أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 6 تموز 2015

توغّل النظام السوري و «حزب الله» في الزبداني والمعارضة تتقدّم في جوبر

بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب

دخلت القوات النظامية السورية مدعومة بـ «حزب الله» اللبناني من الجهتين الشرقية والغربية إلى مدينة الزبداني في شمال غربي دمشق، في محاولة لمحاصرة مقاتلي المعارضة بين فكّي كماشة، بالتزامن مع تقدُّم فصائل معارِضة في حي جوبر شرق العاصمة. وأُفيد بأن القوات النظامية حرقت مقاتلين معارضين بطريقة «داعش» في حلب شمالاً، فيما شنّت مقاتلات التحالف الدولي- العربي غارات على مدينة الرقّة معقل التنظيم شرق البلاد

مصدر أمني سوري قال لوكالة «فرانس برس» إن «جبهة الزبداني شهدت تقدُّماً ونجاحات، إذ بدأ الجيش الدخول إلى أطراف المدينة»، الأمر الذي أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، موضحاً أن التقدُّم جاء إثر عملية عسكرية عنيفة ألقى خلالها الطيران منذ صباح أمس عشرات البراميل المتفجرة على الزبداني، إضافة إلى قصفها بصواريخ «أرض- أرض». وتسبَّبت «الاشتباكات العنيفة» في محيط المدينة بمقتل 14 عنصراً من قوات النظام و «حزب الله» بالإضافة إلى 11 من مقاتلي المعارضة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وأفاد ناشطون بأن مقاتلي المعارضة قرروا قطع المياه عن دمشق من ينابيع قريبة من الزبداني، للضغط على القوات النظامية وفكّ الحصار عن مسلّحي المعارضة في المدينة. وتُشرف الزبداني على الطريق العام بين دمشق وبيروت. وتعتبر استراتيجية لـ «حزب الله» أكثر منها لمقاتلي المعارضة المحاصَرين فيها منذ أكثر من سنة، إذ أن من شأنها أن تسهِّل تنقُّل عناصر الحزب بين سورية ولبنان.

وفي شرق دمشق، أفاد «المرصد» بأن «الاشتباكات العنيفة في حي جوبر استمرت بين قوات النظام وحزب الله وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، وترافق ذلك مع تفجير الفصائل الإسلامية لمبنى كانت تتمركز فيه في الحي، وسط أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين». وكانت الفصائل الإسلامية أعلنت بدء معركة «أيام بدر» وهدفها السيطرة على نقاط استراتيجية في حي جوبر، وسط تنفيذ الطيران الحربي سبع غارات على الحي. وأكد «المرصد» أن المعارضة سيطرت على منطقة كمال مشارقة وحارة الجباوية في جوبر. في حلب، قال ناشطون معارضون إن مقاتلي المعارضة واصلوا التقدُّم في منطقة البحوث العلمية بعد سيطرتهم على ثكنتها أول من أمس، في حين أشار «المرصد» إلى حصوله على صُوَر، أظهرت حرق قوات النظام والمسلّحين الموالين، وبطريقة «داعش»، جثث مقاتلين من فصائل معارضة قُتِلوا في جمعية الزهراء غرب مدينة حلب «حيث تمكّنت قوات النظام من سحب جثثهم لتُضرِم النار فيها». وأكد أن القوات النظامية فعلت الأمر ذاته بجُثث عناصر من «داعش» في الحسكة شرق سورية قبل أيام. وقُتِل 23 شخصاً بينهم 5 مدنيين وطفل، بعد غارات شنّها التحالُف الذي تقوده الولايات المتحدة، على مدينة الرقّة معقل تنظيم «داعش». وأعلن التحالف أن مقاتلاته شنّت 16 غارة على مواقع التنظيم في الرقّة، وقال الناطق باسمه توماس غيليران في بيان: «الغارات الجوية المهمة استهدفت حرمان داعش من القدرة على نقل عتاد عسكري عبر سورية وباتجاه العراق».

 

مقاتلو «حزب الله» والنظام السوري يدخلون مدينة الزبداني

عمان – رويترز

دخلت قوات النظام السوري ومقاتلو «حزب الله» اللبناني اليوم (الأحد)، مدينة الزبداني التي تسيطر عليها قوات المعارضة في اليوم الثاني من هجوم كبير يستهدف السيطرة على المنطقة الحدودية الاستراتيجية التي تقع على طريق دولي سريع يربط بين سورية ولبنان.

وقال تلفزيون المنار التابع لـ «حزب الله»، أن «قوات الجيش السوري ومجاهدي المقاومة يدخلون مدينة الزبداني من الجهة الغربية ويسيطرون على منطقة الجمعية»، في المدينة المحاصرة التي تقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شمال غربي العاصمة السورية دمشق.

 

الجيش التركي يدعو إلى اجتماع لبحث إمكان تنفيذ توغل في سورية

إسطنبول ـ أ ف ب

قالت صحيفة “حرييت” التركية اليوم (الأحد) إن الجيش التركي دعا قادة القوات المنتشرة على طول الحدود مع سورية الى اجتماع الأسبوع المقبل لبحث إمكان تنفيذ عملية توغل داخل الأراضي السورية.

وعززت تركيا إمكاناتها الدفاعية منذ الأسبوع الماضي على طول الحدود عبر نشر دبابات وصواريخ مضادة للطائرات وقوات، بعدما تصاعدت المعارك شمال مدينة حلب.

وأثار هذا الأمر تكهنات حول نية الحكومة التركية التدخل عسكرياً لصد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ووقف تقدم القوات الكردية في هذه المنطقة. لكن انقرة استبعدت أي عمل عسكري فوري في الأراضي السورية.

وذكرت صحيفة “حرييت” أن القوات المسلحة التركية أمرت قادة الوحدات المنتشرة على طول الحدود بالتوجه الى المقر العام في أنقرة لمناقشة تفاصيل تدخل مماثل، موضحة أن “نشر أكثر من  400 ناقلة جند مدرعة إضافة الى دور القوات الجوية لمساندة تدخل من هذا النوع، سيكونان على جدول أعمال هذا الاجتماع.

وتنشر تركيا حالياً 54 ألف جندي على طول حدودها مع سورية وتستضيف أكثر من 1.8 مليون لاجىء سوري منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في آذار (مارس) العام 2011.

 

22 قتيلاً في غارات للتحالف الدولي على معقل «داعش» شمال سورية

بيروت – أ ف ب

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل 22 شخصاً بينهم خمسة مدنيين وطفل نتيجة غارات جوية شنها أمس واليوم (الأحد)، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مدينة الرقة، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية.

وذكر «المرصد» أن قتلى الغارات الآخرين هم من عناصر التنظيم المتطرف، مشيراً إلى إصابة العشرات منهم أيضاً بجروح.

وأعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الذي بدأ في شن هجومه على التنظيم في سورية في أيلول (سبتمبر) الماضي، أنه نفذ غارات جوية «مهمة» على مواقع هذا التنظيم في الرقة.

وقال المتحدث بإسم التحالف توماس غيليران في بيان إن «الغارات الجوية المهمة التي شُنت هذا المساء نُفذت بهدف حرمان داعش من القدرة على نقل عتاد عسكري عبر سورية وفي اتجاه العراق».

وأوضح أنها «إحدى أهم العمليات التي قمنا بها حتى الآن في سورية»، مؤكداً أنها «ستُضعف قدرات داعش على التحرك انطلاقاً من الرقة».

وأشار غيليران إلى أن قوات التحالف «هاجمت بنجاح العديد من الأهداف» في الرقة التي تُعد عملياً عاصمة التنظيم ودمّرت مبانٍ تابعة له وطرقات، مؤكّداً أن هذه الغارات «قلّصت بشدة حرية حركة الإرهابيين».

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً لمحاربة التنظيم المتطرف الذي برز في سورية في عام 2013، امتداداً لـ «دولة العراق الإسلامية»، فرع تنظيم «القاعدة» في العراق، لكنه ما لبث أن ابتعد عن «القاعدة» التي تمثلها «جبهة النصرة» في سورية وأعلن إقامة «الخلافة»، منصّباً عليها زعيمه أبا بكر البغدادي «خليفة».

وبات التنظيم يسيطر على حوالى نصف مساحة الأراضي السورية بينها أراضٍ شاسعة من البادية الصحراوية غير المأهولة.

 

كرة لافروف في الملعب الأميركي والنظام يتلمّس «معجزات»

موسكو – رائد جبر

«ليست فكرة ارتجالية بل تعكس رؤيتنا الثابتة حول ضرورة توحيد الجهود لمكافحة تمدُّد الإرهاب». هكذا علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على اقتراح تشكيل تحالف إقليمي يضم تركيا والسعودية والأردن والنظام السوري لمواجهة تمدُّد «داعش».

كان لافروف يرى التساؤلات على وجوه الصحافيين في شأن «غرابة» الفكرة كما قال ديبلوماسي عربي. وكان يدرك أن موقف زميله نظيره وليد المعلم لا يُحسد عليه. فالأخير استُدعِيَ على عجل إلى موسكو ليؤيد اقتراحاً يبدو من الصعب تسويقه داخلياً، بل حتى لدى ما تبقى من حاضنة اجتماعية عند النظام. فالمطلوب أن يتحالف النظام الذي حارب «المؤامرة العالمية الكبرى» لسنوات مع مَنْ يتّهمهم بالتورُّط، ناهيك عن أن الاقتراح لم يُطرح مسبقاً للتشاور مع النظام، ووجد المعلم نفسه يقول أن روسيا «بلد المعجزات»!

ما إن أعلنت موسكو «مبادرتها» التي حملها لافروف إلى نظيره الأميركي جون كيري في فيينا، حتى انطلق سيل من التأويلات والتوقعات، وبات السؤال المطروح: هل تنجح روسيا في تسويق مبادرتها؟ لكن خبراء في روسيا يعتبرون أن السؤال الأساس كان يجب أن يُطرَح بالصيغة الآتية: هل هي مبادرة أصلاً أم مناورة ظرفية؟

على الأقل، يكاد المحلّلون الروس القريبون من مطبخ القرار السياسي يُجمعون على أن الفكرة لم تُطرَح لتأخذ طريقها إلى التنفيذ، بل لتفتح أبواباً للحوار مع واشنطن وعواصم أخرى. رئيس معهد الاستشراق ورجل «المهمات الخاصة» لدى الخارجية الروسية، فيتالي نعومكين رأى أن واشنطن لن تتحمّس لـ «المبادرة» مثل العواصم الإقليمية، ما يعني أن الفكرة «مولود ميت». والأهم في رأي الخبير الروسي أن تحركاً من هذا النوع يتطلب وقتاً طويلاً لتتضح مجالات تحوُّله إلى عملية سياسية قابلة للحياة، بينما تنظيم «داعش» يندفع بخطوات سريعة جداً على الأرض.

خبراء روس خرجوا من الفكرة بأسئلة لا تخلو من التشاؤم والغمز، إذ قال بعضهم أن نشاط التحالف ضد الإرهاب أدى إلى نتائج عكسية حتى الآن، ما يدفع إلى مخاوف من أن يُضاعف توسيع التحالف الآثار الكارثية، بينما اعتبر الخبير أندريه سوزدالتسيف في مقابلة نشرتها صحيفة حكومية أن ليس مفهوماً أن تطرح روسيا المبادرة وهي تعلن ليلاً ونهاراً أنها لن تنضم في أي حال إلى تحالف تقوده واشنطن. وزاد أن روسيا لن ترسل طائرات أو مقاتلين إلى أي طرف، لأنها لن تدفع أثمان أخطاء الآخرين، أياً تكن الدوافع. وتساءل محللون آخرون لماذا لم تقترح موسكو إضافة إيران إلى لائحة الدول المدعوة إلى التحالف، على رغم امتلاكها أوراقاً أكثر من غيرها في سورية؟

يقود هذا التشكيك إلى تساؤل عن دوافع روسيا لإطلاق المبادرة – المناورة، وفق وصف مصدر، قال أن موسكو تسعى إلى نقل الكرة إلى ملعب الأميركيين، عبر الإشارة إلى أن النظام السوري تعامل في شكل إيجابي مع فكرتها، وعلى واشنطن أن تضغط على حلفائها ليقبلوا بالفكرة، وهو أمر يبدو مستبعداً… ما يعني تحميل الطرف الآخر مسؤولية تفاقم المشكلة في الحد الأقصى، أو تخفيف الضغط عن النظام في الحد الأدنى. في المقابل، قال ديبلوماسي روسي لـ «الحياة» أن موسكو قد تذهب نحو الدعوة إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في سورية، تحضره الأطراف المدعوّة إلى التحالف، إذا وَجَدَت تقبُّلاً للفكرة لدى واشنطن والعواصم العربية. وتعني هذه الفكرة إعادة تسويق النظام دولياً، بعدما خسر الكثير بسبب التطورات الميدانية أخيراً.

 

القوات السورية مع “حزب الله” دخلت الزبداني الائتلاف الدولي يشنّ أوسع غارات على الرقة

المصدر: (وص ف، رويترز، أب)

دخلت القوات النظامية السورية بمؤازرة “حزب الله” مدينة الزبداني في ريف دمشق، اثر هجوم عنيف بدأته السبت على المدينة التي تعتبر آخر معاقل المعارضة في المنطقة الحدودية مع لبنان.

أفاد مصدر أمني سوري أن “جبهة الزبداني شهدت تقدماً ونجاحات اليوم”، وأن “الجيش بدأ الدخول الى اطراف المدينة”.

وبث التلفزيون السوري في شريط اخباري عاجل أن “وحدات من قواتنا بالتعاون مع المقاومة اللبنانية أحكمت سيطرتها على حي الجمعيات في غرب الزبداني وحي السلطانة في شرق المدينة”، وأن هذه الوحدات “تتابع عملياتها بنجاح موقعة عشرات الارهابيين قتلى ومصابين”.

واكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له دخول المدينة، موضحاً انه جاء اثر عملية عسكرية عنيفة قام خلالها الطيران منذ صباح أمس “بالقاء ما لا يقل عن 12 برميلاً متفجراً” على الزبداني، إضافة الى قصفها بصواريخ “يعتقد انها من نوع أرض – أرض”.

وتسببت “الاشتباكات العنيفة” في محيط المدينة بقتل 14 رجلاً من قوات النظام و”حزب الله”، الى 11 مقاتلاً من المعارضة خلال الساعات الـ24 الاخيرة.

وبثت قناة “المنار” للتلفزيون التابعة للحزب مشاهد لمقاتلين بلباس عسكري قالت انهم من الجيش السوري و”حزب الله” داخل المدينة، وهم يطلقون النار من رشاشاتهم أو يلقون القنابل من داخل مبانٍ أو في مساحات حرجية، بينما كان يشاهد دخان أبيض كثيف ينبعث من انفجارات قوية.

وتبعد الزبداني نحو 20 كيلومترا شمال دمشق، وكانت تشكل قبل بدء النزاع ممراً للتهريب بين سوريا ولبنان، وهي من أولى المدن التي انتفضت على النظام منتصف آذار 2011، وخضعت للسيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ اواخر 2013.

وفي نيسان، استكمل مقاتلو “حزب الله” والقوات النظامية عملية عسكرية واسعة في منطقة القلمون طردوا خلالها مقاتلي المعارضة من المنطقة التي تشكل الزبداني امتداداً لها. الا ان المئات من المقاتلين تحصنوا في مناطق جبلية على الحدود.

وشن الحزب عملية جديدة في حزيران نجح خلالها في ابعادهم عن الحدود.

وتشرف الزبداني على الطريق العام بين دمشق وبيروت. وتعتبر استراتيجية لـ”حزب الله” اكثر منها لمقاتلي المعارضة المحاصرين فيها منذ أكثر من سنة، اذ ان من شأنها ان تسهل تنقله بين سوريا ولبنان.

 

حلب

وفي محافظة حلب، تتواصل المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة على جبهتين غرب المدينة.

وتحدث المرصد عن فشل الهجوم الذين بدأته “غرفة عمليات انصار الشريعة” المؤلفة من “جبهة النصرة” ومجموعة فصائل غالبيتها اسلامية، الخميس على حي جمعية الزهراء حيث مقر فرع المخابرات الجوية. الا ان المعارك مستمرة في المنطقة.

وجنوب حي جمعية الزهراء، تواصل القوات النظامية محاولة استعادة السيطرة على مركز البحوث العلمية، وكان عبارة عن ثكنة عسكرية كبيرة سيطرت عليها ليل الجمعة “غرفة عمليات فتح حلب” التي تضم مجموعة فصائل مقاتلة.

وبدأت المعارك في حلب صيف 2012، وانقسمت المدينة سريعاً بين احياء خاضعة لسيطرة النظام في الغرب واخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في الشرق. ولم تتوقف العمليات العسكرية فيها خلال السنوات الثلاث الاخيرة، ولكن منذ 2013، لم تتغير خريطة المواقع كثيراً على الارض.

وقال المرصد ان المعارك التي شهدتها حلب هذا الاسبوع “تعتبر الاقوى منذ بدء المواجهات فيها من حيث القوة النارية” التي استخدمها الفريقان.

 

الرقة

في غضون ذلك، شن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جوية هي من الاكثر كثافة على تجمعات لتنظيم “الدولة الاسلامية” في مدينة الرقة، مما تسبب بمقتل 30 شخصا.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: “ارتفع الى 30 على الأقل عدد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين لقوا مصرعهم جراء تنفيذ طائرات التحالف الدولي ضربات عدة” في مدينة الرقة ومحيطها.

وفي بيان اصدره الائتلاف الدولي في واشنطن قال إن الغارات الاخيرة كانت من العمليات الاكثر أهمية منذ بداية القصف الجوي لمواقع الجهاديين في سوريا والعراق في ايلول 2014.

وصرح الناطق باسم الائتلاف توماس غيليران بأن”الغارات الجوية المهمة التي نفذت هذا المساء (السبت) كان هدفها حرمان داعش القدرة على نقل عتاد عسكري عبر سوريا وفي اتجاه العراق”، موضحاً “انها إحدى أهم العمليات التي قمنا بها حتى الان في سوريا”، و”سيكون لها تأثير كبير على قدرة داعش على التحرك انطلاقا من الرقة”.

واشار الناطق الى ان الائتلاف “أصاب بنجاح العديد من الاهداف” ودمر مباني وطرقاً، وان الغارات “قلصت بشدة حرية تنقل الارهابيين”.

وتأتي الغارات غداة نشر تنظيم “الدولة الاسلامية” على الانترنت شريط فيديو يظهر اعدام 25 جندياً سورياً على ايدي مراهقين وسط اثار مدينة تدمر في وسط البلاد.

 

معركة الزبداني تحتدم: حماية خاصرة دمشق والبقاع

خليل حرب

ليست معركة عادية تلك الدائرة الآن في مدينة الزبداني السورية. تداعياتها اللبنانية ـ إضافة طبعا الى تأثيراتها السورية ـ أكبر من ان تُختزل بمنازلة منعزلة في مشهد الصراع المفتوح منذ سنوات مع الفصائل المسلحة التي تفرض تهديدها على كل من دمشق وبيروت، وما هو أبعد منهما.

يقول مصدر مطلع على المشهد الميداني لـ«السفير» إن الاندفاعة الاولى لقوات الجيش السوري و «حزب الله» داخل الزبداني التي بدأت معركتها بهدوء منذ نحو أربعة أشهر، أكبر مما كان متوقعا، والخسائر فيها أقل مما كان متوقعا حتى الآن.

وتقول المصادر الميدانية إن الإطباق على مدينة الزبداني الاستراتيجية القريبة من الحدود اللبنانية والمجاورة لطريق دمشق ـ بيروت الدولية، يتحقق مع اكتمال السيطرة النارية بالكامل على هذه المدينة وقطع كل خطوط إمدادها، فيما تخسر المجموعات المسلحة معقلاً مهماً كان يشكل نقطة ضعف وخاصرة رخوة لأمن العاصمة السورية.

ويقول المصدر المطلع ان معركة الزبداني تمثل نقطة تحول في المعركة مع الفصائل التكفيرية والمسلحة، بعد حصر «الخطر القلموني»، وهي على حد وصفه إحدى أهم الضربات في معركة القلمون التي ستترك آثارها المباشرة على معارك الغوطتين الشرقية والغربية في محيط العاصمة السورية.

وبحسب المعلومات، فإن كميات كبيرة من الاسلحة والاموال كانت تُنقل عبر عرسال الى الزبداني من خلال الطفيل، لتصل من هناك الى الغوطتين، وهو ما يعيد الى الذاكرة تفجير خلية الازمة قبل ثلاثة أعوام حيث تبين لاحقا ان متفجرات الـ «سي فور» الخاصة التي استخدمت في اغتيال القيادات العسكرية السورية، نُقلت من لبنان الى الزبداني ومنها الى دمشق.

 

الزبداني التي تشير التقديرات الى ان ما بين الف والف وخمسمئة مسلح يتحصنون فيها، بينهم العديد من المسلحين الذين انسبحوا اليها بعد المعارك السابقة في رنكوس وعسال الورد، يساهمون الآن مساهمةً كبيرة في فرض تهديد لا على العاصمة السورية وحدها، بل على خط الحدود مع لبنان، بالإضافة الى تهديد الطريق الدولي الحيوي الذي يربط بين البلدين.

ويوضح المصدر انه اذا كانت «معركة القلمون مفتوحة زمنيا وقابلة للمراوحة، فإن معركة الزبداني لها مفهوم مختلف يتمثل بإخراجها وظيفيا وحذفها من الصراع السوري والحدودي مع لبنان»، وتعزيز طوق الحماية حول دمشق، ووقف الابتزاز الذي يمارسه المسلحون ضد أهالي العاصمة بقطع المياه عنهم.

ويشير المصدر المطلع الى انه بعد دخول الجيش السوري و «حزب الله» الى حي الجمعيات، وصلت القوات المهاجمة في الساعات الأخيرة الى محيط جامع الهدى، من دون ان يعني ذلك ان المعركة أصبحت في نهايتها.

وتشير المصادر الميدانية الى ان خطورة مدينة الزبداني تتمثل بامتدادها الجغرافي من جهة الجنوب السوري مع منطقة دير العشاير وريف القنيطرة، وبالتالي قدرة المسلحين على قطع طريق دمشق، وتهديد العاصمة من الجهة الجنوبية واتصالها بمدينة قطنا المعضمية ومن الجهتين الغربية والشمالية باتصالها بمدينة التل.

وبحسب المصادر الميدانية، فقد تمكن الجيش السوري و «حزب الله» في اليوم الاول من عزل الزبداني عن محيطها، وفصلاها عن القلمون من جهة الشمال، وقطعا طريق الإمداد نحو سرغايا وعين حول لناحية القلمون من خلال الخرق السريع من بلودان من الجهة الشرقية ومن الجهة الغربية من تل السنديان في قرية معدر، حيث التقت القوات في الوسط عند مرتفع كفر عامر (1411 مترا عن سطح البحر) المشرف على قلب مدينة الزبداني من الجهة الشمالية، وهكذا تم عزل المدينة بالكامل في اليوم الاول.

وتوضح المصادر ان المقاومة والجيش السوري يعتمدان في معركة الزبداني تكتيكات وأساليب قتالية مختلفة، معتمدة تضييق نقاط التماس مع المدينة والإطباق والقضم التدريجي لمناطق سيطرة المسلحين.

وتنتشر المجموعات المسلحة في مدينة الزبداني ومحيطها وفي بساتينها وتبلغ مساحة انتشارها نحو 25 كلم مربعاً حيث تقاتل مجموعات عدة أهمها حركة «أحرار الشام»، التي تعد القوة الاكبر، تليها «جبهة النصرة»، وعدد من المجموعات المرتبطة بتنظيم «داعش» كان بعضهم قد فرّ من معارك القصير والقلمون خلال الاعوام السابقة، فيما تشير التقارير الى حدوث حالات فرار جديدة في صفوفهم شملت أكثر من 200 مسلح باتجاه جرود مضايا في القلمون.

وكان الجيش السوري قد أعلن انه سيطر على حي السلطانة شرق المدينة، مشيراً إلى أن «عشرات الإرهابيين قتلوا أو أصيبوا في الهجوم». وكانت وحدات الجيش قد أحكمت، أمس الأول، السيطرة على قلعة التل غرب الزبداني بعد ساعات قليلة من بدء العملية العسكرية.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسلحين قولهم إن «أكثر من ألفين من المسلحين، من جماعات بينها جبهة النصرة زرعوا الألغام وحصنوا مواقعهم داخل المدينة قبل معارك الشوارع الضارية المتوقعة». وقال المقاتل في «أحرار الشام» عبد الله أنس «معنوياتنا عالية بإذن الله، ولن يدخلوا المدينة إلا إذا استشهدنا جميعا أو قتلناهم».

ويوضح مصدر ميداني لـ «السفير» أن معركة الزبداني تشكل نقطة أساسية على جبهتين: معركة القلمون وغرب دمشق، معتبراً أن استكمال السيطرة على المناطق الأساسية في القلمون سيؤدي إلى تشكيل خط دفاع متكامل على الحدود مع لبنان، وخاصة نحو البقاع. أما على جبهة غرب دمشق، فتصبح طرق إمداد المجموعات المسلحة محاصرة أو مقطوعة، وهو ما سيؤثر في الأشهر المقبلة على سير المعارك في الغوطة الغربية.

على الاوتوستراد الدولي من دمشق باتجاه الحدود اللبنانية تتجه يمينا نحو بلودان والزبداني ومضايا، أو تكمل بشكل مستقيم نحو الحدود اللبنانية. وتدل جغرافية المكان على أهمية المعركة في منطقة الزبداني، فهي تشكل حماية للطريق الدولي نحو لبنان، في نقطتي الحدود، جديدة يابوس والمصنع، كما تشكل حماية للمناطق المتداخلة بين البلدين، من سرغايا إلى الزبداني من الجهة الشرقية السورية والنبي شيت وقوسايا وعنجر من الجهة الغربية اللبنانية.

وقبل الوصول إلى منطقة مضايا، التي تشكل تفرعاً نحو بلودان والزبداني، تأخذ المعارك في المناطق التي على يمين الطريق بعداً آخر، في وادي بردى وعين الفيجة ودير مقرن ودير قانون وبقين، فالحرب على مياه الشرب هي جزء من أساسي من الميدان العسكري. وأهمية هذه المنطقة هي في وجود نبع عين الفيجة الذي يغذي دمشق بمياه الشرب، وقد شكلت خلال الحرب نقطة اشتباك بين المجموعات المسلحة ووحدات الجيش السوري، حيث كان المسلحون يعملون على قطع مياه النبع، والسبب كما تصف بياناتهم، هو الضغط على الجيش السوري لوقف قصف الزبداني، كما يشكل نبع بقين رافداً أساسياً للمياه مع وجود مصنع بقين لتعبئة المياه المعدنية. ويشير مصدر ميداني، لـ «السفير»، إلى ان سيطرة الجيش السوري الكاملة على مدينة الزبداني تعني قطعا نهائيا لإمدادات المسلحين الموجودين في وادي بردى ودخولهم في حصار تام.

ويفسر المصدر الميداني أهمية الزبداني والمناطق الحدودية في القلمون بالنسبة للدولتين، باستعادته لمعركة الجيش السوري مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في السلطان يعقوب في البقاع سنة 1982، التي كان الهدف منها السيطرة على الطريق الدولي والتقدم نحو الحدود السورية.

ومع سيطرة الجيش السوري على الزبداني يتم إغلاق نقطة جديدة من المعابر غير النظامية بين لبنان وسوريا، ذلك أن البلدة تطل على سلسلة تلال وممرات جردية بين البلدين.

ومع إطلاق مسار التسويات في عدة بلدات مجاورة بقي مصير الزبداني معلقاً، قبل أن يشتد الحصار عليها بالإضافة للقصف المدفعي والجوي وعشرات الحملات العسكرية بهدف عزلها وتطويقها تمهيداً لاقتحامها، ما أدى إلى نزوح 50 ألف نسمة يشكلون عدد سكان المدينة إلى المناطق المجاورة.

 

(ساهم في إعداد هذا التقرير الزميل وسام عبدالله)

 

قتلى وجرحى في صفوف البيشمركة إثر هجوم مباغت لتنظيم الدولة

كركوك- الأناضول: سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات البيشمركة الكردية، ليلة الأحد/الإثنين، في هجوم مباغت، من قبل تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، استهدف مواقعها جنوبي مدينة كركوك، شمالي العراق، بحسب مصادر أمنية.

 

وأفادت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، في تصريح للأناضول “أن عناصر التنظيم هاجموا قوات البيشمركة المتمركزة، في قريتي “بويوك هومر” و”كوجوك هومر” التابعتين لناحية “مريم بيك” في كركوك”.

 

وأشارت المصادر أن “البيشمركة ردت بالأسلحة الثقيلة على الهجوم، الذي أوقع قتلى وجرحى في صفوفها، وفق معلومات أولية”، لافتة أن المصابين نقلوا إلى المستشفى الحكومي في كركوك، دون تقديم تفاصيل حول عدد القتلى والجرحى.

 

خمسة قتلى بقصفٍ للنظام السوري على بلدة في دمشق

دمشق- الأناضول: لقي خمسة أشخاص مصرعهم، وجرح عشرات الآخرين على الأقل، إثر قصف طائرات النظام السوري، بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأحد.

 

وأوضح مصدر في الدفاع المدني، “أن طائرات النظام شنَّت خمس غارات على البلدة المحاذية لمدينة جوبر، وأن أعداد الجرحى والقتلى ما زالت أولية”، مشيرًا “أن هناك احتمالية وجود قتلى أو جرحى تحت ركام المنازل”.

 

وأكَّد شهود عيان في البلدة “أنَّ قصف طائرات النظام مستمر منذ عدة أيام وتسببت بقتل وجرح العديد من المدنيين السوريين”.

 

تركيا ترسل دفعة جديدة من المدرعات ومضادات الصواريخ إلى الحدود السورية

توطين أكراد في «تل أبيض» من خارجها… ومقتل 11 جنديا نظاميا بتفجيرين في الحسكة

إسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من إسماعيل جمال: تواصل هيئة الأركان التركية للجيش والقوات المسلحة إرسال دفعات متتابعة من الدبابات والمدرعات الحربية بالإضافة إلى البطاريات المضادة للصواريخ إلى الحدود السورية، في حين استدعت الهيئة كبار الضباط المكلفين بحماية الحدود إلى العاصمة أنقرة، وذلك للمشاركة في اجتماع أمني يعقد خلال أيام.

وتأتي هذه الإجراءات عقب الأنباء التي أوردتها وسائل إعلام تركية عن أن المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد أقر خطة للتدخل العسكري في سوريا من أجل بناء منطقة عازلة لإبعاد خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» ومنع مخطط كردي لإقامة كيان على الحدود السورية مع تركيا.

ووصلت صباح الأحد، دفعة جديدة من البطاريات المضادة للصواريخ والقذائف، إلى ولاية كيليس الحدودية، حيث انطلقت الشحنة الجديدة من منطقة «بولاطلي» التابعة للعاصمة أنقرة، وتقدمت الشاحنات برفقة عدد من عناصر الاستخبارات التركية وتحت تشديد أمني مكثّف، بحسب وسائل إعلام تركية.

ومن المقرّر أنّ يتم تركيز البطاريات في منطقتي «أونجو بينار» و»ألبيلي» الحدوديتين، وذلك لردع أي اعتداء صاروخي محتمل من الجانب السوري أو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي السورية وذلك لردع خطر تنظيم «الدّولة الإسلامية» وإعاقة مشروع الممر الكردي الذي يتمّ تنفيذه في المناطق الشمالية لسورية بقيادة تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بدعم من طائرات التحالف الدّولي.

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو نفى ان تكون الاستعدادات العسكرية على الحدود مع سورية تهدف الى اجتياح أراضي الاخيرة، لكنه قال إن بلاده لن تتأخر ليوم غد في حال وجود تهديد لأمنها من الأراضي السورية.

في السياق ذاته، استدعت قيادة القوات البرية التابعة لهيئة الأركان التركية، كبار الضباط المكلفين بحماية الحدود التركية مع سوريا إلى العاصمة أنقرة، وذلك للمشاركة في اجتماع أمني سيعقد خلال الأسبوع القادم.

وقام رئيس هيئة القوات البرية «هلوسي أكار» خلال الأسبوع الماضي برفقة عدد من الضباط الكبار بزيارة المناطق المطلة على الحدود السورية وتفقد الوحدات المرابطة هناك.

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية عن «مصادر مقربة لهيئة الأركان التركية»، فإنّ المجتمعين سيتناولون كيفية اقتحام الأراضي السورية في حال تمّ إقرار ذلك، كما سيتمّ رسم خطة لإدخال 400 عربة ناقلة للجنود إلى الأراضي السورية وكيفية وقاية هذه العربات من المواد المتفجرة والألغام المزروعة من قِبل تنظيم «الدولة».

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكّد أن بلاده لن تسمح بإقامة دولة كردية على حدودها مهما كانت تكلفة ذلك على الدّولة التركية.

وقال محمد أحمد، القيادي في «جيش السلام» التابع للمعارضة السورية المسلحة، إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أسكن في مدينة تل أبيض (شمالاً)، أكرادا جلبهم من خارجها، لتصبح أغلبية المقيمين فيها من الأكراد.

وفي حوار مع الأناضول، الأحد، أفاد أحمد، أنهم دخلوا المدينة مع قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، عقب انتزاعها من تنظيم «الدولة الإسلامية»، مضيفا «كان هدفنا هو الحيلولة دون استيلاء الحزب على أراضي العرب في المدينة».

وأشار إلى وقوع خلافات مع الحزب بعد يوم واحد من دخول تل أبيض، مما اضطرهم إلى مغادرة المدينة، موضحا أن قوات الاتحاد الديمقراطي هاجمت مواقعهم، الأمر الذي أدّى إلى مقتل أربعة من رفاقهم، واضطرار البقية للجوء إلى تركيا.

ولفت أحمد إلى «أن الأكراد أصبحوا يشكلون الغالبية بين سكان المدينة، بعدما أسكن حزب الاتحاد فيها أكرادا جاؤوا من خارجها، ولم يبق إلا القليل جدّا من السكان العرب في المدينة».

من جانبه، قال أحد عناصر «جيش السلام»، ويُدعى عبد الجبار كركو، إن تنظيم «الدولة» سلم المدينة دون قتال إلى الحزب، الذي أنزل علم «الجيش الحر»، ورفع أعلامه بدلاً منها.

بدوره، أفاد العنصر محمد قاسم، أنهم رأوا هروب السكان العرب منها، مضيفا أن «القوات الكردية نهبت بيوت العرب بعد دخولها المدينة»، بينما قال أحمد خضر «إن الحزب طلب منهم التوجه إلى الرقة من أجل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وعندما رفضوا قام بالهجوم عليهم.»

الى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ما لا يقل عن 11 من القوات النظامية السورية إثر تفجير «تنظيم الدولة الإسلامية» سيارتين مفخختين في حاجزين أمنيين في الأطراف الجنوبية لمدينة الحسكة .

وقال المرصد أمس الأحد إن التفجيرين استهدفا حاجزين للقوات النظامية عند محطة تحويل الكهرباء الواقعة قرب سجن الأحداث قيد الإنشاء في الأطراف الجنوبية لمدينة الحسكة.

وأشار المرصد إلى معلومات عن المزيد من القتلى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها إثر هجوم عقب التفجيرين لعناصر التنظيم، الذي تمكنوا من التقدم في المنطقة وسط معلومات مؤكدة عن محاصرتهم لسجن الأحداث.

الى ذاك واصل النظام السوري قصف مدينة الزبداني، شمال غربي العاصمة دمشق، أمس الأحد، بالبراميل المتفجرة والصواريخ، حيث استهدفها خلال الـ 24 ساعة الماضية، بـ 16 برميلا متفجرا، ونحو 10 صواريخ، من نوع «فيل»، بحسب مصادر محلية.

وأفاد عامر برهان، مدير المستشفى الميداني، أن القصف تسبب بدمار كبير في الأبنية السكنية، واحتراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في سهل الزبداني، دون تمكن السكان من إطفائها، مشيراً أن عدد القتلى من المدنيين، جراء القصف بلغ 3 أشخاص، بينهم امرأة، ولفت إلى أن الناس يهرعون للأقبية، حينما تحوم طائرات النظام فوق المدينة.

من جانبه ذكر الناشط الإعلامي زكريا الطيب، وجود أنباء عن حشود إضافية للنظام وعناصر حزب الله، في منطقة «الديماس» (10 كيلومترات شرق الزبداني)، تزامناً مع إعلان المعارضة قطعها مياه «نهر الفيجة» الذي ينبع من المنطقة، ويغذي معظم أحياء العاصمة، رداً على عمليات قصف المدينة.

وأوضح الطيب، أن النظام ألقى أكثر من 100 برميل متفجر على المدينة، منذ يوم الخميس الماضي، «انتقاماً لخسارته حاجز الشلاح شمال شرقي المدينة»، بعد أن حوّلت المعارضة هجومه في نفس اليوم إلى خسارة، وتمكنت من انتزاع الحاجز، وقتل نحو 12 عنصراً من النظام، وحزب الله، فيما أشار أن فصائل المعارضة اتحدت تحت اسم «غرفة عمليات  البركان الثائر»، بهدف التصدي لهجمات النظام.

في الأثناء أشارت مصادر محلية للأناضول، أن معركة كبيرة مرتقبة، قد تحدث في الزبداني في الأيام القليلة المقبلة، في ظل توعد النظام وحزب الله بالسيطرة عليها، خاصةً أن منشورات ألقيت قبل أيام في سماء المدينة، تطلب من المعارضة المسلحة تسليم أسلحتها، وأضافت المصادر أن النظام  بدأ بتهجير العائلات النازحة الموجودة قرب حواجزه، في منطقة الإنشاءات، مما اعتبر دليلاً إضافياً على عمل كبير مرتقب  للنظام عليها، بحسب المصادر ذاتها.

 

أسرار وخلفيات «استقبال» الداعية السعودي محمد العريفي في الأردن

استضافة الشيخ المحرض على الجهاد ضد الأسد تأتي في إطار خصومة عمّان المتصاعدة مع دمشق

عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: لا أحد في الأردن من المحتجين على الترحيب الرسمي والشعبي بالداعية السعودي الشيخ محمد العريفي، ولا من المؤيدين للضيف، يريد ان يتوقف قليلا ويسأل عن «الهدف الأعمق» الذي دفع السلطات لإقرار ثم لـ»حماية» الضيف ومرافقته أثناء محاضراته المتجولة شمال البلاد.

زيارة العريفي الأخيرة للأردن أثارت جدلا واسع النطاق، لكن مستوى النقاش العام مال لسطحية الحدث دون التعمق في الدلالات والخلفيات، خصوصا ان العلاقة الأردنية مع نظام دمشق في أسوأ أحوالها مرحليا، في الوقت الذي لا توجد فيه أدلة مباشرة تقول بأن في المؤسسة الأردنية اليوم «وجهة نظر واحدة وموحدة» في كيفية التعامل مع الملف السوري بمختلف تفصيلاته.

بهذا المعنى يصبح الكلام عن «تغافل» السلطات الأردنية وهي تستقبل الشيخ العريفي وتوفر له الحماية شكلا من أنماط التفاعل السطحي مع الحدث، في الوقت الذي كان فيه هذا التغافل مقصودا لذاته ومرتبطا بأهداف سياسية عميقة، خصوصا أن الأردن مقبل على مشروع «درعا» الشمولي ويحاول التعاطي مع الواقع الديموغرافي السوري في شمال الأردن، والذي حضر الشيخ العريفي أصلا لمخاطبته وإلى حد ما لمغازلته.

الداعية السعودي معروف بشراسة موقفه ضد النظام السوري وبتأييده للعمل الجهادي المسلح ضد النظام السوري، وبصورة تميل لصالح «جبهة النصرة» والتعبيرات الإسلامية المسلحة التي أصبحت على نحو أو آخر «حليفا محتملا» لدول الجوار العربي المتعاكسة والمتعارضة، وإلى حد أكبر المتحاربة مع النظام السوري.

يمكن القول هنا إن وجود العريفي في مناطق الشمال تحديدا جزء من حلقة نقاش وتفاعل «أردنية ولاحقا سعودية ثم إسلامية» مع الكتلة الديموغرافية السورية في شمال الأردن، الأمر الذي يبرره الازدحام الشديد الذي أعاق محاضرة دينية كان سيلقيها الشيخ العريفي في استاد مدينة إربد الرياضي.

آلاف السوريين وتحديدا في أوساط اللاجئين يتابعون بشغف الشيخ العريفي ويؤيدونه، وعلاقاته بتنظيمات الإخوان المسلمين السورية والأردنية معروفة للجميع، ومواقفه علنية في التنظير للجهاد وليس للجهاديين في سوريا، هذه جميعها أسباب تجعل السماح باستقبال جماهيري للعريفي خطوة «محسوبة» ومفيدة بالنسبة للأردن الرسمي الذي يقول العديد من القراءات والتوقعات إنه دخل في مستوى الخصام الشديد مع النظام السوري وفي التمهيد لنظرية «المنطقة الآمنة» في درعا جنوب سوريا.

بهذا الإطار يصبح تأطير «أي علاقة» بين المكون الديمغرافي السوري شمال الأردن، حيث يوجد نحو مليون مواطن سوري جزء كبير منهم من محافظات درعا، وبين شخصيات مؤثرة في هذا المكون مثل العريفي خطوة سياسية بامتياز أغلب التقدير أنها تقف خلف «القرار الأمني ـ السياسي» الأردني الذي سمح أولا بتنظيم الزيارة للشيخ العريفي ثم خصص له شخصيا نخبة من ضباط الأمن لحراسته ثانيا.

والمؤشر الأبرز على ذلك أن الشيخ العريفي طلب من السلطات الأردنية عبر وسطاء السماح له تنظيم «لقاء ديني جماهيري» مماثل لما حصل في إربد في وسط العاصمة الأردنية عمان، وتحديدا في منطقة الهاشمي الشعبية ذات الكثافة السكانية وسط المدينة إلا أن طلبه جوبه بالرفض ولم يسمح له باللقاء، مما يؤشر على أن «جولة العريفي الإيمانية» الرمضانية خطط لها أن تقتصر على شمال الأردن حيث المكون الديموغرافي السوري المؤثر اجتماعيا.

لذلك لا يمكن اعتبار استقبال العريفي والسماح له باستعراضات شعبية في الأردن خلال شهر رمضان المبارك بمثابة «غفلة» من السلطات الأردنية التي ما زالت خصوصا في المساحة الأمنية نشطة وفاعلة ودقيقة وتهتم بالتفاصيل.

ولذلك أيضا يمكن القول إن الجدل الذي أحاط بزيارة الداعية السعودي الأخيرة لشمال الأردن بصفته المحرض الأكبر للجهاد ضد بشار الأسد، لم يلتقط ما هو جوهري في المسألة لا عند الاعتراض ولا عند الدفاع عن الزيارة المثيرة للجدل.

 

بترايوس: تنظيم «الدولة» وإيران خطران على أمن أمريكا… وليس من مصلحة واشنطن التعامل مع الأسد

في جنوب تركيا نصف سكان قرقميس غادروها… وهل تتعامل بريطانيا مع الجيش السوري؟

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في مقابلة مع قائد الجيش الأمريكي السابق في العراق الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس قال فيه إن تنظيم «الدولة» الإسلامية أخطر على الأمن القومي الأمريكي من الولايات المتحدة. وتحدث بترايوس لجيفري غولدبيرغ من «ذا أتلانتك» على هامش مهرجان «الأفكار الكبيرة» في مدينة أسبين في ولاية كولورادو أنه طرح سؤالا على بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي وليندزي غراهام النائب الجمهوري: أيهما أخطر إيران أم «داعش»؟ فأجاب رودس بدون تردد «داعش» وكذا غراهام بدون تردد «إيران/الحرس الثوري».

ويعلق بترايوس ان بن (رودس) محق في حديثه عن التهديد على الولايات المتحدة وتهديد تنظيم «الدولة» على المنطقة وتهديد المتطرفين السنة على حلفائنا في المنطقة وأوروبا وفي كل مكان في العالم، مشيرا إلى الهجمات الأخيرة التي نفذها التنظيم وتؤكد هذا الموقف.

وفي السياق نفسه يبدو غراهام محقا «من أن الميليشيات الشيعية الوكيلة عن إيران خطيرة جدا وتحس بهذه الإمكانية في الحرب الأهلية السنية- الشيعية الشاملة».

ويعتقد بترايوس أن نجاح تنظيم «الدولة» كمنظة يجعل منه تهديدا على الولايات المتحدة. وأن نجاح الجهاديين التابعين لداعش يبدو من خلال التجنيد عبر الإنترنت «وحجم التبشير الذي يمكن أن يقوموا به عبر الإنترنت مع أشخاص يحاولون تجنيد أنفسهم بأنفسهم» عبر الإنترنت.

ويستبعد بترايوس نجاحهم في الولايات المتحدة على نفس القدر الذي حققه منفذو هجمات إيلول/سبتمبر 2001، ولكن خطورة التنظيم بدت من الطريقة التي تصرف فيها نتيجة للتجنيد.

 

هل أخطأت أمريكا؟

 

وفي رد على سؤال إن كانت الولايات المتحدة مخطئة بعدم مساعدة وتدريب المعارضة للنظام عام 2011 «لو قمت بتقديم النصح لكانت نصيحتي عملية سرية وهو أمر لا يمكنني الحديث عنه.

ولدى «نيويورك تايمز» المذكرات لبقية المشاركين». في إشارة للنصيحة التي تقدم بها وزير الدفاع في ووزيرة الخارجية في حينه هيلاري كلينتون للرئيس باراك أوباما بضرورة تسليح المعارضة المعتدلة.

ويوافق بترايوس أنه لو كان من الناحية «النظرية» مديرا للوكالة لنصح بهذا الاتجاه. وقال بترايوس إن الولايات المتحدة بحاجة لقوة في سوريا يمكن دعمها وأنه ليس في صالح الولايات المتحدة دعم النظام السوري لبشار الأسد.

ويرجع البعض الفضل لبترايوس تشكيل استراتيجية مكافحة التمرد في العراق وزيادة عدد القوات الأمريكية التي أنهت تهديد تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية في العراق.

ويرفض بترايوس الربط بين غزو الولايات المتحدة للعراق والربيع العربي «لم أفكر في حياتي أن هناك صلة بين العراق وبائع الفاكهة الذي حرق نفسه في تونس، والتصدع في البناء الذي بدا قويا وظهر أنه هش».

ويشير إلى مصر التي لم تكن مختلفة «عندما كنت ألتقي بمبارك (الرئيس المصري السابق حسني) بصفتي قائدا للقيادة المركزية كان يميل نحوي ويضع يده على ركبتي مثل أب ويقول «جنرال، لا تنس أبدا الشارع العربي، استمع للشارع العربي». وأود أن اعود إليه وأقول «سيدي الرئيس، ماذا عن الشارع العربي وكل ما كنت تقوله؟». ويرفض بترايوس فكرة تراجع أمريكا أمام صعود الصين.

ويشير إلى أن تنظيم «الدولة» الإسلامية أعاد للأذهان كل الحروب التي خاضتها أمريكا والنكسات التي حدثت، ومع ذلك فالولايات المتحدة قوية.

ويقول إنه سئل في لندن عن القرن الذي سيلي القرن الأمريكي وكان السائلون يتوقعون أن يجيب بالقرن الصيني لكنه أجاب «العقود الشمال أمريكية».

 

إيران

 

وفي الموضوع الإيراني لم يستبعد بترايوس استخدام القوة مع إيران لأن الإدارة كانت واضحة أن الملف النووي الإيراني مختلف جدا جدا عن أي موضوع.

وعن الدور الأمريكي بمنع إسرائيل ضرب إيران، أكد أن إسرائيل كانت تعرف حدودها وأنها لن تكون قادرة على ضرب مشروع مدفون تحت الأرض لأنها لا تملك الأسلحة اللازمة. ويرتبط الملف النووي الإيراني بموضوع الحرب في سوريا وهناك قلق عربي من إطلاق يد إيران في المنطقة بعد رفع العقوبات عنها.

ويواجه حلفاء إيران في المنطقة مصاعب خاصة النظام السوري الذي استثمرت فيه طهران الكثير وتحاول منع سقوطه. لكن الخسائر التي تعرض لها الجيش السوري في الأشهر الأخيرة جعلت من سيناريو سقوط الأسد أو تراجع قوته بحيث تتركز في مناطق لا تتعدى خمس البلاد بات واقعيا، فقد تراخت يد النظام في الجنوب والشمال.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه تنظيم «الدولة» العدو الأول الآن بسبب تهديداته لدول المنطقة وخطط بريطانيا لتوسيع تدخلها في سوريا ترى أصوات أن الخطط البريطانية ليست واقعية لأسباب أنها جاءت متأخرة ولن تحقق أهدافها الحقيقية.

 

غير عملية

 

ويرى باتريك كوكبيرن في «إندبندنت أون صاندي» أن الخطط البريطانية «تفتقد الجدية»، في إشارة للرد الإنتقامي الذي تريد بريطانيا تنظيمه على مقتل سياحها في تونس.

ويرى أن تأخير إضافة سوريا إلى قائمة الغارات الجوية ضد تنظيم «الدولة» في العراق يعكس تناقضا في الإستراتيجية الأمريكية وبالضرورة البريطانية تجاه تنظيم «الدولة» الإسلامية.

ويلاحظ الكاتب ان النقاش الذي طرحته الحكومة يحاول تقديم انطباع حول استمرارية الجهود البريطانية في سوريا أي بين ضرب تنظيم «الدولة» عام 2015، إن صادق البرلمان عليه وبين الهجوم الكيميائي عام 2013. وما لم تذكره الحكومة هي انها كانت ترغب في عام 2013 المشاركة بضرب الجيش السوري واليوم تريد ضرب منافسه وهو تنظيم «الدولة».

ففي البيان الصحافي الصادر عن 10 دوانينغ ستريت أكد على وجود استمرارية بين المحاولتين «لقد اعتقد رئيس الوزراء منذ مدة أن تنظيم «الدولة» يمثل تهديدا على بريطاني ويجب تدميره في سوريا مثلما في العراق. وهذا ما قاله تماما في نقاش البرلمان بإيلول/سبتمبر الماضي. فقد قدم مبررات قوية لتدخل بريطانيا في سوريا ولا يزال هذا موقفه، ولكنه قال أيضا إنه يريد إجماعا في المجلس».

ويعتقد كوكبيرن أن الرجال الاشرار «داعش» في الرقة لن يلقوا بالا للنقاش في البرلمان. فالحقيقة المرة أنه وبعد أربعة أعوام من الحرب لا تعرف بريطانيا مع أي طرف تقف فيها. ويشير هنا إلى شكوك كريسبين بلانت مسؤول لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم حيث عبر عن إحباطه من أن النقاش حول سوريا لن يكون له أثر على النتيجة.

ويرغب والحالة هذه بقرار تدخل «يحسم المعركة» وهو بعيد التحقيق لأن 5.000 غارة جوية فشلت في احتواء التنظيم الذي لا يزال يحقق مكاسب في العراق وسوريا.

ولاحظ عدد من النواب معضلة بلادهم فبحسب النائب جوليان لويس رئيس لجنة الدفاع في البرلمان أن الحكومة رغبت في الماضي باسقاط الأسد دون أن يساعد هذا القاعدة أوالجماعات الأخرى التي أصبحت «داعش». وعلى ما يبدو أننا الآن نريد التخلص من داعش دون مساعدة الأسد. وهما أمران متناقضان، وهو خيار بين أشرار».

 

لم يخسر بعد

 

ويشير الكاتب إلى لعبة التناسب بين النظام الذي لا يسيطر إلا على ثلث البلاد و»تنظيم الدولة» الذي يسيطر حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان على نصف البلاد. لكن النظام بيده معظم المدن السورية ودمشق، ولكنه يخسر العديد منها لتحالف تقوده «جبهة النصرة». وفي الجنوب قد يخسر درعا لتحالف من فصائل تقدم نفسها على أنها أكثر اعتدالا من النصرة وتمول وتسلح من مركز العمليات العسكرية في عمان والذي يعمل فيه ضباط من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ودول أخرى معادية للأسد.

صحيح يقول الكاتب إن دولا دعمت وعبر العصور عددا من الأطراف في الحروب الأهلية لكن الوضع في سوريا غير ممكن لأن تنظيم «الدولة» الإسلامية والجماعات المتطرفة هي التي ستستفيد من إضعاف الأسد.

ويشكك في نوايا الجبهة الجنوبية وينقل عن ما كتبه آون لوند في موقع «سيريا إن كرايسس» حيث قال إن تبني مركز العمليات العسكرية قدم لها نقطة اتصال ويبدو أنها انتهازية اكثر من كونها مخلصة. ويرى الكاتب أن قوات الأسد مجهدة لكنها ليست على حافة الهزيمة، وتراجع أمل الأسد بالسيطرة على كامل حلب والتقدم في مناطق المعارضة.

ومن الخطأ الإعتقاد أن ضرب بريطانيا ل»تنظيم الدولة» سيؤمن نظام الأسد «فعسكرة السياسة في سوريا منذ عام 2011 أفادت كل من الأسد و»تنظيم الدولة»، وتركت السوريين المعارضين لكل تنظيم «الدولة» و»النصرة» أكثر خوفا من قوات الأسد الذين لم يكن أمامهم إلا القتال والموت مع الجهاديين.

وفي المقابل فإن كنت علويا أو درزيا، مسيحيا أو سنيا عاديا يعمل مع الحكومة المركزية فأنت محق للخوف من سقوط الأسد»، «العلويون للقبر والمسيحيون إلى بيروت» ولا خيار إلا البقاء مع الأسد.

ومن المقترحات التي يقترحها الكاتب هنا عملية جوية مشتركة بين النظام والطائرات الأمريكية ضد تنظيم «الدولة» شرط أن يوقف النظام براميله المتفجرة.

وعندها سيشعر داعموا الأسد بأنهم لا يخوضون حربا وجودية والسكان في مناطق المعارضة أنهم آمنون وعندها يتم الحديث عن مبادرات ووقف إطلاق النار.

ويقول في حالة بدأت القوات السورية بالإنهيار فمن المحتمل أن نقوم بدعمها سرا لمنع تنظيم «الدولة» والنصرة من السيطرة على كامل سوريا. و«عوضا من هذا علينا دعم الجيش السوري علنا كي يكون لدينا نفوذ على الحكومة في دمشق».

 

لا صفقة مع النظام

 

يعارض جيمس روبن الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية في إدارة بيل كلينتون أي تعامل مع الأسد. وكتب في «صنداي تايمز» «يجب أن نضرب في سوريا ولكن لا صفقة مع شيطان دمشق». ويرى أن فشل بريطانيا بضرب النظام السوري عام 2013 راجع لتدخل المعارضة العمالية التي أفشلت مشروع القرار، ووجد إد ميليباند زعيم العمال في حينه فرصة لتحسين موقفه في السياسة الدولية. وأجبر القرار البريطاني أوباما لتحويل الأمر على الكونغرس وكان واثقا بمعارضته للقرار.

ويرى روبن أن هذا التاريخ المؤسف يشرح وإن بشكل جزئي الكارثة السورية التي قد ستصل أثارها يوما ما إلى الغرب كما في الهجمات الإرهابية في تونس.

وفي تعليقه على الخطاب المتشدد الذي برز من ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني يتساءل عما تريد الحكومة فعله من أجل منع «التهديد الوجودي» من تهديد وجودنا. فمشاركة الطيارين البريطانيين في الغارات على سوريا ستكون «بداية جيدة». ولكن المسؤولين العسكريين يقولون إن مستوى الغارات لن يتغير.

فمساهمة بريطانيا في الغارات على العراق لم تتجاوز 5%. وهي ليست كافية لهزيمة تنظيم يتدفق إليه الآلاف من كل مكان ويسيطر على المناطق الواسعة. فحتى أسامة بن لادن لم يكن لديه الحرية هذه وكان عليه التفاوض مع طالبان لجلب المقاتلين وبناء معسكرات.

 

جيش متحرك

 

ويضيف إلى أن تنظيم «الدولة» منشغل بتوسيع قاعدته دوليا وفي كل يوم يحصل على مبايعة حركة.

ولكن مواجهته في مناطقه تحتاج لأكثر من غارات جوية. وذلك لأن تنظيم «الدولة» لديه جيش متركز في مناطق معينة بدون طائرات أو منشآت عسكرية.

ويحتاج التحالف لضربه لوجود عدد صغير من القوات الخاصة تقوم بتحديد الأهداف للطائرات. ويطرح في نهاية مقاله ما يتحدث عنه الواقعيون الذين يدعون لدعم نظام الأسد لأن العدو مشترك. وجوابي على هذا بلا مع أنني أتفهم لماذا يتوصل البعض لنتيجة مختلفة. فبالنسبة للقيادة الأمريكية والبريطانية هناك بديل عن الأسد: العمل مع الأردن وتركيا في شراكة طويلة الأمد. وأظهرت تركيا بالتحديد استعدادها أن تكون قوة على الأرض. وفي حالة قدم الناتو الدعم الجوي للقوات التركية وتوفرت القيادة لإقناع أنقرة بجديتنا ومواصلة القوة فعندها سنتجنب مقايضة الشيطان مع الديكتاتور السوري الذي يعول عليها منذ وقت طويل». ومن مصلحة تركيا التعاون فهي تواجه تحديا كردي في شمال سوريا وتحدي دخول الجهاديين عبر حدودها. فرغم الجهود التي قامت بها للحد من تدفقهم لا يزال المهربون قادرون على إدخال الراغبين بالوصول لـ»الخلافة».

 

قرقميس

 

وفي تقرير أعده يوسف سيمان لموقع «دايلي بيست» لاحظ فيه الأثر المدمر لعملية التهريب على بلدة قرقميس القريبة من الحدود مع سوريا والتي يتخذها المهربون مركزا لعملياتهم. ومع أن السلطات التركية أغلقت المعبر بين سوريا وتركيا إلا أن التهريب لم يتوقف «يمكننا المساعدة في عبورهم إلى الجانب الآخر».

ويقول التقرير إن سقوط تل أبيض بيد مقاتلي الحماية الشعبية الكردية حرم تنظيم «الدولة» من معبر سهل للبضائع والمسافرين. لكن الجهاديين لا يزالون يسيطرون على عدد من المناطق القريبة من تركيا وطولها 45 ميلا منها جرابلوس التي تواجه قرقميس التركية شهدت حركة نقل كثيفة.

ورغم وجود التهريب منذ وقت طويل وأزمنة تعود للحرب العالمية الأولى إلا أن سياسة الحدود المفتوحة التي انتهجتها تركيا خلال الحرب الأهلية السورية شجعت التهريب ولم تستطع السيطرة عليها نظرا للحدود الطويلة مع سوريا- 566 ميلا- ويقول سكان قرقميس أن البلدة خسرت نصف سكانها بعد سيطرة تنظيم «الدولة» على الجانب الآخر من الحدود في كانون الثاني/يناير 2014 «هذه البلدة تحولت إلى قرية صغيرة بعد تنظيم «الدولة» يقول متين دمر أحد سكانها.

فقد أدى إغلاق الحدود وعدم السماح للبضائع بالمرور منها لهجرة الكثير ن سكانها. ويملك دمر محلا للكباب قرب الحدود.

وتأثر عمله حيث كان يبيع 500 ساندويش في اليوم. وكذا تأثر عمل المهربين بعد بناء جدار على الحدود قبل 18 شهرا. ويقول «يعتمد الاقتصاد هنا على تجارة الحدود، المطاعم ومكاتب الوسطاء، وكلها أغلقت».

ويقول سكان إن مقاتلي تنظيم «الدولة» أحيانا يلوحون بأيديهم للجنود الأتراك المرابطين على الجانب الآخر وهناك من قال إنه شاهد مقاتلين في بلدتهم يحاولون العبور إلى سوريا. ويقوم السكان باستدعاء الشرطة عندما يشكون بوجود مقاتلين حيث يعتقلون. وزادت تركيا معدلات ملاحقتها للجهاديين ومتطوعين أجانب.

ومادام الحديث عن الراغبين بالهجرة لأرض «الخلافة» ذكرت صحيفة «ميل أون صنداي» أنها استطاعت الاتصال عبر التويتر مع أميرة عباسي إحدى الفيتات البريطانيات الثلاث اللاتي هربن من بيوتهن في لندن بشباط/فبراير هذا العام واختفين ليظهرن في عاصمة «الخلافة» بالرقة.

 

أميرة عباسي

 

وقالت عباسي وهي صغرى الثلاث أن أي فتاة تنجح في الوصول إلى غازي عينتاب جنوب تركيا تهرب عبر الحدود إلى سوريا ويتم ربطها مع الإخوة حيث «يضعونها في مقر مؤقت مع أخوات، ثم يأخذونك إلى المدينة الرئيسية ـ الرقة- بعد عدة أيام وبعدها تقررين إن رغبت بالزواج أم لا».

وتحدث مراسل الصحيفة أبول طاهر»مع الفتاة على مدى أسبوعين حيث أعطاها فكرة أنه «أخت» ترغب بالسفر إلى سوريا. وعرضت عباسي المساعدة. وأكدت أن لا حاجة «للتزكية» وما عليها إلا ان تحجز تذكرة سفر إلى اسطنبول أو أنطاليا والسفر عبر الحافلة إلى غازي عينتاب وعندها تساعدها بالوصول إلى سوريا.

وتكشف المحادثة عن عزلة عباسي حيث قالت إنها لم تشاهد صورة المسلح الذي قتل السياح البريطانيبن.

وبدت متشككة في نواياهم حيث علق الصحافي «لماذا تضحكين؟ إنهم سياح». أجابت عباسي متشككة «إبحثي واقرئي أكثر». وأكدت أنها واحدة «من ثلاث بنات سافرن إلى الرقة قبل أربعة أشهر «وكنت في عمر الـ15 عاما» حيث هربن من «تاور هاملت» في شرق لندن، ولكنها تقول إنها ليست بنغالية «أنا حبشية من أثيوبيا».

وتعبر عباسي عن ذكرياتها في شرق لندن وكيف أنها تفتقد العائلة «ومن لا يفتقد عائلته». و»لكنك تتغلبين على هذا الشعور لأنك تركت كل شيء وراءك في سبيل الله.

والله سيستبدل هذا بشيء أحسن». وقالت عباسي إن العيش في «الدولة» «أفضل بكثير من العيش في دار الكفر».

ونصحت عباسي بأهمية إختلاق قصة لخداع العائلة «فقط قولي أنك خارجة لمراجعة الدروس، ولن يوقفك أحد بالمطار».

ونصحت بعدم حجز التذكرة عبر الإنترنت «لا إدفعي نقدا واذهبي إلى مكتب السياحة، واختاري وكالة يديرها أسيوي، فهم لا يريدون إلا المال، ولم يسألوني، احجزي لاسطنبول. إذهبي إلى بريكلين ـ شرق لندن».

وعندما سأل مراسل الصحيفة عباسي إن كانت تزوجت أجابت «لا استطيع إخبارك». ومن النصائح التي نصحت فيها «أحضري معك حمالات صدر، فلديهم أسوأ حمالات صدر هنا، وأحضري خمارا، لونه أسود، وتأكدي من إحضار نقود معك. قدر ما تستطيعين».

يذكر أن عباسي كانت قد هربت مع شميما بيغوم 16 عاما وكديزة سلطانة 16 عاما. وكن يدرسن في «أكاديمية بيثنال غرين» في شرق لندن.

 

غرفة عمليات تابعة للمعارضة السورية في ريف حمص تنتهي بالتفكك والانحلال عقب الصفقات السرية مع النظام السوري

«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«فيلق حمص» اتهموا خصومهم بمبايعة تنظيم «الدولة» وصفوهم

سلامي محمد

ريف حمص ـ «القدس العربي»: انسحب تنظيم «الدولة» من ريف حمص الشمالي في أواخر آب من عام 2014، وحل مكانه كلاً من «جبهة النصرة» و«حركة احرار الشام» الإسلامية، بالإضافة إلى كتائب من» الجيش الحر» العاملة في الريف ذاته، حيث تم تشكيل غرفة عمليات في شهر نيسان/أبريل من ذات العام، سميت بـ»غرفة نصرة المستضعفين»، وضمت «جبهة النصرة، وحركة احرار الشام، واللواء 313 تلبيسة والانصار»، وتعهدت الغرفة بحسب بيانها على مقاتلة نظام بشار الأسد حتى تحرير حمص بالكامل.

وقال الناشط الإعلامي خضير خشفة خلال اتصال خاص لـ»القدس العربي» معه: في مطلع شهر أيلول/سبتمبر 2014، انشق قسم كبير من المقاتلين ممن شاركوا في معركة «قادمون» لتحرير حمص المدينة، وكان قائد انشقاقهم المدعو ناصر النهار، الذي أرجع انشقاقه آنذاك لفساد ووهمية معركة قادمون، بحد وصفه، ثم اتجه «النهار» مع المقاتلين إلى ريف حمص الشمالي، وبعد شهرين تقريبا من خروج الثوار خارج حمص المحاصرة، تشكل ما يسمى بـ «فيلق حمص»، الذي ضم عددا كبيرا من الكتائب التي تعهدت أيضاً بتحرير حمص.

حينها لم يكن تنظيم «الدولة» قد انسحب من الريف الشمالي، وانسحابه جاء بعد ثلاثة أشهر تقريباً، وإخلاء كامل مقراته، وقبيل انسحابه، كان المنشد المعروف في الثورة السورية عبدالباسط الساروت، قد بايع تنظيم «الدولة» سراً، ولم يعلن بيعته، وأثناء انسحاب «التنظيم» بقي الساروت، ولم يخرج معهم، وكان له عدد من الزيارات إلى ريف حمص الشرقي بالتحديد إلى اماكن تنظيم «الدولة».

وأضاف خشفة: شارك بتشكيل «فيلق حمص» كل من «كتائب أحفاد خالد بن الوليد»، «كتائب أتباع الرسول»، «فوج الفاتحين»، «جبهة الأصالة والتنمية»،» كتيبة ابو اسعد النمر»، «كتيبة احباب رسول الله»،» كتيبة شهداء البياضة» التي يوجد فيها عبد الباسط الساروت وانشق عنها فيما بعد، و»كتيبة شهداء الخالدية «بقيادة ناصر النهار، وكان هنالك رابط قرابة بين «جبهة النصرة» و«النهار».

عقب تشكيل غرفة «نصرة المستضعفين» أعلن عن انطلاق معركة «الآن نغزوهم»، وتم من خلالها السيطرة على منطقة أم شرشوح، وقرية الثورة، وأيضاً أعلن فيلق حمص، عن معركة جديدة سيطر فيها على منطقة الهلالية، التي لا تتجاوز 8 منازل، ثم هدأت المعارك لتدور مفاوضات بين النظام وبين ممثلين عن «جبهة النصرة»، وممثلين عن» فيلق حمص».

وأكد الناشط الإعلامي، أن الاجتماعات السرية كانت تدور إما في قرية الدار الكبيرة، أو قرية تير معلة، وبحسب التسريبات من داخل الغرفة، أنهم توصلوا إلى هدنة في أغلب مناطق ريف حمص الشمالي، ومنها الدار الكبيرة والغنطو، مقابل إدخال مواد غذائية، وبالفعل حصلت الهدنة، ودخلت سيارات وشاحنات محملة بالمواد الغذائية وبحماية علنية من «جبهة النصرة».

لكن هنالك بعض الكتائب التي عرفت منذ بداية الثورة السورية بقتالها للنظام، لم تقبل اتفاق الهدنة، أو الأصح قوله انها لا تهادن النظام، وهذه الكتائب عددها قليل منها «كتيبة طلاب الشهادة» بقيادة صدام زعيب، وأيضا «كتيبة أحرار الدار الكبيرة» بقيادة ناصر الثلجي، و«كتائب الزعيب»، وهم من ثوار بابا عمر، ويقودها أبو ليلى زعيب، وكانت هذه الكتائب تواجه مشاكل كثيرة وتهديدات، وأحيانا محاولات اغتيال، وهذه الأحداث كانت متزامنة مع حصار فرض على حي الوعر ومدينة الحولة، ولا يوجد أي عمل عسكري للمعارضة السورية لفك حصارهم، كما كانت هناك مفاوضات بين النظام وبين ممثلين عن» النصرة»، وكل من أراد المهادنة، ولم يكن أحد يعلم ماهية البنود التي اتفق فيها النظام مع «النصرة» ومع فيلق حمص إلا بعضها، ومن البنود المعروفة السماح للنظام بفتح طريق الاوتوستراد الذي يمر بمحاذاة قرية الدار الكبيرة، بعد توقف دام لأكثر من عامين.

وعند بدء تنفيذ بنود الهدنة، انفعلت الكتائب التي لا تقبل بأي نوع من أنواع الهدنة مع الأسد، وحاولت ضرب بنودها، بقصفها لمواقع النظام، ويرجح وجود بند في الهدنة، ينص على انهاء الكتائب الرافضة للهدنة، والصاقهم تهمة مبايعة تنظيم «الدولة»، وهنا تكسب «النصرة» و»احرار الشام» وايضا «فيلق حمص» داعمين أساسيين هما النظام والدول التي تدعم الكتائب التي تحارب تنظيم «الدولة».

وبقيت المفاوضات تجري بشكل سري، تارة في الدار الكبيرة وتارة في تير معلة، وهدأت كل الجبهات إلى أن قام «فيلق حمص» بقيادة ناصر النهار، وبشكل مفاجئ بالهجوم على مقر صدام زعيب قائد «كتيبة طلاب الشهادة»، وهو من أبناء حي بابا عمرو، وقاموا بقتله، وقُتل معه شخص آخر يدعى عبد القادر، وأصدر بعدها «فيلق حمص» بيانا تبنى فيه قتل أحد أمراء تنظيم «الدولة»، وأثناء الاشتباكات قتل اثنان من الفيلق أحدهم قتله رفيقه، إثر فقدانه السيطرة على رشاشه المتوسط فمال من يده وقتله، وفي البيان ادعى الفيلق ان صدام هو من قتلهم قبل أن يُقتل.

وأردف خشفة: «هنا توترت الأوضاع، وبدأ النزاع والتزمت «جبهة النصرة» بداية بالصمت، ومن ثم جاءت لجنة من بلدة الحولة لفض النزاع، ولكن نصب لها كمين على الطريق من قبل عناصر «حركة أحرار الشام» بالإضافة إلى الفيلق، وتم أسر أربعة منهم، وقتل عدد آخر من أبناء منطقة كفر لاها، مما زاد الوضع تعقيداً، وعقب ذلك بإيام أعلن عن تأسيس تشكيل جديد يدعى «جيش التوحيد» ضم عدداً كبيراً من الفصائل المقاتلة في ريف حمص الشرقي، بالإضافة إلى «جبهة النصرة»، وبدأوا معركة سميت «وكان علينا نصر المؤمنين»، حيث قام التشكيل الجديد المعلن بتحرير أربعة حواجز باتجاه عكسي لمدينة حمص وتوقفت المعركة».

بعدها قام رافد طه بأسر أحد عناصر «جبهة النصرة»، ودخل إلى مشفى مدينة تلبيسة وقتل عددا من الجرحى واعتقل عدداً آخر، ويعتبر رافد طه مرتبطا بـ»تنظيم الدولة»، والتزم أحد المدارس مع مجموعته لتجري بينهم الاشتباكات وتم اعتقال شقيق رافد طه، ليطلق طه على إثرها من اعتقلهم، وكان في هذا الوقت آل زعيب قد تجمعوا في منطقتي الزعفرانة وعز الدين وكل من يحاربهم الفيلق، رافد طه يعتبر مبايع لـ»تنظيم الدولة»، حيث ذهب إلى محافظة الرقة قبل فترة، وثم عاد إلى ريف حمص الشمالي دون أن يعرف أحد سبب عودته.

عقب هجوم رافد طه على المشفى أصدر «جيش التوحيد» بياناً أعلنوا من خلاله الحرب على تنظيم الدولة، وتنظيف المنطقة من الخلايا النائمة، وكان الاجتماع في أحد مساجد قرية تير معلة المعروفة بتبعيتها للنظام، وخاصة الفرقة 26 الملاصقة لها لضمان بقاء القرية آمنة، وعدم قصفها من قبل التشكيلات التي دخلت لمحاربة «التنظيم»، وهي «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» و»فيلق حمص» بالإضافة إلى «جيش التوحيد» المشكل حديثاً.

أقيمت عدة حواجز في كامل ريف حمص الشمالي، وبدأت عملية التطهير، و«التي هي بالأصل عملية قتل أبناء حمص بحجة أنهم تابعين لتنظيم الدولة، بحسب المصدر، وبدأت العملية مع تكتيم كامل من قبل إعلاميي حمص عن الموضوع فقاموا بالهجوم على بلدتي الزعفرانة وعز الدين، فقضى في المواجهات أربعة من عناصر «فيلق حمص»، وأحد قادة «أحرار الشام» إلى أن سيطروا على الزعفرانة، وعلى منطقة عز الدين والمناطق المجاورة لهما، وقتلوا عددا من آل زعيب منهم: «أبو جهاد زعيب، وأبو ليلى زعيب، وأبو فرج زعيب»، وكل أبنائه تم أسرهم حينها، وصل عددهم اكثر من 30، وحسب الاحصائيات تجاوز عدد المقتولين في نهاية كل العملية 300 شخص كلهم من ثوار حمص الذين رفضوا مهادنة النظام السوري، والتهمة التي ألصقت بهم انهم «دواعش»، والمعروف عن آل زعيب مقاتلتهم للنظام منذ بداية الثورة السورية من أيام مظاهرات بابا عمرو.

بقي رافد طه محاصر في المدرسة هو وكتيبته وكانت هناك محاولات لفض الخلاف، ومحاولات لأن يسلم نفسه، ولكن لا جدوى، وكان يسقط قتلى داخل المدرسة ومن خارجها، إلى أن حضر خمسة شرعيين تابعين لـ تنظيم «الدولة» ودخلوا المدرسة، وأحد الشرعيين ألقى خطبة في مسجد تلبيسة، وهو تونسي الأصل عمره 19 عاما، حيث ألقى خطبةً قوية بالناس كاد من خلالها ان يبايع كل من كان في المسجد، وبعد أن دخل الشرعيون إلى المدرسة، وحاول أحد شيوخ تلبيسة الدخول برفقتهم، ولكن أصابته رصاصة، وهذا الشيخ مهم ومعروف لدى تلبيسة مما زاد الطين بلة، ولم يستطع الشرعيون الخروج من المدرسة حتى قتل ثلاثة منهم، عند اقتحام المدرسة وأسر اثنين.

وعلى حين غرة تم اقتحام المدرسة، ويصدر خبر ان رافد قد استطاع الهرب في ظروف غامضة وتم السيطرة على كامل سلاحه ليتم الاعلان بعدها، من قبل «جبهة النصرة»، « فيلق حمص»، «احرار الشام»، عن انتهاء العملية التي سموها «تطهير الفساد» أو «مقاتلة الخوارج» وملاحقة من استطاع الفرار منهم.

في تواتر الأحداث ذاتها تسربت خطة أعدها ناصر النهار مع النظام السوري، لكي يتسلم منه أسلحة، وكانت الخطة كالتالي، كان هناك معركة ضد حاجز الديك حيث تم القبض فيها على مخبر من مدينة الرستن ويدعى رياض شباكي، وفي اعترافاته قال ان فرع الجوية وأمن الدولة ينسق مع إحدى التشكيلات المتواجدة في ريف حمص الشمالي من أجل تسليمهم سلاح بمعركة وهمية، ويوضع سلاح خفيف، وثقيل وطعام كثير في أحد الحواجز الذي ستنطلق ضدهم المعركة، وحسب الاتفاق يكون السلاح من أجل قتال أشخاص محددين في عملية تدعى تطهير الفساد من الريف الشمالي.

وبحسب المصدر ذاته، كان اجتماع عملية تطهير الفساد في أحد المساجد في قرية تير معلة، وتقسم المعركة الوهمية، إلى مرحلتين المرحلة الأولى، تنتهي عند تسلم السلاح، والمرحلة الثانية تبدأ عقب الانتهاء من عملية تطهير الفساد، المرحلة الثانية هي ايضا وهمية من أجل ان لا يسأل أحد لماذا توقفت معركة «وكان علينا نصر المؤمنين»، وتظهر فيها الفصائل على انها تكمل المعركة.

وبالفعل تم اصدار بيان مشترك بين عدة فصائل لبدء المعركة الوهمية، وكان يتوجب على كل فصيل مشارك ابادة حاجز من الحواجز العسكرية، في الحواجز التي هاجمتها «النصرة وجماعة أهل السنة والجماعة» وباقي التشكيلات ارتقى حينها قتلى كثر، وايضا قتلى من النظام، أما حاجز «فيلق حمص»، كان يتواجد فيه ضابط واحد والاسلحة التي سلمها النظام لهم، بالإضافة إلى الطعام، ولم يتم الاعلان عن هذه الاسلحة الا عند بدء معركة تطهير الفساد واستخدمت حينها، وتم حصار المناطق التي تتواجد فيها التشكيلات التي طلب النظام قتالها، وقصفت بالهاون والاسلحة الثقيلة، وقتل مدنيونن واطفال تكتم الاعلام عنهم وفرض حظر اعلامي كامل على منطقة الزعفرانة، وعز الدين، لكي يتم اخفاء الجثث وضمان عدم خروج أي معلومة للخارج، كما تم نهب وسرقة المنازل وطالبت «النصرة» وفيلق حمص من بعض الشيوخ للانضمام إلى باقي الشيوخ لإخراج بيان أو فتوى مضمونها ان ما قاموا به من قتل هو محلل، وان ما قامت به «جبهة النصرة»، و«جيش التوحيد»، و«احرار الشام»، و»فيلق حمص» هو عملية تطهير لا غبار عليها.

وبالفعل أصدر بيان ووقع عليه وتم نشره وفي 14 حزيران/يونيو المنصرم، كما أعلن جيش التوحيد عن إلقاء القبض على رافد طه ووضعه في السجن، والحكم عليه بالإعدام، ولكن تأخر الامر في إعدامه على اعتبار رافد ابن تلبيسة، إلى أن صدر خبر بشكل مفاجئ، بأن رافد قد هرب من السجن بواسطة أحد قادة الكتائب، وهنا بدأت مشاكل بين الفصائل المتحدة وبين حتى المدنيين في تلبيسة التي شهدت خروج أكثر من مظاهرة في عدة أسابيع مطالبة بتحكيم شرع الله في المدينة.

ليهدأ بعدها ريف حمص الشمالي، وتستقر الاوضاع وتنتهي أسطورة «غرفة نصرة المستضعفين» معلنة عن حل نفسها، ويليها أيضا اللواء 313 ليعلن انسحابه من «جيش التوحيد»، وكأن شيئاً لم يكن.

 

اتهامات لـ «جيش الفتح» بالنهب والسرقة المنظمة في إدلب السورية تحت مسمى الغنائم

مطالبات للأهالي بلجنة مدنية تدير شؤون المدينة وإخراج المظاهر المسلحة منها

حازم داكل

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: ثلاثة أشهر قاسية مرت على مدينة إدلب منذ انظلاق معركة تحريرها من قبضة نظام بشار الأسد، بقيادة 16 فصيلاً مسلحاً معارضاً تحت قيادة «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة»، الذراع العسكرية لتنظيم «القاعدة». قتلى وجرحى بشكل يومي بسبب مدفعية قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام السوري، وطيرانه االذي لا يتوقف بغاراته اليومية الممنهجة على أهالي تلك المدينة، أما الحالة الاقتصادية فهي متردية بسبب انتشار البطالة وتوقف جميع دوائر الدولة التي كانت تصرف رواتب شهرية من النظام السوري طيلة فترة سيطرته عليها.

بعد سيطرة «جيش الفتح» على المدينة بدأ تقاسم الغنائم، من البنوك، والمستشفيات، والمدارس، والمعامل القليلة الموجودة على أطراف المدينة، وداوئر خدمية أخرى، قدرت تلك المبالغ بعشرات الملايين من الليرات السورية.

واتهم المهندس محمد خير واحدي أحد أبناء مدينة إدلب «جيش الفتح» بالقيام بعمليات نهب وسرقة وسطو للممتلكات العامة والخاصة تحت وصف «الغنائم»، وقال المهندس واحدي ان هذا الموضوع يمكن تقبله بحجة أنها فوضى في ظل الحرب الضروس التي جرت وتجري في المدينة، لكن من غير المعقول أن تتم عملية حرب ممنهجة على المدينة وأهلها لتدميرها من كل جوانب الحياة.

وأضاف المهندس واحدي في حديثه مع «القدس العربي» أن عناصر تتبع لـ»جيش الفتح» قامت بسرقة حاضنات الاطفال الخدج من المشفى الوطني، وأجهزة لخراطة المعادن، وأجهزة تعليمية أخرى من الثانوية الصناعية، وجهاز لتحليل زيت الزيتون من مديرية الزراعة، بالإضافة لسرقة جهاز الطبقي المحوري الوحيد الموجود في إدلب وتم بيعهم جميعاً، وأشار المهندس واحدي أن آخر قرارات «جيش الفتح» كانت بعزمهم بيع معمل لغزل النسيج، وهو أكبر معمل في المنطقة الشمالية والذي كان يشغل أكثر من 5000 عامل، أصبحوا الآن جميعاً بلا دخل وبلا غذاء.

وتتخذ الفصائل المعارضة من دوائر الدولة، والدوائر الخدمية الأخرى مقرات أمنية وعسكرية، وصادرت جميع المحتويات التي كانت موجودة بداخلها من أوراق وآليات ومستودعات يقدر ثمنها بملايين الليرات، واتفقت تلك الفصائل مع بعضها على تقاسم عادل فيما بينها على تلك الدوائر، ولم يسجل أي خلاف أو اشتباك بينهم على نسب التوزيع بسبب تشكيل جيش الفتح لجنة «الغنائم» التي انبثقت عن اللجنة الأمنية المكونة من عدة فصائل مسلحة.

و كتب الناشط مازن عرجا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ان المدينة تنهب بشكل متعمد من قبل بعض فصائل المعارضة المسلحة، دون رقابة، وأضاف الناشط عرجا انه ذهب إلى أحد أعضاء «مجلس شورى المجاهدين» في إدلب وطلب منه السماح لأعضاء الحكومة المؤقتة بالدخول والعمل داخل دوائر الدولة، إلا أنه أجابه بأنهم ممنوعون من الدخول وفي حال تم دخولهم سيتم ذبحهم أمام العامة بسبب فسادهم.

وقال الناشط عرجا انه بعد تحرير المدينة بسرعة مذهلة لم تتجاوز الـ72 ساعة شكلت وعلى عجل لجنة أمنية، وانبثق عنها لجنة الغنائم، لتواكب سرعة التطورات والتحرير المفاجئ، حيث بدأت تحصي الأموال العامة الآتية من البنك المركزي، والعقاري، والتجاري، والزراعي، والصناعي، وصناديق البريد، والتسليف الشعبي بالإضافة للبنك الإسلامي، وبيمو وقطر، وأنه بعد إحصاء الاموال اعتبرت جميعها «غنائم»، ووزعت على الفصائل المقاتلة التي شاركت في التحرير، مع أنها أموال عامة للشعب ليست من حق أي فصيل مقاتل، ونوه الناشط عرجا انها وزعت بفتاوى لرجال دين مهاجرين في غرف داخلية معزولة بعيداً عن مرأى العامة. وقال عرجا أن نصيب فصيل صغير كجند الأقصى الموالي لتنظيم القاعدة بلغ أكثر من 140 مليون ليرة (500 الف دولار)، فكم كانت حصة «جبهة النصرة» التنظيم الأكبر في المعركة؟، وختم قوله أن جميع مؤسسات الدولة مغلقة وتركت دون خدمات وبلا أجور، وتمت مصادرة جميع آليات ومستودعات تلك الدوائر، وبيعت عبر مزادات بمبالغ ضئيلة خوفاً من التدمير والضياع حسب زعم «جيش الفتح» الذي يسيطر على تلك المدينة.

وكانت قد خرجت مظاهرة الجمعة الماضية من سكان المدينة منددة بالوضع الأمني، وتجاوز بعض عناصر «جيش الفتح»، ونددت بالسرقات الممنهجة، والتجاوزات المستمرة من قبل بعض الفصائل المقاتلة، وطالب المتظاهرون بإدارة مدنية تهمتم بشؤون المواطنين وتشغل دوائر الدولة، وإخراج المظاهر المسلحة من المدينة، واتفقت شخصيات ورجال دين من أبناء مدينة إدلب على تشكيل لجنة «خمسينية» تدير المدينة، وبحسب تسريبات لبعض النشطاء فإن من يتزعم تلك اللجنة هما طريف سيد عيسى، وأسعد السيد القياديين في تنظيم «الإخوان المسلمين» في سوريا.

 

معركة الزبداني… بحث عن انتصار إعلامي

أنس الكردي

تدلّ الحملة العسكرية التي بدأتها قوات النظام السوري و”حزب الله” اللبناني رسمياً أمس الأول السبت في مدينة الزبداني في ريف دمشق الشمالي الغربي، إلى أن هذين الطرفين فهِما أن المعركة في القلمون ستمتدّ لفترة طويلة في ظل صعوبة الحسم، وتركيز فصائل المعارضة السورية على سياسة الكر والفر، والاستنزاف في الجرود التي تتمتع بطبيعة جغرافية معقّدة، نظراً لسلسلة الجبال الوعرة والمتصلة ببعضها وصعوبة الدفاع عنها.

وكان لا بد من إيجاد مخرج والبحث عن انتصار إعلامي، وتجنّب الإحراج الذي مُني به “حزب الله” خصوصاً، وبعد الخسائر التي تتلقاها قوات الحزب مع النظام منذ نحو ثلاثة أشهر في عدد من المدن السورية، فلم يكن من مخرج سوى في مدينة الزبداني الاستراتيجية، مع تأكيد الماكينة الإعلامية لحلفاء النظام أن المعركة فيها تندرج في نطاق معركة القلمون نفسها.

مدينة الزبداني حتى هذا الحين كانت تعيش هدنة مفترضة مع قوات النظام التي تحاصرها منذ نحو عامين، وسط محاولات متكررة لاستعادة السيطرة عليها وقصفها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، قبل أن تأتي الحملة العسكرية الأخيرة. وسعى النظام عبر الاعتماد الكثيف على سلاح الجو، لتمهيد الطريق أمام دخول عناصر “حزب الله”، إلا أن واقع الأمر يشير إلى أن المواجهات لن تكون بهذه السهولة، على الرغم من نقل المعركة من الجبل إلى المدينة، فمعركة الزبداني لم تكن سوى معركة مؤجلة بين الطرفين.

وتدل التطورات الميدانية إلى أن النظام السوري لن يتوانى عن تسوية المدينة بالأرض، وهي في الأساس مدمر نصفها، في ظل القصف المتواصل بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والدبابات ومدافع الهاون والغراد وراجمات الصواريخ، والحشد من ثلاثة محاور، هي محور سهل الزبداني، ومحور مستشفى الباقوني، ومحور طريق الشيخ زايد خلف حاجز الشلّاح، بهدف اقتحام المدينة.

ولم يكن غريباً التقدّم الذي أحرزته قوات النظام و”حزب الله” من الجهة الغربية للمدينة، عبر السيطرة على منطقة قلعة التل المطلة على الزبداني من الجهة الغربية ومنطقة الجمعيات بعد ذلك، إذ إن الحشد المتوقع دخوله لعناصر “حزب الله” هو من الخاصرة الغربية للمدينة، بغية تأمين خطوط دفاع رئيسية على الحدود اللبنانية، ومنع أي رد فعل لقوات المعارضة من هذا الجانب، إضافة إلى أن معظم طرقات إمداد النظام لـ “حزب الله” بالأسلحة تمر عبر الزبداني من هذا الجانب، فضلاً عن تواجد عدد من المقرات العسكرية للحزب القريبة من هذه المواقع.

على الطرف الآخر، تُنوّع قوات المعارضة في خياراتها، فهي وإن لم تمتلك إمكانات عدوها في العدة والعتاد وحتى ولو امتلكت فتبقى أمامها عوائق حماية المدنيين، إلا أنها تمرست خلال السنوات الماضية على حرب العصابات والكر والفر والاستنزاف، إذ عمدت إلى توجيه ضربة استباقية بادئ الأمر ضمن معركة أطلقت عليها “البركان الثائر”، وسيطرت على مواقع لـ “حزب الله” والنظام وقتلت نحو 25 عنصراً، معظمهم من الحزب، إضافة إلى ضابطين للنظام.

وتشرح إحدى الصحافيات من الزبداني، لـ “العربي الجديد”، أن “قوات النظام وحزب الله تحاول التقدّم من جميع الجبهات، لكنها تركّز على الجبل الغربي لأنه يكشف المدينة، وفي حال سيطرتها عليه يصبح طريقها إلى المدينة واضحاً”، موضحة أن “المعارك تركزت أولاً في الجهة الغربية، ولكن التوقعات أن يكون الاقتحام من كل الجهات، فعناصر الحزب ينتشرون في معظم أرجاء المنطقة، ويتجولون بسياراتهم في بلودان”.

وتوضح الصحافية أن “نحو 300 عائلة خرجت من المدينة البالغة عدد سكانها 30 ألفاً باتجاه بلدة مضايا غير الآمنة أيضاً، بعد تأمين مقاتلي المعارضة طريقاً لهم”، مشيرة إلى أن “النظام والحزب يحاولان خلق نصر إعلامي، فالمنطقة التي تسيطر عليها قوات المعارضة لا تتعدى 5 كيلومترات، والحصار المطبق على الزبداني منذ أربع سنوات أنهك المدينة، والآن جاء القرار باقتحامها”.

وفي سياقٍ موازٍ، يجري التباحث مع فصائل المعارضة في وادي بردى المسيطرة على بلدة عين الفيجة، بغية قطع مياه نبع عين الفيجة عن العاصمة دمشق، في حال لم تتوقف الحملة العسكرية على الزبداني. ويُعتبر النبع مصدر المياه الأول إلى دمشق، وقد نجحت هذه الخطة في وقت سابق، عندما خضعت قوات النظام لشروط المعارضة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد بقاء العاصمة دمشق أربعة أيام من دون مياه، وتم الاتفاق بين الطرفين حينها على إنهاء الحملة العسكرية على قرية بسيمة وبلدة عين الفيجة في وادي بردى، مقابل قيام المعارضة بإعادة ضخ مياه نبع الفيجة إلى دمشق. وقد يؤخر ذلك من دخول مدينة الزبداني أو التفاوض على تسليمها.

كما لجأت قوات المعارضة إلى السيناريو الأخير في عدد من المدن السورية، وأتى بثماره في كثير من الأحيان خصوصاً العام الماضي، بعد التهديد بقطع الخدمات مقابل الإفراج عن المعتقلات، ومع أن المعارضة قد تكون أول من يتضرر من هذا الأسلوب، إلا أنها تعاني أصلاً الحصار الخانق في معظم المناطق التي تسيطر عليها وحرب الإبادة من قبل النظام السوري.

وتُعدّ الزبداني من أوائل المدن التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية قبل ثلاث سنوات، وهي آخر منطقة خاضعة لسيطرة قوات المعارضة في منطقة القلمون. ويُعرف عن الزبداني أنها مدينة ومصيف من أشهر المصايف العربية، وتقع على مسافة 45 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق. وتمتد المدينة في سفوح الجبال وتشرف على سهل الزبداني، وتقع على الطريق العام الذي يربط دمشق بالساحل والشمال، في وسط المسافة بين دمشق وبعلبك، وترتفع عن سطح البحر ما بين 1.150 و1.250 متراً.

 

معركة جوبر.. تقدمٌ نحو دمشق أم حفظ لماء الوجه؟

صبر درويش

أعلنت “القيادة العسكرية الموحدة” في الغوطة الشرقية عن بدء معركة “أيام بدر”، التي تهدف بحسب نص البيان إلى السيطرة على نقاط استراتيجية في حي جوبر، الواقع شمال شرقي العاصمة دمشق، والذي كان تعرض لتهديم ممنهج من قبل قوات الأسد، حيث شنّ الطيران الحربي عشرات الغارات في الأيام القليلة الماضية، إلى جانب قصف الحي بقذائف الهاون وصواريخ أرض- أرض.

 

مسؤول قسم النشر في “فيلق الرحمن” براء أبو يحيى، قال لـ”المدن” إن معركة “أيام بدر” يقودها “النقيب عبد الناصر شمير” المعروف بأبي النصر، وهو قائد الفيلق، أهم التشكيلات العسكرية المتواجدة على جبهات حي جوبر الدمشقي، ويشارك في هذه المعركة مجموعة من التشكيلات العسكرية المعارضة، و”جيش الإسلام” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، المنضوية تحت راية “القيادة العسكرية الموحدة” في الغوطة الشرقية.

 

وتهدف المعركة بحسب أبو يحيى، إلى ضرب تحصينات النظام في حي جوبر، وقطع الطريق أمام محاولات قوات الأسد لفصل حي جوبر عن الغوطة الشرقية، عبر محاولة النظام إعادة سيطرته على مواقع في المتحلق الجنوبي، الذي يفصل بين جوبر وبلدة عين ترما، التي شهدت معارك عنيفة في محيطها، سعت من خلاها قوات المعارضة إلى استعادة بعض المواقع التي كانت خسرتها في وقت سابق.

 

في هذا السياق اكد أبو يحيى على ان جبهة المتحلق الجنوبي تشهد معارك ضارية بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة، بينما تتنوع محاور القتال وتتغير طبقاً لتكتيكات النظام العسكرية، فتنتقل المعارك من محور إلى آخر كمنطقة المناشر جنوب شرق حي جوبر، أو على محور كراجات العباسيين.

 

وفي وقت انتشرت فيه أنباء عن تقدم لقوات الأسد وتمكنها من السيطرة على مجموعة من الأبنية المحيطة بثكنة الموسيقا، نجحت كتائب المعارضة من تفجير معمل الصابون الواقع شرقي كراجات البولمان، حيث كانت قوات النظام قد تمكنت في وقت سابق من التقدم على هذا المحور والسيطرة على مجموعة من المباني المحيطة به. وقال أبو يحيى “قامت كتيبة الهندسة التابعة للقيادة الموحدة، بحفر نفق تحت الأرض وتفخيخه، وهو ما ادى إلى تفجير المعمل بالكامل، وتم قتل العشرات من مقاتلي النظام والميليشيات الموالية له، والذين كانوا يتحصنون في المبنى”.

 

وفي ظل هذه المعارك الضارية التي يشهدها محيط حي جوبر، سقطت العشرات من قذائف الهاون على احياء مختلفة من مدينة دمشق، ومنها أحياء القصاع، وباب توما، والدويلعة، والزبلطاني، بالإضافة إلى أبو رمانة وساحة الأمويين، حيث أدت إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، كما سببت أضراراً مادية في الممتلكات والمنازل السكنية.

 

وكانت مدن وبلدات مختلفة في الغوطة الشرقية ومنها حي جوبر، قد شهدت في الأيام القليلة الماضية خروج تظاهرات حاشدة، طالبت القيادات العسكرية بفك الحصار عن الغوطة الشرقية وتحريك جبهات القتال، من أجل البدء بمعركة السيطرة على العاصمة دمشق، بينما وجه المتظاهرون انتقادات شديدة للقيادات العسكرية في الغوطة الشرقية.

 

وفي الوقت الذي يؤكد فيه الكثير من المراقبين على أهمية معارك جبهة جوبر، يرى آخرون أن هذه المعركة التي تم الاعلان عنها، وما سبقها من استنفار عسكري من قبل “جيش الاسلام” بقيادة زهران علوش، قبل أيام، يأتي في سياق احتواء النقمة الشعبية المتصاعدة لسكان الغوطة، التي اتهمت في اكثر من مناسبة القيادات العسكرية بالفساد وعدم الجدية في فك الحصار عن الغوطة الشرقية، حتى ان زعيم “فيلق الرحمن” عبد الناصر شمير نفسه كان قد تعرض قبل بضعة أيام، إلى الضرب من قبل المتظاهرين في بلدة حمورية، بعد قيام أحد مرافقي النقيب بإطلاق النار على المتظاهرين وقتل أحدهم.

 

الزبداني: إختراقات متبادلة..تقطع مياه دمشق

تمكّنت قوات النظام ومقاتلو حزب الله، الأحد، من الدخول إلى أجزاء من مدينة الزبداني، مع دخول المعركة مع المعارضة يومها الثالث. وقالت قناة المنار إن “قوات الجيش السوري ومجاهدي المقاومة يدخلون مدينة الزبداني من الجهة الغربية ويسيطرون على منطقة الجمعية” وتلك المنطقة شهدت خلال اليومين الماضيين تبادلاً للسيطرة حتى استقرت أخيراً بيد النظام وحزب الله.

 

هذا التقدم الذي حققه النظام جاء بعد قصف مكثّف نفّذه الطيران المروحي والحربي منذ الخميس الماضي، وبلغ عدد البراميل المتفجرة التي ألقيت على المدينة، يوم الأحد فقط، 16 برميلاً، فيما شنّ الطيران الحربي 3 غارات، بالتزامن مع قصف بأكثر من 10 صواريخ أرض-أرض، وقصف مدفعي، من الحواجز التي تتوزع في محيط المدينة، بحسب ما ذكرت “تنسيقية الزبداني”.

 

دخول قوات حزب الله والنظام إلى أجزاء من المدينة لا يعني سيطرتهم عليها، إلى الآن، إذ إن الاشتباكات ما تزال مستمرة، وبلغت ذروتها ظهر الأحد، حيث أوردت “تنسيقية الزبداني” نبأ استهداف سيارة تابعة للحزب في “منطقة الدرجة خلف قلعة الزهراء”، كما تم استهداف “دبابة حاجز قصر السعودي في الجبل الغربي ما أدى إلى احتراقها”، فيما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن “الفرقة الرابعة وعناصر حزب الله (تقدموا) في الأطراف الغربية من مدينة الزبداني”.

 

هذه المعركة تخطّت حدود الزبداني، إذ أعلن “مجلس الشورى في وادي بردي”، قطع مياه نبع الفيجة عن العاصمة السورية دمشق، في محاولة للضغط على قوات النظام لوقف تقدمه. وقال البيان “الدين يأمرنا بنصرة إخوتنا ولذلك نعلن نحن مجاهدي وادي بردى وقوفنا في خندق واحد مع إخوتنا في مدينة الزبداني الأبية بكل ما نستطيع، دون أن ندخر في ذلك عدة أو عتاداً”.

 

من جهة ثانية، تتواصل الاشتباكات بين قوات النظام الميليشيات الموالية لها من جهة، وقوات المعارضة من جهة ثانية، في حلب. وقال المرصد السوري إن الاشتباكات تتركز “عند أطراف حي جمعية الزهراء ومحيط مسجد الرسول الأعظم في الحي  واطراف منطقة الليرمون”، حيث تحاول قوات النظام منع المعارضة من السيطرة على مدينة حلب، خصوصاً مع تمكن الأخيرة من السيطرة على مبنى البحوث العلمية، وهو بمثابة بوابة الدخول إلى حلب الجديدة، فضلاً عن سيطرتها على أبنية تحقق لها السيطرة النارية على فرع المخابرات الجوية وكتيبة المدفعية، في الجزء الغربي من المدينة، وهذا التقدم هو الأول للمعارضة داخل المدينة منذ العام 2013.

 

قوات النظام كثّفت من استهدافها للمعارضة من الجو. وقال المرصد السوري إن تقدم المعارضة “ترافق مع تنفيذ الطيران المروحي والحربي المزيد من الضربات على  مناطق الاشتباك، بينما سقطت ليل امس عدة قذائف اطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في حي حلب الجديدة الخاضع لسيطرة قوات النظام، ما ادى لأضرار مادية وسقوط جرحى”، وأكد المرصد “مقتل وجرح ما لا يقل عن 25 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ليل امس خلال اشتباكات مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة في منطقة اكثار البذار شمال غرب حلب”.

 

استمرار المعارك في محيط حلب وانفجار شاحنة ملغومة في الحسكة

التحالف يستهدف «داعش» في الرقة في «أكثر عملية دقةً وأهميةً»

بيروت: كارولين عاكوم

نفذ التحالف الدولي غارات جوية مكثفة على تجمعات لتنظيم داعش في مدينة الرقة في شمال سوريا، مساء السبت، في عملية وصفت بـ«النوعية» لارتكازها على البنى التحتية والجسور ومواقع مهمة، وأدت إلى مقتل ثلاثين عنصرا على الأقل. في غضون ذلك وفيما تواصلت المعارك العنيفة في محيط مدينة حلب (شمال) التي تحاول فصائل المعارضة التقدم فيها، قال الجيش السوري بأن انتحاريين من تنظيم داعش فجرا أمس شاحنة ملغومة قرب محطة للكهرباء تخدم مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا.

 

واعتبر التحالف الدولي في بيان أصدره في واشنطن: «إن الغارات الأخيرة كانت من العمليات (الأكثر أهمية) منذ بداية القصف الجوي على مواقع المتطرفين في سوريا والعراق في سبتمبر (أيلول)».

 

وقال المتحدث باسم التحالف توماس غيليران «الغارات الجوية المهمة التي نفذت مساء السبت، كانت بهدف حرمان داعش من القدرة على نقل عتاد عسكري عبر سوريا وباتجاه العراق».

 

وأوضح «أنها إحدى أهم العمليات التي قمنا بها حتى الآن في سوريا»، مؤكدا «سيكون لها تأثير كبير على قدرة داعش على التحرك انطلاقا من الرقة».

 

وأشار المتحدث إلى أن الائتلاف «أصاب بنجاح الكثير من الأهداف ودمر مباني وطرقا»، مضيفا أن هذه الغارات «قلصت بشدة حرية تنقل الإرهابيين».

 

من جهته، وصف أبو محمد، الناشط في «تجمع الرقة تذبح بصمت» الغارات التي استهدفت مواقع «داعش» بشمال الرقة في الساعات الأخيرة، بـ«الأكثر دقة» والتي قد تمهّد لعملية أكبر يتم تحضيرها.

 

ولفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ القصف ارتكز على بنى تحتية وجسور ومقرات يعتقد أن بعضها تستخدم كمخازن للأسلحة. وأوضح «أن الغارة التي نفذت مساء السبت استهدفت سيارة في شارع الفردوس كانت تقل 4 عناصر من «داعش» أدت إلى مقتلهم جميعا على الفور، إضافة إلى 6 مدنيين كانوا متواجدين في المكان، وتشير المعلومات إلى أن أحدهم وهو من جنسية غير سورية قد يكون قياديا في التنظيم. أما فيما يتعلق بالغارات التي نفذت فجر الأحد، فهي ارتكزت وفق أبو محمد على الجسور في أطراف الرقة، إضافة إلى البنى التحتية وتحصينات عسكرية استقدمت من العراق، إضافة إلى شاحنة كانت محملة أيضا بالأسلحة.

 

وفيما أدت الغارات إلى انقطاع شبكات الهاتف الأرضية لنحو ساعة قبل أن تعود لطبيعتها في المدينة، لفت أبو محمد إلى أن «الاتصالات لا تزال مقطوعة في الأطراف».

 

وتأتي الغارات غداة نشر تنظيم داعش على الإنترنت شريط فيديو يظهر إعدام 25 جنديا سوريا بأيدي فتيان وسط آثار مدينة تدمر في وسط البلاد. ويتضمن الشريط ومدته نحو عشر دقائق، صورا عن عملية إعدام جماعية نفذت على الأرجح بعيد سيطرة التنظيم في 21 مايو (أيار) على تدمر المعروفة بآثارها المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي.

 

وفي محافظة حلب تواصلت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة على جبهتين غرب المدينة. وأفاد المرصد السوري عن فشل الهجوم الذين بدأته «غرفة عمليات أنصار الشريعة» المؤلفة من جبهة النصرة ومجموعة فصائل معارضة، الخميس، على حي جمعية الزهراء حيث مقر فرع المخابرات الجوية، مشيرا في الوقت عينه إلى استمرار المعارك في المنطقة.

 

وفي جنوب حي جمعية الزهراء، واصلت قوات النظام محاولة استعادة السيطرة على مركز البحوث العلمية، وهو عبارة عن ثكنة عسكرية كبيرة سيطرت عليها «غرفة عمليات فتح حلب» التي تضم مجموعة فصائل مقاتلة ليل الجمعة.

 

ويوم أمس، أعلن المرصد عن قيام قوات النظام في مدينة حلب بحرق جثث لمقاتلين من فصائل معارضة كانوا قد قتلوا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي جمعية الزهراء بغرب مدينة حلب، حيث تمكنت قوات النظام من سحب جثثهم، لتقوم بإضرام النيران فيها وحرقها بعد جمعها.

 

واندلعت المعارك في حلب صيف 2012. وانقسمت المدينة سريعا بين أحياء تحت سيطرة النظام في الغرب وأخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في الشرق. ولم تتوقف العمليات العسكرية فيها خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن منذ عام 2013. لم تتغير خريطة المواقع كثيرا على الأرض.

 

وقال المرصد بأن المعارك التي شهدتها حلب هذا الأسبوع «تعتبر الأقوى منذ بدء المواجهات فيها من حيث القوة النارية» التي تم استخدامها من الطرفين. في موازاة ذلك، قال الجيش السوري بأن انتحاريين من تنظيم داعش، فجرا أمس شاحنة ملغومة قرب محطة للكهرباء تخدم مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا في أحدث هجوم بعد طردهم من معظم أجزاء المدينة.

 

وقال التلفزيون السوري بأنه جرى إبطال هجوم ثان ضد محطة كهرباء تخدم أحياء جنوبية في المدينة، ولكن الهجوم الأول سبب ضررا ماديا وأدى إلى سقوط ضحايا.

 

ويواصل مقاتلو تنظيم داعش شن هجمات خاطفة داخل المدينة رغم أنهم طردوا من بعض المناطق، بعد أن شنوا هجوما كبيرا الشهر الماضي أخفقوا خلاله في السيطرة على عاصمة المحافظة المنتجة للنفط والحبوب.

 

النظام وحزب الله يحاولان اجتياح الزبداني  

سيطرت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني اليوم الأحد على مواقع في أطراف مدينة الزبداني بريف دمشق بغرض اجتياحها، وسط مقاومة عنيفة من قوات المعارضة التي أعلنت من جهتها بدء معركة في حي جوبر شرقي العاصمة السورية.

 

وقال الإعلام الرسمي السوري إن قوات النظام ومسلحي حزب الله سيطروا على منطقة الجمعيات في الجهة الغربية من الزبداني وعلى منطقة سلطانة في الجهة الشرقية, بينما قال المرصد السوري إن اشتباكات عنيفة لا تزال تدور بين القوات المهاجمة وفصائل المعارضة, وفي مقدمتها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام.

 

وتم التمهيد للهجوم على الزبداني بإلقاء عشرات البراميل المتفجرة مع قصف مدفعي وصاروخي يومي السبت والأحد، مما سمح لقوات النظام وحزب الله بالتقدم في شرق وغرب المدينة المحاصرة بالكامل منذ عام.

 

والزبداني مدينة إستراتيجية تطل على الطريق الذي يصل دمشق ببيروت, وتخضع للمعارضة منذ مطلع العام 2012, وهي من بين آخر معاقلها بجوار الحدود اللبنانية السورية.

 

وقال المرصد السوري إن 14 من قوات النظام ومليشيات الدفاع الوطني وحزب الله و12 من المعارضة والمدنيين قتلوا في المعارك الجارية بالزبداني. وتحدث الإعلام الرسمي السوري عن قتل عشرات من مسلحي المعارضة في المدينة.

 

بدورها أعلنت حركة أحرار الشام أنها دمرت الأحد دبابتين لجيش النظام عند حاجزي قصر السعودي والحورات في مدينة الزبداني. كما قالت إنها قتلت وجرحت عددا من جنود النظام ومقاتلي حزب الله أثناء تصديها لعملية تسلل باتجاه قلعة الزهراء في المدينة.

 

ووفقا لناشطين فإن معظم سكان الزبداني نزحوا عنها بسبب الحصار والقصف, لكن آلافا لا يزالون في الجزء الشرقي منها.

 

ويأتي الهجوم على الزبداني ضمن حملة عسكرية أوسع تشنها القوات السورية وحزب الله في منطقة القلمون التي شهدت مؤخرا معارك بين حزب الله والقوات النظامية السورية من جهة, وبين جيش الفتح السوري المعارض وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى.

معارك وغارات

وتزامن الهجوم على الزبداني بالقلمون مع إعلان فصائل معارضة في الغوطة الشرقية بدء معركة أطلقت عليها “أيام بدر”. وضمن هذه المعركة شهد حي جوبر شرقي دمشق اشتباكات بين الفصائل المعارضة التي تسيطر عليه وبين القوات النظامية.

 

وفي الوقت نفسه شن الطيران الحربي السوري سلسلة من الغارات مرفقة بقصف صاروخي على بلدات في ريف دمشق، بينها عين ترما ودوما.

 

وقالت مراسلة الجزيرة في ريف دمشق إن ستة مدنيين قتلوا وأصيب عشرات إثر خمس غارات جوية على عين ترما بالغوطة الشرقية. وتسبب القصف كذلك في دمار كبير في الأبنية والممتلكات في البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

 

وفي ريف دمشق أيضا تحدث ناشطون عن إلقاء طيران النظام براميل متفجرة على الجهة الشرقية لبلدة معضمية الشام المحاصرة تحتوي على سوائل كيميائية تسبب حروقا جلدية. كما استهدفت غارات جوية بلدات في درعا جنوبي البلاد, وفي حماة (وسط) وإدلب (شمال), مما أوقع قتلى وفقا لناشطين.

 

وفي حلب شمال البلاد قالت المعارضة إنها صدت محاولة من قوات النظام المدعومة بمليشيات لبنانية وآسيوية لاستعادة مبنى البحوث العلمية, وهي مقر عسكري سيطر عليه مقاتلو غرفة عمليات فتح حلب وأنصار الشريعة ضمن معركة بدأت قبل أيام للسيطرة على أحياء المدينة الغربية الخاضعة للنظام.

 

وتحدثت المعارضة عن قتل العشرات من الجنود النظاميين أثناء تقدمها نحو جمعية الزهراء, وتحدث الإعلام السوري في المقابل عن قتلى كثيرين من مسلحي المعارضة.

 

الجيش التركي ينشر بطاريات صواريخ ومدفعية على حدود سوريا

دبي – قناة العربية

أرسلت هيئة الأركان التركية للجيش والقوات المسلحة دفعة جديدة من البطاريات المضادة للصواريخ والقذائف، حيث وصلت هذه الشحنة، صباح أمس الأحد، إلى ولاية كيليس الحدودية في جنوب شرق محافظة غازي عنتاب، كجزء من أحدث الإجراءات الأمنية المتخذة ضد مخاطر امتداد القوات الكردية وتنظيم “داعش” من سوريا.

وقالت مصادر أمنية إن القتال بين المسلحين والتنظيمات المتشددة على الحدود التركية دفع بالجيش التركي إلى تعزيز مواقعه الحدودية.

هذا ومنعت الحكومة التركية مواطنيها من الدخول إلى سوريا، بينما سمحت للمواطنين السوريين ممن لديهم الطوابع القانونية على جوازات سفرهم بالعبور من الحدود.

ومن المقرر أن يتم تركيز البطاريات في منطقتي “أونجو بينار” و “ألبيلي” الحدوديتين، وذلك لردع أي اعتداء صاروخي محتمل من الجانب السوري.

وكانت الشحنة الجديدة قد انطلقت من منطقة بولاطلي التابعة للعاصمة التركية أنقرة، حيث تقدمت الشاحنات برفقة عدد من عناصر الاستخبارات التركية، وتحت تشديد أمني مكثّف.

وتأتي هذه التعزيزات رغم نفي رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، أن تكون الاستعدادات العسكرية على الحدود مع سوريا تهدف إلى اجتياح أراضي الأخيرة.

ودعا الجيش التركي، قادة القوات المنتشرة على طول الحدود مع سوريا لاجتماع الأسبوع المقبل، لبحث إمكانية تنفيذ عملية عسكرية في سوريا، بحسب ما أوردته صحيفة “حرييت” التركية على موقعها الإلكتروني.

وعززت تركيا إمكاناتها الدفاعية منذ الأسبوع الفائت على طول الحدود عبر نشر دبابات وصواريخ مضادة للطائرات وقوات برية، وذلك بعد تصاعد المعارك في شمال مدينة حلب.

 

اشتباكات قرب معبر تل أبيض بين الأكراد والجيش التركي

العربية.نت

دارت اشتباكات بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وعناصر من الجيش التركي من طرف آخر، بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، قرب معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت مصادر من المنطقة للمرصد، إن الاشتباكات دارت بين الطرفين، مع مسلحين حاولوا أن يعبروا الحدود، ومعلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى.

 

الجيش السوري يدخل الزبداني

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دخل الجيش السوري ومقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية مدينة الزبداني، التي تسيطر عليها قوات المعارضة في اليوم الثاني من هجوم كبير يستهدف السيطرة على المنطقة الحدودية الاستراتيجية، التي تقع على طريق دولي سريع يربط بين سوريا ولبنان.

 

وقال التليفزيون السوري إن “قوات الجيش السوري ومقاتلي حزب الله دخلوا مدينة الزبداني من الجهة الغربية ويسيطرون على منطقة الجمعية” في المدينة المحاصرة التي تقع على بعد نحو 45 كيلومترا شمال غربي العاصمة دمشق.

 

وكانت مصادر للمعارضة السورية قد ذكرت أن 3 من مسلحي حزب الله اللبناني على الأقل قتلوا خلال اشتباكات مع فصائل المعارضة المقاتلة في الزبداني>

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خسائر المعارضة ارتفعت إلى 7 قتلى على الأقل في محيط الزبداني، التي تعرضت لقصفت من القوات الحكومية.

 

هجوم لداعش بالحسكة

 

وفي تطور آخر، قال الجيش السوري إن انتحاريين من “تنظيم الدولة” فجروا، الأحد، شاحنة ملغومة قرب محطة للكهرباء تخدم مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، في أحدث هجوم بعد طردهم من معظم أجزاء المدينة.

 

وقال التلفزيون السوري إنه جرى إبطال هجوم ثان ضد محطة كهرباء تخدم أحياء جنوبية في المدينة، ولكن الهجوم الأول سبب ضررا ماديا، وأدى إلى سقوط ضحايا.

 

ويواصل المتشددون شن هجمات خاطفة داخل المدينة رغم أنهم طردوا من بعض المناطق بعد أن شنوا هجوما كبيرا الشهر الماضي أخفقوا خلاله في السيطرة على عاصمة المحافظة المنتجة للنفط والحبوب.

 

والمدينة مقسمة إلى مناطق يديرها بشكل منفصل كل من الحكومة السورية وإدارة كردية.

 

سوريا: وزير الداخلية يزور دروز السويداء.. والمقداد “فرح” بزيارات الخليجيين لروسيا ويشير لمثلث موسكو – طهران – حزب الله

دمشق، سوريا (CNN) — برز في سياق الصراع الدائر بسوريا زيارة وزير الداخلية، محمد الشعار، إلى السويداء، التي تقطنها غالبية درزية، والتي اقتربت منها المعارك مؤخرا، في حين غمز نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، من قناة الزيارات الخليجية الأخيرة إلى روسيا، قائلا إن الحلف العالمي بمواجهة الإرهاب يستند إلى مثلث روسيا وإيران وحزب الله.

 

وقال وزير الداخلية السوري، اللواء محمد الشعار، إن الدولة “حريصة على جميع أبنائها والدفاع عنهم في مواجهة الإرهاب والفكر التكفيري والحفاظ على الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية وإحباط مشروع الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد” وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية، مضيفا أن أبناء السويداء “يشكلون رديفا للجيش.”

 

وحض الشعار على مواجهة ما وصفها بـ”الحرب العدوانية الإرهابية والمؤامرة الكونية الشرسة” التي تستهدف سوريا” على حد تعبيره، بينما شدد شيخ عقل الدروز، حمود الحناوي، على ضرورة “وحدة الكلمة” مضيفا أن الجيش السوري “صامد على مدى أربع سنوات ونصف.”

 

من جانبه، قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، في مقال له بصحيفة البناء اللبنانية إن “القيادة السورية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد” أدركت أن البلاد “تواجه حرباً عالمية إقليمية كبرى”. وتطرق إلى دعوة الرئيس الروسي لحلف ضد الإرهاب بالقول إن دمشق “تتحدث بصورة مباشرة عن مثلث يتقدم هذه الجبهة العالمية يضم روسيا كدولة رائدة في مفهوم الاستقلال الوطني وإيران الدولة المستقلة الصاعدة إقليمياً بقوة خيارها الاستقلالي وحزب الله القوة الشعبية التي تمثل روح المقاومة العربية التي تملك إرادة الاستقلال الوطني وتعبر عنها.”

 

وتطرق المقداد بشكل غير مباشر إلى زيارات المسؤولين الخلجيين لموسكو بالقول: “الذين تورطوا في الحرب على سورية بدأوا يرون اليوم في موسكو محجة لهم ويقدمون على كرسي الاعتراف فيها.. وتتقدم موسكو لملاقاتهم بمبادرة لحلف في وجه الإرهاب فهذا يفرح سوريا.. ويفرحها أيضا أن يكون الحل في سورية أساسه مبادرة روسية” متحدثا عن “قرب النصر” بالنسبة للنظام السوري.

 

داعش يقطع رأس صبي في الـ17 من عمره في دير الزور ويهاجم ريف الحسكة الشمالي

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على قطع رأس فتى في الـ17 من عمره في دير الزور بتهمة سب الذات الإلهية، فيما شن التنظيم هجمات على إحدى البلدات في ريف الحسكة الجنوبي، وسط اشتباكات عنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردي.

 

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إعدام تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” طفلا يبلغ من العمر 17 عاما، من في مدينة دير الزور، حيث قام بفصل راسه عن جسده بضربة بالسيف، قرب حديثة المشتل بشارع التكايا وسط مدينة دير الزور، وذلك بتهمة “سب الذات الإلهية” بحسب ما نقل المرصد عن ناشطيه.

 

وعلى صعيد العمليات العسكرية التي يشنها التنظيم في سوريا ذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور بين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الريف الجنوبي لبلدة تل براك بريف الحسكة الشمالي.

 

وترافقت الاشتباكات مع سماع دوي انفجار عنيف ناجم عن تفجير التنظيم لعربة مفخخة في المنطقة، حيث يحاول التنظيم في هجومه هذا التقدم باتجاه بلدة تل براك التي خسر السيطرة عليها منذ أشهر.

 

وفي محافظة الرقة فجر عنصر من “داعش” عربة مفخخة قرب أحد تمركزات وحدات حماية الشعب الكردي بريف تل أبيض الجنوبي الشرقي، والذي يشهد اشتباكات بين الوحدات الكردية المدعمة بالفصائل المقاتلة وطائرات التحالف من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من جهة أخرى، وذكر المرصد أن هناك معلومات عن خسائر بشرية في صفوف مقاتلي الوحدات جراء التفجير.

 

تواصل الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة للسيطرة على مدينة الزبداني الاستراتيجية الحدودية

صور بثها التلفزيون الحكومي السوري لدخان كثيف في سماء المدينة تزامنا مع القصف المدفعي والغارات الجوية.

تواصلت الاشتباكات في مدينة الزبداني في الريف الغربي للعاصمة السورية بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة بمشاركة كثيفة من الطيران الحكومي.

ونقل مراسلنا في دمشق عساف عبود عن مصادر عسكرية أن القوات الحكومية ومسلحي حزب الله أحرزوا تقدما من الجهتين الشرقية والغربية للمدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ 2012.

وتقدمت القوات السورية في أحياء السلطاني والجمعيات، بينما تدور اشتباكات عنيفة في محيط جامع الهدى داخل المدينة، وفقا لمراسل بي بي سي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن مسلحي المعارضة استهدفوا تمركزات لحزب الله في منطقة حاجز الحورات ما أسفر عن قتلى بين صفوف عناصر حزب الله.

وأضاف المرصد، الذي يقول إنه يعتمد على شبكة مصادر محلية، إن الاشتباكات الدائرة بالقرب من مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية أسفرت عن مقتل عنصر من قوات النظام على الأقل.

ودارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات بين الفصائل الإسلامية وقوات النظام من طرف آخر في محيط مساكن الشرطة بالقرب من مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية، وأسفرت عن مقتل عنصر من قوات النظام على الأقل

وكانت القوات الحكومية قد سيطرت على قلعة التلّ مع بداية العمليات في الزبداني.

وتسعى القوات إلى إحكام الحصار على المدينة من الجهة الشرقية عبر الجبال من منطقة بلودان والغربية عبر الجبل الغربي الفاصل مع الحدود اللبنانية.

والزبداني هي آخر مدينة لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة القلمون في ريف دمشق.

وأفادت مصادر حكومية بمقتل 11 على الأقل من مسلحي المعارضة خلال الاشتباكات.

وقال مسلحو المعارضة إنّهم دمروا دبابات حكومية قرب قصر السعودي وقرب حاجز الحوّارات وإنّ ثمة اشتباكات دائرة في منطقة الدرجة مع القوات الحكومية.

ويقول مراسلنا إن العملية العسكرية الحكومية تهدف إلى تأمين طريق دمشق بيروت وقطع خط الإمداد من عرسال إلى الزبداني ومنها إلى ريف دمشق، حيث يعتبر خط إمداد رئيسي لمسلحي المعارضة في ريف العاصمة. كما تعتبر هذه العملية استكمالا لسيطرة القوات الحكومية على سلسلة جبال القلمون الفاصلة بين لبنان وسوريا.

وكانت وسائل إعلام محلية أفادت بأن الجيش السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني يحكمون الحصار على مدينة الزبداني، وهي آخر المدن المهمة الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية قرب الحدود مع لبنان، بحسب ما نقلته وسائل إعلام حكومية في سوريا.

وبث حزب الله صورا تظهر الزبداني تعلوها سحب دخان كثيف تزامنا مع قصف مدفعي قوي وغارات جوية عنيفة.

وتفيد تقارير بأن المدنيين غادروا المدينة الواقعة قرب طريق بيروت-دمشق السريع الذي بين سوريا ولبنان.

وكان الجيش السوري قد شن قد شن الجمعة أكثر من 90 ضربة جوية بالبراميل المتفجرة تمهيدا لبدء هجوم السبت، بحسب المرصد السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى