أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 02 تشرين الأول 2012


ان يدعو الأسد إلى «الرأفة بشعبه»

لندن، بيروت، دمشق، عمان، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب

دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نظام الرئيس السوري بشار الى «الرأفة بشعبه». وندد، خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومستخدماً «اشد العبارات»، باستمرار اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان في سورية وبالقصف «الذي تقوم به الحكومة»، كما قال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. وسقط أمس خلال المواجهات اكثر من 135 قتيلاً كما أفادت تنسيقيات الثورة السورية، بينهم 21 قُتلوا في غارة جوية و18 جندياً حكومياً في كمين.

واعرب بان عن اعتقاده بأن «تراجع العنف يمكن ان يُعد الحكومة (السورية) لعملية سياسية»، معرباً عن «شعوره بالاحباط حيال استمرار تفاقم الوضع بعد 19 شهرا من القمع والمعارك».

واوضح الناطق ان بان والمعلم بحثا في «الازمة الانسانية المتعاظمة في سورية التي تمتد في شكل مُقلق الى الدول المجاورة».

واشترط المعلم، في كلمة امام الجمعية العامة أمس «وقف تسليح المعارضة وتمويلها وتدريبها» للبدء في «حوار بناء تحت سقف الوطن بمشاركة كل الأطراف السياسيين داخل سورية وخارجها».

وعلمت «الحياة» أن المحادثات بين المعلم وبان تركزت حول «أفكار عن كيفية التحرك قدماً انطلاقاً من خفض مستوى العنف». ووصفت مصادر مطلعة اللقاء بأنه «كان جدياً وليس سيئاً على رغم قسوة البيان الذي أصدره بان بعد اللقاء».

وتردد أن المعلم تناول العشاء مع الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي الذي قالت مصادر ديبلوماسية إنه سيبدأ «جولة جديدة في المنطقة الخميس يأمل بأن تشمل المملكة العربية السعودية الى جانب توجهه الى روسيا والصين». وأضافت أن الإبراهيمي «بدأ إجراءات نقل مقر عمله وفريقه من نيويورك الى القاهرة قريباً».

وقال المعلم، في كلمته امام الجمعية العامة، إن حكومته تؤمن بالحل السياسي داعيا ً «كل الأطراف والأطياف السياسية داخل سورية وخارجها الى حوار بناء تحت سقف الوطن، ولتحقيق ذلك أدعو كل الدول الى الضغط لإنهاء العنف عبر وقف تسليح المجموعات الإرهابية وتمويلها وإيوائها وتدريبها». وأضاف أن «ما ينتج عن هذا الحوار الوطني بعد توافق جميع الأطراف سيكون خريطة البلاد وخطها المستقبلي في إقامة سورية أكثر تعددية وديموقراطية».

واتهم المعلم «أعضاء دائمين في مجلس الأمن بدعم الإرهاب في سورية»، ودولاً مجاورة لسورية «بغض الطرف عن نشاط المجموعات الإرهابية أو دعمها انطلاقاً من أراضيها».

وأِشار الى قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وسواها في معرض اتهامه الدول «بالتحريض على الإرهاب ورعايته في سورية».

وقال إن «القيادة السورية أعلنت التزامها خطة النقاط الست وبيان جنيف ولكن نجاح أي جهد دولي يتطلب الى جانب التزام الحكومة السورية إلزام الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية بوقف إيواء وتمويل وتشجيع المجموعات الإرهابية ونبذ العنف وتشجيع الحوار».

وتناول الدعوات الى تنحي الرئيس السوري قائلاً إن «الشعب السوري هو المخول الوحيد باختيار مستقبله وشكل دولته واختيار قيادته عبر صناديق الاقتراع» في انتخابات «حدد شكلها الدستور الجديد».

وعلى رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها حلب بعد احتراق نسبة كبيرة من متاجر أسواقها المسقوفة، التي يعود تاريخها للقرون الوسطى، دارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لليوم الرابع على التوالي.

ووجه ناشطون وسكان لوماً حاداً إلى كل من القوات الحكومية وقوات المعارضة بسبب إصرارهما على مواصلة القتال والتمركز في ذلك الجزء التاريخي الذي لا يعوض من المدينة.

وقال شهود وناشطون إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيراً إلى تراجع حدتها في فترة ما بعد الظهر.

وقال ناشطون في دمشق إن قوات النظام واصلت قصفت الاحياء الشرقية لدمشق بكثافة واشتبكت مع مقاتلي المعارضة، كما كثفت استخدام الطيران في الهجوم على المدنيين والمعارضين في أكثر من مدينة وحي وحتى في الريف.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزمالكة وعين ترمة على المشارف الشرقية لدمشق التي تمثل معاقل للمعارضة، وان هجوم الجيش جاء بعدما منيت قوات النظام بخسائر في المنطقة اول من امس عندما تعرضت نقاط تفتيش عسكرية للهجوم.

وقال المرصد في بيان ان «21 شهيداً سقطوا إثر قصف تعرضت له بلدة سلقين من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة»، مشيراً الى ان من بينهم «ثمانية اطفال دون سن الـ 18».

وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع «يوتيوب» يظهر رجلا يبكي وينتحب امام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة.

وسمع الرجل وهو يصرخ «يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله»، قبل ان يغطي وجهه بيده ويتكىء الى حائط. كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة اطفال مضرجين بالدماء وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة.

وكان مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أبلغ المراسلين ان «طائرة حربية شنت غارة صباحية على بلدة سلقين، مؤكداً ان عدداً من الجثث ما زالت تحت الانقاض. واشار الى ان ثلاث سيارات اسعاف تركية وصلت الى معبر باب الهوا الحدودي، الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين الى داخل الاراضي التركية.

وقتل 18 جندياً نظامياً سورياً على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري الذي اوضح ان هؤلاء سقطوا «اثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص – تدمر».

وقال مختار لماني مساعد الابراهيمي المقيم في دمشق ان «واحدة من بين اكبر العقبات التي تواجه الممثل المشترك العربي والدولي، هي عدم الثقة بين فرقاء النزاع» و»توزع المعارضة على فئات عدة»، و»الاتهامات في ما بينها بالخيانة».

واشار لماني، في حديث الى وكالة «اسوشييتد برس» الى ان اطراف المعارضة جميعها لا تريد اقل من خلع الرئيس بشار الأسد بينما النظام يعتقد ان فصائل المعارضة هي «جزء من مؤامرة خارجية».

وقال ان الابراهيمي سيزور دمشق ثانية في وقت قريب وسيجول في سورية، لكنه لم يؤكد ان الممثل الخاص سينجح في مهمته وقال، رداً على سؤال عما اذا كان يرى املاً في حل سياسي للأزمة، «ان الأمر يتطلب وقتاً طويلاً لكني آمل بالوصول الى حل وعلى هذا الأساس انا هنا».

وقال انه زار درعا وحمص واجتمع مع ممثلين عن المعارضة في الرستن، لكنه لم يكشف اي تفاصيل عن اللقاء.

ووصف مهمة الوساطة بانها «خطرة ومعقدة».

وفي بروكسيل، كرر الأمين العام لحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن موقف الحلف الثابت منذ بدء النزاع قائلاً: «نحن قلقون جدا ازاء الوضع في سورية لكننا لا نرى حلاً عسكريا» للنزاع بين النظام الرئيس والمعارضة.

واضاف «لا نجري اية محادثات بخصوص خيار عسكري»، مكررا «ان الحلف يبقى قلقا جداً ازاء مسألة الاسلحة الكيماوية التي يملكها النظام».

المرزوقي لـ «الحياة»: نظام بشّار انتهى ومات والمطلوب قوة عربية تطمئن الأقليات وتحمي المرحلة الانتقالية

نيويورك – راغدة درغام

دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى إرسال «قوة حفظ أمن وسلام عربية إلى سورية لطمأنة الأقليات وحماية المرحلة الانتقالية»، مشدداً على ضرورة أن «تشكل المعارضات المختلفة حكومة وحدة وطنية تقود المرحلة الانتقالية».

وحذر المرزوقي في لقاء مع «الحياة» في نيويورك أثناء مشاركته في أعمال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خطر الإرهاب الأصولي على منطقة المغرب العربي، مشيراً إلى أن «الاتحاد المغاربي» سينطلق قبل نهاية العام الحالي.

وأقر بأن من قام بالثورة في تونس «ليسوا هم من يحصد ثمارها في السلطة»، مضيفاً أن النظام الجديد في تونس «يخدم» من أشعل الثورة من الفقراء والشباب. وهنا نص الحوار:

> هناك قلق كبير على ما يحدث في سورية. بدأت الثورة عندكم في تونس، وها هي قد توقفت الآن في سورية بعدما مرت بأكثر من مرحلة وتجربة. بعد اتصالاتك هنا في نيويورك ولقاءاتك مع المسؤولين الأميركيين وغيرهم، ماذا تتوقع؟ كيف تقرأ؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟

– الموضوع أكبر من سورية، الموضوع هو الآن كل العرب، كل الشعوب العربية بسبب تصفية النظام السياسي القديم، الذي كان مبنياً على الرجل الواحد والحزب الواحد والمخابرات المتعددة وحكم الخوف والعائلات والإعلام المزيف. هذا النظام انتهى، مات نهائياً. دائماً كنت أقول إنه مات في القلوب والعقول منذ سنوات، الآن كل بلد عربي يصفيه بكيفيته وبوسائله ووفق منظومته السياسية… إلخ. نحن كوننا شعباً متجانساً، شعبَ طبقة متوسطة، مستوى العنف بطبيعته كان دائماً وأبداً قليلاً. مصر نفّذته بالكيفية نفسها وليبيا دفعت ثمناً أكبر، أما سورية فرسالتها لكل الديكتاتوريين العرب أنه مهما فعلتم وقتلتم وارتكبتم من مجازر فنحن سنتخلص من النظام السياسي الذي تمثلونه. هذا هو الدرس السوري. الشعب السوري الآن فعلاً هو ربما أكبر الشعوب التي تواجه عملية تصفية النظام السياسي القديم، وعندي اقتناع أنه سوف يصفّيه. للأسف الشديد، الثمن الذي دفعه باهظ، لكن الآن، من الناحية الجيواستراتيجية، النظام السياسي العربي انتهى ومات، ونحن في صدد تصفيته وكل مرة يكلف ذلك ثمناً.

> البعض يقول إن ما يحدث الآن هو أفغنة سورية، وإن ما يحدث سيستمر لسنوات عديدة، وقد يؤدي إلى تقسيم، وإن الحرب الأهلية بدأت. هل هذا ما تراه في صدد الحدوث؟

– ثمة قراءة أخرى، وكما قلت لك، الرسالة أننا سنصفّي النظام الاستبدادي العربي مهما كان الثمن ولو كان الثمن سورياً.

> سنصفي من؟

– الأمة، الأمة العربية.

> ماذا تعني بالأمة العربية؟

– يعني كل الشعوب العربية الآن ستصفي أنظمة الاستبداد ولو كان الثمن سورياً، وهذه الرسالة يجب أن يفهمها الجميع. وحتى لو كنت بشار الأسد، فإن هناك إرادة تاريخية اليوم للانتهاء مع نظم الاستبداد، وستذهب الشعوب وستدفع الثمن ولو كان الثمن سورياً. بقراءة أخرى، انظر ما تكلّفه أنظمة الاستبداد، هي تكلفنا كثيراً عندما تستتب، ثم تكلفنا كثيراً طيلة بقائها من تعذيب وتأخر وتخلف، وانظر أيضاً ماذا تكلف تصفيتها. لهذا يجب أن نضع الآن نصب أعيننا بالنسبة للأجيال القادمة، منع الأنظمة الاستبدادية، لأنها تكلّف عندما توضع وعندما تستمر وعندما نتخلص منها.

> عملياً ماذا سمعت عن هذا الموضوع من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة؟ يبدو أن هناك حال شلل. ماذا سمعت حول كيفية الخروج من هذا الوضع السيء والمؤسف في سورية؟

– هذا النظام لا يستطيع أن يسيطر الآن على كثير من الأماكن، يعني أنه خارج نطاق السيطرة، وهناك أيضاً الضغوطات التي تمارسها المجموعة الدولية على أصدقاء هذا النظام، أي النظام الإيراني والروسي والصيني، يعني أطال الزمن أم قصر، هم سيراجعون حساباتهم، باعتبار أن هذا النظام غير قادر على البقاء وغير قادر على السيطرة، وكل هذه البلدان عندها مصالح ليس فقط في سورية ولكن في العالم العربي. بكل المقاييس، هذا النظام انتهى وسيرحل، ربما مسألة أيام، أسابيع، أو أشهر، لا أحد يعلم. لكن هذا النظام انتهى ومات، وفعلاً من الآن يجب أن نتحرك. أنا بدأت أطرح الموضوع من زاوية ماذا بعد… لأن سورية لا قدّر الله قد تدخل في مرحلة فوضى عارمة ولن تكون فوضى خلاقة، بل مدمرة. إذن من الآن يجب أن نفكر، ولو ترجعين إلى الخطاب الذي ألقيته في تونس عندما اجتمع أصدقاء سورية، قلت يجب أن نفكر من الآن في ما بعد بشار الأسد. تحدثت مع الأخ نبيل العربي أكثر من مرة في أنه يجب أن نستمر في بعث قوة حفظ وأمن وسلام عربية، لأن الجيش السوري بحكم ما ارتكبه من مجازر لن يكون مقبولاً في الكثير من المناطق، الميليشيات المتعددة لن تكون مقبولة، هناك خوف من مختلف الأقليات، ولطمأنتها -إن صح التعبير- لا بد أن يكون في المرحلة الانتقالية قوة حفظ أمن وسلام عربية، وسميتها أيضاً قوة عبدالقادر الجزائري، وتعلمين ما الدور الذي لعبه الأمير عبدالقادر في القرن التاسع عشر. إذن الفكرة الأولى أننا من الآن يجب أن نستعد لهذا، وأن تستعد الدول المانحة أيضاً لدعم إعادة إعمار سورية. ثم يجب دفع المعارضات المختلفة الآن إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتقود المرحلة الانتقالية التي ستكون صعبة جداً. نحن الآن في تونس نعاني المرحلة الانتقالية، رغم أننا لم ندفع إلا ثمناً زهيداً، فما بالك بما ستواجهه هذه الحكومة الانتقالية عندما تجد بلداً في حالة خراب وفوضى.

> لننتقل إلى الموضوع التونسي، منذ بدء الثورات العربية وعبر مرورها في عدة دول عربية، هناك انطباع بأن الشباب خرجوا من أجل التغيير، الثورة على الفساد، الثورة على الأنظمة القديمة، ولكن جاء الاسلاميون واختطفوا تلك الثورة من الشباب، ومعظمهم من العلمانيين. هل هذا ما تلمسه عندكم في تونس؟

– أختي العزيزة، لو ترجعين إلى مقالاتي العديدة حول الثورة، ستجدين أنني كتبت دائماً أن الثورة لها أربعة قوانين أو خمسة، ككل الثورات في العالم. القانون الأول هو أن كل ثورة لها ثمن، الثاني هو أن كل ثورة تأتي بثورة مضادة، الثالث هو أن كل الثورات يجب أن تحقق أهدافها، ويمكن أن تفشل. وواحدة من هذه القوانين التعيسة هي أن من يقومون بالثورة ليسوا هم من يحصدون ثمارها. هذا قانون ساري المفعول على كل العالم، بطبيعة الحال الشباب هم الذين قاموا بالثورة في تونس، بطبيعة الحال الفقراء هم الذين قاموا بالثورة في تونس، لكن عندما تبدأ بوضع أسس دولة، فبطبيعة الحال ليس الفقراء ولا الشباب هم من سيتولون رئاسة الجمهورية ووزارة التشغيل أو وزارة كذا، وهذا شيء طبيعي. المشكلة هي هل يضع النظام الذي انبثق عن هذه الثورة نفسه في خدمة هذه المناطق الفقيرة أو في خدمة هؤلاء الشباب. أنا أقول لك نعم، يعني نحن الآن في تونس، أنا ورئاسة الحكومة، ليلاً ونهاراً نبذل قصارى الجهد لكي ننمي هذه المناطق الفقيرة ونعطي الشباب عملاً، لكن لا أحد يستطيع أن يغيّر الأمر بقولة: كن فيكون. اكتشفنا أنك عندما تضعين مشاريع تنموية في جهات ما، فإنه بين اللحظة التي تضعينها على الورق وتجدين لها التمويل واللحظة التي تبدئين في جني ثمارها، ستستغرق ثلاث سنوات أو أربع.

> لنتكلم عن النهضة، يُقال إنك تشعر أن النهضة هي التي تحكم وتكبّل يديك أنت كرئيس؟

– النظام الموضوع اليوم في تونس ليس برلمانياً ولا رئاسياً. منذ البداية كنت أعرف أنه لن تكون لي السلطات المعهودة في رئاسة الجمهورية، لأن النظام في تونس مجلسي، ما يعني أن السلطة الأساسية والأصلية في يد المجلس التأسيسي الذي أعطى رئيسه مصطفى جعفر صلاحيات ليسعى إلى كتابة الدستور، ولحمادي الجبالي صلاحيات لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، ولرئيس الجمهورية صلاحيات في ميدان الدفاع والخارجية. هذا هو تقريباً توزيع السلطات، ونحن في مرحلة انتقالية. عندما نأتي إلى المرحلة الحقيقية، التي هي: التنظيم السياسي والنهائي، وصلاحيات رئيس الجمهورية، وصلاحيات رئيس الحكومة، وهل سيكون نظاماً برلمانياً أو رئاسياً أو مزدوجاً، آنذاك يمكن أن نتحدث، لكن الآن في إطار الصلاحيات التي حددها لي المجلس التأسيسي، وهي الخارجية والدفاع، أنا قائم بدوري والحمد لله.

> لكن أعتقد أنك وصفت السلفيين مثلاً بأنهم خطر. لم تعد ناشط حقوق إنسان، أنت في السلطة كرئيس، ماذا فعلت، وماذا ستفعل وأنت تصف السلفيين بأنهم خطرون؟

– لما جمعت مجلس الأمن القومي في قيادة الجيش ووزارة الداخلية وقائد الحرس الجمهوري، قلت إننا يوم نُجبر على التدخل لإيقاف السلفيين فلا مجال للعودة إلى تقنيات (زين العابدين) بن علي ولا مجال للتعذيب وللمحاكمات الجائرة وللإيقافات التعسفية. يجب أن نبقى في إطار القانون في آخر المطاف. الدول الديموقراطية، في فرنسا أو أميركا أيضاً، عندها الظاهرة نفسها، وعندما تحاربها فإنها تحاربها في إطار القانون، وإلا فإننا سنعود إلى سياسة بن علي، وآنذاك كل ما أردنا بناءه، وهو دولة القانون ودولة المؤسسات، سيسقط.

> أي إجراءات ستتخذها كرئيس، وليس كناشط حقوقي؟

– لا. أنا حتى كرئيس أريد أن أبقى ناشطاً حقوقياً، لأنني إذا تنكرت لآرائي وأفكاري فلا حاجة لي بهذه الرئاسة.

> ولكن أنت في موقع السلطة.

– أنا في موقع السلطة، أنا طلبت، أكثر من الحكومة ومن وزارة الداخلية، إيقاف كل هؤلاء الناس الذين أصبحوا يتسببون بخطر على ثورة تونس. يعني بضع مئات يقومون بتظاهرات، يحرقون، يتوجهون إلى السياح، فإذا بكل جرائد العالم تصوّر تونس بأنها أصبحت مركزاًَ للإرهاب والتطرف وأنها أصبحت سلفية، وهم أقلية داخل أقلية.

> هل يتبع السلفيون حزب النهضة؟

– لا أعتقد، بالعكس أنا أعتقد أنهم ربما سيصبحون أكبر أعداء حزب النهضة.

> هل حزب النهضة يعني الإخوان المسلمين؟

– سيدتي الكريمة الناس تعتبر دائماً الإسلاميين شيئاً واحداً، بينما هم طائفة تمتد من أردوغان إلى طالبان. نحن في تونس عندنا، ولحسن الحظ، الجزء الوسطي من هذه الطائفة، بحيث أن حزب النهضة بالنسبة إلي يمكن أن يُعرف على أساس أنه حزب إسلامي ديموقراطي، مثلما توجد في بلدان أوروبا أحزاب ديموقراطية مسيحية. يعني هؤلاء الناس قبلوا اللعبة الديموقراطية وبقيت خلفيتهم العقائدية إسلامية. بالنسبة لي هذه ليست مشكلتي، بل مشكلتي ما إذا كانوا يقبلون اللعبة الديموقراطية حقيقة وفعلاً أم لا.

> وهل يقبل راشد الغنوشي اللعبة الديموقراطية، وهل أنت واثق من ذلك؟ النهضة كما يبدو للكثيرين تحكم، أي أن راشد الغنوشي هو الذي يحكم تونس.

– دعيني أكمل ما يخص الطائفة. طائفة السلفيين هي أقصى اليمين الإسلامي، وداخلهم هم أنفسهم طائفة سلفيين ليسوا عنفيين، وفيهم سلفيون يشكلون الخطر. فيما يخص علاقتنا بالنهضة، فنحن شكّلنا حكومة ائتلاف. يعني من يقول إن النهضة تحكم في تونس، فهذا غير صحيح. من يحكم في تونس هي الحكومة الائتلافية «الترويكا». النهضة ليست لها القدرة على أن تحكم تونس لوحدها، وفي الانتخابات الأخيرة كان عندها 89 صوتاً، وكان عندنا نحن 29 صوتاً، والتكتل 19. لو لم نأت بهذه الأصوات لما استطاعت النهضة أن تحكم، بحيث إن وزنها السياسي أهمّ بكثير من وزنها الانتخابي، ولهذا فهي الآن لا تستطيع أن تحكم. لو كانت تستطيع أن تحكم لفعلت أشياء كثيرة، نحن لن نسمح بها، وهناك أشياء كثيرة سارت في تونس لأننا دفعنا إليها. وغير صحيح أن تونس محكومة بالنهضة.

> أنت طرف في الترويكا. كيف يمكنك أن تكون في ترويكا مع النهضة وهي التي أعلنت أنها ضد استقلال القضاء عندما صوتت ضد كلمة الهيئة الوقتية المستقلة، كلمة مستقلة للقضاء، كيف تجمع بين الأمرين؟

– أولاً، أنا لست مدافعاً عن النهضة. أطرحي هذا السؤال على النهضة، ولكن أنا بالنسبة لي هذا أمر غير وارد.

> ما هو الأمر غير الوارد؟

– أنها تقول إنها ضد استقلال القضاء. كل الناس تردد أنها مع استقلال القضاء. بطبيعة الحال، وكأي حزب، هي تريد في الإعلام أو في القضاء… إلخ ألاّ تُمس مصالحها الحزبية، وهذا شيء طبيعي في كل الأحزاب. يعني الأحزاب اليسارية كلها تحاول أن تؤثر في كيفية… أختي العزيزة، نحن الآن في صدد إعادة صياغة كل المؤسسات التونسية، البرلمان والقضاء والإعلام، وكل الأحزاب السياسية تتصارع لكي تصوغ هذه التشكيلات وفق مفاهيمها ومصالحها. هذه هي اللعبة السياسية الطبيعية.

> إذاً ليس صحيحاً أن معظم كبار الموظفين في الحكومة والسفراء… إلخ، هم من النهضة؟

– بدأ هذا التوجه وأنا قلت توقفوا. كنت من الناس الذين قالوا هذا غير مقبول، حصلت قصة حول بعض السفراء، النهضة انخرطت في هذا الموضوع ثم توقفت. قررنا من الآن فصاعداً أن كل التسميات في الميادين الكبرى ستكون بالتوافق بين الرئاسات الثلاث.

> مشكلة الأمن يبدو أنكم غير قادرين على ضبطها. هناك مشاكل أمنية تتردد وتتكاثر. كيف يمكنك أن تدخل طرفاً في ضبط الأمن وتتخذ إجراءات كرئيس؟ نعرف ونقدر كونك ناشطاً حقوقياً، لكن الناس تتساءل متى ستتصرف كرئيس وتفرض أموراً لها علاقة بضبط الأمن، وتقف مواقف قيادية؟

– مرة أخرى أقول لك، وفق توزيع السلطات، الأمن هو من مسؤوليات رئيس الحكومة، أنا من مسؤولياتي فقط الدفاع، ومن مسؤولياتي…

> أنت جزء في الترويكا.

– نعم، وداخل هذه الترويكا نحن ندفع إلى إصلاح أجهزة الأمن بسرعة وإعادة هيكلتها، وإلى أن تصبح فعالة، وفي الوقت ذاته تحترم حقوق الإنسان. لكن سيدتي العزيزة نحن الآن في الحكم منذ ثمانية أشهر، ونرث وضعاً وعقليات وجهازاً شُكِّل على امتداد أكثر من نصف قرن. كيف يمكن في ثمانية أشهر إعادة بناء بيت عمره 50 سنة، مطلب مجحف، نحن في سيرورة، وهي أن إعادة السيطرة على جهاز الأمن، تنظيفه، وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، إعادة صوغ العقليات فيه بحيث يكون فعالاً ويحترم الحريات وحقوق الإنسان. هذا عمل جبار يتطلب الوقت.

> سيدي العزيز، بعد ثمانية أشهر، مؤسف جداً أن نشهد ما نشهده في تونس حول امرأة تم اغتصابها من قِبَل ثلاثة رجال من الشرطة وهي تمثُل أمام القاضي بتهمة التعري والتفحش، كيف ذلك؟

– أنا حقيقة لا أجد كلمة أصف بها مشاعري، مشاعر الغضب. حقيقة أنا غاضب جداً من هذه القضية، وكل مرة أسمع بها، وأنا عندي مستشار قانوني ومستشار حقوقي نتابع كل هذه القضايا لحظة بلحظة. عندما سمعت أن هناك شخصاً وقع الاعتداء عليه وهو في حالة إغماء في المستشفى أرسلت مستشاري القانوني، أنا أتابع هذه القضايا قضية قضية.

> لنركز على هذه القضية، نحن نسمع أن ثلاثة رجال شرطة اغتصبوا امرأة وهي تُحاكم، كيف ذلك؟

– سيدتي العزيزة، في هذه القضية، وهذه القضية بالذات، هناك إخلالات كثيرة وقعت، وتجب متابعتها والتعلُّم منها. سيكون أمامنا كثير من المصائب، يعني هذه الأشياء كانت تحدث بالمئات.

> حدثْني رجاءً عن هذه القضية بالذات، كيف ترى تطورها؟ بماذا ستطالب؟ ماذا يحدث الآن؟ لأن هناك تظاهرات، والمرأة التونسية والعربية وفي العالم تحتج. كيف يمكن أن تغتصب المرأة وأن تحاكم؟

– أنا طلبت من السيدة سهام بن سدرين أن تأتيني بهذه الفتاة إلى مكتبي في قرطاج، ليكون واضحاً للجميع أنني مع هذه المرأة وضد كل ما يحقق.

> وبالنسبة للقضاء؟ مشكلة القضاء هي أنها تتهم بالتعري. هل هي مشكلة قضاء أم مشكلة ثقافة؟

– مشكلة ثقافة، لا تنسي إننا نحن نريد أن نفصل بين القضاء، نريد أن نحترم استقلال القضاء، واحترام استقلال القضاء لا يمنعني من التعبير عن مشاعر الغضب والاستياء من هذه القضية.

> ماذا عن التظاهرات التي خرجت في تونس بعد فيلم الإساءة إلى النبي؟ أين أنت من مسألة حق التعبير عن الرأي، كونك كنت رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، ومطالبة البعض بإجراءات وإلقاء اللوم على الولايات المتحدة كدولة، كحكومة، بسبب هذا الفيلم المسيء البذيء؟

– أنا لا أؤمن بوجود الحق في المطلق، كل حق محدود بحقوق الآخرين، هذه فكرة بسيطة ومبدئية، يعني حقي في الرأي والتعبير لا يذهب إلى حق شتم الناس أو إلى التعدي على المقدسات. أنا أعتبر دائماً وأبداً، أنه حتى أحسن الفضائل يجب ألا تمارس بشطط. مثلاً، الكرم إذا أسرفْتَ فيه يصبح تبذيراً، الشجاعة إذا أسرفت فيها تصبح تهوراً، حرية الرأي إذا أسرفت فيها يصبح فيها تعدٍّ على المقدسات. بطبيعة الحال أنا مستاء جداً من هذه الرسوم لأنها تسيء لي كمسلم، وفي الوقت نفسه أعتبر أن طرق الرد عليها، وهي استفزازات رخيصة ومن مجموعات صغيرة جداً، لم تكن في محلها. كان المفروض أن نواجه هذه الاستفزازات بالاحتقار وبالتجاهل.

> من هم «أنصار الشريعة»؟ هل هي تسمية جديدة لتنظيمات قديمة، أم أنهم مجموعة جديدة برزت وتعمل في المغرب العربي وما بعده؟. أين هم في تونس؟

– نرصد السلفية في تونس بكثير من الاهتمام. السلفية في تونس جزء منها دعوي وجزء جهادي، وهذا الجزء الجهادي نفسه مقسم إلى أربعة أقسام ويتخاصمون بينهم ويزايدون بعضهم على بعض ولهم أمراء متخاصمون. في الواقع حتى هذه المجموعة القليلة تمارس ما بينها السياسة الموجودة في كل الأحزاب، ومن بينها الاعتراف. هناك أناس يتعاملون مباشرة مع القاعدة وبالتالي يشكلون خطراً كبيراً، وهم أيضاً يعتبرون أنفسهم جزءاً من المنظومة الإرهابية. وحتى هذه المنظومة الإرهابية المفككة تحاول الآن أن تجد لها موقع قدم، بالأساس في شمال مالي. ثم من هناك نتحدث عن الأفغنة، وكأن مركز الثقل في الجهاد، بين قوسين، الحركة الإرهابية، ينتقل الآن من أفغانستان وباكستان إلى منطقة المغرب العربي، والخطر الكبير أصبح علينا، الآن أصبح على أبواب بيوتنا.

> كم هو حجمهم؟

– ثلاثة آلاف في تونس، قدرناهم تقريباً، الناشطون الذين يمكن أن يشكلوا خطراً هم ثلاثة آلاف، وفق تقارير البوليس، لأنهم كلهم مرصودون ومعروفون ولا ينتظرون الإرادة السياسية لإيقاف هذا السرطان.

> كيف تعني ذلك؟ ليس هناك إرادة سياسية لإيقاف هذا السرطان؟

– كرئيس جمهورية ومسؤول عن الدفاع حذرت أكثر من مرة الحكومة أنه يجب التعاطي مع هذه المشكلة بالحزم، وكما قلت في إطار القانون. هناك من طرف الحكومة حسابات معقدة تقول إننا يمكن أن نقحم البلد في ردود فعل في حرب على الإرهاب، وهذا سيزيد الطين بلة، ولذلك فلنتحاور معهم، فلننتظر، فلنصبر… إلخ، لكن إلى حد الآن هذه السياسة لم تؤد إلى نتيجة، بل بالعكس، رأينا ما رأينا، وبالتالي أنا قلق، وأعتقد أن الحكومة وصلت إلى الاستنتاج الذي وصلت إليه شخصياً منذ أشهر كثيرة.

> إذن ما نوعية هذه الإجراءات؟

– إيقاف هؤلاء الناس عن الإضرار بالمصالح والرد عليهم في إطار القانون. لا أفهم لماذا لم يعتقل أبو عياط حتى الآن.

> ما حجم هذه المشكلة في المغرب العربي؟ تفضلت وذكرت منطقة المغرب العربي. أنتم رصدتم ثلاثة آلاف عندكم في تونس، ما هو تقديركم أو معلوماتكم لحجم المشكلة في المغرب العربي؟

– (الإرهابيون) موجودون بالأساس في ليبيا وفي الجزائر، وخصوصاً في الجنوب. أعتقد أن هناك مشكلة أمنية الآن تتهدد كامل منطقة المغرب العربي، وبالتالي سيكون عندنا إن شاء الله الاتحاد المغاربي، قبل نهاية هذه السنة كما اتفقنا. كل حدودنا الجنوبية الآن مهددة بهذه المشكلة. يجب أن تكون هناك إجابة موحدة من كل البلدان.

> هل تريد أن تسميها القاعدة؟ أو شيئاً آخر، أولاً لنتفق على التسمية.

– أنا أعتقد أنها جماعات سلفية جهادية متطرفة. السلفية نفسها فيها طائفة كبيرة.

> هل هذا يعني أنهم ضد توجه الإخوان المسلمين، هل بدأت المعركة بينهم وبين الإخوان المسلمين على السلطة، أم أن هذه مجموعات لها أجندة مختلفة ليس فقط ضد الإخوان المسلمين وإنما أيضاً ضد العلاقات الخارجية التي تجمع بين دول المغرب العربي مع الولايات المتحدة وأوروبا؟

– الأمر أعقد وأعمق من هذا. دعيني أعد إلى قضية النظام السياسي العربي، النظام السياسي العربي انهار…

> عفواً، لأكونَ واضحة، انهار وأتى الإسلاميون؟

– البديل ما هو؟ البديل الآن إما نظام ديموقراطي أو نظام إسلامي قديم، أي النظام الإسلامي من دولة الخلافة والشريعة وكل هذا الكلام. حصل شرخ في داخل الحركة الإسلامية في السبعينات وفي الثمانينات وجزء كبير من المنظومة الإسلامية دخل في معترك الحداثة وقَبِلَ اللعبة الديموقراطية، والآن أصبح جزءاً من اللعبة الديموقراطية، بينما بقي جزء آخر، سواء في مصر، التكفير والهجرة أو القاعدة… إلخ، ما زال يعتبر أن هذا الخيار خيانة، يعني خيانة للمشروع الإسلامي. ما زالوا يكفّرون الديموقراطيين، والآن أصبحوا يعتبرون الجمعيات الإسلامية التي دخلت في اللعبة الديموقراطية كإخوان مسلمين ونهضة وسواها، خونة. وهم ما زالوا يرون أن البديل للديكتاتوريات التي انهارت والتي (برأيهم) كانت ديكتاتوريات علمانية وكذا وكذا، هو البديل الإسلامي ودولة الشريعة. الآن الشرخ في الواقع هو بين الإسلاميين الذين قبلوا اللعبة وبين الإسلاميين الذين يريدون البقاء خارجها.

> من لديه الضمانات بأن الإسلاميين الذين دخلوا اللعبة، كما تقول، اللعبة الديموقراطية، سيلعبون بأسس الديموقراطية؟ هناك اتهام، كلمة الأنظمة الماضية كانت علمانية ولكن هناك جزء من الشعب العربي هم من المدنيين العلمانيين، يعني غير الإسلاميين فلماذا هذا الافتراض، أقصد أن الثورة حدثت على يد الشباب ولم تحدث على أيادي الإسلاميين، جاء الإسلاميون بجميع أطيافهم واختطفوا الثورة، ثم قالوا أنتم يا علمانيون أو يا مدنيون أصبحتم خارج اللعبة لأنها باتت بين الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف، أليس في ذلك خروج عن اللعبة الديموقراطية؟

– أنت تسألينني: هل تعتقد أن الإسلاميين سيلعبون اللعبة الديموقراطية؟ أنا أسألكِ: هل الشيوعيون سيلعبون اللعبة الديموقراطية، وهل الديموقراطيون سيلعبون اللعبة الديموقراطية؟ هل أنا وأنت سنلعب اللعبة الديموقراطية؟ يعني كلنا يمكن أن نكون ضمن الاتهام لأننا كنا أولاد الاستبداد وبناته. إذن من سيظهر هذا هو المستقبل، هذا شيء. تقولين اختطفوا. كيف اختطفوا؟ نحن ذهبنا إلى انتخابات حرة ونزيهة لأول مرة في تاريخنا، وشعبنا أعطى السلطة لهؤلاء الناس، لم يعطها لليساريين ولم يعطها للعلمانيين.

الآن الإسلاميون يُكتشفون، إن صح التعبير. إنهم يقعون في فخ الديموقراطية لأنهم الآن أمام مسؤوليات وأمام مسؤوليات جسام. هناك مسألة تحريك الاقتصاد، والرد على مشاغل الناس التي هي مشاغل حياتية وليست دينية. فالناس تريد الآن حل مشاكل الماء والغذاء والأمن وغيرها. الشعب سيحكم عليهم (الإسلاميين) بناء على أدائهم. وأقول الآن وبكل صراحة: لو ذهبت النهضة اليوم إلى الانتخابات لربما فوجئت برد فعل عنيف من الشعب لأنهم لم يقوموا بما كان منتظراً منهم.

> وخصوصاً المرأة، لأن المرأة في تونس تشعر بأنها أهينت عندما بدأ يُحكى عنها بأنها مكملة وليست إنساناً بحد ذاته يتساوى مع الجنس الآخر. هل تعتقد أن المرأة في تونس هي التي ستقف في وجه النهضة وغيرها لتقول: لي حقي وأنا هنا؟

– دائما أقول إنني لا أدافع عن النهضة وإن لديّ مواقف منها في بعض الأحيان نقدية جداًَ، لكن عندما تنظرين إلى المجلس التأسيسي ستجدين أن الغالبية الساحقة من النساء فيه هن من النهضة.

المقاتلون على الجبهة السورية لكل قصته

حلب – أ ف ب

تضم المعارضة المسلحة مزيجاً من العسكريين المنشقين عن الجيش السوري النظامي والمدنيين الذين قرروا حمل السلاح في مواجهة قمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، ولكل واحد منهم قصته.

فالانتفاضة التي تشهدها سورية قلبت حياة عدنان رأساً على عقب. اضطر هذا الشاب الحلبي البالغ من العمر 25 عاماً الى مواجهة خيار صعب، إما المعركة من اجل الحرية او حياته الشخصية. وباختياره الانضمام الى المعارضة خسر خطيبته.

قال وهو يتأمل الافق: «عائلة خطيبتي مناصرة للنظام وفسخوا القران الذي عقدناه قبل سبعة اشهر». وتابع: «حاولت في البدء محادثتها لكنني اليوم احمل السلاح وأنتمي الى الجيش السوري الحر وحتى اذا ارادت العودة لي لم يعد ذلك ممكناً».

اليوم بات يقاتل في صفوف المعارضة. في الطرف الآخر من خط الجبهة نزحت خطيبته وعائلتها لأنهم فضلوا المكوث في أحياء خاضعة لسلطة الجيش النظامي.

اما ابو سفيان فقد انشق لينضم الى المعارضة وهو يقاتل على جبهة سيف الدولة. ويستخدم ورفاقه المتفجرات المنزلية «صنع في سورية» لالقائها على جنود «الطاغية». وقال محتجاً: «اين تركيا وقطر والسعودية عندما نحتاج الى الاسلحة؟».

وهو بتسريحة شعره المرتبة وذقنه المشذبة قيادي مرموق وسط رفاق سلاحه. فعندما حان وقت مغادرة القاعدة للتوجه الى الجبهة، سار وسط المجموعة ليتقدم صفوفها. ولم يتحرك الآخرون قبل ان يبدأ هو المسير.

في مدخل المدينة القديمة يرتدي هيثم بزة عسكرية طرزت على صدرها سورة قرآنية. وحمل الشاب البالغ 18 عاماً السلاح مع شقيقيه من اجل «الجهاد» ضد «الذل». وقال: «لم نشهد اي رئيس قط يفعل هذا بشعبه»، موضحاً انه يريد ان يشهد «النصر ثم العودة الى الحياة الطبيعية». وحياته الطبيعية تكمن في دكانه الصغير ومنزل والديه.

على احد حواجز المعارضة اعتذر ابو اسماعيل الاسمر السحنة، بهيئته التي تنم عن فخر عند توجيه سؤال اليه وقال: «انا بدوي، لا اعرف التحدث الى الصحافيين». لكن هذا المزارع البالغ 32 عاماً هو احد الاشخاص القلائل الذين تحدثوا في شكل ملموس عن مرحلة ما بعد الاسد. وأوضح رب العائلة الذي لم ير اقاربه في الرقة شمال شرقي سورية منذ شهرين: «بعد سقوط النظام سينبغي تنظيم انتخابات حرة وضمان حصول جميع المواطنين السوريين على حق التعبير والحرية السياسية».

وعلى جبهة بستان القصر في مدينة حلب في شمال سورية، ثمانية أشقاء تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، يحاربون معاً جنباً إلى جنب في مواجهة قوات النظام، واضعين نصب أعينهم هدفاً أوحد: «الانتهاء من نظام بشار الأسد».

ويقول رضا، أصغر الأشقاء الثمانية المحاربين في صفوف «الثورة» والذي بلغ الثامنة عشرة قبل أيام: «إذا قتل واحد من أشقائي أو أكثر، فسأموت إلى جانبهم. إنهم من لحمي ودمي، وسيكون شرفاً لي أن أقضي معهم وأنا أدافع عن الحرية». ويضيف: «وصلنا إلى المدينة منذ أكثر من شهر. ومنذ ذلك الحين، لا نلقي السلاح إلا في أوقات الصلاة».

في الوقت الحاضر، يضع رضا جانباً أحلامه بدخول الجامعة من أجل دراسة المعلوماتية. ويقول: «الأمر الأكثر أهمية اليوم هو الانتهاء من الأسد. دروسي يمكن أن تنتظر. إن مكاننا، نحن الشباب السوري، هنا، في ساحة المعركة».

وعلق شقيقه رفعت (20 سنة) بدوره دروسه الجامعية. ويقول رفعت وهو يمسك بقذيفة مضادة للدبابات: «نحن الشباب، نشكل مستقبل سورية، واليوم مستقبل سورية هو في الشارع. يفترض بنا أن نكون على مقاعد الدراسة، إنما بسبب هذا الطاغية، علينا أن نحمل السلاح. نحن نحارب لكي تتمتع الأجيال اللاحقة بمستقبل سلام وحرية». وينتقد رفعت نظرة الغرب إلى المقاتلين المعارضين. «تظنون أننا في تنظيم القاعدة، لمجرد أننا نصرخ الله أكبر. لا، نحن نؤمن بالله. هذا كل شيء. إنه العون الوحيد المتبقي لنا، والوحيد الذي سيقودنا إلى النصر». ويهتف أشقاؤه من حوله «الله أكبر». وقد غادر الأشقاء الثمانية سرمدا في محافظة إدلب (شمال غرب) قبل 17 شهراً بعد وقت قصير على بدء الحركة الاحتجاجية.

ويتحدث أنس (34 سنة) عن التظاهرات السلمية التي خرجت إلى الشارع في سورية في خضم «الربيع العربي» في دول أخرى. ويروي: «أطلق الجيش النار على هذه التظاهرات. قتل بعض أعز أصدقائنا. وكان الأمن يلقي بنا في السجون تحت أي حجة».

بعدها، ترك أنس محله لبيع الهواتف الخليوية وعائلته المؤلفة من زوجة «وأربع فتيات رائعات» وانضم إلى الثورة. ويقول: «يعتقد بشار أنه الملك وأننا عبيد له. إلا أن العبيد طفح كيلهم من خدمة معلمهم».

ويفضل أحمد (24 سنة) التزام الصمت. يكتفي بابتسامة بين الحين والآخر، أو يتمتم شيئاً في أذن أحد أشقائه.

فيتكلم رضا عنه بفخر، موضحاً أن احمد: «اعتقل في إحدى التظاهرات وألقي في السجن. ضربوه على مدى أيام ليتكلم، إلا أنه لم يقل شيئاً. عندما اتصلوا بنا لتسلمه، لم نعرفه لكثرة التشوهات التي حلت به».

خلال الأشهر الماضية، تنقل الإخوة الثمانية بين النقاط الساخنة في أنحاء سورية: من حمص (وسط)، إلى إدلب، إلى حلب… ويقول عصام (26 سنة): «لن نتوقف إلا بعد سقوط النظام».

ويوضح رضا أن والدهم يعلم بما يقومون به ويدعمهم، مضيفاً: «لا يخاف علينا من الموت، لأنه يعلم أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتحرير سورية». ويتابع: «إنه يصلّي من أجلنا، ولكي ننتصر. إذا متنا، سيفخر بنا كشهداء».

في هذا الوقت، يتم استدعاء المقاتلين الثمانية، فالكتيبة التي ينتمون إليها تعد لهجوم جديد. الهدف هذه المرة مركز أمني من شأن الاستيلاء عليه أن يساعد في تعزيز الجبهة.

حرائق جديدة في حلب و100 ألف لاجئ في تركيا

المعلم: الدعوات إلى تنحي الأسد أوهام

    (و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

امتدت الحرائق التي التهمت سوقا تاريخية كبيرة في مدينة حلب السورية إلى مناطق أخرى في البلدة القديمة – وهي موقع للتراث العالمي – فيما يخوض المعارضون والقوات الحكومية قتالا عنيفاً للسيطرة على الاسواق التاريخية في وسط المدينة. واستناداً الى احصاءات ناشطين في المعارضة، بلغ عدد القتلى في أعمال العنف في أنحاء سوريا 156 هم 84 مدنياً و33 مقاتلاً معارضاً و39 جندياً نظامياً. وأعلنت تركيا ان عدد اللاجئين السوريين اليها يقترب من مئة الف، مما يثير احتمال الحديث مجدداً عن ضرورة اقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية، مع مواصلة الجيش التركي تعزيز قواته على الحدود مع سوريا. (راجع العرب والعالم)

وفي السياسة، اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم امام الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك ان بلاده لا تزال “تؤمن بالحل السياسي للخروج من الازمة” المستمرة في سوريا، متهما ًدولا غربية واقليمية بدعم “الارهاب” في سوريا. أما الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون فانتقد بشدة الحكومة السورية على أعمال القتل وانتهاكات الحقوق والهجمات الجوية والمدفعية وعبر عن شعوره بالاحباط لتفاقم الصراع.

وقال المعلم :”نحن لا نزال نؤمن بالحل السياسي خطا اساسيا للخروج من الازمة وأدعو كل الاطراف والاطياف السياسية داخل سوريا وخارجها الى حوار بناء تحت سقف الوطن”. واضاف ان “ابواب سوريا مفتوحة لكل من يريد الحوار والبناء وأدعو كل الدول الممثلة في المنظمة الدولية الى الضغط لانهاء العنف في سوريا عبر وقف تسليح وتمويل وايواء وتدريب المجموعات الارهابية المسلحة”. واعتبر ان “ما سينتج من ذلك الحوار الوطني بعد توافق كل الاطراف سيكون خريطة البلاد وخطها المستقبلي في اقامة سوريا تعددية وديموقراطية”.

وأكد ان سوريا “مستمرة في العمل مع أطراف وطنيين في المعارضة لبناء سوريا تعددية وهي عازمة في الوقت نفسه على القيام بواجبها وتحمل مسؤوليتها في حماية شعبها من الارهاب التكفيري الجهادي الذي تعمل مجموعات مسلحة من خلاله على نشر الفتنة بين السوريين وضرب عيشهم المشترك”.

وفي تكرار لمواقف سابقة، قال المعلم ان قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا “محرضة وداعمة بوضوح لا لبس فيه للارهاب في سوريا بالمال والسلاح والمقاتلين الاجانب”. وتساءل “ما مدى انسجام التصريحات القطرية والسعودية والتركية والاميركية والفرنسية المحرضة والداعمة بوضوح لا لبس فيه للارهاب في سوريا بالمال والسلاح والمقاتلين الاجانب، ما مدى انسجام كل ذلك مع المسؤوليات الدولية لهذه البلدان في مجال مكافحة الإرهاب”.

وفي كلامه عن مهمة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي، قال المعلم ان “نجاح أي جهد دولي يتطلب إلى جانب التزام الحكومة السورية الزام الدول الداعمة للمجموعات المسلحة في بلادي وفي مقدمها تركيا والسعودية وقطر وليبيا وغيرها بوقف تسليح وتمويل وتدريب وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة وتشجيع الحوار ونبذ العنف”. واتهم “أطرافا اقليميين ودوليين بالدفع الى تأجيج الازمة عبر افشال

كل محاولات الحوار والاصرار على ايجاد حالة من اللاستقرار”.  وخلص الى “ان الاولى بالدول التي تتدخل في شؤون سوريا وتتغنى بديموقراطيتها ان تدعمنا في خطتنا الديموقراطية”. ودعا الدول التي تدعو إلى تنحّي الرئيس السوري بشار الاسد إلى “التوقف عن الأوهام”.

بان كي – مون

وقبل الخطاب، التقى المعلم  بان كي- مون الذي دعا النظام السوري الى “الرأفة بشعبه”. وصرح الناطق باسم الامم المتحدة  مارتن نيسيركيب ان الامين العام  ندد امام المعلم “باشد العبارات” باستمرار اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان في سوريا وكذلك القصف “الذي تقوم به الحكومة”.

ولاحقا، حذر بان مجدداً النظام السوري من استخدام اسلحته الكيميائية، قائلا ان هذا الامر في حال حصوله قد تكون له “تداعيات وخيمة”.

وفي دمشق، افاد مدير مكتب الممثل الاممي مختار لماني ان الانقسام بين جماعات المعارضة السورية، هو إحدى العقبات الاساسية امام الجهود التي يبذلها الابرهيمي من اجل صوغ حل للازمة السورية المستمرة منذ اكثر من 18 شهراً. وقال ان التوصل الى حل يبقى صعباً جداً بسبب “عدم الثقة بين الاطراف جميعا”. واضاف ان الابرهيمي الذي زار دمشق الشهر الماضي سيزور سوريا قريباً ويجول في البلاد.

وسئل ألا يزال يؤمن بامكان التوصل الى حل سياسي على رغم ضراوة العنف، فأجاب:” اعتقد انه  قد يستغرق وقتاً طويلاً…لكنني آمل في النهاية ان يكون هناك بعض الضوء”. ولاحظ ان من اهم العقبات التي تقف في طريق التوصل الى حل، الانقسامات في صفوف المعارضة المسلحة وجماعات المعارضة.

العربي

وفي ليما بالبيرو، قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمة القاها امام القمة الثالثة لدول اميركا اللاتينية والجامعة العربية ان سوريا تعاني “ازمة خانقة”، معربا عن الاسف لغياب اي حل يضع حدا “للنزف” الذي يشهده هذا البلد.

   تعزيزات أردنية

* في عمان،نقلت صحيفة “الغد” الأردنية  عن شهود عيان في مدينتي إربد والرمثا مشاهدتهم عشرات الدبابات الأردنية تتجه نحو الحدود السورية فجر الأحد  عبر مدينة الرمثا.

 وقالوا “إنهم شاهدوا قرابة 50 دبابة أردنية محملة على ناقلات عسكرية آتية من الطريق الدولي المؤدي الى مدينة (المفرق) ومتوجهة إلى الشمال الغربي، فيما تحدث سكان من بلدة الطرة الأردنية عن مئات الجنود والآليات الذين لم يشاهدوهم بهذه الكثافة من قبل”.

تـركيا الأطلسـيـة وزعامـة الأمــة الإســلامـيـة!

محمد نور الدين

انتهى المؤتمر الرابع الكبير لحزب العدالة والتنمية إلى مجموعة من الدلالات التي ركّزت عليها الصحف التركية أمس. واحتل الهدف الذي أعلنه رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، وهو العام 2071، حيزا بارزا في تعليقات الكتاب.

ويكاد هناك إجماع على انه لم يعد مهما من يكون في قيادة حزب العدالة والتنمية للمرحلة المقبلة، ولا من يكون في رئاسة الحكومة، ما دام اردوغان سيكون رئيسا للجمهورية عام 2014 بعد أن يكون كرّس تبعية كاملة للحزب له.

برزت الثنائية الإسلامية – التركية في أساس مشروع اردوغان للعام 2071 في مصادرة مبكرة للأجيال المقبلة، وما تريده لتركيا. علما بأن مجرد الإشارة لموقعة «ملاذكرد» في العام 1071 يستفز الأكراد الذين قضى السلاجقة والسلطان ألب ارسلان، الذي تمثل به اردوغان، على دويلاتهم التي كانت قائمة في شمال كردستان قبل أن ينتقل إلى محاربة الروم. وهي إشارة تفرّغ استعداد اردوغان للانفتاح على الأكراد من أي جدّية.

وإذا كان من ملاحظة مركزية فهي غياب الاتحاد الأوروبي، ولو بكلمة واحدة عن خطاب اردوغان ما يطرح علامات استفهام بل يؤكد أن الرغبة في تزعم العالم الإسلامي وليس عضوية الاتحاد الأوروبي هي الهدف المركزي لأردوغان وفريق عمله.

وفي هذا الإطار تحول مؤتمر حزب العدالة والتنمية إلى مؤتمر للإخوان المسلمين في العالم الإسلامي، مع حضور أبرز قياداتهم من مصر وتونس وفلسطين. لكن يؤخذ على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن عداءه للنظام السوري قد ترجم مبايعة لتركيا زعيمة للعالم الإسلامي. هذه التركيا التي هي نفسها العضو في حلف شمال الأطلسي والمتحالفة مع الولايات المتحدة والغرب الذين هم في أصل بلاء النكبة الفلسطينية والداعمون الأساسيون للمشروع الصهيوني. وهذه التركيا هي نفسها التي لها علاقات اقتصادية تزداد ازدهارا مع إسرائيل، وهي التي نصبت الدرع الصاروخي ضد بلد إسلامي، هو إيران، وتحمي الأمن القومي الإسرائيلي.

حتى عندما انتقد اردوغان في خطابه إسرائيل، فلم يشر لا إلى الاحتلال الإسرائيلي ولا إلى المستوطنات ولا إلى تهويد القدس، بل جل ما أعلنه انه لن يطبع العلاقات مع تل أبيب إلا بعد اعتذارها. ولو افترضنا أن إسرائيل اعتذرت وعادت العلاقات إلى طبيعتها بين تركيا وإسرائيل، فما الذي سيكون عليه موقف خالد مشعل وحركة حماس بالعموم؟

أن العداء للنظام السوري كان يجب ألا يبرر لمشعل أن يبايع اردوغان زعيم «هذه التركيا»، زعيما للعالم الإسلامي. بل إن هذه المبايعة تثير من القلق والخوف من فتن جديدة في العالم الإسلامي أكثر مما تثير من التأييد في ظل الاصطفاف التركي الحالي لطرف ضد آخر. ويعرف مشعل أكثر من غيره أن إشارته إلى خيار المقاومة كسبيل وحيد لتحرير الأرض لا تقع موقعا حسنا لدى أنقرة حزب العدالة والتنمية، التي تعترف بإسرائيل والمنتقدة دائما لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية. ألم ترد كل هذه الحقائق على ذهن مشعل وهو يستعد لإلقاء خطابه؟ أم أن الأمور باتت اخطر من ذلك، وهو أن حركة حماس على أبواب مرحلة جديدة من التغيرات انسجاما مع ما يسمى بالربيع العربي؟.

صحيفة طرف توقفت عند «مانيفستو» اردوغان فقالت «لقد كانت واضحة الإشارات إلى النزعة القومية – الإسلامية في خطاب اردوغان أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية. أشار كثيرا إلى السلطان ألب ارسلان الذي انتصر على البيزنطيين عام 1071. ووضع اردوغان نصب عينيه هدف العام 2071 الذكرى الألف لمعركة «ملاذكرد».

استذكر اردوغان حرفيا عبارات السلطان ألب ارسلان وجيشه القوي الذي لا يقهر، وأشعار قراقوتش ومحمد عارف وغيرهما حيث يولد الأبطال مع أذان الفجر ويموتون مع أذان المغرب، مستلهما من التاريخ ما يوجّه به شباب حزب العدالة والتنمية.

خطبة اردوغان الطويلة أمام المؤتمر «مانيفستو» بإشارات إسلامية – تركية، «مانيفستو» ولد فأرا وجهه متوجه نحو الشرق.

وفي حوار مع صحيفة «أقشام» قال رئيس مركز «أنار» (ANAR) لاستطلاع الرأي إبراهيم اوصلو إن حزب العدالة والتنمية قد أكمل في مؤتمره الرابع مأسسة الحزب، وهو خرج من المؤتمر بخريطة طريق تحدد مستقبله بمعزل عن زعيم الحزب. وقد فضل اردوغان أن يختار استراتيجية تحل محله بدلا من شخص معين. وهي خريطة ستقود الحزب إلى العام 2023 كائنا من يكون زعيمه.

وكتبت صحيفة «حرييت» إن «المهم في مؤتمر حزب العدالة والتنمية ليس خطاب اردوغان بل تشكيلة اللجنة المركزية الجديدة للحزب التي تحدد النخب القيادية الجديدة. لقد حدد اردوغان شكل القيادة التي ستخلفه، لكن هذه القيادة لا تختلف عن سابقتها: مروحة واسعة من أقصى اليمين إلى القسم المحافظ. ولماذا يغيّر اردوغان؟ انه يربح الانتخابات واحدة تلو أخرى، وسيكون الزعيم القوي في قصر الرئاسة. يريد الحفاظ على نظام موجود من دون تغييره. لكن ألا يلفت أن اردوغان لم يتلفظ باسم عبد الله غول ولا مرة واحدة؟».

وتطرق سميح ايديز، في مقالة له في صحيفة «ميللييت»، إلى توجهات اردوغان المشرقية، قائلا «لا جديد في خطاب اردوغان أمام المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية. كرر ما هو معروف عن سوريا وإسرائيل. لكن من المثير انه لم يتلفظ بكلمة الاتحاد الأوروبي ولا مرة واحدة. وعندما مر اسما فرنسا وألمانيا في كلمته إنما من باب انتقادهما في موضوع الاسلاموفوبيا. لم يحضر زعماء أوروبيون المؤتمر، إما لأنهم لم يدعوا أو لأنهم دعوا ولم يلبوا الدعوة. ولن يغيب عن انتباه الأوروبيين أن اردوغان لم يتحدث عن معايير أوروبية لتركيا بل عن معايير إسلامية. وعكست الروح الجهادية لأردوغان وجود خالد مشعل في المؤتمر. هذا لا يعني إضعاف روابط تركيا بالأطلسي، لكنها الضرورات الدولية هي التي تبقي هذه الروابط بينما الهوى في مكان آخر».

مقتل وإصابة 40 جندياً سورياً في كمين

حلب: المعارك تتواصل في السوق القديمة

                      جرت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب، بينما تواصل نزف الدم على الأراضي السورية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الأقل وجرح أكثر من ثلاثين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص»، موضحا أن هؤلاء سقطوا «اثر تفجير عبوات وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص ـ تدمر».

وذكر مراسل لوكالة «فرانس برس» أن اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مسلحين متحصنين داخل احد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، قبل أن تتراجع حدتها بعد الظهر.

وأوضح أن الأسواق المدرجة على لائحة «اليونسكو» للتراث العالمي منذ العام 1986، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها فجر السبت الماضي. وأكد محافظ حلب وحيد عقاد أن «الحرائق المفتعلة في سوق المدينة بحلب هي بسبب محاولة من قبل العناصر الإرهابية المسلحة إعاقة تقدم الجيش العربي السوري والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحلات في هذه الأسواق». وأضاف ان «عناصر الإطفاء حاولوا فور اندلاع الحرائق الوصول إلى الأسواق المحترقة لإطفاء النيران، وأحد هؤلاء استشهد نتيجة استهدافه بطلقة قناصة المجموعات الإرهابية المسلحة».

وأكد عقاد غياب الإحصاءات الدقيقة عن حجم الخسائر والدمار «نتيجة عدم تمكن موظفي مديرية المدينة القديمة من الدخول إلى الأسواق بسبب استهدافهم من قبل قناصة المجموعات الإرهابية، لكن لا شك في أن السوق التي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية أثرت بدرجة كبيرة على اقتصاد القطر (سوريا)».

وأشار التجار إلى انه لا وجود للقوات النظامية في داخل الأسواق، لكنها تقوم بإطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي.

وأضاف المرصد «شهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات، لا سيما في حيي الصاخور وصلاح الدين»، مشــيرا إلى «تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، الأمر الذي خلق حالة ذعر للموظفين واخرجوا من المبنى وقطع الرابط بين ساحة سعد الله الجابري والقصر البلدي».

وتابع المرصد «قتل 21 شخصا، بينهم ثمانية أطفال، في غارة شنتها طائرة حربية على بلدة سلقين في ريف ادلب».

من جهته، ذكر التلفزيون السوري ان «الجهات المختصة دمرت عددا من السيارات المزودة برشاشات دوشكا وقضت على مجموعة إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في مدينة سلقين بريف ابل».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أن قطر وتركيا أوقفتا توزيع شحنات أسلحة، بما فيها الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، على المعارضة السورية في الداخل وتحتجزها في الأراضي التركية بسبب التفرقة والخلافات بين جماعاتها.

وقالت إن «الموردين القطريين والأتراك ابلغوا ممثلي المعارضة السورية خلال مناقشات رفيعة المستوى بأن الأخيرة لن تحصل على الأسلحة الثقيلة ما لم تتفق على تشكيل قيادة متماسكة». وأضافت ان «أنقرة شهدت محاولة في أوائل آب الماضي لإقامة سلسلة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وسعى ممثلون عنها للحصول على أسلحة ثقيلة لتزويد مقاتلي المعارضة في حلب، بعد أن بدأت قوات النظام السوري باستعادة مناطق كانت خاضعة لسيطرة المتمردين».

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على النقاشات قولها ان الأتراك «كانوا يعملون بمثابة ميسّرين في حين احتكر القطريون تدفق الأسلحة، لكن الطرفين شددا أمام ممثلي المعارضة السورية المسلحة على أن الثوار في المدن الرئيسية، بدءاً من حلب، بحاجة إلى تشكيل مجالس عسكرية منظمة وإعداد خطة عملياتية منسقة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 ممثل الإبراهيمي متشائم من انقسام المعارضة والمسلحين

المعلم يحدّد رؤية دمشق: حوار وسلاح ورئاسة بالاقتراع

حدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من نيويورك أمس، الخطوط العريضة لرؤية دمشق لحل الأزمة السورية، مشددا على رفض التدخل الخارجي ومؤكدا أن السوريين وحدهم هم من يقررون قيادتهم عبر صناديق الاقتراع. وأعلن استعداد النظام لمحاورة المعارضة «الوطنية» الداخلية والخارجية، مطالبا بأن توقف دول، حددها بالاسم، تمويل المعارضين وتسليحهم، الذين أكد أن النظام سيواجه «جهادهم التكفيري».

إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة في الأسواق القديمة لمدينة حلب. ونقل مراسل «فرانس برس» عن مصدر عسكري قوله إن مقاتلين معارضين «يحاولون التسلل إلى الجامع الأموي» الواقع بين الأسواق التاريخية للمدينة وساحة السبع بحرات حيث غالبية المراكز الحكومية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «قتل 103 أشخاص، بينهم 21 مدنيا في غارة في منطقة ريف ادلب و18 جنديا نظاميا في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص». (تفاصيل صفحة 13)

وأعلن مدير مكتب الإبراهيمي في دمشق، مختار لماني، في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس»، أن العدد الكبير جدا لمجموعات المعارضة والانقسام الواسع بينها هي العقبة الرئيسية أمام جهود الأمم المتحدة لإيجاد مخرج للأزمة السورية، موضحا أن إيجاد حل للأزمة لا يزال صعبا «بسبب عدم الثقة الكبيرة بين كل الأطراف». وأشار إلى أن الإبراهيمي سيقوم خلال زيارته سوريا قريبا بجولة في البلد.

وعما إذا كان لا يزال يأمل بحل سياسي للأزمة في سوريا بالرغم من تواصل سقوط قتلى وجرحى، قال لماني «أعتقد أن الوقت سيكون طويلا جدا، ولكن آمل ذلك. ولهذا الأمر أنا هنا، لأنني آمل انه سيكون هناك ضوء في نهاية النفق». وأشار إلى انه زار حمص ودرعا مؤخرا، حيث التقى في الرستن في ريف حمص ممثلين عن مجموعات مسلحة. وأعلن أن من أهم العوائق أمام إمكانية التوصل إلى حل للنزاع هو الانقسام بين مجموعات المعارضة والمسلحين. وقال «هناك الكثير من الأحزاب المعارضة داخل سوريا وخارجها، بالإضافة إلى المجموعات المسلحة. هذا النوع من الانقسامات خطر قليلا ويعقّد مهمتنا».

ودعا المعلم، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى دعم «حوار وطني» بين السلطة والمعارضة الوطنية في سوريا وخارجها يرسم «بتوافق جميع الأطراف، سيكون خريطة البلاد وخطها المستقبلي في إقامة سوريا أكثر تعددية وديموقراطية».

وكرر اتهام دمشق لدول كقطر والسعودية وتركيا بتأمين الدعم اللوجستي والتدريب «للجماعات التكفيرية الإرهابية» التي تخوض السلطة السورية معارك معها، معتبراً أن هذا يخالف التوافق الدولي حول مكافحة الإرهاب.

واعتبر أن دمشق «التزمت بالمبادرات السياسية التي طرحت»، مكرراً ترحيب بلاده بخطة عمل المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي والنقاط الست لسلفه كوفي أنان كما اتفاق جنيف. وركز على أن سوريا مستمرة في خط الإصلاحات بموازاة «تحمل مسؤولياتها في حماية شعبها من الإرهاب التكفيري الجهادي الذي تعمل مجموعات إرهابية مسلحة من خلاله على نشر الفوضى وخلق الفتنة بين السوريين وضرب عيشهم المشترك».

وقال المعلم «سمعنا من على هذا المنبر ومن منابر أخرى دعوات صدرت من البعض غير العارف لحقائق الأمور أو المتجاهل لها أو المساهم في تأجيجها، تدعو رئيس الجمهورية العربية السورية للتنحي وذلك في تدخل سافر في شؤون سوريا الداخلية ووحدة أبنائها وسيادة قرارها». وأكد أن «الشعب السوري هو المخول الوحيد في اختيار مستقبله وشكل دولته التي تتسع لكل فئات وأطياف الشعب السوري، بمن فيهم من غرر به وأخطأ الطريق»، مضيفا أن «هذا الشعب هو الذي يختار قيادته عبر أهم سبل الديموقراطية والتعبير وهي صندوق الاقتراع، فإذا كانت بعض الدول التي تتدخل في شؤون سوريا الداخلية تتغنى بديموقراطيتها وحرية قرار شعوبها فالأولى بهذه الدول أن تدعمنا بخطنا الديموقراطي وتترك للشعب السوري أن يقرر قيادته عبر الانتخابات التي حدد شكلها الدستور الجديد والقوانين ذات الصلة ولصندوق الاقتراع حينها القول الفصل». (تفاصيل صفحة 13)

إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال لقائه المعلم، النظام السوري إلى «الرأفة بشعبه». وقال المتحدث باسم الأمين العام مارتن نيسيركي إن بان كي مون ندد أمام المعلم «بأشد العبارات» باستمرار أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وكذلك القصف «الذي تقوم به الحكومة»، مشيرا إلى أن بان كي مون لاحظ أن «تراجع العنف يمكن أن يعد الحكومة (السورية) لعملية سياسية»، معربا عن «شعوره بالإحباط حيال استمرار تفاقم الوضع بعد 19 شهرا من القمع والمعارك». وأوضح أنهما بحثا «الأزمة الإنسانية المتعاظمة في سوريا (والتي) تمتد بقلق إلى الدول المجاورة».

وأشار نيسيركي إلى أن بان كي مون تشاور مع الرئيس المصري محمد مرسي «بشأن مبادرته الرباعية لوقف العنف في سوريا، وتم تأكيد ضرورة تنسيق جميع الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الغاية مع الأخضر الإبراهيمي». وأضاف «من المهم تنسيق هذه الجهود بالكامل، وأن توضع كلها في جبهة واحدة في إطار الجهود المبذولة من المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي».

مصر وإيران

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي أن «مصر ترفض أي تدخل عسكري في سوريا، وأن رؤيتها لحل الأزمة السورية ينطلق من ضرورة الضغط على النظام السوري الحالي حتى يرحل».

وقال «هناك العديد من المقترحات التي يتم بحثها لحل الأزمة السورية، ولكن موقف الرئاسة المصرية يكمن في التدخل السياسي للضغط تلبية للإرادة السورية الشعبية، أما التدخل العسكري فإنه سيفاقم الأزمة بدلا من حلها». وأضاف أن «أي مقترحات يتم الإعلان عنها من جانب أي عضو في الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسي تعبر عن وجهة نظر صاحبها، ولا تعبر عن وجهة نظر الرئاسة، والتي لا يعبر عنها سوى الرئيس ونائبه المستشار محمود مكي والمتحدث الرسمي فقط».

وكان العضو في الهيئة الاستشارية للرئيس المصري سيف عبد الفتاح قد أعلن على صحفته الرسمية على «فايسبوك» عن وجود مقترح لتدخل عسكري في سوريا من خلال قوات عربية، بالرغم من انه عاد وأعلن أن وكالة «الأناضول» التي أجرت مقابلة معه قد حوّرت كلامه.

وأعلن وزير الثقافة والإرشاد الإيراني سيد محمد حسيني، في موسكو، أن «إيران تتطلع إلى أداء دور كبير في التسوية السلمية للأزمة السورية». وقال «تطلق بين حين وآخر تصريحات حول إرسال قوات إلى سوريا، إلا أننا نرى أن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة هناك هو سبيل المفاوضات والحوار». وأضاف «تتطلع إيران بوصفها الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز إلى أداء دور أكبر وأكثر تأثيراً في حل القضايا الدولية وتسويتها، والتي من بينها المسألة السورية».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

تصدع في القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد وأنباء عن مقتل زعيم الشبيحة

شجار تطور إلى إطلاق نار بين علويين دعوا الأسد للرحيل و«شيخ الجبل» أسفر عن مقتل 5

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: يوسف دياب

تواردت أنباء من القرداحة في اللاذقية مسقط عائلة الأسد الحاكمة في سوريا عن مقتل زعيم الشبيحة محمد الأسد الملقب بـ«شيخ الجبل» في شجار نشب بين زعيم شبيحة آل الأسد وأبناء عائلات علوية راقية آل عثمان والخير، تطور إلى تبادل إطلاق نار أسفر عن سقوط خمسة قتلى من آل عثمان بالإضافة لشيخ الجبل.

وتعددت الروايات حول السبب الحقيقي للخلاف، ومن أبرز الروايات التي نقلها موقع «كلنا شركاء» الإلكتروني المعارض عن مصادر في القرداحة التي تعد حصن عائلة الأسد المنيع أن «أشخاصا من عائلة الخير – التي ينتمي لها المعارض السوري البارز والمعتقل لدى النظام عبد العزيز الخير – وعائلة عثمان وعبود كانوا يتناقشون في أحد مقاهي المدينة بوجود أشخاص من عائلة الأسد وشاليش (أخوال الرئيس حافظ الأسد)، ووجه آل الخير نقدا حادا للرئيس بشار الأسد وربطه مصير طائفته بمصيره، مع الإشارة إلى أن آل الخير من العائلات العلوية المرموقة دينيا وثقافيا واجتماعيا في الطائفة، قبل أن تتعرض للتهميش في عصر الأسد الأب.

أما محمد الأسد، زعيم الشبيحة الذي يعتقد أنه لقي حتفه، فيعتبر المؤسس الرئيسي لما يسمى بمنظمة الشبيحة والمتبرع الرئيس مع رامي مخلوف ومحمد حمشو وآخرين في تقديم الدعم والتمويل المادي والمعنوي لهذه المنظمة.

وقال «كلنا شركاء» إن أجهزة الأمن أغلقت الطرق المؤدية إلى القرداحة بعد نشوب قتال بين عائلات آل الخير وآل عثمان والعبود وبين أقرباء بشار الأسد أول من أمس الأحد.

وعلى صفحات موقع «فيس بوك» كتب عدد من الناشطين والمثقفين العلويين معلوماتهم عما يجري في منطقتهم، حيث أكد الإعلامي والناشط العلوي المعروف وحيد صقر صحة تلك الأنباء وقال أمس «تواترت أخبار مفادها اشتعال القرداحة من البارحة، آل الخير وآل عثمان وآل عبود وآل شاليش في قتال عنيف مع أقرباء بشار لأن واحدا من عائلة الخير قال (يحل عنا بقا شو ناطر بشار.. ناطر يقتلونا بنص ضيعتنا) فسمعه محمد الأسد شيخ الجبل فجن جنونه وأشهر مسدسه وفتح قنبلة وبسرعة أطلقوا النار عليه مما أدى إلى انفجار القنبلة به وإصابته إصابة خطيرة جدا وبدأت العائلات بإطلاق النار على بعضهم».

وأكد صقر أن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى إثر مصرع ما يدعى زعيم الشبيحة الأول وقال إنه مسؤول عن هذه المعلومات مسؤولية خاصة، طالبا نشرها.

وكانت الكاتبة العلوية المعارضة سمر يزبك أول من أكد سقوط قتلى في القرداحة متهمة الشبيحة بقتل خمسة من أقاربهن حيث كتبت على صفحتها «شبيحة محمد الأسد قتلوا خمسة من أقربائي من بيت عثمان في القرداحة، بدي أسمع رأي السيد وليد عثمان، والد زوجة رامي مخلوف بموت أبناء عمومته، على يد الشبيحة، الذين يمولهم مخلوف وأشباهه». ووليد عثمان الذي سبق وشغل منصب محافظ درعا يشغل حاليا موقع سفير سوريا لدى رومانيا ومتهم من قبل المعارضة بعمليات تهريب أموال رموز نظام عائلة الأسد الحاكمة إلى رومانيا منذ بدء الثورة. ولم تأت سمر يزبك على ذكر تفاصيل الشجار الذي حصل، حيث نفت مصادر أخرى من ناشطين في الثورة أن يكون السبب توجيه انتقاد للرئيس بشار الأسد، وقال ناشط في مدينة اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»: «القصة كما تم تداولها فيها الكثير من التضخيم. حصل اشتباك مسلح بين الشبيحة لكن ليس على خلفية الثورة ورفض سياسة النظام في التعامل مع الأزمة» وأضاف الناشط الذي رفض الكشف عن اسمه أن «الاشتباك لا علاقة له بالثورة وما حصل هو مشاجرة بين محمد الأسد وصخر عثمان نتيجة خلاف شخصي، من نوع الخلافات التي تحصل عادة بين الشبيحة، فأشهر محمد الأسد سلاحه وبدأ بإطلاق النار بالهواء بالقرب من مقهى الخير، فرد عليه صخر عثمان بإطلاق الرصاص المباشر وأصابه بثلاث رصاصات واحدة بصدره ولأخرى في اليد والأخيرة في الظهر، بعدها نشب اشتباك بين شبيحة شيخ الجبل وعائلة عثمان استمر نحو نصف ساعة، وتدخل على الفور عناصر من الفرقة الرابعة في الجيش موجودون في القرداحة لفض الاشتباك واحتواء الأزمة وأسفرت الاشتباكات عن مقتل واحد من الشبيحة وإصابة أربعة آخرين وإصابة محمد الأسد إصابة خطيرة جدا والأرجح أنه قتل كما أصيب كل من علي – وكفاح – وصخر عثمان وتم نقلهم إلى مشفى عثمان الجراحي في اللاذقية» وأكد الناشط أنه لم يكن هناك أي تدخل من عائلتي الخير وعبود.

وتتقاطع هذه الشهادة إلى حد ما مع ما نقلته الناشطة العلوية المعروفة خولة دنيا عن أحد معارفها في اللاذقية حيث أخبرها أن «السبب كان وجود احتقان في القرداحة من تصرفات زعيم الشبيحة، على خلفية قيام شبيح من آل الأسد بقتل موظف حكومي صغير في إحدى الدوائر الرسمية رفض أن يوقع له معاملة، حيث أرداه قتيلا بعد عودته لمنزله وبحضور زوجته وأولاده وعلى مرأى من حاجز للجيش. ولم يجرؤ أحد على التدخل، ويوم السبت وعندما حصلت ملاسنة بين شيخ الجبل وشباب كانوا في مقهى الخير لأسباب غير معروفة قام شيخ الجبل بإطلاق النار كما اعتاد طيلة حياته، فرد عليه شاب من بيت عثمان مدافعا عن أصدقائه، وتجمع أهالي المنطقة والدولة بمخابراتها.. لفض المشكلة سلميا ولفلفتها».

ويشار إلى أن مدينة القرداحة وبحسب معلومات من السكان تحولت إلى منطقة محمية مغلقة حيث تم تطويقها بحواجز أمنية على جميع مداخلها وكل من يدخلها من غير أبنائها يسأل عن وجهته، بالإضافة إلى زرع شبكة من كاميرات المراقبة، كما يرابط فيها عشرات من الشبيحة يتولون عملية حمايتها تحسبا لأي هجوم من القرى السنية المجاورة والتي تتعرض للقصف الشديد من قبل قوات النظام، وإلى جانب هؤلاء هناك نحو مائتا جندي من الحرس الجمهوري من الفرقة الرابعة متمركزين بشكل دائم. ويقومون بحراسة مسجد «ناعسة»، والدة الرئيس حافظ الأسد، وحراسة قبري الأسد الأب ونجله باسل بعد تهديدات من الثوار بتخريب تلك الأماكن.

وأثارت أنباء الاشتباكات بين شبيحة الأسد والعائلات العلوية العريقة قصص العداء التاريخي بين حافظ الأسد وأبناء تلك العائلات ونشرت (تنسيقية الثورة السورية في القرداحة) قصة قيام الرئيس السابق حافظ الأسد عام 1979 بإعدام الشاعر حسن الخير، البعثي من القرداحة، بعد كتابته قصيدة هجاء لاذعة لحكم البعث بقيادة حافظ وانتشار الفساد المالي والأخلاقي، ووسمهم بالعصابات.

ولم يسمع الكثير عن حسن الخيّر بسبب التعتيم الذي فرض على قصته وقصيدته وبسبب الحساسية التي يسببها لعائلة الأسد كونه ينتمي إلى إحدى أكبر العائلات في مدينة القرداحة.

وكانت محطة «سكاي نيوز» الإخبارية أفادت أن مظاهرات خرجت ليل الأحد/ الاثنين في القرداحة تطالب برحيل الأسد عن السلطة، وأن هذه المظاهرات جاءت عقب اشتباكات في القرداحة بين عائلات تنتمي لبيت الأسد، وأخرى كانت تحتج على تدهور الأوضاع في سوريا، واعتقال عبد العزيز الخير، المعارض السوري، وأحد أبناء المنطقة.

وبدوره، قال نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، إن «حالة الغضب بدأت تجتاح الطائفة العلوية احتجاجا على سلوك بشار الأسد وتمسكه بالكرسي». وأكد الكردي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «مظاهرات فعلية بدأت تشق ساحات القرداحة مسقط رأس بشار الأسد وتطالبه بالرحيل وترفض أن تدفع الطائفة العلوية ثمن مغامراته للبقاء في السلطة». وردا على سؤال عمّا إذا كان امتداد الاحتجاجات إلى المناطق العلوية مؤشرا على محاصرة الأسد، وإفشالا لما يحكى عن إنشاء كونتون علوي على الساحل السوري إذا ما سقطت دمشق وحلب بيد الجيش الحر، قال الكردي «قبل بدء الثورة كان زملائي الضباط بنسبة 90 في المائة من العلويين، بحكم أنني ابن المنطقة الساحلية وكانت خدمتي في سلاح البحرية، وكان الضباط العلويون ينتقدون النظام بشدة، أما الآن فبدأوا يشعرون أن هذا النظام يقودهم إلى الهلاك وإلى كارثة هم بغنى عنها، وأن سلوك الأسد وحاشيته يزجهم بصدام طائفي».

أما عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان فتحدث عن «معلومات عن نقمة واسعة في صفوف الطائفة العلوية حيال جرائم بشار الأسد وجماعاته». وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التقيت بأحد النافذين من أبناء الطائفة العلوية، الذي نقل صورة عن أسباب النقمة العلوية، وأهمها الخسائر الكبيرة في الأرواح، وأكد لنا أن أي شخص من هذه الطائفة يرفض تنفيذ أوامر النظام يقتل فورا». ولفت الغضبان إلى أن «المعارضة السورية والمجلس الوطني يراهنون منذ بداية الثورة على تحرك الطائفة العلوية الكريمة لوضع حد للمأساة التي يتعرض لها الشعب السوري». مؤكدا أن «الطائفة العلوية كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من النسيج السوري، وخاصة العسكريين منها».

روسيا تحذر الدول الغربية من تدخل عسكري في سوريا

موسكو- (ا ف ب): طالبت روسيا الثلاثاء الدول الغربية ودول الشرق الاوسط “بعدم البحث عن ذريعة” للقيام بتدخل عسكري في سوريا، ودعت دمشق وانقرة إلى “ضبط النفس” بعد حادث حدودي بين البلدين.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في مقابلة مع وكالة انترفاكس الثلاثاء “خلال اتصالاتنا مع شركائنا في حلف الاطلسي وفي المنطقة (…) ندعوهم الى عدم البحث عن ذريعة لتطبيق سيناريو يشمل القوة أو اطلاق مبادرات تتعلق بممرات انسانية او مناطق عازلة”.

وبحثت دول عربية وفي مقدمها قطر الاسبوع الماضي في الامم المتحدة اطر تدخل عسكري “عربي” محتمل في سوريا.

والاثنين أكد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن من جهته ان حلف الاطلسي لا ينوي التدخل في سوريا.

وقد نددت روسيا، الحليفة التقليدية لدمشق، على الدوام بسياسة “التدخل” الغربية في الشؤون السورية الداخلية ومنعت حتى الان صدور اي قرار عن مجلس الأمن الدولي يمهد الطريق امام اجراءات ملزمة تفرض على النظام السوري.

واستخدمت موسكو، مع الصين، حق النقض ثلاث مرات لوقف مشاريع قرارات في هذا الصدد.

وكثرت التكهنات في الاونة الاخيرة حول تدخل في سوريا لا سيما بسبب المعلومات التي اشارت الى ان الحكومة السورية نقلت اسلحة كيميائية الى مواقع اكثر أمنا.

ومن جهة اخرى دعا غاتيلوف دمشق وانقرة الى “ضبط النفس” بعد مقتل مسلح كردي سوري واصابة اثنين اخرين الثلاثاء برصاص اطلقه جنود اتراك عبر الحدود بين البلدين في اول حادث من نوعه منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل 18 شهرا.

وقال “نعتبر انه على السلطات السورية والتركية ابداء اقصى درجات ضبط النفس في هذا الوضع عبر الاخذ بالاعتبار ارتفاع عدد المتطرفين في صفوف المعارضة السورية الذين يمكن ان يتسببوا بنزاعات عبر الحدود”.

مقتل مسلح كردي سوري باطلاق نار من الجيش التركي عبر الحدود

بيروت- (ا ف ب): قتل مسلح كردي سوري واصيب آخران الثلاثاء برصاص اطلقه جنود اتراك عبر الحدود بين البلدين في أول حادث من نوعه منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل 18 شهرا، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن المقاتلين الاكراد الثلاثة ينتمون الى تنظيم كردي مسلح معارض لنظام الرئيس بشار الاسد الا انه في الوقت نفسه لا يؤيد المعارضة المسلحة. وكانوا يقومون بدورية على الحدود في محافظة الحسكة (شمال شرق) حين اصيبوا برصاص القوات التركية.

ولاحقا قال المرصد في بيان “استشهد مواطن كردي سوري من عناصر وحدات حماية الشعب الكردي واصيب اخران بجراح خطرة وذلك اثر اطلاق الرصاص عليهم من قبل الجيش التركي الساعة الثانية فجرا”.

واضاف البيان ان الاكراد الثلاثة “كانوا في دورية على الحدود السورية التركية في قرية تل ليلون التابعة لمدينة الدرباسة” في محافظة الحسكة.

واكد المرصد ان “الشهيد هو اول مواطن كردي سوري يسقط بنيران الجيش التركي منذ انطلاقة الثورة السورية”.

الأمن الأردني يستخدم الغاز المسيل للدموع لفض أعمال شغب بمخيم للاجئين السوريين

عمان- (ا ف ب): استخدمت قوات الأمن الأردنية ليل الاثنين الثلاثاء في مخيم للاجئين السوريين في شمال المملكة الغازات المسيلة للدموع لفض تحرك احتجاجي تحول إلى أعمال شغب اوقعت اصابات في صفوف اللاجئين ورجال الأمن، كما افادت مصادر متطابقة.

وقال الشيخ زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة التي تقدم مساعدات لعشرات آلاف اللاجئين السوريين في المملكة، لوكالة فرانس برس ان “قوات الدرك استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين اثاروا شغبا في مخيم الزعتري (85 كم شمال عمان)”.

واضاف ان “حوالى 500 لاجىء شاركوا باعمال الشغب واحتكوا برجال الأمن ما اوقع عشرات الاصابات بينهم وبين رجال الأمن”، مشيرا إلى ان “مثيري الشغب احرقوا مستشفى ميدانيا وخياما وحطموا سيارات اسعاف كانت موجودة لخدمتهم”.

من جهته، قال المقدم محمد الخطيب، الناطق الاعلامي باسم مديرية الأمن العام، لوكالة فرانس برس ان “قوات الدرك سيطرت على الموقف بعد اندلاع اعمال شغب واسعة في المخيم” لكنه لم يعط تفاصيل حول وقوع اصابات أو اعتقالات.

ضاف ان “الحالة الجوية التي شهدتها المملكة امس (الاثنين) والرياح القوية ادت الى تطاير مئات الخيام في المخيم وانقطاع التيار الكهربائي ما دفع بعض اللاجئين الى الاحتجاج”.

لكن حماد رأى ان “هناك فئة مندسة تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بين اللاجئين في المخيم تسعى لضرب العمل الاغاثي داخله عبر استغلال اي حجة بين حين وآخر”.

واضاف ان “هذا مخطط سوري واضح للقيام باعمال عنف داخل الاردن لدفعه لوقف استقبال اللاجئين السوريين”.

من جانبه قال الخطيب لوكالة فرانس برس ان “الاجهزة الامنية ضبطت الاثنين اربعة سوريين بمدينة المفرق (شمال-شرق قرب الحدود مع سوريا) بحوزتهم اسلحة كلاشنيكوف ومسدسات وعتاد ومناظير رؤية ليلية”.

واضاف ان “التحقيقات لا زالت جارية مع الاربعة للوصول الى آخرين اثر معلومات عن وجود اشخاص من جنسيات عربية تنوي افتعال فوضى واثارة قلاقل بالمملكة”.

وكان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس في ايلول/سبتمبر لدى سؤاله عن وجود “خلايا نائمة” بين اللاجئين السوريين ان “عددا منهم لم يأت بحثا عن ملاذ آمن بل لتنفيذ مهام أخرى”.

واوضح ان تلك المهام تتضمن “جمع معلومات استخبارية عن اللاجئين، او لتنفيذ مخططات تستهدف استقرار الأردن وامنه”.

وكان الامن الاردني استخدم الغاز المسيل للدموع الاسبوع الماضي لتفريق محتجين غاضبين في المخيم نفسه الذي يأوي نحو 34 الف لاجىء سوري، بعدما احرقوا خيمة ودمروا ممتلكات.

وفي 29 اب/اغسطس الماضي، اصيب 26 من رجال الشرطة والدرك نتيجة اعمال شغب “احتجاجا على سوء الخدمات” داخل المخيم، وقبل ذلك باسبوع اصطدم لاجئون غاضبون مع حرس المخيم لدى محاولتهم مغادرة المخيم.

ويأوي الاردن، الذي يشترك وسوريا بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومترا، اكثر من 200 الف سوري منذ بدء الاحداث في جارته الشمالية في اذار/ مارس 2011.

واحصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في الاردن 85 الفا و197 لاجئا بينهم 35 الفا و961 ينتظرون التسجيل.

ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن مؤقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا او لدى اقارب او اصدقاء لهم في المملكة، بالاضافة الى نحو 34 الف لاجىء في مخيم الزعتري الذي تم افتتاحه في نهاية تموز/ يوليو الماضي.

إيران تحذر دمشق من استخدام أسلحتها الكيميائية

نيويورك- (ا ف ب): وجهت إيران الاثنين تحذيرا ضمنيا لحليفتها سوريا من أن أي استخدام للاسلحة الكيميائية سيؤديإلى خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل.

وردا على سؤال بشان احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، اجاب وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي انه “اذا ما تحققت هذه الفرضية (…) سيكون ذلك نهاية كل شيء”.

واضاف “اذا ما قام أي بلد، بما في ذلك ايران، باستخدام اسلحة دمار شامل، ستكون نهاية صلاحية، شرعية (…) هذه الحكومة”.

وشدد صالحي خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الامريكي للدراسات على ان “اسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الانسانية، انه امر لا يمكن القبول به بتاتا”.

وذكر صالحي بان القوات الايرانية كانت ضحية هجمات باسلحة كيميائية من جانب القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين (1980-1988).

وحذر عدد من المسؤولين الغربيين دمشق من محاولة استخدام ترسانتها من الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة او من خطر وصول هذه الاسلحة الى مجموعات متشددة.

واقرت دمشق للمرة الاولى نهاية تموز/ يوليو بامتلاكها اسلحة كيميائية وهددت باستخدامها في حال حصول تدخل عسكري غربي لكن ليس ضد شعبها. ووصفت واشنطن حينها هذا الاحتمال بانه “خط احمر”.

صحافي أمريكي مفقود في سوريا منذ اغسطس يظهر بشريط فيديو

واشنطن- (ا ف ب): ظهر صحافي امريكي اعتبر مفقودا منذ منتصف آب/ اغسطس في سوريا ورجح انه محتجز لدى النظام السوري، الاثنين في شريط فيديو بث عبر الانترنت.

واظهر هذا الشريط الذي مدته 47 ثانية وعنوانه (اوستن تايس لا يزال حيا) شخصا يشبه المراسل والمصور الامريكي اوستن تايس (31 عاما) معصوب العينين، يقتاده رجال يهتفون “الله اكبر” الى هضبة عالية.

ورجحت آخر مؤسستين كان يعمل تايس لحسابهما، اي صحيفة واشنطن بوست ومجموعة ماكلاتشي الصحافية التي تنشر صحفا اميركية عدة مثل ميامي هيرالد، ان يكون الصحافي نفسه هو من ظهر في الشريط.

وابدت الادارة الامريكية ودبلوماسيون والمؤسستان المذكورتان مرارا اعتقادهم ان تايس تعتقله القوات السورية النظامية.

وعلقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند “لدينا كل الاسباب للاعتقاد ان الحكومة السورية ستتنصل من مسؤولياتها، لكننا لا نزال نعتقد انه (تايس) معتقل لديها”.

وجدد المسؤولون في واشنطن بوست ومجموعة ماكلاتشي دعوتهم “من يحتجزون اوستن إلى الافراج عنه فورا”، لان الشاب “صحافي جازف بنفسه لينقل إلى العالم ما يجري في سوريا”.

وتايس عنصر سابق في المارينز خدم في افغانستان والعراق، وكان وصل الى سوريا في ايار/ مايو آتيا من تركيا ولكن من دون تأشيرة دخول. وبعدما جال برفقة مقاتلين سوريين معارضين عاد الى دمشق في آب/ اغسطس حيث فقد اثره.

اسواق حلب القديمة في قلب المعارك.. ومقتل 8 اطفال بمجزرة في ادلب

المعلم: امريكا تتذرع بالأسلحة الكيميائية لتكرار السيناريو العراقي

قطر وتركيا تعلقان تزويد المعارضة بالاسلحة لحين توحيد قيادتها

حلب ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: جرت اشتباكات عنيفة الاثنين بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في الاسواق القديمة لمدينة حلب (شمال)، بينما ادت غارات جوية الى مقتل مزيد من الاطفال في شمال غرب البلاد.

وقتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص (وسط)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهته، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم واشنطن باستخدام موضوع الاسلحة الكيميائية لشن ‘حملة’ على سورية تشبه تلك التي سبقت غزو العراق.

ففي حلب ثاني مدن البلاد والتي تعد محورا رئيسيا في النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا جرت معارك عنيفة بين المعارضين المسلحين والجيش في الاسواق القديمة التي تعتبرها منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) جزءا من التراث العالمي.

وذكر مراسل لوكالة فرانس برس ان اشتباكات بالاسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل احد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه.

واوضح المراسل ان الاسواق المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي منذ 1986، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في اجزاء منها ليل الجمعة السبت.

واكد محافظ حلب وحيد عقاد لفرانس برس ان ‘الحرائق المفتعلة في سوق المدينة بحلب هي بسبب محاولة من قبل العناصر الارهابية المسلحة اعاقة تقدم الجيش العربي السوري والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحلات في هذه الأسواق’.

كما شهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات الاثنين، لا سيما في حيي الصاخور (شرق) وصلاح الدين (جنوب شرق)، بحسب المرصد.

من جهة اخرى، قتل 21 شخصا بينهم ثمانية اطفال في غارة شنتها طائرة حربية صباح الاثنين على بلدة في ريف ادلب شمال غرب سورية، بحسب المرصد.

وقال المرصد في بيان ان ’21 شهيدا سقطوا اثر قصف تعرضت له بلدة سلقين من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة’، مشيرا الى ان من بينهم ‘ثمانية اطفال دون سن الـ18’.

وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع يوتيوب الالكتروني، يظهر رجلا يبكي وينتحب امام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل وهو يصرخ ‘يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله’، قبل ان يغطي وجهه بيده ويتكىء الى حائط.

كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة اطفال مضرجة بالدماء وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة.

من جهة اخرى، قتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص (وسط)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

سياسيا، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث تلفزيوني الولايات المتحدة باستخدام موضوع الاسلحة الكيميائية لشن ‘حملة’ تشبه تلك التي سبقت الغزو الذي ادى الى اسقاط نظام الرئيس صدام حسين.

وقال المعلم في حديث لقناة الميادين الفضائية يبث كاملا الاثنين ان ‘هذا الموضوع (الاسلحة الكيميائية) هو من بنات افكار الادارة الامريكية (…) هذا هراء صنعوه لشن حملة على سورية تشبه ما فعلوه بالعراق’.

وحذر المعلم الدول الداعمة للمعارضة المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد من ان ‘الارهاب’ سيرتد عليها في اشارة الى المقاتلين المعارضين الذين يعتبرهم النظام السوري ‘جماعات ارهابية مسلحة’.

واتهم المعلم تركيا والسعودية وقطر وليبيا بدعم المجموعات المعارضة المسلحة في سورية، داعياً المجتمع الدولي إلى إلزام هذه الدول بوقف تسليح وتمويل وتدريب وإيواء هذه المجموعات.

وقال إن الدعوات إلى تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد هي ‘أوهام’. ودعا الأطراف والأطياف السياسية داخل سورية وخارجها إلى حوار بناء داخل سورية.

وأشار المعلم في كلمة أمام الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين إلى أن ‘الحكومة السورية استجابت للحوار منذ بداية الأحداث ولكنها لم تلق استجابة من معظم أطراف المعارضة’ واستجابت في كافة مراحل الأزمة لكل المبادرات وتعاونت مع بعثة المراقبين وأعلنت التزامها بخطة المبعوث السابق كوفي عنان وببيان جنيف.

من جهته دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين النظام السوري الى ‘الرأفة بشعبه’، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

جاء ذلك فيما كشفت صحيفة ‘اندبندنت’ الإثنين، أن قطر وتركيا اوقفتا توزيع شحنات أسلحة، بما فيها الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، على المعارضة السورية في الداخل وتحتجزانها في الأراضي التركية بسبب التفرقة والخلافات بين جماعاتها.

وقالت الصحيفة إن الموردين القطريين والأتراك ابلغوا ممثلي المعارضة السورية خلال مناقشات رفيعة المستوى، بأن الأخيرة لن تحصل على الأسلحة الثقيلة ما لم تتفق على تشكيل قيادة متماسكة.

واضافت أن العاصمة التركية أنقرة شهدت محاولة في أوائل آب (أغسطس) الماضي لاقامة سلسلة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وسعى ممثلون عنها للحصول على أسلحة ثقيلة لتزويد مقاتلي المعارضة في حلب، بعد أن بدأت قوات النظام السوري باستعادة مناطق كانت خاضعة لسيطرة المتمردين.

واشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة على النقاشات، إلى أن الأتراك ‘كانوا يعملون بمثابة ميسّرين في حين احتكر القطريون تدفق الأسلحة، لكن الطرفين شددا أمام ممثلي المعارضة السورية المسلحة على أن الثوار في المدن الرئيسية، بدءاً من حلب، بحاجة إلى تشكيل مجالس عسكرية منظمة واعداد خطة عملياتية منسقة’.

ونسبت إلى مصدر تركي يتولى مهمة تزويد المعارضة السورية بالأسلحة ومعدات الاتصالات قوله ‘كنا نتلقى قوائم بالأسلحة المطلوبة من كتائب المعارضة بدلاً من الخطط العملياتية ومستلزماتها، وإذا ما تم تزويد كتيبة بالأسلحة فإن ذلك يتسبب في اغضاب الكتائب الأخرى وجعلها تثير أسئلة عن أسباب استثنائها’.

توتر العلاقة بين خامنئي وقاسمي بعد فشله بقمع الثورة السورية.. وطهران دفعت 10مليارات دولار لدعم النظام

هل باع الاسد القذافي للحفاظ على نظامه؟ وساركوزي اراده ميتا في اسرع وقت ممكن

لندن ـ ‘القدس العربي’: يواجه النظام الايراني ازمة داخلية سببها سورية حيث انفقت طهران مليارات الدولارات من اجل نفخ الحياة في نظام الاسد الذي يتداعى، وقد فشل الجيش السوري بحسم المعركة لصالحه مما ادى الى انقسام داخل المؤسسة الايرانية الحاكمة، خاصة بين المرشد الروحي للثورة الايرانية علي خامنئي ورئيس المخابرات قاسم سليماني.

وبحسب مصادر متعددة اطلعت عليها صحيفة ‘التايمز’ البريطانية فان كلا الرجلين الآن في حرب بسبب الفشل هذا. ويعتقد ان ايران انفقت حتى الآن على سورية حوالي 10 مليارات دولار امريكي. ونقل عن منشقين سوريين قولهم لمنسق تابع للجيش الحر في الخليج ان ايران تدفع رواتب العسكريين السوريين منذ اشهر، كما انها تزود النظام بالاسلحة والمعدات اللوجيستية. ويقود سليماني لواء القدس الذي يشرف على عدد من المنظمات الموالية لايران او التابعة لها في المنطقة، حيث اكد العام الماضي للمرشد الاعلى خامنئي انه قادر على مواجهة الانتفاضة وسحق المقاتلين.

وعوضا عن ذلك وصلت الحرب الاهلية الى طريق مسدود تتنافس فيها القوى الاقليمية على دعم الاطراف بالمال والسلاح، فمن جهة ايران واخرى السعودية وقطر وتركيا، وباشراف امريكي. وعلى الرغم من استخدام النظام القوة الجوية والمدفعية الا انه لم يؤد الا لزيادة الضحايا المدنيين فيما توسعت قوة المعارضة، ولم يبق امام ايران الا دفع فاتورة الحرب على الرغم من مصاعبها الاقتصادية التي تسببت بها العقوبات الدولية عليها. وعليه فايران تعرف ان هذه الاموال لا يمكنها تبذيرها واقتصادها على حافة الانهيار ومستوى للتضخم عال. وبحسب مصدر غربي فقد وعد سليماني خامنئي بتغيير مسار المعركة في سورية وبشكل سريع لكنه فشل.

مستقبل قاسمي

وبسبب هذا فقد بدأ عدد من المسؤولين الايرانيين الكبار بالتساؤل حول استراتيجية ايران في سورية، حيث يخشون طول امد الحرب ومعها زيادة النفقات عليها مما سيؤدي الى حالة من عدم الاستقرار داخل البلاد حالة معرفة الرأي العام بطبيعة الدعم. وفي الوقت الذي اعلنت فيه ايران على لسان اكبر ولايتي، المستشار السابق لخامنئي ان النصر محتوم وقادم للاسد الا ان طهران خلف الستار بدأت تبحث عن خيارات اخرى في ضوء عجز الاسد منها فتح قنوات اتصال مع عدد من فصائل المعارضة، بمن فيها الاخوان المسلمون السوريون في محاولة منها للحفاظ على مصالحها في سورية والمنطقة.

ونقلت ‘التايمز’ عن مصدر في دفاعي في الخليج قوله ان الايرانيين يريدون وقتا لبناء الحلف الضروري للتأكد من عدم خروج ايران من سورية وللابد. وتقول ان فشل سليماني في قمع انتفاضة سورية يعتبر وصمة في سجله خاصة انه قام بادارة المقاومة في العراق ضد الاحتلال الامريكي حسب زعمها، كما ان قربه من خامنئي جعله من اقوى المرشحين لرئاسة الجمهورية بعد نهاية فترة الرئيس الحالي محمود احمد نجاد. وظلت ايران تنفي دعمها العسكري للنظام السوري وتواجد قوات من الحرس الثوري في دمشق حتى الشهر الماضي عندما اعترف قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري بوجودها حيث اكد انها تقوم بمهام استشارية للنظام ولا تشارك في العمليات العسكرية.

القطريون والاتراك يمنعون

قرر مسؤولون اتراك وقطريون وقف شحنة من الاسلحة الثقيلة كانت في طريقها للمقاتلين السوريين، حيث يشترطون قبل ارسالها وقف التناحرات بين فصائل المعارضة المسلحة واتفاقها على قيادة مشتركة وموحدة، وتشمل الشحنة اسلحة ضرورية للمقاتلين في حلب وغيرها من المدن السورية من مثل مضادات للدبابات. ففي اجتماع على مستوى عال بين الاتراك والقطريين من جهة وممثلين عن المعارضة المسلحة قيل للمعارضة انها لن تحصل على الاسلحة هذه طالما ظلت متشرذمة.

ويقول معارضون نقلت عنهم صحيفة ‘اندبندنت’ ان القطريين يتبنون موقفا حذرا الآن بعد حصولهم على القليل من دعمهم للمعارضة الليبية التي اطاحت بنظام معمر القذافي.

وتقول الصحيفة انه جرى في شهر آب (اغسطس) محاولة لانشاء خط تزويد للاسلحة واحد منة انقرة، العاصمة التركية، حيث يحتاج المقاتلون الاسلحة هذه في حلب حيث بدأت قوات النظام تتقدم وتستعيد المناطق التي سيطر عليها المقاتلون. وبحسب من حضروا الاجتماع فالاتراك يقدمون التسهيلات فيما يتحكم القطريين بالمواد والاسلحة. وقال من حضروا ان الطرفين اكدوا للمبعوثين من الداخل انه على المعارضة المسلحة ان تقوم بانشاء قيادة عسكرية بدءا من حلب والتقدم بخطط تنسيقية للعمليات. ويقول مسؤول تركي ينظم عمليات دعم المقاتلين انه بدلا من حصول الطرفين التركي والقطري على خطط العمليات فانهم يتلقون ‘قائمة مشتريات’ من كتائب مختلفة، مما يعقد عملية الدعم العسكري لانه في حالة دعم كتيبة واحدة بالسلاح فبقية الكتائب تشعر بالغضب لاستبعادها.

وتضيف الصحيفة ان بعض التقارير قالت ان كلا من السعودية وقطر تقومان بارسال اسلحة واموال الى فصائل اسلامية متطرفة حيث فضلتها على الكتائب ذات الخط المعتدل. وقد عبر هذا التيار عن قلقه من تصاعد قوة وتدخل التيار المتشدد ومحاولته اختطاف الانتفاضة. ومما يثير القلق ان بعض الكتائب انضم اليها مقاتلون اجانب، حيث تزامن وصول باعداد كبيرة بزيادة الهجمات ضد ابناء الاقليات حسب الصحيفة. فقد ارتفع عدد الهجمات على الكنائس فيما هرب عدد كبير من المسيحيين عبر الحدود الى الدول المجاورة لسورية.

وتضيف الصحيفة ان القطريين اكدوا على المساواة في عملية تزويد الاسلحة للفصائل كما اكدوا على اهمية ارجاع الاسلحة الثقيلة بعد نهاية الحرب وانهيار النظام. ونقلت عن قيادي قدم نفسه باسم ابو محسن ان القطريين كانوا واضحين في مطلبهم بتقدم المعارضة المسلحة بخطة عمليات مناسبة. وقال ان القطريين قلقون من تكرار درس ليبيا وقالوا ان الامريكيين انفسهم لا يريدون ان يحدث نفس الامر في سورية.

وفي الوقت الحالي لم يتفق المقاتلون على خطة ترضي القطريين والاتراك. وتواجه المعارضة المسلحة مشكلة في توحيد فصائلها لرفض بعضها التنازل عما تراه استقلاليتها. ويقول ابو محسن ان ‘هناك مصاعب كثيرة لتحقيق هذا بسبب كثرة عدد الاشخاص الذين نصبوا انفسهم كقيادات ولا يريدون التخلي عن سلطتهم’.

ومن اهم الاسباب التي منعت انشاء مجلس عسكري موحد هي رفض كل من الحاج مرعي وابو جمعة الانضمام للمجلس ويريدان تأكيد استقلاليتهما. وبدلا من تشجيع بقية المقاتلين الانضمام للمجلس، قاما واتباعهما بتثبيط عزم الاخرين. ويبدو عدم التعاون بين فصائل المعارضة اكثر وضوحا في حلب حيث يعمل كل فريق حسب ما يريد. ومن الكتائب التي تنفذ عملياتها باستقلالية هي جبهة النصرة التي يعتقد انها تتبنى افكار القاعدة او فصيل من فصائلها. وكان احد قيادات الجبهة قد اختفى في بداية الشهر الماضي حيث عثر على جثته مشوهة قرب الحدود مع تركيا حيث قتل من جماعة اخرى منافسة.

وقد اتهمت الجبهة كتيبة الفرقان باختطاف وقتل قياديها ابو محمد الشامي العبسي. وقد نفت الفرقان المسؤولية مع انها ترفض اي تدخل في الانتفاضة من القاعدة. ونقلت الصحيفة عن احد ضباط الكتيبة قوله انهم يقاتلون من اجل تحرير سورية وبناء ديمقراطية يعيش في ظلها المسلمون والمسيحيون وغيرهم ‘وبشكل واضح لا نستطيع العمل مع اؤلئك الذين يريدون فرض الشريعة وضرب من يقف في طريقهم’. وبعد 18 شهرا من الحرب لم يعد هناك مجال للتفاوض ويرى المقاتلون ان الحرب لن تحسمها الا المعركة، لكنهم وبسبب قلة التنسيق بينهم يجبرون على التراجع من مناطقهم تحت القصف المدفعي والطيران الشديد. ولم يظهر النظام حتى الآن انه يعاني من نقص من الاسلحة حيث تتهم الولايات المتحدة ايران بنقل الاسلحة لدمشق عبر بغداد.

وكان المسؤولون الامريكيون قد حذروا العراق من هذا التسامح مع الايرانيين وتصريحات هوشيار زيباري التي قال فيها ان العراق سيمنع الايرانيين من استخدام مجالهم الجوي تعبير عن استجابة عراقية للمطلب الامريكي. في الوقت الذي يواصل فيه المقاتلون خلافاتهم تحترق مدينة حلب حيث وصلت الحرب الى السوق القديم الذي يعتبر معلما من معالم التراث الانساني في ازقته الملتوية وبيوته التي تعود لقرون بعيدة، والذي يباع فيه كل شيء من العطور الى الاقمشة والبهارات. وتتعرض معالم اخرى للتهديد من مثل المدرج الروماني والقلعة. وتظهر الصور التي وضعت على يوتيوب المحلات وهي تحترق. ومنذ القرن الرابع عشر والسوق يقع في قلب الحياة التجارية للمدينة التي تعتبر العاصمة المالية والاقتصادية للبلاد، كما انه كان يقع على طريق الحرير، كرابط بين الشرق والغرب.

وتعتقد منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة ان ستة من معالم سورية الانسانية قد تعرضت للخراب، من مثل قلعة الحصن ومعالم تدمر التاريخية والحي القديم في دمشق. ويقوم المقاتلون باتخاذ هذه المواقع للتمترس او من اجل التدريب حيث يقوم الجيش بقصفها.

خيانة الاسد

في الوقت الذي يحاول فيه بشار الاسد حماية نفسه من نهاية مماثلة للقذافي، حيث لم تعد هناك امكانية لنهاية مذلة مثل حسني مبارك، الرئيس المصري او زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي المخلوع. كشفت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان المعلومات التي قادت الى تحديد مكان العقيد القذافي وقتله بالطريقة البشعة التي شاهدها العالم.

وقالت الصحيفة ان العملاء الفرنسيين الذين كانوا يعملون في مدينة سرت المعقل الاخير للقذافي حصلوا على رقم هاتفه النقال من الحكومة السورية. وبنت الصحيفة روايتها على اقوال مسؤول امني ليبي سابق، معلقة ان ما قام به الاسد هو خيانة وبيع زعيم قوي من اجل الحفاظ على نفسه. وتضيف انه في الوقت الذي كانت فيه انظار المجتمع الدولي تتجه نحو سورية عرض الرئيس الاسد على الفرنسيين اعطاءهم رقم تلفون القذافي.

ويقول رامي العبيد انه مقابل هذه الخدمة حصل الاسد على وعد من الحكومة الفرنسية بتخفيف الضغط على حكومته’. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه التأكد من هذه المعلومات الا ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعب دورا في الحملة على نظام القذافي، كما انه بدأ القصف على الجيش الليبي ومنع وصوله للمدينة المتمردة، بنغازي.

وتأتي معلومات العبيدي الذي عمل رئيسا لوحدة الاستخبارات الخارجية عن حركة القذافي بعد تصريحات لمحمود جبريل الذي عمل رئيس وزراء في الحكومة الانتقالية قبل استقالته، حيث اكد نهاية الاسبوع الماضي ان جهة ‘اجنبية’ متورطة في مقتل القذافي. ومع انه لم يحددها الا ان الصحيفة الايطالية ‘كوريري ديلا سيرا’ نقلت عن دبلوماسيين غربيين في طرابلس قولهم انه ان كانت هناك جهات اجنبية متورطة في عملية القتل فبالتأكيد سيكون فرنسيا. وحتى الآن فالرواية المعروفة عن طريقة تحديد ومقتل الزعيم الليبي لاحقا فطائرة سلاح الجو البريطاني لاحظت حركة قافلة كبيرة في سرت في 20 اكتوبر العالم الماضي اي بعد شهرين من مغادرة القذافي طرابلس.

وقامت طائرات الناتو باستهداف قافلة السيارات هذه دون معرفة من كان فيها. ولكن العبيدي يقول ان الفرنسيين هم من اداروا العملية من خلال توجيه المقاتلين الليبيين للطريق الذي كانت فيه قافلة القذافي تسير فيه ومداهمته. ويضيف ان الفرنسيين لم يظهروا اي اهتمام بالطريقة التي سيعامل فيها الزعيم الليبي بعد القاء القبض عليه، مع انهم شجعوا المقاتلين على القبض عليه حيا. ويقول العبيدي ان الفرنسيين لعبوا دورا مهما في موت القذافي بما في ذلك قتله ‘فقد اعطوا الاوامر لكيفية احتجازه لكنهم لم يهتموا ان كان ادمي او ضرب طالما سلم حيا’.

ويقول العبيدي ان المخابرات الفرنسية بدأت تراقب القذافي وهاتفه الدولي وحققوا تقدما عندما اتصل القذافي بأحد الموالين له وهو يوسف شاكر واحمد جبريل، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في سورية. وبناء عليه كانوا قادرين على تحديد مكانه ومراقبة تحركاته. مع ان المقوات الخاصة والاستخبارات التركية والبريطانية التي كانت في سرت ابلغت مقدما عن موعد المداهمة ولكنها لم تلعب اي دور في العملية التي كانت شأنا فرنسيا. وكان العبيدي في وقت مقتل القذافي قد خسر علاقاته مع الفصائل المقاتلة بسبب علاقاته مع الجنرال عبدالفتاح يونس العبيدي الذي قتل اثناء الحرب من جماعات مناوئة له، كل هذا على الرغم من استمراره في دوره الامني. وبحسب المصادر التي استندت اليها الصحيفة الايطالية فأحد الاسباب التي ادت لقيادة ساركوزي العملية انه اراده ميتا بعد ان هدد القذافي بالكشف عن الاموال الهائلة التي دعم فيها حملة الرئيس الفرنسي عام 2007 وبحسب دبلوماسي غربي ‘فساركوزي كانت لديه كل الاسباب كي يتخلص من القذافي في اسرع وقت ممكن’.

مستشرق إسرائيلي: انتصار الأسد في سورية سيجعله قائدا للمعسكر الإسلامي الذي يُواجه المد السني في دول الربيع العربي

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ زعم د. يارون فريدمان، محلل الشؤون العربية في موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، إن سيناريو الربيع العربي سيكون في المرحلة القادمة في الخليج العربي وفي شرق شبه الجزيرة العربية، وتوقع انتهاء ما يُطلق عليه الربيع العربي باندلاع حرب بين السنة والشيعة، على حد تعبيره.

وأشار فريدمان، وهو أيضا محاضر العلوم الإسلامية في معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا إلى أن الرئيس السوري، د. بشار الأسد، هو نموذج للزعيم العربي الذي يتشبث بكرسي الحكم كمن سبقه من الزعماء أمثال الرئيس المخلوع حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين العابدين والراحل معمر القذافي، وساق قائلاً إن الرئيس السوري لا يعنيه الحصول على ضمانات من المعارضة السورية حتى يلحق سورية بالعراق ويحولها إلى جزء من الإمبراطورية الشيعية الإيرانية. وتابع فريدمان، الذي أنهى دراسته في جامعة (السوربون) الفرنسية، إن العالم العربي لا يزال يحوم حوله ثورات الربيع العربي الذي تحول إلى شتاء إسلامي، فالشعارات تستبدل من الشعب يريد إسقاط النظام إلى الشعب يريد إسقاط فلول النظام السابق، لافتًا إلى أنه حتى الآن لم يتضح البُعد الذي تتحرك باتجاهه عجلة الربيع العربي ولكن هذا لا ينسحب على سورية، ذلك أن النظام الحاكم في دمشق، بحسب الخبير الإسرائيلي، يُحافظ على قوته وحكمه من خلال استخدام كافة أنواع العنف، مشيرا في السياق ذاته إلى أن استمرار الدعم الروسي والصيني والإيراني لنظام الرئيس الأسد من شأنه أن يُساهم في تحريك عجلة قطار الربيع العربي إلى بلدان أخرى، على حد تعبيره.

وساق الخبير قائلاً إن البلدان العربية التي شهدت المرحلة الأولى من الربيع العربي حققت فيها الأحزاب الإسلامية انتصارا في الانتخابات مقابل تراجع بين أوساط الشباب العلمانيين الذين قاموا بهذه الثورات، الأمر الذي ألحق الأضرار بالأهداف الحقيقية للثورة، مؤكدًا على أنه إذا انتصر الرئيس الأسد، وتمكن من الخروج من قطار الربيع العربي، فإن هذا الانتصار سيُسعد الجزء الكبير من المسيحيين والدروز والعلويين الذين يخشون من صعود الإسلام السني إلى الحكم، وبالتالي فإن الرئيس الأسد سيقود العنصر الشيعي مقابل التمدد السني في بلدان الربيع العربي، على حد قوله.

علاوة على ذلك، زعم أن هجرة المسيحيين العرب من منطقة الشرق الأوسط، تعتبر أفضل المقاييس التي يمكن من خلالها تقدير قوة ونفوذ التيار الإسلامي في المنطقة الشرق الأوسط، وبرأيه فإنه خلال الآونة الأخيرة، ترددت أصوات شخصيات بارزة في العالم المسيحي مثل البابا بنديكتوس الـ16 وغيره، تُحذر من مطاردة مسيحيي الشرق من قبل التيارات الراديكالية والإسلام السياسي، الذي حمله الربيع العربي وجعله السلطة البديلة في المنطقة، وفي ما يتعلق بالأقباط في مصر رأى الخبير الإسرائيلي أن المساس بهم، لا يمثل المؤسسات الإسلامية الرسمية، إذ أدان كبار قيادات جامعة الأزهر علانية المساس بأقباط مصر، مؤكدين على أن أن ذلك يخالف تعاليم الإسلام، وبحسبه فقد بدأت الأقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط تتقلص، فالمسيحيون العرب يتزايدون في تعدادهم السكاني اقل بكثير من النمو السكاني بين المسلمين، وخلال الآونة الأخيرة هاجر الكثير من مسيحي الشرق إلى الخارج على خلفية التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، كما ضاعف الانسحاب الأمريكي من العراق الهجرة السلبية للمسيحيين، والتي بدأت إبان حكم الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.

وزعم أيضا أن الانسحاب الأمريكي من العراق ترك مسيحيي بلاد الرافدين بلا غطاء امني، أما في لبنان، فقد أدى تعاظم قوة حزب الله إلى ارتفاع معدل هجرة المسيحيين، فالشيعة في لبنان، وفقًا للخبير الإسرائيلي، استغلوا صعود نفوذ حزب الله والأموال القادمة من إيران لشراء أراض ومنازل تابعة للمسيحيين الذين هاجروا من لبنان، على حد قوله.

كما تساءل الخبير الإسرائيلي في ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين حركة اجتماعية أم منظمة إرهابية، قائلاً إنه في نهاية المطاف، تسعى الحركة إلى تحويل مصر لدولة خلافة إسلامية، زاعما أن الأكثرية الساحقة من مؤيدي الحركة في مصر هم من القرى، وعندما وصلوا إلى المدن المصرية، تفاجئوا من التأثير الغربي على نمط الحياة، وبالتالي فإنهم سيسعون لإعادة المجتمع المصري إلى تبني القيم الإسلامية، ولكن الظروف السياسية والاقتصادية لا تسمح للرئيس المصري، محمد مرسي، وهو من الجماعة، بإدارة ظهره للولايات المتحدة الأمريكية، ذلك أن المعادلة واضحة، بحسب فإذا تجرأ الرئيس مرسي على فعل ذلك، وأقدم على إلغاء اتفاق السلام المُبرم مع الدولة العبرية، فإن واشنطن ستقطع المعونات التي تُقدمها سنويًا لمصر، وبما أن الاقتصاد المصري.

أضاف د. فريدمان، يمر في أزمة خانقة، فإن مرسي سيضطر لقبول الإملاءات الأمريكية، على حد قوله. وأشار إلى أن الحركة تتبنى شعار الإسلام هو الحل، وما يُميزها أنها تتحلى بالصبر لتحقيق الأهداف، ذلك أن الجماعة تؤمن بالتغييرات البطيئة عن طريق الدعوة، وترفض اللجوء إلى العنف، ولكن هذا الأمر، أضاف الخبير، لا يعني بأي حال من الأحوال تنازل الحركة عن الجهاد، أيْ الكفاح المسلح، إنما ما فعلته الجماعة في هذه الفترة هو تأجيل الجهاد، لكي تتهيأ الظروف المناسبة لتحقيق الأهداف وهي إلغاء الحدود وتوحيد الدول الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية من جديد، والقضاء على إسرائيل وشن الحرب على الغرب، على حد قوله.

جنبلاط يتهم النظام السوري وحلفاءه بإحراق حلب: تراث المدينة لا يقل اهمية عن أصفهان وأغنى بكثير من عاصمة القياصرة وحبذا لو فكّر طبيب اطفال ولايتي بأطفال سورية

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربي’ أسف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط لاحتراق مدينة حلب وللتخلي عن التراث الانساني والتاريخي والحضاري الكبير الذي تمثله من خلال الاقتتال الذي يعبّر عن شهية النظام في القتل والدعم الأعمى من الحلفاء والتخاذل الدولي والانقسام الثوري؟’.

وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة ‘الأنباء’ الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ‘ها هي مدينة حلب تحترق وتتحول إلى حطام وركام وسط حالة من اللامبالاة كي لا نقول التواطؤ الذي تتلاقى فيه الأطراف والقوى المعنية كلها بالازمة السورية المستمرة في نزف خطير منذ ما يزيد عن عام ونصف دون أن يرفّ جفن المعنيين لانقاذ الشعب السوري من شلالات الدم اليومية وهي تخالف كل المواثيق والقوانين الدولية وحقوق الانسان! ها هي مدينة حلب تحترق والمسؤول الأول عن إحراقها وتدميرها وهدمها هو النظام السوري الذي لا يبالي سوى لبقائه بأي ثمن كان حتى ولو كان على حساب وحدة سورية وفوق الجثث والاشلاء أو على أطلال المدن كما حصل سابقاً في حمص والآن في حلب والعشرات من المدن والقرى السورية الأخرى التي دمرت بشكل كامل، فإذ بسورية تتحول إلى صحراء وقد ضُربت كل معالمها الاثرية والتراثية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن هنيئاً لها ببقاء النظام!’.

واضاف جنبلاط ‘ها هي مدينة حلب تحترق والمسؤول أيضاً عن إحراقها هم حلفاء النظام السوري من روسيا الى ايران التي أعاد طبيب الاطفال الشهير فيها الدكتور علي أكبر ولايتي تأكيد دعمه لنظامها، فحبذا لو أنه فكّر بأطفال سورية الذين يلقون حتفهم كل يوم بأبشع المجازر، أو لو أن حكومته قامت بتحويل المخصصات المالية لدعم النظام إلى إجراءات لرفع الغبن عن فقراء إيران وأطفالهم. وحبذا لو نظرت الجمهورية الاسلامية إلى تراث مدينة حلب على أنه لا يقل أهمية عن تراث أصفهان أو شيراز، وبالمناسبة، فإن تراث حلب أقدم وأغنى بكثير من تراث عاصمة القياصرة سانت بطرسبرغ.ها هي مدينة حلب تحترق والمسؤول أيضاً عن إحراقها هو ما إصطلح على تسميته أصدقاء سورية الذين تفننوا منذ إندلاع الثورة وحتى اليوم بصياغة المئات من بيانات الدعم الرنانة والنظرية، وإمتنعوا عن تقديم ما يلزم من دعم للمعارضة ومن مضادات للصورايخ والطائرات للاسراع في إسقاط النظام الذي يقتل كل يوم المئات من شعبه ، فيما هم يعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات في ردهات الفنادق الفخمة والمبردة. وبتقصيرهم، لا تقل مسؤوليتهم عن المشاركة في الجريمة.ها هي مدينة حلب تحترق والمسؤول أيضاً عن إحراقها هو بعض الكتائب المستحدثة في المعارضة السورية. ومع تقدير التضحيات الهائلة لكل مكونات الثورة، إلا أنها تبقى حتى اللحظة مشتتة ومفككة بسبب غياب القيادة المركزية الموحدة وبسبب عدم القدرة على بناء جبهة نضالية موحدة ترسم خارطة طريق واضحة ومحددة، وتجمع كل الامكانيات السياسية والاعلامية والميدانية في إطار جهودها لاسقاط النظام. والبعض أيضاً من تلك الفصائل والذين يدعمونهم قد لا يبالون بدورهم لتراث مدينة حلب وآثارها الحضارية والتاريخية القديمة.وعلى سبيل التذكير، ورغم وحشية الدمار الذي وقع خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الحلفاء قد شكلوا آنذاك، وعلى مشارف غزو إيطاليا التي وقعت تحت سلطة النازية والفاشية، لجنة من كبار علماء الآثار إلى جانب القيادة العسكرية والأمنية بهدف الحفاظ على التراث وتفادي القصف العشوائي. وقد نجحت تلك الجهود التي إنضمت إليها جهود علماء من الأطراف الأخرى أيضاً في إنقاذ ما أمكن من التراث الايطالي وهو تراث ثري ومتنوع وفريد من نوعه يمت للحضارة والانسانية جمعاء ويعود لعصور مضت. وعلى سبيل التذكير أيضاً، وعلى مشارف إنزال الحلفاء في النورماندي سنة 1944، إستطاع الجنرال شارل ديغول تجنيب باريس الدمار الشامل بالاتفاق مع الحلفاء، وقد شاءت الظروف أن يمتنع حاكم باريس العسكري الألماني عن تنفيذ أوامر هتلر بإحراق المدينة فأنقذت معالمها الرئيسية ولم تشتعل فيها النيران كما هو الحال اليوم في مدينة حلب’.

وسأل اخيراً ‘هل يجوز التخلي عن هذا التراث الانساني والتاريخي والحضاري الكبير الذي كانت تمثله مدينة حلب من خلال هذا الاقتتال الذي يعبر عن شهية النظام في القتل والدعم الأعمى من الحلفاء والتخاذل الدولي والانقسام الثوري؟ ما هو مصير الشعب السوري إزاء هذه المعادلة الرباعية التي تحول دون إنقاذه أو إخراجه من عنق الزجاجة’.

السلطات السورية تعتقل رئيس اتحاد الكتاب العرب في دير الزور

دمشق ـ د ب أ: قال ناشطون إن قوات الأمن السورية اعتقلت الاثنين الأديب والروائي ورئيس اتحاد الكتاب العرب بمدينة ديرالزور(شرق البلاد) محمد رشيد الرويلي.

وكانت قوات الأمن السورية أعدمت أواخر الشهر الماضي الكاتب السوري إبراهيم الخريط واثنين من أبنائه ميدانيا في دير الزور أيضا.

على صعيد أخر قام ناشطون صباح اليوم برسم علم الثورة السورية على جدران حديقة ‘النيربين’ الواقعة في منطقة المهاجرين بالعاصمة السورية دمشق، على بعد مئات الأمتار فقط من القصر الرئاسي السوري. وبث ناشطون صورا تظهر الرسومات في الحديقة، فيما لم يتسن التأكد من صحة الخبر من مصدر مستقل.

وتعد منطقة المهاجرين من أكثر مناطق العاصمة السورية التي تشهد أنشطة معارضة سلمية مثل قطع الطرقات وتوزيع المنشورات والتظاهرات السلمية والتحريض الإعلامي ضد السلطات وغيرها.

روسيا تدعو دمشق وأنقرة إلى ضبط النفس

آخر تحديث 3:20 PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع

دعت روسيا، اليوم، دمشق وأنقرة إلى ضبط النفس، محذرة من استفزازات محتملة من مجموعات متشددة في المعارضة السورية قرب الحدود، وطالبت حلف شمال الأطلسي «الناتو» ودول المنطقة بعدم البحث عن ذرائع لاستخدام القوة في سوريا، فيما وجهت إيران تحذيراً ضمنياً إلى حليفتها سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في حديث لوكالة «أنترفاكس» أن «روسيا تدعو دمشق وأنقرة إلى ضبط النفس»، مشيراً إلى أن «هناك أعداداً متزايدة من المتشددين في صفوف المعارضة السورية، وقد يقدِمون على أعمال استفزازية وإثارة نزاعات على الحدود التركية السورية».

وأضاف غاتيلوف إن «روسيا قلقة بشأن خروج الأزمة السورية من نطاق الحدود الجغرافية لهذا البلد، وزعزعة الأوضاع الأمنية في الدول المجاورة من خلال تزايد اللاجئين من سوريا»، داعياً «حلف «الناتو» ودول المنطقة إلى عدم البحث عن ذرائع لاستخدام القوة في سوريا، أو إقامة ممرات إنسانية أو مناطق عازلة هناك». كذلك جدد، أيضاً، موقف موسكو الداعي إلى التوصل إلى حل سياسي دبلوماسي للأزمة السورية.

وذكر غاتيلوف أن هناك أمثلة معروفة على التدخل العسكري في المنطقة، أظهرت أن «دبلوماسية القنابل» لم تؤد أبداً إلى النتائج المطلوبة منها، بل أدت إلى زعزعة الوضع الأمني في تلك الدول والمنطقة بأكملها، مضيفاً إنّ من المهم الآن بذل قصارى الجهود من أجل إقناع الأطراف السورية بوقف العنف وإقامة حوار وطني وتنفيذ بيان جنيف.

من جهتها، وجهت إيران تحذيراً ضمنياً إلى حليفتها سوريا من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية سيؤدي إلى خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل. ورداً على سؤال بشأن احتمال استخدام دمشق أسلحة كيميائية، ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، أجاب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إنه «إذا ما تحققت هذه الفرضية فسيكون ذلك نهاية كل شيء».

وأضاف صالحي إنه «إذا ما قام أي بلد، بما في ذلك إيران، باستخدام أسلحة دمار شامل، فستكون نهاية صلاحية شرعية هذه الحكومة»، مشدداً، خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي للدراسات، على أن «أسلحة الدمار الشامل، كما سبق وقلنا، ضد الإنسانية، إنه أمر لا يمكن قبوله بتاتاً».

كذلك، أكد اليمن أن خمسة من ضباطه معتقلون لدى مجموعة إسلامية في سوريا، وهي تتهمهم بدعم قوات النظام، وأشار إلى أنهم طلاب في الكلية العسكرية في حلب، ولم يشاركوا في المعارك الجارية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في هذا البلد.

ونفت وزارة الدفاع اليمنية «نفياً قطعياً أي ارتباطات أو مشاركة للضباط اليمنيين في الأحداث التي تشهدها سوريا حالياً، وذلك في بيان نشرته، مساء أمس، على موقعها الإلكتروني».

ونقل البيان عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله إن الضباط الخمسة «مبتعثون على نحو رسمي منذ سنتين للدراسة في أكاديمية الأسد للدراسات العسكرية في حلب»، موضحاً أن الضباط «كانوا في طريق عودتهم إلى اليمن بعدما أكملوا دراستهم للحصول على شهادة الماجستير».

وأشار البيان إلى أنهم كانوا «في طريقهم إلى دمشق للعودة منها جوا إلى اليمن»، مضيفاً أنهم «سلكوا طريق البر من حلب بعد تعذر نقلهم جوا لتوقف حركة الطيران في مطار حلب بسبب استهداف الطائرات».

اشتباكات في مختلف المناطق السورية

ميدانياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان له، أنه «سقط شهيدان في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة، إثر القصف الذي تعرضت له فجر اليوم»، مضيفاً أن «ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين قتلوا في مبنى البرج الطبي بدوما، إثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة».

وفي ريف دمشق أيضا، قال المرصد إن مدينة الزبداني «تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ أشهر»، مضيفاً إن القصف شمل أيضاً بلدات سقبا وحوش عرب وببيلا ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. فيما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة، ووردت أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين.

وفي العاصمة «دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في أحياء القدم والعسالي، ترافقت مع قصف عنيف أدى إلى سقوط جرحى وتهدم بعض المنازل»، بحسب المرصد.

(يو بي آي، أ ف ب)

المعلم: المطالبة بتنحّي الأسد أوهام

القاهرة تنفي الموافقة على التدخل العسكري… وعشرات القتلى في إدلب وحمص

جدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمام منبر الأمم المتحدة، اتهام الدول الداعمة للمعارضة بدعم الإرهاب وإيواء المسلّحين وتمويلهم، فيما اعتبر الدعوات إلى تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد «مجرد أوهام»

كرّر وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتهامات بلاده للولايات المتحدة وقطر وتركيا والسعودية بدعم الإرهاب، في حين أكّد إيمان دمشق بالحل السياسي للخروج من الأزمة، معتبراً أن المطالبة بتنحّي الرئيس بشار الأسد «مجرّد أوهام». وأعلن المعلم، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ أعضاءً دائمين في مجلس الأمن يدعمون الإرهاب في سوريا، معتبراً أنّ بلاده «تواجه إرهاباً منظماً طاول مواطنين ومؤسساتنا الوطنية والكثير من معالم سوريا التاريخية، عبر تفجيرات واغتيالات وأعمال نهب وتخريب».

وأعلن المعلم أنّ «الحكومة السورية بادرت إلى الدعوة للحوار في بداية الأحداث، من دون أن يلقى ذلك أيّ استجابة من أطراف المعارضة، كما استجابت الحكومة لكلّ مبادرة مخلصة لإيجاد حلّ سلمي بين السوريين يحفظ دماءهم ووحدة سوريا. وانطلاقاً من ذلك الموقف، ورغم اقتناع الحكومة بعدم وجود نيات صادقة لدى بعض الأطراف الإقليمية والدولية التي تُفشل كل محاولات الحوار، رغم ذلك تعاونت سوريا مع لجان المراقبة واستقبلت بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا وقدمت لها كافة التسهيلات».

وأشار المعلم إلى أنّ سوريا «رحّبت بتعيين الأخضر الإبراهيمي ممثلاً خاصاً للأمين العام، وأكدت الاستعداد للتعاون معه»، معتبراً أنّ «نجاح أيّ خطة دولية يتضمن إلزام الدول الداعمة للمجموعات المسلحة، وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر وليبيا، بوقف تسليح وتمويل وتدريب وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة ودعم الحوار».

ورأى وزير الخارجية السوري أنّ «ما تتعرض له سوريا مشكلة لها وجهان؛ الأول الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية مطلوبة شعبياً، أما الثاني فاستغلال المطالب الشعبية لأمور تختلف مع مطالب الشعب». وشدّد على أنّ «الشعب السوري هو المخوّل الوحيد في اختيار مستقبل دولته وشكلها، معتبراً أنّ «دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي تدخّل سافر في شؤون سوريا الداخلية»، وقال إن الدعوات إلى تنحّي الرئيس هي «أوهام»، كما دعا «كل الأطراف إلى حوار بنّاء تحت سقف الوطن»، معلناً «أننا نؤمن بالحلّ السياسي كخطّ أساسي للخروج من الأزمة».

وفي حديث تلفزيوني، اتهم وزير الخارجية السوري الولايات المتحدة باستخدام موضوع الأسلحة الكيميائية لشنّ «حملة» تشبه تلك التي سبقت غزو العراق عام 2003. وقال إنّ «هذا الموضوع هو من بنات أفكار الإدارة الأميركية. هذا هراء صنعوه لشنّ حملة على سوريا تشبه ما فعلوه بالعراق».

من جهة أخرى، حذّر المعلم الدول الداعمة للمعارضة من أنّ «الإرهاب» سيرتدّ عليها، لافتاً إلى أنّ «الولايات المتحدة ذاتها سوف تتذوق سمّ الإرهاب الذي تدعمه»، موضحاً أنّ بداية «التذوق» كانت «في بنغازي (حيث قتل السفير الأميركي)، لكنهم لم يتعلموا على ما يبدو درسهم في أفغانستان». كذلك رأى أنّ «الجزء الأكبر من العنف الذي نواجهه في سوريا مصدره تركيا»، مؤكداً أنّ «من يرسل هذا الإرهاب سيرتدّ عليه».

في سياق آخر، أكدت رئاسة الجمهورية المصرية رفضها أيّ تدخل عسكري خارجي في سوريا على خلفية الأزمة القائمة هناك، محذِّرة من أن ذلك سيُُفاقم الأزمة. وشدّد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، ياسر علي، على أنّ مصر لن تتدخل عسكرياً على الإطلاق، وأنها مع التدخل السياسي فقط، و«أنّ الرئيس محمد مرسي أكّد ذلك في أكثر من مناسبة»، مضيفاً أنّه لا بدّ من الضغط على النظام السوري، و«ذلك تحقيقاً لإرادة الشعب السوري ووقفاً لشلال الدم». وقال إن إحدى الوكالات نقلت كلاماً غير دقيق عن هذا الموضوع، مؤكداً «أنّ رئيس الجمهورية والمتحدث الرسمي هما المخوّلان بالحديث عن موقف الرئاسة الرسمي».

من ناحيته، أعلن الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أنّه ليس لدي الحلف أيّ نية للتدخل في مالي أو في سوريا.

وقال راسموسن، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، «نحن قلقون جداً إزاء الوضع» في سوريا، «لكننا لا نرى حلاً عسكرياً» للنزاع. وأضاف «لا نجري أيّ محادثات بخصوص خيار عسكري»، داعياً مجدداً الأطراف إلى «إيجاد حلّ سياسي».

ميدانياً، جرت اشتباكات عنيفة، يوم أمس، بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكرت وكالة «فرانس برس» أنّ اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصّنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه. وشهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات، لا سيّما في حيّي الصاخور وصلاح الدين، بحسب المرصد.

وأشار المرصد إلى «تعرّض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، ما خلق حالة ذعر عند الموظفين الذين أخرجوا من المبنى، وقطع الرابط بين ساحة سعد الله الجابري والقصر البلدي»، فيما قتل 21 شخصاً، بينهم ثمانية أطفال، في غارة شنّتها طائرة حربية على سلقين في ريف إدلب، بحسب المرصد.

وقال المرصد، في بيان، إنّ «21 شهيداً سقطوا إثر قصف تعرضت له بلدة سلقين من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة».

من جهته، نقل التلفزيون الرسمي السوري تعليقاً على قصف سلقين أنّ «الجهات المختصة دمرت عدداً من السيارات المزودة برشاشات دوشكا، وقضت على مجموعة إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين».

وفي مناطق سورية أخرى، قتل ستة أشخاص في قصف للقوات النظامية السورية على مناطق في محافظتي درعا وحمص، بحسب المرصد. وفي حمص، تعرضت منطقة الحولة وبلدة طلف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. من ناحية أخرى، قتل 18 جندياً نظامياً سورياً وجرح أكثر من ثلاثين آخرين، في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أنّ هؤلاء سقطوا «إثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية، تضمّ حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

الأسد يسلح الأرمن لجرهم إلى النزاع وهم يريدون السلام

عبدالاله مجيد

يبدو أن النظام السوري يلجأ إلى استخدام الورقة الطائفية كحل أخير لمواجهة الثورة، حيث يقول مسيحي سوري في حلب أن النظام يسلح المسيحيين الأرمن في محاولة لجرهم إلى النزاع.

هاجم مقاتلو المعارضة السورية المسلحة يوم الاثنين مبنى البلدية في مدينة حلب متسببين في فرار الموظفين من إحدى الدوائر الرسمية القليلة التي ما زالت تعمل فيما انتشر عشرات الجنود من القوات النظامية للدفاع عن وسط المدينة.

وقال المقاتل سعيد أبو عبدو (25 عاما) “نحن لا نريد إيذاء الموظفين ولكننا نريدهم أن يمتنعوا عن الدوام وبخلافه سيُقتلون”.

انقسامات مذهبية

ولاحظ مراقبون أن شهرين من المعارك الطاحنة في حلب التي كانت تُعتبر معقلاً من معاقل نظام الرئيس بشار الأسد وبقيت لفترة من القوت بمنأى من النزاع المسلح، تركت آثارها المدمرة على المدينة معطِّلة الحياة فيها ومهددة باحداث انقسامات جديدة بين مكونات مذهبية تتعايش فيما بينها منذ زمن طويل.

وبالمقارنة مع الوضع قبل ستة اسابيع فان الفارق صارخ إزاء ما آلت اليه المدينة اليوم. إذ انهارت الخدمات البلدية في مناطق عديدة وتحولت احياء مسيحية وكردية وسنية ميسورة كانت تشعر بالأمان عندما بدأ القتال، الى ساحات معارك كانت في السابق تقتصر على المناطق السنية الفقيرة وحدها. وكانت الجثث منتشرة في احد احياء حلب تنهشها القطط والكلاب، واكوام النفايات تجتذب اسرابا من الذباب.

 وأُغلقت غالبية الأسواق التجارية والعيادات الطبية في الأحياء المناوئة للنظام. وحتى مراكز الشرطة تبدو مهجورة. وتتألف قوات الشرطة في الغالب من ابناء المناطق الريفية والعمالية حيث تتمتع الانتفاضة بتأييد واسع. وقال بعض السكان ان احياءهم بلا ماء صالح للشرب وبلا كهرباء منذ اسابيع.

تسليح الأرمن

وعمد بعض المسيحيين الذين تاريخيا يشكلون مكونًا أساسيًا في خليط حلب المذهبي الزاخر بالحيوية، الى رفع السلاح لحماية احيائهم وكنائسهم. واتخذت عدة اقليات سورية جانب الأسد خشية ان يتركها سقوطه مكشوفة لمعارضة ذات قيادة اسلامية سنية أو نأت بنفسها عن النزاع لأنها لا تثق بأي من الطرفين، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز ناقلة عن مسيحي سوري يحرس حيه بكلاشنكوف ان النظام يسلح المسيحيين الأرمن في محاولة لجرهم الى النزاع.

وقال الرجل لصحيفة نيويورك تايمز “من الواضح اليوم ان المسلمين من الريف يريدون تدمير مدينتنا. فهم ليس لديهم ما يخسرونه”. وقدم الرجل نفسه باسم جانو مؤكدا انه ارمني ينتمي الى ما يُسمى لجنة شعبية شُكلت مؤخرا للدفاع عن حي العزيزية الذي يؤوي لاجئين من احياء مسيحية أخرى اندلع فيها القتال.

 ولكن جانو قال انه لا يثق بالنظام الذي اشار الى انه يحاول احياء جماعة ارمنية مسلحة كان يدعمها ضد تركيا. ورفض جانو ذلك بشدة “لأننا سنكون هدفا مشروعا للثوار المسلمين. فالنظام يريد ان يستخدمنا ونحن نريد ان نعيش بسلام أو نرحل. إذ اننا اقلية في هذا البلد ولا نستطيع ان نواجه الأغلبية المسلمة”.

ومع اتساع الاشتباكات في حلب يوم الاثنين قالت لجان التنسيق المحلية ان 11 شخصا قُتلوا وأُصيب 20 آخرون عندما سقطت قذيفة على مسجد عثمان بن مظغون في حي مساكن هنانو خلال صلاة الفجر. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” ان قوات النظام استعادت السيطرة على اثنين من احياء المدينة كانت المعارضة المسلحة تسيطر عليهما.

مصالح معطلة

وكان طريق دمشق حلب مزدحما يوم السبت بقوات النظام المتجهة الى حلب. وفي مدينة كانت مركزا تجاريا منذ آلاف السنين بدت المصالح والأعمال معطلة تقريبا وأُغلقت الأسواق التجارية، وما تبقى من متاجر مفتوحة كانت تبيع الخبز بسعر يزيد خمس مرات على سعره الاعتيادي.

وفي وسط المدينة الذي يعود الى القرون الوسطى كان قسم كبير من السوق الأثرية انقاضا يتصاعد منها الدخان وانهارت اسوار حجرية تاريخية.

وعلى مقربة بدا أن أضرارًا لحقت بالقلعة التي بُنيت في القرن الثاني عشر في قلب المدينة القديمة وبوابتها الخشبية كانت مخرمة بالرصاص وبضع احجار تكسرت في مدخلها. وتمركز جنود من قوات النظام في القلعة وكذلك في الجامع الأموي حيث يمكن مشاهدة قناص في المئذنة.

وبدا حتى حلبيون يدعمون الانتفاضة مستائين من الأضرار التي لحقت بالمدينة حيث آثار الحرائق والرماد شوهت حلب القديمة والدخان كان لم يزل يتصاعد من حريق شب قبل يوم في متاجر لبيع الأصباغ والتجهيزات الكيمياوية في حي باب النصر.

“المدينة الحزينة”

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ناشط مناوئ لنظام الأسد قدم نفسه باسم محمد ان حلب “مدينة حزينة جدا، وكانت حزينة خلال الأشهر القليلة الماضية”.

 واعرب ابو محمود وهو تاجر أقمشة ثري ذوي لحية بيضاء عن حزنه الشديد على المدينة حتى داخل منزله حسن التأثيث الذي لم يُصب بأضرار. واعلن انه على وشك الفرار الى تركيا حيث فتح ابناؤه متجرا صغيرا لبيع الأقشمة.

وقال ابو محمود لصحيفة نيويورك تايمز “ان الثوار جاءوا لتحرير المدينة ولكن ما حصلنا عليه تدمير وليس حرية. وقوات الأسد لا تكترث بالأحجار أو البشر بل ان النظام مستعد لتدمير كل منزل وكل متجر وكل مبنى لإبقاء أسرة الأسد في السلطة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/765413.html

أردنيون فاض بهم الكيل:

“لا تدخلوا المزيد من اللاجئين”

منذ بداية الثورة السورية، فتح الأردن أبوابه أمام تدفق اللاجئين، ما سمح بدخول عشرات الآلاف منهم. لكن الصراع السوري من غير أفق، وتبدو نهايته بعيدة، كما أن العلاقة الودية بين الأردن وضيوفه بدأت تشهد ضيقًا وتوترًا.

فيما تجاوز عدد اللاجئين السوريين في الأردن 100 ألفًا، يُعارض 65 بالمئة من الأردنيين السماح بدخول المزيد من هؤلاء اللاجئين إلى البلاد، بسبب الضائقة المالية التي تمر بها، والتي تعوق استيعاب احتياجات اللاجئين السوريين الكثيرة.

في البداية، لقي اللاجئون حفاوة في الترحيب في جميع أنحاء المدن والبلدات الأردنية، فيما نشرت الصحف المحلية مقالات متوهجة تصف دعم الأردنيين ووقوفهم صفًا واحدًا لمساعدة الفارين من الصراع الدموي في سوريا. وأدت سياسة الأبواب المفتوحة إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، ما اضطر الأردن لاتخاذ خطوات للسيطرة على هذا التدفق، وإرسال الوافدين الجدد إلى مخيم الزعتري، بالقرب من مدينة المفرق.

في هذا السياق، أشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى حصول سلسلة من الحوادث الأخيرة تدل على التوتر المتزايد بين الأردنيين واللاجئين. فقد حصل شجار بين اللاجئين والسكان المحليين في بلدة الرمثا الحدودية، وحدث إشكال أمام مكتب للأمم المتحدة في إربد، إضافة إلى أعمال شغب في مخيم الزعتري حيث أصيب عدد من أفراد الأمن الأردني.

لا تدخلوا المزيد!

وجدت دراسة استقصائية أجراها المركز الأردني الرائد للأبحاث أن أغلبية كبيرة من الأردنيين (88 بالمئة منهم) تؤيد إغلاق الحدود تمامًا أمام السوريين، ويعارض 65 بالمئة من الأردنيين السماح لمزيد من السوريين بالدخول إلى الأردن. ويؤيد أكثر من 80 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع حصر إقامة اللاجئين السوريين في المخيمات.

يقول وليد الخطيب، رئيس وحدة الاستطلاع في المركز، إن الأردنيين “لا يريدون طرد السوريين من بلادهم، لكنهم يقولون: هذا يكفي، لقد فاض الكيل، لا نحتمل المزيد، هذا كل ما في وسعنا تحمله”.

لكن ساينس مونيتور لفتت إلى أدلة تشير إلى أن المزاج الأردني يصبح أكثر قتامة. يقول الخطيب: “بالأمس حصلت اشتباكات بين الأمن واللاجئين في المخيم، لذلك يسود التوتر، ولو أجرينا الاستطلاع اليوم لرأينا ان النسبة ستنمو من 65 إلى 70 بالمئة”.

إلى ذلك، ثمة مؤشرات على تحول في مشاعر الأردنيين نحو الانتفاضة السورية ، فالآراء تصبح أكثر سلبية. ويقول الخطيب: “كان هناك تصور واضح للصراع السوري على أنه ثورة ضد النظام،  كان الناس ينظرون إلى الثورة السورية على انها ثورة سلمية. لكن بحلول شهر آب (أغسطس)، اعتبر 45 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أن ما يحدث هو مؤامرة خارجية ضد سوريا، إذ تساءلوامع بدء الثورة المسلحة: هل هذه ثورة حقيقية؟ هل هذا حراك سوري داخلي لتغيير النظام، أم مؤامرة مدعومة من الغرب؟”.

خوف المنافسة

الأردن بلد صغير، لا يملك موارد نفطية، وأراضيه الصالحة للزراعة قليلة وصغيرة المساحة، إلى جانب إمدادات محدودة من المياه. ويعتمد الأردن بشكل كبير على الطاقة والمواد الغذائية المستوردة، وتعتمد ميزانيته على الإعانات بشكل كبير.

ويقول الخطيب إن الأردن يعاني في الاساس من أزمات اقتصادية خاصة به، وهو أمر يبدو جليًا في نتائج استطلاع الرأي، إذ أن القلق حول قدرة الاردن على تقديم الخدمات هو السبب الرئيسي الذي يدفع المواطنين للمطالبة بوضع حد لتدفق اللاجئين. كما أن معظم الذين صوتوا لصالح إغلاق الحدود كانوا من ذوي الدخل المنخفض.

أضاف: “الأردنيون يشعرون بأن السوريين ينافسونهم على الوظائف، كما أن الفقراء يعتقدون بأن الحكومة تمنح اللاجئين معونات مالية هم أحق بها”.

عون دولي

تحاول وكالات المعونة الدولية مكافحة هذا التصور، والتأكد من أن بعض الأموال القادمة تذهب لدعم ذوي الدخل المنخفض الأردنيين. لكن المساعدات الخارجية تتباطأ في الوصول مقابل النمو المستمر في أعداد اللاجئين، حتى بات تأمين الاحتياجات الأساسية وحده يمثل تحديًا كبيرًا.

يوم 27 أيلول (سبتمبر) الماضي، طلبت الأمم المتحدة الحصول على تمويل للمرة الثانية منذ آذار (مارس) الماضي، مشيرة إلى أن وكالات الغوث ستحتاج إلى نصف مليار دولار لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين حتى نهاية العام الجاري.

تم تخصيص نصف هذا المبلغ للاجئين في الأردن، حيث تحاول وكالات الغوث تقديم كل الخدمات في مخيم الزعتري، إضافة إلى تقديم المساعدة للسوريين الذين يعيشون في المدن والبلدات الأردنية، والذين قد يضطروا للبحث عن مأوى لهم في مخيمات في حال استنفذت الموارد.

حاليًا، تقدم الأمم المتحدة المساعدة لأكثر من 111 ألف لاجئ سوري في الأردن، ومن المرجح أن يصبح هذا العدد 250 ألفًا بحلول نهاية هذا العام.

حق عودة سوري!

يعتبر مخيم الزعتري للاجئين في شمال الأردن غير صالح للعيش. فالنهار هنا شديد الحرارة والليل شديد البرودة، إلى جانب سحب الغبار الخانقة.

“الغبار، الغبار! لقد وضعونا في المكان الخطأ”، يقول أحد الشبان الذين يعيشون في المخيم. يضيف: “الغذاء لا يصلح للاستهلاك البشري، فالدجاج مليء الدم وغير مطهو، كما أن الخبز غير صالح للأكل، وبالكاد نحصل على الماء في الخزانات، كما لا يوجد ماء بارد للشرب”.

هذه الصعوبات تدفع بالبعض إلى التفكير بالعودة سريعًا إلى سوريا، ولو تحت الخطر، بدلًا من البقاء في المخيم والمعاناة. لكن اللاجئين يشكون من أن الحكومة الأردنية تحتجز جوازات سفرهم، وأنها لا تسمح للناس بالعودة إلى سوريا. وقال مسؤولون في المفوضية العليا للاجئين إن سبب ذلك هو منعهم من تعريض أنفسهم للخطر بسبب القتال الذي يدور على الحدود.

وقال المتحدث باسم الحكومة الاردنية في بيان أرسل عن طريق مكتبه لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور: “نحن لا نمنع أحدًا من حقه في العودة إلى سوريا، لكننا نحاول تأمين عودتهم بسلام”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأردن قد يكون لديه أسباب أخرى لمحاولة منع اللاجئين من العودة، إذ يقول العديد من الشبان الذين تمت مقابلتهم في المخيم إنهم يريدون العودة للقتال إذا كان الغرب مستعدًا لتمدّهم بالسلاح.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/765445.html

القرداحة.. عرين سلالة الأسد وشبيحة النظام

يعتبرها السوريون «دولة داخل الدولة» ويتحاشون زيارتها

بيروت: ليال أبو رحال

للمرة الأولى منذ أكثر من 18 شهرا يتقدم اسم مدينة القرداحة العلوية، مسقط رأس عائلة الأسد، إلى صدارة المشهد السوري، بعد اشتباكات وقعت في المدينة نتيجة خلاف بين عائلات علوية وصفه بعض الناشطين بأنه «خلاف بين الشبيحة»، بينما قال آخرون إنه «التطور الأهم في تاريخ الثورة السورية».

وتتبع القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد وعدد كبير من العائلات العلوية، لمحافظة اللاذقية إداريا، وهي محافظة تقع غرب سوريا تطل على البحر الأبيض المتوسط وأكثر من نصف سكانها من العلويين.

وتعتبر القرداحة الركيزة القوية والرئيسية لنظام الأسد، وبها بقية عائلته التي توصف بـ«البطش والقسوة»، حيث يعتبر ابن عم الرئيس السوري محمد الأسد المعروف في المنطقة بلقب «شيخ الجبل»، قائد الشبيحة في سوريا. ويقول أحد الناشطين الميدانيين في تنسيقيات الثورة السورية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تسمية الشبيحة نسبة إلى محمد الأسد الذي كان يقود مجموعة اشتهرت بسرقة سيارات (المرسيدس) من نوع (شبح)، وتحديدا من لبنان».

وتتميز القرداحة بطبيعتها الجبلية الخلابة وبأشجار الصنوبر المحيطة بها، لكن كونها منطقة علوية صرفا (تتحدر منها عائلات مسيحية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة) وتحدر عائلة الأسد منها، جعلها منطقة مغلقة لا يقصدها إلا أبناؤها العلويون. وبحسب ناشطين في اللاذقية، فإن غالبية أبناء المدينة هم من كبار القيادات في الجيش السوري النظامي. وتعد عائلات الأسد وعثمان وديب والخير وشاليش من كبرى العائلات العلوية المتحدرة من المدينة، والتي يصح اعتبارها «دولة داخل الدولة» أو «المدينة المفضلة» وفق ناشطين، نظرا لنوعية ومستوى الخدمات المتوفرة فيها وبنيتها التحتية المتطورة وتحديثها بشكل دوري.

وتشكل المدينة تجمعا لقصور أفراد عائلة الأسد وكل من يمت لهم بصلة، كما يوجد فيها قبر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وقبر ابنه باسل الأسد، ويخضعان لحراسة أمنية مشددة.

تركيا: عدد اللاجئين السوريين على أراضينا يقارب الـ100 ألف

أنقرة تطالب المجتمع الدولي بمساعدتها لاستقبالهم

بيروت: «الشرق الأوسط»

بلغ عدد اللاجئين السوريين إلى المخيمات التركية، منذ بدء الثورة السورية، قرابة مائة ألف سوري، فيما تطالب السلطات التركيّة منذ أسابيع بمساعدة المجتمع الدولي لتتمكن من مواصلة استقبالهم.

وأفادت مديرية الأحوال الطارئة، التابعة لمكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في بيان أمس، أن الأرقام الرسمية تشير إلى لجوء 93 ألفا و576 شخصا بالإجمال موزعين على 13 مخيما موجودين في عدد من المحافظات في جنوب شرقي تركيا المتاخمة لسوريا.

ووفق بيان المديرية، فقد تم نقل 578 جريحا من اللاجئين إلى عدد من المؤسسات الصحية التركية. ويعني العدد 93 ألفا و576 الأشخاص المسجلين رسميا لدى السلطات، لكن المئات أو الآلاف من السوريين دخلوا تركيا، حيث يقيمون مع أقارب ولم يُسجلوا لدى السلطات الرسمية أو مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وكانت الحكومة التركية الإسلامية المحافظة التي قطعت العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حددت في الصيف حدا أقصى لعدد اللاجئين السوريين، الذين تستطيع استقبالهم وهو 100 ألف، لتعود وتؤكد لاحقا أنها قد تتجاوز هذا الحد إذا تلقت مساعدة من المجتمع الدولي. وسعيا إلى الحد من اللاجئين دعت أنقرة مجلس الأمن الدولي إلى إنشاء مناطق عازلة محمية على الأراضي السورية. لكن هذه الدعوة لم تلق استجابة حتى الساعة.

قصف على ريف دمشق ودرعا ومجزرة في إدلب.. والحصيلة أكثر من 120 قتيلا

كمين للجيش الحر في حمص يؤدي لمقتل 18 جنديا نظاميا

بيروت: بولا أسطيح

ارتفعت وتيرة العنف الذي يضرب مختلف المناطق والمحافظات السورية أمس بعد مقتل ما يزيد عن 120 شخصا بحسب لجان التنسيق المحلية معظمهم قضوا جراء مجزرة في إدلب ذهب ضحيتها أيضا ما يزيد عن 8 أطفال.

وفي التفاصيل أن نحو 30 شخصا قضوا جراء غارة شنتها طائرة حربية صباح أمس على بلدة في ريف إدلب شمال غربي سوريا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن بين القتلى ما يزيد عن 8 أطفال مشيرا إلى أن ثلاث سيارات إسعاف تركية وصلت إلى معبر باب الهوى الحدودي الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين إلى داخل الأراضي التركية. وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع «يوتيوب» الإلكتروني، يظهر رجلا يبكي وينتحب أمام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل وهو يصرخ «يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله»، قبل أن يغطي وجهه بيده ويتكئ إلى حائط. كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة أطفال مضرجين بالدماء وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة. وسمع صوت المصور يقول «واحد عشرة (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول) مدينة سلقين. ثلاثة أطفال من عائلة واحدة».

وكان المرصد أفاد صباحا أن القوات النظامية تحاول اقتحام البلدة. وأشار عبد الرحمن إلى أن محاولة الاقتحام ترافقت مع اشتباكات مع مقاتلين معارضين «توقفت بعد الغارة».

وقال ناشط إعلامي من بلدة سلقين إن البلدة التي تبعد عن الحدود التركية نحو خمسة كيلومترات قصفت بالبراميل المتفجرة مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال وبقاء عدد من الجثث تحت أنقاض المنازل التي دمرت بشكل كبير على رؤوس أصحابها. وأضاف أن الوضع الإنساني في البلدة صعب للغاية مما أجبر السكان على نقل الجرحى إلى الحدود التركية، مشيرا إلى أن القوات النظامية تحاصر البلدة منذ أربعين يوما قاطعة الكهرباء والماء عنها. بدورها أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، وأضافت أن القصف يأتي دعما للقوات التي تحاول اقتحام المدينة والتي دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين الجيش الحر في ساعات الصباح الأولى.

بالمقابل، أفيد بمقتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الأقل وجرح أكثر من 30 آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان «قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية وأصيب أكثر من ثلاثين بجروح وذلك إثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر». هذا وأفيد بتعرض منطقة الحولة وبلدة طلف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بحسب المرصد. وقضى رجل عند محاولة القوات النظامية اقتحام بلدة السمعليل في ريف المحافظة، بحسب المرصد.

وبينما ذكرت «لجان التنسيق المحليّة» أنّ قوات النظام السوري جدّدت قصفها المدفعي على مدينة دوما في ريف دمشق، وشوهد تصاعد أعمدة دخان في منطقة الملعب البلدي وحارة الديرية جرّاء سقوط قذائف الهاون عليها، قال ناشطون في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن «ما يزيد عن 30 قتيلا سقطوا يوم أمس في الريف فيما نشبت حرائق كبيرة في منطقة الغوطة الشرقية التي قصفت بعنف من الطيران المروحي وطائرات الميغ». وقال هؤلاء الناشطون لـ«الشرق الأوسط»: «القصف طال بلدات حرستا، عربين، المليحة، سقبا موقعا عددا كبيرا من القتلى فيما سجل مقتل ما يزيد عن 3 أشخاص جراء إعدامات ميدانية في السيدة زينب ومعضمية الشام وحرستا».

وفي العاصمة دمشق أفادت شبكة «سوريا مباشر» بأن الجيش النظامي يدمر بيوتا بحي التضامن في العاصمة عبر تفجيرها. وكان ناشطون ومقيمون أكدوا أن القوات الحكومية قصفت الأحياء الشرقية لدمشق واشتبكت مع مقاتلي المعارضة.

وأبلغ السكان بسماع أصوات قذائف المدفعية الثقيلة منذ الصباح وقالوا إن العاصمة اهتزت بعد ساعتين نتيجة لعدة انفجارات مدوية ربما كانت نيران المدفعية. وأشار المرصد السوري إلى أن القوات النظامية تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزملكة وعين ترما على المشارف الشرقية لدمشق والتي تمثل معاقل للمعارضة. وقال إن هجوم الجيش جاء بعدما مني بخسائر فادحة في المنطقة أول من أمس الأحد عندما تعرضت عدة نقاط تفتيش عسكرية للهجوم.

وبالتزامن، أفادت «لجان التنسيق المحليّة» أنّ النظام السوري أرسل تعزيزات عسكريّة مكوّنة من 15 دبابة، وعددا كبيرا من الآليّات الموجودة على الطريق الدولية بين اللاذقيّة ودمشق، إلا أنّه لم يتم تحديد وجهة هذه التعزيزات بعد.

وفي محافظة درعا قال المرصد إن «خمسة شهداء سقطوا إثر القصف الذي تعرضت له بلدة طفس بينهم سيدة ووالدها ومقاتل من الكتائب الثائرة»، مرجحا ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود عدد من الجرحى «ونقص المواد الطبية في البلدة». وفي شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» قالوا إنه للضحايا الذين سقطوا في طفس أمس، بدا رجل وهو يتنقل بين عدد الجثث مسميا كلا منها.

وقالت ناشطة على شبكة «شام سوريا» إن قوات النظام واصلت قصفها لأحياء عدة بمحافظة درعا وتحديدا بلدة صفد وقتلت خمسة أشخاص على الأقل وأصابت عشرات آخرين، مؤكدة أن قصفا عنيفا استهدف صباح أمس بلدة طفس وتل شهاب وسماط، بعد أن عمد النظام أمس لقطع الاتصالات والإنترنت عن مناطق حوران مما أدى إلى قطع التواصل بين النشطاء.

هذا وعلقت جميع المدارس دوامها، أمس في قضاء آقجه قلعة، بولاية أورفة التركية المجاورة للحدود السورية، بسبب الاشتباكات التي تدور في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقّة بين الجيشين الحر والنظامي. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن تسعين مدرسة أغلقت أبوابها حرصا على سلامة الطلاب، بسبب الاشتباكات المتواصلة، في منطقة تل أبيض السورية الحدودية.

الأسعد ينفي محاصرته في حلب.. ومزاعم النظام حول هروبه إلى إسرائيل

أكد لـ «الشرق الأوسط» أنه يشرف ورفاقه على العمليات

رياض الأسعد

بيروت: يوسف دياب

نفى قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد تقارير أفادت بمحاصرته داخل مدينة حلب من قبل الجيش النظامي، كما نفى لـ«الشرق الأوسط» ما سماها «أكاذيب النظام السوري عن سفره برفقة عدد من ضباط الجيش الحر إلى إسرائيل»، واصفا أصحاب هذه الدعاية بأنهم «عملاء حقيقيون للعدو الإسرائيلي».

وكانت صحيفة لبنانية نقلت أمس عن مصدر عسكري تركي قوله: «إن القيادة العسكرية التركية منشغلة بهذه المسألة جدا (محاصرة الأسعد) وتحضر لإرسال مروحيات إلى أطراف حلب لإجلاء العقيد رياض الأسعد».

أما التلفزيون السوري الرسمي فزعم على موقعه الإلكتروني نقلا عما سماه «مصادر مقربة» من العقيد الأسعد قولها لصحف فرنسية إن الأسعد «لم يعد (من تركيا) إلى سوريا بعكس ما أشيع في الأيام القليلة الماضية، إلا أن اتصالات كثيرة جرت بين الأسعد ودول عربية وغربية رفضت استقبال الأسعد ولم تتم إعادة الاتصال به». كما زعم التلفزيون السوري نقلا عن مصادر «وجود الأسعد في إسرائيل برفقة 18 قياديا من (الجيش الحر) تم نقلهم من مطار تركي إلى مطار تل أبيب بسرية تامة على أن ينقلوا في ما بعد إلى أميركا لضمان عدم وقوعهم بأيدي السلطات السورية».

ورد الأسعد على هذه المزاعم، فلفت إلى أن «هذه الدعايات الرخيصة لا تسيء إلا إلى أصحابها». وأكد العقيد الأسعد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «النظام السوري وعملاءه لا ينفكون عن تسويق الأكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان، للإساءة إلى الوطنيين والشرفاء». وقال: «أنا لست محاصرا، نحن من يحاصر النظام وعصاباته في كل مكان في سوريا، أنا ما زلت أشرف على عمليات الجيش الحر أنا ورفاقي الضباط، وعملياتنا تشهد تقدما ملموسا على الأرض، هناك بعض الأخطاء والثغرات لكننا والحمد لله عملنا على معالجتها، والآن الأمور أصبحت أفضل، ونحن من يمسك بزمام المبادرة على الأرض السورية». وردا على اتهامات التلفزيون السوري، قال الأسعد: «هذه الدعايات الكاذبة والرخيصة لا تستحق التعليق عليها، فهذا النظام دأب منذ بداية الثورة على اتهام الشرفاء وتشويه سمعتهم، وآخر ما جادت به أكاذيب النظام وأدواته اتهامنا بالهرب إلى إسرائيل، لكن الشعب السوري بات على يقين أن هذا النظام هو العميل الحقيقي لإسرائيل»، مشيرا إلى أن «النظام الذي لم يطلق طلقة واحدة على إسرائيل منذ أربعة عقود وينام على احتلال الجولان، يقتل شعبه بالأسلحة الفتاكة، هو العميل الإسرائيلي وكل من يسانده في قتل الشعب السوري».

معارك أسواق حلب التاريخية.. ضربة هائلة للاقتصاد السوري

استمرار الاشتباكات.. و«اليونيسكو» تدعو إلى المحافظة على الآثار

بيروت: بولا أسطيح

وصف ناشطون من مدينة حلب الخسائر التي ألمت بالمدينة وأحيائها التاريخية، كما بأسواقها مؤخرا، بـ«الهائلة»، مؤكدين أنه ستكون لها تداعيات اقتصادية كبرى في المرحلة المقبلة.

وأوضح محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة في المدينة، أن الجيش السوري الحر بات مسيطرا على أسواق المدينة التي استهدفها النظام السوري بطلقات حارقة أحرقت ما يزيد على 1500 محل تجاري أثري، لافتا إلى أن قيمة المحل الواحد تتخطى مليوني دولار أميركي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل ويحصل في أسواق حلب القديمة ضربة هائلة للاقتصاد السوري في المستقبل، علما بأن الحرائق والدمار لم تطل هذه الأسواق فحسب، بل قضت على معظم أحياء المدينة التاريخية، التي بات من الصعب إعادة ترميم عدد كبير منها». وحمل الحلبي النظام السوري مسؤولية ما حل بالأسواق كاملة، الذي قال عنه إنه «تقصد إشعال الحرائق داخل السوق لطرد عناصر (الجيش الحر) منه، كما أنه نشر القناصة على أسطح المباني المجاورة لمنع الناشطين من إطفاء هذه الحرائق».

وأوضح الحلبي أن سيطرة «الجيش الحر» على الأسواق نتيجة من نتائج معركة الحسم التي أعلن عنها نهاية الأسبوع الماضي، وأضاف: «الثوار سيطروا حاليا على منطقة باب أنطاكيا وهي المنطقة المجاورة لقلعة حلب الأثرية، كما سيطروا على العرقوب والعامرية وتل الزرازير وسليمان الحلبي»، مشيرا إلى معارك عنيفة مندلعة في أحياء صلاح الدين وسيف الدولة التي تدكها قوات النظام بالمدفعية وطائرات الميغ.

وبالتزامن، دعت منظمة اليونيسكو أطراف النزاع في سوريا إلى المحافظة على معالم التراث الإنساني. وعبرت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، عن قلقها بسبب المعلومات التي تفيد بتدمير سوق المدينة الواقع في الجزء التاريخي لمدينة حلب السورية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوكوفا قولها: «نتوجه بالدعوة إلى جميع الأطراف المسلحة، لكي يعملوا كل ما بوسعهم من أجل المحافظة على المعالم التاريخية والإنسانية التي ساعدت على نمو وازدهار سوريا».

في هذا الوقت، استمرت المعارك ناشطة في مختلف أنحاء حلب، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض أحياء الشعار والحيدرية والصاخور ومساكن هنانو وطريق الباب والنصاري الشرقي للقصف.

ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الأسواق القديمة لمدينة حلب شمال سوريا، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية التي أفادت أيضا بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيرة إلى تراجع حدتها في فترة ما بعد الظهر.

وبحسب التجار، لا وجود للقوات النظامية داخل الأسواق، لكنها تقوم بإطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي. وقال أحد تجار الخيطان الذي تقدر قيمة بضائعه بملايين الليرات السورية: «المشكلة الأكبر أننا لا نعلم شيئا عما حل بمتاجرنا، وكل ما نعرفه سمعناه من الآخرين».

ويذكر أن سوق المدينة في محافظة حلب، قد بنيت في القرن الرابع عشر لتوريد الحرير من الصين وتعتبر أهم المعالم الأثرية، حيث دون الجزء التاريخي القديم للمدينة ضمن مواقع التراث الإنساني العالمي لـ«اليونيسكو».

في المقابل، أشارت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إلى أن «الجيش السوري نفذ في حلب عملية استهدفت تجمعا كبيرا للمسلحين في مدرسة بحي المرجة وتمكن من إيقاع قتلى في صفوفهم». وأضافت أن «وحدات من الجيش قضت على أعداد من المسلحين بعمليات في دواري قاضي عسكر وباب الحديد وبالقرب من المركز الثقافي في هنانو ودار الشفاء بالشعار، بينما أوقعت قوات الجيش خسائر في صفوف الثوار بعد أن استهدفت مقرا وتجمعا لهم في قرية الدانة بريف حلب».

مساعد الإبراهيمي: حل الأزمة صعب جدا بسبب انعدام الثقة بين جميع الأطراف

لماني: انقسامات المعارضة أكبر عائق أمامنا

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

اعتبر مختار لماني، مدير مكتب المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي في دمشق، أن أكبر عائق أمام عمل البعثة الدولية في سوريا هو الانقسامات العميقة بين المعارضة، وعدم الثقة بين جميع الأطراف السورية. كما كشف عن زيارة مرتقبة للإبراهيمي إلى سوريا في وقت قريب. وجاءت تصريحات لماني بعد يوم واحد من لقائه بقادة من الجيش السوري الحر في مدينة حمص بالإضافة إلى لقائه محافظ حمص غسان عبد العال وممثلين عن الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري. ونقلت وكالة الأسوشييتد برس أمس عن لماني أن حل الأزمة السورية يبقى «صعبا جدا» بسبب «المستوى العالي لعدم الثقة بين جميع الأطراف». وبسؤاله عما إذا كان يرى أملا في حل سياسي للأزمة في سوريا رغم حمامات الدم، قال لماني «أعتقد أن الوقت ربما سيكون طويلا جدا (أمام حل سياسي)، ولكني آمل ذلك، وأنا هنا من أجل ذلك. وآمل أن يكون هناك بعض الضوء في آخر المطاف».

وأشار لماني إلى زيارته لمحافظتي حمص ودرعا، وأضاف أنه التقى ممثلين عن الجماعات المسلحة في بلدة الرستن، معقل المقاتلين في حمص وأولى المناطق التي رفعت سلاحها بوجه الرئيس السوري بشار الأسد، غير أنه لم يعط أي تفاصيل حول تلك اللقاءات. وأكد لماني أمس أن من العراقيل الأساسية التي تحول دون التوسط لحل النزاع في سوريا هي الانقسامات وسط الثوار السوريين والجماعات المعارضة الأخرى. وأضاف أن هناك الكثير من الأحزاب المعارضة داخل وخارج سوريا بالإضافة إلى الجماعات المسلحة، وأضاف أن هذا «الأمر خطير ويعقد من مهمتنا بسبب تلك الانقسامات».

إلى ذلك، قال لماني إن الإبراهيمي، الذي زار دمشق الشهر المنصرم والتقى بالأسد، سيزورها مرة ثانية قريبا وسيقوم بجولة في أنحاء البلاد.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية نقلت عن لماني قوله في تصريح للصحافيين عقب المباحثات إن زيارته الميدانية إلى حمص تهدف إلى التعرف على الأوضاع الراهنة في المحافظة، مؤكدا أنه «سيقوم بزيارات لاحقة إلى حمص بغية اللقاء مع مختلف الأطراف والفئات في سياق الجهود لحل الأزمة في سوريا».

وبدوره قال نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود في وقت سابق حول زيارة لماني إن «موقفنا تجاه الأزمة السورية ثابت»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا أراد المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي معرفة موقفنا، فهو يتمثل بإسقاط النظام، ومحاسبة كل من تلوثت يداه بدم الشعب السوري، من أعلى سلطة عسكرية وسياسية في سوريا حتى أصغر مجند في الجيش». وشدد الحمود على أنه «بعد هذا السيل من الدماء، وارتفاع عدد الشهداء، وتزايد النازحين وارتفاع حجم الدمار. نحن كمعارضة مسلحة نرفض الجلوس إلى طاولة الحوار قبل إسقاط النظام ومحاسبة المسؤولين عن هدر دم السوريين».

طهران تهدر 10 مليارات دولار لإنقاذ حليفها السوري

                                            لندن ـ مراد مراد

لم تؤت المليارات التي يضخها النظام الإيراني لدعم بشار الأسد اقتصادياً وعسكرياً أي نتيجة، ويلقي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي باللوم في هذا الإخفاق على قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي فشل في حسم معركة بشار الأسد ضد معارضيه، ما أدى بحسب تقارير استخباراتية غربية الى شرخ في العلاقة المميزة التي تربط المرشد وتلميذه المفضل الذي كان مطروحاً لرئاسة ايران بعد انتهاء ولاية الرئيس الايراني الحالي محمود احمدي نجاد.

وبعد الهبوط الحاد في قيمة الريال الإيراني امام العملات العالمية، يرتفع مستوى الهزات التي يتعرض لها الكيان الايراني بسبب الفواتير الباهظة التي يسددها في سوريا، وتقدرها مصادر استخباراتية غربية رفيعة المستوى بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية، بأكثر من 10 مليارات دولار أميركي.

وتقول تقارير استخباراتية ان “فشل سليماني الذي يدير معركة الأسد ضد الشعب السوري حتى الآن في حسم الأمور ميدانياً لصالح ايران كما وعد، أثار حفيظة المرشد الأعلى الذي كان رفع من شأن سليماني في هرم السلطة في ايران مكافأة له على فوزه في المعارك الاستراتيجية والميدانية والاستخباراتية التي خاضتها ايران برغم انف الأميركيين في العراق”.

ولا بد هنا من الإشارة الى ان سليماني (55 عاما) يرأس فيلق القدس منذ العام 2000 ولكنه ايضا يحظى بمكانة مرموقة في صفوف الاستخبارات الإيرانية منذ نحو 14 عاما وكان خاض غمار الحرب الإيرانية ـ العراقية.

وبحسب التقرير الغربي الذي اطلعت عليه “التايمز”، فإن “منشقين عن نظام الأسد اكدوا لمنسقين يعملون في الخليج العربي لصالح الجيش السوري الحر ان ايران تدفع معاشات الجيش السوري الحكومي منذ اشهر، اضافة الى تقديم المساعدات العسكرية واللوجستية والتسليح”. اضافت الصحيفة البريطانية “ان المبالغ الطائلة التي صرفت على ذلك وتقدر بـ10 مليارات دولار اميركي زادت من الخلافات في طهران، خاصة في هذا الوقت حيث يرزح الاقتصاد الايراني تحت وطأة العقوبات الدولية التي فرضها الغرب من اجل وضع حد لبرنامج ايران النووي وطموحاتها العسكرية في هذا المجال”.

وإضافة الى ادارته المعركة في سوريا، فإن فيلق القدس الذي يرأسه سليماني يشرف ايضا على استراتيجية ايران الاقليمية وعلاقاتها بوكلائها في المنطقة مثل “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في فلسطين. ونقلت “التايمز” عن مصدر في وزارة دفاع احدى الدول الغربية قوله “سليماني وعد خامنئي بقدرته على قلب الموازين في سوريا لصالح ايران لكنه فشل في الوفاء بهذا الوعد”. فميدانيا راوحت المعارك مكانها بشكل شبه متعادل بين الطرفين برغم ما ضخته ايران في سوريا من اموال وعتاد وسلاح وايضا مقاتلين.

كما اشار التقرير الى ان “كوادر النظام الايراني يشككون الآن في جدوى الاستراتيجية التي تتبعها ايران في سوريا مع وضع الاقتصاد الايراني المتجه من سيئ الى اسوأ وما يمكن ان تكون ردة فعل الشعب الايراني في حال ادرك كمية المبالغ الطائلة التي تصرفها حكومته لدعم بشار الأسد وقتل الشعب السوري”.

واوضحت الصحيفة البريطانية انه “رغم اعلان مستشار الشؤون الخارجية لخامنئي علي اكبر ولايتي نهاية الاسبوع المنصرم ان نصر نظام الاسد حتمي وان نصره هو نصر لإيران، إلا ان طهران تقوم خلف الستائر بتفقد الخيارات البديلة عن الأسد المتاحة امامها، فهي تعيد فتح قنوات اتصال بعدة مجموعات سورية معارضة بينها الاخوان المسلمون في اطار سعيها الى ضمان موطئ قدم لها في سوريا عند سقوط نظام الأسد”.

وقال مصدر عسكري يعمل في الخليج لـ”التايمز” “الإيرانيون يحتاجون الى مزيد من الوقت لبناء التحالفات الضرورية لضمان عدم طردهم ومصالحهم من سوريا الى الأبد”. وبحسب تقرير الاستخبارات الغربية فإن “الفشل في اخماد الثورة السورية كان بمثابة اول مسمار حقيقي يدق في نعش سمعة سليماني الذي قاد ونسق اعمال المجموعات الشيعية في العراق ضد القوات الاميركية في العراق الى حين دخول النفوذ الايراني الى بغداد تحت انف واشنطن”.

وحظي سليماني حتى الماضي القريب بمكانة عزيزة جدا لدى خامنئي الى حد ان البعض رشحه ليكون بين المتنافسين على الرئاسة الايرانية عقب احمدي نجاد، لكن هذه الهالة التي كانت تحيط به اختفت الآن تحت اقدام الثوار السوريين. ومع ازدياد التهديد الاسرائيلي والغربي بضرب المنشآت النووية الإيرانية رجحت “التايمز” ان يعمد خامنئي الى ترك سليماني في منصبه الذي هو فيه الآن.

وافردت “ديلي مايل” ايضا مساحة واسعة نقلت فيها عن مصادر قولها ان “اغتيال الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي تم على يدي رجل استخبارات فرنسي يوم ألقى الثوار القبض عليه”، وبحسب الصحيفة، فإن “عملية القتل تمت لإسكات القذافي وعدم السماح له بإفشاء اسرار علاقاته بالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي”، مشيرة الى ان القذافي كانت تربطه علاقة ممتازة ايضا برئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير. ووجهت المعلومات التي اوردتها الصحيفة بأصابع الاتهام الى ساركوزي الذي كانت له المصلحة القصوى في اسكات الزعيم الليبي قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2012، وخاصة ان القذافي كان هدد منذ اندلاع الثورة الليبية بفضح الدعم المالي الذي قدمه لحملة ساركوزي الرئاسية العام 2007.

واشارت الصحيفة البريطانية الى ان قوات حلف شمال الاطلسي “تمكنت من رصد مخبأ القذافي عبر الأقمار الإصطناعية بفضل الاتصال الذي دار بينه وبين بشار الأسد. وتساءلت الصحيفة عن توقيت مقتل الشاب الليبي عمر شعبان (22 عاما – الذي زعم انه قتل القذافي) في مستشفى باريسي بعد اعتداء تعرض له على ايدي موالين للقذافي في ليبيا الاسبوع الفائت.

أما صحيفة “ديلي تلغراف” فعنونت متهمة الأسد بخيانة القذافي وتقديم رأسه للأطلسي مقابل حفاظه هو على كرسيه في سوريا. وجاء تقرير التلغراف اكثر اقناعا للقارئ حيث قام بتوثيقه واعداده اربعة صحافيين. ونقلت الصحيفة عن مصادرها في ليبيا قولها ان “نظام الأسد هو من اسهم في قتل القذافي عبر إعطائه لفرنسا المفتاح الاستخباراتي الرئيسي الذي ادى الى اغتيال الزعيم الليبي”.

وبحسب “التلغراف” وما نقلته عن المصادر “تمكن الجواسيس الفرنسيون الناشطون في سيرت آخر معقل للقذافي من نصب كمين للزعيم الليبي بعدما حصلوا على رقم هاتفه المحمول الذي يعمل بالساتلايت من الحكومة السورية”.

واوضح رامي العبيدي وهو مسؤول سابق في الاستخبارات للصحيفة ان “الخدعة كانت كبيرة للغاية ان يبيع بشار الأسد صديقه لحماية نفسه. فالضغط الدولي الذي اشتد على سوريا وانظار العالم التي اتجهت الى ما يرتكبه النظام هناك من جرائم دفع بالأسد الى تقديم رقم هاتف القذافي الى باريس مقابل تخفيف الضغوط الدولية عن دمشق وهذا ما حصل”.

واكد العبيدي ان “فرنسا قادت العملية ضد القذافي من الالف الى الياء، وأن الاستخبارات الفرنسية بدأت بتعقب هاتف الايرديوم الخاص بالقذافي منذ حصولهم على رقمه وتمكنوا من تحديد مكانه وارشاد الثوار اليه بعدما اجرى اتصالين بأحد اتباعه يوسف شاكر وبالقيادي الفلسطيني احمد جبريل في سوريا”.

وكان رئيس وزراء المجلس الوطني الليبي سابقا محمود جبريل اكد في لقاء اعلامي ان “القذافي قتل بواسطة عميل اجنبي اندس بين الثوار الذين قبضوا عليه”. وفيما لم يحدد جبريل جنسية هذا العميل، الا ان صحيفة “كورييرا ديلا سيرا” الايطالية رجحت الى حد بعيد ان يكون فرنسي الجنسية.

وبالنظر في هذه التقارير المختلفة يمكن استنتاج ان الشاب الليبي عمر شعبان ربما يكون فعلاً قاتل القذافي مدفوعاً من قبل الاستخبارات الفرنسية التي ارشدت الثوار الى مخبأ الديكتاتور.

قوات الأسد تواصل قصف أسواق حلب وترتكب مجزرة في إدلب

                                            واصلت قوات نظام بشار الأسد قصفها الاسواق القديمة لمدينة حلب التي باتت شبه مدمرة، فيما سقط 21 شهيدا اثر قصف تعرضت له بلدة سلقين في محافظة إدلب من قبل قوات النظام التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة”، مشيراً الى ان من بينهم “ثمانية اطفال دون سن الـ18”.

حلب

وذكر مراسل لوكالة “فرانس برس” ان اشتباكات عنيفة بالاسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل احد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود تابعين للنظام موجودين خارجه.

واوضح المراسل ان الاسواق المدرجة على لائحة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي منذ 1986، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في اجزاء منها ليل الجمعة السبت.

ومن غير الممكن حتى الوقت الراهن تقييم حجم الاضرار التي لحقت بالاسواق بسبب الاشتباكات المستمرة منذ ايام.

وقال احد تجار الخيطان الذي تقدر قيمة بضائعه بملايين الليرات السورية “المشكلة الاكبر اننا لا نعلم شيئا عما حل بمتاجرنا، وكل ما نعرفه سمعناه من الآخرين”.

وتعد الاسواق القديمة في حلب واحدة من المراكز الاساسية للتجارة في الشرق الاوسط، ويزيد عدد محالها عن 1550 حانوتا تؤلف 39 سوقا تعد من أطول الاسواق المسقوفة في العالم، سميت غالبيتها نسبة الى المنتج الذي تبيعه كالحبال والعباءات والعطارة، في حين اكتسبت بعضها اسم مسقط زوارها فعرفت باسم سوق اسطنبول او عمان او الشام وغيرها.

وشهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات امس، لا سيما في حيي الصاخور (شرق) وصلاح الدين (جنوب شرق)، بحسب المرصد.

كما اشار المرصد الى “تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة الامر، الذي خلق حالة ذعر للموظفين واخرجوا من المبنى وقطع الرابط بين ساحة سعد الله الجابري (وسط) والقصر البلدي”.

وتشهد حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا وكبرى مدن الشمال اعمال عنف منذ 20 تموز الماضي، بعدما بقيت لفترة طويلة بعيدة من النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا، وحصد اكثر من 30 الف قتيل، بحسب المرصد.

فرنسا تدين

وقد دانت فرنسا امس التدمير الذي يطاول اسواق حلب، وكررت ادانتها عمليات قصف المدنيين السوريين، كما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان “فرنسا تعبر عن ادانتها الشديدة لتدمير اسواق حلب التي ترقى الى القرون الوسطى بألسنة اللهب الناجمة عن عمليات القصف العنيفة … ويترجم هذا الحدث كثافة العنف في سوريا ويؤكد ان النظام لا يتراجع امام اي شيء لمتابعة قمعه الاعمى”. واضاف المتحدث في تصريحه “نكرر ادانتنا الشديدة لعمليات القصف التي تستهدف المدنيين في حلب وفي الانحاء الاخرى من البلاد”.

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان “العنف الذي يستخدمه النظام ضد شعبه يعادل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، كما اعلن لتوه مجلس حقوق الانسان في 28 ايلول. وجميع الذين يشاركون في هذه الجرائم يجب ان يحاسبوا”.

وخلص لاليو الى القول ان “فرنسا ما زالت تقف الى جانب الشعب السوري وستواصل ضغوطها على النظام السوري لمنعه من ارتكاب مجازر جديدة”.

مجزرة في إدلب

وأيضا قتل 21 شخصا بينهم ثمانية اطفال في غارة شنتها طائرة حربية صباح الاثنين على بلدة في ريف ادلب شمال غرب سوريا، بحسب المرصد.

وقال المرصد في بيان ان “21 شهيدا سقطوا اثر قصف تعرضت له بلدة سلقين من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة”، مشيرا الى ان من بينهم “ثمانية اطفال دون سن الـ18”.

وبث ناشطون شريطا مصورا على موقع يوتيوب الالكتروني، يظهر رجلا يبكي وينتحب امام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل وهو يصرخ “يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله”، قبل ان يغطي وجهه بيده ويتكئ الى حائط.

كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة اطفال مضرجين بالدماء وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري تعليقا على قصف سلقين ان “الجهات المختصة تدمر عددا من السيارات المزودة برشاشات دوشكا وتقضي على مجموعة ارهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في مدينة سلقين بريف ادلب”.

وفي مناطق سورية اخرى، قتل ستة اشخاص على الاقل الاثنين في قصف للقوات النظامية السورية على مناطق في محافظتي درعا (جنوب) وحمص (وسط)، بحسب المرصد الذي تحدث عن استمرار القصف والاشتباكات في احياء بمدينة حلب (شمال).

وفي حمص تعرضت منطقة الحولة وبلدة طلف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بحسب المرصد. وقد قضى رجل عند محاولة القوات النظامية اقتحام بلدة السمعليل في ريف المحافظة، بحسب المرصد.

وقتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص (وسط)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد ان هؤلاء سقطوا “اثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر”.

تركيا

في غضون ذلك، علقت المدارس التركية دوامها، امس، في قضاء آقجه قلعة، التابع لولاية أورفة التركية المجاورة للحدود السورية، بسبب الإشتباكات التي تدور في منطقة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقّة السورية، بين الجيشين الحر والنظامي.

وذكرت وكالة أنباء “الأناضول” أن 90 مدرسة، تتبع لقضاء آقجه قلعة والقرى التابعة له، أغلقت أبوابها بوجه الطلبة، حرصاً على سلامتهم، بسبب الاشتباكات، التي تتواصل منذ اسبوعين، في منطقة تل أبيض السورية الحدودية.

وقال أحد أولياء الأمور، حسين آصلان قان، إنه علم أن الدوام، علّق في المدارس، بسبب الإشتباكات التي تجري على الحدود التركية لإحدى دول الجوار.

وكان عدد من القذائف تساقط في الجانب التركي من الحدود بسبب الإشتباكات في سوريا الأسبوع الماضي.

وأرسلت تركيا تعزيزات عسكرية أمس إلى بلدتين على الحدود مع سوريا بمحافظة أورفة. وذكرت وكالة أنباء “الأناضول”، أن دبابات من قيادة اللواء المدرع 20 في إقليم شانلورفا في المحافظة توجهت إلى بلدتي سوروك وأكاكالي. وأضافت أنه سيتم نشر الدبابات في منطقة مرسيبينار مباشرة على الحدود التركية ـ السورية.

وقد لجأ نحو مئة الف سوري فروا من الحرب الاهلية الدائرة في بلادهم الى مخيمات في تركيا على ما اعلنت امس السلطات التركية التي تطالب منذ اسابيع بمساعدة المجتمع الدولي لمواصلة استقبالهم.

وتشير الاعداد الرسمية الى لجوء 93 الفا و576 شخصا بالاجمال في 13 مخيما توزعت على عدة محافظات في جنوب شرق تركيا متاخمة لسوريا على ما افادت مديرية الاحوال الطارئة التابعة لمكتب رئيس الوزراء في بيان.

ومن بين اللاجئين تم نقل 578 جريحا الى عدد من المؤسسات الصحية التركية بحسب المديرية.

والعدد 93 الفا و576 يعني الاشخاص المسجلين رسميا لدى السلطات. لكن المئات او الالاف من السوريين دخلوا تركيا حيث يقيمون مع اقارب ولم يتسجلوا لدى السلطات.

وكانت الحكومة التركية التي قطعت العلاقات مع نظام الاسد حددت في الصيف حدا اقصى من اللاجئين السوريين الذين تستطيع استقبالهم بـ100 الف. لكنها اكدت لاحقا انها قد تتجاوز هذا الحد اذا تلقت مساعدة من المجتمع الدولي.

وسعيا إلى الحد من هذا العدد من اللاجئين دعت انقرة مجلس الامن الدولي الى انشاء مناطق عازلة محمية على الاراضي السورية. لكن هذه الدعوة لم تلق استجابة حتى الساعة.

مصر

في القاهرة، نفى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي، الأنباء التي ترددت عن أن الرئيس المصري محمد مرسي بحث مع القادة الأتراك إمكانية تدخل عسكري في سوريا من خلال قوات عربية.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط مساء أول من أمس خلال الزيارة السريعة للرئيس مرسي لتركيا، إن هذه الأنباء عارية تماما من الصحة على ضوء موقف الرئيس مرسي من معارضة التدخل الخارجي في الأزمة السورية.

وكانت أنباء ترددت أمس بأن الرئيس مرسي عرض خلال محادثاته مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان هذا المقترح.

“الأطلسي”

وفي بروكسل، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن امس ان حلف شمال الاطلسي ليس لديه اي نية للتدخل في سوريا.

وكرر راسموسن خلال مؤتمر صحافي في بروكسل ” موقف حلف شمال الاطلسي الثابت منذ بدء النزاع قائلا “نحن قلقون جدا ازاء الوضع” في سوريا “لكننا لا نرى حلا عسكريا” للنزاع بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة. وقال “لا نجري اية محادثات بخصوص خيار عسكري” داعيا مجددا الاطراف الى “ايجاد حل سياسي”.

وكرر القول ان حلف شمال الاطلسي يبقى “قلقا جدا” ازاء مسالة الاسلحة الكيميائية التي يملكها النظام.

وكان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا افاد الجمعة ان الحكومة السورية نقلت اسلحة كيميائية الى مواقع اكثر أمنا.

وقال مسؤولون في حلف شمال الاطلسي عدة مرات ان الوضع في سوريا لا يمكن ان يقارن بالوضع في ليبيا حيث تدخل حلف شمال الاطلسي في العام 2011.

وقال الجنرال الالماني مانفرد لانج، رئيس اركان مركز القيادة العسكرية لقوات حلف الاطلسي في اوروبا (شيب) في الاونة الاخيرة ان “رأي العسكريين انه لا يوجد في الوقت الحالي عناصر كافية للتأكيد بان التدخل العسكري كفيل بتحسين الوضع الامني” في سوريا.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ)

: منسق مجموعة عمل الاقتصاد وعضو المجلس الوطني أسامة قاضي

الوضع الاقتصادي في سوريا منهار ولا حل للأزمة إلاّ بسقوط الأسد

                                            براء الحلبي

يقول المنسق العام لمجموعة عمل الاقتصاد السوري، وعضو المجلس الوطني الدكتور أسامة قاضي إن الوضع الإقتصادي في سوريا منهار تماما، وأن لا حل سياسيا للأزمة القائمة في سوريا سوى بتخلي رأس النظام بشار الأسد عن السلطة، ويضيف أنه بعد مرور عام ونصف تقريباً على اندلاع الثورة السورية، دخل الحراك الثوري في طور جديد، وأصبح له جناح عسكري مُنظّم، وذلك بعد فشل العالم في إنقاذ أرواح الشعب السوري المظلوم، فلم يجد الشعب أمامه سوى أخذ زمام المبادرة والدفاع عن نفسه واهله وأرضه، بعد ان استباح النظام الأسدي كل المحرمات، ممارساً القتل والتعذيب الوحشي، وقصف الآمنين براجمات الصواريخ والمدافع وحتى بالطائرات الحربية.

وقاضي، الذي التقته “المستقبل” واجرت حوارا معه حول الأزمة السورية، باحث اقتصادي ومعارض بارز، له العديد من المؤلفات والكتابات، درّس الاقتصاد في جامعة ميتشغان الأميركية، وحصل على جائزة الإبداع العلمي لدار سعاد الصباح عام 1994، وعمل في سوريا مستشاراً اقتصادياً لهيئة مكافحة البطالة، وهو رئيس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية ـ واشنطن، ورئيس المجلس السوري الكندي، وعضو المجلس الوطني السوري.

يؤكد قاضي أن هذا الطور الجديد من المقاومة يحتاج إلى تنظيم عال لم يعتد عليه السوريون من قبل، لأنهم اكتفوا لمدة عام بالتظاهر السلمي الذي جوبه بآلة النظام الهمجي، فبدأ التنظيم على مسارين واحد سلمي صوته منخفض نسبياً امام دوي المدافع، والآخر عسكري وهو يمثل تحرير سوريا من “الانتداب الايراني في سوريا” الممثل برأس النظام وهياكله العسكرية والأمنية، وواقع الحال أن التشكيلات الثورية المسلحة تنتظم بشكل أفضل يوماً بعد يوم عن طريق تشكيل مجالس عسكرية للمحافظات لتوحيد الصف، وتنظيم الخطط الفعالة.

لا يعتقد قاضي بالخروج من هذه الأزمة سياسياً إلا عن طريق تخلي رأس النظام عن السلطة، ومهمة دول العالم دعم الحراك الثوري الفعلي وتأمين ما يلزم لنجاح مهمته في الانتصار، ولعل البدء بمنطقة آمنة وحظر جوي فوق المناطق الشمالية بداية صحيحة للغاية، خاصة أن الأرض بيد الثوار في معظم المحافظات الشمالية، ولولا الطيران لكانت شمال سوريا تحررت منذ أشهر.

شلل القطاعات الاقتصادية

غير بعيد عن المسار السياسي والعسكري للثورة السورية، يؤكد عضو المجلس الوطني أنه لم يعد هناك قطاع اقتصادي واحد في سوريا لم يصب بالشلل أو بالعجز الشديد، فالزراعة مصابة بمرضين: الأول قتل المزارعين وأهل الأرياف واعتقالهم، ومعلوم أن كل أرياف سوريا ثائرة تقريباً، والنظام يقتل شبابها، وهم اليد العاملة في الأراضي، ويلاحقهم بعد أن لبّوا نداء الوطن وانخرطوا مع الثورة وتركوا الفلاحة، وسجن أهلها وحرق بعض أراضيها ومواشيها، وهذا كان له الأثر الكبير حتى على عملية جمع المحاصيل، لأن الفلاحين لم يعودوا يشعرون بالأمن حتى أثناء عملية الحصاد أو الزرع. والثاني: تقطيع أوصال الطرق بين المحافظات، وأحيانا داخل المحافظة الواحدة، ما بين حواجز للنظام، وحواجز للجيش الحر، إضافة لبعض قطاع الطرق، وكذلك القصف العشوائي من النظام، مما جعل ايصال المحاصيل الزراعية على قلتها صعبة لامتناع السائقين عن شحنها خوفاً على حياتهم، أو مكلفة للغاية لارتفاع تكلفة الشحن.

أما في مجال الصناعة، فالمعامل تعمل بأقل من 10 في المئة من طاقتها في أحسن تقديرات، بعد أن هربت معظم الرساميل السورية إلى دول العالم، كمصر التي دخلها قرابة 500 مليون دولار من الرساميل الصناعية السورية. كما تأثرت التجارة بسبب شلل شبه كلي للصناعة والزراعة، ولذا فقد هبطت التجارة للحدود الدنيا التي لا تتعدى الايفاء بالحاجات والمستلزمات الأساسية للاستهلاك المحلي، وإذا علمنا أن التصدير النفطي متوقف بشكل شبه كامل بسبب العقوبات الاقتصادية المطبقة على النظام، التي لا تطبق بشكل كامل على أية حال، فإن هذا الوضع المأساوي رفع نسبة البطالة الذي تجاوز برأيي الستين بالمئة، ولم يبقى سوى الموظفين الحكوميين وبعض الخدمات الأساسية.

الليرة السورية

ويبدي قاضي استغرابه من خروج رئيس وزراء النظام ونائبه بتصريحات مطمئنة، ومتناقضة، ومتشائمة، في آن معاً لدرجة تؤكد على التعاطي الاعتباطي الخالي من أي تنسيق بين أجهزة الدولة. فالاستقرار الوهمي لليرة السورية الذي سرعان ما سينهار، لو استمر النظام بمحاربته لشعبه، هو بمثابة “علاج المرض بقتل المريض” وهو عملياً يرجع لأربعة أسباب:

الأول انخفاض الطلب على الدولار لأن الحركة التجارية والصناعية انخفضت أكثر من 90 بالمائة ومعدل التنمية الاقتصادية مؤشره سلبي بأكثر من 25 في المئة. وسجن عدد كبير من الصرافين بحجة ضبط الأسعار، وملاحقة كل من سحب من حسابه الخاص مبالغ أكبر من المسموح له. والتدخل الكبير للبنك المركزي في بيع ما لديها من عملات أجنبية لضبط السعر، ويقدر ما بقي من احتياطي 3 الى 4 مليارات دولار بعد أن كان 18 مليارا. وأخيراً الأموال الإغاثية والداعمة للثورة أُرسلت بمئات الملايين لإغاثة الأهالي ولشراء ما يلزم للحراك الثوري، فبذلك تكون الثورة أيضاً هي ممن ساهم في دعم الليرة السورية.

الحكومة الانتقالية

يقترح قاضي أن يتم التشاور بين ثلاثة جهات: 1 ـ المجلس الوطني السوري، 2 ـ الجيش الحر والمجالس العسكرية، 3 ـ المجالس المحلية والحراك الثوري السلمي، وأن يتم توافق بين الجهات الثلاث على شخص رئيس الوزراء، بمعنى آخر تقوم كل جهة بترشيح 3 الى 5 أسماء ثم يقوم ممثلو تلك الجهات الثلاث بالنظر لسيرهم الذاتية حتى يتوافقوا على اسم شخص، شريطة أن يكون مستقلاً، ونزيهاً، وذا سمعة حسنة، ومشهوداً له بالكفاءة، والأهم أن يكون لديه خبرة في مؤسسات الدولة لا تقل عن خمسة عشر عاماً – مثلاً- وأن يكون من التكنوقراط.

معارك حلب ودمشق

يميز عضو المجلس الوطني بين معارك حلب التي يصفها “بالكبيرة” وتستقطب حشوداً من المتطوعين في الحراك الثوري، “الكل يتطلع إلى “بنغازي سوريا”، وهناك تقدم يومي ولكن تكلفته البشرية والمادية باهظة جداً، حتى وصل الأمر لإحراق جسد أطباء من حلب بعد التعذيب بطريقة لم يشهدها التاريخ، فالقوى الثورية في حلب تتقدم ولكنها تشكو من نقص العتاد والإغاثة”.

فيما يرى أن الحراك الثوري في دمشق مختلف تكتيكياً عن حلب من خلال تركيزه على عمليات نوعية من مثل استهدافه مبنى الأمن القومي والأركان وآمرية الطيران وقريباً قصر الجمهورية، وذلك نظراً لصعوبة الظرف الأمني والعسكري في العاصمة التي حشد النظام فيها معظم ما لديه من قوى حتى يسيطر على “مظهر الدولة”، ولكنه رغم ذلك لم يتخل عن وحشيته في ذبح الناس في أحياء دمشق من مثل داريا والحجر السود والميدان وبرزة وغيرها.

بان كي مون للأسد: إرحم شعبك

                                            دعوة إلى رحمة الشعب السوري وجهها أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي لا يتوقف عن ارتكاب المجازر في طول البلاد وعرضها مردياً نحو 30 ألف شهيد فيما يقارب 19 شهراً هي عمر ثورة الشعب السوري على الظلم والقهر لأكثر من أربعة عقود.

واعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمة له أمس امام القمة الثالثة لدول اميركا اللاتينية والجامعة العربية، ان سوريا تعاني “ازمة خانقة”، معرباً عن الاسف لغياب اي حل يضع حدا “للنزف” الذي يعانيه هذا البلد.

وارتكبت قوات الأسد مجازر عدة أمس أدت إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 164 شهيداً، بينهم أكثر من ثلاثين شهيداً قضوا جراء القصف الجوي بينهم نساء وأطفال، ومنهم اثنان وخمسون شهيداً في دمشق وريفها بينهم ثلاثة عشر شهيداً في دوما وعشرة شهداء في حرستا، واثنان واربعون شهيداً في إدلب ثلاثون منهم قضوا في مجزرة في سلقين، وواحد وأربعون شهيداً في حلب بينهم أحد عشر شهيداً في مساكن هنانو واثنا عشر شهيدا في كرم الجبل، وعشرون شهيداً في درعا، وأربعة شهداء في حمص، وشهيدان في كل من دير الزور وحماه، وشهيد في اللاذقية.

وشهدت أحياء العسالي والقدم في العاصمة دمشق قصفاً واشتباكات بين قوات النظام والجيش السوري الحر.

وفي نيويورك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نظام الرئيس السوري بشار الأسد الى “الرأفة بشعبه”، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الامين العام ان الأخير “اثار بأشد العبارات القتل المتواصل والدمار الهائل وانتهاكات حقوق الانسان والهجمات الجوية والمدفعية التي تشنها الحكومة” خلال لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.

وأضاف المتحدث أن بان “شدد على ان الشعب السوري هو الذي يقتل كل يوم، وناشد حكومة سوريا أن ترأف بشعبها. وأشار الامين العام الى ان خفض العنف قد يعد الحكومة لعملية سياسية. وعبر عن شعوره العميق بالاحباط لاستمرار تدهور الوضع بعد 19 شهرا من القمع والقتال. وبحث الامين العام ووزير الخارجية الازمة الانسانية المتنامية داخل سوريا والتي تمتد الى دول مجاورة وبدرجة مقلقة”.

وحذر الامين العام للامم المتحدة مرة جديدة النظام السوري أمس من استخدام اسلحته الكيميائية، معتبرا ان هذا الامر في حال حصوله قد تكون له “تداعيات وخيمة”.

وقال في تصريح قبل اجتماع يعقد في الذكرى الـ15 لتوقيع اتفاقية حظر انتشار الاسلحة الكيميائية “اشدد مرة اخرى على المسؤولية الكاملة للحكومة السورية في ضمان امن هذه الترسانة من الاسلحة”. واضاف ان “استخدام هذا النوع من الاسلحة سيكون جريمة فاضحة بتداعيات وخيمة”، معتبرا ان “لا مكان للاسلحة الكيميائية في القرن الحادي والعشرين”.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتهم الولايات المتحدة أمس باستخدام مسألة الاسلحة الكيميائية ذريعة للعمل على قلب النظام السوري كما حصل في العراق.

وقال وزير الخارجية السوري امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ان بلاده لا تزال “تؤمن بالحل السياسي للخروج من الازمة” المستمرة في سوريا، متهما دولا غربية واقليمية بدعم “الارهاب” في سوريا.

وقال المعلم “نحن لا نزال نؤمن بالحل السياسي خطا اساسيا للخروج من الازمة، وادعو كل الاطراف والاطياف السياسية داخل سوريا وخارجها الى حوار بناء تحت سقف الوطن”.

واعتبر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس في كلمة القاها امام القمة الثالثة لدول اميركا اللاتينية والجامعة العربية ان سوريا تعاني من “ازمة خانقة” معربا عن الاسف لغياب اي حل يضع حدا “للنزف” الذي يعاني منه هذا البلد.

وانتقد رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا دعوة المعلم إلى الحوار قائلاً “عن اي حوار يتحدث المعلم والأسد لا يتوقف عن القتل؟”.

وقال العربي في كلمته امام وزراء خارجية دول هذه القمة ان “سوريا تعاني من ازمة خانقة وللاسف لم تنجح حتى الان اي مبادرة لايجاد حل”. واضاف “علينا ان نجد حلا في اسرع وقت ممكن” معربا عن الامل بـ”وضع حد للنزف الذي يضرب سوريا”.

ميدانياً، سقط أمس 143 شهيداً في مختلف المناطق السورية منهم عشرات الشهداء في كل من إدلب وحلب.

وقتل عشرات الأسخاص أمس بينهم ثمانية اطفال في غارة شنتها طائرة حربية على قرية سلقين بريف إدلب (شمال غرب)، بعد محاولة قوات النظام صباحا اقتحام البلدة، بحسب المرصد.

وابلغ مدير المرصد رامي عبدالرحمن “فرانس برس” ان “طائرة حربية شنت غارة صباحا” على سلقين، مؤكدا ان عددا من الجثث ما زالت تحت الانقاض، وان ثلاث سيارات اسعاف تركية وصلت الى معبر باب الهوا الحدودي الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين الى داخل الاراضي التركية.

وفي حمص (وسط) قتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين “اثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص تدمر”، بحسب المرصد.

في هذا الوقت تواصلت المواجهات العنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط الاسواق القديمة لمدينة حلب شمال سوريا.

وافاد مراسل فرانس برس مساء الاثنين نقلا عن مصدر عسكري ان مقاتلين معارضين “يحاولون التسلل الى الجامع الاموي”، الواقع بين الاسواق التاريخية للمدينة وساحة السبع بحرات حيث غالبية المراكز الحكومية.

وقال عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد وهو الابرز بين المجموعات المعارضة المسلحة في حلب، ان القوات النظامية “حولت المسجد ثكنة عسكرية”.

وكان المراسل افاد ان اشتباكات عنيفة بالاسلحة الرشاشة وقعت صباحا بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل احد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، تراجعت حدتها بعد الظهر.

واوضح المراسل ان الاسواق المدرجة على لائحة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي منذ 1986، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في اجزاء منها ليل الجمعة – السبت.

وتعرضت مناطق مختلفة في حلب للقصف الاثنين، لا سيما احياء مساكن هنانو والمشارقة وكرم الجبل في حي الشعار (شرق)، مما ادى الى سقوط عشرات الشهداء.

كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين في محيط حي سليمان الحلبي وادراة المرور ومحيط السبع بحرات في وسط المدينة.

كما اشار المرصد الى “تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة”.

وفي دمشق تحدث المرصد عن وقوع اشتباكات في حيي القدم والعسالي جنوب العاصمة.

وذكرت قناة العربية الإخبارية أمس نقلا عما قالت إنها وثيقة سرية إن مخابرات نظام بشار الأسد وراء حريق مجمع فلاجيو، وهو أحد مراكز التسوق في الدوحة في 28 نيسان الماضي وأدى إلى مقتل 20 شخصا بينهم 13 طفلا كانوا داخل حضانة، ووقتها خلصت تحقيقات السلطات القطرية إلى أن الحريق نتج عن خلل كهربائي.

(ا ف ب، رويترز، العربية، لجان التنسيق المحلية

مقتل 57 بنيران النظام في سوريا

قصف بدمشق وريفها ومعارك بحلب

كثفت قوات النظام السوري قصفها الجوي والمدفعي اليوم الثلاثاء لأحياء بمدينة دمشق ومدن وبلدات بريفها. وبينما دارت معارك واشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الجيش الحر وقوات النظام في أحياء بدمشق وحلب ودير الزور وإدلب أوقع قصف لمخيم النازحين في درعا عشرات من الضحايا بين قتيل وجريح.

 وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 57 شخصا قتلوا بنيران قوات النظام اليوم معظمهم في ريف دمشق ودرعا. وأشارت إلى أن قوات النظام قصفت مدن وبلدات يبرود وببيلا ودوما والمليحة والزبداني وقدسيا في ريف دمشق.

 وفي هذا السياق أفاد ناشطون بالعثور على 15 جثة في حي جمعية الزهراء بحلب أعدم أصحابها ميدانيا من طرف قوات النظام. كما ذكر ناشطون أن الجيش الحر قتل ضابطا كبيرا في المخابرات الجوية السورية بدمشق.

وأفادت شبكة شام الإخبارية بسقوط قتلى وعدد كبير من الجرحى جراء قصف طيران النظام لبلدة العبادة بالغوطة الشرقية، وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى سقوط ستة قتلى في المليحة بالغوطة الشرقية ونزوح أهالي بلدة العبادة جراء القصف، كما سقط جرحى بقصف لمدينتي دوما وحرستا، وسط حملات دهم واعتقال في مدينة القطيفة متزامنة مع إطلاق نار عشوائي.

وفي العاصمة دمشق دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في مخيم اليرموك وجرت حملة هدم وتفجير للأبنية السكنية بحي التضامن وفق ما أفادت شبكة شام، كما أشارت الهيئة العامة للثورة إلى أن قوات النظام قصفت بالدبابات منطقة حرملة الواقعة على أطراف حي جوبر، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت أيضا في حيي القدم والعسالي ترافقت مع قصف عنيف أسفر عن سقوط جرحى وهدم منازل.

حلب ودرعا

وفي حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من الجيش الحر في عدة أحياء وسط قصف عنيف بالمدفعية والطيران الحربي طبقا لشبكة شام. كما أفادت الهيئة العامة للثورة بسقوط خمسة قتلى بينهم سيدة والعديد من الجرحى نتيجة القصف المدفعي لباب جنين بحلب.

وشملت الاشتباكات والقصف في حلب اليوم -وفق ناشطين- أحياء الصاخور ومساكن هنانو والشيخ خضر والشيخ فارس والعرقوب وسليمان الحلبي. وأشارت صحيفة الوطن المقربة من النظام إلى وصول “تعزيزات جديدة لمؤازرة الجيش في حلب”.

وفي درعا أفادت شبكة شام الإخبارية بسقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى في حي مخيم النازحين نتيجة القصف العنيف من الدبابات التي اقتحمت الحي. كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل سبعة أشخاص قتلوا برصاص قوات النظام في تل شهاب على الحدود مع الأردن، كما قامت قوات النظام بحملة إحراق لمنازل المواطنين في بلدة زيزون بدرعا.

وأفاد ناشطون بقيام الطيران المروحي للنظام بقصف كثيف لكل من بصرى الشام وطفس ومعربة واليادودة في درعا.

وأشارت شبكة شام إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في طفس كما اقتحم جيش النظام بلدتي غباغب وكفر شمس وسط إطلاق نار كثيف وشن حملات دهم وحرق للمنازل واعتقال وتجدد القصف على بلدة معربة.

سيطرة واشتباكات

في غضون ذلك نجحت إحدى كتائب الجيش الحر في مدينة القصير بمحافظة حمص وسط البلاد في السيطرة على ثكنة عسكرية أقامها النظام السوري في مستشفى المدينة منذ عام. وتمكن الجيش الحر من السيطرة على المستشفى بعد تخطيطٍ للعملية استمر أسابيع تضمن حفر نفق أسفل الثكنة وتفجيرها بعبوات ناسفة.

وفي ريف حمص تعرضت مدن وبلدات تلبيسة والرستن وسهل الحولة لقصف من قبل قوات النظام وفق ما أفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حمص وليد فارس في اتصال مع الجزيرة.

وفي دير الزور شرقا قصفت قوات النظام أحياء المطار والعمال والحميدية، وأشارت شبكة شام إلى اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الموظفين.

وفي إدلب (شمال غرب) دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في المنطقة الغربية من المدينة، كما تعرضت مدينة سراقب لقصف بالمدفعية الثقيلة أوقع قتيلا وجرحى وفق شبكة شام، كما قصف الطيران المروحي مدينة الحفة وبلدات بكاس وشيرقاف بريف اللاذقية.

وفي تطور آخر أفاد ناشطون سوريون أن اشتباكات مسلحة وقعت بين عائلات مقربة من النظام السوري في مدينة القرداحة في اللاذقية، وبحسب الناشطين فإن الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أيام أدت إلى مقتل نحو خمسة أشخاص بينهم محمد الأسد بن عم الرئيس السوري.

وقالت مصادر خاصة للجزيرة إن النظام أرسل آلاف الجنود بهدف المحافظة على الاستقرار الأمني في مدينة القرداحة التي تنتمي إليها عائلة الأسد، في حين أكد ناشطون أن المظاهرات تعم المدينة منذ أيام.

بان كي مون محبط والمعلم يتهم الخارج

                                            أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “شعوره بالإحباط” حيال استمرار تفاقم الوضع السوري الذي عزاه وزير خارجية سوريا وليد المعلم إلى أطراف خارجية قال إنها تدعم “الإرهاب”، في حين تتحدث مصر عن اجتماع ثلاثي لبحث الأزمة السورية.

وقال بان كي مون أثناء استقباله المعلم أمس الاثنين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه يشعر “بالإحباط حيال تفاقم الوضع بعد 19 شهرا من القمع والمعارك”.

ودعا النظام السوري إلى “الرأفة بشعبه”، وندد “بأشد العبارات” باستمرار أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك ما تقوم به الحكومة السورية من قصف.

وحسب مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بحث الطرفان “الأزمة الإنسانية المتعاظمة في سوريا التي تمتد في شكل مقلق إلى الدول المجاورة”.

وعلى صعيد متصل، تحدث مختار لماني ممثل المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن وجود انقسامات “شديدة” في صفوف المعارضة والمجموعات المسلحة، وقال إنها تشكل “العقبات الرئيسية” لعمل البعثة الأممية التي تحاول التوسط لإنهاء الأزمة.

وأقر لماني في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس بصعوبة التوصل إلى حل للأزمة بسبب وجود “مستوى عال من عدم الثقة بين جميع الأطراف”، وقال إن الحل السياسي ربما يأخذ وقتا طويلا، وأوضح أن معظم أطياف المعارضة ترفض أي حل لا يقل عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في حين أن النظام يتهم خصومه بالعمل كجزء من مؤامرة خارجية.

أطراف خارجية

وفي هذا الصدد اتهم وزير الخارجية السوري الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والسعودية وتركيا بدعم “الإرهاب” في سوريا من خلال إمدادات السلاح والمال للمجموعات المسلحة.

وأشار المعلم في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الاثنين إلى أن سوريا “تواجه إرهابا منظما مدعوما خارجيا”، معتبرا أن نجاح أي جهد دولي يتطلب التزام تركيا والسعودية وقطر بوقف دعمها للمجموعات المسلحة.

وتساءل المعلم عن “مدى انسجام التصريحات القطرية والسعودية والتركية والأميركية والفرنسية المحرضة والداعمة بوضوح لا لبس فيه للإرهاب في سوريا بالمال والسلاح والمقاتلين الأجانب، وما مدى انسجام كل ذلك مع المسؤوليات الدولية لهذه البلدان في مجال مكافحة الإرهاب؟”.

وفي رد على الدعوات لتنحي الرئيس بشار الأسد قال المعلم “سمعنا من هذا المنبر دعوات صدرت من البعض غير العارف بحقائق الأمور أو المتجاهل لها تدعو رئيس الجمهورية إلى التنحي، في تدخل سافر في شؤون سوريا الداخلية”، وأضاف أن الشعب السوري “هو المخول الوحيد في اختيار مستقبله وشكل دولته، وهو الذي يختار قيادته عبر صندوق الاقتراع”.

اجتماع ثلاثي

على صعيد إقليمي، أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن ثمة اجتماعا ثلاثيا يجمع مصر وتركيا وإيران قريبا لبحث تطورات الأزمة السورية.

ولفت الوزير المصري إلى أن الوضع في سوريا “خطير حيث تراق الدماء بشكل يومي”، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يدرك ضرورة التحرك وأهمية توحيد المعارضة السورية.

وقال إن بلاده تتواصل بشكل مستمر مع فصائل المعارضة السورية في القاهرة بهدف توحيد صفوفها، باعتبار ذلك عاملا هاما في التوصل إلى حل سريع للأزمة السورية.

النظام.. الغائب الأبرز بالشمال السوري

محمد النجار-ريف إدلب

لا يكاد الزائر لريف إدلب من حدود باب الهوى التركية وصولا لمسافة تزيد عن مائة كيلومتر في العمق بعد ريف معرة النعمان يصدق أنه في سوريا حيث يعتبر النظام وقوات الجيش التابعة له هي الغائب الأكبر عن الحياة إلا من القصف وبعض التواجد في مقاطع رئيسية ومنها 12 موقعا لا تزال بيد النظام منها مدينة إدلب نفسها.

في جولة طويلة امتدت من الريف الشمالي إلى إدلب من قرية أطمة المحاذية للحدود التركية وصولا لما بعد ريف معرة النعمان زارت الجزيرة نت عشرات القرى والبلدات والمدن التي يطلق عليها النشطاء اسم المدن المحررة.

ويصنف النشطاء مناطق الريف ومحافظة إدلب من حيث الأمن مناطق آمنة إلى أخرى أقل أمنا رغم سيطرة الجيش السوري الحر عليها، إلى مدن يعتبرونها “غير محررة” وينصحون بعدم الاقتراب منها لوجود قناصة وحواجز للنظام فيها.

في الطريق يمر الزائر على قرى وبلدات ومدن عديدة وصولا لسرمدا ومعرة مصرين التي يجد الزائر لها مدينة أشبه بمدن الأشباح حيث لم يعد فيها من سكانها الخمسين ألفا سوى أقل من خمسة آلاف لكنها تحمل ميزة بالنسبة للنشطاء تتمثل في أنها أقرب مدينة محررة شمال مدينة إدلب التي لا تزال تحت سيطرة النظام السوري رغم وجود ثوار يقاتلون بداخلها.

أما في الطريق نحو بقية ريف إدلب يضطر النشطاء إلى الالتفاف على بعض الطرق الرئيسية والتوجه نحو الطرق الفرعية والزراعية للابتعاد عن مناطق يوجد فيها حواجز للنظام أو قناصة.

في الجولة مررنا على قرية زردنا التي كانت قد تعرضت لقصف قبل ساعة واحدة من وصولنا قتل فيه طفل يبلغ من العمر عشر سنوات وجرح عدد من السكان رغم أن القرية التي كان يقطنها ستة آلاف نسمة لم يعد فيها إلا أقل من ألفين.

تحدث بعض السكان للجزيرة نت عن أن إمام مسجد القرية نادى عبر المكبرات يوم السبت وطلب من الأهالي إرسال أولادهم للمدارس اعتبارا من يوم الأحد الذي شهد سقوط ثلاث قذائف بالقرب من مدرسة الشهيد جمعة مكحلة.

قال أحد السكان معلقا على الأمر “لن أرسل أولادي للمدرسة وليضيع عليهم العام الدراسي. العام الدراسي سيعوض لكن ابني لن يعوض إن قتل في قصف النظام”.

مناطق أشباح

بالانتقال من زردنا مرت بنا السيارة بعدة قرى حتى وصلنا تفتناز التي بدت مدينة أشباح خالية من السكان إلا من بعض الثوار الذين يحاولون تعطيل حركة الطائرات المروحية التي تقلع من المطار لتقصف مناطق بحلب وريفها.

بعد تفتناز انتقلت بنا الطريق نحو أوتستراد حلب دمشق الدولي الذي يسيطر الجيش الحر على مسافة تمتد لنحو 45 كيلومترا من منطقة إيكاردا بريف حلب حتى معر شورين بريف إدلب باستثناء الطريق مقطع جسر سراقب.

يضطر السالكون للأوتستراد الدولي وخاصة من النشطاء الالتفاف على جسر سراقب الذي تتركز في شماله قوات تابعة للنظام وقناصة يستقرون على معملي الزيت والويس ومركز البث الإذاعي في سراقب عبر عدة قرى قبل أن يعودوا للأوتستراد مرة أخرى وتستمر سيطرة الجيش الحر حتى ما قبل معرة النعمان بنحو كيلومترين حيث تبدأ سيطرة الجيش النظامي على الطريق حتى العاصمة دمشق.

الجامع بين سكان ريف إدلب -إضافة لغياب النظام وسيطرة الجيش الحر على نحو 80% على المحافظة التي تشكل نحو 3% من مساحة سوريا- هو أنهم يتعرضون لعقوبات من النظام تتمثل في توزع القصف على المدن والأرياف من جهة، وانقطاع الكهرباء عنهم من جهة أخرى.

في جرجناز عايشنا مع السكان انقطاع الكهرباء بشكل متقطع، بينما في زردنا أبلغنا السكان أن الكهرباء مقطوعة منذ تسعة أيام، وفي كل بلدة ومدينة وقرية كنا نمر بها كنا نسمع الشكوى من انقطاع الكهرباء من ساعات لأيام.

تحدث لنا أحد أعيان جرجناز عن أن البلدة فقدت منذ بداية الثورة على النظام السوري 41 من خيرة أبنائها، رغم أنه وعلى مدى أربعين سنة لم تحدث إلا جريمة قتل واحدة في البلدة التي يقطنها 18 ألف نسمة.

حصيلة الجولة بريف إدلب كانت أن النظام سقط فعليا في معظم المناطق، لكن النظام لا يزال يسيطر على 12 بلدة ومدينة ومنها مدينتي إدلب وأريحا، والحقيقة الأخرى التي يؤكدها النشطاء أن الثوار لا يسيطرون حتى اليوم على أي مدينة رئيسية، كما أن النظام لا يعمل على استعادة أي بلدة أو مدينة يفقد السيطرة عليها.

تحديات أمام النازحين واللاجئين السوريين

                                            أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى الصعاب والتحديات التي تواجه النازحين السوريين داخل بلادهم، في ظل الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد، وقالت إن الاهتمام الدولي انصب على مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الدول المجاورة، وإن مشكلة النازحين في الداخل باتت تتفاقم بشكل كبير وتنذر بالخطر.

وأوضحت أن أكثر من ربع مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الأهلية والتجؤوا إلى الدول المجاورة، ولكن حوالي ثمانية آلاف منهم تقطعت بهم السبل عند الأسلاك الشائكة بين سوريا وتركيا، إضافة إلى مئات الآلاف من المشردين داخل البلاد، مضيفة أن عدد النازحين السوريين داخل بلادهم آخذ في التزايد وأن تحركاتهم تغذي الصراع الدائر في البلاد، بل تؤدي إلى تأجيج التوترات الطائفية فيها.

وتقول مصادر تابعة للأمم المتحدة إن التقديرات الرسمية لعدد المشردين السوريين تصل إلى مليون ونصف، موضحة أن بعض مسؤولي الأمم المتحدة ومسؤولين تابعين للهلال الأحمر السوري يقدرون المشردين السوريين بمليوني سوري، ولكن الأمم المتحدة تقول إن عدد اللاجئين السورين في الدول المجاورة بلغ 300 ألف لاجئ.

إنذار بالخطر

ونسبت الصحيفة إلى القس السوري الأب نورس سمور الذي يقيم في حلب ويدير برنامج إغاثة وطني في البلاد القول إنه إذا استمرت الأزمة في سوريا في التفاقم، فإنها قد تؤدي بالسوريين إلى أن يأكل أحدهم الآخر لحما نيئا وهو لا يزال حيا، وإن الأزمة في سوريا تنذر بمزيد من الخطر.

وحذرت وول ستريت جورنال من التحديات التي يفرضها موسم الشتاء القادم على الأبواب، خاصة أن مئات الآلاف من النازحين السوريين هائمون على وجوهم في العراء أو يتخذون ملاجئ مؤقتة في المساجد والكنائس والمدارس والأبنية المهجورة.

 ويقول مسؤولو الإغاثة إن حجم مشكلة المشردين السوريين من النازحين واللاجئين يتزايد بشكل متسارع، مما يضع تحديات تزيد عن الجهود التي تقوم بها منظمات الإغاثة، مضيفين أن اللاجئين السوريين في دول الجوار لا يتلقون الدعم الكافي الذي يتناسب مع أعدادهم المتزايدة.

وأشارت الصيحفة إلى أن استمرار قوات الرئيس السوري بشار الأسد في قصف المدن والبلدات السورية بالطائرات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، يسفر عن تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، ويؤدي بمئات آلاف المدنيين السوريين إلى الفرار خارج البلاد إلى الدول المجاورة، أو إلى النزوح داخل البلاد من منطقة إلى أخرى، مما يجل المناطق التي ينزحون إليها بؤرا قابلة للاشتعال مرة أخرى، في ظل تنام الصراع بين السنة والشيعة في البلاد.

 كما أشارت الصحيفة إلى المآسي وأجواء الحزن والأسى والألم التي تهيمن على السوريين النازحين منهم داخل البلاد، أو اللاجئين الفارين إلى خارجها على حد سواء.

المصدر:وول ستريت جورنال

مقتل القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في حمص

لقي مصرعه في كمين للجيش الحر إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه

دبي – قناة العربية

شُيّع في لبنان القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في سوريا، محمد حسين الحاج ناصيف شمص الملقب بـ”أبوعباس”، الذي لقي حتفه يوم الأحد الماضي خلال قتاله ضد الثوار السوريين في منطقة القصير في حمص.

وأشارت معلومات إلى أن ناصيف لقي حتفه إثر كمين نصبه له الجيش السوري الحر، حيث انفجرت عبوة ناسفة استهدفت موكبه، ما أسفر عن مقتله مع عدد آخر من عناصر حزب الله وإصابة عدد من مرافقيه.

وأكد حزب الله مقتل ناصيف، مشيراً فقط إلى أنه قتل أثناء تأدية واجبه. وحضر تشييع ناصيف رئيسُ الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، ورئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد، وعدد من العلماء والفعاليات الاجتماعية والحزبية والسياسية.

وألقى الشيخ يزبك كلمة عدّد فيها مناقب الراحل الذي “عاهد على إكمال مسيرة الجهاد والمقاومة حتى النصر”، حسب قوله.

وثيقة سرية: مخابرات الأسد وراء حريق فيلاجيو في قطر

مراسلات تكشف إنشاء فرع للعمليات في الدوحة لتنفيذ عدد من الأهداف

دبي – العربية الحدث

في الوثائق الجديدة التي بثتها شاشة العربية الحدث، الاثنين، معلومة بالغة السرية عن تنفيذ عناصر مخابراتية تابعة للنظام السوري حريق مجمع فيلاجيو في قطر، وهو أحد مراكز التسوق في الدوحة في 28 مايو/أيار الماضي والذي أدى إلى مقتل 20شخصاً بينهم 13 طفلاً كانوا داخل حضانة، ووقتها خلصت تحقيقات السلطات القطرية إلى أن الحريق نتج عن خلل كهربائي.

وكان الحريق قد بدأ في الدور العلوي (الميزانين) بمحل للملابس الرياضية، ثم انتشرت النيران سريعاً، وتسرب الدخان إلى محل مجاور كان يؤوي الضحايا.

في الثامن عشر من فبراير/شباط الماضي، قرر النظام السوري بحسب وثيقة سرية أن تكون قطر هدفاً لأجهزة الأمن السورية.

كيف وضعت القيادات الأمنية السورية دولة قطر نصب عينها، وكيف قررت المخابرات الخارجية السورية زعزعة أمن واستقرارها . في هذه الحلقة كشفت “العربية” وبالوثائق عن تآمر النظام السوري على النظام الحاكم في قطر… كيف خطط و كيف نفذ.

يكتب رئيس فرع العمليات ذو الهمة شاليش إلى سفير النظام السوري في قطر هاجم إبراهيم كما يظهر اسمه، وثيقة يقول فيها “إنه و بناءً على مقتضيات المصلحة، أي المصلحة السورية، وفي ظل الظروف التي تعيشها سوريا، وبعد المعلومات التي ترد للنظام السوري من قطر من أنها تحاول إحراج النظام و دعم الجيش الحر، تم إنشاء فرع للعمليات في قطر”.

ويطلب ذو الهمة شاليش في الوثيقة من السفير السوري في الدوحة تزويده بالمقترحات و المعلومات المطلوبة، التي يمكن أن تضع الدولة القطرية في موقف محرج وتضعفها أمام الرأي العام والمجتمع الدولي لتخفيف الضغط عن النظام السوري.

في الثاني من يونيو/حزيران يرسل ذو الهمة شاليش رسالة الى بشار الأسد يطلعه فيها على نشاط فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية في قطر. و يشير في هذه الوثيقة إلى أن فرع العمليات في دولة قطر تمكن من إنشاء مكتب لتنفيذ الخطة الأمنية المنصوص عليها و تنفيذ تعليمات السفير السوري.

وتضيف الوثيقة “انه بناء على المقترحات التي تم بالفعل البدء في تنفيذها عبر تحريك الرأي العام في قطر، و إحراجها أمام الرأي العام الدولي بضعف الأجهزة الأمنية لديها، وبناءً عليه يقول شاليش للأسد إن هناك عددا من الأهداف التي يمكن إستغلالها لإضعاف دولة قطر التي يصفها بالمتآمرة على القيادة العليا في سوريا.

النقطة أو الجملة الأخطر في هذه الوثيقة تتمثل بقول شاليش للأسد و بالتحديد العبارة التالية: “إنه وبناءً على أوامر السيد العميد حسن عبد الرحمن قامت عناصرنا بتنفيذ أولى الأهداف وتحقيق نتائج ممتازة بواقعة (حريق فيلاجيو ) بتاريخ 28 مايو / آيار 2012.

الأمم المتحدة: سوريا ترفع لاجئي العالم لرقم قياسي

عدد السوريين اللاجئين قد يصل إلى 700 ألف أي 4 أضعاف التقدير السابق

جنيف – رويترز

أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس يوم الاثنين أن عدد اللاجئين في أنحاء العالم عام 2012 سيتجاوز أي عدد سجل هذا القرن مع فرار عشرات الألوف من سوريا كل شهر.

وأبلغ جوتيريس اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأن إمكانيات المفوضية لم تعد تسمح بالمزيد في تصديها لهذا الوضع.

وأضاف “في عام 2011 عندما تلاحقت الأزمات واحدة تلو الأخرى، عبر أكثر من 800 ألف شخص الحدود، أي ما يزيد على 2000 لاجئ يوميا في المتوسط، في أكبر عدد منذ بداية القرن.

وكان مسؤول آخر في المفوضية قال يوم الجمعة إن العدد الإجمالي للاجئين الفارين من سوريا قد يصل إلى 700 ألف هذا العام، وهو ما يقرب من أربعة أضعاف تقدير المفوضية السابق مع احتدام المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في أنحاء البلاد.

وينضم اللاجئون الجدد إلى نحو 42 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم فروا عبر الحدود هربا من العنف. ويعيش كثير من هؤلاء منذ عشر سنوات أو أكثر، بل ومنذ مدد أطول في بعض الحالات، في أماكن إيواء مؤقت توفره المفوضية.

رسالة من ثائر سوري إلى مراسلة تلفزيون “الدنيا

رأى أخاه القتيل وأقرباءه من خلال تقرير عرض جثثهم على أنهم إرهابيون

العربية.نت

وجّه أحد ثوار سوريا من خلال حسابه الشخصي على “فيسبوك” رسالة إلى مراسلة تلفزيون “الدنيا” في حلب كنانة علوش، وذلك أثناء تغطيتها لمكان القصف والتدمير الذي حاق بثكنة هنانو الواقعة بمدينة حلب.

وقال المعارض السوري البارز غسان ياسين في رسالته موجهاً الكلام إلى كنانة: “مَنْ قمتِ بتصوير جثثهم على أنهم إرهابيون هم أفراد من عائلتي رأيتُ وجوههم وعرفتهم جميعاً بينهم أخ لي وابن عم وابن خالة”.

ويسأل المعارض ياسين في رسالته: “لا أدري إن كان لديك أطفال وتشعرين بشعور الأمهات؟ لكني سأخبرك بأن أقصى ما تتمناه أمي الآن أن تحصل على بقايا جثة ابنها الشهيد لتلملمها برفق وتضعها في قبر تزوره كل صباح وتسقي الورود من حوله”.

ويتابع قائلاً: “هذا أخي يا كنانة ليس إرهابياً، ولا عصابات مسلحة، أنت تعرفيني وتعلمي أنني لست إرهابياً، ربما إن وصلتكِ كلماتي هذه ستقولين من هذا أنا لا أعرفه؟!”، في إشارة واضحة إلى التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام السوري.

ويقطع ياسين وعداً في رسالته: “سنكنس الإرهاب يا كنانة من شوارع حلب وسوريا كلها تماما كما قلت في تقريرك، وأعدك حينها بأنني لن أطالب بأكثر من محاكمة عادلة بحقكِ، وأظن أن أمي ستقول لك حينها لماذا لم تعطوني أشلاء ابني بسام لأدفنه وأقرأ له الفاتحة كل يوم جمعة وأزور قبره في الأعياد، عليكي أن تجهزي أقوالك أمام القاضي يا كنانة، والأصعب هو أن تجدي حينها جواباً تقولينه لأمي”.

وتظهر في الفيديو مقاطع لقتلى سوريين من الجيش الحر، من ضمنهم أخو غسان وأقرباؤه.

ويقول ياسين في تصريحه لـ”العربية.نت”: “أرسل لي بعض الأصدقاء رابط فيديو مسجل على اليوتيوب وظهر على تلفزيون الدنيا، يظهر فيه أخي الذي استشهد حينها أثناء القصف، مع أقرباء لي، وأكرر وعدي من خلال “العربية” أننا سنحاكم جميع من تلوثت أيديهم بدماء الشعب”.

وخرج ياسين من سوريا في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2011، من خلال تهريبه من منطقة أعزاز الحدودية مع تركيا.

وقال ياسين لـ”العربية.نت” إن هروبه استغرق حوالي 3 أيام مجهدة؛ لأنه تم تعميم نشرة طلب بحقه في جميع المراكز الأمنية، ما صعّب عملية هروبه.

ولياسين 4 أخوة، قُتل اثنان منهم في القصف على ثكنة هنانو، ويعمل آخر في هيئة الإغاثة بأفران حلب لتأمين الخبر، بينما الرابع لايزال يقاتل في صفوف الجيش الحر بعد انشقاقه عن الجيش النظامي.

ويعمل ياسين الآن في منظمة إغاثة ألمانية يطلق عليها “نجدة ناو”، التي تعمل على نشر وإيصال المساعدات إلى السوريين في الداخل والخارج.

منظمات دولية: سوريا الأخطر عالمياً على الصحافيين

شهر سبتمبر سجل رقماً قياسياً في عدد القتلى من الصحافيين بسوريا

واشنطن – محمد زيد مستو

أفادت منظمة حقوقية سورية بأن عدد الضحايا من الصحافيين العاملين في سوريا بلغ مستويات قياسية خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، فيما صنّفت منظمات دولية سوريا ضمن البلدان الأشد خطراً وقمعاً للصحافيين في العالم.

ووثقت رابطة الصحافيين السوريين مقتل 13 صحافياً وناشطاً إعلامياً في شهر سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن خمسة منهم لقوا مصرعهم في دمشق وريفها، في حين قتل أربعة آخرون في دير الزور شرق سوريا، واثنان في حلب التي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام السوري والجيش السوري الحر، وواحد في كل من حماه وحمص وسط البلاد.

وبحسب المنظمة، فإن حصيلة قتلى الثورة السورية من الصحافيين والنشطاء الإعلاميين والصحافيين المواطنين ارتفعت إلى 78 إعلامياً منذ بداية اندلاع الثورة في مارس/آذار العام الماضي.

واعتبرت المنظمة في تقرير لها نشرته، أمس، أن قتل الصحافيين هو سياسة ومنهج يتبعه النظام السوري لمنع نشر أي معلومة وكتم أصوات السوريين التواقين إلى الحرية، والاستمرار في قمعهم وقتلهم. في وقت لاتزال فيه البلاد “ممنوعة من دخول الصحافة العالمية، في ظل ارتكاب مجازر ومذابح بحق أبناء الشعب السوري”، حسب وصفها.

وقال مسعود عكو، رئيس لجنة الحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين، إن النظام السوري يقتل الصحافيين والنشطاء الإعلاميين والصحافيين المواطنين بشكل ممنهج وفق “سياسة إجرامية تهدف إلى كتم المعلومة ومنعها من النشر”. متهماً المجتمع الدولي باستمراره في التزام الصمت تجاه مأساة الشعب السوري.

وأضاف عكو في تصريحه لـ”العربية.نت” أن منظمته تعمل مع شركائها في المنظمات الدولية المختلفة على تحريك دعاوى ضد النظام السوري في مقتل 78 صحافياً وناشطاً إعلامياً.

سوريا “الأخطر على الصحافيين”

ودفع مقتل العشرات من الصحافيين السوريين والأجانب في سوريا خلال العامين الأخيرين لجنة حماية الصحافيين الدولية ومقرّها نيويورك، إلى اعتبار سوريا أخطر مكان في العالم على الصحافيين، حسب ما أظهرته أبحاث المنظمة.

وكانت اللجنة قد وثقت تصاعداً في المخاطر التي تواجه الصحافة في سوريا خلال الأسابيع الخمسة الماضية، بما في ذلك اختفاء ثلاثة صحافيين أجانب.

وفيما أعربت منظمة “مراسلون بلا حدود”، ومقرّها باريس، خلال الشهر الماضي عن تساؤلها فيما إذا كان الصحافيون الأجانب أهدافاً للقوى الأمنية السورية، أبدت قلقاً بالغاً إزاء مصير الصحافيين الأجانب الثلاثة كنيت أونال وبشار فهمي القدومي من قناة الحرّة والصحافي الأمريكي المستقل أوستن تايس، التي رجّحت تقارير اعتقالهم من قبل المخابرات السورية.

ولقي العديد من الصحافيين السوريين والأجانب، بينهم فرنسيون وأمريكيون ويابانيون وعراقيون، مصرعهم خلال تغطيتهم للأحداث الدائرة في سوريا منذ مارس العام الماضي، في وقت تتهم فيه السلطات السورية باستهداف جميع الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي المستقل والمناهض للنظام، بمن فيهم صحافيون يعملون في مؤسسات حكومية أبدوا معارضتهم للنظام.

وفي حين تصنّف “مراسلون بلا حدود” الرئيس السوري بشار الأسد منذ سنوات ضمن من تطلق عليهم المنظمة “صيادي الحرية”، أشارت في تقريرها السنوي الأخير حول حريات الصحافة في العالم إلى أن سوريا انتقلت من المرتبة السابعة عام 2010 إلى المرتبة الثالثة عالمياً، ضمن الدول الأكثر قمعاً للحريات في العالم.

النظام السوري يحوّل ملفات معتقلين لمحكمة بلا مقر

وضع المعتقلين معلق دون مرجع قضائي يحاكمهم أو يخلي سبيلهم

دمشق – جفرا بهاء

بدأت محاكم الجنايات العسكرية السورية تحول ملفات المحالين أمامها من المعتقلين إلى محكمة الإرهاب، بحسب المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.

وأكد المحامي البني أن عدة قرارات صدرت في هذا الشأن كان آخرها اليوم، حيث تخلت محكمة الجنايات العسكرية عن الدعوى بحق سامر حمود، من منطقة الكسوة إلى محكمة الإرهاب.

ربما تكون إحالة ملف من محكمة إلى أخرى أمراً عادياً وقانونياً، ولكن هذه الإحالات تبدو أبعد ما يمكن عن المنطق، وذلك لأن مقر محكمة الإرهاب لم يجهز ولم تبدأ المحكمة بممارسة عملها.

وبحسب المحامي البني فإنه “سبق أن عاد عدد من الملفات المحالة إلى مرجعها بسبب عدم بدء عمل محكمة الإرهاب المحدثة. مما يجعل وضع الموقوفين معلقاً دون مرجع قضائي يحاكمهم أو يخلي سبيلهم”.

الالتفاف على القانون، وتقزيم المطالب، تبدو أولى أولويات النظام السوري، إذ إنه وبحسب رأي البني المتابع لقضايا معتقلي الرأي والنشطاء السياسيين فإن سياسة النظام السوري تعتمد على تقزيم المطالب، فعندما كان يعتقل أحد النشطاء كان الجميع يطالب بإطلاق سراحه. فيقوم النظام بتأخير إحالته للمحكمة، فتصبح المطالبة بإحالته للمحكمة. فيحال إلى محكمة استثنائية فتصبح المطالبة بإحالته لمحكمة عادية, فيساء معاملته بالسجن فتصبح المطالبة تحسين وضعه بالسجن.

سلسلة لا تنتهي من الركض وراء قوانين لا يعمل بها أحد، على أمل أن ينسى أولئك الناس مطالبهم.

45 دقيقة من الموت في جورة الشياح بحمص

العربية.نت

ما سنسرده الآن ليس محض خيال، أو توصيفاً لمشاعر أو عواطف، وإنما هو تفاصيل حياة يومية يعيشها السوريون بشكل عام والحمصيون بشكل خاص..

حكايات بلسان أبطالها، وبلغتهم هم، وإن كانت كلها تحرك المشاعر فإن الـ45 دقيقة التي عاشها ذلك الشاب بين الموت والموت تبدو وكأنها ساعات، وعندما سار في جورة الشياح بحمص كان يعرف أن السير لن يكون في الشارع بل عبر البيوت “من خلال فتحات في الجدران، أصوات قذائف الدبابات قريبة للغاية وأسقف البناء الذي تسير فيه تسقط وتخر جدرانها”.

في جورة الشياح تسمع بوضوح أصوات تحليق الطيران وقذائف الهاون من عيارات ثقيلة وصواريخ تنسف الطوابق العلوية، في أبراج جورة الشياح الضخمة “تتسارع دقات القلب حتى تكاد تشعر أنه سيقف وإن لم يقف خوفاً ورهبةً سيقف بعد أن تسقط عليك قذيفة أو صاروخ أو جدار أو سقف، وتظهر كل مشاهد الحياة أمام عينيك للحظة ثم تقطعها قذيفة عابرة أو جدار ينهار، تتوقف للحظات في مكان آمن لالتقاط أنفاسك ثم تعاود المغامرة من جديد”.

السير في أي حي من أحياء حمص هو مغامرة بحد ذاتها، وبحسب الشاب: “أحياناً تدخل إلى منزل تجد فيه شباباً مرابطين، منهم من يحرس مدخلاً، ومنهم من يغط في نوم عميق، في طريقك عبر المنازل غرف نوم وجلوس وصالونات ومطابخ تمر عليها، أشياء مدمرة بالكامل ودمرت معها ذكريات جيل كامل من البشر، في أحد المنازل أشاهد ذلك الدكان الذي طالما اشتريت منه أشيائي ثم أمضي في الطريق مدركاً أن احتمال العودة إلى حيث كنت قليلة للغاية، وأخيراً وصلت إلى المكان الذي كنا نقصده، أنهي ما جئت من أجله سريعاً وبعد أقل من ربع ساعة على وصولي أحسستها أياماً نعود من حيث جئنا على الرغم من قلة تركيزي أمام هول ما أسمع وأرى.

لاحظت تغيراً في بعض ممرات الطريق الذي يرشدنا إليه الشباب المرابطون أسأل مرشدي عن السبب، فيخبرني أن الطريق الذي سلكناه أغلقه ركام سقف أو جدار، وأمامنا تمضي مجموعة من الشباب يحملون أحد الشباب المصابين.

ويتابع “عندما أصل إلى المنزل الذي يطل على دكان مشترياتي أحاول أن أملأ عيني منه مرة أخرى ربما تكون الأخيرة، لا أجد إلا ركاماً وبقايا.. أنفض رأسي وأشك في أنني شاهدته في طريق الذهاب، أصل إلى النقطة التي بدأت منها لأعود إلى حي الخالدية بعد خمسة وأربعين دقيقة من الموت”.

أبوحامد رجل في عقده الرابع يسعف الجرحى، ويجلب الطعام للمرضى ويلبي حوائج المحتاجين، أسعف جاره إلى أقرب مستشفى ميداني، وما إن عاد إلى بيته حتى وجد منزله يشتعل بعد أن تهدم جزء كبير منه، ولم يبقَ صغير في بيته أو كبير حتى أكله الحريق.

انضم أبوحاتم إلى منزل جاره الشاب الذي أسعفه ونشأت بينهما علاقة طيبة تعدت علاقة الجار بجاره، وبعد أكثر من شهرين بقليل أراد أبوحامد الخروج للسعي وراء خدمة بعض الجرحى لكن صديقه الشاب أصر على الخروج بدلاً منه، وبعد ساعة استبطأه أبوحامد فخرج باحثاً عنه ليجده غارقاً في دمائه مرمياً في وسط الطريق بعد أن أصابه قناص، ثم عاد ليجد البيت الذي كانا يسكناه مهدماً مدمراً.

أبوحامد لم يجد في الأيام التي تلت وفاة صديقه إلا الصبر والصمود على الرغم من الحزن الشديد الذي ظهر جلياً على وجهه وتعامله وتعابيره، ولا يزال أبوحامد يخدم الناس ويعيش في مسجد الحي.

98 قتيلا سوريا وقصف محمية في الرقة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 98 شخصا في سوريا الثلاثاء برصاص قوات الأمن، بينما قصفت الطائرات السورية المقاتلة عدة مناطق بالقرب من المحمية الطبيعية في ريف مدينة الطبقة بمحافظة الرقة، وفقا لمصادر معارضة سورية.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 39 شخصا قتلوا في دمشق وريفها، و22 بدرعا، 19 في حلب.

وأضافت الشبكة أن 10 لقوا حتفهم في محافظة حمص، و4 في حماه، و2 بإدلب، و1 في كل من دير الزور والقنيطرة.

وفي السياق ذاته، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش الحكومي في منطقة مخيم اليرموك بدمشق، فيما شن الطيران المروحي عملية قصف على مدينة الحفة بريف اللاذقية.

وفي دير بعلبة بحمص أعلن الجيش السوري الحر انسحابه من الحي، ووصف الأمر بأنه “انسحاب تكتيكي” خشية استهداف المدنيين من قبل الجيش الحكومي.

وفي محافظة إدلب، تعرضت مدينة سراقب لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وفي مدينة دير الزور، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في حي الموظفين، وسمع دوي انفجارات تهز المنطقة.

وقالت مصادر المعارضة في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” الثلاثاء إن مدينة حلب وحدها شهدت مقتل 150 شخصا على الأقل خلال يومين، مشيرة إلى أن القوات الحكومية تستهدف جميع المناطق في المدينة.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أفادت في وقت سابق الثلاثاء بأن 13 شخصا على الأقل قتلوا في دمشق وريفها و9 في درعا و5 في حلب و2 في إدلب وواحدا في كل من حماة والرقة.

وفي الزبداني بريف دمشق، قصفت القوات الحكومية المدينة لليوم الثالث والتسعين، حيث سقطت أكثر من 100 قذيفة على المدينة منذ ساعات الصباح الباكر، وأصيب جراء القصف 7 أشخاص على الأقل، منهم اثنان حالتهم خطيرة.

ووفقا لمصادر المعارضة، فقد “حرر” الجيش الحر ما وصفته بأنه أكبر حاجز عسكري في قرية الزراعة بريف مدينة القصير.

وأضافت أن عشرات الأسر والعائلات نزحت من مدينة دوما بريف دمشق الثلاثاء جراء استمرار العملية العسكرية على المدينة والتهديدات باقتحامها، بينما أخليت أحياء بكاملها، مثل حي بتوانة الذي يغلب عليه الطابع السكني العشوائي، بسبب استهدافه بالدبابات مباشرة.

يشار إلى أن 192 شخصا قتلوا في سوريا الاثنين، بينهم 30 على الأقل قضوا في مجزرة في بلدة سلقين في ريف إدلب و27 أخرون في مدينة حرستا، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وذكرت مصادر المعارضة أن 18 جنديا نظاميا قتلوا، وأصيب 30 آخرون على الأقل في كمين بمدينة حمص، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

استمرار المعارك في سوريا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة

ذكر طرفا النزاع في سوريا أن اشتباكات عنيفة تصاعدت في عدة أجزاء من البلد إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن11 شخصا على الاقل قتلوا في سوريا فجر الثلاثاء في قصف وهجمات ولا سيما في ريف دمشق في حين تواصلت في حلب الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

بينما قال التلفزيون السوري إن قوات الأمن السورية دمرت ما تطلق عليه “أوكارا إرهابية وصادرت أسلحة وذخيرة”. وذكرت وسائل إعلامية حكومية أن عدة متمردين قتلوا بمن فيهم تونسي.

وأفادت تقارير أن ضحايا مدنيين سقطوا في مدينة سلقين شمال غربي سوريا التي تعرضت لقصف من دبابات ومدفعية سورية، إضافة إلى متفجرات ألقيت عليها من طائرات هيلوكبتر نظامية.

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها قتيلان إثر القصف الذي تعرضت له فجر الثلاثاء.

كما قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي بدوما إثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة”.

واضاف المرصد أن مدينة الزبداني في المحافظة نفسها “تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ اشهر”.

واضاف ان القصف شمل ايضا بلدات اخرى في ريف العاصمة واسفر عن سقوط العديد من الجرحى، من دون ان يحدد عددهم.

واوضح ان القصف استهدف خصوصا اضافة الى مدينة دوما بلدتي سقبا وحوش عرب كما هزت انفجارات عنيفة بلدة القطيفة بريف دمشق ووردت انباء عن اصابات في صفوف المدنيين.

كذلك “تعرضت بلدة ببيلا لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى كما قامت القوات النظامية المتمركزة في مدينة معضمية الشام باطلاق النار عشوائيا مما ادى الى اصابات في صفوف المدنيين”.

وقال المرصد أن”اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في احياء القدم والعسالي بالعاصمة ترافقت مع قصف عنيف ادى لسقوط جرحى وتهدم بعض المنازل”.

أما في حلب، “فتدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في اطراف حيي العرقوب وسليمان الحلبي كما تتعرض احياء الشيخ خضر والصاخور والشيخ فارس للقضف من قبل القوات النظامية السورية”.

واكد المرصد “سقوط عدد من الجرحى في قصف عنيف من قبل القوات النظامية على حي مساكن هنانو”.

و”تعرضت مدن وبلدات تلبيسة وحوش حجو وابل لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى”، كما “تعرضت قرية السعن في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى”.

وتابع المرصد انه في جنوب البلاد في محافظة درعا تعرضت بلدات محجة حوران وتسيل والغارية الغربية وام الميادن وجلبين ومنطقة وادي اليرموك “لقصف عنيف من قبل القوات النظامية”، مشيرا الى ان القصف اسفر عن قتيل واحد على الاقل وعدد من الجرحى.

وفي محافظة دير الزور بشرق سوريا “تعرض حي المطار لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى” وكذلك “تعرض حي العمال والحميدية لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط جرحى”.

اما في ريف دير الزور فقد تعرضت مدينة موحسن لقصف من قبل القوات النظامية.

وفي محافظة ادلب بالشمال الغربي لسوريا “تعرضت مدينة معرة النعمان لقصف من قبل القوات النظامية ادى لسقوط عدد من الجرحى كما قتل رجل من قرية معراتا نتيجة القصف الذي تعرضت له القرية ورجل اخر من قرية معرشمارين قتل نتيجة القصف الذي تعرضت له قرية الدير الشرقي”.

قال التلفزيون الحكومي إن قوات الأمن السورية “”طهرت أوكارا إرهابية وصادرت أسلحة وذخيرة”.”

ومن جهة أخرى، وجهت ايران الاثنين تحذيرا ضمنيا لحليفتها سوريا من ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية سيؤدي الى خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل.

وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ردا على سؤال بشان احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، انه “اذا ما تحققت هذه الفرضية … سيكون ذلك نهاية كل شيء”.

واضاف “اذا ما قام اي بلد، بما في ذلك ايران باستخدام اسلحة دمار شامل ستكون نهاية صلاحية شرعية…هذه الحكومة”.

وشدد صالحي خلال مشاركته في حلقة حوار نظمها مجلس العلاقات الخارجية الاميركي للدراسات على ان “اسلحة الدمار الشامل….امر لا يمكن القبول به بتاتا”.

وحذر عدد من المسؤولين الغربيين دمشق من محاولة استخدام ترسانتها من الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة او من خطر وصول هذه الاسلحة الى مجموعات متشددة.

واقرت دمشق للمرة الاولى نهاية تموز/يوليو بامتلاكها اسلحة كيميائية وهددت باستخدامها في حال حصول تدخل عسكري غربي لكن ليس ضد شعبها. ووصفت واشنطن حينها هذا الاحتمال بانه “خط احمر”.

لاجئون

وعلى صعيد آخر، استخدمت قوات الامن الاردنية ليل الاثنين الثلاثاء في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الأردن الغازات المسيلة للدموع لفض تحرك احتجاجي تحول الى اعمال شغب اوقعت اصابات في صفوف اللاجئين ورجال الأمن، كما افادت مصادر متطابقة.

وقال الشيخ زايد حماد، رئيس جمعية الكتاب والسنة التي تقدم مساعدات لعشرات آلاف اللاجئين السوريين في المملكة، لوكالة فرانس برس ان “قوات الدرك استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين اثاروا شغبا في مخيم الزعتري.

واضاف ان “حوالى 500 لاجىء شاركوا باعمال الشغب واحتكوا برجال الأمن ما اوقع عشرات الاصابات بينهم وبين رجال الأمن”، مشيرا الى ان “مثيري الشغب احرقوا مستشفى ميدانيا وخياما وحطموا سيارات اسعاف كانت موجودة لخدمتهم”.

لكن حماد رأى ان “هناك فئة مندسة تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بين اللاجئين في المخيم تسعى لضرب العمل الاغاثي داخله عبر استغلال اي حجة بين حين وآخر”.

BBC © 2012

صحيفة: الاسد يأمر بارسال 30 الف جندي الى حلب

بيروت (رويترز) – قالت صحيفة الديار اللبنانية المؤيدة لسوريا يوم الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الاسد أعطى الاوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين الف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال الى مدينة حلب على الحدود مع تركيا لقتال مسلحي المعارضة.

وفي نبأ خاص قالت الديار ان الاسد توجه الى اكبر مدينة في سوريا فجرا للاشراف على المعركة المحتدمة بين قواته ومقاتلي المعارضة الذين تدفقوا على المدينة في يوليو تموز الماضي.

وقالت الديار إنه عقب ابلاغ الاسد بتردي الاوضاع في حلب قرر ترك قصر الشعب والسفر الى حلب لتفقد المعركة ميدانيا عند الرابعة فجرا “واكتشف ان المعركة صعبة”.

أضافت الصحيفة “وعند الظهر اعطى الرئيس الاسد الاوامر للفرق 5و6 وهم نخب مغاوير وليسوا وحدات خاصة يقدر عددهم بثلاثين الف جندي و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال من حماة الى حلب والهجوم من جهة الحدود التركية اي احتلال ريف حلب من جهة تركيا”

ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من التقرير. وقال موظف في جريدة الديار المعروفة بمواقفها المؤيدة للاسد لرويترز ان لدى الجريدة مراسلين في المدينة.

وقالت الصحيفة إن الاسد لا يزال في حلب وان الزيارة جاءت بعد ورود تقارير الى رئاسة الاركان السورية تفيد بان الوضع صعب في المدينة خاصة بعد احتراق الاسواق القديمة فيها.

ويقول نشطاء المعارضة ان 30 الف شخص قتلوا خلال 18 شهرا من الحرب التي بدأت على شكل انتفاضة مدنية وما لبثت ان تحولت الى مواجهات مسلحة استخدمت فيها معظم انواع الاسلحة بما فيها الطائرات الحربية.

وخلال فترة طويلة من الثورة استطاع الاسد احكام السيطرة على حلب التي تعد مركزا اقتصاديا وتجاريا في البلاد وحيث العديد من التجار الاثرياء والاقليات يخشون من عدم الاستقرار ويفضلون البقاء على الحياد.

ويعود الاسد الى المدينة المقسمة الى قسمين حيث المقاتلون في الشرق وقواته وثكناته في الغرب.

وتصف السلطات السورية الانتفاضة على انها مؤامرة مدعومة من الخارج وقالت الديار ان الرئيس الاسد “اتصل باحد المسؤولين في العالم وقال له ان هناك 5000 عنصر يقومون بتفجير انفسهم بالجيش السوري بشكل منتشر في كل مكان وقال له ان 5000 انتحاري هم من الاجانب وليسوا سوريين”

وقالت الصحيفة ان “الاسد اعطى أوامره بوجوب تطهير حلب قبل الفجر وان الرئيس الاسد موجود بصورة سرية في حلب ويقود المعارك شخصيا والى جانبه اركانه”

اضافت “يمكن القول ان المعركة ستكون قوية الليلة لان المعارضة تسيطر على شواورع حلب القديمة وعلى ابنية من حجارة سميكة وتنتشر المعارضة في الساحة الداخلية لحلب”

ومضت الصحيفة تقول “ويبدو ان الرئيس الاسد لا يريد العودة الى قصر الشعب قبل انهاء معركة حلب وريف حلب ويقول عسكريون سوريون برتب عالية انه تم تحضير استدعاء الفرقة الثامنة والعاشرة من ادلب ودير الزور لحسم معركة حلب وان الفرقتين قادرتان خلال 24 ساعة بالوصول الى المدينة اضافة الى نقل اكثر من 5000 جندي من المغاوير بواسطة الطوافات الى محيط حلب لتطويق المعارضة المسلحة”

(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى