أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 5 أيار 2014

الجربا يبحث في واشنطن «مكافحة المتطرفين» و «النصرة» توقف قتال «داعش» وتعتقل قادة في «الحر»
واشنطن – جويس كرم – عمان – تامر الصمادي – لندن – «الحياة»
يصل اليوم الإثنين رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا إلى واشنطن على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة تتزامن مع انتهاء الإدارة الأميركية من مراجعتها في شأن سورية وسط اتجاه لزيادة الدعم للمعارضة العسكرية «المعتدلة».
وستركز الزيارة على ستة محاور بينها بناء علاقة استراتيجية وطويلة المدى بين الولايات المتحدة و «سورية الجديدة» مبنية على «المصالح المشتركة»، و «جهود مكافحة الإرهاب ضد المجموعات المتطرفة» و «سبل محاسبة النظام السوري لارتكابه جرائم حرب»، إضافة إلى ضرورة حصول المعارضة العسكرية على أسلحة نوعية تساعدها في تغيير الواقع الميداني على الأرض في مواجهة قوات النظام.
لكن تطورات ميدانية حصلت في سورية أمس لا بد وأنها ستعزز المخاوف الأميركية من تنامي نفوذ الجهاديين أو المتشددين على حساب «المعتدلين» الذين تود الإدارة تزويدهم السلاح النوعي. فقد أعلن ناشطون حقوقيون أن «جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم «القاعدة» في سورية، اعتقلت رئيس المجلس العسكري لمحافظة درعا في «الجيش الحر» العقيد أحمد النعمة إضافة إلى عدد من قادة الكتائب والألوية المقاتلة، بعد تسرب تسجيل صوتي للأول ينتقد فيه «المتطرفين الذين يقطعون الرؤوس» في صفوف الثوار. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «النصرة» قالت إنها تريد إحالة النعمة والقادة العسكريين الموقوفين على «المحكمة الشرعية» بتهمة تسليم بلدة خربة غزالة إلى القوات النظامية. وكان النعمة قد انتقل من الأردن إلى درعا قبل أيام لتنظيم «الجبهة الجنوبية» وتوحيد كتائبها المقاتلة، لكنه استثنى من ذلك «جبهة النصرة».
وكان لافتاً أيضاً أن «جبهة النصرة» أعلنت أمس قبولها «أمر» زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري بوقف القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، على رغم معلومات أشارت إلى استمرار القتال بين الطرفين في دير الزور شرق سورية.
ميدانياً، وقّع ممثلون عن المعارضة المسلحة والنظام السوري اتفاقاً على انسحاب مقاتلي المعارضة من وسط مدينة حمص، وفق ما أفاد أحد المفاوضين المعارضين وكالة «فرانس برس» الأحد. وقال المفاوض «أبو الحارث» إن الاتفاق وُقّع بـ «حضور ديبلوماسي إيراني». وينص الاتفاق، وفق نص للاتفاق اطلعت عليه وكالة «فرانس برس» من مصدر في «الائتلاف»، على «خروج جميع المحاصرين الذين يبلغ تعدادهم حوالى 2250 شخصاً» من أحياء حمص القديمة مقابل «الإفراج عما يقارب من سبعين اسيراً لدى الجبهة الإسلامية ايرانيين ولبنانيين».
وفي محافظة حلب (شمال سورية)، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة تدور بين رتل القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني، المتوجه من دوار البريج باتجاه سجن حلب المركزي المحاصر من قبل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وحركة إسلامية مقاتلة منذ أشهر في محاولة من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها فك الحصار عن السجن».
وفي دمشق، أفاد مصدر أمني «فرانس برس» بأن القوات النظامية السورية أحرزت مزيداً من التقدم الأحد في بلدة المليحة، احد معاقل المعارضة في ريف دمشق. وذكر المصدر أن «الجزء الأكبر من بلدة المليحة اصبح في عهدة الجيش بالإضافة الى المزارع المحيطة ومداخل البلدة والمحاور المؤدية اليها والطرق التي تصلها بالبلدات المجاورة».
على صعيد آخر، بحث وزراء خارجية دول الجوار السوري، وهي الأردن والعراق وتركيا ولبنان، إضافة إلى مصر، في تداعيات الأزمة الإنسانية في سورية، وذلك خلال اجتماع في مخيم الزعتري للاجئين السوريين والواقع في محافظة المفرق شمال شرقي عمان، قرب الحدود السورية. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن «المشاركين في الاجتماع قرروا مخاطبة المجتمع الدولي، لزيادة دعم الدول المستضيفة لهم، وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2139، الذي يؤكد اهمية استمرار الإمدادات والمساعدات للاجئين داخل سورية». أما مفوض اللاجئين في الأمم المتحدة انطونيو غوتيرس فدعا إلى «رفع مستوى الوعي لدى المجتمع الدولي وتوليه مسؤولياته في تمويل ودعم الدول المضيفة، بخاصة بعد تغيير الطبيعة الديموغرافية لهذه الدول نتيجة استقبالها اعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين»، مطالباً دول العالم كافة بفتح حدودها أمام السوريين، بحيث لا يقتصر ذلك على دول الجوار.
الدول المضيفة للسوريين تشكو من نقص المساعدات وغياب الحل
عمان – تامر الصمادي
بحث وزراء خارجية دول الجوار السوري، وهي الأردن والعراق وتركيا ولبنان، إضافة إلى مصر، في تداعيات الأزمة الإنسانية في سورية، وذلك خلال اجتماع احتضنه أمس مخيم الزعتري للاجئين السوريين والواقع في محافظة المفرق شمال شرقي عمان، قرب الحدود السورية.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش الاجتماع إن «المشاركين في الاجتماع الوزاري للدول المستضيفة للاجئين السوريين قرروا مخاطبة المجتمع الدولي، لزيادة دعم الدول المستضيفة لهم، وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2139، الذي يؤكد اهمية استمرار الإمدادات والمساعدات للاجئين داخل سورية».
وكان مخيم الزعتري الذي يستقبل عشرات آلاف العائلات الفارة من حجيم الموت في سورية، قد استضاف ظهر أمس الاجتماع الثالث للدول المضيفة للاجئين السوريين، وسط شكوى هذه الدول من قلة المساعدات الدولية التي لم تتجاوز وفق الأمم المتحدة ٢٥ في المئة من حجم المساعدات المطلوبة، ووسط تأكيدات أيضاً بأن لا حل للأزمة السورية إلا سياسياً.
والتقى المسؤولون الدوليون لساعات داخل غرف معدنية أشبه بتلك التي تقيم فيها العائلات الهاربة إلى المخيم. وحضر الاجتماع وزراء خارجية العراق هوشيار زيباري، وتركيا احمد داوود أوغلو، ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، ونائب وزير الخارجية المصري، بحضور رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس.
كما حضر الاجتماع عن الجانب الأردني وزيرا الداخلية حسين المجالي والتخطيط وليد سيف.
وقبل أن يطلب من الصحافيين مغادرة غرف الاجتماع، بدت وجوه الوزراء الحاضرين تتصبب عرقاً من شدة الحر، وبدا أن اختيار مخيم الزعتري لعقد هذا النوع من الاجتماعات هدفه إيصال رسالة عملية عن المعاناة القاسية التي يعيشها قرابة ١٠٨ آلاف لاجئ سوري داخل المخيم، الذي افتتح قبل عامين، وسط بيئة صحراوية قاحلة، ترتفع فيها درجات الحرارة إلى نحو لا يطاق.
وقال جودة خلال المؤتمر إن «الأردن يتحمل أعباء كبيرة لم يعد يقوى على استيعابها». وأضاف «نستضيف اليوم أكثر من مليون و300 ألف لاجئ سوري، يوجد منهم 10 في المئة داخل المخيمات والبقية يتوزعون على المجتمعات المحلية، ما يشكل ضغطاً كبيراً على القطاعات المختلفة وفرص العمل». وتابع «يتحمل الأردن مع لبنان العبء الأكبر، فيما تتحمل تركيا والعراق العبء بشكل أقل، اضافة الى مصر التي تستقبل آلاف اللاجئين السوريين».
ودعا غوتيرس خلال المؤتمر الى «رفع مستوى الوعي لدى المجتمع الدولي وتوليه مسؤولياته في تمويل ودعم الدول المضيفة، بخاصة بعد تغيير الطبيعة الديموغرافية لهذه الدول نتيجة استقبالها اعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين»، مطالباً دول العالم كافة بفتح حدودها أمام السوريين، بحيث لا يقتصر ذلك على دول الجوار.
وقال «يجب أن نحشد اكثر من اجل دعم الدول المستضيفة»، مشيراً إلى أن هذه الدول «لم تتلق سوى ٢٥ في المئة فقط من المساعدات التي تحتاجها».
وتشير أرقام المفوضية العليا للاجئين السوريين الى أن حاجة الدول المضيفة للعام الحالي فقط تبلغ قرابة ٤.٢٥ بليون دولار، لم يتوافر منها حتى اليوم سوى ٢٥ في المئة، كما تقدر حاجة الأردن وفق المفوضية حوالي ١.٢ بليون دولار، بلغ حجم ما تم توفيره منها حديثاً نحو ٢٠ في المئة.
وقد دعا وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو خلال المؤتمر الى «السماح بتدفق المساعدات نحو الداخل السوري، لتمكين اللاجئين وتثبيتهم داخل وطنهم».
وقال إن «تركيا فتحت أبوابها مع سورية، وسمحت بدخول قرابة 80 شاحنة مساعدات»، مطالباً مجلس الأمن بتنفيذ القرارات المتخذة في هذا الخصوص، بخاصة في ظل وجود اكثر من 5 ملايين ونصف المليون نازح سوري داخل الأراضي السورية.
وتوقع اوغلو مزيداً من هجرات اللاجئين السوريين، ليصل عدد المهجرين الى 10 ملايين لاجئ.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «لقد اتفقنا على تقديم كل امكاناتنا المتوافرة، لتمكين السوريين من العودة الى بلادهم بكرامة»، مؤكداً أهمية ايصال الدعم الى لاجئي الداخل.
وكان الأردن افتتح الأربعاء الماضي مخيماً جديداً للاجئين السوريين في منطقة الأزرق الصحراوية، تبلغ طاقته الاستيعابية حوالى 130 الف لاجىء، لتخفيف الضغط على مخيم الزعتري.
وقال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أمس إن «قوات حرس الحدود استقبلت 1707 لاجئين سوريين خلال الساعات الـ 72 الماضية، تركوا بيوتهم بحثاً عن الملاذ الآمن».
وأضاف لوكالة الأنباء الرسمية (بترا) أن «قوات حرس الحدود تقوم إلى جانب واجبها الرئيسي بالحفاظ على أمن الحدود، باستقبال اللاجئين من مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين من جرحى ومرضى دخلوا عبر المنافذ غير الشرعية وعلى امتداد الحدود الأردنية السورية».
إنجاز اتفاق حمص القديمة في حضور إيراني تقدّم في المليحة و”النصرة” تهادن “داعش”
المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
أعلن أمس عن اتفاق على خروج مقاتلي المعارضة السورية من الاحياء التي تحاصرها القوات النظامية في مدينة حمص، في انتظار دخوله حيز التنفيذ في موعد لم يحدد.
وقال أحد المفاوضين عن مقاتلي المعارضة في حمص قدم نفسه باسم “أبو الحارث”: “تم توقيع اتفاق بين ممثلين عن الثوار وآخرين عن النظام في حضور ديبلوماسي ايراني، من اجل خروج المقاتلين من حمص القديمة”. وأضاف: “تم الاتفاق، يبقى التنفيذ”.
وقلل محافظ حمص طلال البرازي شأن الأمر قائلاً :”لا شيء حتى الان على الارض… ليس هناك اتفاق. هناك تسويات ومصالحات تتم منذ شهرين … وهناك حلقة من الحلقات قيد المناقشة ستؤدي الى تسلم المدينة خالية من السلاح والمسلحين. هناك ترتيبات ستؤدي، ان تيسرت الامور، الى تنفيذ هذا الامر”. وأوضح ان المحادثات “قد تكون مثمرة خلال يومين او ثلاثة”، على ان تشمل أول الامر حمص القديمة، ثم حي الوعر، ثم تلبيسة والرستن في الريف.
ووقع الاتفاق عن مقاتلي المعارضة ناشطان وأحد قادة الكتائب المقاتلة، في حضور ضباط من الامن السياسي والامن العسكري وأمن الدولة. وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الاكبر من محافظة حمص بات خاضعاً لسيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن.
ووجه “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان اصدره عن “اتفاق الهدنة في حمص القديمة” وورد في موقعه الالكتروني تحية الى “بطولات ثوار المدينة”، واشاد “بصمودهم الاسطوري على مدى أكثر من عامين رغم محاولات النظام المستمرة لكسر إرادتهم من طريق تدمير الأبنية على رؤوس أصحابها كما قصفه المتواصل بالأسلحة الثقيلة في ظل الحصار والتجويع ونقص الذخيرة”. وطالب الأمم المتحدة “التزام واجبها بالتأكد من التزام النظام اتفاق الهدنة الموقع بين النظام وثوار حمص، وسلامة المدنيين وأمنهم”.
الانتخابات الرئاسية
على صعيد آخر، اعلنت المحكمة الدستورية العليا في سوريا الاحد قبول ثلاثة طلبات ترشح للانتخابات الرئاسية، تبين منها ان الرئيس السوري بشار الاسد سيخوض الانتخابات في مواجهة مرشحين اثنين آخرين هما عضو مجلس الشعب ماهر حجار والعضو السابق حسان النوري. وكلاهما ينتمي الى المعارضة في الداخل المقبولة لدى النظام.
ويقفل قانون الانتخابات الباب عملياً دون ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون المرشح اقام في سوريا بشكل متواصل خلال السنين العشرة الاخيرة.
في غضون ذلك، افاد مصدر امني في دمشق ان القوات النظامية أحرزت مزيدا من التقدم في بلدة المليحة، أحد معاقل المعارضة في ريف دمشق.
وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له “انفجار أحد خطوط الغاز بالقرب من بلدة نصيب الحدودية في محافظة درعا” المجاورة للاردن “مما أدى الى اندلاع النيران من غير ان تعرف اسباب الانفجار”. واضاف ان “مناطق في بلدة عتمان تتعرض للقصف من القوات النظامية، ولا معلومات عن إصابات حتى اللحظة، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في درعا البلد، ولا معلومات بعد عن خسائر بشرية”.
وقال المرصد ان “جبهة النصرة ( الموالية لتنظيم “القاعدة”) اعتقلت ليل السبت قائد مجلس درعا العسكري العقيد أحمد نعمة وخمسة آخرين من قادة كتائب والوية مقاتلة”.
وأعلنت “جبهة النصرة” في بيان أوردته مواقع الكترونية جهادية امتثالها لاوامر زعيم “القاعدة” ايمن الظواهري بوقف القتال في سوريا ضد تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)، مشيرة الى انها لن تبادر الى الاعتداء، لكنها سترد على اعتداءات “داعش” عليها وعلى المسلمين.
وفي مخيم الزعتري بالاردن، قالت الدول الأربع الرئيسية التي تستضيف لاجئين سوريين في اجتماع لها ، إن السبيل الوحيد للحد من تدفق اللاجئين السوريين الى الخارج هو توسيع نطاق توزيع المساعدات داخل سوريا من خلال تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 2139.
بان كي- مون
وفي مقابلة مع قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً له، صرّح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بأن “المقاومة البيروقراطية” من حكومة الأسد تحول دون وصول المساعدات إلى ملايين السوريين الذين جعلتهم الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في حاجة إليها.
واضاف إنه لم يعد على تواصل مباشر مع الأسد بعد اشهر من “عدم وفائه بوعوده”.
والشهر الماضي قال بان إنه ليس بين الأطراف المتحاربين في سوريا من يلبي مطالب الأمم المتحدة بإتاحة وصول المساعدات الى المحتاجين، وطالب مجلس الأمن باتخاذ خطوات في شأن انتهاكات القانون الدولي.
وأمس، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن قرار مجلس الأمن الذي طالب في شباط بإتاحة وصول المساعدات بشكل سريع وآمن ومن دون إعاقة “لم يساعد كثيرا” وانه لا يزال هناك ثلاثة ملايين شخص في مناطق لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إليها وتسليم المساعدات الإنسانية لها. وأوضح ان “الأمر لم يكن نقصاً في شيء ينبغي تسليمه بل مجرد مقاومة بيروقراطية من الحكومة السورية”.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن الأسد تحميله “الإرهابيين” المسؤولية عن معاناة المدنيين ، مشدداً على “أهمية إيصال المساعدات من دون تأخير ومتابعة العمل ميدانياً مع جميع الجهات المعنية داخلياً وخارجياً بما يسهل العملية الإغاثية من دون المساس بالسيادة الوطنية”.
انقلاب لـ”جبهة النصرة” في درعا
توغل للجيش في المليحة ونحو سجن حلب
تسارعت التطورات الميدانية في سوريا أمس، حيث واصل الجيش السوري توغله في بلدة المليحة، الحيوية لتعزيز أمن العاصمة دمشق، فيما اقترب كثيراً من سجن حلب المركزي، وهما تطوران قد يؤكدا، الى جانب اهميتهما العسكرية، قدرة السلطات السورية على تنظيم عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في 3 حزيران المقبل في أجواء أكثر استقراراً في المدينتين.
درعا، في الجنوب السوري، تستعد من جهتها لمعركة وشيكة بين “جبهة النصرة” ومجموعات تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، مع اعتقال الجبهة “قائد المجلس العسكري” في المنطقة احمد النعمة، في ما يشبه الانقلاب العسكري في وجه “المجلس العسكري للجيش السوري الحر” ما من شأنه إثارة توجس الاستخبارات الاردنية التي كانت تحاول الإمساك بالملف الأمني على حدود المملكة.
وخطا الجيش السوري خطوة كبيرة نحو سجن حلب المركزي المحاصر منذ أكثر من عام بسيطرته الكاملة على نقطة دوار البريج ومنطقة البريج جنوب السجن، في نقطة تتوسط المسافة بين السجن ومستشفى الكندي الذي كان مسلحون متشددون فجروه عن طريق شاحنتين مفخختين قبل عدة أشهر، فاتحاً بذلك جبهة جديدة، ومحوراً جديداً لعملياته شمال حلب، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في العامرية والراموسة في الجنوب الغربي للمدينة.
كما سجل الجيش تقدماً في المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وسط هدوء حذر يسود جبهة الليرمون – الزهراء وانخفاض ملحوظ لحدة المعارك في محيط مبنى الاستخبارات الجوية.
وأكد مصدر ميداني، لـ”السفير”، أن سيطرة الجيش السوري على البريج تعني سقوط المنطقة المحيطة بالسجن إستراتيجياً، وبالتالي تبقى مسألة الوصول إلى السجن، الذي يبعد نحو كيلومتر واحد مسألة وقت، مشيراً إلى أن قيادة شرطة حلب أعدت كادر حماية كاملاً للسجن لإرساله لاستبدال طاقم الحماية الموجود داخله منذ نحو عام، وهو ينتظر وصول الجيش إلى السجن ليتم ذلك، كما تم إعداد شحنات من المواد الطبية والغذائية لإيصالها إلى السجن فور فك الحصار عنه. وأشار إلى أن عناصر حماية السجن تبادلوا الإشارات مع عناصر الجيش الذي تمركز على تلة إستراتيجية في البريج، عن طريق إلقاء قنابل دخانية، رد عليها الجيش بالمثل.
وفي المدينة الصناعية في الشيخ نجار، تقدم الجيش السوري ببطء داخل المدينة، الذي استمرت عملياته العسكرية فيها رغم قيام المسلحين بفتح عدة جبهات في حلب بشكل متزامن، حيث تمكن الجيش من السيطرة على منطقتين مهمتين وجزء كبير من مناشر الحجر.
وعلى جبهة أخرى، واصل الجيش السوري توغله في المليحة في ريف دمشق. وقال مصدر أمني إن “الجزء الأكبر من المليحة أصبح في عهدة الجيش، إضافة إلى المزارع المحيطة بها ومداخل البلدة والمحاور المؤدية إليها والطرق التي تصلها بالبلدات المجاورة”، مشيراً إلى تقدم القوات السورية حتى مبنى البلدية، فيما أصبحت الجهات الغربية والجنوبية الشرقية مطوقة بالكامل.
وتعد المليحة، الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية، من ابرز معاقل المسلحين قرب دمشق. وأشار “المرصد” إلى أن “استعادة السيطرة عليها مهم جداً لتعزيز الأمن في بلدة جرمانا” المجاورة.)
إلى ذلك، ما زال التفاؤل يسيطر على طرفي التفاوض في تسوية حمص المرتقبة، التي تبقى آمالها مرتفعة بتأثير وقف إطلاق النار المستمر منذ الجمعة الماضي، وسط مخاوف من لجوء متشددين إلى عمل ما يعيق تنفيذ الاتفاق قبل حصوله.
وقال محافظ حمص طلال البرازي، لـ”السفير”، إن الاتفاق، كما سائر الاتفاقات الأخرى، يشمل إطلاق سراح مفقودين ومخطوفين، مؤكداً في هذا السياق أنه ما من معلومات عن أجانب في هذه التسوية، خلافاً لما تروج له وسائط المعارضة من وجود رجل روسي وامرأة إيرانية تم اختطافهما في وقت سابق. وأضاف أن الدولة “تتمنى أن ينعكس الاتفاق المزمع على كل المناطق المحاصرة في سوريا، بما يسمح للجان الإغاثة بالقيام بواجباتهم الإنسانية”.
“النصرة” في درعا
واعتقلت “جبهة النصرة” في درعا “قائد المجلس العسكري” في المنطقة احمد النعمة، وذلك بعد ساعات من إعلان النعمة تشكيل “جبهة ثوار جنوب سوريا” من عدد من الألوية والكتائب، وبالتنسيق مع “الائتلاف الوطني السوري” المعارض.
وقرأت “النصرة” هذه الخطوة على أنها بداية تشكيل “صحوات” لمحاربتها، الأمر الذي اعتبرته خطوة مقلقة لها، وتجاوز من قبل “المجلس العسكري” لكل الخطوط الحمراء التي تحكم التعايش السابق بينهما.
وقال مصدر مقرب من “النصرة”، لـ”السفير”، إن “المؤشرات تزايدت في الأيام الماضية على وجود نية لدى المجلس العسكري بقيادة الخائن أحمد النعمة لمحاربة جبهة النصرة”، مضيفاً أن “الإنجازات الأخيرة التي حققتها النصرة، والتي تمثلت بتقدم المجاهدين على الأرض وسيطرتهم على مناطق إستراتيجية، سواء في القنيطرة أو درعا، أثارت مخاوف الاستخبارات الأردنية، التي هبّت لنجدة الإسرائيلي بعد أن ارتفعت راية العقاب على التلال المحاذية له”.
ويعتبر تصرف “النصرة” بمثابة انقلاب عسكري حقيقي، من شأنه بحسب بعض المراقبين أن يزيد من التوتر في الجنوب السوري، بل ذهب بعضهم إلى حد القول إن مدينة درعا مقبلة على أحداث دموية جسام.
وبعد ساعات من اعتقال “النصرة” النعمة، أعلنت امتثالها لأوامر زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري بوقف القتال في سوريا ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، في خطوة يبدو أن الهدف منها عدم فتح جبهتين في الوقت ذاته.
النظام السوري يسيطر على منطقة استراتيجية بريف حلب
حلب- الأناضول: سيطرت قوات النظام السوري ومليشيات حزب الله التي تساندها على قرية بريج في ريف حلب الشمالي، والتي تتمتع بأهمية استراتيجية لقربها من السجن المركزي وخطوط إمداد قوات المعارضة.
وأكد المتحدث الإعلامي باسم لواء التوحيد عدنان العنداني لمراسل الأناضول “سيطرة قوات النظام ومليشيات حزب الله على القرية ودوارها”، مشيراً إلى “قيام جيش المجاهدين، ولواء التوحيد بقصف تجمعات قوات النظام في المنطقة بصواريخ غراد”.
وأضاف العنداني أن اشتباكات عنيفة تجري بين الكتائب الإسلامية وقوات التظام في المنطقة، لافتاً إلى أن هدف النظام من التقدم على هذا المحور الوصول إلى السجن المركزي، وفك الحصار المفروض عليه منذ أكثر من عام.
من جانبه أفاد الناشط في مدينة حلب أحمد حسن لمراسل الأناضول، أن “قوات النظام باتت على بعد كيلو متر واحد فقط من السجن”، وأوضح أن “قوات النظام ومليشيا حزب الله تسعى من خلال محاولاتها التقدم قطع طريق الإمداد بين مدينة حلب وريفها”، مضيفاً أن “جميع الكتائب المقاتلة في حلب وريفها اجتمعت في غرفة عمليات موحدة لصد الهجوم، وتمكنت من وقف زحفها باستخدام سلاح الدوشكا، وصورايخ الغراد، التي حققت إصابات مباشرة في صفوف القوات المهاجمة”، وفق قوله.
روسيا ستسلم سورية أول دفعة من طائرات ‘ياك-130′ بحلول نهاية العام الجاري
القاهرة- (د ب أ): ذكرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية الاثنين أن روسيا تخطط لتسليم سورية أول دفعة من طائرات التدريب والقتال “ياك-130″ بحلول نهاية العام الجاري ، كما أنها تسعى لتنفيذ كامل هذه الصفقة الموقعة مع دمشق لتوريد الطائرات عام 2016 .
وأوضح موقع (روسيا اليوم) أن الصحيفة نقلت عن مصدر قريب من شركة (روس أوبورون إكسبورت)، التي تدير تصدير الأسلحة الروسية إلى الخارج، أن دمشق ستستلم بحلول نهاية العام الجاري تسع طائرات، وفي عامي 2014 و2016 سيتم تسليمها 12 و15 طائرة على التوالي.
وكانت الصحيفة قد كتبت في حزيران/ يونيو الماضي أن سورية دفعت نحو 100 مليون دولار مقابل أول ست طائرات سيتم توريدها وفق العقد الموقع في كانون أول/ ديسمبر عام 2011 والذي ينص على تزويد دمشق بـ36 طائرة من طراز (ياك-130).
وتصر موسكو على القول إنها لا تصدر إلى سورية إلا أسلحة دفاعية لا يمكن استخدامها في النزاع الداخلي المستمر في البلاد منذ آذار/ مارس من عام 2011.
توقيف أم أسترالية في مطار سيدني وتوجيه تهمة دعم ‘الإرهاب’ في سوريا إليها
سيدني- (يو بي اي): ألقي القبض على أم استرالية في مطار سيدني الدولي، خلال محاولتها السفر مع أولادها ألأربعة إلى سوريا، ووجهت إليها تهمة دعم “الإرهاب” بعد العثور معها على أموال وتجهيزات كانت تحاول نقلها إلى زوجها الذي يقاتل على الأراضي السورية.
وأفادت وكالة الأنباء الأسترالية (آي آي بي) الاثنين ان المرأة التي لم يعلن عن اسمها، كانت تحاول الركوب على متن رحلة جوية من سيدني ومعها أموال وتجهيز، يعتقد انه جهاز تخف، إلى زوجها الذي يقاتل في سوريا.
وأوضحت ان محققين من لجنة مكافحة “الإرهاب” أوقفوا المرأة البالغة من العمر 29 سنة، مع أولادها الـ4.
ونقلت عن متحدث باسم الشرطة ان المرأة من بريزبان، وقد نقلت إلى مركز شرطة ماسكوت قبل أن توجه إليها تهمة دعم “الإرهاب”.
كما صدرت ثلاث مذكرات بحقها 2 منها في سيدني وواحدة ببريزبان.
واضطرت الشرطة إلى استدعاء تعزيزات بعد أن احتشدت مجموعة من المسلمين المتشددين، أمام مركز الشرطة الذي نقلت إليه المرأة، للمطالية بالإفراج عنها.
وأفرج عن المرأة بكفالة مشروطة، على أن تمثل أمام المحكمة في 2 حزيران/ يونيو المقبل.
وتردد ان السلطات صادرت جوازات سفر الأم والأولاد.
مقرّات الجبهة تعرضت للهجوم و’الحرّ’ يمهلها 24 ساعة لتسليمه
‘النصرة’ تعتقل قائد المجلس العسكري في درعا وتتهمه بالتواطؤ مع النظام السوري
درعا ـ ‘القدس العربي’- من محمد الحوراني ووائل عصام: اقدمت جبهة النصرة على اعتقال قائد المجلس العسكري في درعا العقيد احمد النعمة وعدد من قيادات المجلس التابع لهيئة اركان الجيش الحر المرتبطة بـ’الائتلاف’ السوري المعارض.
وعلمت ‘القدس العربي’ ان الاعتقال جاء بعد مطاردة قامت بها مجموعة من جبهة النصرة عند حاجز اليرموك في درعا البلد واستمرت الملاحقة حتى بلدة صيدا حيث اعتقل النعمة ومعه عدد من قيادات الجيش الحر البارزين ومنهم خالد الرفاعي، موفق العتيلي، وموسى الأحمد قائد فوج الفرسان.
وتشير الانباء الواردة ان الفصائل المسلحة التابعة للمجلس العسكري والجيش الحر امهلت النصرة 24 ساعة لتسليم النعمة والا فستتم مهاجمة مقرات جبهة ‘النصرة’ والفصائل المتحالفة معها مثل ‘بيت المقدس′ و’المثنى’، وتتواصل المفاوضات وسط توتر كبير، بعد ان هوجم بالفعل احد المقرات للنصرة في درعا البلد.
ونشرت النصرة حواجز في درعا وريفها في حالة استنفار بدأت منذ يومين حين اعلن النعمة عن تشكيل ‘جبهة ثوار سوريا’ وهي تكتل يضم مجموعات مسلحة معتدلة مرتبطة بهيئة الاركان التابعة للائتلاف. واصدر النعمة فور تشكيل الجبهة بيانا ينتقد فيه ‘المتطرفين’ مطالبا بترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان.
لكن النصرة اعتبرت هذا التشكيل مشروع ‘صحوات’ يهدف لمحاربة الفصائل الاسلامية المقاتلة في درعا. واصدرت بيانا تهاجم فيه النعمة الذي تتهمه بعدة قضايا من ضمنها التواطؤ مع النظام السوري في تسليم بلدة خربة غزالة بعد حصار دام شهرين.
وتقول المصادر ان ‘النصرة’ سلمت النعمة للهيئة الشرعية وهي هيئة قضائية تضم ممثلين عن الفصائل المقاتلة في درعا، بعد ان اصدرت الهيئة الخاضعة لسيطرة الاسلاميين أمراً بالبحث عن النعمة على خلفية ورود اسمه في التحقيق بقضية اغتيال قائد لواء عامود حوران قبل عام.
والنعمة هو عقيد منشق عن المخابرات الجوية التابعة للنظام وكان من ابرز قيادات الجيش الحر في درعا ولكن الفصائل الاسلامية الراديكالية تتهمه بالارتباط بمشروع ‘سعودي ـ اردني’ يقضي بمواجهة الفصائل الاسلامية.
ورغم ان معظم الفصائل في درعا ذات توجه اسلامي كما في عموم سوريا الا ان بعضها يطالب بدولة اسلامية ومنفصل عن اركان الجيش الحر التابع للائتلاف المعارض، وتعتبر النصرة ومجموعة بيت المقدس والمثنى ابرز الجماعات الاصولية المقربة من القاعدة، اما حركة احرار الشام فهي اكثر اعتدالا ولا ترتبط بالجيش الحر ولكن خلافاتها مع جبهة النصرة لم تمنعها من الوقوف بوجه النعمة.
واسس النعمة المجلس العسكري في درعا مع مجموعة فصائل معتدلة، وتتلقى دعما متواصلا من هيئة الاركان الممولة من السعودية بشكل اساسي، وفيما تتخلص محافظة درعا السورية من سيطرة النظام شيئا فشيئا، وبعد تقدم عسكري ملحوظ للمعارضة المسلحة، يسود تخوف من اندلاع مواجهات بين النصرة وبعض فصائل الجيش الحر التابعة للمجلس العسكري بقيادة العقيد النعمة.
وتعود خلفيات هذا الصراع لعام مضى عندما أصدرت جبهة النصرة بياناً تدين فيه أعمال المجلس العسكري وتوجه الاتهام إلى رأس هرم هذه المؤسسة العسكرية المعتدلة نسبياً بالخيانة للثورة بحسب تعبير البيان، واتهام المجلس العسكري بتسليم خربة غزالة للنظام بعد معركة دامت 62 يوماً كان أنذاك قائدها المقدم الراحل ‘ياسر العبود’.
ويتهم النعمة بالتخطيط مع قوى دولية لاجهاض الفصائل الاسلامية وإرسال مجموعات سرية لتنفيذ عمليات اغتيال لقيادات في صفوف الجماعات الإسلامية.
ومنذ الاعلان قبل ايام عن تأسيس جبهة ثوار سوريا نشرت النصرة وبعض الفصائل المقربة منها قواتها في كافة المدن التي تتواجد فيها في ظاهرة غير مسبوقة، وأصدرت بيانا طالبت فيه بملاحقة قائد المجلس العسكري واعتقال كافة الشخصيات التي أعلنت انضمامها لجبهته.
تركيا والعراق والأردن تخشى من ‘داعش’ وتحاول احتواء خطر مقاتليها
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: هي مسألة وقت قبل أن تتمكن الجماعات المرتبطة بالقاعدة من السيطرة على شرق سوريا فيما يجتاح العنف منطقة غرب العراق، وهذا يعني أن الطريق لهجمات على غرار 9/11 و7/7 في نيويورك ولندن على التوالي صار معبدا، وعندها سيكون الوقت متأخرا لمنعها. ويقول باتريك كوكبيرن الكاتب ومراسل صحيفة ‘إندبندنت’ في مقال نشره عدد الأحد إنه ليس لديه أدنى شك في حدوث هذا فما عليه إلا مشاهدة الفيديو المثير للقشعريرة الذي وضعته الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على الإنترنت، حيث يظهر مجموعة من الجهاديين الأجانب وهم يحرقون جوازات سفرهم للتأكيد على التزامهم الدائم بالجهاد، ومعظم الجوازات التي ظهرت بين ألسنة الحريق لونها كان أخضرا مما يقترح أن حملتها من السعوديين، وهناك جوازات زرقاء اللون ما يعني أنها تعود لمواطنين أردنيين.
ولم يكن بعض من دمروا جوازاتهم ملثمين بينما غطى آخرون وجوههم. وفي عملية التخلص من الجوازات قام كل شخص بالإعلان عن ولائه للتنظيم ووعدوا بمواصلة الجهاد في بلادهم بعد الإنتهاء من جبهة سوريا.
نحن قادمون
ويظهر الشريط جهاديا كنديا وهو يلقي خطابا قصيرا بالإنكليزية قبل أن يتحول للعربية وجاء فيها ‘هي رسالة موجهة إلى كندا ولكل القوى الأمريكية، نحن قادمون وسندمركم’، فيما قال جهادي أردني ‘أقول لطاغية الأردن، نحن أحفاد أبو مصعب الزرقاوي ونحن قادمون لقتلك’، ويقدم جهاديون سعوديون ومصريون وشيشان نفس الرسالة والتهديد.
ويعلق كوكبيرن على أصالة وحرفية فيلم الفيديو قائلا إنه مصنوع بطريقة جيدة وربما أنتج في مناطق شمال أو شرق سوريا.
ويضيف قائلا إن هذا ‘يستحق النظر إليه وبهدوء مع الأخذ بعين الإعتبار أن هؤلاء ليسوا عصابة معزولة تختبئ في الصحراء أو مغاور الجبال، فداعش اليوم تسيطر أو تستطيع العمل من داخل منطقة شاسعة تمتد ما بين الفرات والبحر المتوسط، ومن الحدود الأردنية إلى جنوب تركيا’.
ويقول الكاتب إن تهديدات كهذه وحرق الجوازات أثارت ذعرا لدى جيران العراق الذين كانوا بطيئين في الرد على الوضع المتغير في سوريا وأن الجماعات القتالية بدأت تسيطر عليها الجماعات المرتبطة بالقاعدة أو المستنسخة عنها.
حكومة عاجزة
ويقول الكاتب إن البعض يربط بين تردي الوضع الأمني وسياسات نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الذي أراد استخدام ورقة القاعدة للحصول على دعم وثقة الشيعة باعتباره حاميهم، وسيعرف صدق هذه النظرية عندما يتم إعلان نتائج الإنتخابات.
ويرى الكاتب وبعيدا عن هذا أن الحكومة العراقية عاجزة سياسيا وعسكريا عن مواجهة الأزمة، حيث أصيب في المعارك مع القاعدة 5.000 جندي مات منهم 1.000 جندي، ويقال إن كتائب تفككت بسبب عدم تلقي الجنود رواتب أو إمدادات طعام وذخيرة.
يضاف للفساد حيث تقول تقارير إن وظيفة قائد في الجيش العراقي يمكن شراؤها بمليون دولار أمريكي، وذلك على افتراض أن من يتولى منصبا قياديا في الجيش يمكنه تحصيل 50.000 دولار في الشهر من أموال الحماية والضرائب التي يفرضها على العربات التي تعبر نقاط التفتيش. ويقول إن الحكومة قد تحاول إعادة تجربة الأمريكيين في مكافحة القاعدة وهي تشكيل صحوات سنية. والمشكلة هي أن العرب السنة في الوقت الحالي يكرهون الجيش والقوات الأمنية أكثر من كرههم للقاعدة.
سيضربون تركيا
وأشار تقرير منظمة الأزمات الدولية الذي تحدث عن مصاعب تركيا المتعلقة باللاجئين السوريين وأزمة الجهاديين، حيث لاحظ أن حكومة حزب العدالة والتنمية غيرت من استراتيجيتها تجاه المقاتلين في سوريا ولم تغير من التزامها دعم المعارضة.
ونقل التقرير عن مسؤول تركي قوله إن ‘عناصر القاعدة المسلحين سيكونون مشكلة لتركيا، خاصة أننا بلد علماني ولا تتناسب أيديولوجية القاعدة معنا، ماذا سيحدث لو لم يحققوا ما يريدون في سوريا؟ فسيلقون اللوم علينا ويهاجموننا’.
وتخشى تركيا من ارتداد الوضع عليها، فبحسب مدير مركز بحث نقل عنه مركز الأزمات الدولية الذي قال ‘عندما تبدأ تركيا باعتقالهم ـ الجهاديين ـ وهو ما ستقوم بعمله، فسيردون بتنفيذ هجمات’.
ويعتقد أن معظم الجهاديين الذين عبروا إلى سوريا استخدموا الـ 510 ميلا التي تفصل بين البلدين للعبور والمشاركة في القتال ضد نظام بشار الأسد. ومثل تركيا بدأت السلطات الأردنية بإظهار علامات من القلق حول الدعم للجماعات المقاتلة التي يقوم أفرادها باجتياز الحدود للراحة والعلاج والتدريب حيث يعمل ضباط الأمن الأمريكيين والسعوديين والأردنيين على تشكيل ما أطلق عليه ‘الجبهة الجنوبية’ التي تتكون من المعتدلين والمعادين للجهاديين، مع أن جبهة النصرة ناشطة في الجنوب.
ويرى الكاتب أن الأردنيين ترددوا في المضي حول فكرة عملية الجنوب التي تنطلق من داخل أراضيهم، ولم يعودوا واثقين كما كانوا في عامي 2011 و2012 من أن نظام الأسد سيخسر الحرب، وما يقلق السلطات الأردنية أكثر هو وجود ألفي جهادي أردني في سوريا وماذا سيحدث لو عادوا إلى الأردن. ويشير كوكبيرن هنا إلى الهجوم الجوي الغامض الذي قامت به القوات الجوية الأردنية على عربات عسكرية كانت في تحاول الدخول من سوريا إلى الأردن وذلك في 16 نيسان/إبريل الماضي، ويضيف الكاتب إن الإردنيين منعوا حملة في الجنوب تتزامن مع الهجوم على حلب.
تقرير الخارجية الأمريكية
وفي الحديث عن الكتائب الأجنبية الجهادية في سوريا لا بد من ذكر التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي عن أشكال الإرهاب في العالم، والذي أشار إلى أن القاعدة والجماعات المرتبطة بها أصبحت قوية رغم المزاعم الأمريكية بالقضاء عليها وقتل زعيمها أسامة بن لادن في باكستان.
وعزا معدو التقرير أنفسهم بالقول إن قدرة ‘مركز′ القاعدة على إدارة عمليات قد تراجعت. ولا يذكر التقرير أن القاعدة ومنذ عام 2001 أي بعد تنفيذ هجومها الكبير في الولايات المتحدة، وخروجها من أفغانستان تحولت إلى أيديولوجية أكثر من كونها تنظيما بقيادة ومركز يدير العمليات. ويعترف تقرير الخارجية بزيادة ملحوظة وشراسة في الجماعات المرتبطة أيديولوجيا بالقاعدة والتي تتصرف بطريقة مستقلة.
ويعلق كوكبيرن بالقول إن الوضع أسوأ مما رسمته الخارجية الأمريكية أو اعترفت به، فمنذ العام الماضي سيطرت داعش على معظم العراق السني، وفرضت ضرائب على مدن الموصل وتكريت وسيطرت على مدينة الفلوجة والبلدات في وادي الفرات في غرب وشرق سوريا.
ولديها القدرة على حرمان أو فتح سد الفرات على دجلة وبغداد. وقامت بتفجير أنابيب النفط حيث سال في النهر ولوثته. وفي بلدة أبو غريب المعروفة بسجنها سيء السمعة، قامت داعش باستعراضات عسكرية.
جهاديون وأحزمة ناسفة
في تقرير آخر نشرته صحيفة ‘صنداي تايمز′ قالت إن الجهاديين البريطانيين في سوريا بمن فيهم طالب مدرسة سابق أعطوا أحزمة ناسفة لاستخدامها في حالة إلقاء القبض عليهم وللتسبب بمذبحة كبيرة في صفوف الأعداء، وظهر الجهاديون على شريطة فيديو وهم يطلقون التهديدات، حيث قال أحدهم أنه سيفجر نفسه في صفوف العدو محدثا أكبر قدر من الخسائر، وقال آخر إن الحزام محشو بالرصاص من أجل التسبب بأكبر ضرر. وينتمي الشباب إلى داعش. وكتب محمد حسن (19 عاما) والذي كان طالبا في مدرسة في مدينة بورتسموث للمتابعين له على وسائل التواصل الإجتماعي إن داعش توفر لهم أحزمة ناسفة ومجانية.
وكتب في الإسبوع الماضي على موقع ‘أسك.أف أم’ ‘الحزام الذي أحمله يزن ما بين 3- 4 كيلو غرام’ ويمكن الحصول عليه بإذن من الأمير ‘طالما كان الشخص عاقلا وليس مريضا نفسيا’. وعن خطورة الحزام قال إنه مزود بحزام إضافي ومحفز آخر ‘ومرة نمت وكان تحت المخدة حزام ناسف دون أن أعرف’. ويقول حسن وكنيته أبو دجانة إنه أحيانا يحمل حزاما ناسفا وليس بندقية عندما يكون في دورية للحراسة.
ويضيف أن كل الأحزمة التي شاهدها محشوة بحبات الرصاص الصغيرة بدلا من قطع الحديد الصغيرة’.
وعندما سئل عن موقف الإسلام من العمليات الإنتحارية أو قتل النفس غير المشروع، أجاب أنهم أي ‘داعش’ لا تتعامل معها كانتحار ولكن من أجل إضعاف العدو. وتشير إلى مقاتل بريطاني آخر في العشرينات من عمره كتب تغريدة على ‘تويتر’، ‘حزام متفجر عندما يقبض عليك’. وقال واسمه أبو القعقاع ‘فجرهم’.
ويعتقد أن هؤلاء الإنتحاريين هم جزء من 500 مقاتل بريطاني انضموا للقتال في سوريا. وهناك بعض التقارير تقول إن نظام الأسد اخترق القاعدة أو تركها كي تزدهر وتنتشر من أجل تصوير الجماعات الأخرى المعتدلة بالإرهابية.
ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011 هناك 20 بريطانيا تطوعوا للقتال قتلوا بمن فيهم عبد الوحيد مجيد (41) من كرولي في غرب مقاطعة ساسكس والذي قاد شاحنة محملة بالمتفجرات وفجرها في سجن حلب المركزي في شباط/فبراير الماضي.
خالد أبو صلاح وهادي العبد الله يرويان قصة الثورة في حمص من أيامها الأولى
وائل عصام ومحمد الزهوري
انطاكيا ـ ريف حمص ـ ‘القدس العربي’: قال ناشطون من داخل الأحياء التي تحاصرها قوات النظام منذ 22 شهراً في مدينة حمص وسط سوريا، إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة دخل حيز التنفيذ الجمعة، يفضي في نهايته لانسحاب قوات المعارضة من تلك الأحياء خلال 48 ساعة.
ومنذ الايام الاولى للحراك الثوري في حمص برزت وجوه قادت الحراك السلمي وتصدرت المشهد الاعلامي في حمص، خالد ابو صلاح وهادي العبدالله لعل ذاكرة السوريين لا تنسى خالد وهادي بعد ان ارتبطا بمسيرة الاحداث في حمص من ايامها الاولى، وارتبطت ذاكرة السوريين بمشاركاتها عبر الفضائيات، فهما كناشطين الاقرب الى الحدث والى هموم الناس، الاقرب الى الوجع، والجرح النازف، ليصبحا شهود مرحلة فارقة من تاريخ سوريا الحديث، ربيع سوريا العربي.
مشروع ‘حلم حمص’ تهجير ‘سنة المدينة’ واسكان ‘العلويين من القرى’
لم يكن النظام يتوقع ان يتحول مشروع محافظ حمص اياد غزال ‘ حلم حمص’ الى احد مسببات الاحتقان الداخلي في حمص والذي انفجر في الثامن عشر من اذار/مارس بمظاهرة في مسجد خالد بن الوليد ، ليسجل يوم انطلاقة الثورة ثلاث مظاهرات في درعا وحمص وبانياس.
يروي خالد ابو صلاح احد ابرز ناشطي الثورة السورية تفاصيل الايام الاولى من انطلاقة الثورة في حمص عندما خرج مع 400 شباب من حمص عند جامع خالد بن الوليد غضبا لما حصل في درعا، فحمص واهلها كان لديهم خزين هائل من التراكمات لممارسات النظام ابتداء باجهزة الامن وصولا لمشروع ‘حلم حمص’ الذي اثار نقمة كبيرة في اوساط اهالي حمص لكونه مشروعا يهدف لتغيير التركيبة الديمغرافية لاحياء حمص بجلب سكان من الريف والقرى واسكانها بالمدينة وازالة جزء من الاحياء القديمة وبناء مراكز تجارية بقلب المدينة التاريخي.
هذ المشروع في تغيير التركيبة الديمغرافية لحمص هو امتداد لما بدأه النظام منذ تسلم الاسد السلطة حيث قام بجلب سكان القرى العلوية واسكنهم في احياء داخل حمص هي الزهراء والنزهة، اضافة الى حي الارمن، وخرجت في المقابل عائلات حمصية عريقة مثل الاتاسي والدروبي عرفت بانها عائلات اقطاعية ثرية.
يقول ابو صلاح لـ’القدس العربي’، ‘كان سكان تلك الاحياء العلوية لهم الاولوية منذ سنوات، في كل مؤسسات الدولة كان لهم الاولوية في التوظيف لدرجة ان معظم افراد الاسرة في احياء النزهة والزهراء كانوا موظفين في دوائر الدولة’.
ويضيف ابو صلاح ‘اما سكان حمص السنة فقد التفتوا للتجارة والاعمال الحرة، وهذا الخزان البشري الهائل المؤيد للنظام داخل المدينة هو الذي ساند قوات النظام عند بدء احتجاجاتنا السلمية، كل الشبيحة كانوا من ابناء تلك الاحياء’
ميليشيات طائفية خارجة عن سيطرة الدولة
الدور المتنامي للميليشيات العلوية المنتمية لاحياء الزهراء والنزهة جعل اجهزة الدولة الرسمية تفقد هيبتها امام انفلات تلك المجموعات، اذ انها لا تمتثل في كثير من الاحيان لقرارات القيادات العسكرية النظامية.
ولعل ما حصل عند دخول بعثة الامم المتحدة لاحياء حمص المحاصرة لاخراج العائلات هو ابلغ تعبير عن ذلك، اذ قامت الميليشيات بقصف احياء حمص القديمة بالهاون ليصاب عدد من اعضاء البعثة والمدنيين الذين يجري اخلاؤهم، ويوضح ابو صلاح ‘لم تستطع قوات النظام السيطرة على الميليشيات عند دخول بعثة الامم المتحدة ، الشبيحة في حمص لديهم الكلمة الاولى’.
قرى شيعية في حمص تخطف 200 موظف حكومي من حي الوعر
واضافة الى الاحياء العلوية هناك قريتان شيعيتان مجاورتان لحمص هما الرقة والمزرعة، وتقعان على اطراف حي الوعر الحمصي، وكما الميليشيات العلوية في احياء حمص اسهمت ميليشيات تلك القرى الشيعية في مساندة النظام وقوات الامن ولكنها ايضا ميليشيات غير خاضعة لسيطرة الدولة.
ويقول خالد ابو صلاح ان مسلحي قرية الرقة الشيعية المدعومين من عناصر حزب الله خطفوا قبل ايام نحو مئتي مواطن من حي الوعر بعد توتر ومواجهات ويشرح ابو صلاح تفاصيل ما حصل ‘قرية الرقة ساندت النظام منذ بداية الحراك السلمي، وسكان قريتي الرقة والمزرعة هم اناس بسطاء وفقراء ويعملون في مهن بسيطة بالانشاءات والبناء، ولكن النظام سلحهم وهم استجابوا لدعاية حزب الله حتى باتوا قوة عسكرية لقمع المعارضة، وقبل ايام هاجموا حي الوعر فتصدى الثوار لهم واوقعوا فيهم قتلى، وعندما طالبت قرية الرقة بجثث قتلاهم في تلك المواجهة اصر اهالي الوعر على
تبديلهم بالمعتقلين من ابناء الوعر في بلدة الرقة، فما كان من ميليشيات الرقة الا ان قاموا بخطف 200 من موظفي الدولة المنتمين لحي الوعر اثناء توجههم لعملهم اليومي في مصفاة حمص، وتدخل المحافظ وقوات الامن ولم يستطيعوا لحد الان من اطلاق سراحهم رغم انهم موظفوا دائرة حكومية، (النظام ما حسن يمون عليهم حتى ) !!
الدم والدمار في حمص
ويروي خالد ابو صلاح بدايات المواجهات في حمص التي اوصلت المدينة الى ما آلت اليه اليوم من دمار، يقول ابو صلاح ‘الحل العسكري بدأ بيوم الرابع من شباط/فبراير 2012 حيث قصف النظام مظاهرة سلمية في حي الخالدية وقتل يومها نحو 45 متظاهرا، وبعدها بدأ النظام بقصف باب عمر بالصورايخ كان اول حي يقصف بالصواريخ منذ بداية الثورة، وبعدها اقتحم النظام بابا عمر ثم ارتكب مجزرة رهيبة بحي كرم الزيتون. كان الهدف منها ترويع سكان باقي الاحياء’.
النظام حاول تجنيد مقاتلين من حمص لاغتيال الساروت بعد اغتيال الاب فرانسيس
وكشف خالد ابو صلاح لـ’القدس العربي’ عن محاولات قام بها النظام لاغتيال القيادي البارز عبد الباسط الساروت من خلال تجنيد مقاتلين من الثوار كانوا ينوون الانسحاب وتسليم سلاحهم للنظام.
ويوضح ابو صلاح ‘هناك نحو 300 مقاتل سلموا انفسهم للنظام في الايام الاخيرة داخل حمص، بعض هؤلاء كان يضغط عليهم النظام عارضا عليهم العفو وامتيازات اخرى كاطلاق سراح اقاربهم في مقابل تنفيذ مهام امنية لصالح النظام قبل الخروج من حمص، او محاولا تجنيدهم، فشل النظام في معظم الحالات، اعتقد ان اغتيال الاب فرنسيس كنا من خلال احد هؤلاء ، ومؤخرا اعترف اثنان من المقاتلين في حي جورة الشياح ان احد ضباط النظام طلب منهم اغتيال الساروت كشرط قبل استسلامهم، فما كان منهم الا ان ذهبوا واخبروا الساروت بذاك محذرين اياه من محاولات النظام لاستهدافه’.
من مجزرة الخالدية الى بابا عمر بدأت قصة الصحافي الثائر
ولكن لابو صلاح قصة خاصة ترافق ايام الثورة الاولى لحمص، ارتبط اسمه باهم التغطيات الاعلامية التي قدمها الناشطون في الثورة السورية لاحداث حمص ، وذاع صيته في اكثر من مشهد ان كان برفقة وفد المراقبين العرب او غيره، درس ابو صلاح بجامعة حمص في كلية الاداب وكان الاول على دفعته، وتأثر بالربيع العربي، ويقول راويا ايامه الاولى ‘كنت اتمنى ان ينتقل هذا الربيع العربي لنا، لذلك شاركت في اول مظاهرة بحمص في ال 18 من اذار/مارس، وكنت وقتها اصور بهاتفي المحمول، الى ان تعرفت على صديق غدا رفيق عملي الصحافي..تعرفت عليه عند ساعة حمص، فبعد ان اطلق النظام النار علينا تفرقنا ثم التقينا وهنئنا بعضنا على السلامة، واتفقنا ان ننقل صور تلك المظاهرة.. انا اصور وهو يبث عبر الانترنت.. وحقيقة لم اكن وحدي، بل كان معي فريق كامل..هم لا يقلون عني ابدا’.
ورغم الانتقادات التي وجهت لعمل الناشطين الاعلاميين في الثورة السورية الا انهم يدافعون عن انفسهم بالقول انهم لم يتعلموا الصحافة الا بالممارسة وكانت قضيتهم الثورية هي الاولوية بالنسبة لهم، كما ان سياسية التحيز والتسييس في التغطية الاخبارية انتهجتها مؤسسات اعلامية عربية كبرى فما بالنا ونحن نتحدث عن ناشطين يعتبرون العمل الاعلامي اداة لنصرة قضيتهم.. ويعترف ابو صلاح بانه وقع وزملاؤه ببعض الاخطاء ويضيف ‘بدأنا نكسب مهارات العمل الصحافي شيئا فشيئا، وتعلمنا ان اكبر مصداقية للخبر الصحافي هو ان يكون الخبر حقيقيا، ومن ضمن الاخطاء التي وقعنا بها هي نشر خبر عن مقتل 300 متظاهر في مجزرة الخالدية بينما قتل في الحقيقة 45 وبعدها باسبوع توفي ‘متأثرين بجراحهم’.
هادي العبد الله.. صوت حمص والثورة
صوته وكلماته لا تزال عالقة في اذهان السوريين الذين يصفونه ‘بالشاهد الذي لا يموت’، من داخل حمص الى القصير الى يبرود الى القلمون وما زال هادي ينتقل وينجو بنفسه وبقضيته من الموت.. تحدثنا الى الناشط الثوري البارز هادي العبد الله وهو في منطقة بجبال القلمون.. وعن الايام الاولى لانتفاضة حمص على النظام يقول العبد الله : ‘انتفضت حمص نصرة لدرعا وفزعة لأطفالها! ولا يخفى على أحد أن مدينة حمص كانت نائمة على بركان خامد وكان من المتوقع أن ينفجر في أي لحظة نتيجة ضغط النظام على أهلها وتهميشهم اقتصادياً وسياسياً وتمكين العلويين من بسط سيطرتهم على المدينة كما في الوظائف الحكومية رغم أنها ثالت أكبر محافظة بعد دمشق وحلب’.
من السلمية للمسلحة… ولادة الجيش الحر
ويتحدث العبد الله عن ايام الحراك السلمي الاولى التي شارك بها ويقول : ‘الحماصنة كلهم صغيرهم وكبيرهم قادوا الثورة. الكل شارك حسب استطاعته لدعم استمرار السلمية. الشباب طبعاً كانوا المحرّك الاساسي رغم الصعوبات وهواجس الاعتقال وملاحقة الأمن’.
وعن مرحلة الانتقال للعمل المسلح : ‘وكيف لا تنتقل إلى العمل المسلح! فبداية كان الشباب الأعزل يُقتل بالرصاص المتفجر والقنابل المسمارية في مظاهراته دون رحمة بأسلحة قوات الامن السوري ومخابراته! ثم ما لبث بشار الأسد أن زجّ بالجيش السوري في مواجهة غير متكافئة مع الشعب كلّه! مما دفع إلى الإنشقاقات وذلك على طول البلاد وعرضها حيث عاهد المنشقون الناس على حمايتهم وقتال مَن يتعرض لهم.
.. وكان ذلك بمساعدة الضباط المنشقين فتشكل في سوريا ما يُسمى بـ لواء الضباط الأحرار والذي مهّد فيما بعد إلى تشكيل الجيش السوري الحر فكان يمثل الشق العسكري في تلك الفترة! وبالعودة إلى حمص تشكلت كتائب كانت متواضعة عسكرياً لحماية المناطق الثائرة من اقتحام جيش الاسد المتكرر لها وقصفها بدبابات t72 وآليات الشيلكا ككتيبة خالد بن الوليد والفاروق في الريف والمدينة! برزت في حمص أسماء عظيمة خدمت الثورة ولمعت في سمائها كالملازم عبدالرزاق طلاس والملازم وليد العبدالله ومنهم رحلوا تاركين لنا الأثر الطيب والواجب بالوفاء لهم كالشهيد الملازم أحمد خلف والشهيد الملازم مهند الخطيب أبو بكر والشهيد القائد أحمد دعبول والشهيد القائد بلال الكن والشهيد القائد معن الكنج وغيرهم.
وعن دور الاعلاميين والنشطاء
كان للإعلاميين دوراً كبيراً في تحويل أحياء فقيرة شعبية وقرى منسيّة إلى أسطورة خالدة وذلك عبر بث مقاطع مصوّرة لكل مظاهرة وتصوير تفاصيل دقيقة عن الحياة الثورية بحلوّها ومرّها في ظلّ القمع وتضييق النظام لهم عن طريق قطع الاتصالات والنت وحجب مواقع التواصل الإجتماعي.
بالنسبة لي عملي الصحافي هو عملي الثوري فأنا لم أدرس الإعلام ولست صحافياً محترفاً كلّ ما أردته هو أن أكون حرّاً إلى جانب الأحرار فكنت صوتاً يتحدّث باسمهم لعلنا نجد من يسمع′.
سوق السنة
وعن دور النظام في تغيير الديمغرافية للسكان في حمص يفصل هادي العبدالله هذا الامر ‘عمل نظام الأسد منذ استلامه حكم سوريا إلى تهجير أهل السنة بداية بالحكم المتعلق بالإخوان حيث يتم مصادرة أملاك كل شخص تثبت الدولة بأنه إخواني ‘وان لم يكن’ وتمنحها للعلويين. ثم التضييق على التجار والصناعيين السنة وتقديم تسهيلات للعلويين للعمل بالتجارة الضغط على السنة بلقمة الأكل حيث حرم الناس من السكر والغاز والكثير من مقومات الحياة وتوفرت كلها للعلويين بسهولة.
لديهم سوق يدعى سوق السنة يبيعون فيه كلّ ما يسرقونه أثناء عمليات الاقتحام التي يشنها النظام في الأحياء السنّية.
هم باختصار شركاء النظام في الإجرام والمجازر’.
دمشق ساعدت بغداد وواشنطن للتخلص من مناهضي الاحتلال
بغداد ــ عثمان المختار
كشف مسؤول عراقي في جهاز الاستخبارات الوطنية، اليوم الإثنين، لـ”العربي الجديد”، أن النظام السوري سلّم العراق ملفات تتعلق بأكثر من 200 قائد بارز في المقاومة العراقية وأعضاء من حزب البعث العراقي المنحل، وأركان النظام السابق، خلال الفترة الممتدة من 2006 إلى 2008، وهو ما مكّن الولايات المتحدة من تصفيتهم أو اعتقالهم.
وكشف المصدر أن “النظام السوري سلم العراق 213 ملفاً لعناصر بارزة قاومت الوجود الأميركي في العراق، وأعضاء في حزب البعث العراقي، وستة من أركان النظام السابق، كانوا يترددون إلى سورية بين الحين والآخر لوجود أسرهم هناك”.
وكان المئات من قادة المقاومة وأعضاء “البعث” العراقي، وأركان النظام السابق في بغداد، قد نقلوا أسرهم خلال سنوات الاحتلال الأميركي للعراق، إلى سورية، بناءً على قرار سوري باستقبالهم ورعايتهم آنذاك.
وأوضح المسؤول الأمني نفسه لـ”العربي الجديد” أن “الفترة التي تم فيها التعاون السوري ــ العراقي، كان جهاز الاستخبارات العراقي تابعاً للقوات الأميركية مباشرةً، وليس للسلطات العراقية في بغداد، ونتج عن تسلمه تلك المعلومات، تصفية عدد كبير منهم واعتقال آخرين”.
وأشار المسؤول نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن “ذلك التعاون نتج عنه في المقابل، منفعة للنظام السوري تمثلت بموافقة العراق على إعادة آليات حفر آبار نفطية، ومعدات مختلفة كانت لدى النظام العراقي السابق، فضلاً عن استعادة دمشق أموالاً من المصارف العراقية تعود لمقربين من الرئيس بشار الأسد، وتصل إلى نحو 200 مليون دولار”.
في السياق، قال القيادي في “تحالف متّحدون”، خالد الدليمي، إن “إقدام نظام الأسد على تسليم معلومات تتعلق بمن وثقوا به، أمر غير مستبعد بالنسبة لنظام أمني، وكان من الخطأ تصديق شعارات الممانعة والمقاومة التي رفعها سابقاً”.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
تنفيذ الهدنة في حمص خلال 24 ساعة
يبدأ تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة، والقاضي بخروجهم من أحياء وسط مدينة حمص، خلال 48 ساعة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المحافظ طلال البرازي قوله “سيتم البدء بتنفيذ المبادرة خلال 48 ساعة، حسب التطورات على الأرض”، معرباً عن أمله في أن “تجري الأمور بخير وحينها لن تستغرق وقتا طويلاً”.
وتابع البرازي “تم الاتفاق على أن يتجه المسلحون شمالاً إلى تلبيسة والدارة الكبيرة وهذه الحلقة من الموضوع تجاوزناها”. وتلبيسة والدار الكبيرة معقلان للمعارضة المسلّحة في الريف الشمالي لحمص، ويبعدان عن المدينة نحو 20 كيلومترا.
وأوضح المحافظ الذي استخدم تعبير “مبادرة تسوية” عوضاً عن “اتفاق”، أن التنفيذ يتوقف على بحث بعض الأمور اللوجستية، ومنها “اختيار الطريق المناسبة وتفكيك الألغام ووجود نقاط تفتيش وتأمين وصول الناس، واختيار الأطراف المشاركة في مكان الانطلاق والوصول”.
وأضاف “نحن حريصون على نجاحها ولذلك يجب التحضير لها بشكل جيد، وإن كُتب لها النجاح، سنبدأ بحلقة جديدة تتعلق بالوعر ومناطق أخرى”. ويقع حي الوعر الذي يسيطر عليه المقاتلون ويقطنه عشرات الآلاف، غالبيتهم من النازحين من أحياء أخرى في المدينة، في جوار أحياء حمص القديمة. وتقع هذه الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون، تحت حصار من قبل القوات النظامية منذ عامين.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الاتفاق يشمل إطلاق سراح ما يقارب 70 أسيراً لبنانياً وإيرانياً لدى “الجبهة الإسلامية” في حلب (شمال)، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى بلدتين تقطنهما غالبية شيعية في ريف حلب، ويحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ أشهر. غير أن المحافظ نفى وجود مخطوفين إيرانيين، مشيراً إلى أن “كل اتفاق يتم، يتضمن إطلاق سراح مخطوفين، والمصالحات التي تتم، تتضمن إطلاق مختطفين، تعبيراً عن حسن نية، بالإضافة إلى إدخال المواد الغذائية كونها قضية إنسانية”.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
منافس للاسد يعد بالسلام خلال سنة؟
تقلّصت الدزينتان اللتان حملتا أسماء 24 مرشحاً للانتخابات الرئاسية السورية، إلى ثلاثة أشخاص فقط. بشار حافظ الأسد، وحسان عبد الله النوري، وماهر عبد الحفيظ حجار. لكن الأسماء الثلاثة أيضاً، ليست نهائية، بحسب ما أعلنت المحكمة الدستورية العليا، حيث ستنتظر تقديم طلبات طعن وتظلّم قبل أن تثبّت القائمة الثلاثية بشكل نهائي، ليخوض المرشحون، الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع الشهر المقبل. الانتخابات ستجرى على ثلث الأراضي السورية تقريباً، بحسب إحصائيات النزوح والدمار والسيطرة بين قوات النظام، وقوات المعارضة السورية.
وعدا عن رفض المعارضة، المشاركة في الإنتخابات الصورية، جملة وتفصيلاً، إلا أن الدستور المفصل على قياس الأسد، كما يقول معارضوه،فقد منع عملياً شخصيات معارضة في المنفى من الترشح في الانتخابات، حيث تنص مادة دستورية على أن يكون المرشح مقيما في سوريا لمدة لا تقل عن عشر سنوات إقامة متصلة. كما تنص مادة أخرى على اشتراط حصول المرشح على دعم من 35 من أعضاء مجلس الشعب السوري الموالي للأسد. ويعني ذلك قبول ترشح أشخاص بمثابة دمى تحركها الأجهزة الأمنية.
السوريون ينظرون إلى العملية الانتخابية بعين الاستخفاف، إلا أن المرشح والنائب في مجلس الشعب، ماهر عبد الحفيظ حجار لا يشاطرهم ذلك. فالحجار أطلق صفحة رسمية له على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، دون أن يدرج فيها معلومات شخصية عنه، واكتفى بوضع لمحات من برنامجه الإنتخابي عبر “التايم لاين” الخاص به. والمرشح الحلبي، مواليد العام 1968، بدأ يرفع سقف تصريحاته، واصفاً “السيد الرئيس بشار الأسد” بالمرشح بشار الأسد! أدهشت تلك الجرأة الموالين للأسد، والمقتنعين بدورهم بأن الحجار ما هو إلا ممثل لدور ثانوي في مسرحية الإنتخابات.
الحجار كان شيوعياً في حزب خالد بكداش منذ العام 1984، انشق عنه في العام 2003 تحت راية اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين بزعامة قدري جميل. وخاض انتخابات مجلس الشعب عن مدينة حلب في عام 2007 ولم ينجح. ثمّ عاود الترشح في انتخابات مجلس الشعب للعام 2012 عن مدينة حلب، ضمن قائمة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ليفوز محققاً المرتبة الثانية في عدد الأصوات بين مستقلي المدينة. والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير هي تحالف موالٍ للأسد، ويضم حزب الإرادة الشعبية بقيادة نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل، والحزب السوري القومي الإجتماعي بقيادة وزير المصالحة المحلية علي حيدر.
شعار حملة المرشح حجار هو : إحلال السلام وإيقاف حمام الدم خلال سنة. لكن ذلك الشعار يحتاج إلى توضيح، حيث لا يعني “إحلال السلام بالضرورة التوصل إلى حل سياسي كامل تماماً بل فقط وقف لإطلاق النار ومحاولة تهيئة الجو المناسب لإطلاق عملية سياسية”. ويقسم الحجار سنته الرئاسية الأولى إلى أربع فترات تبدأ بـ”حسن النوايا” من قبل حكومته السورية المقبلة وتتضمن: وقفاً لإطلاق النار والعمليات الهجومية من طرف واحد، ويستثنى من ذلك حالات الدفاع عن النفس، وذلك في ثلاث مناطق وهي حمص و حلب وريف دمشق. لا يبرر المرشح الرئاسي اختياره لهذه المناطق، ويُغرق في الغموض حين يدرج الخطوة الثانية من حسن النوايا: إطلاق عدد من المعتقلين السياسيين. البندين الأخيرين من سنته الرئاسية الأولى أشبه ببرنامج منظمة غير حكومية: السماح بإستخراج الجوازات للسوريين المطلوبين وغير المتورطين بالدم وذلك من سفارات الجمهورية العربية السورية في الخارج، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة والسماح بخروج المتواجدين فيها.
الشيوعي الحلبي، والمفصول من حزب الإرادة الشعبية بعد تقديم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، كتب على صفحته: “المسيحيون في سوريا كانوا حياديين ولم يقدموا أي شيء لهذا الوطن في مواجهة المؤامرة، بشكل عام وليس الجميع، وبالتالي لايمكنهم المطالبة برئيس مسيحي”. وأكمل: “كنت اتمنى أن يطالب المسيحون بحقوقٍ أخرى غير هذا الحق الغير منطقي والغير مقبول شعبياً”. لكنه تكرّم ووعد جميع المسيحيين بأن: “إنتخابي سوف يضمن لهم المزيد من الحقوق”. مرفقاً ذلك بهاشتاغ: إنتخبوا #ماهر_رئيسا_لسوريا حتى ننعم بالحريات الدينية لكل المذاهب والأطياف.
النصرة: نمتثل لأوامر الظواهري “حفظه الله”!
نصر المجالي
أوقفت قتالها مع داعش بأمر الشيخ الفاتح الجولاني
أعلنت جبهة النصرة، عن استجابتها لنداء زعيم تنظيم (القاعدة) أيمن الظواهري، وقالت إنها ستوقف القتال ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
قالت جبهة النصرة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشّار الأسد منذ ثلاث سنوات أنها سترضخ للمحكمة الشرعية التي اقترحها زعيم تنظيم (القاعدة) أيمن الظواهري للفض بالخلافات التي تنشب مع (داعش).
وكان الظواهري ، دعا في كلمة مسجلة يوم الجمعة، الدولة الإسلامية في العراق والشام، للتركيز في قتالها داخل العراق في الوقت الذي ناشد فيه زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، على وقف أي قتال فيه عدوان على من وصفهم بـ”اخوانه المجاهدين”.
وقالت جبهة النصرة في بيان نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “استمعنا لكلمة الشيخ أيمن الظواهري، حفظه الله ورعاه، ومما جاء فيها: ’أما الأمرُ فهو للشيخِ الفاتحِ أبي محمدٍ الجولانِي، حفظه الله، وكلِّ جنودِ جبهةِ النصرةِ الكرامِ، والمناشدة لكلِّ طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين في شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فورًا عن أي قتالٍ فيه عدوان على أنفسِ وحرماتِ إخوانهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافض، كما أكررُ ما طالبتُ به مرارًا من قبلُ أن يتحاكمَ الجميعُ لهيئةٍ شرعيةٍ مستقلةٍ فيما شجر بينهم من خلافٍ، كما أطالبُ الجميعَ بأن يتوقفوا عن تبادلِ الاتهاماتِ والتنابزِ بالألفاظِ وإشعالِ الفتنةِ بين المجاهدين في الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ، وأن يكونوا مفاتيحَ للخيِر مغاليقَ للشرِ.”
نمتثل للأوامر
وأضافت الجبهة: وعليه فإننا نعلن الامتثال لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري -حفظه الله- بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم، وفي الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائيًا، علمًا أننا اقتصرنا في كل الفترات السابقة على دفع صيالهم في مكان اعتدائهم، ونمتثل لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري -حفظه الله- بخصوص المحكمة، ونعلن عن رضوخنا لها فور تشكيلها وفي نفس السياق نعلن موافقتنا على المبادرة الكريمة التي طرحها أهلنا ’عشائر الفرات والخابور‘ بخصوص تشكيل محكمة مستقلة، فنحن راضون بما طرحوه من قضاة أفاضل، ومستعدون للرضوخ للمحكمة، ونكرر دعوة شيخنا الدكتور أيمن حفظه الله بالكف عن التراشق الإعلامي في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.
وقف القتال
وكان زعيم (القاعدة) في كلمة مسجلة بثتها مؤسسة السحاب التي تعنى بنشر بيانات القاعدة زعمت أنها للظواهري: “أما الأمرُ فهو للشيخِ الفاتحِ أبي محمدٍ الجولانِي -حفظه اللهُ- وكلِ جنودِ جبهةِ النصرةِ الكرامِ، والمناشدةُ لكلِ طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين في شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فورًا عن أي قتالٍ فيه عدوانٌ على أنفسِ وحرماتِ إخوانِهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافضِ”.
وتابع الظواهري قائلا: “أكررُ ما طالبتُ به مرارًا من قبلُ أن يتحاكمَ الجميعُ لهيئةٍ شرعيةٍ مستقلةٍ فيما شجر بينهم من خلافٍ.. كما أطالبُ الجميعَ بأن يتوقفوا عن تبادلِ الاتهاماتِ والتنابزِ بالألفاظِ وإشعالِ الفتنةِ بين المجاهدين في الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ، وأن يكونوا مفاتيحَ للخيرِ مغاليقَ للشرِ.”
تبعية داعش
وحول علاقة داعش بالقاعدة، قال الظواهري: “أما الشهادةُ فهي بشأنِ علاقةِ دولةِ العراقِ الإسلاميةِ وأميرِها الشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ -حفظه اللهُ- بجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، فأقولُ مستعينًا باللهِ: هذه شهادةٌ مني أُشْهِدُ اللهَ عليها: أن الدولةَ الإسلاميةَ في العراقِ فرعٌ تابعٌ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ”.
وتابع “وأودُ هنا أن أبينَ بعض التفاصيلِ: لما قامت دولةُ العراقِ الإسلاميةِ دون أن تُستأمرَ فيها قيادةُ جماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وعلى رأسِها الإمامُ المجددُ الشيخُ أسامةُ بنُ لادنٍ رحمه اللهُ، بل ولم تستشرْ، ولا حتى أُخطرتْ بها، أرسل الشيخُ الشهيدُ-كما نحسبُه- أبو حمزةَ المهاجرُ -رحمه اللهُ- رسالةً للقيادةِ العامةِ يبررُ فيها إنشاءَ الدولةِ، ويؤكدُ فيها على ولاءِ الدولةِ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وأن الإخوةَ في الشورى قد أخذوا العهدَ على الشيخِ الشهيدِ -كما نحسبُه- أبي عمرَ البغداديِ بأن أميرَه هو الشيخُ أسامةُ بنُ لادنٍ رحمه اللهُ، وأن الدولةَ تابعةٌ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، ولكن رأوا أن يُعلموا الإخوةَ بذلك، لا أن ينشروه، لبعض الاعتباراتِ السياسيةِ التي رأوها في العراقِ حينئذٍ”.
رسالة الأميركيين
وأضاف: “كان الإخوةُ في القيادةِ العامةِ لجماعةِ قاعدةِ الجهادِ، وفي دولةِ العراقِ الإسلاميةِ يتعاملون على أساسِ هذه القاعدةِ؛ أن دولةَ العراقِ الإسلاميةِ جزءٌ من جماعةِ قاعدةِ الجهادِ،” ضاربًا عددًا من الأمثلة منها: “الرسالةُ التي نشرها الأميركيون من الوثائقِ التي وجدوها في منزلِ الشيخِ أسامةَ بنِ لادنٍ -رحمه اللهُ- وهي رسالةٌ موجهةٌ من الشيخِ عطيةِ للشيخِ مصطفى أبي اليزيدِ رحمهما اللهُ، وفيها يؤكدُ الشيخُ عطيةُ على الشيخِ مصطفى أبي اليزيدِ بوجوبِ كتابةِ رسائلَ توجيهيةٍ حازمةٍ للكرومي (ويقصدُ به أبا حمزةَ المهاجرَ) ولأبي عمرَ وناسِهم لخوفِه عليهم من الأخطاءِ السياسيةِ”.
وختم الظواهري رسالته قائلاً: “تذكرةٌ ونصيحةٌ خاصةٌ للشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ ومن معه، أن عودوا للسمعِ والطاعةِ لأميرِكم، عودوا لما اجتهد فيه مشايخُكم وأمراؤكم، ومن سبقوكم على دربِ الجهادِ والهجرة، تفرغوا للعراقِ الجريحِ، الذي يحتاجُ أضعافَ جهودِكم، تفرغوا له حتى وإن رأيتم أنفسَكم مظلومين أو منتقصًا من حقِكم، لتوقفوا هذه المجزرةَ الداميةَ، وتتفرغوا لأعداءِ الإسلامِ والسنةِ في عراقِ الجهادِ والرباطِ، استجيبوا لتذكرتي من أجلِ حقنِ دماءِ المسلمين ووحدةِ صفِهم وانتصارِهم على عدوِهم، حتى وإن اعتبرتم ذلك ضيمًا وهضمًا وظلمًا.. الشيخِ المكرمِ أبي بكرٍ الحسينيِ البغداديِ؛ أن اقتدِ بجدِكَ الحسنِ السبطِ رضي اللهُ عنه، الذي تنازل عن الخلافةِ، وحقن دماءَ المسلمين، فتحققت فيه بِشارةُ جدِه وجدِك سيدِنا رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: “إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ”.
تنفيذ «صفقة» حمص يبدأ بالإفراج عن 70 إيرانيا ولبنانيا معتقلين لدى «الجبهة الإسلامية»
الجزء الأكبر من المليحة أصبح في عهدة النظام.. و«داعش» تقترب من كوباني
بيروت: نذير رضا
أعلنت مصادر المعارضة السورية، أمس، أن تنفيذ اتفاق تسليم المقاتلين المعارضين السوريين في أحياء حمص المحاصرة إلى سلطات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يبدأ بالإفراج عن 70 معتقلا من الإيرانيين واللبنانيين، تحتجزهم «الجبهة الإسلامية»، أحد أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة، وذلك غداة توقيع الطرفين، رسميا، اتفاقا بوساطة أممية وحضور دبلوماسي إيراني، قضى بانسحاب المعارضين إلى الريف شمال المدينة في منطقتي الدار الكبيرة وتلبيسة عبر معبر آمن في حي القرابيص.
وأظهر بيان رسمي أصدره مكتب الأمن الوطني السوري المعارض، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن إيران هي الطرف الرئيس في الاتفاقية التي قضت بإخلاء 2250 شخصا من المدنيين والمقاتلين المعارضين في أحياء حمص القديمة المحاصرة منذ أكثر من عامين، نظرا لأن الشرطين الأساسيين في الاتفاق، يصبان لصالح إيران. وينص البندان على إطلاق «الجبهة الإسلامية»، وهي أكبر فصيل سوري معارض، سراح 70 معتقلا إيرانيا ولبنانيا لديها، وإدخال المواد الإغاثية إلى مدينتي نبل والزهراء اللتين تسكنهما أغلبية من الشيعة في ريف حلب الشمالي. كما أبرزت الضمانات للمعارضين، دور إيران القوي في «الصفقة»، إذ اشترط المعارضون إجلاءهم بأسلحتهم الفردية في حافلات نقل بزجاج داكن، يوجد في كل منها عنصر من الأمم المتحدة والوسيط الإيراني.
غير أن موقع «العهد» الإخباري اللبناني المقرب من حزب الله، أفاد بأن قادة من مقاتلي المعارضة «تعهدوا بالإفراج عن أهالي نبل والزهراء المخطوفين لديهم»، مشيرا إلى أن الاتفاق وقع ليل السبت خلال اجتماع عقد في منطقة «ديك الجن» في حمص القديمة بحضور مندوب من الأمم المتحدة. وأوضح مفاوض معارض لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ممثلين عن الثوار وضباط من الأمن السياسي وأمن الدولة والأمن العسكري السوري، وقعوا الاتفاقية بحضور دبلوماسي إيراني في فندق السفير.
وأعلن أحد المفاوضين المعارضين السوريين، أمس، توقيع ممثلين عن المعارضة المسلحة والنظام السوري اتفاقا على انسحاب مقاتلي المعارضة من وسط مدينة حمص المحاصر. وفي حين تجاهلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) خبر الصفقة في حمص، قال المفاوض الذي يقدم نفسه باسم أبو الحارث لوكالة الصحافة الفرنسية، إن توقيع الاتفاق أنجز بحضور دبلوماسي إيراني، مؤكدا أن التنفيذ لم يتحقق بعد.
وينص الاتفاق على «خروج المقاتلين مع عائلاتهم» و«بسلاحهم الفردي وحقائب السفر» بواسطة حافلات «ترافقها دوريات شرطة من النظام»، وسيخرج هؤلاء «باتجاه الريف الشمالي»، كما سيكون متاحا المصابين نقلهم بسيارات الهلال الأحمر بعد موافقتهم.
وتنسحب قوات المعارضة، بحسب الاتفاق، من حمص القديمة وأحياء جورة الشياح والقرابيص والقصور والحميدية ووادي السايح، في حين يبقى حي الوعر الوحيد تحت سيطرة المعارضة في حمص وسط البلاد، وسط معلومات نقلها موقع «العهد» الإخباري بأن الصفقة قضت أيضا بتسوية أوضاع 50 مقاتلا في حي الوعر ممن ليس لهم سوابق دموية، وهم من المنشقين السابقين عن الجيش السوري النظامي.
وأشار أبو الحارث إلى أن الاتفاق يقتصر حتى الآن على أحياء حمص القديمة، لافتا إلى أن البحث مستمر في شأن حي الوعر المحاصر أيضا في حمص والذي تسيطر عليه كتائب معارضة ويقطنه عشرات آلاف الأشخاص، معظمهم من النازحين من أحياء أخرى في حمص.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأنه من المتوقع أن تبدأ القوات الحكومية السورية انتشارها في الأحياء القديمة بدءا من يوم غد (الثلاثاء) بعد عمليات تمشيط لهذه الأحياء وإزالة العبوات المتفجرة والألغام، علما بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في أحياء حمص القديمة لا يزال مستمرا منذ ظهر يوم الجمعة.
وفي حال خلو حمص من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الأكبر من محافظة حمص بات تحت سيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن التي لا يزال يتحصن فيها مقاتلو الفصائل المعارضة.
وفي ريف حلب، وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، من جهة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومسلحين محليين موالين لها، من جهة أخرى، في محيط تل كيك داده بريف مدينة عين العرب (كوباني). وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 10 من المقاتلين الأكراد وسيطرة «داعش» على التل ما يعني بسط نفوذها على محيط التل بستة كيلومترات لتصبح على بعد 28 كلم من مدينة كوباني.
وفي غضون ذلك، تصاعدت حدة الاشتباكات في بلدة المليحة بريف دمشق، وسط معلومات عن تقدم القوات الحكومية على محور البلدة المحاصرة في الغوطة الشرقية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تواصل الاشتباكات في البلدة، وسط قصف بالصواريخ. وأعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن «القوات النظامية المدعومة من حزب الله اللبناني وصلت إلى مركز المدينة»، مشيرا إلى أن حزب الله «يلعب الدور الأساسي في المعركة».
ومن جانبه، قال مصدر أمني سوري، إن القوات النظامية أحرزت مزيدا من التقدم في البلدة، مشيرا إلى أن «الجزء الأكبر من بلدة المليحة أصبح في عهدة الجيش بالإضافة إلى المزارع المحيطة ومداخل البلدة والمحاور المؤدية إليها والطرق التي تصلها بالبلدات المجاورة»، لافتا إلى أن الجهات الغربية والجنوبية والجنوبية الشرقية للبلدة «مطوقة بالكامل»، مما يمكن القوات الحكومية من «قطع تواصل المسلحين مع المناطق المحيطة».
وتعد المليحة الواقعة على الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار دمشق الدولي في الغوطة الشرقية والتي يفرض عليها النظام حصارا خانقا منذ أكثر من خمسة أشهر، من أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق. وتعد «استعادة السيطرة عليها مهمة جدا لتعزيز الأمن في بلدة جرمانا» المجاورة والتي تقطنها غالبية مسيحية ودرزية، وتتعرض بشكل مستمر لقصف بقذائف الهاون من أحياء المعارضة.
من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إن «المقاومة البيروقراطية» من جانب حكومة الرئيس بشار الأسد تحول دون وصول المساعدات إلى ملايين السوريين الذين جعلتهم الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام بحاجة إليها.
وأضاف في تصريحات لقناة «العربية» أنه لم يعد على تواصل مباشر مع الأسد بعد أشهر من «تخلف (الرئيس السوري) عن وعوده».
احتدام المعارك بين «داعش» و«النصرة».. والأخيرة تحيل قياديا في «الحر» إلى المحكمة الشرعية
مقتل العشرات ونزوح الآلاف من دير الزور جراء الاقتتال الداخلي
بيروت: كارولين عاكوم
أعلنت «جبهة النصرة»، أمس، امتثالها لأوامر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بوقف القتال في سوريا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، وذلك، بعد أربعة أيام من اشتباكات دامية بين الطرفين في دير الزور أدّت إلى مقتل نحو 62 شخصا وفرار نحو 60 ألف شخص.
وفي امتداد للصراع القائم بين الفصائل السورية المسلحة والتنظيمات الإسلامية، أقدمت «جبهة النصرة» على اعتقال القائد العسكري في درعا أحمد النعمة وعدد من الضباط، وأحالتهم إلى المحكمة الشرعية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال جبهة النصرة النعمة وضباطا بينهم قائد «فوج الفرسان الأول»، والعقيد الطيار أيسر الخطبا، عند حاجز اليرموك جنوب درعا، وأحالتهم إلى المحكمة الشرعية.
ومن جهته، أشار رامي دالاتي، عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية في الجيش الحر، إلى أن النعمة كان «محور أشكال كبير» في الفترة الأخيرة بين الكتائب العسكرية على الأرض في منطقة الجنوب. ورجح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تكون إحدى كتائب «الجيش الحر» اعتقلته، مع عدد من القادة المناصرين له، وسلمته إلى «جبهة النصرة». وكشف أنه في اليومين الأخيرين كانت قيادة الأركان تبحث إمكانية إقالته من منصبه جراء ارتكابه «تجاوزات وتصرفات فردية».
وأعرب دالاتي عن اعتقاده بأن إقدام النعمة قبل أيام على الإعلان عن تشكيل «جبهة ثوار جنوب سوريا»، كان «لاستباق قرار كهذا»، مضيفا: «هذا الإعلان أثار حفيظة عدد من الكتائب الفاعلة على الأرض، ومن بينها جبهة النصرة التي تحظى بنفوذ واسع، إضافة إلى انقسام بين القادة العسكريين، بين مؤيد لهذه الخطوة ومعارض لها».
وكانت «النصرة» أصدرت بيانا، إثر تشكيل النعمة الجبهة، حذرت فيه الفصائل المنضوية تحتها، مؤكدة أن كل فصيل يضع نفسه تحت اسم الأخير، سيكون «هدفا لمطاردة مقاتلي جبهة النصرة، وسيتعرض أفراده للمحاسبة».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أمس، أن «جبهة النصرة سوف تحيل النعمة مع القادة إلى المحكمة الشرعية بتهمة تسليم بلدة خربة غزالة بدرعا، مسقط رأس رئيس فرع الأمن السياسي اللواء رستم غزالة، إلى القوات النظامية التي شنّت عليها حملة عسكرية العام الماضي، ضمن ما سمتها معركة جسر حوران». إلا أن دالاتي عد الأمر مبالغا فيه، ونفى المعلومات التي أشارت إلى أن «النعمة كان اتفق مع غزالة على تسليم البلدة إلى قوات النظام، وتقاعس عن تقديم الدعم العسكري والذخيرة إلى المقاتلين».
وحسب المرصد، عمل النعمة قبل أيام على توحيد الكتائب المقاتلة في محافظة درعا، وتحدث في أحد المجالس عن ضرورة توحيد العمل، وأن «الجيش الحر المنظّم الذي يؤمن بالديمقراطية والدولة المدنية هو الذي سيحكم سوريا وصولا إلى صناديق الاقتراع، وليس المتطرفين الذين يسوق لهم بالخارج».
وفي دير الزور، سيطرت جبهة النصرة بعد معارك عنيفة مع «داعش» على بلدة أبريهة، فيما قالت مجموعة مراقبة إن الاقتتال بين الطرفين أجبر أكثر من 60 ألف شخص على الهروب من ديارهم، وتسبب في إخلاء قرى ومقتل عشرات المقاتلين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «تشهد بلدة البصيرة التي يقطنها أكثر من 35 ألف مواطن وقرية أبريهة التي يقطنها أكثر من 12 ألف مواطن، وقرية الزر التي يقطنها نحو 15 ألف مواطن حالة نزوح شبه كاملة بسبب الاشتباكات الجارية في المنطقة»، مشيرا إلى أن مقاتلي النصرة أحرقوا الكثير من المنازل في البصيرة، بينما قام تنظيم الدولة بالعمل نفسه في قرية أبريهة.
وبينما لم تتوقّف المعارك بين «داعش» و«النصرة» في دير الزور، أعلنت الأخيرة التزامها بـ«أوامر الظواهري» لجهة إيقاف قتالها ضد «داعش». وقالت، في بيان نشرته، أمس، مواقع إلكترونية جهادية، إنها «لن تبادر بالهجوم، لكنها سترد على اعتداءات (داعش) عليها وعلى المسلمين».
غير أن مصدرا في الجيش الحر، استبعد لـ«الشرق الأوسط»، أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ، لا سيما أن «النصرة» أعلنت أنها ستبقى في موقع المدافع. وأوضح: «معظم الهجمات كانت تنفذ من قبل (داعش) وليس (النصرة)، وبالتالي لا أعتقد أن الأمر قد يتغير كثيرا على الأرض».
وجاء في البيان الموقع من الجبهة والموزع من «مؤسسة المنارة للإنتاج الإعلامي»: «إننا نعلن الامتثال لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري (حفظه الله) بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم». وأضاف: «في الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين، فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائيا».
كما أعلن البيان الامتثال لأمر الظواهري في شأن إنشاء محكمة شرعية للبت في الخلافات بين الطرفين اللذين يخوضان قتالا بينهما منذ أشهر في مناطق سوريا عدة. وأضاف: «نعلن عن رضوخنا لها (المحكمة) فور تشكيلها». ووافقت «النصرة» على دعوة الظواهري «الكف عن التراشق في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي».
وكان الظواهري أمر في تسجيل صوتي الجمعة الماضي «جبهة النصرة»، التي تُعدّ ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين.
ومنذ يناير (كانون الثاني) كانت مواجهات عنيفة اندلعت في بعض المناطق السورية بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكتائب من المعارضة المسلحة، أبرزها «النصرة»، أدت إلى مقتل نحو أربعة آلاف شخص لغاية الآن. وفي فبراير (شباط) الماضي، أعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من «الدولة الإسلامية»، ودعتها إلى الانسحاب من سوريا، مؤكدة أن «النصرة» هي من تمثلها في سوريا، علما بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» يعدّ ذراع تنظيم القاعدة في العراق.
وتتهم فصائل عدة من المعارضة المسلحة «داعش» بأنها تعمل لصالح النظام. كما تأخذ عليها تطرفها في تطبيق الشريعة الإسلامية، وإصدار فتاوى تكفير عشوائيا، وقيامها بعمليات خطف وإعدام طالت العديد من المقاتلين.
هجوم للمعارضة بدرعا والنظام يقصف حلب
شنت قوات المعارضة السورية هجوما على تجمعات القوات الموالية للنظام في تلي المطوق الكبير والصغير بريف درعا، بينما استهدف الطيران الحربي للنظام مناطق في حلب ودرعا ودمشق.
وبدأت قوات المعارضة هجوما بريف درعا الشمالي الغربي، وأفادت شبكة شام أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط تجمعات قوات النظام المتمركزة في تلي المطوق الكبير والصغير ومنطقة خربة فادة قرب مدينة إنخل.
وقال مراسل الجزيرة في درعا إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام مدينتي جاسم وإنخل، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وشمل القصف -وفقا لشبكة شام- أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، والطريق الواصل بين قرية جمرين ومدينة بصرى الشام بريف درعا.
براميل بحلب
وفي حلب قتل شخصان وأصيب عدد آخر بجروح جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على حي مساكن هنانو ومنطقة السكن الشبابي بحي الأشرفية وبلدة دارة عزة بريف حلب الغربي.
ودار قتال عنيف في الشيخ نجار بحلب، وتحدثت شبكة مسار برس عن مقتل خمسة من عناصر قوات النظام في معارك بالبريج.
وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة حي جوبر بدمشق بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على أطراف الحي.
كما استهدف قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينتي الزبداني وداريا بريف دمشق.
وسجل قتال اليوم الاثنين في محيط عدرا العمالية، وتحدثت مسار برس عن مقتل عدد من عناصر النظام لدى محاولة دخول القوات إلى البلدة.
وفي الأثناء تمكن الجيش الحر من السيطرة على مقري مخر وبلدية المليحة بعد معارك عنيفة مع القوات الموالية للنظام.
تنفيذ اتفاق
وفي حمص استهدفت القوات النظامية بالرشاشات حي الوعر بالمدينة، ضمن الحملة التي تشنها على أحياء حمص القديمة.
وفي السياق أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن تطبيق الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة، ويقضي بخروجهم من أحياء وسط المدينة، سيبدأ تنفيذه خلال 48 ساعة.
ونقلت الوكالة عن محافظ حمص طلال البرازي أن تطبيق التسوية سيتم في حي الوعر، وهو حي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة ويقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين.
وفي حماة، استهدف الجيش بصواريخ غراد مطار حماة العسكري، وتحدثت شبكة سوريا مباشر عن وقوع قتلى من قوات النظام جراء استهداف سيارتهم بعبوة ناسفة على طريق السعن الشيخ الهلالي بريف حماة الشرقي.
وتواصل قصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة مورك بريف حماة، مع إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة اللطامنة.
وفي دير الزور، أفادت شبكة شام بتجدد الاشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في بلدات الصبحة وجديد عكيدات بريف المدينة وسط قصف بالمدفعية الثقيلة لمعظم أحيائها.
وكانت جبهة النصرة أعلنت وقف القتال ضد تنظيم الدولة التزاما بدعوة من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وبمبادرة من العشائر، لكنّها أشارت إلى أنها ستحتفظ بحق الرد إذا تعرضت لاعتداء.
وفي المنحى ذاته قصفت كتائب المعارضة بقذائف بالهاون حاجز الخزانات في مدينة خان شيخون بريف إدلب.
كما شنَّ الطيران الحربي خمس غارات على قرى جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية منطقة المفرق في مدينة الطبقة بريف الرقة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
قوات النظام السوري تستهدف خط الغاز الدولي بدرعا
دبي – بطرس موسى
صعدت قوات النظام السوري من حملتها العسكرية على درعا، واستهدفت خط الغاز الدولي مما تسبب في تفجيره، حسب ما أكدته مصادر المعارضة التي أشارت إلى أن استهداف النظام لخط الغاز الدولي الواقع بين بلدة نصيب ومنطقة غرز ببرميل متفجر يعد مواصلة لانتهاك القوانين الدولية.
وواصل النظام حصاره وقصفه لمعضمية الشام في ريف دمشق، كما شن حملة بالبراميل المتفجرة التي تحمل مواد سامة على قرية تل ملح في ريف حماه، مما تسبب في حالات اختناق وإغماء.
وفيما تدور الاشتباكات العنيفة على عدة محاور من المليحة وداريا، وفي ظل القصف العنيف على بلدتي دير العصافير ومزارع رنكوس، تمكنت كتائب الجيش الحر من التصدي لمحاولة إعادة السيطرة على مستودعات 559 بمنطقة القلمون الشرقي.
وبدت المعارك في أحياء جوبر والقدم ضارية، كما هو الحال في حي تشرين، حيث تمكن الجيش الحر من صد محاولة جديدة لقوات النظام التي حاولت اقتحام الحي من جهة سوق الخياطين.
وإلى ذلك، صعد النظام من حملته العسكرية على حماه وريفها؛ حيث سجلت حالات اختناق في قرية تل ملح بريف حماه جراء البراميل المتفجرة التي تحمل غازات سامة.
وجاء الرد قويا، بحسب شبكة شام من قبل كتائب الجيش الحر، التي أسقطت طائرة حربية من نوع ميغ 23 في منطقة الزوار بريف حماه الشمالي، كما حققت إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام أثناء استهدافها لمطار حماه العسكري.
وفي حلب تحتدم المواجهات بمنطقة الشيخ نجار ودوار البريج في وقت تتعرض فيه اليرمون ومساكن هنانو وبعيدين لحملة قصف بالبراميل المتفجرة سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى.
كما شنت مروحيات النظام حملة قصف مماثلة على بلدتي تل مارع وتل رفعت ومحيطهما بريف حلب.
أما جنوبا فقد صعدت قوات النظام من حملتها العسكرية على محافظة درعا، حيث أشارت مصادر المعارضة إلى أن قوات النظام استخدمت البراميل المتفجرة وكافة أنواع الأسلحة في قصفها لدرعا المحطة ودرعا البلد، مما خلف عددا من القتلى والجرحى فضلا عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية.
ومن جانبها، ناشدت بلدة النعيمة الكوادر الطبية لإسعاف الجرحى والمصابين جراء القصف العنيف الذي تعرضت له.
الحلقي: الموظف الحكومي السوري يعمل 22 دقيقة يومياً
العربية.نت
كشف رئيس مجلس الوزراء السوري، وائل الحلقي، أن متوسط ما يقوم به الموظف الحكومي من عمل خلال دوامه لا يتجاوز 22 دقيقة في اليوم، مشيراً إلى أن إجمالي عدد العاملين في القطاع العام يصل إلى 2.5 مليون عامل في الدولة، وتبلغ كتلة رواتبهم 6.9 مليار ليرة في العام، نقلا عن موقع “داماس بوست” الحكومي.
ولفت الحلقي إلى أن نسبة الذين يداومون من العاملين في مؤسسات وشركات القطاع العام لا تتجاوز 25 – 30%، و”الباقون في بيوتهم ويتقاضون رواتبهم وتعويضاتهم بداية كل شهر”.
كما أشار الحلقي إلى أن 63 شركة من شركات القطاع العام الصناعية متوقفة عن الإنتاج، وبسبب ذلك فإن الحكومة دفعت 23 مليار ليرة للعاملين فيها رغم عدم القيام بأي عمل.
وكان الحلقي وجه خلال يناير الماضي جميع الوزارات، ولاسيما وزارتي التعليم العالي والعدل، بإيقاف منح الإجازات الخارجية بلا أجر والإعارة الخارجية، وتحسين أداء القطاع الإداري، ومنع الترهل والفساد الإداري، وذلك حرصا من الحكومة على الحفاظ على الكوادر الوطنية.
وأصدر الحلقي خلال الفترة الماضية مجموعة قرارات تقضي بصرف عاملين بالوزارات والجهات العامة، إذ تأتي تلك القرارات في إطار مكافحة الفساد المالي والإداري، إضافة إلى محاسبة المقصرين من العاملين.
سوريا.. اشتباكات وغارات على الأرياف
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة، دارت على محاور عدة في محيط بلدة المليحة، بريف دمشق. وبثوا صورا، قالوا إنها تظهر جانبا من الاشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة والقوان النظامية مدعومة بمقاتلي حزب الله، لاقتحام المليحة.
وأضاف ناشطون أن الطيران الحربي شن صباح الاثنين غارتين جويتين على حي جوبر الدمشقي مخلفا أضرارا مادية كبيرة. كما قامت دبابات الحكومة السورية بقصف كل من حي جورة الشريباتي ومجمع القدم الصناعي جنوب العاصمة.
وفي ريف حماة، قال ناشطون إن اشتباكات دارت على أطراف مدينة مورك، استهدفت خلالها قوات المعارضة، تجمعات القوات الحكومية المتمركزة في محيط المدينة.
وفي ريف اللاذقية، ذكر ناشطون أن اشتباكات دارت في محيط قمة تشالما، استهدف خلالها الجيش الحر، بالصواريخ والقذائف، تجمعات القوات الحكومية. في وقت أعلنت فيه المعارضة سيطرتها على ثلاث تلال في محيط ما يعرف بالمرصد خمسة وأربعين، في جبل التركمان.
وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة أن غارة جوية نفذها الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية استهدفت وسط بلدة أرمناز بريف ادلب أدت لسقوط قتلى وجرحى.
من جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن انفجارا ضرب أحد خطوط الغاز بالقرب من بلدة نصيب الحدودية، في محافظة درعا المجاورة للأردن، ما أدى إلى اندلاع النيران من دون أن تعرف أسباب الانفجار أو الجهات التي تقف وراءه.
وقصف الطيران الحربي السوري بلدات عدة، طالت أحياء درعا البلد وعتمان، وسط اشتبكات مسلحة بين قوات المعارضة والحكومية من دون ورود معلومات عن وقوع قتلى.
المعارضة: هدنة حمص تؤكد عمالة الأسد لإيران ووكالته الحصرية للإرهاب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — نددت المعارضة السورية بما أشارت تقارير صحفية إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد قد طلبه لقاء التوصل إلى هدنة في حمص تتيح إنهاء حصار الأحياء القديمة بالمدينة وإجلاء من فيها، وخاصة لجهة شمولها الإفراد عن معتقلين إيرانيين، معتبرة أن مطالب النظام تؤكد “عمالتها لإيران” وأنه “الوكيل الحصري للإرهاب” بالمنطقة.
وقالت نورا الأمير، نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، إنها ليست مستغربة من “بنود الهدنة التي يسعى نظام الأسد من خلالها إلى إعادة ترتيب أوراقه العسكرية في قلب مدينة حمص”، واصفة إياها بـ” أنها تعكس عمالته لإيران، وتؤكد على أنه المستورد الأقوى، ولربما الوكيل الحصري للإرهاب بالمنطقة. وتبيّن أنه لا يعدو كونه ذراعا عسكريا لقوى خارجية تحاول فرض هيمنتها على سوريا.”
ونقل بيان للائتلاف عن الأمير قولها: “من الخلاف لمبادئ الوطنية وحقوق الإنسان أن يقايض بشار الأسد من خلال الهدنة التي ينفذها بحمص، رغيف خبز الأهالي المحاصرين، على بعض الأسرى من الميليشيات الإيرانية الإرهابية التي يستوردها الأسد من إيران وحكومة المالكي وحزب الله. ليجعل من الحياة وسيلة ضغط وتفاوض.”
ولفتت الأمير إلى أن توقيت مثل هذه الخطوة “يتزامن مع مسرحية الانتخابات، والتي يحاول (الرئيس السوري) بشار الأسد تمثيلها أمام مرأى المجتمع الدولي، هو ضرب من ضروب الابتزاز السياسي الذي يسعى بواسطته إلى السيطرة على قلب المدن السورية، من أجل توفير مناخ مناسب لمسرحيته الانتخابية.”
وتابعت المسؤولة في المعارضة السورية بالقول “على بشار الأسد أن يكون على يقين، بأنّ هؤلاء الأهالي الذين أجبروا على حمل السلاح، نتيجة الصمت الدولي على مجازر الأسد المتكررة تجاههم، والذي يحاول اليوم أيضا إجلائهم من مدينة حمص، من أجل تغيير هيكلتها الديمغرافية وتحقيق مطامعه الاستعمارية، لن يقفوا عن المضي نحو هدفهم في انتزاع الحرية، رغم أنف جميع ديكتاتوريات العالم.. معارك الشعوب مع الديكتاتوريات هي كرّ وفر. ومن الغباء أن يظنّ بشار الأسد أن خروج هؤلاء الأهالي الذين أجبروا على التسليح، نهاية رواية الحرية.”
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن بعض بنود الاتفاق يشير إلى الإفراج عن عناصر من القوات المسلحة الإيرانية في قبضة المعارضة السورية مقابل السماح لجميع مقاتلي المعارضة بمغادرة حمص القديمة، وقد طالب الائتلاف منظمة الأمم المتحدة بـ”التأكد من التزام النظام باتفاقية الهدنة.”
بعد كلمة الظواهري.. “النصرة” تعلن وقف قتالها ضد داعش و”رضوخها” للاحتكام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أعلنت جبهة النصرة، الأحد عن وقفها للقتال ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف بـ”داعش” إلى جانب ما وصفته بـ”رضوخها” للمحكمة الشرعية للفض بالخلافات التي تشبت مع داعش، وذلك في بيان أعقب كلمة مسجلة لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الجمعة.
وجاء في البيان الذي المنشور على صفحة الجبهة على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “استمعنا لكلمة الشيخ أيمن الظواهري –حفظه الله ورعاه– ومما جاء فيها: ’أما الأمرُ فهو للشيخِ الفاتحِ أبي محمدٍ الجولانِي -حفظه الله – وكلِّ جنودِ جبهةِ النصرةِ الكرامِ، والمناشدة لكلِّ طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين في شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فورًا عن أي قتالٍ فيه عدوان على أنفسِ وحرماتِ إخوانهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصييين وحلفائِهم من الروافض، كما أكررُ ما طالبتُ به مرارًا من قبلُ أن يتحاكمَ الجميعُ لهيئةٍ شرعيةٍ مستقلةٍ فيما شجر بينهم من خلافٍ، كما أطالبُ الجميعَ بأن يتوقفوا عن تبادلِ الاتهاماتِ والتنابزِ بالألفاظِ وإشعالِ الفتنةِ بين المجاهدين في الإعلامِ ووسائلِ التواصلِ، وأن يكونوا مفاتيحَ للخيِر مغاليقَ للشرِ.”
وعليه فإننا “نعلن الامتثال لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري -حفظه الله- بإيقاف أي اعتداء من طرفنا على جماعة الدولة مع الاستمرار بدفع صيالهم حيثما اعتدوا على المسلمين وحرماتهم، وفي الوقت الذي تعلن جماعة الدولة وقف عدوانها على المسلمين فإن إطلاق النار من جهتنا سيتوقف تلقائيًا، علمًا أننا اقتصرنا في كل الفترات السابقة على دفع صيالهم في مكان اعتدائهم، ونمتثل لأمر الشيخ الدكتور أيمن الظواهري -حفظه الله- بخصوص المحكمة، ونعلن عن رضوخنا لها فور تشكيلها وفي نفس السياق نعلن موافقتنا على المبادرة الكريمة التي طرحها أهلنا ’عشائر الفرات والخابور‘ بخصوص تشكيل محكمة مستقلة، فنحن راضون بما طرحوه من قضاة أفاضل، ومستعدون للرضوخ للمحكمة، ونكرر دعوة شيخنا الدكتور أيمن حفظه الله بالكف عن التراشق الإعلامي في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.”
الإندبندنت: مالك عقار في لندن متهم بتصدير أسلحة كيمياوية لسوريا
جريدة الإندبندنت نشرت موضوعا عن ملف الأسلحة الكيمياوية السورية تحت عنوان “هل هذا العنوان في لندن ضالع في تصدير الأسلحة الكيمياوية لسوريا؟”.
الموضوع عبارة عن تحقيق أجراه كاهيل ميلمو رئيس المراسلين في الجريدة عن وجود شبهات تدور حول تورط صاحب احد العقارات شمالي العاصمة البريطانية لندن وهو يحمل الجنسيتين السورية والبريطانية في تصدير مواد تستخدم لتصنيع الاسلحة الكيمياوية إلى سوريا.
ويقول ميلمو إن التحقيقات الامريكية تشير إلى أن صاحب عقار في منطقة هاي غايت في لندن قد استخدم عنوانه في تجارة مواد معملية قد تستخدم لصنع أسلحة كيمياوية ولكسر حظر تصدير هذه المواد إلى سوريا.
ويضيف ميلمو أن التحقيقات أيضا توضح أن هذا العنوان مجرد واحد من عناوين عدة اخرى تم استخدامها كنقطة عبور لإيصال هذه المواد من الخارج إلى سوريا.
ويقول ميلمو إن أحمد فراس ديري البالغ من العمر 42 عاما يواجه احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة مع عقوبة سجن مطولة لاتهامه بالإسهام في استيراد تقنية محظورة إلى سوريا بما في ذلك أسلحة كيمياوية.
ويوضح ميلمو أن ديري يواجه تهما عدة منها تصدير الأسلحة المحظورة من الولايات المتحدة إلى سوريا عبر دول أخرى منها بريطانيا بالإضافة إلى اختلاق فواتير مزيفة وتهريب تقنية محظورة إلى سوريا عبر توريد اجهزة مختلفة خلال الأعوام التسعة الماضية.
ويؤكد ميلمو أن ديري اعتقلته الشرطة البريطانية “سكوتلاند يارد” في مارس/أذار من العام الماضي بتهمة شراء تسعة أجهزة محظورة منها أجهزة تتبع لوجود غاز الأعصاب ومواد كيمياوية أخرى تؤدى لتسمم الدم وإتلاف الجهاز التنفسي.
ويقول ميلمو إن ديري واحد من ضمن قائمة طويلة من الأشخاص الذين يواجهون احتمال تسليمهم من بريطانيا للولايات المتحدة للمثول أمام المحاكم الامريكية طبقا للاتفاق الذي يثار حوله الجدل بين لندن وواشنطن لتسليم المتهمين الموقع عام 2003.
جيران سوريا يطلبون إيصال مساعدات للاجئين في سوريا لتقليل تدفقهم على الخارج
من سليمان الخالدي
الزعتري (الأردن) (رويترز) – قالت الدول الأربع الرئيسية التي تستضيف لاجئين سوريين في اجتماع يوم الأحد إن السبيل الوحيد لتقليل تدفق اللاجئين السوريين على الخارج هو توسيع نطاق توزيع المساعدات داخل سوريا.
ويشكل خروج اللاجئين بأعداد كبيرة للدول المجاورة أعباء هائلة على هذه الدول.
وبعد إجراء محادثات في مخيم الزعتري في الأردن دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ووزراء من تركيا والعراق والأردن ولبنان إلى تنفيذ قرار للأمم المتحدة صدر في فبراير شباط وطالب بإيصال المساعدات للمحتاجين بسرعة ودون إعاقة.
وقال أنتونيو جوتيريس المفوض السامي لشؤون اللاجئين للصحفيين “الجانب الأساسي لإنهاء هذه الأزمة هو تحسين وصول المعونات الإنسانية داخل سوريا.” وأضاف أنه إلى جانب نحو ثلاثة ملايين لاجئ في الخارج هناك 6.5 مليون نازح داخل سوريا وثلاثة ملايين ليست لديهم وسيلة تذكر للحصول على الخدمات الأساسية.
وتابع قوله “هذا أسوأ وضع كارثي نواجهه.. ربما منذ المذابح الجماعية في رواندا.. لقد زاد العدد الآن بوضوح على ثلاثة ملايين لاجئ سوري.”
وفي غضون ما يزيد قليلا على ثلاثة أعوام أسفر الصراع عن مقتل أكثر من 140 ألف شخص في سوريا التي يقدر تعدادها بنحو 23 مليون نسمة.
وتريد تركيا- التي تناصب الرئيس السوري بشار الأسد كثيرا من العداء وتستضيف 720 ألف لاجئ مسجل- أن تنشئ الأمم المتحدة مخيمات داخل سوريا. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عقب اجتماع الزعتري “على نظام الأمم المتحدة أن ينشئ مخيمات داخل سوريا للنازحين داخليا بحيث تبقى أزمة اللاجئين تحت السيطرة على الأقل.”
“ولكن النظام (السوري) هو العائق في هذا الصدد.”
ولا يشارك الأردن أو العراق الحماس التركي لإقامة مخيمات داخلية وهما بلدان لا يريدان مناصبة الأسد العداء. وقال جوتيريس إن العنف في البلاد سيجعل إقامة المخيمات أمرا صعبا. وقال داود أوغلو إن الظروف الإنسانية تدهورت منذ قرار المساعدات الصادر عن الأمم المتحدة. وقال إن أول قافلة مؤلفة من 78 شاحنة تدخل سوريا في مارس اذار بعد طلبات متكررة من الأمم المتحدة لدمشق لم تكد تكفي سد احتياجات يوم واحد.
وسمحت الحكومة السورية بمرور بعض الإمدادات عبر المعابر التي تسيطر عليها مع لبنان والأردن. وتبادلت الحكومة والمعارضة المسلحة تحميل المسؤولية عن المشاكل الخاصة بإيصال المعونة إلى أكثر المناطق المتضررة بالمعارك.
وقال داود أوغلو إن الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة وخصوصا بإستخدام “البراميل المتفجرة” تدفع مزيدا من السوريين للفرار من البلاد.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن بلاده التي تعتمد هي الأخرى على المعونات تكاد لا تستطيع التعامل مع 1.3 مليون لاجئ يعيشون بين سكان البلاد البالغ تعدادهم سبعة ملايين نسمة.
وأضاف أن “الضغوط التي يشكلها ذلك على الموارد وعلى المجتمع لم يسبق لها مثيل وتشكل ضغطا على قدرات الحكومات في مواصلة تقديم الخدمات للاجئين.”
وقلل الأردن بشكل حاد تدفق اللاجئين السوريين عليه خلال العام الماضي من خلال إغلاق أكثر نقاط العبور غير الرسمية التي يسلكها اللاجئون مجبرة الفارين من العنف إلى اللجوء لطرق التفافية.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى