة» هو كونها منطقة شعبية مكتظة بالسكان وبالتالي لا يستطيع الجيش الإفراط في استخدام القوة ضد المجموعات الإرهابية في داخلها حرصاً على أمن المدنيين وسلامتهم، فيما أكد وزراء ونواب وفاعليات طرابلس أنهم تلقوا نداءات استغاثة من الأهالي يطلبون فيها منهم التدخل لتأمين فتح ممر انساني يسمح لهم بالخروج من المنطقة.

 

وعلمت «الحياة» أن موضوع اخراج المدنيين كان موضع اتصال بين فاعليات طرابلس بقيادة الجيش. كما اتصل الوزير ريفي بكل من الرئيس سلام والعماد قهوجي، وشارك أيضاً في الاتصالات زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة.

 

وإذ أجمعت الفاعليات الطرابلسية على أن لا مجال للتهاون مع المجموعات المسلحة لأن التراجع يسمح لها بأن تلتقط أنفاسها مجدداً لتعاود اعتداءاتها على الجيش بعدما تمكن من حصر المعركة معها في «باب التبانة» وبعض أطرافها الممتدة في اتجاه الملولة ومجرى نهر أبو علي، بدا واضحاً أن قيادة الجيش، وبغطاء سياسي رسمي وشعبي، مصممة على توجيه ضربة لهذه المجموعات الإرهابية يفترض أن تنهي وجودها، ليس في عاصمة الشمال فحسب، وإنما في مناطق عدة وتحديداً في الضنية – المنية وعكار، مع ان الأخيرة تنادت الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية أسوة بسائر المناطق في الشمال.

 

وتحدّثت المصادر الأمنية عن وجود مسلحين سوريين في صفوف «النصرة» و «داعش» في وقت أكد شهود عيان لـ «الحياة» ان جثثاً عائدة لعناصر المجموعات المسلحة ما زالت على الأرض في البساتين والغابات الواقعة بين الضنية والمنية. ولفتوا الى ان هذه المجموعات تحاول ان تعيد تنظيم صفوفها لكنها تفتقد حرية التحرك في المناطق التي تبين انها ليست حاضنة لها وهذا ما ثبت من خلال عدم تسجيل أي تحرك مؤيد لها في طرابلس.

 

لذلك، فإن تمكن الجيش من السيطرة على «باب التبانة» سيؤدي حتماً، كما تقول فاعليات طرابلسية، الى انحسار ظاهرة هذه المجموعات المسلحة. لكن لا بد من إيجاد معبر آمن لإخراج المدنيين من هذه المنطقة المكتظة التي يسكنها حوالى 60 ألف نسمة.

 

وعلمت «الحياة» ان مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أجرى اتصالات شملت الرئيس سلام والعماد قهوجي ورئيس فرع مخابرات الشمال في الجيش العميد عامر الحسن بعد استقباله مساء أمس وفداً موسعاً من باب التبانة يطلب منه التدخل للوصول الى اتفاق موقت لوقف اطلاق النار لتأمين ممر انساني آمن يتيح للمدنيين الخروج الى المناطق الآمنة. ووفق المعلومات فإن المفتي الشعار رعى هذا الاتفاق ويشرف عليه العميد الحسن بتكليف من قيادة الجيش على ان يتزامن السماح بخروج المدنيين ودخول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى والمصابين من جراء الاشتباكات أيضاً المواد التموينية الى الذين يصرون على البقاء في منازلهم مع قيام المسلحين بتسليم المعاون الأول في الجيش فايز العموري الذين اختطفوه من منزله الى المفتي الشعار. وأكد الشعار بأن الاتفاق على وقف اطلاق النار يبقى في حدوده الإنسانية وقال لـ «االحياة» إذا كان المسلحون يريدون مغادرة باب التبانة فأنا على استعداد لإجراء الاتصالات اللازمة لتأمين سفرهم الى خارج لبنان لأننا لا نريد ان يتكرر ما حصل في الأسواق القديمة التي غادرها المسلحون. وبدلاً من أن يتوجهوا الى أماكن أخرى لجأوا الى «باب التبانة»، وقال ان الاتفاق سينفذ فوراً وإن الجيش سيقى في مواقعه ولن يخليها.

 

وفي هذا السياق أكدت قيادة الجيش ان لا صحة للمعلومات التي ترددت عن مساعٍ لوقف اطلاق النار وإخراج المسلحين وقالت ان الجيش مستمر في عملياته العسكرية حتى القضاء على كل عمل ارهابي.

 

كم يكلف قتال “الدولة الإسلامية” يومياً؟

واشنطن – رويترز

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الاثنين، إن المتوسط اليومي لتكاليف قتال مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” ارتفع إلى 8.3 مليون دولار يومياً أو بلغ إجمالاً 580 مليون دولار في الفترة بين 8 آب (أغسطس) و16 تشرين الأول (أكتوبر).

 

ويعكس المتوسط الجديد زيادة في كثافة العمليات الأميركية ضد “داعش” المتشدد في سورية والعراق.

 

وقالت وزارة الدفاع قبل أسبوع إن متوسط التكاليف 7.6 مليون دولار يومياً أو إجمالاً 424 مليون دولار منذ 8 آب.

 

“داعش” يعدم 4 من عشيرة الشعيطات السورية

بيروت – أ ف ب، رويترز

قام عناصر من تنظيم “الدولة الاسلامية” في شرق سورية بقطع رؤوس أربعة من أفراد عشيرة الشعيطات، التي قتل المئات من أبنائها على أيدي هذا التنظيم المتطرف قبل نحو شهرين، بحسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم الاثنين.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” إن “تنظيم داعش قام أمس الأحد أمام مجموعة من المواطنين بقطع رؤوس أربعة رجال من عشيرة الشعيطات في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور بتهمة التعامل مع النظام” السوري.

 

وقال المرصد إن الرجال الأربعة اتهموا بمحاربة “الدولة الإسلامية” والانضمام لمعسكر “أقامه النظام لقبيلة شيتات في منطقة تدمر”. وتقع منطقة تدمر بمحافظة حمص في وسط سورية إلى الغرب من دير الزور.

 

وفي آب (أغسطس) الماضي، أعدم التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق المجاور أكثر من 700 شخص من هذه العشيرة النافذة في دير الزور قرب الحدود مع العراق، بعدما انتفضت عليه اثر بداية توسعه في المحافظة الغنية بالنفط.

 

وخاض التنظيم في حزيران (يونيو) معارك مع عشيرة الشعيطات اثر قيامه بخطف ثلاثة من أفرادها، دفعته في نهاية تموز (يوليو) للانسحاب من ثلاث بلدات في شرق دير الزور، ليعود ويسيطر عليها ويعدم المئات من أفراد هذه العشيرة.

 

البشمركة لن يذهبوا إلى كوباني أردوغان: أكراد سوريا لا يريدونهم

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

شنت الولايات المتحدة غارات جديدة على مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بينها غارات قرب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود السورية – التركية التي يحاصرها التنظيم المتطرف، فيما قال اكراد العراق انهم لن يشاركوا مباشرة في القتال في كوباني وانهم سيقدمون دعماً مدفعياً. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان اكراد سوريا لا يريدون ان يدخل مقاتلو البشمركة الكردية العراقية الى كوباني.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية أن الجيش الأميركي نفذ خمس غارات جوية على أهداف “داعش” قرب كوباني، ونفذ أيضا بمساعدة الدول المشاركة في الائتلاف 12 غارة جوية أخرى في العراق. وأضافت: “في سوريا دمرت خمس غارات جوية قرب كوباني سبع عربات تابعة للدولة الاسلامية ومبنى تابعاً للتنظيم”. وفي العراق نفذت تسع غارات جوية حول سد الموصل الاستراتيجي وثلاث غارات جنوب غرب الفلوجة.

وقالت القيادة المركزية في البيان: “من بين الدول الحليفة التي شاركت في الغارات الجوية في العراق الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واوستراليا وبلجيكا والدانمارك وهولندا. الدول التي نفذت غارات جوية في سوريا هي الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين”.

وصرح اردوغان بأن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الرئيسي في سوريا لا يريد مساعدة من البشمركة في كردستان العراق للدفاع عن كوباني في وجه “داعش”.

وقال في الطائرة التي كانت تعيده الى بلاده من زيارة لاستونيا، ان حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يدافع جناحه المسلح عن مدينة عين العرب غير متمسك بـ”وصول البشمركة الى كوباني والسيطرة عليها”.

واضاف ان حزب الاتحاد الديموقراطي الذي وصفه بالمنظمة “الارهابية” لا يريد المجازفة بفقدان نفوذه في شمال سوريا.

وسبق لتركيا ان اعلنت الاسبوع الماضي انها سمحت لقوات من البشمركة آتية من العراق بعبور اراضيها للوصول الى عين العرب، لكن هذا العبور لم يتم بعد.

وتأخذ انقرة على حزب الاتحاد الديمقراطي انه قريب من نظام الرئيس السوري بشار الاسد وانه الذراع المسلحة في سوريا لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض تمردا مسلحا منذ ثلاثة عقود في تركيا من اجل استقلال كردستان.

وفي اربيل، صرح الناطق باسم حكومة كردستان العراق سفين دزيي بأن القوات الكردية العراقية لن تشارك مباشرة في القتال في كوباني وإنما ستقدم دعما مدفعيا للأكراد السوريين في المدينة. وأوضح: “ستكون قوة دعم بالاساس بالمدفعية والاسلحة الاخرى. لن تكون قوات قتالية في ذاتها بأي حال في هذه المرحلة”.

وقال في معرض حديثه عن نشر مزيد من قوات البشمركة في كوباني مستقبلاً: “يعتمد كل ذلك على كيفية تطور الامور على ارض الواقع. اعتقد ان ذلك يتعين ويمكن مناقشته في مرحلة لاحقة”.

وفي مقابلة منفصلة ، قال رئيس ديوان الرئاسة في اقليم كردستان فؤاد حسين إن البشمركة على استعداد للتوجه إلى كوباني عبر تركيا بمجرد الانتهاء من وضع جدول زمني مع حكومة انقرة واكراد سوريا. وأشار الى أنه يتوقع المضي في نشر 155 من عناصر البشمركة “خلال أحد هذه الايام”.

وسئل عن نوع الاسلحة التي سينقلها البشمركة الى سوريا فوصفها حسين بانها “شبه ثقيلة” . وقال إنها ستمكن المقاتلين الاكراد في كوباني، الذين لا يحملون سوى اسلحة خفيفة، من مواجهة دبابات الدولة الاسلامية ومركباتها المدرعة.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان 43 شخصا على الاقل بينهم 13 طفلا قتلوا مساء السبت في غارات جوية شنها الجيش السوري على مناطق متمردة.

واستهدفت هذه الغارات محافظة حمص حيث قتل 31 شخصاً، ومحافظة درعا حيث اسفرت الغارات عن 12 قتيلا.

وفي محافظة حمص قتل 24 شخصا منهم 16 من عائلة واحدة في غارات مساء السبت والاحد على تلبيسة. واوضح المرصد ان 12 طفلا وثلاث نساء هم بين القتلى.

ومع مدينة الرستن في هذه المحافظة ايضا، كانت تلبيسة احدى اوائل المدن السورية التي تمردت على نظام الرئيس الاسد في 2011. وهي محاصرة وتتعرض للقصف منذ اكثر من سنتين من القوات الموالية.

وفي مدينة حمص نفسها، قتل سبعة اشخاص بينهم طفل في غارات شنت مساء السبت والاحد على حي الوعر الوحيد في المدينة الذي لا يزال مع المتمردين منذ سقوط معاقلهم في المدينة القديمة قبل ستة اشهر.

واظهر شريط فيديو وضعه ناشطون معارضون على الانترنت ما قالوا انه دمار في الحي مع مبانٍ مهدمة وحطام متناثر.

وفي محافظة درعا، قتل 12 مدنيا جميعهم من عائلة واحدة في غارة على بصرى الشام، وفق المرصد.

 

أردوغان يثير الفتنة بين أكراد سوريا والعراق

أنقرة: كيف ننصر إرهابياً على إرهابي؟!

واصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، تحريضه ضد أكراد سوريا، محاولا إثارة الفتنة بينهم وبين اكراد العراق، بعد اتهامه «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي بأنه لا يريد مساعدة من «بشمركة» إقليم كردستان العراقي، للدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني) السورية، في الوقت الذي ساوى فيه نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» التركي ياسين أكتاي بين الاكراد المدافعين عن المدينة والمهاجمين من تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، معتبراً انهما «حزبان ارهابيان».

في هذا الوقت، كشفت «حكومة» إقليم كردستان العراق أن «البشمركة» لن يشاركوا مباشرة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وان مهمتهم ستكون تقديم دعم مدفعي للمدافعين عن عين العرب.

وفي الوقت الذي شنت فيه طائرات أميركية خمس غارات جديدة على مواقع «داعش» قرب عين العرب، صد الأكراد السوريون هجوما جديدا على الحي الشمالي للمدينة القريب من الحدود التركية». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «الدولة الإسلامية يركز اهتمامه على هذا المكان لمحاصرة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في المدينة، وقطع طريق الإمدادات ومنعهم من إجلاء جرحاهم نحو تركيا».

وأضاف «قتل أكثر من 800 شخص في عين العرب منذ بداية هجوم الدولة الإسلامية قبل 40 يوما، بينهم 481 جهاديا من التنظيم و302 مقاتل كردي و21 مدنيا».

وقال اردوغان، في الطائرة التي كانت تعيده إلى أنقرة من زيارة لأستونيا، إن «حزب الاتحاد الديموقراطي غير متمسك بوصول البشمركة إلى كوباني، والسيطرة عليها». واعتبر أن الحزب، الذي وصفه بالمنظمة «الإرهابية»، لا يريد المجازفة بفقدان نفوذه في شمال سوريا.

وقال نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» التركي ياسين أكتاي، لوكالة «الأناضول»، إن «داعش انتشر في الأراضي التي احتلتها القوات الأميركية منذ 11 عاماً (العراق) وأصبح يمتد إلى أن وصل سوريا وحدود تركيا، وبلدة كوباني ليست الوحيدة التي امتد إليها داعش».

وأضاف «من يطالبنا بالحرب في كوباني نقول له، إن وظيفتنا ليست أن نحارب خارج أراضينا، وفي كوباني يوجد تنظيمان إرهابيان، هما داعش وحزب العمال الكردستاني، فهل ننصر فئة منهما على الأخرى، خاصة أن حزب العمال قام مؤخراً باستهداف مدنيين في تركيا». وتابع «لم تتدخل تركيا عسكرياً في كوباني، لكنها لم تقف على الحياد، فقامت بدور إنساني، وتم نقل المدنيين إلى الأراضي التركية».

وكشف المتحدث باسم «حكومة» إقليم كردستان العراق سفين دزيي، لوكالة «رويترز»، عن الدور الذي سيقوم به عناصر «البشمركة» في عين العرب. وقال «ستكون قوة دعم بالأساس بالمدفعية والأسلحة الأخرى. لن تكون قوات قتالية في حد ذاتها بأي حال في هذه المرحلة». وأوضح، ردا على سؤال عن إمكانية نشر مزيد من عناصر «البشمركة» مستقبلا، «يعتمد كل ذلك على كيفية تطور الأمور على ارض الواقع».

وقال «رئيس ديوان الرئاسة» في إقليم كردستان فؤاد حسين إن «البشمركة على استعداد للتوجه إلى كوباني عبر تركيا بمجرد الانتهاء من وضع جدول زمني مع الحكومة التركية وأكراد سوريا، متوقعا «المضي قدما في نشر 155 من عناصر البشمركة خلال أيام».

ووصف الأسلحة التي سينقلها «البشمركة» إلى عين العرب بأنها «شبه ثقيلة»، معتبرا أنها ستمكن المقاتلين الأكراد من مجابهة دبابات «الدولة الإسلامية» ومركباتها المدرعة.

إلى ذلك، بحث ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مع منسق التحالف الدولي الجنرال الأميركي جون آلن «الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب، وعلاقات التعاون بين السعودية والولايات المتحدة والأمور ذات الاهتمام المشترك». وجاءت زيارة الرياض في إطار جولة لآلن تشمل بريطانيا وفرنسا والسعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت أمس الأول، إن موسكو مستعدة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، لكن لا توجد أي اتفاقات بشأن تبادل المعلومات الاستخبارية في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» .

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

المسلحون يحاولون الإبقاء على خط إمدادهم لحلب

غوطة دمشق: معارك وحديث عن هدن

طارق العبد

واصل الجيش السوري عملياته في جوبر والغوطة الشرقية، في وقت كثر الحديث عن وجود توجه للتوصل إلى هدن في عدد من بلدات الغوطة، فيما كان المسلحون يشنون هجوما في حندرات في ريف حلب لمنع الجيش من إغلاق خطوط إمدادهم.

وتتواصل المعارك بين الجيش السوري والمسلحين في جوبر، حيث يؤكد مصدر ميداني معارض “قدرة الفصائل على الصمود حتى النهاية”، لكنه يقر في الوقت ذاته بأن “الأسلحة والإمكانيات العسكرية قليلة وضعيفة، إذ لم يتمكن المقاتلون من التصدي لكاسحة الألغام الروسية المستخدمة في عمليات الجيش، فيما تحول أسلوب الفصائل إلى مبدأ الضربات السريعة والخاطفة بحيث لا تكون هناك خسائر بشرية كبيرة في المعركة”.

وينسحب المشهد في جوبر على الغوطة الشرقية، حيث يشن الطيران الحربي سلسلة غارات على مواقع المسلحين في المنطقة، بينما بدا لافتاً مناخ الهدوء بين “القيادة الموحدة”، وتحديداً “جيش الإسلام” و”جيش الأمة”.

وقال مصدر معارض إن “ثمة معلومات عن اتفاق هدنة يتم العمل عليه بالنسبة لعدد من البلدات”، كاشفا عن “اتصالات تمهيدية بين عدد من الفعاليات المحلية تمهيداً لمثل هذا التحرك”، في وقت قال قائد “جيش الإسلام” زهران علوش إن “مسألة الهدن تتم عبر أهل الحل والعقد”، من دون أن يحددهم بالاسم، وهو ما يشير إلى تساهل، ولو جزئي، بشأن هذا الخيار خاصة بعد معلومات عن خروج تظاهرات في بلدات عدة تطالب بإبرام هدنة بعد استفحال الوضع الإنساني.

واستبعد مصدر معارض من الفصائل الوصول إلى الهدنة، رافضاً تسليم السلاح الثقيل أو المتوسط، متحدثا “عن تقدم المجاهدين في معاركهم”.

ويأتي الكلام عن الهدن في وقت يشن فيه بعض الناشطين هجوماً جديداً على عدد من البلدات أو الأحياء التي انضمت إلى قطار التسوية، مثل برزة أو ببيلا ومناطق جنوب دمشق، مطالبين إياها بنقض هذه الاتفاقات ودعم المجموعات المسلحة.

وفي حلب، شن المسلحون هجوماً لإعادة تأمين خطوط الإمداد. وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيان، أن “المعارك اشتدت في منطقة حندرات بهدف إبعاد الجيش عن التلال التي سيطر عليها في الأيام الأخيرة”. وتعد هذه المواجهات حاسمة على اعتبار أن سيطرة القوات السورية عليها يعني إحكام خنق المجموعات المسلحة داخل حلب.

وأشارت وكالة الأنباء السورية – “سانا” إلى “مقتل مواطنين، احدهما طفلة، وجرح 24 طفلا جراء اعتداء إرهابي بقذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على حي السريان في حلب”، فيما ذكر “المرصد” ان القصف استهدف مدرسة، ما أدى إلى مقتل طفلة وشخص وجرح 26.

 

تنظيم “داعش” يعدم اربعة رجال من عشيرة سنية في شرق سوريا

بيروت ـ   أ ف ب ـ   قام عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا بقطع رؤوس اربعة من افراد عشيرة الشعيطات السنية التي قتل المئات من ابنائها على ايدي هذا التنظيم الجهادي المتطرف قبل نحو شهرين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “تنظيم الدولة الاسلامية قام الاحد امام مجموعة من المواطنين بقطع رؤوس اربعة رجال من عشيرة الشعيطات في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور بتهمة التعامل مع النظام” السوري.

 

وفي اب/اغسطس الماضي، اعدم التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور اكثر من 700 شخص من هذه العشيرة النافذة في دير الزور قرب الحدود مع العراق، بعدما انتفضت عليه اثر بداية توسعه في المحافظة الغنية بالنفط.

 

وخاض التنظيم في حزيران/يونيو معارك مع عشيرة الشعيطات اثر قيامه بخطف ثلاثة من افرادها، دفعته في نهاية تموز/يوليو للانسحاب من ثلاث بلدات في شرق دير الزور، ليعود ويسيطر عليها ويعدم المئات من افراد هذه العشيرة.

 

وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية في النصف الثاني من حزيران/يونيو من السيطرة تدريجيا على مجمل محافظة دير الزور بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم هذا التنظيم.

 

ناشط يتحدث عن مشاركة «قوات أردنية» في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»

مقتل أول جندي أمريكي بالعراق يكشف عن وجود قوة قتالية خاصة في المنطقة

لندن ـ واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة: كشف ناشط سياسي أردني مقرب من التيار السلفي الجهادي عن وجود نخبة من الجنود الأردنيين يقاتلون الآن في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محيط بعض مناطق شمالي العراق.

وشجب الناشط الشيخ محمد خلف الحديد ما وصفه بإرسال قوات أردنية لقتال «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، متمنيا إرسالها لتحرير الأقصى ومقاتلة الجيش الصهيوني.

وحسب بيان أصدره الشيخ الحديد وخص به «القدس العربي» فإن عديد القوات الخاصة الأردنية التي تقاتل فعلا في الاشتباك البري حاليا في محيط شمالي العراق قد وصل إلى 4000 جندي من نخبة القوات الخاصة مسلحة بأحدث الأسلحة وترتدي زي قوات البيشمركة الكردية للتمويه.

وتحدث بيان الحديد ايضا عن مشاركة سربين من الطائرات الأردنية وطائرات أباتشي وعن اشتباكات حصلت فعلا في جرف الصخر وعن جهود للقوات الأردنية في سقوط»زمار»التي كانت بيد قوات تنظيم الدولة وتسليمها للأكراد.

ولم تعلن السلطات الأردنية عن مشاركة بالقوات البرية،فيما لم تصدر تعليقات رسمية تصادق على ما ورد في بيان الحديد.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد اعتبر خلال لقاء الأسبوع الماضي بكتلة برلمانية الاشتباك البري واجب قوات الجيشين العراقي والسوري، مشددا على أن بلاده لن تكون جزءا من اي قوات برية ضمن عمليات التحالف تستهدف قوات تنظيم الدولة.

بيان الحديد تحدث عن قوات أردنية تقاتل إلى جانب الأكراد في كوباني عين العرب ايضا، معتبرا أن زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر عبادي لعمان الاثنين هي لتقديم الشكر للأردن على دوره في القتال ضد تنظيم الدولة.

جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الامريكية وفاة أول جندي أمريكي في الحملة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» على البرحيث توفي عريف البحرية شون بي نيل (19 عاما) في بغداد،في حادث سمّاه البنتاغون «غير قتالي» لا يزال تحت التحقيق.

وينتمي الجندى الى كتيبة تم استدعاؤها الى الشرق الاوسط في الشهر الماضي كجزء من فرقة العمل الخاصة بالقوات البحرية والجوية والارضية في القيادة المركزية المركزية، وتتألف الكتيبة من حوالى 2300 من مشاة البحرية وعدة طائرات، وتم نشرها لدعم عمليات الامن في الشرق الاوسط والرد على حالات الطوارئ.

وكشف الاعلان عن مقتل نيل على ان الفريق يعمل في العراق التي شهدت معارك في الاونة الاخيرة حول المنطقة الخضراء في بغداد.

وفقد الجيش الامريكي جنديا آخر في عرض البحر في وقت سابق هذا الشهر بعد ان سقط من طائرة مقاتلة اثر وقت قصير من اقلاعها.

وأشار الرئيس الامريكي مرارا وتكرارا الى انه لن تكون هنالك قوات امريكية مقاتلة في العراق او سوريا لمحاربة «داعش». وقالت القيادة المركزية الامريكية ان ما يقارب من 150 من مشاة البحرية هم قوة مهمة في العراق لتوفير الامن الاضافي لموظفي الولايات المتحدة.

 

في حلب مل الناس من الحرب… والنظام يحضر لحصار المعارضة وقطع خطوط الإمداد و«داعش» يستخدم سياسة «فرق تسد» مع القبائل العراقية والسورية

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: نسي الناس مدينة حلب، وأصبحت بلدات صغيرة مثل عين العرب أهم علامة على قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، على الأقل،من منظور الإستراتيجية الأمريكية.فبعد أكثر منة ثلاثة أعوام من الدمار والقتل والتشريد في المدينة التي كانت عاصمة سوريا التجارية وقلبها الثقافي والحضاري.

ماذا يفعل سكان حلب أو من تبقى منهم.تقول ليندزي هيلزوم مراسلة القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني أنهم يرقصون على أنغام الرقصة الكورية التي انتشرت في كل أنحاء العالم «غانغام ستايل»، ولأن الأهالي يمنعون أبناءهم من الخروج في الليل فالشباب ينظمون حفلاتهم في المساء.

ويقول طالب جامعي في كلية الفنون الجميلة «لقد شاهدنا الكثير من الموت، بدون فرح، جالسون في بيوتنا» ، و»نريد الرقص».ويقول طالب آخر «أرقص حتى أموت من التعب، هذا ما يبقيني على الحياة، الرقص هو نوع من العلاج».

 

نشاط عسكري للنظام

 

وتعلق هيلزوم في تقرير نشرته صحيفة «أوبزيرفر» بالقول إن محافظة حلب تعتبر ساحة معركة فاصلة حيث تجد المعارضة «المعتدلة» التي تفضلها الحكومة الأمريكية والبريطانية نفسها محصورة بين قوات النظام السوري لبشار الأسد وقوات «داعش».فمن خلال التركيز على الأخير واستهدافه بالغارات الجوية فتحت الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده المجال أما نظام الأسد للتقدم والسيطرة على مناطق المعارضة التي يريد الغرب مساعدتها.وتشير الصحيفة للقتال الشرس الذي دار الأسبوع الماضي في بلدة حندرات شمال مدينة حلب، حيث استطاع الجيش السوري بمساعدة من القوات الإيرانية وحزب الله السيطرة على مصنع للزجاج والإسمنت.

وأظهرت الصور التي بثها النظام راية تركها مقاتلو «جبهة النصرة» الموالية ل «القاعدة».وتهدف الحكومة السورية من العملية قطع الطريق ما بين مدينة حلب والريف وتشديد الحصار على المقاتلين في داخل المدينة.

وفي الوقت الذي ترغب فيه الولايات المتحدة وبريطانيا مساعدة المعارضة في غاراتها على «داعش» ومنحها فرصة للسيطرة على المناطق التي ينسحب منها مقاتلو «داعش».تقوم الحكومة السورية بسلسلة من النشاطات العسكرية لاستعادة كامل المدينة بنهاية الشتاء المقبل وإظهار أنها وحدها هي التي تستطيع السيطرة على الأرض.

 

نزوح دائم

 

ومع زيادة قوات الحكومة لنشاطاتها ضد مناطق المعارضة اضطر العديد من السكان للهرب خارج البلاد أو ذهبوا للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة في غرب حلب.ويقدر المركز الدولي لمراقبة النازحين عدد الذين شردوا من مدينة حلب بحوالي 1.78 مليون نسمة وهو أعلى رقم نزوح من محافظات سوريا الـ14.وأجبر الكثير من السكان على السكن في مواقع البناء غير المكتملة أو المدمرة في حي الرواد.فقد تحول الحي لمقر إقامة لعدد من العائلات المشردة.

ومثل بيوت الدمى لا جدران لها يمكن للمارة التعرف والنظر على من فيها.ومن بين سكان حي الرواد مصطفى زكريا، الذي وفر بعض المال من عمله كإسكافي كانت تكفي لشراء شقة، ولكنه كمؤيد للنظام خشي أن يستهدفه المقاتلون المعارضون للحكومة ولهذا هرب، وحولته الحرب إلى حالة من الفقر المدقع. ويقول «لقد تركت بيتي بسبب الخوف»، «دمرت البيوت في منطقتي، في البداية أستأجرت، ثم نفذ المال وانتقلت لمنطقة أرخص وأخيرا جئت إلى هنا لأنه لم يبق لدي مال».

وحتى من لديهم بعض التوفير لا يزالون يواجهون مشاكل القطع المستمر للكهرباء ونقص المياه.

فمحطة توليد الكهرباء في الرقة التي كانت تزود حلب بالكهرباء سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شباط /فبراير العام الماضي. وبسبب القتال حول مدينة حماة فقد تضررت خطوط الكهرباء التي كانت توصل الكهرباء لحلب.

وتنقطع الكهرباء لمدة 36 ساعة، وفقط من لديهم بعض المال يمكنهم استخدام مولدات الكهرباء الخاصة.وارتفع سعر الكهرباء نتيجة لهذا، فقبل الحرب كانت العائلة تدفع 2.000 ليرة سورية فاتورة الكهرباء، ولكنها تدفع الآن 30.000 ليرة سورية، وهي مرشحة للإرتفاع مع رفع الحكومة الدعم عن الوقود.وتصف الكاتبة الوضع بالمأساوي لسكان مدينة كانت أحسن مدن سوريا إزدهارا حيث باتوا يعتمدون على رفع المياه من الآبار ويحملونها في «جراكن».

ويقول طالب جامعي «أدرس على ضوء الشموع واذهب للمسجد للإغتسال قبل ذهابي إلى الكلية».

 

قلب حلب التاريخية

 

وتضيف الكاتبة «لا يزال قلب حلب التاريخي الذي دمرته الحرب قبل عامين، منطقة خالية من السكان ومدمرة، شبحية، ويقطع الصمت فيه إطلاق النار المتقطع وقنابل الهاون».

وتشير لزيارة قام بها محافظ حلب محمد وحيد العقاد الذي زار القلعة وسوق حلب القديم الذي يعود للقرن الرابع عشر، ورفض لبس السترة الواقية وقال «اتوجه لله، وعندما تحين منيتي أموت». وترابط قوات الحكومة داخل القلعة التي كانت أهم معلم سياحي في المدينة.ويقول العقاد «لا يزال بعض المقاتلين في مناطق ولكن بمشيئة الله سنتخلص منهم» حيث لا تبعد مواقعهم عن القلعة سوى 100 مترا.

ولم يبق من حلب القديمة سوى أنقاض، فقبة الجامع الأموي في حلب اخترقها الرصاص من كل مكان.ويزعم المحافظ العقاد إن الناس يهربون بسبب طرد المقاتلين لهم، مع أن الحكومة قصفت مناطق المعارضة بشكل مستمر حتى تجبر السكان على الرحيل.ويقول العقاد «الحرب هي الحرب، ولكننا نستخدم القنابل والقصف ضد المناطق التي يوجد فيها «داعش» والإرهابيون، وليس المدنيين».

و»لم يبق هناك أي مدني في مناطق المعارضة لأن المقاتلين أجبروهم على الهرب لمناطق أكثر أمنا».

 

معركة حاسمة

 

وما دام الحديث عن حلب، فيرى جيمي ديمتر أن المعركة حول حلب هي حاسمة لكل من الأسد و»داعش» والولايات المتحدة.وقال ديمتر في تقرير أعده لصالح موقع «ديلي بيس» من غازي عينتاب. ويرى أن المعركة التي ستحدد مصير الحملة الأمريكية ليست تلك الدائرة في عين العرب (كوباني) ولكن في مدينة حلب التي تحاصرها قوات النظام السوري و»داعش» من ثلاث جهات. ويقول الكاتب إن حلب هي آخر معقل للمعارضة في الشمال وقد ينقطع خط الإمداد في أي وقت.ومن هنا يطالب قادة الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب الولايات المتحدة القيام بغارات كي توقف تقدم قوات النظام.

وبدون مساعدة فقد ينضم ما تبقى من قواتهم إلى صفوف «داعش».ويشير الكاتب إلى بوادر المعركة الحاسمة التي يتم التحضير لها منذ بداية الشهر الحالي حيث يلقى الجيش السوري دعما من مقاتلين أجانب إيرانيين وأفغان ومن حزب الله. ويقول الكاتب إن نجاح النظام قطع طريق كاستيلو الذي يربط ريف حلب مع تركيا ،سيؤدي إلى تضييق الخناق على المقاتلين داخل المدينة.

ولهذا السبب تعبر حركات معارضة سورية مثل حزم التي تلقت دعما وصواريخ مضادة للدبابات من الأمريكيين عن إحباطها من واشنطن للتركيز على مدينة عين العرب.

ويقولون إن حصار حلب لن يترك آثاره السلبية على استراتيجية باراك أوباما ضد «داعش» فقط بل وعلى مسار الإنتفاضة السورية.وينقل عن عبد الرحمن أحد كبار قادة جيش المجاهدين قوله «يقول الأمريكيون إنهم يريدون قوة من 5.000 ويحتاج إعدادهم عاما تقريبا ولا وقت لدينا».

ويبلغ عدد مقاتلي جيش المجاهدين 3.000 عنصرا معظمهم من أبناء الريف.وحذر نصر الحريري، السكرتير العام للإئتلاف الوطني السوري من الآثار الخطيرة بسبب تلكؤ واشنطن «ندعو التحالف الدولي ضد «داعش» تقديم الدعم العسكري العاجل للجيش السوري الحر في شمال حلب كي يكون قادرا على مواجهة الحصار». ومن هنا فسقوط حلب للجيش السوري سيكون نكسة للإنتفاضة السورية حيث تقاتل المعارضة على جبهتين- النظام و»داعش»، ويسيطر الأخير على معبر الباب بين تركيا وسوريا.وكانت أزمة المعارضة قد بدأت هذا الشهر عندما سيطر النظام على الجبيلة القريبة من بلدة حندرات.

واقترب النظام بسيطرته على البلدة من فك فتح معبر إلى البلدتين الشيعيتين نبل والزهراء.ونقل الكاتب عن أحد مقاتلي لواء التوحيد قوله إن المقاتلين تكبدوا خسائر في طريق كاستيلو. ويعبر المقاتلون السوريون عن غضبهم من قرار واشنطن استهداف «داعش» وليس الأسد مما سمح للنظام توسيع غاراته وهجماته ضد مواقع المعارضة.

 

استغلال العلاقات القبلية

 

وفي الوقت الذي يستغل فيه النظام الغارات على «داعش» يوسع الأخير من هجماته، ويقوم باستغلال العلاقات القبلية والخطوط الفاصلة بينها لصالحه.ففي مقال تحليلي للكاتب السوري حسن حسن في «أوبزيرفر» أشار لهذا الوضع في حالة شيخ قبيلة سورية طلب منه «داعش» إمامة الصلاة في مسجد قريب يعرف بأنه معقل للجماعة الصوفية الخزنوية.

وهو ما فعله أبو جاسم رغم عدم معرفته بالإمامة وألقى خطبة ركز فيها على انحرافات الصوفية مما أثار دهشة المصلين.

وبعد ذلك طلب من أبو جاسم مقابلة أمير المنطقة حيث اختفى لعدة أيام قبل الإفراج عنه.

فقد اتهم بمحاربة «داعش»، وهي تهمة لم ينكرها ولكنه قال إنه كان يقاتل التنظيم قبل سيطرته على منطقته، وأنه انضم إليه بناء على رغبته. ويرى الكاتب إن الحادث يظهر الإستراتيجية التي يستخدمها التنظيم «فرق تسد» في المناطق الخاضعة لسيطرته، فقد كان بامكانه إرسال أحد ممثليه ألـ 12 في المنطقة لإلقاء الخطبة، وبدلا من ذلك اختار شخصا من الصف الثاني لا خبرة له بالإمامة.

ويؤكد على أهمية خبرة «داعش» في الرقص على حبال الخلافات القبلية، ووجوده بينها منذ 10 أعوام حيث تمتد علاقته من بلدة منبج شرق حلب والعقيربات في حماة السورية وحتى جلولا وديالي في العراق.وتشهد هذه المناطق خلافات قبيلة واضحة، وكان «داعش» من أكثر الفصائل نجاحا في إيقاع الفتنة بين القبائل. ويقول الكاتب إن أعيان في دير الزور يذهبون في قوافل إلى بلدة القائم العراقية للقاء مسؤول شؤون القبائل في «داعش»، لتقديم أنفسهم ولنيل ثقة التنظيم.ويقول مواطن من المنطقة «يتسابق الناس لنيل ثقة داعش».وتقول مصادر نقل عنها إن أعضاء التنظيم من منطقة معينة عادة ما يتشددون مع ابناء قبيلتهم مقارنة مع معاملتهم للقبائل الأخرى.فمجزرة قبيلة الشعيطات التي أرتكبت في آب/أغسطس ألقي فيها اللوم على أعضاء القبيلة أو أقاربهم من العشيرة. ويرى الكاتب أن التنظيم منذ انفصاله عن «جبهة النصرة» في نيسان/إبريل الماضي بدأ حملة لنيل ثقة مشائخ القبائل وشراء ولائهم عبر التعهد بمشاركتهم بالعوائد المالية وترفيعهم إلى مناصب عالية في مناطق على حساب المشائخ الحاليين.وفي العادة ما يستهدف القادة الشباب الذين قاتلوا إلى جانب الجماعات المعارضة للأسد.

وأشار شيخ قبيلة من البوكمال التي يسيطر عليها «داعش» كيف نجح التنظيم في تطبيق سياسته.وهي التي ساعدته على تحقيق أهدافه واحتلال بلدات في دير الزور هذا الصيف مثل موحسن والبوكمال والشعيطات.

وكان دخول «داعش» موحسن مفاجئا للمعارضة خاصة أن البلدة معروفة بعدائها لهم، وانتظم أبناؤها في جيش الأسد. فقد نال» داعش» ولاء زعماء قبائل مهمين في هذه القبائل واستخدم الترسانة التي نهبها من قواعد الجيش العراقي كي يسيطر بسرعة على بلدات دير الزور.

واعتمد «داعش» على هذه الرموز القبلية كي يحبط أي محاولة من دول الجوار الإقليمية لتنظيم قوة قبيلية معادية له، كما حاولت بعض دول الخليج فعل هذا.

 

الإدارة المحلية

 

ومما ساعد على تحقيق أستراتيجية «فرق تسد» اعتماد التنظيم على القوى المحلية لإدارة شؤونها مما يزيد من الخلافات بينها ويقلل من ظهوره.

ويدعم التنظيم سياساته من خلال نقاط تفتيش متحركة.فعادة ما يخفي المقاتلون أسلحتهم في بيوت ويظهرون الحد من قواتهم في العلن ويتم استدعاء القوات الإضافية حالة الضرورة حيث يظهر «داعش» كقوة ضاربة تصعب هزيمتها وتثبط من عزم القوى المحلية على الإنقضاض ضدها.

وسياسات كهذه لن تمكن قوة خارجية استعادة المناطق وملء الفراغ الذي سيتركه «داعش» لعدم تعاون المجتمعات المحلية.ويرى الكاتب أن فكرة التعاون مع القبائل للثورة على «داعش» وهم، فلم تغير الغارات الجوية من المعادلة رغم مقتل 500 من مقاتلي «داعش» و»النصرة».

ويضيف أن المقاتلين الذين ينشرهم التنظيم عادة ما يكونوا من المجندين الجدد، وهذا يعني عدم تأثر القاعدة الأساسية لمقاتليه. وبالمحصلة ف «داعش» لديه استراتيجية وخبرة طويلة في التعامل مع المجتمعات التي يعيشفيها و يسيطر عليها ولن تتم هزيمته إلا عبر تطوير استراتيجية مضادة تأخذ بعين الإعتبار تعقيدات الوضع على الأرض وقدرة التنظيم على المحافظة على مناطقه.

 

يريدون الهرب

 

في سياق مشابه، يرى تقرير في الصحيفة نفسها، «أوبزيرفر»، أن «داعش» هدد متطوعين بريطانيين يريدون العودة إلى بلادهم بالقتل، وقال التقرير إن 30 جهاديا يريدون العودة من سوريا والعراق تلقوا تهديدات بالقتل من تنظيم الدولة الإسلامية. ونقلت الصحيفة عن مصدر له معرفة واتصالات مع المعارضة السورية قوله إن قيادة تنظيم «داعش» تقوم بتهديد من يريد من البريطانيين العودة، وقال «هناك بريطانيون تلقوا تهديدات مباشرة وغير مباشرة عندما عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم». يتزامن هذا مع إعلان مقتل جهادي رابع من مدينة بورتسموث حيث كان يقاتل في الخطوط الأمامية في بلدة عين العرب. ومحمد مهدي حسن، 19 عاما هو رابع من ستة متطوعين سافروا من المدينة نفسها بورتسموث للجهاد في سوريا. وقال المعتقل السابق في سجن غوانتانامو، إنه يعرف عدة حالات يرغب أفرادها العودة إلى بريطانيا لكنهم عالقون في سوريا والعراق.

وقال بيغ إنه يعرف 30 شخصا يرغبون بالعودة.فقد سافروا لقتال الأسد ولكنهم وجدوا أنفسهم في صفوف «داعش» لأسباب تتعلق باللغة، لأن التنظيم الجهادي هذا لديه أشخاص كثر يعرفون اللغة الإنكليزية. ويقول بيغ الذي رفضت الحكومة البريطانية عرضه لإنقاذ الرهينة ألن هيننغ، ولديه علاقات جيدة مع المقاتلين في سوريا «عندما تم تثبيت الخلافة وأقسمت الولاء لها فأي أمر تفعله مخالف ينظر إليه كعصيان للخليفة، وعندها فقد تتعرض لإجراءات ضبط والتي قد تشمل التهديد بالموت».

ودعا بيغ (46 عاما) الحكومة البريطانية إصدار عفو عن العائدين من سوريا والعراق وتبني نفس سياسة الدانمارك وهي إنشاء مراكز لتأهيل العائدين ومساعدتهم للإندماج في المجتمع. وقال إن جماعة اتصلت به ليساعدهم بالعودة من خلال الضغط على الحكومة وإظهار اللين، خاصة أن مسؤولين اقترحوا إمكانية محاكمة من يعود بتهمة الخيانة العظمى. وأضاف إن الكثير من البريطانيين «بين المطرقة والسندان» وعدد كبير منهم يريد العودة «وكان العدد في كانون الثاني/يناير 30 شخصا، وبالتأكيد فقد زاد العدد منذئذ».

 

قيادي في “النصرة”: أوقفنا إعدام العسكري الأسير البزال بعد “خضوع″ الجيش اللبناني

بيروت ـ الأناضول- كشف قيادي في تنظيم “جبهة النصرة” مساء اليوم الاثنين، ان التنظيم قرر إيقاف تنفيذ الإعدام بالعسكري المختطف لديها، علي البزال، بعد نداءات أهله ووساطات من علماء سنة و”خضوع″ الجيش اللبناني لـ “طلبات الشارع السني”.

وقال القيادي لـ”الاناضول” عبر الانترنت، “قررنا إيقاف تنفيذ حكم القتل بحق البزال مقابل عودة الهدوء” إلى مدينة طرابلس في شمال لبنان، حيث اندلعت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحين إسلاميين يشتبه بتأييدهم لجماعات متطرفة في سوريا خلال اليومين الماضيين، مشيرا إلى أن نداءات أهله ووالدته كانت “أحد الأسباب” لقرارهم هذا.

وشدد على أن هذا القرار يأتي بعدما “تم ارغام الجيش اللبناني على الخضوع لمتطلبات الشارع السني الذي انتفض ولن يقبل المذلة”، واتهم الجيش بأنه “جر اهلنا في (مدينة) طرابلس (شمال البلاد) الى معركة لم يحن وقتها بعد”، معتبرا انه سقط للجيش اللبناني “العشرات” من القتلى والجرحى.

وأضاف أن “مشايخ سنة أفاضل” تواصلوا مع “النصرة”من أجل “احتواء الأزمة”، فكان أن “اتخذنا هذا القرار (بعدم تنفيذ تهديدهم باعدام نزال) تحقيقا للمصلحة الشرعية”.

وكانت النصرة هددت في بيان على حسابها الرسمي على تويتر باعدام علي البزال الساعة 10 بالتوقيت المحلي (8 تغ) من صباح امس الاحد، ردا على المعارك التي اتهمت الجيش اللبناني بشنها ضد مجموعات اسلامية في طرابلس ومحيطها منذ يومين، قبل ان تقوم بتأجيل تنفيذ الاعدام 4 ساعات اضافية، ومن ثم الى الخامسة من فجر اليوم من دون الاعلان عن مصيره بعد ذلك.

وكشف مصدر أمني لبناني في وقت سابق اليوم للاناضول أن “جبهة النصرة” أجلت مجددا عملية الإعدام بعد “وساطة” من الشيخ مصطفى الحجيري، الذي توجه ليل أمس الاحد الى منطقة القلمون السورية “من أجل التوسط لدى جبهة النصرة وثنيها عن إعدام أي جندي مختطف لديها”.

وأشار المصدر الى أن الحجيري، المعروف بـ”ابو طاقية”، “نجح في مهمته وأقنع النصرة بتأجيل قرارها بإعدام البزال”، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

وتحتجز النصرة 18 عسكريا لبنانيا مقابل 7 لدى تنظيم “داعش” منذ المعارك التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة من سوريا، منها النصرة و داعش، في محيط عرسال أوائل أغسطس/ آب الماضي.

وأعدم “داعش” اثنين من العسكريين المحتجزين ذبحا، وأعدمت “النصرة” عسكريا آخر برصاصة في الرأس.

 

«الموك» غرفة العمليات الدولية المشتركة التي تقدم الدعم للمعارضة المسلحة المعتدلة

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» ظهرت في الآونة الأخيرة غرفة العمليات الدولية المشتركة الشهيرة باسم «الموك»، والتي تترأسها الولايات المتحدة الامريكية مع مجموعة من دول اصدقاء الشعب السوري كبريطانيا وفرنسا ودول عربية أهمها السعودية والإمارات، والتي تتواصل فيها بشكل مباشر مع فصائل الجيش الحر، من خلال غرفتي «الموك»، والموجودة في كل من تركيا، لدعم الجبهات الشمالية، والأردن، لدعم الجبهات الجنوبية، بالإضافة لتنسيقهم مع الائتلاف الوطني».

وتقدم غرفة العمليات المشتركة «الموك» الدعم لكتائب الجيش الحر ذات الطابع المعتدل ماليا، ويشمل الدعم غالبية متطلبات أي تشكيل عسكري من الدعم بالسلاح، كتزويد كتائب الجيش الحر بصواريخ التاو الأمريكية المضادة للدروع بالإضافة إلى تذخير المعارك التي تطلقها كتائب الحر من ذخيرة الرشاشات الثقيلة وصولا لقذائف الهاون والدبابات، ولا يقتصر الدعم عند هذا الحد بل تلتزم غرفة العمليات بتزويد كتائب المعارضة بالرواتب الشهرية للمقاتلين وكذلك تقدم سلال غذائية بشكل دوري.

وقال مصدر عسكري في كتائب المعارضة في درعا جنوب البلاد والذي فضل عدم الكشف عن هويته في حديث خاص لـ»القدس العربي»، إنه: «مقابل الدعم الذي تتلقاه غالبية الفصائل العسكرية المعارضة المعتدلة، تلتزم الفصائل بخطوط عريضة تقترب من أهداف الثورة السورية وتلامسها، وهي مكافحة الإرهاب وتمدده، وإنشاء دولة مدنية في سوريا، ونبذ الطائفية بكافة إشكالها وحماية الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، والإقرار بحق كامل السوريين بتحديد مصيرهم».

ويرى المصدر أن «تلقي الدعم من غرفة العمليات المشتركة لا يعيب الجيش الحر»، موضحا «قبول أي دعم خارجي من سلاح وإغاثة وإن كان سيعمل على تسييس الثورة، إلا انه سيساعد في المقابل على تخفيف الضغط علينا والحصول على أسلحة قد تساعد في تقصير عمر المعركة مع النظام الأسدي»، لافتا إلى أن «شعارات الشعب السوري في المظاهرات منذ بداية الثورة، هو طلب الدعم بالمال والسلاح للجيش الحــر والعمل على تقويته في وحه النظام السوري».

وأشار مراقبون للشأن السوري إلى أن «الموك» ساعدت على توحيد أقنية الدعم الدولي لكتائب الجيش الحر وضبطها والعمل على توزيعها، الأمر الذي ساعد على تقارب فصائل الجيش الحر بعد توحد الجهات الداعمة لها، في حين رأى آخرون أنها إضعاف للثورة السورية، وتساعد على التفريق بسبب عدم إشراك فصائل قوية وعاملة على الأرض السورية كالجبهة الإسلامية وما يتفرع منها.

فيما يبقى الهدف الرئيسي «للموك» والدعم الذي تقدمه للمعارضة المعتدلة، هو إقناع النظام السوري وحلفائه من روسيا وإيران بالحل السياسي وفق صيغة جنيف، ومحاربة انتشار الجهاديين في شمال البلاد وشمالها الشرقي.على رأسهم الدولة الإسلامية «داعش» وتنظيم «جبهة النصرة».

يشار إلى أن الجيش السوري الحر تشكل في كافة الأراضي السورية بإمكانــــيات بسيطة، كانت تتلخص في بعض الأسلحة التي انشق بها جنود كانوا ضمن صفوف قوات النظام، أو بأسلحة يتم شراؤها عبر مهربين أو فاسدين من النظام، وكان الجيش الحر يعتمد في مصادر تمويله للسوريين من المغتــربين أصحاب الأموال، اللذين ساهموا وبشــكل كبير في انطلاق الجيش الحر ودعمه ماليا.

 

حلب بين شبحي حصارين من النظام والمعارضة

فراس ديبة

غازي عنتاب ـ «القدس العربي» بعد عامين ونيّف على تحرير نصف مدينة حلب من قبضة النظام السوري على أيدي مقاتلي المعارضة، وبعد عام ونيّف على محاصرة مقاتلي المعارضة المسلحة للقسم الذي يسيطر عليه النظام في المدينة، تعيش الأحياء المحرّرة فيها هواجس حصار قوات النظام لأحيائهم بعد تقدمه في منطقة حندرات الاستراتيجية.

دخلت فصائل المعارضة السورية المسلحة الأحياء الشرقية لمدينة حلب وبعض الأحياء الغربية منذ عامين ونيّف، وسيطرت عليها خلال فترة زمنية قياسية، ولم تكن تملك هذه الفصائل العتاد الثقيل أو الأسلحة النوعية، لكنّها تمكنت من التعامل مع حرب الشوارع بأساليب أجبرت قوات النظام – المدجّجة بشتى أنواع الأسلحة – على التخلي عن الكثير من الأحياء، بإصرار الثوار آنذاك وروح المبادرة لديهم.

وبعد عام من إحكام فصائل المعارضة السورية قبضتها على الجزء المحرّر من المدينة توجهت إلى قطع مداخل المدينة التي تعدّ طرق إمداد النظام لقواته، فأغلقت فصائل المعارضة السورية طريق «حلب ـ دمشق الدولي» بعد سيطرة هذه الفصائل على بلدة «خان العسل» الواقعة عند مدخل حلب الجنوبي – الغربي الذي يصل المدينة بالطريق الدولي إلى دمشق.

وترافق ذلك مع بسط سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على بلدة خناصر في الجنوب الشرقي من المدينة، لتصبح قوات النظام تحت الحصار البرّي الكامل ضمن الأحياء الغربية التي تسيطر عليها.

وبدأ النظام السوري الذي استشعر بخطورة الحصار على حلب ثاني أكبر المدن السورية بإرسال الأرتال العسكرية لفتح طريق خناصر، مدعومة بسلاح الجو الذي اتّبع سياسة الأرض المحروقة، ليتمكن خلال أقل من شهرين من فتح الطريق وفك الحصار عن الأجزاء الخاضعة لسلطته في حلب.

لم يكتفِ النظام بفك الحصار بل توجّه بخطوات بطيئة مدروسة لإحكام طوق حول أحياء حلب المحرّرة، منطلقاً من خناصر نحو مدينة السفيرة ـ شرق حلب ـ والتي ارتكب فيها مجازر بشعة بحق السكّان، وتمكنت قوات النظام من فك الحصار عن سجن حلب المركزي، تلاها دخولها إلى كامل المنطقة الصناعية في الشيخ نجار ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، دون مقاومة تذكر من فصائل الثوار التي كانت تتواجد فيها.

وتسللت قوات النظام ـ المدعومة بعناصر إيرانية وأفغانية وعراقية ولبنانية ـ إلى بلدة حندرات شمال حلب في المرحلة قبل الأخيرة ضمن خطة النظام لإحكام طوق الحصار على المناطق المحرّرة في المدينة، في خطوة استباقية لأي قرار دولي أو إقليمي بفرض منطقة عازلة أو آمنة في الشمال السوري.

وترافقت تغييرات الوضع الميداني في حلب وعموم سوريا بالمتغيرات السياسية الدولية، حيث فقدت فصائل المعارضة السورية المسلحة استقلالية قرارهم نتيجة الحاجة للتمويل والتسليح والتذخير في الحرب التي خطّط لها صانعو القرار الدوليّون أن تكون طويلة الأمد، وأصبحت تناقضات وتوافقات وصراعات الداعمين الدوليين والإقليميين هي اللاعب الأبرز في الساحة السورية.

وتمكن الداعمون من إفساد نفوس الكثير من مقاتلي المعارضة السورية سواءً بالمال أو بالســلاح، فالمقاتل الذي كان لا يخشى مواجهـــة الدبّابة على بعد أمتار بقذيفة أو عبوة ناسفة أصــبح لا يقـــبل المواجهة إلا بصـــاروخ «تاو» من على بعد ثلاثة كيلومترات، والقائد الذي كان يخوض معركته ليستولي على بضـــع صـــناديق من الذخـــيرة تكفيه لخوض المعركة التالية أصبح ينتظر التسليح والتمويل والأوامر الدولية قبـــل فتح أية جبـــهة مع النظام.

ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبه تنظيم «داعش» في إضعاف القوى الثورية في حلب وريفها، حيث بدأ بسلب أسلحة الفصائل الصغيرة قليلة العدد، ليتجه لاحقاً لفرض المواجهة على الفصائل الكبرى التي استنزفت الكثير من طاقاتها البشرية والتسليحية في الحرب على التنظيم الذي اتبع استراتيجية «تحرير المحرَّر».

تبدّلت موازين السيطرة على محيط مدينة حلب خلال عامين بشكل مطلق، فشبح الحصار الذي جثم على صدر النظام في شطر حلب الغربي، يجثم الآن على صدر الثوار في الشطر الشرقي، مستحضرين في ذاكرتهم تجربة حصار حمص القديمة بكل مرارتها ومآسيها ومآلاتها، منتظرين «اللا شيء» من المجتمع الدولي الذي يصفّي حساباته على الأرض السوريّة.

 

أم توصي قائد السجن المركزي في طرطوس السورية أن يبلغ ولدها المتطوع في «الدفاع الوطني» بأنها ماتت

أليمار لاذقاني

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» منذ أن توفي زوجها مازالت «ن.ع» تعيش حالةً من الفقدان، تحاول التعويض عنها بكافة السبل والوسائل، حيث ترك لها زوجـــها طفـــلاً رضيعاً وثلاثة أولاد صغار منذ عشرين عاماً، حيث تقول «ن.ع» إنني «مـــازلت أكدح حتى الآن كل يوم لأدافع عن حقّهم في العيش الكريم، كما كان همّي طيلة حياتي أن نأكل اللقمـــة الحـــلال، وأن أجــعل من أولادي نظيفي القلب كما كان والدهم يريد ويتمنّى».

ابن «ن.ع» الصغير «ك.ع» عند اندلاع الثورة في سوريا، كان يبلغ من عمره السابعة عشر، تقول «كإمرأةٍ كنت أسلّم بكلام شيخ القرية، وعلى إثرها طلبت من ولدي الإلتحاق بميليشيا الدفاع الوطني كخطوةٍ تجعل من مستقبله مضموناً، كما وعدني الشيخ، خاصة أن ولدي لم يفلح لا بالعلم ولا بالعمل كأخوته الأكبر منه».

ما لبثت «ن.ع» في سكينتها هذه حتّى بدأ صيت الميليشيا بالتدهور وبدأت الناس تتهم كل من فيها بالسرقة والنهب، «كانت حينها تشدّد على ولدها ألا يسرق وألا يؤذي أحداً بغير حق، لكنّه انغمس فعلاً في الميليشيا وأصبح مقاتلاً يستريح في المقاصف والمطاعم الباهظة كزملائه، وما إن ترددت أنباؤه على مسامعها حتى بدأت جادةً في دفعه لترك الميليشيا، وأقسمت ألا يدخل بيتها قرشٌ واحد من نقوده» على حد قولها.

تقول «ن.ع» لـ»القدس العربي»، «بعد جهد جهيد ترك ابني الميليشيا مع بعضٍ من زملائه إذ أن الموت تهدّدهم في أكثر من مناسبة، جعلت عودته لحضن والدته أمراً ممكناً.

لكنّ على حد قول والدته «عاد بوجه آخر، فقد تغيّر كليّاً وتحوّل من ذاك الشاب الهادئ والمطيع إلى متطيّرٍ سريع الغضب، وكثير الغياب عن البيت، لم يكن ليعود قبل الواحدة فجراً وهو مخمور، هنا أحسّت بمبلغ مصابها وأنّها ستخسر ولدها فيما لو استمر الحال هكذا، لكنّها لمن ستتجه ولمن ستشتكي أمرها، فالجميع يلومونها لأنّها دفعته لترك الميليشيا، كما أنّ معظمهم لا يتفهّم تشددها تجاه سرقة الثائرين».

تبين «ن.ع» إن «هذا الحال كان ينتشر كالوباء في الأوساط الموالية فما من رادع للسارقين، كما أنّ النظام وأعوانه تكفّلوا بإسكات كل صوت حق يسمي الأشياء بمسمياتها، فما كان لها إلا أن تكتفي ببضعة محاولات سريعة وخاطفة لنصح ولدها تنتهي بنوبة غضب عارمة وبتكسير بعضٍ من أثاث البيت، فانكفأت وصبرت وسلّمت أمرها للقدر».

بعد بضعة شهور، حاول «ك.ع.» أن يجلب بعض الأدوات الكهربائيّة للبيت كتعويض لأمّه الحزينة بسببه، لكنّها رفضت بشكل قاطع وما كان من هذا الأمر إلا أن يزيد من قلقها وحزنها، فقررت أن تتصرف بقوّةٍ هذه المرة وطردت ابنها من البيت، واشترطت عدم رجوعه قبل أن يعود لصوابه، لكنّ الحال لم يكن ليسير كما تتمناه امرأةٌ طيبة ومخلصة، فقد دعوها لزيارته في السجن المركزي في طرطوس بعد أن أمسكوا به يقوم بسرقة أحد المحال بالجرم المشهود وفي وضح النهار.

توضح «ن.ع» بحسرة كان ابني قبل ذلك اعترف ورفاقه بسرقة ما قيمته تزيد عن العشرة ملايين ليرة سورية في ظرف شهرين من منطقة الشيخ بدر وحدها، لكنّه في المرة الأخيرة ألقى الأهالي القبض عليهم وسلموهم للشرطة متلبسين ومعترفين بكل سرقاتهم التي لم يبـــق منها شـــيء فقد بيعت كلّها في محلات المســـروقات المنتشرة بكثرة في الساحل، والتي عمل النظام على تشريعها وتشريع السرقة من المناطق الثائرة، لذا كان تصريف البضاعة سهلا والأسهل تبذيرها في المقاصف التي انتشرت أيضاً بكثرة.

بعد ان عرفت «ن.ع.» بأمر ابنها، من قائد السجن المركزي في طرطوس ذهبت دون أن تراه، وأوصت قائد السجن أن يبلغه بأن أمّه قد ماتت بعدما سمعت بأفعالك.

لم تكتف الأقدار بهذا فقد بدأ أهالي القرية والتي سُرق محالهم أو آلياتهم يشيرون لها بأصابع الإتهام، ويتعقبون كل تصرفاتها إذ إنّهم يحاولون تحصيل حقوقهم من أهالي السارقين، لكن هذا لن يفيدهم فالمال ذهب مع الريح ككثير من أموال السرقات التي ذهبت كالهباء، وجعلت من روّادها أناساً بائسين.

تقضي «ن.ع.» معظم أوقاتها وحيدة فجميع أولادها في الجيش»احتياطيين»، وتبكي ولدها الذي «قتل على الجبهة والآخر الذي مات في قلبها»

 

قائد تجمع الأنصار في غوطة دمشق ينفي لـ«القدس العربي» علاقة فصيله بـ«داعش» أو «جبهة النصرة»

هبة محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي» نفى قائد تنظيم الأنصار العامل في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق أي علاقة له بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أو «جبهة النصرة» وأكد انشقاقه عن الأخيرة في الفترة السابقة لعدة أسباب.

وقال القائد الميداني في «ألوية الحبيب المصطفى» المرابط في الغوطة الشرقية زيدان لـ»القدس العربي»، إن قائد تجمع الأنصار»أبو حذيفة» كان نفى بشكل قاطع تبعية الفيصل الذي يقوده إلى تنظم «داعش»، وأي علاقة أخرى لتجمع الأنصار بتنظيم البغدادي.

وقال أن «أبو حذيفة» قائد تنظيم الأنصار هو من أبناء منطقة المرج في الريف الشرقي من العاصمة دمشق، ونائبه من أبناء مدينة سقبا في الريف الشرقي للعاصمة، انشق مؤخرا عن «جبهة النصرة» المرابطة في الغوطة الشرقية، وقام بتشكيل فصيل عسكري قوامه نحو الـ 120 عنصرا، منهم عناصر قد أعلنت انشقاقها عن تنظيم «داعش».

وأضاف أن «تجمع الأنصار» تابع للقضاء الموحد في الغوطة الشرقية الذي ينضوي تحت سلطته جميع الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية وبلدات جنوب العاصمة دمشق، الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة.

وطلب أهالي مدينة «سقبا» وهي المدينة الذي يرابط على جبهاتها «تجمع الأنصار» قائد التنظيم بالإنضمام إلى القضاء الموحد، الأمر الذي قوبل بموافقة قائد التجمع وقد انخرط «تجمع الأنصار» ضمن القضاء الموحد بالتنسيق مع زهران علوش قائد القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية بحسب المصدر.

كما طالب الأهالي أيضاً قائد التنظيم «أبو حذيفة» بتسليم المعتقلين ممن تلفظوا بالكفر للقضاء الموحد، وقد سلموهم حيث يبلغ عدد المعتقلين لدى التنظيم اثنين.

يشار إلى أن تنظيم الأنصار أقدم على إعدام شاب في العشرين من عمره من أبناء مدينة «زملكا»، وسط ساحة سقبا الرئيسية «ساحة الجمعية» بعد تجمهر الأهالي، وقد أطلقوا ثلاث رصاصات على رأسه وظهره أردته قتيلاً بتهمة «الكفر». وحول سبب الإعدام، قال زيدان إن: «الشاب الذي تم إعدامه مطلوب للقضاء منذ عامين بعدة تهم منها السرقة والتشبيح والمخدرات و التفنن بالكفر».

بدوره، يروي الناشط أحمد أبو قصي لـ»القدس العربي»، حادثة مقتل الشاب الذي كان أحد الشهود على الحادثة قائلا: «كان مكبل الأيدي و مشدود الوثاق ومعصوم العينين، وبدأ شخص يدعى «أبو عبادة» قراءة بيان بعد تجمع الأهالي، مفادها أن هذا الشاب دون التعريج على اسمه، قد كفر بالذات الإلهية لأكثر من مرة، وأضاف عدد من التهم الأخرى، وبعد انتهاء «أبو عبادة» من قراءة بيانه، أطلق أحدهم الرصاص على رأس و ظهر الشاب العشريني فأردته قتيلاً، في مشهد لم تتجاوز مدته الـ 6 دقائق».

 

عين العرب: اشتباكات مستمرة والقوات الكردية تحافظ على مواقعها

2014-10-27 | حلب _ رامي سويد

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، اليوم الاثنين، محاولاته التقدّم نحو المعبر الحدودي الذي يصل مدينة عين العرب بالحدود السورية التركية، في الوقت الذي تتصدى قوات “الحماية الشعبية الكردية” و “الجيش الحر” الذي يقاتل معها لمحاولات التنظيم المستمرة للسيطرة على المعبر.

 

واستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية”، مساء أمس، حاجزاً لقوات “الحماية الشعبية”، قرب جامع حاج رشاد (شمال عين العرب، في منطقة المعبر على بعد حوالي 400 متر من الحدود السورية التركية)، بسيارتين مفخختين ودراجة نارية مفخّخة، لكّن قوات الحماية تمكّنت من تفجير هذه الآليات قبل وصولها للحاجز المستهدف، من خلال إطلاق النار عليها وتفجيرها عن بعد، بحسب مصادر محلية في المدينة.

 

ويهدف “داعش” إلى السيطرة على منطقة المعبر الحدودي، ليفصل بشكل كامل بين القوات الكردية و”الجيش الحر” في عين العرب من جهة، وبين الأراضي التركية من جهة ثانية، بحيث تسقط تلك القوات في حصار كامل من قبل قوات تنظيم “الدولة”، الأمر الذي يسهل على الأخير عملية القضاء عليها بشكل كامل.

 

وكان المكتب الإعلامي لكتائب “شمس الشمال” التابعة لألوية “فجر الحرية” التابعة لـ”الجيش الحر”، قد نشر بعد ظهر اليوم، مجموعة مقاطع مصوّرة تظهر مدى ضراوة الاشتباكات الجارية بين مقاتلي هذه الكتائب والقوات الكردية من جهة، وقوات “داعش” من جهة ثانية.

 

كما أظهرت الصور التي بثّها المكتب الإعلامي، تصدي هذه القوات بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة لمحاولات قوات تنظيم “الدولة” التقدم على جبهات القتال الشرقية من المدينة، تحديداً في منطقة الصناعة.

 

ويستغل التنظيم غياب طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، عن قصف قواته في مدينة عين العرب، منذ بعد ظهر أمس، بهدف إحراز المزيد من التقدم الميداني.

 

ويسعى تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى إحراز التقدّم على جبهات القتال في المدينة، من خلال استخدامه لاستراتيجية القصف المكثّف بقذائف الهاون والمدفعية من تلة قرية مزار داوود (شرق عين عرب)، لنقاط تمركز قوات الحماية الكردية، بالإضافة لإرسال السيارات المفخّخة لهذه النقاط بين الحين والآخر، قبل مهاجمة نقاط قوات الحماية الكردية بكثّافة ناريّة عالية بهدف إجبارها على الانسحاب.

 

سورية: المعارضة المسلّحة تهاجم مواقع النظام في إدلب

إدلب ــ هيا خيطو

بدأت المعارضة السورية المسلّحة، صباح اليوم الاثنين، في شنّ هجومٍ واسعٍ على مواقع النظام عند أطراف مدينة إدلب (شمال سورية)، كما تمكّنت من الاستحواذ على تل المسطومة، الواقع جنوب المدينة، وألحقت بقوات النظام خسائر مادية وبشرية، في خطوة أولية للسيطرة على إدلب.

 

وأفاد شهود عيان لـ”العربي الجديد”، “أنّ مقاتلين تابعين لـ”جبهة النصرة” ولواء “جند الأقصى”، استهدفوا، صباح اليوم، بقذائف الهاون وصواريخ غراد، تجمّعات قوات النظام على المحاور الجنوبية، والغربية، والشمالية للمدينة، تبعتها اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسّطة في محيط حواجز السكن الشبابي، والرام، وصباح قطيع”.

 

وبحسب الشهود فإنّ “المهاجمين تمكّنوا من السيطرة على تل المسطومة، جنوب المدينة، بعد تدمير ثلاث دبابات لقوات النظام، والاستيلاء على اثنتين”.

 

بدوره، قال الأمير العسكري لـ”جبهة النصرة”، في قاطع ريف إدلب الشمالي، أبو البراء، إنّ “الاشتباكات أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام، في حين قام مقاتلون من الجبهة، باقتحام مبنى قصر المحافظ، جنوب إدلب، وأسر 12 عنصراً من قوات النظام”.

 

في المقابل، أفادت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أنّ “ستّة مقاتلين من “جبهة النصرة”، قتلوا خلال المواجهات، تزامناً مع إصابة عدد من المدنيين جرّاء غارات للطيران الحربي، على مدينة كفرنبل، وبلدة معرة حرمة، في ريف إدلب، في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجّرين، على مدينة سراقب، وتسبّب ذلك، في أضرارٍ مادية فقط”.

 

يشار إلى أنّ هجمات قوّات المعارضة على مدينة إدلب، الخاضعة لسيطرة قوات النظام، كانت مقتصرة على استهداف مواقع للأخيرة بالقذائف والصواريخ، بين الحين والآخر، وتعدّ اشتباكات، اليوم، التي شهدتها أطراف المدينة، “الأولى من نوعها والأعنف”، على حدّ وصف مصادر محلية.

 

جبهة النصرة تبدأ معركة تحرير إدلب

علي الإبراهيم

شهدت ساعات فجر الأحد الأولى، معارك ضارية بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري على أطراف مدينة إدلب. وشنت جبهة النصرة ومجموعات إسلامية أخرى هجوماً من ثلاثة محاور، على المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام. وتمّ ذلك من جهة كلية التربية ومنطقة الملعب وأمن الدولة والمنطقة الصناعية، في هجوم يعتبر الأول من نوعه خلال سنة تقريباً.

 

وفي هذا السياق، قال الأمير العسكري لجبهة النصرة، في قاطع ريف إدلب الشمالي، أبو البراء لـ”المدن” إنه ومنذ ساعات الفجر الأولى، بدأت جبهة النصرة ومجموعات من جند الأقصى، هجوماً من ثلاث محاور على مدينة إدلب، وتم خلالها تحرير تل المسطومة واغتنام دبابتين، وتدمير ثلاث دبابات. وتم بذلك، قطع طريق إدلب-أريحا التي تمثل خط الإمداد الواصل لبلدات الفوعة وكفرية، ذات الغالبية الشيعية، المساندة للنظام. كما نفذ انغماسيان من جبهة النصرة، هجوماً اقتحموا من خلاله مبنى قصر المحافظ، وتم من خلال العملية، أسر 14 جندياً من قوات النظام، وقتل العشرات منهم خلال الاشتباكات، التي أسفرت عن تحرير أهم النقاط لقوات النظام في المدينة: حاجز غسان عبود.

 

وكانت الاشتباكات قد بدأت بقصف مدفعي تمهيدي، وبقذائف الهاون ومدافع جهنم وصواريخ الغراد تلتها اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، على حواجز “السكن الشبابي” و”الرام” و”صباح قطيع”، على أطراف إدلب، من جهة الكورنيش، ومناطق طريق أريحا وأمن الدولة والملعب، بالقرب من كلية التربية.

 

وافادت مصادر طبية في المشفى الوطني في إدلب، عن وصول أكثر من عشر جثث لقوات النظام، ظهيرة الإثنين، وسط حالة تخبط كبيرة بين صفوف مقاتلي النظام، واطلاق كثيف للنار في الهواء.

 

وكانت مصادر محلية قد صورت حالة الرعب، التي يعيشها أهالي المدينة، في ظل عدم قدرتهم على النزوح، بسبب حدة المواجهات على أطراف إدلب، ومنع قوات النظام للأهالي من الخروج، بغرض استخدامهم كدروع بشرية عند الحاجة.

 

في المقابل، نفذّ الطيران الحربي، غارات جوية على بلدات جدار بكفلون وقميناس، كما تم قصف بلدة فيلون التي تعد مدخلاً لتل المسطومة. واستهدفت قوات النظام النقاط التي خسرتها بالبراميل المتفجرة. كما فرضت قوات الأمن حصاراً خانقاً وطوقاً أمنياً على منطقة الحي الشمالي وحي القصور، مع منع التجوال. كذلك قررت قوات الأمن والشبيحة، إغلاق جميع المدارس في المدينة، حتى إشعار آخر بحسب شهود عيان.

 

ومع انطلاق المعركة المرتقبة، بدأ الخلاف يظهر بين المعارضين من أهالي إدلب وجوارها، فمنهم من يؤيد إعادة السيطرة على المدينة مهما كان الثمن، وآخرون يعارضون دخولها تفادياً لتدميرها ومعاناة المدنيين فيها. وقال أحد السكان المحليين إن الهجمات الفاشلة تثير نقمة السكان على مقاتلي المعارضة. وفي كل مرة يحاصر فيها الثوار إدلب، يُمنع دخول المواد الغذائية ويتواتر قطع الكهرباء والماء عنها، و”يشنون هجوماً دون الاستمرار فيه، ودون احراز تقدم مما ينفّر الأهالي من الثوار”. ووّجه مسؤول العمليات العسكرية في الغرفة المشتركة لقيادة العمليات نداء للسكان يقول: “لايمكن تحرير إدلب من دون تضحيات، لذلك نطالب أهالي المدينة الشرفاء بالخروج منها، كي لا نكون مسؤولين في حال سقوط ضحايا مدنيين، والله من وراء القصد”.

 

ويذكر بأن قوات المعارضة المسلحة، تستهدف الحواجز العسكرية التابعة للنظام على أطراف مدينة إدلب منذ سنة تقريباً، وحاولت التقدم للسيطرة على المدينة، لكن جميع المحاولات السابقة باءت بالفشل. اليوم، وبعد توحيد القوى العاملة على الأرض، وشن عمليات منظمة ودقيقة، يآمل الآهالي تحرير المدينة والسيطرة عليها.

 

البشمركة تدعم كوباني بالمدفعية.. والجيش الحر موضع ترحيب

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن “حزب الإتحاد الديمقراطي” الكردي في سوريا، لا يريد مساعدة من البشمركة في كردستان العراق، للدفاع عن مدينة كوباني “عين العرب” السورية. وقال الرئيس التركي إن الحزب الذي يدافع جناحه المسلح، “وحدات حماية الشعب”، عن كوباني، غير متمسك بـ”وصول البشمركة إلى كوباني والسيطرة عليها”. واعتبر أردوغان أن الحزب الذي وصفه بالمنظمة “الإرهابية”، لا يريد المجازفة بفقدان نفوذه شمال سوريا.

 

من جهة أخرى، قال مسؤول كبير بحكومة كردستان العراق، إن أكراد العراق لن يشاركوا مباشرة، في القتال الدائر في مدينة كوباني السورية، لكنهم سيقدمون دعماً مدفعياً. وقال المسؤول إن القوات الكردية العراقية، مستعدة للتوجه إلى كوباني، لوضع اللمسات النهائية على جدول زمني مع تركيا وأكراد سوريا. وقال المتحدث باسم حكومة كردستان العراق سفين دزيي “ستكون قوة دعم بالأساس بالمدفعية والأسلحة الاخرى. لن تكون قوات قتالية في حد ذاتها بأي حال في هذه المرحلة”. وقال دزيي في معرض حديثه عن نشر مزيد من قوات البشمركة في كوباني في المستقبل “يعتمد كل ذلك على كيفية تطور الأمور على أرض الواقع. أعتقد أن ذلك يتعين ويمكن مناقشته في مرحلة لاحقة”.

 

بدوره، قال رئيس ديوان الرئاسة في إقليم كردستان العراق فؤاد حسين، إنه يتوقع المضي قدماً في نشر 155 من عناصر البشمركة “خلال أحد هذه الأيام” المقبلة. وأوضح حسين أن الأسلحة التي سينقلها البشمركة لسوريا “شبه ثقيلة”، وقال إنها ستمكن المقاتلين الأكراد في كوباني، “الذين لا يحملون سوى أسلحة خفيفة”، من مجابهة دبابات الدولة الإسلامية ومركباتها المدرعة.

 

وكان أكراد سوريا، قد قالوا بإن الأسلحة التي أسقطتها جواً لهم القوة الجوية الأميركية الأسبوع الماضي غير كافية، لدحر الدولة الإسلامية. وطلبوا بصفة خاصة صواريخ خارقة للدروع بامكانها تدمير الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى التي تستخدمها الدولة الإسلامية. ووصف مسؤولون أميركيون الأسلحة التي قدمتها السلطات الكردية العراقية، بأنها “أسلحة صغيرة”.

 

وفي ردود الأفعال حول مبادرة القائد السابق للمجلس العسكري الثوري بحلب العقيد عبد الجبار العكيدي، حول إرسال 1300 مقاتل من الجيش الحر إلى كوباني، لمواجهة تنظيم الدولة، قال عضو تيار المستقبل الكردي، عبد الحميد تمو، إن “غالبية الشعب الكردي تطالب بحماية المدينة، وكوباني هي مدينة سورية ولا مشكلة لدينا في دخول الجيش الحر إليها، لا بل نراه مطلباً ضرورياً حتى تكتمل الفسيفساء السورية والعيش المشترك”. في حين قال الناشط الإعلامي، مصطفى عبدي، أن “الجيش الحر يحارب تنظيم داعش إلى جانب القوات الكردية في عين العرب منذ سنة تقريباً، وبالتالي نحن نرحب بأي قوة عسكرية، وننادي الجيش الحر بالدخول إلى كوباني لكن بعد التنسيق مع المقاتلين داخل المدينة”.

 

من جهته، دعا القيادي في الجيش الحر، ناصر السخني، إلى “تسليح الجيش الحر بصواريخ نوعية تكون قادرة على صد تقدم دبابات “داعش” داخل أحياء المدينة، حيث لا يملك المقاتلون في عين العرب حالياً سوى الأسلحة الخفيفة والمتوسطة”.

 

ميدانياً، قصفت قوات تنظيم الدولة الإسلامية، أثناء ليل الأحد-الإثنين، معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا. وصدّ المقاتلون الأكراد هجوماً شنه التنظيم على الحي الشمالي لكوباني، للمرة الرابعة على التوالي. ويركز التنظيم على هذا الحي لمحاصرة المقاتلين الأكراد، وقطع طريق الإمدادات عنهم. وقال المسؤول الكردي المحلي إدريس ناسان “بالتأكيد سيحاولون ثانية الليلة. الليلة الماضية جلبوا تعزيزات وإمدادات جديدة وهم يهاجمون بقوة”. واستمرت المعارك خلال الليل على الجبهة الجنوبية الشرقية من المدينة، وبخاصة في سوق الهال وكاني عربان، وفي الجنوب حيث قتل سبعة مقاتلين من تنظيم الدولة.

 

بدورها، قالت القيادة المركزية الأميركية الأحد، إن الجيش الأميركي نفذ خمس غارات جوية على أهداف لتنظيم الدولة قرب كوباني. وأضافت القيادة في بيان لها: “في سوريا دمرت خمس غارات جوية قرب كوباني، سبع عربات تابعة للدولة الإسلامية ومبنى تابعاً للتنظيم”.

 

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد أعلن في إحصائية جديدة، أن 815 شخص قد قتلوا في كوباني، منذ بداية هجوم التنظيم عليها، قبل أكثر من شهر. وأوضح المرصد أنّ من بين القتلى 481 من عناصر التنظيم، وما يفوق الـ300 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، وأكثر من 20 مدنياً.

 

درعا: ضغوط أوقفت تقدم الجيش الحر نحو ‘نصيب’؟

مهند الحوراني

منذ خسارته، الأسبوع الماضي، معركة السيطرة على حاجز جسر أم المياذن، وما يتفرّع عنه من حواجز على اوتستراد دمشق-درعا، يصعد النظام السوري من قصفه بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي على مدن وبلدات ريف درعا الشرقي جنوب البلاد.

خلّف القصف المكثف الذي يشنه طيران النظام عشرات الضحايا، إذ وصل عددهم إلى أكثر من 120 قتيلاً منذ بداية معركة “أهل العزم” في السابع عشر من الشهر الحالي، وحتى الآن، بحسب إحصائية أعدتها مؤسسة “يقين” الإعلامية.

وقال مدير المؤسسة، نبراس الحوراني، لـ”المدن” إن الحملة الانتقامية التي يقودها النظام ما زالت مستمرة، إذ لديه تخوف كبير من استمرار تقدم قوات المعارضة إلى معبر جمرك نصيب الحدودي مع الأردن. وأشار إلى أن ما تشهده المنطقة الشرقية من ضرب المنطقة المحاذية للجمرك من بلدات نصيب وأم المياذن والطيبة، يهدف النظام من خلاله إلى الضغط على قوات المعارضة لتوقف تقدمها من خلال ارتكاب المجازر في صفوف المدنيين في تلك البلدات.

وأضاف “شهدت حوران مجزرتين مروعتين بالأمس بفعل البراميل المتفجرة، كانت أولها مجزرة في بصرى الشام حيث سقط 15 شهيداً وعشرات الجرحى، تبعتها مجزرة بقصف ليلي لبلدة نصيب حيث تم استهداف منزل لبيت أحد النازحين من درعا البلد” ما أدى إلى مقتل “العائلة بالكامل”.

من جهة ثانية، قال مصدر عسكري لـ”المدن”، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن “المشهد لا يوحي بتقدم سريع للثوار نحو جمرك نصيب، نظراً للخصوصية التي يتمتع بها”. فهناك “مصالح إقليمية بأن يبقى (المعبر) مفتوحاً أمام حركة البضائع والشاحنات، سواء من الجانب اللبناني أو الأردني”، لاسيما وأن المعبر يعد منفذاً برياً ذا أهمية بالغة لنقل البضائع من الأردن نحو سوريا ولبنان. وأضاف “وبالتالي عملية إغلاق معبر نصيب اثناء المعركة ستضر بالحركة التجارية في المنطقة بأكملها”.

لكن ورغم المصالح الإقليمية التي تحكم استراتيجية التقدم نحو المعبر، إلا أن المصدر يؤكد أن الهدف من إطلاق معركة “أهل العزم” هو نزع الحواجز المحيطة بمعبر نصيب ومن ثم الانقضاض عليه بعد الخلاص من المواقع الأمنية والعسكرية التي تحميه، نظراً لتداخلها في منطقة السوق الحرة الأردنية-السورية.

 

ويلفت المصدر إلى أن الحكومة الأردنية تقوم بطلب ضمانات من الجيش السوري الحر في درعا، من أن يبقى المعبر مفتوحاً أمام الحركة التجارية في حال السيطرة عليه، في الوقت الذي تتخوف فيه من المدة الزمنية التي ستستغرقها عملية السيطرة عليه، وآثارها الخطيرة على المعبر من تهديم البنية التحية فيه جراء أي معارك ستخاض من أجل السيطرة عليه.

 

وحول الضرر الذي قد تتسبب فيه هذه المعركة على الجانب الأردني، قال المصدر: “لا يوجد أي ضرر من ناحية عسكرية، لكن الجمرك هو عبارة عن منفذ خاص بالقطاع المدني، وبسبب تواجد النظام فيه عسكرياً والإستفاده منه كمورد مهم له ومصدر قوة وسيطرة في المنطقة الجنوبية الشرقية المحررة”. وأكد “سيتم العمل على تحريره من قوات النظام والقطعات العسكرية داخله ومفارز الأمن الجوي والمخابرات العسكرية، أما المعبر من الناحية المدنية فلا يضر علينا ولا على المملكة الأردنية”.

 

يقول البعض، إن المعركة كان من المفترض أن تستمر حتى السيطرة على معبر نصيب، ولذلك كثر مؤخراً همسٌ عن ضغط تعرض له الجيش الحر لوقف تقدمه. ويتوقع مراقبون، أن الأيام القليلة المقبلة، إن لم تحمل بدء عمل عسكري جديد نحو المعبر، فإن ذلك سيؤكد الشكوك من أن قوى إقليمية منعت الجيش الحر في درعا من الوصول إلى معبر نصيب، بعد قضائه على معظم الحواجز التي تحميه.

 

واشنطن لمواجهة “بروباغندا” المتشددين

دعت الولايات المتحدة، الاثنين، حلفاءها الذين يشاركونها الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن تحالف دولي عريض، الى توسيع نطاق هذه الحرب لتشمل الانترنت، وذلك خلال اجتماع في الكويت خصص لمواجهة بروباغندا المتطرفين عبر الشبكة.

 

وقال المنسق الأميركي للتحالف الدولي، الجنرال المتقاعد جون آلن، في افتتاح الاجتماع، ان هذه البروباغندا تشكل “حربا رهيبة… تهدف الى تجنيد وافساد عقول اشخاص ابرياء”، معتبراً أن تنظيم الدولة الاسلامية “لن يهزم حقا الا عندما يتم اسقاط شرعية رسالته الموجهة الى الشباب الذين لديهم نقاط ضعف”.

 

وكان آلن يتكلم امام ممثلين عن البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والاردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر والسعودية والامارات. وقال ان “التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية يتطلب مقاربة شاملة ومنسقة على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي، وذلك عبر دمج العمل العسكري وتطبيق القانون والاستخبارات والوسائل الاقتصادية والدبلوماسية”، مشدداً على “اننا هنا لنبحث في سبل الحاق الهزيمة بسياسة التنظيم ولمواجهة نشاطه في المجال الافتراضي عبر الشبكة”.

 

ويقود الوفد الاميركي، مساعد وزير الخارجية الاميركي للعلاقات العامة، ريك ستينغل.

 

وسيطر تنظيم “الدولة” على أراضٍ واسعة في العراق وسوريا واعلن فيها “الخلافة” مستخدما بشكل معقد شبكة الانترنت لنشر تسجيلات ومجلة. ويستخدم انصار التنظيم الشبكة بشكل مكثف اذ باتت الانترنت الوسيلة الاكثر فعالية لتجنيد المقاتلين الاجانب. وتبدي الحكومات الغربية قلقاً متزايداً إزاء دعاية المتطرفين عبر الانترنت اذ ان البروباغندا التي ينشرونها تستقطب مواطنين من الولايات المتحدة واوروبا. كما تشعر الحكومات الغربية بالقلق بشكل خاص من تأثير هذه الدعاية على الشباب المسلمين الذين يدعوهم التنظيم الى مهاجمة اهداف غربية.

 

الأردن يعيد اعتقال أبو محمد المقدسي

دعا لاتحاد داعش والنصرة لمواجهة التحالف الدولي

اعتقلت السلطات الأمنية الأردنية، منظر التيار السلفي “الجهادي” في الأردن أبو محمد المقدسي وذلك بعد أربعة أشهر من الإفراج عنه.

 

نصر المجالي: قالت مصادر أردنية إن مدعي عام محكمة أمن الدولة أوقف عصام البرقاوي، الإثنين، على خلفية نشره مقالة قبل أيام على “منبر التوحيد والجهاد” تؤيد توحيد “المجاهدين” في جبهة النصرة و”داعش” في سوريا بمواجهة الحلف الدولي الذي يقاتل التنظيم.

 

وقال محامي الجماعات المتشددة في الأردن موسى العبداللات إن أبو محمد المقدسي تم اعتقاله ظهر الاثنين، قبل أن يمثل أمام محكمة أمن الدولة التي وجهت له تهمة “استخدام الشبكة المعلوماتية للترويج للأفكار المتطرفة”.

 

وقال العبداللات ان المقدسي رفض التوقيع على الافادة لدى المدعي العام، قبل أن ينقل الى زنزانة انفرادية في سجن موقر (2) على ذمة التحقيق لمدة 15 يوماً.

 

واعتبر العبداللات حسب ما نقل عنه موقع (عمون) الالكتروني أن ما حدث يمثل تصعيدا في مواجهة التيار السلفي، وقال إن ” الاردن مقبل على مرحلة صعبة وبحاجة الى اصوات العقل بعيدا عن التحييد والقبضة الامنية تجاه التيار السلفي”.

 

وكان المقدسي قد تم الافراج عنه قبل 4 أشهر، بعد ان اعتقل في وقت سابق على خلفية مواقف ودعوات دينية اعتبرت خطيرة على الامن الوطني، وأمضى في السجن حكما لمدة خمس سنوات.

 

وشهدت الساحة السلفية الجهادية في الاردن في وقت سابق انشقاقا عن التيار بسب انقسامه في المواقف المؤيدية بين تنظيم (داعش) وجبهة النصرة، حيث وقف المقدسي مواقف صلبة ضد التنظيم وإعلانه الخلافة، مناصرا جبهة النصرة في صراعها مع التنظيم في سوريا.

 

وأصدر عشرات السلفيين في الأردن بياناً نددوا فيه بالمقدسي، واعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش بقيادة أبو بكر البغدادي.

 

النصرة تأسر جنوداً بإدلب وقتلى بقصف للنظام  

ذكر ناشطون أن جبهة النصرة أسرت اليوم عددا من الجنود النظاميين عقب اقتحام مبنى المحافظة في مدينة إدلب وقتلت العديد منهم، بينما نفت السلطات السورية أي سيطرة للجبهة على المبنى، كما أشار ناشطون إلى مقتل العشرات من المدنيين في قصف للجيش السوري النظامي في محافظات إدلب وحلب وحمص.

 

وشهدت الساعات الأولى من صباح الاثنين هجوما شنته جبهة النصرة ومجموعات من جند الأقصى على إدلب من ثلاثة محاور هي الجهة الجنوبية والشمالية والغربية، واستطاعت به السيطرة على تل المسطومة واستولت على دبابتين ودمرت ثلاثا وقطعت طريق إدلب أريحا.

 

وذكر المركز الصحفي السوري أن الجبهة أسرت 12 جنديا نظاميا وقتلت العشرات منهم خلال الاشتباكات، وأضاف أن الطيران الحربي نفذ عدة غارات حول مدينة إدلب في كل من بلدة جدار بكفلون وبلدة قميناس، كما تم قصف بلدة فيلون التي تعد مدخلا لتل المسطومة.

 

عودة الهدوء

وأشار المركز إلى أن الهدوء عاد للمدينة وقوات النظام تمشط المزارع المحيطة بإدلب ويسمع بين الفينة والأخرى صوت مدفعية النظام في المنطقة، وقد فرضت قوات النظام حصارا على منطقة الحي الشمالي وحي القصور مع منع التجوال، وصدر قرار بإغلاق جميع المدارس في المدينة حتى إشعار آخر.

 

وقد قتل من جبهة النصرة ستة عناصر في المزارع المحيطة بحاجز الرام بإدلب، كما اعتقلت قوات النظام مقاتلين جرحى من النصرة في المزارع نفسها واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الحياة الطبيعية عادت إلى مدينة إدلب بعد إحباط محاولات من أسمتهم “إرهابيين” التسلل إليها، وأضافت أن الجيش قضى على أعداد كبيرة منهم.

 

من جانب آخر، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 34 قتلوا اليوم على يد قوات النظام، ثمانية منهم أطفال وثلاث سيدات وخمسة تحت التعذيب وسبعة مقاتلين من المعارضة.

 

مقتل أسرة

وفي ريف إدلب، قضت عائلة نازحة مؤلفة من ستة أشخاص جراء إلقاء الطيران المروحي النظامي براميل متفجرة على بلدة الهبيط، وقتل اثنان وجرح آخرون في غارة جوية على بلدة حيش بريف إدلب الجنوبي.

 

وفي مدينة حلب، قتل ستة -بينهم أربعة أطفال- جراء سقوط قذائف هاون بالقرب من مدرسة الكمال الخاصة في حي الحمدانية، وفي ريف حلب أفادت شهبا برس بوقوع قتلى وجرحى في غارات لطيران النظام على بلدتي كفر كرمين وقرية الجينة، كما خلفت دمارا واسعا في بلدات كفر حلب وباتبو بريف حلب الغربي.

 

وأوردت سوريا مباشر أن طفلة قتلت في قصف من مدفعية الجيش السوري النظامي على مدينة الحولة بريف حمص.

 

من جانب آخر، قالت وكالة مسار برس إن كتائب المعارضة تصدت الاثنين لقوات النظام التي حاولت التقدم في منطقة طيبة بحي جوبر بالعاصمة دمشق، مما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من الجيش، وتزامن ذلك مع قصف من الطيران الحربي على الحي سقط على إثره جرحى في صفوف المعارضة المسلحة.

 

النصرة تتحدث عن سيطرتها على مبنى محافظة إدلب  

قالت جبهة النصرة اليوم الاثنين في بيان لها إنها سيطرت بصفة شبه تامة على مبنى محافظة مدينة إدلب شمالي سوريا، في حين نفت قوات النظام السوري ذلك.

 

وقالت الجبهة إن عناصرها اقتحمت المبنى وقتلت العشرات من قوات النظام -بينهم عدد من الضباط- كما أكدت أنها تمكنت من قطع خطوط الإمداد عن قوات النظام في المدينة.

 

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلي النصرة هاجموا فجر اليوم مبنى محافظة إدلب، مضيفا أن المعارك بين مقاتلي الجبهة والقوات النظامية لا تزال مستمرة.

 

وقالت مسار برس إن عناصر جبهة النصرة تمكنت من قطع الطريق الواصل بين إدلب وأريحا، كما سيطرت على تل المسطومة وحاجز غسان عبود جنوبي إدلب، وذلك بعد اشتباكات بين الطرفين غنموا خلالها دبابتين.

 

هجوم واشتباكات

وبحسب المصدر ذاته، فقد شنت الجبهة هجوما على قوات النظام المتمركزة في كلية التربية والمنطقة الصناعية ومبنى أمن الدولة، تزامن ذلك مع تسلل مجموعة من عناصرها إلى قصر المحافظ وسط المدينة، حيث استطاعت قتل 12 عنصرا من قوات النظام وأسر آخرين قبل أن تنسحب من المنطقة.

 

وقد فرض جنود النظام حصارا على حي القصور ومنطقة الحي الشمالي، كما قاموا بتمشيط المزارع المحيطة بالمدينة بعد انسحاب عناصر جبهة النصرة منها بسبب القصف المدفعي الذي تعرضت له المنطقة، مما أسفر عن مقتل ستة من عناصرها.

 

وكان مقاتلو المعارضة قد سيطروا في وقت سابق على حاجز الغربال جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، وذلك بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من قوات النظام.

 

وفي ريف إدلب، شنت طائرات النظام عدة غارات على مواقع مختلفة، أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح العشرات.

 

كما سقط عدد من الجرحى جراء غارة جوية على بلدة معرة حرمة في ريف إدلب الجنوبي، في ظل استهداف عدد من المناطق الأخرى بالمدينة ذاتها.

 

أعنف غارات للتحالف بكوباني ونفي كردي لدخول البيشمركة

دبي – قناة العربية، وكالات

قال الجيش الأميركي إن الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا أمس الأحد واليوم الاثنين.

 

وتأتي الغارات بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد والتنظيمات المتطرفة، في الوقت الذي نفت فيه وحدات حماية الشعب الكردية وصول عناصر البيشمركة العراقية إلى مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية.

 

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان، اليوم الاثنين، إن القوات الأميركية نفذت أربع ضربات في سوريا قرب بلدة كوباني القريبة من الحدود التركية وأصابت خمس عربات ومبنى يستخدمه مقاتلو التنظيم.

 

وقال البيان إنه في العراق شنت الولايات المتحدة ودول متحالفة سبع غارات جوية منها ثلاث ضربات قرب منطقة سد الموصل استهدفت وحدة صغيرة من مقاتلي التنظيم.

 

يأتي ذلك غداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وافقت بلاده على عبور المقاتلين الأكراد العراقيين أراضيها إلى شمال سوريا، أن الأكراد السوريين لا يريدون المساعدة من أقرانهم العراقيين.

 

وقال وزير البيشمركة مصطفى سيد قادر للصحافيين في برلمان كردستان “حتى الآن لم تتوجه قوات البيشمركة إلى كوباني، ونحن على استعداد لإرسالها”.

 

وأضاف: “ننتظر موقف الدولة التركية، ولذا لم نرسل أي قوات إلى غرب كردستان”، في إشارة إلى المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سوريا.

 

وكان المتحدث باسم قوات البيشمركة هلكورد حكمت قال لوكالة “فرانس برس” الجمعة إن 200 عنصر من هذه القوات سيتوجهون إلى كوباني خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن هؤلاء سيشكلون “قوات دعم” مزودة برشاشات ومدافع هاون وراجمات صواريخ.

 

وأعلنت تركيا في 20 أكتوبر أنها ستمسح للمقاتلين الأكراد العراقيين، بعبور أراضيها للدفاع عن المدينة الحدودية مع تركيا.

 

إلا أن أردوغان صرح الأحد أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تتبع له وحدات الحماية، وهو بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، غير متمسك بـ”وصول البيشمركة إلى كوباني والسيطرة عليها”.

 

صحيفة: “داعش” أطلق سراح أوروبيين مقابل فديات ضخمة

ستوكهولم – صالح حميد

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، أمس الأحد، عن خبايا عملية إطلاق “داعش” سراح رهائن أوروبيين، بينهم مواطن سويدي، في ربيع العام الحالي، مقابل فديات ضخمة دفعتها دول أوروبية.

 

وخُطف السويدي في شمال سوريا في الثاني من يناير الماضي، إلى جانب أربعة موظفين آخرين من بلجيكا والدنمارك وسويسرا والبيرو، جميعهم يعملون لصالح منظمة “أطباء بلا حدود”، وأطلق سراح ثلاثة منهم مطلع شهر أبريل الماضي، فيما بقي اثنان آخران محتجزين حتى منتصف شهر مايو الماضي.

 

وكان التنظيم الإرهابي قد أطلق سراح رهائن آخرين كانوا محتجزين في سوريا والعراق، وبحسب معلومات من أهالي المحررين، فإنه تم دفع أكثر من مليوني يورو لـ”داعش” مقابل كل رهينة تم إطلاق سراحه الربيع الماضي.

 

ونقلت “نيويورك تايمز” عن أحد المطلق سراحهم قوله إن “الخاطفين عرفوا ما الدول الأكثر انصياعاً، فبدأوا مع الإسبان”.

 

ووفقاً للصحيفة، فإن تنظيم “داعش” يسيء معاملة الرهائن المحتجزين لديه على نحو وحشي. وأوضحت أن إساءة المعاملة هذه تتمثل في عمليات تعذيب وإعدام وهمي للرهائن.

 

وتستند الصحفية الأميركية في هذه المعلومات إلى الرهائن الخمس المطلق سراحهم، والذين كانوا مع الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي تم قتله في أغسطس الماضي.

 

وأضافت الصحيفة أن “هناك ما لا يقل عن 23 رهينة من 12 دولة غربية مختلفة تحت قبضة التنظيم.. مصائر هذه الرهائن اختلفت وفقاً لجنسياتهم، حيث تم إطلاق سراح الرهائن الأوروبيين بعد دفع بلادهم الفدية، بينما تم قطع رؤوس بعض الرهائن الأميركيين والبريطانيين، فيما يزال بعضهم في قبضة التنظيم حتى الآن”.

 

من جهتها، رفضت كل من وزارة الخارجية السويدية ومنظمة “أطباء بلا حدود”، التعليق على موضوع دفع فدية مقابل إطلاق سراح السويدي. وفي هذا السياق، قالت المسؤولة الإعلامية في الخارجية السويدية، كارين نيلوند، إن “الحكومة لم تدفع أية فدية”.

 

سوريا.. معارك عنيفة داخل مدينة إدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

هاجم مسلحون محافظة إدلب في شمال سوريا اليوم الاثنين ليفتحوا جبهة جديدة في مدينة سيطرت عليها الجيش السوري منذ أكثر من عام.

 

وقال التلفزيون السوري الرسمي إن “إرهابيين من تنظيم جبهةالنصرة تسللوا إلى مدينة إدلب فجر اليوم وتصدت لهم وحدات من قواتنا المسلحة واللجان الشعبية في نقاط عدة”.

 

وقالت جبهة النصرة إن مقاتليها اقتحموا مبنى محافظة إدلب وقتلوا العشرات من القوات الحكومية بينهم ضباط وسيطرة شبه تامة على المبنى.

 

وفي عام 2012 سيطرت جماعات معارضة أخرى بينها الجيش السوري الحر على أجزاء من إدلب لفترة قصيرة لكن القوات الحكومية استعاد السيطرة عليها.

 

وفقدت دمشق السيطرة على مناطق كثيرة في شمال وشرق البلاد غيرأنها أحكمت سيطرته على مناطق تمتد من العاصمة في الجنوب الغربي نحو حلب في الشمال الغربي.

 

وحققت جبهة النصرة في الأشهر الثلاثة الماضية مكاسب على الأرض في هذه المناطق وفي محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين والآن في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

 

وقالت النصرة على حسابها على تويتر إن “جنود جبهة النصرة..يقطعون طريق الامداد عن مدينة إدلب واغتنام دبابيتين وأسر ما يقارب12 جنديا.”

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الجوية السورية نفذت 600 غارة جوية في الأسبوع الماضي تضمنت إلقاء براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر.

 

وأشار المرصد إلى أن حوالي 180 مدنيا بينهم أكثر من 50 طفلاقتلوا في هذه الهجمات.

 

لندن: مدرس علوم يعترف ويقر تهم محاولته مساعدة داعش في سوريا

لندن، المملكة المتحدة (CNN)—اعترف مدرس العلوم، جامشيد جافيد، الاثنين، بالتهم الموجهة إليه بأنه حاول تقديم مساعدة لعناصر تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” في سوريا.

 

وبحسب الشرطة فإن جافيد البالغ من العمر 30 عاما والذي يسكن في شمال مدينة مانشيستر، قام بمساعدة أربع أشخاص على للسفر إلى سوريا لأغراض لها صلة بالجماعات الإرهابية ودعمها، وكان ينوي اللحاق بهم.

 

وبينت شرطة مانشيستر أن جافيد قام بشراء أدوات ومعدات له ولمقاتلين بتنظيم داعش، ليقوم باستخدامها حال ومصوله إلى سوريا.

 

ويشار إلى أن جلسة النطق بالحكم بحق جافيد من المزمع عقدها في الـ12 من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

 

مصدر أمني لـCNN: داعش يقتل 15 عنصرا من الميليشيات الشيعية بجرف الصخر بعد يوم على طرده من المنطقة

بغداد، العراق (CNN)—كشفت مصدر أمني عراقي، الاثنين، عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” بقتل 15 عنصرا تابعا للمليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش العراق، وذلك بعد يوم واحد من فرض القوات العراقية السيطرة عليها.

 

وبين المصدر أن حصيلة القتلى جاءت عن طريق عملية انتحارية بسيارة مفخخة استهدفت حاجزا للمليشيات في جرف الصخر.

 

فريد زكريا يكتب لـCNN عن الإسلام ومحاربة تطرف داعش والقاعدة: هناك مشكلة بين المسلمين أنفسهم

لندن، بريطانيا (CNN) — عندما انتشرت الأخبار الأسبوع المنصرم بأن مسلحا قتل جنديا كنديا عند النصب الوطني لضحايا الحرب، كان السؤال المطروح لدى الكثيرين – وإن بصوت منخفض – يدور حول إمكانية أن تكون البلاد على وشك مواجهة موجة جديدة من التطرف الإسلامي.

 

وبالفعل، فقد صدقت تلك التوقعات، إذ تبع ذلك قيام مارت كوتور بدهس جنديين من الجيش الكندي، في حين قام زيل طومسون بمهاجمة أربعة من رجال الشرطة في نيويورك. ولذلك كررت ما قلته في السابق من أننا – وبكل صراحة – نواجه مشكلة في العالم الإسلامي اليوم.

 

لقد فسر البعض الأحداث على أنها رد عنيف وأيديولوجي على العالم الغربي، معتبرين أن الجهاديين الثلاثة الذين شاركوا في الهجمات السابقة الذكر هم مجرد ظاهرة تؤكد هذا الأمر، ولكن التحليل العميق لشخصيات المتورطين يكشف ضعف هذا التحليل للأحداث.

 

فجميعهم من معتنقي الإسلام، أي أنهم ولدوا وتربوا في عائلات غير مسلمة، بل إن أحدهم، وهو مايكل زيهاف بيبو، تحول من حياة السهر والليل إلى في سنوات المراهقة إلى مدمن مخدرات وسارق اعتاد دخول السجون قبل أن يعتنق الإسلام لاحقا ويحاول السفر إلى سوريا من أجل “الجهاد”، لينتقل بعدها إلى محاولة شن حربه الجهادية الخاصة في كندا.

 

أما الشرطة الأمريكية، فقد أكدت من جهتها أن المتورط في مهاجمة عناصرها بنيويورك مضطرب نفسيا، وقد اعتنق الإسلام قبل ذلك بعامين، ما يعني أن المهاجمين ليسوا من بين الذين تربوا على الإسلام وفي أوساط مسلمة ساهمت بصقل نظرتهم إلى الحياة على مدى عقود من الزمن، بل على العكس تماما، هم من الشبان المضطربين الذين انزلقوا مباشرة إلى العنف والتطرف.

 

المتورطون في الهجمات هم من نوع الأشخاص الذين كانوا يبحثون عن أيديولوجيا يمكن لها أن تنسجم مع نظرتهم المضطربة للعالم، وقد وجدوا في الأفكار الإسلامية المتشددة ضالتهم.

 

من المفيد التذكير بأن هؤلاء لا يمثلون سوى أقلية صغيرة ومحدودة، وما يدل على ذلك هو أن عدد المسلمين حول العالم 1.6 مليار شخص، في حين أن الذين استجابوا لدعوات داعش والقاعدة المستمرة منذ سنوات لممارسة العنف قليل جدا جدا، ولو أن جميع المسلمين كانوا متشددين لكان لدينا أمور كثيرة لنقلق منها تتجاوز بالتأكيد تلك الهجمات المحدودة لثلاثة متطرفين.

 

ولكن هذا الأمر لا يجب أن يبعد أنظارنا عن واقع أن هناك مشكلة لدى المسلمين. لا يكفي أن يخرج المسلمون ليقولوا بأن المتشددين لا يمثلونهم، بل يجب يجب عليهم القيام بالمزيد من الخطوات من أجل الاعتراض على هذه الممارسات الوحشية، كما عليهم أن يتأكدوا بأن دولهم ومجتمعاتهم تتقبل المعتقدات الأخرى وترفض أي شكل من أشكال التطرف أو معاداة قيم الحداثة.

 

لدى المسلمين كل الحق بالقول إنهم عرضة لشعور من التمييز المناهض لهم، ولكن حجتهم ستكون أقوى لو أنهم ساعدوا على محاربة كل أشكال التمييز داخل العالم الإسلامي أيضا.

 

العرعور يرد على هجوم الشريان واتهامات تمويل “جبهة النصرة” لمحاربة “داعش”: هل طلب حزب الله والأسد رخصة للقتل؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — هاجم الداعية السوري، عدنان العرعور، المعروف بتأييده للثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، التقارير الإعلامية الأخيرة التي اتهمته بتمويل جبهة النصرة رغم وجوده في السعودية التي تضع الجبهة على قائمة الإرهاب بسبب ارتباطها بتنظيم القاعدة، معتبرا أنه يتعرض لحملة من “منافقي الإعلام” الذين وصفهم بـ”الرويبضة واللادينيين.”

 

وكان الإعلامي السعودي، داود الشريان، قد اتهم في حلقة من برنامجه “الثامنة” مؤسسة خيرية يديرها العرعور بجمع التبرعات بشكل غير شرعي، وفي وقت لاحق، نقلت وسائل إعلام سعودية عن القيادي المنشق عن جبهة النصرة، سلطان العطوي، قوله إن زعيم الجبهة، أبومحمد الجولاني، تلقى تمويلا من العرعور بقية مليون دولار لمقاتلة تنظيم داعش.

 

ونقلت صحيفة “الحياة” عن الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، حمود الزيادي، قوله إن ما ذكره العطوي “يستوجب التحقيق والمحاسبة الفورية، لكون تنظيم النصرة مُصنف في السعودية جماعة إرهابية” مضيفة أن السلطات السعودية كانت قد جمّدت حسابات العرعور المصرية بعد “ثبوت استقباله تبرعات بشكل غير رسمي.”

 

من جانبه، رد العرعور ليل الأحد عبر فضائية “شدا” التي يشرف عليها، والمخصصة لدعم المعارضة السورية، وسأل الباحثين عن ترخيص “منظمة السلام” وقناة “شدا” ما إذا كان النظام السوري ومن معه لديه تراخيص مماثلة قائلا: “هل دخول حزب الشيطان لسورية بترخيص؟؟ وهل قصف المحتل الطائفي للأطفال الآمنين بترخيص؟”

 

واعتبر العرعور أن “غاية هذه الشائعات ضد الثورة السورية” هو “صد الناس عن دعم الجرحى والمنكوبين، حتى يضغطوا على الشعب السوري ليبقى تحت هذا المحتل” في إشارة إلى نظام الأسد مضيفا: “الحملة الشعواء هذه الأيام تستهدف الثورة السورية بالمقام الأول، وهذا يكفي لأن نبقى متمسكين بهذه الثورة المباركة.. المنافقون يحاولون إشاعة الأخبار الكاذبة لغاية دنيئة في أنفسهم، ولذلك حث ديننا على التثبت من أي خبر كان.”

 

وختم العرعور بالقول إن الشعب السوري “صبر على معاناته وأبى أن يذل إلا لله، فقام عليه منافقو الإعلام من الرويبضة واللادينيون” وأضاف: “نقول لهؤلاء الفحول: أين كنتم عندما كان العرعور يناظر التكفيريين؟ أرجو أن تعطونا كتاباً واحدا ألفتموه عن خطر الفكر التكفيري!”

 

الائتلاف الوطني: استشهاد والدة أول شهداء الثورة السورية

روما (27 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نعى الائتلاف الوطني السوري المعارض للنظام في دمشق “الشهيدة السيدة نعيمة، والدة الشهيد حسام عياش، الذي سقط برصاص قوى الإجرام الأسدي يوم 18 آذار/مارس2011″، حسبما جاء في بيان بتوقيع رئيس الائتلاف، هادي البحرة

 

ونوه البيان بأنه “يذكر جميع السوريين أسماء أول الشهداء في الثورة السورية، ومن بينهم الشهيد حسام عياش، الذي تصدر اسمه مع ثلاثة من شباب درعا قائمة طويلة من أسماء الشهداء الذين انضمت إليهم أمس السيدة المسالمة، والدة الشهيد حسام، والتي استشهدت متأثرة بجراح تعرضت لها إثر غارة جوية نفذتها طائرات النظام في درعا قبل أيام”

 

وقال البحرة “أتقدم باسم الشعب السوري بخالص التعازي لعائلة الشهيدة المسالمة ولجميع أهالي شهداء سورية الذين سقطوا على طريق ثورتها”، مجدداً العهد بـ”المضي في سبيل تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والكرامة”، ومؤكداً أن “كفاحنا مستمر وأن العدالة ستطال المجرمين وجميع من تلطخت أيديهم بدماء السوريين بإذن الله تعالى”، وفقا للبيان

 

تحذيرات الأسد لجيران سوريا بدأ يتردد صداها في تركيا

من سامية نخول

بيروت (رويترز) – عندما انتفضت المعارضة السنية ضد الرئيس السوري بشار الأسد في 2011 غيرت تركيا تصنيفها لجارتها إلى دولة منبوذة وتوقعت أن يفقد الأسد السلطة خلال أشهر وينضم لحكام مستبدين من مصر وليبيا وتونس واليمن أزيحوا عن السلطة بسبب انتفاضات “الربيع العربي”.

 

لكن الأسد من الناحية الأخرى وبفضل الحماية الدبلوماسية من روسيا والدعم العسكري والمالي من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية حذر من أن نيران الحرب الأهلية في سوريا ستحرق جيرانها.

 

وبالنسبة لتركيا ورغم الثقة في رجب طيب إردوغان الذي انتخب رئيسا هذا الصيف بعد أن شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 11 عاما في ثلاث انتصارات متتالية بالانتخابات العامة فان نبوءة الأسد بدأت تتحقق بشكل غير مريح.

 

وتلقت السياسة الخارجية التركية ضربات قاسية بعد أن تضررت صورة تركيا كدولة ديمقراطية مسلمة وقوة إقليمية في حلف شمال الأطلسي على أعتاب الاتحاد الاوروبي.

 

وفي ظل النظرة السلبية للإسلام السياسي عبر المنطقة فلا يزال إردوغان مصدر إزعاج لجيرانه العرب بتقديم نفسه كبطل إسلامي سني.

 

ومن ناحية أخرى فان تركيز العالم منصب على حصار بلدة كوباني السورية الكردية على الحدود مع تركيا والتي تتعرض لهجوم من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين تعهدوا بذبح المدافعين عنها.

 

وأثار إردوغان غضب الأقلية الكردية في تركيا الذين يشكلون نحو خمس سكان تركيا ونصف كل الأكراد في المنطقة بتفضيله فيما يبدو أن يوسع تنظيم الدولة الإسلامية مكاسبه من الأراضي في العراق وسوريا على أن يعزز المقاتلون الأكراد سلطتهم المحلية.

 

والقوات التي تسيطر على كوباني جزء من حزب الاتحاد الديمقراطي الحليف الوثيق لحزب العمال الكردستاني الذي خاض حربا لمدة 30 عاما ضد الدولة التركية ويجرى الآن محادثات سلام مع أنقرة.

 

*مخاطر كبرى

 

من ناحية أخرى تقف الدبابات التركية بلا حراك فيما تستعر المعركة غير المتكافئة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والدولة الإسلامية بينما قال إردوغان إن الطرفين “إرهابيان” وإن كوباني ستسقط قريبا في تصريحات اعتبرت كارثية على صعيد العلاقات العامة.

 

وأثارت هذه التصريحات انتقادات من حلفاء بحلف شمال الأطلسي ضمن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة والتي قصفت مواقع للجهاديين حول البلدة بالتنسيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي. كما فجرت أعمال شغب كردية عبر جنوب شرق تركيا خلفت أكثر من 40 قتيلا.

 

وفي الوقت ذاته قصفت القوات الجوية التركية مواقع لحزب العمال الكردستاني قرب الحدود العراقية للمرة الأولى منذ عامين مما أثار تساؤلات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار أعلنه عبد الله أوجلان في 2013. وحذر قادة حزب العمال الكردستاني من أنه إذا تركت تركيا كوباني تسقط فستندلع الحرب مرة أخرى.

 

لكن الآن وبعد أن ألقت الولايات المتحدة أسلحة من الجو لمقاتلي كوباني فقد اضطر إردوغان للتراجع وفتح ممر تركي لمقاتلي البشمركة من العراق لتعزيز كوباني.

 

ويخشى مسؤولون أتراك من أن يتمخض ذلك عن أعمال انتقامية من الدولة الإسلامية في تركيا بتفعيل شبكات ظل التنظيم يبنيها على مدى العامين اللذين سمحت خلالهما حكومة إردوغان للمتطوعين الجهاديين بعبور أراضيها للقتال في سوريا. أي شيء تقوم به تركيا الآن ينطوي على مخاطر كبرى.

 

*أمة مستقطبة

 

من السهل رصد الاستقطاب داخل المجتمع التركي على أسس طائفية وعرقية في منطقة فاتح الفقيرة والمحافظة بشدة في اسطنبول. ورسخ إردوغان هذا الانقسام بنبرته التي تعزز الهوية السنية فيما يستعر صراع أهلي بين السنة والشيعة إلى الجنوب من تركيا.

 

ويقول صديقي وهو صاحب متجر “أفضل أن تسيطر الدولة الإسلامية على كوباني بدلا من حزب العمال الكردستاني.. هم مسلمون ونحن مسلمون. وبصفتنا مسلمين ينبغي أن نخضع لحكم القرآن والشريعة.”

 

واتفق صاحب متجر آخر يدعى نور الله (35 عاما) إلى حد بعيد مع هذا الكلام.

 

وقال “الخطأ الوحيد الذي اقترفته الحكومة هو فتح الباب أمام اللاجئين الأكراد. حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني وجهان لنفس العملة. كلاهما إرهابي. كيف تواتي (الأمريكيين) الجرأة ليطلبوا منا مساعدة حزب الاتحاد الديمقراطي؟”

 

وفي منطقة قريبة قال رجل ملتح يتحدث العربية وطلب عدم نشر اسمه إن من المنطقي “أن تؤيد تركيا كدولة سنية الدولة الإٍسلامية وليس الصليبيين” في إشارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية والذي تبدو تركيا داخله طرفا غير مستعد للمشاركة.

 

*انعدام الجيران

 

والمفارقة أن الانحياز السني الصريح من تركيا تحت قيادة إردوغان يسهم في عزلتها في حين كسبت الولايات المتحدة دعم القوى العربية السنية بقيادة السعودية في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

 

ويرجع ذلك جزئيا الى أن إردوغان ورئيس وزرائه الجديد احمد داود أوغلو -الذي كان كوزير للخارجية مهندسا لتحول تركيا شرقا بعيدا عن الاتحاد الاوروبي- يواصلان الدفاع عن جماعة الاخوان المسلمين التي اطيح بها في مصر العام الماضي وحظرت في انحاء منطقة الخليج.

 

ويرجع ايضا الى تردد حكومة انقرة تجاه تنظيم الدولة الاسلامية الذي يراه البعض في الحكومة التركية حصنا ضد خصومها الاقليميين الرئيسيين الثلاثة: نظام الأسد والحكومة التي يقودها الشيعة في العراق والأكراد.

 

وقال هيو بوب من مجموعة الأزمات الدولية إن “سياستهم تجعل تركيا تبدو معزولة تماما.”

 

لكن يوجد اتفاق واسع على أن إردوغان وحزب العدالة والتنمية الاسلامي الذي ينتمي اليه حاولا وفشلا في تقلد دور قيادي مع اجتياح اضطرابات الربيع العربي للمنطقة وانتهى الأمر باصابة الجمهورية العلمانية في تركيا بعدوى الطائفية التي ابتلي بها الشام.

 

وقال عنوان في صحيفة ايفرينل في اشارة لسياسة الوفاق مع الدول المجاورة التي اتبعها حزب العدالة والتنمية “من سياسة انعدام المشاكل (مع الجيران) الى انعدام الجيران.”

 

*الدولة الاسلامية تقاتل اعداء تركيا

 

ويقول بهلول ازكان استاذ العلوم السياسية في جامعة مرمرة في اسطنبول إن حكومة إردوغان تدعم الحركات الاسلامية في الشرق الاوسط لإنشاء منطقة نفوذ ولعب دور قيادي.

 

واضاف “حين بدأ الربيع العربي اعتبرها داود أوغلو فرصة لحلمه الامبراطوري بإنشاء حزام اخواني من تونس الى غزة” مشيرا الى جماعة الاخوان المسلمين.

 

وتابع “هم مهووسون بتدمير نظام الأسد. انهم يرون تنظيم الدولة الاسلامية فرصة لتركيا لأنه يحارب اعداءهم على ثلاث جبهات: ضد القيادة التي يسيطر عليها الشيعة في بغداد وضد الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني.”

 

وقال المعلق والاكاديمي البارز سولي اوزيل إن التوقع الأولي لحكومة إردوغان كان أن الاخوان المسلمين سيأتون الى السلطة في سوريا.

 

وتابع “اعتقد المسؤولون الاتراك قبل عام ونصف العام ان بامكانهم السيطرة على الجهاديين لكنهم لعبوا بالنار. كانت تلك سياسة طائفية ووصلوا الى شيء ما… لم يمكنهم السيطرة.. وهذا سبب أننا هنا.”

 

ويقول معلقون آخرون ومسؤولون اتراك إن القوى الغربية والعربية التي دعت الى الاطاحة بالاسد لكن رفضت اعطاء مقاتلي المعارضة السورية الرئيسية الاسلحة لعمل ذلك هي القوى التي تتحمل اللوم عن صعود الجهاديين في الفراغ الناتج.

 

وقال حقان التيناي من معهد بروكنجز إن المسؤولين الاتراك “راهنوا على سقوط الأسد وحين خسروا فبدلا من أن يتراجعوا ضاعفوا الرهان.” وتابع “ليسوا وحدهم الجناة. المجتمع الدولي جان ايضا في تلك المسألة.”

 

*بين نارين

 

لكن في مقدمة مخاوف أنقرة يأتي احتمال ان يؤسس حزب الاتحاد الديمقراطي -الذي حصل على شرعية حديثا بتحالفه مع الولايات المتحدة- كيانا كرديا جديدا على حدود تركيا مما سيحرض الأكراد الأتراك على السعي للحصول على حكم ذاتي.

 

ويقول قدري جورسل وهو كاتب ليبرالي بارز “في الواقعية السياسية لكل ذلك.. يحارب تنظيم الدولة الاسلامية كل اعداء تركيا.. نظام الأسد والشيعة العراقيين والأكراد.. لكن تأثير الامتداد يجعلها الآن تدفع الثمن فيما يتعلق بحساسيتها ازاء القضية الكردية.”

 

وقال جنكيز كندار الكاتب المخضرم والخبير بشأن القضية التركية “اذا نجح أكراد سوريا وأسسوا حكما ذاتيا فستكون سابقة ونموذجا لاكراد تركيا.. وأكثر من نصف اكراد العالم يعيشون هنا.”

 

وعلى هذا النحو تكون تركيا بين نارين: احتمال تجدد التمرد الكردي بقيادة حزب العمال الكردستاني داخل تركيا بسبب سياسة انقرة تجاه الاكراد السوريين وخطر أن تؤدي سياسة أقوى ضد تنظيم الدولة الاسلامية الى هجمات انتقامية قد تضر باقتصاد تركيا وقطاع السياحة الذي يمد البلاد بحوالي عشرة في المئة من دخلها.

 

ويخشى دبلوماسي تركي مخضرم أن يعمل تنظيم الدولة الاسلامية على الساحة الدولية “كعامل محفز لاضفاء الشرعية على الدعم لدولة كردية مستقلة ليس فقط في سوريا وانما ايضا في تركيا” في حين بدأت القوى البارزة في التساؤل بشأن ايديولوجية تركيا وروابطها الأمنية مع الغرب.

 

(إعداد ليليان وجدي وعماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

صحيفة: واشنطن ترى دورا سياسيا وليس عسكريا لمقاتلي سوريا في المستقبل

بيروت (رويترز) – نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الولايات المتحدة لا تتوقع من المقاتلين السوريين الذين تعتزم تدريبهم لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية أن يقاتلوا أيضا قوات الرئيس بشار الأسد لكنها تراهم جزءا مهما من حل سياسي لإنهاء الحرب.

 

وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن رغبتها في تدريب وتجهيز مقاتلين “معتدلين” لمواجهة التنظيم المتشدد الذي سيطر على أجزاء واسعة في سوريا والعراق.

 

وردا على سؤال عما إذا كانت عناصر الجيش السوري الحر ستقاتل قوات الحكومة السورية في النهاية قال جون آلن ممثل الولايات المتحدة في التحالف الدولي لصحيفة الشرق الأوسط “لا. ما نود أن نراه أن يصبح الجيش السوري الحر والقوة التي سنشكلها وندربها ونجهزها في النهاية هي القوة ذات المصداقية التي سيتعين على حكومة الأسد أن تعترف بها وتقرها في نهاية المطاف.”

 

وأضاف في تعليقات نشرتها الصحيفة على موقعها الناطق بالإنجليزية في مطلع الأسبوع “لن يكون هناك حل عسكري هنا.”

 

وينضوي تحت لواء الجيش السوري الحر عشرات الجماعات المسلحة التي تقاتل للإطاحة بالأسد لكن دون قيادة مركزية أو بقيادة مركزية ضعيفة. وهذه الجماعات أقل تسليحا بكثير من مقاتلين إسلاميين مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأعرب المقاتلون المعارضون للنظام السوري عن إحباطهم إزاء النهج الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال الدولة الإسلامية ويقولون إن واشنطن وحلفاءها العرب يركزون بشدة على صد التنظيم المتشدد على حساب مجابهة قوات الحكومة السورية التي لا يزال كثير من المقاتلين يرونها العدو الحقيقي.

 

وصعدت القوات الجوية السورية حملتها على المناطق التي تؤوي المعارضين المسلحين منذ بدأت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الشهر الماضي الأمر الذي زاد القلق من استفادة الحكومة من تشتت تركيز حملة التحالف.

 

وقال آلن إن الأمر يحتاج إلى بناء مصداقية المعارضة السورية المعتدلة على مستوى سياسي مضيفا أن من الطبيعي أن تشتبك قوات المعارضة مع الجيش السوري أثناء سعيها للدفاع عن أرضها وأسرها.

 

وأضاف آلن -وهو جنرال سابق بالجيش الأمريكي- “لكن النية ليست تشكيل قوة ميدانية لتحرير دمشق. ليست هذه النية.”

 

وقال في مستهل جولة بالشرق الأوسط “النية تكمن في النتيجة السياسية. يجب أن يكونوا صوتا واضحا -بل والصوت الأعلى- على الطاولة للمشاركة في النهاية في النتيجة السياسية التي نسعى إليها.”

 

وكان الرئيس الأمريكي قد قال الشهر الماضي إنه يريد تدريب وتجهيز مقاتلي الجيش السوري الحر “لتقوية المعارضة بحيث تكون أفضل ثقل موازن أمام المتطرفين” ولمنع القوات الأمريكية من الانزلاق في حرب برية أخرى.

 

وقال آلن “النتيجة التي نسعى إليها في سوريا قريبة من الاستراتيجية (المناهضة للدولة الإسلامية) التي تناسب استراتيجية إقليمية أكبر بكثير وهي نتيجة سياسية لا تشمل الأسد.”

 

وتقول الأمم المتحدة إن ما يربو على 191 ألف شخص قتلوا منذ بداية الانتفاضة السورية على حكم الأسد في 2011. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الرقم الحقيقي للقتلى يفوق ذلك.

 

(إعداد أمل أبو السعود ومحمد اليماني للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى