أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 29 كانون الأول 2014

 

«داعش» أعدم ألفي شخص للترهيب

لندن، الدوحة، بغداد – «الحياة»

أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ألفي شخص، ربعهم من عناصر القوات النظامية السورية، بعد مرور ستة أشهر على إعلان «الخلافة» في سورية والعراق، لإثارة الرعب في أوساط مناوئيه واستقطاب متشددين جدد، في وقت قال أحد قادة «جبهة النصرة» إن قتال «داعش» المتطرف «واجب شرعاً». واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال في حلب «حلاً ناقصاً» .

 

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أنه «وثق إعدام تنظيم الدولة الإسلامية 1878 شخصاً في سورية منذ إعلانه «خلافته» في سورية في 28 حزيران (يونيو) الماضي» وتنصيب أبو بكر البغدادي «خليفة». وأوضح أن «1175 مدنياً بينهم 4 أطفال عدد الذين أعدمهم التنظيم رمياً بالرصاص أو النحر أو فصل الرأس أو الرجم في محافظات دير الزور والرقة والحسكة (شرق) وحلب (شمال) وحمص وحماة (وسط) بينهم 930 من أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي» في شمال شرقي البلاد. وفيما أعدم «داعش» 81 من مقاتلي الفصائل المعارضة و «النصرة» و120 من عناصره حاولوا الانشقاق، قال «المرصد» أن التنظيم «أعدم 500 ضابط وعنصر من قوات النظام والموالين بعد أسرهم».

 

ويقول خبراء إن الإعدامات التي نفذها «داعش» صور غالبيتها وبثها على الإنترنت لإثارة الذعر بين المدنيين والجماعات التي تحاول التمرد عليه، إضافة إلى استقطاب متشددين.

 

في غضون ذلك، قال المتحدث «الشرعي العام» لـ «جبهة النصرة» سامي العريدي في تسجيل صوتي أمس: «إن السيوف التي أمرنا الله تعالى باستخدامها أنواع، وأحدها السيف المسلط على الخوارج»، مضيفاً أن قتال «داعش» بات «واجباً شرعاً (…) ومن يتساهل في قتالهم يتساهل بدماء أهل السنّة». وطالب بـ «الوقوف في وجههم صفاً واحداً وقتلهم قتل عاد».

 

سياسياً، أفاد «الائتلاف» بأن رئيسه هادي البحرة بحث مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خطة دي ميستورا. ووصف الخطة بأنها «ليست حلاً كلياً، وهناك تخوف من استغلال تجميد القتال في حلب لنقل قوات نظام الأسد إلى مناطق أخرى»، مطالباً الجامعة العربية بـ «تحمل مسؤولياتها أمام المأساة السورية».

 

والتقى أحمد طعمة رئيس الحكومة الموقتة التابعة لـ «الائتلاف» في الدوحة أمس، وزير الخارجية خالد العطية وبحثا في «الأوضاع في سورية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول برامج الحكومة الحالية»، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية. وأوضحت مصادر أخرى لـ «الحياة» أن طعمة ركز في لقاءاته على «الأوضاع المأسوية الراهنة في سورية والتحديات التي تواجهها حكومته في ظل بروز أولويات عربية جديدة، إضافة إلى الهم السوري في ظل ازدواجية المواقف الدولية التي أضرت بقضية الشعب السوري».

 

مواجهات عنيفة بعد تفجير إنتحاري من “داعش” نفسه في كوباني

بيروت – أ ف ب، “الحياة”

أبلغت مصادر موثوقة “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الاحد، أن مقاتلاً من تنظيم “الدولة الإسلامية” فجر نفسه بعربة مفخخة في غرب مكتبة رش (المدرسة المحدثة) بمدينة عين العرب (كوباني)، ما أدى مصرع عدد من وحدات حماية الشعب الكردي وسقوط العديد من الجرحى.

 

وأشار المرصد إلى أن “داعش” شنت سلسلة هجمات على تمركزات لوحدات الحماية، قرب مكتبة رش، دارت على إثرها مواجهات عنيفة بين مقاتلي الوحدات الكردية والتنظيم، وأسفرت الاشتباكات عن مصرع 6 مقاتلين من “داعش”، أسرت وحدات الحماية 3 جثث منهم.

 

كما سمع دوي انفجارين آخرين في المدينة لم تعرف طبيعتهما إلى الآن، بينما نفذت طائرات التحالف العربي – الدولي 3 ضربات على الأقل، استهدفت تمركزات ومواقع التنظيم في كوباني، كذلك سقطت ما لا يقل عن 30 قذيفة أطلقها عناصر التنظيم على مناطق في المدينة، دون معلومات عن إصابات.

 

كذلك قُتل أربعة أشخاص هم طفلان وأربعة عناصر في وحدات حماية الشعب الكردية في انفجار سيارة مفخخة عند حاجز للقوات الكردية في محافظة حلب في شمال سورية، وفق ما ذكر المرصد.

 

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “انفجاراً كبيراً وقع بعد ظهر اليوم في منطقة قطنة القريبة من مدينتي عفرين وأعزاز في محافظة حلب، تبيّن أنه ناتج عن سيارة مفخخة انفجرت عند حاجز لوحدات حماية الشعب”.

 

وأشار إلى أن أربعة عناصر على الحاجز قتلوا في الإنفجار، بالإضافة إلى طفلين. وجرح أكثر من عشرة مدنيين بينهم أطفال. وكان الضحايا المدنيون على مقربة من الحاجز.

 

والمنطقة التي وقع فيها الإنفجار واقعة تحت سيطرة الأكراد وهي محاطة بمناطق فيها تواجد لتنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” اللتين يخوض الأكراد مع كل منهما معارك ضارية على جبهات مختلفة.

 

وليست المرة الأولى التي تستهدف المنطقة بتفجيرات من دون أن يتم تبنيها من أي جهة.

 

“الحسبة” التابعة لداعش تعتقل 15 سورية في البوكمال

بيروت – “الحياة”

أبلغت مصادر موثوقة “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الاحد، أن عناصر إناث من الشرطة الإسلامية، ما يعرف بإسم “الحسبة” التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة البوكمال، قامت باعتقال نحو 15 مواطنة في المدينة بريف دير الزور الشرقي، بتهمة “عدم ارتداء الدرع”.

 

وكان المرصد نشر صباح اليوم، أن دورية مشتركة لعنصر “الحسبة” من الذكور والإناث، شوهدت تجول في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، كما أقدمت إحدى العناصر الإناث على ضرب مواطنة في منطقة سوق النوفوتيه بالمدينة، بدعوى أن “لباسها غير شرعي”.

 

كذلك أكدت المصادر للمرصد أن “الحسبة أبلغت أصحاب المحال التي تقوم ببيع بضاعة نسائية، بأن تكون هناك سيدة تقوم بعملية البيع في المحل”.

 

وكان المرصد وثق في 7 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، قيام كتيبة “الخنساء” التابعة لحسبة “داعش” بالاعتداء بالضرب على شابة واعتقالها ووضعها في حافلة، كانت تحمل معتقلات اخُريات بالقرب من عبارة الجميلي في شارع الجميلي بمدينة الرقة، حيث كانت الشابة برفقة والدتها التي توسلت لقائدة الكتيبة من أجل ترك ابنتها وعدم ضربها أو تبيان سبب اعتقالها، إلا أن طلبها لم يلق قبولاً من قائدة دورية الحسبة، واقتادت كتيبة الحسبة النسائية المواطنة والمعتقلات الأخريات إلى جهة مجهولة.

 

تكثيف الاتصالات لتطبيق خطة دو ميستورا لوقف العنف الائتلاف وهيئة التنسيق يستعدان لتوقيع وثيقة تفاهم

المصدر: (“النهار”، و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تحدث نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا رمزي عز الدين عن تكثيف الاتصالات مع السوريين والأطراف الدوليين المؤثرين لتطبيق خطة المبعوث ستيفان دو ميستورا لوقف أعمال العنف في سوريا.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن عز الدين انه “لا يمكن أن نفقد الأمل في التوصل الى حل سلمي للأزمة السورية التي تعد الأسوأ والأكبر في تاريخ البشرية ولا يمكن قبول ما يتعرض له الشعب السوري بعد نزوح سبعة ملايين سوري في الداخل وأكثر من ثلاثة ملايين لاجىء في الخارج، يعيشون في ظروف غير آدمية”.

وأضاف: “التقيت في القاهرة عدداً من ممثلي وقيادات المعارضة السورية في إطار تحركات تشمل كل الأطراف الدوليين والإقليميين المؤثرين في الأزمة لدفع الجهود نحو تطبيق الخطة التي تبدأ بتجميد القتال في حلب لإعطاء الفرصة للسوريين العودة الى حياتهم الطبيعية والبدء بالحل السياسي”. واشار الى أن “خطة دو ميستورا تعتمد على بيان جنيف 1 وهي الوثيقة الوحيدة المقبولة من معظم الأطراف سواء السوريين أو الدوليين”.

وقبل شهر من الحوار الذي من المقرر ان يجري بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة في موسكو، أوردت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها، ان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” و”هيئة التنسيق” التي تعتبر من أبرز مكونات المعارضة السورية في الداخل، يستعدان لتوقيع وثيقة تفاهم أبرز بنودها حكومةٌ انتقالية ذات صلاحياتٍ واسعة وانتخاب الرئيس لدورتين اثنتين مدة كل منهما أربع سنواتٍ فقط.

وقالت إن الاتفاق سيوقع في الأيام القريبة بين “هيئة التنسيق” والائتلاف. وتعتبر الوثيقة أن هدف العملية السياسية التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي تداولي على أساس مبدأ المواطنة المتساوية. كما تؤكد وحدة سوريا أرضاً وشعباً، والسيادة الكاملة للدولة على أراضيها، وحصرية الجيش والقوات المسلحة في حمل السلاح.

وتقترح تعهد جميع الأطراف التزام نتائج التفاوض، على أن تضمن ذلك الدول الراعية للمؤتمر وأن تصدر بقرارات ملزمة عن مجلس الامن تحت الفصل السادس.

وتؤكد ان بيان جنيف هو أساس للعملية التفاوضية والتزام دعم جهود المبعوث الدولي كما التزام محاربة الإرهاب بكل أشكاله، والتزام إحالة جميع القضايا الخلافية على لجنة تقريب وجهات النظر، فإذا فشلت إلى لجنة تحكيم دولية حيادية، وفي حالات استثنائية يتم اللجوء إلى استفتاء الشعب.

وتطالب الوثيقة بالاسراع في عملية فصل حزب البعث عن جميع أجهزة الدولة خلال ثلاثة أشهر على الأكثر، وإلغاء جميع القوانين المكبلة للحريات، والسماح بالعمل السياسي والإعلامي، كما تطالب بإعلان جميع الأطراف وقف العنف في سوريا وإطلاق المعتقلين والمخطوفين وإصدار عفو شامل عن جميع المطلوبين والسماح بعودة جميع السياسيين المقيمين في الخارج دون مساءلة.

ويصدر مجلس الأمن أيضاً قراراً بوقف النار في سوريا، وتشكيل قوات حفظ سلام دولية وعربية، فضلاً عن اصدار قرار بحظر توريد السلاح الى جميع الأطراف. كما تنص الوثيقة على أن المرحلة الانتقالية يقودها مؤتمر وطني من قوى المعارضة والسلطة يشرف على أداء الحكومة الانتقالية ويكون بمثابة مجلس انتقالي يتفق على عدد أعضائه بين المعارضة والسلطة.

وتبدأ العملية السياسية بعقد مؤتمر وطني يشارك فيه، مثالثة، ممثلون للسلطة والمعارضة وهيئات المجتمع المدني، ينتهي بتأليف حكومة انتقالية تتمتع بالصلاحيات الكاملة الممنوحة لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء في الدستور الحالي.

كما يشكل مجلس عسكري موقت، يشارك فيه ضباط من الجيش السوري، ومن المسلحين المؤمنين بالحل السياسي والانتقال الديموقراطي، على أن يخضع للحكومة الانتقالية، تنحصر مهمته في قيادة المؤسسة العسكرية خلال المرحلة الانتقالية. وتنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات عامة شفافة ومراقبة دولياً، وتشكيل مؤسسات الحكم في ضوء نتائجها، وينتخب البرلمان وفق مبدأ النسبية، على أن تكون سوريا دائرة انتخابية واحدة، ومن المهمات الدستورية لمجلس النواب انتخاب الرئيس لدورتين اثنتين مدة كل منهما أربع سنوات فقط.

 

اعدامات “داعش”

على صعيد آخر، افاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أنه تمكن من توثيق إعدام 1878 شخصاً على أيدي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بينهم أكثر من ألف مدني منذ 28 حزيران الماضي وحتى السبت.

وقال إن التنظيم اعدم 1175 مدنياً خلال فترة ستة أشهر بينهم أربعة أطفال وثماني سيدات رميا بالرصاص أو بالنحر أو بالرجم في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماه، بينهم اكثر من 930 من أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي.

وأضاف أن عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و”جبهة النصرة” الذين أعدمهم التنظيم بلغ 81 مقاتلاً بعدما استطاع أسرهم نتيجة الاشتباكات التي تدور بين التنظيم وتلك الكتائب أو اعتقلهم على الحواجز الأمنية التي نشرها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

كما أعدم التنظيم نحو 120 من عناصره معظمهم أعدِموا بعد اعتقالهم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم.

ووثق المرصد إعدام 502 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وذلك بعدما تمكن من أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو قبض عليهم على الحواجز الأمنية التي أقامها في المناطق التي يسيطر عليها.

 

غارات الائتلاف

في غضون ذلك، قال الجيش الأميركي في بيان إن القوات التي تقودها الولايات المتحدة شنت امس ثماني غارات جوية على “داعش” في سوريا وخمس غارات على أهداف تابعة له في العراق.

واضاف إن الغارات في سوريا تركزت على بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) قرب الحدود التركية، بينما شملت الغارات في العراق مواقع لـ”داعش” قرب سنجار والموصل.

 

نواب أردنيون ضد محاربة “داعش”

وفي عمان، دعا ثمانية نواب اردنيين حكومة بلادهم الى الانسحاب من الائتلاف الدولي ضد الارهاب الذي يحارب “داعش”، في تحول لافت يحرج الحكومة التي تفاوض لاطلاق الطيار معاذ كساسبة الذي أسره التنظيم قبل خمسة أيام.

وأعرب النواب في بيان، تلقته “النهار”، عن وقوفهم ضد الحرب “على ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية… وهي ليست حربنا وعلينا ان نتجنب خوضها والزج بأبنائنا فيها”.

 

شكري: لا مبادرة مصرية لسوريا وإنما أفكار البحرة: نأمل في أن تكون روسيا في موقع الحياد

المصدر: (رويترز، أ ش أ)

صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأنه ليست هناك مبادرة مصرية لسوريا أو ليبيا وإنما مجرد أفكار، وأكد رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” هادي البحرة أن لا مبادرات رسمية قدمت إلى الائتلاف حتى هذه اللحظة، بما في ذلك من مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا.

وأبلغ شكري الصحافيين في القاهرة أن هناك أفكاراً بالنسبة الى سوريا وليبيا و”عندما تكتمل العناصر الكفيلة بإنجاح مبادرة مصرية سنجدها تطلق وتنفذ وتحقق غرضها”.وعن المعارضة السورية وما إذا كانت تعترض على المبادرة الروسية ، قال إن موسكو دعت الى اجتماع للمعارضة وفتح مجال للحوار بين المعارضة والنظام السوري وهناك استعداد من المعارضة للذهاب، “ولم أسمع معارضة من المعارضة السورية للذهاب الى روسيا…. وللمعارضة السورية أن تقدر الى أي مدى يلبي هذا الاقتراح الروسي حاجات شعب سوريا. فلن يفرض عليها شيء لأنه من غير الوارد أن تقبل شيئا لا يقبله شعب سوريا”. وأشار في هذا الصدد إلى ما أعلنه رئيس الائتلاف الوطني عن توجه لعقد اجتماع للمعارضة السورية تنظمه أحدى الدوائر الفكرية في مصر، وهذه إشارة الى اهتمامهم بأن مصر هي الدولة التي ليست لها مصالح في سوريا سوى حماية شعبها ووحدتها وعودتها الى المنظومة العربية كعنصر فاعل في الأمة العربية”.

واجتمع البحرة السبت في القاهرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وقال في مؤتمر صحافي :”لا وجود لأية مبادرة كما يشاع…روسيا لا تملك أية مبادرة واضحة وما تدعو إليه روسيا هو مجرد دعوة للاجتماع والحوار في موسكو “.

وعندما سئل في حديث الى صحيفة “الشرق الاوسط” عما يتردد عن أفكار مصرية تتضمن تغيير الائتلاف إلى مجلس وطني من 100 شخصية وحكومة تكنوقراط يرأسها رياض حجاب، أجاب:” حتى هذه اللحظة هناك طروحات، ولكن لا أفكار مصرية رسمية قدمت إلينا، وما نعلمه هو أن الحكومة المصرية تسعى إلى حل سياسي في سوريا يحقق تطلعات الشعب السوري, نعلم أنها تضغط لتفعيل الحل السياسي”. وأمل في أن تكون روسيا في موقع أقرب إلى الحياد كي تستطيع أن تضطلع بدور في التسوية السياسية، لافتاً الى أن الشعب السوري يعول على مصر وروسيا خلال المرحلة المقبلة لإيجاد تسوية وحل سياسي ينطلق من وثيقة “جنيف 1”.

وسئل هل وصلت مبادرة ستيفان دو ميستورا إلى طريق مسدود، فأجاب بأن “هذه المبادرة لم تقدم الينا حتى هذه اللحظة في شكل مدون ومكتوب ومتكامل كي نقوم بمراجعتها”. وعن الملاحظات عليها،قال إن “أولاها ضمان عدم نقل النظام قواته من جبهة يجري تجميدها إلى جبهة أخرى، وبالتالي لم يجرِ خفض العنف، وإنما نقله من مكان إلى آخر. والنقطة الثانية حول ماهية الآلية الرقابية لضمان تنفيذ هذه الخطة، والثالثة تتعلق بعواقب مخالفة هذه الخطة.كما نرى أن خطة دو ميستورا يجب أن تكون جزءا من حل سياسي متكامل”.

استعداد رسمي

وكان النظام السوري أبدى السبت استعداده للمشاركة في “لقاء تمهيدي تشاوري” في موسكو لمعاودة محادثات السلام السنة المقبلة، من أجل انهاء الصراع السوري.

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين أنه “في ضوء المشاورات الجارية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء انطلاقا من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة”.

 

درعا: «النصرة» تعلن الحرب على «الخوارج»

«القاعدة» يحاول احتواء تمدد «داعش»

عبد الله سليمان علي

الخلافات بين تنظيم «القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش» تتمدد وتتعمق. ففي درعا، أعلنت «جبهة النصرة» حرب الاستئصال ضد من أسمتهم «الخوارج»، وفي اليمن والمغرب هناك حرب فقهية على جبهة شروط «الخلافة» ومقتضياتها. أما في القوقاز فثمة محاولة لاحتواء «البيعات» الجديدة التي حصل عليها زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.

وفي خطوة قد تؤدي إلى التصعيد في ريف درعا الغربي، الذي يشهد اقتتالاً بين «جبهة النصرة» و«لواء شهداء اليرموك» منذ أسبوعين، سُرِّب مقطع صوتي للمسؤول الشرعي العام في «جبهة النصرة» سامي العريدي (الذي اتخذ لنفسه لقب أبو معاذ بدلاً عن أبو محمود) يحرض فيه على قتال من أسماهم «الخوارج»، ويحث أتباعه على استئصالهم، محذراً من تكرار سيناريو المنطقة الشرقية.

وقال العريدي، في تسجيله المسرَّب، إن «السيوف التي أمرنا الله تعالى باستخدامها أنواع، وأحدها السيف المسلط على الخوارج، وهذه الفئة ثبت بالدليل القاطع أنهم خوارج، لذلك فإن قتالهم واجب شرعًا، ولا مجال للتورع في قتالهم، لأن من يتساهل في قتالهم، فإنه يتساهل بدماء أهل السنة»، مطالباً بالوقوف في وجههم صفاً واحداً، واستخدام ما أسماه «العلاج النبوي» (أي السيف) وقتلهم.

ويأتي هذا التسريب بعد ساعات من فشل المساعي التي بذلتها «حركة المثنى الإسلامية» لحل الخلاف بين الطرفين، خصوصاً بعد رفض قائد «شهداء اليرموك» أبو علي البريدي تسليم نفسه إلى «دار العدل»، الأمر الذي يطرح تساؤلات عما إذا كان التسريب مقصوداً من قبل «جبهة النصرة» لإخافة خصومها، وتأكيد حزمها في مواجهتهم، أم أن هناك طرفاً ثالثاً يعمل على استمرار القتال بين الطرفين كي يقطف ثماره لاحقاً.

ويلاحظ أن «جبهة النصرة في الجنوب» تستخدم لفظ الخوارج للدلالة على تنظيم «داعش» وكل من يبايعه أو يناصره، وتعتبر ذلك سبباً كافياً لبدء قتاله وشن حروب استباقية ضده، بينما كان واضحاً أن «جبهة النصرة في القلمون»، وعلى لسان زعيمها أبي مالك التلي، امتنعت عن إطلاق وصف الخوارج على جميع عناصر «داعش»، واعتبرت أنه لا يجوز قتال أو محاصرة من يبايعه أو يناصره فقط من دون أن يوغل في دماء المسلمين أو يكفّرهم.

وهذا الموقف قريب من موقف فرع «القاعدة» في اليمن، الذي أعلن صراحة في بيانه الأخير قبل حوالي شهر ونصف الشهر أنه لا يعتبر «الدولة الإسلامية» خوارج، وإن كان في المقابل يعتبر أن إعلان الخلافة والتمدد يدخل في إطار الفتنة.

وفي غياب أي تبرير لهذه الاختلافات في مواقف أفرع «القاعدة»، التي يفترض أنها تتبع قيادة واحدة في أفغانستان، تجاه «الدولة الإسلامية» وتوصيفه وكيفية التعاطي معه، بدا واضحاً أن «فرعي القاعدة في الجزيرة العربية والمغرب الإسلامي»، وانطلاقاً من عدم تبنيهما وصف الخوارج، يكتفيان حتى الآن بمواجهة تمدد «داعش» بأسلوب سلمي وعلمي محض، حيث ينشر الفرعان منذ فترة محاضرات مكثفة تحت عنوان «أحكام الإمارة» و»مسائل في فقه الخلافة» لتبيان الأخطاء الشرعية التي وقعت فيها «الدولة الإسلامية» بإعلانه الخلافة قبل توافر شروطها، وذلك بعكس «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» في الشام) التي وصلت إلى قناعة تامة بأن السيف وحده هو الحل.

ومع ذلك يبدو أن مساعي «القاعدة» لاحتواء تمدد «الدولة الإسلامية» لم تفلح حتى الآن بإعطاء نتائج إيجابية. ففي سوريا فاجأ عبد الباسط ساروت، الذي يقدمه النشطاء على أنه أحد أبرز رموز «الثورة السورية»، الجميع بتأكيد الخبر الذي كان تسرب منذ أشهر، وهو مبايعته للبغدادي، بعد أن ضاقت الخيارات أمامه وتخلى عنه الداعمون والممولون، وذلك وسط أحاديث عن نية بعض الفصائل المسلحة في ريف حمص الشمالي، وتحديداً في مدينة الرستن، إعلان مبايعتها للبغدادي في وقت قريب، علماً أن بعض هذه الفصائل تتعرض منذ أسابيع لحملة اعتقالات تقوم بها «جبهة النصرة» في المدينة بذريعة محاربة المفسدين.

ولم تقتصر «البيعات» الجديدة للبغدادي على سوريا، بل وصلت مجدداً إلى القوقاز، مهددة بنشوب خلاف بين «المبايعين» وبين «إمارة القوقاز» التي تبذل جهوداً كبيرة لمحاولة احتواء هذه «البيعات» وعدم تأثيرها على وحدة «الصف الجهادي» هناك.

وفي هذا السياق، أصدر زعيم «إمارة القوقاز» أبو محمد الداغستاني قراراً بإقالة «والي» داغستان أبو محمد القداري بعد أيام من إعلان الأخير بيعته للبغدادي مع «أمير» منطقة شامل قلعة التي تعتبر عاصمة داغستان.

وعيَّن الداغستاني مكان القداري نائبه سعيد الأركاني. وكان سليمان زين العابدوف، المعروف بلقب «موسار»، قائد جماعة «أوخ» التي تنشط في منطقتي كازبك ونوفولاك على الحدود الشيشانية – الداغستانية، أعلن مبايعته البغدادي بداية كانون الاول الحالي، وهو ما يشير إلى ازدياد نفوذ «داعش» في القوقاز. ونظراً الى خطورة الموقف، فإنه من المتوقع أن يخرج «أمير القوقاز» بتسجيل صوتي يوضح فيه ملابسات «البيعات» وموقفه منها.

ولم تكتف «إمارة القوقاز» بإقالة مبايعي «داعش» ومحاولة استبعادهم من المناصب القيادية، بل سعت مؤخراً إلى كشف بعض الحقائق حول القادة الشيشانيين في سوريا، وأبرزهم عمر الشيشاني وأبو جهاد الشيشاني، حيث اتهمتهما بخلع «البيعة» التي تربطهما بقيادة «إمارة القوقاز» من دون سبب شرعي.

ويأتي هذا الاتهام ليؤكد أن عمر الشيشاني، وخلافاً للعديد من التقارير الإعلامية، كانت له سوابق «جهادية» قبل قدومه إلى سوريا، وأنه كان مرتبطاً تنظيمياً بـ «إمارة القوقاز» قبل أن يبايع «الدولة الإسلامية» العام الماضي ويصبح قائدها العسكري العام.

 

سوريا في 2015: الواقعية السياسية تفرض نفسها

زياد حيدر

في رده على سؤال لمجلة «باري ماتش» الفرنسية بداية كانون الأول الحالي، قال الرئيس السوري بشار الأسد عن حال السوريين الذين اختاروا ترك البلد إن جزءا منهم ربما كان «يدعم الإرهاب»، وقسما آخر «غادر بسبب الإرهاب»، إلا أن «منهم من يدعم الدولة فخرج بسبب الظروف الأمنية»، مضيفا «هناك جزء ليس بالقليل لا يدعم أحدا أصلاً».

اللغة الواقعية في الجملة الأخيرة تجاوزت الخطاب الرسمي السوري، الذي يحصر الشعب في صورة لا يتعدى إطارها لونين، إما «الممانعة» أو «المؤامرة»، وهي لغة، وإن ظهرت بشكل مقتضب، في حوار الأسد الأخير، فقد سبق لها أن انعكست بشكل شبيه في نقاش لم يكن مقصوداً كحوار صحافي علني ربما مع وزير الخارجية وليد المعلم، حين تحدث للمرة الأولى علانية عما يقوله الساسة السوريون للمقربين بأن العلاقة مع إيران ترتكز على قوة تيار محدد في الدولة.

علق المعلم حينها قائلاً إن «أي مساس بهذا التحالف في إيران غير مقبول من قبل (مرشد الثورة الإسلامية) علي خامنئي ونهجه. العراقيل هي التي تأتي من النهج الليبرالي، وفي كل مرة يحصل فيها ذلك يحسمها خامنئي ومجلس الشعب والحرس الثوري لصالح سوريا».

هذا التقييم سبق أن عبر عنه المعلم، في مؤتمر صحافي عقده في صيف العام 2012، وحذف من النسخة الرسمية المنشورة لاحقا، حين قال صراحة أن سوريا تخوض حرباً جزء منها دفاع متقدم عن إيران. أما في حواره الأخير فأكد أنه سبق أن أخبر نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن «صمود سوريا هو الذي يمكنك من التفاوض من موقع قوي مع الغرب في الملف النووي».

وسيرأس المعلم كما هو مرتقب في الثلث الأخير من الشهر المقبل وفداً سورياً ليخوض «حواراً لا مفاوضات» مع شخصيات معارضة، يفترض أنها سبقته إلى موسكو لصوغ تفاهمات في ما بينها، وذلك في حال تمكنت روسيا من جمعها فعليا، كما هي الأفكار الروسية. وسيتحدث الوفد السوري اعتماداً على «واقعية سياسية» شبيهة، وتتمثل في قراءة مفادها أن أية «حلول يجب أن تجري في إطار توافق طرفين، على أن يؤخذ بعين الاعتبار أن ثمة طرفاً يمتلك القدرة والمساحة والجيش والاعتراف الدولي، والرؤية الواضحة بمساندة حلفاء صلبين، وآخر مشتت بين ولاءات مختلفة وضعيف البنية التنظيمية والقدرة التأثيرية، وتدور في رؤوس حاضريه مستويات مختلفة من التصورات عن سوريا المستقبل».

وفي الواقع لا يبدي المسؤولون السوريون تفاؤلاً، وربما ما من «آمال كبرى» أيضاً، على هذا اللقاء، وذلك انطلاقا من هذه الواقعية، بالرغم من «الإيمان بالجدوى السياسية من دعمه في الوقت الراهن».

وحين السؤال عما إن كان تلخيص النظرة إلى العام 2015 بجملة، قال أحدهم لـ «السفير» بأنه «كما سبقه، لا يبدو بآفاق واقعية». وتبدو الإجابة شبيهة بتلك التي سبق وجاءت، في ختام العام 2013، وكانت حينها عربات «قطار جنيف»، كما رغب الإعلام بتسميته، تصطف برعاية من الدولتين العظمتين روسيا والولايات المتحدة.

مبادرات العام المقبل مبنية على تناقضات المشهد الدولي، وعجزه. «نتائج كل ما يجري في سوريا، أشبه بتصادم قوى لا تؤدي إلى أية نتيجة».

ويرى مخضرمون في سوريا أن «الإثارة» التي رافقت جنيف قد تعود في بداية العام المقبل، لكن ربما بوتيرة مختلفة، باعتبار أن الراعي وحيد هنا، وهو روسيا، التي ليست «نجماً إعلامياً محبوباً لدى الغرب والإعلام الخليجي»، فيما سيرعى الإعلام الحليف هذه المبادرة وكأنها «وجه من أوجه التعاون السوري مع الجهود الدولية لتحقيق تسويات»، علما أن «فشلها المحتمل سيقع على عاتق الطرف الأضعف قدرة على تقديم أي التزام» وهو هنا المعارضة، بلغة الحكومة.

سياق ليس غريباً، كونه تكرر على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي يقوم بتنسيق جهود الحوار، وهو رجل يتحدث بصراحة تفوق لباقة الديبلوماسي أحيانا، إذ قال، قبل ايام، إن «موسكو لا تبني توقعات كبيرة على هذه اللقاءات».

«الواقع» أيضا، أن «الدولة لن تتخلى عن أية صلاحية من صلاحياتها. ولا عن دورها الذي حافظت عليه بالدم» وفق ما قاله مسؤول سوري لـ «السفير». وذكر مسؤولون سوريون مراراً، ويؤكد كلامهم أرقام «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن القسم الأكبر من الضحايا يعد في صف «الموالين للدولة». وهو تعبير موارب يستخدمه الإعلام المعارض عادة لتسمية أبناء الطائفة العلوية، باعتبارها «الخزان البشري للجيش»، إلا أن نظرة أكثر واقعية تشير إلا أن آلافاً من عمال الدولة، ولا سيما في قطاعي الكهرباء والنفط، قتلوا على أيدي المعارضة أثناء قيامهم بعملهم للحفاظ على ما تبقى من بنية تحتية للدولة السورية، من دون تعداد السوريين متعددي الطوائف المنخرطين بالجيش أيضاً.

الدولة وإمكانياتها وصورتها الظاهرة، ولكن أيضا بنيتها المخفية، لن تكون عرضة للتفاوض. كلام واقعي آخر، عبر عنه بطريقته الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حين قال بأن الرئيس السوري بشار «الأسد خط أحمر». كلام نصر الله في حال ثبتت دقته، هو تعبير عن واقع سياسي بأن الرئيس السوري هو رأس هرم تنظيمي يعرف حلفاء دمشق مستوى «تنظيمه ودقة عمله، وخفة تسلله بعيدا عن أعين المتربصين»، وذلك من دون إهمال، أن عامة الناس أيضا «لا تجد بديلاً عن الدولة لرعاية ما تبقى من سير مصالحها، ولو في حدها الأدنى، من دون الإشارة إلى أنه ما من بديل آخر في الأفق لقيادة الدولة أيضاً».

صورة أخرى للواقع تجعل مبادرة كمبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تلقى التشجيع من دون الموافقة، وهي مبادرة بخلاف كل ما جرى من تفاصيل حوار في دمشق، يعتقد خبراء العمل الديبلوماسي في سوريا أنها «ضعيفة ومثيرة للريبة». ورغم هذا ستتعاون دمشق مع المبعوث الأممي، وستنتظر منه أن يكون «خلاقاً أكثر، لكن بعد الاعتراف بأن الدولة هي التي تقرر كيف تسير الأمور في النهاية».

وحتى يتقدم الأخير خطوة، ربما يكون الجيش السوري أكمل حصاره على مسلحي حلب. حصار بات قريبا، حتى باعتراف رعاة الفصائل هناك. وثمة «إنذار» أطلقه الشيخ السعودي عبد الله المحيسني، من قلب حلب منذ أيام، بأن «الجيش على بعد كيلومتر عن حصار 500 ألف مسلم في حلب».

من جهته لا يخفي القطب الأساسي في الرعاية التركية ــ القطرية لأعداء دمشق المراقب العام لـ «جماعة الإخوان المسلمين في سوريا» محمد حكمت وليد، في مقابلة نشرت قبل أيام، أن خطة دي ميستورا «مشروع شفهي وغير مكتوب، ويدعو للريبة»، وأن المبادرة الروسية «مشروع غامض يدعو إلى إبقاء بشار الأسد وإعادة تأهيله، وتشكيل وزارة من المعارضة القريبة للنظام مع بقية أطراف المعارضة الخارجية»، وأن «الأفق سوداوي» في ظل رفض الأميركيين، لما يعتبره «الإخوان» بالطبع «مشروعا مثاليا» وهو «مشروع المنطقة الآمنة الذي دعت إليه تركيا وأيدتها فرنسا»، وهو عنصر قلق دمشق الرئيسي حتى اللحظة، بعد القلق الأمني ومخاوف من «انقلاب» خلفيات إستراتيجية التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش».

هذا التقييم «الواقعي» يدفع أمين عام «الإخوان»، لمشاركة رأيه، في رؤيته للعام المقبل، وهي رؤية «تشاركية» مع الحزب الحاكم في أنقرة. ويقول «بناءً على ما سبق فمن المرجح أن يبقى الوضع الحالي على ما هو عليه، حتى يتم سقوط المزيد من الضحايا والتفتيت لعناصر القوة في سوريا، وإنهاك الجميع، وعندها يرضون مضطرين بالحلول المفروضة من الخارج».

 

تنظيم الدولة الاسلامية يتبنى قتل مستشار عسكري إيراني في العراق

بغداد- (أ ف ب): تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين قتل ضابط عسكري إيراني كبير في العراق، كان يؤدي مهمات استشارية لصالح الجيش والمجموعات المسلحة الموالية له، بحسب ما تداولته منتديات جهادية.

 

وكان الحرس الثوري الايراني أعلن الأحد مقتل العميد حميد تقوي في مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد) التي تضم مرقد شيعيا مهما.

 

ونشر منتدى الكتروني يعنى باخبار الجماعات الجهادية لا سيما منها “الدولة الاسلامية”، صورة لتقوي برفقة ثلاثة اشخاص آخرين بينهم رجلي دين شيعة. واحيط رأس الشخص الاول من اليسار بدائرة حمراء، وقد كتب في اسفل الصورة “صورة الهالك المجوسي حميد تقوي الذي تم (تمت) تصفيته على يد رجال الدولة الاسلامية قرب سامراء”.

 

كما نشر المنتدى صورة اخرى اصغر حجما من دون أن يحدد الطريقة التي تم بها قتل الضابط الايراني.

 

ونشرت الصور في وسائل اعلام ايرانية. والصورة الثانية هي لجثة تقوي لدى اعادتها إلى طهران، حيث من المقرر أن يشيع اليوم الاثنين في مسجد يقع داخل مقر القيادة العامة للحرس الثوري.

 

وكان الحرس الثوري قال في بيان نشر الأحد على موقعه الاخباري الرسمي “استشهد العميد حميد تقوي خلال مهمة استشارية لدى الجيش العراقي والمتطوعين العراقيين لقتال ارهابيي داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) في مدينة سامراء”.

 

وتضم هذه المدينة مرقد الامام علي الهادي والامام الحسن العسكري، وهما الامامان العاشر والحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية. وادى تفجير هذا المرقد في 2006 على يد متطرفين ينتمون إلى تنظيم “القاعدة”، إلى اندلاع شرارة نزاع طائفي دام استمرت قرابة عامين.

 

واقرت طهران بارسالها اسلحة ومستشارين عسكريين الى العراق لمساعدة القوات الحكومية على استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية اثر هجوم كاسح شنه في حزيران/ يونيو.

 

كما تتولى ايران دعم العديد من المجموعات الشيعية المسلحة التي تقاتل الى جانب القوات الامنية العراقية.

 

وسبق لوسائل الاعلام الايرانية ومواقع التواصل الاجتماعي، ان تداولت صورا عدة لقائد “فيلق القدس″ في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، وهو الى جانب مقاتلين اكراد في شمال العراق، او مقاتلين من المجموعات الشيعية في مناطق مواجهة قرب بغداد والحدود الايرانية العراقية، في مراحل مختلفة من الاشهر الماضية.

 

وتشن القوات العراقية والمجموعات المسلحة الموالية لها منذ ايام، عملية عسكرية واسعة الى الجنوب من سامراء، لا سيما في قضاء بلد وناحية الضلوعية ويثرب، حيث تمكنت من التقدم على حساب “الدولة الاسلامية”.

 

وبقيت ايران خارج التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، والذي ينفذ ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا المجاورة.

 

تنظيم ‘داعش’ يعلن إسقاط طائرة مقاتلة وأسر قائدها شمال بغداد

بغداد- الأناضول: قالت إذاعة تابعة لتنظيم “داعش” إن وحدات الدفاع الجوي التابعة للتنظيم أسقطت طائرة “قاصفة” وأسرت قائدها شمالي بغداد.

 

وأضافت إذاعة البيان، التابعة للتنظيم التي تبث برامجها على موجة FM من مدينة الموصل (شمال)، إن “مفارز (وحدات قتالية خاصة) الدفاع الجوي التابعة للتنظيم أسقطت طائرة قاصفة وأسرت قائدها الطيار في منطقة الخضيرة قرب محطة بلد جنوب تكريت”.

 

ولم تبين الإذاعة ما إذا كانت الطائرة تابعة للتحالف الدولي أم للطيران العراقي، مشيرة إلى أنها ستعطي تفاصيل جديدة في وقت لاحق.

 

وحتى الساعة 23:00 تغ لم تعقّب السلطات العراقية ولا التحالف الدولي على ما قالته الإذاعة.

 

والأربعاء الماضي، أعلن تنظيم “داعش” عن إسقاط طائرة تابعة للتحالف الدولي قرب مدينة الرقة السورية وأسر قائدها الأردني ويدعى معاذ الكساسبة، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأكد الجيش الأردني سقوط الطائرة ولكنه استبعد أن يكون ذلك بنيران “داعش”.

 

«داعش» ينفذ ألفي عملية إعدام في ستة أشهر والنظام السوري يعتقل تعسفيا 450 مسيحيا

عواصم ـ وكالات ـ دمشق «القدس العربي» ـ من هبة محمد: قام تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش ـ بإعدام نحو الفي شخص في سوريا ينتمي نصفهم إلى عشيرة الشعيطات السنية البارزة، وذلك منذ أن إعلن عن تأسيس «دولة الخلافة» في نهاية حزيران/يونيو، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاحد.

وقال المرصد في بيان إنه «تمكن من توثيق 1878 شخصا أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا»، منذ 28 حزيران/يونيو، تاريخ إعلانه اقامة «الدولة الإسلامية» انطلاقا من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، منصبا عليها زعيمه أبا بكر البغدادي «خليفة»، وحتى 27 كانون الاول/ديسمبر.

وأشار المرصد إلى أن عمليات الإعدام «تمت رميا بالرصاص، أو بالنحر أو الرجم». ونفذت هذه العمليات في محافظات دير الزور (شرق) والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال) وحمص وحماة (وسط).

وبين ضحايا الإعدامات، هناك 1175 مدنيا بينهم أربعة أطفال وثماني نساء، بالإضافة إلى أكثر من 930 من أبناء عشيرة الشعيطات التي رفضت مبايعة التنظيم الجهادي المتطرف في ريف دير الزور الشرقي.

كما أعدم تنظيم الدولة الإسلامية 502 من الضباط والعناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو القي القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.

كما أعدم التنظيم نحو 120 من عناصره الأجانب بعد اعتقالهم إثر محاولتهم الفرار والعودة إلى دولهم، وأعدم 80 مقاتلا ينتمون إلى «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وإلى الكتائب المقاتلة الأخرى.

ورأى المرصد أن العدد الحقيقي للإعدامات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية هو أعلى من الرقم الذي تمكن من توثيقه، لكن يصعب تحديده بسبب وجود مئات المعتقلين لدى التنظيم الذين لم يعرف مصيرهم.

جاء ذلك فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال قوات النظام السوري ما لايقل عن 450 مسيحيا، بينهم 28 امرأة منذ اندلاع الأزمة السورية في آذار/مارس 2011 وحتى اليوم، مشيرة أن هذا الرقم «هو الحد الأدنى الذي تمكنت من معرفته، لصعوبة معرفة عدد القتلى أو المعتقلين».

وسجلت الشبكة في تقرير صادر عنها أمس الأحد إفراج النظام عن قرابة 185 شخصا، بينهم 19 امرأة، فيما زال البقية محتجزين، أكثر من نصفهم في عداد المفقودين قسريا، حيث لم تعد تتوافر لدى ذويهم أو لدى الشبكة أية معلومات عنهم.

وأوضحت الشبكة أن «عمليات الاعتقالات التعسفية جرت دون أية مذكرة قانونية أو إطلاع المعتقل أو أهله على أسباب أو مكان الاحتجاز، وشملت مختلف المحافظات السورية، وبشكل خاص الحسكة، والقامشلي، وحلب، ودمشق، وحماة، وحمص، وطالت سياسيين ونشطاء سلميين، وقادة رأي، في قوى الحراك السياسي والمدني»، مشيرة إلى أنها رصدت «حالات خطف ارتكبتها ميليشيات محلية، وميليشيات شيعية خارجية، حصلت بهدف الابتزاز المادي وطلب فدية مالية ضخمة مقابل الإفراج عن المختطفين».

وذكرت الشبكة في تقريرها الذي حمل عنوان «المعتقلون السوريون المسيحيون.. بين استبداد القوات الحكومية وإرهاب التنظيمات المتشددة» أن كثيرا من حالات الاعتقال جرت لدى مداهمة مراكز تجمعات سياسية واعتقال أفرادها، وتخريب ونهب محتوياتها.

 

اعتقالات متبادلة بين «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» في ريف إدلب

ريف إدلب ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد: أفرجت «جبهة النصرة» عن كل من قائد كتيبة في حركة «أحرار الشام الإسلامية» وشرعي الحركة، فيما أفرجت الأخيرة عن 3 عناصر من «جبهة النصرة» في مدينة سلقين في جسر الشغور بريف إدلب الشمالي بعد اعتقال دام لساعات.

وقال مصدر إعلامي من «حركة أحرار الشام» فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «جبهة النصرة اعتقلت «فهد النايف» القائد الميداني لدى أحرار الشام عندما كان في اجتماع معهم، وبعد أن اختلفوا معه في وجهات النظر الأمر الذي نتج عنه احتجاز جبهة النصرة للنايف وشرعي الحركة الذي ذهب للسؤال عن النايف، ما دفع بعناصر من أحرار الشام إلى الاستنفار والرد بالمثل من خلال اعتقال 3 عناصر لجبهة النصرة في مدينة سلقين، حيث تم الإفراج عن الجميع بعد تدخل أطراف من الجهتين وحل المشكلة».

بدوره، قال «صهيب» وهو ناشط إعلامي تابع لتنظيم «جبهة النصرة» في المدينة، إن مظاهرة شعبية من أهالي مدينة سلقين خرجت ضد جبهة النصرة وتصرفاتها، التي تعتبر الفصيل المسيطر على المدينة، حيث هتف المتظاهرون بعدم تدخل عناصر جبهة النصرة في الشؤون العامة، وطالبوا بخروج التنظيم من المدينة بشتى الوسائل، فقامت بعض من عناصر جبهة النصرة بحملة اعتقالات بين صفوف المتظاهرين، وكان بينهم بعض من قيادات وعناصر من حركة أحرار الشام الإسلامية، الأمر الذي نفاه المصدر الإعلامي من «حركة أحرار الشام»، وأكد على عدم تواجد أي عنصر لحركة الأحرار في المظاهرة، مبينا أنها كانت مظاهرة مدنية لا وجود لعناصر من الفصائل المسلحة فيها. وأضاف أن «عناصر كتيبة أحرار الشام في مدينة سلقين لا يتجاوز عددهم 100 عنصر، وجميعهم على جبهات القتال في حلب، وخاصة بعد تقدم قوات لجيش النظام فيها».

وفي سياق منفصل، وجهت جبهة النصرة تهديدا إلى النظام السوري بفرض حصار على مدينة إدلب، إذا لم يتم الإفراج عن 43 طالبة من ريف إدلب تم اعتقالهن الأسبوع الماضي من قبل جيش الأسد، وهن متجهات إلى جامعة حلب، بعد أن أوقف حافلة كانت تقلهن.

وقال مراسل شبكة سوريا مباشر «عبد الله جدعان» في اتصال خاص معه: إن «كلاً من الهيئة الإسلامية وجبهة النصرة في حلب وإدلب أصدرتا بيانا قالتا فيه: «تهيب الهيئة الإسلامية وجبهة النصرة، بذوي الطالبات الأسيرات مراجعة مكتب العلاقات العامة في الهيئة للإدلاء بشهاداتهم».

وبينت أن «الجبهة قطعت الكهرباء عن مدينة إدلب»، متوعدة «بقطع المياه ومنع دخول وخروج البضائع منها وإليها، في حال رفض النظام الإفراج عن الفتيات المعتقلات، بفرع الأمن الجوي داخل المدينة».

وكان النظام احتجز 8 نساء من مدينة كفرتخاريم قبل نحو شهر في ريف إدلب الشمالي، فقامت الجبهة الإسلامية حينها بقطع المياه والكهرباء والهواتف وجميع الطرق المؤدية إلى المدينة، كما أوقفت وصول منتجات الريف من زيت وزيتون وخضراوات إليها، ما أجبر النظام على إخلاء سبيلهن.

يشار إلى أن النصرة حاولت قبل نحو شهرين اقتحام المدينة، وتواردت أنباء عن وصولها لقصر المحافظ فيها، لكنها لم تتمكن من السيطرة على المدينة، وانسحبت بعد اشتباكات مع قوات النظام، دامت ساعات عدة.

 

قيادي في الائتلاف السوري المعارض: نفضّل عقد «جنيف 3» على «موسكو 1»

دمشق مستعدة لبحث خطة روسية لاستئناف محادثات السلام والمعارضة ترفض

عواصم ـ وكالات: قال بدر جاموس عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، أمس الأحد، إن الائتلاف يفضل عقد مفاوضات «جنيف 3» مع النظام على «موسكو 1» التي تخطط روسيا لبدء محادثاتها نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، وذلك لإيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ نحو 4 أعوام.

وأوضح جاموس الذي رافق رئيس الائتلاف هادي البحرة في زيارته إلى القاهرة السبت، أن الائتلاف السوري «مصر على أن تكون أي مفاوضات محتملة مع النظام على أساس مؤتمر(جنيف 1)، ولا يفضل الدخول في مفاوضات جديدة بلا شروط أو بشروط جديدة في موسكو داعمة نظام بشار الأسد».

وأضاف، أن الائتلاف «ليس بحاجة لاحتضان موسكو لقاءات بين أطراف المعارضة المختلفة، فالائتلاف يقود مشاورات لتقريب وجهات النظر مع أطياف المعارضة المختلفة وعقد لقاءات في هذا السياق مؤخراً في مصر وتركيا وعدة دول أوروبية».

واستدرك بالقول «ليست المشكلة في مكان التفاوض فقط وإنما المشكلة في مبادئ التفاوض وعدم حيادية روسيا ودعمها للنظام».

واقترح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، الخميس الماضي، أن يلتقي ممثلون عن مختلف أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية يناير/كانون الثاني المقبل قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، ما دفع بعض المراقبين للحديث عن إمكانية عقد مفاوضات «موسكو 1» بين النظام والمعارضة.

ورأى جاموس أن تلك اللقاءات بين المعارضة والمفاوضات المحتملة مع النظام من الأفضل عقدها في جنيف لتكون استمرارية للمؤتمرين اللذين عقدا مطلع العام الجاري «جنيف 1» و «جنيف 2»؛ «بحيث لا يتم بدء المفاوضات من نقطة الصفر»، لافتاً إلى أنه يفضل شخصياً عقد المفاوضات في القاهرة مثلاً أكثر من عقدها في موسكو.

وأكد أنه حتى ظهر أمس لم يتلق الائتلاف السوري أي دعوة رسمية من روسيا بخصوص حضور اجتماعات أو مفاوضات في موسكو، وأن تصريحات بعض المسؤولين الروس حول التحضير لعقد تلك الاجتماعات والمفاوضات نهاية كانون الثاني/يناير المقبل، يتم سماعها من وسائل الإعلام فقط.

وحول إعلان النظام السوري استعداده لحضور «لقاء تشاوري» في موسكو، علق جاموس بالقول «إن تلك فقاعة إعلامية فقط، فلقاء تشاوري لا يوجد له جدول أعمال أو أسس وضمانات دولية ملزمة لن يكون له أي فائدة».

وأعلنت خارجية النظام السوري، السبت، استعداد دمشق للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى «التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي»، بحسب وكالة أنباء النظام (سانا).

وعن اجتماعات وفد الائتلاف في القاهرة السبت، أوضح جاموس أنه تم التركيز خلال لقائي الوفد مع نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية وسامح شكري وزير الخارجية المصري على توحيد المعارضة السورية وتكثيف التواصل فيما بينها للخروج بورقة موحدة للتفاوض مع النظام، وكذلك إمكانية احتضان القاهرة لاجتماعات بين أعضاء وممثلين لمختلف أطياف المعارضة للتقريب بين وجهات النظر.

ونفى عضو الوفد، مثلما سبقه رئيس الائتلاف، «وجود مبادرة مصرية مطروحة بشكل رسمي لحل سياسي في سوريا»، كما أشار إلى أنه لم يتم تحديد جدول زمني لبدء اجتماعات المعارضة المرتقبة في القاهرة وأن الأمر متعلق بالمعارضة نفسها والوقت الذي تقرره.

ونوه جاموس الذي كان يشغل منصب الأمين العام للائتلاف، إلى أن ما ذكره هو رأي شخصي ورأي شريحة واسعة داخل الائتلاف، إلا أن «القرار الأول والأخير لشروط التفاوض والموافقة على التوجه إلى موسكو يعود لقرار الهيئة العامة للائتلاف والتصويت في اجتماعاتها». وينص بيان مؤتمر «جنيف 1» الذي عقد بإشراف دولي في حزيران/يونيو 2012 على وقت العنف وإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقل الصحافيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.

إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، وأفشل جولتين من مفاوضات «جنيف 2» التي عقدت مابين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، الماضيين، في التوصل لحل سياسي للأزمة.

وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على «الجرائم والمجازر» التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل نحو 4 أعوام.

يشار إلى أن فكرة إجراء لقاء في موسكو يجمع المعارضة السورية ونظام الأسد طُرحت في صيف 2014، ومنذ ذلك الوقت تقوم وزارة الخارجية الروسية بشكل منتظم بتقديم معلومات حول إجراءات عملية التنظيم لعقد ذلك اللقاء.

ومنذ منتصف آذار/مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

 

في سوريا غاب المعتدلون وخلت الساحة للنظام والجماعات المتشددة و «الجهاديون» الأقدر على تطوير أساليبهم القتالية والغرب ينفق الأموال ويتجاهل العدو الحقيقي

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن طهران كثفت منذ العام الماضي من جهودها العسكرية في العراق.

وقدمت طهران المساعدة التي كانت حكومة بغداد بحاجة إليها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتتقبل الولايات المتحدة في الوقت الحالي الدور الإيراني. لكن ومع عودة القوات الأمريكية مرة أخرى إلى العراق يتخوف المسؤولون الأمريكيون من توتر جديد مع إيران، مباشرة أو من خلال الميليشيات الشيعية التي تلقى دعما من الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن رجل دين إيراني بارز له علاقة مع القيادة في طهران قوله إن إيران أرسلت منذ سيطرة تنظيم الدولة على أنحاء مختلفة من العراق 1.000 مستشار عسكري إلى العراق ووحدات نخبة وقامت بغارات جوية وانفقت مليار دولار أمريكي على المساعدات العسكرية لحكومة بغداد.

وقال إن «المناطق التي تحررت من داعش تمت بسبب النصيحة والقيادة والدعم الإيراني». وفي الوقت نفسه تعتمد الحكومة في بغداد على دعم الميليشيا الشيعية الذي يوازي حجمها حجم القوات الأمنية العراقية.

ورغم تأكيد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عدم وجود تعاون وتنسيق مع إيران إلا أن التحالف المفتوح بينهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية هو أمر واقع وإن كان غير مريح، ليس لأن الميليشيات التي تعتمد عليها الحكومة العراقية قامت بعمليات ضد الجيش الأمريكي أثناء الاحتلال 2003 ـ 2011 ولكن لأن إيران تدعم النظام السوري في دمشق وتوفر له الدعم المادي والعسكري والمقاتلين.

وتدعم الولايات المتحدة جهود الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وتجري في الوقت نفسه محادثات دبلوماسية حول الملف النووي الإيراني.

وفي السياق الحالي تناست الدولتان التوترات بينهما للعمل في جبهة واحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. فحسب علي الخضيري الذي عمل مستشارا لعدد من السفراء الأمريكيين فإن التركيز الأمريكي والإيراني الآن هو على هزيمة تنظيم داعش وترحيل القضايا الخلافية للمستقبل.

وقال «ستتم هزيمة داعش» و «المشكلة هي فيما بعد حيث ستكون هناك عشرات من الميليشيات التي خبر أفرادها الحرب وتلقوا الدعم من نفط العراق وتقودها قيادات متأثرة بإيران وستكون هي القوة الوحيدة المتماسكة».

ومع أن الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 فتح المجال أمام إيران لتعزيز وجودها أكثر في العراق إلا أن صعود تنظيم الدولة الإسلامية أدى بطهران لتكثيف مساعداتها للميليشيات الشيعية، وأرسلت قوات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري والذين يسافرون إلى العراق من فترة إلى أخرى للقيام بمهام محددة والتعاون مع القوات الكردية وقوات الحكومة العراقية حسب رجل الدين الإيراني.

وأصبح الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس رجل العمليات الإيرانية في العراق. فصوره وهو في ساحة المعركة انتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي. ووصف هادي العامري قائد قوات بدر الشيعية علاقة الجنرال مع العراقيين «هو صديقنا ونحن فخورون بهذه الصداقة».

وأضاف «نرحب بأي شخص يريد المساعدة في القتال ضد داعش، لأننا لا نستطيع تحرير البلد بالإعتماد على القوات العراقية وحدها».

ويرى جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في العراق أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ بعدم القيام بغارات جوية محدودة بعد التقدم الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية.

ورفضت إدارة الرئيس باراك أوباما المحبطة من سياسات نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الطائفي التحرك سريعا والاستجابة للمطالب العراقية والكردية بعد تقدم قوات تنظيم الدولة الإسلامية نحو كل من بغداد وأربيل، وأصرت واشنطن على ضرورة إجراء إصلاح سياسي.

وعلق جيفري بأن العراقيين كانوا بحاجة ماسة للإنقاذ وأن الإيرانيين وحدهم هم من جاء لإنقاذهم. كما وقدمت إيران الدعم للأكراد الذين يعتبرون حلفاء الولايات المتحدة المقربين.

وفي الوقت نفسه منح انهيار معظم الجيش العراقي الزخم والدعم الشعبي للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران مثل قوات بدر، وعصائب الحق وكتائب حزب الله بالإضافة لعدد من الميليشيات المسلحة وصغيرة الحجم.

ويقول قائد كتائب حزب الله، الشيخ جاسم السعيدي إن عدد قوات تنظيمه تضاعف منذ حزيران/يونيو ووصل الآن إلى 30.000 مقاتل.

وأكد السعيدي أن «إيران لم تغادر أبدا»، وبسبب هذه العلاقة الوثيقة فقد قدمت إيران «كل ما لديها من دعم للعراق».

وتصنف الولايات المتحدة كتائب حزب الله كمنظمة إرهابية ولكنها تلقت صواريخ «الكرار» و «الأشتر» المتقدمة من إيران. وتشير الصحيفة لعدم الارتياح الأمريكي من عودة الميليشيات الشيعية.

ووصف مسؤول أمريكي بارز حالة الهياج والتحشيد الشيعي التي أثارت قلق المسؤولين الأمريكيين. ورغم صغر حجم القوة في هذه المرة إلا أن إمكانية المواجهة مع إيران قائمة «مع مواصلة إرسال الجنود إلى هناك» حسب مسؤول دفاعي.

وتحدث مسؤول آخر عن الثمن الذي جاء مع صعود قوة الميليشيات وسياسة الأرض المحروقة التي تمارسها في المناطق التي يخرج منها داعش. فقد أدت لتهجير آلاف السنة. ولا تزال استراتيجية واشنطن الجوية محلا للنقاش فبعد 1000 غارة ومضي 6 أشهر لا يزال تنظيم الدولة يواصل تقدمه ومعاركه.

وفي هذا السياق يرى باتريك كوكبيرن «إندبندنت أون صنداي» أن هذا راجع في جزء منه إلى تجاهل الغرب الوسائل المناسبة لقتاله.

 

السلاح المطلوب

 

فقد انتقد الكاتب سياسات الولايات المتحدة وبريطانيا في مجال الإنفاق الدفاعي وشبهها بالفارس الأبيض في رواية لويس كارول «من خلال الزجاج» والذي كان يحمل على ظهر الحصان مصيدة للفئران وخلخالا معدنيا وعندما سأل الكاتب الفارس عن السبب أجاب أنها من أجل مواجهة خطر محتمل.

ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة مثلا أنفقت 500 مليار دولار لتطوير مقاتلات أف-35 فيما تشتري بريطانيا طائرات من هذ الطراز بكلفة 100 مليون دولار للواحدة كي تتفوق على القدرات الجوية الصينية والروسية. لكن الأجهزة المطلوبة لمواجهة الخطر الحقيقي يتم تجاهلها. فلم يتم العثور على أجوبة على الأخطار التقليدية التي تمثلها القنابل المصنعة محليا التي كانت مسؤولة عن مقتل ثلثي القوات الأمريكية وتلك المتحالفة معها في العراق وأفغانستان. مضيفا أن أهم ملمح في حربي العراق وأفغانستان كان فشل الأسلحة باهظة الثمن بهزيمة قوات مسلحة بأسلحة خفيفة.

وفي وقت تدخل فيه الولايات المتحدة وحلفاءها في حرب جديدة في العراق وسوريا فإن الإجابة على هذه الأسئلة تبدون ملحة.

صحيح كما يقول أن المؤسسة العسكرية لا تلام على الفشل في العراق وأفغانستان لأن الفشل كان سياسيا. وهذا لا يعفي بالضرورة القادة العسكريين من الاخطاء التي ارتكبت هناك.

ويتذكر ما قاله له أحد الدبلوماسيين الأمريكيين في بغداد قبل خمس أو ست سنوات «مهما حدث للاعتقاد الصحيح الذي يحمله الرأي العام الأمريكي في مرحلة ما بعد فيتنام فقادتنا العسكريون نادرا ما يتفوهون بالحقيقة».

ويشير هنا إلى الوضع في أعلى مستوياته من الفشل، أي الجيش العراقي الذي نظم ودرب أمريكيا ولكنه انهار أمام قوة صغيرة ومسلحة بسلاح خفيف. وكانت هزيمة مثيرة للعار لم تحدث في التاريخ عندما تخلى القادة عن جنودهم وركبوا المروحيات وهربوا.

واعترف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بوجود 50.000 من الجنود الوهميين في داخل الجيش من الذين يتم تحويل رواتبهم إلى جيوب الضباط الفاسدين.

وكانت قوات الجيش والشرطة العراقية التي يتراوح عددها ما بين 350.000 ـ 650.000 عنصر قد دربها الأمريكيون بكلفة 26 مليار دولار وذلك حسب تقرير المفتش العام الأمريكي لإعمار العراق.

ويقول إن حوالي 9.4 مليار أنفقت على التدريب وتجنيد وتزويد قوات الشرطة. وأنفقت 3.4 مليار على شراء الدبابات والقوارب والمقاتلات وعربات النقل التي سيطر عليها تنظيم داعش وشغلها بسهولة.

ويتساءل قائلا إن الـ 3.000 مستشار عسكري الذين أرسلهم أوباما من جديد إلى العراق لتدريب 26 وحدة عسكرية بقيت الجيش العراقي ستبدأ من نقطة الصفر بدون أن يسأل أحد عما حدث من أخطاء في الفترة ما بين 2003- 2014.

فما الذي يجعل المقاتل في داعش يخوض المعارك بعد اسبوعي تدريب وأسبوعين من التهيئة الدينية أما الجندي العراقي فلا؟ ربما لأن التدريب الأجنبي لهم يجعلهم قوات غير شرعية في نظر أنفسهم وشعبهم يجيب الكاتب.

 

تقدم التمرد

 

ويذكر الكاتب بطبيعة الحملة الجوية في العراق وسوريا، حيث تم شن أكثر من ألف غارة وهي قليلة مقارنة مع 48.224 غارة شنت على قوات صدام حسين في الحرب التي استمرت 43 يوما عام 1991.

والسبب هو أن قوات داعش تعمل من خلال حرب العصابات مما يعني أن 10% من الغارات الحالية قادت لضربات، خاصة قرب مدينة عين العرب/كوباني التي كبدت فيها الطائرات الأمريكية داعش خسائر.

ويعتقد أن المقاتلين المتمردين في أفغانستان والعراق وسوريا هم من طور خلال العشرة سنوات الأخيرة كوكتيلا من الأسلحة الفتاكة وليس الدول الغربية.

وتضم اختراعات المقاتلين أعدادا متعددة من القنابل المصنعة محليا والمخفخات، وحول داعش الهجمات الانتحارية بالأحزمة الناسفة أو العربات المحملة بأطنان من المتفجرات إلى جزء مهم في استراتيجيته الحربية.

ويعتمد داعش أيضا على قناصة تلقوا تدريبا عاليا لإطلاق قنابل الهاون.

وتبرز قدرته على التأثير من خلال نشر الرعب والخوف من خلال وضع وحشيته على الإنترنت.

ورغم الخسائر التي يتكبدها التنظيم إلا أنه قادر على تجنيد الألوف من 5-6 مليون نسمة تخضع لحكمه. فبعد ستة أشهر من خروج داعش السريع لا يزال الغرب مثل الفارس الأبيض عاجزا ولم يطور السلاح الضروري لقتال عدوه الحقيقي.

وهذا يقودنا للحديث عن الوضع على الجبهة السورية التي أصبحت محلا للتنازع بين الجهاديين والنظام السوري.

 

حال الثورة السورية

 

ففي الجنوب التركي حيث يتدفق السوريون الهاربون من الغارات الجوية التي يقوم بها النظام ويفرون من هجمات المتشددين في تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إنه من الصعب تسجيل حالة من الفرح بين اللاجئين والمقاتلين على حد سواء.

فما يجري هو مراجعات ولعبة من اللوم والعتاب وغضب يصب على الخارج الذي لم يسارع إلى دعم الثورة السورية أو تزويد المقاتلين بالمعدات العسكرية المتقدمة.

ويراقب الآخرون ما يجري في سوريا من المنشقين السابقين عن الجيش السوري والحرفيين الذين انتفضوا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في آذار/مارس 2011 دون الجرأة على دخول سوريا خوفا من تهديد الجهاديين والمتشددين من مقاتلي جبهة النصرة الذين يحققون انتصارات على القوى «المعتدلة» في الثورة السورية.

مما يعني أن الساحة القتالية أصبحت وبعد أربعة أعوام تقريبا من الحرب مقسمة بين قوات النظام السوري والمتشددين الجهاديين.

وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن المعارضة المعتدلة أو المعروفة بالجيش السوري الحر إما أجبرت على العمل تحت مظلة الجماعات الجهادية، اختفت وبدأت بالعمل من تحت الأرض أو هربت من سوريا.

ويقول ميسرة وهو مالك أراض من بلدة سراقب، شمال سوريا «الثورة نائمة الآن».

وكان ميسرة قد ساعد في تنظيم السكان للدفاع عن أنفسهم عام 2011 ولكنه تحول لمساعدة اللاجئين القادمين إلى تركيا. وأضاف «لا نعرف متى تستفيق الثورة من سباتها».

 

حنق في السويداء

 

ويواجه النظام السوري المشاكل نفسها ، فهو وإن استعاد معظم مدينة حمص من المقاتلين إلا أنه لم يستطع إخراجهم من حي الوعر.

ويواجه النظام هجمات منظمة من المتشددين في الشرق والجنوب ويحاول منذ أشهر محاصرة مناطق المعارضة في مدينة حلب دون نجاح.

وأدى تساقط أعداد كبيرة من قواته لحالة من السخط بين مؤيديه، وسجلت مظاهر توتر في محافظة السويداء، جنوبي البلاد وذلك غضبا على حنث الدولة لوعدها بعدم تجنيد الشبان في الجيش وتجنيدهم فقط في قوات الدفاع الشعبي.

ونقلت الصحيفة عن سوري له علاقة بالطائفة العلوية التي تمثل عصب النظام الحالي في دمشق قوله إن معظم أبناء الطائفة يرحبون بحل سياسي لكن الحلقة الضيقة حول الأسد تعارض بشدة تقديم تنازلات للمعارضة السورية.

وقال إن الجميع متفقون على استمرار الحرب ولن تنتهي قبل 10 أعوام «طالما بقي في السلطة» أي الأسد. وأضاف أن العلويين لم يظهروا حنقهم على النظام لشعورهم أن خيارهم هو بين الأسد والمتطرفين الذين يريدون ذبحهم.

وتشي الشهادات التي جمعتها آن برنارد كاتبة التقرير من إسطنبول وأنطاكية وريحانلي تحدث فيها ناشطون ومقاتلون سابقون عن رؤيتهم لمصير سوريا التي قالوا إنها محور تنازع بين النظام والمتشددين.

 

وادي الضيف

 

ويشيرون للانتصارات التي حققتها جبهة النصرة على حركة حزم وجبهة ثوار سوريا ومن ثم سيطرتها على قاعدة وادي الضيف التي تقع على خط الإمدادات المهم للجيش السوري بين إدلب وحلب والمناطق الساحلية.

وتتساءل الصحافية عن الطريقة التي سقطت فيها قاعدة وادي الضيف والروايات الغامضة حولها.

ولكن ما هو واضح هو استخدام النصرة صواريخ مضادة للدبابات في المعركة التي قد تكون غنمتها من ثوار سورية أو حركة حزم اللتين حصلتا على دعم عسكري أمريكي، مما يعني عدم قدرة الجماعات المعتدلة التقدم بدون التعاون مع النصرة التي تصنفها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية.

وتنقل عن قيادي في جماعة حصلت على الدعم الأمريكي قوله إن بعض جنوده أجبروا على إطلاقها نيابة عن جبهة النصرة.

وفي رواية أخرى قال أبو الكميت من جبهة ثوار سوريا إن الجماعات التي تملك الصواريخ المضادة للطائرات سمح لها بالقتال إلى جانب النصرة والظهور بمظهر المستقل، ومع ذلك لم تسمح النصرة لها بدخول القاعدة بعد السيطرة عليها. ومنذ هزيمة جبهة ثوار سوريا يقيم زعيمها جمال معروف في ريحانلي.

وألقى اللوم على الدعم الغربي الفقير والأخطاء التي ارتكبها هو وعدد من قادة الجماعات المسلحة. واعترف قائلا «لا يمكن لأي فصيل في الجيش الحر العمل بدون موافقة من جبهة النصرة».

وأضاف أن الأخيرة إما اشترت أو أرهبت مقاتلي الجيش الحر. فهي بحاجة إليهم لتغطية المناطق.

ولا تختلف الصورة في الجنوب عن الشمال، فقد حقق المقاتلون الذين تلقوا تدريبا ضمن برنامج سي آي أيه تقدما على القوات السورية، ورغم ذلك لعبت جبهة النصرة دورا مهما في إضعاف دفاعات النظام من خلال العمليات الانتحارية.

ويعـتقد مـعروف مثـل غــيره من قـادة الجـيش الـحر أن الـولايات المـتحدة وغيـرها مـن الدول ترغـب بتقسيم سوريا بيـن الأسـد والمتطرفين للدفع باتجاه حل يبقي الأسـد أو معـظـم حكــومتــه فـي السـلـطـة.

 

الكاتب السياسي الألماني «تودينهوفر» بعد عودته من مناطق «داعش»: يريدون قتل كل مسلم يؤمن بالديموقراطية

علاء جمعة

برلين ـ «القدس العربي» : قال الناشر والكاتب السياسي الألماني وعضو البرلمان السابق، يورغن تودنهوفر والذي عاد من زيارة لتنظيم «الدولة الإسلامية» بأن حركة بغيدا العنصرية، والتي ظهرت في المانيا، وتنادي بطرد المهاجرين الاجانب، وضد أسلمة الدولة ،تلعب اللعبة ذاتها، التي يقوم بها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأن محاربي داعش المتطرفين أظهروا له سرورهم لما تقوم به الحركة ضد المسلمين في أوروبا، وأعربوا عن أملهم أن يؤدي هذا إلى ردة فعل معاكسة يقوم بها الإسلاميون المتشددون والجهاديون في أوروبا . وتعلن حركة بيغيدا رسميا عداءها للجهاديين او الاجانب الرافضين الاندماج،غير ان المشاركين في التظاهرات يحملون ايضا على «النخب السياسية» و»البيروقراطيين الاوروبيين» و»ووسائل الاعلام « لاتهامهم بالترويج لتعددية ثقافية «تذوب» فيها الثقافة الألمانية.

أقوال تودنهوفر جاءت أثناء مقابلة أجرتها معه صحيفة دي فيلت الألمانية، بعد عودته وابنه الذي اصطحبه معه من المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش، وذلك بعد عدة اشهر من المفاوضات مع قادة التنظيم. ويؤكد الكاتب الألماني أنه راسل أكثر من ستين جهاديا المانيا انضموا لداعش عبر الفيسبوك والسكايب، بغرض الوصول إلى اتفاق تضمن له السماح بزيارة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، دون التعرض له، حيث أن المفاوضات استمرت أشهرا طويلة قبل أن يسمح له مكتب الخليفة بهذه الزيارة .

وعن أهمية هذه الزيارة قال تودنهوفر أنه من المهم الوصول إلى هؤلاء الناس للسماع منهم حين أنه اذا أردنا فهمهم أو حتى محاربتهم والانتصار عليهم، فأنه من المهم فهم طبيعة عدوك، لذلك «كان من المهم أن أستمع منهم وأحاول أن أرى الأمور من منظورهم، ولقد كتبت عدة كتب عن الإسلام والشرق الاوسط، فعندما كتبت عن الحرب العراقية التقيت بنوري االمالكي وبقادة الحركات المعارضة، وعندما كتبت عن أفغانستان التقيت بعبد الحميد كرزاي وبقادة من طالبان، لذلك كان مهما أن أجتمع أيضا مع قادة من تنظيم الدولة الإسلامية وان ارى كيف يعيشون واشاهد كيف يعيش الناس العاديين في مناطق حكمهم، وكان ضروريا أن احصل على موافقة منهم مع تاكيدي لهم بأنه يعلم بأنه انتقدهم أكثر من مرة على الاعلام وكتب ضدهم وأنه التقى الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق».

طبيعة الحياة العادية في المدن التي تحكمها داعش هي مختلفة من مدينة لاخرى فبحسب الكاتب الألماني أنه وجد أن داعش ضعيفة بالرقة مقارنة عما وجد حكمها بالموصل. وبانه لمس أن الرئبس السوري بشار الاسد لا يزال يملك نفوذا في أجزاء من الرقة خاصة أنه لا زال يدفع برواتب الموظفين التابعين له. أما في الموصل فلقد كان الامريختلف تماما، فداعش تملك هناك اليد الطولى في الحكم، وسيطرتها مطلقة، إلا أنه لمس أن الناس يعيشون حياة عادية، فليس جميع الناس ملزمين بالانضمام للتنظيم، كما أنه شاهد الناس يرتدون ملابسا غربية أيضا وليس فقط اللباس التقليدي لمحاربي داعش الذي نراه على شاشات التلفزيون، فكل شيء يسير بشكل عادي تماما كاي مدينة عادية أخرى، وقال تودنهوفر أنه التقى بعشرات الاوربيين والأمريكيين الذين جاؤوا للانضمام إلى داعش واصطحب بعضهم عائلاتهم معهم ـ وأنهم أخبروه بأنهم سعيدون لخوض التجربة. كما أنه زار السجون التي يشرف عليها التنظيم والتقى بالمساجين وكان هناك فتى تم ضبطه أثناء لقاء صديقته المنقبة بالكامل بالشارع وتم حبسه يوما كاملا، كما أن شخصا أخر حكم عليه بالحبس بضعة أسابيع بعد أن وجدوا لدية أعدادا كبيرة من الاقراص المنومة.

الشيء الذي لم يكن مريحا لعضو البرلمان الألماني السابق هو الفكر الذي يعتنقه هؤلاء الناس، فهو كان متوقعا أن المصالح المادية هي المحرك الرئيس لهم. ليفاجئ بأنهم يعتقدون تماما بأنهم يقومون بدور تاريخي كبير، لنشر الإسلام على طريقتهم، وبأنهم يؤمنون تمام الايمان بأنه يجب القضاء على أي ديانة أخرى غير الديانات السماوية الثلاث وهي اليهودية والمسيحية والإسلام ( على طريقة داعش فقط)، حتى لو أدى ذلك إلى افناء الملايين، كما أنه يجب قتل كب مسلم يؤمن الديموقراطية، وهم يعلمون أن هذا يعني قتل عشرات الملايين من المسلمين، فالديموقراطية وضعها بشر وتطبيقها يؤدي إلى عدم تطبيق شرع الله حسب اعتقادهم.

وعندما واجههم الكاتب الألماني وقال لهم بانه قد قرأ القران الكريم ويعرف أن الإسلام هو دين الرحمة وبأن ما يفعلونه هو معاكس لما هو موجود في القران الذي أمررهم بإظهار العطف والرحمة على الآخرين والشعور مع الضعيف، أجابوه بأن كلامه صحيح إلا أنه بالرغم من ذكر كل هذه الاشياء في القرآن الكريم، إلا انهم يعتقدون أن الوقت الان هو غير الوقت السابق وانه لا يصلح لهذا الزمن سوى السيف، وهو ما يفعلونه الان في العراق وسوريا والشرق الاوسط وقريبا في كل أنحاء العالم.

ولايؤمن تودينهوفر بأن ما يقوم به الغرب من غارات جوية وقصف مدفعي وغيرها من الامور العسكرية، هو أمر مجد فمدينة مثل الموصل الذي يبلغ تعداد سكانها 3 ملاين نسمة يحكمها حوالي خمسة الاف مقاتل من داعش، وان اراد الغرب قتلهم أو الوصول اليهم فإنه يجب على الغرب ابادة المدينة عن بكرة أبيها للوصول اليهم.

والحل هو أن تنتفي أسباب وجود هذا التنظيم، لأن وجود داعش كما يرى الكاتب الألماني تودينهوفر هو نتيجة لما حصل في حرب العراق وتدمير الدولة وحل الجيش واضطهاد السنة الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكانه، استقطاب السنة ودمجهم بعدل في مرافق الدولة والغاء التمييز سيكون الدافع للثورة على حكم داعش والقضاء عليهم، فالعنصر السني هو الوحيد القادر على ذلك دون أن يتحول الصراع إلى طائفي أو مذهبي.

 

فوبيا الأمن الأوروبي تستبيح حقوق المهاجرين

ستوكهولم ــ ناصر السهلي

يشعر السياسيون الأوروبيون والأمنيون، مع كل حادث يحمل سمة العنف، بضغط أكبر من مجتمعاتهم للتأكيد على قدرتهم على حماية المواطنين، مهما كان الحادث بعيداً، مثل احتجاز الرهائن في أستراليا. في الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري استشعر وزراء العدل الأوروبيون حجم الورطة التي ساهم بها التركيز الإعلامي والسياسي على خطر “داعش” وما يشكله من ضغوط في مجتمعاتهم.

 

ولأنّ العمل الأمني في الدول الأعضاء يتطلب تشريعات وقوانين صادرة عن البرلمانات، فقد ناشد وزراء العدل الأوروبيون برلمان الاتحاد الأوروبي والمشرعين لمنحهم صلاحيات مراقبة وتسجيل المشبوهين بالإرهاب.

 

من جهتهم، اعتبر وزراء الداخلية ومفوضو الهجرة في دول الاتحاد الـ28 في اجتماعاتهم أنّ “هؤلاء الذين يسافرون من الاتحاد للمشاركة في الحروب، ثم يعودون إليها باتوا يشكلون خطراً بوجه أوروبا”. وطالبوا البرلمان الأوروبي بمنح صلاحيات لوزارات العدل لتبادل المعلومات حول سجلات لوائح المسافرين للتعرف إلى المشتبه بتشكيلهم خطراً على الأمن الأوروبي. وبحسب ما رشح من تلك الاجتماعات، فإنّ مسؤولي مكافحة الإرهاب يرغبون بعمل واضح يخولهم “التحقق وتسجيل لائحة معلومات عن المسافرين، لكي تشمل عناوينهم وخط سير الرحلات وكيفية دفع ثمن البطاقات وعدد الحقائب التي حملها كلّ مسافر”.

 

في المقابل، يرفض بعض المشرعين في البرلمان الأوروبي منح تلك الصلاحيات، باعتبار الأمر “تجاوزاً لحقوق الخصوصية التي من المفترض أن يتمتع بها مواطنو الاتحاد، واعتداء على الحقوق المدنية”. ويخشى هؤلاء أن “يجري استغلال مثل تلك الإجراءات المطلوبة للتدخل في سيادة الدول وإقامة أنظمة مراقبة تضيّق على المواطنين”. وهو ما تجادلت حوله الكتل البرلمانية اليمينية واليسارية المعادية بالأصل لفكرة الاتحاد واستصدار مثل تلك التشريعات.

 

أما ما يخيف الجهات الأمنية فعلاً، فهي التقارير حول اتساع “عمليات تزوير جوازات سفر أوروبية، يجري استخدامها عادة لتهريب اللاجئين من بلدان كاليونان وإيطاليا وتركيا”. ويبدو أنّ تخوفات الأوروبيين ونقاشاتهم الداخلية باتت تحمل الكثير من الخشية من “خلايا يجري دسها بين اللاجئين”. لكنّ المحامية المدافعة عن قضايا المهاجرين هيليا راتزر، تؤكد لـ”العربي الجديد” أنّ “كلّ هذه التحذيرات والتشديدات تغطي على عجز سياسي لدول الاتحاد في تحمل مسؤوليتها أمام حاجة اللاجئين لتخفيف شروط الدخول واستقبال المزيد”.

 

سورية: المعارضة تصدّ هجوماً للنظام في الزبداني

دمشق ــ هيا خيطو

تمكّنت المعارضة السورية المسلّحة أمس الأحد، من صدّ هجومٍ لقوات النظام في الجبل الغربي لمدينة الزبداني، أثناء محاولة الأخيرة استرجاع حاجزين لها فقدتهما مؤخراً، في وقتٍ طال فيه قصف مدفعي وصاروخي عنيف المدينة ومحيطها، مخلّفاً أضراراً مادية.

 

وأفاد الناشط الإعلامي من الزبداني، محمود قويدر، “العربي الجديد” بأنّ “قوات النظام حاولت التقدّم لاستعادة حاجزين لها خسرتهما منذ أيام في الجبل الغربي للمدينة، بالتزامن مع تأمينها لغطاء ناري كثيف، إلّا أن الثوّار تصدّوا للهجوم بالقرب من حاجز المزابل، وقتلوا نحو عشرين عنصراً لقوات النظام، كما استولوا على دبابة، ومدفع (23)”.

 

وأحكم مقاتلون من لواء “الفرسان” وكتيبة “حمزة بن عبد المطلب”، التابعين لكتائب “أحرار الشام الإسلامية”، سيطرتهم يوم الخميس الماضي على الحاجزين، ما أدى إلى مقتل 35 شخصاً في صفوف قوات النظام”.

 

وبحسب مصادر محلية، فإنّ “الثوّار هدفوا من الهجوم على حاجزي الجبل الغربي، إلى فتح طريق لهم نحو لبنان، مروراً بقرية الكفير، وذلك بعدما أغلقت قوات النظام كافة الطرق في محيط الزبداني الحدودية، وزرعت فيها الألغام، الأمر الذي أدى لمقتل العديد من مقاتلي المعارضة أثناء عبورهم للجبال”.

 

في موازاة ذلك، أفاد عضو تنسيقية الزبداني، زين نور، “العربي الجديد” بأنّ “قوات النظام استهدفت اليوم بالمدفعية الثقيلة، وقذائف الهاون، والصواريخ، مدينة الزبداني والجبل الغربي المجاور لها، من حواجز المعسكر، وهابيل، والشميس، والصاروخية، وآية الكرسي، والحورات، وسط إطلاق نارٍ كثيف من حاجزي العقبة والشلّاح، من دون ورود أنباء عن وقوع إصابات”.

 

وتحاصر قوات النظام مدينة الزبداني بأكثر من ثمانين حاجزاً ونقطة عسكرية، أغلبها تابعة للفرقة الرابعة، وذلك نظراً لأهمية المنطقة الاستراتيجية، التي كانت ولا تزال تشكّل واحدةً من أهم طرق إمداد النظام لـ”حزب الله” بالسلاح.

 

وكان الطيران المروحي قد ألقى يوم أمس السبت، 12 برميلاً متفجراً، استهدفت ثمانية منها الزبداني البلد وجبلها الشرقي، في حين طالت البقية بلدة مضايا المجاورة، مما ألحق أضراراً مادية.

 

قادة “داعش” يُخلون أُسرهم من الموصل لسورية

أربيل ــ العربي الجديد

كشف مسؤول كردي لـ”العربي الجديد”، عن مغادرة أُسر غالبية المسؤولين في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محافظة نينوى بشمال العراق، من الأجانب والعراقيين، تحسباً لتعرّض مدينة الموصل، وهي مركز المحافظة لهجوم مباغت.

 

وقال المسؤول الإعلامي للحزب “الديمقراطي الكردستاني” بمحافظة نينوى، سعيد مموزيني، لـ “العربي الجديد”: “مصادرنا رصدت عمليات مغادرة جماعية لأُسر المسؤولين في تنظيم “داعش”، في نينوى باتجاه الأراضي السورية، تحسباً لهجوم مباغت من قبل القوات العراقية والبشمركة بغطاء جوي”.

 

وأضاف “غادرت اليوم السبت (أمس)، ثماني حافلات كبيرة مدينة الموصل، وكانت محمّلة بأُسر مسؤولي “داعش”، وجلّهم من أهالي بلدة تلعفر شمال غرب نينوى، متوجهة الى الأراضي السورية، لتجنب وقوعهم إما اهدافاً للقصف الجوي أو في أسر أية قوات تهاجم المدينة”.

وأوضح مموزيني أن “من بين المغادرين الى سورية زوجات وأبناء مسؤولي “داعش” من أهالي تلعفر من التركمان والعرب، ممن كانوا يتولون مواقع قيادية في التظيم والمتورطون في الكثير من الجرائم ضدّ الأهالي في مناطق نينوى، لذا جرى إخراجهم من العراق خوفاً من انتقام الأهالي من أسرهم”.

 

وأشار المسؤول نفسه إلى أنّ “قادة داعش من أهالي تلعفر عُرف عنهم التشدّد والقسوة والإجرام حتى مع المدنيين، وبشكل خاص ضدّ القوميات الكردية من الإيزديين، وضدّ المسيحيين أيضاَ”.

وكانت عمليات قتل واسعة قد نُفذت ضدّ الإيزديين في قضاء سنجار ممن رفضوا اعتناق الاسلام بعد دخول “داعش” إلى المنطقة، فيما نزح الآلاف من الأهالي. وعمد مسلّحو “داعش” إلى أسر عدد من النساء بهدف اتخاذهن سبايا مع أطفالهن، أو كي يتم تدريبهن على السلاح والعمليات الانتحارية.

 

وعلى صعيد الاستعدادات الجارية للهجوم على مدينة الموصل، أكد مموزيني أنّ ثلاثة معسكرات افتتحت لاستقبال المتطوعين لقتال “داعش”.

وأوضح أنه تم افتتاح “معسكر في بعشيقة، وثان في مخمور، وثالث في ربيعة، وكلها مناطق تحيط بالموصل، وقد استقبل معسكر واحد وهو معسكر بعشيقة نحو 4 آلاف متطوع”.

ورغم الاستعدادات الجارية لطرد مسلّحي “داعش” من مدينة الموصل، من خلال السيطرة على مناطق محيطة بالمدينة وتدريب القوات وتجهيزها بالسلاح، فإن تحقيق ذلك الهدف يظل صعباً وبالغ التعقيد من دون تدخل لقوات التحالف الدولية على الأرض، خصوصاً القوات الأميركية، إضافة إلى الغطاء الجوي.

 

 

المعارضة تكافح الفساد في حلب

خالد الخطيب

أثار التعليق القائل بإن “قائد جبهة ثوار سوريا جمال معروف، اليوم، أكثر حزناً من بشار الأسد، لخسارة قوات النظام معسكري وادي الضيف والحامدية بريف إدلب”، جدلاً واسعاً بين الناشطين السوريين، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك إبان سيطرة جبهة النصرة على معسكرين تابعين للنظام السوري في ريف إدلب، منتصف كانون أول/ديسمبر. سقوط المعسكرين، أنهى الحملة الإعلامية التي شنتها المعارضة ضد جبهة النصرة، لاستنكار هجومها على جبهة ثوار سوريا، بحجة الفساد والإفساد، بحسب بيان جبهة النصرة.

 

السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، إنتابهم التفاؤل بعد الإنتصارات التي حققتها الفصائل الإسلامية في ريف إدلب، بالتزامن مع الموقف الخطير الذي تعانيه حلب، والهاجس الجاثم على صدور المعارضين الحلبيين، بأن حصار حلب بات قاب قوسين أو أدنى.

 

وربما تسرب إلى أذهان الحلبيين، أن سبب الإنتصارات تلك، ما كان ليحصُل لولا مكافحة الفاسدين من كتائب المعارضة المسلحة، وملاحقتهم قضائياً. وسرعان ما انتقلت التجربة إلى حلب، حيث تعج المدينة بفصائل متنوعة من كتائب المعارضة، والتي تختلف مشاربها الفكرية والعقائدية.

 

قائد عسكري لكتيبة معارضة في حلب، يقول: “ها قد بدأنا نحصد ثمار حملتنا ولله الحمد، وقد أكرمنا الله بتقدم ملحوظ على جبهات الملاح وحندرات شمال المدينة، كما تزامن ذلك مع قصف قوات التحالف الدولي مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشمالي في تل مالد ودابق وأرشاف والمداجن. وبذلك تم إحباط مخطط التنظيم بالتقدم نحو مدن وبلدات آخرى في ريف حلب الشمالي”. ويضيف القائد قائلاً: “كنا ممنوعين من النصر، بسبب الفساد وإنتشاره في حلب، ولنا أسوة بما حدث بريف إدلب، التي إنتصرت بعد أن تم القضاء على الفصائل والأشخاص المسيئين”.

 

قوات المعارضة السورية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في حلب، بدأت منذ 18 كانون أول/ديسمبر، حملة “ملاحقة الفاسدين في حلب”، ويشترك فيها عدة فصائل، أبرزها: جبهة النصرة وجيش المجاهدين والجبهة الإسلامية، وتم خلالها إلقاء القبض على عدد كبير من قادة وعناصر تابعين لكتائب مسلحة، وأيضاً طال الاعتقال مدنيين وجهت لهم تهم متنوعة، أبرزها: السرقة والإتجار بالمخدرات والقتل وإستخدام السلاح لترويع الآمنين. الحملة لا تزال مستمرة، بحسب القائمين عليها. واعتمدت الحملة على مركز للشكاوى في الريف شمال حلب، لإستقبال الشكاوى على المدنيين الفاسدين والعسكريين على حدٍ سواء.

 

أحد الشباب المنتمين للمعارضة المسلحة، شمالي حلب، أكد أنه ليس بمتفائل من هذه الحملة، وأنها لن تحقق أهدافها المرجوة، وأن ما تقوم به جبهة النصرة والفصائل الإسلامية المشتركة معها، ما هو إلا لبسط سيطرتهم على حلب، وتهميش باقي الفصائل. ويضيف: “يمكننا القول إنها حملة لتصفية الحسابات، ليس إلا”.

 

في حين يقول أحد المطلوبين الهاربين، بسبب الحملة: “هذه الحملة ليست عادلة، وهي مناطقية بشكل بحت، حيث تتم ملاحقة أشخاص معينين في كل مرة، ممن يشكلون خطراً على وجود الفصائل الإسلامية وإنتشارها، ويتم غض الطرف عن آخرين بسبب ولائهم المطلق، بغض النظر هل هم أشخاص فاسدين أم لا؟”.

 

قائد في الجبهة الإسلامية، المشاركة في الحملة، يقول بإن “الوضع في إدلب مختلف تماماً عن حلب، حتى بالنسبة لتركيبة المقاتلين التي تتألف منها فصائل المعارضة”. ويضيف أنه “لا يعير أي إهتمام لهذه الحملة لإنها كسابقاتها، تستهدف مجموعة من الأشخاص، ومن ثم تتوقف بعد أن تكون حققت أهداف القائمين عليها”. ويُرجح القائد أن تبقى الأوضاع بحلب على ما هي عليه الآن، إلى أن تنجح قوات المعارضة بصد تقدم قوات النظام السوري، التي تنوي تطويق المدينة وحصارها. وبعد ذلك، “نستطيع أن نقول أن أي حملة تهدف لمكافحة الفساد في المناطق الخاضعة لسيطرتنا، ربما ستلقى النجاح، وذلك إذا إتخذت لها معايير سليمة وعادلة، أشك في أنها موجودة الآن، ويعمل بها” .

 

عملية السلام التركية.. على الأراضي السورية

سميان محمد

زار قائد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، باهوز أدال، الأراضي السورية، الخميس، واجتمع في مدينة المالكية “ديريك”، على الحدود السورية-العراقية-التركية، بأهالي ضحايا النزاع التاريخي التركي-الكردي.

 

زيارة أدال للمناطق الكردية السورية، الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا، لا تعتبر الأولى لمسؤول رفيع في حزب العمال؛ حيث سبقه القيادي جميل باييق، الذي زار مدينة قامشلي أكثر من مرة، كما أن القيادي في حزب الشعوب الديمقراطية المقرب من حزب العمال، أحمد تورك، كان قد زار مدينة كوباني عدة مرات، قبل وبعد هجمات مقاتلي تنظيم الدولية الإسلامية عليها.

 

وتشكل المناطق الكردية في سوريا عمقاً استراتيجياً لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين يقاتلون جنباً إلى جنب مع مقاتلي وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي، في مدينتي كوباني ورأس العين، الملاصقتين للحدود التركية.

 

رئيس حزب الشعوب الديمقراطية والمرشح السابق للرئاسة التركية صلاح الدين ديمرطاش، كان قد طالب الثلاثاء، بأن تلحق منطقة سنجار العراقية، بالكانتونات التي أعلنها الإتحاد الديمقراطي في كل من عفرين وكوباني وقامشلي، في سوريا، وذلك في وقت تخوض فيه قوات البيشمركة العراقية، بالتنسيق مع مقاتلي العمال الكردستاني، ووحدات الحماية الشعبية، اشتباكات ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، في وسط مدينة سنجار، بعد إحرازها لانتصارات في المناطق المحيطة بها، وسيطرتها على الجبل وناحية سنونو.

 

وتأتي مطالبات ديمرطاش، في وقت تسارعت فيه وتيرة مفاوضات السلام التي تديرها حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مع العمال الكردستاني، لحل الأزمة الكردية. وذلك عقب التهديد بالإفصاح عن البنود المتفق عليها ضمن مفاوضات التسوية، والذي وجهه اتحاد المجتمعات الكردية ” KCK”، التي تعتبر امتداداً مدنياً لحزب العمال الكردستاني، في تركيا.

 

وأشار بيان لحزب الشعوب الديمقراطية، إلى أن وفده قد اجتمع بزعيم حزب العمال عبدالله أوجلان، في سجنه بجزيرة أمرالي، قبل يومين. وتابع البيان: “نريد إعلامكم عن وجود مباحثات غير مباشرة ومكثفة، بين أوجلان ووفد الحكومة، في إطار عملية السلام الداخلي”. ولفت البيان إلى أن وفده، سينقل النتائج والتوصيات التي حصل عليها، إلى قيادات اتحاد المجتمعات الكردية، وسيقوم بعدها بنشر معلومات موسعة بذلك الخصوص.

 

ويرى مراقبون أن حزب الشعوب الديمقراطية، يسعى للتخلص من حزب العمال الكردستاني، عبر توجيهه إلى مناطق القتال في سوريا والعراق، من خلال الإسراع بعملية السلام، ودعوة مؤيديه للتظاهر في مختلف المدن التركية، بغرض إجبار الحكومة التركية على السماح لمقاتلي حزب العمال بالتوجه إلى كوباني وسنجار. تتضمن الدعوات ضمناً، أن تكون سنجار وكوباني بديلاً عن جبال قنديل في العراق، التي ينزح إليها مقاتلو العمال من تركيا. وبالتالي إنهاء النزاع المسلح في تركيا، على حساب الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. أوجلان كان قد دعا في وقت سابق، مجمل القوى الكردية إلى توحيد صفوفهم، ضد هجمات تنظيم الدولة على المناطق الكردية، في كل من سوريا والعراق.

 

ولا يخفى أن حزب الشعوب الديمقراطية الذي أدى دوراً مهماً على الساحة السياسية التركية، وخاصة من جهة الاحتجاجات التي نظمها مؤخراً في مختلف المدن التركية، يسعى إلى لعب دور إقليمي أوسع. بدا ذلك واضحاً، من خلال زيارة لوفد الحزب إلى روسيا، التي انتهت الجمعة، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، وعملية السلام في تركيا، وذلك في وقت تسعى فيه روسيا لتنظيم مؤتمر بين النظام السوري وبعض وجوه المعارضة، بهدف الوصول إلى حل للأزمة السورية.

 

واشنطن: القاؤنا أسلحة لداعش .. تقارير خاطئة!

د أسامة مهدي

وضعت الولايات المتحدة اليوم حدًا لتقارير وتصريحات أشارت إلى إلقاء طائرات أباتشي أميركية أسلحة وأغذية لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” شمال بغداد، مؤكدة أنها خاطئة، وأنها مستمرة بدعم العراق في مواجهة المتطرفين الذين يمارسون العنف.

لندن: أكدت السفارة الاميركية في بغداد عدم صحة تقارير وتصريحات اشارت إلى أن الطائرات الأميركية ألقت مساعدات عسكرية لتنظيم “داعش” في منطقة الخضيرة قرب قضاء بلد شمال غرب بغداد، واصفة اياها بغيرالدقيقة. وشددت بالقول: “لم يكن هناك إلقاء أي مواد من الجو للولايات المتحدة الاميركية في أو حول المجال الجوي لقضاء بلد وأن هذه التقارير الإعلامية خاطئة”.

وجددت السفارة التأكيد في بيان صحافي اليوم اطلعت على نصه “إيلاف”، الاثنين، دعم الولايات المتحدة الاميركية ووقوفها مع حكومة العراق والشعب العراقي ضد المتطرفين الذين يمارسون العنف، ودعم استمرار التقدم نحو بناء عراق موحد.

وجاءت توضيحات السفارة هذه ردًا على مسؤول عسكري عراقي قال إن مقاتلين كانوا مرابطين على سواتر في قضاء بلد جنوب تكريت بمحافظة صلاح الدين شاهدوا نزول صندوقين خشبيين على المنطقة التي تحاصرها القوات الأمنية. ورصدت كاميرات الهواتف الشخصية المحمولة لأفراد من القوات العراقية التي تقاتل تنظيم “داعش” إلقاء طائرات أباتشي مجهولة مظلات تحمل أسلحة وموادَّ غذائية لمسلحي التنظيم في قضاء بلد.

وأظهرت لقطات فيديو نشرها متطوعون في قوات الحشد الشعبي للمتطوعين العراقيين الجمعة الماضي هبوط منطاد عملاق في منطقة الحظيرة الشرقية في محيط قضاء بلد جنوب صلاح الدين . وقال مسؤول عسكري في “كتائب حزب الله العراقية” المدعومة ايرانيًا إن “مقاتلين من الكتائب كانوا مرابطين على سواتر منطقة الحضيرة الشرقية في قضاء بلد شاهدوا نزول صندوقين خشبيين على المنطقة التي تحاصرها القوات الامنية واقعة ما بين الحضيرة الشرقية وتل الذهب جنوب مدينة تكريت”.

ومن جهتها اتهمت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي امس الأحد الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول التحالف الدولي بتقديم الدعم والتمويل لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد “ثبوت تزويده بالأسلحة في قضاء بلد”، على حد قولها.

وقال عضو اللجنة ماجد الغراوي في بيان له وزع على الصحافة إن “سقوط منطاد محمل بالأسلحة في منطقة الخضيرة التي يسيطر عليها “داعش” يؤكد تورط الولايات المتحدة الأميركية بدعم الإرهاب”.. مضيفًا ان “واشنطن وحلفاءها يدعمون ويمولون التنظيم بشكل غير مباشر بعد إلقاء طائرات التحالف الدولي مساعدات وأسلحة للإرهابيين”.

اما قائم مقام مدينة بلد مفيد البلداوي فقد أشار إلى أن “طائرة أميركية تابعة للتحالف الدولي أسقطت بشكلٍ متعمّد منطاداً محمّلاً بالأسلحة فوق منطقة الخضيرة التي يسيطر عليها التنظيم”. واوضح أن “العملية جرت الجمعة في المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو “داعش” وتحاصرها القوات الأمنية وفصائل من مسلّحي الحشد الشعبي”. واوضح البلداوي إلى أن”المنطاد الذي يتجاوز عرضه خمسة أمتار كان محمّلاً بأنواع مختلفة من الأسلحة وفق ما أفاد السكان المحليون”. ودعا الحكومة إلى “فتح تحقيق بهذه الحادثة لمعرفة ملابساتها والدولة التي تقف وراءها”.

ولم يصدر أي تعقيب عن الحكومة العراقية لحد الآن عن هذه المعلومات التي راجت خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة، زاعمة القاء طائرات أميركية اسلحة واغذية على مقاتلي “داعش”.

وكانت الولايات المتحدة قد اعترفت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بإسقاط أسلحة عن طريق الخطأ في منطقة يسيطر عليها تنظيم “داعش” في مدينة عين العرب السورية، مؤكدة أن “الهواء دفع بالمنطاد إلى منطقة مقابلة لتواجد القوات الكردية وتم تدمير جزء من تلك الشحنة التي تضم صواريخ عقب سيطرة داعش عليها”.

 

تيار التغيير يرى موسكو لا تصلح لرعاية مؤتمر المعارضة

هل تتجاوز موسكو معارضين سوريين؟

بهية مارديني

تباينت آراء المعارضة السورية حول مواقف موسكو، فبعض التيارات ترى موسكو شريكًا للنظام في قتل السوريين، فيما بعض الأطياف ترى أنه يمكن أن تكون روسيا فاعلة في الحل السياسي.

 

بهية مارديني: “إيلاف” توجّهت إلى وسيم أبا زيد، عضو المكتب التنفيذي لتيار التغيير الوطني المعارض، وتساءلت “هل جاءت دعوة لتيار التغيير الوطني إلى حضور مؤتمر موسكو، وما رأيكم بالمؤتمر بشكل عام بغضّ النظر عن وصولها أم لا؟”.

 

لم الشمل

فأجاب أبا زيد “لم يتلقَ التيار أي دعوة من أي طرف لحضور مؤتمر للمعارضة السورية مزمع عقده برعاية روسية في موسكو”. وأضاف: “رأْينا أن موسكو لا تصلح لأن تكون راعيًا للمعارضة، وهي ترعى النظام في الوقت عينه”.

 

كما رأى بـ”ضرورة لم شمل المعارضة السورية”، وقال: “مازلنا نعتقد أن وثائق القاهرة (العهد الوطني – والرؤية السياسية للحل)، هي أساس مثالي وصحيح لتوحيد رؤى المعارضة السورية، وهي وثائق لا تمثّل السقف الأعلى لما هو ممكن – كما يصوّر البعض – بل هي تمثل مطالب الشعب السوري الأساسية التي ثار من أجلها وقدم في سبيل ذلك كل تلك التضحيات الجسام”.

 

وشدد أبا زيد على أن “تلك الوثائق اتفقت عليها مجمل المعارضة السورية وقتها، وأنكرها معظمهم في ما بعد”. وحول ما الحل برأيه في ظل المراوحة في المكان، أوضح “طالبنا دائمًا بمؤتمر وطني جامع، لا يستثني أحدًا من المعارضة الوطنية، بكل أطيافها ومشاربها وأحجامها، برعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة، وعلى أساس وثائق القاهرة، وفي بلد محايد، قد تكون مصر هي الأنسب، ونرى أن عقد هذا المؤتمر هو أكثر إلحاحًا اليوم في ظل الظروف الراهنة، وحمّى المبادرات الفردية والحزبية والدولية، للاتفاق على – وصياغة – مبادرة سياسية توقف القتل وتسمح للشعب السوري بالعودة إلى مدنه وبلداته، وتعيد إليه القرار الوطني، وتنقل سوريا إلى مرحلة انتقالية تهيئ البيئة المناسبة للتغيير المنشود”.

 

مؤتمر جامع

وقال: “على هذا المؤتمر أيضًا أن ينتج هيئة وطنية، تكون حاملة لأية مبادرة حل سياسي يتبناها هذا المؤتمر”. وشدد على أن “إيجاد البديل هو مهمة المعارضة السورية، وليس المجتمع الدولي، وكانت هذه مهمة الائتلاف، الذي فشل فيها مثل باقي المهام الأخرى، وإيجاد البديل الآن لن يتم إلا بلم شمل المعارضة السورية في مؤتمر جامع، لتبني خطة حل سياسي يتفق عليها الجميع، وليشكلوا هيئة وطنية قادرة على خدمة مشروع التغيير الوطني، وليس الترويج للبدائل الإقليمية أو الدولية”.

 

وأوضح أنه لا توجد مبادرة روسية مطروحة، “هناك جهود روسية لجمع (بعض) المعارضة، وبناء على ذلك، وعلى مواقف روسيا من الأزمة وتمسكها بالنظام، لا يبدو أنهم سيقدمون مبادرة تحقق ولو الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري”.

 

وردًا على سؤال هل سيتجاوز الروس برأيه معارضين سوريين، قال أبا زيد: “الذهاب إلى موسكو ليس هو المستنكر، سيكون مستنكرًا الانضواء تحت المظلة الروسية، وتبني الموقف الروسي الداعم لرأس النظام، وهذا ما يبدو أن موسكو تسعى إليه من خلال مؤتمرها.

 

3 اصطفافات

فالكثير من القوى الوطنية ذهبت إلى موسكو للحوار مع روسيا طوال فترة الأزمة، باعتبار موسكو طرفًا داعمًا للنظام، لأهداف مختلفة. وحوار المعارضة السورية هو جار ومحتدم بالفعل منذ بداية الثورة، بل وأفرز اصطفافات شبه متبلورة عند الجميع، لذلك من الأجدى والأجدر أن يتم الفرز النهائي الآن، من مع الموقف الروسي فليذهب إلى حضن النظام مرورًا بموسكو أو إيران، ومن مع توازن المصالح الإقليمية والدولية فليذهب إلى الائتلاف، ومن مع وثائق القاهرة التي تشكل الحد الأقصى لتطلعات الشعب السوري وأهداف ثورته وحجم تضحياته، فليدفع باتجاه مؤتمر وطني جامع على أساس هذه الوثائق”.

 

هذا وبحث الممثل الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف يوم الأربعاء الماضي مع سفير النظام السوري في موسكو رياض حداد آفاق التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، والمقترحات الروسية بخصوص جمع الحكومة السورية والمعارضة في مفاوضات من دون شروط مسبقة.

 

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن “الأولوية في اللقاء أعطيت لمسائل التنفيذ العملي للفكرة الروسية حول إجراء الاتصالات التحضيرية بين السوريين على ساحة موسكو من أجل تعزيز فكرة إطلاق حوار شامل بين الحكومة السورية ومجموعة واسعة من المعارضة من دون شروط مسبقة، وعلى أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/يونيو عام 2012″.

 

يأتي اللقاء بعدما أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أن لقاء بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة، سيعقد في موسكو في نهاية الشهر المقبل، وفيما أبلغ الائتلاف موسكو عبر هيئته السياسية استعداده لقيادة الحوار، أعلن رئيسه هادي البحرة عدم تلقي الائتلاف دعوة إلى حضوره.

 

الائتلاف: خطة دي ميستورا لا تفي بالغرض

«نابالم» الأسد يحرق حي الوعر

لا يوقف إرهاب الأسد ضد السوريين كل المبادرات والخطط والأحاديث عن مفاوضات، الأمر الذي بات يدفع المعارضة السورية إلى طرح التساؤلات عن جدوى ما يطرحه المجتمع الدولي.

 

فقد استهدفت قوات الأسد حي الوعر في مدينة حمص، بقذائف تحوي مادة «النابالم» الحارقة، ما أوقع عشرات الجرحى في صفوف المدنيين بين مصابين بحروق شديدة، وحالات اختناق بالغازات المنبعثة من القذائف.

 

وقال شهود، إن قوات النظام المتمركزة على حاجزي ديك الجن (شرق حي الوعر) وحاجز المستشفى العسكري (شمال الحي) أطلقت سبع قذائف تحمل مادة «النابالم» الحارقة على مناطق متفرقة من الحي، ما أدى إلى سقوط 16 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال، تفاوتت إصاباتهم بين الخطرة والمتوسطة، كما دخل عدد من المصابين في حالة إغماء بعد استنشاقهم الغازات المنبعثة من هذه القذائف.

 

وأكد الشهود انتشار مادة برتقالية اللون على جدران الأماكن المستهدفة بعد انطفاء الحرائق، ما يؤكد، بحسب خبراء عسكريين، استخدام النظام لمادة «النابالم» في استهداف الحي.

 

ودان الائتلاف الوطني السوري جرائم نظام اسد بحق المدنيين، وقصفه للوعر قبل أيام، وطالب سالم المسلط الناطق باسم الائتلاف «المجتمع الدولي مجدداً بتحمل مسؤولياته كاملة لحماية المدنيين، عبر فرض منطقة آمنة في شمال سوريا وجنوبها وفق الدراسة التي قدمها الائتلاف بهذا الخصوص، لتكون ملجأً آمناً للمدنيين من قصف نظام الأسد».

 

وأكد المسلط أن «هذا القصف الهمجي الذي يصعّد منه نظام الأسد ليس إلا غطاءً لليأس الذي يعيشه هو والميليشيات المقاتلة إلى جانبه، بعد الهزائم التي تلقاها في عدة مناطق سورية».

 

وأمس استشهد 15 مدنيا على الأقل بينهم 7 أطفال، جراء غارات لطائرات النظام الحربية على مدن وبلدات في الغوطة الشرقية هم: 4 أطفال وامرأة ورجلان في مدينة دوما، وطفلان وامرأة في بلدة الريحان المحاذية لمدينة دوما، و5 مدنيين استشهدوا في بلدة زملكا، في حين قصفت قوات النظام ليل السبت ـ الأحد مناطق في أطراف بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية. وقصفت قوات النظام أماكن في منطقتي الرحيبة وجيرود بالقلمون، فيما تعرضت جرود القلمون لقصف جوي عند منتصف ليل السبت ـ الأحد.

 

في غضون ذلك، ناقش وفد الائتلاف الوطني السوري برئاسة هادي البحرة في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري ونبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، والتي وصفها البحرة نها «ليست حلاً كلياً، وهناك تخوف من استغلال تجميد القتال في حلب لنقل قوات نظام الأسد إلى مناطق أخرى»، مطالبا الجامعة العربية بأن «تتحمل مسؤولياتها أمام المأساة السورية».

 

وفي سياق تحرك المعارضة الديبلوماسي، التقى وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أمس رئيس حكومة الائتلاف الوطني أحمد طعمة، وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول برامج الحكومة الحالية.

(الائتلاف الوطني السوري)

 

تواصل المعارك بدمشق وريفها وسط قصف طائرات النظام  

أكد ناشطون سوريون تجدد المعارك، صباح اليوم الأحد، في دمشق بين الثوار وقوات النظام، بينما شهدت محافظات عدة أعمال قصف من قبل النظام وخصوصا في درعا وريف دمشق، مع تواصل القتال في الحسكة بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الكردية.

 

وتجدد اليوم القتال في حي جوبر بدمشق، حيث أكدت وكالة مسار برس أن كتائب المعارضة قتلت عددا من عناصر قوات النظام خلال الاشتباكات بمحيط الحي.

 

وكان حي جوبر قد تعرض مساء أمس بقصف بالغازات المركزة التي يرجح أنها غاز الكلور -وفق ما ذكرته وكالة شام- في حين أشارت شبكة سوريا مباشر إلى أن مصادر طبية وثقت سبع حالات إصابة بالغازات السامة.

 

من جهة ثانية، قالت سوريا مباشر إن قوات النظام قصفت بالمدفعية صباح اليوم مدينة الزبداني بريف دمشق، وأضافت أن صاروخين سقطا على بلدة بالا بالمنطقة، مع تواصل المعارك في داريا ومناطق أخرى.

 

وشهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية (قرب دمشق) أمس قصفا بـالقنابل الفراغية شنته قوات النظام السوري، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل.

 

على صعيد متصل، ذكرت مسار برس أن كتائب المعارضة قتلت ثلاثة عناصر من قوات النظام خلال محاولتهم اقتحام بلدة الهلالية في ريف حمص.

 

كما ذكر ناشطون اليوم أن قوات النظام قصفت بالدبابات والمدفعية مدينة بصرى الشام وبلدة بصرى الحرير في ريف درعا، كما تحدث ناشطون عن قصف مدفعي استهدف مدينة إنخل.

 

وفي اللاذقية، شن النظام غارة على منطقة سلمى بجبل الأكراد، بينما استهدف الثوار معاقل قوات النظام في قرية تلا بقذائف محلية الصنع، كما استهدفوا نقطة عسكرية في قرية خربة باز.

 

ويتواصل القتال في الحسكة شرقي البلاد بين تنظيم الدولة وقوات الحماية الشعبية الكردية، وخصوصا في قرى أبو قصايب والوهابية وتل غزال وريف رأس العين الجنوبي، في حين استهدفت قوات النظام ريف مدينة القامشلي بالمدفعية.

 

وتأتي هذه الأحداث بعد يوم دام في سوريا ذهب ضحيته سبعون قتيلا بنيران قوات النظام، بينهم عشرة أطفال وست نساء وخمسة عناصر من الكتائب المسلحة، وفقا لإحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

 

ولادات مشوهة وإجهاض في ريف دمشق نتيجة الكيمياوي

العربية.نت

 

على الرغم من مرور عام وبضعة أشهر على مجزرة الكيمياوي التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، فإن آثار هذه الجريمة مازالت تظهر في صور عديدة حتى الآن.

 

ففي 26 من الشهر الجاري، شهدت معضمية الشام إحدى مدن الريف الدمشقي التي استهدفها النظام السوري بالسلاح الكيمياوي، رابع ولادة لطفل مشوه خلقياً، حيث أجرى المكتب الطبي في المدينة عملية ولادة قيصرية لسيدة عاشت حصار المدينة وتعرضت للقصف الكيمياوي هي وزوجها، حيث أنجبت طفلها الذي خرج إلى الدنيا مشوهاً، والذي ما لبث أن فارق الحياة بعد ساعات من ولادته، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.

 

وقد سجلت أيضا في المعضمية أكثر من 70 حالة إجهاض، جميعها كانت لأبوين تعرضا للمواد الكيمياوية التي قُصفت بها غوطتا دمشق من قبل قوات النظام السوري، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 1400 مدني.

 

النظام السوري يخسر أكثر من نصف قواته منذ بدء الصراع

دبي – قناة الحدث

 

أفادت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن معهد متخصص في دراسة الحروب أن أعداد قوات نظام الأسد تراجعت إلى أكثر من النصف منذ بدء الصراع في سوريا.

 

وقال المعهد إن “أعداد مقاتلي الأسد تراجعت من حوالي 325 ألفا إلى 150 ألف مقاتل فقط.

 

وأضاف أن “تراجع أعداد المقاتلين يعود بشكل أساسي إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، إضافة إلى انشقاق الكثير من المقاتلين وهجرتهم إلى خارج سوريا”.

 

وبحسب ناشطين سوريين، بلغت أعداد القتلى في صفوف النظام نحو 50 ألف قتيل.

 

ويكثف النظام السوري من تواجد قواته الاحتياطية في مختلف أنحاء سوريا، حيث أشارت معلومات إلى محاولة الحكومة تعويض الخسائر التي منيت بها قوات الجيش النظامي، من خلال استدعاء عشرات الآلاف من القوات الاحتياطية، وتنفيذ مداهمات لعدد من المنازل والأماكن العامة لإيقاف المخالفين لقوانين التجنيد في البلاد.

 

وتأتي هذه الحملة بعد ورود معلومات عن رحيل العديد من مقاتلي حزب الله وإيران والعراق، ومقاتلين شيعة من أفغانستان بسبب انشغالهم في مواجهة داعش.

 

كبيرة المراسلين الدوليين بشبكة CNN أمانبور تختار أهم 3 أحداث لعام 2014

كاتبة المقال: كريستيان أمانبور، كبيرة المراسلين الدوليين بشبكة CNN، تستعرض هنا رأيها حول أهم القصص التي شهدها العالم في 2014، الآراء الواردة هنا تعبر عن رأي أمانبور وحدها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر لشبكة CNN.

 

(CNN)– إن قدمت لي الخيارات لانتقاء أهم أحداث عام 2014، يمكنني أن أقول بأن تجاوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأعراف الأمنية الأوروبية والقوانين الدولية قد يحتل صدارة قائمتي.

 

فتوجه بوتين لانتزاع إقليم القرم بسرعة كبيرة، بالرغم من المعاهدة التي وقعتها روسيا مع الحلفاء الغربيين عام 1994 لاحترام استقلالية أوكرانيا، بالإضافة إلى تدخله العسكري ودعمه للمنشقين الأوكرانيين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا مما ترتب عليه اضطراب في القارة بأكملها، لكن توجه بوتين إلى رقعة الشطرنج الخاصة بأوروبا أدت لحركة “الشيخ مات” القاضية ضد روسيا أيضاً.

 

فقد انتهى العام بأزمة مالية لا تزال روسيا شاهدة عليها، وذلك بسبب العقوبات التي فرضت على البلاد للتدخل بالشأن الأوكراني، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط والأخطاء التي ارتكبها البنك المركزي، والبروباغاندا الإعلامية المناصرة لبوتين إلى جانب الوضع الخانق الذي خنقت فيه وسائل الإعلام المستقلة أدت إلى ارتفاع الإحساس بالوطنية إلى معدلات قياسية لينضم معظم الروسيون وراء دعم بوتين، لكن مقاييس حياتهم التي اعتادوا عليها بدأت بالانهيار نهاية هذا العام، وبدأ معه التذمر أيضاً.

 

كم سيقدم هذا الوضع من عوائق أمام بوتين؟ هل سيضاعف جهوده ليحظى بالمزيد من الخلاف مع الدول الأجنبية؟ أم سيحاول التعامل مع العزلة التي فرضت على روسيا والالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا والتي وقعها مؤخراً، ليستعيد قوته الاقتصادية؟ إن عام 2015 يمثل مسرحاً سنشهد فيه الخطوات التالية التي يمكن لروسيا اتباعها.

 

وبالوضع ذاته، يجب على روسيا أن تغير من تكتيكاتها لتلعب دوراً بناءً في مصيبة شنيعة أخرى والمتمثلة بالوضع السوري، فبعد أربع سنوات على الحرب المستعرة، قدمت روسيا غطاء سياسياً محكماً لنظام بشار الأسد، بينما دعمت إيران العضلات العسكرية للقادة السوريين بالأسلحة، في الوقت الذي أدى فيه النزاع إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص، ووسط معلومات من الأمم المتحدة تشير إلى وجود أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري.

 

وفي هذا العام، شهدنا أدلة على أساليب التعذيب المروعة التي يطبقها نظام الأسد وفرق الإعدام التابعة له وهي حالة عرضتها في إحدى حلقات برنامجي هذا العام، بعد سنوات رفضت فيها الأمم المتحدة وحلفاؤها التدخل في سوريا كان الرابح الأكبر في المنطقة لهذا العام الدولة الإسلامية في العراق والشام، إذ تجاهل العالم نشأة تنظيم “داعش” حتى قام التنظيم بإحكام سيطرته على الموصل في العراق وبدأ بحملة تقطيع رؤوس زملاء صحفيين خلال الصيف.

 

الإعدام الفظيع الذي شهده الصحفيان جيمس فولي وستيفين سوتلوف ومقدمو المساعدات الإنسانية آلان هينينغ وبيتر كاسيغ دعم الاحتشاد لتوجيه الضربات الجوية، التي ساعدت إلى حد ما من وقف توسع تنظيم “داعش”، ومع نهاية عام 2014 بدأت حكومة عراقية جديدة، في جهودها لأن تشمل كافة الأطراف، باتخاذ خطوات أولية مشجعة.

 

لكن التحدي لا يزال قائماً في عام 2015، إذ يعتقد القلة فقط بأنه يوجد مجال لوقف “داعش” وأنه توجد هنالك فرصة لإنقاذ العراق، أو أن الحرب السورية ستنتهي برحيل الأسد، مثلما طالب به الرئيس الأمريكي أوباما عام 2011.

 

ومع نهاية عام آخر من الحرب المستمرة، أخبرتني وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، بأن انعدام الحلول السياسية وسط المذابح المستمرة في سوريا تعد وصمة عار على المجتمع الدولي .

 

وفي عالمه الخاص، اتخذ الرئيس أوباما قراراً تنفيذياً بإخراج كوبا من عزلتها وأن السياسات التي اتخذت بحقها لم تقم بما يتوجب، فبعد نصف قرن من محاولات مكررة للإطاحة بنظام كاسترو (..) ألقى أوباما قنبلة صدمت أمريكا بإعلانه تغيير السياسات مع كوبا قبل أسبوع من الاحتفال بعيد الميلاد، وأن الولايات المتحدة ستتعاون مع كوبا لتصبح مثل حلفائها في أمريكا اللاتينية وكندا وأوروبا.

 

وقال أوباما إن الدولتين ستسعيان لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بالإضافة إلى زيادة كبيرة في حركة التجارة والسفر المتبادلة، وقد شكر الرئيس الكوبي راؤول كاستر البابا فرانسيس على جهوده لضم الطرفين.

 

لكن يمكننا أن نشهد ردة فعل شديدة بين أوساط الكونغرس خلال عام 2015، حيث يمكن للجمهوريين أن يستغلوا أغلبيتهم لمنع تعيين أي سفير أمريكي جديد في كوبا، ويمكنهم أن يرفضوا أي تمويل وعلى وجه الخصوص رفع العزل الاقتصادي الأمريكي المفروض على الدولة.

 

وبالطبع السؤال لا يزال موجهاً حول ردة فعل الأجيال الجديدة من الأمريكيين من أصل كوبي وتقديرها مثل هذا القرار، إذ تغيرت العديد من الأمور، والأجيال الشابة مهتمة بهذا الاندماج أكثر من آبائهم وأجدادهم وغيرهم من الأعضاء الصارمين في الكونغرس.

 

دبلوماسي أوروبي: دول تؤيد حذف النصرة من لائحة الإرهاب إن غيّرت إيديولوجيتها وممارساتها

اسطنبول (24 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى إن بعض الدول الأوروبية على استعداد للتدخل لمحاولة رفع جبهة النصرة عن لائحة الإرهاب الأمريكية إن قامت الجبهة بشكل فوري بتغيير إيديولوجيتها وسياساتها بشكل كلّي، على حد تقديره

 

وأوضح الدبلوماسي الأوروبي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن بعض الدول الأوروبية “كانت تعتقد بأن هناك إمكانية لاستيعاب هذه الجبهة وتأهيلها لتصبح فصيل سوري معارض معتدل، لكن الوقت أوشك على النفاذ ولم تُثبت الجبهة أنها على قدر هذه المسؤولية حتى الآن” ، وفق قوله.

 

وأضاف “كان هناك بصيص أمل بهذا عندما أفرجت الجبهة عن عناصر الأمم المتحدة الفيجيين في هضبة الجولان السورية في آب/أغسطس الماضي، وطالبت فقط بإخراجها من لائحة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية، واعتبره بعض المسؤولين الأوروبيين هذه المبادرة مؤشر حسن نيّة” لدى التنظيم المحسوب على القاعدة

 

وأضاف “قبل سنة، كان هناك قناعة لدى البعض من الأوروبيين بأن الجبهة تحارب النظام السوري ولا تشكل خطراً على الأمن الدولي وأمن المنطقة كحال (داعش) وتنظيمات القاعدة، خاصة بعد إعلانها أن كل عملياتها لن تتجاوز الجغرافيا السورية، ولأن غالبية المقاتلين فيها من السوريين خلافاً لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يعتمد على العنصر الأجنبي بشكل كبير، لكن ما قامت به الجبهة خلال السنة الأخيرة، وإصرارها على الارتباط بالقاعدة وانتهاج نهج متطرف مشابه بشكل أو بآخر لنهج الدولة الإسلامية أقنع غالبية هذه الدول بأن الفكرة التي ناقشوها كانت أقرب للوهم”، على حد تعبيره.

 

وشدد الدبلوماسي على أن “الفرصة تضاءلت الآن، وأوشكت أن تنتهي، وإن أرادت الجبهة الاستفادة من بعض ما يمكن أن ينقذ مقاتليها، عليها التغيير السريع، ولن تكون مثل هذه الفرصة متاحة بعد شهر أو ربما بعد أيام معدودة” حسب تقديره

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد أعلن جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً وطالب أعضاء التنظيم بإلقاء أسلحتهم والتفرق فوراً، وأجاز استعمال القوة العسكرية لإجبارهم على الانصياع لهذا القرار

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى