أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاربعاء 19 تموز 2017

«قوات فصل» روسية إلى الجنوب السوري

موسكو – رائد جبر؛ لندن – «الحياة»

هددت تركيا باستمرار عملياتها العسكرية في ريف حلب الشمالي «حتى مقتل آخر إرهابي». وجاء هذا التهديد فيما استمرت أمس، المواجهات العنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» من ناحية، وقوات تركية وفصائل «الجيش السوري الحر» المنضوية في إطار عملية «درع الفرات» من ناحية أخرى. وأدت وساطة روسية، بطلب من تركيا، إلى قيام «سورية الديموقراطية» بتسليم جثامين 9 عناصر ممن قتلوا في الاشتباكات إلى «الهلال الأحمر» الكردي. ومن بين القتلى جنود أتراك ومقاتلون في «الجيش الحر»، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

في موازاة ذلك، أفادت مصادر متطابقة في المعارضة بوصول حوالى 400 عنصر من القوات الروسية إلى ريف درعا الشمالي، سيكونون بمثابة «قوات فصل» بين القوات النظامية وفصائل المعارضة الناشطة في محافظات الجنوب، درعا والسويداء والقنيطرة، التي طبقت فيها هدنة برعاية أميركية – روسية.

وسربت موسكو معلومات عن احتمال التوصل إلى إعلان هدنة ثانية تشمل ريفي دمشق وحمص. وأشارت مصادر إلى مشاورات روسية – أميركية جارية في هذا الشأن. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مصدر وصفته بالمطلع، أن واشنطن وموسكو «قد تعلنان هدنة ثانية في سورية، في منتصف آب (أغسطس) المقبل، لتشمل ريف حمص والغوطة الشرقية».

وتوقع المصدر أن يتم الإعلان عن الهدنة قبل الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة المقررة في أواخر الشهر المقبل.

وأجرى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس، محادثات مع نظيره الأميركي توماس شينكون تناولت «كل ملفات العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية»، وبينها تطورات الموقف في سورية. وقال ريابكوف في اختتام جولة المحادثات إن الطرفين الروسي والأميركي «قد يعقدان لقاءً قريباً لبحث هذا الموضوع». من جانب آخر، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأردني أيمن الصفدي. وبحثا الإجراءات التي تتخذها روسيا والأردن ودول أخرى لـ «خفض التوتر» في سورية.

وأفاد «المرصد السوري» نقلاً عن مصادر متقاطعة بوصول حوالى 400 عنصر من القوات الروسية إلى ريف درعا الشمالي، بينما دخلت «هدنة الجنوب» يومها التاسع. وتحدثت المصادر عن تمركز القوات الروسية في ريف درعا الشمالي، بقرية الموثبين ومحيطها، تمهيداً لتوزيعهم ليكونوا بمثابة «قوات فصل» بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، وفصائل المعارضة الناشطة في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.

ميدانياً، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن بلاده «ستواصل حربها ضد الإرهاب حتى مقتل آخر إرهابي». وأوضح يلدريم في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم أمس، «سنواصل التصدي للإرهاب ليس فقط في الداخل ولكن في الخارج أيضاً، وفقاً لحقوقنا بموجب القانون الدولي».

وتعرضت أماكن في منطقة برصايا الواقعة في ريف عفرين، بريف حلب الشمالي الغربي، لقصف من القوات التركية. كما قصفت القوات التركية مناطق سيطرة «سورية الديموقراطية» في الريف الشمالي لحلب، بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال.

ووفقاً لـ «المرصد السوري» فإن عدد قتلى المواجهات خلال الـ48 ساعة الماضية بلغ 15 شخصاً، إضافة إلى عشرات الجرحى.

في موازاة ذلك، شنت المقاتلات الحربية الروسية غارات جوية مركزة على منطقة محروثة في البادية السورية. كما طاول القصف الجوي الروسي منطقتي خبرة فكة، وخبرة مطوطة. وتزامنت الغارات مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في البادية. وأعلن فصيل «جيش أسود الشرقية» المنضوي في «الجيش الحر» أنه قتل أكثر من 40 عنصراً من القوات النظامية، إثر استهداف مواقعهم في البادية براجمات الصواريخ.

 

روسيا وأميركا تمهدان لهدنة ثانية في سورية

موسكو – رائد جبر

سربت موسكو معلومات عن احتمال التوصل إلى إعلان هدنة ثانية في سورية تشمل ريفي دمشق وحمص. وأشارت مصادر إلى مشاورات روسية– أميركية جارية في هذا الشأن.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مصدر وصفته بالمطلع، أن روسيا والولايات المتحدة «قد تعلنان هدنة ثانية في سورية، في منتصف آب (أغسطس) المقبل، لتشمل ريف حمص والغوطة الشرقية».

وأوضح المصدر، ويرجح أن يكون نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف الذي يجري حالياً محادثات في واشنطن مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، أن مشاورات على مستوى خبراء من البلدين تجرى حالياً في إحدى العواصم الأوروبية حول هذا الموضوع.

وتوقع المصدر أن يتم الإعلان عن الهدنة قبل الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة المقررة في أواخر الشهر المقبل. ورجح أن يبدأ سريان وقف النار في منتصف الشهر المقبل. موضحاً أنه «على الأرجح، ستشمل الهدنة حمص، وربما الغوطة الشرقية».

وكانت روسيا والولايات المتحدة أعلنتا اتفاق هدنة، يشارك في تطبيقه الأردن، جنوب سورية، يشمل أرياف محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا. وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد أول لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمر بوتين والأميركي دونالد ترامب، على هامش قمة «العشرين» في هامبورغ، وأكد الطرفان أنهما يعملان على «توسيع هذه التجربة» وإعلان هدنات مماثلة في مناطق سورية أخرى.

وأجرى ريابكوف أمس محادثات مع نظيره الأميركي توماس شينكون تناولت «كل ملفات العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية» وبينها تطورات الموقف في سورية. وأعرب نائب الوزير في اختتام جولة المحادثات أنه «لا يستبعد اقتراب الطرفين من التوصل إلى إعلان هدنة جديدة». وقال إن الطرفين الروسي والأميركي «قد يعقدان لقاءً قريباً لبحث هذا الموضوع».

وما زالت هدنة الجنوب السوري سارية في مناطق تطبيقها في السويداء ودرعا والقنيطرة، بحسب الاتفاق الروسي– الأردني– الأميركي، وذلك في يومها التاسع على التوالي، منذ بدء تطبيقها في الجنوب السوري، في التاسع من تموز (يوليو) الجاري.

وسجل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصفاً من قبل قوات النظام بعدة قذائف هاون على أماكن في منطقة غرز بشرق مدينة درعا، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. كما سجل استهداف القوات النظامية بالرشاشات الثقيلة مناطق في أطراف قرية التلول الحمر في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة. ويعد هذان ثاني وثالث خرق يسجله «المرصد» في اليوم التاسع على التوالي.

وكان سجل «المرصد السوري» سجل أول خرق في اليوم التاسع، تمثل بسقوط قذيفة على منطقة في حي الكاشف الخاضع لسيطرة القوات النظامية في مدينة درعا، ما أدى إلى أضرار مادية. وطوال فترة الهدنة الممتدة منذ التاسع من الشهر الجاري وحتى الـ17 منه لم يقتل أي مدني أو عنصر مسلح جراء عمليات قتالية بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى.

وسجل «المرصد السوري» في الأيام الثمانية التي سبقت الهدنة مقتل 18 مدنياً بينهم 7 أطفال دون سن الثامنة عشرة و6 مواطنات فوق سن الـ18، في قصف من قبل القوات النظامية وقصف للطيران الحربي في الجنوب السوري، ومن ضمنهم مواطنتان وطفل قضوا جراء سقوط قذائف على مناطق سيطرة القوات النظامية.

 

رهان على رضوخ المسلحين لشروط الانسحاب تحت ضغط قصف سوري اليوم وغداً

بيروت – «الحياة»

فرضت التطورات العسكرية المنتظرة على جبهة جرود عرسال المتداخلة مع الأراضي السورية على حدود لبنان الشرقية، مع التسريبات عن قرب شن «حزب الله» هجوماً على مواقع المسلحين السوريين المتمركزين فيها، نقاشاً داخل البرلمان اللبناني أمس، فتناول عدد من النواب هذا الاحتمال وسألوا الحكومة عن موقفها من تولي الحزب العملية. ورد رئيس الحكومة سعد الحريري فأشار إلى أن الجيش اللبناني «سيقوم بعملية مدروسة في جرود عرسال والحكومة تعطيه الحرية لمعالجة هذا الأمر». وأكد أن «الحكومة مسؤولة عن السيادة على أراضيها، ولا تنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري ومجموعات أخرى» (للمزيد).

وفهم من كلام الحريري أنه في حال حصلت المعارك بين «حزب الله» والمسلحين في الجرود شرق عرسال، فإن الجيش اللبناني سيمسك الشريط الغربي لساحة المعركة، ولن يقف متفرجاً وسيمنع المسلحين السوريين من التسلل إلى عرسال أو القرى الأخرى مثل رأس بعلبك وغيرها، في حال هربوا غرباً بدلاً من أن ينسحبوا شرقاً نحو القلمون وعمق الأراضي السورية.

واجتمع البرلمان لمناقشة موضوع حساس يتعلق بإقرار سلسلة الرتب والرواتب للموظفين وأساتذة التعليم الرسمي والخاص والعسكريين، والتي مضت 4 سنوات على إحالتها على المجلس النيابي. وواكبت الاجتماع تظاهرات لقطاعات من الموظفين يصرون على أن تشملهم السلسلة، في ظل مخاوف كتل نيابية من أن ترفع كلفتها عجز الخزينة اللبنانية المتصاعد، فتهدد الاستقرار المالي. ورفض متظاهرون زيادة الضرائب لتمويل زيادة الرواتب.

وتابعت الأوساط السياسية تسريبات فشل المفاوضات التي كانت دائرة بين «حزب الله» وقيادة مسلحي «جبهة النصرة» (فتح الشام) لإخلاء الجرود على الحدود اللبنانية- السورية البعيدة من عرسال، للتأكد مما إذا طرأ ما يسمح باستئنافها، فيما يترقب أهالي البلدة انعكاسات المعركة المحتملة على المدنيين فيها، سواء كانوا من النازحين أو اللبنانيين. وكان أهالي عرسال الذين ينتقلون عبر حواجز الجيش إلى مقالع الحجارة والأراضي الزراعية في الجرود القريبة من البلدة، امتنعوا قبل أيام عن قصدها تحسباً لاندلاع المعارك. كما أن منظمات إغاثة تترقب ما إذا كانت أي معركة ستؤدي إلى انتقال نازحين إلى عرسال أو حتى إلى خارجها. وأجرت المفوضية العليا للاجئين اتصالات بفاعليات عرسال لإبلاغها أنها ستبقى على تواصل وأنها مستعدة للمساعدة عند أي طارئ. ودعت بلدية عرسال أهاليها إلى البقاء في البلدة.

إلا أن مصادر أمنية لبنانية تأمل بـ «أن يؤدي عض الأصابع إلى رضوخ المسلحين» لشروط «حزب الله» بالانسحاب، بدل حصول معركة عسكرية، خصوصاً أن قيادتهم كانت أبدت استعداداً للانسحاب. وقالت المصادر الأمنية لـ «الحياة» إن الضغوط مستمرة على مسؤولي «النصرة»، لا سيما أبو مالك التلة، عبر الغارات الجوية السورية، وتكثيف الجيش السوري في اليومين الماضيين قصفه المدفعي، فضلاً عن استعدادات الحزب الميدانية. وذكر مصدر أن البند العالق في التفاوض ما زال مسألة نقل السلاح الثقيل مع انتقال المسلحين من الجرود إلى مناطق سورية أخرى، إذ يصر «حزب الله» على أن يقتصر الأمر على نقل السلاح الخفيف. وكشفت المصادر أن هذه الضغوط ستستمر خلال 48 ساعة أي اليوم وغداً الخميس، لعلها تسفر عن حلحلة، وتؤدي إلى رضوخ التلة للشروط. وأوحى المصدر بذلك أنها الفسحة الأخيرة للتفاوض، وأوضح أن التلة يبحث عن «انسحاب مشرف»، بأن ينقل معه السلاح الثقيل إضافة إلى الخفيف، فضلاً عن الضمانات الأخرى المتعلقة بالمدنيين وعدم التعرض لهم من جيش النظام السوري وبالطريق الآمن للانسحاب نحو إدلب أو دير الزور. وذكر بعض من تابع التفاوض أن التلة ربما كان يراهن على أن يؤدي التوافق الأميركي- الروسي إلى امتداد الهدنة والمنطقة الآمنة في جنوب سورية، إلى مناطق أخرى منها القلمون، فامتنع عن قبول شرط الحزب. وفي الجرود البعيدة حيث يتمركز المسلحون، يقيم مدنيون معظمهم من عائلات هؤلاء المسلحين. وقال المصدر الأمني لـ «الحياة» إنه إذا شاء المدنيون من نساء وأطفال (من دون الرجال) العبور إلى عرسال أو غيرها عبر نقاط الجيش، هرباً من المعارك، فإن نقاط تمركزه ستسمح لهم بالانتقال لأسباب إنسانية.

وأوضح المصدر الأمني أن في محيط عرسال 110 مخيمات للنازحين، وإذا أرادوا الدخول إلى البلدة لن يمنعوا، إلا أن المعارك إذا حصلت ستكون في مناطق بعيدة من هذه المخيمات.

ويبلغ عدد مسلحي «النصرة» المطلوب انسحابهم مع التلة منها، بين 400 و600، معظمهم من الموجودين في الجرود قبالة عرسال. ويقارب عدد مسلحي «داعش» العدد ذاته، لكن معظمهم يتمركز في الجرود المقابلة لبلدتي رأس بعلبك والقاع.

 

البرلمان الروسي يصادق على بروتوكول ملحق باتفاقية نشر قوات بلاده بسوريا

الأناضول: صادق مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي، الأربعاء، على البروتوكول الملحق باتفاقية نشر مجموعات القوات الجوية الروسية في سوريا.

 

وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية الرسمية أن “البروتوكول ينص على تغير فترة نشر القوات من ما لا نهاية إلى 49 عاماً، مع التمديد التلقائي لـ 25 عاماً في حال لم يعلن أحد الطرفين نواياه عن وقف العمل بالاتفاقية، وذلك قبل عام على الأقل من موعد نهايته”.

 

ويحدد البروتوكول أن الجانب السوري يتولى الحراسة الخارجية لأماكن مرابطة العسكريين الروس والحدود الساحلية لمركز التموين التقني المادي للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، فيما سيتولى الجانب الروسي مهمات الدفاع الجوي والحراسة الداخلية والحفاظ على النظام العام داخل أماكن مرابطة القوات، بحسب المصدر نفسه.

 

وسبق لمجلس النواب (الدوما) الروسي أن أقدم على خطوة مماثلة. وبعد مواقفة مجلس الشيوخ على الوثيقة، ستتم إحالتها للرئيس الروسي للتوقيع عليها.

 

وفي 26 أغسطس/آب 2015، وقعت روسيا وسوريا، اتفاقية تسمح لوحدات من القوات الجوية الروسية بالانتفاع المجاني بقاعدة حميميم ومنشآتها وما يوافق الطرف السوري على تقديمه من قطع الأرض.

 

ونقلت قناة “روسيا اليوم” مؤخراً عن نائب وزير الدفاع الروسي، نيقولاي بانكوف، قوله إن “إبرام هذه الوثيقة سيتيح لسلاح الجو الروسي إجراء عملياته في سوريا بصورة أكمل”.

 

وأضاف أن ” دمشق أبلغت موسكو باستكمال جميع الإجراءات التمهيدية المطلوبة لدخول البروتوكول حيز التنفيذ”.

 

وذكر بانكوف أن “التكلفة المقررة لتطبيق البروتوكول الذي تم التوقيع عليه في دمشق في يناير/كانون الثاني المنصرم تبلغ 20 مليون روبل (336 ألف دولار أمريكي) سنوياً”.

 

ايزيديات على خطوط القتال في الرقة انتقاماً من تنظيم “الدولة

(أ ف ب): كانت الشابة الايزيدية هيزا “سبية” لدى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي خطفها من العراق وأتى بها إلى الرقة حيث أمضت أشهرا رهيبة في الأسر. اليوم، عادت إلى المدينة بلباس عسكري وبندقية لتقاتل التنظيم رغبة بالثأر لآلاف النساء اللواتي عشن المأساة نفسها.

 

في منزل اتخذته مقاتلات أيزيديات مقرا في حي المشلب في شرق الرقة، تقول هيزا “حين حملت السلاح، أزحت بعض الهم عن قلبي، ولكن الثأر لا يزال داخله إلى أن يتحررنّ جميعا”.

 

هيزا، كما شقيقتاها وقريبات لها، عينة من آلاف النساء والفتيات الايزيديات اللواتي احتجزهن تنظيم الدولة الاسلامية كسبايا اثر هجوم واسع في آب/ أغسطس العام 2014 في منطقة سنجار في العراق. وفر حينها عشرات آلاف الايزيديين وقتل عدد كبير منهم.

 

وتقول الشابة التي ترتدي بزة عسكرية وتلف رأسها بشال تقليدي اخضر اللون باللغة الكردية “انا أيزيدية من شنغال”، أي سنجار بالعربية.

 

وتضيف وهي تتجول في شارع مدمر كما غالبية الاحياء التي شهدت معارك في الرقة، “حين حصلت الابادة بحق الايزيديين، اصبحت النساء والفتيات بيد داعش، وانا واحدة منهن، اعتقلونا وقاموا بفصل الفتيات عن النساء والرجال، ثم اتوا بنا إلى الرقة”.

 

بقيت هيزا عشرة أشهر في قبضة الجهاديين وحاولت خلالها مرات عدة الانتحار.

 

لدى سرد قصتها، يبدو الارتباك الشديد على الفتاة التي لم تبلغ العشرين من العمر بعد. وتقول “أخذونا مثل الغنم، شردونا في شوارع الرقة. كانوا يبيعوننا، يأتي أحدهم ويأخذ واحدة منا حتى حان دوري”.

 

وتتحفظ الفتاة السمراء ذات العينين البنيتين والشعر الأسود عن الخوض في تفاصيل معاناتها لدى الجهاديين، مكتفية بالقول انها قاومت كثيرا وتكررت حالات بيعها وشرائها “أكثر من خمس مرات”.

 

والأيزيديون أقلية تعد أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصا في شمال العراق قرب الحدود السورية.

 

ويناصب تنظيم الدولة الإسلامية العداء الشديد لهذه المجموعة الناطقة بالكردية، ويعتبر أفرادها “كفاراً”.

 

بعد فشلها في الانتحار مراراً، تمكنت هيزا من الفرار من منزل نقلها الجهاديون اليه في الرقة إلى سوق قريب حيث التقت عائلة كردية تكفلت بمساعدتها، ونقلتها سراً إلى خارج المدينة في أيار/ مايو 2015.

 

– “وجع كبير”

 

منذ ذلك الحين، بدأت هيزا تجربة مغايرة مع “الرفاق” على حد وصفها، في إشارة الى المقاتلين الاكراد.

 

عادت إلى سنجار حيث تلقت تدريبات عسكرية مكثفة مكنتها من حمل السلاح، لتنضم إلى عداد “وحدات المرأة الشنغالية” التي تأسست بعد هجوم سنجار.

 

وتقول هيزا، وهو اسم حركي اتخذته لها ويعني “القوة”، “حين بدأت حملة الرقة، أردت أن أشارك فيها من أجل الفتيات الايزيديات اللواتي تم بيعهن هنا في شوارع الرقة”، مضيفة بانفعال “هدفي تحريرهن والثأر لهنّ”.

 

قبل نحو 20 يوماً، دخلت هيزا للمرة الاولى إلى مدينة الرقة منذ فرارها منها، ضمن قوة تضم مقاتلات في “وحدات المرأة الشنغالية”.

 

وانضمت هذه الوحدات الى صفوف قوات سوريا الديمقراطية (فصائل عربية وكردية) التي تخوض منذ السادس من حزيران/ يونيو معارك ضد الجهاديين داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

 

وتقف هيزا أمام أسلحة وضعتها رفيقات لها على درج منزل، وتقول “حين دخلت الرقة تملكني شعور غريب لا أستطيع وصفه، بالرغم من الوجع الكبير الذي أحمله، شعرت بالفرح”.

 

وتتحفظ هيزا عن الكلام عن تفاصيل معاناتها لدى سجانيها.

 

وتحرص هيزا والفتيات الايزيديات الموجودات في منزل حي المشلب على نظافة المكان، فتوضب إحداهن الاحذية أمام الباب واخرى تنشر الغسيل وثالثة تمسح الأرض. بينما أخريات يتابعن في إحدى الغرف اتصالات حول الوضع على الارض عبر جهاز لاسلكي.

 

– “أينما حلّ الظلم سأكون”

 

ونفذ الجهاديون سلسلة إعدامات جماعية بحق الايزيدين طالت الرجال تحديداً، وخطفوا المئات منهم، بالاضافة إلى استعباد واغتصاب النساء اللواتي اقتيد عدد كبير منهن كسبايا لبيعهن كزوجات للجهاديين. ووصفت الأمم المتحدة الهجوم على الايزيديين بانه يرقى إلى “محاولة ابادة جماعية”.

 

ودفعت معاناة هيزا والالاف من النساء في سنجار، الشابة الايزيدية ميركان (20 عاما) إلى المشاركة في قتال تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وبرغم ان هذه الفتاة المتحدرة من مدينة ماردين التركية، فقد عاشت حياتها في ألمانيا، لكن الهجوم على سنجار غير أولوياتها.

 

وتقول الشابة الطويلة القامة بابتسامة لا تفارقها “لم أكن أتخيل العالم بهذا الشكل، لم أتوقع أن امورا مماثلة تحصل فعلاً”.

 

وتشير إلى عبارة كتبتها على أحد جدران المنزل وفيها “نحن كمقاتلات ايزيديات بقوة ونضال في الرقة نثأر لمجزرة الثالث من آب ونثأر للفتيات الايزيديات”.

 

وتوضح “توجعت حينها كثيراً، وبدأت وشقيقتي آرين نفكر بالانضمام الى الرفاق دفاعاً عن سنجار”.

 

والتحقت ميركان في بداية العام 2015 بصفوف المقاتلات الايزيديات بعد ثلاثة اشهر من انضمام شقيقتها آرين (24 عاما).

 

وتقول “لم يعد أمامي الا هدف واحد هو تحرير النساء الايزيديات وكل النساء اللواتي لا يزلنّ في قبضة داعش”.

 

وتضيف “اخترت نمط حياتي. طالما هناك لباس عسكري سأرتديه. بالامس كان هناك تنظيم القاعدة واليوم داعش، ولا نعرف من سيأتي لاحقاً. أريد أن اذهب الى كل مكان حلّ فيه ظلم”.

 

في غرفة مجاورة، تكتفي زميلتها بسيه (اسم حركي) التي لا تتوقف عن التدخين، بالقول “نحن تعرضنا لأبشع انواع الظلم، وسيكون ثأرنا بكبر هذا الظلم”.

 

تعرض عشرات النساء للتحرش في حفل في ألمانيا يعيد الجدل حول اللاجئين

علاء جمعة

برلين ـ «القدس العربي»: في سابقة قد تنذر بتوتر أوضاع اللاجئين في ألمانيا مرة أخرى، أثارت الاعتداءات الجنسية وأعمال العنف بحق زوار حفل موسيقي ورجال الشرطة في مدينة شورندورف الواقعة في ولاية بادن فورتنبيرغ، احتدام الجدل في ألمانيا مجددا خاصة بعد التأكيدات الأمنية أن الجناة أغلبهم لهم أصول مهاجرة. بشأن ضرورة تغيير الآليات الأمنية المتبعة لضمان حماية أفضل لرجال الشرطة والمواطنين.

وأثارت الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها نساء أثناء حفل موسيقي في مدينة شورندورف الألمانية، جدلا واسعا حول الآليات التي يجب إتباعها مستقبلا لتأمين مثل هذه المناسبات. ويجري النقاش على وجه التحديد حول مسألة توفير المزيد من قوات الأمن على الأرض، وسط انتقادات شديدة من نقابة الشرطة الألمانية بخصوص العنف الممارس على رجالها من قبل مثيري الشغب.

ومن المنتظر أن يعقد برلمان الولاية جلسة لمناقشة الأحداث التي جرت يوم السبت الماضي وتعرضت عشرات النساء لاعتداءات جنسية من قبل شباب أثناء الحفل الموسيقي الصيفي السنوي لمدينة شورندورف. وأكدت الشرطة في مؤتمر صحافي عقدته الاثنين أن السبب الرئيسي في الاعتداءات كان الاستهلاك المفرط للكحوليات؛ كما أوضحت أن الكثيرين من أولئك المعتدين لهم خلفيات مهاجرة. وأدت أعمال العنف إلى سقوط جرحى. واعتقلت الشرطة خلال الحفل عراقيا وثلاثة لاجئين أفغان.

وذكر عمدة شورندورف ماتياس كلوبفير صباح الاثنين لإذاعة SWR، أنه و«عند منتصف الليل حدثت مناوشات بين مجموعتين، بعدها انضم عدد من الأشخاص من أصول مهاجرة أو لاجئين، لكنهم لم يشكلوا الأغلبية».

يذكر أن الحفل يحضره بقوة تلامذة المدارس ويقام مع نهاية العام الدراسي، وبالتالي كانت غالبية الحضور من المراهقين إلى غاية العشرين من العمر. واعتبر توماس شتروبل الأحداث بأنها «غير مقبولة إطلاقا»، موضحا أن المسؤولية لا تقع على عاتق الشرطة وإنما على عاتق أولئك الذين يقومون باعتداءات جنسية بحق النساء، وأولئك الذين يلجؤون إلى العنف ويرتكبون جنحا، ويرمون رجال الشرطة بالقارورات». وتابع: «أنا أنصح بعدم البحث عن كبش الفداء»، في إشارة إلى الشرطة.

وتعيد هذه التصريحات إلى الأذهان أحداث التحرش في مدينة كولونيا، حيث وقع تصعيد أيضا أثناء احتفالات مشابهة في عام 2013 خلف أضرارا كبيرة قبل أن تتدخل الشرطة. لكن أحداث التحرش والسرقة الجماعية التي تعرضت لها نساء في ليلة رأس السنة في محيط محطة القطارات الرئيسية في المدينة، فتح النقاش بشكل أكبر حول ظاهرة انتشار العنف في أوساط الشباب. واعتبر حادث التحرش الجماعي في رأس السنة سابقة في ألمانيا، إذ لأول مرة تتعرض نساء في مكان عام للتحرش والسرقة من قبل أعداد كبيرة من المعتدين. ووصلت حدة الانتقادات والضغوط، التي خلفتها هذه الأحداث إلى حد سن قانون يشدد إجراءات اللجوء ويسهل طرد اللاجئين، الذين يثبت تورطهم في جرائم جنائية.

ومازالت تداعيات تلك الأحداث مستمرة في ألمانيا، خاصة في ظل قيام وسائل إعلام بربطها بشكل رئيسي بأزمة اللاجئين، التي هي أيضا موضوع يثير الجدل في ألمانيا. وكانت الشرطة قد نشرت معلومات تفيد بأن المتورطين في هجمات رأس السنة ينتمون إلى بلدان من شمال إفريقيا بالإضافة إلى سوريين وعراقيين ومهاجرين من جنسيات أخرى. وقد تم استخدام تلك الأحداث من قبل جهات معينة لمهاجمة سياسة اللجوء (الباب المفتوح) التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

 

إيران تعزز نفوذها بدفعات جديدة من «أغرار العراق» وتضخم ميليشيات «الحشد الشعبي» في دمشق

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : من مقر العمليات العسكرية في العاصمة السورية دمشق، بث الإعلام الحربي لـ»كتائب الإمام علي» وصول دفعات جديدة من أغرار ومرتزقة العراق الذين تم تجنديهم مؤخرًا، مخترقين الحدود السورية العراقية، بحجة حماية المقدسات الشيعية، لتعبئتهم ضمن مجموعات تتلقى التدريبات العسكرية في العاصمة السورية دمشق، وتجهزهم لاستخدام جميع أنواع السلاح بهدف تنفيذ المشروع الإيـراني في المـنطقة.

أغرار العراق ومرتزقة «ميليشيا الإمام علي» يشرف على تدريبهم ضمن المعسكرات التي خصصها النظام السوري لهم على تخوم العاصمة دمشق، نخبة من القيادات العراقية واللبنانية التي تتبع لحزب الله اللبناني، بترسانة عسكرية إيرانية تدعم تضخم تلك الأذرع الإرهابية العابرة للحدود، لخوض معارك قريبة أطلق عليها الحشد الشعبي اسم «معركة محمد رسول الله» والتي بدأت بدغدغة المشاعر الشيعية المذهبية والطائفية المتنامية في ظل ظروف الحرب السورية، وذلك برفع شعارات ورايات شيعية وتقبيل «القرآن الكريم» الذي حمله أحد قيادات ميليشيا «كتائب الإمام علي» ولوّح إلى أغرار العراق بضرورة تقبيله والمرور من تحته قبل الصعود إلى الحافلات التي ستنقلهم من الأراضي العراقية إلى السورية حسب شريط مصور وبثه المصدر.

وأظهر الشريط المصور الذي بثه الإعلام الحربي لكتائب الإمام علي، حافلة كبيرة، تحمل آليات عسكرية وعشرات الجنود العراقيين، وقال إنهم متوجهون إلى الأراضي السورية، حيث رافقتهم الكاميرا حتى استقروا في مقر العمليات العسكرية وضمن معسكرات التدريب في دمشق، وبدأو بتلقي التدريبات البدنية والعسكرية على يد من سموهم بـ «أمراء الكتائب» حسب المصدر.

في نظرة استراتيجية للخبير العسكري «محمد العطار» قال لـ «القدس العربي»، إن الموقف الإيراني يرى بأن حزب الله في قواه الحالية وبالأسلحة التي أخذها من سوريا أصبح يمثل جهة خطيرة على إسرائيل، بيد أن الأخيرة تراقب الوضع عن كثب، ويتوقع أن تكون هناك معركة ما، ستشنها إسرائيل في توقيت محدد على ميليشيات حزب الله مستهدفة فيه قواه الحية والصواريخ والأسلحة والعتاد وأسلحة التدمير الشامل التي خبأتها سوريا لديه، او أخذها الحزب من سوريا، لهذا كان لا بد لإيران بمواصلة حشد ميليشياتها وإيفاد المئات منهم إلى الأراضي السورية.

وتابع المحلل العسكري: يضاف إلى ذلك إن الهدف الأساسي من تدخل إيران في سوريا، من قرابة الأربعين عاماً لم يتحقق، إذ أن أمريكا أعلنت ونفذت جزء من إعلانها بالهجوم على الميليشيات التي اقترتب من الحدود السورية العراقية، قاطعة ذلك طرق إمدادها بين العراق والشام، مانعة تحقيق الهدف الأساسي من الوجود الإيراني بتحقيق أو تنفيذ الهلال الشعي، ولهذا السبب أيضاً كان لا بد لإيران من زج طاقاتها وحشد ميليشياها في سوريا.

وكانت كتائب الإمام علي قد أرفدت مرتزقتها المتواجدين على الأراضي السورية بدفعة من المقاتلين الجدد، كان آخرها في الثلاثين من شهر حزيران/يونيو الفائت حيث قال قيادي من «الحشد الشعبي»، وهو المشرف على تدريب المرتزقة، إن «التدريبات العسكرية في دمشق، تهدف إلى إعداد المقاتلين لخوض معركة قريبة، وستكون هذه العمليات بإشراف نائب الأمين العام «محمد الباوي» حسب قوله.

 

رئيسة البرلمان السوري تهدد إعلاميين وناشطين بـ «المحاسبة»

برلمانيون يطالبون باستدعاء وزير الإعلام

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: قالت مصادر إعلامية سورية أن رئيسة البرلمان السوري هدية عباس توعدت صحافيين وناشطين وصفتهم بـ «المسيئين» بأنها ستحاسبهم بسبب تطاولهم على أعضاء البرلمان السوري، دون أن تحدد طريقة هذه المحاسبة وآليتها.

تهديد رئيسة البرلمان السوري هذا جاء على خلفية حلقة تلفزيونية عُرضت على قناة «سما» الفضائية المؤيدة في برنامج «شو الكتالوك» تهكم فيه مقدم البرنامج على أعضاء في البرلمان السوري يريدون وضع «فيميه» على سياراتهم.

مصادر داخل البرلمان السوري أكدت لـ «القدس العربي» أن هدية عباس توعدت بالفعل بمحاسبة «المسيئين» لكن المصادر قالت إن هذه المحاسبة ستكون وفق القانون وباللجوء للقضاء وفق قولها.

وتوعدت رئيسة مجلس الشعب السوري من سمتهم بـ «المسيئين» لأعضاء المجلس، وأكدت على أنها ستحاسب كل من يتطاول على البرلمان عموماً، وأن عدداً من النواب أبدوا احتجاجهم واستياءهم الشديد من برنامج «شو الكتالوك» الذي عرضته قناة «سما» وتناول في حلقته الأولى موضوع السيارات «المفيمة» لأعضاء مجلس الشعب مطالبين باستدعاء وزير الإعلام المهندس رامز ترجمان إلى قبة المجلس لمناقشة التطاولات الإعلامية على النواب معه. ورأت عباس أن من غير الممكن «السكوت عن الإساءات التي تطال مجلس الشعب» متوعدة بأنها «ستحاسب المسيء».

وانتقد ناشطون وصحافيون تهديدات رئيسة البرلمان السوري تلك واعتبروها تضييقاً على حرية التعبير وأن هذا التضييق يصدر من رئيسة مجلس النواب التي يجب أن تكون هي أكثر المسؤولين حرصاً على الحرية وممارسة النقد، لكن آخرين رأوا أن بعض الصحافيين والناشطين بالغوا في انتقادهم لأعضاء البرلمان إلى حد السخرية الشديدة وهذا غير مقبول وفق رأيهم.

وكانت الحلقة الأولى من البرنامج على قناة «سما» التي حملت عنوان «شبيحتك يا وطن» قد انتقدت أعضاء مجلس الشعب والذين طالبوا بوضع «فيميه» لسياراتهم كما تناولت الحلقة موضوع «التشبيح» في سوريا، وقام مقدم البرنامج بتقليد لهجات محلية وربطها بظاهرة التشبيح مما أثار موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد مقدم البرنامج وضد قناة «سما» إلى حد أن البعض وصف مقدم البرنامج بأنه «طائفي».

من جهته رد مقدم البرنامج محمود الحمش على حسابه في «فيسبوك على منتقدية بالقول «إن السوريين إخوة ويلي بحاول يحكي كلمة غير هيك بيكون مو مربى، الحلقة الأولى من شو الكتالوك تخاطب المواطن البسيط، وانتقاد لبعض المظاهر اللي تكررت خلال السنين الماضية فقط لا غير، وأن أي شخص يحاول أن يصطاد في الماء العكر فهاد قليل ناموس».

 

معركة «الجبال التدمرية» قرب السخنة… آخر معاقل التنظيم في بادية تدمر ومفتاح النظام لكسر حصار دير الزور

وائل عصام

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تكتسب معارك البادية الشامية أهمية مزدوجة، فهي مفصلية لتأمين الخطوط الدفاعية للنظام شرق سوريا الحيوية حيث حمص وحماة والسلمية وتدمر، وفي الوقت نفسه هي مفتاح استعادة آخر معاقل تنظيم «الدولة» شرق البلاد، من دير الزور وصولاً للحدود العراقية.

فقد أنجزت قوات النظام معظم الشق الدفاعي، باستعادتها قبل أشهر لمساحات في بادية حمص الشرقية، ومواقع استراتيجية تتحكم نارياً بمحيط تدمر في سلسلة جبال المزار والهيال وجبال المستديرة، ووادي أحمر وقلعة الهرى وحقول اراك النفطية، لكن ما زالت هناك أيضاً مواقع بيد تنظيم «الدولة» استغلها كخاصرة ضعيفة للنظام في البادية الشرقية كبلدة عقيربات التي شن منها هجومه العنيف الأخير على قرى شرق السلمية.

لكن الشق الهجومي نحو دير الزور قد يصطدم بمقاومة شرسة لمقاتلي التنظيم للدفاع عن آخر وأهم معاقله الصحراوية التي كانت ركيزة أساسية له في سوريا كما العراق، ومن الواضح أن معركة السيطرة على السخنة ستكون مفصلية وبوابة لخسارة التنظيم آخر حواضره في سوريا، دير الزور وريفها الممتد نحو الميادين للبوكمال، وإن بعد معارك منهكة للطرفين.

وفي سبيل هذه المعركة الحاسمه كما تصفها مواقع القوات الموالية للنظام السوري، تشير الأنباء إلى أن النظام استقدم مزيداً من الوحدات الخاصة المعروفة بـ»النمور» ، والأهم زاد من اعتماده على الميليشيات العشائرية المتحدرة أيضاً من قبائل الدير ومنها الشعيطات التي ما زالت تحمل روح الثأر ضد تنظيم «الدولة» والعشائر التي ساندته إبان سيطرته على قراها قبل ثلاثة أعوام، لينضم أبناء الشعيطات لكل الفصائل المعادية للتنظيم ابتداء بالنصرة في قاطع البادية وانتهاء بالنظام السوري!

وتتحدث مواقع النظام عن معركة حاسمة تمهد للسيطرة على السخنة وباقي الطريق نحو الدير، وهي معركة الجبال التدمرية التي تحيط بغرب وشمال مدينة السخنة، والجبال التدمرية سلسلة مرتفعات تنتهي شرقاً قرب السخنة وهو الجزء الذي نتحدث عنه هنا، والذي ستدور فيه معارك شرسة بين الميليشيات الموالية للنظام مسنودة بالقصف الروسي وبين تنظيم «الدولة»، وإلى جانب كونها مخبأ وعراً لمقاتلي التنظيم ومخزناً لعتادهم العسكري، فإن الأهمية الاستراتيجية لهذا الجزء من الجبال التدمرية المطل على السخنة يمنح المسيطر عليه قدرة التحكم بموقعين حيويين، الأول غرباً نحو عقيربات المجاورة للسلمية، والثاني شرقاً نحو دير الزور وبالتالي فإن النظام حال سيطرته على هذا الجزء من الجبال التدمرية ستصبح بلدة الطيبة شمال السخنة بحكم الساقطة عسكريا، وسيضمن النظام حينها قطع خط إمداد لتنظيم «الدولة» في عقيربات، وبالتالي يكمل جزءاً من خطة الشق الدفاعي لحماية خواصره الضعيفة المهددة من البادية الشرقية لحمص والسلمية، ومن جانب آخر فإن الهيمنة على هذه الجبال تمنح سيطرة نارية على الطريق نحو دير الزور شمال شرق السخنة، وتمهد للتقدم من هذا المحور إضافة لمحور آخر يحاول النظام التقدم خلاله وهو محور جنوب الرقة الذي حققت فيه القوات العشائرية الموالية للنظام تقدماً ملحوظاً وباتت تقترب من مدينة قباجب الملاصقة لدير الزور جنوباً، وقد تكون قباجب هي نقطة التقاء قوات النظام المتقدمة نحوها من هذين المحورين غربا وجنوبا نحو دير الزور.

هذا الهدف شرق سوريا بالغ الحيوية للنظام، لدرجة أنه أجل معركة ادلب لأجله، وهي في الوقت نفسه معركة مصيرية لتنظيم «الدولة» الذي سيواجه تقدم النظام بمقاومة شرسة، رغم أن النتيجة النهائية بخسارته لتلك المواقع تبدو محسومة ومسألة وقت وإنْ أبدى صلابة وصموداً من قبل مقاتليه الذين تجمعوا في منطقة الدير وريفها الشرقي من كل ولايات العراق وسوريا التي فقدها التنظيم في العامين الأخيرين، فقوة الأطراف المتنازعة ومآلات المعارك تم اختبارها بعشرات المواجهات على مدى الأعوام الماضية، و ما لم يحصل تغير دراماتاكي لا يبدو أن شيئاً يوحي بحصوله، فإنها ستكون الضربة الأقسى للتنظيم في سوريا بعد خسارته للموصل.

وبما أن خريطة توزيع القوى شرق سوريا الحيوية، منحت الرقة للأكراد ومن ورائهم الأمريكيين ولو مرحلياً، فإن حوض الفرات من دير الزور حتى البوكمال بات منطقة عمل النظام السوري، بمساندة عابرة متوقعة عبر الحدود العراقية من ضباط الحرس الثوري برفقة فصائل الحشد الشيعي العراقية، حال سيطرتهم على مدن الجانب العـراقي من الفـرات كالـقائم.

فهذه المواجهة لها اولوية بالغة في الاجندة الإيرانية للمنطقة، فهي تمهد لاستعادة السيطرة على اغلب حقول النفط السورية قرب دير الزور، ومن الناحية العسكرية فهو يكسر الحصار عن المئات من جنود قوات النظام المحاصرين في جنوب المدينة منذ سنوات بقيادة الضابط زهر الدين، ومن ثم يمهد إكمال التقدم نحو ريف دير الزور الشرقي للحدود العراقية ، لفتح هذا الشريان الحيوي للمشروع الإيراني بين حلفائه من بغداد ودمشق، خاصة وأن فصائل مسلحة مدعومة من البنتاغون والتحالف حاولت قطعه بعد أن سيطرت على نقطة التنف الحدودية واوشكت على التقدم نحو ريف دير الزور، قبل ان تقطع عليها قوات النظام وحلفائهم من الميليشيات الشيعية الطريق وتسيطر على شمال وغرب نقطة التنف على الحدود العراقية السورية ، ليحصر نفوذ قوات التحالف بالتنف ويتوقف عندها، فيما اعتبر مؤشراً على مزيد من التراجع الأمريكي أمام النفوذ الإيراني في سوريا.

 

الزنكي” و”فيلق الشام” ينتظران نتائج معركة ادلب..للتوسع في حلب

خالد الخطيب

تشير التطورات المتسارعة في إدلب وريفي حلب الغربي والجنوبي المتصلة معها، إلى اقتراب معركة حاسمة بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، كانت قد بدأت مقدماتها بين الطرفين مطلع العام 2017. والمعركة المقبلة لن تشارك فيها “حركة نور الدين الزنكي”، أحد مكونات “هيئة تحرير الشام”، بل ستخوضها “جبهة فتح الشام/النصرة سابقاً” بمفردها ضد “أحرار الشام” في إدلب بقصد تفكيكها، وترى نفسها قادرة على تحقيق أهدافها من دون حلفائها.

 

عدم مشاركة “حركة الزنكي” في قتال “الأحرار” لا يعني بالضرورة تجميد عضويتها في “الهيئة”، أو الانسحاب منها بحسب ما أشيع بكثرة خلال الأيام القليلة الماضية. ولدى “الزنكي” قائمة طويلة من الأهداف تنتظر تحقيقها خلال الفترة المقبلة، في ضوء الاقتتال المحتمل تصاعده لاحقاً بين طرفي الصراع في إدلب. فالتطورات المحتملة للمعركة في ادلب ستؤثر بشكل كبير على كثافة و توزع القوى المسلحة على جبهات النظام و”وحدات حماية الشعب” الكردية، وفي المدن والبلدات في مناطق ريف حلب.

 

وسيدفع اقتتال “الأحرار” و”فتح الشام” إلى سحبهما غالبية قواتهما في المناطق البعيدة، وبالتحديد من جبهات ريف حلب الجنوبي، والجنوبي الغربي، وهي خطوط تماس مع مليشيات النظام والمليشيات الشيعية. وكذلك ستشمل انسحابات الطرفين جبهات الشمال الغربي في ريف حلب، أي من منطقة مرتفعات سمعان والتي تضم جبال وتلال الشيخ عقيل والشيخ بركات ودارة عزة، وغيرها من المناطق الجبلية الوعرة المواجهة لمنطقة عفرين المتوترة والتي تسيطر عليها “وحدات الحماية”، وهي مناطق تتمتع بموقع استراتيجي عسكرياً، وقريبة من الحدود السورية التركية. القوات المنسحبة ستنتقل إلى بقع جغرافية محدودة ومحمية في إدلب.

 

وفي حال تحول السيناريو المفترض إلى واقع، فمن المحتمل أن تضع “حركة نور الدين الزنكي” يدها على معظم المواقع التي تسيطر عليها “حركة أحرار الشام” في ريف حلب الشمالي الغربي، في المرتفعات المقابلة لـ”وحدات الحماية” في عفرين وبالأخص جبل الشيخ بركات الذي ما يزال في قبضة “الأحرار” حتى الآن. وكذلك في عدد كبير من المواقع والنقاط المواجهة لمليشيات النظام غربي وجنوبي حلب، بعضها تتمركز فيه “الأحرار” وبعضها الآخر تتمركز فيها “فتح الشام”.

 

وسبق لقائد “حركة نور الدين الزنكي” توفيق شهاب الدين، أن زار تركيا قبل شهر من الآن، وتناقل ناشطون خبر الزيارة حينها، وتم تداول معلومات غير مؤكدة بأن شهاب الدين أنهى زيارته وفي جعبته قائمة من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في ضوء المتغيرات التي كان من المتوقع أن تحدث في أي وقت بين “حركة أحرار الشام” و”جبهة فتح الشام”.

 

من جهة أخرى، هناك لاعب كبير هو “فيلق الشام”، لا يمكن تجاهله في مناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وهو ينتظر الفرصة السانحة أيضاً ليسد مكان القوات المنسحبة التابعة لطرفي النزاع، ومن الممكن أن يصبح عدد النقاط التي يسيطر عليها “الفيلق” في مواجهة مليشيات النظام حوالي 100 نقطة في ما لو تحقق السيناريو السابق. وسيتقاسم كل من “الفيلق” و”الزنكي” تركة المتحاربين في ريف حلب، بالإضافة لأعداد كبيرة من المقاتلين المنشقين عن طرفي النزاع من المتوقع انضمامهم للأطراف المحايدة التي ستسيطر على كامل جبهات القتال مع النظام و”وحدات الحماية” في ريف حلب.

 

مصدر عسكري معارض، أكد لـ”المدن”، أن مناطق ريف حلب الغربية والجنوبية لن يشملها الاقتتال بين “الأحرار” و”فتح الشام”، وستقع في معظمها ضمن سيطرة “الزنكي” و”الفيلق” بغض النظر عن النتائج التي سيسفر عنها الاقتتال في ادلب. وتدفع تركيا في اتجاه تحييد هذه المناطق عن القتال الحاصل في ادلب، والمحافظة على استقرار الجبهات مع “الوحدات” والنظام، في الوقت الحالي.

 

المصدر ذاته أكد أنه في حال نجاح “فتح الشام” في خططها الرامية للقضاء على “أحرار الشام” فسوف يكون لـ”الفيلق” دور كبير، ولن يقتصر الأمر على التوسع في مناطق ريف حلب على حساب طرفي النزاع. وسيمتد دور “الفيلق” إلى ادلب، وبالتحديد إلى الشريط الحدودي مع تركيا، بما فيه من معابر. ومن المتوقع أن يكون ذلك بموافقة “هيئة تحرير الشام”.

 

ويبقى ريف حلب رهن تطورات القتال بين “فتح الشام” و”أحرار الشام”. كما أن طموح “الفيلق” و”الزنكي” متعلق بنتائج المواجهة المفترضة التي من الممكن أن تتأجل مجدداً إذا ما تدخلت شخصيات قضائية وشرعية من كلا الطرفين، كما كان يحصل خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أن المؤشرات تشير أن كلا الطرفين ماضٍ في معركته حتى النهاية ومتجهٍ لقطع كل قنوات التواصل بينهما.

 

مفاوضات روسية أميركية بشأن هدنة جديدة في حمص والغوطة

المباحثات تجري في إحدى العواصم الأوروبية، وهناك رغبة في التوصل إلى اتفاق قبيل جولة أستانة الثامنة التي ستعقد في الشهر المقبل.

 

دمشق – تبدي روسيا والولايات المتحدة حرصا على الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا مع تمديده ليشمل مناطق ساخنة أخرى، رغم الاعتراضات المسجلة من أكثر من طرف.

 

وكشفت مصادر سورية مطلعة أن مفاوضين روسا وأميركيين يجرون محادثات بشأن التوصل على اتفاق جديد بشأن وقف إطلاق النار في ريف حمص والغوطة الشرقية على تخوم دمشق ربما يقع الإعلان عنه في أغسطس المقبل.

 

وأوضحت المصادر أن المباحثات تجري في إحدى العواصم الأوروبية، وهناك رغبة في التوصل إلى اتفاق قبيل جولة أستانة الثامنة التي ستعقد في 14 و15 من الشهر المقبل.

 

وتتقاطع هذه المعلومات مع تصريحات لوزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء، حول انعقاد محادثات بين دبلوماسيين كبيرين من الولايات المتحدة وروسيا تمحورت “حول مجالات الاهتمام المشترك” دون أن توضحها.وقالت الوزارة إن هذه المباحثات التي جرت الاثنين وتحديدا بين توماس شانون وكيل وزارة الخارجية الأميركية وسيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي كانت “صعبة واتسمت بالصراحة والتأني وعكست التزام الطرفين بالتوصل إلى حل”.

 

ويعتقد مراقبون أن المباحثات تركزت بالأساس على الهدنة الجديدة في ريف حمص والغوطة بسوريا خاصة وأن نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف أعلن الثلاثاء إمكانية عقد لقاء روسي أميركي حول الأمر.

 

ويبدو أن الروس والأميركيين حريصون على إضفاء جو من الغموض على هذه المحادثات، والتي يتوقع أن تكون أصعب من تلك التي جرت في العاصمة الأردنية عمّان بشأن هدنة الجنوب.

 

وسبق أن لمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على إعلان هدنة ثانية في سوريا التي ستضم مناطق تمر بأوضاع معقدة في البلاد.

 

وكان اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا قد دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من الشهر الجاري. وتم التوصل إليه برعاية أميركية روسية أردنية، ويشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

 

ويرى مراقبون أن التوصل إلى هدنة في ريف حمص والغوطة، في حال أن تحقق سيكون إنجازا مهما جدا، بالنظر إلى التعقيدات الموجودة في المنطقتين. ففي محافظة حمص تشكل إيران وميليشياتها الطرف الأقوى هناك وبالتالي من الصعوبة بمكان تجاوزها، ونفس الشيء بالنسبة إلى العاصمة دمشق.

 

وتحرص الولايات المتحدة على تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وترى أن اتفاقات وقف إطلاق النار مع الجانب الروسي قد تؤتي أكلها في هذا الصدد، بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه كيف ستتعاطى روسيا مع طهران وهي محسوبة على محورها في سوريا.

 

وتخشى أطراف ومنها إسرائيل أن يكون التأثير عكسيا بمعنى أن تقنع روسيا إدارة ترامب بوجوب إشراك إيران في الاتفاق الجديد لإنجاحه، وربما يكون هذا سبب استعصاء المباحثات الأخيرة بين الطرفين.

 

ويقول خبراء إن هذا الأمر قد يكون خلف تراجع إسرائيل عن دعم اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب.

 

مقتل 30 مدنياً في غارات على مناطق تحت سيطرة داعش في سوريا

أ. ف. ب.

بيروت: قتل 30 مدنياً على الأقل بينهم 13 طفلاً الاربعاء جراء غارات قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية وأخرى يرجح انها روسية نفذتها تباعاً على منطقتين تحت سيطرة “الجهاديين” في شمال وشرق سوريا.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “15 مدنياً هم أفراد عائلتين قتلوا الاربعاء جراء غارات يرجح ان طائرات روسية نفذتها على بلدة عياش الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في الريف الغربي لدير الزور” في شرق سوريا.

 

وأوضح ان بين القتلى عشرة أطفال، سبعة منهم أشقاء، لافتا الى وجود جرحى في حالات خطرة. وتتعرض مناطق سيطرة الجهاديين في مدينة دير الزور وريفها الغربي منذ أيام لضربات جوية كثيفة، وفق المرصد.

 

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على الجزء الاكبر من محافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية، باستثناء أجزاء من مدينة دير الزور مركز المحافظة ومطارها العسكري، وبعض القرى القريبة من الحدود الادارية مع الرقة.

 

وغالبا ما تستهدف طائرات سورية واخرى روسية مناطق سيطرة الجهاديين في دير الزور. وفي محافظة الرقة في شمال البلاد، افاد المرصد السوري بمقتل “15 مدنياً اخرين بينهم ثلاثة اطفال جراء غارات للتحالف الدولي على قرية زور شمر الواقعة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات”.

 

ويسيطر الجهاديون على القرية التي تقع على بعد اكثر من ثلاثين كيلومترا من مدينة الرقة.

 

ويقدم التحالف الدولي دعماً لقوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، تخوض منذ اشهر معارك ضد الجهاديين في محافظة الرقة، قبل ان تتمكن في السادس من حزيران/يونيو من دخول المدينة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

 

وغالبا ما ينفي التحالف الدولي وكذلك موسكو، أبرز حلفاء دمشق، استهداف مدنيين في الضربات التي تطال مناطق سيطرة الجهاديين في سوريا.

 

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

خلاف على «رفع الرايات» يتسبب باقتتال داخلي بإدلب

قتل خلاله 14 شخصا

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

تسبب اقتتال داخلي اندلع بين فصيلين نافذين في شمال غربي سوريا بمقتل 14 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المقاتلين، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، حسبما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الأربعاء).

 

وأفاد المرصد بأن «اقتتالا داخليا اندلع ليل الثلاثاء بين كبرى الفصائل العاملة في محافظة إدلب» وتحديداً بين هيئة تحرير الشام، ائتلاف فصائل أبرزها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وحركة أحرار الشام التي تعد من أبرز الفصائل في إدلب.

 

وتسببت المعارك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بمقتل «11 مقاتلاً من الطرفين وثلاثة مدنيين»، وفق المرصد.

 

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في محافظة إدلب بأن اشتباكات تدور في مناطق عدة خصوصاً في مدينة سرمدا ومحيط مدينة سراقب وبلدة الدانا. وأشار إلى نقاط تفتيش أقامها الطرفان داخل مدينة إدلب وفي محيطها.

 

واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «هذه الاشتباكات هي الأعنف والأوسع» بين الطرفين، متحدثاً عن «معارك مستمرة في أنحاء عدة في المحافظة تتخللها سيطرة متبادلة». وأضاف: «على ما يبدو أنها معركة إنهاء وجود». وتأتي هذه المواجهات وفق عبد الرحمن بعد «خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب».

 

وشهدت محافظة إدلب في وقت سابق جولات اقتتال بين هذين الفصيلين وفصائل متحالفة معهما، على خلفية «تصفية حسابات» ومحاولات بسط نفوذ. وتأتي هذه الخلافات بعد تحالف وثيق جمع الطرفين في وقت سابق، أدى إلى سيطرتهما على كامل محافظة إدلب صيف العام 2015.

 

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف مارس (آذار) 2011 بمقتل أكثر من 330 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

القاعدة العسكرية الإيرانية في سوريا.. مخاوف إسرائيلية وحياد روسي

محمد عبّود – الخليج أونلاين

فعلت إيران في سوريا كل ما تريده دون وجود قاعدة عسكرية لها بصفة رسمية، ورغم ذلك تحدثت وسائل إعلام عن محاولات إيرانية لاستئجار ميناء في طرطوس ليكون قاعدة عسكرية بحْرية، إلى جانب المطار والقاعدة البرية.

 

السعي الإيراني الذي يوحي برغبة في تثبيت الوجود ظاهراً، سبقه كل أشكال التدخل الإيراني، مستخدمةً أسلحتها وعتادها دون حاجتها لمثل هذه القاعدة، حيث تجلت تدخلاتها بإرسال مستشارين عسكريين بشكل علني، والتنسيق مع النظام السوري لدعم قواته وتقديم دعم مادي ولوجيستي وصولاً إلى إرسال مليشيات تقاتل باسمها، بالإضافة إلى دعم حزب الله اللبناني الذي تدخل بقواته على خط القتال.

 

وأكدت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية في مارس الماضي، أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أعطى الضوء الأخضر لإقامة قاعدة للقوات البحرية الإيرانية على مقربة من قاعدة حميميم الجوية.

 

المحلل السياسي الدكتور محجوب زويري، الخبير في الشأن الإيراني، دلل على “معنى سياسي مهم لفكرة رغبة إيران في إنشاء قاعدة عسكرية لها بسوريا، وهو أن العلاقة الإيرانية-السورية لن تعود كما كانت سابقاً بشكلها المعهود”.

 

زويري، في تصريحه الخاص لـ”الخليج أونلاين”، أشار إلى أنه ربما قد تكون مفاوضات أستانة قد توصلت إلى حلٍ ما؛ ومن ثم فإن الحديث عن القاعدة العسكرية الإيرانية الآن قد يحمل في طياته أن العلاقة الإيرانية-السورية ستتغير، وكأن إيران تقول إن هناك ترتيبات قادمة ستختلف فيها العلاقة”.

 

وحول فكرة القاعدة العسكرية بذاتها، قلل زويري من أهمية الحدث باعتبار أن إيران تدخلت في سوريا، وفعلت كل ما فعلت، دون الحاجة إلى مثل هذه القاعدة العسكرية؛ ومن ثم فإن وجودها لن يضيف شيئاً يُذكر إلى الوضع الراهن.

 

– الإدارة الأمريكية وإسرائيل

 

في تصريح له، في 3 يوليو 2017 الجاري، لصحيفة “كومرسنت” الروسية، قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: إن “إقامة القواعد الجوية والبحرية، ومحاولة تثبيت 5 آلاف شيعي على الأراضي السورية بشكل دائم، ليستا مقبولتين من جهتنا وستؤديان إلى نتائج خطيرة”.

 

ويشير زويري إلى انزعاج “إسرائيل” من فكرة إنشاء مثل هذه القاعدة العسكرية وكذلك الإدارة الأمريكية، إلا أن روسيا قد يكون لها دورٌ مؤثر في تهدئة الأمور والتقليل من أهميتها، خاصةً لدى “تل أبيب” التي ترتبط بعلاقات قوية معها.

 

زويري رجح أن تقوم إسرائيل بالضغط على إيران من خلال إدارة ترامب؛ لإلغاء فكرة إنشاء القاعدة العسكرية أو الاكتفاء بالتصريح باعتباره للاستهلاك السياسي، “وفي حالة نجاح إسرائيل، فقد يكون بداية لتغيير موقف إيران في سوريا بشكل غير المتوقع”.

 

– نفوذ عسكري إقليمي

 

وسائل إعلام غربية عديدة أشارت إلى أن المحاولات الإيرانية بتدشين مثل هذه القاعدة العسكرية هي بمثابة جزء من خطة إيرانية أوسع لخلق نفوذ عسكري إقليمي متواصل بين إيران ولبنان، وهو ما تحرص عليه منذ أمدٍ بعيد؛ الأمر الذي يعطيها تأثيراً ونفوذاً قويين يمتدان إلى السودان والخليج والأردن حتى حدود إسرائيل.

 

فالقاعدة العسكرية ستساعد كل المليشيات التي تدعمها إيران خارج حدودها، فضلاً عن سهولة نقل الإمدادات العسكرية بشكل منتظم إلى حزب الله اللبناني دون الاعتماد على النقل البحري أو البري أو الجوي عبر العراق.

 

وحسبما نشرت “يديعوت أحرونوت” مؤخراً، فإن القاعدة سيوجد فيها 5 آلاف مقاتل من مقاتلي المليشيات المرتزقة من أفغانستان وباكستان، تحت قيادة من الحرس الثوري الإيراني، كما لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن طهران تجري مفاوضات لإقامة مرسى خاص بها في ميناء طرطوس على الساحل السوري غربي البلاد.

 

وتشبه الخطوة الإيرانية، إلى حد كبير، خطوة روسيا التي نفذتها عام 2015، حين استأجرت مطار حميميم في سوريا، ثم حولته إلى قاعدة عسكرية فيما بعد.

 

نيويورك تايمز: دول حصار قطر لم تعد مصرّة على مطالبها الـ13

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مسؤولين وصفتهم بالكبار في الدول الأربع التي قطعت علاقاتها بقطر، أن تلك الدول لم تعد مصرّة على مطالبها الـ 13، وعلى المهلة التي حددتها للدوحة لتنفيذ تلك المطالب.

 

الصحيفة قالت إن الملاحظات التي نقلتها عن المسؤولين الكبار في الدول الأربع، تشير إلى تخفيف طفيف في موقف تلك الدول من قطر.

 

وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الذي أنهى مهمته في الخليج للتوسط لحل الأزمة الخليجية، عاد إلى واشنطن دون إحراز تقدّم يذكر، إلا أنه شدد على ضرورة أن تجلس الدول للحوار مباشرة.

 

الدبلوماسيون الذين نقلت عنهم الصحيفة توقعوا أن تنتهي الأزمة ودّياً، مؤكدين أن الحل سيكون داخل البيت الخليجي.

 

السفير السعودي في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، قال إن الدول الأربع لم تعد تتحدث عن مطالب محددة يجب أن تنفّذها قطر، ومن ضمن ذلك إغلاق قناة الجزيرة، أو إغلاق القاعدة العسكرية التركية، وغيرها من المطالب الـ 13 التي تقدّمت بها الدول الأربع؛ السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مشدداً على أن (الهدف الآن هو التوصّل إلى حل دبلوماسي).

 

وأضاف: “الآن المطلوب هو الالتزام بالمبادئ العامة لمكافحة الإرهاب والتطرّف، والحرص على عدم توفير ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية، ووقف التحريض على الكراهية والعنف، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى”.

كما أوضح المعلمي أن “تحديد موعد لتنفيذ المطالب كان منذ البداية محاولة للمساعدة في دفع العملية للأمام”.

 

سفيرة دولة الإمارات في الأمم المتحدة، لانا نسيبة، من جهتها قالت للصحيفة: “نحن ذاهبون إلى الإبقاء على الوضع الحالي”، مبيّنة أن “على قطر أن تفهم ذلك”.

 

كما نفت لانا صحة التقارير التي نقلتها “الواشنطن بوست” عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، والتي تحدثت عن مسؤولية الإمارات عن عملية اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، في مايو الماضي، وبثّ تصريح مفبرك على لسان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

 

وكان التصريح المفبرك مقدمة لحملة إعلامية ضد قطر، تبعها بأيام إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في الخامس من يونيو الماضي، قطع علاقتها التجارية والدبلوماسية مع الدوحة.

 

مناطق خفض التصعيد هل تكفي لتحجيم إيران في سوريا؟

العربية.نت – عهد فاضل

أعلنت مصادر روسية عن قرب الاتفاق في #سوريا، لإعلان هدنة جديدة، على غرار الهدنة الأولى، التي تم الإعلان عنها باتفاق أميركي روسي أردني، وشملت مناطق السويداء ودرعا والقنيطرة.

وتتضارب التكهّنات عن تفاصيل الهدنة الأولى التي لم يتم الإفصاح عن جميع بنودها، إلا أن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أعلن، الأربعاء، ونقلاً عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن اتفاق هدنة الجنوب السوري، بين الأميركيين والروس والأردنيين، والذي أعلن عنه في السابع من الجاري، ودخل حيّز التنفيذ في التاسع منه، ينص على “انسحاب عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وانسحاب الفصائل المقاتلة والإسلامية من خطوط التماس من كافة المحاور”. على حد تأكيده.

وأكّد المرصد أن الاتفاق ينص، أيضاً، على “انسحاب كامل المسلحين الموالين للنظام (السوري) من جنسيات غير سورية”.

وفي الوقت الذي لم يتم الإعلان فيه عن الرقعة الجغرافية التي ستشملها منطقة خفض التصعيد الثانية، في سوريا، تراوحت الأنباء ما بين أن تكون في محافظة #حمص، أو محافظة حمص و #غوطة_دمشق الشرقية، معاً، وفق أنباء غير مؤكدة. خصوصاً أن الأميركيين لم يعلّقوا، بعد، على التسريب الروسي القائل بمنطقة خفض تصعيد ثانية.

حمص وغوطة دمشق الشرقية “على الأرجح”!

ونقلت “الشرق الأوسط” اللندنية، في خبر لها، الأربعاء، وعن مصادر إعلامية في موسكو، أنه قد يتم الإعلان عن “المنطقة الثانية، قريباً، منتصف أغسطس”.

ولم يحسم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما إذا كانت “الهدنة الثانية” المزمع الاتفاق عليها، ستضم حمص والغوطة الشرقية لدمشق، معاً، بل اكتفى بقوله “على الأرجح”. تبعاً لتصريحه الذي نقلته “الشرق الأوسط” اللندنية، ووسائل إعلام عربية وروسية.

ووصل حسين جابري أنصاري، مساعد وزير الخارجية الإيراني، إلى دمشق، الثلاثاء، بعدما نفت طهران نيتها إقامة قاعدة عسكرية لها في سوريا، وفق تصريحات نشرتها “سانا” نقلا عن بهرام قاسمي المتحدث باسم خارجية النظام الإيراني.

وكان استثمار أو إنشاء إيران لميناء على ساحل المتوسط في سوريا، جوهر ما يعرف بـ”العقد السادس” في اتفاقيات وقعت بين حكومة الأسد وإيران. حيث تم الإعلان عن توقيع هذا العقد بعد أسبوعين، من الإعلان عنه أول العام الجاري. إلا أن مصادر النظام السوري والإيراني، توقفت عن الإشارة، بشكل نهائي، إلى مصير هذا العقد، منذ ذلك الوقت.

وأعلنت حكومة الأسد في السادس من الشهر الحالي أن إيران مستعدة “لتجهيز المطارات السورية” بالإضافة إلى مساهمتها في “المرفأ الجديد” الذي أعلن عن بداية الدراسات لاختيار المنطقة التي سيتم إنشاؤه عليها.

ولم يعرف ما إذا كان الكلام عن “تجهيز” المطار الجديد أو المرفأ الجديد، عوضاً من “استثماره” أو “إنشائه” هو مجرد “تمويه” على النشاط الحقيقي لإيران في مشروعات حسّاسة أمنياً وعسكرياً وسياسياً، كالمطار والمرفأ، أو إذا ما كان الروس قد قرروا “منع” إيران من التواجد في سوريا، عبر قاعدة عسكرية بحرية في الساحل السوري يعتبر المكان الأساسي لقواتهم العسكرية الجوية والبحرية

وقال علي حمود، وزير النقل في حكومة النظام السوري، إن هناك “الكثير من المشروعات المطروحة بين البلدين، والتي من الأولوية أن يكون للجمهورية الإيرانية الإسلامية حصة كبيرة فيها، وخاصة أن الحكومة السورية وافقت على دراسة إنشاء مطار ومرفأ جديدين”.

تقليص نفوذ إيران هل وضِع على السكّة؟

وتنتشر ميليشيات إيرانية عديدة في منطقة حمص المزمع إعلانها منطقة خفض تصعيد ثانية. خصوصاً أن لحمص بادية واسعة تتصل بدير الزور والعراق شرقاً والأردن جنوباً، فضلاً من توسّطها الجغرافية السورية، بالإضافة إلى امتداد لها باتجاه الساحل السوري، عبر طرطوس.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أن “هدنة الجنوب” تشترط انسحاب الميليشيات الأجنبية المقاتلة مع الأسد، فإن تطبيق الشرط نفسه، على منطقة حمص، من شأنه أن يرفع يد إيران عن منطقة واسعة في سوريا، خصوصاً إذا ضمّت مساحة الهدنة الأولى، التي تشمل 3 محافظات هي درعا والسويداء والقنيطرة، إلى مساحة الهدنة الثانية، التي يقال إنها قد تضم بالإضافة إلى حمص، غوطة دمشق الشرقية.

وسرت أنباء في الساعات الأخيرة، عن ضغوط روسية تمارس على #النظام_السوري، تستهدف علاقته بطهران و”حزب الله” انطلاقاً من وجود “تباعد واضح” بين روسيا وإيران، وفق تقارير إعلامية.

إلى ذلك فإن وزارة أوقاف النظام في سوريا، لم تعلّق بعد على الأنباء التي راجت أول الشهر الجاري، والتي تتحدث عن اتخاذها قرارا بإغلاق ثانويات تعليمية تابعة لإيران ضمن ما يعرف بـ”مجمع الرسول الأعظم في اللاذقية”.

ففي حال كان إغلاق تلك المدارس الإيرانية، قد اتّخذ رسمياً، فإن ذلك من شأنه أن يتضمّن إشارة قوية “بتقليص نفوذ إيران العقائدي والسياسي” بحسب مراقبين. خصوصاً أن تلك المدارس تخرّج طلاّب المرحلة الثانوية التي تؤهّلهم للانتساب إلى أي كلية عسكرية في سوريا، والتخرّج فيها بصفة ضباط، ما من شأنه أن يضيف “عنصر تفجير” على التركيبة الاجتماعية والأمنية في البلاد، على ما يرى متابعون للشأن السوري.

تضارب في الولاء بين ضباط النظام السوري

ويعتبر القرب (أو الولاء) من الاتحاد السوفييتي، سابقاً، أو روسيا حالياً، هو الجامع بين أغلب ضباط النظام السوري، الذي يتلقون علوماً عسكرية روسية، بالأصل، وتلقى عدد كبير منهم، ومنذ عقود، تعليمه العسكري في روسيا أو الاتحاد السوفييتي، سابقاً.

إلا أن إيران دخلت على هذه التركيبة الروتينية في الجيش السوري، وأصبح لها هي الأخرى، ضباط موالون، بسبب تلقيهم تعليماً عقائدياً، تشرف عليه طهران مباشرة، عبر ثانويات “الرسول الأعظم” التي يديرها الدكتور أيمن زيتون، خرّيج “قم” الذي أقام في إيران سنوات طويلة.

فمنذ عام 2008، وتقوم الثانويات الإيرانية في سوريا، بتخريج طلاب بكالوريا ينتسبون بدورهم إلى الكليات العسكرية، حيث تم تخريج عدد لا يستهان به منهم بصفة ضباط، وأصبحوا ينازعون روسيا الولاء لإيران، خصوصاً بعدما فقد نظام الأسد عددا كبيرا جداً من ضباط جيشه ومن مختلف الرتب العسكرية، وأصبح الضباط الجدد الذي تلقوا تعليمهم في ثانويات إيران، هم الحل الوحيد أمامه لسد النقص الذي يعاني منه بالجنود القادة.

خفض التصعيد وإخراج ميليشيات إيران من سوريا

يذكر أن الاتفاقات التي تعقد بين الأميركيين والروس، على مناطق خفض توتر، وإن كانت تشترط انسحاب الميليشيات الأجنبية (الإيرانية) التي تقاتل لصالح الأسد، كما ذكر المرصد السوري عن تفاصيل “هدنة الجنوب” إلا أنها لا تشير بشكل علني إلى مصير تلك الميليشيات وضرورة انسحابها من كامل الأراضي السورية، وليس فقط إعادة الانتشار. وهذا ما دفع بالهيئة السورية العليا للتفاوض إلى التأكيد على ضرورة أن يكون خفض التصعيد في كامل سوريا، لا في مناطق دون أخرى.

وعلّقت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، على اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، معلنة ترحيبها “بأي مساع لتخفيض التصعيد ووقف إطلاق النار”. حسب ما ذكرته في بيانها على موقعها الرسمي في 14 من الجاري، إلا أنها أكّدت وجوب أن يكون وقف إطلاق النار في “كل أنحاء البلاد”. ومطالبة بآليات للمراقبة ومحاسبة منتهكي وقف إطلاق النار.

 

معركة عرسال”.. وأطماع إيران

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بينما يستعد الجيش اللبناني لعملية عسكرية في تلال عرسال لطرد مسلحين متمركزين على الحدود السورية، يبرز الحديث عن أطماع حزب الله ومن ورائه داعموه في إيران في هذه البلدة كون السيطرة عليها تضمن طريقا ممتدا من طهران عبر العراق والأراضي السورية إلى ضفاف البحر المتوسط.

فالبلدة الاستراتيجية تمثل جيبا سنيا وسط منطقة شيعية خالصة، وتضم ما يقرب من مئة ألف لاجئ سوري، وقد مثلت حجر عثرة في أوقات عدة أمام ميليشيا حزب الله لبسط نفوذه التام على المنطقة.

 

وللبلدة حدود طويلة ومتداخلة مع سوريا غير مرسمة بوضوح وفيها وعليها العديد من المعابر غير الشرعية.

 

وتقول مصادر أمنية إن الجيش اللبناني الذي حشد جنوده من أجل ما وصف بمعركة عرسال، ينحصر دوره في منع تسلل المسلحين المتشددين في سوريا إلى داخل العمق اللبناني.

 

وسيكون هناك مخاوف بشأن الضحايا المدنيين من اللبنانيين والسوريين إذا اخترق المسلحون عرسال، أو جر الجيش لمعارك داخل المنطقة، حسبما توقع الخبير العسكري إلياس حنا لوكالة أسوشييتد برس.

 

والعلاقات بين اللاجئين والجيش اللبناني مازالت متوترة بسبب مداهمة وقعت يوم 30 يونيو، أسفرت عن اعتقال 355 لاجئا، ولاحقا مات أربعة منهم أثناء احتجاز الجيش لهم.

 

وتتمركز عناصر لجبهة النصرة التابعة للقاعدة وأخرى لتنظيم داعش في بعض تلال عرسال، وهو ما يعتد به حزب الله للمشاركة في المعركة، في وقت يخفي أطماعا بالسيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية لصالح رعاته في طهران.

 

أجندة إيرانية

 

ويتخوف كثيرون من تورط الجيش اللبناني في الصراع السوري ولصالح أجندة حزب الله التي تنفذ حرفيا الطموحات الإيرانية في المنطقة.

 

وإذا تمت السيطرة لحزب الله على عرسال، فإن الطريق من إيران مرورا بالعراق ثم سوريا إلى لبنان يصبح تحت سيطرة طهران وميليشياتها، مما يخلق وضعا استراتيجيا جديدا في المنطقة ويسهل من إرسال الإمدادات الإيرانية لحزب الله، وربما يتم تغيير التركيبة السكانية في البلدة تحت وقع المعارك بما يضمن استتاب النفوذ الإيراني.

 

ويقدم حزب الله الذي تسانده إيران دعما عسكريا حاسما للأسد في الحرب وهو دور أثار انتقادات شديدة من خصومه اللبنانيين ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري.

 

وطالما أعلن لبنان سياسة البقاء على الحياد في الأزمة السورية، حفاظا على نسيجه الداخلي الذي يعتريه خلاف واضح بين تيار مدني يعارض نظام الأسد، وآخر ميليشياوي متمثل في حزب الله الداعم له.

 

لكن دخول الجيش اللبناني في عملية عسكرية إلى جانب حزب الله، يعرض سياسة الحياد اللبنانية للخطر.

 

أوروبا تساهم بدعم الهيئة الدولية المكلفة بالتحقيق في جرائم الحرب بسورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 يوليو 2017

بروكسل – أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيقدم مبلغاً يصل إلى 1.5 مليون لدعم الآلية المستقلة المكلفة بتسهيل التحقيقات بشأن الجرائم الخطيرة والانتهاكات التي تُرتكب في سورية منذ اندلاع الصراع في آذار/مارس 2011.

 

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت في 21 كانون الأول/ديسمبر 2016 قراراً خاصاً يقضي بإنشاء آلية محايدة ومستقلة للمساعدة في التحقيق وملاحقة الأشخاص المسؤولين عن الجرائم الخطيرة التي ترتكبها كافة أطراف الصراع في سورية منذ اندلاعه.

 

وأعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر الأربعاء بهذا الشأن، عن قناعته بأن إنصاف الضحايا وتقديم المسؤولين عن الجرائم الخطيرة في سورية للعدالة تعد أموراً أساسية لإنجاز عملية مصالحة حقيقة وشاملة.

 

ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى دعم عمل وتحركات الأمم المتحدة لإطلاق مرحلة انتقالية سياسية في سورية، وقال “سنستمر في العمل من أجل أن تتم محاكمة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات الخطيرة في سورية”، وفق البيان.

 

وتعليقاً على هذا القرار، أكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي يؤكد اليوم على التزامه بدعم السوريين والعملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة للتوجه حل سياسي للأزمة.

 

واعتبرت أن تحقيق العدالة يعد، بالنسبة لأوروبا، أحد الدعائم الأساسية التي يتعين أن تقوم عليها عملية الانتقال السياسي.

 

ومضت المسؤولة الأوروبية تقول، إن “السوريين يستحقون السلام والعدالة ونحن سنقف الى جانبهم”.

 

اشتباكات بين جماعات إسلامية معارضة في إدلب بسوريا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء إن اشتباكات بين جماعات معارضة اندلعت في محافظة إدلب السورية لتتحول إلى بعض من أعنف المعارك بين الفصائل الإسلامية التي تتمتع بنفوذ في المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا.

 

وقال المرصد إن هيئة تحرير الشام، وهي تحالف من جماعات إسلامية يضم فرعا سابقا لتنظيم القاعدة في سوريا، هاجمت مواقع لأحرار الشام وهي جماعة إسلامية أكثر اعتدالا متحالفة مع الفصائل التي تشكل التيار الرئيسي للمعارضة السورية.

 

وتابع المرصد ومقره بريطانيا أن الاشتباكات بدأت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء وألقى بيان لأحرار الشام نشر على الانترنت اللوم في اندلاع الاشتباكات على هيئة تحرير الشام.

 

واشتبك الجانبان في وقت سابق هذا العام في قتال طويل بغرض فرض النفوذ على إدلب وهي معقل تحتفظ به المعارضة رغم استعادة القوات الحكومية وحلفائها لأغلب أراضي غرب سوريا.

 

وذكر المرصد أن القتال امتد يوم الأربعاء لمناطق في مختلف أرجاء إدلب منها بلدة سراقب في الشرق ودانا وسرمدا في الشمال الشرقي وباب الهوى قرب الحدود التركية.

 

وأضاف أن عدة مقاتلين واثنين على الأقل من المدنيين قتلوا.

 

وتهيمن الجماعات الإسلامية بالأساس على محافظة إدلب لكن لفصائل الجيش السوري الحر وجودا هناك أيضا.

 

وتشهد المحافظة الواقعة على الحدود مع تركيا منذ فترة طويلة اقتتالا داخليا بين الجماعات المتشددة التي تتنافس على بسط النفوذ.

 

ورغم معارضتها جميعا لحكم الرئيس السوري بشار الأسد تشهد الجماعات المعارضة اختلافات فكرية عميقة وتنافسا يتفجر أحيانا في اشتباكات دموية. ويقول معارضون ومنهم أحرار الشام إن ذلك يشتت الانتباه بعيدا عن القتال ضد الحكومة في دمشق ويضعف المعارضة.

 

وانحازت أحرار الشام لفصائل الجيش السوري الحر في قتال هيئة تحرير الشام التي تشكلت في يناير كانون الثاني بعد اندماج عدة فصائل منها جبهة النصرة الفرع السابق لتنظيم القاعدة التي قطعت روابطها بالتنظيم العام الماضي.

 

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى