أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 12 شياط 2013

 

محاولة لاغتيال قادة «المجلس الوطني» بتفجير على الحدود مع تركيا

الدوحة – محمد المكي أحمد

دمشق، بيروت، انقرة – ا ف ب، ا ب، رويترز – علمت «الحياة» أن جورج صبرا رئيس «المجلس الوطني» السوري ونائب رئيس «الأئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» وأعضاء المكتب التنفيذي في المجلس نجوا أمس من محاولة لاغتيالهم لحظة مرورهم في معبر باب الهوا الى الأراضي السورية، حيث انفجرت سيارة مفخخة قبل دقائق من عبور سياراتهم.

وروى عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني» أحمد رمضان لـ «الحياة» في اتصال هاتفي من داخل الأراضي السورية ما حصل، واكد أن «انفجار باب الهوا استهدف قيادة المجلس الوطني، وأن جميع أعضاء المكتب التنفيذي بخير». وقال «إن محاولة التفجير تمت بسيارة مفخخة مشحونة بانابيب غاز، وانفجرت السيارة قبيل دخولنا المعبر بدقائق، حيث كنا على وشك الاجتماع مع رئاسة الأركان العسكرية للجيش الحر، و كانوا في استقبالنا عند المعبر». وقال: «تأخرنا قليلا في الوصول الى المعبر (بحسب التوقيت المتوقع)، فجرت عملية التفجير قبل وصولنا بعشر دقائق في الساعة الثالثة عصرا بتوقيت سورية».

وأبلغ «الحياة» أن أعضاء المكتب التنفيذي الناجين من الانفجار هم، الى صبرا، عبد الباسط سيدا وفاروق طيفور وعبد الأحد اصطيفو وسالم المطلك وجمال الورد وأحمد رمضان وبشار الحراكي (مسؤول الملف الأمني) ومحمد شرمني مدير مكتب رئيس المجلس الوطني»، وأكد أن مستقبليهم من قيادات الجيش الحر لم يصبهم اي اذى».

وقال رمضان إنه «رغم التفجير الذي تم قبل وصولنا بدقائق لأننا توقفنا قليلا (في استراحة) قبل دخول المعبر، فقد واصلنا سيرنا ودخلنا الأراضي السورية واجتمعنا مع رئاسة الأركان العسكرية (في الجيش الحر) والقادة العسكريين وتعرفنا على احتياجاتهم».

وفيما بلغ عدد القتلى من السوريين الذين كانوا في المعبر لحظة حدوث التفجير سبعة أشخاص، كشف رمضان سبب وجود قيادات «المجلس الوطني» معاً في منطقة معبر باب الهوا، وقال «نحن منذ أربعة ايام أي منذ الثامن وحتى الحادي عشر من الشهر الحالي نواصل جولاتنا داخل سورية ونلتقي ممثلي الكتائب والجيش الحر والقوى الميدانية والطبية وغيرها، وزرنا منطقة اعزاز ومنبج وجرابلس ومناطق أخرى، وهدف الجولة هو تقدير احتياجات الداخل ووضع خطة لتشغيل عدد من المعابر، والآن توجد لدينا خطة جديدة لتشغيل سبعة معابر».

واتهم رمضان النظام السوري بعملية التفجير، وقال: «لا شك أن النظام وراء العملية». واضاف أنه «قبل يومين أيضا حصلت محاولة استهداف (لقادة المجلس الوطني)، لكن تقارير لدينا أدت الى أن نتخذ اجراءات حالت دون العملية التي كانت ستتم في المنطقة نفسها، ونحن الآن داخل سورية». وشدد على أن «كل هذه المحاولات لن تؤثر في اداء المجلس الوطني أو الثورة السورية على الأرض، وسنستكمل عملية التحرير، خاصة في ضوء العمليات النوعية التي تمت سواء في ادلب أو حلب أو الرقة أو دير الزور، والآن يتهاوى النظام ولم يبق منه الا بقايا في منطقة سد الفرات، السيطرة كاملة للثوار الآن».

وعلق رمضان على المبادرة التي طرحها رئيس «الائتلاف الوطني» معاذ الخطيب للحوار مع النظام، فقال: «نعتقد ان النظام كان واضحا مرة أخرى في اجهاض ما ذكر حول هذه المبادرة رغم ملاحظات المجلس الوطني حولها، النظام رفض التعامل معها، وأبقى الباب متجها نحو الصراع العسكري، وهو لا يفهم سوى لغة القوة ولغة الدم».

وكانت وزارة الخارجية التركية اكدت انفجار سيارة مفخخة على بعد نحو اربعين مترا من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، في المنطقة العازلة التي تفصله عن مركز باب الهوا على الحدود السورية. وقالت ان السيارة التي انفجرت كانت متوقفة في مرآب وسط عدد كبير من السيارات والشاحنات. وقال رئيس بلدية بلدة ريحانلي الحدودية حسين سنوردي ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة تحمل لوحة تسجيل سورية. وفي لقطات تلفزيونية وفوتوغرافية للموقع ظهرت عدة سيارات لحقت بها اضرار جسيمة عند الحدود حيث أطاح الانفجار بإحدى بوابات المعبر وأدى الى انهيار جزء من السقف.

من جهة اخرى تمكن مقاتلو المعارضة امس من السيطرة على سد الفرات، في الشمال الشرقي من محافظة الرقة، بعد عدة ايام من المعارك العنيفة مع قوات النظام. وسيسمح لهم ذلك بالتحكم بامدادات الطاقة الكهربائية والمياه الى معظم الاراضي السورية، بما فيها المناطق التي ما تزال خاضعة لسلطة النظام. وكانت المعارضة قد سيطرت في مطلع هذا الشهر على سد البعث الواقع ايضاً على نهر الفرات كما سيطرت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على سد تشرين لتوليد الطاقة الكهربائية والذي يقع قرب بلدة منبج في شمالي محافظة حلب على حدود الرقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين من «جبهة النصرة» وكتيبة «احرار الطبقة» وكتيبة «اويس القرني» سيطروا على سد الفرات ودخلوا الى غرف التحكم قبل ان يتمركزوا على مدخليه «تفاديا لان يقوم النظام بقصف هذا السد الحيوي». وذكر المرصد ان خسارة سد الفرات «هي الهزيمة الاقتصادية الاكبر للنظام السوري منذ بدء الثورة» في منتصف آذار (مارس) 2011. ويسمح هذا السد الذي دشن مطلع عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد في السبعينات من القرن الماضي، بري آلاف الهكتارات، ويحجز خلفه «بحيرة الاسد» التي يقارب حجمها 14,1 بليون متر مكعب.

الى ذلك قتل امس 14 عنصرا على الاقل من المخابرات السورية في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين في احدى مدن محافظة الحسكة في شمال شرق سورية.

وخاضت قوات النظام اشتباكات مع مقاتلي المعارضة امس للسيطرة على حي جوبر المجاور لساحة العباسيين في وسط دمشق.

لودريان: الدوحة حضّتنا على مساعدة المعارضة السورية

الدوحة – رندة تقي الدين

التدخل الفرنسي في مالي والحرب الفرنسية ضد الإرهاب ضاعفا من أهمية اللقاء بوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان صديق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند منذ ٣٠ عام وأقرب الوزراء إليه. وواكبت «الحياة» الوزير الفرنسي في رحلة سريعة قام بها يوم الأحد إلى الدوحة، حيث سلم ولي العهد الشيخ تميم بن حمد رسالة من هولاند. وكان الوزير زار السعودية مؤخراً والتٍقى ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز ونائبه الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز والأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني، ووصف لقاءاته هناك بأنها كانت جيدة وودية. وتحدث لودريان مع «الحياة» و «نيويورك تايمز» و «لوفيغارو»، على الطائرة الفرنسية التي أقلته الى الدوحة، حول المواضيع التي تتعلق بمسؤوليته ومهمته كوزير دفاع.

لودريان نائب عن منطقة البروتاني الفرنسية يصف نفسه كشخص من اصل متواضع جداً، وهو اهتم منذ وقت طويل بالقضايا الدفاعية في لجنة الدفاع البرلمانية. فوجئ يوما في ٢٠٠٧ عندما اتصل به الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي وعرض عليه منصب وزير الدفاع. ويروي لودريان أنه كان لديهما صديق مشترك ولذا كان يعرف ساركوزي جيداً ولكنه لم يتوقع أن يتصل به هاتفياً يوماً. كان في حينها يحضر اجتماعاً في منطقته، وخرج من الاجتماع ليردّ على مكالمة الرئيس. ويروي ضاحكاً: «فوجئت بأحدهم يقول لي: رئيس الجمهورية على الخط، وكنت وسط اجتماع. خرجت لأتحدث معه، وكان بقربي كلب أمام مركز الاجتماع، فراح يزعجني وأنا أكلم ساركوزي. رحت أقول للكلب: ابتعد ابتعد، وأنا على الخط مع ساركوزي، الذي كان يعرض علي وزارة الدفاع . إلا أنني وعدته بالاتصال لاحقاً لأرد على عرضه، وعدت وكلمته معتذراً عن عدم القبول، وهو قال لي إن العرض يبقى قائماً عندما تريد».

وبعد زيارته قطر، قال الوزير لـ «الحياة»: «وضعت ولي العهد القطري في صورة تدخلنا في مالي وأسبابه، وهو تحدث معي حول سورية وأوضاع المعارضة».

وقال:» ان الدروس التي استخلصتها من التدخل العسكري الفرنسي في مالي هي أن لدينا قوات تمتلك سرعة التحرك والتكيف مع الأوضاع وتتمتع برباطة جاش وفاعلية في وضع حساس». وأضاف: «قواتنا العسكرية أظهرت تكيفاً سريعاً على صعيد العسكريين، ليس فقط في المراتب العليا ولكن على صعيد الأقل رتبة، وأظهرت فعالية كبرى وحسن تدريب». وتابع «أن القوات الخاصة وهي تمثل عدداً ضئيلاً في القوات العسكرية لعبت دوراً بالغ الأهمية في حرب مالي». ورداً على سؤال عن نقص تم اختباره في مالي لدى هذه القوات، قال: «قدرة الاستخبارات العسكرية ليست كافية، خصوصاً أنه ينقصنا طائرات درونز للمراقبة، فلدينا 4، و2 تتحركان من نيامي، وهنا أريد أن اشكر واشنطن على التعاون». وقال إنه سيدرس أسباب هذا النقص الذي يعود الى زمن طويل، ولماذا لم تطور الصناعة الفرنسية طائرات الدرونز للمراقبة وهي ليست مقاتلة؟ واشار لودريان الى النقص في القدرة على التزود بالوقود للطائرات الحربية وقدرات النقل»، ولكنه أوضح أنه تمت معالجة المشاكل اللوجستية من دون صعوبة مع الدعم البريطاني والأميركي والإسباني والكندي والألماني.

ويقول عن الرئيس هولاند، الذي وجهت له انتقادات بأنه تنقصه القدرة على اتخاذ القرار: « لقد عرفت هولاند منذ زمن طويل. هو يعرف الى اين يتوجه، وليست لديه مشكلة في أخذ القرار، وهو يعرف دائماً ما هو قراره، ولكنه يقيّم باستمرار موازين القوى التي تتيح له أخذ قراره، وعندما لا يحتاج إلى مثل هذا التقييم يتخذ القرار تلقائياً. وبالنسبة للتدخل في مالي، لم يكن لديه أي تردد. اتخذ القرار عـــشية التدخل يوم الخميس».

وعن مخاوفه من احتمال ضربة عسكرية ضد ايران، يقول: «منذ توليت منصب وزارة الدفاع وكل محادثاتي مع المسؤولين في منطقة الشرق الأوسط وغيرهم تدور حول تساؤلات عن سياسة ايران في المنطقة».

وأضاف: «هناك مخاوف حقيقية إزاء الملف الإيراني لأسباب كثيرة، منها: ماذا ستكون السياسة الأميركية الجديدة في ولاية اوباما، وماذا ستكون السياسة الإسرائيلية، والانتخابات الإيرانية المقبلة في حزيران (يونيو)، وماذا ستكون ردة فعل حزب الله إذا قامت إسرائيل بضربات وقائية على ايران؟».

ورداً على سوال عما إذا كانت إسرائيل ستضرب إيران، أجاب «لا أستبعد أي شيء، لأنني شخصياً أعتقد أن أوباما في ولايته الجديدة لن يقبل أن تصبح ايران قوة نووية، واذا حصل ذلك فانه سيؤدي إلى نتائج كبرى. وأكرر أن هذا رأيي الشخصي».

ونقل عن القطريين قلقهم من النقص في التسلح والقدرات العسكرية للمعارضة العسكرية السورية، وخصوصا القوى العسكرية السورية المعارضة غير المتشددة أو الجهادية، وقال: «لا أرى أي مؤشر في المحادثات التي أجريتها في قطر إلى تواطؤ بين المتشددين من جبهة النصرة وقطر، بل بالعكس، لمست ضرورة دعم المعارضة مع القناعة أنه كلما تأخر الدعم كلما كان لصالح القوى الراديكالية».

وعن إمكان رفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن تزويد المعارضة ببعض السلاح، قال: «هذه المسألة ما زالت مطروحة، وهي ستطرح في ١٨ شباط في الاتحاد الأوروبي، وقد بدأت مناقشتها على الطاولة». وقال: «القطريون مصرّون على ذلك، لكن واشنطن غير مشجعة له».

ورداً على سؤال لـ «الحياة» عما يجري في تونس وعن احتمال تدخل فرنسي، قال: «إن الوضع مختلف جداً عن مالي. ويعود للتونسيين أنفسهم إيجاد مخرج سياسي للوضع».

وحول تهديد امني في ليبيا، قال: «نحن مدركون أن الوضع معقد، وهناك مخاطر من زعزعة استقرار ليبيا، وهناك وزير فرنسي هو مفوض الدفاع ذهب إلى ليبيا لهذه الغاية.

ورفض الإجابة على سوال حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيضع حزب الله على لائحة الإرهاب، لأن الموضوع ليس من ضمن مسؤولياته. وذكّر بأنه قام بزيارة القوات الفرنسية في «اليونيفيل» بجنوب لبنان، ووجد أنها تقوم بعمل جيد بالتعاون مع الجيش اللبناني.. وعما إذا كان يخشى تداعيات الحرب في سورية على أمن اليونفيل ولبنان، قال إن المخاطر موجودة في شمال لبنان، ولكن المخاطر من إيران تبقى قائمة في الجنوب.

“المرصد السوري”: مجموعة مسلحة تحطم تمثال أبي العلاء المعري في مسقط رأسه بإدلب

بيروت – “الحياة”

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “مجموعة مسلحة في مدينة معرة النعمان بمحافظة ادلب أقدمت على قطع رأس النصب التذكاري للشاعر والفيلسوف والأديب العربي أبو العلاء المعري”.

ولفت البيان المرفق بصورة للتمثال والذي تلقت “الحياة” نسخة منه، إلى أن أبي العلاء “ولد في معرة النعمان بتاريخ 973 م – وتوفي 1057 م في عصر الخلافة العباسية واشتهر بآرائه واشعاره وفلسفته المثيرة للجدل”.

وعلق ناشطون سوريون على صفحتهم على الفايسبوك التي تحمل اسم “الشباب السوري الثائر” على ما جرى عبر نشر صورة للافتة تقرأ: “همجيتكم لن تحطّم فلسفة المعرّي فـهـي الـبـاقـيـة وأنـتـم الـزائــلـون… الــفــكــر لا يــمــوت/دمشق، صباح الثلاثاء 12 شباط 2013”.

وفي هذا السياق نشر ناشطو صفحة ” The Arab Critic الناقد العربي” على الفاسبوك، صورة تظهر التمثال النصفي للتمثل قبل قطع رأسه وبعده، متهمين “ميليشيات جبهة النصرة” بقطع رأس التمثال

مياه سوريا وكهرباؤها في قبضة “جبهة النصرة

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

في ضربة قوية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، سيطر مقاتلون من “جبهة النصرة” الاسلامية المتشددة على سد الفرات في محافظة الرقة، الامر الذي يجعل المعارضة تتحكم بالمصدر الرئيسي للمياه والكهرباء لمعظم انحاء البلاد، فيما سيطرت المعارضة المسلحة على ثالث حاجز للجيش النظامي في حي جوبر بدمشق الذي يتصل بساحة العباسيين بوسط العاصمة. وانفجرت سيارة  مفخخة على معبر باب الهوى مع تركيا، فقتل 13 شخصاً بينهم اتراك وسوريون. وعن المكاسب التي تحققها المعارضة، قال الاسد لدى استقباله وفداً نقابياً اردنياً ان سوريا لن تقدم تنازلات مهما اشتدت الضغوط عليها. كما استقبل الاسد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي غداة مراسم تنصيبه. (راجع العرب والعالم)

 وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في خطاب القاه في انقرة: “خسرنا ويا للاسف 13 شخصا، ثلاثة منهم اتراك، والاخرون سوريون”. واضاف ان 27 شخصا اصيبوا بجروح بالغة في انفجار السيارة المفخخة على معبر باب الهوى مع سوريا. ورأى ان “هذا الحادث يؤكد كم كنا على حق في ان نتنبه ان للارهاب وللنزاع في سوريا. ولن نقدم اي تنازل حول اي من هذين الموضوعين”.

 وامتنع احد نواب رئيس الوزراء بولنت ارينج عن الادلاء بتفاصيل عن ظروف الانفجار وقال في الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء ان “كل الفرضيات مطروحة”. واكتفى بان “الانفجار اصاب اوتوبيساً صغيراً يحمل لوحة تسجيل سورية وكان آتيا  من سوريا”.

 وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية  ان هذا الانفجار نجم عن سيارة تحمل لوحة تسجيل سورية، مشيراً الى احتمال ان يكون نتيجة اعتداء بسيارة مفخخة. وأضاف: “هناك احتمال بنسبة 51 في المئة ان يكون هذا الانفجار هجوما ارهابيا”.

واستنادا الى الشهادات الاولية، كانت السيارة التي انفجرت متوقفة على مسافة نحو 40 مترا من المركز الحدودي في جيلوزه اوغلو، في المنطقة العازلة التي تفصله عن مركز باب الهوا الحدودي السوري.

وأفاد الرئيس السابق لـ”المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا  المعارض ان التفجير تزامن مع موعد مقرر لعبور موكب وفد من المجلس كان متجها للاجتماع مع قادة عسكريين معارضين في سوريا. وقال: “كان لدينا اجتماع في الداخل مع قيادة الاركان المشتركة” لقوات المعارضة. واضاف: “ساعة وقوع الانفجار كان من المفترض ان نكون هناك”، في اشارة الى النقطة الحدودية.  واستدرك قائلاً: و”لكن لاسباب تتعلق بالعمل تأخرنا عن الموعد وكان الانفجار قبل وصولنا، لكننا تابعنا طريقنا والتقينا القيادة في الداخل”.

    الخطيب

 وفي القاهرة اجتمع رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وصرح بعد الاجتماع بإن حكومة الأسد لم ترد على مبادرته لمناقشة نقل السلطة.  وقال: “النظام لم يعط جوابا واضحا حتى الآن أنه يقبل بالرحيل توفيرا للدماء والخراب … لم يحصل ترتيب أي لقاء ولم يحصل أي اتصال رسمي حتى الآن مع أي طرف”.

 وعندما سئل عن السبب الذي يجعل عرضه قائما على رغم انقضاء المهلة، أجاب أنه لا يزال ينتظر رد الحكومة ثم بعد ذلك سيدرس الوضع. وأضاف: “عرضنا المبادرة التفاوضية ليس ضعفا وإنما من باب مد اليد لرفع المعاناة عن الشعب السوري”.

 وشهدت القاهرة ايضا اجتماعا بين رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.

 ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط “أ ش أ المصرية عن حجا  بانه “ما من حل للأزمة السورية إلا برحيل بشار الأسد”. وقال إن المعارضة السورية تسعى الى احتلال مقعد سوريا في الجامعة العربية.  واوضح مصدر في الجامعة إن هذه ستبحث في هذا الطلب مع الاعضاء الاخرين.

دمشق

  في المقابل، أبدى وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية أوردها موقعها على الإنترنت، استعداده لإجراء محادثات مع الخطيب بعد المبادرة التي طرحها لفتح حوار مع النظام.

 وقال: “أنا على استعداد للقاء الخطيب في أية مدينة أجنبية استطيع زيارتها من أجل مناقشة الإستعدادات لإجراء حوار وطني… وإجراء منافسة حقيقية لانتخاب برلمان متعدد الحزب وللرئاسة حين تنتهي ولاية الرئيس بشار الأسد العام المقبل”.  وأشار إلى أنه مثل وزراء الحكومة السورية “ممنوع من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بموجب العقوبات التي فرضها على نظام الرئيس الأسد”، لكنه رشّح مدينة جنيف السويسرية مكاناً محتملاً لاستضافة محادثات تمهيدية بينه وبين الخطيب.

 واضاف: “هناك متشددون من الجانبين، لكن 80% من كل طرف يدرك الآن أن الانتصار العسكري غير ممكن، وأنا على اتصال عبر الهاتف مع بعض قادة الجيش السوري الحر وكانوا يرددون أنهم سيكونون في دمشق في غضون أيام، لكنهم يقولون اليوم إنهم وجدوا أن المجتمع الدولي يلعب معهم ويعمل لمصالحه الخاصة فقط مما جعلهم يدركون أنهم لا يستطيعون هزيمة الجيش السوري”.

 واتهم الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي، بأنه “لم يكن مستقيماً خلال المناقشات التي اجراها في سوريا، حيث رأى أن الوقت مبكر قليلاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية لاعتقاده أن هذه الخطوة غير ممكنة بسبب وجود فصائل كثيرة في المعارضة في المنفى غير مستعدة بعد للمشاركة فيها … لسوء الحظ سمعنا شيئاً آخر من الإبرهيمي بعدما غادر سوريا، وكانت هناك تناقضات في تصريحاته اضعفت موقفه من أن يكون على مسافة واحدة من جميع السوريين، ونحن نرى أن مهمته فشلت تماماً ويتعين عليه استعادة موقعه السابق”.

ثورة سوريا امام خطر جديد: التسليح الاميركي

مازن السيّد

 الضباب المحيط بالتوجه الأميركي في سوريا بدأ ينقشع جدياً. ولاية باراك اوباما الثانية بدأت بالفعل، وعنوان “تسليح المعارضة السورية” بدأ يكتسب زخماً واضحاً في خطابات الإدارة الأميركية، المباشر منها كما غير المباشر.

فعندما تنشر صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً مطولاً حول تشكيل ايران لميليشيا ضخمة في سوريا لحماية مصالحها في حال سقوط النظام، ملمحةً إلى سيناريو تقسيم البلاد، بعد ساعات قليلة من حديث قائد الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي عن أن تسليح المعارضة سيجنب سوريا “فشل الدولة والمؤسسات”، لا يكون هناك بدٌ من استشراف خطوة أميركية في اتجاه التسليح.

 تصريحات معاذ الخطيب بدت أيضاً أكثر ثقةً من المعهود، في اقتراحه مفاوضة النظام شمالي سوريا كرد على الدعوات النظامية ل”الحوار” داخل البلاد، وفي تأكيده على استمرار الثورة حتى سقوط النظام، دون أن يغلق باب مبادرته التفاوضية، نافياً وجود خلافات حقيقية في صفوف المعارضة.

 وفي أول تصريح رسمي له بعد جلسة الكونغرس الخميس الماضي التي قال فيها إن اوباما صدّ طرحاً من أركان الإدارة بتسليح المعارضة السورية العام الماضي، قال ديمبسي إن هذا الطرح كان “مفهومياً، ولم يتجسد في خطة عملية”، لكنه رأى أن تسليح المعارضة من شأنه أن يخفف من الآثار السلبية للنزاع، وأن تتجنب سوريا “فشل الدولة وانهيار المؤسسات”، مؤكداً أن الأسلحة الكيميائية لا زالت “مؤمّنة”.

 من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن إيران تساند مليشيات قوامها 50 ألف مقاتل داخل سوريا حاليا، و”إن هذه عملية كبيرة والهدف المباشر هو دعم النظام السوري إلا أن الأهم بالنسبة لإيران هو الحصول على قوة داخل سوريا تكون موضع ثقة ويمكن الاعتماد عليها في ما بعد”.

 وذكرت الصحيفة أن تفكك سوريا يثير قلق الإدارة الأميركية، في ظل عدم وجود أفق الحسم العسكري لأي من الطرفين المتنازعين.

وقدّمت الصحيفة الأميركية المعروفة بقربها من أوساط الاستخبارات آراء خبراء قالوا إنه من المرجح في حال تصدّع النظام، أن يعمد إلى إنشاء ملاذ ساحلي بدعم ايراني، ويردّد الحديث هذا عن تقسيم سوريا ما كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد لمّح إليه الأسبوع الماضي خلال تصريحات اعتبر فيها أن خطر التفكيك محدق.

أما الخطيب فطلب بعد محادثاته في القاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، من النظام السوري أن يتفهّم ولمرة واحدة معاناة الشعب السوري ويرحل تجنباً لإراقة مزيد من الدماء. وأضاف “إننا لا نريد الحرب، ولكن ليس لدينا مانع في أن نفنى جميعا حتى نحصل على الحرية، وكل الخيارات مفتوحة أمام الشعب السوري طالما استمرت معاناته”.

 وعن مبادرته قال الخطيب إن الشعب هو من يقرر مصيرها، معتبراً أن النظام لم يعط أي جواب رسمي حتى الآن على هذه المبادرة. وتابع قائلاً إن النظام “أعطى رسالة سلبية جدا إلى الداخل والخارج”. وناور الخطيب بما لا يخلو من السخرية، داعياً النظام إلى التفاوض “في الأراضي المحررة شمالي سوريا”.

 لن تدخل أميركا خطّ التسليح تحت شعار دعم ثورة لم تشر إليها بالإسم منذ انطلاقها، لكنها إن اتخذت قرارها في هذا الاتجاه كما يبدو، فسيكون العنوان “إنقاذ الدولة” من الانهيار و”منع تفكك المؤسسات”. تسليح أعداء “البعث” سيكون باسم الحؤول دون تكرار تجربة “اجتثاث البعث”.

خطر “المجاعة” في سوريا

سلام السعدي

 تعيش أعداد هائلة من السوريين حالة نزوح مديدة ومستمرة عن مدنها وقراها، فيما يفضل آخرون البقاء في بيئة محفوفة بالمخاطر، لا تتوافر فيها أدنى شروط الحياة، على الهروب إلى المجهول. وهؤلاء جميعاً يشكلون اليوم كتلة ضخمة من البشر تتضخم على نحو متواصل، ويتهددها خطر حقيقي: “المجاعة”.

هكذا دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، معلنة أن نحو ثلاثة ملايين شخص في حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية وزراعية. كذا، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن الأمن الغذائي للعديد من السوريين بات يتدهور بشكل سريع مع إرتفاع حدة النزاع وإتساع نطاقه ليشمل المزيد من المناطق. إذ غدا “نقص الخبز أمراً مألوفاً مع وجود طوابير طويلة أمام المخابز، وذلك بفعل نقص الوقود والدمار الذي لحق ببعض المخابز، فضلاً عن ارتفاع الطلب من جرّاء موجات الوصول الجديدة للأشخاص النازحين داخلياً”.

فعلى مدار أشهر الثورة، أحرقت السلطات السورية دونمات شاسعة من الأراضي والمحاصيل الزراعية التي شكلت ملاذاً لمقاتلي المعارضة، فضلاً عن أنها إتخذت من سياسة حرق المحاصيل وقتل الماشية والأبقار وسيلة عقاب جماعي لبيئات معينة شكلت الحاضنة الشعبية للثورة وللمقاتلين. لذا فإن الكارثة الغذائية أطلت برأسها من الريف السوري المنخرط من رأسه حتى أخمص قدميه في عمليات الثورة ونشاطاتها. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود نحو 375,000 أسرة ريفية في حاجة إلى مساعدات عاجلة على مدى الأشهر القادمة، وأن هناك أعداداً كبيرة من الناس في المناطق الريفية قد فقدوا بشكل كلي أو جزئي مورد رزقهم وأعمالهم التجارية القائمة على الأصول الزراعية والثروة الحيوانية.

وفي المناطق الزراعية التي لم تتضرر أو التي تضررت بشكل جزئي، فقد أدى النقص الحاد في مادة المازوت الى جانب إرتفاع أسعارها بشكل كبير، الى إنخفاض معدلات أرباح المزارعين إلى مستويات غير مجدية للاستثمار الزراعي. من هنا، أحجم بعضهم عن زراعة الأراضي، فيما لم يتمكن آخرون من تشغيل مضخات ري المحاصيل الزراعية بسبب انعدام الوقود اللازم. وهكذا قام عدد من المزارعين بتضمين حقولهم كمراعِ للمواشي، وشملت هذه الحقول مواد غذائية أساسية وإستراتيجية مثل القمح الذي تعتمد زراعته بشكل أساسي على الري، فبلغ التراجع في إنتاجه لهذا العام وفقاً لأرقام رسمية نحو 40%.

الى ذلك، دمّرت العمليات العسكرية العديد من منشآت الصناعات الغذائية، مؤدية إلى إنخفاض الإنتاج إلى مستويات دنيا، ما أدّى إلى إرتفاع حاد في أسعار السلع والى عجز السوريين ذوي الدخل المحدود عن الوصول إليها. وفي الاطار عينه، أدى توقف عدد من المنشآت الصناعية والتجارية عن العمل إلى موجات كبرى من تسريح العمال. إذ تقدر البطالة الناجمة عن الأحداث الأخيرة بنحو 40 في المئة من القوة العاملة، ويترتب على ذلك وجود مئات آلاف الأسر التي فقدت أي قدرة شرائية، فيما صارت أسر أخرى تعتاش على وجبة غذائية واحدة في اليوم، صغيرة الحجم وذات نوعية رديئة، هذا بالإضافة الى اضطرار بعض الأسر الى الإستدانة للحصول على غذاء. كما قامت بعض الأسر الريفية ببيع  ثرواتها الحيوانية أو مقايضتها بمواد غذائية تسد رمقها.

لا شك في أن جهوداً كبيرة تبذلها منظمات المجتمع المحلي لسد الفجوة الغذائية، لكنها تبقى جهوداً خجولة أمام حجم الكارثة الإنسانية الحاصلة. حتى مع برامج الدعم الكبيرة من المنظمات الدولية، مثل برنامج الأغذية العالمي الذي أطلق عملية إغاثة طارئة منذ نحو عام أوصلت المساعدات الغذائية إلى مليون ونصف المليون شخص في جميع المحافظات السورية، فإن “المجاعة” لا تني تطل برأسها.

صفقة لإطلاق اللبنانيين مقابل معارضين الأسـد يستقبل اليازجي: سـوريا لن تتنازل

علمت «السفير»، أمس، أنه منذ أن طرح رئيس «الائتلاف السوري» أحمد معاذ الخطيب مبادرته الداعية لإطلاق سراح المعتقلين من النساء في السجون السورية، مقابل الحوار مع النظام، بدأت تلوح في الأفق بوادر جعل ملف المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز، جزءاً لا يتجزأ من صفقة شاملة تشمل الإفراج عن أكثر من ألفي معارض سوري، معظمهم من النساء، على أن تفرج المعارضة السورية عن العشرات من أنصار النظام السوري وبينهم بعض الضباط ومسؤولون في الإدارات المحلية، بالإضافة إلى لبنانيي أعزاز.

وتردد أن القطريين تواصلوا مع الأتراك لهذه الغاية، وتم الاتفاق بين الجانبين على اعتماد الآلية نفسها للتفاوض والتبادل التي جرت بين الإيرانيين والمعارضين السوريين، أي أن يتولى الأتراك والقطريون التفاوض مع الخاطفين وتتولى السلطات الرسمية اللبنانية نقل مطالب المعارضين السوريين إلى النظام السوري.

وعلم أن إشكالية واجهت هذه الآلية وتتمثل في انقطاع قنوات الاتصال بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي من جهة والقيادة السورية من جهة ثانية. وقد أبلغ كل من سليمان وميقاتي من راجعهما من الخارج أن الحكومة اللبنانية فوّضت المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بأن يقوم بكل ما من شأنه من اتصالات ومشاورات من أجل إطلاق مخطوفي أعزاز.

وفهم من ذلك أن إبراهيم سيتولى الاتصال بالسوريين، على أن تتولى الحكومة اللبنانية كل ما يتعلق بترتيبات تسلم المخطوفين التسعة، إلا إذا برزت عوائق في آخر لحظة قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر مثلما حصل في مرات سابقة.

ورفضت مصادر رسمية لبنانية تأكيد هذه المعلومات أو نفيها، واكتفت بالقول لـ«السفير» إن اتصالات جدية حصلت في الساعات الأخيرة و«هناك مؤشرات إيجابية». كما رفضت تأكيد أو نفي ما تردد من معلومات مفادها أن القطريين دفعوا مبلغا ماليا للمعارضة السورية لقاء الإفراج عن لبنانيي أعزاز.

الأسد واليازجي

والتقى الرئيس السوري بشار الأسد بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، وذلك بعد يوم من تنصيبه بطريركاً بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الأسد هنأ البطريرك اليازجي لمناسبة تنصيبه بطريركاً لانطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وتمنى له التوفيق في منصبه الجديد، منوهاً بدور الكنيسة الأرثوذكسية التاريخي في نشر رسائل المحبة والخير والتسامح على مستوى العالم عموما وفي سوريا بوجه خاص».

وأشاد الأسد «بالشعور الوطني العالي للكنيسة الأرثوذكسية، ودورها الأساسي في تكريس الوحدة الوطنية بمواجهة الهجمة التي تتعرض لها سوريا اليوم، والتي تهدف لتمزيق النسيج السوري الموحد وقيم العيش المشترك بين السوريين».

من جهته، أعرب اليازجي «عن ثقته العميقة بأن سوريا ستخرج منتصرة من الأزمة التي تمر بها اليوم»، مشددا على «أهمية تمسك السوريين بوحدتهم وثوابتهم الوطنية للوصول إلى هذا النصر». وتمنى أن «يعم الأمن والأمان والسلام في سوريا لتعود بلداً للخير والمحبة كما كانت دائماً وستبقى»، مؤكدا أن «جميع السوريين عائلة واحدة، وشعبها شعب واحد مهما اشتدت الظروف».

وذكرت «سانا» أن الأسد استعرض مع وفد أردني، ضم عددا من الناشطين السياسيين والمحامين والأطباء والمهندسين في دمشق، «الأوضاع التي تشهدها المنطقة عموماً وسوريا خاصة».

وشكر الأسد «أعضاء الوفد على مواقفهم القومية الداعمة للشعب السوري»، مؤكدا أن «سوريا ستبقى قلب العروبة النابض، ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات، التي لا تستهدف سوريا وحسب إنما العرب جميعا».

الإبراهيمي والخطيب وحجاب

وأكد المبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الإبراهيمي، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة، أن «حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسيا، وهذا الموقف لم يتغير ولا يزال مستمرا». وأضاف «لقد رحبت بمبادرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب بشأن الحوار مع النظام السوري لإنهاء الوضع الراهن، ونحن في الأمم المتحدة والجامعة العربية نقول باستمرار إن الحل للملف السوري يجب أن يكون سياسيا».

ولمّح الخطيب، بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إلى أن عرضه بإجراء محادثات مع الحكومة السورية ما زال قائما. وقال «النظام لم يعط جوابا واضحا حتى الآن أنه يقبل بالرحيل توفيرا للدماء والخراب».

وعن السبب الذي يجعل عرضه قائما رغم انقضاء المهلة، أعلن الخطيب أنه ما زال ينتظر رد الحكومة السورية ثم بعد ذلك سيدرس الوضع.

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب،

ا ب، رويترز، ا ش ا)

المدعي العسكري اللبناني يطلب الإعدام لوزير أسبق في بلاده ولرئيس المخابرات السورية

بيروت- (يو بي اي): طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان، القاضي صقر صقر، انزال عقوبة الاعدام بحق الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة، ورئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك، بتهمة ادخال متفجرات الى لبنان للقيام بـ”اعمال إرهابية”.

وقالت مصادر قضائية، إن القاضي صقر، قال بمطالعته في قضية سماحة واللواء مملوك ،انهما خططا “للقيام بأعمال ارهابية عبر التفجير وتجهيز عبوات ناسفة ومتفجرات ونقلها من سوريا الى لبنان لوضعها بأماكن عامة واحتفالات في مناسبات رمضانية بهدف اغتيال نواب ورجال دين وسياسيين”.

وطلب بمطالعته إنزال عقوبة الإعدام بحق سماحة واللواء مملوك، كما طلب تسطير مذكرة تحر دائم توصلاً الى معرفة كامل هوية مدير مكتب اللواء علي مملوك العقيد عدنان.

واحال القاضي صقر مطالعته الى قاضي التحقيق العسكري اللبناني الأول، رياض ابو غيدا، لإصدار القرار الإتهامي بالقضية، واحالة الملف والمدعى عليهما الى المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

أردوغان: الانفجار على الحدود التركية السورية ناجم عن سيارة مفخخة

انقرة- (ا ف ب): افاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان الانفجار الدموي الذي وقع الاثنين على مركز حدودي بين تركيا وسوريا هو اعتداء ناتج عن تفجير سيارة مفخخة.

وقال أردوغان في خطاب متلفز أمام البرلمان ان “سيارة مفخخة” كانت سبب الانفجار القوي الذي وقع على معبر جيلوه غوزو الحدودي التركي (جنوب شرق) على طول المنطقة العازلة التي تفصله عن معبر باب الهوى الحدودي السوري.

واضاف ان حصيلة الهجوم ارتفعت الى 14 قتيلا مع وفاة جريح متأثرا باصابته في المستشفى وهم 11 سوريا وثلاثة اتراك.

وشدد رئيس الحكومة التركية على ان بلاده “ستتخذ بدون تردد الاجراءات اللازمة” حين تتضح “ملابسات هذا الاعتداء بالكامل”.

والاثنين بعد الانفجار، امتنعت السلطات التركية عن ترجيح فرضية حصول هجوم.

لكن ليل الاثنين الثلاثاء توجه وزير العدل التركي سعد الله ارغين الى مكان الحادث برفقة وزيري الداخلية والجمارك وتحدث عن “عمل ارهابي” استهدف مدنيين.

وقال الوزير “ليس هناك قوات امن في هذا المكان بل مدنيين، ان الهدف كان مدنيين، هذا واضح”.

من جانبه اوضح وزير الداخلية معمر غولر ان السيارة التي انفجرت هي حافلة صغيرة تحمل لوحة تسجيل سورية وكانت توقفت في المكان عند الساعة 11,47 تغ ثم انفجرت بعد عشرين دقيقة، متحدثا عن “عبوة قوية”.

عباءة بدوية على كتفي (زعيم الأمة) بشار الأسد تجدد الجدال والإعتصامات بالأردن

عمان- القدس العربي: أثارت عباءة أردنية تقليدية بدوية ألبسها ناشطون مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد عاصفة من الجدل والإعتراض الشعبي في الأردن في الوقت الذي بدأت فيه الجبهة المعارضة لبشار في عمان بالدعوة لتجديد الإعتصامات أمام مقر سفارة دمشق في عمان.

وحفلت مواقع (الفيس بوك) النشطة في عمان بالتعليقات التي تستنكر زيارة وفد أردني نقابي للقصر الجمهوري السوري وتقديم عباءة للرئيس بشار بإسم الشعب الأردني فيما إستمر تدفق اللاجئين.

ووصف الكاتب والصحفي الأردني باسل الرفايعة أعضاء الوفد بانهم (شبيحة) يتبعون النظام المجرم ويقيمون في عمان كما نشرت صحيفة السبيل الإسلامية مئات التعليقات التي تتبرأ من تصرف الوفد المؤيد للأسد.

وأثارت صورة ظهر فيها المحامي الأردني سميح خريس وهو يضع عباءة أردنية بدوية على كتفي الرئيس بشار خلال إستقبال الأخير للوفد المؤيد له جدلا كبيرا وإنتشرت على نطاق واسع في الأردن.

ويضم الوفد الأردني نحو 20 ناشطا. وتم تصوير حادثة الـ(عباءة) على المحطات السورية وبالفيديو وسط عبارات الثناء والمديح.

ووفقال للسبيل وصف المحامي خريس العباءة الأردنية بقوله: يرتديها شيخ العشيرة وزعيم الأمة، ويرتديها الرائد الذي يصدق قومه وأمته ووطنه، وبشار الأسد هو رائد بلاد الشام الآن، ورائد هذه الأمة.

وقال خريس مخاطباً الأسد: الأهل في الأردن حمّلوني هذه العباءة، لنقول للرئيس بشار أنت الرائد، ونحن نقف من خلفك، ونقف على يمينك، ونقف على يسارك، وبحضورك، وبغيابك، أنت دوماً حاضر في عقولنا وضمائرنا ووجداننا.

وأضاف: أستأذنك أن ترتدي هذه العباءة العربية، عربية العروبة، وعربية الأمة، وعربية الهدف، ثم ألبسه إياها وسط تصفيق المحامين الحاضرين.

وقال: هذه العباءة في وجه عباءات النفط المحروق، وعباءات الناتو.

وختم بقوله: أنت من الأمة، وأنت للأمة، ونحن معك.

وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قالت إن الرئيس بشار الأسد استقبل صباح اليوم (الاثنين) وفداً أردنيا برئاسة سميح خريس الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب ضم عدداً من الناشطين السياسيين والمحامين والأطباء والمهندسين.

وأضافت أن اللقاء تناول “لأوضاع التي تشهدها المنطقة عموما وسورية بشكل خاص، وعبر أعضاء الوفد عن تضامن الشعب الأردني بمختلف شرائحه وفئاته مع الشعب السوري في محنته التي يعيشها اليوم، مؤكدين أن شرفاء العرب لن يتركوا سورية وحيدة في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات وأن الدم السوري الذي سال كان دفاعا عن كل العرب الشرفاء وبه ستكتب سورية نصرها القادم.

وبحسب الوكالة؛ فإن أعضاء الوفد أشاروا إلى أن استهداف سورية اليوم ليس جديدا أو مستغربا على بلد حمل عبء القضايا العربية لعقود ولا يزال، منوهين بأن مواقف سورية الثابتة والمتمسكة بكرامة العرب وحقوقهم وقضاياهم العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضعتها في مواجهة مشرفة مع أعداء الأمة والطامعين بها.

وأشارت إلى أن الأسد شكر أعضاء الوفد على مواقفهم القومية الداعمة للشعب السوري، مؤكدا أن سورية ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سورية وحسب وإنما العرب جميعا.

وجددت حادثة العباءة الجدالات في الساحة الأردنية بين مؤيدي بشار الأسد ومعارضيه وسط صمت رسمي حيث قرر المناهضون له إقامة المزيد من الإعتصامات وأثارت المسألة نقاشا حادا داخل هيئة النقابات المهنية الأردنية.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تهدد بتحرير مخيم اليرموك في سورية بالقوة

دمشق- (د ب أ): أعلن أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة المدعوم من السلطات السورية والإيرانية أنه “سيتم تحرير مخيم اليرموك (للاجئين الفلسطينيين) من المجموعات المسلحة التي تسيطر عليه بالقوة العسكرية إذا فشلت الجهود السياسية في تحقيق ذلك”.

ونقلت وسائل إعلام محلية وإيرانية عن جبريل قوله الاثنين: “إذا فشلت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة بالتوصل إلي حل سياسي لأزمة مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق) بما يؤدي إلي انسحاب المسلحين منه فإننا سنحرر المخيم بالوسائل العسكرية”.

وتجدر الإشارة إلى أن اجتماعات لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة قد شكلت لجنة برئاسة زكريا الأغا لزيارة دمشق وبحث الحلول لأزمة مخيم اليرموك.

وكان جبريل يتحدث لوسائل الإعلام خلال مشاركته اليوم بحفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الإيرانية بدمشق بمناسبة عيد الثورة الإيرانية.

ويشار إلى أن الجيش السوري الحر الذي يخوص قتالا ضد القوات النظامية السورية قد أعلن في شهر كانون أول/ ديسمبر الماضي سيطرته على مخيم اليرموك بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

المرصد: مقاتلو المعارضة يسيطرون على مطار عسكري في شمال سوريا

بيروت- (ا ف ب): تمكن مقاتلو المعارضة السورية من السيطرة الثلاثاء على مطار عسكري في شمال سوريا يضم طائرات حربية وذخيرة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وهي المرة الاولى التي تسقط طائرات حربية وبينها من طراز (ميغ) في ايدي مقاتلي المعارضة منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف آذار/ مارس 2011.

وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكري الصغير في ريف دمشق ولم تكن توجد فيه الا طائرتين او ثلاث خارج الخدمة. كما استولوا على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد في 11 كانون الثاني/ يناير. وكان مطار تفتناز يضم مروحيات معظمها دمرت او اصبحت خارج الخدمة نتيجة المعارك.

وقال المرصد في بيان “اقتحم مقاتلون من عدة كتائب اسلامية مقاتلة مطار الجراح العسكري الواقع على طريق الرقة حلب وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح الاثنين”.

واضاف ان الاشتباكات اسفرت “عن استشهاد خمسة مقاتلين واصابة مقاتلين آخرين بجروح وقتل وجرح واسر نحو أربعين من عناصر القوات النظامية”.

واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية التي كانت في المطار الواقع في محافظة حلب “انسحبت تاركة وراءها عددا من الطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة”.

وأبدى عبد الرحمن استغرابه لسقوط المطار “في غضون اربع وعشرين ساعة من بدء الهجوم”، علما ان معارك عنيفة تسجل في محيطه بشكل متقطع منذ اشهر.

وفي شريط فيديو تم بثه على موقع (يوتيوب) على الانترنت، اعلنت “حركة احرار الشام الاسلامية” انها شاركت في عملية مطار (كشيش) أو (الجراح)، الى جانب “لواء الاسلام ولواء رابات النصر”.

وتضمن الشريط صورا عن طائرات حربية متوقفة على أرض المطار قرب المدرج بعضها مرقط.

كما شوهدت طائرتين من طراز ميغ متوقفتين في عنبر وتحمل احداهما الرقم 2079، بينما بدت طائرة ثالثة مغطاة كليا متوقفة في عنبر آخر.

ويسمع في الشريط صوت المصور وهو يقول “تم بفضل الله تعالى اقتحام مطار كشيش الحربي على يد حركة احرار الشام الاسلامية”، مضيفا “طائرات الميغ بيد حركة احرار الشام الاسلامية. الله اكبر والعزة لله”.

كما اظهرت الصور صناديق عدة من الذخيرة.

وجاء الاستيلاء على المطار غداة دخول مقاتلين اسلاميين من المعارضة مدينة الطبقة القريبة في محافظة الرقة.

من جهة ثانية، اعلنت كتائب مقاتلة عدة اسلامية في بيان مشترك وزعه “مكتب حلب الاعلامي” قبل قليل “بدء هجوم واسع فجرا على مطار حلب المدني ومطار النيرب العسكري” وانها تستخدم في الهجوم “الدبابات والاليات الثقيلة ومدافع الهاون”.

وقال الناشط الاعلامي ابو هشام من مدينة حلب لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان المقاتلين المعارضين في الشمال يركزون منذ فترة على استهداف المطارات والمراكز العسكرية.

واضاف ان “هذه المراكز مهمة لانها مصدر ذخيرة وامدادات، ولان الاستيلاء عليها يضع بعض الطائرات التي تقوم بقصفنا خارج الخدمة”.

12 قتيلا بتفجير استهدف وفد المجلس الوطني السوري على الحدود التركية

ايران وحزب الله يشكلان ميليشيات لحماية مصالحهما حال سقوط الاسد

واشنطن ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: ذكر مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون ان إيران وحزب الله يبنيان شبكات ميليشياوية داخل سورية للحفاظ على مصالحهما في البلاد في حال سقطت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أو اجبرت على الانسحاب من دمشق.

وتزامن التفجير في الجانب التركي من الحدود مع سورية، مع موعد مقرر لعبور موكب وفد من المجلس الوطني السوري المعارض، كان متجها للاجتماع مع قادة عسكريين معارضين في سورية، بحسب ما ابلغ عضو في الوفد وكالة فرانس برس.

وقال عبد الباسط سيدا الرئيس السابق للمجلس الوطني ‘كان لدينا اجتماع في الداخل مع قيادة الاركان المشتركة’ لقوات المعارضة. واضاف ‘ساعة وقوع الانفجار كان من المفترض ان نكون هناك’، في اشارة الى النقطة الحدودية.

وتدارك ‘لكن لاسباب تتعلق بالعمل تأخرنا عن الموعد وكان الانفجار قبل وصولنا، لكننا تابعنا طريقنا والتقينا مع القيادة في الداخل’.

وردا على سؤال عما اذا كان المجلس يتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتدبير العملية لمحاولة اغتيال الاعضاء الذين تقدمهم الرئيس الحالي للمجلس جورج صبرا، قال سيدا ‘هذه مسائل امنية لا نعلم عنها تفصيليا’.

لكنه اعتبر ان ‘هذه مسائل يجب ان تبحث، ومن دون شك يجب ان يتحسب المرء لكل شيء’.

جاء ذلك في الوقت الذي شدد فيه الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين على ان بلاده لن تتراجع عن ثوابتها رغم ‘الضغوط والمؤامرات’، في يوم قتل عشرة اشخاص في تفجير سيارة مفخخة في تركيا، في الحادث الاكثر دموية على الحدود مع سورية، كما قتل 14 عنصرا على الاقل من المخابرات السورية الاثنين في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين في احدى مدن محافظة الحسكة في شمال شرق سورية.

ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية عن المسؤولين قولهم ان الميليشيات تقاتل إلى جانب القوات الحكومية السورية لبقاء الأسد في الحكم، لكن هدف إيران وحزب الله على المدى الطويل هو تواجد عناصر موضع ثقة داخل سورية في حال تفككت البلاد إلى أجزاء طائفية وإثنية.

كما نقلت عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله ان طهران تدعم حوالى 50 ألف ميليشياوي في سورية.

وقال المسؤول ان ‘هذه عملية كبيرة والنية المباشرة هي دعم النظام السوري إلا ان الأهم بالنسبة إلى إيران هو الحصول على قوة داخل سورية تكون موضع ثقة ويمكن الاعتماد عليها’. فيما قال مسؤول عربي رفيع ان استراتيجية إيران تقوم على مسارين ‘الأول دعم الأسد والثاني تحضير مسرح في حال انهار’.

يشار إلى ان كل المسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم يناقشون مسائل استخباراتية.

وذكرت الصحيفة ان تفكك سورية على أساس ديني وقبلي يثير قلق الحكومات المجاورة والإدارة الأمريكية، بما ان القتال يقارب على دخول سنته الثالثة ولا مؤشر على حل سياسي أو نصر عسكري لقوات الأسد أو المعارضة.

وأشارت إلى ان كل لاعب داخل سورية لديه طرف خارجي يدعمه. ولفتت إلى انه في سورية المقسمة سيكون حلفاء إيران الطبيعيين هم الشيعة والعلويون المتمركزين قرب الحدود السورية ـ اللبناينة ومدينة اللاذقية.

ونقلت عن عدد من الخبراء قولهم انه في أكثر السيناريوهات احتمالاً فإن ما يتبقى من حكومة الأسد، سواء بقي الرئيس السوري في الحكم أو لا، سيعمدون إلى إنشاء ملاذ ساحلي لهم مرتبط بطهران يعتمد على الإيرانيين للبقاء، فيما يساعد إيران على البقاء على اتصال مع حزب الله فتحافظ بالتالي على قوتها ضد إسرائيل.

وأوضح الخبراء ان إيران أقل اهتماماً ببقاء الأسد في الحكم منه بالحفاظ على نقاط قوة ومن بينها مراكز نقل في سورية.

وأضافوا انه طالما تسيطر طهران على مطار أو مرفأ بحري فهي تستطيع الحفاظ على طريق لتزويد حزب الله بالإمدادات والاستمرار بالتلاعب بالسياسة اللبنانية.

وشددوا على ان أسوأ السيناريوهات هي أن ‘يتمركز النظام (السوري) بكامله في شمال غرب البلاد وتبقى له وحدة مسلحة قوية داخل سورية لديها الكثير من التركيبة الحالية’.

وقال الرئيس السوري خلال استقباله وفدا اردنيا، ان ‘سورية ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سورية وحسب، وانما العرب جميعا’، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وأتت تصريحات الاسد في يوم اعلن رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب انه لم يتلق ‘ردا واضحا’ من النظام على طرحه حوارا مشروطا، في حين سيطر مقاتلون معارضون على سد الفرات في شمال سورية، مكبدين النظام هزيمة اقتصادية كبرى.

وامس، اعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب نحو خمسين بجروح الاثنين في انفجار سيارة مفخخة على ما يبدو عند مركز حدودي بين تركيا وسورية.

وقال المصدر ان الانفجار ناجم عن سيارة تحمل لوحة تسجيل سورية، متحدثا عن احتمال ان يكون الهجوم بسيارة مفخخة. واعلن هذا المسؤول الذي لم يشأ الكشف عن هويته ‘هناك احتمال بنسبة 51 بالمئة ان يكون هذا الانفجار هجوما ارهابيا’.

وقتل اربعة اتراك وستة سوريين في الانفجار القوي، بحسب تعداد موقت لهذا المسؤول. واضاف المصدر نفسه ‘هناك قرابة خمسين جريحا وبالتالي فان عدد القتلى قد يزداد ايضا’.

وهرعت عشرات من سيارات الاسعاف هرعت الى مكان التفجير على بعد نحو 40 مترا من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، في المنطقة العازلة التي تفصله عن مركز باب الهوا الحدودي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة السورية.

ميدانيا، قتل 14 عنصرا من المخابرات السورية في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين في مدينة الشدادة في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد.

وقال المرصد ان مقاتلين من جبهة النصرة ‘فجرا سيارتين مفخختين امام مفرزتي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية’.

تهريب مازوت لبناني من الزهراني لسورية

بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: قبل أيام التقطت كاميرا تلفزيونية صهاريج تحمل لوحات سورية يستوعب كل منها ما بين 35 و38 ألف ليتر متوقفة قرب خزانات الوقود في مصفاة الزهراني في جنوب لبنان للتزود بمادة المازوت والتوجه بها الى الاراضي السورية.

وما لبث هذا الامر أن تفاعل وطرحت تساؤلات عما سيكون عليه الموقف الدولي من خرق الحكومة اللبنانية ووزير الطاقة جبران باسيل قرار العقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على النظام السوري من خلال تهريب المازوت والمشتقات النفطية.

وأكد الأستاذ في القانون الدولي المحامي أنطوان سعد’ أن ‘مجلس الأمن أصدر قراراً ‘يحظر على أي دولة تصدير مشتقات نفطية الى النظام السوري’، موضحاً ‘أن هذا خرق فاضح لهذا القرار، لأن تصدير هذه المشتقات إنما يعتبر مشاركة في الأعمال الحربية لأن النفط يستخدم لمد الآليات العسكرية، أي انه إحدى وسائل القتال، ولا أعمال عسكرية دون نفط’.

وأضاف: ‘هذا تعامل فاضح مع النظام السوري من قبل الحكومة اللبنانية التي تدعي النأي بالنفس وبالتالي هي مسؤولة عن تزويد النظام بهذه المشتقات، خصوصاً ان الصهاريج التي تنقله صورت على شاشات التلفزة وتحدث سائقوها بوضوح عن نقل هذه المواد الى سورية’.

وحول كيفية تعامل مجلس الأمن أو الدول التي اتخذت قرارات في هذا الشأن مع هذا الموضوع قال سعد: ‘ان الدول المعنية أو مجلس الأمن، تحض في المرحلة الأولى الحكومة على التعاون لمنع التصدير، لكن في المرحلة الثانية يمكنها أن تتخذ عقوبات مالية واقتصادية ومقاطعة الحكومة أو اللجوء الى تدابير عسكرية تحت الفصل السابع’.

في حمص المشردون يعودون اليها… كل شيء هادىء الا البلدة القديمة.. وفي دمشق معركة ‘القيامة’ على الابواب

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ في حمص هدوء وحياة عادية بدأ الناس يعودون اليها، وفي دمشق معركة القيامة ‘الارماغادون’ والمقاتلون على ابواب المدينة، اخترقوا دفاعاتها والخوف بدأ يسري الى جنود النظام، ولهذا السبب تقوم ايران وحزب الله بانشاء جيش شعبي كميليشيا للزمن القادم ولحماية المصالح الايرانية ـ وحزب الله ايضا.

وفي النهاية سورية تقف امام سيناريو التقسيم واثار الحرب لم تعد مقتصرة على الجيران بل وصلت الى كندا ولاحقت فيسك الذي اصبح الآن، على الاقل للمعارضة ‘عدو الثورة السورية’. حمص اذا التي عانت في بداية الانتفاضة السورية قبل عامين من اكثر فظائع الحرب بدأ اهلها المشردون يحملون امتعتهم والعودة اليها بل واصبحت ملجأ لاهالي مدن مثل حلب ودير الزور وغيرهما من المدن السورية التي لا يزال القتال فيها مستمرا، حيث اتجهوا اليها بعد ان سمعوا ان الحياة فيها اكثر امنا من المدن الاخرى.

فقد نقل تقرير كتبه جوناثان ستيل، مراسل صحيفة ‘الغارديان’ من المدينة نفسها عن مدير الهلال الاحمر السوري خالد العرقسوسي الذي قال له قبل ان يبدأ رحلته من دمشق ان حمص هي الحالة الوحيدة في سورية التي يعود اليها السكان بعد ان فروا من القصف والمعارك بين الجيش والمقاتلين. ويقول ستيل ان العرقسوسي كان محقا، فمع ان آثار الدمار والحرب بادية وبشكل واضح للعيان على كل شيء، الا انه لم يسمع اثناء زيارته التي استمرت يوما وليلة الا بضعة انفجارات، وعلى ما يبدو كانت خارج نطاق الطريق الدائري.

ولاحظ ستيل ان الاسواق في مركز المدينة كانت تعج بالحياة والناس، وشاهد طلاب جامعة حمص وهم يدخلون ويخرجون اليها او يتوقفون لتبادل الاحاديث. وتنتشر نقاط التفتيش والحواجز في انحاء المدينة والتي تتسبب احيانا بنوع من الازمة المرورية لكن الجنود الذين يفحصون البطاقات الشخصية بدوا هادئين، معلقا انهم بلا شك يشعرون بالسعادة لانهم يقومون بهذه المهمة السهلة بدلا من ارسالهم الى جبهات اكثر خطرا.

وقال ان حمص لديها حراسها من النساء اللاتي تطوعن في الميليشيا الجديدة لتوفير الحماية والحراسة للاحياء. وتعتبر حمص ثالث مدن سورية من ناحية عدد السكان، فمن بين 2.300.000 نسمة فر حوالي 150 الفا ولم يعودوا اليها. والرقم كما يبدو كبير الا انه ومقارنة مع ما يحدث في كل من دمشق وحلب يعتبر قليلا.

الا حمص القديمة

ويقول ستيل انه على الرغم من تقدم الجيش في معظم احياء حمص الا ان ازقة حمص القديمة لا تزال في ايدي المقاتلين وهي محاطة بمواقع الجيش السوري، وحسب ستيل فهذه الشوارع لا تعتبر مناطق استراتيجية، وهذا يفسرعدم تعرضها لهجوم شرس من الجيش. ويشير الى ان حاكم حمص الاقليمي والذي عين في شهر آب (اغسطس) الماضي، احمد منير محمد، يفضل مدخلا لينا مع المقاتلين الذين اشار اليهم بـ ‘الجماعات المسلحة’ او’ المسلحين’ وليس ‘الارهابيين’ حسب الرواية الحكومية.

ويقول ستيل ان ناشطين اتهموا المتشددين في الحكومة والجيش بمحاولتهم منع ارسال الاغذية والادوية لسكان حمص القديمة. ولكن الحكومة سمحت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لستة من مسؤولي الصليب الاحمر الدولي و28 متطوعا من الهلال الاحمر السوري بدخول الاحياء القديمة (الحميدية والخالدية) وحملوا معهم مساعدات طبية وغذائية وحليب اطفال.

ويقول الكاتب ان الحاكم يفرق بين المعارضة السورية وبين المقاتلين الاجانب او التكفيريين حيث نقل عنه قوله ‘اذكر دائما المسلحين ان كل اهالي حمص هم ابنائي، ونريد ان نطبق حلولا متوازية، اعمال عسكرية ضد العصابات التي تعتبر بعض الجماعات كافرة، ومبادرات اجتماعية مع الاخرين بالاتصال بهم والحوار معهم’. ويضيف ان المسألة ليست مسألة سلاح ‘القضية هي اخراج السلاح من عقول الناس، ودائما ما ندعوهم للعودة للحياة المدنية، وهناك عدد منهم سلم السلاح وانضم الينا في قتال السلفيين والتكفيريين’.

وزعم الحاكم ان 7 الاف مقاتل يحتفظون بالف مدني كرهائن، مضيفا ان عددا من قادة حي الخالدية اتصلوا بالحكومة ووافقوا على تغيير اماكنهم والقتال ضد القاعدة. ومع انه لا توجد طريقة للتأكد من رواية الحاكم الا ان منشقا من الخالدية تحدث اليه، اسمه فارس حيث قال ان المعارضة بدأت بمظاهرات سلمية ثم حملوا السلاح للدفاع عن النفس ولمنع الجيش من التقدم لاحيائهم ‘ثم ظهرت الجماعات المسلحة التي بدأت تتصارع على السيطرة’ وقال ان بعض القادة سرق الاموال التي ارسلت لدعم الثورة وفروا الى تركيا والمانيا.

وقرر فارس الخروج من الخالدية ولكنه لم يكن يعرف كيف، حيث اتصل فيما بعد بهاتف للجنة المصالحة التي عينها الحاكم، وفي ليلة هرب من الحي بعد اخبار الجيش بعدم اطلاق النار عليه. لكن مشاكل فارس لم تنته، فقد وضعت الجماعات المسلحة اسمه على قائمة الخونة. ويقول انه تعرض للاختطاف في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لكن لجنة المصالحة دفعت الفدية عنه للجماعة المسلحة التي اختطفته. ويعيش الآن مع عائلته في مكان سري.

ويعلق الصحافي ان بقية رواية فارس يشك فيها خاصة الجزء الاخير منها الا ان كون حمص تعيش حالة من وقف اطلاق النار قد اكد عليها الكثيرون ممن تحدث اليهم. فالمدينة التي كانت عنوانا للدمار ربما تكون نموذجا للمدن السورية، وهو امر علينا الانتظار لمعرفة صحته.

دمشق والحرب المستعرة

هدوء ام حرب هذا هو ليس واقع مدينة دمشق التي تتقدم منها قوات المعارضة حيث تتسرب الحرب الى داخلها. ويشير تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ من داخل العاصمة الى الهجمات التي يقوم بها الجيش على الاحياء التي يقصفها بالطائرات مثل ‘جوبر’.

وتحدث عن قيام جنود بدا بعضهم مخمورين، باعتقالات واسعة قرب محطة سكة حديد يسيطر عليها المقاتلون. ويقول التقرير انه في تقارير الحرب الغامضة من الصعب القول ان المعركة التي اطلق عليها المعارضون للاسد وبشكل مبالغ فيه ‘معركة الارماغادون’ استطاعت ان تخترق دفاعات المدينة.

وتقول ان جولات قام بها موظفون تابعون لها حول المدينة في الايام القليلة الماضية يظهر ان خطوطا جديدة، نفسية وليست جغرافية تم اجتيازها. حيث نقل هنا صورة عن جيش النظام المنهك، وينقل عن جندي قوله انه لم ير عائلته منذ عام، ‘انا متعب لم انم بشكل جيد منذ اسبوع’، اضاف الجندي ‘لدي امنية واحدة وهي رؤية عائلتي وان انام طويلا وبعدها لا يهم ان مت’، يقول الجندي.

ويضيف التقرير ان المدينة التي ظلت في عين العاصفة طوال الاشهر الماضية واصبحت حالة الحرب جزءا من حياتها اليومية تعيش لحظة تشوش جديدة جراء تقدم المعارضة في اجزاء منها اكثر مما حصل في صيف العام الماضي.

ويصور التقرير اثر التقدم هذا على الجنود الذين يحرسون مدينة محصنة، حيث ينقل عن احدهم عند حاجز التفتيش قوله ان يعد الدقائق والثواني اثناء الحراسة في الليل حتى يطلع الفجر، لان قضاء الليل على الحاجز اصبح مخيفا.

وتحدث التقرير عن قيام الجنود في حي القدم باعدام اربعة مواطنين وعن معاملة فلسطيني كان في طريقه لحي اليرموك للاجئين بطريقة فظة، حيث اتهموه بنقل الخبز للمقاتلين.

ويقول ابو مراد ان النظام يقوم بالضغط على اهالي المخيم بطرد المقاتلين منه معلقا، ‘لماذا لا يقوم الجيش البطل باستعادة المخيم’. ومن مراكز القتال التي فتحت ضد الجيش السوري واخترقت دفاعات المدينة هو حي القابون شمال غرب المدينة حيث نقل المقاتلون كميات كبيرة من قنابل الهاون كافية لضرب مصنع للذخيرة ومركز للقوات الجوية في حي العباسيين. ولا تزال المعارك مستمرة حول دمشق.

الحرب السورية في كندا

الدول الجارة لسورية تخشى من انتشار اثر الحرب في سورية الى داخل حدودها، لكن روبرت فيسك، الصحافي المخضرم يقول ان اثارها وصلت الى كندا، حيث كتب في صحيفة ‘اندبندنت’ مقالا تحت عنوان ‘كندا، ارض التصحيح اللغوي اصبحت اخر جبهة من جبهات الحرب الاهلية السورية’.

ويتحدث في المقال عن رحلاته السنوية لالقاء محاضرات في عدد من المدن الكنديةـ اوناتاريو ومونتريال ولندن وغيرها، حيث تدعوه مؤسسات وجاليات عربية واسلامية للحديث عن خبرته الطويلة في الشرق الاوسط. لكن فيسك كما يبدو من كلامه اصبح عدوا للمعارضة السورية ومغضوبا عليه منها. ويعلق ان كندا مثل امريكا هي ارض حرية التعبير واللاجئين، ولهذا السبب يوجد فيها الكثير من اللاجئين العرب، ولكنها ويا للاسف هي ارض ‘التصحيح اللغوي’ (اشارة للحركة التي نشأت في نهاية القرن الماضي والتي تحث على الابتعاد عن الكلمات او التعبيرات الجارحة واستبدال ما هو موجود بكلمات اقل تجريحا للاقليات).

ويقول انه كان عليه ان يحدس الهجوم عليه من جماعة عربية مسلمة لم تكن راضية عن تغطيته للازمة السورية، خاصة سلسلة تقاريره العام الماضي من العاصمة التي قابل فيها مسؤولين من الجيش السوري.

ايران: المعارضة السورية ‘حقيقة’ وفيها صوت ‘معتدل

دمشق ـ ا ف ب: قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان المعارضة السورية ‘حقيقة موجودة’ ويعلو فيها صوت ‘معتدل’ و’عقلاني’، في اشارة الى رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب، بحسب حديث نشرته صحيفة ‘الوطن’ السورية الاثنين.

وقال صالحي ‘إذا كان أحد قد راهن أو تصور على أن تسقط الحكومة السورية فهذا تصور خاطئ والأيام أثبتت ذلك، وفي الوقت نفسه فإن المعارضة ايضا حقيقة موجودة لا نستطيع إنكارها’، بحسب ما نقلت عنه ‘الوطن’ المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد.

واضاف الوزير الايراني الذي تعد بلاده ابرز الحلفاء الاقليميين للنظام السوري ‘بات هناك الآن صوت معتدل يعلو في المعارضة عقلاني يتجه للحكمة ويريد حل المشكلة السورية’، في اشارة الى النزاع المستمر منذ اكثر من 22 شهرا واودى باكثر من 60 الف شخص.

واوضح ان بلاده تميز ‘بين المعارضة الحقيقية والمرتزقة (من) غير السوريين ممن يحملون السلاح وجاؤوا من الخارج لخدمة ملفات خارجية معينة’، في اشارة الى بعض المقاتلين المعارضين.

والتقى صالحي الاحد الماضي الخطيب على هامش مؤتمر حول الامن في ميونيخ، في لقاء هو الاول من نوعه بين الجانبين. واعلن المسؤول الايراني ان بلاده ستواصل مباحثاتها مع المعارضة السورية.

وعما اذا كان لمس استعداد المعارضة للتحاور مع النظام، قال صالحي ‘في البداية كانوا يصرون على أنه لابد أن تتنحى الحكومة، وقلت لهم إذا تنحت الحكومة فمع من تتفاوضون، ومن يكون الطرف الآخر؟’، سائلا ‘هل يكون التفاوض مع الفراغ أم الأرواح؟’.

تابع ‘المهم أنهم (المعارضة) بدأوا ينظرون الآن للأمور والتطورات بشكل واقعي، ونأمل ونبذل كل جهودنا ومساعينا لنوقف العنف والقتال بأسرع وقت’.

وابدى الخطيب في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي استعداده المشروط للجلوس مع ممثلين للنظام لا تكون ‘ايديهم ملطخة بالدماء’، مشددا على ان الحوار سيكون على ‘رحيل النظام’.

واشترط الخطيب اطلاق سراح 160 الف معتقل وتجديد جوازات السوريين المقيمين في الخارج، قبل ان يطرح اسم نائب الرئيس فاروق الشرع محاورا مقبولا من المعارضة، ويحدد مهلة حتى مساء الاحد لاطلاق السجينات.

واعتبر الخطيب الاحد ان عدم تجاوب النظام مع طرحه ‘رسالة سلبية جدا’، طارحا في الوقت نفسه التفاوض في ‘الاراضي المحررة’ التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في شمال سورية.

وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قال في حديث تلفزيوني الجمعة ان دمشق مستعدة للحوار لكن دون ‘شروط مسبقة’.

وقال صالحي الاثنين ‘نحن في إيران أعلنا أن هناك معارضة وهناك موالاة، وعلى الطرفين ان يجلسا مع بعض ويجدا حلا سورية’. اضاف ‘الآخرون ليس لهم أي دور إلا ان يهيئوا الأرضية ومساعدة الطرفين لهذا التقارب’.

اولى بوادر التوتر بين سكان في شمال غرب سورية ومقاتلين من جبهة النصرة

اطمة (سورية) ـ ا ف ب: بعد ان استقبلوا بالترحاب في مناطق المعارضين، وقعت مواجهات عدة بين مقاتلي جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة مؤخرا وبين سكان بلدات في شمال غرب سورية ليس لاسباب سياسية وانما لتفسيرهم المتطرف للشريعة.

ووقعت اربعة حوادث على الاقل، بدأ احدها باشتباك بالايدي كاد يتحول الى مواجهة مسلحة في بلدة اطمة بمحافظة ادلب (شمال غرب)، حسب ما افاد شهود وسكان لوكالة فرانس برس طلبوا عدم كشف هوياتهم. وقال شاهدان لفرانس برس ان مقاتلين من الجبهة تدخلوا مطلع الاسبوع في اشكال بين سكان بلدة القاح وابعدوا شخصا تلفظ بعبارات مسيئة للدين بعد حادث سير، قبل ان يحاولوا نقله الى دارة عزة ليمثل امام ‘محكمة اسلامية’.

لكن شقيقه، وهو مسؤول محلي نافذ، استقدم عشرات المسلحين لاطلاق سراح اخيه، بينما استقدم مقاتلو النصرة تعزيزات من مقرهم في اطمة.

وحاول المقاتلون نقل الرجل مستخدمين سيارتين، لكن المسلحين اطلقوا النار على العجلات، بحسب الشاهدين اللذين قالا ان السكان قبضوا على احد قادة المجموعة.

واطلق اهالي القاح بعد يومين سراح القيادي في الجبهة بعدما حلقوا لحيته الطويلة، وذلك نتيجة عملية تفاوض اطلق بموجبها عدد من السكان المحتجزين لدى النصرة. واحتفل السكان بهذه العملية باطلاق النار الكثيف في الهواء.

وفي حادث اخر حاول شيخ اردني ينتمي الى النصرة، التحدث في احد مساجد اطمة خلال صلاة الجمعة، لكن احد وجهاء البلدة منعه من ذلك، بحسب السكان. واندلعت مشادات بين السكان ومقاتلي الجبهة المسلحين.

وقبل يومين من الحادث المذكور، وقع خلاف مشابه مع شيخ كويتي حاول اخذ مكان امام بلدة الدنا في المسجد. ولم تكن الجبهة معروفة قبل بدء النزاع في سوريا منتصف آذار/مارس 2011، لكنها اكتسبت دورا متعاظما على الارض، وتبنت تفجيرات استهدفت غالبيتها مراكز امنية وعسكرية.

وكانت جبهة النصرة التي تضم في صفوفها متطوعين اجانب من جنسيات مختلفة، كسبت احترام العديد من السوريين في مناطق المعارضين وسط مخاوف وتساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذه الجماعة.

واعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن مئات الهجمات وعشرات العمليات الانتحارية في سورية. ومنتصف كانون الاول (ديسمبر)، ادرجت واشنطن الجبهة على لائحة التنظيمات الارهابية، مشيرة الى ارتباطها بتنظيم القاعدة في العراق.

وبدلا من عزل جبهة النصرة، ساهم القرار الامريكي في زيادة الدعم للجهاديين حتى ان عددا من المصلين قالوا لدى خروجهم من المساجد ‘كلنا جبهة النصرة’.

لكن يبدو ان هذه المواقف سرعان ما تبدلت.

وصرح احد وجهاء اطمة لفرانس برس ‘نسجل كل يوم مثل هذه الحوادث مع هؤلاء الاشخاص الذين يريدون ان يفرضوا علينا اسلوبهم. بدأوا يطرحون علينا مشكلة’. وكان هذا المسؤول يشيد بمقاتلي الجبهة منذ زمن ليس ببعيد اذ قال انهم ‘الوحيدون الذين هبوا لنجدة السوريين عندما تخلى عنهم العالم اجمع’.

وهذه الحوادث غير مرتبطة بقناعات سياسية بل بامور تتعلق بالحياة اليومية يعتبرها مقاتلو الجبهة ‘غير اسلامية’.

كما يثير وجود بعض الائمة غير السوريين في المساجد استياء متناميا.

وشكا مسؤول اخر في اطمة بالقول ‘لقد قبلنا بان يأتي شيخ النصرة (الاردني) الى المسجد من حين لاخر. لكن الان يريدون ان يفرضوا علينا شيخهم كل يوم جمعة، هذا امر غير معقول’.

واضاف ‘حتى ان البعض منا وصف بالكفار. من يظنون انفسهم للتحدث الينا بهذه الطريقة ويفرضون علينا اسلوبهم في حياتنا اليومية؟’.

وحتى الان كانت جبهة النصرة حريصة على كسب ود السكان من خلال انضباط مقاتليها او حتى بفضل الانشطة المحدودة لجناحها ‘الانساني’، قسم الاغاثة.

الاسد يؤكد ان سورية لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت ‘الضغوط’ و’المؤامرات

دمشق ـ ا ف ب: قال الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين ان سورية الغارقة في نزاع دام منذ اكثر من 22 شهرا، لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت ‘الضغوط’ و’المؤامرات’، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

ونقلت الوكالة عن الاسد قوله ان ‘سورية ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سورية وحسب، وانما العرب جميعا’، وذلك خلال استقباله وفدا اردنيا في دمشق.

وقالت الوكالة ان الاسد شكر للوفد الذي يضم ‘عددا من الناشطين السياسيين والمحامين والاطباء والمهندسين’، مواقفه ‘القومية الداعمة للشعب السوري’.

وتأتي تصريحات الاسد في يوم قال رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب من القاهرة انه لم يتلق ‘اي رد واضح’ من النظام السوري على اقتراحه اجراء حوار مشروط.

وكان الخطيب اعرب في اواخر كانون الثاني/يناير عن استعداده للقاء ممثلين للنظام في خارج سورياة، مشددا في الوقت نفسه على ان الحوار سيكون حول ‘رحيل النظام’.

واشترط الخطيب اطلاق سراح 160 الف معتقل من السجون وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج، قبل ان يقترح في وقت لاحق اسم نائب الرئيس فاروق الشرع كطرف محاور.

ورد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الجمعة على طروحات الخطيب، قائلا ان دمشق مستعدة للحوار من دون ‘شروط مسبقة’.

وحظيت مبادرة الخطيب بترحيب من الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية، اضافة الى روسيا وايران حليفتا النظام السوري، واللتين عقدتا الاسبوع الماضي لقاءات اولى من نوعها مع الخطيب.

وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 60 الف شخص وتهجير ما يزيد عن 700 الف، بحسب ارقام الامم المتحدة.

أردوغان يصف الأسد بفاقد للشرعية ويدعوه للرحيل

وكالات

يرى رئيس الوزراء التركي أن مكان الرئيس السوري لم يعد مطلقًا في سدة الحكم، ودعاه إلى الرحيل لأنه فقد الشرعية. وقال إن بلاده أنفقت 600 مليون دولار من ميزانيتها على السوريين.

أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس السوري بشار الأسد، فقد شرعيته تمامًا أمام شعبه، وأنه أضحى يشكل تهديدًا وخطرًا واضحًا على المنطقة بأسرها، لافتًا إلى ضرورة رحيل الأسد بنظامه من سدة الحكم في البلاد، وأن يمهد الطريق أمام فترة انتقالية في البلاد بشكل سلمي، وموضحًا أن تركيا ستستمر في دعم كافة الجهود البناءة التي تسير في هذا الاتجاه.

 ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” عن اردوغان قوله أمام سفراء الاتحاد الأوروبي في تركيا، إن “الوضع السوري الراهن مأساة إنسانية” بكل ما تحمل الكلمة من معنى”.

مشيرًا إلى أن 60 الف شخص قضوا في الأحداث التي اندلعت في سوريا منذ بدايتها وحتى الآن، وأن ما يقدر بأكثر من 600 الف شخص غادروا إلى دول الجوار السوري، وأن حوالي مليونين ونصف المليون سوري يعيشون داخل سوريا حياة الترحال ينتقلون هنا وهناك هربًا من القصف.

 وتابع قائلاً إن ما يقدر بحوالي 170 الف سوري عبروا إلى تركيا حتى الآن، وأنهم يقيمون في مخيمات أعدت لاستضافتهم، وأن هناك 70 الفًا آخرين غير مقيدين بشكل رسمي يقيمون في العديد من المدن التركية المختلفة ليصل بذلك العدد الإجمالي للاجئين السوريين في تركيا إلى 250 الف سوري تستضيفهم تركيا على اراضيها، على حد قوله.

  وأوضح أن تركيا أنفقت من ميزانيتها الخاصة حتى الآن حوالي 600 مليون دولار، من أجل تلبية متطلبات الأخوة السوريين، مناشدًا المجتمع الدولي بالقيام بالمسؤوليات الواجبة عليه اتخاذها حيال الأزمة السورية التي تحتم على الجميع ضرورة سرعة التحرك، لا سيما من الناحية الإنسانية.

 الأسد لن يتراجع

من جهته، شدد الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين على أن بلاده لن تتراجع عن ثوابتها رغم “الضغوط والمؤامرات”.

وقال الرئيس السوري خلال استقباله وفدًا اردنيًا، إن “سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سوريا وحسب، وانما العرب جميعًا”، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

 من جهة اخرى، اشاد الاسد بدور الكنيسة الارثوذكسية في مواجهة “الهجمة” على سوريا، وذلك خلال استقباله البطريرك الجديد يوحنا العاشر يازجي، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وأتت تصريحات الاسد تزامنًا مع اعلان رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب أنه لم يتلقَ “رداً واضحاً” من النظام على طرحه حوارًا مشروطًا.

وقتل ثلاثة عشر شخصًا على الاقل منهم ثلاثة أتراك، واصيب نحو ثلاثين آخرين بعد ظهر الاثنين في انفجار سيارة مفخخة على ما يبدو عند مركز حدودي بين تركيا وسوريا، بحسب حصيلة جديدة اوردها بيان رسمي تركي.

 وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في خطاب القاه في أنقرة: “خسرنا ويا للأسف 13 شخصاً، ثلاثة منهم أتراك، والآخرون سوريون”. واضاف أن 27 شخصًا اصيبوا بجروح خطرة.

 واضاف اردوغان أن “هذا الحادث يؤكد كم كنّا على حق لأن نتنبه من الارهاب ومن النزاع في سوريا. ولن نقدم أي تنازل حول أي من هذين الموضوعين”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/792608.html

نظام الأسد: ممنوعون من السفر فابحثوا عن مكان للحوار

عبدالاله مجيد

يشتكي النظام السوري من عدم وجود مكان للحوار مع المعارضة بناء على الدعوة التي وجهها معاذ الخطيب، وقال الوزير علي حيدر إن الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات تمنع المسؤولين من السفر، داعيًا الى حوار في جنيف.

اعلن النظام السوري استعداده لإرسال وزير الى الخارج يتباحث مع رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية معاذ الخطيب الذي يرى مراقبون أنه اثار بلبلة في صفوف المعارضة بعرضه الحوار المشروط على النظام.

 وقال علي حيدر، وزير المصالحة الوطنية السوري في مقابلة مع صحيفة الغارديان: “أنا مستعد للقاء السيد الخطيب في أي مدينة أجنبية استطيع السفر اليها من أجل بحث التحضيرات لإجراء حوار وطني”.  وتعتبر تصريحات حيدر اكثر الردود التي صدرت عن النظام السوري ايجابية حتى الآن على التغيير المفاجئ الذي حدث في موقف المعارضة بعد ما كان معارضو الخارج والفصائل المقاتلة في الداخل دأبوا على رفض أي مفاوضات مع النظام قبل تنحي بشار الأسد اولاً.  ولاقت دعوة الخطيب الى الحوار انتقادات شديدة من بعض رفاقه لأن النظام الأساسي للائتلاف الذي اقرته القوى المنضوية فيه يشترط رحيل الأسد قبل أي مفاوضات.

 انتخابات رئاسية بعد ولاية الأسد

واشار وزير المصالحة الوطنية السوري الى امكانية اجراء انتخابات نزيهة لبرلمان تعددي وانتخابات رئاسية حين تنتهي ولاية الأسد العام المقبل.

 وقال حيدر في حديثه لصحيفة الغارديان “إن الحوار يعني توفير آلية للوصول الى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة.  وهذا أحد المواضيع التي سنطرحها على بساط البحث”.  واضاف: “نحن نرفض الحوار على مجرد نقل السلطة من طرف الى آخر”.

 وكان الأسد عرض الحوار مع قادة المعارضة في خطاب القاه الشهر الماضي.  ولكنه استبعد أي اتصال مع الائتلاف الوطني لقوى المعارضة الذي شُكل الصيف الماضي في الدوحة بضغوط اميركية وتركية وخليجية لتشكيل اطار يوحد فصائل المعارضة السورية المشتتة.

 وجاءت قنبلة الخطيب بعد ثلاثة اسابيع على خطاب الأسد لتثير نقاشًا في دوائر النظام السوري.  كما أخذ اركان النظام السوري في اعتبارهم اثناء النقاش ما كشفه وزير الدفاع الاميركي المنتهية ولايته ليون بانيتا حين قال إن الرئيس باراك اوباما رفض توصيات البنتاغون ووزارة الخارجية بتسليح المعارضة. وأكدت الولايات المتحدة في هذه الأثناء دعمها مبادرة الخطيب فيما تشهد دمشق تكهنات بأن المبادرة أُطلقت بالتنسيق المسبق مع واشنطن.

حماية مبادرة الخطيب

ومن الواضح أن مقترح وزير المصالحة السوري علي حيدر أن يلتقي رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب يهدف الى حماية مبادرة الخطيب من الانهيار أمام مقاومة رفاقه في المعارضة المسلحة ، بحسب صحيفة الغارديان. ولفت حيدر في حديثه للصحيفة الى أنه ، مثله مثل وزراء النظام الآخرين ، ممنوع من السفر الى دول الاتحاد الاوروبي بسبب العقوبات الدولية المفروضة على النظام ولكنه اقترح مدينة جنيف مكانًا لاجراء محادثات تمهيدية. واضاف حيدر “لكننا نصر على أن يجرى الحوار الوطني الفعلي على ارض سورية لأنها مسألة تتعلق بالكرامة السورية” ، بحسب تعبيره.

 واعترف حيدر بتحفظات معارضي الخارج خشية اعتقالهم إذا عادوا الى سوريا. وكان الخطيب طالب في اعلانه الاستعداد للتفاوض بتجديد جوازات سفر السوريين المغتربين. وقال حيدر إن وزارة العدل بدأت بالفعل تتخذ خطوات لإلغاء أي اجراءات متخذة ضد سوريين في الخارج.

 وأكد حيدر “أن وزارة الداخلية وافقت على تخفيف سياساتها واعطائهم كل الوثائق اللازمة للعودة والسماح لهم بالدخول حتى إذا لم تكن بحوزتهم وثائق. فأنا لا أُريد غلق الباب على أي معارضين لديهم توجسات ، وأدعو شخصيًا الجميع الى العودة ، وانا أضمن دخولهم ومغادرتهم بأمان ، إذا كان هذا ما يريدونه”.

 وجعل حيدر من الواضح أن الزخم الجديد الذي اكتسبه التوجه الى المفاوضات لم يكن نتيجة التغيّر الذي حدث في سياسة المعارضة، كما عبّر عنه الخطيب  فحسب، بل هو ايضًا حصيلة تغيّر في المناخ الإقليمي والدولي فضلاً عن الطريق المسدود عسكريًا الذي دخله النزاع. وقال وزير المصالحة السوري في حديثه لصحيفة الغارديان: “هناك متشددون على الجانبين ولكن 80 في المئة من كل طرف يدركون الآن أن النصر العسكري ليس ممكنًا.  وأنا اتصل هاتفيًا مع بعض قادة الجيش السوري الحر ، الذين كانوا يقولون “في غضون ايام قليلة سنكون في دمشق” ولكنهم اليوم يقولون “وجدنا أن المجتمع الدولي يلعب معنا ويعمل من اجل مصالحه فقط لذا نحن ندرك اننا لا نستطيع أن نهزم الجيش السوري””.

 ورغم الاستعداد الظاهر الذي ابداه النظام السوري للتحادث مع ممثلين عن المعارضة المسلحة ، لا تزال هناك خلافات حول شكل الانتقال.  وكانت روسيا والولايات المتحدة ولاعبون دوليون كبار آخرون مثل بريطانيا وفرنسا ، اتفقوا في جنيف في حزيران/يونيو الماضي على أن احد عناصر العملية الانتقالية هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن المعارضة الى جانب النظام الحالي وتكون لها “صلاحيات تنفيذية كاملة”.

 وعندما اجتمع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي مع الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي بدا أن هذه القضية كانت موضع خلاف. وابلغ الابراهيمي مجلس الأمن الدولي أن صيغة الحكومة الائتلافية بصلاحيات كاملة تعني استبعاد أي دور للأسد في العملية الانتقالية.  واثارت اقواله ردود افعال غاضبة من دمشق حيث اتهمه وزير الخارجية وليد المعلم بالانحياز انحيازاً “صارخًا” وسمته صحيفة الوطن الموالية للنظام “مجرد سائح يحمل ملامح معمِّر هرم”.

 مراوغة الإبراهيمي

وحاول طاقم الابراهيمي الموجود في دمشق أن يعرف ما إذا كان بمقدور المبعوث الأممي ـ العربي أن يعود الى سوريا.  وحين سُئل وزير المصالحة علي حيدر اثناء حديثه لصحيفة الغارديان عما إذا كانت مهمة الابراهيمي باءت بالفشل وقُرئ عليها السلام نفى ذلك ولكنه اتهم الابراهيمي بالمراوغة. وقال حيدر “في محادثاته هنا كان الابراهيمي هو الذي قال إن من السابق لأوانه بعض الشيء تشكيل حكومة.  وكان يرى أنها ليست ممكنة لأن هناك فصائل عديدة في معارضة الخارج ليست مستعدة بعد للمشاركة.  وللأسف ، عندما غادر سوريا سمعنا شيئاً آخر منه.  وكانت هناك تناقضات في تصريحاته أضعفت موقعه في الوقوف مسافة متساوية من جميع السوريين.  لن نقول إن مهمته باءت بالفشل تمامًا ولكن عليه أن يستعيد موقعه السابق في الوقوف مسافة متساوية”.

 وتؤكد آراء حيدر التصالحية سمعته بكونه من حمائم النظام، على حد وصف صحيفة الغارديان.  وبصفته زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي ، كان حيدر احد الموقعين على اعلان دمشق الذي صدر عام 2005 مطالبًا بالاصلاح الديمقراطي والتغيير السياسي الجذري.  وسُجن بعض الموقعين على الاعلان فيما هرب آخرون خارج سوريا.  ولكن حيدر بقي في دمشق وعُين وزيرًا في عام 2011.  وظل على خلاف مع النظام ، وخلال استفتاء العام الماضي على الدستور الجديد ظهر حيدر ثلاث مرات على التلفزيون الرسمي داعيًا السوريين الى التصويت ضد الدستور.

ويجيز الدستور ترشيح الأسد لولاية جديدة العام المقبل بعد ولايتين. واشار حيدر الى أن هذا من حق الأسد إلا إذا اسفر الحوار الوطني عن تغييرات جذرية.  وقال حيدر في حديثه لصحيفة الغارديان “أنا شخصيًا لم أبحث هذا مع الرئيس ولكن الدستور الحالي لا يمنعه من الترشيح.  وكمواطن سوري فإن هذا من حقه مثل أي مواطن آخر”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/792641.html

المعارضة السورية تسيطر على سد الفرات الاستراتيجي.. واستنفار تركي بعد انفجار قرب الحدود

«الجيش الحر» يمضي بزحفه إلى دمشق.. و«صدمة» من مشهد جنود النظام وهم بحالة رثة

بيروت: «الشرق الأوسط»

تمكنت المعارضة السورية أمس من السيطرة على «سد الفرات»، أكبر السدود المائية في سوريا والمحاذي لمدينة الطبقة بريف محافظة الرقة، شرق سوريا، في حين أكد ناشطون سوريون «سيطرة مقاتلي المعارضة على مراكز حساسة في المدينة، على غرار كتيبة المدفعية وحاجز الشرطة العسكري وفرع المخابرات الجوية». وفي غضون ذلك خاضت قوات الرئيس السوري بشار الأسد اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في دمشق للسيطرة على منطقة تقع إلى الشرق من وسط العاصمة ودفعت بدباباتها لحماية جبهاتها بينما أصاب المعارضون أهدافا في مناطق أخرى بالعاصمة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «عناصر من (جبهة النصرة) و(كتيبة أحرار الطبقة) وكتيبة (أويس القرني) سيطروا على سد الفرات الاستراتيجي في مدينة الطبقة بريف محافظة الرقة كما سيطروا على أحياء في مدينة الثورة، التي أنشئت كمساكن لعمال السد». ولفت «المرصد» إلى أن «القوات النظامية لم تبد مقاومة تذكر، بل على العكس فرّ قادة الأجهزة الأمنية إلى مطار الطبقة العسكري عبر طائرات مروحية، كما فرّ الكثير من عناصر الأمن من أحياء المدينة».

وأكد لؤي المقداد، المنسق الإعلامي والسياسي لـ«الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية تحرير سدّ الفرات تندرج ضمن استراتيجية المعارضة لتحرير المنطقة الشرقية – الشمالية والتي تمتد من الحدود التركية حتى العراقية تمهيدا لإقامة المنطقة العازلة».

وأوضح المقداد أن «النظام السوري ضعيف عسكريا في محافظة الرقة ولا يمكنه تشتيت قواته البرية المتمركزة في العاصمة داخل مناطق المحافظة، ما سهل عملية السيطرة على السد»، مشددا على أن مقاتلي «الجيش الحر» في معظم المناطق الشرقية «ينتمون إلى النسيج الاجتماعي للمنطقة وليسوا غرباء عنها، الأمر الذي يقطع الطريق على النظام حين يقوم بضخ أموال كبيرة لزرع الفتنة وتحريض العشائر على بعضها».

ويعتبر «الفرات» السد الثالث الذي تتمكن كتائب المعارضة من السيطرة عليه، بعد سدّي «البعث» و«تشرين» الواقعين في المنطقة ذاتها. ويمتلك السدّ أهمية اقتصادية كبيرة حيث يستفاد منه في مشاريع زراعية كبيرة وفي توليد الكهرباء عبر محطات التوليد الكهرومائية. وبحسب خبراء اقتصاديين، ينتج السدّ نحو 1943 مليون كيلوواط من الكهرباء في الساعة من أصل مليارين و992 مليون كيلوواط، وهو معدل إنتاج كل السدود في سوريا.

وفي موازاة المعارك المستمرة في شرق البلاد، برز تطور جديد على الحدود التركية – السورية، حيث انفجرت سيارة مفخخة «تحمل لوحة تسجيل سورية» عند المسافة الفاصلة بين معبر باب الهوى الحدودي من جهة سوريا، ومركز «جيلويز أوغلو» من جهة تركيا.

وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية أن 10 أشخاص على الأقل قتلوا، بينهم 4 أتراك و6 سوريين، وأصيب نحو 50 بجروح الاثنين في الانفجار.

ووسط استنفار تركي جراء الحادث الذي يعتبر الأول من نوعه، هرعت عشرات من سيارات الإسعاف هرعت إلى مكان التفجير الذي وقع في مرأب وسط عدد كبير من السيارات والشاحنات.

كما قتل 14 عنصرا على الأقل من المخابرات السورية في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان في إحدى مدن محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وقال المرصد «قتل ما لا يقل عن 14 عنصرا من المخابرات العامة (أمن الدولة) والمخابرات العسكرية، وذلك إثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة سيارتين مفخختين أمام مفرزتي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية في مدينة الشدادة»، مشيرا إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب «وجود عدد كبير من الجرحى بحالات خطرة».

وفي غضون ذلك خاضت قوات الأسد اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، الذين يواصلون زحفهم إلى دمشق، وذلك للسيطرة على منطقة تقع إلى الشرق من وسط العاصمة ودفعت بدباباتها لحماية جبهاتها بينما أصاب المعارضون أهدافا في مناطق أخرى بالعاصمة.

وقال سكان ونشطاء إن جيش الأسد أرسل تعزيزات مدرعة إلى حي جوبر السني المجاور لساحة العباسيين بعد أن سيطر مقاتلو المعارضة على أحد مواقع القوات النظامية في المنطقة وهو الثالث منذ اقتحام المقاتلين حي جوبر الأسبوع الماضي على حد قولهم، وعلى الرغم من ذلك ظلت قوات الأسد ثابتة في مواقعها بوسط العاصمة.

وقال ناشط معارض في دمشق يدعى عامر «المعركة الأساسية تدور في جوبر.. يبدو أن مقاتلي المعارضة يتقدمون في القطاع الشرقي. لكن وسط دمشق مغلق بالحواجز الخرسانية وقوات الأمن تنتشر في كل مكان.. لا يمكننا القول إن لهم (مقاتلي المعارضة) وجودا فعالا حقيقيا في الوسط».

وأضاف أن الجيش يخضع على ما يبدو لضغوط كبيرة للغاية في جوبر دفعته لنشر دبابات هناك أتى بها من ضاحية داريا بجنوب غربي دمشق قرب الطريق السريع المؤدي إلى الحدود الأردنية حيث يشتبك مع مقاتلي المعارضة منذ شهرين.

وكانت المعارضة أعلنت الأربعاء الماضية عن انطلاق معارك تحرير العاصمة والتي تعتبر الأشرس منذ انطلاق معارك مماثلة في يوليو (تموز) العام الماضي.

وحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس فإن جنود قوات نظام الأسد أجروا حملات اعتقالات واسعة في أحياء متعددة من العاصمة بالتزامن مع الاشتباكات المستمرة. وأشارت الصحيفة إلى ما سمته بـ«المشهد الصادم» للسوريين من منظر الجنود بالقرب من محطة قطار القدم بعد أن سيطر عليها مقاتلو المعارضة، حيث بدا جنود النظام بحالة يرثى لها وهم بملابس قذرة وتنبعث منهم روائح يبدو من خلالها أنهم لم يستحموا منذ فترات طويلة بينما طال شعر الذقن والرأس، كما ظهر البعض منهم وكأنهم سكارى.

وشكا بعض الجنود المقبلين من مدن بعيدة بأنهم لم يزوروا عوائلهم لفترة طويلة وبعضهم لم يذق طعم النوم منذ أسابيع، وتحدثوا عن حالة الرعب التي تنتابهم ليلا خوفا من تعرضهم للقتل برصاص المعارضة في أي لحظة وأنهم يعدون ساعات الليل دقيقة دقيقة حتى طلوع الفجر.

الخطيب يجدد عرض الحوار.. والأسد: لن نتنازل مهما اشتدت الضغوط

رئيس الائتلاف السوري المعارض: المبادرة ليست ضعفا والكرة في ملعب النظام

القاهرة: سوسن أبو حسين ومحمد عبد الرازق

قال معاذ الخطيب زعيم المعارضة السورية الرئيسية أمس إن عرضه إجراء محادثات مع الحكومة السورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 22 شهرا ما زال قائما بعد يوم من انقضاء مهلة حددها دون أن يتلقى ردا. وانتهت المهلة أول من أمس (الأحد) في وقت تشهد فيه العاصمة المصرية نشاطا مكثفا بين المعارضة السورية والجامعة العربية والمبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي، بالإضافة إلى عمليات للتنسيق والتشاور مع الأطراف المؤثرة في الصراع داخل سوريا.

وبينما لم يصدر أي رد رسمي سوري مباشر على مبادرة الخطيب، بدا نظام دمشق متمسكا بموقفه بالبقاء في سدة الحكم، وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن سوريا لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت «الضغوط» و«المؤامرات»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).

ونقلت الوكالة عن الأسد قوله إن «سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سوريا وحسب، وإنما العرب جميعا»، وذلك خلال استقباله وفدا أردنيا في دمشق.

كما كرر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي خلال لقائه بالوفد تصريحات النظام المستمرة عن تعرض سوريا لـ«مؤامرة كبرى تستهدف وحدة الشعب السوري واستقرار سوريا وثوابتها الوطنية والقومية».

وعرض مضمون «البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا»، مؤكدا «انفتاح الحكومة وتواصلها الجاد مع كل القوى والأحزاب السياسية بما فيها قوى المعارضة والإجراءات، والخطوات التي تقوم بها الحكومة للتهيئة والتحضير لعملية الحوار الوطني»، دون تحديد قوى المعارضة التي ينوي النظام إجراء الحوار معها. وفي غضون ذلك، شهدت الجامعة العربية لقاءات بين الأمين العام نبيل العربي ومعاذ الخطيب، التقى بعدها العربي مع رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق، الذي التقى بدوره بعد ذلك وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.

وقال الخطيب بعد محادثات مع العربي إن حكومة الأسد لم ترد على مبادرته لمناقشة مسألة نقل السلطة. وعندما سئل عن السبب الذي يجعل عرضه قائما رغم انقضاء المهلة، أجاب أنه ما زال ينتظر رد الحكومة ثم بعد ذلك سيدرس الوضع.

وقال الخطيب عقب مباحثاته مع العربي إنه لم يجر حتى الآن أي اتصال مباشر مع الحكومة السورية. وأضاف في مؤتمر صحافي بمقر الجامعة العربية صباح أمس: «عرضنا المبادرة ليس ضعفا، وإنما من أجل وقف نزف الدم». وقال: «نطالب النظام السوري بأن يرحل، ولا مانع أن نفنى جميعا حتى تتحرر سوريا، والشعب لن يتوقف عن ثورته، وعلى النظام أن يرحل».

وأضاف الخطيب أن لقاءه مع العربي تركز حول المسألة السورية والأزمة التي يعيشها الشعب السوري، موضحا أن الثورة السورية تقوم على ركنين أساسيين؛ أولهما عسكري، والثاني سياسي، وقال: «نحاول بكل الطرق أن نرفع معاناة شعبنا الذي يتحمل ما لم يحدث مثله في التاريخ أبدا». وتابع الخطيب: «أوجه رسالة أخيرة إلى النظام السوري بأن يحاول أن يتفهم معاناة الشعب السوري، وبأن الثورة ستسمر، ولن تتوقف أبدا، ونحن لا نوقف الثورة، بل ندفعها نحو نتيجة تضمن مصالح الشعب السوري».

وأكد أن «الرسالة الثانية هي أننا لا نريد الحرب، ولكن ليس (من) مانع أن نتابع الثورة حتى نفنى جميعا وتحرر سوريا من هذا النظام ليرحل ويوفر الدماء والخراب»، قائلا إن «المبادرة التفاوضية ليست ضعفا، وإنما من باب مد اليد لرفع المعاناة عن شعبنا السوري». وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا الكلام يعني فشل المبادرة التفاوضية، قال الخطيب إن «الموضوع عند النظام، فهو لم يعط جوابا واضحا وصريحا حتى الآن، بأن يقبل الرحيل توفيرا للدماء والخراب». وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تم ترتيب لقاء بينه وبين فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، قال الخطيب: «لم يحدث ترتيب أو أي اتصال رسمي حتى الآن مع أي طرف».

وفى الوقت نفسه ترك الخطيب باب مبادرة التفاوض مفتوحا بعرضه على النظام التفاوض «في الأراضي المحررة شمال سوريا»، أي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وقال في رسالة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بالتزامن مع المهلة التي أعطاها للنظام للتعاطي مع مبادرته للتفاوض إنه على الرغم من عدم ثقته في نظام يقتل الشعب ويقصف المخابز، فإنه قبل بالتفاوض من أجل حقن المزيد من الدماء والخراب، وأضاف: «بعد أن بذلت ما أطيق لإيجاد منفذ لتوفير الدماء والخراب، أكلف الهيئة السياسية المؤقتة بدارسة هذه المبادرة التفاوضية، ثم تقديم توصيتها إلى الهيئة العامة في ضوء إشارات النظام ومن أخطرها رفض إطلاق سراح السجينات، وهو شرط غير قابل للنقاش من وجهة نظري».

إلى ذلك، قال رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق في تصريحات له عقب اجتماعه مع وزير الخارجية المصري، ومع العربي، كل على حدة، إن الأسد يحلم بأنه إذا لم يستطع أن يحافظ على الحكم فسوف يقسم سوريا ويقيم دولة علوية، مضيفا أنه «ما من حل للأزمة السورية إلا برحيل بشار الأسد». كما طالب حجاب بتخصيص مقعد للمعارضة في الجامعة العربية والمنظمات الدولية.

اشتباكات في دمشق وتفجير سيارات في الحسكة وباب الهوى والثوار يسيطرون على سد الفرات

                                            شهدت الأوضاع الميدانية تطورات كثيرة أمس، وفيما كانت الاشتباكات تتواصل داخل بعض أحياء دمشق بين الثوار وقوات نظام بشار الأسد، سجل تفجير 3 سيارات مفخخة؛ اثتنان في منطقة الحسكة حصدتا أكثر من 14 قتيلا في صفوف عناصر الأسد وثالثة قرب معبر باب الهوى على الحدود التركية، تسببت بسقوط جرحى بينهم مواطنون اتراك وأضراراً مادية، فيما تمكن الثوار من السيطرة على سد الفرات في شمال البلاد، أكبر السدود السورية.

أما سياسيا، فكانت القاهرة مركز الحدث السوري، حيث التأم مجلس الجامعة العربية في اجتماع استثنائي لبحث قضية اللاجئين السوريين، وعلى هامشه اجتمع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي برئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية معاذ الخطيب، فيما التقى وزير الخارجية المصري محمد عمرو مع المبعوث العربي الأخضر الإبراهيمي ومع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب.

اشتباكات دمشق

فقد خاض الثوار معارك طاحنة مع قوات بشار الأسد للسيطرة على منطقة تقع إلى الشرق من وسط دمشق ودفعت بدباباتها لحماية جبهاتها بينما أصاب المعارضون أهدافا في مناطق أخرى بالعاصمة.

وقال سكان ونشطاء إن جيش الأسد أرسل تعزيزات مدرعة إلى حي جوبر المجاور لساحة العباسيين بعد أن سيطر الثوار على أحد مواقع قوات النظام في المنطقة وهو الثالث منذ اقتحام الثوار حي جوبر الأسبوع الماضي على حد قولهم.

وقال ناشط معارض في دمشق يدعى عامر “المعركة الأساسية تدور في جوبر… يبدو أن مقاتلي المعارضة يتقدمون في القطاع الشرقي. لكن وسط دمشق مغلق بالحواجز الخرسانية وقوات الأمن تنتشر في كل مكان… لا يمكننا القول بأن لهم (الثوار) وجود فعال حقيقي في الوسط”. وأضاف أن جيش الأسد يخضع على ما يبدو لضغوط كبيرة للغاية في جوبر دفعته لنشر دبابات هناك أتى بها من ضاحية داريا بجنوب غرب دمشق قرب الطريق السريع المؤدي إلى الحدود الأردنية حيث يشتبك مع مقاتلي المعارضة منذ شهرين.

وأظهر تسجيل مصور نشره “لواء الإسلام” في الجيش الحر عناصره وهم يطلقون صاروخا يقولون إن مداه يبلغ 60 كيلومترا، ما يعكس تحسنا واضحا في أسلحة المعارضة.

وقالت شبكة “شام نيوز” التي تضم نشطاء إعلاميين إن الثوار اقتحموا ثكنة عسكرية في جوبر وهاجموا حاجز طريق في منطقة العفيف الليلة قبل الماضية. وتقع منطقة العفيف قرب القصر الرئاسي على سفح جبل قاسيون إلى الشمال الغربي من المدينة.

وتحدث نشطاء أيضا عن هجوم بقذائف المورتر على أحد مراكز الشرطة في منطقة عرنوس بوسط دمشق. ولم يتضح ما إذا كانت قذائف المورتر أصابت هدفها وما إذا كان هناك خسائر بشرية.

وقالت امرأة تعيش في حي المزة: “يزداد الوضع صعوبة بشكل كبير. للمرة الأولى نسمع صوت قذائف مرتر تسقط في مكان قريب هكذا”.

ويطلق جيش النظام نيران المدفعية الثقيلة والصواريخ من قاسيون على جوبر ومجموعة من الأحياء السكنية التي تصدرت الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا ضد الأسد.

وتتمركز القوات الأشد ولاء للأسد في قاسيون. والطريق الرئيسي الذي ينقل إمدادات هذه القوات إلى قواعد ساحلية يمر قرب مدينة حمص التي تبعد 140 كيومترا شمالي دمشق.

وقال نشطاء امس إن اشتباكات وقعت في منطقة القلمون على الطريق السريع بين دمشق وحمص قرب قاعدة عسكرية أطلقت منها صواريخ سكود على منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

السيطرة على سد الفرات

إلى ذلك، سيطر الثوار أمس على سد الفرات في شمال سوريا، وهو اكبر السدود المائية في البلاد، بحسب ما افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، مشيرا الى انها “الهزيمة الاقتصادية الاكبر” للنظام السوري منذ بدء النزاع.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” ان المقاتلين “سيطروا على سد الفرات في مدينة الطبقة الذي ما زال عاملا”.

واوضح عبد الرحمن ان “مقاتلين من جبهة النصرة وكتيبة احرار الطبقة وكتيبة اويس القرني”، دخلوا الى غرف التحكم بالسد “قبل ان يعودوا ويتمركزوا على مداخله، تفاديا لان يقوم النظام بقصف هذا السد الحيوي”.

واشار الى ان السيطرة على السد الواقع في محافظة الحسكة في شمال البلاد “هي الهزيمة الاقتصادية الاكبر للنظام السوري منذ بدء الثورة” قبل اكثر من 22 شهرا.

وبث ناشطون شريطا مصورا على شبكة الانترنت، يظهر الاجهزة العاملة في داخل السد. ويقول المصور “من داخل سد الفرات في مدينة الطبقة، جولة ميدانية (…) ها هو السد يعمل في شكل طبيعي بعد تحريره من عصابات الاسد”.

وقال عبد الرحمن ان السد والمدينة “سقطا في 24 ساعة من دون اي مقاومة”. واضاف “فر قادة الاجهزة الامنية يوم امس (الاحد) الى مطار الطبقة العسكري عبر طائرات مروحية، كما فر الكثير من عناصر الامن من احياء المدينة التي تقطن فيها كافة مكونات الشعب السوري الدينية والعرقية”.

ويسمح السد المقام على النهر الذي يعبر تركيا وسوريا والعراق، بري آلاف الهكتارات، ويحجز خلفه “بحيرة الاسد”، ودشن في مطلع عهد الرئيس حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار، خلال السبعينات من القرن الماضي.

ويبلغ طول السد 4,5 كليومترات وعرضه من القاعدة 512 مترا وفي القمة 19 مترا، وارتفاعه 60 مترا، بحسب الموقع الالكتروني لوزارة الموارد المائية السورية.

اما البحيرة فيقارب حجمها 14,1 مليار متر مكعب.

تفجيرات

أمنياً أيضاً قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب نحو ثلاثين بجروح امس في انفجار سيارة مفخخة على الحدود بين تركيا وسوريا، كما اعلن رئيس بلدية بلدة ريهانلي حسين سنوردي.

واوضح سنوردي لشبكة “ان تي في” التلفزيونية ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة تحمل لوحة تسجيل سورية.

واضافت الشبكة ان العشرات من سيارات الاسعاف هرعت الى مكان الانفجار فورا لاسعاف الضحايا.

واكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة “فرانس برس” وقوع الانفجار، موضحا انه تسبب في احراق نحو 15 سيارة متوقفة على مقربة من اخر نقطة مراقبة تركية قبل الحدود.

ووقع الانفجار على بعد نحو اربعين مترا من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، كما اوضحت شبكة “ان تي في” ايضا.

وقال مسؤول تركي لوكالة “رويترز”: “لا نعلم ما إذا كان تفجيرا انتحاريا أم سيارة تهرب بنزينا عبر الحدود وانفجرت”.

وهذا الانفجار هو الحادث الاكثر خطورة على الحدود بين سوريا وتركيا منذ سقوط قذيفة في بداية شهر تشرين الاول الماضي اطلقها الجيش االموالي للاسد، على قرية اكجاكالي الحدودية التركية الى الشرق واسفرت عن مقتل خمسة مدنيين اتراك.

كما قتل 14 عنصراً على الاقل من مخابرات نظام الأسد في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين في احدى مدن محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد “قتل ما لا يقل عن 14 عنصرا من المخابرات العامة (امن الدولة) والمخابرات العسكرية، وذلك اثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة سيارتين مفخختين امام مفرزتي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية في مدينة الشدادة”، مشيرا الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب “وجود عدد كبير من الجرحى بحالات خطرة”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المدينة “تشهد اشتباكات، وهي باتت شبه خالية من السكان”.

“الأونروا”

في غضون ذلك حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة من الارتفاع الملحوظ لعدد القتلى والجرحى من اللاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك.

وأكدت المنظمة في بيان أصدرته امس تلقيها تقارير موثوقة تشير إلى أن 12 من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في ضواحي دمشق قد قتلوا في 7 شباط الجاري، بينما أصيب آخرون بجروح، مشيرة إلى أن العديد من الجرحى سقطوا بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة.

وأضاف بيان المنظمة أن أعداد الذين لقوا مصرعهم من اللاجئين الفلسيطينيين خلال الآونة الأخيرة وصل إلى 30 لاجئا سقط معظمهم في دمشق وريفها، مؤكدا أن أعدادا كبيرة منهم اضطروا لمغادرة المخيمات في دمشق إلى أماكن أكثر أمنا.

الإبراهيمى

سياسيا، كرر المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون سياسيا وهذا الموقف لم يتغير ولايزال مستمرا.

وجاء ذلك فى تصريحات أدلى بها الإبراهيمي امس عقب لقائه وزير الخارجية محمد كامل عمرو.

وقال المبعوث الأممي “لقد رحبت بمبادرة رئيس الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة السورية معاذ الخطيب بشأن الحوار مع النظام السوري لإنهاء الوضع الراهن، ونحن فى الأمم المتحدة والجامعة العربية نقول باستمرار إن الحل للملف السورى يجب أن يكون سياسيا”.

حجاب

كما عقد محمد عمرو محادثات مع رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري المنشق. وصرح رياض حجاب عقب المحادثات بأنه بحث مع وزير الخارجية المصري الوضع السوري والثورة السورية والحلول المطروحة لمساعدة شعب سوريا، مؤكدا أنه “ما من حل للأزمة السورية إلا برحيل بشار الأسد”.

وحول إمكانية تكرار السيناريو اليمني في سوريا نفى حجاب إمكان أن يكون هناك أى حل سياسي لا يتضمن رحيل بشار الأسد وبضمانات دولية من مجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية والدول الإقليمية والعربية والجامعة العربية المعنية بالاساس بالمسألة السورية.

وردا على سؤال حول حول كيفية رحيل بشار عمليا في ضوء استمرار سيطرته، قال “لا نريد نهاية الدولة ولكن نتحدث عن نهاية بشار الأسد ومن تلطخت أيديهم بالدماء السورية”.

وحول ارتباط رحيل بشار الأسد بمصالح روسيا وايران وما اذا كان لدى المعارضة السورية ما تقدمه لروسيا أو إيران، قال رياض حجاب، إن هذا أمر يتعلق بموقف الدولتين. ونفى أن يكون هناك أي انقسام أو إشكالية انقسام مطلقا في المعارضة السورية، مؤكدا أن المعارضة السورية موجودة حاليا فى مظلة سياسية واحدة هى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة وكلها متفقة على هدف واحد هو اسقاط النظام.

وحول إحداث مبادرة السيد معاذ الخطيب انشقاقا بالمعارضة السورية أوضح حجاب، أن الخطيب قال إنها مبادرة فردية، ولكن هذه المبادرة مشروطة بتنحية النظام وسقوطه فالشرط والهدف الأساسي هو سقوط النظام وتنحيته.

وحول إمكانية طرح الائتلاف السوري مبادرة أخرى جديدة يوم الخميس المقبل خلال اجتماع الائتلاف، قال رياض حجاب إنها ليست مبادرة جديدة ولكنها رؤية سياسية للائتلاف حيث إن الائتلاف لم يقدم منذ تشكيله رؤية سياسية للحل، وسيقدم الآن رؤيته السياسية التي تتضمن بالتأكيد تأكيدا على الثوابت وأهمها رحيل النظام ومحاسبة من تلطخت آياديهم بالدماء.

وبشأن مستقبل سوريا في حال سقوط نظام الأسد والمخاوف من سيطرة السلفيين والجهاديين، قال حجاب كونوا مطمئنين حول مستقبل الشعب السوري لأنه واع وستكون خياراته ديموقراطية وهو يعيش منذ آلاف السنين ضمن هذه الفسيفساء المتنوعة ومن نسيج اجتماعي واحد وما يهمنا هو بقاء الدولة السورية وهياكلها ووحدة التراب السوري الذي يعنينا للغاية وكذلك وحدة المجتمع السوري.. وأن الشعب السوري هو من يقرر حسب صناديق الاقتراع.

وعمّا يتردد من تمركز لقوات الأسد حول طرطوس واللاذقية، قال رياض حجاب: “بشار يحلم بأنه إذا لم يستطع أن يحافظ على الحكم فسوف يقسم سوريا ويقيم دولة علوية”.

وإذا ما كانت قاعدة طرطوس ستظل تحت سيطرة روسيا حال سقوط الأسد، قال إن هذا أمر يتعلق بالموقف الروسي من الثورة السورية.

وحول موقعه في إئتلاف المعارضة السورية حاليا ومستقبلا، قال حجاب إنه سيظل جنديا ضمن أبناء الشعب السوري.

معاذ الخطيب

الى ذلك، لمح معاذ الخطيب أمس إلى أن عرضه بإجراء محادثات مع الحكومة السورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 22 شهرا ما زال قائما بعد يوم من انقضاء مهلة حددها دون أن يتلقى ردا.

وقال بعد محادثات مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن حكومة الأسد لم ترد حتى أمس الأحد على مبادرته لمناقشة مسألة نقل السلطة.

وقال للصحافيين في القاهرة “النظام لم يعط جوابا واضحا حتى الآن أنه يقبل بالرحيل توفيرا للدماء والخراب”. وأضاف “لم يحصل ترتيب أي لقاء ولم يحصل أي اتصال رسمي حتى الآن مع أي طرف”. وعندما سئل الخطيب عن السبب الذي يجعل عرضه قائما رغم انقضاء المهلة أجاب أنه ما زال ينتظر رد الحكومة ثم بعد ذلك سيدرس الوضع.

ومضى يقول “عرضنا المبادرة التفاوضية ليس ضعفا وإنما من باب مد اليد لرفع المعاناة عن الشعب السوري”. وبحث الوسيط الدولي المبادرة مع العربي أول من أمس مع انقضاء المهلة التي حددها الخطيب لإجراء محادثات مع الحكومة حول إنهاء الصراع مع عدم وجود مؤشر على أي تحرك.

وقال الخطيب الأسبوع الماضي إن على حكومة الأسد أن تفرج عن آلاف السجينات بحلول الأحد الموافق العاشر من فبراير شباط وإلا سيعتبر أن عرضه قوبل بالرفض.

وفي وقت لاحق قال الخطيب في صفحته على فيسبوك إنه مستعد لإجراء محادثات مع ممثلي الأسد في مناطق بشمال سوريا خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة دون أن يحدد مهلة.

وقال وليد البني المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري إنهم حتى الآن لم يحصلوا على أي استجابة سوى هذه التصريحات “السخيفة” من وزير الإعلام لكنهم ما زالوا مستعدين لبحث أي مبادرة حقيقية من الممكن ان تؤدي إلى إنهاء القمع والعنف في سوريا.

مجلس الجامعة

في القاهرة أيضا، عبر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عن قلقه البالغ إزاء تردى الأوضاع الإنسانية فى سوريا وما نتج عنه من تبعات خطيرة تتمثل فى نزوح ما يربو على مليونين ونصف المليون من السكان عن قراهم ومدنهم وتشريدهم داخل سوريا وهجرة مئات الآلاف منهم للدول المجاورة والدول العربية الأخرى هربا من شدة العنف والاقتتال، مطالبا المجتمع الدولى بمزيد من الاهتمام بالوضع الإنسانى للنازحين.

وأكد المجلس فى ختام اجتماعه غير العادي الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة، أهمية إيجاد صياغة لتواجد جامعة الدول العربية فى مواقع إيواء النازحين لمتابعة تطورات الأوضاع الإنسانية لهم من خلال بعثات ومراكز ومكاتب الجامعة في دول الجوار.

ووجه المجلس، في بيانه الختامي، الشكر للدول التى تستضيف النازحين السوريين على أراضيها ودعم جهودها الرامية إلى تحسين أوضاعهم الإنسانية، وكذلك على جهودها لتسهيل مهمة بعثة جامعة الدول العربية مما أسهم بشكل فاعل فى إنجاح مهمتها.

وكلف الأمانة العامة بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة والجهات المعنية في دول الجوار، التي تستضيف النازحين السوريين لمتابعة وصول الدعم المقرر من مؤتمر المانحين لتلبية الاحتياجات ذات الأولوية لتوفير المأوى المناسب والمياه الصالحة والغذاء والطاقة الكهربائية وتقديم الرعاية الصحية والخدمات التعليمية ورعاية المعاقين وخاصة الاطفال والتخفيف من معاناة النازحين.

وأكد ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مستحقيها دون عوائق أو تلكؤ من قبل السلطات السورية، مجددا إدانته لما تعرض له اللاجئون الفلسطينيون فى مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية الأخرى من اعتداءات ومعاملة اللاجئين على قدم المساواة مع النازحين السوريين.

الأسد

في دمشق، قال رئيس النظام السوري بشار الاسد امس ان سوريا، لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت “الضغوط” و”المؤامرات”، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

ونقلت الوكالة عن الاسد قوله ان “سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سوريا وحسب، وانما العرب جميعا”، وذلك خلال استقباله وفدا اردنيا في دمشق.

وقالت الوكالة ان الاسد شكر للوفد الذي يضم “عددا من الناشطين السياسيين والمحامين والاطباء والمهندسين”، مواقفه “القومية الداعمة للشعب السوري”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ)

مشايخ دروز يُفتون “سراً” بعدم الإنضمام لـ”ميليشيات النظام السوري

صالـح حـديفـة

تُفيد المعلومات الواردة لموقع “NOW” نقلاً عن شهود عيان في محافظة السويداء في سوريا، بارتفاع منسوب التوتر في أنحاء مختلفة من المحافظة، التي أبقت منذ بداية الثورة في سوريا على حدٍّ مقبول من الاستقرار، بدأ أخيراً يتلاشى بشكل مطّرد مع فشل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في تكبيل حراك أبناء المحافظة ضده، الذين لم يرضخوا لمحاولات النظام في زرع الخوف “الأقلّوي” بصفوفهم، انطلاقاً من انتماء غالبية أبناء السويداء إلى طائفة الموحدين الدروز، إضافة إلى السعي المتواصل في دوائر النظام الأمنية لتغذية نيران الخلاف التاريخي بين أبناء السويداء ودرعا.

وتؤكد مصادر مطّلعة على مجريات الحراك الدائر في السويداء لموقع “NOW”، أنّ “قرار النظام بتحويل مجموعات “الشبّيحة” و”اللجان الشعبية”، إلى جيش ميليشياوي منظّم تحت إسم “جيش الدفاع الشعبي”، أثار موجةً كبيرة من القلق لدى عموم أبناء المحافظة، حتى أولئك الذين لا يُظهِرون عداءً للنظام”. وتعزو المصادر عينها هذه الخطوة من النظام السوري إلى “حاجته لقواته العسكرية في المحافظات والمناطق المشتعلة في وجهه، وبالتالي اضطراره لسحب وحداته المنتشرة في السويداء، ما سيخلّف فراغاً أمنياً يخشى المسؤولون الأمنيون في النظام أن يشكّل فرصة لتزايد الحركة الثورية في السويداء، خصوصاً بعد معركة “ظهر الجبل” التي خاضها عناصر “الجيش السوري الحر” في المجلس العسكري لمحافظة السويداء ضد قوات النظام، وسقط فيها الملازم الأول المنشقّ خلدون زين الدين”.

وتشير المصادر إلى أن “عدداً من رجال الدين في طائفة الموحدين الدروز في السويداء، أفتى سراً بحرمة الانضمام إلى صفوف “جيش الدفاع الشعبي”، لكونهم يرون في هذا الجيش مدخلاً لإذكاء نار الفتنة بين أبناء السويداء وأبناء حوران ودرعا، كما بين أبناء السويداء أنفسهم، الموالين والمعارضين”. وانطلاقاً من ذلك، تشير المصادر، إلى “تنامي حالة القلق داخل المحافظة ولدى عقلائها، في ظل تكرار عمليات الخطف المتبادلة بين أبناء السويداء وأبناء محافظة درعا، وإنْ لم تكن جميعها على خلفية سياسية”.

في هذا المجال كشفت المصادر لـ”NOW” عن مقتل الشاب الدرزي أديب أبو الدهن، من قرية ملح في محافظة السويداء، وذلك بعد تعرّضه للسلب على يد مجموعة مسلّحة بالقرب من منطقة خربا في درعا. وأُصيب بالحادثة شخص آخر نقل لأبناء السويداء روايته عن الحادثة، مؤكداً أنها كانت بقصد السلب لا على أساس سياسي أو طائفي. لكن رواية السلب لم تمنع تأزّم الوضع في السويداء، خاصةً “بوجود من يعمل لمصلحة النظام على تغذية الخوف بعد كل حادثة”.

وفي هذا السياق، ومنعاً لاستغلال الحادثة من قبل النظام السوري في تحريض أبناء السويداء على ثوار درعا، كشف “مخفر المنطقة الشرقية في درعا – قطاع القلعة” الذي يرأسه عماد الدين المقداد التابع للجيش السوري الحر، عن إسم قاتل أبو دهن، وهو يُدعَى معين الجلدة، وتعهَّد بتوقيفه ومعاقبته. وأصدر المخفر بياناً توضيحياً حول الحادثة، قال فيه: “نتقدّم نحن الكتائب العاملة على الأرض في مدينة بصرى الشام وما حولها، وخاصة بلدة معربة، نتقدّم بالتعازي الحارة لذوي الشهيد أديب خليل أبو دهن من بلدة المليحة في السويداء بشكل خاص، وإلى أهالي محافظة السويداء، وتتعهّد الكتائب العاملة بمطاردة الفاعل معين الجلدة أينما ذهب وأينما وُجِد”.

وأشار البيان إلى أن الجلدة هو “هدفٌ للكتائب التالية: كتيبة الشهيد المقدم حافظ مقداد – كتيبة شهداء حوران – كتيبة درع الجنوب”، التي ستعمل على “توقيفه وتسليمه لذوي الشهيد”. ودعا البيان أنّ “تحاسَب كل مجموعة مسلّحة تقوم بعمليات النهب والسرقة والقتل لمواطنين لم يرتكبوا أي ذنب”، مؤكداً أن “ليس كل من حمل سلاحاً هو من الثورة، فالثورة ثورة أخلاق وستكون هكذا دائماً، وكل من يشذّ عن هذه القاعدة فهو مجرم لا فرق بينه وبين النظام”.

في مجال آخر، أفاد ناشطون من السويداء عن سقوط “الشهيد البطل سـميـر أبـو فـخـر الذي استشهد وهو يدافع عن دمشق ومحيطها برفقة لواء “تحرير الشام” التابع للجيش السوري الحر”. وذكر الناشطون أنّ أبي فخر “انشقّ عن جيش الاحتلال الأسدي منذ قرابة العام ونصف العام لينضم الى صفوف الجيش الحر مقاتلاً تشهد ساحات الكرامة على تضحياته”.

الجيش الحر يسيطر على مدينة الطبقة بالرقة

                                            بعد استيلائه على مطار الجراح بحلب

جرت اشتباكات عنيفة صباح اليوم بين الجيش السوري الحر وقوات النظام مدينة الرقة. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مدينة الطبقة بريف الرقة بعد اشتباكات دامت أكثر من أسبوع سيطر خلالها الحر على المدينة بكاملها.

وتظهر الصور سيطرة الجيش الحر على آليات ومعدات ثقيلة وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر كان جيش النظام قد استخدمها في قصفه للمدينة. ويأتي ذلك بعد سيطرة الثوار الكاملة على مطار الجراح العسكري الواقع على طريق الرقة-حلب بعد معارك عنيفة استمرت منذ صباح أمس، في حين ما زال المقاتلون يحاصرون مطار كويرس في ريف حلب.

من جانبها قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 16 شخصا قتلوا اليوم في سوريا، معظمهم في درعا وحلب.

وقد قصفت قوات النظام السوري صباح اليوم الثلاثاء بالمدفعية الثقيلة عدة بلدات بدرعا، في وقت أعلن فيه الجيش الحر سيطرته على حاجز الحرش العسكري بالمحافظة بعد حصار دام أكثر من خمسة أيام.

وشن الطيران الحربي قصفا عنيفا في ريف درعا على بلدة المسيفرة والسهول المحيطة بها، ترافق مع قصف مدفعي على بلدات الجيزة وكحيل. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في محاولة من الأول لتحرير كتيبة السهوة.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن الجيش الحر سيطر بالكامل على مطار الجراح العسكري في ريف حلب الشرقي، بعد حصار ومعارك عنيفة دامت أكثر من شهر تقريبا. وانتهت عملية السيطرة على المطار بأسر الجيش الحر أكثر من 50 جنديا من الجيش النظامي، إضافة إلى سيطرته على أسلحة من كتيبة الدفاع الجوي الموجودة في المطار.

وتدور حاليا اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في محيط مطار النيرب العسكري واللواء 80، وسط قصف من الطيران الحربي على المنطقة وقصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء كرم الطرب والسكن الشبابي وطريق الباب.

وفي ريف حماة قتل شخص وجرح آخرون نتيجة إطلاق نار كثيف من حواجز النظام في بلدة قلعة المضيق. وفي دمشق تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء وبلدات دمشق الجنوبية، كما شن الطيران الحربي قصفا عنيفا على مدن زملكا وكفربطنا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.

وتجدد القصف العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينة داريا، كما تدور اشتباكات عنيفة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا. وقال الجيش الحر إنه اقتحم بناية يتخذها الحرس الجمهوري مقرا له في عدرا بالغوطة الشرقية، وأسر عددا من الجنود هناك.

وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس الاثنين مقتل 96 شخصا في سوريا، أغلبهم في دمشق وريفها. ومن بين القتلى نحو عشرين شخصا قضوا في قصف على عدد من أحياء مدينة حلب، منهم عشرة أطفال قتلوا في قصف بالطائرات الحربية على حي كرم الجزماتي.

تفجير معبر

في غضون ذلك، ارتفع إلى 13 عدد قتلى انفجار سيارة مفخخة في معبر جيلفة غوزو المقابل لمعبر باب الهوى بين سوريا وتركيا، منهم ثلاثة أتراك، حسب حصيلة جديدة أوردها بيان رسمي تركي. وأظهرت صور بثتها شبكات التلفزة التركية 15 سيارة دمرها الانفجار.

وقال المتحدث باسم مجلس الثورة في إدلب علاء الدين اليوسف للجزيرة إن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود حالات خطيرة من بين المصابين، وأضاف أنه ربما كان من المخطط إدخال السيارة إلى تركيا.

وعلمت الجزيرة أن الانفجار وقع قبل وصول وفد من المجلس الوطني السوري -المكون الرئيسي للائتلاف الوطني المعارض- إلى المنطقة. وانفجرت السيارة التي كانت رابضة في الجانب التركي على بعد أمتار من البوابة السورية.

وكشف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن الانفجار كان يستهدف موكبهم، متهما النظام السوري بتدبيره.

ويعد الانفجار هو الأكثر خطورة على الحدود بين سوريا وتركيا منذ سقوط قذيفة بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقها الجيش النظامي السوري على قرية أقجة قلعة الحدودية التركية إلى الشرق، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين أتراك.

ونشرت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا الشهر الماضي على الأراضي التركية ست بطاريات صواريخ باتريوت لحماية تركيا من الهجمات التي يشنها الجيش النظامي.

التعايش مع القصف خيار إجباري بدوما

                                            دمشق-خاص بالجزيرة نت

أصبح النهار المشمس ينذر بيوم سيئ بالنسبة لأهالي دوما في ريف دمشق، لأنه يترافق مع الطلعات الجوية وقصف طائرات الميغ. ورغم الدمار الهائل الذي حل بالمدينة، فإن بضعة آلاف من السكان الذين عادوا يسعون جاهدين لاستعادة شيء من الحياة التي كانت تسري فيها.

وقد تجولت الجزيرة نت في دوما الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر حيث لا يمكن التوقع متى وأين سيكون القصف، وأي خسائر بشرية أو مادية ستخلف، إذ سقطت العديد من القذائف على مقربة منا خلال وجودنا بالمدينة، وكان لافتا أن البعض يمشون في الشوارع وسط الدمار لقضاء حاجاتهم والابتياع من الدكاكين القليلة المفتوحة، رغم معرفتهم المسبقة أنه يمكن لقذيفة أن تودي بحياتهم في أي لحظة.

وفي رد فعل لا شعوري يهرعون إلى أقرب جدار حين يسمعون صوت القصف، وعندما يتأكدون أنهم نجوا هذه المرة أيضا يتابعون سيرهم وكأن شيئا لم يكن.

يتهكم كثيرون من أنهم كانوا يفزعون من صوت الرصاص في بداية الثورة، والآن أصبحوا لا يأبهون بقصف صواريخ الطائرات.

العيش تحت القصف

ولا يبدو منطقيا أن يعيش مدنيون تحت القصف وألا تتوافر لهم أي نوع من الحماية إزاء قذائف لا تستثني العزل من الأطفال والنساء والشيوخ، لكن أهالي دوما مثل سائر المناطق في سوريا مجبرون على هذا.

قال ياسر -أحد الناشطين في المدينة- معلقا على ذلك، إنه عندما يتأمل قدرة الأهالي على التعايش مع هذه الظروف يشعر كأن الأمر أقرب إلى معجزة، وأن ذلك يتطلب منهم الكثير من الشجاعة.

لكن أفراد عائلة أبي خالد التي زارتها الجزيرة نت أبدوا تمسكا قويا بالبقاء في البيت، بعدما تجرعوا مرارة النزوح مرتين عن المدينة، وقالت الابنة “أفضل الموت تحت القصف في بيتي على التشرد خارجه”.

فالأماكن التي نزحوا إليها لم تكن آمنة أيضا، وجابهوا فيها البرد والجوع في مزرعة دون نوافذ وأبواب وبلا كهرباء. ظروف النزوح الصعبة أجبرت العائلة التي لديها ثلاثة أطفال صغار دون العاشرة من عمرهم، على الرجوع للعيش تحت القصف في دوما.

إنه حال بقية العائلات التي رجعت أيضا والتي تفتقر إلى المتطلبات الأساسية للحياة، وأولها الحد الأدنى من الأمان، فهؤلاء اتخذوا قرارهم بعدم الخروج من منازلهم إلا إذا تحولوا إلى جثث محمولة على الأكتاف.

فالمزيد من القبور تحفر يوميا في المدينة لتواري الضحايا من هؤلاء، ومؤخرا بدأ الأهالي دفن قتلاهم في مقبرة جديدة بعدما امتلأت القديمة.

ظروف سيئة

أصوات القذائف لم تتوقف عندما كانت أم خالد تتحدث للجزيرة نت عن مدينتها وعن الشهداء والمعتقلين والمبعدين من عائلتها، وعن مشاركاتها في المظاهرات منذ بداية الثورة، وقالت إنها لا تملك الآن سوى التضرع من أجل سلامة أسرتها وأولادها الصغار الذين تقلق عليهم بشدة.

وأشارت إلى أن تأمين سبل البقاء على قيد الحياة ليس بالأمر السهل خلال الحرب، فدوما تفتقر إلى الوقود والكهرباء والماء والأغذية، وقالت إنهم يواجهون البرد بما يجدونه من مواد قابلة للاحتراق.. “نجمع قطع الأخشاب وأحيانا الأكياس والأحذية، ونعتمد بشكل كبير على خزانات المياه البلاستيكية التي كسرت بفعل القصف، ونضع كل تلك الأشياء في المدفأة ونشعلها”.

وأردفت أم خالد أنهم يخضعون أنفسهم لتقشف شديد في استهلاك المياه، إذ لا يمكن ملء الخزانات دون مضخة كهربائية.

من جانب آخر يحاول كل طفل التأقلم مع الأوضاع الصعبة التي يعيشها حسب عمره وقدراته، فلا يتاح للصغار وسائل للتسلية أو اللعب في ظل خطورة الخروج من البيت وقلة السكان ونزوح معارفهم وأقاربهم، وتقول والدتهم إنهم محتجزون في البيت منذ شهور.

ولا يجد أصغرهم وعمره سنتان سوى اللعب بجنود من البلاستيك يصنفهم بين جيش حر و”أسديين”. أما بدر الابن الأكبر (10 أعوام) فيشارك مع بعض رفاقه في تنظيف الشوارع رغم أنها تقصف مجددا وتمتلئ بالركام، فقد أضحى من الشائع رؤية صبية صغار حصلوا على عربة أدوات تنظيف من البلدية ليكنسوا الطرقات في ظل غياب عمال النظافة.

عقيدة أوباما بسوريا.. تجاهل تام

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لكاتب أميركي قال فيه إن عقيدة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا، لا يمكن استخلاصها من الخطابات الكبيرة له في مؤتمر حزبه عام 2008 أو في القاهرة، أو برلين أو غيرهما، بل بكشفها في التسريبات الجديدة من الشهادات أمام الكونغرس بشأن سوريا.

وجاء في مقال للكاتب ريتشارد كوهين أن هذه العقيدة تتلخص في “تجاهل الأمر”. وقال الكاتب “لقد علمنا الآن أن الكثير من أجهزة الأمن كانت تفضل القيام بخطوة ملموسة”.

وأشار الكاتب إلى أن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا -الذي سيغادر المنصب قريبا- ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون كانا قد اقترحا تسليح معارضة سوريا، وكذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق ديفد بترايوس. ومع ذلك، اعترض البيت الأبيض على تلك المقترحات بحجة أن الأسلحة ربما تنتقل إلى تنظيم القاعدة وحلفائه وتُستخدم ضد أميركا.

وبحسب الكاتب فإنه وبعد عامين من الأحداث السورية، كان من الممكن أن تكون لسي آي أي بميزانيتها التي تبلغ خمسين مليار دولار سنويا فكرة عن من هو جدير بالثقة بين الأطراف السورية.

وذكر الكاتب أن من تسلحه أميركا في المعارضة السورية يمكن أن يصبح صديقا لها عندما تنتهي الحرب، موضحا أن التسليح هو أحد الطرق فقط لمساعدة المعارضة السورية.

وأشار إلى أنه كان بإمكان الولايات المتحدة وحلف الناتو إنشاء منطقة يُحظر فيها الطيران لتحييد مقاتلات ومروحيات الرئيس السوري بشار الأسد، وكان من شأن ذلك أن يغيّر الوضع تغييرا كبيرا.

ومضى الكاتب يقول إن عجز أوباما كلف المنطقة كثيرا، وأشار إلى الكارثة الإنسانية بنزوح آلاف اللاجئين إلى الدول المجاورة، وإلى بروز من أسماهم بـ”المعارضين المتطرفين”، وبخلخلة التوازن العرقي في المنطقة.

وقال أيضا إن أوباما أجاب بعبارة محيرة عندما سئل عن سياسته الخارجية. قال: “كيف يمكنني إنقاذ عشرات الآلاف من القتلى بسوريا وعشرات الآلاف ممن يُقتلون بالكنغو”.

وعلق كوهين قائلا إن تلك عبارة مخادعة وتشير إلى أن العجز عن فعل أي شيء يبرر عدم الرغبة في الفعل، كما أنها تثير السؤال عن السبب وراء تدخله العسكري في ليبيا وعدم تدخله في الحرب الأهلية بالكنغو.

وانتهى الكاتب إلى أن السبب الذي أبداه أوباما لعدم تدخله في سوريا ليس مقنعا، وأنه يسمح بالقول إن الانتخابات هي السبب في إيثار أوباما السلامة. فأوباما هو الذي أنهى التدخل الأميركي في العراق، ويعمل على إنهائه في أفغانستان “فكيف يمكنه تبرير التدخل في سوريا خلال حملته الانتخابية؟”.

وأجاب كوهين بأن بإمكان أوباما القول إن المنطقة بأكملها تتعرض للانفجار وإن سوريا تعج بأسلحة الدمار الشامل، وإن الأكراد ربما ينفصلون، وإن حمام دم طائفيا يلوح في الأفق وإن المزيد من آلاف المدنيين الأبرياء سُيقتلون.

واختتم الكاتب مقاله بقوله إن سياسة أوباما الخارجية تفتقر إلى أي وازع أخلاقي ونتيجة لذلك تدهور الوضع في سوريا ليصبح الآن كارثة للمنطقة وسيصبح قريبا عبئا ثقيلا على أميركا. وأضاف أن ما يُقال عن خوف أوباما من جعل الحرب السورية أفظع، قد حدث، وكان ذلك بسبب عجزه.

الفيصل: تدخل الأمم المتحدة ضروري لإنهاء العنف في سوريا

اجتماع مرتقب لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث الوضع المتأزم في سوريا

العربية.نت

قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي ميخائيل شبيندل ايغر، إن “تدخل الأمم المتحدة ضروري لإنهاء العنف في سوريا”، مؤكدا أن “النظام السوري يرفض نقل السلطة، والمجتمع الدولي عاجز عن وقف العنف”.

وتساءل الفيصل: “ماذا سيفعل المجتمع الدولي أمام هذا الرفض من قبل النظام ونزيف الدم؟”.

ومن جهته، قال وزير خاريجة النمسا، “اتفقنا على عقد اجتماع لوزراء خارجية أوروبا لبحث الوضع في سوريا”.

وقال الفيصل، في سياق رد على أسئلة الصحافيين حول الملف السوري، إن “الحل في سوريا مرهون بالسوريين أنفسهم وما يريدون”. وأكد الفيصل أيضا أنه “لا يمكن إلا دعم مكافحة الإرهاب والقضاء عليه”.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال سعود الفيصل “نحن نبحث عن نزع الأسلحة النووية في المنطقة، وعلى إيران أن تحترم القواعد العامة”. وشدد الفيصل على أنه “من الضرورة الوصول إلى اتفاق بين إيران والأسرة الدولية”.

ولفت الفيصل فيما يخص الحرب الدائرة في مالي إلى أن “الأمم المتحدة هي المشرفة على الأمم الإفريقية، وإنهاء الأزمة بين جنوب وشمال مالي”.

مناطق لـ”الأسد” هدف لطائرات المعارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سيطرت المعارضة المسلحة، وللمرة الأولى، على عشرات الطائرات الحربية في مطار “الجرّاح” العسكري بريف حلب ما أثار القلق لدى ناشطين سوريين من استخدامها لقصف مناطق موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، لموقع سكاي نيوز عربية “للمرة الأولى تسيطر المعارضة المسلحة على طائرات حربية قادرة على العمل وهذا ما يثير استغرابي من السبب الحقيقي الذي دفع النظام السوري لتركها في المطار بهذا الشكل”.

وأضاف رامي عبد الرحمن “في مطار تفتناز الذي سيطرت عليه المعارضة المسلحة كان هناك عدة طائرات عاطلة عن العمل.. لكن اليوم هذه الطائرات بالعشرات وهي على أهبة الاستعداد”.

وعن وجود أفراد ذوي خبرة لقيادة تلك الطائرات واستخدامها أكد عبد الرحمن أن الطيارين المنشقين قادرين على ذلك، وفي حال تم استخدام الطائرات فإنها “ستقصف المناطق الموالية للنظام السوري ما سيصعد المعركة في الداخل”.

وبث ناشطون معارضون تسجيل فيديو على يوتيوب لما قالوا إنه عملية لتمشيط مدرج مطار الجرّاح، المعروف باسم مطار كشيش، تظهر فيه طائرات مقاتلة على أرض المطار وداخل الحظائر الخرسانية.

ولم يتسن لنا التحقق بشكل مستقل من التسجيل المصور.

وأثارت سيطرة المعارضة المسلحة على تلك الطائرات الحربية القلق لدى بعض الناشطين كونها ستصعد المعركة الداخلية.

وقال أحمد، ناشط ميداني في العاصمة دمشق لموقعنا “النظام السوري استخدم ولأكثر من عام ونيف السلاح الجوي لقصف الأحياء السكنية التي يتواجد فيها أفراد الجيش الحر متجاهلا تماما وجود المدنين فيها.. واليوم وبعد سيطرة كتائب من الجيش الحر على سلاح الطيران فأنا قلق من استخدامها لقصف مناطق مدنية موالية للنظام”.

وأضاف أحمد، 33 عاما، والذي تحفظ على اسمه لدواع أمنية “لانريد أن تزداد حدة الصراع وأن يرتفع عدد الأبرياء الشهداء نتيجة القصف الأعمى.. وإن كانت هذه سياسة النظام فنحن نثور عليه وعلينا أن لا نمارس ممارساته التي خرجنا ضدها”.

المعارضة السورية المسلحة تُعلن عن استراتيجية موحدة للسيطرة على حلب

روما (12 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بعد سيطرتهم على مطار الجراح العسكري في مدينة حلب واغتنامهم كميات كبيرة جداً من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، من بينها مدافع ميدانية وراجمات وطائرات حربية، أعلنت الكتائب الثورية المسلحة في عاصمة الشمال السوري حلب عن استراتيجية جديدة متكاملة للسيطرة على كامل المحافظة وريفها لإعلانها منطقة آمنة تخلو من أي تواجد للنظام السوري وقواته العسكرية

وأعلنت اليوم (الثلاثاء) ثمانية قوى عسكرية معارضة عن استراتيجية عسكرية موحّدة للسيطرة على محافظة حلب وريفها، وأكّدت أن العمليات العسكرية التي أطلقت عليها تسمية (عملية الثأر لشهداء النهر) انطلقت اليوم وستستمر حتى السيطرة على كافة المواقع العسكرية التابعة للنظام.

وتسمية العملية تشير إلى مجزرة نهر قويق التي وقعت قبل أسبوعين في مدينة حلب وانتشل فيها أكثر من 100 جثة لمدنيين أعدموا ميدانياً، حسبما أعلن معارضون وشهود عيان قالوا إنهم كانوا معتقلين سابقاً لدى أجهزة المخابرات

وتهدف الاستراتيجية للسيطرة على عدة مطارات عسكرية ومدنية، هي مطار النيرب العسكري ومطار كوريس العسكري ومطار حلب الدولي، وكذلك القضاء على اللواء 80 وحاجز المنارة المجاور لمطار حلب الدولي

وأعلنت خلال الساعات الأولى من انطلاق حملتها العسكرية الموحّدة عن تدمير عدد من المروحيات في مطار النيرب العسكري مستخدمة أسلحة متوسطة وثقيلة، كما تقدّم الثوار نحو بوابة المطار ودمروا عدة آليات

ويشارك في الحملة العسكرية الموحّدة في حلب كل من لواء التوحيد، حركة أحرار الشام، ألوية صقور الشام التابعة لجبهة تحرير سورية، جبهة النصرة، كتائب أبو عمارة، وكتائب أمجاد الإسلام، وأنصار الخلافة، وملة إبراهيم

وكان مقاتلو المعارضة السورية قد سيطروا الاثنين على مطار (الجراح) العسكري الواقع على بعد 46 كم شرقي حلب بما فيه من طائرات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة بعد تطويقه لعدة أسابيع وأصبح الطريق السريع الذي يربط حلب بشرق سورية تحت سيطرة قوات المعارضة

المعارضة السورية المسلحة تسيطر على جميع آبار النفط في الحسكة

روما (12 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أكّدت مصادر من المعارضة السورية أن جميع آبار النفط في محافظة الحسكة (شمال شرق) أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري الحر، وأن السلطات السورية تحاول مقايضة النفط بالغذاء لهذه المناطق

ووفق المصادر فإن المعارضة المسلحة باتت تسيطر على شريان الاقتصاد في المحافظة التي تشتهر بإنتاج القمح والنفط والموارد الطبيعية والواقعة على بعد 600 كم عن دمشق، وهو الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على العمليات العسكرية التي يشنها النظام

ووفق الأرقام الرسمية فإن الحسكة تسهم بأكثر من نصف إنتاج سورية من النفط والذي كان يبلغ قبل بدء الثورة نحو 370 ألف برميل يومياً

إلى ذلك تفيد مصادر المعارضة السورية بأن غالبية آبار النفط في محافظة دير الزور توقفت عن إنتاج النفط كما توقف خط الأنابيب الرئيسي من دير الزور بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، والقصف المتواصل لقوات النظام على مدن وبلدات المحافظة، وسيطرة مقاتلي المعارضة على مناطق واسعة من المحافظة

وتعاني سورية من نقص حاد في القدرة على توفير النفط ومشتقاته للسكان، وارتفعت أسعار مادة المازوت بين ضعف وضعفي ثمنه الرسمي مع ندرته وعدم توفره، كما يعاني السكان من صعوبة في توفير مادة البنزين وتقف السيارات لساعات طويلة أمام محطات الوقود للحصول عليه، مع إغلاق العديد من هذه المحطات في مدن سورية عدة ومنها العاصمة دمشق

وتضم محافظة الحسكة حقول الرميلان والسويدية وكراتشوك وغيرها، ويعمل في هذه الحقول الآلاف غالبيتهم من غير أهالي المنطقة، وتضم مركزاً لتدريب وتأهيل الكوادر الفنية ومعهداً متوسطاً للنفط والغاز وثانوية مهنية نفطية

أنباء عن سيطرة المسلحين السوريين على مطار عسكري في حلب

قال نشطاء المعارضة في المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المسلحين السوريين استولوا على مطار عسكري في مدينة حلب الواقعة شمال سوريا.

وقال المرصد إن عددا من الأشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح، كما أسر المسلحون 40 شخصا من القوات السورية.

وأضاف مدير المرصد، رامي عبدالرحمن في تصريح لوكالة فرانس برس أن بقية أفراد القوات الحكومية انسحبوا من المطار، مخلفين وراءهم عدة طائرات حربية وكمية كبيرة من الذخيرة.

المطارات والقواعد العسكرية

ويأتي الإعلان عن السيطرة على مطار الجراح العسكري في حلب بعد استيلاء المسلحين على مدينة الطبقة الواقعة بالقرب من إقليم الرقة، قبل سيطرتهم على سد الثورة الاستراتيجي على نهر الفرات.

وأشار عبدالرحمن إلى أن تقدم المسلحين في المنطقة اتسم بالسرعة.

وأضاف إلى أنه في الوقت الذي تهيمن فيه قوات الحكومة السورية بالكامل على أجزاء من العاصمة دمشق، وإقليم حماة في وسط البلاد، فإنها تعاني من خسارتها في حمص في الوسط، ودير الزور في الشرق، وحلب والرقة في الشمال.

وقال نشطاء المعارضة في حلب لوكالة فرانس برس إن المسلحين في الشمال غيروا تركيزهم في الأسابيع الأخيرة، واهتموا بالسيطرة على المطارات والقواعد العسكرية.

وقال أبو هشام الموجود في حلب إن هذه القواعد والمطارات العسكرية “مهمة لأنها مصدر رئيسي للذخيرة والإمدادات، والسيطرة عليها تعني وقف دور الطائرات الحربية في قصفنا”.

ولم تشر وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إلى تلك الأنباء، لكنها تحدثت عن مواصلة القوات المسلحة لعملياتها “النوعية ضد المجموعات الإرهابية في مدينة حلب وريفها”، وأنها “أوقعت في صفوف الإرهابيين خسائر فادحة”.

وذكرت الوكالة أن عمليات القوات الحكومية في حلب استهدفت مقار و”أوكارا للإرهابيين في مدينة الباب بالقرب من المركز الثقافي، وفي العويجة عند مجبل الزفت، وفي المنصورة عند كازية القاطرجي، وعند الأربع مفارق في كفر حمرا، وفي تل رحال، والذهبية، وكشيش”.

وكان 13 شخصا قد قتلوا في انفجار حافلة صغيرة على الحدود بين تركيا وسوريا، بينهم عشرة سوريين على الأقل وثلاثة أتراك، حسبما أفاد مسؤولون أتراك.

ولم يتضح السبب في وقوع الانفجار، الذي أسفر أيضا عن إصابة العشرات بجروح.

“قلب العالم العربي”

وعلى الصعيد السياسي أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا ستظل “قلب” العالم العربي وأن بلاده لن تتخلى عن مبادئها رغم “الضغوط والمؤامرات”.

ويواجه الرئيس السوري انتفاضة تسعى للإطاحة به من الحكم منذ ما يقرب من عامين قتل فيها نحو 60 ألف شخص بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

وقال الرئيس السوري خلال استقباله وفدا اردنيا الاثنين إن “سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سوريا وحسب، وانما العرب جميعا”، بحسب الوكالة السورية الرسمية “سانا”.

وتزامنت تصريحات الأسد مع إعلان رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب عدم تلقيه “ردا واضحا” من الحكومة على طرحه حوارا مشروطا.

واجتمع الخطيب مع الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي.

وقال الخطيب إن حكومة الأسد لم ترد على مبادرته لمناقشة نقل السلطة من أجل حقن الدماء ومنع الخراب.

وأضاف “لم يحصل ترتيب أي لقاء ولم يحصل أي اتصال رسمي حتى الآن مع أي طرف”.

وعندما سئل الخطيب عن السبب الذي يجعل عرضه قائما رغم انقضاء المهلة أجاب أنه لا يزال ينتظر رد الحكومة ثم بعد ذلك سيدرس الوضع.

ومضى يقول “عرضنا المبادرة التفاوضية ليس ضعفا وإنما من باب مد اليد لرفع المعاناة عن الشعب السوري”.

وشهدت القاهرة ايضا اجتماعا بين رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب ووزير الخارجية المصري.

ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية عن حجاب اكبر مسؤول سوري ينشق على حكومة دمشق قوله “ما من حل للأزمة السورية إلا برحيل بشار الأسد”.

وقال حجاب للصحفيين ايضا إن المعارضة السورية تسعى لأن تحتل مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وقال مصدر بالجامعة إن الجامعة ستبحث هذا الطلب مع الاعضاء الاخرين.

ومن جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “إن سوريا تتمزق أكثر فأكثر والنظام لا يزال يتمادى في القمع، والسوريون غير مستعدين للتحاور مع بعضهم البعض.”

وأضاف بان كي مون في مؤتمر صحفي عقده بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك بأن أربعة ملايين سوري بحاجة إلى المساعدة العاجلة، وأن أكثر من سبعمائة وخمسين الف سوري نزحوا إلى دول الجوار بسبب الصراع. وحث بان كي مون المجتمع الدولي على تقديم المساعدة العاجلة للسوريين ووضع حد للحرب في هذا البلد.

دفاع عن النفس”

قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الثلاثاء إن على المجتمع الدولي ان يسمح للشعب السوري “بالدفاع عن نفسه” ضد نظام الرئيس بشار الاسد اذا لم يكن راغبا بالتدخل نيابة عنه.

وقال الوزير السعودي للصحفيين في الرياض “اذا لم يكن المجتمع الدولي راغبا بفعل اي شيء، فعليه تمكين السوريين من الدفاع عن انفسهم. ان العدوان الوحشي الذي يمارسه النظام السوري يستوجب تمكين الشعب من ذلك.”

يذكر ان السعودية وقطر – على عكس الولايات المتحدة – طالبتا دوما بتسليح المعارضة السورية.

وقال الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النمساوي إن “ثمة حاجة لتوحيد الرؤية الدولية تجاه الازمة السورية” مضيفا ان “هناك ضرورة لتدخل الامم المتحدة لوضع حد للعنف.”

وقال “إن المشكلة الحقيقية تتمثل في النظام السوري الذي يرفض التنازل عن الحكم او اي حل سلمي.

BBC © 2013

مقاتلو المعارضة يستعدون لدخول مدينة نفطية شرقي سوريا

بيروت (رويترز) – قال قائد بالمعارضة السورية المسلحة ان المعارضين المسلحين يشنون عملية كبيرة للسيطرة على مدينة دير الزور الاستراتيجية بشرق سوريا بعد طرد القوات الحكومية من المناطق النفطية المحيطة بها.

واذا نجح المعارضون المسلحون في ذلك سيسيطرون على محافظة كاملة لأول مرة خلال الانتفاضة التي اندلعت ضد الرئيس بشار الأسد قبل 22 شهرا.

وقال إبراهيم أبو بكر قائد لواء القادسية القوي إن قواته ومعها اسلاميين من جبهة النصرة ومقاتلين عرب حاصروا دير الزور من الجهات الاربعة في اطار العملية.

وقال لرويترز من دير الزور عبر برنامج سكايب للتواصل على الانترنت إن الريف حرر ولا يتبقى بالمحافظة (دير الزور) سوى المدينة نفسها. واضاف ان جميع الالوية تشارك في الامر وجميعها مسؤولة عن الجانب الشرقي للمدينة.

وتمتد دير الزور من الحدود الجنوبية مع العراق بمحاذاة نهر الفرات باتجاه الشمال وتسكنها قبائل مسلمة سنية تدعم المعارضة السورية المسلحة.

وقال مقاتل اخر من لواء أبو بكر يوم الاثنين ان مقاتلي المعارضة بدأوا أول مرحلة من العملية باطلاق نيران الدبابات نحو ثلاثة أهداف عسكرية داخل المدينة ومحاصرة اخر معقل للجيش باطراف المحافظة.

وقال المقاتل الذي عرف نفسه باسمه أبو مازن إن المقاتلين يحاصرون الان اللواء 113 من الجيش السوري وهو اخر نقطة في الريف قبل ان نركز تماما على المدينة.

واضاف انه عندما يحرر المقاتلون المدينة ستبقى بعض الالوية بينما ستمضي البقية نحو دمشق.

وقال أبو بكر ان مقاتلي المعارضة لم يستطيعوا لشهور دخول المدينة سوى بشكل محدود. وتضم المدينة افرع أمنية قوية ومطارا عسكريا.

لكن منذ اسبوعين وبمساعدة جبهة النصرة سيطروا على فرع أمني بالقرب من جسر استراتيجي على نهر الفرات ليفتحوا الضفة الشرقية أمام مقاتلي المعارضة.

وقال إنه بعد تحرير الجسر بدأت عملية ارسال المساعدة والاسلحة الى المقاتلين بداخل المدينة وكذلك ارسال تعزيزات. واضاف انه لم يعد هناك عائق الان لدخول المدينة.

ولواء القادسية هو أحد اكثر الالوية نفوذا في المحافظة وخاض معارك ضارية ضد القوات الحكومية.

ويسيطر بالفعل على صوامع قمح ومصنع غزل ومركز توزيع غاز. وقال ابو بكر ان اللواء يتكون من ثمانية كتائب مع مقاتلين من انحاء البلاد.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على الجانب السوري من معبر البوكمال المؤدي الى محافظة دير الزور وهو طريق امداد رئيسي من العراق لكن الحكومة العراقية اغلقت المعبر احيانا خشية انتقال الازمة الطائفية العراق.

وتواجه الحكومة العراقية احتجاجات من السنة العراقيين مع خروج سلسلة من المظاهرات في محافظة الانبار بغرب البلاد.

من مريم قرعوني

(اعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

هل تتأهب الجولان لحرب وشيكة؟

مجدل شمس، الجولان المحتلة, فبراير (آي بي إس) – بدأ الأهالي في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل في الإستعداد في هدوء لإحتمال تصاعد العنف بين سوريا وإسرائيل، وذلك بعد قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف أهداف في الأراضي السورية في الأسبوع الماضي.

فوفقاً للدكتور تيسير مرايي، مدير المجموعة المحلية “الجولان لتنمية القرى العربية”، هناك شعور بأن تواجد الجيش الإسرائيلي في الجولان قد إزداد في الأسبوع الأخير… وقد بدأ الناس بالاستعداد لحالة حرب…

وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية هذا الاسبوع أنه تم وضع نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية) على الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا ولبنان. وجاءت هذه الخطوة بعد أقل من أسبوع من الإشتباه في قيام الطائرات الاسرائيلية بقصف قافلة أسلحة داخل سوريا، بالقرب من الحدود اللبنانية.

وكانت تقارير اعلامية قد تكهنت بأن هذه الأسلحة كانت مخصصة لجماعة “حزب ال”له اللبنانية، والتي خاضت حرباً لمدة شهر مع اسرائيل في عام 2006. ومع ذلك، قالت الحكومة السورية أن مركز أبحاث علمية في ضواحي دمشق كان هو هدف الغارة الإسرائيلية.

واتهم مسؤوليون سوريون اسرائيل بمحاولة “زعزعة استقرار” سوريا. كما استخدموا الهجوم الإسرائيلي أيضاً لتشويه سمعة حركة المعارضة في سوريا، بحجة أنه ثبت أن قوى خارجية هي المسؤولة عن الانتفاضة الجارية ضد الرئيس بشار الأسد.

وفي حين إن اسرائيل لم تعلن رسمياً عن مسؤوليتها عن التفجير الناتج عن القصف، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الهجوم كان “دليل على أن إسرائيل عندما تقول شيئاً فهي تعنيه. ونحن لا نعتقد أنه ينبغي أن يسمح (لسوريا) بإدخال أنظمة أسلحة متقدمة إلى لبنان”.

وقد تسبب القتال الدائر بين الجيش السوري ومجموعات المقاومة السورية- التي تهدف للاطاحة بالرئيس الأسد- في مقتل أكثر من 60,000 ضحية، وأجبرت ما يبلغ مليون سوري على الفرار كلاجئين إلى الدول المجاورة، كما تشير تقديرات الامم المتحدة.

ووفقاً لتيسير مرايي، فكلما هددت إسرائيل أكثرا فأكثر بالتورط عسكريا في النزاع، يتصاعد التخطيط والإستعدادات التحضيرية لعيادات الطوارئ الميدانية في مرتفعات الجولان، وعبر خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، تحسباً لقيام إسرائيل بإحتلال المزيد من الأراضي السورية.

وقال مرايي من مكتبه في مجدل شمس، وهي أكبر قرية سورية عربية في المنطقة، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن أي نوع من القتال، أو أي تحرك للجيش (الإسرائيلي) ستكون عبر مرتفعات الجولان.. وهذا يجعل الجولان منطقة حساسة جداً… نحاول إعداد الملاجئ.. كما نحاول تخزين المزيد من الغذاء في بيوتنا، لمجرد أن نكون على استعداد لمثل هذا الاحتمال.

وكانت إسرائيل في عام 1967 قد احتلت مرتفعات الجولان، وهي منطقة جبلية وهضبة خصبة تحدها لبنان والأردن وشمال إسرائيل. وقامت إسرائيل بضم الجولان في 1981 وفرض قوانينها في الإقليم في خطوة تعتبر غير قانونية من جانب المجتمع الدولي.

والمعروف أن حوالي 20,000 من العرب السوريين يعيشون في بعض المجتمعات المحلية بمرتفعات الجولان، بما في ذلك مجدل شمس، التي تقع على بعد 60 كيلومترا فقط عن العاصمة دمشق.

ومعظم العرب السوريين المقيمين في الجولان هم من الأقلية الدينية الدرزية. واليوم، يحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية، ويعتبرون مقيميين دائمين في إسرائيل.

ومنذ بدء الانتفاضة السورية، انقسم سكان الجولان بين من يساندون حكومة الأسد ومن يدعمون حركة المعارضة. وفي مجدل شمس، إندلعت أعمال العنف بين الجانبين.

ويقول سلمان فخر الدين، وهو ناشط في “المرصد”، مركز حقوق الإنسان في مجدل شمس، أن يعتقد أن الأسد يفقد شعبيته كل يوم… وأنها ليست السياسة… فما يحدث في سورية أصبح مسألة إنسانية أساسية: والناس لديهم الحق في الحياة..

يتحدث فخر الدين وسط دوي القنابل التي تنفجر على تلال جنوب غرب سوريا، ويقول أن الانتفاضة السورية ضخمت المطالب المحلية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر لمرتفعات الجولان.

وأوضح أن الصراع (مع اسرائيل) قد دعم هذا التوجه أكثر وأكثر… وبدأ الناس في مناقشة أو طرح قضية الحرية… فالمطالبة بالديمقراطية والوعي بقيم حقوق الإنسان هي كلها قضايا جديدة يتساءل الناس عنها في كل وقت… فالناس تتغير أفكارهم وسلوكهم..

وأضاف أنه في حين أن الثورة السورية كانت لها آثارا طفيفة من ناحية التأثير المباشر على حياة الناس في مرتفعات الجولان -كمنع الشباب من الدراسة في سوريا، وعدم تمكن المزارعين من تسويق التفاح في دمشق، على سبيل المثال– إلا انه سيكون لها أثرا دائما على الوعي السياسي.

وأكد أن جميع السوريين صار لديهم خبرة سياسية من خلال الثورة.. فقبل ذلك لم تكن هناك فرصة لتطور السوريين سياسياً.. فتحت حكم الأسد، بشار ووالده (حافظ)، لم يكن هناك سياسة..

وأضاف أنه .. كانت لدينا صحراء سياسية في سوريا.. لكن في العامين الماضيين أصبحت هناك مدرسة ضخمة من السياسة… نحن نتعلم بالطريقة الأكثر إيلاما وصعوبة، وفقا لفخر الدين.(آي بي إس / 2013)

جليليان كيسلر دامورز

وكالة إنتر بريس سيرفس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى