أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 13 آذار، 2012

ذبح عشرات النساء والأطفال في حمص

نيويورك – راغدة درغام؛ بيروت، انقرة، «الحياة»، رويترز

دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الجلسة الوزارية التي عقدت في مجلس الامن امس كلاً من روسيا والصين الى الانضمام الى الجهود الداعية الى وقف العنف في سورية. وشددت بعد اجتماع ثنائي عقدته مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف على أن النقاط الخمس التي اتفق عليها الاخير مع جامعة الدول العربية واضحة في هدفها واتجاهها «ولكن على السلطات السورية أولاً أن توقف العنف لأن العنف القاتل سببه النظام السوري وبعد أن يوقف العنف نطلب من الآخرين أن يوقفوا الدفاع عن أنفسهم». فيما تمسك لافروف بتفسير موسكو لإحدى النقاط الخمس التي اتفق عليها مع جامعة الدول العربية بأنها تعني «المفاوضات من دون شروط مسبقة».

وكان مجلس الوزراء السعودي اكد امس في الجلسة التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز «ان الوضع في سورية بلغ حدوداً تحتم على الجميع الجميع التحرك بسرعة وجدية وعلى النحو الذي يعطي الشعب السوري الامل في امكان انهاء محنته».

جاء ذلك فيما كانت الانباء تتناقل اخبار المجزرة التي وقعت في حي كرم الزيتون في حمص، وذهب ضحيتها 47 طفلاً وامرأة قتلوا بدم بارد، فيما تبادلت مصادر المعارضة ووسائل الاعلام الرسمية السورية المسؤولية عنها.

وأصرت وزير الخارجية الأميركية في الجلسة الوزارية في مجلس الامن، والتي بحثت في الوضع السوري، أن تكون الخطوة الأولى «وقف السلطات العنف ضد المدنين كشرط مسبق قبل الطلب من الآخرين التوقف عن الدفاع عن النفس». وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن «مصير النظام السوري آيل الى الزوال». وشدد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن لدى فرنسا خطين أحمرين هما التمسك بعملية سياسية في سورية وليس الاكتفاء بعملية إنسانية، وثانياً عدم المساواة في المسؤولية عن العنف بين السلطة والمعارضة في سورية.

وشددت كلينتون على أن النقاط الخمس بين لافروف والجامعة العربية خالية من الغموض لكنها تحتاج الى الكثير من العمل لوضعها موضع التطبيق والانتقال من العنف الى العملية السياسية. وقالت «نريد أن نعطي (المبعوث الأممي – العربي المشترك) كوفي أنان الوقت الكافي ليتوصل الى بلورة اقتراحات وسنحترم ما يتوصل إليه» ولكن «يجب التحرك بسرعة». كما أكدت رفضها أن يبقى المجلس عاجزاً عن التحرك «لحماية الشعب السوري». وأشارت الى أن واشنطن لا ترى أن «السيادة تعني ان الحكومة تتمتع بحصانة عندما ترتكب المجازر ضد شعبها». وأضافت أنه فيما كان الرئيس بشار الاسد يستقبل أنان كانت قواته تواصل اعمال القتل في إدلب وسواها من المدن السورية.

وإذ عبرت كلينتون عن تقديرها للقاء مع لافروف، قالت «نتوقع من روسيا والصين والدول الأخرى أن تدعو النظام السوري الى وقف العنف والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول وإطلاق عملية سياسية تلبي تطلعات الشعب السوري». وشددت على «ضرورة التحرك بسرعة لوقف القتل وهذا ما نأمل من الروس والآخرين أن يدعمونا في التوصل إليه». وقالت إن لافروف «سيحمل حصيلة نقاشاتنا الى موسكو وستنظر فيها موسكو سيما بعد الانتهاء من الانتخابات الروسية».

وقال الوزير الروسي إن «السلطات السورية تواجه مجموعات مسلحة بينها ما يعرف بالجيش السوري الحر وأيضاً تنظيم القاعدة يرتكب هجمات». وشدد على تمسكه بالنقاط الخمس التي توصل الى الاتفاق عليها مع الجامعة العربية. وقال إن روسيا ترفض أي تدخل خارجي وفرض الحلول من الخارج. واضاف إن تقريب المواقف لن يكون مثمراً باستمرار «التوعد الذي لن يؤدي الى نتيجة».

وتجنب الوزير الروسي، عندما سألته «الحياة»، عن مفهومه للنقاط الخمس وما اذا كان يتفق مع التفسير الذي يرى انها تتضمن التزام المبادرة العربية المقرة في ٢٢ كانون الثاني (يناير)، تبني ذلك الموقف. وقال إن النقاط الخمس تتضمن بالضرورة «الإشارة الى موقف لجامعة الدول العربية بأن المفاوضات يجب ان تبدأ من دون شروط مسبقة».

وشدد لافروف على «رفض التدخل الخارجي وفرض الحلول» في سورية. وقال إن الوضع «يتطلب بعض الانخراط واليوم النقاش في المجلس ومع كلينتون ووزير الخارجية البريطاني وأعضاء المجلس يدل على أن هناك زيادة في الحرص على تقريب المواقف وليس على إلقاء اللوم، بل التركيز على مصحلة الشعب السوري». وقال إن «الأولوية الآن هي لإنقاذ الأرواح ووقف إطلاق النار هو ضرورة الملحة».

وعبر جوبيه عن القلق من «الغموض» في التفسير الروسي لبعض النقاط الخمس التي توصل إليها لافروف مع الجامعة العربية في ما يتعلق بقرار الجامعة العربية. وشدد على الحاجة الى «وضوح» مرجعيات العمل السياسي في شأن سورية». وقال إن على مجلس الأمن مواجهة الوضع المتفاقم في سورية. ودعا روسيا والصين الى تحمل مسؤوليتهما كدولتين عضوين في المجلس. وقال إن «الحل سيكون من خلال تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري والتحرك في مجلس الأمن» مشدداً على أن «الجرائم في سورية لا يمكن أن تبقى من دون عقاب».

واعتبر هيغ أن نظام الأسد «مصيره الانتهاء ويجب أن يرحل». وقال إن تفسير بريطانيا للنقاط الخمس أنها «تتضمن انتقال السلطة في سورية». وأضاف: «نحض الآخرين على توثيق الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سورية وإن الفرصة آتية في يوم ما» لتحقيق العدالة والمحاسبة على الجرائم.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري الى التحرك «خلال الايام القليلة المقبلة» للرد على اقتراحات انان لوضع حد لاعمال العنف في سورية. وقال امام مجلس الامن: «اضم صوتي الى صوت انان لدعوة الرئيس الاسد الى التحرك سريعا خلال الايام القليلة المقبلة للرد على الاقتراحات».

وكان انان دعا العالم «ان يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن قتل المدنيين في سورية غير مقبول بالمرة»، وذلك لدى وصوله إلى تركيا. وقال للصحافيين في انقرة قبل اجتماع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إنه يحاول جمع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات من خلال عملية سياسية تكفل إتاحة دخول المساعدات الانسانية ووقف قتل المدنيين. وهو يلتقي اليوم المجلس الانتقالي السوري في انقرة.

وفي التطورات الميدانية تضاربت الانباء بشأن المجزرة التي ارتكبت في حي كرم الزيتون في حمص وذهب ضحيتها 47 طفلاً وامرأة. وبينما قال نشطاء في المعارضة السورية إن «الشبيحة» التابعين للنظام قتلوهم بدم بارد، قالت مصادر اعلامية سورية رسمية ان «المجموعات الإرهابية المسلحة تختطف الأهالي في بعض أحياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل إعلام لاستدعاء مواقف دولية ضد سورية». وأظهرت لقطات وضعها نشطاء للمعارضة على موقع «يوتيوب» رجالا ونساء وأطفالا قتلى في غرفة غارقة بالدماء. وذكرت المعارضة أن سبعة آخرين ذبحوا في حي جوبر المتاخم لحي بابا عمرو.

وتزامنت المذبحة في حمص مع هجوم عسكري استهدف مدينة إدلب حيث وقعت مواجهات بين القوات النظامية ومنشقين، وقدرت مصادر المعارضة حصيلة مواجهات امس بـ 113 قتيلاً وعشرات الجرحى.

وذكرت مصادر المعارضة ان القوات السورية قامت امس بحشد اعداد كبيرة الجحم والعدد على الساحل السوري، وفي محيط مدينة اللاذقية وهناك عمليات نزوح للسكان المدنيين في العديد من قرى ومدن الساحل السوري منها مدينة الحفة القريبة من اللاذقية.

مهمة أنان تغرق في دماء حمص

“اقتراب” في المواقف بين الغرب وروسيا

نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

أنان بعد لقائه أردوغان في أنقرة: يجب أن يتوقّف قتل المدنيين الآن

“المجلس الوطني” يتحدّث عن تسليح حكومات المعارضة السورية

بفارق ساعات عن جلسة لمجلس الامن تناولت الربيع العربي، حجبت مجزرة راح ضحيتها عشرات الاطفال والنساء في حمص امس، الجهود السياسية التي تحاول العثور على حل سياسي للأزمة السورية التي تقترب من دخول سنتها الثانية. وتبادلت المعارضة والنظام الاتهامات بالمسؤولية عن المجزرة التي دفعت “المجلس الوطني السوري” المعارض الى طلب تدخل عسكري عربي واجنبي عاجل، وجعلت المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الذي وصل الى محطته التركية بعد سوريا وقطر، يطلق صرخة “الى وقف القتل الان”.

وأعلنت لجنة تحقيق مستقلة تابعة لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان ان المدنيين السوريين يتعرضون لعقاب جماعي من النظام. وفي المقابل اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود “مجموعات ارهابية” بارتكاب “افظع المجازر بحق المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من اجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا”.

والى 50 شخصاً راحوا ضحية المجزرة في حمص، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سقوط 22 قتيلاً معظمهم من العسكريين في اعمال عنف شهدتها سوريا. وأبلغ الناطق باسم “الجيش السوري الحر” العقيد مصطفى عبد الكريم قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية عن “مقتل 250 عنصراً من الشبيحة الذين يستخدمهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتدمير دبابتين وناقلتي جند وآليات عسكرية أخرى في رنكوس بريف دمشق” .

وصرح الناطق باسم “المجلس الوطني السوري” المعارض في اسطنبول جورج صبرا  بأن المعارضة انشأت مكتب تنسيق لإرسال الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة بمساعدة حكومات أجنبية. ورفض تحديد مكان المكتب أو الحكومات المشاركة في العملية.

انان

وفي انقرة، قال انان الذي التقى  رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: “ثمة تقارير خطيرة ومروعة عن اعمال وحشية وانتهاكات (في سوريا)… يجب أن يتوقف قتل المدنيين الآن. على العالم ان يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن هذا الامر غير مقبول بالمرة”.

وحض الرئيس السوري بشار الأسد على التحرك خلال “الأيام المقبلة”. وقال: “لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية شعبها وبدل ذلك عرضت مواطنيها في مدن عدة لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة… هذه العمليات المخزية مستمرة… لن يكون الامر سهلا. سيستغرق وقتاً وآمل الا يكون طويلاً لأننا لا نستطيع تحمل استمرار هذا الأمر بعض الوقت. ولن تحل القضية اليوم”.

المجزرة

وروى عامل طبي في حمص يعمل في ضاحية الخالدية التي تسيطر عليها المعارضة، ان كثيراً من ضحايا المجزرة قتلوا بسكاكين، وقال: “شاهدت أنثيين تعرضتا للاغتصاب إحداهما عمرها نحو 12 أو 13 عاما. كانت مغطاة بالدماء ومن دون ملابسها الداخلية. وكانت إحداهما مخنوقة وهناك كدمات في رقبتها. بعض الجثث التي شاهدتها وخصوصاً للاطفال كانت مذبوحة”.

مجلس الأمن

وتصدرت الأزمة السورية أمس جلسة رفيعة المستوى عقدها مجلس الأمن عن “الربيع العربي”. بيد أنه بدا واضحاً أن الدول الخمس الدائمة العضوية فيه لم تصل بعد الى اتفاق على طريقة التعامل مع الأوضاع المتدهورة في سوريا.

ومثّل دعم العملية الديبلوماسية لأنان نقطة الإجماع الوحيدة بين وزيري الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف، اللذين اجتمعا على هامش الجلسة العامة التي عقدها مجلس الأمن عن “الوضع في الشرق الأوسط، تحديات وفرص” والتي تحولت منبراً للحديث عن الأوضاع المتدهورة في سوريا وعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أي خطوات ملموسة حتى الآن لوضع حد لسفك الدماء الجاري هناك منذ سنة.

ولاحظ ديبلوماسيون راقبوا خطب كلينتون ولافروف، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ووزراء الخارجية البريطاني وليم هيغ والفرنسي آلان جوبيه أن “هناك اقتراباً في المواقف، وخصوصاً من حيث دعم مهمة أنان، ولكن لم يتضح ما إذا كانت كلينتون وافقت على النقاط الخمس للاتفاق بين لافروف ووزراء الخارجية العرب” خلال عطلة نهاية الأسبوع في القاهرة، علماً أن جوبيه اعتبر هذه النقاط “غامضة”.

ولوحظ أن لافروف قال: “مما لا شك فيه أن السلطات السورية تتحمل قسطاً هائلاً من المسؤولية عن الوضع الراهن”.

ورفضت كلينتون “أي مساواة بين عمليات القتل المتعمدة التي تنفذها الآلة العسكرية الحكومية وأفعال المدنيين المحاصرين الذين يدافعون عن أنفسهم”.

السلطة والمعارضة تتبادلان الاتهامات حول مجزرة حمص … وأنان يبلغ أنقرة بعقبات مهمته

الخلاف يتواصل في مجلس الأمن: كلٌ يريد وقف العنف … على طريقته

تبادلت السلطات السورية والمعارضة الاتهامات، أمس، حول مسؤولية «مجزرة» مروّعة في حي كروم الزيتون في حمص، ذهب ضحيتها حوالى 50 امرأة وطفلا عثر عليهم «مذبوحين أو مطعونين»، ورفع عدد الضحايا إلى أرقام قياسية منذ بدء الاحتجاجات في سوريا قبل عام، فيما تواصل الخلاف في مجلس الأمن الدولي حول الملف السوري، حيث رفضت واشنطن وباريس ودول غربية أخرى تحميل المعارضة السورية جزءاً من الأزمة، مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بإيقاف العمليات العسكرية كمقدمة لوقف المقاتلين أنشـطتهم، وهو ما رفضته موسكو، التي حملت السلطات السورية مسؤولية كبيرة عن الوضع الحالي، لكنها شددت على ضرورة أن يضغط مجلس الأمن من أجل «إنهاء فـوري للعنف» من جانـب جميـع الأطراف، محذرة من أنه يجري حاليا «التلاعب» بمجلس الأمن بشأن الأزمة في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا.

في هذا الوقت، أعلن مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان، في أنقرة، أنه يسعى لجلوس جميع الأطراف حول طاولة المفاوضات من خلال عملية سياسية تكفل إتاحة دخول المساعدات الإنسانية ووقف قتل المدنيين، لكنه أضاف «لن يكون الأمر سهلا. سيستغرق وقتا وآمل ألا يكون طويلا لأننا لا نستطيع تحمل استمرار هذا الأمر لبعض الوقت. ولن تحل القضية اليوم».

وكان اجتماع مجلس الامن مخصصا أصلا لـ«الربيع العربي» لكن الوضع في سوريا «ألقى ظلالا كبيرة على النقاش» كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي ترأس الجلسة. ووجه هيغ ونظيره الفرنسي ألان جوبيه ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نداءات الى موسكو وبكين اللتين عطلتا باستخدام حق النقض (الفيتو) مشروعي قرار غربيين – عربيين منذ بداية الازمة في سوريا قبل عام».

وطلب هيغ من مجلس الامن «الاتحاد وأداء دور قيادي»، مبديا اسفه لان المجلس «فشل حتى الآن في تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري». وقال «بنظر الغالبية الساحقة في العالم فإن هذا المجلس فشل حتى الآن في تحمل مسؤولياته أمام الشعب السوري». وأضاف «ان الوضع في سوريا يلقي بظلاله على هذا النقاش»، مضيفا «اذا تركنا سوريا تغرق في الحرب الاهلية أو في مخاضات عنيفة نكون قد أهدرنا فرصا كبيرة وأفسحنا المجال أمام تحقق بعض أسوأ المخاوف بالنسبة لمستقبل المنطقة».

ودعا جوبيه «الصين وروسيا الى الإنصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا في إدانة القمع» في سوريا. وأضاف «لنقدم دعمنا لمهمة كوفي انان ولخطة الجامعة العربية» لحل الازمة.

واعتبر ان على السلطات السورية ان «تحاسب على أفعالها أمام القضاء» الدولي، ودعا الى «إعداد الظروف لإحالة الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية». وتابع «منذ عام يغرق النظام في عنف أكثر وحشية» مضيفا «ان الاولوية العاجلة هي للتوصل الى وقف العنف وإدخال المساعدات الانسانية الى السكان». ورفض فكرة ان فرنسا أو أي عضو بمجلس الامن يدرس تسليح المعارضة السورية.

بان كي مون

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «أدعو مجلس الامن الى العمل موحداً لوضع حد للعنف، ودعم مهمة انان لمساعدة سوريا على تجنب كارثة أكبر». كما دعا الاسد الى التحرك «خلال الايام القليلة المقبلة» للرد على اقتراحات انان لوضع حد لأعمال العنف. وتابع بان كي مون «لم تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها عن حماية شعبها، وبدلا من ذلك عرّضت مواطنيها في عدة مدن لهجمات عسكرية واستخدام مفرط للقوة». وأضاف «هذه العمليات المخزية مستمرة».

كلينتون

وقالت كلينتون، خلال الاجتماع، «على المجتمع الدولي ان يقول بصوت واحد، من دون تردد، ان عمليات قتل السوريين الابرياء يجب ان تتوقف وأن تبدأ عملية الانتقال السياسي»، داعية الى تأييد مبادرة الحل التي قدمتها جامعة الدول العربية. وقالت «نعتقد انه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية».

وأضافت «يا لها من سخرية، حتى في الوقت الذي كان فيه الأسد يستقبل أنان كان الجيش السوري يشن هجوماً جديداً على ادلب ويواصل عدوانه في حماه وحمص والرستن». وتابعت «نرفض أي مساواة بين عمليات القتل المتعمدة على يد الآلة العسكرية الحكومية وأفعال مدنيين محاصرين اضطروا للدفاع عن أنفسهم».

وقالت كلينتون، بعد الجلسة، «يتعين على حكومة الأسد أولا وقبل كل شيء أن توقف العنف». وأضافت «ما إن تتحرك الحكومة السورية نتوقع من الآخرين إنهاء العنف أيضا. لكن لا يمكن توقع أن ينهي المواطنون العزل في مواجهة هجمات المدفعية الدفاع عن أنفسهم قبل التزام نظام الأسد بفعل ذلك».

لافروف

لكن هذه الدعوات لم تقنع لافروف الذي أقر مع ذلك بأن «السلطات السورية تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية عن الوضع الحالي»، لكنه أكد ان التغييرات في العالم العربي «لا يمكن بلوغها عبر خداع المجتمع الدولي ولا عبر التلاعب بمجلس الامن» في الازمة السورية كما حصل سابقا في ليبيا.

وانتقد كل وسائل الضغط التي تمارس على دمشق بدءا من «المطالبة بتغيير سريع للنظام، وفرض عقوبات منفردة هدفها وضع النظام في موقف صعب وخلق توتر اجتماعي وتشجيع المعارضة على مواصلة المواجهة مع السلطات بدلا من التشجيع على الحوار». وقال ان كل هذه «الوصفات الخطرة ليس من شأنها سوى ان تسهم في إطالة أمد النزاع».

ودعا لافروف، الذي عقد اجتماعا مع كلينتون وبان كي مون قبل الجلسة، الى «وقف اعمال العنف من أي مصدر كان» سواء كان من النظام أو المعارضة، مشددا على ان موسكو «تدعم بقوة» مهمة الوساطة التي يقوم بها انان.

وأكد لافروف ان روسيا على استعداد للعمل على وضع قرار توافقي حول سوريا في مجلس الامن. وشدد على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار المبادئ الخمسة المتفق عليها مع الجامعة العربية، وهي وقف العنف من جميع الاطراف، ووضع آلية حيادية للمراقبة، واستبعاد التدخل الخارجي، وتوفير المساعدات الانسانية لجميع السوريين ومن دون أية عوائق، ودعم جهود انان التي ترمي الى بدء الحوار السياسي في سوريا.

وأشار الى ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا باعتباره الامر الأكثر أهمية بالنسبة الى نقل المساعدات الانسانية الى سكان البلاد. وقال «اذا كانت لدينا الرغبة الصريحة في وقف جميع اعمال العنف باعتباره الامر ذا الاولوية وتقديم المساعدة الانسانية للسكان المدنيين، فيجب ان نتحدث في هذه المرحلة لا عمن بدأ النزاع، بل عن وضع حلول واقعية قابلة للتحقيق من شأنها ان تسمح بوقف إطلاق النار اولا».

وحذر لافروف من مغبة «التلاعب» بقرارات مجلس الامن. وقال «مهما كانت الاهداف المرجوة في هذه الحالة أو تلك، لا يجوز تحقيقها من خلال خلط الاوراق والتلاعب بقرارات مجلس الامن الدولي»، مضيفا ان ذلك «يسيء الى سمعة المجلس ويقوض الثقة المتبادلة بين أعضائه، وبالتالي قدرته على اتخاذ قرارات في المستقبل». وتابع ان «تلك الدول والمنظمات التي تأخذ على عاتقها تنفيذ تفويض مجلس الامن الدولي يجب أن تقدم كل المعلومات عن عملها الى مجلس الامن. وينسحب هذا الامر أيضا على حلف الناتو الذي تولى ضمان نظام حظر الطيران فوق ليبيا، ولكن بدأ في الحقيقة بعمليات قصف واسعة النطاق». وشدد على ان «التدخل الخارجي باستخدام القوة العسكرية الفظة يزيد من خطر انتشار السلاح بصورة غير شرعية، وبالتالي يؤدي الى ظهور خطر زعزعة الاستقرار في المنطقة».

وقال لافروف أمام مجلس الامن في نيويورك ان العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من أجل تغيير النظام في سوريا والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سوريا، تشكل «وصفات خطرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن إلا أن يؤدي الى امتداد النزاع» في سوريا. وتابع ان التغييرات في العالم العربي «لا يمكن بلوغها عبر خداع المجتمع الدولي ولا عبر التلاعب بمجلس الامن»، في اشارة الى سوريا وليبيا.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي بعد الجلسة، ان «روسيا لم تقف مكتوفة الايدي» حيال الوضع في سوريا، مضيفا «نحن على اتصال منتظم مع الحكومة السورية».

الصين

من جانبه، أعلن المندوب الصيني لدى الامم المتحدة لي باودونغ ان بلاده تعارض أي تدخل عسكري وأي محاولة لتغيير النظام في سوريا. وأوضح ان بكين التي تجري اتصالاتها الدبلوماسية الخاصة حول سوريا على هامش مهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي انان، تريد إجراء «مشاورات كاملة مع كل الاطراف على أساس من المساواة».

أنان

وفي أنقرة قال انان، قبل اجتماعه مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو، ان «قتل المدنيين يجب أن يتوقف الآن».

وتحدث انان عن وضع «معقد» في سوريا، داعيا في الوقت ذاته دمشق الى السماح بحرية وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين المحتاجين في المناطق التي تشهد حركة احتجاجية ضد النظام.

وقال انان، الذي سيلتقي اليوم ممثلين عن «المجلس الوطني السوري» في أنقرة، «منذ حضوري إلى المنطقة وأنا أتابع عن كثب التطورات في سوريا، وثمة تقارير خطيرة ومروعة عن أعمال وحشية وانتهاكات». وتابع «يجب أن يتوقف قتل المدنيين الآن. على العالم أن يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن هذا الامر غير مقبول بالمرة». وأضاف «سنمضي قدما ونحاول ضمان إتاحة وصول المساعدات الانسانية ووقف قتل المدنيين وجلوس جميع الاطراف إلى الطاولة من خلال عملية سياسية». وقال «لن يكون الامر سهلا. سيستغرق وقتا وآمل ألا يكون طويلا لأننا لا نستطيع تحمل استمرار هذا الأمر لبعض الوقت. ولن تحل القضية اليوم».

وكان أنان قد أطلع المسؤولين في قطر على «نتائج زيارته الاخيرة الى سوريا». وذكرت وكالة الانباء القطرية ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «استعرض تطورات الاوضاع فى سوريا» مع انان. وأضافت ان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث مع انان «سبل الخروج من الازمة الراهنة في سوريا وفق المبادرة العربية في 22 كانون الثاني الماضي» التي تنص على نقل السلطة الى نائب الرئيس وتشكيل حكومة مهمتها التحضير لانتخابات.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت ان انان أبلغ لافروف، في اتصال هاتفي، «بدء بعثته في دمشق، وأكد عزمه على التعامل مع روسيا من أجل إنجاز التسوية السلمية في سوريا وذلك لتوضيح الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الاجتماع الذي عقد بالقاهرة في 10 آذار». وأضافت، في بيان، ان لافروف أكد «تأييده لبعثة انان وفقا للمواقف الروسية المبدئية الرامية الى وقف العنف من جميــع الاطراف وبدء الحوار بين الحكومة والمعارضة من دون تحديد نتائجه مسبقا».

وقال السفير السوري في روسيا رياض حداد، في موسكو، إن مناقشات انان مع الأسد لم تتضمن اقتراحا بتنحي الرئيس. وقال إن المناقشة بين الأسد وانان تركزت على «خمسة مبادئ» للتوصل إلى تسوية سورية اتفق عليها لافروف ووزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت.

ودعت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الحكومة السورية الى مزيد من «الشفافية»، معربة عن الامل أن تتمكن الامم المتحدة من إطلاق عملها الانساني في سوريا الخميس.

وأبلغ الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالموقف العربي الصادر عن الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري بشأن معالجة الوضع في سوريا، والذي يطالب في فقرته الأولى الحكومة السورية بالوقف الفوري لأعمال العنف والقتل.

وقال نائب الامين العام أحمد بن حلي إن «العربي طلب من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن دعم ومساندة المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، خاصة أن هناك مشاورات تجرى حاليا في الأمم المتحدة حول مشروع قرار آخر يركز على بعض العناصر الأولية لمعالجة الازمة السورية، وطلب كذلك دعم مهمة انان وتعزيزها».

السعودية وإيران

وفي الرياض، قال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، في بيان، عقب جلسة مجلس الوزراء برئاسة الملك عبد الله، ان «المجلس كرر التأكيد أن الوضع في سوريا بلغ حدودا تحتم على الجميع التحرك بسرعة وجدية وعلى النحو الذي يعطي للشعب السوري الأمل في إمكانية إنهاء محنته القاسية والمتفاقمة يوماً بعد يوم».

وأكدت طهران مجددا «دعمها الكامل» للحكومة السورية محملة الدول الغربية والعربية مسؤولية تفاقم الازمة. وقال نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان ان «ايران تشدد على دعمها الكامل للشعب والحكومة في سوريا». وأضاف ان «ايران تعتبر ان حلا سياسيا» يستند الى الاصلاحات التي اقترحها الاسد «هو الحل الافضل» للخروج من الازمة. وتابع ان «الدول (الغربية والعربية) التي تدعم انعدام الاستقرار وزعزعة الامن في سوريا مسؤولة عن تفاقم الازمة».

من جهته رحب المسؤول الثاني في المجلس الاعلى للامن علي باقري الذي استقبل نظيره الروسي يفغيني لوكيانوف بـ«التعاون الاستراتيجي بين ايران وروسيا الذي يصب في مصلحة دول المنطقة والامن والاستقرار الاقليمي»، كما أوردت وكالة مهر للانباء. وانتقد لوكيانوف سياسة «المكيالين التي ينتهجها الغرب الذي يدعم المجموعات الارهابية في سوريا».

ميدانيات

واتهمت السلطات السورية، أمس، مجموعات إرهابية بارتكاب «مجزرة حي كرم الزيتون» في حمص، مؤكدة أن قطر والسعودية شريكتان في «الإرهاب من خلال دعمها لهذه المجموعات بالمال والسلاح»، وذلك بعد ساعات من اتهام المعارضة للقوات النظامية بارتكاب «المجزرة» بعد العثور على جثث حوالى 50 امرأة وطفلا في مدينة حمص «مقتولين ذبحا أو طعنا».

وقال وزير الإعلام السوري عدنان محمود، في تصريح لوكالة «فرانس برس»، إن «المجموعات الإرهابية ارتكبت أفظع المجازر بحق المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من أجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا»، قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن.

وأضاف محمود «لقد اعتدنا على التصعيد الدموي لهذه المجموعات الذي يسبق اجتماعات دولية لاتخاذ مواقف عدوانية ضد سوريا خلالها». وأكد أن «بعض الدول التي تدعم المجموعات الإرهابية المسلحة مثل قطر والسعودية هي شريكة في الإرهاب الذي يستهدف الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته، وتتحمل مسؤولية نزيف الدم السوري من خلال دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح والمواقف الحاضنة لها». (تفاصيل صفحة…)

ودعا «المجلس الوطني السوري» إلى تدخل غربي وعربي لحماية المدنيين من القوات السورية. وقال المتحدث باسم المجلس جورج صبرا، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، «نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل إنقاذ المدنيين. نطالب بممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددة حياتهم ووجودهم. نطالب بحظر جوى على كل الأراضي السورية لمنع عصابات الاسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح».

وطالب «بعمليات تسليح منظم لكتائب الجيش الحر الميدانية وبأقصى سرعة داخل البلاد والتي تتولى الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، وتقديم الأسلحة الدفاعية اللازمة التي تمكن شعبنا السوري في الدفاع في المدن والقرى التي يجري اجتياجها أو التخطيط لإقامة حرب إبادة ضد كل مكونات الشعب السوري، وبدور فوري في الإطار العربي الدولي لفتح قنوات الدعم اللوجستي للشعب السوري والجيش السوري الحر».

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

رويترز، ا ب، ا ش ا)

دمشق تؤكد اعتماد التقرير على معلومات إعلامية

لجنة تحقيق دولية تطالب بدخول منظمات إنسانية إلى سوريا

اعتبر رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا البرازيلي باولو بينيرو، وهو يقدم تقريره أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس، أن وصول المنظمات الإنسانية من دون عقبات يجب أن يكون “قاعدة وليس استثناء”، فيما أكدت دمشق أن لجنة التحقيق الدولية اعتمدت على شهادات لأشخاص خارج سوريا وعلى معلومات لمحطات إعلامية معينة.

وقال بينيرو، في جنيف، “بعد أشهر من العرقلة سمحت الحكومة بوصول محدود للمنظمات الإنسانية إلى السكان المدنيين” في سوريا، مضيفاً إن “السماح بالوصول الإنساني من دون عرقلة يجب أن يكون قاعدة عامة وليس استثناء”.

وأشار إلى “تضييع الوقت وتفويت الفرص لمساعدة المحتاجين بسبب موقف الحكومة. فكثيرون ماتوا في غياب العناية الطبية المناسبة واللوازم الضرورية”. وأوضح، أمام مندوبي الدول الـ47 الأعضاء في المجلس وسوريا ليست ضمنها، أن “الوضع الميؤوس للمدنيين تجب معالجته بشكل عاجل جداً”.

واشار بينيرو إلى أن أكثر من 70 ألف شخص نزحوا بسبب أعمال العنف منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل عام، ولجأ آلاف إلى البلدان المجاورة لسوريا. وأكد “أن النزوح يتواصل نحو لبنان والأردن وتركيا”. ولفت الى ان “اولئك الذين هربوا من المنطقة تحدثوا عن عمليات إعدام من دون محاكمة وحملات اعتقال تعسفية كثيفة”، داعياً إلى “انهاء حالة الافلات من العقاب”.

وكانت اللجنة التي كلفها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في آب العام 2011 إجراء تحقيق حول ما يحصل في سوريا، توصلت في تقريرها الأول في تشرين الثاني الماضي، الى ان “قوات الأمن السورية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال القمع الوحشي للمتظاهرين ضد النظام”، على الرغم من إشارتها إلى انه لم يسمح لها بالدخول إلى سوريا.

وفي تقريرهم الثاني، أكد المحققون أن “القوات المعادية للحكومة ارتكبت أيضاً تجاوزات رغم أنها لا تضاهي من حيث مستواها وتنظيمها تلك التي ارتكبتها الدولة”. وأشاروا إلى أنهم “سلموا المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ظرفاً مختوماً يتضمن لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين كبار يشتبه في تورطهم في جرائم ضد الإنسانية”.

وقال مندوب سوريا لدى المجلس فيصل الحموي إن “التقرير مسيّس ويخدم أغراضاً عدوانية للدول الغربية وبعض الدول الإقليمية”. وأضاف إن “التدخل الخارجي تحت ذرائع إنسانية يهدف إلى تقسيم سوريا خدمة لمصالح إسرائيل”.

واعتبر الحموي أن “الأزمة في سوريا ليست تظاهرات سلمية بل مخطط سياسي تنفذه أطراف خارجية”، مضيفاً “من المعيب أن يستخدم مجلس حقوق الإنسان كأداة للضغط السياسي على دولة فيه ذات سيادة”. وأشار إلى أن لجنة التحقيق الدولية اعتمدت على شهادات لأشخاص خارج سوريا وعلى معلومات لمحطات إعلامية معينة. وتساءل “هل يعقل أن يسلّح من يدعون أنهم أصدقاء سوريا لتأجيج حرب؟”.

واتهم الحموي إسرائيل بتسليح المقاتلين للإطاحة بالحكومة السورية، موضحاً أن الأسلحة الإسرائيلية تصل إلى المقاتلين الأجانب المرتبطين بتنظيم القاعدة.

(“السفير”، سانا، ا ف ب، رويترز)

مجزرتا حمص

رأي القدس

الصور التي بثتها القنوات الفضائية لضحايا مجزرتي كرم الزيتون والعدوية في منطقة حمص تقشعر لها الابدان من شدة الوحشية والدموية التي استخدمت في تنفيذهما.

ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة تعرضوا للذبح بالسكاكين من قبل مجموعات من الشبيحة دون اي رحمة او شفقة، وسط تقارير عن تعرض بعض الفتيات للاغتصاب قبل اعدامهن.

اتهام وزير الاعلام السوري السيد عدنان محمود ‘مجموعات ارهابية’ بارتكاب هذه المجازر وغيرها غير مقنع على الاطلاق، لانها ارتكبت في تزامن مع دخول قوات النظام الى هذين الحيين وسيطرتها على معظم احياء مدينة حمص.

قوات الامن السورية ليست معروفة بتعاطيها الانساني مع معارضي النظام حتى قبل اندلاع فعاليات الانتفاضة المطالبة بالتغيير الديمقراطي، ولذلك لا نستغرب ان تكون اكثر وحشية بعدها في ظل غياب اي رقابة مستقلة لما يجري على الارض حاليا.

لا ننكر مطلقا ان هناك جماعات مسلحة، وان هناك جيشا سوريا حرا بات يتلقى اسلحة من دول عربية واجنبية للدفاع عن المدنيين العزل، مثلما نقر بان هذه الجماعات وهذا الجيش يقوم بعمليات عسكرية ضد القوات السورية، ولكن هذا لا يعفي السلطات السورية من المسؤولية عن هذه المجازر التي تقع في مناطق باتت تحت سيطرتها، ومفتوحة على مصراعيها امام مجموعات من الشبيحة والميليشيات المعروفة بممارساتها الدموية التي تستهدف العزل والابرياء.

اننا نطالب السلطات السورية باثبات اتهاماتها للجماعات المسلحة بتنفيذ هذه المجازر من خلال السماح للجنة دولية مستقلة بزيارة المنطقة والتحقيق لمعرفة الجهة التي ارتكبت هذا العمل الوحشي في حق الابرياء.

عمليات القتل التي تستهدف ابناء الشعب السوري يجب ان تتوقف ايا كان مصدرها، في اطار تطبيق كامل للنقاط الخمس التي جرى الاتفاق عليها اثناء اللقاء بين وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الروسي سيرجي لافروف في القاهرة يوم السبت الماضي.

الحكومة الروسية التي تساند النظام السوري مطالبة بتحمل مسؤولياتها كاملة من خلال التدخل لحماية المدنيين ايضا. حتى لا تؤدي هذه المساندة، وهذا الدعم، وهذه الحماية الدبلوماسية في الامم المتحدة، الى تشجيع النظام وقواته الامنية على ارتكاب مجازر اخرى.

الشعب السوري، وفي مناطق تشتعل فيها الاحتجاجات المناهضة للنظام خاصة، يواجه حلولا امنية دموية، ويعيش ظروفا معيشية صعبة حيث تنعدم الاحتياجات الضرورية من ماء وكهرباء وطعام ودواء وامن، وفوق كل هذا وذاك اعمال قتل انتقامية، وهذا وضع لا يجب ان يستمر تحت اي ظرف من الظروف.

اتفاق القاهرة يجب ان ينتقل الى حيز التنفيذ فورا دون ابطاء، وخاصة البند المتعلق بوقف اعمال العنف من جميع الاطراف وارسال فريق من المراقبين الدوليين، والافراج عن جميع المعتقلين، ووصول المساعدات الانسانية للاهالي في المناطق المنكوبة، وحتى يتم تطبيق هذا الاتفاق لا بد من التعاون الكامل والحاسم من قبل كل من روسيا والصين الدولتين الداعمتين للنظام السوري، وغياب هذا التعاون، او التلكؤ فيه، ستترتب عليه خسارة كبيرة لما تبقى من احترام لهما في اوساط الامتين العربية والاسلامية.

عنان سيلتقي اعضاء المجلس الوطني السوري في انقرة اليوم

المعارضة السورية تؤكد تلقي اسلحة من حكومات عربية واجنبية

عشرات القتلى والجرحى من النساء والاطفال بمجزرة في حمص

دمشق ـ بيروت ـ نيويورك ـ وكالات: قال متحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين إن بعض الحكومات تساعد في تسليح الجيش السوري الحر الذي يقاتل القوات الحكومية، فيما قال نشطاء في المعارضة السورية ووسائل إعلام حكومية الاثنين إن عشرات المدنيين معظمهم من الاطفال والنساء قتلوا بدم بارد في مدينة حمص، لكن الجانبين ألقيا بمسؤولية ما وصفاها بالمذبحة على أطراف مختلفة.

وعثر على جثث حوالى خمسين امرأة وطفلا في مدينة حمص مقتولين ذبحا او طعنا، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب ‘المجزرة’، داعية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي، فيما اتهمت السلطات ‘مجموعات ارهابية مسلحة’ بالجريمة.

ونزحت حوالى 50 عائلة خلال الساعات الماضية من مدينة حمص الى لبنان، معظمهم بعدما سمعوا بالمجزرة، ووصلوا الى مدينة طرابلس في الشمال، بحسب ما اعلن المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان احمد موسى الاثنين.

وجاء الكشف عن المجزرة قبل ساعات من انعقاد اجتماع لمجلس الامن بمشاركة عدد كبير من وزراء خارجية الدول الكبرى الذين كرروا مواقفهم المعروفة من الازمة السورية، من دون ان تظهر اي بوادر لاحتمال الاتفاق على موقف موحد داخل مجلس الامن.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حمص ‘عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا واخرون طعنوا على ايدي الشبيحة’.

وبث ناشطون اشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس اطفال مدماة ومشوهة، وجثث متفحمة.

وذكر العبدالله ان ‘عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب السباع (في حمص) الاكثر امانا’، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث.

وقال ‘تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين واخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الاطفال، ضربوا على الرأس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن’.

وقال وليد فارس وهو ناشط من حي الخالدية في حمص الذي لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن كرم الزيتون ان ما يتراوح بين 30 و40 دبابة وصلت الى كرم الزيتون الليلة قبل الماضية.

واتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود ‘مجموعات ارهابية’ بارتكاب ‘افظع المجازر بحق المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من اجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سورية’.

وقال في تصريح لوكالة فرانس برس ان ‘بعض الدول التي تدعم المجموعات الارهابية المسلحة مثل قطر والسعودية هي شريكة في الارهاب الذي يستهدف الشعب السوري في كل اطيافه ومكوناته، وتتحمل مسؤولية نزيف الدم السوري من خلال دعمها للمجموعات الارهابية المسلحة بالمال والسلاح’.

في الوقت نفسه تواصل سقوط الضحايا فقتل 22 شخصا الاثنين، غالبيتهم من العسكريين في اعمال العنف، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتزامنت المذبحة في حمص إلى جانب هجوم عسكري استهدف مدينة إدلب في شمال غرب البلاد مع مهمة سلام قام بها في مطلع الاسبوع كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي كان يسعى للاتفاق على هدنة والسماح بدخول مساعدات انسانية وحوار سياسي.

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض الاثنين الى ‘جلسة عاجلة’ لمجلس الامن الدولي وقال انه ‘يجري الاتصالات اللازمة مع كافة المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة الى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي’.

واصدر المجلس الوطني بيانا ثانيا مساء الاثنين دعا فيه مباشرة الى ‘تدخل عسكري عربي ودولي عاجل’ في سورية.

وجاء في بيان المجلس الوطني الذي تلاه عضو المجلس جورج صبرا في اسطنبول ‘نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل انقاذ المدنيين، وبممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددين بحياتهم وبوجودهم، وبحظر جوي كامل على كافة الاراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح، وبضرب آلة القتل والتدمير وتعطليها عن العمل’.

كما طالب البيان ايضا بـ’عمليات تسليح منظم لكتائب الجيش الحر الميدانية وبأقصى سرعة داخل البلاد والتي تتولى الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، وتقديم الأسلحة الدفاعية اللازمة التي تمكن شعبنا السوري في الدفاع في المدن والقرى التي يجري اجتياحها أو التخطيط لإقامة حرب إبادة ضد كافة مكونات الشعب السوري، وبدور فوري في الاطار العربي الدولي لفتح قنوات الدعم اللوجستي للشعب السوري والجيش السوري الحر

وقال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض إن المعارضة انشأت مكتب تنسيق لإرسال الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة بمساعدة حكومات أجنبية.. ورفض تحديد مكان المكتب أو الحكومات المشاركة في ذلك.

ومن جهته دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان الإثنين إلى ضرورة وقف العنف ضد المدنيين في سورية، وناشد المجتمع الدولي إعطاء رسالة واضحة من هذه القضية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن عنان قوله للصحافيين في مطار إيسينبوغا في العاصمة التركية أنقرة، إن ‘العنف ضد المدنيين في سورية يجب أن يتوقف’، مشيراً إلى أن ‘قتل المدنيين هناك لا يمكن القبول به’.

وقال متحدث باسم عنان لرويترز إنه سيلتقي بممثلين للمجلس الوطني السوري المعارض في انقرة اليوم الثلاثاء.

ومن جهتها دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاثنين ضمنا كلا من الصين وروسيا الى تغيير موقفهما حيال سورية، داعية ‘كل الدول’ الى دعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة السياسية والانسانية في هذا البلد.

وقالت كلينتون في اجتماع لمجلس الامن الدولي مخصص للربيع العربي ‘نعتقد انه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية’.

اما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه فاعتبر ان على السلطات السورية ان ‘تحاسب على افعالها امام القضاء’ الدولي، ودعا الى ‘اعداد الظروف لاحالة’ الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية.

كما دعا جوبيه ‘الصين وروسيا الى الانصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا’ في ادانة القمع في سورية.

في المقابل اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يجري حاليا ‘التلاعب’ بمجلس الامن بشأن الازمة في سورية على غرار ما حصل بشأن الازمة في ليبيا في السابق.

وقال لافروف ان العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من اجل تغيير النظام في سورية والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سورية، تشكل ‘وصفات خطرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن الا ان يؤدي الى امتداد النزاع’ في سورية.

شيخ قبيلة البقارة السورية: لن يجدي مع نظام الأسد سوى القوة العسكرية

إسطنبول- (د ب أ): كان الشيخ نواف البشير قادرا على نسيان التهديدات التي وجهت له والزنزالة الصغيرة التي حشر فيها والاستجوابات التي خضع لها ولكن صراخ الأطفال الذين كانوا يعذبون في الزنزانة المجاورة لزنزانته لا يزال يتردد في أذن شيخ قبيلة البقارة السورية الذي يقول مشيرا لذلك: “كثيرا ما أسمع أصواتهم في أحلامي ليلا، ثم أستيقظ وأظن أني عدت للسجن مرة أخرى”.

وحاول الشيخ البالغ من العمر 54 عاما الذي يتزعم قبيلة البقارة التي ينتمي إليها نحو 1,2 مليون شخص في سورية أن يبدو متماسكا.

ألقى الشيخ البشير بنظراته من نافذة إحدى المقاهي السياحية إلى الأمطار التي تتساقط في مدينة إسطنبول. وعندما جاء النادل ليأخذ حسابه وضع البشير مئة دولار على المائدة وهو شارد الذهن.

البشير شيخ قبيلة بدون العمامة التقليدية المعروفة عن شيوخ القبائل، يرتدي نظارة و سترة وكرافتة.

ألقت المخابرات السورية القبض على البشير في الحادي والثلاثين من تموز/ يوليو 2011 ثم اختفى الشيخ الذي كان يشارك من قبل في تنظيم المظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اختفى لمدة 72 يوما كاملة.

وتناقلت المعارضة في هذا الوقت فيما بينها تقارير تفيد بأن الشيخ البشير عذب حتى الموت.

ثم ظهر الشيخ البشير فجأة في التلفزيون الرسمي السوري في العاشر من تشرين أول/ أكتوبر حيث دعا إلى إجراء إصلاحات سياسية في ظل الرئيس بشار الأسد، وظهر البشير في التلفزيون وكأنه مغيب.

واليوم يقول البشير: “كان هناك من يضع المسدس على رأسي ويهدد بقتل أسرتي إذا لم أقم بهذا الظهور التلفزيوني، كانوا يضعون لافتات كرتونية وراء الكاميرات مكتوب عليها الجمل التي كان علي أن أرددها.

ثم أطلق سراح البشير بعد هذا الظهور بقليل وعاد إلى مدينة دير الزور، مسقط رأسه.

وعندما سمع البشير في كانون ثان/ يناير أنه سيلقى القبض عليه مرة أخرى هرب إلى تركيا، واضطر البشير إلى ترك أسرته.

التحق أحد أبنائه الآن بالجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد قوات نظام الأسد. أصبح الشيخ البشير الذي كان يراهن في البداية على الاحتجاجات السلمية يعتقد منذ أن احتجز في سجن تحت الأرض بالعاصمة دمشق أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد.

ومشيرا لذلك قال الشيخ البشير إنه غير رأيه بعد أن سمع عن المجازر التي ارتكبت وبعد أن رأى في السجن كيف تعرض 22 طفلا و ستة نساء للتعذيب “ورأيت بعد إحدى المظاهرات جثة فتى في العاشرة من عمره أطلقوا النار على عينه.. وكان لا يزال يمسك ببعض البسكويت.. عندها قلت: لا، كفى، هذا كثيرا..”.

غير أن خطة البشير لا يمكن أن تتحقق بدون مساعدة من الخارج “فنحن نحتاج لمنطقة آمنة للمتطوعين، منطقة محظورة على الطائرات، ونحتاج لممرات إنسانية و إلى أسلحة، عندها يمكن أن نحرر بلدنا بأنفسنا”.

قال البشير إنه لم ير حتى الآن شيئا من الأسلحة التي وعدت بها السعودية وقطر مضيفا: “سمعنا كلاما فقط حتى الآن ولم نر أفعالا..”.

ورغم أن البشير على اتصال بالمجلس الوطني السوري المعارض الذي يسعى منذ أشهر للحصول على اعتراف به كممثل شرعي عن الشعب السوري إلا أنه غير راض عن أداء المكتب التنفيذي للمجلس خاصة وأنهم عرضوا عليه الانضمام للمجلس كعضو عادي ليست له سلطة اتخاذ قرار “تنتمي “مجموعة بيان دمشق” للمجلس التنفيذي رغم أنها تمثل فقط 200 شخص في سورية أما أنا فأمثل 2ر1 مليون سوري..”.

لا يعرف الشيخ البشير متى يعود لسورية. وعبر البشير عن أمله في أن يسقط النظام السوري قريبا، “أعتقد أن ذلك سيحدث في تموز/يوليو..”.

التأم الجرح الذي أصيب به الشيخ البشير ذو الجسم الكبير نسبيا، في يده اليمنى عندما كان يجتاز الأسلاك الشائكة على الحدود السورية التركية أثناء هربه إلى تركيا، ولكن جروحه الداخلية لم تندمل بعد.

قال الشيخ البشير إنه رأى أثناء ذهابه الى التحقيق معه فتاة في الرابعة عشرة ملقاة على الأرض وكانت لا تزال حية ولكنها لم تعد تتحرك وإن هذا المشهد يلوح أمامه مرارا.

ثم انصرف البشير أثناء المطر ليحضر موعدا مع معارضين آخرين.

موسكو تنفي وجود قوات روسية خاصة في سورية وتؤكد الالتزام بتوريدات الأسلحة

موسكو- (د ب أ): نفى مسئول عسكري روسي بارز الثلاثاء وجود قوات روسية خاصة في سورية ، مشيرا إلى وجود فنيين عسكريين لتدريب الكوادر السورية على استخدام التقنيات العسكرية الروسية.

وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف في تصريحات نقلتها قناة (روسيا اليوم) بموسكو “كل هذا هراء،لا توجد قوات روسية خاصة في سورية،ولا يوجد أي مقاتل روسي هناك” وذلك ردا على سؤال حول إرسال بلاده قوات إلى سورية وخاصة تشكيلات من القوات الخاصة ومستشارين عسكريين.

وأكد أنطونوف وجود فنيين عسكريين روس في سورية، موضحا :”عندما نورد الدبابات إلى دولة ما،يرافق ذلك إرسال تقنيين عسكريين مختصين بهذه الدبابات،ليقوموا بتدريب الكوادر المحلية على استخدام هذه التقنيات”.

وأضاف أن موسكو ستلتزم بتنفيذ كافة العقود المبرمة سابقا بشأن توريد المعدات العسكرية إلى دمشق.

وقال: “لدينا علاقات تعاون جيدة مع سورية في المجال العسكري – التقني وهذا ليس سرا، ولا يوجد حاليا ما يتطلب إعادة النظر بهذه الاتفاقيات”.

وأعرب المسؤول الروسي عن أمله بأن تستمر علاقات التعاون العسكري – التقني بين روسيا ودول شمال أفريقيا التي تغيرت فيها الحكومات في الفترة الأخيرة.

وقال: “نأمل بشدة أن تتطور علاقات التعاون العسكري – التقني مع هذه الدول في المستقبل، ونحن على أتم الاستعداد لذلك”.

انان يتوقع ردا من النظام السوري على مقترحاته الثلاثاء

انقرة- (ا ف ب): اعلن موفد الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان الثلاثاء في انقرة انه ينتظر ردا “اليوم” الثلاثاء من النظام السوري على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد.

وقال انان متحدثا للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري المعارض “انتظر ردا من السلطات السورية اليوم لانني عرضت عليهم مقترحات ملموسة”.

وكان انان اعلن الاحد انه قدم إلى الأسد في دمشق “سلسلة من المقترحات الملموسة” للخروج من الأزمة في سوريا واوضح ان اتصالاته مع دمشق تمحورت حول ضرورة “الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار”.

وتابع انان في انقرة “سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم”، مشددا على ضرورة وقف “القتل والعنف” في سوريا.

واضاف “الشعب السوري يستحق معاملة افضل من ذلك”.

ومن جهته اعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون للصحافيين أن “دولا عبرت عن الرغبة في تسليح المعارضين” لكن المجلس يفضل تسوية سياسية ودبلوماسية للازمة. واضاف “لكن اذا لم يتحقق ذلك، فسنقبل اقتراح المساعدة بالاسلحة”.

وكان انان اجرى مساء الاثنين محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو.

واعلن أردوغان الذي قطعت بلاده اتصالاتها مع سوريا بسبب القمع الدموي لحركة الاحتجاج، الثلاثاء امام البرلمان ان بلاده ستستضيف في 2 نيسان/ ابريل في اسطنبول المؤتمر الثاني لمجموعة اصدقاء سوريا بعد الاجتماع الاول الذي عقد في تونس في شباط/ فبراير.

وكانت السلطات التركية تحدثت سابقا عن عقد الاجتماع “خلال اذار/ مارس”.

وتركيا التي لديها حدود طويلة مع سوريا تستضيف في مخيمات اللاجئين في جنوب البلاد حوالى 12600 لاجىء سوري هربوا من النزاع في بلادهم.

وقد اوقعت اعمال العنف في سوريا اكثر من 8500 قتيل منذ بدء حركة الاحتجاج في اذار/ مارس 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

37 قتيلا في سوريا والأسد يحدد موعد الانتخابات التشريعية

دمشق- (ا ف ب): اصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يحدد فيه السابع من ايار/ مايو القادم موعدا للانتخابات التشريعية، فيما قتل 37 شخصا في اعمال عنف متفرقة في البلاد غداة الكشف عن مجزرة في حمص.

ويأتي ذلك فيما اعلن الموفد الخاص إلى دمشق كوفي انان الثلاثاء في انقرة انه ينتظر ردا سوريا الثلاثاء على المقترحات “الملموسة” التي قدمها للرئيس السوري.

وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الأسد “اصدر مرسوما بتحديد انتخابات مجلس الشعب في السابع من ايار/ مايو القادم”.

وسيتم عبر هذه الانتخابات انتخاب اعضاء مجلس الشعب الجديد للدور التشريعي الاول لعام 2012 والتي حددت مهامه بموجب الدستور الجديد للبلاد.

وتم الاستفتاء على الدستور الجديد 26 شباط/ فبراير واصبح نافذا بموجب مرسوم رئاسي اعتبارا من 27 شباط/ فبراير.

وبالتزامن قتل 37 شخصا في سوريا الثلاثاء بينهم 14 مدنيا خلال حوادث عنف متفرقة في عدد من المدن السورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ففي درعا (جنوب)، قتل 12 عنصر امن كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات، في كمين نصبه منشقون.

وفي ريف ادلب (شمال غرب) حيث تتركز عمليات القوات السورية والاشتباكات مع المنشقين، قتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان.

كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان اثر اطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية منذ صباح اليوم.

وقال المرصد ان “مجموعة منشقة مسلحة استهدفت اليات عسكرية ثقيلة في مدينة خان شيخون عند مفرق بلدة التماتعة ما ادى الى اعطاب اليتين والاستيلاء على اخرى”.

وتكتسب محافظة ادلب اهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما انها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه ايضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع فرانس برس ان الجيش النظامي اقتحم اجزاء من مدينة ادلب حيث فرض حظرا للتجول” مشيرا الى تعرض مناطق من محافظة ادلب للقصف لاسيما معرة النعمان.

واضاف “الجيش ينتشر في المدينة وفي مناطق عدة في الريف، لكن لا يمكن القول انه يسيطر تماما على المناطق التي ينتشر بها، فهم يتواجدون على الطرق الرئيسية فقط ويتجنبون الدخول الى الاحياء فيما يعملون على تقطيع اوصال مناطق الريف من خلال الحواجز بين القرى”.

وقال ناشطون في ادلب في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “القوات النظامية عملت على افراغ خزانات المياه في مناطق ادلب وانها تفرض حظرا للتجول على السكان تحت طائلة اطلاق الرصاص”.

وذكرت صحيفة الوطن المقربة من السلطة من جهتها، “أن وحدات الجيش أنهت حملة تمشيط وتفتيش واسعة تمكنت من خلالها قتل واعتقال العشرات من المسلحين والمطلوبين في ادلب”.

واضافت “بينت هذه المصادر أن العملية الأمنية في المدينة انتهت في وقت قياسي وأن عمليات مقاومة وحدات الجيش مسألة غير مجدية ولا يمكن أن تحقق بقاء للمسلحين فيها”.

وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان ان سيدة قتلت اثر اطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ (ريف حمص)، وقتل سبعة “بنيران القوات النظامية والشبيحة في احياء كرم الزيتون وباب الدريب” في مدينة حمص.

وافاد مسؤول في الجيش السوري الحر في القصير (ريف حمص) “يقوم الجيش النظامي بالتوغل نهارا بحثا عن منشقين وينسحب قبل حلول الظلام” مشيرا الى ان العناصر المنشقين يضطرون الى “الانسحاب ومعاودة الهجوم لانهم غير مزودين بالاسلحة المضادة للدروع التي يمكنها ان توقف دبابات تي 72 الحديثة التي تستخدمها بعض وحدات الجيش النظامي”.

وفي ريف حلب (شمال)، استشهد بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء شاب (…) في مدينة اعزاز خال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة، كما سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النطامية.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس ان مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا والتي تبعد حوالى 65 كيلومترا عن مدينة حلب “تتعرض لحملة مستمرة منذ نحو عشرين يوما ادت الى حركة نزوح كبيرة جدا لسكانها” مشيرا الى ان المناطق التي تتعرض للقصف لا تبعد اكثر من خمسة كيلومترات عن الحدود التركية”.

وتعد اعزاز من اكبر مدن ريف حلب، ويبلغ عدد سكانها حوالى 75 الف نسمة.

كما يتركز القصف على مدينة الاتارب التي تشهد عملية عسكرية واسعة للقوات النظامية واشتباكات مع الجيش السوري الحر، بحسب الحلبي.

وفي ريف دمشق، قتل شاب “اثر اصابته برصاص الامن اثناء قيامها بمداهمات في مدينة دوما”، وقتل ثلاثة اشخاص في قرية بخعة في القلمون جراء اطلاق نار من رشاشات ثقيلة.

واضاف المرصد ان انفجاران شديدان هزا حي المساكن في مدينة دوما تبعهما اطلاق رصاص كثيف حيث دخلت قوات حفظ الحي ترافقها ثلاث ناقلات جند مدرعة وبدات حملة مداهمات في المنطقة.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في القورية بحثا عن مطلوبين ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف ما اسفرت عن اصابة ثلاثة مواطنين بجروح احدهم في حالة حرجة واعتقال 28 مواطنا”.

سياسيا، قال المبعوث الاممي كوفي انان للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري المعارض “انتظر ردا من السلطات السورية اليوم على مقترحات ملموسة” قدمها السبت للرئيس السوري.

وكان انان اعلن الاحد انه قدم الى الاسد في دمشق “سلسلة من المقترحات الملموسة” للخروج من الازمة في سوريا واوضح ان اتصالاته مع دمشق تمحورت حول ضرورة “الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار”.

وتابع انان في انقرة “سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم”، مشددا على ضرورة وقف “القتل والعنف” في سوريا. واضاف “الشعب السوري يستحق معاملة افضل من ذلك”.

ومن جهة اخرى، اعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون للصحافيين ان “دولا عبرت عن الرغبة في تسليح المعارضين” لكن المجلس يفضل تسوية سياسية ودبلوماسية للازمة. واضاف “لكن اذا لم يتحقق ذلك، فسنقبل اقتراح المساعدة بالاسلحة”.

وياتي ذلك غداة الكشف على جثث حوالى خمسين امرأة وطفلا في مدينة حمص في وسط سوريا مقتولين ذبحا او طعنا، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب “المجزرة” داعية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي، فيما اتهمت السلطات السورية “مجموعات ارهابية مسلحة” بالجريمة.

عنان: قتل المدنيين في سورية يجب ان يتوقف الآن

انقرة ـ بيروت ـ ا ف ب ـ رويترز: قال الموفد العربي والدولي الى سورية كوفي عنان الاثنين في انقرة ان ‘قتل المدنيين يجب ان يتوقف الآن’ في سورية.

وقال عنان في تصريح مقتضب ادلى به في مطار انقرة ونقلته قناة ‘ان تي في’ التركية ان ‘قتل المدنيين يجب ان يتوقف الآن. وعلى العالم ان يبعث برسالة واضحة (الى النظام السوري) بأن هذا الوضع غير مقبول’.

وقال عنان إنه يجب على العالم ان يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن قتل المدنيين في سورية ‘غير مقبول بالمرة’ وذلك لدى وصوله إلى تركيا بعد إجراء محادثات في مطلع الاسبوع مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال عنان للصحافيين في انقرة قبل اجتماع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إنه يحاول جلوس جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات من خلال عملية سياسية تكفل إتاحة دخول المساعدات الانسانية ووقف قتل المدنيين.

وكان المتحدث باسم عنان قال إن المبعوث الدولي يشعر بأن مهمته للوساطة في مسارها الصحيح حتى على الرغم من استمرار العنف بينما كان يجري محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

والتقى عنان بالأسد مرتين في دمشق إلى جانب شخصيات من المعارضة في مطلع الأسبوع والتقى بزعماء قطريين في الدوحة اليوم قبل التوجه إلى تركيا.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان إنه قبل ان يتوجه إلى سورية أجرى محادثات منفصلة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية لكل من روسيا والمملكة العربية السعودية في القاهرة. وقال فوزي لرويترز في مكالمة هاتفية من قطر ‘هذه بداية عملية ويشعر المبعوث الخاص المشترك أن العملية في مسارها الصحيح’.

وأضاف ‘ترك مجموعة من الاقتراحات الملموسة مع بشار حول وقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والحوار السياسي ويتوقع الحصول منه على رد قريبا’.

ومضى يقول ‘هو قلق من أن القتال والقتل مستمران فيما يبدو بينما يحاول إنهاءه وبينما يحاول التحدث إلى بشار.’

ووردت أنباء عن مقتل عشرات في سوريا خلال زيارة عنان عندما هاجم الجيش مدينة إدلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال غرب البلاد. وقالت وسائل إعلام حكومية ونشطاء في المعارضة أيضا إن عشرات المدنيين ذبحوا في حمص لكن الطرفين ذكرا أقوالا متضاربة عن المسؤولين.

وبعد المحادثات ‘الصريحة والشاملة’ التي أجراها مع الأسد قال عنان إنه سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق لكنه ظل متفائلا.

وقال للصحفيين في دمشق ‘الوضع سيء وخطير للغاية لدرجة أننا جميعا لا يمكننا تحمل الفشل’.

ويعتزم عنان مواصلة الاتصال بفصائل المعارضة بما في ذلك المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية والجيش السوري الحر وجهات أخرى وسيشجعها على تكوين جبهة معارضة موحدة.

ومضى فوزي يقول ‘ستكون عملية خطوة بخطوة. علينا أن نشرك المعارضة. علينا أن نجعل أطراف المعارضة توحد الصف تحت مظلة واحدة.. بعد ذلك علينا إقناع الحكومة بأن تجتمع بها في أي مكان يقترحه (عنان)’.

ويريد عنان المقيم في جنيف أيضا أن تستغل القوى الأجنبية التي لها تأثير لدى الحكومة السورية أو المعارضة نفوذها لتشجيع مهمته.

وأردف فوزي قائلا ‘قدم اقتراحات يشعر أنها ستدفع العملية للأمام’.

لافروف يرى ان ‘تلاعبا’ يجري في مجلس الامن بشأن سورية

حوالي 50 شخصية تدعو مجلس الامن الى ‘سحب رخصة القتل’ من الاسد

نيويورك ـ ا ف ب: اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الاثنين انه يجري حاليا ‘التلاعب’ بمجلس الامن بشأن الازمة في سورية على غرار ما حصل بشأن الازمة في ليبيا في السابق.

وقال لافروف امام مجلس الامن في نيويورك ان العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من اجل تغيير النظام في سورية والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سورية، تشكل ‘وصفات خطرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن الا ان يؤدي الى امتداد النزاع’ في سورية.

وتابع لافروف ان التغييرات في العالم العربي ‘لا يمكن بلوغها عبر خداع المجتمع الدولي ولا عبر التلاعب بمجلس الامن’، في اشارة الى سورية وليبيا.

وبشأن سورية، دعا الى ‘وقف اعمال العنف من اي مصدر كان’، سواء كان من النظام او المعارضة، واضاف ان موسكو ‘تدعم بقوة’ مهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي عنان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية لسورية.

وتشدد روسيا على وضع اعمال العنف التي ينفذها النظام والمعارضة المسلحة السورية على نفس المستوى، وهو ما يرفضه الغربيون.

وكان وزيرا الخارجية الفرنسي الان جوبيه والبريطاني وليام هيغ حضا في وقت سابق روسيا بطريقة واضحة تقريبا الى الانضمام الى الغربيين في ادانتهم للنظام السوري.

ودعا جوبيه ‘الصين وروسيا الى الانصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا’ في ادانة القمع في سورية.

وقد استخدمت موسكو وبكين مرتين حق النقض ضد مشروعي قرار في مجلس الامن الدولي يدينان سورية.

كما دعت حوالي خمسين شخصية من قادة سياسيين سابقين ومثقفين وحائزي جائزة نوبل للسلام في رسالة مفتوحة نشرت الاثنين اعضاء مجلس الامن الدولي الى الاتحاد لسحب ‘رخصة القتل’ من الرئيس السوري.

وفي الرسالة التي نشرتها صحيفة ‘فايننشال تايمز’ وستصدر الثلاثاء في ‘لو فيغارو’، ترى هذه الشخصيات من اكثر من 27 جنسية مختلفة ان ‘الانقسامات داخل الاسرة الدولية اعطت حكومة الاسد رخصة للقتل’ وتطلب ‘سحب هذه الرخصة الان’.

ويصادف النداء مع اجتماع لوزراء الخارجية في مجلس الامن الدولي الاثنين في نيويورك حول ‘دروس الربيع العربي’ حيث سيتم التطرق الى الملف السوري، بحسب بيان صحافي لمنظمة كرايزيس اكشن غير الحكومية.

ويدعو الموقعون على الرسالة الحكومة الروسية الى ‘الانضمام الى الجهود المشتركة لوضع حد سريع للنزاع وارساء الاستقرار والسلام في سوريا والمنطقة’.

وتطلب الرسالة من اعضاء مجلس الامن ان يتبنوا قرارا يدعو خصوصا النظام السوري الى وقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والافراج عن المعتقلين المسجونين منذ اندلاع حركة الاحتجاج وتسهيل نقل المساعدات الانسانية العاجلة.

ووقع على الرسالة الرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريكي كاردوزو ورئيس جنوب افريقيا السابق فريدريك دو كليرك ووزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند والرئيس السابق لجمهورية المانيا الاتحادية ريتشارد فون فايساكر ووزير العدل الفرنسي السابق روبير بادنتر وحائزتا جائزة نوبل للسلام الايرانية شيرين عبادي والليبيرية ليما غبوي.

وقالت عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2003 في بيان ‘يجب وقف هذه الفظاعات’.

واضافت ‘يتعين على اجتماع وزراء الخارجية اليوم في نيويورك ان يحرك مجلس الامن ويوحد صفوفه وراء الجامعة العربية ويصدر قرار بالاجماع’.

جنبلاط إتهم النظام السوري بإغتيال والده وتصفية اليسار: إسقاط بابا عمرو لن يكون نهاية المطاف، فهناك إدلب واللاذقية وحماة

سعد الياس:

بيروت – ‘القدس العربي’ علمت ‘القدس العربي’ أن عدداً من كبار الضباط في الجيش السوري النظامي نقلوا في الساعات القليلة الماضية الى بعض مستشفيات بيروت للمعالجة من اصابات خطيرة تحول دون معالجتهم في مستشفيات دمشق. لكن المصادر تكتمت على هويتهم وأسماء المستشفيات التي يعالجون فيها.

لفي غضون ذلك، لاحظ الرئيس سعد الحريري ‘تزامن المجزرة التي ارتكبها نظام بشار الأسد في حمص خلال اليومين الماضيين مع الاعتداء الإسرائيلي الغاشم في قطاع غزة’، داعياً ‘المجتمعين العربي والدولي إلى الوقوف مع الشعب السوري قولاً وفعلاً في هذا اليوم، الذي يضيف فيه بشار الأسد صفحة سوداء لسجله الأسود’. وقال في تصريح ‘إذا كنا نعلم ان إسرائيل هي عدونا وعدو الشعب الفلسطيني، وندين مثل هذه الجرائم النكراء على يد العدو، فإن اقل ما يمكن قوله ان المجزرة الجديدة التي ارتكبها نظام بشار الأسد في حق المواطنين السوريين الأبرياء في حمص، لا تشكل إدانة صارخة لهذا النظام فحسب بل إدانة لعدم إنسانية المجتمع الدولي حيال ما يتعرض له الشعب السوري من مجازر يومية وعمليات إبادة تلطخ جبين كل الذين يغطون مسلسل الجرائم المستمر في سورية’. اضاف ‘إن مجزرة حمص، التي استهدفت الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في منازلهم، هي من علامات الآخرة لنظام بشار الأسد الذي لن يلقى سوى المصير الذي يجب ان يلقاه الحكام المجرمون، الذين يتخذون من السلطة وسيلة للتنكيل بشعوبهم’. وختم الحريري ‘إنني اكرر تضامني مع الشعب السوري الشقيق في هذه الأيام الصعبة، وادعو المجتمعين العربي والدولي إلى الوقوف معه قولا وفعلا في هذا اليوم، الذي يضيف فيه بشار الأسد صفحة سوداء لسجله الأسود’.

من ناحيته، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ‘ يا لها من مفارقة أن نستذكر كمال جنبلاط هذا العام في 16 آذار وهي ذكرى إغتياله مع الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الثورة السوريّة في 15 آذار. وهذا التزامن والتلاقي ليس مجرد مصادفة. فكل المبادىء التي آمن بها كمال جنبلاط وإستشهد في سبيلها ينادي بها الشعب السوري المناضل رافضاً القمع والديكتاتوريّة، ومطالباً بحقوقه المشروعة في الحرية واليمقراطيّة والكرامة’. واضاف جنبلاط، خلال ادلائه بموقفه الاسبوعي لجريدة ‘الانباء’ الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ‘لقد كسر الشعب السوري حاجز الخوف الذي لم يهابه كمال جنبلاط يوماً بل رفع شعاره الشهير: ‘لن أدخل السجن العربي الكبير’. فها هو كمال جنبلاط ينتصر اليوم على المقصلة التي إستهدفته منذ 35عاماً.وها هي الشعوب العربيّة تخرج من السجون ومن خلف القضبان الواحدة تلو الأخرى’. وتابع: ‘لقد وقف كمال جنبلاط منذ 35عاماً رفضاً للدخول العسكري السوري إلى لبنان الذي كان بتفويض أمريكي – عربي لضرب اليسار اللبناني وضرب التنوع والديمقراطية في لبنان وبدء عهد الوصاية السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية، مؤكداً على القرار الوطني اللبناني المستقل وضرورة التفاهم بين اللبنانيين للحيلولة دون إنزلاق لبنان الى الاقتتال والتوتر. ونفذ النظام السوري قراره بتصفية اليسار من خلال إغتيال كمال جنبلاط وشخصيات ورموز وطنية أخرى بهدف مصادرة قرار المقاومة الوطنية وإستلحاقها بمنظومة المحاور التي تتخطى مصلحة لبنان. وأكمل النظام مخططه من خلال الامساك التدريجي بكل مفاصل الدولة في لبنان ومصاردة القرار الوطني المستقل’. واضاف: ‘كما أن الدخول السوري الى لبنان هدف الى ضرب القرار الوطني الفلسطيني المستقل وذلك من خلال إستهداف قيادات فلسطينية والقيام بخطوات عديدة لاسترهان الفلسطينيين في لبنان وتقاطع ذلك في وقت لاحق مع الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982 وتلته حرب المخيمات’.

واشار الى ان ‘كمال جنبلاط وقف منذ 35عاماً رفضاً لنظرية الاقليات مطالباً بإخراج لبنان من نظامه الطائفي والمذهبي، وهي النظرية التي وظفها النظام السوري لتطبيق الحكم العائلي في سورية على مدى عقود، وقام من خلالها بتصفية كل الخصوم السياسيين في داخل سورية وإعتقل عشرات الآلاف من المفكرين والصحافيين والناشطين والمواطنين ومن بينهم العلويين لاحكام سيطرته وسطوته الكاملة، وهو ما كان قام به حافظ الأسد في إنقضاضه على رفاقه في البعث منذ الستينات. لقد آن الأوان لسقوط تلك الأسطورة الكاذبة التي تعتبر حافظ الأسد قائداً ملهماً وهو الذي شكل وجوده في الحكم مأساة لعشرات الآلاف من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين عبر سياسة الاعتقال والاغتيال والتصفية الجسدية. وهذه الأسطورة شبيهة في البعث والعبث بالنظام التسلطي في العراق الذي كان بطله صدام حسين’.

وتابع جنبلاط ‘لقد إستخدم البعث نظرية الأقليات إياها في سبيل الدخول الى لبنان. وقد عكست فكره الشمولي الآحادي الذي بطبيعته يرفض كل إعتراف بالآخر، وهو عبر برفضه الاعتراف بلبنان وفلسطين، وتقاطع موضوعياً في ذلك مع النظرية الأقلوية الصهيونية كذلك التي أنكرت وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وسيبّين التاريخ أن المواجهات التي حصلت على الساحة اللبنانية لم تكن الا مجرد مصادفات لا سيما عندما تخطى الحاكم الاسرائيلي أو الحاكم السوري الخطوط الحمراء التي كانت مرسومة سلفاً بالاتفاق والتراضي’.

ولفت جنبلاط الى انه ‘ها هو الشعب السوري اليوم يقف الوقفة ذاتها. هو يطالب بالحرية والديمقراطيّة رفضاً للاذلال والقمع والاستبداد. يقف الى جانب فلسطين وقضيتها، بعد أن حكم البعث سورية لخمسة عقود بإسمها في وقت لم يكن يعترف بوجودها’. واضاف: ‘لقد توقع كمال جنبلاط نهاية الفكر الشمولي بكل أشكاله، وها هي توقعاته تصح اليوم، فالشعوب العربيّة تنتفض من أجل كرامتها وحريتها. هو الذي رفع شعار: ‘من تهرب من معركة الحياة كمن تهرب من معركة الحق. وها هو الشعب السوري اليوم، بعد مرور عام من القتل المستمر دون هوادة تراه لا يتراجع بل يزداد تمسكاً بحقوقه ومطالبه. فكلما إزدادت وتيرة القتل، إزداد عناداً وإصراراً وتمسكاً بحريته السياسية، مدركاً أن التراجع الآن سيعني العودة الى غياهب الظلم والظلام لعقود وعقود جديدة’. وقال: ‘ها هو الشعب السوري يعلن أن إسقاط بابا عمرو لن يكون نهاية المطاف، فهناك إدلب واللاذقية وحماة والعشرات من المدن والبلدات السورية التي لن تتراجع مهما كان الثمن فكل التحية للثوار والمناضلين والمناضلات ولعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين والمفقودين ومجهولي المصير، مع الاستنكار والشجب والادانة لما آلت اليه الجهود العربية والدولية التي تراجعت من المطالبة بتنحي الرئيس والانتقال السلمي للسلطة والافراج عن المعتقلين وكشف مصير المفقودين ووقف إراقة الدماء وسحب الجيش من المدن، وهي بنود المباردة العربية، إلى مساواة القاتل بالمقتول والظالم بالمظلوم والعجز حتى عن دخول فرق الاغاثة الطبية والانسانية الى المناطق المنكوبة’. واضاف: ‘وحبذا لو أن التأثر الشديد الذي بدا على وجوه البعض بعد إنتخابات ديمقراطية شفافة وإنتخابات حرة، كان يبديه على شهداء حمص وحماه وإدلب وسائر المناطق السورية! وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فأين هو تضامن بعض الدول العربيّة مع الثورة السورية وهي التي لم تجف دماء شهداء ثوراتها بعد، فهل الوصول الى المناصب العليا يُنسي النضالات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية؟’.

نقل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل الثاني إيمانه’ بأن الديموقراطية وحدها هي الحل لكل شؤون الشعوب لأنّها تعني احترام الآخر وحرية الرأي والتعبير وأن يعيش الناس بعيداً عن العنف’.وأكّد أمير قطر حسب ما نقل عنه البطريرك الراعي أن ‘الانظمة الاحادية لم يعد لها مكان في العالم الذي يسير نحو الديمقراطية، وأشار الراعي الى أنّ أمير قطر يهمه أولاً وقف الإبادة الحاصلة للشعب السوري وهو يبذل المساعي من أجل الوصول الى حلّ سليم’.

وأمل أمير قطر أن ينجح الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان في مساعيه الجارية لإيجاد حل للوضع في سوريا. ولمس البطريرك من أمير قطر حباً كبيراً للبنان لا قياس له ولا حدود وهمّه ازدهار واستقرار لبنان ونموّه لما يمثل لبنان في العالم العربي من قيمة من خلال تركيبته والعيش الواحد والإنفتاح على الشرق والغرب. كما نقل الراعي حرص حمد على عدم وصول أنظمة متشددة ومنغلقة الى الحكم في أي دولة عربية. وأعلن الراعي ‘أننا نصلي لكي يلهم الله أصحاب الإرادات الطيبة ليعملوا جهدهم للحد من الحرب التي تسبب وقوع ضحايا بريئة’.

ايران تؤكد ‘دعمها الكامل’ للحكومة السورية

طهران ـ ا ف ب: اكدت ايران مجددا الاثنين ‘دعمها الكامل’ للحكومة السورية محملة الدول الغربية والعربية مسؤولية تفاقم الازمة التي اوقعت الاف القتلى منذ عام.

وقال نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان ان ‘جمهورية ايران الاسلامية تشدد على دعمها الكامل للشعب والحكومة في سورية’، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

واضاف عبد اللهيان ان ‘ايران تعتبر ان حلا سياسيا’ يستند الى الاصلاحات التي اقترحها الرئيس بشار الاسد ‘هو الحل الافضل’ للخروج من الازمة. وتابع ان ‘الدول (الغربية والعربية) التي تدعم انعدام الاستقرار وزعزعة الامن في سورية مسؤولة عن تفاقم الازمة’.

وتدعم ايران النظام السوري حليفها الرئيسي في المنطقة وتندد باستمرار بما تسميه ‘تدخلات’ من الدول الغربية والعربية في الشؤون السورية.

وتتهم ايران الغربيين بالسعي الى الاطاحة بالرئيس السوري من خلال دعمهم للمعارضة السورية بهدف اضعاف جبهة الدول المعادية لاسرائيل في المنطقة.

وقدم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان خلال عطلة الاسبوع الماضي ‘مقترحات ملموسة’ الى الاسد من اجل وضع حد لحمام الدم لكنه لم يتوصل الى وقف لاطلاق النار في الوقت الذي يواصل فيه الجيش السوري حملته العنيفة ضد المعارضين.

من جهته رحب المسؤول الثاني في المجلس الاعلى للامن علي باقري الذي استقبل نظيره الروسي يفغيني لوكيانوف بـ’التعاون الاستراتيجي بين ايران وروسيا الذي يصب في مصلحة دول المنطقة والامن والاستقرار الاقليمي’، كما اوردت وكالة مهر للانباء. وتدعم روسيا على غرار ايران نظام الرئيس الاسد وقد استخدمت مرتين حقها في النقض (فيتو) في مجلس الامن الدولي ضد قرارين يدينان القمع في سورية.

وانتقد لوكيانوف بحسب وكالة مهر سياسة ‘المكيالين التي ينتهجها الغرب الذي يدعم المجموعات الارهابية في سورية’.

سوريا: أنان ينتظر ردّاً على مقترحاته اليوم

أعلن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، اليوم، في أنقرة أنه ينتظر رداً «اليوم» من النظام السوري على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، رفضه لأي محاولة لإدخال السلاح إلى أي طرف في سوريا، وذلك بالتزامن مع اتهام جماعة الإخوان المسلمين النظام السوري بارتكاب «حرب إبادة» بحق شعبه.

أعلن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، اليوم، في أنقرة أنه ينتظر رداً «اليوم» من النظام السوري على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد.

وقال أنان متحدثاً للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري «أنتظر رداً من السلطات السورية اليوم لأنني عرضت عليهم مقترحات ملموسة»، مضيفاً إنه «سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردّهم»، مشدداً على ضرورة وقف «القتل والعنف» في سوريا.

ولفت أنان إلى أن «الشعب السوري يستحق معاملة أفضل من ذلك».

وكان أنان قد أجرى، مساء أمس، محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو.

من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، رفضه لأي محاولة لإدخال السلاح الى أي طرف في سوريا.

وقال بيان حكومي، اليوم، إن المالكي وخلال مكالمة مساء أمس من نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد «أن تشديد الإجراءات ووضع الحدود المشتركة بين العراق وسوريا تحت المراقبة المشددة إنما يأتيان انسجاماً مع سياسة العراق الرامية الى تخفيف العنف وحقن دماء السوريين والتمهيد لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية».

وأضاف البيان إن المالكي أعلن معارضته للعنف واستخدام القوة كأسلوب لحل الأزمة القائمة في سوريا ودعوته مجدداً الى تكثيف الجهود من أجل إيجاد حلول سلمية للمشاكل والأزمات التي يعانيها العديد من دول المنطقة»، مشيراً إلى أن بايدن أكد «رفض بلاده تسليح كل الأطراف في سوريا ، واستعداد واشنطن لدعم جهود العراق للخروج من طائلة البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وحل المشاكل التي تحول دون ذلك، بما فيها القضايا بين العراق والكويت».

من جهة أخرى، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، اليوم، في بيان، النظام السوري بارتكاب «حرب إبادة» بحق شعبه، داعية جامعة الدول العربية الى التحرك من دون إبطاء والعمل على «وقف المجزرة».

وأكدت الجماعة، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، أن «ما تشهده سوريا اليوم حرب إبادة، تعيد الى الأذهان مذبحة عام 1982 على يد النظام الرسمي السوري نفسه، التي راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف مواطن»، مضيفةً إن «الجامعة العربية مطالبة ودونما إبطاء بالعمل على وقف المجزرة التي لم يسلم منها البشر والمساجد والمشافي والمواشي … وأن تعيد النظر في سياساتها تجاه ما يجري في سوريا».

ورأت الجماعة أن «سياسة التردد التي تنتهجها الجامعة العربية في ظل الفيتو الروسي والصيني، والنفاق الغربي، أعطت الضوء الأخضر للنظام للسير قدماً في الجرائم ضد الإنسانية التي يمارسها النظام»، مشيرة الى أنه «يستخدم أحدث ما في ترسانته من أسلحة لتدمير المدن والقرى على رؤوس ساكنيها»، وموضحةً أن «الشعب السوري اليوم يحسّ بالغربة والخذلان على مختلف الصعد العربية والإسلامية والدولية».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

السوريّون في مصر: خوف مزدوج من النظام والمعارضة

طارق عبد الحي

القاهرة | رغم القضايا الداخلية التي تشغل الشارع المصري هذه الأيام، إلا أنّ القاهرة تعيش الهمّ السوري وكأنه همّ محلي. آلاف السوريين الهاربين من لعنة الرصاص التي أصابت بلادهم انضموا إلى جالية من السوريين المقيمين أصلاً في مصر. هكذا، اتحدت سوريا مجدداً مع مصر مجازياً، مثلما حصل ذات زمن في الخمسينيات. وقد أحضر السوريون معهم آلامهم وحكايات الخوف المستمر هناك وأفكارهم لبناء وطنهم الذي وصل إلى حافة الهاوية، وجلبوا معهم بالطبع خلافاتهم المستجدة.

يتوزّع معظم هؤلاء في القاهرة، فيما يفضّل آخرون ممّن قرروا طلب العلم، التوجُّه إلى منطقة «ستة أكتوبر» أو المنصورة ليبقى عدد قليل منهم في الإسكندرية. يتفق الجميع، عند لقائهم بوسائل الإعلام، على الخشية والحذر؛ فحتى هنا، «لا نزال ملاحقين من مؤيدي السلطة أو من شبيحة مصر»، على حد تعبير أحدهم، وهو ما دفع الكثيرين أيضاً إلى رفض الكشف عن هوياتهم كاملة، خوفاً من تعرض أسرهم في سوريا للتنكيل، وهو ما حصل بالفعل مع بعضهم، وفق ما يؤكدونه. هكذا، يتحدث عبد الله (24 سنة ـــــ طالب جامعي) عن رحلة السفر من سوريا إلى مصر، بعدما أوهم المحيطين به بأنّ أجهزة الأمن السوري اعتقلته؛ وذلك ليتمكن في المقابل من الخروج بهدوء إلى لبنان، ومنه إلى مصر. ويعلّق على الموضوع قائلاً إنه «رغم اتباعي كل وسائل الحيطة في مدينتي حلب، لكن رسائل التهديد لي ولعائلتي لم تتوقف، وعندما شعرت بأن الأمر قد استفحل، آثرت التوجه إلى هنا». ويعلّق الشاب على اختياره مصر بدلاً من البقاء في الجوار كتركيا أو لبنان والأردن، فيؤكد أن «الحياة تبدو أكثر بساطة من الناحية المادية هنا مقارنة بباقي دول الجوار»، إضافة إلى معرفة عبد الله بمصر التي سبق له أن زارها مراراً، ما سهّل عليه الاستقرار في مصر. كلام عبد الله يوازيه كلام آخر لشاب من حمص فضّل حتى عدم ذكر اسمه الأول بعدما تعرّض لحملات تخوين كبيرة من عشرات السوريين في أم الدنيا، رغم أنه ليس مؤيداً للنظام، بل بسبب إصراره وتمسكه «بالخيار السلمي للثورة» على حد تعبيره. ويشير المعارض الحمصي إلى الأذى الذي لحق به جراء دفاعه عن المعارض هيثم مناع إبان تعرضه للاعتداء مع زملائه في «هيئة التنسيق» أمام الجامعة العربية في تشرين الثاني الماضي، فاتُّهم في حينها بـ«المتاجرة والاستخفاف بدماء الشهداء والمعتقلين في سوريا»، إضافة إلى اعتبار أنّه، وفريق «السلمية»، هم السبب في وصول الحال في سوريا إلى ما هي عليه اليوم.

أكثر من ذلك، فإنّ محاورنا الحمصي يكشف أنّ الفريق المعارِض الذي اعتدى عليه وعلى مواطنيه في القاهرة، وصل به الحال إلى حدّ اتهامه بـ«التعامل مع الأمن». ويصل الأمر بمحدثنا إلى الإقرار بأنّ «الخوف في مصر من شبيحة المعارضة أكبر مما هو من شبيحة النظام، فالبعض هنا بات يعتقد أنه يجوز له ما لا يجوز لغيره، والويل لمن يخالفه الرأي». ويرى الرجل أن المعارضة السورية في القاهرة أضعف من أن تتخذ قراراً باستقلالية، ولا يزال الكثيرون منهم يفضلون البقاء في الفنادق الفخمة، فيما يعاني معظم القادمين إلى مصر من صعوبة الحصول على مسكن، «بينما البعض مستمر بحملات لجمع التبرعات، سواء لدعم المصابين أو لدعم الجيش الحر، وأشك في أن هذه التبرعات تصل بالفعل».

في المقابل، يلفت وليد (22 سنة ـــــ صيدلاني) إلى أن الحل في سوريا «لا بد أن يكون سياسياً»، وهو يقف مع أي مبادرة تهدف قبل أي شيء «إلى وقف النزف المستمر في البلاد». لكنه يعترف في المقابل بصعوبة التواصل مع أبناء بلاده المقيمين في مصر بهذه الأفكار. لذا، بات يفضل ابن مدينة حماه عدم الخوض معهم في أي حديث إلا بشؤون الوطن، وخصوصاً أنّ النسبة العظمى من السوريين في مصر قدمت إثر اندلاع الاحتجاجات في آذار الماضي، وبالتالي فهم على دراية تامة بالمشهد السوري. لكن حتى هؤلاء، «كثيراً منهم لا يزالون متمترسون براية الانتقام أو التسلح أو تقديس الجيش الحر، وهو ما يجعل مسألة الحوار مع أيٍّ منهم صعبة للغاية». وعن التواصل مع شخصيات المعارضة، يعرب وليد عن استيائه من طرفَي المعارضة، «المجلس الوطني» و»هيئة التنسيق»؛ فكثيرون منهم «يصرّون على التمسك بأفكارهم وعدم الخوض في أي نقاش».

بدورها، تبذل أمل (26 سنة ـــــ مترجمة) جهداً كبيراً «لإيصال صورة حقيقية عن الثورة السورية تجاه الرأي العام المصري، لمحاولة إبعاد مفهوم المناطقية والطائفية عما يحصل في الشام». وتختصر حديثها بالكشف أنها تركت السياسة لمن يهتم بها، «فلا شأن لي بما يخططون، ما يهمني هو عدم استغلال دماء من سقطوا والمتاجرة بها لمنافع أخرى».

إرسال مراقبين لحقوق الانسان إلى الدول المجاورة لسوريا

أ. ف. ب.

جنيف: اعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الانسان كيونغ-وا كانغ الثلاثاء انه سيتم ارسال مراقبين من الامم المتحدة هذا الاسبوع الى الدول المجاورة لسوريا لجمع معلومات عن “انتهاكات وفظائع” ارتكبت في هذا البلد.

وقالت كيونغ-وا كانغ امام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة “نسعى قدر الامكان الى المحافظة على اتصالات (مع اشخاص) على الارض”. واضافت “سنرسل هذا الاسبوع الى المناطق الحدودية للدول المجاورة (لسوريا) مراقبين مكلفين جمع معلومات ووثائق عن الانتهاكات والفظائع”.

وجاء تصريحها في حين يناقش مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة منذ الاثنين التقرير الثاني للجنة التحقيق الدولية حول سوريا برئاسة البرازيلي باولو بينيرو الذي عبر الاثنين عن تأييده للحوار ورفضه لاي تدخل عسكري.

وعندما سألته سويسرا عن كيفية ارساء هذا الحوار قال بينيرو “لا يوجد اي حل سحري”. وتابع “الاهم هو دعم (…) مهمة الوساطة (التي يقوم بها) كوفي انان” مكررا الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار والى “اتفاق تفاوضي بمشاركة كافة الاطراف”. وخلص الى القول “اننا بحاجة لعملية وساطة متأنية لانهاء هذه الازمة”.

وكانت اللجنة التي كلفها مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في آب/اغسطس 2011 اجراء تحقيق حول ما يحصل في سوريا، توصلت في تقريرها الاول في تشرين الثاني/نوفمبر، الى ان قوات الامن السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية خلال القمع الوحشي للمتظاهرين ضد النظام.

وفي تقريرهم الثاني اكد المحققون ان القوات المعادية للحكومة “ارتكبت ايضا تجاوزات رغم انها لا تضاهي من حيث مستواها وتنظيمها تلك التي ارتكبتها الدولة”. واشاروا ايضا الى انهم سلموا المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة ظرفا مختوما يتضمن لائحة سرية باسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين كبار يشتبه بتورطهم في “جرائم ضد الانسانية”.

واسفرت اعمال العنف عن سقوط اكثر من 8500 قتيل منذ منتصف اذار/مارس 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وسجلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة 30 الف لاجىء سوري كما اشارت –استنادا الى ارقام الهلال الاحمر السوري– الى وجود 200 الف نازح.

المجموعة الدولية منقسمة وبدون قيادة سياسيّة لحل أزمة سوريا

أ. ف. ب.

باريس: خلافًا لما حصل في الملف الليبي تبدو المجموعة الدولية منقسمة وفاقدة المصداقية بالنسبة للانتفاضة السورية اذ تقف عاجزة عن وقف القمع الدموي لا سيما في ظل عدم وجود قيادة سياسية حول هذا الموضوع او تحرك قوي من المجتمع المدني.

وعلى سبيل المثال فان وجهات النظر المتناقضة للاعضاء الاكثر تحركا وعدم وجود مرجعية واضحة للشرعية الدولية، لم تمنع حصول تحالفات فرعية للتدخل عسكريا كما حصل في كوسوفو عام 1999.

وبالنسبة للوضع السوري فان دولا مثل فرنسا غير قادرة على التحرك وتربط اي عمل بموافقة الامم المتحدة. واقر دبلوماسي رفيع المستوى انه بدون وجود توافق في مجلس الامن الدولي فان الوضع “في طريق مسدود”.

وقد تم فرض عقوبات لكن من جانب واحد، كما صدرت ادانات لكن من على منابر مدافعة عن حقوق الانسان. وباستثناء بعض التصريحات فانه لم يصدر شيء عن مجلس الامن، الهيئة العليا التي يفترض انها تضمن الامن في العالم، والتي اظهرت مرة جديدة الاثنين انقساماتها الى العلن.

وهناك وثيقة صادرة عن الامم المتحدة عام 2005 تتحدث بوضوح عن “مسؤولية المجموعة الدولية بتامين حماية لا سيما مجلس الامن حين تبدو دولة غير قادرة او غير راغبة في حماية شعبها في مواجهة الجرائم الاخطر”.

وفي المسالة الليبية تم استخدام هذا البند بشكل كامل. واعتمد قراران في مجلس الامن الدولي بموافقة ضمنية من روسيا والصين، الرافضتين عادة للتدخل في شؤون دولة اخرى، مهدا الطريق امام عمل عسكري خارجي ادى الى ترجيح كفة ميزان القوى لصالح الثوار الليبيين.

ومن اجل تحقيق الانتصار استفاد ثوار بنغازي ايضا من قيادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني دفيد كاميرون اللذين تمكنا من اقناع دول اخرى بالتدخل. وبالنسبة لسوريا، لم يحصل شيء من هذا القبيل، وبالتالي تدور تساؤلات حول استخدام سياسة “الكيل بمكيالين”.

والجواب على ذلك هو انه في سوريا هناك اطار اقليمي اكبر مما كان عليه في ليبيا وهناك طوائف دينية متنازعة ما يجعلها “على شفير حرب اهلية” كما يقول الغربيون الذين يشددون ايضا على انقسام المعارضة السورية. ويشيرون ايضا الى ايران ومخاطر اشتعال المنطقة بشكل اشمل مع استمرار المازق في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني ايضا.

لكن في المقابل فان طهران هي بين الدول القليلة جدا الداعمة للرئيس السوري بشار الاسد وقطع العلاقة بينهما سيفيد قبل كل شيء استراتيجية عزل النظام الايراني المتهم بالسعي الى امتلاك السلاح النووي. اما في ما يتعلق بالعواقب الاقليمية فان تركيا ولبنان يشعران منذ اشهر بانعكاسات الازمة مع تدفق اللاجئين الى هاتين الدولتين.

وفي مجلس الامن استخدمت موسكو وبكين حق النقض ضد مشروعي قرار لادانة النظام السوري بحجة عدم التدخل ي شؤون دولة اخرى. ولم يقم اي رئيس دولة او شخصية مدنية من جانب الغرب بمبادرة دولية والجميع اصطف خلف مبادرات الجامعة العربية التي بدت متلعثمة في بعض الاحيان.

وبالرغم من وصول عدد القتلى الى 8500 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فان المجموعة الدولية تكتفي بالادانات الشفوية رافضة استخدام القوة الذي طالبت به المعارضة الاثنين. والالية التي تستخدمها المجموعة الدولية منذ فترة وهي المحكمة الجنائية الدولية المخولة محاكمة قادة الدول المتهمين بارتكاب جرائم ضد الانسانية، لم يتم اللجوء اليها ايضا ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وتعتبر الولايات المتحدة انه ليس من السهل اقناع قادة بالتنحي اذا كانوا ملاحقين من قبل المحكمة الجناية الدولية لكن الاوروبيين لا يشاطرونها هذا الرأي بحسب ما قال وزير فرنسي. وبالنسبة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي كانت المجموعة الدولية اقل ترددا في التعاطي مع هذا الملف.

النظام السوري يخسر ذراعه الإعلامي الالكتروني

ملهم الحمصي من دمشق

أكدت وسائل إعلام سورية معارضة انشقاق مؤسس ما يدعى “الجيش الالكتروني السوري” وامتناعه عن مزاولة عمله.

فمؤسس الجيش الالكتروني السوري، والمقاوم الأول “الكترونياً”، عمار إسماعيل، يعتذر عن الكتابة على الفيسبوك منذ أسابيع، ويكتفي بالتحذير من الفبركات التي صارت مفضوحة بين وسائل الإعلام الموالية للسلطة ورئيس الدولة بشار الأسد، ويطالبهم بالتخفيف منها؛ لأن مصداقيتهم صارت في الحضيض، في ضربة اعتبرت الأقوى والأقسى لمؤيدي النظام على الشبكة العنكبوتية.

يأتي ذلك في وقت يعتبر فيه واقع الإعلام السوري ه يعاني ضعفاً وهزيمة واضحتين في ظل فشل تسويق الرؤية الرسمية للأحداث، والتي تتمحور حول قيام “مجموعات إرهابية مسلحة” بارتكاب الجرائم عبر البلاد، وملاحقة الجيش والأمن لها.

الرئيس السوري بشار الأسد اعترف في سياق استفتائه على الدستور في مبنى التلفزيون السوري بأن المعركة الدائرة بين الإعلام الرسمي في سوريا والإعلام العربي والدولي “خاسرة”، وأن هذا الإعلام “قد يكون أقوى في الفضاء”، لكن النظام أقوى على الأرض.

37 قتيلاً في أعمال عنف متفرقة والأسد يحدد موعد الانتخابات التشريعية

توافق بين بكين والجامعة العربية على حل الأزمة السورية سياسيًا

أ. ف. ب.

أصدر الرئيس السوري مرسومًا يحدد فيه السابع من مايو القادم موعدًا للانتخابات التشريعية فيما قتل 37 شخصا في اعمال عنف متفرقة في البلاد غداة الكشف عن مجزرة في حمص. هذا وقال الموفد الصيني إلى الشرق الاوسط تشانغ أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة.

القاهرة: قال الموفد الصيني الى الشرق الاوسط تشانغ مينغ الثلاثاء ان بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية.

واكد الدبلوماسي الصيني امام الصحافيين بعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة ان “هناك توافقا كبيرا بين الصين والجامعة العربية حول حل الازمة السورية سياسيا”.

واضاف ان الحكومة الصينية اوفدته “كمبعوث خاص الى الشرق الاوسط لتبادل وجهات النظر مع كافة الاطراف في الشرق الاوسط على أساس رؤية صينية ذات ست نقاط لايجاد حل سياسي للمسألة السورية وبلورة توافق دولي” حول تسوية سياسية.

وتدعو الخطة التي سبق ان اعلنتها الصين الى وقف فوري لاطلاق النار في سوريا واجراء مفاوضات بين اطراف النزاع مع رفض اي تدخل اجنبي. وتبذل الصين جهودا للدفاع عن موقفها بعدما انتقدتها عدة دول لانها استخدمت حق النقض مع روسيا ضد مشروعي قرار في مجلس الامن يدينان القمع في سوريا الذي اوقع قرابة 8500 قتيل منذ اندلاع التظاهرات المعادية لنظام بشار الاسد قبل نحو عام، بحسب حصيلة المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقد اعلن موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الثلاثاء في انقرة انه ينتظر ردا “اليوم” الثلاثاء من النظام السوري على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الاسد. وقال انان متحدثا للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري المعارض “انتظر ردا من السلطات السورية اليوم لانني عرضت عليهم مقترحات ملموسة”.

وكان انان اعلن الاحد انه قدم الى الاسد في دمشق “سلسلة من المقترحات الملموسة” للخروج من الازمة في سوريا واوضح ان اتصالاته مع دمشق تمحورت حول ضرورة “الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار”. وتابع انان في انقرة “سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم”، مشددا على ضرورة وقف “القتل والعنف” في سوريا.

وطالب الامين العام للجامعة العربية الثلاثاء بـ”تحقيق دولي” في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا في حمص وادلب.

وقال العربي في بيان “ان ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء في حمص وادلب وانحاء مختلفة من سوريا يمكن وصفها بانها جرائم ضد الانسانية لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها ولا بد من ان يكون هناك تحقيق دولي محايد يكشف حقيقة ما يجري من احداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة”.

هذا وأصدر  الأسد مرسومًا يحدد فيه السابع من ايار/مايو القادم موعدا للانتخابات التشريعية فيما قتل 37 شخصا في اعمال عنف متفرقة في البلاد غداة الكشف عن مجزرة في حمص. ويأتي ذلك فيما اعلن الموفد الخاص الى دمشق كوفي انان الثلاثاء في انقرة انه ينتظر ردا سوريا “اليوم” الثلاثاء على المقترحات “الملموسة” التي قدمها للرئيس السوري.

وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) الثلاثاء ان الرئيس السوري بشار الاسد “اصدر مرسوما بتحديد انتخابات مجلس الشعب في السابع من ايار/مايو القادم”. وسيتم عبر هذه الانتخابات انتخاب اعضاء مجلس الشعب الجديد للدور التشريعي الاول لعام 2012 والتي حددت مهامه بموجب الدستور الجديد للبلاد.

وتم الاستفتاء على الدستور الجديد 26 شباط/فبراير واصبح نافذا بموجب مرسوم رئاسي اعتبارا من 27 شباط/فبراير.  وبالتزامن قتل 37 شخصا في سوريا الثلاثاء بينهم 14 مدنيا خلال حوادث عنف متفرقة في عدد من المدن السورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ففي درعا (جنوب)، قتل 12 عنصر امن كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات، في كمين نصبه منشقون. وفي ريف ادلب (شمال غرب) حيث تتركز عمليات القوات السورية والاشتباكات مع المنشقين، قتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان.

كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان اثر اطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية منذ صباح اليوم. وقال المرصد ان “مجموعة منشقة مسلحة استهدفت اليات عسكرية ثقيلة في مدينة خان شيخون عند مفرق بلدة التماتعة ما ادى الى اعطاب اليتين والاستيلاء على اخرى”.

وتكتسب محافظة ادلب اهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما انها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه ايضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع فرانس برس ان الجيش النظامي اقتحم اجزاء من مدينة ادلب حيث فرض حظرا للتجول” مشيرا الى تعرض مناطق من محافظة ادلب للقصف لاسيما معرة النعمان.

واضاف “الجيش ينتشر في المدينة وفي مناطق عدة في الريف، لكن لا يمكن القول انه يسيطر تماما على المناطق التي ينتشر بها، فهم يتواجدون على الطرق الرئيسية فقط ويتجنبون الدخول الى الاحياء فيما يعملون على تقطيع اوصال مناطق الريف من خلال الحواجز بين القرى”.

وقال ناشطون في ادلب في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ان “القوات النظامية عملت على افراغ خزانات المياه في مناطق ادلب وانها تفرض حظرا للتجول على السكان تحت طائلة اطلاق الرصاص”.

وذكرت صحيفة الوطن المقربة من السلطة من جهتها، “أن وحدات الجيش أنهت حملة تمشيط وتفتيش واسعة تمكنت من خلالها قتل واعتقال العشرات من المسلحين والمطلوبين في ادلب”. واضافت “بينت هذه المصادر أن العملية الأمنية في المدينة انتهت في وقت قياسي وأن عمليات مقاومة وحدات الجيش مسألة غير مجدية ولا يمكن أن تحقق بقاء للمسلحين فيها”.

وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان ان سيدة قتلت اثر اطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ (ريف حمص)، وقتل سبعة “بنيران القوات النظامية والشبيحة في احياء كرم الزيتون وباب الدريب” في مدينة حمص.

وافاد مسؤول في الجيش السوري الحر في القصير (ريف حمص) “يقوم الجيش النظامي بالتوغل نهارا بحثا عن منشقين وينسحب قبل حلول الظلام” مشيرا الى ان العناصر المنشقين يضطرون الى “الانسحاب ومعاودة الهجوم لانهم غير مزودين بالاسلحة المضادة للدروع التي يمكنها ان توقف دبابات تي 72 الحديثة التي تستخدمها بعض وحدات الجيش النظامي”.

وفي ريف حلب (شمال)، استشهد بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء شاب (…) في مدينة اعزاز خال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة، كما سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النطامية.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس ان مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا والتي تبعد حوالى 65 كيلومترا عن مدينة حلب “تتعرض لحملة مستمرة منذ نحو عشرين يوما ادت الى حركة نزوح كبيرة جدا لسكانها” مشيرا الى ان المناطق التي تتعرض للقصف لا تبعد اكثر من خمسة كيلومترات عن الحدود التركية”.

وتعد اعزاز من اكبر مدن ريف حلب، ويبلغ عدد سكانها حوالى 75 الف نسمة. كما يتركز القصف على مدينة الاتارب التي تشهد عملية عسكرية واسعة للقوات النظامية واشتباكات مع الجيش السوري الحر، بحسب الحلبي.

 وفي ريف دمشق، قتل شاب “اثر اصابته برصاص الامن اثناء قيامها بمداهمات في مدينة دوما”، وقتل ثلاثة اشخاص في قرية بخعة في القلمون جراء اطلاق نار من رشاشات ثقيلة. واضاف المرصد ان انفجاران شديدان هزا حي المساكن في مدينة دوما تبعهما اطلاق رصاص كثيف حيث دخلت قوات حفظ الحي ترافقها ثلاث ناقلات جند مدرعة وبدات حملة مداهمات في المنطقة.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في القورية بحثا عن مطلوبين ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف ما اسفرت عن اصابة ثلاثة مواطنين بجروح احدهم في حالة حرجة واعتقال 28 مواطنا”.

 سياسيا، قال المبعوث الاممي كوفي انان للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري المعارض “انتظر ردا من السلطات السورية اليوم على مقترحات ملموسة” قدمها السبت للرئيس السوري.

وكان انان اعلن الاحد انه قدم الى الاسد في دمشق “سلسلة من المقترحات الملموسة” للخروج من الازمة في سوريا واوضح ان اتصالاته مع دمشق تمحورت حول ضرورة “الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار”.

وتابع انان في انقرة “سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم”، مشددا على ضرورة وقف “القتل والعنف” في سوريا. واضاف “الشعب السوري يستحق معاملة افضل من ذلك”.

من جهة اخرى، اعلن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون للصحافيين ان “دولا عبرت عن الرغبة في تسليح المعارضين” لكن المجلس يفضل تسوية سياسية ودبلوماسية للازمة. واضاف “لكن اذا لم يتحقق ذلك، فسنقبل اقتراح المساعدة بالاسلحة”.

واشار وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في نيويورك الاثنين الى انه بعد الحصول على الجواب السوري المعروف، سوف تواصل الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي “مشاوراتها لاستخلاص النتائج من الجواب السوري” في مشروع قرار حول سوريا يتم الاعداد له منذ عدة اسابيع.

 وفي العاصمة الاردنية، اتهمت جماعة الاخوان المسلمين الثلاثاء في بيان النظام السوري بارتكاب “حرب ابادة” بحق شعبه، داعية جامعة الدول العربية الى التحرك دون ابطاء والعمل على “وقف المجزرة”. وتفيد آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف في سوريا اوقعت نحو 8500 قتيل غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاعها قبل سنة.

 ودعت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس الاثنين الحكومة السورية الى مزيد من “الشفافية”، معربة عن الامل بان تتمكن الامم المتحدة من اطلاق عملها الانساني في سوريا الخميس. وكانت آموس اتفقت الاسبوع الماضي مع السلطات السورية خلال زيارتها الى دمشق على ارسال بعثة تقصي الى مناطق النزاع على ان تشارك فيها وكالات الامم المتحدة والسلطات السورية.

وياتي ذلك غداة الكشف على جثث حوالى خمسين امرأة وطفلا في مدينة حمص في وسط سوريا مقتولين ذبحا او طعنا، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب “المجزرة” داعية الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي، فيما اتهمت السلطات السورية “مجموعات ارهابية مسلحة” بالجريمة.

شاهد عيان على وحشية القصف والقتال الذي يتعرض له الثوار

جرَّاح فرنسي يروي تفاصيل مشاركته الإنسانية في انتفاضة سوريا

أشرف أبو جلالة من القاهرة

جاك بيريس، جرّاح فرنسي قطع الحدود اللبنانية بمساعدة مهربين ووصل إلى مدينة حمص في سوريا، لمساعدة المتأذين من أعمال القتل والعنف المستمرة هناك منذ حوالي سنة. يروي بيريس تفاصيل ما رأى وكيف قام بنجدة الجرحى والمصابين في منزل مظلم ومهجور.

القاهرة: رغم بلوغه سن الـ 71، إلا أن الجرَّاح الفرنسي دكتور جاك بيريس، الذي يحظى بخبرة طويلة في مناطق الحروب، قد غادر حياته الهادئة التي كان ينعم بها في باريس الشهر الماضي ليتسلل إلى داخل مدينة حمص السورية، التي تعتبر مركزاً للانتفاضة الحاصلة هناك، وذلك ليقدم يد العون لكل من المرضى والجرحى على حد سواء.

ومن خلال عمله سراً داخل منزل مظلم مهجور، لا يوجد فيه سوى طاولة عمليات واحدة وثلاثة أسِرَّة وأربعة مساعدين محليين وكهرباء متقطعة، قال دكتور بيريس إنه أجرى عمليات جراحية لـ 89 شخصاً؛ وقد عاشوا جميعهم باستثناء 9 أشخاص فقط.

ولفتت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن بيريس، الجراح الذي كان من بين أفراد المجموعة التي أسست جماعة أطباء بلا حدود، يبدو وأنه الطبيب الغربي الوحيد الذي تمكن من دخول حمص، حيث تقوم القوات الأمنية هناك بشن عمليات وحشية. وقدمت التصريحات التي أدلى بها بيريس في هذا الخصوص لمحة نادرة بشأن حالة الطوارئ الطبية التي نشأت مع استمرار الصراع السوري.

وتابعت الصحيفة بقولها إن رحلته في سوريا بدأت مطلع شهر شباط (فبراير) الماضي، عندما عبر الحدود اللبنانية، بمساعدة مجموعة من المهربين، حاملاً أمتعة معبأة بمعدات طبية. ثم سافر بالسيارة والدراجة النارية إلى مدينة القصير، وهي إحدى المدن الأخرى المحاصرة والتي تعتبر جزءاً من محافظة حمص، حيث عمل هناك لبضعة أيام مع طبيب سوري. وحين استقر به الحال في نهاية المطاف داخل حمص، استمر هناك لمدة أسبوعين تقريباً. وأضاف:”أجبرت على الخروج، بعد أن بدأت أشعر أن البناية باتت هدفاً للقوات الحكومية والظروف ليست نموذجية”.

وفي مقابلة أجرتها معه الصحيفة من شقته الكائنة في العاصمة الفرنسية باريس أواخر الشهر الماضي، بعد عودته بأيام قليلة، واصل بيريس حديثه بالقول:”المكان كان مزدحماً للغاية لدرجة أننا كنا نمشي بين النقالات. وقد تعاملت هناك مع كافة أنواع الجروح، التي كانت تنجم عن القصف بمدافع الهاون الثقيلة والطلقات النارية التي يتم إطلاقها من بنادق قناصة بعيدة المدى والهجمات عالية السرعة والشظايا”.

وأوضحت الصحيفة أن المشفى المؤقت الذي أعده بيريس كان يبعد دقائق قليلة عن حي بابا عمرو، الذي تعرض لبعض من أعنف أعمال القصف والقتال. وعن الحالات التي كان يستقبلها، قال بيريس: “بعضهم كان يصل بتلف في الدماغ وهم متوفون بالفعل. في حين كان يصل آخرون وهم مصابون بجروح بالغة لدرجة أننا لم نكن نستطيع إنقاذهم”. وأكد في الإطار ذاته أن الكثير من مرضاه كانوا من الأطفال.

وطبقاً لليونيسف، فإن ما لا يقل عن 400 طفل قد لاقوا حتفهم منذ بدء الانتفاضة في البلاد. وعاود دكتور بيريس ليتحدث عن تأثره الشديد على الصعيد الشخصي بمشاهدته لذلك الصبي الوسيم الأنيق الذي تلقاه جثة هامدة بعد أن شُطِرت إلى نصفين.

وقد غادر بيريس سوريا قبل أن تبدأ الحكومة هجومها الشامل على حمص في أواخر شباط (فبراير) الماضي. وفي حديث له مع الشبكة الإذاعية الفرنسية RTL، عقب عودته إلى باريس، قال بيريس:”كنت حزيناً. إذ أنني رأيت معاناة لا طائل منها، وقسوة، وخسّة، بالإضافة إلى معاناة الأطفال والعائلات”. غير أن الذين عملوا معه قد أثنوا عليه نظراً لتمتعه برباطة الجأش وطاقته الهادئة في مواجهة المعاناة والموت.

وقد شاركت جمعيتان في تأمين ورعاية تلك الرحلة التي قام بها دكتور بيريس إلى سوريا هما: جمعية الديمقراطية الفرنسية- السورية وUAM93، وهو اتحاد الجمعيات الإسلامية في سين سان دوني، وذلك في الوقت الذي كان فيه الحصول على دعمهما ليس بالمهمة السهلة، ويكفي أن محمد هينيش، مدير اتحاد UAM93، كان معترضاً بشدة على تلك الرحلة، نظراً لكثرة المخاطر المحيطة بها.

فرنسا: لا نقبل بأن يتساوى الجلادون مع الضحايا

الغرب يمارس ضغوطاً تبدو غير فاعلة على موسكو وبكين بشأن سوريا

أ. ف. ب.

لا تزال الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على حالها بخصوص الملف السوري، وهو ما بدا واضحاً في مجلس الأمن يوم الاثنين، حين عبر كل طرف عن وجهة نظره حول كيفية انهاء العنف الذي أودى بحياة آلاف المدنيين.

نيويورك: دعت الدول الغربية الاثنين خلال اجتماع في مجلس الامن الدولي مجدداً روسيا والصين الى العمل معها على انهاء اعمال العنف في سوريا، لكن يبدو أن القوتين العُظْمَيَين متمسكتان بموقفهما.

وقطع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الطريق على هذه الضغوط، معتبراً امام مجلس الامن أن العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من أجل تغيير النظام في سوريا والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سوريا، تشكل “وصفات خطرة للتلاعب الجيوسياسي”.

وكان اجتماع مجلس الامن مخصصاً اصلاً للربيع العربي لكن الوضع في سوريا “ألقى ظلالاً كبيرة على النقاش”، كما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي ترأس الجلسة.

ووجه هيغ ونظيره الفرنسي آلان جوبيه ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نداءات الى روسيا والصين، اللتين عطلتا باستخدام حق النقض قرارين أممين منذ بداية الازمة في سوريا قبل عام.

ودعا جوبيه “الصين وروسيا الى الانصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام الينا” في ادانة القمع في سوريا.

واعتبر جوبيه أن على السلطات السورية أن “تحاسب على افعالها امام القضاء الدولي”، ودعا الى “اعداد الظروف لاحالة” الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية.

وطلب وليام هيغ من مجلس الامن التحلي “بالوحدة ولعب دور قيادي”، مبدياً أسفه لأن المجلس “فشل حتى الآن في تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري”.

وقالت كلينتون خلال الاجتماع: “على المجتمع الدولي أن يقول بصوت واحد، من دون تردد (…)، إن عمليات قتل السوريين الأبرياء يجب أن تتوقف وأن تبدأ عملية الانتقال السياسي”، داعية الى تأييد مبادرة الحل التي قدمتها جامعة الدول العربية.

وبالمثل، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الى دعم مهمة الامين العام السابق وموفده الى سوريا كوفي آنان. وقال: “أدعو مجلس الامن الى العمل بشكل موحد لوضع حد للعنف ودعم مهمة آنان لمساعدة سوريا على تجنب كارثة أكبر”.

ولكن هذه الدعوات لم تقنع لافروف الذي أقر مع ذلك بأن “السلطات السورية تتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية عن الوضع الحالي”.

الا أن لافروف أكد أن التغييرات في العالم العربي “لا يمكن بلوغها عبر خداع المجتمع الدولي ولا عبر التلاعب بمجلس الامن”، في الازمة السورية، كما حصل سابقاً في ليبيا.

وانتقد كل وسائل الضغط التي تمارس على دمشق بدءاً من “المطالبة بتغيير سريع للنظام، وفرض عقوبات منفردة هدفها وضع النظام في موقف صعب وخلق توتر اجتماعي وتشجيع المعارضة على مواصلة المواجهة مع السلطات بدلاً من التشجيع على الحوار”.

وقال إن كل هذه “الوصفات الخطرة” ليس من شأنها سوى أن تسهم في “اطالة امد النزاع”.

ودعا لافروف الى “وقف اعمال العنف من أي مصدر كان”، سواء أكان من النظام أو المعارضة، وأضاف أن موسكو “تدعم بقوة” مهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي آنان، موفد الامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا.

وقال لافروف لاحقاً امام الصحافيين إن “روسيا لم تقف مكتوفة الايدي” حيال الوضع في سوريا، “نحن على اتصال منتظم مع الحكومة السورية”.

ومن جانبه، أعلن السفير الصيني لي باودونغ أن بلاده تعارض أي تدخل عسكري وأي محاولة لتغيير النظام في سوريا، مشدداً على ضرورة “التحاور مع كافة الاطراف على قدم المساواة”.

ولكن جوبيه قال للصحافيين: “لا نقبل بأن يتساوى الجلادون مع الضحايا”، مضيفاً أن الدول الغربية لن تقبل باستمرار الوضع السياسي على حاله في سوريا.

مجزرة حمص تروع العالم.. ومشادة في مجلس الأمن

السعودية تدعو للتحرك الفوري لإنهاء محنة «الشعب السوري» * كلينتون تدعو إلى تبني الخطة العربية.. ولافروف يحذر من التلاعب بتكرار السيناريو الليبي

وزيرة الخارجية الأميركية خلال اجتماع مجلس الأمن أمس وعناصر من «الجيش السوري الحر» أثناء قصف دبابات النظام أهدافا في إدلب (أ.ب)

بيروت: بولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي الرياض – لندن: «الشرق الأوسط»

شهدت مدينة حمص السورية أمس, مجزرة روعت العالم أودت بحياة 57 مدنيا، بينهم 28 طفلا و23 امرأة في مدينة في حمص. وقال ناشطون سوريون إن «الشبيحة ذبحوهم بالسكاكين وأحرقوا آخرين أحياء» بينما تواترت أنباء عن تعرض السيدات والفتيات إلى عمليات اغتصاب جماعية قبيل قتلهن.

وعمت مسيرات غضب مختلف المدن السورية استنكارا للمجزرة ولمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل سريعا لوضع حد للعنف المتصاعد، بينما استمرت قوات الأمن بدك عدد من المدن السورية أبرزها حمص وإدلب بالقذائف.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية اليوم، الثلاثاء، يوم حداد في كل أنحاء سوريا اعتراضا على المجزرة البشعة التي وقعت في حي كرم الزيتون في حمص.

وشهد مجلس الأمن مشادة، أمس، حول إدانة النظام السوري طرفاها أميركا وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا والصين من الجهة الأخرى.

وجدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تمسكه بموقف بلاده تجاه الأزمة برفض التدخل الخارجي، والتأكيد على منع العنف من قبل كل من الحكومة السورية والمعارضين الذين وصفهم بـ«المتطرفين من تنظيم القاعدة»، محذرا مما سماه بمغبة «التلاعب» داخل مجلس الأمن، من أجل تغيير النظام في سوريا كما حصل مع ليبيا.

وتصدت له وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي رفضت المساواة في إدانة العنف بين النظام الذي يمارس القتل ومعارضيه الذين يدافعون عن أنفسهم، منتقدة موقف مجلس الأمن الذي لم يتمكن حتى الآن من التوحد لإدانة جرائم النظام. ودعت كلينتون إلى توحيد المواقف في مجلس الأمن، وتبني المبادرة العربية التي تتضمن رحيل الأسد وتسليم سلطاته إلى نائبه.

وفي غضون ذلك، جدد مجلس الوزراء السعودي، أمس، في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التأكيد على أن الوضع في سوريا «بلغ حدودا تحتم على الجميع التحرك بسرعة وجدية وعلى النحو الذي يعطي للشعب السوري الأمل في إمكانية إنهاء محنته القاسية والمتفاقمة يوما بعد يوم».

وعشية لقائه المرتقب اليوم مع المبعوث الدولي – العربي إلى دمشق، كوفي أنان، في أنقرة، قال متحدث باسم المجلس الوطني السوري، أمس، إن بعض الحكومات تساعد في تسليح «الجيش السوري الحر».

مظاهرات الغضب تعم سوريا بعد مذبحة حمص

مداهمات في حلب ودمشق.. وانفجار حافلة بدرعا وقتلى في أعنف قصف على إدلب

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

أعلنت لجان التنسيق المحلية اليوم الثلاثاء يوم حداد في كل أنحاء سوريا اعتراضا على المجزرة البشعة التي وقعت في حي كرم الزيتون في حمص يوم أمس، وكانت المظاهرات الغاضبة قد عمّت مختلف المدن السورية استنكارا للمجزرة ولمطالبة المجتمع الدولي التدخل سريعا لوضع حد للعنف المتصاعد، فيما استمرت قوات الأمن بدكّ عدد من المدن السورية أبرزها حمص وإدلب.

وقال ناشطون إن 24 شخصا قتلوا في كمين نصبه الجيش السوري النظامي أثناء محاولة مدنيين النزوح من مدينة إدلب، وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن قصف عشوائي عنيف ومستمر على بلدة معرة مصرين من قبل قوات جيش النظام، وأفادت كذلك بأن حالة نزوح جماعية تشهدها أحياء عشيرة وباب السباع وكرم الزيتون والعدوية وبعض أجزاء من الخالدية، وذلك نتيجة استمرار استهداف هذه الأحياء بقذائف الهاون عشوائيا منذ أشهر وتكرار المجازر الجماعية بحق سكان هذه الأحياء.

وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن مجزرة جديدة وقعت في مدينة إدلب عندما قتل 24 شخصا على يد قوات الجيش السوري حين كانوا يحاولون النزوح والهرب خارج المدينة خوفا من القصف.. وقال الناشطون إن 13 شخصا قتلوا في قصف استهدف مباني سكنية في المدينة، وإن آخرين سقطوا بين قتيل وجريح في قصف آخر استهدف مدينة أريحا وبلدة مرعيان والجانودية قرب إدلب. وقد وُصف القصف الذي تعرضت له المدينة بالأعنف منذ تشديد الحصار عليها قبل أيام.

وقال أحد الناشطين في إدلب لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري يمنع دخول مادة الطحين إلى المدينة منذ أيام» متحدثا عن «تمركز قوات الأمن والقناصة في المدارس تحضيرا لاقتحام المنطقة».

بدوره، تحدث المرصد السوري عن حملة اعتقالات طالت محافظة إدلب، فاعتقلت القوات النظامية 35 مواطنا من قرية عين لاروز بجبل الزاوية وهددت الأهالي إن لم يسلموا المنشقين باستهداف القرية مجددا.

من جهة أخرى، قال نشطاء من المعارضة السورية إن سيارة ملغومة انفجرت في مدينة درعا في جنوب سوريا أمس، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى ثلاثة أشخاص في منطقة شهدت معارك شرسة بين قوات المعارضة والقوات الحكومية.

وقال الناشط ماهر عبد الحق لوكالة رويترز إن الانفجار قتل تلميذة وأصاب 25، وقدمت جماعات معارضة أخرى روايات مختلفة، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن القنبلة استهدفت عربة عسكرية وقتلت ثلاثة من أفراد قوات أمن الدولة.. بينما قال ناشط آخر من درعا إن الانفجار لم يقتل أحدا.. ولم يتسن التأكد من عدد الضحايا نظرا للتقييد الذي تفرضه الحكومة السورية على وسائل الإعلام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الانفجار وقع بالقرب من مستودع عسكري وتبعته اشتباكات عنيفة، ولكنه لم يذكر عدد القتلى أو الجرحى في القتال.. فيما قال ناشط آخر لـ«رويترز» إن «بعض المعارضين زرعوا القنبلة لاستهداف رجال الأسد، لكنهم لم يقتلوا أحدا.. وبعد ذلك فتحت قوات النظام النار على الشارع وأصيب ثلاثة أشخاص بينهم امرأة».

في هذا الوقت، أعلنت لجان التنسيق المحلية اليوم الثلاثاء يوم حداد في كل أنحاء سوريا على الشهداء الذين ذهبوا ضحية مجزرة حمص، ودعت اللجان السوريين لإغلاق المحال التجارية والامتناع عن الذهاب إلى العمل والمدارس والجامعات وإغلاق الطرقات.

وفي غضون ذلك، قال سكان فروا من حي بابا السباع إن القصف اشتد يوم أمس على الحي بعد ورود معلومات عن نقل الثوار للجثث إلى حي باب السباع، وقال شاب يدعى نديم لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع في حمص خطيرة للغاية، وقد فررت من منزلي في حي بابا السباع يوم أمس مع اشتداد القصف وإطلاق النار على الحي ووصول تهديدات لهم بالذبح ما لم يغادروا منازلهم»، لافتا إلى «أن إطلاق النار والقصف على الحي لم يتوقف طوال الأشهر الأخيرة.. لكنه يوم أمس اشتد كثيرا وكأنها حرب إبادة»، مؤكدا على أن النظام يقوم «بتهجير قسري للسكان».

وفي دمشق تحدث ناشطون عن حملة مداهمات واعتقالات عشوائية طالت منطقة جوب، وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن والجيش اقتحموا منطقة الحجر الأسود وقاموا بحملة مداهمات عنيفة للمنازل واعتقالات عشوائية ردا على قطع الطريق الرئيسي بين الحجر الأسود والقدم من قبل الناشطين. وبالتزامن، أفيد عن خروج مظاهرة كبيرة في حي العسالي تضامنا مع حي كرم الزيتون بحمص نادت بتسليح الجيش الحر.

وقام ناشطون بقطع عدة طرق بإشعال الحرائق ليل الأحد ويوم الاثنين، حيث تم إغلاق كورنيش الميدان وطريق دمشق القنيطرة. كما خرجت مظاهرات انتشرت على أثرها قوات الأمن بكثافة، وجرى إطلاق النار على المتظاهرين. كما قطع عدد من الطرق في مناطق قاسيون والصالحية صباح يوم أمس.

وفي ريف دمشق، وبالتحديد في منطقة رنكوس، تحدث ناشطون عن قصف عنيف بالمدفعية طال مزارع المدينة وقالوا إن أصوات الانفجارات تدوي في كل مكان وإن عملية تمشيط للمنازل مستمرة. وقالت لجان التنسيق إن حملة دهم واعتقال طالت الحارة الغربية في الزبداني لافتة إلى وصول تعزيزات أمنية للمدينة.

وفي حلب، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت بين طلاب جامعة حلب وقوات الأمن بالحجارة والعصي في كلية العلوم، فيما أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قوات الأمن طوّقت بالكامل حي صلاح الدين في مدينة حلب، ونفذت حملة اعتقالات عشوائية بحثا عن الجرحى الذين أصيبوا في المظاهرات.

وكانت قوات الأمن استخدمت النار بغزارة لتفريق مظاهرات كبرى انطلقت ليل الأحد الاثنين في المدينة، بحسب ما أعلن متحدث باسم الهيئة العامة للثورة في حلب. وقال المتحدث إن المظاهرات التي شارك فيها أكثر من 5 آلاف شخص انطلقت من 3 مساجد هي مسجد التقوى والخضر والسعد، والتقت عند دوار صلاح الدين قبل أن تواجهها قوات الأمن والشبيحة بإطلاق النار.

ومن حمص، أفيد عن إصابة امرأة وطفلها إصابات بالغة في مدينة القصير نتيجة قصف قوات النظام على المدينة واستهدافها المنازل والبساتين والنازحين من أحياء مدينة حمص بقذائف الهاون والدبابات. وقال ناشطون إن القناصة يعتلون المباني الحكومية ويستهدفون كل ما يتحرك.

كما قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إنّه وفي طفس كما في داعل اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام أدت إلى مقتل ضابط برتبة نقيب وعنصرين ردا على مجزرة كرم الزيتون، فيما أوضح ناشطون أن قوات الأمن مدعومة بالدبابات اقتحمت بلدة معربة وسط حملة تكسير وتفتيش للمنازل والمحال التجارية.

وفي وقت تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن اشتباكات عنيفة جدا وقصف عنيف طال قلعة المضيق في حماه، قال ناشطون إن جيش النظام اقتحم بلدة حلفايا في حماه بعد خمسة أيام من القصف وشن حملة مداهمات.

اتحدوا من أجل سوريا: انهوا عاما من إراقة الدماء

رسالة مفتوحة من شخصيات دولية لتدخل مجلس الأمن في الأزمة السورية

وقعت 50 شخصية دولية رسالة مفتوحة إلى أعضاء مجلس الأمن تناشدهم بإنهاء إراقة الدماء في سوريا، وتنشرها «الشرق الأوسط» حصريا باللغة العربية. وجاء في الرسالة:

يحزننا، بعد مرور عام على اندلاع الانتفاضة السورية، أن نرى في مجلس الأمن انقساما يحول دون اتخاذ رد فعل دولي موحد واستباقي تجاه الأزمة. فرغم أن المسؤولية عما يجري من إراقة للدماء تقع على عاتق من يأمرون بارتكاب الجرائم المروعة في سوريا، أو يسمحون بها أو يقترفونها بأيديهم، فإن انقسام المجتمع الدولي منح حكومة الأسد شعورا كاذبا بالثقة في أن القمع العنيف لا يزال نهجا مجديا.

إن استخدام حكومة الأسد، المستمر، للعنف تجاه شعبها لهو من أسوأ ما رأيناه، في السنوات الأخيرة، من حالات العنف المقصود ضد السكان المدنيين. تلك فعال لا يمكن التسامح معها تحت أي ظرف من الظروف. وفي ظل قصف المناطق التي يسكنها مدنيون بالمدفعية الثقيلة، وارتفاع الخسائر بين النساء والأطفال، نكرر ما خلصت إليه مفوضة الأمم المتحدة السامية لشؤون الإنسان: جرائم ضد الإنسانية قد تكون ارتكبت، وتجب محاسبة المسؤولين عنها.

إننا نخشى أن يؤدي الانسداد الحالي في الاستراتيجية الدولية إلى تصعيد في المبادرات، قد يصل إلى تسليح النظام والمعارضة، مما قد يفضي إلى إطالة أمد النزاع والمعاناة.

يتحتم، للخروج من هذا المأزق، أن تعمل روسيا مع الشركاء الدوليين الآخرين؛ ولذلك ندعو الحكومة الروسية الجديدة إلى الانضمام لركب الجهود الجماعية الرامية إلى الإنهاء السريع للنزاع وإعادة السلام والاستقرار لسوريا والمنطقة المحيطة بها.

نحن نثني بشدة على اختيار السيد كوفي أنان مبعوثا خاصا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. وحتى يستطيع السيد أنان الانخراط على نحو وثيق مع كل الأطراف، حكومية كانت أم أطرافا من غير الدولة، يجب أن يلقى مساندة قوية وبالإجماع من كل أطراف المجتمع الدولي، بما فيها روسيا والصين، حتى نتخطى حالة الانقسام الحالية التي شلت كل التحركات.

رغم وعينا التام بعدم وجود مخرج سهل من الأزمة، فإن الالتزام الأخلاقي بتخطي حالة الانسداد الحالية يقع على عاتق أعضاء مجلس الأمن. وليوقن الجميع بأن مصداقية أي دولة تقف بلا حراك أمام المأساة – القابلة للتحاشي – المندلعة في سوريا، ومكانتها الدولية، سوف تتضرران بشدة. وبناء على ذلك نحث مجلس الأمن على أن يوحد كلمته ويصدر قرارا بالإجماع:

يدعو السلطات السورية إلى وقف الهجمات غير المشروعة على مواطنيها فورا، وسحب القوات العسكرية والأمنية الباطشة من المدن والمناطق السكنية، وضمان عدم تعرض المظاهرات السلمية لهجمات، وإطلاق سراح كل المسجونين السياسيين ومن تم توقيفهم تعسفيا منذ بداية الانتفاضة وحتى اليوم. وعلى الأطراف الأخرى جميعا، أيضا، أن توقف كل استخدام للعنف فورا.

2- يحث الحكومة السورية على تسهيل تقديم المساعدات الطارئة المستقلة وغير المتحيزة، وضمان إجلاء المصابين في مناطق النزاع، والدعوة إلى نفاذ فعال للمنظمات الإنسانية. ويجب إيلاء اهتمام خاص بالنفاذ الآمن إلى المستشفيات المدنية وتقديم الرعاية الطبية المناسبة بما يتسق مع القانون الدولي.

نتذكر، في ذكرى اندلاع الانتفاضة السورية، آلافا فقدوا حياتهم طلبا لمستقبل أكثر عدلا وأملا. إننا جميعا مسؤولون عن منع مقتل آلاف أخرى من الرجال والنساء والأطفال، هم في أمس الحاجة لمساعدتنا.

* الموقعون:

*                    أندرياس فان أجت، رئيس الوزراء السابق لهولندا

*                    ليودميلا ألسكييفا، رئيس مجموعة موسكو هلسنكي

*                    كوامي أنتوني أبيا، كاتب وروائي

*                    اللورد بادي أشدون، الممثل السامي السابق للبوسنة والهرسك

*                    لويد أكسوورثي، الوزير السابق للشؤون الخارجية، كندا

*                    برتراند بديع، أستاذ، جامعة العلوم بو باريس

*                    روبير بادنتير، وزير العدل السابق، فرنسا

*                    باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)

*                    الدكتور روني براومان، الرئيس السابق لمنظمة أطباء بلا حدود

*                    السير توني برينتون، السفير السابق في المملكة المتحدة إلى روسيا (2004-2008)

*                    هانس فان دن بروك، الوزير السابق للشؤون الخارجية في هولندا، والمفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية

*                    فرناندو هنريك كاردوسو، الرئيس السابق لجمهورية البرازيل الاتحادية

*                    القائد العام الأونورابل روميو دالير، عضو مجلس الشيوخ، القائد السابق لبعثة الأمم المتحدة، وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في رواندا

*                    باسيل ايستوود، السفير المملكة المتحدة السابق لسوريا (1996-2000)

*                    شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام (2003) – ايران

*                    أمبرتو إيكو، الكاتب

*                    يان إيغلاند، مساعد الأمين العام السابق للامم المتحدة للشؤون الإنسانية

*                    علي فخرو، رئيس المؤسسة العربية للديمقراطية

*                    ليما غبوي، الحائزة على جائزة نوبل (2011) – ليبيريا

*                    القاضي ريتشارد غولدستون، المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا ورواندا

*                    ديفيد غروسمان، الكاتب

*                    جان كلود جويبالد، الرئيس السابق لمنظمة مراسلون بلا حدود

*                    يورغن هابرماس، فيلسوف

*                    ستيفان هيسيل فريديريك، السفير السابق للأمم المتحدة، مهندس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

*                    بيانكا جاغر، سفيرة مجلس أوروبا للنوايا الحسنة

*                    كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان

*                    البارونة غلينيس كينوك، وزيرة المملكة المتحدة السابقة لشؤون أفريقيا والأمم المتحدة (2009-2010)

*                    اف دبليو دي كليرك، الرئيس السابق لجنوب أفريقيا

*                    زكي العايدي، أستاذ، جامعة العلوم بو باريس

*                    ميريد ماغواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام (1976) – ايرلندا

*                    كلوفيس مقصود، السفير السابق لجامعة الدول العربية

*                    ريغوبيرتا منشو توم، الحائزة على جائزة نوبل للسلام (1992) – غواتيمالا

*                    الدكتور بيير ميشيليتي، الرئيس السابق لأطباء العالم

*                    ديفيد ميليباند، وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية والكومنولث، المملكة المتحدة

*                    مروان المعشر، وزير الخارجية السابق ونائب رئيس وزراء الأردن

*                    سي اس آر مورثي، أستاذ، كلية الدراسات الدولية، جامعة جواهر لال نهرو، الهند

*                    آنا دي بلاسيو، وزيرة الخارجية السابق، وإسبانيا

*                    القس ستيفن بلاتن، اسقف ويكفيلد

*                    هانس غيرت بوترينغ، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي

*                    روبنز ريكوبيرو، الأمين العام السابق للأونكتاد، وزير المالية السابق في البرازيل

*                    بيتر سنجر، فيلسوف

*                    كي سي سينغ، وزير الخارجية السابق، الهند

*                    الكسندر سمولار، رئيس مؤسسة ستيفان باتوري، بولندا

*                    بار ستينباك، وزير الخارجية السابق، فنلندا

*                    ريتشارد فون فايتسكر، الرئيس السابق لجمهورية ألمانيا الاتحادية

*                    جودي وليامز، الحائزة على جائزة نوبل للسلام (1997) – الولايات المتحدة الأمريكية

*                    مختار اليحياوي، رئيس مركز تونس لاستقلال القضاء

مصادر سورية: العماد طلاس لم ينشق وجاء إلى باريس لإجراء فحوصات طبية

باريس: ميشال أبو نجم

نفت مصادر سورية في باريس، أمس، أن يكون وزير الدفاع السوري الأسبق، العماد مصطفى طلاس، قد جاء إلى باريس بسبب انشقاقه عن النظام السوري. وقالت هذه المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» نقلا عن السفارة السورية في باريس: إن طلاس وصل إلى العاصمة الفرنسية بمعية ابنه فراس وزوجته يوم السبت الماضي، وذلك «لإجراء فحوصات طبية»، وإنه ينزل في أحد الفنادق الباريسية.

وبحسب هذه المصادر، فإن موظفين من السفارة السورية في باريس كانوا في استقباله عند وصوله إلى المطار، مؤكدة أن طلاس يأتي إلى باريس «بشكل دوري».

وتقيم ناهد، ابنة مصطفى طلاس وأرملة أكرم عجة، التي تتمتع بثروة كبيرة ونسجت علاقات عالية المستوى على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والفكرية، في العاصمة الفرنسية منذ سنوات، وهي تتمتع بالصفة الدبلوماسية من غير أن تكون شاغلة لوظيفة دبلوماسية.

وأمس، نفت الخارجية الفرنسية أن تكون على علم بانشقاق وزير الدفاع السابق الذي كان من بين الضباط الذين تجمعوا حول الرئيس السابق حافظ الأسد وقاموا بالحركة التصحيحية. غير أن باريس اعتبرت أن «تماسك النظام السوري الظاهري نتيجة سياسة التخويف التي يتبعها النظام، لكن هذه السياسة لا يمكن أن تتغلب إلى الأبد على تطلعات الشعب السوري للحرية والكرامة».

من جهة أخرى، قالت الخارجية إنها لم تتلقَّ أي معلومات من السفيرة السورية في باريس، لمياء شكور، حول احتمال عودتها إلى العاصمة السورية. جاء ذلك بعد معلومات تم تداولها في الأيام الماضية حول عزم دمشق استدعاء سفرائها من العواصم الأوروبية استباقا لقرار أوروبي جماعي محتمل بطردهم من العواصم التي يعملون فيها، بعد أن اعترف وزراء الخارجية الأوروبيون في اجتماعهم الأخير بالمجلس الوطني السوري «ممثلا شرعيا»، لكن ليس وحيدا لسوريا. وعمدت باريس، الأسبوع الماضي، إلى الإعلان عن إغلاق سفارتها في دمشق من غير أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وعاد سفيرها إريك شوفاليه وموظفو السفارة إلى فرنسا.

الجيش الحر في درعا عاجز عن استيعاب المتطوعين للقتال بسبب نقص السلاح

الخناق يضيق على السكان بسبب الحصار المستمر

بيروت: نذير رضا

يسخر سكان مدينة درعا، مهد الثورة السورية، من الأنباء القائلة بأن عملية عسكرية واسعة النطاق تنتظر المدينة، قائلين إنه «بالأساس، لم تتوقف العمليات الأمنية والعسكرية منذ أولى العمليات الأمنية الواسعة في شهر مايو (أيار) الماضي»، كما يقول إبراهيم الجمل، أحد أبناء المدينة الناشطين في مواقع المعارضة السورية على الإنترنت لـ«الشرق الأوسط»، متسائلا «كيف ننتظر أمرا هو واقع بالفعل؟!».

المدينة التي ضاقت ذرعا بالحصار المفروض عليها بعد ثلاثة أشهر من بدء الاحتجاجات، تفتقد اليوم إلى مستلزمات الحياة الأساسية من غذاء ودواء، فضلا عن مصادر الطاقة مثل قوارير الغاز التي «صار الحصول عليها أشبه بعملية انتحارية»، إذ «يضع السكان أرواحهم على كفهم أثناء نقل القارورة إلى منازلهم، ويدفعون ثمنها عشرة أضعاف». ويضيف الناشط نفسه أن «منازل المدينة معرضة للمداهمات المستمرة.. أما أبناؤها فقيدت حركتهم كثيرا، حيث يمنع معظمهم من الخروج من المدينة والوصول إلى دمشق، ويستثنى من هذا القرار طلبة الجامعات والعسكريون المضطرون إلى الالتحاق بقطعهم العسكرية، ويعبر هؤلاء أكثر من عشرة حواجز أمنية قبل وصولهم إلى العاصمة».

هذا الواقع، زاد رغبة أبناء درعا في الالتحاق بصفوف الجيش السوري الحر، لكن الرغبة تصطدم بحال الجيش وواقعه اللوجستي. ويؤكد مسؤول ميداني في الجيش أن عدد الراغبين في الالتحاق بألويتنا «يزداد يوما بعد يوم»، قائلا في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إننا غير قادرين على استيعاب جميع الراغبين في القتال إلى جانبنا بسبب افتقادنا إلى السلاح، حيث نعاني نقصا بالسلاح والذخيرة، ولا تكفي القطع الحربية بحوزتنا كل الراغبين في القتال، فنعتذر منهم، رغم إيماننا بوطنيتهم، ونطلب منهم التريث ريثما نؤمن لهم السلاح».

ويوضح أن العمليات الحربية ضد جيش النظام تجري بـ«اللحم الحي»، مشيرا إلى أن «فتات السلاح الذي بحوزتنا نحصل عليه خلال عملياتنا النوعية ضد أجهزة النظام الأمنية في ظل نقص الإمدادات بين المحافظات السورية والطوق الأمني المفروض على منافذ درعا البرية مع الأردن والمدن المتاخمة لها».

اللافت في درعا أن أبناءها، على اختلاف مذاهبهم الدينية، ملتفون حول الثورة، ويتشاركون مبدأ إسقاط النظام، ويعملون عليه. ويؤكد هيثم (طالب جامعي من درعا) أن «الانقسامات الدينية في المدينة يغذيها النظام، وهو الذي أراد انقساما بين الناس الذين يرفضون ذلك، ويعتبرون أنهم أبناء مدينة واحدة، تعيش بتنوعها المذهبي والطائفي، وتلتقي على مصلحة الشعب»، مستشهدا بالنادي الحسيني (مركز ديني شيعي) في إحدى قرى درعا الذي أطلق عليه اسم مؤسس الجيش السوري الحر الملازم حسين هرموش، في إشارة إلى «اتفاق جميع أبناء درعا، من سائر المذاهب والطوائف، على دعم الانتفاضة السورية، من غير أن يحصر الأمر بالطائفة السنية».

مجزرة في حمص تودي بحياة 28 طفلا و23 امرأة

المجلس الوطني يدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن.. وناشطون «ما خفي أعظم مما ظهر»

بيروت: بولا أسطيح

استفاق المجتمعان العربي والدولي صباح يوم أمس على هول مجزرة أودت بحياة 57 مدنيا، بينهم 28 طفلا و23 امرأة في مدينة في حمص، وقال ناشطون سوريون إن «الشبيحة ذبحوهم بالسكاكين وأحرقوا آخرين أحياء»، فيما تواترت أنباء عن تعرض السيدات والفتيات إلى عمليات اغتصاب جماعية قبيل قتلهن.

وبثت صفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعية كما على موقع «يوتيوب» على الإنترنت، مقطع فيديو يظهر أحد الناجين من المجزرة في أحد المستشفيات الميدانية يتلقى العلاج وهو يسرد وقائع ما حصل قائلا إن «الشبيحة وضعوا الضحايا في منزل واحد، حيث قاموا بضربهم، ثمّ أطلقوا عليهم الرصاص وأضرموا النيران قبل أن يغادروا المكان».

وأوضح الناشطون أن المجزرة وقعت في حمص، وتحديدا في حي كرم الزيتون وحي العدوية. وقالت الهيئة العامة للثورة إن «المجزرة تمّت على أيدي عناصر من قوات الأمن والشبيحة قاموا بقتل الضحايا داخل منازلهم، وتم سحب قسم من الضحايا إلى باب السباع وأحياء قريبة».

وبيَّنت الهيئة العامة للثورة أن «الضحايا الذين تم العثور على جثثهم تم قتلهم بطرق مفزعة إما حرقا أو تكسيرا أو ذبحا».

وبينما أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن وقوع «مجزرة» راح ضحيتها نساء وأطفال في حي كرم الزيتون دون أن يحدد عدد الضحايا، قال هادي عبد الله، الناشط المحلي في الهيئة العامة للثورة السورية، إنه «عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية بعضهم ذبحوا وآخرون طعنهم الشبيحة». وتابع عبد الله أن «عناصر من الجيش السوري الحر تمكّنوا من نقل الجثث إلى حي باب السباع في حمص الأكثر أمانا»، وقال: «لقد تعرّض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الأطفال، ضربوا على الرأس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه، بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن».

بدوره، قال عضو مجلس الثورة من حمص وليد الفارس إن «ما خفي في حمص أعظم مما ظهر في ظل انقطاع الاتصالات عن المدينة»، وأكد أن «المدينة تعرف تطورا خطيرا في نوع القتل والإجرام الذي يحدث فيها».. ونبه الفارس إلى أن ما ظهر هو ما استطاعوا تصويره، واعدا بأنهم سيسعون إلى إظهار المزيد، ومؤكدا أنهم يعرفون مرتكبي هذه الجرائم بالأسماء.

بالمقابل، اتهم النظام السوري «مجموعات إرهابية» بارتكاب «مجزرة حي كرم الزيتون» في حمص، وقال وزير الإعلام عدنان محمود إن «المجموعات الإرهابية ارتكبت أفظع المجازر بحقّ المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من أجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا»؛ قبل اجتماع مجلس الأمن حول سوريا.

وأضاف محمود: «لقد اعتدنا على التصعيد الدموي لهذه المجموعات الذي يسبق اجتماعات دولية لاتخاذ مواقف عدوانية ضد سوريا خلالها»، ورأى أن «قنوات الإرهاب الدموي ومن بينها (الجزيرة) و(العربية)، شركاء أيضا في هذه الجرائم، ومراسلوها على الأرض في حمص هم من المسلّحين والإرهابيين الذين يشاركون بارتكاب هذه الجرائم ويصورونها ويبثونها».

بدوره، أعلن «المجلس الوطني السوري» أنّه يجري «الاتصالات اللازمة مع المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري كافة، بغية الدعوة لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي»، منددا بـ«الجريمة المروّعة التي عمد مجرمو النظام الأسدي (في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد) إلى ارتكابها في حيّي كرم الزيتون والعدوية في حمص الأحد، وذهب ضحيتها قرابة خمسين طفلا وامرأة».

وأشار المجلس إلى أن «جرائم مماثلة كانت ارتكبت في معظم أحياء المدينة»، مؤكدا أنّها «تُقدّم دليلا إضافيا على أن هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمي حرب».

ودعا المجلس «جامعة الدول العربية» ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى «تحرك دولي فاعل»، كما حثّ مجلس الأمن على «اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها؛ بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه آلة الموت والقتل والتدمير».

وفي وقت لاحق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مئات العائلات هربت من مدينة حمص، لا سيما من حي كرم الزيتون، خوفا من مجازر جديدة على أيدي قوات النظام»، وأشار إلى أن «العائلات نزحت من أحياء كرم الزيتون وباب الدريب والنازحين»، مضيفا أن بعض هذه العائلات «نام أفرادها في العراء داخل سياراتهم، لأنهم لم يكونوا يعرفون إلى أين يتجهون بعد اكتشاف المجزرة».

المجلس الوطني ينعى مهمة أنان ويطالب «أصدقاء سوريا» بتدخل عسكري

كشف عن مكتب تنسيق لتسليح الجيش الحر بمساعدة دول عربية وأجنبية

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن المجلس الوطني السوري أن مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان انتهت عمليا بعد أن رد عليها النظام بارتكاب المزيد من المجازر، معتبرا أن «في ذلك نهاية واضحة لأي مشاريع سلمية ولا بد من البحث الجدي عن حلول أخرى يعرفها الجميع»، في إشارة إلى التدخل العسكري العربي والدولي الذي كرر المجلس المطالبة به، محذرا «أصدقاء الشعب السوري» من أن «أي تأخر في الوقت والإجراءات يضرب مصداقية هذه الدول وهذه الصداقة». وأعلن المجلس عن إنشاء مكتب تنسيق لإرسال الأسلحة إلى الجيش السوري الحر بمساعدة دول عربية وأجنبية، من دون أن يوضح آلية هذه المساعدة والقائمين عليها.

وعقد المجلس مؤتمرا صحافيا في إسطنبول بعد ظهر أمس تحدث فيه عضو المكتب التنفيذي جورج صبرا، حيث اتهم فيه من سماهم بـ«عصابات الأسد» بأنها قامت «تحت غطاء قوات الأمن السورية بقتل وانتهاك لجميع الحرمات وأعمال اغتصاب»، مشيرا إلى أن «القتلة صوروا أفعالهم ونشروها بهدف ترويع المواطنين في بقية المناطق، والدفع نحو التهجير وترك المنازل، والدفع نحو مجالات من الانتقام وإثارة مناخات الحرب الأهلية ومناخات من الفوضى الأمنية في البلاد، بحيث تضع المجتمع الدولي في حالة إرباك وارتداد».

وتوجه المجلس في بيانه إلى الدول العربية «وخاصة تلك التي تتعاطف مع قضية الشعب السوري، وعلى الأخص المملكة العربية السعودية وقطر ودول الخليج العربي الأخرى»، قائلا «إننا نعول عليهم في رفع مطالب الشعب السوري إلى جميع الهيئات الدولية وخاصة مجلس الأمن، وإنه لم تعد بيانات التعاطف كافية، ولم تعد تصريحات الشجب على أهميتها تلبي حاجات السوريين.. والمطلوب مواقف عملية وقرارات وإجراءات ضد عصابات الأسد».

وطالب المجلس بـ«تدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل إنقاذ المدنيين، وبإقامة ممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الإبادة للمواطنين المهددين بحياتهم وبوجودهم، وبحظر جوي كامل على جميع الأراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح».

كما طالب بـ«ضرب آلة القتل والتدمير وتعطيلها عن العمل وبعمليات تسليح منظم لكتائب الجيش الحر الميدانية وبأقصى سرعة داخل البلاد والتي تتولى الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، وتقديم الأسلحة الدفاعية اللازمة التي تمكن شعبنا السوري من الدفاع في المدن والقرى التي يجري اجتياحها أو التخطيط لإقامة حرب إبادة ضد جميع مكونات الشعب السوري». وشدد على «دور فوري في الإطار العربي والدولي لفتح قنوات الدعم اللوجستي للشعب السوري والجيش السوري الحر».

وطالب المجلس من سماهم «أصدقاء الشعب السوري» بوقفة سريعة وجدية، وأن «أي تأخر في الوقت والإجراءات يضرب مصداقية هذه الدول وهذه الصداقة»، واعتبر أن «مهمة كوفي أنان رد عليها النظام باستمرار العنف وقتل الناس، وفي ذلك نهاية واضحة لأي مشاريع سلمية.. ولا بد من البحث الجدي عن حلول أخرى يعرفها الجميع».

كما دعا لـ«محاكمة المجرمين مخططين ومنفذين وقادة للعمل على عدم تهربهم من المسؤولية والفرار من العقاب»، محذرا من «مخاطر القتل اليومي المستمر وآثاره التدميرية على كامل المنطقة وعلى الأمن والسلامة الدوليين»، داعيا الدول المعنية المسؤولة عن ذلك إلى أن تتحمل مسؤولياتها العملية لوقف هذا التدهور المستمر.

وأعلن المجلس أنه شكل «خلية أزمة بانعقاد دائم لمتابعة تطورات الأحداث والوقائع في الداخل، وكذلك الاتصالات الدولية مع جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، لاتخاذ جميع الإجراءات الممكنة واللازمة لنصرة الشعب السوري الذي يتعرض لأعمال إبادة جماعية وصلت إلى حد لا يطاق».

وكشف أنه اتخذ قرارات ملموسة وعملية لتسليح الكتائب والفصائل التي تدافع عن المواطنين العزل داخل البلاد، وكذلك دعم الجيش السوري الحر ليقوم بواجباته ومسؤولياته. ودعا المنضوين تحت إمرة الجيش السوري من جنود وصف ضباط وضباط للانحياز إلى الشعب واتخاذ المواقف المناسبة حيال ذلك.

وقال صبرا إن بعض الحكومات تساعد في تسليح الجيش السوري الحر، وأوضح أن «المعارضة أنشأت مكتب التنسيق لإرسال الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة بمساعدة حكومات أجنبية»، رافضا تحديد مكان المكتب أو الحكومات المشاركة في ذلك.

إيران: لا تراجع عن دعم الأسد.. لكننا لم نمده بالسلاح

نائب وزير الخارجية الإيراني: نؤيد حلول النظام السياسية

طهران – لندن: «الشرق الأوسط»

أكدت السلطات الإيرانية أمس دعمها الكامل لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنهج «الإصلاحات» الذي يتبعه لحل الأزمة المشتعلة في بلاده منذ عام. وأكدت نفيها لتصريحات تركية حول تراجع إيراني عن دعم دمشق، وشددت على التزامها بـ«العلاقات التاريخية» بين البلدين.

وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان عن «دعم إيران الكامل للشعب السوري وحكومته»، وقال: إن طهران تحمل الدول التي تهدد الأمن والاستقرار ف سوريا مسؤولية تصعيد الأزمة هناك، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وأضاف عبد اللهيان أن «إيران تعتبر أن حلا سياسيا» يستند إلى الإصلاحات التي اقترحها الرئيس بشار الأسد «هو الحل الأفضل» للخروج من الأزمة، وتابع أن «الدول (الغربية والعربية) التي تدعم انعدام الاستقرار وزعزعة الأمن في سوريا مسؤولة عن تفاقم الأزمة».

وتدعم إيران النظام السوري حليفها الرئيسي في المنطقة وتندد باستمرار بما تسميه «تدخلات» من الدول الغربية والعربية في الشؤون السورية. وتتهم إيران الغربيين بالسعي إلى الإطاحة بالرئيس السوري من خلال دعمهم للمعارضة السورية بهدف إضعاف جبهة الدول المعادية لإسرائيل في المنطقة.

وأضاف ف تصريح أمس أن «عل بعض الأطراف الإقليمية والدولية التي اتخذت إجراءات متسرعة وقامت بتزويد المعارضة بالسلاح أن تتوقف عن ذلك».

وحسب مصادر الأنباء الإيرانية فإن تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني تأتي ردا عل تصريح وزير الخارجية الترك أحمد داود أوغلو الذ قال مؤخرا إن إيران وروسيا قلصتا دعمهما لحكومة الأسد مقارنة بالعام الماض. كما ذكر أن «سوريا لها ثقل كبير ف محور المقاومة والتصدي لهيمنة أميركا والكيان الصهيون وأن إيران لا تسمح لواشنطن باستغلال الاضطرابات ف هذا البلد بهدف تغيير توازن القوى ف المنطقة لصالحها».

وأشار إلى «العلاقات التاريخية بين إيران والشعب والحكومة السورية»، ونفى إرسال بلاده أسلحة لدعم نظام الأسد في مواجهة المناوئين له، وقال: «لا حاجة إلى إرسال الأسلحة إلى الشعب والحكومة السورية بل تكتفي إيران بدعمها للشعب السوري والإصلاحات التي ينفذها الرئيس السور بشار الأسد»، ويعتبر المسؤولون الإيرانيون أن «غالبية» الشعب السوري مع الأسد وأن المعارضين له مجرد ثلة قليلة.

وزعم أن لدى بلاده «معلومات موثقة تؤكد دخول عشرات الشاحنات إلى الأراض السورية والتي تحمل الأسلحة والذخائر لمعارضي الحكومة السورية بدعم أميركي وصيهوني بهدف تشديد الاضطرابات ف هذا البلد».

من جهته رحب المسؤول الثاني في المجلس الأعلى للأمن علي باقري الذي استقبل نظيره الروسي يفغيني لوكيانوف بـ«التعاون الاستراتيجي بين إيران وروسيا الذي يصب في مصلحة دول المنطقة والأمن والاستقرار الإقليمي»، كما أوردت وكالة مهر للأنباء. وتدعم روسيا على غرار إيران نظام الرئيس الأسد وقد استخدمت مرتين حقها في النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرارين يدينان القمع في سوريا. وانتقد لوكيانوف بحسب وكالة مهر سياسة «المكيالين التي ينتهجها الغرب الذي يدعم المجموعات الإرهابية في سوريا».

ضاحي خلفان: لم نرحل سوريين على خلفية الثورة

قائد شرطة دبي قال لـ«الشرق الأوسط»: أحيي المجلس الوطني على توضيحه

دبي: محمد نصار

نفى القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، أن تكون الإمارات العربية المتحدة قد قامت بترحيل أي سوري على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا، مشيرا إلى أن من تم إلغاء إقامتهم ثمانية أشخاص ليس لهم علاقة بالمظاهرات أمام السفارة السورية في دبي.. معربا عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري.

وأضاف خلفان متسائلا: «أليست البينة على من ادعى؟ فليزودونا بأسماء من يقال إنهم رحلوا من الإمارات، دبي لم تلغِ أي تأشيرة لأسباب لها صلة بالثورة في سوريا»، بينما أثنى الفريق خلفان على البيان الذي أصدره المجلس الوطني السوري، نافيا ما أوردته بعض وسائل الإعلام بشأن طلبه وساطة الشيخ يوسف القرضاوي حول بعض السوريين الذين ألغيت إقامتهم في دولة الإمارات، بعد مشاركتهم في مظاهرة تضامن مع الداخل.

وأضاف خلفان: «لا يوجد ترحيل إلا إذا ألغيت تأشيرة المقيم من قبل كفيله.. ونحن لم نرسل أحدا إلى سوريا»، موضحا أن الثابت في دولة الإمارات العربية المتحدة هو أن «أي شخص يثبت ارتباطه بتنظيم معين سنقول له: غادر؛ سواء كان سوريا أو غير سوري».. لافتا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت في تضخم القضية وخلق أبعاد لا صلة لها بالواقع.

وقال خلفان لـ«الشرق الأوسط» إن «بيان المجلس الوطني جاء في وقت مهم جدا، فالمواطنون في الإمارات أخذوا على المجلس أنهم استعانوا بالبعض للوساطة، وتم تصديق ما نقل في وسائل الإعلام من أن الإمارات قامت برمي 100 عائلة في الشارع»، وتابع خلفان: «نشكر المجلس الوطني السوري لأنه أوضح هذا اللبس الذي أثار الإماراتيين وخلق مشكلة ولبسا في المنطقة».

وأبدى خلفان تعاطفه مع ما يشهده الشعب السوري قائلا: «نشعر بهذا المصاب الجلل، وقلوبنا تتفطر كل يوم من الحزن عما يحدث في سوريا وعما حدث في بابا عمر»، وأضاف: «السوريون أهلنا ولا أحد يمكن أن يزايد على حبنا للسوريين».

من جهة أخرى، قالت وكالة الصحافة الفرنسية أمس إن أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، طالب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة، أول من أمس، بإيضاحات حول تصريحات الناطق الرسمي لحركة الإخوان المسلمين في مصر تجاه دولة الإمارات.

مجلس الأمن: دعوات لتوحيد المواقف لمحاسبة نظام الأسد.. وروسيا تحمل دمشق جزءا من المسؤولية

كلينتون تدعو إلى دعم الخطة العربية * جوبيه: يجب إحالة الملف للجنائية الدولية * لافروف يحذر من «التلاعب»

واشنطن: هبة القدسي نيويورك – لندن: «الشرق الأوسط»

تصدر الملف السوري والعنف الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد اجتماعات مجلس الأمن الدولي، أمس، في نيويورك، التي عقدت بمناسبة مرور عام على الربيع العربي. وبرز الخلاف مجددا حول إدانة النظام السوري بين أميركا وبريطانيا وفرنسا من جهة، وروسيا والصين اللتين تؤيدان رأيا مخالفا؛ حيث جدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تمسكه بموقف بلاده الواضح تجاه الأزمة في سوريا، برفض التدخل الخارجي، والتأكيد على منع العنف من كلا الحكومة السورية والمعارضين الذين وصفهم بـ«المتطرفين من تنظيم القاعدة». وتصدت له وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي رفضت المساواة في إدانة العنف بين النظام الذي يمارس القتل ومعارضيه الذين يدافعون عن أنفسهم، منتقدة موقف مجلس الأمن الذي لم يتمكن حتى الآن من التوحد لإدانة جرائم النظام. ودعت كلينتون إلى توحيد المواقف في مجلس الأمن، وتبني المبادرة العربية التي تتضمن رحيل الأسد وتسليم سلطاته إلى نائبه.

وأبدى لافروف استعداد روسيا للتعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل توافقي حول سوريا، لكنه وضع رؤيته لشروط هذا التعاون، مشيرا إلى عدة أهداف، حددها في خطابه أمام جلسة مجلس الأمن، أمس، في المبادئ الخمسة التي اتفقت عليها الجامعة العربية في اجتماعها، السبت الماضي، وهي إنهاء العنف، ووضع آلية مراقبة دولية، ورفض أي تدخل أجنبي في سوريا، والسماح بدخول كل المساعدات الإنسانية للمدنيين، ودعم مهمة المندوب الأممي؛ كوفي أنان في مهمته لتسهيل الحوار بين النظام والمعارضة.

وحذر لافروف من مغبة «التلاعب» داخل مجلس الأمن، من أجل تغيير النظام في سوريا، كما حصل مع ليبيا، بحسب رأيه، وقال: «مهما كانت الأهداف المرجو تحقيقها في هذه الحالة أو تلك، فلا يجوز تحقيقها من خلال خلط الأوراق والتلاعب بقرارات مجلس الأمن الدولي، فهذا يسيء لسمعة المجلس ويقوض المصداقية وقدرة المجلس على اتخاذ قراراته في المستقبل»، وأضاف: «على الدول والمنظمات التي تأخذ على عاتقها تفويض مجلس الأمن الدولي أن تقدم كل المعلومات عن عملها إلى مجلس الأمن، وينطبق ذلك على حلف الناتو الذي تولى تنفيذ قرار حظر الطيران فوق ليبيا لكنه قام بعمليات قصف أسفرت عن قتل مدنيين». وتابع وزير الخارجية الروسي قوله: «إن الوضع في سوريا يشكل قلقا لروسيا والمجتمع الدولي»، محذرا من مطالب تغيير النظام وفرض عقوبات على الأسد، وقال: «المطالب بتغيير النظام وفرض العقوبات تزيد من المواجهة والنزاعات المسلحة مع المعارضة بدلا من الحوار».

وحمل وزير الخارجية الروسي «بعضا» من مسؤولية العنف للنظام السوري وقال: «لا شك أن السلطات السورية تتحمل قدرا من المسؤولية في العنف، لكن المقاتلين ليسوا عزلا لكنهم متطرفون من تنظيم القاعدة ومن الجيش السوري الحر، والأولوية التي يجب تبنيها هي إنهاء أعمال العنف وتقديم المساعدات الإنسانية»، وأضاف لافروف: «نناقش أساليب لوقف إطلاق النار، ونهدف لإيجاد حل للأزمة السورية من خلال حوار سياسي تقوده سوريا».

من جانبها، أشارت كلينتون إلى فشل مجلس الأمن في اتخاذ موقف موحد من الأزمة السورية، وبعثت بإشارات غير مباشرة لروسيا والصين لوقوفهما ضد قرارات سابقة لمجلس الأمن لحل الأزمة السورية. وقالت: «لأكثر من خمسة أسابيع لم يستطع المجلس الوقوف موحدا في وقف الأزمة السورية، وقد تم منعنا من اتخاذ قرار لوقف العنف، والولايات المتحدة تؤمن بسيادة ووحدة الدول الأعضاء بالمجلس، ولكن السيادة تتطلب من المجتمع الدولي ألا يقف صامتا إزاء العنف في سوريا».

واستنكرت كلينتون المطالب الروسية بأن يشمل قرار مجلس الأمن الدعوة لوقف العنف من الطرفين (النظام السوري والمعارضة)، وقالت: «طُلب منا المساواة بين القتل الذي يجري مع سبق الإصرار من النظام السوري والمدنيين الدين يدافعون عن أنفسهم»، وقالت: «يا لها من سخرية.. حتى في الوقت الذي كان فيه الأسد يستقبل الأمين العام السابق (للأمم المتحدة) كوفي عنان، كان الجيش السوري يشن هجوما جديدا على إدلب ويواصل عدوانه في حماه وحمص والرستن».

وشددت على ضرورة مساندة مبادرة الجامعة العربية التي تطالب سوريا بوقف العنف وتوصيل المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين، وقالت: «حان الوقت لكل الدول التي عاقت جهودنا لأن تقف الآن وراء موقف سياسي موحد لإنهاء العنف في سوريا، وأن تبدأ عملية انتقال سياسية؛ فالشعب السوري من حقه أن يبدأ مرحلة انتقال سياسي مثل التونسيين والمصريين والليبيين، ويجب أن ندعم الدعوات لبناء نظام يقوم على محاسبة ومساءلة الحكومات وتقوية المجتمع المدني ويجب أن نقدم دعمنا بالأقوال وأيضا بالأفعال».

وهاجمت كلينتون التخوفات من وصول الإسلاميين للسلطة في دول الربيع العربي، وقالت: «البعض يشككون في سياسات الإسلاميين ومدى التزامهم بالديمقراطية، وسياستنا هي أن نركز أقل على التسمية ونركز أكثر على الأفعال، وأمام الإسلاميين في دول الربيع العربي مسؤولية الالتزام باحترام الحريات وسيادة القانون وحماية الأقليات والمرأة وتأصيل نظام قضائي مستقل والالتزام بنتائج صناديق الاقتراع».

وأيدت وزيرة الخارجية الأميركية حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وحق كل الشعوب في الكرامة وحق تقرير المصير، لكنها أوضحت أن تحقيق حل الدولتين لا بد أن يتم من خلال استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون تدخل من الخارج. وأدانت بشدة إطلاق الصواريخ من غزة ضد المدنيين في إسرائيل.

وعقدت كلينتون، بعد انتهاء الجلسة، اجتماعا ثنائيا في مقر الأمم المتحدة مع نظيرها الروسي لافروف، في محاولة لاتخاذ قرار بالنسبة للوضع في سوريا، إلا أن الصدام سرعان ما تجدد بينهما. فرغم اتفاقهما على ضرورة وقف العنف في سوريا فورا، فإن الاختلاف بدا واضحا في إصرار روسيا على مطالبة المعارضة أولا بوقف العنف وإصرارها على وجود عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة بين المعارضة السورية، بينما تصر واشنطن على وقف العنف من النظام أولا باعتباره من يتحمل المسؤولية الأولى بهذا الصدد. ورفض لافروف في المؤتمر الصحافي في أعقاب لقائه كلينتون أي تدخل أجنبي في سوريا، كما رفض انفراد أي دولة بفرض وجهة نظر لتسود مجلس الأمن. وأضاف أن روسيا على تواصل مستمر مع الحكومة السورية، وقال: «نصحنا النظام السوري بقبول المبادرة العربية وقبول المراقبين العرب واستجابت سوريا، لكن الجامعة العربية أوقفت عمل المراقبين، وسوريا تعتقد أن ذلك خطأ». وبدورها، أعلنت كلينتون أن البديل الوحيد للخروج بقرار موحد بإجماع كل الأعضاء في مجلس الأمن حول سوريا، سيكون مواجهة موقف دموي ذي تأثيرات كارثية على منطقة الشرق الأوسط. وأبدت أملها في أن يصدر مجلس الأمن قرارا حول سوريا، وتسانده روسيا.

وأوضحت أن لافروف سيعود إلى موسكو حملا معه الرؤية الأميركية، وقالت: «سننتظر أن نسمع نصائح كوفي أنان حول المضي قدما، وسنستمر في المشاورات مع أصدقاء سوريا لتوفير المساعدات الإنسانية وتشديد الضغوط على الأسد ومساندة جهود أنان والجامعة العربية لإنهاء العنف، ونأمل بعد المشاورات والاجتماعات أن يقوم مجلس الأمن بإصدار قرار ونتوقع من روسيا مساندتنا».

وبدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة؛ بان كي مون، من تكلفة استمرار الوضع المأساوي في سوريا في إزهاق المزيد من أرواح المدنيين وزيادة العنف بما يؤدي إلى حالة عدم اليقين في مستقبل سوريا، خاصة مع فشل الحكومة السورية في الالتزام بوعودها والاستمرار في الاستخدام المفرط للقوة وقتل النساء والأطفال في إدلب وحمص.

وقال إن «العنف الذي تمارسه الحكومة السورية يندرج تحت مسمى جرائم ضد الإنسانية»، وأضاف: «أناشد المجتمع الدولي للتوحد لإنهاء العنف، وأضم صوتي لجهود كوفي أنان لمطالبة الأسد بالتحرك بسرعة للتجاوب مع المقترحات التي طرحتها الجامعة العربية والمجتمع الدولي لمساندة سوريا من الخروج من هذه الكارثة العميقة، ومن المهم للمجلس أن يتحدث بصوت واحد».

من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية بمجلس الأمن إلى عمل سريع لوقف سفك الدماء في سوريا، وحذر من التقاعس عن العمل لوقف العنف في سوريا، وقال: «لو سمحنا لسوريا باستمرار القتل، فستضيع الفرصة لتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة، وسيكون المستقبل مشوبا بالعنف».

واتهم هيغ مجلس الأمن بالفشل في تحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري، وقال: «آن الأوان لإنهاء فوري للقمع والقتل الوحشي في سوريا ووضع حد للانتهاكات ودعوة الحكومة السورية لسحب قواتها والسماح بوصول المساعدات».

أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، فقد أشار إلى نجاح مجلس الأمن في تبني قرار بالإجماع لتسهيل العملية الانتقالية السلمية في ليبيا، ولكنه أبدى أسفه للفشل في التعامل مع الملف السوري، وقال: «اليوم نواجه مأساة في سوريا، ولم يعط النظام إذنا لكل مناشدات الدول العربية والغربية لوقف العنف، ومسؤولية مجلس الأمن هي وقف سفك الدماء، وإذا لم نتحرك فسوف يزيد عدد الضحايا».

واعتبر أن على السلطات السورية أن «تحاسب على أفعالها أمام القضاء» الدولي، ودعا إلى «إعداد الظروف لإحالة» الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال إن «جرائم النظام السوري يجب ألا تبقى من دون عقاب»، مضيفا: «سيأتي اليوم الذي ستحاسب فيه السلطات المدنية والعسكرية في هذا البلد على أفعالها أمام القضاء».

قادة الجيش الأميركي يقيمون مجازفة التدخل في سوريا

مسؤولو الدفاع لديهم 4 مخاوف رئيسية

واشنطن: إليزابيث بوميلر*

على الرغم من تزايد النداءات التي تطالب الولايات المتحدة بالمساعدة في وقف المذابح في سوريا، صعَّد مسؤولون بارزون في البنتاغون من تحذيراتهم بأن التدخل العسكري سيكون عملية شاقة وطويلة الأمد وستتطلب، على الأقل، أسابيع من الضربات الجوية المكثفة، التي يتوقع أن تؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتلقي بالبلاد إلى شفير الحرب الأهلية.

وعبر المسؤولون عن اعتقادهم أن سوريا تمثل مشكلة أوسع نطاقا من ليبيا، التي تطلبت 7 أشهر من القصف الجوي، شارك فيها المئات من طائرات «الناتو» وأطلق خلالها 7700 قنبلة وصاروخ.

وعلى الرغم من امتلاك الولايات المتحدة القوة العسكرية اللازمة لشن ضربات جوية متواصلة على سوريا – وفقا لتصريحات الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة عندما قال: «يمكننا القيام بأي شيء» – أكد مسؤولو الدفاع مخاوفهم بشأن 4 تحديات رئيسية، تتمثل في خطورة مهاجمة الدفاعات الجوية السورية روسية الصنع الكثيرة والمتطورة، التي تقع على مقربة من المناطق السكنية الرئيسية، وتسليح المعارضة السورية المنقسمة على نفسها، واحتمالية شن حرب وكالة مع إيران وروسيا، حليفي سوريا الأساسيين، وأخيرا غياب – حتى الآن على الأقل – تحالف دولي تتوافر لديه الرغبة في القيام بعمل ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.

وقال مسؤول دفاعي رفيع المستوى إنه حتى في حال إقامة «ملاذات آمنة» أو مناطق محمية داخل سوريا للمدنيين، فإنها ستكون عملية معقدة يرى المخططون العسكريون أنها تشكل خطورة على القوات البرية الأميركية – التي ستساعد في إقامتها وحمايتهم – إذا كان على الولايات المتحدة أن تأخذ مثل هذا المسار.

يأتي وضع الخطط استجابة لطلب من الرئيس أوباما طرح خيارات عسكرية أولية من البنتاغون، على الرغم من أن الإدارة لا تزال تعتقد أن الضغط الدبلوماسي والاقتصادي سيكون السبيل الأمثل لوقف عملية القمع التي تمارسها حكومة الأسد. ويشمل الخيار الذي تجرى مراجعته الآن طائرات إغاثة إنسانية ومراقبة بحرية لسوريا، وإقامة منطقة حظر للطيران كأحد الخيارات المطروحة. وقد صرح وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، والجنرال ديمبسي، بأن الجيش لا يزال في المراحل الأولية في دراسة الاحتمالات، وأن القادة الجدد يطلبون، بشكل دوري، خطط طوارئ عسكرية خلال الأزمات في الخارج.

في الوقت ذاته، لا يزال السيناتور جون ماكين، النائب عن ولاية أريزونا، وبعض مؤيديه من الجمهوريين، يؤكدون أن الولايات المتحدة تحمل مسؤولية مساندة الثورة السورية. وتساءل ماكين، خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي: «كم من شهيد آخر ينبغي أن يسقط قبل أن نتحرك؟»، مشيرا إلى تقديرات الأمم بشأن أعداد القتلى التي بلغت 7500 قتيل خلال أقل من عام.

وقال السيناتور ليندسي غراهام، الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، في مقابلة صحافية: إن الولايات المتحدة الأميركية لديها مصلحة استراتيجية في سوريا أكبر بكثير مما كانت عليه في ليبيا، وإن مخاطر العمل العسكري جديرة بالأخذ بها. وأوضح: «لا توجد حرب من دون احتمالية خسارة طائرة».

بيد أن تصريحات ماكين، وهو طيار حربي متقاعد أسقطت طائرته وتعرض للأسر خلال حرب فيتنام وخاض سباق الرئاسة أمام أوباما عام 2008، أثارت غضب المخططين العسكريين الذين اعتبروا أن تصريحاته العاطفية نوع من التحريض على الدخول في حرب أخرى. ويرى المخططون أنهم بحاجة أيضا إلى مزيد من التوجيه من كبار المسؤولين بشأن أهداف الإدارة الأميركية وأغراضهم المرجوة في سوريا.

وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى، متحدثا عن ليبيا، التي تطلبت قوة جوية أميركية موسعة، ناهيك عن المئات من صواريخ كروز التي أطلقت من سفن وغواصات أميركية، للقضاء على الدفاعات الجوية الليبية حتى تتمكن الطائرات الحربية الأوروبية من العمل بحرية: «لقد تورطنا في هذا المأزق الذي لا نهاية له من قبل، ولن نقدم على القيام بذلك مرة أخرى». وعلى الرغم من ذلك، واصلت الولايات المتحدة تقديم الذخيرة وطائرات إعادة التزود بالوقود وإرسال طائرات مقاتلة.

ويعتقد مسؤولو الاستخبارات والدفاع أن الدفاعات الجوية السورية المتكاملة – مجموعة من آلاف الصواريخ أرض – جو والرادارات والمدافع المضادة للطائرات – ليست أكثر تقدما من نظيراتها في ليبيا وحسب، لكنها وُضعت في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية على الحدود الغربية لسوريا، وهو ما يعني أنه مع القصف الدقيق، سيتعرض المدنيون القريبون من هذه الدفاعات للقتل.

وقال بانيتا الأسبوع الماضي: «ستكون هناك خسائر ثانوية ضخمة عند قصف هذه المناطق».

وكما هو الحال في ليبيا، يتوقع أن تكون المراحل الأولى من الضربات الجوية على سوريا أميركية خالصة؛ لأن ترسانة الولايات المتحدة وقدرات الحرب الإلكترونية ربما تتطلب «فترة ممتدة من الوقت وعددا أكبر من الطائرات»، بحسب قول الجنرال ديمبسي.

وحالما تستطيع الولايات المتحدة فرض الهيمنة الجوية، سيكون من الممكن خلق الملاذات الآمنة أو «الممر الإنساني» – طريق خروج آمن للاجئين لتركيا، على سبيل المثال – لكن المسؤولين العسكريين يقولون إن الملاذ والممر سيكونان عرضة للهجوم من قبل ما يصفه مسؤولو الاستخبارات الأميركية بالجيش السوري الضخم الذي يبلغ قوامه 330 ألف جندي.

يقول جاك ريد، السيناتور الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، ضابط سابق بالجيش، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ في الأسبوع الماضي: «لا أعرف كم من الوقت سيتهاونون بشأن تلك الملاذات الآمنة. وإذا افترضنا وجود تلك الملاذات الآمنة، فهذا يقتضي، من وجهة نظري الشخصية، أن يذهب شخص ما هناك لتنسيق التدريب، وتنظيم جيش. وقد يستغرق هذا شهورا إن لم يكن أعواما».

يقول الجنرال ديمبسي إن مسؤولين عسكريين يقولون إن المعارضة لا تسيطر على أي منطقة في سوريا، على عكس الوضع في ليبيا؛ حيث كانت هناك «قوات قبلية في الشرق والغرب، لكنها تقل في الوسط. أما في سوريا، فلا تقل الكثافة السكانية الجغرافية في أي مكان؛ حيث تتداخل القوات في كل مكان».

ويقول مسؤولون في الجيش والمخابرات: إن قوات المعارضة ضد الأسد لا تزال منقسمة وتشكل ما يقرب من 100 مجموعة، لم يبرز من بينها أي قادة للمعارضة حتى الآن. في الوقت ذاته يبحث المسؤولون الأميركيون تزويد المعارضة بمساعدات فنية كبيرة، قد تتضمن معدات اتصالات، لكنه يتوجب عليهم النجاح في دمج تلك المجموعات المتباينة معا في مجلس متماسك. وتعتبر إيران، الحليف الأهم لسوريا، مصدر قلق رئيسيا بالنسبة للبنتاغون؛ حيث يقول مسؤولون في الجيش والاستخبارات: إن إيران نقلت إلى سوريا، مؤخرا، بعض الأسلحة الخفيفة، خاصة القذائف الصاروخية ومعدات تكنولوجية وخبراء بارزين لمساعدة حكومة الأسد في اعتراض الاتصالات التي تتم على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.

يقول الجنرال جيمس ماتيس، قائد القيادة المركزية الأميركية، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي: «تقوم إيران بتزويد سوريا بقدرات تنصت وتجسس، لمحاولة التقاط الأماكن التي توجد فيها شبكات المعارضة، وبالخبراء الذين لا أستطيع إلا أن أقول إنهم خبراء في القمع فقط».

على صعيد آخر، تعتبر روسيا مورد سلاح رئيسيا لسوريا، وتحتفظ بقاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري، على شاطئ البحر المتوسط، وهي القاعدة العسكرية الوحيدة لروسيا خارج بلدان الاتحاد السوفياتي السابق. وقد حاولت موسكو، بشدة، خلال الأسابيع القلية الماضية، حماية علاقتها بالأسد، خاصة عندما قامت، مع الصين، باستخدام حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد قرار يدعو الأسد للاستقالة.

وتقول ميشيل فلورنوي، مسؤولة إدارية بارزة سابقة في البنتاغون، في واشنطن، الأسبوع الماضي: «إذا ذهبنا إلى هناك باعتبارنا الولايات المتحدة الأميركية، في غياب استراتيجية أوسع نطاقا، ومعنا معدات عسكرية محضة فقد نتلقى ردود فعل سريعة جدا من الآخرين، إيران وروسيا بالأساس، لدعم النظام وجرنا في طريق نحو مواجهة أكبر».

يقول مسؤولون إداريون إنهم لا يزالون قلقين من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي تمتلكها سوريا، والتي من المعتقد أن تكون من أكبر المخزونات في العالم، مضيفين أنهم يناقشون مع حلفائهم في المنطقة كيفية تأمينهم من تلك الأسلحة.

ويقول الجنرال ماتيس: «أنا لا أعني أنها مسألة أمر واقع، فإذا تركت هذه الأسلحة من دون تأمين، فقد يقوم شخص ما بصورة تلقائية بالاستيلاء على تلك الأسلحة واستخدامها؛ لأنه قد ينتهي بهم الأمر إلى التدمير. أعتقد أن الأمر سيتطلب جهودا دولية عندما يسقط الأسد، وسوف يسقط، لكي يتم تأمين تلك الأسلحة».

في الوقت نفسه، تتابع إدارة الرئيس الأميركي أوباما استعراض جميع الخيارات العسكرية في سوريا. يقول الفريق ديفيد ديتولا، الذي عمل كرئيس لاستخبارات القوات الجوية وتقاعد في العام الماضي، متحدثا عن حملة جوية أميركية محتملة ضد سوريا: «هل يمكن القيام بتلك الحملة؟ الإجابة نعم، لكنها لن تكون نزهة».

* شارك في كتابة هذا التقرير إريك شميت

* خدمة «نيويورك تايمز»

أنان في تركيا بعد قطر.. والنظام السوري يرى في مهمته «إيجابيات»

مطالبا المجتمع الدولي برسالة واضحة بأن قتل المدنيين «غير مقبول أبدا».. ويلتقي المعارضة في أنقرة اليوم

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصل الموفد الدولي – العربي إلى دمشق كوفي أنان محادثاته في دول الجوار بعد زيارته الأولى إلى العاصمة السورية يومي السبت والأحد الماضيين. وحط أنان في تركيا بعد قطر، معربا عن ضرورة «توجيه العالم رسالة واضحة للنظام السوري بأن (قتل المدنيين غير مقبول أبدا)».. فيما قال متحدث باسمه إنه سيلتقي بممثلين للمجلس الوطني السوري المعارض في أنقرة اليوم.

وقال أنان للصحافيين في أنقرة قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: إنه يحاول «إجلاس جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات من خلال عملية سياسية تكفل إتاحة دخول المساعدات الإنسانية ووقف قتل المدنيين».

وأوضح أنان أنه يحاول التوصل إلى حل بأسرع ما يمكن، وتوفير مواد الإغاثة للمدنيين في أكثر المناطق تضررا من القتال الدائر بين القوات الموالية للأسد ومقاتلي المعارضة. كما قال: «سنمضي قدما ونحاول ضمان إتاحة وصول المساعدات الإنسانية.. لن يكون الأمر سهلا، سيستغرق وقتا، وآمل ألا يكون طويلا لأننا لا نستطيع تحمل استمرار هذا الأمر لبعض الوقت. ولن تحل القضية اليوم».

وكان أنان أطلع المسؤولين في قطر اليوم على «نتائج زيارته الأخيرة لسوريا»، فالتقى أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وبحث معهما «سبل الخروج من الأزمة الراهنة في سوريا وفق المبادرة العربية في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، و«التي تنص على نقل السلطة إلى نائب الرئيس وتشكيل حكومة مهمتها التحضير لانتخابات». وقال قبيل مغادرته إلى تركيا «لم أتحدث فقط مع الرئيس الأسد؛ لقد سنحت لي الفرصة للحديث مع أعضاء في المعارضة وشخصيات من المجتمع المدني ومع سيدات ورجال أعمال بالإضافة إلى رجال الدين». وأضاف: «أستطيع أن أؤكد أنني وجدتهم جميعا يريدون السلام والعيش بسلام، هذا يجب أن يكون هدفنا».

وفي المقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أجواء زيارة كوفي أنان إلى سوريا بأنها «إيجابية». وقال مقدسي إن الدعم الدولي لمهمة أنان يوحي بإمكانية رسم أفق سياسي للأزمة في سوريا، معتبرا أن هذا يبقى مرهونا بتغير مواقف وسياسات الدول العربية والأجنبية التي تشن حملة على سوريا وتحاول التأثير السلبي على تطورات الأوضاع فيها. وأضاف مقدسي أن سوريا ترحب بأي مبادرة من أجل حل الأزمة، مشيرا إلى أن دمشق ما زالت تدرس النقاط الصادرة عن اجتماع الوزراء العرب ووزير الخارجية سيرغي لافروف في القاهرة، لافتا إلى أن الأجواء الحالية يمكن وصفها بالإيجابية رغم أن نوايا بعض الأشقاء غير مطمئنة.

وقال المتحدث السوري إن بلاده تشجع وتدعم التوجه نحو الحل السياسي لأن هذا ما نريده منذ بداية الأزمة في سوريا، مشيرا إلى أنه عندما بدأت الأحداث في 15 مارس (آذار) من العام الماضي أصدرت الدولة السورية خلال 6 أيام فقط أول حزمة إصلاحات إلى أن تطورت المواجهة باتجاه تسليح للحراك الحاصل مما أجبر الدولة السورية على علاج الجانب الأمني للحراك للحفاظ على الاستقرار مع التمسك بالأفق السياسي ومسيرة الإصلاح.

وجزم مقدسي بأن سوريا تريد الحل وإطلاق الحوار وأن سوريا ترحب بأي مبادرة من أجل الحل، وقال: «نحن نريد الحل السياسي وهذا مطلب غالبية أبناء الشعب السوري في جميع أطيافه سواء الموالاة أو المعارضة الوطنية أو المستقلين، ونحن استقبلنا كوفي أنان وغيره من المبعوثين الدوليين وإذا كانت هذه الجهود الدبلوماسية ترمي إلى مساعدة سوريا فسيلقى الجميع منا التعاون الإيجابي والانخراط حتى النهاية أما إذا كانت من أجل الضغط وضرب الاستقرار السوري فنحن لسنا بصدد تنفيذ أجندات غير وطنية لا تناسب خصوصية بلادنا».

“الوطني السوري” يطالب بتدخّل عسكري عاجل لائحة دولية بأسماء متهمين بجرائم ضد الإنسانية

عشرات الأطفال والنساء ضحية الذبح والاغتصاب في حمص

بالدم والمذابح اليومية المتنقلة يجيب النظام السوري عند كل مسعى ديبلوماسي عربي أو دولي يحاول إخراج الشعب السوري من نفق القتل والقمع الذي يذهب ضحيته يومياً عشرات الشهداء رجالاً ونساء وأطفالاً. وبلغت الذروة أمس في مذبحة تكشفت عما لا يقل عن ستين شهيداً في مدينة حمص منهم نحو خمسين امرأة وطفلاً وجدوا مقتولين ذبحاً وطعناً واغتصاباً في مجزرة اتهم المجلس الوطني السوري قوات النظام بارتكابها، داعياً الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي وتدخل عسكري خارجي عاجل يمنع استمرار المجازر ضد المدنيين.

وفيما كانت التطورات في سوريا تهيمن على نقاشات مجلس الأمن في نيويورك خصصت لثورات “الربيع العربي”، أعلن رئيس لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال جلسة في جنيف قيام السلطات السورية بعقاب جماعي للمدنيين في سوريا، وقال محققو المفوضية العليا إنهم سلموا المسؤولين الدوليين لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين كبار يشتبه بتورطهم في “جرائم ضد الانسانية”.

فقد دعا “المجلس الوطني السوري” أمس إلى “تدخل عسكري عربي ودولي عاجل” في سوريا، وجاء في بيان تلاه عضو المجلس جورج صبرا في اسطنبول، “نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل وبحظر جوي لمنع عصابات الأسد من الاستمرار في المجازر”.

وقال صبرا ان المجلس قرر تسليح الجيش السوري الحر، مضيفاً ان بعض الحكومات الاجنبية تساعد في ارسال اسلحة. وطالب بممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددة حياتهم ووجودهم، كما طالب بحظر جوي على كل الأراضي السورية “لمنع عصابات الاسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح”.

وأعلن رئيس المجلس الوطني برهان غليون “ان المجتمع الدولي لا يستطيع ان يستمر على وعود فارغة، ودول الجامعة العربية لا يمكن ان تستمر في اصدار بيانات اعلامية لوقف القتل”. وأضاف “لقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي اجراء جدياً وعملياً وفعلياً من اجل وقف هذا العنف، إن لم يكن عبر مجلس الامن فليكن عبر مجموعة اصدقاء سوريا”. واعتبر ان “سوريا مقبلة على مرحلة خطيرة جدا اذا استمر هذا العنف”.

وندد “المجلس الوطني” بـ”الجريمة المروعة التي عمد مجرمو النظام الأسدي الى ارتكابها في حيي كرم الزيتون والعدوية في حمص (أول من أمس) الأحد وذهب ضحيتها قرابة خمسين طفلاً وامرأة”، وأشار البيان أن “جرائم مماثلة كانت ارتكبت في معظم أحياء المدينة”، معتبراً أنها “تقدم دليلاً إضافياً على أن هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمي حرب”.

ودعا المجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة الى “تحرك دولي فاعل”، وحض مجلس الأمن على “اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه آلة الموت والقتل والتدمير”.

وكان عثر على جثث ما لا يقل عن 60 شخصاً في حيي كرم الزيتون والعدوية تم إحصاء 26 طفلاً و21 امراة منهم، بعضهم ذبحوا وآخرون اغتصبهم وطعنهم الشبيحة التابعون للرئيس السوري بشار الأسد. وبث ناشطون أشرطة فيديو وصوراً مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس أطفال مدماة ومشوهة وجثث متفحمة.

وتمكن عناصر من “الجيش السوري الحر” من نقل الجثث الى حي باب السباع في حمص الأكثر أماناً، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث. وذكر عنصر من الجيش السوري الحر فر ليلاً من حمص ان “الشبيحة بحماية من الجيش، اغتصبوا عددا كبيرا من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن 17 عاما، تم اقتيادهن الى الملاجئ حيث تم اغتصابهن ثم ذبحهن بالسكاكين”.

وتأتي هذه التطورات غداة زيارة الى سوريا للموفد العربي – الدولي الخاص كوفي أنان الذي أطلع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، على “نتائج زيارته الاخيرة الى سوريا”، بحسب وكالة الانباء القطرية.

وقال أنان بعيد وصوله الى انقرة قادماً من الدوحة ان “قتل المدنيين يجب ان يتوقف الان، وعلى العالم ان يبعث برسالة واضحة (الى النظام السوري) أن هذا الوضع غير مقبول”. وتحدث أنان عن وضع “معقد” في سوريا، داعياً دمشق للسماح بحرية وصول المساعدات الانسانية الى المدنيين المحتاجين في المناطق التي تشهد حركة احتجاجية ضد النظام.

وفي أنقرة قال مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا لدى وصوله إلى تركيا أمس قادماً من الدوحة بعد إجراء محادثات في دمشق يومي السبت والأحد مع الرئيس السوري، إنه يجب على العالم أن يبعث برسالة واضحة وموحدة بأن قتل المدنيين في سوريا “غير مقبول بالمرة”.

وأضاف أنان قبل اجتماع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو إنه يحاول جمع الأطراف كلها إلى طاولة المفاوضات من خلال عملية سياسية تكفل إتاحة دخول المساعدات الإنسانية ووقف قتل المدنيين.

ودعت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس أمس الحكومة السورية الى مزيد من “الشفافية”، معربة عن الامل بأن تتمكن الامم المتحدة من اطلاق عملها الانساني في سوريا الخميس المقبل.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري أمس الى التحرك “خلال الايام القليلة المقبلة” للرد على اقتراحات انان. وقال امام مجلس الامن الذي عقد اجتماعا مخصصا للربيع العربي أمس، “اضم صوتي الى صوت انان لدعوة الرئيس الاسد الى التحرك سريعا خلال الايام القليلة المقبلة للرد على الاقتراحات التي قدمت” من قبل انان. وقال بان كي مون ان الحكومة السورية تواصل عملياتها “المعيبة” في سوريا.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اشارة الى روسيا والصين “نعتقد انه حان الوقت لكي تدعم كل الدول حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية”. وتابعت ان “الشعب السوري يستحق ان ينعم بالفرصة نفسها التي سنحت للتونسيين والمصريين والليبيين للتمكن من تقرير مصيره”. وأضافت الوزيرة الأميركية “على المجتمع الدولي أن يقول بصوت واحد، من دون تردد(…)إن عمليات قتل سوريين أبرياء يجب أن تتوقف وأن تبدأ عملية انتقال سياسي”.

أما وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اعتبر ان على السلطات السورية ان “تحاسب على افعالها امام القضاء” الدولي، ودعا الى “اعداد الظروف لاحالة” الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية. وتابع جوبيه أن “جرائم النظام السوري يجب ألا تبقى من دون عقاب”، مضيفاً “سيأتي اليوم الذي ستحاسب فيه السلطات المدنية والعسكرية في هذا البلد على أفعالها أمام القضاء”. وقال جوبيه “إن حمص ستسجل في تاريخ الإنسانية كإحدى المدن التي ستبقى عذاباتها ماثلة في الأذهان”.

ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي أدار مناقشات مجلس الأمن أمس “الى التوحد وإثبات قيادته” عبر اعتماد قرار بشكل سريع يدعو الى وقف أعمال العنف في سوريا ويدعم الخطة العربية بشأن سوريا.

في المقابل اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يجري حاليا “التلاعب” بمجلس الامن بشأن الازمة في سوريا على غرار ما حصل بشأن الازمة في ليبيا في السابق.

وفي جنيف، اعتبر رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا باولو بينيرو وهو يقدم تقريره عن الوضع في سوريا أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن وصول المنظمات الإنسانية من دون عقبات يجب أن يكون “قاعدة” و”ليس استثناء”. وقال: “بعد أشهر من العرقلة سمحت الحكومة بوصول محدود للمنظمات الإنسانية” الى السكان المدنيين في سوريا، مضيفاً أن “السماح بالوصول الإنساني من دون عرقلة يجب أن يكون قاعدة عامة وليس استثناء”. وأشار الى “تضييع الوقت وتفويت الفرص لمساعدة المحتاجين بسبب موقف الحكومة. فكثيرون ماتوا في غياب العناية الطبية المناسبة واللوازم الضرورية”.

وأشار بينيرو ان الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في سوريا العام الماضي بينهم 500 طفل، وقال ان “هذا مؤشر مأسوي على ظروف حقوق الإنسان في مناطق الاضطرابات”، لافتاً إلى أن “بعض الأطفال كانوا هدف القناصة وغيرهم كانوا ضحايا القصف العشوائي. القوة المستخدمة من قبل الحكومة ضد المجموعات المسلحة غالباً ما تقود إلى عقاب جماعي للمدنيين”.

وأوضح للدول الـ47 الأعضاء في المجلس وسوريا ليست منها، أن “الوضع الميؤوس للمدنيين يجب معالجته بشكل عاجل جداً”. وأشار رئيس لجنة التحقيق الدولية البرازيلي الى أن أكثر من 70 ألف شخص نزحوا بسبب أعمال العنف منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل عام، ولجأ آلاف آخرون الى البلدان المجاورة لسوريا.

وأضاف بينيرو “نحن نشير إلى القصف العشوائي للمدن. قذائف المورتر تتساقط على منازل السكان للاشتباه في انهم يتعاونون مع المجموعات المسلحة وهي المعارضة. بهذا المعنى نستخدم مصطلح العقاب الجماعي”.

وقالت سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى الامم المتحدة ماريا انجيلا زابيا انه ينبغي ألا يفلت مرتكبو الجرائم ضد الانسانية من العقاب. وأضافت “يجب محاسبة المسؤولين وسيكون من المنطقي احالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية ” في اشارة إلى المحكمة التابعة للامم المتحدة في لاهاي.

وقال الديبلوماسي الأميركي كيسي إل اديس “تتواصل عمليات القتل الوحشي والتعذيب والقصف العشوائي التي يقوم بها نظام الأسد يوما بعد يوم في سوريا. نظام الأسد فقد منذ فترة طويلة شرعيته للبقاء في السلطة”.

وفي تقريرهم الثاني اشار المحققون إلى انهم سلموا المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة ظرفا مختوما يتضمن لائحة سرية باسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين سوريين كبار يشتبه بتورطهم في “جرائم ضد الانسانية”.

ميدانياً سقط أمس 114 شهيداً حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية، ففي محافظة حمص (وسط) إضافة إلى العشرات الذين ذهبوا ضحية المجازر، قتل “مواطن في مدينة الحولة اثر اطلاق قناص الرصاص عليه”، كما قتل اخر في تلبيسة اثر “اطلاق رصاص عشوائي من حاجز القبان الامني”، وقتل ثالث في اطلاق نار تعرضت له مدينة القصير، كما قتل شخص واصيب 15 اخرون “اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة تعرضت له مدينة الرستن التي تسيطر عليها المجموعات المنشقة”.

وقال المرصد السوري في بيان آخر “قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية اثر تفجير شاحنة عسكرية في حي الكاشف في مدينة درعا (جنوب)”، مشيرا الى اشتباكات تلت الانفجار بين مجموعة منشقة وعناصر مركز تموين للجيش السوري في المنطقة، كما قتل جنديان في قرية المسيفرة في درعا في اشتباكات مع مجموعة منشقة.

في محافظة الرقة (وسط)، قتل ثلاثة منشقين وعنصران في الاستخبارات الجوية خلال اشتباكات في مدينة الطبقة.

في محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية “اثر استهدافهم من مجموعات منشقة” كانت تحاول منع اقتحام بلدة قلعة المضيق بحسب المرصد الذي اشار الى تعرض المنطقة “لقصف واطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية”.

وقتل جنديان في خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب) احدهما ضابط برتبة نقيب في اشتباكات مع مجموعات منشقة. واشار المرصد الى مقتل “مواطن اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة تعرضت له بلدة كفرومة في جبل الزاوية في محافظة ادلب”، وآخر “اثر سقوط قذائف على قرية المسطومة”. كما قتل طفل “اثر اطلاق الرصاص على سيارة والده خلال مرورهما في القرية”.

وقتل صباح الاثنين رجل في قرية حزان شرق مدينة معرة النعمان “اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات السورية”. واعلن المرصد مساء ان “اربعة مواطنين استشهدوا واصيب العشرات بجراح اثر القصف واطلاق النار من رشاشات تعرضت له مدينة معرة النعمان التي دارت فيها اشتباكات بين مجموعات منشقة والقوات النظامية”.

وتجدد القصف اليوم على مدينة ادلب المحاصرة.

وقال ياسر، وهو عضو تنسيقية ادلب ان قوات النظام “قصفت حي الضبيط في مدينة ادلب، وحي الثورة حيث انهارت بعض الابنية”. واشار الى ان “الدبابات والمدرعات تتحرك في بعض انحاء المدينة” التي اقتحمتها القوات السورية السبت.

واضاف “الوضع الانساني سيئ الى درجة لا توصف، والناس مقطوعون من الماء والكهرباء، والخطوط الهاتفية الثابتة والنقالة مقطوعة”.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن انه تم العثور مساء الاحد في حي الضبيط على عشرين شخصا قتلوا في اعمال العنف. وذكر عبد الرحمن ان القصف طال ايضا معرة مصرين قرب مدينة ادلب.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، “لجان التنسيق المحلية”)

العثور على 47 جثة لـ 26 امرأة و21 طفلاً ونزوح كثيف للأهالي في كرم الزيتون بحمص

نظام الأسد يرتكب مجزرة جديدة ولجنة دولية تتهمه بـ”العقاب الجماعي”

عثر على جثث ما لا يقل عن 47 شخصا هم 26 امرأة و21 طفلا في مدينة حمص في وسط سوريا في ما وصفه ناشطون بانه “مجزرة” ارتكبتها قوات النظام، فيما قال محققون تابعون للأمم المتحدة أمس إن الحكومة السورية تعرض المدنيين “لعقاب جماعي” وإن قواتها متهمة بتنفيذ عمليات إعدام تعسفي واعتقال جماعي في حي بابا عمرو المدمر في مدينة حمص.

واكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” ان “مجزرة ارتكبت على ايدي الشبيحة” راح ضحيتها نساء واطفال في حي كرم الزيتون.

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” من حمص “عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امراة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنهم الشبيحة”.

وبث ناشطون اشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس اطفال مدمّاة ومشوهة، وجثث متفحمة.

وذكر العبد الله ان “عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب السباع (في حمص) الاكثر امانا”، ما مكّن الناشطين من تصوير الجثث.

وقال “تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الاطفال، ضربوا على الراس بادوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن”.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا وهي شبكة لنشطاء المعارضة إن 45 امرأة وطفلا طعنوا وأحرقوا. وأضافت أن سبعة آخرين ذبحوا في حي جوبر المتاخم لحي بابا عمرو الذي كان معقلا لمقاتلي المعارضة.

واكد عنصر في الجيش السوري الحر فر ليلا من مدينة حمص الى لبنان، حصول “المجزرة”. وقال ابو محمد (38 عاما) لوكالة فرانس برس “حصلت عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن 17 عاما. تم اقتيادهن الى الملاجئ حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحهن بالسكاكين”.

واشار الى ان عددا من الاشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما حصل، وقالوا ان “معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما الجيش يحميهم”.

وقال ابو محمد انه كان يقاتل الى جانب الجيش الحر في حي بعلبة في حمص “وقررت المغادرة بعد احتدام حدة المواجهات وصعوبة البقاء”، مشيرا الى انها المرة الاولى التي يدخل فيها لبنان.

واضاف انه ترك عائلته المؤلفة من زوجة وخمسة اولاد كبيرهم في السابعة واصغرهم فتاة عمرها سنة “عند اقارب في منطقة آمنة في حمص يسيطر عليها الجيش السوري، لكنني لم أنم طيلة الليل خوفا على مصيرهم بعد مجزرة كرم الزيتون والعدوية”. واشار الى انه سيعمل على استقدام عائلته الى لبنان اليوم.

وافاد المرصد بأن مئات العائلات نزحت من بعض احياء حمص بعد المعلومات عن “المجزرة”.

وقال مدير المرصد “هربت مئات العائلات من مدينة حمص ليل الاحد الاثنين (…) خوفا من مجازر جديدة على ايدي قوات النظام”.

واشار الى ان النزوح حصل من احياء كرم الزيتون خصوصا وباب الدريب والنازحين، مضيفا ان بعض هذه العائلات “نام افرادها في العراء داخل سياراتهم”، لانهم لم يكونوا يعرفون الى اين يذهبون.

الى ذلك، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان مئات العائلات نزحت من بعض احياء حمص، لا سيما حي كرم الزيتون، بعد المجزرة.

في حمص ايضا، اتهم نظام الاسد “مجموعة ارهابية مسلحة” بتفجير انبوبا لنقل مادة المازوت في منطقة الحولة التابعة لريف حمص (وسط)، ما ادى الى اندلاع الحريق في مكان الانفجار، بحسب مصدر رسمي.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت في عملية تخريبية (…) خطا لنقل المازوت الممتد من حمص الى حماة في منطقة الحولة شرق تل دو (ريف حمص)، ما ادى الى اشتعال النار في الخط بنقطة التفجير”.

وحصلت حوادث تفجير عدة استهدفت بنى تحتية في سوريا نسبتها السلطات السورية خلال الشهرين الماضيين الى “مجموعات ارهابية مسلحة”، وبينها خطوط عدة لنقل النفط في حمص (وسط) واخر بين مدينتي حمص وبانياس في سوريا. ويبلغ انتاج النفط في سوريا بحسب الارقام الرسمية 380 الف برميل في اليوم.

وفي درعا قال ناشط من المعارضة السورية إن سيارة ملغومة انفجرت امس وقتلت تلميذة وأصابت 25 في مدرسة بمدينة درعا بجنوب سوريا والتي شهدت اشتباكات في الشوارع بشكل متقطع بين أفراد الجيش السوري الحر وقوات الرئيس بشار الأسد.

وتابع ماهر عبد الحق لوكالة “رويترز” من المدينة الواقعة على الحدود مع الأردن “انفجرت السيارة الساعة التاسعة صباحا في حي الكاشف أمام مدرسة المحطة الثانوية للبنات والذي شهد مظاهرات (ضد الأسد)”.

الى ذلك، قالت وكالة “سانا” إن مجموعة مسلحة هاجمت خط أنابيب لنقل المازوت من محافظة حمص إلى محافظة حماة.

في جنيف، قال محققون تابعون للأمم المتحدة أمس إن الحكومة السورية تعرض المدنيين “لعقاب جماعي” وإن قواتها متهمة بتنفيذ عمليات إعدام تعسفي واعتقال جماعي في حي بابا عمرو المدمر في مدينة حمص.

وقال باولو رينيرو مخاطبا مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة نيابة عن لجنة مستقلة إنه يجب أن يواجه مرتكبو مثل هذه الجرائم العدالة. ولم يحدد اشخاصا بالاسم. واكد رينيرو رئيس اللجنة ان القوات السورية جلبت الموت والدمار خلال شهر من “القصف المتواصل” لحي بابا عمرو.

اضاف “تحدث الفارون من المنطقة عن عمليات إعدام دون محاكمة وحملات اعتقال تعسفي واسعة.” وقال في كلمته أمام المجلس الذي يضم 47 عضوا في جنيف ان “الواضح هو أن المدنيين لا يزالون يتحملون وطأة الصراع العنيف. القوة التي استخدمتها الحكومة ضد مجموعات مسلحة أدت دائما إلى عقاب جماعي للمدنيين”.

 (أ ف ب، رويترز)

: الأخبار : عربي

Share on facebook

Share on twitter

 السفير الصيني في الرياض يقول إن الصين ستتعاون مع الدول العربية لاحتواء الأزمة السورية لافروف: على جانبي الأزمة في سوريا وقف العنف بشكل متزامن مراسل الجزيرة: عشرات الجنود انشقوا في خان شيخون عن الجيش النظامي الهيئة العامة للثورة السورية: مقتل العشرات في قصف مدفعي عنيف على الحي الشمالي في إدلب مراسل الجزيرة: اتفاق بين المجلس الوطني والجيش السوري الحر على تقديم الدعم المادي للجيش الحر رويترز: الأسد يأمر بإجراء انتخابات تشريعية في 7 مايو استنادا إلى الدستور الجديد ناشطون سوريون:مقتل 12 عنصرا من قوات النظام بينهم ضابط وتدمير دبابتين نبيل العربي يدعو إلى تحقيق دولي للكشف عن حقيقة الجرائم في سوريا

تركيا تستضيف “أصدقاء سوريا” المقبل

أنان يتوقع ردا وشيكا من الأسد

أنان (يسار) عرض على الأسد قبل أيام مقترحات لم يكشف مضمونها (الفرنسية) أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أنه ينتظر ردا وشيكا من الرئيس السوري بشار الأسد بشأن مقترحات لم يكشف عنها لإنهاء العنف, بينما تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بمواصلة العمل مع المعارضة السورية.

وقال أنان الذي أجرى مطلع الأسبوع محادثات مع الأسد بدمشق إن التحرك بالمرحلة المقبلة سيتوقف على الرد السوري, مشددا على ضرورة وقف القتل والعنف. وأضاف “الشعب السوري يستحق معاملة أفضل من ذلك”.

وكان أنان قد أعلن قبل يومين أنه قدم للأسد بدمشق “سلسلة من المقترحات الملموسة” للخروج من الأزمة, مشيرا إلى أن اتصالاته مع دمشق تمحورت حول ضرورة “الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل، والسماح بدخول المنظمات الإنسانية والبدء بحوار”.

ولم يكشف أنان عن هذه المقترحات, لكن السفير السوري لدى موسكو قال أمس إن المناقشات بين الأسد وأنان تضمنت خمسة مبادئ من أجل التوصل لتسوية سورية وافق عليها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم السبت.

أصدقاء سوريا

من جهة ثانية, أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عقب لقاء مع أنان في أنقرة أن بلاده تعتزم استضافة اجتماع “أصدقاء سوريا” المقبل في الثاني من أبريل/ نيسان لبحث سبل الضغط على الرئيس السوري لوقف أعمال العنف.

وكان ممثلون عن أكثر من خمسين دولة قد عقدوا اجتماع “أصدقاء سوريا” الأول على مستوى وزراء الخارجية واستضافته تونس في فبراير/ شباط الماضي, حيث تعهدوا بدعم المعارضة ومواصلة الضغوط على الأسد.

ومن ناحية اخرى قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون بعد لقاء أنان بأنقرة إن الهدف هو التوصل لحل سياسي ودبلوماسي “وإلا ستنفذ الحكومات الأجنبية وعودها بتسليح المعارضة السورية”.

أوباما: مواصلة العمل للتخطيط لما بعد الأسد (الفرنسية-أرشيف) في هذه الأثناء, أفاد مراسل الجزيرة في أنقرة بأن اجتماع أنان مع ممثلين عن المعارضة السورية بتركيا, كان مغلقا وبعيدا عن كاميرات الصحفيين.

الضغط الدولي

من ناحية أخرى, أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفد كاميرون مواصلة الضغط على النظام السوري، والعمل مع المعارضة والمبعوث الأممي إلى سوريا للتخطيط لما سموها المرحلة الانتقالية التي ستلي خروج الأسد من السلطة.

وقال المسؤولان في مقال مشترك بصحيفة واشنطن بوست نشر اليوم الثلاثاء لمناسبة زيارة كاميرون للولايات المتحدة، إنهما “يدينان عنف النظام السوري الفظيع ضد المواطنين الأبرياء” وطالبا بالتركيز على المهمة الإنسانية العاجلة لتقديم الغذاء والدواء لمن يحتاجونها في سوريا.

في غضون ذلك, بدأ تشانغ مينغ مساعد وزير الخارجية الصيني مهمة بالقاهرة بعد مباحثات أجراها بالرياض، بشأن الملف السوري.

وتستغرق زيارة المسؤول الصيني لمصر يومين يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين وجامعة الدول العربية لبحث سبل حل الأزمة السورية.

وقال دبلوماسي بالسفارة الصينية بالقاهرة إن المباحثات ستتركز على البيان الصيني المكون من ست نقاط لتسوية سياسية للأزمة مع منظمات إقليمية مثل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، من أجل التوصل إلي تسوية عادلة وسلمية وجيدة للأزمة السورية.

وأوضح أن البيان يدعو إلى وقف جميع أشكال العنف وإطلاق حوار سياسي شامل ودعم جهود الإغاثة الإنسانية واحترام السيادة السورية والترحيب بتعيين مبعوث الأمم المتحدة والجامعة  العربية الخاص بسوريا، وضمان التزام أعضاء مجلس الأمن الدولي بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الرئيسية التي تحكم العلاقات الدولية.

وكانت الدول الغربية قد دعت في اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس كلا من روسيا والصين إلى العمل معها على إنهاء أعمال العنف في سوريا, دون بادرة على أي تغيير بموقفي موسكو وبكين.

وفي هذا السياق, قال وزير الخارجية الروسي أمام مجلس الأمن إن العقوبات التي تفرض من طرف واحد ومحاولات الدفع من أجل تغيير النظام في سوريا والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سوريا، تشكل “وصفات خطرة للتلاعب الجيوسياسي”. وقد أقر سيرغي لافروف بأن “السلطات السورية تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية عن الوضع الحالي”.

وكان اجتماع مجلس الأمن مخصصا أصلا للربيع العربي، لكن الوضع في سوريا “ألقى ظلالا كبيرة على النقاش” كما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي ترأس الجلسة.

ووجه هيغ ونظيريه الفرنسي آلان جوبيه والأميركية هيلاري كلينتون نداءات لروسيا والصين اللتين عطلتا باستخدام حق النقض (فيتو) قرارين أمميين منذ بداية الأزمة في سوريا قبل عام. ودعا جوبيه الصين وروسيا إلى “الإنصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام لإدانة القمع في سوريا”.

واعتبر جوبيه أن على السلطات السورية أن “تحاسب على أفعالها أمام القضاء” الدولي، ودعا إلى “إعداد الظروف لإحالة” الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.

مجزرة بإدلب والوطني يدعم الجيش الحر

قال ناشطون سوريون إن قوات الأمن ارتكبت “مجزرة جديدة” اليوم بعدما أعدمت أربعين شخصا في إدلب، وتأتي هذه الإعدامات بعد مجزرة قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة ارتكبتها في حمص فجر أمس وراح ضحيتها 52 شخصا معظمهم نساء وأطفال.

ونقل مراسل الجزيرة أحمد زيدان عن ناشطين سوريين أن أربعين شخصا أعدموا بجوار جامع بلال في مدينة إدلب، بعدما تجمعوا للتعرف على جثث جرى إعدامها في وقت سابق.

وأوضح ناشطون أن قوات الأمن قتلت سبعة أشخاص كانوا يحاولون الفرار إلى بلدة بنش بإدلب لكن الأمن كمن لهم وقتلهم، وحين جاء سكان الحي للتعرف على الجثث عاجلهم الأمن والشبيحة بوابل من الرصاص مما أدى إلى مقتل أربعين شخصا على الأقل.

بدورها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قتلى سقطوا اليوم بالقصف العنيف  الذي استهدف الحي الشمالي في إدلب، حيث تجدد القصف العنيف على معظم أحيائها لليوم الرابع على التوالي.

وتحدث ناشطون عن فرض حظر للتجوال في المدينة وتعرض قرية البارة بجبل الزاوية لقصف عنيف من المدفعية الثقيلة، وقد جرت اشتباكات بين الجيش الحر والجيش الحكومي.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعة منشقة استهدفت آليات عسكرية ثقيلة بمدينة خان شيخون بإدلب عند مفرق بلدة التماتعة مما أدى لإعطاب آليتين والاستيلاء على أخرى.

بدورها وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ثمانية قتلى في حمص بينهم سيدة، كما سقط قتيلان بحلب.

مقتل جنود

وأضافت الشبكة أن حي جب الجندلي في حمص يتعرض لقصف عنيف مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح آخرين.

وفي بلدة القورية في دير الزور شن الأمن حملة اعتقالات مست عشرات الناشطين وسط إطلاق الرصاص عشوائيا وإصابه بعض المواطنين.

وفي اللاذقية تحدث ناشطون عن حملات مداهمة واعتقالات لأهالي سلمى ودورين، وترافق هذا مع وصول العديد من سيارات الأمن والشبيحة إلى المنطقة.

كما شهدت مدينة تلبيسة بريف حمص سقوط 14 جريحا  بينهم امرأة وحالتان خطرتان إثر قصف للجيش الحكومي بشكل عشوائي على المنازل.

وفي ريف دمشق اقتحم الجيش مدينة دوما من عدة جهات وشن حملات دهم واعتقال.

إلى ذلك أفاد المرصد بمقتل ما لا يقل عن عشرة جنود نظاميين إثر هجوم نفذه منشقون فجر الثلاثاء في بلدة معرة النعمان التي تشهد اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر.

وذكر المرصد أن القتلى سقطوا في هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب.

مساعدات مادية

في غضون ذلك أكد مراسل الجزيرة توصل المجلس الوطني السوري والجيش الحر إلى اتفاق لتزويد الأخير بالمساعدات المادية.

وأضاف أن الجيش الحر وافق على التنسيق مع مكتب الارتباط في المجلس بشأن تقديم المساعدات والدعم المادي وتوحيد الكتائب.

وأوضح المراسل أن الاتفاق لم يتطرق لموضوع الأسلحة، ويعد مكتب الارتباط هذا بديلا للمكتب الاستشاري العسكري الذي كان قد أعلن رئيس المجلس برهان غليون عن تشكيله ولم يحصل على قبول من الجيش الحر.

في غضون ذلك حثت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آيموس السلطات السورية على السماح فورا لمنظمات الإغاثة بتقديم المساعدات للمتضررين.

وأكدت اللجنة -المكلفة من الأمم المتحدة بالتحقيق في أوضاع حقوق الإنسان في سوريا- أكدت على ما سمته الوضع الميؤوس منه للمدنيين هناك وعلى ضرورة مساعدتهم.

كما قدمت اللجنة لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قائمة سرية بأسماء مسؤولين سوريين يشتبه في تورطهم في جرائم ضد الإنسانية.

اللاجئون والألغام

بدوره قال المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان أحمد موسى إن خمسين عائلة نزحت خلال الساعات الماضية من مدينة حمص إلى شمال لبنان.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن موسى أن معظم العائلات نزحت بعد سماع أنباء مجزرة راح ضحيتها حوالي خمسين امرأة وطفلا في حيي كرم الزيتون والعدوية بحمص. كما نزحت مئات العائلات منذ مساء الأحد إلى مناطق مختلفة.

بدورها قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن القوات الحكومية زرعت الأسابيع الماضية ألغاما على الطريق التي يستخدمها السوريون الفارون نحو تركيا.

هذا وكانت السلطات زرعت أيضا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ألغاما على طول الحدود بين لبنان وسوريا، قائلة إنها تهدف لمنع تهريب الأسلحة والمسلحين إلى سوريا.

هيومن رايتس: سوريا لغّمت الحدود

قوات سورية تتمركز على مداخل الحدود مع لبنان (الفرنسية-أرشيف) قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن القوات السورية زرعت ألغاما قرب الحدود مع لبنان وتركيا، على امتداد مسارات تستخدم في الفرار من الصراعات في سوريا. ووثق تقرير المنظمة شهادات عديدة من شهود في تركيا ولبنان ومن داخل سوريا، إما رأوا جنودا سوريين يزرعون ألغاما، أو أصيبوا هم أنفسهم بسبب ألغام.

وقال مدير إدارة الأسلحة في المنظمة ستيف جوس “إن استخدام الألغام المضادة للأفراد يفتقر إلى الضمير.. ليس هناك مبرر على الإطلاق لاستخدام هذه الأسلحة التي لا تميز بين ضحاياها من أي بلد هم أو من أي مكان ولأي غرض”.

يذكر أن نشطاء المعارضة السورية يستخدمون أراضي لبنان وتركيا في جلب الطعام والدواء والسلاح إلى سوريا، كما فرّ آلاف السوريين من العنف إلى هذين البلدين الجارين.

وقال تقرير هيومن رايتس الصادر اليوم إن المرة السابقة التي استخدمت فيها سوريا الألغام المضادة للأفراد كانت عام 1982 أثناء الصراع مع إسرائيل في لبنان. وأضاف أنه يعتقد بأن مخزون سوريا يتكون أساسا من ألغام سوفياتية/روسية الصنع.

ونقلت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان في تقريرها شهادة فتى عمره 15 عاما من تلكلخ بسوريا فقد ساقه إثر انفجار لغم في فبراير/شباط الماضي لدى محاولة نقل جريح إلى لبنان للعلاج.

ويقول نشطاء من المعارضة في سوريا إنهم يخشون الاعتقال والتعذيب والقتل على أيدي قوات الأمن السورية إذا طلبوا العلاج في المستشفيات الحكومية عندما يصابون في احتجاجات أو اشتباكات مع قوات الشرطة والأمن.

وقال نديم حوري -وهو باحث في هيومن رايتس ووتش لشؤون سوريا ولبنان- لرويترز إن من الصعب جدا الحصول على رقم مؤكد لعدد الجرحى بسبب الألغام التي زرعتها سوريا، لأن أغلب الخسائر تحدث على الجانب السوري من الحدود.

يذكر أن الحكومة السورية منعت مرارا دخول جماعات حقوقية أو صحفيين إلى البلاد. ووقعت تركيا على المعاهدة الدولية لحظر الألغام يوم 25 سبتمبر/أيلول 2003، في حين رفضت سوريا ولبنان التوقيع على المعاهدة التي تتطلب إزالة كل الألغام في الدول الموقعة.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 7500 شخص قتلوا خلال الانتفاضة التي اندلعت ضد حكم بشار الأسد. وقالت دمشق في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن “إرهابيين” قتلوا أكثر من ألفي عنصر من الجيش والشرطة.

55 قتيلاً في مجزرة جديدة في إدلب بسوريا

114 قتيلا حصيلة قتلى الأمس في سوريا

العربية.نت

مجزرة جديدة يرتكبها النظام السوري خلال يومين، حيث أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن جيش النظام السوري ارتكب مجزرة جديدة في ادلب قتل خلالها خمسة وخمسون شخصاً، بينهم أربعون أعدموا بالقرب من جامع بلال في المدينة، وخمسة عشر آخرون جراء قصف قوات النظام لمناطق تقع شمال وغرب المدينة.

وقامت قوات النظام بشن حملات نهب وحرق لمنازل الناشطين والمحلات التجارية في كل من حيي الثورة والضبيط في محافظة إدلب.

كما شهد عدد من أحياء مدينة حمص نزوح عشرات العائلات بعد الكشف عن مجزرة راح ضحيتها نحو خمسين طفلا وامرأة أمس.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن أحياء عشيرة وباب السباع وكرم الزيتون والعدوية تشهد حالة نزوح كبيرة.

قال شهود عيان إن عشرات الدبابات تمركزت في منطقة رنكوس بريف دمشق.

أما في دمشق فتنفذ قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في حي العسالي بعد دخول عشرات السيارات المدججة بالعتاد إلى الحي.

كما أفاد مجلس قيادة الثورة بأن كتيبة قاسيون التابعة للجيش الحر استهدفت حاجز الباب الرئيسي لفرع الأمن السياسي بقنبلتين يدويتين وسط ساحة االميسات في دمشق .

وفي حي الحميدية بحمص فتحت منازل وكنائس الحي ذي الأغلبية المسيحية أبوابها لاستقبال النازحين من الأحياء الأخرى.

فيما ارتفعت حصيلة قتلى أمس في أنحاء سوريا إلى مئة وأربعة عشر معظمهم في حمص وإدلب.

السعودية والأردن تشجبان العنف

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع العاهل الأردني في الرياض التطورات في سوريا وفق مصدر رسمي أردني.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن المباحثات أكدت على ضرورة إيجاد مخرج للأزمة السورية في إطار الإجماع العربي.. كما شدد الملكان السعودي والأردني على موقفهما الرافض لاتجاه سير الاحداث في سوريا، وشجبهما لأعمال العنف التي يدفع ثمنَها الشعب السوري.

ومن جهة أخرى أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول الوضع في سورية بأنها وثّقت قوائم المشتبه بهم في ارتكاب جرائم خطيرة وسلمتها إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان. وشددت في اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جينيف بأن سورية على شفا الحرب الأهلية، وأن كافة الطوائف تتساءل عن المخاطر المحدقة بها جراء استمرار النزاع.

من جانبها أعلنت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس خلال مؤتمر صحفي حول الوضع في سوريا، أنها ذهلت لحجم الدمار الذي تعرض له حي بابا عمرو في حمص، مشيرة الى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين السوريين على الفور، وقالت: “تمكنت من زيارة مدينة حمص وباب عمرو برفقة الصليب الأحمر حتى أرى بنفسي آثار القتال. في بابا عمر، ذهلت لحجم التدمير الذي رأيت، كل المباني مهدمة، وكان هناك دليل واضح على استخدام الأسلحة الثقيلة والدبابات.”.

وتابعت بشأن الرد السوري الرسمي: “الحكومة السورية قالت إنها بحاجة الى مزيد من الوقت للنظر في الاتفاق الذي قدمته لها ووافقت على عملية تقييم انسانية أولية مشتركة بين السلطات السورية ومجلس الأمن في المناطق التي يحتاج المواطنون فيها إلى مساعدة عاجلة”.

النظام السوري يزيد من حدة المذابح بحق المتظاهرين

النظام السوري يفضل التعذيب وتكسير العظام وفقء العيون قبل قتل المتظاهرين

دبي – أحمد سلهوب

منذ اندلاع الثورة السورية المناهضة للنظام في شهر مارس/آذار من العام الفائت، لا يتوانى النظام وشبحيته عن ارتكاب مجازر بشعة تقشعر لها الأبدان، وتحزن لها القبول، نظراً لممارسة قوات النظام أساليب قمعية تتنافى مع الأعراف الدولية في قتله للمتظاهرين العزل، حيث تتبارى شبحية النظام وقواته في استحداث أساليب تعذيب قبل قتل المتظاهر، من بينها سحله وحرقه وتكسير عظامه، فضلاً عن فقء العين.

ونستعرض الآن المجازر التي نفذت بحق المتظاهرين، وقبل سرد مذابح عام 2011 لا بد أن نستدعي من كهوف الذاكرة مذبحة حماة عام 1982، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من السوريين، والتي ارتكبت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، والتي تعد النواة الأولى لسلسلة من المجازر ارتكبت تباعاً في الوقت الراهن.

مذبحة باب عمرو والصنمين

منطقة باب عمرو بمدينة حمص المنكوبة من أكثر الأماكن عرضة للقصف العشوائي من قبل قوات الجيش النظامي.

حيث أفاد المرصد السوري بسقوط العشرات ما بين قتيل وجريح في بساتين حي بابا عمرو، كما أكد عدد من الناشطين أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا “ذبحا بالسكاكين”، إلى جانب عدد من القتلى نتيجة القنص، بينهم رجل وزوجته في حي باب السباع.

وأكد ناشطون أن قوات الجيش النظامي مدعومة بعناصر من الحرس الجمهوري والحرس الثوري الإيراني والأمن العسكري والشبيحة، اقتحمت حي بابا عمرو، مستغلة النقص الحاد في الذخيرة لدى العناصر المتبقية من “الجيش الحر”. كما استعانت القوات النظامية بالقصف الصاروخي، واستخدمت أكثر من 27 قذيفة أثناء الهجوم.

مجزرة الصنمين هي مجزرة وقعت في يوم الجمعة 25 آذار/مارس 2011 على خلفية الاحتجاجات السورية 2011، وارتكبها مسلحون تقول المعارضة إنهم من قوَات الأمن السورية بحق متظاهرين سلميين في مدينة الصنمين التابعة لمحافظة درعا، وراح ضحيتها أكثر من 20 قتيلاً بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

مذبحة كرم الزيتون

تعد واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها قوات النظام السوري منذ بدء الثورة قبل عام، حيث عثر أمس على جثث ما لا يقل عن 47 امرأة وطفلاً في حي كرم الزيتون في مدينة حمص قتلوا ذبحاً وطعناً ومثل بجثثهم، فيما اغتصبت نساء قبل قتلهن، فيما اعتبره ناشطون “حملة تطهير طائفي”، حيث نجم عن المذبحة فرار مئات العائلات خوفاً.

ويبدو أن مدينة إدلب ستتدخل على خط المذابح، حيث أفادت الشبكة العربية لحقوق الإنسان بأن قوات الجيش نفذت عمليات الإعدام في صفوف عشرات المدنيين، وترددت أنباء أيضا بأن 27 عائلة تم إعدامها بمدينة حمص.

أول انشقاق في الجيش الإلكتروني لنظام الأسد

شبكة أخبار حلب: نخجل ونبرأ من تصرفات الأجهزة الأمنية ونعلن انحيازنا للشعب

دمشق- جفرا بهاء

لو علم الجيش السوري الإلكتروني “الذي يمارس التشبيح الإلكتروني” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن انشقاقاً ما سيحدث بين صفوفه، ربما كان استبق ذلك الحدث المهين، بالنسبة له، ومارس التشبيح على أولئك الذين تجرأوا على إعلان خروجهم من صفوفه وانضمامهم إلى الثورة السورية.

“شبكة أخبار حلب A.N.N” أعلنت انشقاقها أمس عن الجيش السوري الإلكتروني بجملة: “بعد ما رأيناه يوم أمس من مجازر في حمص على يد أجهزة أمننا، بعدما نقلت وكالات الأنباء عن قيام أجهزة الأمن في حي عشيرة بتعرية نساء وبنات حمص أمام آبائهن بطريقة تجعلنا نخجل من سوريتنا، بعدما أصبح واضحاً وجلياً أن عناصر الأمن يقومون بذبح الناس بالسكاكين، نعلن للعالم أجمع أننا نخجل ونبرأ من تصرفات هذه الأجهزة ونعلن انحيازنا للشعب في سعيه للحفاظ على كرامته”.

الدم السوري المستباح حركهم

إذن هو الدم السوري الذي تحرك أخيراً بين أعضاء صفحة تجاوز عددهم 50 ألف مشترك، وهو الدم والشرف السوري الذي ظهر أمس مستباحاً على أيدي النظام الأسدي المسؤول عن زحزحة أعتى مؤيدي بشار الأسد بعد عام كامل من استخدام الإنترنت للشتيمة والشماتة حيناً، والتهديد والوعيد أحياناً أخرى.

معركة تعليقات

بدأت معركة ساخنة على صفحة “شبكة أخبار حلب” بين المرحبين بالمنضمين الجدد إلى الثورة السورية “النهاية قريبة يا سفاح ستسقط كما سقط الطغات وأنت أكبرهم وأشدهم طغيانا وكفرا بشار”، وآخرين يهددون ويتوعدون “خسئتم نحن أسود الحرية والكرامة وجيشنا السوري الباسل سوف يسحقكم يا جراثيم”، وبين هذا وذاك تبقى الحقيقة القائمة أن انشقاقاً قد حدث، ومعلومات في طريقها للظهور، وربما تجيب شبكة أخبار حلب عن سؤال السوريين “من يموّل الجيش الإلكتروني السوري”، خصوصاً أن الأسماء التي تطرح في الشارع السوري حول ممولي ذلك الجيش عديدة ولا معلومات أكيدة في هذا الإطار.

ويبدو التناقض الشديد بين “بوست” الأمس: “دع الأعداء يموتون من جبروت ابتسامتك”، ودعوة اليوم للانشقاق: “ندعو إخوتنا في بقية الشبكات التي تساند المجرمين القتلة إلى الانشقاق والعودة لفطرتهم”، كمن استيقظ فجأة من نوم قضاه في كوابيس من العيار الثقيل.

اعترافات وتهديدات

يعترف القائمون على الصفحة المنشقة عن الجيش السوري الإلكتروني أنهم إنما كانوا فيما مضى ينفذون أوامر المخابرات السورية “كنا في قبو مظلم نكتب فيه ما يرسل لنا من المخابرات ومن الأمن السياسي، كم هو صعب أن تكون مكمماً ومقيدا”، ولو أن المخابرات السورية علمت قبل يوم الأمس ما يخطط له شباب شبكة أخبار حلب، لاعتقلتهم جميعاً وأنستهم حليب أمهاتهم، بما يعرف عنها من قسوة في محاسبة من يخطئ (من وجهة نظرها).

تزدحم التعليقات على صفحة شبكة أخبار حلب، ويغلب عليها الطابع التهديدي، وجمل الشتم التي اعتاد الجيش السوري الإلكتروني استعمالها، وإن السوريين اعتادوا أن تهديد شبيحة النظام غالباً ما يكون حقيقياً قابلاً للتطبيق، فإن شباب “شبكة أخبار حلب” تذوقوا طعم الحرية، وفي سوريا من يجرب الحرية لحظات لا يستطيع العودة إلى عبودية الـ 40 عاماً.

العربي: الجامعة لا تملك جيوشاً لمساندة سوريا

أكد الأمين العام للجامعة العربية أنه لن يترشح لرئاسة مصر لعدم امتلاكه الخبرة الكافية

القاهرة – أسماء بجاتو

صرح نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن ما قدمته الجامعة من حلول للأزمة السورية هو أقصى ما يمكن تقديمه، مضيفا أن الجامعة ليست لديها جيوش لتحركها ولا يمكن أن تجبر أي دولة على شيء حيث إن الجامعة لا تملك سياسة عقوبات و لكن لديها سياسة المقاطعة التي فعلتها بعض الدول و كان لها تأثير.

وتوقع العربي في مقابلة مع “العربية” أجرتها الزميلة رندة أبو العزم ألا تتقدم روسيا بفيتو آخر لمجلس الأمن في حالة أن قرار المجلس لم يخرج عن الإطار و البنود التي وافق عليها وزير الخارجية الروسي وأهمها وقف القتال وإيجاد آلية للتأكد من وقفه.

وبسؤاله لماذا لم تعترف الجامعة العربية بالمجلس الوطني السوري، قال العربي إن الجامعة لا تعترف بأحد لكن الدول هي التي تعترف بها وإن موضوع الاعتراف بالمجلس الوطني لم يطرح من أي من الدول الأعضاء وإذا كانت هناك عدة دول عربية طالبت بذلك كان سيتم النظر في الأمر.

و أضاف العربي أنه أول من يؤيد المعارضة السورية ولكن عدم وجود زعيم للمعارضة ووجود الكثير من الخلافات يصعّب الأمر وأنه طوال الستة أشهر الماضية كان مطلبه الوحيد للمعارضين السوريين أن يتوحدوا.

وقال العربي إن الجامعة لا تقدر أن تمد المعارضة بأسلحة حيث إن هذا القرار ينبع من سياسات الدول وإن أي دولة تريد أن تمد المعارضة بأسلحة ستفعل ذلك.

وبسؤاله عما إذا كان سيرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المصرية، قال العربي إنه لا يفكر في ذلك لعدة أسباب منها تعديه سن السبعين وأنه ليست لديه الخبرة الكافية لمثل هذا المنصب.

وأضاف العربي أن المشهد المصري الحالي لا يسر وأنه سعيد في عمله بالجامعة العربية على الرغم من الاتهامات التي توجه إليه والتي وصلت إلى حد تلقيه رسائل تهديد بالقتل على هاتفه الخاص.

المجلس الوطني السوري يقرر تسليح الجيش الحر

طالب بحظر جوي على كافة أراضي سوريا لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر

العربية.نت

قال جورج صبرا، المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الاثنين إنه تم إقرار تسليح الجيش السوري الحر من قبل المجلس.

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى تدخل غربي وعربي لحماية المدنيين من قوات الرئيس بشار الأسد.

وأوضح جورج صبرا المتحدث باسم المجلس أن المعارضة تطالب بفتح ممرات إنسانية وإقامة مناطق آمنة ومنطقة حظر طيران لوقف هجمات قوات الأسد.

وقال صبرا في مؤتمر صحافي في اسطنبول: “نطالب بتدخل عسكري عربى ودولي عاجل من أجل إنقاذ المدنيين. نطالب بممرات ومناطق آمنة توفر الحماية من خطر الإبادة للمواطنين المهددة حياتهم ووجودهم”.

وأضاف أنهم يطالبون بحظر جوي على كافة الأراضي السورية لمنع عصابات الأسد من ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح.

وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، قد أكد لقناة “العربية”، الجمعة، أن “المجلس بدأ يحصل على موارد مالية، عبارة عن هبات من بعض الدول العربية والأجنبية، وأنه يحاول الآن الحصول على سلاح نوعي لكسر الذراع القاتلة للنظام السوري”.

وقال إن “الأولوية الآن هي كسر هذه الذراع القاتلة وتنحية بشار الأسد والميليشيات التي تحكم سوريا الآن”، على حد تعبيره.

ووصف عمليات قصف الأحياء السكنية بأنها “إبادة جماعية”، موضحاً أن الموقف في سوريا يوصف بأنه عنف متبادل “يحمل الكثير من التجني، فلا يمكن مقارنة بعض الأفراد الذين يحملون أسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم بآلة حرب ثقيلة تستخدم الصواريخ والمدفعية والطائرات”.

فان رومبوي: عقوبات جديدة ضد سورية

بروكسل (13 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

جدد رئيس الإتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، تصميم التكتل الموحد على فرض المزيد من العقوبات والإجراءات المشددة ضد النظام السوري، نتيجة “استمرار عمليات القمع ضد المدنيين” في البلاد

وكان فان رومبوي يتحدث اليوم أمام البرلمان الأوروبي، حيث استعرض أمام النواب نتائج القمة الأخيرة

كما أكد فان رومبوي أن الإتحاد الأوروبي مصمم على متابعة العمل من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة إلى سورية، ورأى أن “أهم ما تم وما سيتم التركيز عليه في المرحلة اللاحقة هو وقف العنف ضد المدنيين ووقف كل إنتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد”، حسب تعبيره

ولفت فان رومبوي نظر النواب الأوروبيين إلى إعلان قادة الإتحاد الأوروبي ضرورة تقديم المسؤولين عن العنف والإنتهاكات في سورية إلى العدالة وعدم تمكينهم من الإفلات من العقاب

وعلى الصعيد السياسي، والكلام دائماً لفان رومبوي، تعهد زعماء دول الإتحاد خلال قمتهم بتشديد الضغوط على النظام السوري، “كما كررنا دعوتنا للرئيس بشار الأسد بضرورة التنحي”، وفق قوله

وأشار فان رومبوي إلى ضرورة أن تبدأ المرحلة الانتقالية في سورية بأسرع وقت ممكن، فـ”سيكون الإتحاد الأوروبي مستعداً لمراجعة شراكته وتقديم المساعدات لسورية، عندما تنطلق المرحلة الانتقالية في هذا البلد، وهو أمر نأمل أن يحصل في أقرب وقت ممكن”، حسب قول المسؤول الأوروبي

وكان الإتحاد الأوروبي قد عبر عن دعمه لجهود الجامعة العربية وكذلك لمهمة المبعوث الأممي لسورية، مناشداً روسيا والصين تحمل مسؤولياتهما من أجل التعجيل باستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي حول تطورات الوضع السوري

ناشطون يتهمون النظام السوري بارتكاب مجزرة جديدة والمعارضة تدعو للتدخل الدولي الفوريروما (12 آذار/ مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال ناشطون سوريون إن “الأجهزة الأمنية السورية ومعها المليشيات الموالية للنظام (الشبيحة) ارتكبت مذبحة في حيي كرم الزيتون والعدوي في مدينة حمص (وسط) وقتلت بالأسلحة البيضاء والأسلحة الخفيفة 57 من نساء وأطفال” الحي

وأظهرت صور بثها ناشطون من المدينة على شبكة الإنترنت جثث نساء وأطفال تبدو عليها آثار الطعن والتمثيل، وعرضت عدة أقنية فضائية في الساعات الأولى من فجر اليوم (الاثنين) بثاً حياً لناشطين وسكان يحاولون لملمة جثث القتلى، وتحدثوا عن استخدام السكاكين والسيوف في قتل الأطفال والنساء، كما تحدثوا عن عمليات اغتصاب جماعي لنساء قبل قتلهن، كما ذكرت قوى ثورية سورية “أسماء بعض القتلى ومن بينهم أطفال بعمر خمس وست سنوات، وكثير منهم من عائلة البارودي” وحدها

هذا سارع المجلس الوطني السوري المعارض للإعلان عن “عجز العالم وصمته على عمليات القتل والإبادة التي يقوم بها النظام”، وأكّد أن “مجزرة حيي كرم الزيتون والعدوية وغيرها من الجرائم تقدم دليلاً إضافياً على أن هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية” وفق تعبيره

ودعا المجلس “الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحرك دولي فاعل والتدخل بأي وسيلة لوقف عمليات الإبادة”، وشدد على “ضرورة مساعدة للسوريين في الدفاع عن أنفسهم وتزويدهم بكل الوسائل المطلوبة والتدخل لحماية المدنيين وإقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين” وفق قوله

اما الهيئة العامة للثورة السورية فقد أعلنت على لسان أمهات ونساء سوريات أنهن “سيحملن السلاح إن اضطررن لحماية أنفسهن وأطفالهن، في ظل تخاذل القادرون عن دعم جيشنا الحر”، ودعت في بيان لهن عبر الهيئة إلى “التدخل العسكري الدولي العاجل في سورية وإلى إنشاء ممرات آمنة ومنطقة عازلة” وفق البيان

وهذا وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية، وعلى غير عادتها، نقلت في الساعات الأولى من فجر اليوم عن “مصدر إعلامي” قوله إن “الصور التي تعرضها بعض الفضائيات الإخبارية هي من جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الأهالي الذين اختطفتهم وقتلتهم في حمص”، ونقلت عن المصدر الإعلامي الذي لم تذكر اسمه أن “المجموعات الإرهابية المسلحة تختطف الأهالي في بعض أحياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل الإعلام”. سانا

الأمم المتحدة: 230 ألف سوري هجروا منازلهم بسبب أعمال العنف

أعلنت الأمم المتحدة أن 230 ألف شخص في سوريا فروا من منازلهم هربا من أعمال العنف في البلاد، ويأتي هذا في الوقت الذي أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بإجراء الانتخابات البرلمانية في مايو / آيار المقبل.

وقال منسق مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة الخاص بسوريا إن ما يقرب من 30 ألف شخص نزحوا إلى تركيا ولبنان والأردن هربا من أعمال العنف في البلاد.

وأوضح بانوس مومتزيس أن المئات يعبرون يوميا الحدود إلى دول الجوار.

وأضاف أنه وفقا للهلال الأحمر السوري أن أكثر من 110 ألف شخص مشردون داخل سوريا.

وقال مومتزيس إن حوالي 110 ألف شخص معظمهم من اللاجئين العراقيين في سوريا يعانون أزمات اقتصادية في الوقت الحالي نظرا لارتفاع أسعار السلع الأساسية.

“في انتظار الرد”

من ناحية أخرى قال مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان إنه ينتظر ردا الثلاثاء من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد لإنهاء العنف في البلاد ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت تركيا استضافة مؤتمر “أصدقاء سوريا” الشهر المقبل.

وأوضح عنان في ختام مباحثاته مع المجلس الوطني السوري المعارض في العاصمة التركية أنقرة “انتظر ردا من السلطات السورية اليوم لأنني عرضت عليهم مقترحات ملموسة”.

وكان عنان قد قدم الأحد في دمشق سلسلة من المقترحات للخروج من الأزمة السورية موضحا أن مباحثاته تناولت ضرورة “الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار”.

من جانبه قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني إن الحكومات الغربية وعدت بتقديم السلاح للمعارضة مشيرا إلى أن الهدف الآن هو استنفاذ الحلول السياسية والدبلوماسية.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعتزم استضافة اجتماع “أصدقاء سوريا” في الثاني من ابريل / نيسان المقبل لبحث سبل الضغط على الرئيس السوري لوقف أعمال العنف.

وتشارك في الاجتماع حكومات عربية وغربية.

وحضرت أكثر من 50 دولة اجتماع “أصدقاء سوريا” الأول على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في تونس الشهر الماضي.

“الوقت ذاته”

من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه يجب على المعارضة المسلحة في سوريا أن تتوقف عن القتال في نفس الوقت تماما مثل القوات الحكومية ويجب مطالبتها أيضا بالانسحاب من مواقعها.

وأوضح ” يجب أن يكون هذا متزامنا وألا يحدث أن تطالب قوات الحكومة المدن والبلدات دون أن تطالب الجماعات المسلحة بالمثل”.

وأضاف “انسحاب القوات الحكومية من جانب واحد غير واقعي على الاطلاق”.

انتخابات

من ناحية أخرى، أكدت مصادر في مجلس الشعب السوري لبي بي سي أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوما حدد بموجبه يوم الاثنين السابع من مايو / ايار المقبل موعدا لإجراء انتخابات برلمانية عامة.

ويذكر أن هذه الانتخابات سوف تجري وفق الدستور السوري الجديد الذي ألغى أية امتيازات لحزب البعث الحاكم على المستوى السياسي والرسمي.

كمين

ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بمقتل 12 عنصرا من قوات الأمن السورية في كمين نصبه منشقون في مدينة داعل في درعا.

وقال المرصد ” في تمام الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش قتل 12 من قوات الأمن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل إثر كمين نصبته مجموعة منشقة”.

وأضاف المرصد أن واحدا وعشرين مدنيا قتلوا الثلاثاء برصاص القوات النظامية السورية، بينهم ثمانية فى محافظة إدلب وثمانية آخرين فى حمص.

المرصد إنه عثر على 11 جثة لقتلى سقطوا جراء قصف القوات النظامية”.

وأكد أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات الحكومية ومنشقين في محيط بلدة البارة بجبل الزاوية.

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أنه جرى تشييع جثامين 15 من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمدنيين استهدفتهم ” مجموعات إرهابية مسلحة” أثناء عملهم فى حماة ودرعا وحمص وريف دمشق وإدلب.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

“8 آلاف قتيل” في سوريا منذ بدء الانتفاضة واستمرار الانقسام في مجلس الامن حيال الازمة

قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز الناصر إن عدد من ُقتلوا في الانتفاضة السورية حتى الآن تجاوز ثمانية آلاف شخص.

وذكر ان الكثير من الضحايا هم من النساء والأطفال، مشيرا الى انه يتعين على المجتمع الدولي التحرك، مضيفاً أن الجمعية العامة مستعدة لإتخاذ الإجراءات اللازمة في حال فشل مجلس الأمن في ذلك.

يأتي هذا في وقت شهد فيه مجلس الامن ضغوطا من القوى الغربية على الصين وروسيا من اجل الموافقة على قرار يصدر عن المجلس بادانة اعمال العنف في سوريا.

وقد عمقت المشاحنات بين الولايات المتحدة وروسيا من هوة الانقسام في مجلس الامن حيال كيفية معالجة الاوضاع المتأزمة في سوريا، وانهاء نزيف الدماء هناك.

ويترقب اعضاء المجلس الان ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد سيرد في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء على المقترحات التي قدمها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية من اجل انهاء اعمال العنف.

وأجرى عنان محادثات يوم أمس مع مسؤولين في الحكومة التركية وأطلعهم على نتائج زيارته الأخيرة لسوريا. ومن المقرر ان يلتقي اليوم في تركيا مع أعضاء من المعارضة السورية.

انقسام روسي- امريكي

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون في جلسة لمجلس الأمن الدولي ُخصصت لما بات يُعرف بالربيع العربي وهيمنت عليها الأزمة في سوريا، إن مجلس الامن يجب الا يبقى صامتا عندما تقوم الحكومة السورية بارتكاب مذابح ضد شعبها، على حد قولها.

واضافت كلينتون في مؤتمر صحفي بعد اجتماع منفرد مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف انه حان الوقت ان تنضم موسكو وبكين الى الجامعة العربية وبقية الدول الاعضاء بمجلس الامن لدعم النداءات التي تطالب بانهاء الحملة الدموية التي تشنها الحكومة السورية ضد المحتجين.

وقالت “نتوقع من كل الدول بما في ذلك روسيا والصين الانضمام الينا الان في الضغط على نظام الاسد لاسكات مدافعه للسماح بدخول المساعدات الانسانية وافساح المجال امام انتقال حقيقي للسلطة يحترم حقوق جميع السوريين

الا ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رفض الضغوط الغربية خلال الجلسة وقال ان “انذارات ( الغرب) لن تنجح”.

واضاف “أنا أضم صوتي إلى صوت عنان في حث الرئيس الأسد على العمل بسرعة، في غضون الأيام القليلة المقبلة، للرد على المقترحات المقدمة “من قبل المبعوث الدولي.

وتختلف رؤية كل من روسيا والولايات المتحدة حيال الازمة في سوريا وسبل معالجتها، حيث تحمل واشنطن النظام السوري مسؤولية نزيف الدماء في البلاد، وتطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالرحيل.

بينما ترى روسيا ان المسؤولية تتوزع على جانبي الازمة الحكومة والمعارضة وتعارض اي تدخل مسلح وتدعم حلا يكون النظام السوري جزءا منه.

وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحضور بالتوحد بقوة من اجل انهاء العنف ودعم مهمة عنان لمساعدة سوريا على ان تقي نفسها من كارثة اعمق”.

مقتل88

ميدانيا قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 88 شخصا قتلوا يوم امس برصاص الأمن السوري في مناطق مختلفة من البلاد معظمهم في حي كرم الزيتون وحي عشيرة.

اتهامات متبادلة بين الحكومة والمعارضة

وشهد عدد من احياء مدينة حمص حالة نزوح من قبل عشرات العائلات بعد الكشف عن ” مجزرة” راح ضحيتها حوالي 50 طفلا وامراة في المدينة الواقعة وسط سوريا والقربية من الحدود اللبنانية.

وقالت لجان التنسيق المحلية ان أحياء عشيرة وباب السباع وكرم الزيتون والعدوية تشهد حالة نزوح كبيرة.

واتهمت المعارضة مسلحين تابعني للنظام بارتكاب مذبحة في المدينة فيما اتهمت السلطات “مجموعات ارهابية مسلحة” بتنفيذ الجريمة.

. وأظهرت اشرطة فيديو – لم يتم التأكد من صحتها- الضحايا وقد جزت أعناقهم . كما أظهرت صورا مروعة لأطفال مضرجين بالدماء وقد اطلق عليهم عيارات نارية في الرأس.

وذكرت سيدة تدعى ام محمد تبلغ من العمر 30 عاما لوكالة فرانس برس “هربنا من حي باب السباع (مدينة حمص) بعد ان سمعنا بمجزرة حي كرم الزيتون” مشيرة الى ان عددا من السكان الهاربين من كرم الزيتون رووا لاهالي باب السباع ما حصل.

واضافت “هربت مع عائلتي خوفا من ان يحصل لنا ما حصل في كرم الزيتون”.

وقال المتحدث باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان احمد موسى ان “خمسين عائلة وصلت الى مدينة طرابلس” الاحد، وذلك عبر معابر شرعية وغير شرعية في البقاع ومنطقة “وادي خالد” الحدودية الشمالية.

وأكدت ” العثور على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امراة في حيي كرم الزيتون والعدوية بعضهم ذبحوا واخرون طعنهم الشبيحة”.

وبث نشطاء مقاطع فيديو وصورا لما قيل إنها جثث ضحايا أعمال العنف في حمص.

وفي المقابل اتهم وزير الإعلام السوري عدنان محمود “مجموعات ارهابية” بارتكاب “أفظع المجازر بحق المواطنين في حي كرم الزيتون في حمص من اجل استغلال سفك الدماء السورية بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا”.

تسليح المعارضة

في غضون ذلك اعلن المجلس الوطني السوري المعارض انه يستعد لتسليح المقاتلين المناهضين للحكومة بمساعدة اجنبية.

ودعا جورج صبرا المتحدث باسم المجلس للصحفيين في مؤتمر صحفي في اسطنبول القوى الاجنبية الى التدخل وقال انه شكل بالفعل مكتب تنسيق لارسال اسلحة الى المعارضين بمساعدة حكومات أجنبية.

ولم يفصح عن اسماء الدول أو مكان المكتب.

وقال صبرا “نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل انقاذ المدنيين. نطالب بممرات ومناطق امنة توفر الحماية من خطر الابادة للمواطنين المهددة حياتهم ووجودهم

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

الجامعة العربية تطالب بتحقيق دولي في “الجرائم” السورية

القاهرة (رويترز) – دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يوم الثلاثاء الى تحقيق دولي في قتل المدنيين في سوريا الذي قال انه يصل الى حد جرائم ضد الإنسانية.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية عن العربي قوله في بيان “لابد من أن يكون هناك تحقيق دولى مُحايد يكشف حقيقة ما يجرى من أحداث ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة.”

وقالت الأمم المتحدة ان أكثر من 8000 شخص قتلوا في الانتفاضة السورية ضد الرئيس بشار الأسد بينهم كثير من النساء والاطفال.

وقال العربي “ان ما تنقله وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء في حمص وادلب وأنحاء مختلفة من سوريا وخاصة أعمال القتل والتصفية البشعة لعائلات بكاملها بما فى ذلك الاطفال والنساء والشيوخ يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الانسانية لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها.”

الأسد يحدد السابع من مايو موعدا للانتخابات العامة

دمشق (رويترز) – قال موقع مجلس الشعب السوري على الانترنت ان الرئيس بشار الاسد الذي يواجه احتجاجات على حكمه منذ عام أصدر يوم الثلاثاء مرسوما يحدد فيه الانتخابات البرلمانية في السابع من مايو ايار .

وستكون هذه الانتخابات هي الاولى التي تجري في البلاد وفقا لدستور جديد أُقر في فبراير شباط الماضي يسمح بالتعددية السياسية لكن المعارضة رفضته.

وتقول السلطات السورية ان خطوة الأسد هذه تظهر التزامه بنهج الاصلاح بعد انتفاضة داخلية بدأت قبل عام ووسط ضغوط دولية متزايدة على سوريا.

ويقول خصوم الاسد ان الدستور الجديد غير شرعي ويصرون على ان الرئيس يجب ان يتخلى عن السلطة.

وقال ملحم الدروبي وهو عضو في جماعة الاخوان المسلمين في سوريا والمجلس الوطني السوري متحدثا لرويترز في بيروت عبر الهاتف “بالطبع سنقاطع الانتخابات لانها ستكون مُفبركة. ولكن هذا ليس شأننا الأساسي. ما نريده هو تغيير حقيقي بواسطة انتخابات رئاسية حقيقية التي بالتأكيد سيخسرها الأسد.”

وتصاعدت الحملة التي شنتها الدولة على الانتفاضة التي بدأت على شكل احتجاجات سلمية في مارس اذار الماضي لكنها ما لبثت ان تحولت الى مواجهات دامية بعدما بدأ المتمردون بمحاربة القوات السورية النظامية. وتقول دمشق انها تواجه مقاتلين يعملون بتوجيه من الخارج.

وستكون الانتخابات هي الاولى التي تجرى وفق الدستور الجديد الذي يسمح بالتعددية السياسية ويلغي نص المادة الثامنة التي وضعها في السبعينيات الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار الاسد والذي حكم البلاد لما يقرب من 30 عاما حتى وفاته في عام 2000. وتنص هذه المادة على أن “حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة.”

وبموجب الدستور الجديد لا يمكن إنشاء الأحزاب على أساس الديانة أو المهنة أو المصالح الاقليمية. ويعني ذلك استبعاد جماعة الاخوان المسلمين المحظورة وايضا الاحزاب الكردية التي تسعى لحكم ذاتي.

مبعوث صيني يجري محادثات في الجامعة العربية بشأن سوريا

القاهرة (رويترز) – أجرى مبعوث صيني محادثات يوم الثلاثاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بمقر الجامعة بالقاهرة بشأن سوريا.

وتأتي المحادثات بعد أيام من اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظرائه العرب في مقر الجامعة العربية حيث توصل الجانبان لاتفاق من خمس نقاط لإنهاء العنف وتسوية الأزمة في سوريا.

وقال المبعوث تشانج مينج للصحفيين عقب المحادثات التي استغرقت ساعة ونصف الساعة “تبادلنا وجهات النظر بشكل كاف.”

ومضى قائلا عبر مترجم “اتفقنا على تعزيز التواصل والتنسيق والتعاون في حل المسألة السورية سياسيا.”

وأطلقت الصين هذا الشهر مبادرة بشأن سوريا من ست نقاط تطالب الأطراف السورية بوقف فوري وشامل وغير مشروط للعنف وأن يكون التعبير عن المطالب سلميا وإطلاق حوار سياسي شامل بدون شروط مسبقة بوساطة من مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان.

وجاء في المبادرة أن الصين لا توافق على أي تدخل عسكري ضد سوريا أو أن يكون تغيير النظام من خلال الإجبار.

وقالت الصين في المبادرة التي نشرت وزارة الخارجية الصينية نصا عربيا لها بموقعها على الانترنت ان “فرض العقوبات أو التهديد بفرضها لا يساعد في حل المسألة حلا سليما.”

وشدد المبعوث الصيني على أن محادثاته خلال الزيارة التي يقوم بها للمنطقة مبنية على “الرؤية الصينية ذات النقاط الست.”

ووصل تشانج الذي يشغل منصب مساعد وزير خارجية الصين الي القاهرة ليل الاثنين قادما من الرياض.

واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن مرتين لمنع صدور قرار من المجلس يدين سوريا بسبب حملة القمع ضد المحتجين على حكم الرئيس بشار الاسد.

وفي العاشر من مارس اذار الحالي اتفقت الدول العربية وروسيا على أن العنف في سوريا لا بد أن ينتهي وأن هناك حاجة الى مراقبة غير متحيزة للوضع في البلاد وكذلك معارضة التدخل الاجنبي وتيسير نقل المساعدات الانسانية ومساندة مهمة كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا.

وتوصل الجانبان للاتفاق خلال حضور وزير الخارجية الروسي لافروف اجتماعا دوريا لوزراء الخارجية العرب في القاهرة.

من محمد عبد اللاه

روسيا: وقف اطلاق النار في سوريا يجب أن يكون متزامنا

موسكو (رويترز) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلاثاء ان قوات الحكومة السورية لن توقف القتال وتنسحب من مواقع ما لم تفعل قوات المعارضة نفس الاجراء في نفس الوقت.

وقال لافروف “يجب أن يكون هذا متزامنا.” ولم تثمر محادثات لافروف مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في الامم المتحدة يوم الاثنين عن اتفاق بشأن كيفية إنهاء العنف المستمر منذ أكثر من عام في سوريا.

وقال لافروف عندما سُئل بشأن سوريا في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع وزير الخارجية الفلبيني “يجب ألا يتمخض الأمر عن وضع تجري فيه مطالبة الحكومة بمغادرة المدن والبلدات بينما لا تجري مطالبة الجماعات المسلحة بنفس الشيء.”

وتبرز تصريحات لافروف الخلافات مع القوى الغربية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة والذي يقول انه يجب على حكومة الرئيس بشار الأسد ان تأخذ الخطوة الاولى.

ورفض وزير الخارجية الروسي صراحة هذا الطلب قائلا ان حكومة الاسد لن تقبل ذلك.

وقال “انسحاب القوات الحكومية من جانب واحد غير واقعي على الاطلاق.” وأضاف “السلطات السورية لن تفعل ذلك سواء أردنا أم لم نرد والجميع يدرك هذا جيدا.”

وبعد محادثات مغلقة على هامش اجتماع خاص لمجلس الامن بشأن انتفاضات الربيع العربي قالت كلينتون للصحفيين “أولا وقبل كل شيء يتعين على حكومة الاسد ان تنهي العنف.”

وقالت “ما ان تتحرك الحكومة السورية سنتوقع من الاخرين انهاء العنف أيضا. لكن لا يمكن توقع أن ينهي المواطنون العزل في مواجهة هجمات المدفعية الدفاع عن أنفسهم قبل التزام نظام الاسد بفعل ذلك.”

ويقود جيش الاسد حملة منذ أكثر من عام تقول الامم المتحدة ان أكثر من 7500 مدني قتلوا فيها.

ومنعت روسيا والصين محاولات لاصدار مجلس الامن الدولي قرارا يدين دمشق لحملتها ضد المحتجين ويؤيد دعوة الجامعة العربية للاسد لكي يتنحى.

وتقول روسيا ان دافعها ليس الرغبة في حماية الاسد وانما معارضة التدخل الخارجي في دولة ذات سيادة.

من ستيف جوترمان

الامم المتحدة توفد مراقبين لتوثيق الاعمال “الوحشية” في سوريا

جنيف (رويترز) – قالت الامم المتحدة يوم الثلاثاء انها ستوفد مراقبين لحقوق الانسان الى الدول المجاورة لسوريا لجمع أقوال شهود عيان عن “الأعمال الوحشية” التي ترتكب هناك.

وكان محققون خاصون من الأمم المتحدة بقيادة بول بينيرو قالوا الشهر الماضي ان القوات السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية بينها القتل والتعذيب بناء على أوامر من “أعلى مستوى” في حكومة الرئيس بشار الأسد.

وقالت كيونج وها كانج نائبة المفوضة السامية لحقوق الانسان أمام مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية “سنرسل مراقبين الى المناطق الحدودية في الدول المجاورة لجمع معلومات وتوثيق الاعمال الوحشية (في سوريا) في وقت لاحق هذا الأسبوع.”

وأضافت أن على مجلس الأمن الدولي دراسة إحالة سوريا الى مدعي المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق.

وتابعت تقول مُكررة دعوة نافي بيلاي مسؤولة حقوق الانسان بالأمم المتحدة “الوضع يستحق تحركا من مجلس الامن هدفه بحث الاحالة الى المحكمة الجنائية الدولية.”

ولم تدل بتفاصيل بشأن عملية المراقبة الخاصة بالامم المتحدة. وتشترك سوريا في حدود مع لبنان والاردن وتركيا والعراق.

وقالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء ان نحو 30 ألف مدني فروا الى بلدان مجاورة وان ما لا يقل عن 200 ألف ربما نزحوا داخل البلاد بسبب القتال.

وسلمت لجنة بينيرو المؤلفة من ثلاثة أعضاء مظروفا لمكتب بيلاي يضم قائمة سرية بأسماء المشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الانسانية.

وقالت كانج “القائمة السرية المسلمة في حوزتها حاليا الى جانب قائمة أعدتها مهمة (سابقة) لتقصي الحقائق.”

ودعا بينيرو الى وقف فوري وشامل لاطلاق النار من جانب طرفي الصراع ودعم جهود الوساطة التي يقوم بها كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية.

وقال عنان انه يتوقع ردا يوم الثلاثاء على مقترحات لانهاء العنف قدمها خلال محادثات في مطلع الاسبوع مع الاسد.

وقال بينيرو يوم الثلاثاء “لا يوجد حل سحري… نحتاج عملية وساطة متأنية لانهاء هذه الازمة.”

ودعا سفير الصين ليو شين مين الحكومة السورية والمعارضة الى وضع “نهاية فورية وغير مشروطة لاعمال العنف لاسيما ضد المدنيين”.

وقال مبعوث ايران سيد محمد رضا سجاد ان التحقيق ومحاكمة المشتبه بهم من مسؤوليات الحكومة وانه ينبغي إتاحة “الوقت والمجال” أمام اللجنة الوطنية للتوصل الى استنتاجات.

لكن القوى الغربية بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واصلت الضغط على النظام السوري.

وقال تشارلز بلاها المستشار السياسي الامريكي خلال محادثات جنيف “ندين قتل وتعذيب وخطف واعتقال المتظاهرين السلميين والصحفيين وغيرهم من المدنيين ومن بينهم نساء وأطفال على يد القوات السورية.

“تسببت وحشية النظام في خسائر بشرية فادحة ومعاناة واسعة النطاق وأجبرت عشرات الآلآف من السوريين على الفرار من منازلهم ما أدى الى أزمة انسانية بدأت تنتشر عبر حدودها.”

وقالت منظمة العفو الدولية ان لديها قائمة بأسماء أكثر من 6500 شخص قتلوا في العام المنصرم مقارنة مع أحدث إحصاء للأمم المتحدة أشار الى مقتل 7500 شخص.

وقال بيتر سبلينتر المسؤول بالمنظمة خلال المحادثات “نحن على يقين من أن الكثيرين ربما أطلقت قوات الامن عليهم النار خلال مشاركتهم في احتجاجات سلمية أو اثناء حضورهم جنازات أشخاص قتلوا في احتجاجات سابقة أو أصيبوا في قصف تعرضت له مناطق سكنية.”

وأضاف “تلقنيا تقارير بشأن مقتل أكثر من 270 شخصا في الحجز في ظروف مريبة للغاية.”

من ستيفاني نيبيهاي

8 آلاف قتيل بسوريا والجيش ينشر ألغام محظورة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال ناصر عبدالعزيز الناصر، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن حصيلة القتلى في سوريا منذ بداية التحركات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد قبل عام قد وصلت إلى ثمانية آلاف قتيل، بينما حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من استخدام النظام السوري لألغام محظورة دولياً من أجل منع عمليات لجوء المدنيين إلى لبنان وتركيا.

وقال الناصر إن بين القتلى الذين سقطوا في سوريا أعداد كبيرة من النساء والأطفال، مضيفاً أن على المجتمع الدولية “مسؤولية التحرك” حيال ما يجري في ذلك البلد، مشيراً إلى وجود “خروقات ممنهجة وواسعة الانتشار لحقوق الإنسان.”

وأثارت تصريحات الناصر حفيظة المندوب السوري في المنظمة، بشار الجعفري، الذي قال في رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن مواقف الناصر “عدائية” واعتبر أنها “لا تتسق مع دور وولاية رئيس الجمعية العامة الذي من المفترض أن يلتزم بميثاق الأمم المتحدة وأن يكون محايدا وموضوعيا.”

واتهم الجعفري الناصر بـ”التأثر” بمواقف بلاده السياسية، بالإشارة إلى الموقف القطري المعارض لما يجري في سوريا، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية.

من جانبها، أفادت لجنة حقوق الإنسان المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بأن المدنيين هم من يتحملون عبء العنف في سوريا، مشيرة إلى أن استخدام القوة من قبل القوات الأمنية والجيش ضد الجماعات المسلحة قد أدى إلى “عقاب جماعي.”

وأفادت اللجنة أن من بين من قتلوا خلال العام الماضي منذ بدء الانتفاضة أكثر من 500 طفل.

وقال رئيس اللجنة، باولو بينيرو، أمام مجلس حقوق الإنسان الاثنين: “هذا مؤشر مأساوي على وضع حقوق الإنسان في مناطق الاضطرابات، فقد قام القناصة باستهداف بعض الأطفال بينما كان الآخرون ضحايا للقصف العشوائي، وقد أدى العنف الذي استخدمته القوات الحكومية ضد الجماعات المسلحة إلى عقاب جماعي للمدنيين.”

وأبلغ بينيرو المجلس بأن مجموعة من الأدلة من تحقيقات اللجنة أشارت إلى أن أفرادا معينين قد يكونون مسؤولين عن ارتكاب جرائم دولية، دون أن يكشف هويتهم.

ولفت رئيس اللجنة إلى أن الجماعات المناهضة للحكومة ارتكبت انتهاكات، على الرغم من التفاوت الكبير بين الوسائل التي يستخدمونها وتلك التي تستخدمها الحكومة.

وترافقت هذه المواقف مع إعلان سقوط المزيد من القتلى الثلاثاء، فحالة الحداد التي أعلنتها المعارضة الممثلة بالمجلس الوطني بعد “مجزرة” كرم الزيتون بحمص لم توقف عمليات القصف.

وأفادت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية بسقوط 29 قتيلاً، بينهم ثمانية في إدلب، وسبعة في حمص، منهم خمسة سقطوا بقصف استهدف حي “جب الجندلي”، إلى جانب ستة في ريف دمشق، وثلاثة في كل من حلب والقلمون، وواحد في دير الزرو، وآخر في درعا.

كما تستمر العمليات العسكرية للجيش السوري في محافظة إدلب التي أصدر “مجلس قيادة الثورة” فيها بياناً نقله الموقع الرسمي للمجلس الوطني جاء فيه أن نظام الأسد “كشر عن أنيابه وراح ينهش في لحوم الطاهرات العفيفات، و راح يقطع بأنيابه المجرمة أجساد أطفالنا الأبرياء.”

وتوعد البيان الرئيس السوري بأن يلقى مصير العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي “ولكن بعد محاكمة عادلة يكون قضاتها الشهداء” وأشار إلى “مجازر بشعة” في حمص و إدلب، كما انتقد ما اعتبر أنها أدوار لروسيا والصين وإيران، وحزب الله اللبناني في الأزمة السورية، وتوعد بـ”تصعيد التظاهر السلمي والإضراب العام.”

من جانبها، وصفت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس، الوضع في سوريا بأنها “وصل بوضوح إلى حائط مسدود.”

وأضافت المسؤولة الدولية التي عادت مؤخراً من زيارة إلى مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا: “يشعر اللاجئون بغضب شديد بسبب ما يحدث في سوريا، ولشعورهم بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم.”

وفي نيويورك، أصدرت منظمة “هيومن رايتش ووتش” بياناً اتهمت فيه السلطات السورية بزرع ألغام مضادة للأفراد ومحظورة دولياً عند الحدود مع تركيا ولبنان لمنع تدفق اللاجئين نحوهما.

وحذرت المنظمة من أن سوريا ستتأذى جراء هذه الألغام “لعدة أعوام مقبلة،” وأضافت أن عناصر من المعارضة السورية تمكنت من نزع بعض الألغام السوفيتية والروسية الصنع، من أنواع مضادة للأفراد وأخرى مضادة للآليات.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بصورة مستقلة من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل بحرية على أراضيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى