أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 31 تشرين الأول 2016

وثيقة روسية عن»الاتفاق العسكري» مع أميركا: كتابة دستور سورية… وإبادة 35 ألف «إرهابي»

لندن – إبراهيم حميدي

حمّلت وثيقة رسمية روسية فشل اتفاقيتي وقف العمليات القتالية في سورية إلى أميركا لأنها «لم تنجح في فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين» والوفاء بأي من التزاماتها العسكرية والسياسية والأمنية، لكنها أشارت الى «نجاح» موسكو في تحقيق اهدافها بينها «ابادة ٣٥ الف ارهابي بما في ذلك ٢٧٠٠ شيشاني مقابل قتل المعارضة لـ «٣٥٣٢ عسكرياً سورياً و١٢٨٠٠ مدني».

وسلمت الخارجية الروسية هذه الوثيقة، التي حصلت «الحياة» على نصها، الى اطراف معنية بالملف السوري بالتزامن مع اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل محاولات الوصول الى اتفاق مع اميركا لهدنة دائمة وإطلاق عملية سياسية لتنفيذ «بيان جنيف». وهنا النقاط الأساسية في الوثيقة، المتوافرة باللغتين الروسية والإنكليزية:

أولاً، اتفاق وقف العمليات العدائية الروسي – الأميركي في ٢٢ شباط (فبراير) الماضي.

١- تنفيذ وقف العمليات القتالية في كل سورية اعتباراً من ٢٧ شباط: اكدت روسيا والحكومة السورية التزام التنفيذ الكامل للاتفاق، في حين اكدت اميركا ومجموعات معارضة ضمن الإطار الزمني ذلك «لكن فقط من المعارضة المعتدلة» حيث واصل ٢٠ فصيلاً «العمليات العدائية». وكانت النتيجة تسجيل ٢٠٣١ خرقاً للاتفاق من «الفصائل المعتدلة» بين ٢٧ شباط و الأول من ايلول (سبتمبر) ما ادى الى مقتل ٣٥٣٢ عسكرياً سورياً و١٢٨٠٠ مدني، اضافة الى جرح ٨٩٤٩ عسكرياً و٢٥٦٤٢ مدنياً.

٢- ابلاغ الأطراف المعنية التزام الاتفاق بموجب الموعد المحدد في الـ ١٢ ظهراً بتوقيت دمشق من ٢٦ شباط: سلمت روسيا الى اميركا قائمة بـ ٤٧ فصيلاً «معتدلاً» التزموا الاتفاق، لكن اميركا قدمت قائمة ضمت ١٣٨ فصيلاً «معتدلاً» بينها اثنان ينتميان الى «داعش» وثماني فصائل تنتمي الى «جبهة النصرة». وكانت النتيجة «الفشل في فصل المعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية المعتدلة».

٣- تبادل المعلومات بين روسيا وأميركا حول حدود المناطق المشمولة باتفاق وقف العمليات القتالية: قدمت موسكو الى واشنطن معلومات عن مناطق الفصائل الـ ٤٧ «المعتدلة»، في حين لم تقدم واشنطن اي معلومات وخرائط حول مناطق المعارضة.

٤- تحديد مناطق «داعش» و «جبهة النصرة»: قدمت موسكو الى واشنطن خلال المشاورات خراط «داعش» و «النصرة»، لكن الوفد الأميركي قال ان المعلومات المقدمة من الجانب الروسي «ليست صحيحة. كما قدم الجانب الأميركي خطة عامة عن مناطق النصرة لاتسمح بفصل المعتدلين عن جبهة النصرة».

النتيجة من البندين الثالث والرابع، كانت، وفق الوثيقة، «الفشل في تحديد مناطق المعارضة المعتدلة لتحديد منتهكي الاتفاق». كما ان «جبهة النصرة» احتفظت بقدراتها القتالية وكثفت هجماتها على القوات الحكومية السورية، اضافة الى هجمات ارهابية على المدنيين».

٥- استئناف الضربات ضد «داعش»: واصل الطيران الروسي القيام بحوالى ١٥٠ طلعة يومياً على مناطق «داعش» و «النصرة» وتم «تحرير» ٥٨٦ قرية و١٢٣٦٠ كيلومتراً مربعاً وجرت ابادة ٣٥ ألف إرهابي بما في ذلك ٢٧٠٠ عنصر من «رابطة الدول المستقلة» (دول سوفياتية سابقة). في المقابل، لم يقم الطيران الأميركي بأي ضربة ضد «النصرة» وشن بين ٦ و١٥ غارة يومياً ضد «داعش». والنتيجة كانت مقارنة بـ ٢٠١٥، تضاعف عدد الأعمال الإرهابية والعمليات الانتحارية من «النصرة» في ٢٠١٦.

٦- تأسيس مجموعة العمل لوقف العمليات القتالية ضمن «المجموعة الدولية لدعم سورية»: ووفق الاتفاق، وصل ممثلو روسيا الى جنيف، كما هو الحال مع ممثلي اميركا. وأثمر هذا عن تبادل المعلومات لتنفيذ الاتفاق.

٧- تأسيس آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق: روسيا اسست مركزاً للمصالحة للأطراف المتنازعة في سورية وأرسلت ممثليها الى كل المحافظات لمراقبة تنفيذ اتفاقات المصالحة المبرمة بما في ذلك الى مواقع القوات الحكومية السورية. وجرى تحريك٧٠ وحدة متنقلة للمراقبة الميدانية، في حين اعتمدت اميركا في تقويمها على «معلومات موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي». لذلك، لم يتم تأسيس مركز مراقبة مقبولاً من الأطراف المعنية.

٨- تأسيس خط احمر بين قاعدة حميميم في اللاذقية ووحدة التحليل السياسي والعسكري للجيش الأميركي في عمان: روسيا أسست خطاً احمر للاتصال ضمن الإطار الزمني، في حين أقدمت اميركا في شكل انفرادي على توقيف خط الاتصال بدءاً من ٢٨ تموز (يوليو) في عمان. (يُعتقد بأن هذا جاء بعد ضرب الطيران الروسي لـ «جيش سورية الجديد» في التنف قرب حدود سورية والعراق وضرب معسكر كان فيه خبراء اميركيون وبريطانيون مرتين في حزيران- يونيو وتموز). النتيجة ظهور عدم وجود نفوذ لأميركا على فصائل المعارضة وعدم القدرة على تلبية مطالب روسيا.

٩- دعم الانتقال السياسي: روسيا أجلت مسنين من ٨٤٧ بلدة وقرية وضمت ٦٩ وحدة من «المعتدلين» في عمليات المصالحة واستمرت في صوغ مسودة للدستور السوري، في حين «فشلت اميركا بالضغط على الفصائل المعتدلة لسحب انذارها لبشار الأسد بضرورة التنحي قبل الانتخابات». النتيجة ان العملية السياسية وصلت الى افق مسدود.

 

فشل أميركي في «عزل» الإرهابين

ثانياً، الاتفاق الروسي – الأميركي في ٩ ايلول حول خفض مستوى العنف وإدخال المساعدات الإنسانية وتأسيس مركز مشترك

١- استئناف وقف العمليات القتالية في كل سورية اعبتار من الساعة السابعة في ١٢ ايلول: روسيا تأكدت ان الجيش السوري يلتزم الاتفاق وراقبت تنفيذ الاتفاق عبر نشر كاميرات فيديو للنقل المباشر على الإنترنت. وعلى رغم الخروق، جرى تمديد اتفاق وقف العمليات العدائية مرتين لـ ٤٨ ساعة ولـ ٧٢ ساعة. الهدنة استمرت سبعة ايام. لكن اميركا «فشلت في إلزام المعارضة المعتدلة بالاتفاق». النتيجة انه «بين ٩ و١٢ ايلول، قامت فصائل المعارضة المعتدلة بـ ٣٠٢ وخرقين ما ادى الى مقتل ٨٣ مدنياً وجرح ٢٥٢ آخرين. وفقد الجيش السوري ١٥٣ عسكرياً».

٢- تأسيس نقطة مراقبة لـ «منظمة الهلال الأحمر السوري» في طريق الكاستيلو (في حلب): دعم روسيا تأسيس «المنظمة» نقطة تفتيش في القسم الغربي من طريق الكاستيلو في ١٤ ايلول، لكن اميركا فشلت في إلزام المعارضة المعتدلة في تأسيس نقطة تفتيش». لذلك لم يتم عبور حافلات المساعدات الإنسانية.

٣- انسحاب الجيش السوري والمعارضة المعتدلة من الكاستيلو وفق الآتي، الدبابات والآليات وراء ٣-٣.٥ كيلومتر، والرشاشات الثقيلة وراء ٢.٥ كيلومتر والأفراد وراء مسافة كيلومتر واحد والمراقبون الى ٥٠٠ متر:

بدأت القوات النظامية مرتين الانسحاب من طريق الكاستيلو في ١٥ و١٦ ايلول. ولأن المعارضة لم تنفذ واجباتها، عاد الجيش السوري الى مواقعه، في حين فشلت اميركا في إلزام المعارضة بالانسحاب من الكاستيلو. النتيجة انه لم تتوافر ضمانات بالأمان لحافلات الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية.

٤- ايصال المساعدات الى حلب: وإذ وفرت روسيا اقامة سبعة ممرات لعبور المدنيين وواحد للعسكريين (لإخراجهم من شرق حلب) ونسقت ايصال المساعدات الإنسانية، وضع المتمردون متفجرات في كل مخارج حلب وضايقوا المدنيين الذين ارادوا الخروج. كما ان قادة من المعارضة رفضوا ادخال حافلات المساعدات الإنسانية. وكانت النتيجة ان المدنيين في حلب لم يتوافر لهم الطعام والدواء ولم يتوافر لهم طريق للنجاة والخروج.

٥- تأسيس مركز مشترك روسي – اميركي لقتال «داعش» و «جبهة النصرة»: اذ وصل ممثلو روسيا الى المركز المشترك، فإنهم لم يتمكنوا من تنفيذ واجباتهم بسبب رفض من جانب ممثلي اميركا، ذلك ان الأميركيين وصلوا (الى جنيف) لكنهم لم ينخرطوا في المناقشات والتنفيذ بناء على تعليمات من واشنطن. والنتيجة كانت ان العمليات العسكرية المشتركة الروسية – الأميركية ضد «داعش» و «النصرة» لم تبدأ مطلقاً كما كان متفقاً عليه.

٦- بدء الغارات المشتركة ضد «داعش» و «النصرة»: قام الطيران الروسي منفرداً بالاستمرار في ضرب «داعش» و «النصرة» بمعدل ٥٠ طلعة يومياً تضمنت ١٤٠-١٥٠ غارة في شكل وسطي، لكن القوات الجوية الأميركية لم تضرب «النصرة» وحافظ الطيران الأميركي على ١٢-١٥ طلعة يومياً تضمنت ٨-١٠ غارات. وفي ١٧ ايلول، ضرب الطيران الأميركي موقعاً للجيش السوري قرب دير الزور، ما ادى الى مقتل ٦٢ عسكرياً وجرح اكثر من مئة آخرين. لذلك، «لم يجر مطلقاً بدء الغارات المشتركة ضد داعش والنصرة ما سمح للإرهابيين باستعادة السيطرة على مناطق واسعة والقيام بهجمات ضد القوات الحكومية السورية». (في اشارة الى تقدم فصائل معارضة وإسلامية في ريف حماة وقرب حلب).

 

حرب شوارع وأبنية غرب حلب

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

اندلعت حرب شوارع في حي حلب الجديدة بعد توغل فصائل إسلامية ومعارضة في مناطق القوات النظامية غرب حلب، وسط تبادل الاتهامات إزاء استخدام غازات سامة، وشن «الجيش السوري الحر» هجوماً مفاجئاً في ريف درعا للمرة الأولى منذ أشهر، في وقت حققت القوات النظامية و «حزب الله» تقدماً في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق واقتربت من دوما معقل «جيش الإسلام» شرق العاصمة. (للمزيد)

وأعلن «جيش الفتح» الذي يضم «فتح الشام» و «أحرار الشام» وفصائل إسلامية أخرى أحياء حلب الغربية «مناطق عسكرية» وشمل ذلك أحياء «حلب الجديدة والـ 3000 شقة والحمدانية وسيف الدولة والعامرية وحلب القديمة وسوق الهال والمشارقة واﻹذاعة وصلاح الدين»، ما يعني أن هدف الهجوم الذي بدأ أول من أمس يتعدى فك الحصار عن الأحياء الشرقية إلى السيطرة على كامل حلب.

وإذ وزعت «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) صوراً لزعيمها «أبو محمد الجولاني» يقود المعارك في حلب، طالب «جيش الفتح» أهالي غرب حلب بـ «التزام بيوتهم أو اللجوء إلى اﻷقبية والاستعداد التامّ». كما طالب عناصره بحسن التعامل مع المدنيين ممن لا يحمل السلاح.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تستمر المعارك العنيفة في القسم الغربي من حلب، بالتزامن مع مواصلة الفصائل استهدافها المكثف بعشرات الصواريخ، لمشروع 3 آلاف شقة والأكاديمية العسكرية ومحيطها ومناطق سيطرة قوات النظام الأخرى في أحياء حلب الغربية، حيث تتركز الاشتباكات الآن بين القوات النظامية وأنصارها، وجبهة فتح الشام والفصائل المقاتلة والإسلامية، في الأطراف الجنوبية لمشروع 3 آلاف شقة في حي الحمدانية ومحيط أكاديمية الأسد العسكرية وفي أطراف حي حلب الجديدة ومحيطها».

وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض أن فصائل غرفة عمليات «جيش الفتح» توغلت صباح أمس في حي حلب الجديدة وبدأت «حرب شوارع مع القوات النظامية». وأشارت «فتح الشام» إلى أن رتلاً كان متجهاً أمس من حماة إلى حلب، عبر طريق إثريا – خناصر جنوب حلب، تم استهدافه وتدمير دبابة وقتل عناصر وانسحاب رتل آخر.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن «التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى أطراف حلب الغربية استهدفت صباح امس منطقة حي الحمدانية وضاحية الأسد بقذائف تحمل غازات سامة أدت إلى إصابة أكثر من 35 شخصاً بحالات اختناق». ونفى مسؤولون في المعارضة الأنباء، واتهموا النظام بقصف مناطق الاشتباكات بالغازات السامة.

وقال «المرصد» «قتل 38 مدنياً بينهم 14 طفلاً نتيجة مئات القذائف والصواريخ التي تطلقها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب منذ بدء هجومها» ضدها. وأعرب المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا في بيان عن «صدمته وقلقه الشديدين لإطلاق جماعات المعارضة المسلحة عدداً كبيراً من الصواريخ في شكل عشوائي على الأحياء المدنية».

في الجنوب، قال «المرصد» إن القوات النظامية و «حزب الله» حققت «تقدماً استراتيجياً باستكمال السيطرة على بلدة تل كردي ومنطقة تل الصوان وبلدتها في غوطة دمشق الشرقية وباتت على مقربة من مشارف مدينة دوما، معقل «جيش الإسلام». وأشار الى سيطرتها أيضاً على تلال غرب دمشق بحيث باتت «تبسط سيطرتها النارية على مخيم خان الشيح، الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة والإسلامية».

وقال نشطاء و «المرصد» إن «الجيش الحر» شن هجوماً على مواقع القوات النظامية شرق الطريق القديم الواصل بين دمشق ودرعا التي كانت قد سيطرت عليها تلك القوات بداية أيلول (سبتمبر)، مشيرين الى أن الهجوم استهدف «الكتيبة المهجورة» شرق بلدة ابطع، في هجوم نادر باعتبار أن الجبهة الجنوبية بين دمشق والأردن أصبحت هادئة منذ التدخل العسكري الروسي المباشر في أيلول العام الماضي.

 

الغارات الروسية تقتل 10 آلاف في سورية خلال عام

دبي – «الحياة»

وثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل حوالى 10 آلاف شخص في سورية نتيجة القصف الروسي الذي بدأ في 30 أيلول (سبتمبر) 2015.

وقال «المرصد» على موقعه الإلكتروني اليوم (الإثنين) إن 10102 مدنياً ومقاتلاً من فصائل معارضة ومتشددة قتلوا خلال 13 شهراً من التدخل الروسي، خصوصاً من فصائل «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وتشمل الحصيلة 1013 طفلاً دون سن الـ18، و584 فتاة فوق سن الـ18، و2565 رجلاً وفتى، إضافة إلى 2861 عنصراً من «داعش» و3079 مقاتلاً من الفصائل المعارضة والإسلامية و«جبهة فتح الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني» ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.

واستخدمت روسيا خلال ضرباتها الجوية مادة «الثيرمايت»، والتي تتألف من بودرة الألومنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها مدة 180 ثانية، وهي تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف مناطق سورية.

وتزن هذه القنابل العنقودية الحارقة حوالى 500 كيلوغراماً وتحمل قنابل صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، يتراوح عددها بين 50 و110 قنبلة، محشوة بمادة «الثيرمايت»، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، فيبلغ مدى القنبلة الواحدة من 20 إلى 30 متر.

 

اليوم العالمي لمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين الأربعاء

دبي ـ «الحياة»

بعد تنامي ظاهرة الإفلات من العقاب في ظل الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة في بلدان كثيرة، بينها دول عربية عدة، بات الصحافيون أكثر عرضة لانتهاكات قد تصل الى حد القتل في بعض الحالات، في حين تراجعت حرية الإعلام في العالم خلال العام الماضي إلى أدنى مستوياتها في 12عاماً.

وتحتفل الأمم المتحدة بعد غد الاربعاء، في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر)، باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، والذين يعانون من الترهيب والتعذيب والقتل.

وبحسب ما ذكرت منظمة «مراسلون بلا حدود» ومنظمات غير حكومية عدة، فإن «منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط  تبقى المنطقة الأكثر خطورة وصعوبة على الصحافيين، لإمكان استهدافهم من قبل القوى المتنازعة أو التنظيمات الإرهابية»، وخصوصاً في العراق وسورية والسودان وليبيا واليمن، حيث تدور نزاعات دموية.

وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقريرها العالمي عن العام 2015 والصادر هذا العام، إن عشرات الصحافيين لا يزالون رهن الاعتقال التعسفي في سورية، فيما أعلن «المركز السوري للحريات الصحافية» مقتل 376 صحافياً سورياً خلال الأعوام الخمسة الماضية، منهم من قضى تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري، ومنهم من مات تحت القصف.

أما في اليمن، فيستهدف الحوثيون منتقديهم من الصحافيين، بحسب المنظمة التي أوضحت أنه تم تسجيل هجمات على وسائل إعلامية عدة، إضافة الى تعرض صحافيين للضرب والاعتقال التعسفي.

وأفادت “هيومان رايتس ووتش” بأن حكومة إقليم كردستان وقوات الأمن العراقية تستهدف الصحافيين في العراق وتعتقل منتقدين لها وتلاحقهم قضائياً، مشيرة إلى ان أشخاصاً زعموا بأنهم من «الحشد الشعبي» تعرضوا لصحافيين بالضرب، بالإضافة إلى إقدام تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على إعدام 17 صحافياً العام الماضي، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.

وتستمر الجماعات المسلحة في ليبيا في مضايقة الصحافيين، والاعتداء عليهم وقتلهم. ووثقت «مراسلون بلا حدود»31 هجوماً فردياً ضد صحافيين في العام 2015 في هذا البلد.

وفي السودان، قالت المنظمة إن السلطات واصلت فرض قيود على وسائل الإعلام، واعتقلت عدداً من الصحافيين، وصادرت أعداداً مطبوعة من أكثر من 24 صحيفة.

وفي سياق متصل، أظهرت إحصاءات أجراها «المعهد الدولي لسلامة الصحافيين» أن البلدان الخمسة الأكثر خطراً على حياة الصحافيين هي أفغانستان يليها العراق ثم المكسيك، فيما تحتل اليمن المركز الرابع تليها غواتيمالا.

وأكد المعهد مقتل 74 صحافياً في العالم منذ بداية العام الحالي إما طعناً أو بتفجيرات أو تحت التعذيب أو رمياً بالرصاص، موضحاً أن 22 منهم لقوا حتفهم في أفغانستان، كما قتل 22 آخرون في العراق وسبعة صحافيين في اليمن.

وتراجعت حرية الإعلام في العالم العام الماضي الى أدنى مستوياتها خلال 12عاماً، بحسب ما قالت منظمة «فريدوم هاوس» غير الحكومية في تقرير بعنوان «حرية الإعلام» صدر هذه السنة، موضحة أن ذلك يرجع إلى إمعان بعض الأنظمة السياسية وجماعات الجريمة المنظمة والتشكيلات الإرهابية في اسكات صوت الإعلام من أجل ترسيخ سلطتهم.

وأوضحت المنظمة أن 13 في المئة فقط من إجمالي سكان العالم يتمتعون بحرية الصحافة، في بلدان يحظى فيها العمل الصحافي ببيئة آمنة ومواتية، بينما يعيش 41 في المئة من سكان العالم في حرية إعلامية جزئية، في حين لا يحصل 46 في المئة منهم على اي حرية إعلامية إطلاقاً.

وبحسب التقرير فإن أكثر بلدان العالم التي شهدت تراجعاً في مستوى حرية الإعلام هي بنغلادش وتركيا وبوروندي وفرنسا واليمن ومصر وصربيا ومقدونيا وزيمباوي.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2013، تاريخ 2 تشرين الثاني، يوماً لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، إحياءاً لذكرى اغتيال صحافيَين فرنسيَين في مالي في العام نفسه.

 

المعارضة تواصل عملياتها في غرب حلب وتتوعّد بهجوم من داخل الأحياء المحاصرة

المصدر: (و ص ف)

هزت أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة أمس ارجاء مدينة حلب السورية في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والاسلامية على اطراف الاحياء الغربية للمدينة حيث قتل 41 مدنياً، بينهم 16 طفلاً.

واتهم الاعلام السوري الفصائل المعارضة باستخدام غازات سامة على جبهات القتال الأمر الذي أسفر عن اصابة نحو 35 شخصاً بالاختناق.

وتدور منذ الجمعة اشتباكات عنيفة عند اطراف الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في حلب اثر هجوم شنته فصائل مقاتلة واسلامية وجهادية، بينها خصوصا “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً قبل اعلانها فك ارتباطها بـ”القاعدة”) وحركة “أحرار الشام” و”حركة نور الدين زنكي”.

وتهدف الفصائل من خلال هجومها الى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة اشهر على الاحياء الشرقية.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن في حصيلة جديدة: “قتل 41 مدنياً، بينهم 16 طفلاً، جراء مئات القذائف والصواريخ التي اطلقتها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية في مدينة حلب منذ بدء هجومها”. وأشار الى اصابة ” نحو 250 آخرين بجروح”.

وأعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا عن “صدمته” لاطلاق الفصائل المعارضة عدداً كبيراً من القذائف والصواريخ العشوائية على احياء غرب حلب في الساعات الـ48 الاخيرة.

وفي حصيلة جديدة للمرصد السوري، أسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباكات منذ الجمعة عن مقتل “أكثر من 64 مقاتلاً سورياً وآخرين أجانب في صفوف الفصائل،

وما لا يقل عن 55 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها”.

وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “التنظيمات الارهابية المنتشرة فى أطراف مدينة حلب الغربية استهدفت صباح أمس منطقة حي الحمدانية وضاحية الاسد… بقذائف تحمل غازات سامة أدت الى اصابة أكثر من 35 شخصاً بحالات اختناق”.

وقال مدير مستشفى جامعة حلب للتلفزيون السوري الرسمي ان هناك “36 مصابا بين مدنيين وعسكريين نتيجة استنشاقهم غاز الكلور السام الذي اطلقه الارهابيون على الجبهات”.

وأوضح عبد الرحمن ان “الاشتباكات على أشدها الاحد في محور ضاحية الاسد، اذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية” الخاضع لسيطرة قوات النظام والمحاذي للاحياء الشرقية.

وتحدث عن “عدم حصول تقدم حتى اللحظة في حين تستهدف الفصائل مواقع قوات النظام بعشرات الصواريخ”، مشيراً الى “وصول تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح الى الطرفين”.

وكانت الفصائل، بعد ساعات من اطلاقها الهجوم، سيطرت على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد.

وقال مصدر سوري ميداني إن هجوم الفصائل “ضخم جداً ومنسق”، إن “الخرق الوحيد الذي حصل هو في ضاحية الاسد، فيما لم يتمكن المسلحون من خرق أي محاور أخرى”.

وفي المقابل، عضو المكتب السياسي في “حركة نور الدين زنكي” ياسر اليوسف ان “معنويات الثوار مرتفعة جداً”، مشيراً الى “هجوم مرتقب من داخل الاحياء الشرقية” لدعم العملية الجارية. وأضاف: “لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها”.

وأعلن تحالف “جيش الفتح” الذي يقود العمليات في بيان “انتهاء المرحلة الاولى من مراحل فك الحصار … بتحرير ضاحية الاسد” ومناطق أخرى.

 

مقتل 38 مدنياً في قصف لغرب حلب النظام استعاد بعض النقاط في ضاحية الأسد

المصدر: (و ص ف)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن 38 مدنياً بينهم 14 طفلاً قتلوا خلال 48 ساعة جراء قصف الفصائل المعارضة لأحياء مدينة حلب الغربية والتي تشهد اطرافها اشتباكات عنيفة متواصلة.

قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل 38 مدنياً بينهم 14 طفلاً جراء مئات القذائف والصواريخ التي تطلقها الفصائل المعارضة على الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب منذ بدء هجومها” عليها.

واشار الى اصابة ” نحو 250 آخرين بجروح”، مشيراً الى ان الفصائل المعارضة والاسلامية لجأت الى اطلاق القذائف والصواريخ من داخل الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرتها ومن الاطراف الغربية للمدينة.

وبدأت فصائل مقاتلة واسلامية وجهادية، بينها “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً قبل اعلانها فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”) وحركة “احرار الشام”، صباح الجمعة هجوما على اطراف احياء حلب الغربية من أجل كسر الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الاحياء الشرقية.

وتتواصل المعارك العنيفة عند أطراف الاحياء الغربية في اليوم الثالث للهجوم، فيما يتصدى الجيش السوري لمحاولات الفصائل المعارضة التقدم.

وتحدث مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية، التي تعد بعيدة نسبيا عن جبهات القتال، عن اصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات ضخمة هزت ارجاء المدينة طوال الليل ولا تزال مستمرة. كما تحدث عن مشاهدته أعمدة دخان تتصاعد فوق المدينة.

وأكد عبد الرحمن “تواصل المعارك العنيفة والغارات الجوية على مناطق الاشتباك طوال الليل وهي مستمرة على محاور عدة”. وأضاف ان “الاشتباكات على أشدها في محور ضاحية الاسد، اذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية” المحاذي للاحياء الشرقية. ولكن “لم يحرز تقدم حتى اللحظة”، وقد وصلت “تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح الى الطرفين”.

وكانت الفصائل، بعد ساعات من اطلاقها الهجوم، سيطرت على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد، وتمكن الجيش السوري من استعادة بعض النقاط فقط، وصدّ هجوماً عنيفاً آخر على حي جمعية الزهراء.

وتدور المعارك على مسافة تمتد نحو 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند اطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد وصولا إلى اطراف حلب الجنوبية.

وأوضح المرصد أن المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباك أسفرت منذ الجمعة عن مقتل “أكثر من 50 مقاتلاً سورياً وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها” فضلا عن عشرات الجرحى.

وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن “التنظيمات الإرهابية تستهدف منطقة الحمدانية السكنية في مدينة حلب بقذائف تحتوي على غازات سامة مما أدى إلى إصابة 35 شخصاً بحالات اختناق”. ولم تشر الى حصول وفيات.

ونفى رئيس المكتب السياسي لتجمع “فاستقم” وهو جماعة مسلحة مقرها حلب صحة الأمر.

وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر احياء حلب الشرقية حيث يقيم أكثر من 250 الف شخص في ظل ظروف انسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من ادخال أي مساعدات اغاثية أو غذائية الى القسم الشرقي منذ تموز الماضي.

 

الجيش يحتوي الهجوم و«النصرة» تحت امتحان الخضوع لأنقرة

الغزو المركّب لحلب.. بأوامر تركية

عبد الله سليمان علي

لم تمض ساعات على كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ «حلب لأهلها»، حتى دخلت المدينة في أتون معارك ضارية مستمرة منذ أربعة أيام، وقد تكون الأخطر بالنسبة لها منذ بداية الحرب السورية.

وبغضّ النظر عما إذا كان الاستثناء الرئاسي التركي لحلب من قائمة أطماعه التي اقتصرت في خطابه على منبج والباب، هو كلمة السرّ لبدء «غزوة حلب» أم لا، فإنه يصعب التصديق أن تنطلق هذه الغزوة من دون ضوء أخضر تركي، أو على الأقل من دون غضّ طرف، وذلك نظراً للحساسية العالية التي تنطوي عليها مدينة حلب، خصوصاً في ظلّ ما تم تسريبه من وجود تفاهم روسي ـ تركي على مصير الأحياء الشرقية والريف الشمالي.

وبحسب مصادر مطّلعة، فإن «غزوة حلب» انطلقت بعد اجتماعات مكثفة لقادة الفصائل المشاركة فيها مع ضباط ارتباط من الجانب التركي، تمّ فيها دراسة جدوى أي هجوم عسكري على المدينة. وأشارت المصادر إلى أن المعركة تأخرت لأكثر من أسبوعين بسبب الـ «فيتو» التركي عليها، غير أن تركيا بدلت موقفها في الاجتماعات الأخيرة وسارت مع خيار إطلاق المعركة، لكن مع التحفظ على أن يكون تحديد موعدها حقاً لها.

ويبدو أن التغيير التركي جاء على خلفية الاستعصاء الذي واجهته قوات «درع الفرات» التي تعمل تحت قيادتها، في محيط مدينة الباب، والخشية من أن يؤدي تطور الأمور هناك إلى صدام بين الجيشين التركي والسوري، خصوصاً بعد التهديدات السورية بإسقاط الطائرات التركية، وبتفعيل المقاومة المسلحة ضد «الاحتلال التركي».

لكن معلومات حصلت عليها «السفير» من مصدر مقرب من «جبهة النصرة»، من شأنها إثبات أن تركيا لم تكن منذ البداية تعمل على تنفيذ التفاهم مع روسيا بحسن نية، بل سعت إلى استثماره بهدف زيادة مكاسبها من جهة، وبهدف الترجيح بين عدة خيارات شعرت بأن فائض القوة الذي باتت تمتلكه يُمكِّنها من تحقيق أي منها من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، أكد المصدر، وهو «مقدسي» (فلسطيني الجنسية) رفض الكشف عن اسمه، في حديثه لـ «السفير»، أنه بعد ساعات من مطالبة كبار المسؤولين الأتراك «جبهة النصرة» بالخروج من أحياء حلب الشرقية، جاء موفد تركي (سوري الجنسية) إلى مقر «الجبهة» وأكد لقيادتها في حلب أن الطلب التركي ليس الهدف منه «استعداء جبهة النصرة» بل هو نتيجة لضرورة فرضتها الأجواء الإقليمية.

وأضاف الموفد التركي أن «المطالبة بالتالي ليست ملزمة وجبهة النصرة لها الحرية في اتخاذ القرار الذي تريده».

وأوضح المصدر أنه بناءً على هذه الرسالة، اتفقت «جبهة النصرة» مع باقي الفصائل بما فيها المدعومة من تركيا، على رفض الخروج، وهو ما أدى في حينه إلى إفشال الهدنة التي أعلنتها روسيا من طرف واحد.

وفي مقارنة مع ما جرى في ريف حلب الشمالي مطلع العام الحالي، عندما أعلنت تركيا أنه «لا مكان لجبهة النصرة في المنطقة الآمنة» التي تعتزم إنشاءها، سارعت «جبهة النصرة» حينها إلى الانسحاب من معاقلها في المنطقة وتسليمها لـ «الجبهة الشامية»، وهو ما يثبت أن الطلب التركي عندما يكون ملزماً لا تجرؤ بعض الفصائل «المتمردة» مثل «النصرة» على رفضه، فكيف الحال مع فصائل مرتبطة ارتباطاً عضوياً مع أنقرة مثل «أحرار الشام» أو «الزنكي» أو غيرهما.

ومن أهم المكاسب التي يمكن أن تحصل عليها تركيا جراء معركة حلب، هو الضغط على الجيش السوري في محيط مدينة الباب كي يتراجع عن تهديداته، وحتى لا يقف حجر عثرة يسقط حلم الرئيس التركي في الوصول إلى المدينة التي طالما كرر، لدرجة الإلحاح، أنه يريدها إلى جانب منبج.

ومن الجدير ذكره هنا أنه وردت بعض الأنباء التي تحدثت عن انسحاب تنظيم «داعش» من مدرسة المشاة وبعض القرى المحيطة بها، غير أنه لم تثبت صحة هذه الأنباء، وإن كان من غير المستبعد أن يلجأ التنظيم إلى هذه الخطوة، حيث باتت المناطق المشار إليها محاصرة من ثلاث جهات، وبالتالي لا أمل لديه في المحافظة عليها. كما قد يرى التنظيم أن من مصلحته استخدام انسحابه منها لأجل تصعيد الموقف بين الجهات التي تقاتله، وهي عبارة عن ثلاثة جيوش متعادية في ما بينها، وتتمثل بقوات «درع الفرات» المدعومة تركياً، و «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة أميركياً، والجيش السوري.

كما أن تركيا تستغل الغموض في بعض بنود تفاهمها مع روسيا من أجل إعادة ترسيم المشهد في حلب على نحو يحقق مصالحها.

فإطلاق معركة في جبهات حلب الغربية لا يناقض من حيث المبدأ مضمون التفاهم الذي يشمل الأحياء الشرقية فقط، وبالتالي لن يؤدي إلى انهيار التفاهم لكنه سيسمح لتركيا بأن تواجه «جبهة النصرة» بأنها منحتها الفرصة الأخيرة لتغيير الأوضاع في المدينة، فإذا نجحت بذلك، فسيصب هذا النجاح في الرصيد التركي، أما إذا فشلت، فستكون فرصتها السانحة للتخلص من «جبهة النصرة» في أحياء حلب الشرقية، مع ما يعنيه ذلك من أن يصبح النفوذ فيها شبه محصور بالفصائل المحسوبة عليها، وعلى رأسها الفصائل التركمانية أو الإسلامية المطواع لسياساتها، وهو أقصى ما تريده أنقرة على المدى البعيد في هذه المرحلة.

ميدانياً، أعلن «جيش الفتح»، أمس، انتهاء المرحلة الأولى مما سماها «غزوة أبي عمر سراقب»، في إشارة إلى قائده السابق الذي اغتيل بغارة مجهولة، مؤكداً سيطرته على مشروع 1070 شقة وضاحية الأسد، برغم أن هاتين المنطقتين ما تزالان تشهدان اشتباكات مستمرة، حتى إن «الحزب الإسلامي الكردستاني» نفذ قبل صدور البيان بوقت قصير عملية انتحارية في الـ 1070.

وفي خطوة تصعيدية، أعلن البيان أن أحياء حلب الغربية، وعلى رأسها حلب القديمة، ومشروع 3000 شقة، والحمدانية، والشارقة، والإذاعة، وسيف الدولة، وصلاح الدين، والعامرية، «مناطق عسكرية»، وأن حظراً للتجول يبدأ فيها منذ ساعة صدور البيان، وهو ما يشير إلى نية «جيش الفتح» استهداف هذه الأحياء التي يقطن فيها ما يقارب مليوني مدني.

وشهدت «غزوة حلب»، أمس، تعثراً واضحاً في مسارها الذي لم يتسم منذ البداية بالزخم المطلوب، فلم تحقق العمليات العسكرية أي تقدم نوعي على الأرض في حلب الجديدة ولا في مشروع الـ 3000، اللذين كانا محور العمليات، ليقتصر التقدم الوحيد الذي أنجزته «الغزوة» على السيطرة على أجزاء من ضاحية الأسد وبعض كتل المباني في الـ 1070 وقرية منيان.

وفي هجوم معاكس، تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على قرية منيان بعد قيامه بعملية التفافية مكنته من تطويق المجموعات المسلحة داخل ضاحية الأسد باعتبار القرية بوابة الضاحية الوحيدة المتاحة لدخول أو خروج عناصر الفصائل المهاجمة. وفي وقت متأخر من مساء أمس وردت أنباء عن تقدم الجيش ضمن الضاحية واستعادته السيطرة على أجزاء منها.

ومما له دلالته، أن الانقسام بين جناحي الفصائل المسلحة «غرفة عمليات جيش الفتح» من جهة و «غرفة عمليات فتح حلب» من جهة ثانية، لم يكن بالأمر الواضح وحسب، بل كانت له آثاره على الأرض أيضاً.

فالجناح الأول أطلق على المعركة اسم «غزوة أبي عمر سراقب»، بينما سماها الثاني «غزوة يوسف زوعة»، كما أن كل فصيل يقوم بإصدار بيانات عن تطورات المعركة باسمه لا باسم غرفة عمليات موحدة.

وأيضاً، فيما فشلت «غرفة فتح حلب» في إنجاز أي تقدم على الجبهة التي تسلمتها وهي «جمعية الزهراء»، فإن «غرفة جيش الفتح»، التي تسيطر عليها «النصرة»، قاتلت بشراسة كبيرة، الأمر الذي مكنها من تحقيق بعض النقاط لمصلحتها.

ويُخفي هذا الانقسام الكثير من الهواجس التي تعتمل في صدر قيادة «جبهة النصرة» نتيجة تحسبها من نتائج المعارك وإدراكها أنها قد تكون مصيرية بالنسبة لوجودها في مدينة حلب، حيث قد ينتظرها في حال الفشل الـ «كارت» (البطاقة) الأحمر التركي. وربما هذا ما دفع زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني، إلى نشر صور له وهو برفقة بعض القياديين العسكريين في إحدى غرف القيادة والتحكم، محاولاً إعطاء عناصره المزيد من المعنويات لتحقيق إنجازات أكثر.

وظهر مع الجولاني كل من القائد العسكري مختار التركي، وأبو الخير تفتناز، الذي يعتبر القائد العسكري للهجوم الحالي، كذلك ظهر في الصورة، ولكن ملثماً، أبو حسين الأردني الذي تم تعيينه بمنصب القائد العام لـ «جيش الفتح» بعد مقتل سلفه أبي عمر سراقب.

غير أن هذا التعثر لن يؤثر على استمرار المعركة واحتمال تصاعدها خلال الأيام المقبلة، لا سيما أن بعض المعلومات التي تسربت عن خطة المعركة من شأنها أن ترجح احتمال التصعيد، بل انتقال المعارك إلى محاور أخرى من المدينة وريفها. وقد يكون استهداف تحركات الجيش السوري على طريق خناصر ـ أثريا مرتين متتاليتين خلال 48 ساعة، مؤشراً على إمكانية تشعب محاور القتال.

كذلك كشف أحد القادة الميدانيين في «جبهة النصرة» في أحياء حلب الشرقية، حذيفة الدمشقي، خلال تصريح صحافي، أن انضمام الفصائل في الأحياء الشرقية إلى المعركة هو مسألة وقت، مشيراً إلى أن الاتفاق يقضي بعدم تحرك هذه الفصائل قبل أن تتحقق مجموعة من الأهداف المتفق عليها في جبهات حلب الغربية، من دون أن يذكر ما هي الأهداف المقصودة. وأشار أيضاً إلى وجود عشرات العربات المفخخة الجاهزة للتفجير بمجرد إعطائها إشارة البدء.

وعموماً، يرى العديد من النشطاء الإعلاميين سواء الموالون أو المعارضون أنّ مدينة حلب تتعرض لخطة مركبة وطويلة الأمد، تتقاطع فيها مصالح العديد من الفصائل مع المصالح الإقليمية والدولية، وأن هذا التقاطع من شأنه أن يزيد من تعقيد الأوضاع ويؤدي بها إلى الانزلاق نحو مستويات غير مسبوقة من العنف والموت والخراب.

 

الجيش السوري: 84 قتيلاً في قصف المعارضة لحلب خلال ثلاثة أيام

بيروت – رويترز – قال الجيش السوري في بيان الاثنين، إن جبهة النصرة وما وصفها بتنظيمات “إرهابية” أخرى قتلت 84 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال في حلب خلال الأيام الثلاثة المنصرمة وإن القصف تضمن أسلحة كيماوية وإطلاق صواريخ.

 

وانشقت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام في يوليو تموز، وهي واحدة من جماعات المعارضة الرئيسية التي تشارك في هجوم على غرب حلب الخاضع لسيطرة الحكومة بدأ يوم الجمعة.

 

المعارضة السورية تسيطر على قرية عند مدخل حلب الجديدة

حلب – الأناضول – استعادت قوات المعارضة السورية الأحد، على قرية منيان عند مدخل حي حلب الجديدة، ضمن إطار العملية العسكرية التي أطلقتها الفصائل المنضوية تحت لواء جيش الفتح قبل 3 أيام، لكسر الحصار عن شرقي مدينة حلب.

 

وأوضح القادة المشاركون في عملية كسر الحصار عن شرق حلب، أنّ قواتهم اضطرت إلى الانسحاب من مساكن 3000 (جنوب غرب المناطق المحاصرة) بعد أن اقتحموها أمس، بسبب كثرة الغارات الجوية التي تنفذها مقاتلات النظام، مؤكدين في الوقت ذاته أنّ الاشتباكات ما زالت مستمرة في محيطها.

 

وأضاف القادة العسكريون أنّ قوات المعارضة تستهدف بالأسلحة الثقيلة مواقع النظام في حي جمعية الزهراء، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط قرية منيان (غرب المناطق المحاصرة) التي أحكمت قوات المعارضة سيطرتها عليها قبل يومين.

 

يجدر بالذكر أنّ قوات المعارضة السورية المعتدلة بسطت سيطرتها يوم الجمعة الماضية على ضاحية الأسد، ليكونوا بذلك على بُعد 2.5 كيلومتر عن المناطق المحاصرة في شرق حلب.

 

وكان “جيش الفتح” (تحالف فصائل معارضة) تمكن من كسر حصار قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب (الأحياء الشرقية) في مطلع أغسطس/آب الماضي بعد عملية واسعة استغرقت 7 أيام، ليعيد النظام والميليشيات المتحالفة معه حصارها بعد شهر بمساندة من سلاح الجو الروسي.

 

ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، غارات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.

 

وتعاني أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، والتي يقطنها نحو 300 ألف شخص، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ عدة أسابيع، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.

 

وأدى القصف السوري الروسي على حلب إلى مقتل عشرات آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليون شخص على مغادرة المدينة، التي تمنع قوات نظام الأسد، الأمم المتحدة من إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة فيها.

 

«جيش الفتح» يقتحم مشروع 3000 شقة ويقصف الأكاديمية العسكرية في حلب

إصابة العشرات باختناق بسبب إلقاء مروحيات غازات سامة في حي تابع للنظام

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: هزت أصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة الأحد أرجاء مدينة حلب السورية، في اليوم الثالث لهجوم الفصائل المعارضة والإسلامية على أطراف أحياء المدينة الغربية، حيث قتل 38 مدنيا، بينهم 14 طفلا.

وتدور منذ يوم الجمعة اشتباكات عنيفة عند أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب إثر هجوم شنته فصائل مقاتلة وإسلامية وجهادية، بينها خصوصا «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) و»حركة أحرار الشام» و»حركة نور الدين زنكي».

وتهدف الفصائل من خلال هجومها إلى كسر حصار تفرضه قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الأحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «قتل 38 مدنيا، بينهم 14 طفلا، جراء مئات القذائف والصواريخ التي أطلقتها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية في مدينة حلب منذ بدء هجومها».

وأشار إلى إصابة «حوالى 250 آخرين بجروح».

وبدأ مسلحو «جيش الفتح» في سوريا أمس الأحد، اقتحام مشروع 3000 شقة جنوب غرب مدينة حلب.

وقال مصدر إعلامي من جيش الفتح «اقتحم جيش الفتح مشروع 3000 شقة بعد تمهيد مدفعي وصاروخي بعشرات القذائف ثم تبعه تفجير بسيارة مفخخة استهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها وأن اشتباكات عنيفة تدور داخل المشروع وفي محيط الأكاديمية العسكرية».

وأضاف أن «العشرات من عناصر النظام والميليشيات الموالية لها سقطوا قتلى وجرحى في القصف والسيارة المفخخة «.

وكشف المصدر أن طائرة حربية للنظام شنت غارة عن طريق الخطأ بالصواريخ الفراغية على تجمعات النظام وميليشياته داخل الأكاديمية العسكرية.

وأشار إلى أن جيش الفتح قصف بالدبابات فندق ديديمان واستهدف اجتماعاً لقيادة ميليشيا النجباء العراقية وحزب الله اللبناني وعدد من الضباط التابعين لقوات النظام.

من جانبها قالت مصادر عسكرية في مدينة حلب إن: «مسلحي المعارضة قصفوا محيط الأكاديمية العسكرية غرب حلب».

في المقابل أكد عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف أن «معنويات الثوار مرتفعة جدا»، مشيرا إلى «هجوم مرتقب من داخل الأحياء الشرقية» لدعم العملية الجارية.

وقال «لا تزال هناك مفاجآت كبيرة مستقبلاً حول تنوع المحاور التي سيتم فتحها».

في السياق ذاته قالت مصادر إعلامية في المعارضة إن «العشرات من سكان حي الحمدانية الخاضع لسيطرة النظام اصيبوا باختناقات نتيجة غازات سامة.

وقالت المصادر «وصلتنا من مصادرنا في حي الحمدانية الذي تسيطر عليه القوات الحكومية أن 35 شخصا أصيبوا بحالات اختناق بغازات سامة جراء القاء طائرات مروحية تابعة للنظام براميل متفجرة تحتوي غازات سامة على منطقة 1070 التي سيطر عليها جيش الفتح أمس، وبعد تحول الرياح دفع تلك الابخرة والمتصاعدة من البراميل باتجاه حي الحمدانية».

واتهمت قوات النظام أمس فصائل المعارضة بأنها استهدفت محيط الاكاديمية العسكرية بقذائف تحتوي على غازات سامة.

 

مقتل 38 مدنيا خلال يومين في قصف للفصائل المعارضة على غرب حلب وتعزيزات عسكرية تركية إلى الحدود مع سوريا

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قتل 38 مدنياً بينهم 14 طفلاً، خلال 48 ساعة جراء قصف الفصائل المعارضة لاحياء مدينة حلب الغربية والتي تشهد اطرافها اشتباكات عنيفة متواصلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاحد.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «قتل 38 مدنياً بينهم 14 طفلاً جراء مئات القذائف والصواريخ التي تطلقها الفصائل المعارضة على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب منذ بدء هجومها» ضدها.

وأشار إلى إصابة «حوالى 250 آخرين بجروح»، لافتاً إلى ان الفصائل المعارضة والإسلامية لجأت إلى اطلاق القذائف والصواريخ من داخل الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها ومن الاطراف الغربية للمدينة.

وبدأت فصائل مقاتلة وإسلامية وجهادية، بينها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل اعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) و»حركة احرار الشام»، صباح الجمعة هجوماً على اطراف احياء حلب الغربية بهدف كسر الحصار الذي تفرضه قوات النظام منذ اكثر من ثلاثة اشهر على الاحياء الشرقية.

وتتواصل المعارك العنيفة عند الاطراف الاحياء الغربية في اليوم الثالث للهجوم، فيما يتصدى الجيش السوري لمحاولات الفصائل المعارضة التقدم. وافاد مراسل وكالة فرانس برس في الاحياء الشرقية، والتي تعد بعيدة نسبياً عن جبهات القتال، ان اصوات الاشتباكات العنيفة والانفجارات الضخمة هزت ارجاء المدينة طوال الليل ولا تزال مستمرة. ونقل مشاهدته لاعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة.

وأفاد عبد الرحمن بـ«تواصل المعارك العنيفة والغارات الجوية على مناطق الاشتباك طوال الليل وهي مستمرة على محاور عدة». واكد عبد الرحمن «الاشتباكات على اشدها في محور ضاحية الاسد، اذ تحاول الفصائل التقدم باتجاه حي الحمدانية» المحاذي للاحياء الشرقية. واشار إلى «عدم حصول تقدم حتى اللحظة». كما وصلت، حسب عبد الرحمن، «تعزيزات عسكرية من مقاتلين وسلاح إلى الطرفين».

وكانت الفصائل وبعد ساعات على اطلاقها الهجوم سيطرت على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد، ولم يتمكن الجيش السوري سوى من استعادة بعض النقاط، فيما تمكن من صد هجوم عنيف آخر على حي جمعية الزهراء. وتدور المعارك على مسافة تمتد حوالى 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء عند اطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد وصولاً إلى اطراف حلب الجنوبية.

وأسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباك منذ الجمعة، حسب المرصد، عن مقتل «أكثر من 50 مقاتلاً سورياً وآخرين اجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها» فضلاً عن عشرات الجرحى.

الى ذلك اتهم الإعلام الرسمي السوري الاحد الفصائل المعارضة باستخدام الغازات السامة في جبهات القتال الدائرة في غرب مدينة حلب في شمال البلاد، ما اسفر عن اصابة حوالى 35 شخصاً بحالات اختناق.

وأفادت وكالة الانباء الرسمية «سانا» ان «التنظيمات الإرهابية المنتشرة في أطراف مدينة حلب الغربية استهدفت صباح اليوم منطقة حي الحمدانية وضاحية الاسد (…) بقذائف تحمل غازات سامة ادت إلى اصابة أكثر من 35 شخصاً بحالات اختناق». ونقلت «سانا» عن مراسلها مشاهدته في مستشفيي الجامعة والرازي مصابين يعانون من القيء وضيق فى التنفس وتشنجات عضلية.

وقال مدير مستشفى جامعة حلب للتلفزيون الرسمي السوري ان هناك «36 مصاباً بين مدنيين وعسكريين نتيجة استنشاقهم غاز الكلور السام الذي اطلقه الإرهابيون على الجبهات».

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن بدوره وجود «حالات اختناق في صفوف قوات النظام في حي الحمدانية ومنطقة ضاحية الاسد» من دون تحديد السبب.

وانضمت سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في العام 2013 بعد اتهام الدول الغربية لدمشق بشن هجوم كيميائي اوقع مئات القتلى في ريف دمشق. وفي كانون الثاني/يناير الماضي أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تدمير الترسانة السورية من هذه الأسلحة. وفي بداية الشهر الحالي اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة دمشق بشن ثلاثة هجمات كيميائية في العامين 2014 و2015.

الى ذلك أرسلت تركيا، امس الاحد، تعزيزات عسكرية إلى وحداتها في منطقتي «قارقميش» و»أوغوز إلي» الحدوديتين مع سوريا، في ولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد. والتعزيزات أرسلت من اللواء 106 مدفعية، وتضمنت سيارات مصفحة و8 دبابات وأفراد ولوازم عسكرية، وسط إجراءات أمنية مشددة. ونقل عن مصادر أمنية أن السيارات المصفحة ستستخدم في عمليات التطهير التي تستهدف تنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة جرابلس السورية.

ودعماً لقوات «الجيش السوري الحر»، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 آب/أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم «درع الفرات»، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة «داعش» الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.

ونجحت العملية، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس، واعزاز بريف حلب، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة تنظيم «الدولة».

 

أهالي درعا السورية يشكون متاعب عمليات النزوح المتكررة هربا من القصف والمعارك

جواد أبو حمزة

 

درعا ـ «القدس العربي»: تحاول قوات النظام التقدم نحو مدينتي داعل وابطع الواقعتين في الريف الأوسط من محافظة درعا بالقرب من الطريق الدولي دمشق ـ عمان أحد أهم طرق إمداد النظام نحو مركز المحافظة والخاضع كلياً لسيطرة النظام، وتشهد المدينتان قصفاً مدفعياً وصاروخياً، وغارات مكثفة على التجمعات السكنية، ما أجبر معظم السكان على النزوح نحو ملاذ آمن يقيهم وأطفالهم القصف الذي قد يودي بحياتهم.

يروي خليل أحمد لـ«القدس العربي» مراحل نزوحه وتنقله النزوح الرابع خلال عامين ضمن الريف الغربي في درعا، خرجت من الشيخ مسكين مع عائلتي نتيجة المعارك العنيفة التي دارت فيها، وخاصة بعد أن اخترقت إحدى القذائف جدار منزل ودمرت جزءاً منه، انتقلت حينها مع عائلتي إلى بلدة ابطع لأنها الأقرب إلى منزلي ظناً أن يوم العودة لن يطول.

اليوم تتعرض بلدة ابطع لمثل ما تعرضت له الشيخ ويرجو أن لا يكون لجيش النظام النصيب فيها.

ويضيف: تغير الحال كثيراً عما كان عليه في السابق بدرعا، فأنا الآن لم أتمكن من العثور على منزل ضمن المدن المحيطة بنا، نظراً لازدياد أعداد النازحين من المدنيين ممن هربوا من مدنهم بحثاً عن الأمان، كما أن الريف الغربي لازال يشهد الصراع القائم بين فصائل «الجيش الحر» من جهة و»جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «الدولة».

ويشير خليل إلى أنه قد لجأ إلى أحد المباني الحكومية المهجورة التي تم تجهيزها كمركز لإيواء النازحين من المدن التي تتعرض للقصف، رغم أن المبنى يفتقر بشكل كلي لمقومات السكن، فهو، كما قال، بناء قديم وجدرانه متصدعة، لكن لا خيار له سوى البقاء فيه، أملاً في أن لا تطاله قذائف النظام، وأن لا تطول إقامته فيه ويعود إلى منزله بأقرب وقت وان كان أمله مجرد حلم، على حد قوله.

وقال المشرف على تأهيل مراكز إيواء النازحين في المنطقة المهندس محمد العمارين لـ«القدس العربي»: أحصينا ما يقارب 1800 عائلة لجأت نحو البلدات الواقعة في الريف الغربي والشمال الغربي بمتوسط عدد لكل عائلة خمسة أشخاص، وتم توزيع العدد الأكبر من الضيوف النازحين على مدن نوى، تسيل سحم الجولان، كما توجه عدد منهم نحو بلدات جلين، وتل شهاب، في حين لجأ قسم آخر نحو محافظة القنيطرة.

ويشير إلى أن المنظمة الهندسية عملت مؤخراً على تجهيز ثلاثة مراكز إيواء في درعا والقنيطرة، وتم عن طريقها ترميم عدد من الأبنية الصالحة للسكن في الشركة الليبية، حيث استوعبت ما يقارب 300 عائلة مهجرة، ومبنى دار الخير الذي استوعب ما يقارب مائة عائلة، وتوسيع مخيم يقع في محافظة القنيطرة، فقد تم نصب ما يقارب 500 خيمة، وأنهم الآن بصدد تأمين جميع العائلات المسجلة لديهم، لكن ما يخشونه هو أن يتابع النظام عمليات التهجير لسكان المدن المتبقية.

 

على هامش لقاء وزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران في موسكو: مبادرات للتسوية لن يكتب لها النجاح العاجل

فالح الحمراني

موسكو ـ «القدس العربي»: أثار اللقاء الثلاثي بين وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف والنظام السوري وليد المعلم والايراني جواد ظريف الجمعة، العديد من التساؤلات من جهة التوقيت والنتائج التي خرج منها، لاسيما وان الثلاثي لم يعقد منذ حولي عامين، ولكون اللقاء تم على خلفية وصول التسويات للنزاع السوري المعلنة والمقترحة كافة الى طريق مسدود، والتزام الاطراف المحلية والدولية كافة بمواقفها.

وتزامن اللقاء ايضاً مع تطورات جدية للاوضاع في سوريا والعراق. كما أجرى وزير الخارجية الروسية لافروف محادثات هاتفية مع نظيره الامريكي جون كيري. وكما اعلن المكتب الصحافي للخارجية الروسية فان الوزيرين واصلا مناقشة سبل تسوية النزاع السوري بما في ذلك تطبيع الوضع.

وأشير ايضاً الى ان هذا يتطلب ان تقوم الولايات المتحدة بفصل المعارضة المعتدلة التي تسترشد بها عن الجماعات الارهابية.

وترى بعض القراءات لخلفيات اللقاء الثلاثي ان الكلام يدور عن مبادرة دبلوماسية جديدة بشأن التسوية السورية، او انعاش السابقة وان اللقاء الثلاثي لوزراء خارجية روسيا وايران وسوريا ناقش تفاصيل تلك المبادرة. وما يدعم ذلك الاحتمال ان لافروف وبعد اللقاء مع نظيريه الايراني والسوري اعلن عن ضرورة استئناف الحوار السياسي بشأن آفاق التسوية السورية.

وقال ان «وفد دمشق مستعد للتوجه ولو غداً الى جنيف لبدء المباحثات مع المعارضة». منوهاً الى ان الثلاثي يدرك ان لا بديل عن الوسائل السياسية/الدبلوماسية لتسوية النزاع في سوريا، «واننا ندعم استئناف العملية السياسية على اساس قرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا ومجلس الامن الدولي».

وتعيد بعض القراءة الاذهان الى لقاء لوزان في اواسط تشرين الاول/اكتوبر بمشاركة وزارء خارجية روسيا وامريكا و7 بلدان شرق اوسطية هي ايران وتركيا ومصر والاردن والعراق والمملكة العربية السعودية وقطر فضلاً عن ممثل سكرتير عام الامم المتحدة دي مستورا، وعدم دعوة ممثل سوريا، وتتساءل عما اذا ان كانت اطر لوزان ستكون بديلاً عن المجموعة الدولية لدعم سوريا، وهل يمكن الاعتقاد ان كيري ولافروف (باعتبارهما الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم سوريا الدولية) ينسحبان او يخفضان دور مباحثاتهما الثنائية بشان التسوية السورية، وتحويل تفويضهما او جزء منه الى ممثلي الدول المتورطة مباشرة في النزاع السوري بسبب انهيار الاتفاقات التي تم التوصل لها في 9 ايلول/سبتمبر في جنيف، وبالتالي هل يعني بيان الثلاثي الوزاري في موسكو حول استئناف مباحثات جنيف بين النظام وممثلي المعارضة تفعيل مجموعة لوزان لتعمل بصورة متوازية مع الاطر الاخرى؟

ولكن السؤال الرئيسي، كما تشير تلك القراءات يكمن في من سيقوم باعداد وتهيئة المعارضة المعتدلة للمباحثات مع النظام؟ او انها سلتبي على عجل بفضل جهود واشنطن وواشنطن والرياض والدوحة، التي ترتبط بها بعلاقات متعددة الجوانب. كما ان هناك خلافات حول مسالة فصل المعارضة المعتدلة عن الجماعات المدرجة باللوائح الارهابية الدولية، فهل من الاولى في البادية تحقيق الفصل ومن ثم اخلال الهدنة او على العكس؟

ويخرج المراقب السياسي ستانسلاف تاراسوف في تحليل بعنوان: عن ماذا اتفق وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا؟ الى انه وفي ظل الوضع القائم فان المباحثات بين دمشق والمعارضة التي سيجري التحضير لها ستكون ذات طابع هش ومرحلي، ومن الصعب عقد الآمال على نجاحها الجدي، لاسيما وان الجانب الايراني تحدث عن عدم طرح أية شروط مسبقة تتعلق بتغيير الحكومة السورية، التي تستمر المعارضة بالإصرار عليها.

ويختتم تارسوف تحليله بالقول: ان الخروج من الازمة ممكن ان يكون وفق مختلف السبل والاحتمالات. فالولايات المتحدة يمكن ان تغادر المنطقة، ولكن حسبما يرى احد الخبراء الامريكيين، انها ستحيل مهمة مكافحة الارهاب واحلال النظام واعمار البلاد او البلدان الى اكتاف دول المنطقة. ولهذا حسب رأي تارسوف تنهار الاتفاقيات بشأن سوريا قبل ان يجف حبرها. وأضاف «سننتظر كيف سيكون الامر هذه المرة والاهم ـ عدم التوغل والانجرار في مستنقع الشرق الاوسط».

من ناحيته يرى المستعرب الروسي سفير روسيا السابق في السعودية اندريه بكلانوف ان مصالح ايران وروسيا في سوريا لا تتطابق مع بعضها البعض، وغالباً ما تتناقض مما يساعد على اطالة امد النزاع.

منوها الى ان روسيا تتبنى الان موقفاً واضحاً في سوريا يقوم على تكثيف المساعدات للاسد لأخذ حلب في اسرع وقت على الرغم من خطاب الغرب الذي يتهم روسيا بقصف المدنيين في المدينة. وعلى حد قول بكلانوف فان الكرملين وجد نفسه في وضع صعب موضحاً: ان التسوية السياسية لم تتحقق بينما العمليات العسكرية تزيد أكثر فأكثر سخط المواطنين.

 

قناص آلي يحارب في صفوف الجيش الروسي

لندن ـ «القدس العربي»: تبيَّن أنَّ الجيش الروسي يضم في صفوفه قناصاً آلياً أو «روبوت قناص» هو الأول من نوعه في العالم، وهو إضافة جديدة يمكن أن تشكل ميزة يتفوق بها الجيش الروسي على غيره في المعارك القتالية البرية التي تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه جنود المشاة في العادة.

وكشفت روسيا عن القناص الآلي خلال معرض «إنتربوليتكس ـ 2016» للتقنيات الحديثة في موسكو، وقالت إنه يستخدم الأسلحة الخفيفة وهو مخصص لمعارك المدن وحروب العصابات.

وشركة «لوبيف آرمز» الروسية المتخصصة في تصنيع بندقيات القنص الفائقة الدقة كشفت في المعرض عن الروبوت القناص الأول من نوعه في العالم.

وقال ناطق باسم الشركة إن الروبوت التكتيكي الجديد تعلم تسلق السلالم وإطلاق النيران من الشبابيك. وتم تصميمه خصيصا لخوض معارك المدن ومكافحة الإرهابيين، وبوسعه انتظار هدفه مدة 30 ساعة. ثم يجب بعدئذ أن تغيّر بطاريته.

ويقوم الروبوت بإطلاق النيران شبه الأوتوماتيكية باستخدام طلقات عيار 7.62 ملم، وذلك بأمر من مشغّل يرسل أوامره عن بعد. وتغذى بندقيته بواسطة خزان يتسع لـ 60 طلقة على غرار ما يزود به رشاش كلاشينكوف. ويبلغ مدى إطلاق نيرانه 400 متر. ويتوفر في الروبوت كمبيوتر للمواصفات البالستية ومقياس مسافات ليزري.

ودخلت الروبوتات في صناعة الأسلحة في العالم على مستوى كبير جداً خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكنت شركات صناعات حربية كبرى من ابتكار طائرات بدون طيار ودبابات بدون سائق ومعدات عسكرية عديدة يمكن استخدامها دون أي تدخل من البشر، إلا في حال التحكم بها عن بُعد.

وقبل عدة شهور، أعلنت شركة روسية أنها تمكنت من ابتكار دبابة ذكية تمثل إضافة مهمة ويمكن أن تحدث فارقاً ملموساً في الأعمال القتالية البرية على الأرض، وتتميز بالعديد من المواصفات غير المسبوقة والتي لم تتمكن حتى التكنولوجيا الأمريكية المنافسة من ابتكارها حتى الآن.

وحسب المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية فان الدبابة الجديدة المسماة (Uran ـ 9) مقاومة للحريق ولا تتأثر بلهيب النار، كما أنها تعمل بالتحكم عن بعد بواسطة الريموت حيث لا تحتاج إلى أي سائق ولا مقاتلين بداخلها، إضافة إلى كونها صغيرة الحجم وقادرة تبعاً لذلك على الوصول إلى الأماكن التي لا تصل اليها الدبابات التقليدية.

وتشتمل الدبابة الصغيرة التي لا يزيد ارتفاعها كثيراً عن ارتفاع الإنسان العادي عندما يكون واقفاً، وعلى رشاشات آلية كاملة، ومدفعية من طراز و30 مليمترا، وتستطيع أن تطلق ما بين 350 إلى 400 رصاصة في الدقيقة الواحدة.

وتقول روسيا إنها ابتكرت هذه الدبابة من أجل تزويد القدرات المتوفرة لسلاح المشاة التابع لها، ولقوات مكافحة الإرهاب، حيث أن الدبابة غير المزودة بالبشر تعطي للقوات الروسية قدرة أكبر على الاستطلاع ودعم القوات الماشية على الأرض خلال المعارك والأعمال القتالية.

وتتكون الدبابة من اثنين من الرجال الآليين كأركان فيها بدلا من المقاتلين العاديين، كما أنها تتضمن عقلاً الكترونياً يقوم بتنفيذ الأوامر التي يتلقاها عن بُعد.

أما الميزة الأخرى المهمة التي تتمتع بها هذه الدبابة فهي «نظام استكشاف» فريد من نوعه يستخدم أشعة الليزر في استكشاف المخاطر ومن ثم يُصدر التنبيهات والتحذيرات منها ليتم التعامل معها سريعاً.

ويأتي الاسترسال في الاعتماد على الرجال الآليين في الصناعات العسكرية البرية بعد أن حققت الطائرات بدون طيار تقدماً كبيراً في الآونة الأخيرة، حيث توسع استخدامها بشكل كبير في الأعمال القتالية وحققت نجاحاً كبيراً.

 

“داعش” تنسحب من شرقي حلب..و”قسد” وقوات النظام تملآن الفراغ

عبيدة أحمد

سيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” بعد هجوم متزامن نفذته مع قوات النظام، على قرى شمال شرقي حلب، بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” منها من دون قتال تقريباً.

 

وسيطرت “قسد” التي تمثل “وحدات حماية الشعب” الكردية قوتها الرئيسية، على قرية الوحشية ومزرعتها ومزرعة فافين ومعمل الإسمنت بالقرب من مزارع فافين وكفر قارص، بالتشارك مع قوات النظام، في حين، بسطت قوات النظام سيطرتها، في ذات الوقت، على قرى تل شعير وتل قراح وتل سوسين و”مدرسة المشاة”، بدعم جوي من طيران النظام والطيران الروسي.

 

استيلاء مليشيات النظام و”قسد”، على مدرسة المشاة، من يد “داعش”، من دون قتال تقريباً، شكّلت إهانة كبيرة للجيش الحر الذي سبق وانتزعها من يد قوات النظام أواخر العام 2012، ودفع لقاءها تضحيات كبيرة، قبل أن تستولي عليها “داعش”، وتقدمها لاحقاً على طبق من ذهب للنظام و”قسد”.

 

وجاء الهجوم المشترك لـ”وحدات الحماية” وقوات النظام، على مواقع “داعش”، خشية من سيطرة فصائل الجيش الحر المنضوية في “درع الفرات” عليها. تطور جديد من نوعه، أبرز بشكل كبير حجم التعاون العسكري بين الطرفين، وأظهر أنه ترجمة عملية لتصريحات سابقة لما سمي بـ”المقاومة الوطنية السورية” التي شُكّلت سابقاً في عفرين، شمال غربي حلب.

 

وكالة “سانا” كانت قد أعلنت سيطرة قوات النظام على قرى في ريف حلب الشمالي بالتعاون مع “القوات الرديفة” ما فسّر على أنه إشارة لـ”قسد”. كما أعلنت وكالة أنباء “هاوار” التابعة لـ”حزب الاتحاد الديموقراطي”، سيطرة “القوات الثورية المشتركة” على تسع قرى ومزارع في ريف حلب الشمالي، بعد معارك قالت إنها “عنيفة” مع تنظيم “داعش”.

 

وتسعى مليشيات النظام، من خلال تعاونها المتبادل مع “قسد”، إلى تأمين جبهتها الشمالية، والتي باتت شبه مكشوفة لمقاتلي الجيش الحر في “درع الفرات”. فالمعارضة وفي إطار سعيها للوصول إلى مدينة الباب لتحريرها من سيطرة “داعش”، كانت بحاجة إلى تأمين المنطقة غربي مدينة الباب من “داعش”، لتؤمن خاصرتها الغربية. إلا أن تقدم “وحدات الحماية” قبل أيام، واحتلالها قرية تل مضيق التي كانت قد حررتها “درع الفرات” من “داعش”، كانت إعلاناً عن محاولة “قسد” منافسة “درع الفرات” والتقدم بمحاذاتها جنوباً إلى الباب. الجديد كان في دخول مليشيات النظام، ودعمها لـ”قسد”. وفي مسعى قوات النظام، يبدو أنه خدمة لهدفين: الحفاظ على التوتر بين “قسد” و”درع الفرات” واستغلال الصراع المحتمل بينهما في الطريق إلى الباب من جهة، ودعم تقدم “قسد” لتشكيل منطقة عازلة بين “درع الفرات” وقوات النظام، تملؤها القوات الكردية، من جهة ثانية.

 

من جهتها، تسعى “قسد” للوصول إلى محيط مدينة الباب، قبل وصول الجيش الحر إليها، لوصل كانتون عفرين بكانتون كوباني، عن طريق وصل الباب ومنبج، وهي مهمة صعبة ومعقدة. وأفضل وسيلة لتحقيق ذلك، هي التعاون مع قوات النظام، والتقدم بسرعة من خلال محاذرة مناطق سيطرتهما. وبمعنى آخر، فما يحدث هو تبادل مصالح بين “قسد” ومليشيات النظام، لتوسيع مناطق سيطرتهما في ريف حلب الشرقي، والوقوف بوجه “درع الفرات”، وعرقلة وصولها إلى مدينة الباب. وكل ذلك، يحدث ضمن غموض الاتفاقات الدولية والتفاهمات الإقليمية.

 

وبحسب مراقبين، ربما تتخلى “قسد” في الوقت الحالي، عن ربط مناطق سيطرتها في الجزيرة وعين العرب “كوباني” وعفرين، وعدم السيطرة على مدينة الباب، والاكتفاء بتأمين طريق لها بين كانتوناتها، يمر من جنوب الباب، بالاتفاق مع قوات النظام. ويعود ذلك لأسباب متعددة، أهمها؛ عدم قدرة “قسد” على المواجهة العسكرية مع تنظيم “داعش” في المدينة والتي تعتبر أقوى تحصيناً من مدينة منبج، وتشكل مركز “ولاية حلب” بالنسبة لتنظيم “الدولة الإسلامية”. ذلك بالإضافة لخسارتها أعداداً كبيرة من مقاتلي “قسد” في معركة منبج، وعدم قدرتها على فتح معركة بهذا الحجم، خصوصاً أن الوصول إلى الباب، يعني مواجهة حتمية مع قوات الجيش الحر، والتي باتت تتمتع بغطاء جوي كبير، ودعم عسكري كبير من الجانب التركي.

 

وتشكل مدينة الباب تحدياً كبيراً لمن يريد مهاجمتها، ومسألة تخطيط التنظيم للحفاظ عليها، قد تتضمن تحويلها طعماً للصراع بين الجيش الحر و”قسد” وقوات النظام.

 

وفي موازاة ذلك أعلنت فصائل تابعة للجيش الحر، من مدينة منبج، الأحد، عن تشكيلها “مجلساً عسكرياً” يتبع لـ”المجلس المحلي الثوري” الخاص بمنبج، في مدينة جرابلس، ويهدف لطرد “قسد” من منبج وإدارتها لاحقاً.

 

وقال “المجلس العسكري” لمدينة منبج، التابع لـ”قسد” إنه “من المحال أن يسمح الشعب بدخول درع الفرات إلى منبج فهي مثل مثيلاتها من داعش”. وتؤكد مصادر متطابقة من منبج، أن المسيطر الرئيسي على المدينة، هو حزب “الاتحاد الديموقراطي” فرع “العمال الكردستاني” في سوريا، وذراعه العسكرية “وحدات حماية الشعب”. وتؤكد المصادر أن القوى العربية قي “قوات سوريا الديموقراطية”، هي عبارة عن واجهة إعلامية لتخفيف الضغوط عليهم.

 

ومن المرجح، أن الجيش الحر، هو الأقرب للسيطرة على مدينتي الباب ومنبج، إلا أن عيون مقاتليه لاتزال معلقة على مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها والتي سيطرت عليها “قسد” بدعم الطيران الحربي الروسي. وهو ما يشكل ضغطاً شعبياً على الجيش الحر لاستعادة تل رفعت وإعادة أهلها النازحين على الحدود السورية-التركية، الذين هجّرتهم “قسد”، والانتقال بعدها إلى الباب ومنبج.

 

وترسم التطورات في الشمال السوري، أبعاداً جديدة للصراع، وسط رغبة تركية بالمشاركة في معركة تحرير الرقة بعد السيطرة على الباب ومنبج، عبر الجيش الحر في إطار عملية “درع الفرات”.

 

المجلس السوري الإيراني: ثعبان يلتهم دمشق

مجد الخطيب

عند الكشك المجاور للقصر العدلي في دمشق، يدخل أبو محمود، من حي جوبر الدمشقي لتصوير بعض الأوراق الثبوتيه بغية تقديم إخلاء سبيل لابنه الموقوف. أحد الأشخاص المتواجدين في الكشك، وبعدما قرأ مكان تولد أبو محمود، وإقامته على هويته الشخصية، سأله، إن كان يملك عقارات أو أملاك في جوبر. أبو محمود، أجاب بنعم، و”لكن منذ ثلاثة أعوام بعد خروجنا منها لا أعرف عنها شيئاً”.

 

عندها ابتسم معقب المعاملات وقال له: “لا عليك، العودة إلى بيوتكم أمر مستحيل، انظر إلى داريا الزبداني والغوطة لم يعد إليها أهلها ولن يعودوا، إذا أردت بيع أملاكك نحن نؤمن لك من يشتريها وبسعر ممتاز”. وفعلاً عرض عليه بيع عقاره بمبلغ 200 ألف ليرة سورية (400 دولار) للمتر الواحد.

 

بحسب أبو محمود، فإن معقب المعاملات أكد له استعداده لتأمين شراء جميع الأراضي في جوبر، حيث سوف يتم بناء “مجمع طبي تعود ملكيته لطبيب شامي مغترب”.

 

أبو محمود، واحد من مئات الأشخاص الذين يتم عرض عليهم بيع بيوتهم التي تركوها وهجروها، ولا يعرفون عنها شيئاً، مقابل مبالغ ضخمة بالنسبة لمن هم في سوريا. هذه العروض التي يقوم بها معقبو المعاملات، أصبحت حديث سكان دمشق، حيث بدأت تنتشر ظاهرة بيع الأراضي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

 

حركة بيع العقارات كانت قد بدأت منذ أكثر من عام، بعد ركود أصاب سوقها نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة، وفقدان عوامل الاستقرار والأمان. ونشطت الحركة من جديد بداية العام 2016 عن طريق عدد من معقبي المعاملات والمكاتب العقارية ذات الصلات الأمنية.

 

“المدن” حاولت السعي للكشف عن الطرق التي يتم فيها بيع الأملاك والأراضي. والعقبة الأولى التي تقف بوجه من يريد تثبيت ملكيته للأرض الواقعة في ريف دمشق هي أن المستندات الأصلية التي تؤكد ملكية صاحب الوثيقة لأرضه موجودة في مدينة دوما، الخارجة عن سيطرة النظام، وبالتالي لا يمكن لأحد في ريف دمشق تأكيد أو فرز عقار بسبب تعذر الوصول إلى هذه المستندات.

 

لكن في كانون الأول/ديسمبر 2015 أصدر الرئيس السوري بشار الأسد “القانون الناظم لأصول المحاكمات الجديدة”، الذي تنص مادته الـ34 على أنه “إذا تعذر تبليغ  المدعى عليه وفق أحكام المادة /22/ وما يليها بسبب ظروف استثنائية يجري التبليغ بإحدى الصحف اليومية في العاصمة أو في أحد مراكز المحافظات وفي لوحة إعلانات المحكمة بقرار معلل من رئيس المحكمة وعلى الموظف المختص بيان سبب التعذر في محضر التبليغ على أن يتم التبليغ قبل خمسة عشر يوما على الأقل من تاريخ موعد الجلسة مع مراعاة مهلة المسافة”.

 

هذا الباب القانوني الذي فتحه النظام شكّل ثغرة سمحت بالوصول إلى شراء الأراضي، من دون وجود السجلات الأصلية التي تؤكد عدم صحة الوثيقة المقدمة.

 

وبحسب ما علمت “المدن”، فإن سلسلة من مكاتب معقبي المعاملات، يبلغ عددها 20 مكتباً، موزعاً في المزة فيلات شرقية والعدوي وجرمانا و باب توما. وتقوم هذه المكاتب باستصدار عدد من الوكالات المزورة والممهورة بأختام كاتب العدل. وتعمل هذه الشبكة على البحث بين النازحين إلى دمشق، ممن يعانون ضائقة مادية كبيرة أو لديهم معتقلين ويريدون أموالاً لإخراجهم من سجون النظام، لتعرض عليهم بيع ممتلكاتهم، حتى ولو كانت لا تزال تحت سيطرة المعارضة.

 

وإذا كان الشخص يملك جميع الوثائق اللازمة التي تثبت ملكيته للعقار يتم أخذ نسبة 5 في المئة من قيمة العقار، مقابل ضمان فصل القاضي بالدعوة لتثبيت حق البائع بملكيته العقار.

أما في حال عدم امتلاك البائع جميع الأوراق الثبوتية، فيتم استصدار وثيقة تبلغ قيمتها ما يقارب المليون ونصف ليرة سورية (3 آلاف دولار)، يدفعها مالك العقار ومن ثم يتم إجراء عملية البيع مع تكاليف العمولة التي تبلغ حوالي 5 في المئة من قيمة بيع العقار. ثم يتم عرض العملية على قاضي “الأحوال المدنية” في دمشق، والذي يؤكد بدوره صحتها. وبالتالي تصبح هذه الوثائق دليلاً فعلياً على امتلاك المشترين لتلك الأراضي.

 

تابعت “المدن” التحري عن عملية بيع العقارات، وتبيّن أن  شبكة معقبي المعاملات والمكاتب العقارية متصلة مع بعضها البعض، وترتبط عبر وكلاء مكاتبهم في العاصمة دمشق، برجل الأعمال المقيم في الكويت مازن الترازي، الذي أطلق في نيسان/إبريل 2015 حملة مساندة للنظام تحت عنوان “راجعين سوريا”. وقد أعلن الترازي في وقت سابق، استحواذه على فنادق ومنتجعات “شيراتون صيدنايا”، في حين أن الوكيل الثاني للعقارات في مناطق المعارضة، هو رجل الأعمال بشار كيوان، المقيم أيضاً في دولة الكويت.

 

كشفت مصادر لـ”المدن” أن عملية بيع الأراضي بدأت بفكرة مشروع عرضها مدير “مجلس رجال الأعمال السوري الإيراني” سامر الأسعد. وينتسب إلى “المجلس السوري-الإيراني” مازن الترازي وبشار كيوان، ويعمل الجميع لصالح رجل الأعمال الإيراني رستم قاسمي. والسعي لشراء هذه الأراضي يتم بواسطة “المجلس السوري الإيراني” من خلال الترازي وكيوان، اللذين يقومان بشراء الأرض، وإسنادها إلى ملكية “المجلس السوري الإيراني”.

 

وبذلك يكون “المجلس” هو الغطاء القانوني الذي تنتقل فيه الملكيات من السوريين إلى إيرانيين، من دون خلق أي توتر، خصوصاً وأن هذا المسألة أصبحت تثير الحساسيات عند السوريين في السنوات الخمس الأخيرة. ومهمة “المجلس” هي ربط التجار العقاريين في دمشق مع الوكيلين كيوان والترازي، لتصل الملكية في النهاية إلى “المجلس السوري الإيراني” باعتباره مؤسسة لها شخصيتها الاعتبارية. بينما يشغل هذه المشاريع ويقوم بإعادة إعمارها، عدد من رجال الأعمال الإيرانيين أبرزهم رستم قاسمي.

 

ووفق القانون السوري، يسمح فقط للمؤسسات الأجنبية والمنظمات غير الحكومية المسجلة في سوريا بامتلاك أراض وعقارات. ولا يسمح للمقيمين الأجانب بشراء منازل في سوريا باستثناء الفلسطينيين.

 

و”المجلس الإيراني السوري” أنشئ بعيد انطلاق الثورة السورية في العام 2011، واتخذ من بناء سكر في ساحة الميسات مقراً له. ويسعى وفق بيانه التأسيسي إلى خلق مناخ للاستثمار وتنسيق الأعمال مع السفارة الإيرانية.

 

“المجلس” الذي أصبح الذراع الاقتصادية الأقوى في سوريا، يُشكل المعادل الاقتصادي للمليشيات الإيرانية التي تقاتل في سوريا.

 

وبحسب البيان التأسسي، فلتكون عضواً في “مجلس الأعمال السوري الإيراني” عليك أيضاً أن تتقدم بطلب إلى أمانة سر وسكرتارية المجلس، وأن تكون عضواً في إحدى الغرف المحدثة في سوريا؛ التجارة أو الصناعة أو الزراعة أو المصدرين أو السياحة أو الملاحة أو النقابات المهنية. وبهذا يكون المجلس الذي يسميه الكثير من أبناء العاصمة “الأخطبوط الإيراني” قد مد أذرعه إلى جميع الفعاليات الاقتصادية والمهنية داخل دمشق وأصبح صاحب القرار المهيمن فيها.

 

وكشفت مصادر “المدن” أن المجلس يقوم بتمويل العديد من الغرف ودعم أفرادها مادياً، ومن ثم يتم استقطاب الباقين بحيث يصبح لأعضاء المجلس الأكثرية في استصدار أي قرار من هذه الغرف.

 

ويصدر المجلس بطاقات عضوية للأشخاص المنتسبين له، وتعتبر هذه بطاقة أمنية للفعاليات الاقتصادية، بحيث يمنع التعرض لهم أو مساءلتهم من دون طلب إذن المجلس، ويعاملون معاملة ضباط قوات النظام بتسهيل تنقلهم وتحركاتهم، كما يتم تسهيل حركتهم خارج سوريا.

 

ومن أعمال “المجلس الإيراني السوري” تجهيزه للبناء الضخم على أوتستراد المزة بالقرب من السفارة الإيرانية، في حين يسعى لإقامة سلسلة فنادق على الأراض المواجهة لكلية الطب البشري. وهو المسؤول عن إعادة الإعمار في شارع المصطفى خلف مشفى الرازي والمعروف باسم مشروع “حلم دمشق”.

 

وكانت إيران خلال السنوات القليلة الماضية، قد اشترت أهم الفنادق في العاصمة دمشق، ومنها الإيوان وآسيا وفينسيا والبتراء وكالدة، والتي شكل “المجلس السوري الإيراني” أيضاً الغطاء الاقتصادي لها.

 

وعلاقة إيران بفنادق دمشق قديمة، تعود إلى زمن الحرب العراقية–الإيرانية، إذ عمدت آنذاك إلى استئجار فنادق بكاملها، وبعقود سنوية، من أجل تأمين إقامة الزوار الإيرانيين إلى “أماكنهم المقدسة” في سوريا، من خلال ما يعرف باسم “مؤسسة الشهيد للحج والزيارة”.

 

حلب:دفاعات النظام تنهار..وبالونات الهيدروجين تعرقل الغارات

خالد الخطيب

انهارت دفاعات مليشيات النظام الأولى في الأطراف الغربية من حلب، وتمكنت المعارضة من نقل المعارك إلى داخل أحياء حلب الغربية، في نقلة نوعية بعد اطلاقها، الجمعة، معركة “كسر الحصار”. وسيطرت المعارضة على معظم المناطق الطرفية الواقعة في محيط حي حلب الجديدة و”مشروع 3000 شقة” في حي الحمدانية. ودخلت المعارك فعلياً إلى قلب الحيين الاستراتيجيين، واللذين تتوزع فيهما الدفاعات الأهم عن “الأكاديمية العسكرية”، والأحياء التي تخضع لسيطرة مليشيات النظام غربي المدينة.

 

وأعلنت المعارضة في “جيش الفتح” و”فتح حلب” و”جيش ادلب الحر” وفصائل أخرى، المرحلة الثانية من المعركة، الأحد، واستأنفت هجماتها البرية نحو “مشروع 3000 شقة” في حي الحمدانية، ففجرت فيه سيارة مفخخة، وسيطرت على أجزاء واسعة من الحي. وكذلك في حي حلب الجديدة الذي دخلته المعارضة مساء السبت، لتخوض فيه معارك واشتباكات عنيفة “حرب شوارع” حتى ساعة متأخرة من فجر الأحد، بعدما أحكمت سيطرتها على منطقة منيان البلدة، والمبنى الأصفر، وعدد من الكتل والأبنية المحيطة بمدخل الأكاديمية العسكرية من جهة الغرب. وبذلك أصبحت الأكاديمية العسكرية في مرمى نيران المعارضة التي كثفت القصف نحوها بصواريخ “حمم” و”فيل” محلية الصنع، وبوابل من صواريخ الغراد، ما تسبب باشتعال النيران داخلها، وهي الآن تشهد أعنف المعارك بين الطرفين في محاولة من المعارضة للسيطرة عليها.

 

المتحدث العسكري باسم “حركة أحرار الشام الإسلامية”، أحد قادة “جيش الفتح” أبو يوسف المهاجر، قال لـ”المدن”، إن المرحلة الأولى من المعركة حققت نجاحاً كبيراً، وأصبح من الممكن الانطلاق في المرحلة الثانية، التي تهدف إلى بسط السيطرة على الأحياء السكنية التي حولتها المليشيات إلى مناطق وثكنات عسكرية في محيط الأكاديمية العسكرية، والتمهيد لفك الحصار عن الأحياء الشرقية تالياً.

 

وأشار المهاجر إلى أن المليشيات أبدت مقاومة عنيفة مؤخراً، وحاولت غير مرة لملمة صفوفها وشن هجمات معاكسة لكنها فشلت بسبب الضغط الناري والتغطية العنيفة من قبل المعارضة لهجماتها البرية، والتي تسببت بإجهاض محاولات المليشيات والتي كانت في موقع المتصدي دائماً بفعل تغيير محاور القتال واتباع تكتيكات جديدة وتمويه مستمر من قبل مقاتلي المعارضة باستمرار.

 

وأوضح المهاجر أن المعارضة حققت الغلبة على المليشيات من خلال التمهيد الناري العنيف، بالصواريخ المحلية، وصواريخ غراد متوسطة المدى، وتمتعها بعنصر المفاجأة، كما كان لتوزيع الأدوار بين الفصائل دور كبير في استمرار التقدم، فغرفة العمليات إلى الآن تسير وفق الخطط المرسومة، مع الاحتفاظ بإمكانية المبادرات الفردية التي يفرضها الميدان ويقدرها القادة الميدانيون.

 

واستخدمت المعارضة منذ بدء هجماتها 10 سيارات مفخخة، في المحاور الغربية، أربعة منها تم تفجيرها خلال الساعات القليلة الماضية، واستهدفت تحصينات مليشيات “حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء” العراقية و”لواء القدس” والأفغان و”الحرس الثوري” الإيراني، والتي تتقاسم خطوط الجبهات في منيان ومحيط الأكاديمية و”مشروع 3000 شقة” في حي الحمدانية والحي الجنوبي من حلب الجديدة وجمعية الزهراء والمباني المحيطة بها وبـ”كتيبة المدفعية” في الجبهات الشمالية الغربية، ما تسبب بخسارة تلك المليشيات أعداداً كبيرة من عناصرها ومهدت لدخول مقاتلي المعارضة والتوغل أكثر في المناطق المستهدفة.

 

وما تزال المعارضة تمسك بزمام المبادرة كاملة في العمليات البرية رغم محاولات مليشيات النظام المستميتة لتعديل الموقف المتدهور لقواتها، والانهيار المستمر في دفاعاتها الأولى عن الأحياء الغربية. ففي الوقت الذي تمكنت فيه مليشيات النظام من استعادة السيطرة على معامل الأوبري وبيوت مهنا، وعدد من الكتل والأبنية السكنية والعسكرية في جمعية الزهراء بعد سيطرة المعارضة عليها لساعات السبت، فاجأتها المعارضة بفتح جبهات منيان ومحيط الأكاديمية وحي حلب الجديدة و”مشروع 3000 شقة” في جبهات الوسط غربي حلب، وتمكنت من التقدم في أكثر من محور والسيطرة على عدد من المواقع فيها.

 

وفتحت المعارضة أولى جبهاتها بشكل فعلي ضد مليشيات النظام في قلب المدينة المحاصر، في الجهة المقابلة لمحور الهجوم الخارجي غرباً، في حي صلاح الدين وحارة الحشكول، وبدأته بتفجير لمبان كانت تتحصن فيها المليشيات، ما أسفر عن مقتل عشرين عنصراً على الأقل. ومن المتوقع أن تركز المعارضة معاركها في الداخل على محور صلاح الدين والأعظمية، خلال الساعات القادمة، باعتبارها أقرب المواقع التي من المفترض أن تؤمن التقاء قوات المعارضة من الداخل والخارج بهدف كسر الحصار عن الأحياء الشرقية.

 

من جانب آخر، تصدت المعارضة لهجمات مليشيات النظام داخل المدينة، في المحاور الشرقية في الشيخ لطفي وكرم الطراب وفي المحاور الجنوبية في عزيزة، حيث حاولت المليشيات التقدم في أكثر من محور فيها، والتخفيف عن قواتها غربي حلب، لكنها فشلت أمام المعارضة التي تمكنت من التصدي لها وقتلت وأسرت 10 من عناصرها. وتبادل الطرفان القصف بالأسلحة الثقيلة، والمدفعية والصواريخ.

 

وفي المقابل، خسرت المعارضة أكثر من 20 مقاتلاً من صفوفها مؤخرا، بينهم القائد العسكري في “جيش الإسلام” أحمد سندة، سقطوا في مناطق جمعية الزهراء، وفي الضربات الجوية الروسية التي تصاعدت بشكل كبير خلال الساعات الـ24 الماضية، والتي تركزت بشكل أساس في الأطراف الغربية للمدينة. واستهدفت المقاتلات الروسية بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية والارتجاجية مواقع المعارضة في سوق الجبس ومنطقة عقرب والبحوث العلمية و”مشروع 1070 شقة” والراشدين والمنصورة ومدرسة الحكمة. وجميع تلك المناطق تعتبر محطات انطلاق أولى لمقاتلي المعارضة نحو جبهات القتال. كما استهدف النظام حيي الراشدين ومنطقة خان العسل بقذائف مدفعية وصاروخية محملة بغاز الكلور السام.

 

وقتل أكثر من عشرين مدنياً، وجرح العشرات منهم، في أحياء حلب الشرقية والغربية، وفي قرى وبلدات ريف حلب الغربي، في أورم الكبرى وخان العسل وبالقرب من الأتارب وكفرناها. بعضهم سقط في قصف جوي روسي، وبعضهم الآخر في تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين المعارضة ومليشيات النظام.

 

وتمكنت المعارضة من إخلاء المدنيين الذين لم يتمكنوا من الهرب من مناطق الاشتباك، ونقلتهم من  كامل المواقع التي سيطرت عليها غربي حلب، وقالت إنها أمنت لهم مأوى في مناطق أكثر أمناً في ريف حلب الغربي ومناطق ريف إدلب.

 

وفي الأحياء الشرقية المحاصرة من حلب، كان وقعُ المعركة حاضراً بقوة في الحياة اليومية للمدنيين والعسكريين على حد سواء، وبينما كانت أرتال المقاتلين التابعين للفصائل تتجول من جبهة إلى أخرى، وتشن هجماتها الصاروخية والمدفعية لإشغال المليشيات ومساندة الفصائل المهاجمة في المحاور الخارجية كان مئات المدنيين يتجولون في الشوارع، ويشعلون الإطارات من أجل التعمية على الطيران، رغم القصف الصاروخي والمدفعي المستمر على الأحياء المحاصرة من قبل المليشيات.

 

كما لجأ ناشطون داخل الأحياء المحاصرة إلى إذاعات الجوامع والمساجد المنشرة هناك ليبثوا من خلالها تطورات المعركة ومراحل التقدم المستمر للمعارضة، ولينقلوها مباشرة لنحو 300 ألف مدني محاصر ينتظرون فك الحصار عنهم.

 

كذلك حصل تطور جديد في الأساليب البدائية التي اتبعتها المعارضة لتضليل الطيران الروسي وإعاقة هجماتها الجوية ضد مواقع مدنية وعسكري في حلب، فأطلقت مئات البالونات المحملة بغاز الهيدروجين، تحمل أجساماً معدنية صغيرة، في سماء حلب، وبالتحديد قرب مناطق المعارك، وعطلت بشكل جزئي الغارات الروسية ومنعت المقاتلات الحربية من حرية المناورة والحركة في سماء المنطقة وحرمتها من التحليق على علو منخفض.

 

القائد العسكري العام لـ”تجمع فاستقم كما أمرت” علاء سقار، أكد لـ”المدن”، أن التفاعل الشعبي داخل الأحياء المحاصرة بحلب عزز من الروح المعنوية للمقاتلين التي بدت منهارة قبل المعركة، وأوضح أن الجبهات الداخلية بحلب إلى الآن لم تنفذ المهام الموكلة إليها بشكل كامل، وهي بانتظار دورها، مؤكداً أن التنسيق مستمر بين غرفتي عمليات الداخل والخارج.

 

وعن مدة المعركة المتوقعة، قال سقار: “لا يمكن التنبؤ بطول المدة اللازمة لكسر الحصار، كما أن التطورات الميدانية هي من تتحكم في ذلك، أما المعارضة فهي قد تجهزت فعلياً لخوض معركة طويلة الأمد تتجاوز 50 يوماً، وحضرت لها مختلف الذخائر والأسلحة، والأيام القادمة سوف تكشف وجهة المعارك ونتائجها الأولية”.

 

وأشار سقار إلى أن المليشيات منهارة بشكل تام، ولا تستطيع امتصاص الصدمات المتتالية التي توجهها المعارضة، بالرغم من وصول تعزيزات جديدة لها من حماة وحمص عبر بادية حلب السبت، وهي ستنسحب حتماً من خطوطها الأولى في حلب الجديدة و3 ألاف شقة في حي الحمدانية، ومن الأكاديمية العسكرية، إذا واصلت المعارضة تقدمها.

 

يمكن القول إن معركة “كسر الحصار” أو كما تسميها المعارضة “ملحمة حلب الكبرى الثانية”، دخلت في مرحلة جديدة وباتت تهدد مليشيات النظام بشكل فعلي في الأحياء الغربية واقتربت المعارضة أكثر من هدفها الأول، أي كسر الحصار، في ظل تهاوي دفاعات المليشيات وخسارتها لعدد كبير من عناصرها وعتادها الحربي. في الوقت ذاته ما تزال هناك  فصائل تابعة للمعارضة تنتظر المشاركة في المعركة وإلى الآن لم يحن دورها بعد كـ”جيش النصر”. فالمعارضة وجهت تعزيزات إضافية الأحد والسبت، نحو جبهات حلب الغربية قادمة من ريف حماة وإدلب.

 

الوجود العسكري الروسي في الساحل:بعض “الحبّ” لا يضر

أسعد أحمد العلي

في أيام الاتحاد السوفييتي، عاد آلاف الطلبة السوريين الذكور، بزوجاتهم الروسيات إلى سوريا. واليوم، مع وجود قواعد روسية في الساحل السوري، وآلاف المجندين والضباط الروس، يبدو أن القصة انعكست.

 

مُؤسِّسة مجموعة “صبايا العطاء” عليا خيربك، وقصة ارتباطها بضابط روسي رفيع المستوى، يعمل في قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية، هي أمر واقع. ولعل تكريم “صبايا العطاء” للضباط الروس منذ شهور، والذي أحدث ضجة كبيرة في أوساط المؤيدين قبل المعارضين، هي واحدة من مغامرات خيربك التي لا تنتهي مع حبيبها. وأصبح ظهور الثنائي معا، علناً، أمراً عادياً في مطاعم جبلة، المدينة التي تنحدر منها عائلة خيربك، إحدى أهم الأسر العلوية الداعمة للنظام.

 

وقصة مؤسسة “صبايا العطاء”، لا تعتبر فريدة من نوعها في أوساط مؤيدي النظام في اللاذقية؛ فمنذ أكثر من عام تقريباً، ومع دخول القوات الروسية رسمياً إلى سوريا، واتخاذها من قاعدة حميميم مركزاً لها، كثير من الفتيات وجدن في المجندين والضباط الروس صيداً ثميناً، لا لغاية الارتباط بالضرورة، بل إن علاقة متينة مع أحدهم تكفي لتحظى الفتاة وعائلتها بمميزات إضافية، ومنفذ للوصول إلى مرتبة إجتماعية أعلى.

 

ولا تخفي بعض العائلات في الساحل علاقات بناتهن بالضباط الروس، بل يجد كثير منها في الأمر مدعاة للفخر والاعتزاز. الأمر الذي يعيد تكرار أيام خلت، فضّلت فيها العائلات العلوية، تزويج بناتهن بضباط الجيش السوري، فتتباهى العائلة بصهرها أو عشيق ابنتها الذي يضمن مستقبل الأسرة ويسهل أمور أبنائها.

 

غيداء، صبية سورية من جبلة، قالت لـ”المدن” إن مدينة جبلة بشكل خاص، ونظراً لقربها من القاعدة الروسية، اعتادت قصص ارتباط الفتيات العلويات بضباط ومجندين روس. وبات من المألوف رؤية أحد الضباط أو المجندين الروس برفقة أسرة بكاملها، في مطاعم ومقاصف كورنيش جبلة.

 

متطلبات الارتباط بالمجند الروسي ليست صعبة أو مستحيلة، فيكفي أن تكون الفتاة على قدر من الجمال والتحرر، لتكون محط أنظار المجندين والضباط الروس. فهم قد انتشروا بشكل ملحوظ في شوارع اللاذقية وأريافها، وعلى امتداد الشريط الساحلي. وباتت فرصة تبادل الابتسامات والنظرات مع الفتيات، أمراً بسيطاً، وهنّ يحلمن بالتعرف على الجندي الوسيم البطل، القادم من بعيد لإنقاذ بلادهم من خطر “الارهاب”. في حين أن العسكر الروسي لا يجد ضيراً في علاقة عابرة أو طويلة الأمد، خلال وجوده في البلد الجديد.

 

إعلان الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا في آذار/مارس 2016، خفف من التواجد الروسي بين جمهور المؤيدين في حياتهم اليومية. ولكن فكرة الارتباط بالعسكر الروسي بقيت هدفاً وحلماً لشريحة واسعة من الفتيات.

 

وتعلل الفتيات سبب ارتباطهن بالمجندين الروس، بقلة الراغبين بالارتباط من أبناء الطائفة العلوية، فالشاب السوري لديه ثلاثة احتمالات في الوقت الراهن، إما متطوع في مليشيات النظام، أو هارب من التجنيد لعيش حياة متخفية، أو مصاب حرب غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي. كما أن انتشار الفقر والعوز بين شريحة واسعة من أبناء الطائفة في الفترة الاخيرة، جعل التوجه نحو الروس خياراً مستحباً اجتماعياً. وعلى الرغم من تسجيل حالات قليلة من زواج رسمي وانجاب للأطفال، لكن هذه العلاقات تبقى مفتاحاً لترسيخ وجود اجتماعي روسي في سوريا، بدأ يأخذ منحى بعيداً عن الوجود العسكري.

 

ولا تقتصر علاقة الفتيات مع الضباط الروس على بحث الفتاة وأسرتها عن دعم ما، أو حتى اقامة علاقات عابرة؛ فهناك كثير من القصص عن حالات نصب وسرقة تعرض لها الضباط الروس على يد الفتيات اللواتي تربطهن بهن علاقات عابرة. ففندق “روتانا” الفاخر، الذي يُعد مكان تسلية مخصص لـ”الرفاق” الروس، شهد حوادث سرقة أموال وأغراض شخصية لضباط برتب عليا، ممن اعتادوا استضافة فتيات في أجنحة خاصة بهم بين حين وآخر. وأغلب هذه الحوادث يتم التكتم عليها بطلب من الروس أنفسهم، لدواع أمنية وسياسية يتذرعون بها.

 

قتلى بسقوط قذائف في حلب… والنظام يستخدم غازات سامة

جلال بكور

سقط ثلاثة قتلى، اليوم الإثنين، جراء سقوط قذائف على حيي الحمدانية وحلب الجديدة غرب مدينة حلب، شمال سورية، في وقت أصيب عدد من عناصر المعارضة بالاختناق، جراء إلقاء الطيران المروحي التابع للنظام، برميلاً يحوي مواد سامة من نوع غاز الكلور، على حي الراشدين غرب المدينة.

وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، جراء سقوط قذائف على حيي الحمدانية وحلب الجديدة، غرب مدينة حلب.

 

في المقابل، أكدت مصادر محلية في المحافظة، لـ “العربي الجديد”، أنّ “البرميل الذي ألقته مروحية تابعة للنظام، استهدف منطقة قريبة من جبهات القتال، ما تسبّب في حالات احتناق بين عناصر المعارضة السورية المسلحة، حيث قامت فرق طبية بنقلهم على الفور إلى المشفى الميداني في المنطقة الشرقية من حلب”.

 

وكان النظام قد سارع إلى اتهام المعارضة السورية، أمس الأحد، بشن هجوم كيماوي في حلب، وهو ما فسره مراقبون على أنّه تهيئة مبيتة لهجوم كيماوي من النظام على المدينة.

 

وأطلقت فصائل “الجيش السوري الحر”، وفصائل أخرى من المعارضة السورية المسلحة، معركة “ملحمة حلب الكبرى” يوم الجمعة الماضي، بهدف كسر الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المنطقة الشرقية من مدينة حلب.

 

إلى ذلك، نعى موالون للنظام السوري، العقيد موفق علي عيسى، والذي قُتل في معارك ضد المعارضة السورية المسلحة، في جنوب غرب حلب.

 

وأعلن “الدفاع المدني” في حلب، مقتل مدنيين وإصابة طفلين بجراح بليغة، جراء غارة بصواريخ فراغية من الطيران الحربي التابع للنظام على بلدة الشيخ علي في ريف حلب الغربي، فيما قتل شخصان وفقاً للدفاع المدني، بانفجار مستودع للغاز في مدينة دارة عزة، كما أدى الانفجار لاندلاع حريق في المستودع.

 

بموازاة ذلك، سيطرت فصائل “الجيش السوري الحر” المنضوية ضمن عمليات “درع الفرات”، على قرية بيلس جنوب مدينة الغندورة في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

على صعيد آخر، وفي حمص وسط سورية، قصف طيران النظام الحربي، قرية الزعفرانة في ريف حمص الشمالي، بحسب ما أفاد مدير “مركز حمص الإعلامي” أسامة أبو زيد، لـ”العربي الجديد”.

 

وأكد أبو زيد مقتل الناشط الإعلامي والمصور عبدالسلام كنعان، أثناء تغطيته الغارات الجوية على القرية.

 

وفي حماة المجاورة، أعلن “جيش النصر” وهو تجمع فصائل من الجيش الحر، عن مقتل وجرح عناصر من قوات النظام، إثر استهدافهم في محيط مدينة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي بالرشاشات والقذائف، في حين قصفت قوات النظام أماكن في بلدة طيبة الإمام ومحيطها وقرية لحايا، ما أسفر عن أضرار مادية.

 

أما في ريف دمشق، فأفاد مصدر في الدفاع المدني، لـ”العربي الجديد”، بسقوط جرحى في صفوف المدنيين بينهم أطفال، جراء غارة جوية من طيران النظام على الأحياء السكنية في مدينة سقبا بالغوطة الشرقية.

 

وفجّرت قوات النظام بناء في مدينة حرستا، تزامناً مع غارات من الطيران الحربي على أطراف مدينة عربين وبلدتي الشيفونية، بريف دمشق.

 

نزوح في أحياء حلب الغربية ومكبرات الصوت بديلاً للإنترنت

لبنى سالم

لليوم الرابع على التوالي، تستمر قوات النظام بقطع خدمة الإنترنت عن أحياء حلب الغربية التي تسيطر عليها، للحد من وصول الأخبار الميدانية الواردة من مناطق الاشتباك مع قوات المعارضة المسلحة للمدنيين هناك، بعد أيام من إطلاق قوات المعارضة ما سمته بـ”بملحمة حلب الكبرى”.

 

وتزامناً مع انقطاع خدمة الإنترنت، سيّرت قوات النظام سيارات تحمل مكبرات صوت في شارع المدينة، لإذاعة الأخبار الصادرة عن قيادات جيش النظام.

 

وحرم غياب خدمة الإنترنت أهالي المدينة من التواصل مع ذويهم في الخارج. إذ يقول محمد وهو سوري يعيش في ألمانيا: “بعد محاولات حثيثة استطعت الاتصال بأمي هاتفياً للاطمئنان عليها، قالت لي إن لا أحد يدري ما يجري حقيقة، فمكبرات الصوت تشير إلى أن جيش النظام يتقدم، يتدفق آلاف النازحين من مناطق الاشتباك”.

 

ويضيف “غياب الاتصال مع العالم الخارجي يوفر بيئة خصبة لانتشار الشائعات في حلب، وزيادة حالات الخوف والرعب التي يعيشها المدنيون هناك. والمدنيون يعيشون حالة ترقب وخوف من الآتي، أما نحن المغتربون فنعيش حالة قلق دائمة لعدم القدرة على التواصل معهم، وعلمت أن معظم المدنيين يلتزمون المنازل، وعزف الطلاب والمعلمون عن الذهاب إلى المدارس طوال الأيام الماضية”.

 

من جانبه، يقول الناشط السوري من حلب، فهد الحلبي: “قطع الإنترنت ومراقبة الاتصالات، تكتيك عسكري اتبعه النظام في مناطق عدة سابقاً، وهي طريقة يلجأ إليها حين يشعر بالخطر الشديد، إذ يعتقد أن الاتصال مع العالم الخارجي بمثابة تهديد إضافي لوجوده، وبهذه الطريقة أيضاً يستطيع الترويج لروايته الخاصة للأحداث، علماً أن خدمة الإنترنت الأرضي عادت إلى حلب منذ شهر فقط، بعد انقطاع دام أشهرا، وهو تماماً ما تقوم به داعش في مناطق سيطرتها، إذ تمنع عن الأهالي الإنترنت وسبل التواصل مع العالم الخارجي”.

 

ومع استمرار المعارك تشهد أحياء الحمدانية وحلب الجديدة نزوحاً مستمراً للأهالي باتجاه باقي الأحياء الغربية للمدينة. يتابع الحلبي “تسبب الاشتباكات المشتعلة، وسقوط القذائف نزوح عشرات آلاف السكان القاطنين في هذه الأحياء، علماً أن عددا كبيرا منهم هم من النازحين سابقا”.

 

ويضيف “صلتنا معلومات عن وجود أزمة إيواء كبيرة في الأحياء الغربية، جميع مراكز النزوح مكتظة مسبقاً، وعلمنا أيضاً أن الحدائق ومنطقة المحلق باتت مكتظة بالنازحين الذين يبيتون في الهواء الطلق”.

 

مفوضية اللاجئين: توظيف السوريين بالأردن لا يحرمهم من المساعدات

عمان ــ زيد الدبيسية

قال المتحدث الرسمي باسم مفوضية اللاجئين في الأردن، علي بيبي، إن المفوضية أكدت الاستمرار بمنح اللاجئين السوريين العاملين في الأردن المساعدات الشهرية التي يحصلون عليها وإن الامتيازات الأخرى الخاصة بهم لن تتأثر بحصولهم على تصاريح عمل داخل البلاد.

وأضاف بيبي في تصريح خاص لـ” العربي الجديد”، أن صفة لاجئ لن تنزع عن السوري بسبب قبوله العمل في الأردن، بل ستبقى جهود إعادة توطينهم قائمة في بلدان أخرى مثل دول الاتحاد الأوروبي وكندا.

وأكد أن مفوضية اللاجئين تلقت اتصالات من الحكومة الأردنية لإعطاء تطمينات للاجئين السوريين وتحفيزهم للحصول على تصاريح العمل اللازمة.

ويخشى بعض السوريين انقطاع المساعدات التي يتلقونها شهرياً من المفوضية الأممية والتي تبلغ حوالى 254 دولاراً شهرياً للأسرة، إضافة إلى فرص الهجرة إلى دول أخرى في حال الحصول على تصاريح عمل رسمية في الأردن.

وتحرص الحكومة الأردنية على توظيف نسبة من اللاجئين السوريين، من أجل تمرير سلعها إلى دول الاتحاد الأوروبي ضمن اتفاق بهذا الشأن مع الاتحاد.

وقال مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية لـ”العربي الجديد” :” حتى نهاية الأسبوع الماضي لم يتقدم سوى مصنع واحد للتصدير إلى أوروبا بموجب اتفاق تبسيط قواعد المنشأ، الذي وقعه الأردن والاتحاد الأوروبي قبل 3 أشهر مقابل تشغيل اللاجئين السوريين”، مضيفا أن “اللاجئين يرفضون العمل بالمصانع ونعمل حالياً على إيجاد الآليات المناسبة لتحفيزهم”.

واعتبر رئيس غرفة صناعة الأردن، عدنان أبو الراغب في تصريح لـ” العربي الجديد”، أن المصانع الأردنية لم تستطع الاستفادة من اتفاق تسهيل الصادرات الى أوروبا بسبب عدم توفر الأيدي العاملة السورية، ما يجعل إمكانية التصدير إلى الأسواق الأوروبية ضئيلة جدًا.

لكن أحد اللاجئين السوريين قال: “رواتب أغلب المصانع متدنية .. ما نخشاه هو استغلالنا لتمرير الاتفاق الخاص بتصدير السلع الأردنية إلى أوروبا”.

ويشترط على المصانع تشغيل 15% من عمالها من اللاجئين السوريين في أول عامين على أن ترتفع إلى 25% بداية العام الثالث إلى أن يتم تشغيل 200 ألف لاجئ سوري مقيم في الأردن. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن حوالى 1.3 مليون شخص.

 

اتفاق تركي ـ روسي لإفشال خطة أميركية بالشمال السوري

إسطنبول ــ باسم دباغ

توصلت كل من تركيا وروسيا إلى تفاهم يهدف إلى إفشال خطة الولايات المتحدة في الشمال السوري، والمتمثلة في تسليم المناطق الممتدة من معبر اليعربية، الفاصل بين العراق وسورية، مروراً بالحسكة، والقامشلي، وعين العرب، وتل أبيض، وجرابلس، وأعزاز، وصولاً إلى عفرين بريف حلب، لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، بحسب ما كشفت صحيفة “يني شفق” التركية اليوم الاثنين.

ونقلت “يني شفق”، المقربة من الحكومة التركية، عن مصادر لم تكشف عنها، أن التفاهم التركي الروسي الجديد سيقوم على إعادة الأوضاع في كل من حلب، وريف اللاذقية، وإدلب، والحسكة، ودير الزور، والرقة إلى ما كانت عليها قبل بدء الحرب السورية، مع مراعاة البنية الديمغرافية لهذه المناطق.

وأضافت أنّ عملية “درع الفرات” سيجري توسيعها في الشمال السوري، وصولا إلى دخول قواتها مركز مدينة حلب، كما سيتم إنشاء مناطق آمنة في الريف الشمالي لحلب، على مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع.

وأشارت إلى احتمال متابعة قوات “الجيش السوري الحر”، المشاركة في عملية “درع الفرات”، لتقدّمها إلى أن تصل مركز حلب، وتنسحب قوات النظام السوري من المناطق المشمولة في الاتفاق التركي الروسي، وتنحصر في محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وتعزز الحملة التي بدأت بها قوات المعارضة السورية، قبل أيام عدة، لفك الحصار عن حلب وتحريرها بالكامل، فرضية صحة هذه الاتفاقية، لا سيما أنّ المقاتلات الروسية امتنعت، في الفترة الأخيرة، عن استهداف المعارضة في المحافظة المذكورة، على الرغم من دعوات النظام السوري لذلك.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكو، أمس، أنّ المقاتلات الروسية لم تنفذ غارات على حلب منذ 13 يوماً، وذلك بالتزامن مع رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أيام قليلة، طلباً للجيش الروسي بشأن استئناف الغارات على المدينة.

وأشارت الصحيفة ذاتها أن “تركيا وروسيا ستتعاونان على إفشال الخطة الأميركية الرامية لتشكيل “حزام إرهابي” في الشمال السوري، وستعملان على إعادة السكان الأصليين إلى مناطقهم. وستمتد عملية “درع الفرات” لتطهّر المناطق التي استولت عليها عناصر حزب “الاتحاد الديمقراطي”. ومقابل ذلك يصرّ الرئيس الروسي على تطهير المناطق المشمولة في الاتفاق من جبهة “فتح الشام” و”أحرار الشام”.

ويأتي هذا بينما تستمر تركيا في حشد قواتها إلى المناطق الحدودية، إذ أرسلت، أمس، وحدات مدرعة ودبابات إلى منطقة إصلاحية بولاية غازي عنتاب الجنوبية.

 

ملحمة حلب”: المعارضة السورية تستعيد مواقع من النظام ومليشياته

جلال بكور

 

أعلنت غرفة عمليات “جيش الفتح”، التابع للمعارضة السورية المسلحة، ليل الأحد – الاثنين، استعادتها للسيطرة على جميع النقاط، التي تقدّمت إليها قوات النظام والمليشيات المساندة لها في غرب مدينة حلب، ضمن “ملحمة حلب الكبرى” لفك الحصار عن شرق المدينة، شمالي البلاد.

 

واستعادت الغرفة قرية منيان، المتاخمة لحي حلب الجديدة، غربي المدينة التي تشهد أطرافها الجنوبية الغربية معارك مستمرة منذ أربعة أيام، أحرزت فيها فصائل المعارضة تقدّماً.

 

وتقدمت قوات النظام، أمس الأحد، إلى نقاط عدة في قرية منيان، في وقت أكّدت فيه مصادر المعارضة، لـ”العربي الجديد” مقتل عنصرين من حزب الله اللبناني، في مشروع “3 آلاف شقة” الذي تقدمت فيه الفصائل المهاجمة لقوات النظام منذ يومين.

 

وتمكّن مقاتلو المعارضة السورية المسلحة من تدمير قاعدة كونكورس، وقتل طاقمها بالقرب من دوار السلام في حي حلب الجديدة، فيما وقع قتلى وجرحى من قوات النظام إثر استهداف رتل لهم على طريق خناصر في ريف حلب الجنوبي.

 

وأطلقت المعارضة السورية المسلحة، يوم الجمعة الماضي، معركة “ملحمة حلب الكبرى”، بهدف كسر الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المنطقة الشرقية من حلب.

 

وقالت مصادر من المعارضة، لـ”العربي الجديد”، إنّ حصيلة القتلى بلغت أكثر من 200 قتيل، إضافة لعشرات الجرحى في صفوف قوات النظام والمليشيات التابعة لهم، خلال ثلاثة أيام مضت من المعركة.

 

 

إلى ذلك، أفادت مصادر من الدفاع المدني، لـ”العربي الجديد”، بمقتل طفلة وجرح طفلين آخرين بقصف مدفعي من قوات النظام على حي الفردوس، كما جرح طفلان جراء قصف من الطيران الحربي على قرية كفر حلب، في الريف الغربي للمدينة.

 

وفي السياق ذاته، أكد “مركز حلب الإعلامي”، مقتل امرأة وطفل وإصابة عدد من المدنيين، جرّاء قصف جوي من الطيران الحربي على قرية الشيخ علي، في ريف حلب الغربي.

 

التايمز: هجوم روسي موسع وشيك على حلب

بي. بي. سي.

تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها هجوم روسي موسع وشيك على حلب وعملية استعادة الموصل مما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية.

 

البداية من صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “عاصفة تتجمع: الهجوم الروسي الموسع الوشيك على حلب درس لتبعات عدم التصدي للقوة العسكرية”.

 

وتقول الصحيفة إنه في الأسبوع الماضي أسقطت الطائرات الروسية والسورية منشورات على شرق حلب تحمل رسالة واضحة ومخيفة : “هذا أملكم الأخير…انقذوا أنفسكم. إذا لم تغادروا هذه المناطق بصورة عاجلة سيتم إبادتكم”.

 

وتقول الصحيفة إنه يبدو أن التهديد ليس مجرد كلمات جوفاء، فوفقا لتحليل استخباراتي غربي حصلت عليه التايمز، فإن القوات الروسية ستشن هجوما وشيكا كاملا وموسعا في محالة لاستعادة السيطرة على حلب.

 

وتضيف أن هدف الرئيس الروسي فلايمير بوتين هو منح حليفه الرئيس السورى بشار الأسد نصرا كاملا في حلب ثاني أكبر مدن سوريا بحلول يناير/كانون الثاني 2017.

 

وتستدرك الصحيفة قائلة إن هذا الهدف قد لا يحقق، فالمعارضة المسلحة السورية، التي تزودها السعودية بالسلاح، أثبتت صمودها أمام هجمات قوات الأسد طوال سنوات.

 

وتقول الصحيفة إن ما يبدو من الحتمي الحدوث هو تعمق ما تصفه الصحيفة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم مع عدم وجود ضمانات بوصول المعونات الانسانية التابعة للأمم المتحدة للذين يحتاجونها.

 

وتقول الصحيفة إن بوتين اختار الهجوم على حلب ليتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية والفترة الانتقالية التي تليها. وتقول إنه ما من شك إن بوتين ما كان ليخطط لمثل هذا الهجوم الموسع على حلب لولا إخفاق الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ردعه سواء كان ذلك في سوريا أو أوكرانيا.

 

وتضيف الصحيفة إن القوة التي يشعر بها بوتين ناتجة أيضا عن عدم تصدي أوروبا له، وأن التاريخ سيسجل أن قارة باكملها وقفت متفرجة على تدخل بوتين في سوريا.

 

وتقول الصحيفة إنه على الأرض في شرقي حلب يتعرض نحو 275 ألف شخص للحصار في المنطقة المدنية الرئيسية في سوريا التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

 

وتضيف إن مقاتلي المعارضة المسلحة لديهم مدد جيد من الأسلحة الصغيرة والمدفعية الخفيفة، ولكن لا يوجد لديهم غطاء جوي، مما يعطي القوات الروسية القدرة على شن هجمات موسعة ضدهم.

 

وتختتم الصحيفة الافتتاحية بأن روسيا تخوض حربا على الأراضي السورية وأنها لم تكن لتتمكن من ذلك إلا بتخاذل أوروبا والولايات المتحدة عن التصدي لها.

 

نصف الروس يخشون أن تؤدي الحملة في سوريا الى حرب عالمية

أ. ف. ب.

موسكو: اظهر استطلاع للراي الاثنين ان نحو نصف المواطنين الروس يخشون من ان تؤدي حملة القصف التي تشنها بلادهم في سوريا الى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

 

وتشن موسكو، الحليفة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، حملة قصف جوي في سوريا منذ 30 سبتمبر 2015.

 

واظهر الاستطلاع الذي اجراه مركز “ليفادا” المستقل الاسبوع الماضي ان 48% من الروس يخشون من ان يؤدي “التوتر المتصاعد في العلاقات بين روسيا والغرب الى اندلاع حرب عالمية ثالثة”.

 

وكانت هذه النسبة لا تتعدى 29% في يوليو الماضي.

 

وراى 32% ان الضربات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا تؤثر سلبا في سمعة روسيا في العالم، بارتفاع عن نسبة 16% في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

 

الا ان 52 % من الروس قالوا انهم يدعمون الضربات الجوية بينما قال 26% انهم يعارضونها.

 

وردا على سؤال عما اذا كان على روسيا ان تواصل “التدخل في ما يحدث في سوريا” قال 49% نعم بينما قال 28% لا.

 

وتتهم القوى الغربية والمنظمات الحقوقية القوات السورية والروسية بشن هجمات عشوائية على البنى التحتية للمدنيين في سوريا خصوصا في مدينة حلب التي دمرت اجزاء منها بالكامل.

 

واعلنت روسيا في 18 تشرين الاول/اكتوبر وقف هجماتها على حلب في هدنة استمرت 14 يوما حتى الان.

 

لافروف يتهم المعارضة السورية بالتواطؤ مع “النصرة”  

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن جميع المسلحين من المعارضة المتمركزين في شرق مدينة حلب (شمالي سوريا) متواطئون مع من أسماها جبهة النصرة (يقصد جبهة فتح الشام) المصنفة على قوائم الإرهاب حسب الأمم المتحدة.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي إيوانيس كاسوليديس في العاصمة الروسية موسكو، أشار لافروف إلى أن ما يقال الآن في وسائل الإعلام الغربية ومن قبل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأن جبهة النصرة تشن الهجمات على مواقع القوات الحكومية، بما في ذلك جنوب غرب حلب، كل ذلك يدلل على أن “الأمور قد وصلت إلى نطاق من الصعب غض النظر عن الفظائع التي يرتكبها المتطرفون”.

 

وأضاف لافروف أن قول وسائل الإعلام الغربية إن “جبهة النصرة” التي يتراوح عدد أفرادها ما بين مئتين وثلاثمئة هي من نفذ الهجمات الأخيرة في حلب غير مقبول، لأن مثل تلك الهجمات تحتاج إلى أعداد أكبر من المقاتلين، وهو ما يدعم نظرية أن الفصائل المعارضة المسلحة الأخرى متواطئة مع النصرة.

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهم لافروف الغرب بالسعي إلى حماية جبهة فتح الشام لاستخدامها في محاولة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال حينها إن الجبهة رفضت مغادرة مدينة حلب من خلال الممرات التي خصصتها روسيا لـ”خروج آمن” للمقاتلين والمدنيين على حد سواء أثناء وقف الغارات قبل نحو أسبوعين.

 

وتقدر الأمم المتحدة أن لدى جبهة فتح الشام نحو تسعمئة مقاتل في أحياء حلب الشرقية، في وقت قال مسؤول أممي إن عدد مقاتلي المعارضة في تلك الأحياء يناهز ثمانية آلاف.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

قوات سوريا الديمقراطية تحصل على أسلحة متطورة  

قالت مصادر خاصة لـالجزيرة إن أسلحة متطورة وذخائر وصلت إلى قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، مقدمة من التحالف الدولي، وذلك لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية وإخراجه من محافظة الرقة.

 

وذكرت المصادر أن شحنات الأسلحة وصلت عبر مطارات القواعد الأميركية في رميلان وعين العرب (كوباني) والمالكية بمحافظة الحسكة، في الجزء الخاضع لسيطرة ما يعرف بالإدارة الذاتية الكردية.

 

ووفق المصدر فإن هذه الشحنات الضخمة من الأسلحة هي تجهيزات لمعركة الرقة التي ستبدأ في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

 

يُشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تضم مليشيات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية عصبها الأساسي، ويقدم التحالف الدولي دعما لوجستيا وعسكريا لها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

دعم أميركي

وقبل أيام، قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن تاونسند إن الولايات المتحدة تحاول إيجاد موطئ قدم محدود لها في سوريا.

 

وأضاف تاونسند أن استعادة السيطرة على مدينة الرقة السورية بصورة نهائية من قبضة تنظيم الدولة يرجح أن تستغرق وقتا أطول مما تقتضيه معركة الموصل.

 

وأكد أن مقاتلي وحدات حماية الشعب سيكونون جزءا من القوة التي ستعزل مدينة الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وأضاف الجنرال بإفادة صحفية أن التحالف الذي تقوده بلاده يتمنى أن يتحرك سريعا لعزل الرقة لمخاوف بشأن استخدام التنظيم للمدينة (معقله الرئيسي) قاعدة للتخطيط وشن هجمات ضد أهداف بالخارج.

 

وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب حليفا في المعركة ضد تنظيم الدولة، لكن تركيا تعدها منظمة “إرهابية” بسبب صلاتها بالمقاتلين الأكراد الذين يشنون تمردا منذ ثلاثة عقود بتركيا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مقتل العشرات من الجيش الحر بكمين “الكتيبة المهجورة”

 

مسلحون من المعارضة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 30 مقاتلا على الأقل من “الجيش السوري الحر” جراء كمين نصبته القوات النظامية والميليشيات الداعمة لها في “الكتيبة المهجورة” ببلدة إبطع في ريف درعا، حسب ما ورد في بيان نشره الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية يالاثنين على موقعه الإلكتروني.

وقال البيان إن مقاتلين من الجيش السوري الحر تعرضوا، أثناء تنفيذ مهمة اقتحام على جبهة “الكتيبة المهجورة” شرقي بلدة إبطع بريف درعا، لحصار من القوات النظامية والميليشيات الداعمة له، وأضاف أن التقارير تشير إلى مقتل 30 شخصا ممن كانوا يستعدون لاقتحام الكتيبة.

 

 

 

ونعى الائتلاف مقاتلي المعارضة في بيانه وقال إن “هؤلاء قدموا أرواحهم في سبيل حماية الشعب السوري وتحقيقاً لأهدافه وتطلعاته.” وأشاد بجهود المقاتلين على مختلف الجبهات لحماية المدنيين والتشبث بمبادئ الثورة وبحقوق الشعب في الحرية والعدالة والكرامة.

 

على صعيد آخر، قال الجيش السوري إن “جبهة النصرة” وما وصفها بتنظيمات “إرهابية” أخرى قتلت 84 شخصا معظمهم من النساء والأطفال في حلب خلال الأيام الثلاثة المنصرمة وإن القصف تضمن “أسلحة كيماوية وإطلاق صواريخ”.

 

المعارضة السورية: ست ميليشيات تابعة لإيران تُقاتل في حلب

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “هناك ست ميليشيات طائفية تابعة لإيران تقاتل في حلب وريفها، وهي التي تحاول فرض حصار على فصائل المعارضة المسلحة في المدينة، بينما لا تُشكّل قوات النظام أكثر من 20%، غالبيتهم صبية صغار بالسن مسحوبون للحرب رغماً عنهم، أو مرتزقة من ميليشيات (صقور الصحراء)، الذراع الميليشياوي الرئيسي لعائلة الأسد في اللاذقية، ومن بينها أيضاً فوج إيراني مسؤول عن أمور لوجستية”.

 

وأوضحت المصادر أن هذه الميليشيات التابعة لإيران هي “ميليشيا (لواء الباقر) المسؤولة عن محور حلب الجديدة، وميليشيا (حركة النجباء) المسؤولة عن محور الراشدين والكليات والحاضر، وميليشيا (حزب الله) اللبناني الشيعي المسؤولة عن محور تل قرع ومعمل الإسمنت، وميليشيا (جيش المهدي) المسؤولة عن محور نبل والزهراء، وميليشيا (القدس) الفلسطينية التابعة لإيران أيضاً والمسؤولة عن محور حندرات”، كما أن “هناك الفوج 47 الإيراني المسؤول عن تأمين محور السَلَميّة أيضاً”.

 

وأوضحت المصادر أن فصائل المعارضة المسلحة “بات لديها أسرى من كل هؤلاء تقريباً، لكن ليس بينهم إيرانيين، لأن النظام وإيران يسعون لعدم وضع أي إيراني في خطوط القتال مباشرة، بينما هناك مقاتلين أسرى من أفغانستان والعراق ولبنان واليمن”.

 

وعلى الرغم من إنقطاع الاتصالات تقريباً عن مدينة حلب، إلا أن ما يتسرب من المدينة يؤكد تقدّم المعارض المسلحة بشكل كبير، واستعادتها الكثير من المناطق الحساسة التي كانت تحت سيطرة النظام، مع وجود خوف كبير في صفوف الموالين للنظام في المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة، رغم عدم وجود أي حالات انتقام أو جرائم من المعارضة حتى الآن، وفق مراصد حقوقية ووفق أهالي المنطقة.

 

بلجيكا: سحب وثائق شبان لمنعهم من السفر إلى سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 وزير الداخلية البلجيكي يان يامبون

بروكسل – قامت وزارة الداخلية البلجيكية منذ بداية العام الحالي بسحب بطاقات هوية وجوازات سفر 15 شاباً بلجيكياً كان يشك بأنهم يريدون التوجه للقتال في سورية عبر تركيا.

وأشار وزير الداخلية البلجيكي، يان يامبون، في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام محلية الاثنين أن السلطات وضعت 160 شاباً تحت المراقبة، إذ يشك بأنهم ينون السفر لسورية أيضاً، قائلا إنه “بدون بطاقة هوية أو جواز سفر لا يمكن عملياً عبور الحدود التركية”.

ويمكن لوزارة الداخلية سحب وثائق السفر وبطاقة هوية أي شخص بناء على توصية من هيئة تقدير المخاطر (هيئة مستقلة معنية بدراسة مستوى التهديد الإرهابي في البلاد)، ووفقا ليامبون، فإنه “يتم سحب بطاقات الهوية وجواز السفر لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد”.

وأشار الوزير إلى أن الشبان الذي تم سحب بطاقات هوياتهم وجوازات سفرهم تتراوح أعمارهم ما بين 17ـ28 عاماً وينتمون إلى مناطق مختلفة من البلاد.

هذا وكانت السلطات المحلية والفيدرالية قد عززت بشكل ملحوظ من إجراءات مراقبة وملاحقة الأفراد المشكوك بنزوعهم إلى التطرف العنيف، وكذلك البيئات الاجتماعية الحاضنة لهم، وذلك منذ هجمات بروكسل في 22 آذار/ مارس الماضي.

ولكن قضية المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون للقتال في سورية أو يعودون منها تشغل الرأي العام والسلطات هنا منذ حوالي أربع سنوات.

 

تركيا تريد أن تبدأ عملية الرقة بعد اكتمال عمليتي الموصل ودرع الفرات

أنقرة (رويترز) – قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي يوم الاثنين إن بلاده تريد أن تبدأ عملية استعادة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بعد اكتمال عمليتي الموصل ودرع الفرات.

 

وقال قورتولموش للصحفيين في أنقرة “موقف تركيا بشأن عملية الرقة واضح. سيكون من الأفضل عسكريا واستراتيجيا القيام بهذه العملية بعد اكتمال عملية الموصل وعملية درع الفرات التركية.”

 

وبدأت قوات الأمن العراقية ومقاتلو البشمركة الأكراد الهجوم على الموصل بالعراق في 17 من أكتوبر تشرين الأول بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد. وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر الأسبوع الماضي إن واشنطن تتوقع أن تتداخل عملية الموصل مع هجوم الرقة.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

المعارضة السياسية السورية تأمل في فوز كلينتون بالرئاسة الأمريكية

من توم مايلز

 

جنيف (رويترز) – قال عضوان في وفد للمعارضة السورية الذي يجري محادثات بالأمم المتحدة إنهما يأملان أن تفوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأسبوع المقبل لأنها تفهم الصراع بصورة أفضل من منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

 

ويتواجد خالد خوجة وهند قبوات في جنيف يوم الاثنين سعيا لأن تقود الأمم المتحدة مفاوضات لإطلاق سراح المعتقلين السوريين وقالا إنهما يثقان في كلينتون وزيرة الخارجية السابقة لتحقيق الأولوية القصوى لدى المعارضة وهي حماية المدنيين.

 

ودعت كلينتون لإنشاء مناطق حظر طيران و”مناطق آمنة” على الأرض في سوريا لحماية من لا يشاركون في المعارك. ويقول ترامب إن ذلك قد “يؤدي لنشوب الحرب العالمية الثالثة” بسبب احتمال النزاع على الأمر مع روسيا التي توفر دعما عسكريا للرئيس بشار الأسد.

 

وقالت قبوات إن ترامب – الذي لم يشغل منصبا عاما من قبل وليست لديه خبرة في السياسة الخارجية- يرى أن الدولة الإسلامية هي البديل الوحيد للرئيس بشار الأسد في سوريا.

 

وأضافت “بالنسبة لنا القيادة النسائية في هذا الوقت ستكون أمرا جيدا. أيضا بالنسبة للكثيرين مثل ترامب وغيرهم هم يعتقدون أن الصراع السوري هو مقارنة بين الأسد والدولة الإسلامية وعليهم أن ينحازوا لطرف منهما وبالطبع بالنسبة لهم فالأسد يبدو أفضل من الدولة الإسلامية.”

 

وقالت قبوات إن كلينتون “تعرف أن ذلك غير صحيح. هي تعرف أن هناك معارضة معتدلة تؤمن بالديمقراطية والحرية. هذا ما نهدف إليه أن يكون هناك رئيس للولايات المتحدة لديه خبرة جيدة ويعرف الفرق بين أطياف المعارضة المختلفة.”

 

ويصف الأسد الذي استعاد السيطرة على أغلب الأراضي من يد مقاتلي المعارضة بدعم من الطيران السوري كل من يعارض حكمه بأنه “إرهابي”.

 

* الدولة الإسلامية

 

قال ترامب من قبل إن هزيمة الدولة الإسلامية يجب أن تكون لها الأولوية عن محاولة إقناع الأسد بالتنحي عن منصبه وهو تحول عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ فترة طويلة.

 

ويعارض خوجة الذي يقود وفد المعارضة في جنيف هذا الرأي.

 

وقال “التعامل فقط مع مسألة الدولة الإسلامية لن يساعد في حل الأزمة في سوريا ولا المنطقة لأن السبب الأساسي للأزمة هو نظام (الأسد) نفسه.”

 

وقالت قبوات – وهي محامية وعضو في الهيئة العليا للمفاوضات – إن المعارضة السياسية السورية تريد أن ترى دورا للنساء مكافئا لدور الرجال في سياسة البلاد.

 

ووفد المعارضة السورية في جنيف هذا الأسبوع لإحياء قضية الإفراج عن المعتقلين التي همشت خلال أشهر من محادثات السلام التي لم تخرج بنتائج. ولوفد المعارضة صلات بالجيش السوري الحر لكن ليست له صلات بالدولة الإسلامية ولا الجماعات المرتبطة بالقاعدة.

 

وقال خوجة إن أكثر من 100 جماعة مسلحة أبدت استعدادها للتعاون إلا أن حكومة الأسد وروسيا لم تبديان أي علامة على التعاون وأضاف أن على الأمم المتحدة تشكيل لجنة في هذا الشأن.

 

وأضاف “هناك حاجة إلى ذلك إذا كان هناك رد من جانب النظام بشأن الإفراج عن المعتقلين ووقف القتل داخل سوريا فيمكننا أن يكون لدينا ممثلون عن الجماعات المسلحة أيضا في تلك اللجنة وإذا أراد النظام إرسال أحد لتلك اللجنة يمكننا أن نناقش ذلك.”

 

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان احتجاز الحكومة السورية لأكثر من 90 ألف معتقل واحتجاز الدولة الإسلامية لستة آلاف بينما تحتجز باقي الجماعات المعارضة 2400 شخص لكنها تقدر أن الأرقام الحقيقية أعلى بمقدار المثلين.

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين ودينا عادل)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى