أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 17 نيسان، 2012

المعارضة: الإصرار على قصف حمص يهدد مهمة المراقبين

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، بيروت – ا ف ب، اب – ابدت جهات سورية معارضة مخاوفها من ان استمرار اعمال العنف والقصف التي يقوم بها النظام السوري في حمص وسواها من المدن السورية من شأنه ان يؤدي الى فشل المهمة التي بدأ فريق المراقبين الدوليين برئاسة العقيد المغربي احمد حميش القيام بها في سورية. وقال احد المقيمين في حي الخالدية في حمص لوكالة «اسوشييتد برس» انه يبدو ان قوات الامن السورية تحاول السيطرة على حمص قبل وصول فريق المراقبين، ودعاهم الى زيارة حمص باسرع ما يمكن، «لأنه اذا استمرت الامور هكذا فلن يبقى شيء من حمص»، التي قال ان معظم سكانها اصبحوا مهجرين.

وكان فريق المراقبين بدأ مهمته للتحقق من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس الماضي لكنه يشهد منذ ذلك الوقت خروقات يومية. ولم يتم اعلان تفاصيل تحركات وفد المراقبين امس، باستثناء انه غادر الفندق الذي يقيم فيه في دمشق منذ الصباح الباكر. وكان احمد فوزي الناطق باسم المبعوث الدولي – العربي المشترك كوفي انان ذكر امس ان مهمة المراقبين «ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم صباح اليوم (امس)، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين».

ويعقد في الدوحة اليوم اجتماع للجنة الوزارية العربية المكلفة متابعة الوضع السوري برئاسة رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وسيشارك انان في هذا الاجتماع. وينتظر ان يطلع الوزراء على تطورات الملف السوري ونتائج جولاته الاخيرة على عدد من دول المنطقة.

وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني صرح، اثناء زيارة يقوم بها لروما، بان فرص نجاح خطة انان لوقف العنف في سورية لا تتجاوز 3 في المئة. واضاف ان الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية، بل «بالاسلحة».

ورحب مجلس الوزراء السعودي في جلسته الاسبوعية امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «بالقرار الصادر عن مجلس الأمن بشأن إرسال مراقبين دوليين للإشراف على وقف إطلاق النار في سورية، مشدداً على أهمية الإسراع في تنفيذ القرار لوقف العنف ووضع حد لإراقة دماء الشعب السوري، وبما يضمن إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى جميع المدنيين المتضررين».

واوضح فوزي ان انان «سيعطي اللجنة العربية تفاصيل آخر التطورات بما في ذلك انتشار المراقبين على الأرض». وقال: «نحن ننتظر بفارغ الصبر وصول ٢٥ مراقباً هم باقي الفريق الأولي المؤلف من ٣٠، «للانتشار في أماكن التوتر». وأوضح ان الفريق الأولي «سيهيء التحضيرات اللوجستية بما فيها المقر وآليات التنقل لمراقبة وقف النار» في سورية. وأشار فوزي الى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «سيقدم غداً الأربعاء الى مجلس الأمن مقترحه الكامل حول منح إنشاء بعثة المراقبة بكامل عديدها» المؤلف من ٢٥٠ مراقباًَ. وقال فوزي انه «بناء على التقرير سيتبنى مجلس الأمن قرار نشر بعثة المراقبين كاملة».

وعلمت «الحياة» أن جان ماري غوينهو نائب أنان يعمل على إعداد التقرير «باعتباره خبيراً في تأسيس بعثات حفظ السلام لأنه كان رئيساً لقسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة»، بحسب ديبلوماسي في مجلس الأمن.

وحذرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس من أن «استمرار الحكومة السورية في أعمال العنف» يهدد تطبيق قرار مجلس الأمن بنشر بعثة المراقبين الدولية كاملة في سورية. وأعربت رايس عن قلق بلادها البالغ لاستمرار الحكومة في أعمال العنف والقصف في حمص، واعتبرت أنه «غير مقبول إطلاقاً». وأضافت إن القصف وأعمال العنف «تتعارض تماماً مع التزامات الحكومة السورية الى المبعوث الخاص كوفي أنان والى المجتمع الدولي». وقالت إن استمرار العنف «سيطرح أسئلة لدى مجلس الأمن حول الحكمة من إرسال بعثة مراقبة كاملة» الى سورية.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة السورية على وقف قصف الأحياء السكنية في حمص، مشدداً على «أن الخطوة التالية لنشر المراقبين الدوليين يجب أن تكون في الحوار السياسي بما يحترم تطلعات الشعب السوري في عملية يقودها السوريون أنفسهم». وقال إدواردو دل بوي المتحدث باسم بان إن الأمين العام «سيقدم مقترحه الكامل الى مجلس الأمن بإنشاء بعثة المراقبة في سورية بكامل قوامها المؤلف من ٢٥٠ عنصراً». وكان المجلس تبنى القرار ٢٠٤٢ السبت وأقر فيه الإجازة لإنشاء بعثة المراقبين الدوليين «بناء على مقترح رسمي من بان في ١٨ نيسان (أبريل)».

ودعت لجنة تقصي الحقائق حول سورية «جميع الأطراف الى التعاون مع المراقبين الدوليين»ن وأعربت عن قلقها من «تقارير عن حوادث منذ ١٢ نيسان بما فيها قصف منطقة الخالدية وسواها من المناطق السكنية في حمص وإدلب وبعض ضواحي دمشق». وأعربت عن قلقها من «الاعتقالات الجديدة خصوصاً في حماه وحلب». وأعلنت أنها «واصلت تحقيقاتها الميدانية داخل سورية قبل وقف النار وتحققت من وقوع عدد من انتهاكات حقوق الإنسان الجدية». وشددت اللجنة في بيانها على «إجراء المحاسبة في سورية على الجرائم التي قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية»، معتبرة أن «المحاسبة جزء من العملية السياسية». وأعلنت أنها لا تزال تتلقى تقارير عن «انتهاكات حقوق الإنسان من المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة المنخرطة في القتال ضد الجيش السوري خلال الفترة نفسها بما فيها قتل غير قانوني للجنود الذين تقبض عليهم خلال المواجهات». وعبر المحققون في بيان عن قلقهم تجاه ما وصفوه «بتدهور الوضع الانساني» في سورية التي فر منها عشرات الآلاف من المدنيين بسبب تصاعد حدة القتال قبل بدء سريان الهدنة الاسبوع الماضي.

ميدانيا، استأنفت القوات النظامية السورية امس قصف احياء في مدينة حمص. وقالت مصادر المعارضة السورية ان 45 شخصاً على الاقل قتلوا امس في انحاء مختلفة من سورية بما فيها حمص وادلب وسراقب. وتركز القصف على حي الخالدية حيث قال احد سكان الحي لوكالة «اسوشييتد برس» ان القصف لم يتوقف ولو لدقيقة واحدة كما ان معظم الابنية في الحي تحترق، واضاف ان نصف حي الخالدية اصبح تحت سيطرة الجيش الذي يحاول ايضاً اقتحام جورة الشياح والقرابيص غير ان عناصر «الجيش السوري الحر» يصدون هجماته. وقال انه يبدو ان قوات الامن تحاول السيطرة على حمص قبل وصول فريق المراقبين، ودعاهم الى زيارة حمص باسرع ما يمكن، «لأنه اذا استمرت الامور هكذا فلن يبقى شيء من حمص». وقتل مدنيان بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين اثر اطلاق الرصاص على سيارتهما من القوات النظامية السورية في مدينة حماة. وتوفي بعد ساعات شخص ثالث كان معهما متأثرا بجروح اصيب بها في اطلاق النار. كذلك وقعت بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان اشتباكات عنيفة فجرا في مدينة ادلب بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة، ووقعت اشتباكات ايضا في عربين في ريف دمشق.

من جهة اخرى ذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان اعمال العنف في سورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل اكثر من عام اسفرت عن مقتل 11117 شخصاً، كما تشير لائحة باسمائهم، بينهم 55 بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الخميس. وقال ان بين القتلى 7972 مدنيا و3145 عسكريا بينهم حوالى 600 من العناصر المنشقة.\

طليعة المراقبين تُقابَل بتصعيد في حمص وإدلب

واشنطن ليست لديها “أوهام” وقطر تتوقع الفشل

نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

المعلم الى الصين ووفد من المعارضة السورية الداخلية في موسكو

الجنرال النروجي روبرت مود لا يزال مرشحا قويا لقيادة بعثة المراقبين

تنفيذاً للقرار الرقم 2042 الذي تبناه مجلس الامن السبت، وصل ستة مراقبين دوليين غير مسلحين الى دمشق حيث عقدوا اجتماعاً تنسيقياً مع مسؤولين سوريين في شأن وقف النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ الخميس الماضي، لكن تزايد الخروقات ألقى بظلال من الشك على امكان احترامه بنسبة تتيح تنفيذ خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان ذات النقاط الست. وتحدثت لجان التنسيق المحلية المعارضة عن مقتل 45 شخصاً في عمليات قصف وهجمات شنها الجيش السوري في حمص وادلب.

وفي المقابل، توجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بيجينغ للبحث مع المسؤولين الصينيين في وسائل تنفيذ خطة انان، بينما اجرى وفد من المعارضة السورية الداخلية برئاسة حسن عبد العظيم محادثات وصفها بـ”الايجابية” مع المسؤولين الروس في موسكو.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر وصول ستة مراقبين دوليين الى سوريا، مشيرا الى ان القوات السورية تواصل قصف مناطق في حمص، وان “من الواضح أن (الرئيس السوري بشار) الاسد لم يمتثل” للبنود الستة في خطة أنان “بما في ذلك السماح بالتظاهرات السلمية  والافراج عن المعتقلين السياسيين”.

ولفت الى ان المراقبين يجب ان يتمتعوا بحرية التحرك في البلاد، وإلا فانهم لن يكونوا فعالين. وأضاف انه ليس لدى حكومته “أي أوهام” في شأن امتثال الحكومة السورية لخطة أنان، كما لم تمتثل لغيرها من الخطط في السابق إذ كانت تسعى فقط الى كسب الوقت والمماطلة. واستبعد ان يكون ثمة مراقبون أميركيون بين المراقبين الذين سينتشرون لاحقا في سوريا

وأبرز أهمية وجود مراقبين دوليين لرصد الفظائع التي تحدث على الارض وتوثقها من أجل “محاسبة” المسؤولين البارزين في النظام السوري قضائيا. وأشاد بسلوك المعارضة السورية التي رأى أنها “امتنعت بشجاعة” في معظم الاحيان عن الرد المسلح على “هدمات القوات الحكومية”.

وعن احتمال انشاء مناطق عازلة وآمنة، قال ان حكومته تركز الآن على تفنيذ وقف النار وتطبيق خطة أنان، على ان يناقش بعد ذلك انشاء الممرات الانسانية وغيرها من الحلول المقترحة. وخلص الى ان حكومته “منفتحة” على أي مقترحات تطرحها الحكومة التركية بما فيها المناطق الآمنة.

مود مرشح لقيادة المراقبين

ويتوجه أنان اليوم الى الدوحة لتقديم إحاطة عن مساعيه الى الإجتماع الوزاري العربي. ونفى الناطق باسمه أحمد فوزي لـ”النهار” نفياً قاطعاً ما يشاع عن الميجر جنرال النروجي روبرت مود.

وأفاد أنه “فوجىء بما يشاع عن أن الميجر جنرال مود استقال وعاد الى بلده”، مؤكداً أن “هذه التقارير لا تمت الى الواقع بصلة ولا أساس لها من الصحة”.

وأوضح أن القائد السابق لمنظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة “أونتسو” “كلف مهمة أولى من 5 نيسان الجاري الى 10 منه لرئاسة فريق تقني والذهاب الى دمشق للتفاوض مع السلطات السورية في شأن آليات انتشار بعثة المراقبة الكاملة في سوريا إذا أجاز مجلس الأمن هذه المهمة”. وأضاف أن “مود أنجز مهمته بنجاح وعاد الى جنيف وقدم في 11 نيسان تقريراً شاملاً الى أنان. ومن ثم سافر الى بلده لأنه أنجز مهمته الأولى”.

وتوقع أن “يتبنى مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة قراراً ثانياً في شأن ارسال كامل فريق المراقبة، والعدد يصل الى ما بين 250 و300 من المراقبين العسكريين غير المسلحين والخبراء المدنيين في حقوق الإنسان للإشراف على تنفيذ بقية البنود الستة في خطة أنان”.

وذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون هو الذي سيختار قائد البعثة، موضحاً أن الميجر جنرال مود “مرشح قوي لهذا المنصب”. وأفاد أن “هناك حالياً في دمشق فريقاً من ستة مراقبين يقودهم العقيد المغربي أحمد حميش”، متوقعاً وصول العدد الى 30 مراقباً في الأيام القريبة.

ورجح مصدر في الأمم المتحدة أن تسمى المهمة “بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا” (أنسميس). بيد أن التسمية النهائية سيقررها مجلس الأمن في قرار بناء على التقرير الذي سيتلقاه غداً من الأمين العام للأمم المتحدة، والذي سيتضمن تصوراً لعمل البعثة أيضاً.

وأعلن نائب الناطق بإسم الأمم المتحدة أدواردو ديل بوي أن الحكومة الايطالية وافقت على أن “تنقل جواً عربات الأمم المتحدة من قاعدة الأمم المتحدة اللوجستية في برينديزي وأماكن أخرى كي يتمكن المراقبون من التحرك بسرعة والذهاب الى كل الأماكن في سوريا”. ونقل عن بان أن “الوضع في سوريا زئبقي”، وأنه “قلق من استمرار قصف حمص”.

امير قطر

وفي روما، صرح امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي،  ان فرص نجاح خطة انان “لا تتعدى ثلاثة في المئة” وان الشعب السوري لا يلزمه دعم بالوسائل السلمية، بل “بالاسلحة”.

واشار الى أن الدوحة أيدت في الماضي التدخل العسكري لإنقاذ دماء الشعب السوري وهي الفرضية التي تضاءلت نتيجة لموقف روسيا، مشددا على أن موقف موسكو الآن يظهر تحسنا. واعتبر أن موقف مجلس الأمن غير أخلاقي إزاء شعب يقتل كل يوم ويتلقى الصمت فقط.

وعن الوضع داخل سوريا، قال: “لا أعتقد أن الشعب سوف يتراجع، ولو كلف ذلك عشرات الآلاف من القتلى، وأن مطالب الكرامة والعدالة هذه التي ولدت بطريقة سلمية، يمكن أن تصبح مسلحة”.

أنقرة

وفي انقرة، قال نائب رئيس الوزراء التركي  بولنت أرينج،  إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم يلتزم وعوده ولم تنته أعمال العنف، ولم تنسحب الدبابات والمدفعية من كل القرى والبلدات السورية .

وأضاف ردا على أسئلة الصحافيين في الايجاز الاسبوعي عقب جلسة مجلس الوزراء التركي برئاسة أردوغان: “ان الوكالات الاجنبية الرسمية لا تزال تشير إلى استمرار الاشتباكات داخل سوريا، مع العلم بأن الأسد قطع وعوداً بسحب الآليات العسكرية لكنه يواصل عدم التزام وعوده”.

وفي اسطنبول، اعلن “المجلس الوطني السوري” المعارض ان ممثلين لمجموعة عشائر سورية معارضة للنظام السوري  أنشات مجلس عشائر يمثل “اكثر من 40 في المئة من عشائر سوريا”.

المعارضة في موسكو

* في موسكو، قال رئيس “هيئة التنسيق الوطنية” السورية المعارضة حسن عبد العظيم عقب لقاء وفد من الهيئة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان اللقاء مع الديبلوماسيين الروس كان “مؤثراً وايجابياً”.

كما وصف رئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان هيثم مناع الذي كان ضمن الوفد، المحادثات بأنها كانت “بناءة جداً وايجابية جداً”.

ايران

* في طهران، أبدى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي لدى لقائه وفداً صحافياً مصرياً  يزور ايران حالياً، استعداد بلاده للدخول في حوار مع أي دولة في المنطقة في الشأن السوري وخصوصاً مصر التي تعتبر دولة مهمة ومؤثرة في المنطقة، معرباً عن أمله في أن تجلس الدولتان لوضع أفكار للخروج من الازمة في سوريا .

انتهاكات النظام والمعارضة

* في جنيف، قال محققو الأمم المتحدة المعنيون بحقوق الانسان انهم تلقوا تقارير عن حالات قصف واعتقال على ايدي القوات السورية منذ بدء تنفيذ وقف النار وكذلك حوادث اعدام للجنود الأسرى على أيدي مقاتلي المعارضة، لكن مستوى العنف انخفض عموماً عما كان قبل بدء وقف النار.

لقاء مغلق في باريس اليوم لتنسيق العقوبات على سوريا

محمد بلوط

بعد مؤتمرهم في اسطنبول قبل أسبوعين، يلتقي «أصدقاء سوريا»، ومدراء سياسيون من خارجياتهم الـ57 في باريس اليوم، في اجتماع مغلق أمام الإعلام، وأقل صخبا، ولكن أشد أثرا في العمل على تنفيذ ما قرره «الأصدقاء» من عقوبات على سوريا، والعمل على تنسيق مقاربتهم لتنفيذ اللوائح التي أصدرتها أساسا ثلاث مجموعات، دون توحيد مسبق لها: الولايات المتحدة، التي تنشط بقوة ضد مصالح النظام السوري وأقطابه، والاتحاد الاوروبي، والجامعة العربية.

وتحت رئاسة مغربية فرنسية مشتركة، يحضر مدراء سياسيون من دول الاتحاد الأوروبي الـ27 اجتماع اليوم. الاتحاد أصدر سبع موجات متتالية من الإجراءات العقابية الاقتصادية تناولت عشرات الشخصيات من النواة الأولى للنظام، بدءا بالرئيس بشار الأسد، فشقيقه ماهر، فرامي مخلوف، وبعض الوزراء، فرجال الأعمال والشركات التي تقوم بمساعدته على البقاء قيد الحياة «اقتصاديا». وهناك الجامعة العربية، التي لا تلزم عقوباتها المفروضة على سوريا أحدا من أعضائها، فضلا عن الشكوى الغربية من فوضى تطبيق هذه العقوبات، وعدم توافر الخبرة الكافية لبعض هذه الدول، لا سيما في الميدان المصرفي، لتطبيق ما فرضته الجامعة.

مدراء سياسيون من 57 دولة «صديقة لسوريا» يقفون بعد ظهر اليوم في باريس، على مآل تطبيق العقوبات على النظام السوري. الاجتماع يفتتحه وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه، ويندرج في سياق مؤتمر اسطنبول الأخير قبل أسبوعين، لـ«الأصدقاء» أنفسهم، وتنفيذا لقراراته. الاجتماع الذي يحضره العرب عبر جامعتهم على مستوى السفراء، لبعضهم، سيغيب عنه لبنان والعراق اللذان رفضا مبدأ العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. الأردن الذي لا يطبق العقوبات لآثارها السلبية جدا على اقتصاده المرتبط بالاقتصاد السوري، وبموافقة عربية، يحضر الاجتماع. الجزائر لم ترسل جوابها على الدعوة التي وجهت اليها. شركات ومصارف خاصة ورجال أعمال سيحضرون المؤتمر. والقطريون سيحضرون بوفد أعلى من السفراء لرئاستهم اللجنة الوزارية العربية المختصة بسوريا.

وإلى بلدان الجامعة التي اكتفت بالسفراء، يحضر الأميركيون بوفد مركب من دبلوماسيين وخبراء من وزارة الخزانة الأميركية، أحد أنشط العاملين في تشديد الخناق على النظام السوري.

لن تصدر لائحة عقوبات اقتصادية جديدة بحق النظام السوري، فالمدراء ليسوا مكلفين بذلك، ولكن الهدف هو إرسال رسالة قوية للنظام السوري من جهة، والإبقاء على الضغوط عالية على النظام السوري، ومواكبة خطة كوفي انان لإلزام النظام السوري بتطبيقها. وفي الاجتماع المغلق، سيعكف هؤلاء على تنفيذ ثلاث أولويات: تنسيق العمل على تنسيق العقوبات وتبادل المعلومات بشأنها، تحسين مراقبة التنفيذ وتجاوز الصعوبات القائمة أمامها، والبحث في مساعدة الدول التي تقول إنها تتضرر من تطبيقها من جيران سوريا، وخصوصا لبنان والأردن، وهو ما نصت عليه مقررات «الأصدقاء» في اسطنبول بغية خلق ديناميكية لتوسيع دائرة الدول التي تعاقب النظام السوري اقتصاديا وسياسيا، وحث رجال الأعمال السوريين على الابتعاد عن نظام الأسد. ويصدر الاجتماع بيانا عن اعماله مساء.

وقال مصدر دبلوماسي إن الاجتماع لا يستهدف إنشاء أي آلية مشتركة تتفرغ لملاحقة النظام السوري اقتصاديا، أو مراقبة عمليات التطبيق للعقوبات. وقال المصدر إن العقوبات، على رغم انها لم تصدر عن الأمم المتحدة بل عن تجمعات اقليمية، إلا انها مشروعة. وتقوم مشروعية العقوبات على استهدافها رموز النظام السوري ومراكز القمع، وتستهدف شخصيا الرئيس بشار الأسد، وشقيقه ماهر الأسد، وقريبه رامي مخلوف. وأضاف أن العقوبات التي يطبّقها الأوروبيون، لا سيما في قطاع النفط، قد أدت إلى حرمان الميزانية السورية من ملياري يورو على الأقل.

وكانت دول الاتحاد الأوروبي، تشتري 90 في المئة من صادرات النفط السوري حتى شهر تشرين الثاني الماضي. وقال المصدر إن السوريين قد أجبروا بعد انسحاب الشركات الأوروبية، على خفض إنتاجهم بنسبة 30 في المئة. ويقترب السوريون من إنتاح 400 الف برميل من النفط يوميا قبل العقوبات، وتدر مبيعات النفط 400 مليون دولار شهريا على الخزينة السورية. وأخفق السوريون في الحصول على زبائن جدد لنفطهم.

وقال المصدر إن السوريين لم يوفقوا في بيع نفطهم لدول آسيوية كثيرة لم تثمر الاتصالات معها. وانخفض الاحتياطي السوري من العملات الأجنبية بنسبة 50 في المئة في عام واحد. وكانت الخزينة السورية، بحسب المصدر الدبلوماسي تحظى باحتياطي لتمويل المشتريات، بلغ في شباط من العام الماضي 17 مليار دولار. وقال المصدر الدبلوماسي إن السوريين يعانون من نقص في القدرة على تمويل مشترياتهم، وقد بدأوا قبل أسابيع ببيع كميات من احتياطي الذهب الذي تمتلكه الخزينة، لشركاء لهم، وبأسعار تقل عن أسعار الذهب في الأسواق الدولية، وهي أسعار شهدت ارتفاعا قياسيا خلال العام الماضي. ومن غير الممكن التأكد من النبأ، الذي لم تشر اليه أي جهات اخرى عربية أو دولية. وأدت العقوبات في إحصاء أخير إلى إلغاء نصف الرحلات الجوية العادية إلى سوريا من شحن جوي أو نقل للركاب.

وينتظر المشرفون على العقوبات ان يشهد الاقتصاد السوري تضخما تدريجيا، بعدما بدأت الأسعار بالارتفاع وتراجعت قدرة الدولة على التدخل لمنع انهيار قيمة الليرة السورية، بتراجع احتياطيها من العملات الأجنبية.

وقال المصدر إنه لن تكون لتلك العقوبات آثار مباشرة على الاقتصاد السوري، بمجرد انهيار النظام الحالي. وقال إن مؤتمر اسطنبول لحظ في مقرراته خطة لإعادة إعمار سوريا واقتصادها، لامتصاص أثر العقوبات المحتمل على عملية إعادة البناء بعد رحيل الأسد. ولم يقدم المصدر موعدا لرفع العقوبات، لكنه قال إنه من المحتمل ان تضع أوزارها، بانطلاق العملية الانتقالية. وقال المصدر الدبلوماسي إنه ليس مؤكدا قيام الايرانيين بتمويل الخزانة السورية، وقال إنه من الصعب على الايرانيين تخصيص ستة مليارات من الدولارات، ونجدة حليفهم السوري، بسبب العقوبات الواقعة عليهم. وكانت أنباء قد تحدثت عن قيام الإيرانيين في وقت سابق بمد يد العون إلى النظام السوري ومساعدته بمبالغ كبيرة.

وللتدليل على فعالية العقوبات، استشهد المصدر بالاتصالات الكثيرة التي تتلقاها الجهات الأوروبية المشرفة على تطبيقها، من رجال الأعمال السوريين لإخراجهم من بعض لوائحها. وقال المصدر إن الاتحاد الأوروبي قد سحب من لوائحه السوداء، اسم رئيس غرفة تجارة وصناعة دمشق، عماد غريواتي بعد احتجاحه رسميا على وضع اسمه على تلك اللائحة، والتأكد من عدم تورطه في نشاط يدعم النظام الحالي.

ويتلقى الأوروبيون اتصالات كثيرة من رجال أعمال سوريين، لسحب بعضهم من اللوائح، أو تكذيب عملهم على صفقات مع أقطاب النظام السوري. وقال المصدر إن العمل جار على التحقق من التفلت السوري من العقوبات عبر الشبكات المصرفية التي سمحت للنظام باستخدام أموال تقدر ببضع مئات من ملايين الدولارات. وقال إن التفلت لا يتوقف على الشبكة المصرفية اللبنانية التي تخضع كغيرها للمراقبة. ويعتقد الأوروبيون أن الشبكات المصرفية الروسية تلعب دورا مهما في مساعدة النظام السوري على تنظيم عملياته المالية، كما أن تكاثر الوسطاء الذين يلجأ إليهم السوريون، يعقد عملية المراقبة، كما يعقدها انتشار جاليات سورية ضخمة ومهمة، في بلدان الخليج العربي، وأوروبا والولايات المتحدة. وهي جاليات تحظى بنفوذ اقتصادي مهم. وقال المصدر إن العمل يتركز الآن على تفكيك الواجهات المالية التي يعمل من خلالها النظام السوري.

موسكو تلتقي معارضين سوريين .. وباريس تستضيف اجتماعاً لخبراء مؤتمر «أصدقاء سوريا»

دمشق: طليعة المراقبين تستكشف .. الفرص والشكوك المتبادلة

لم تكد طليعة المراقبين الدوليين تطأ أرض دمشق حتى انطلقت سهام التشكيك بفاعليتها، حيث أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان فرص نجاح خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان لوقف العنف «لا تتجاوز 3 في المئة»، مكررا دعوة مبهمة لتسليح المعارضين، فيما حذرت واشنطن من ان تواصل أعمال العنف يلقي ظلالا من الشك على خطط الامم المتحدة لتوسيع مهمة المراقبين الدوليين.

في هذا الوقت، استقبلت موسكو وفدا من هيئة التنسيق الوطنية السورية، فيما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيبدأ اليوم زيارة الى بكين لمدة يومين ليبحث مع المسؤولين «جهود دمشق المتعلقة بوقف إطلاق النار».

وكانت المستشارة السياسية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان أكدت امس الاول أن وجود المراقبين في سوريا «في مصلحتها، خصوصا أن ذلك يتم ضمن السيادة السورية». وأضافت أن القرار يقول إن الحكومة السورية مسؤولة عن أمن المراقبين، الأمر الذي يتطلب التنسيق معها في ما يتعلق بتحركهم. (تفاصيل صفحة 13)

وبعد مؤتمرهم في اسطنبول قبل أسبوعين، يلتقي «أصدقاء سوريا»، ومدراء سياسيون من خارجياتهم الـ57 في باريس اليوم، في اجتماع مغلق أمام الإعلام، وأقل صخبا، ولكن أشد أثرا في العمل على تنفيذ ما قرره «الأصدقاء» من عقوبات على سوريا، والعمل على تنسيق مقاربتهم لتنفيذ اللوائح التي أصدرتها بشكل أساسي ثلاث مجموعات، دون توحيد مسبق لها: الولايات المتحدة، التي تنشط بقوة ضد مصالح النظام السوري وأقطابه، والاتحاد الاوروبي، والجامعة العربية.

الاجتماع يفتتحه وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه، ويندرج في سياق مؤتمر اسطنبول الأخير قبل أسبوعين، لـ«الأصدقاء» أنفسهم، وتنفيذا لقراراته. الاجتماع الذي يحضره العرب عبر جامعتهم على مستوى السفراء، لبعضهم، سيغيب عنه لبنان والعراق اللذان رفضا مبدأ العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، الأردن الذي لا يطبق العقوبات لآثارها السلبية جدا على اقتصاده المرتبط بالاقتصاد السوري، وبموافقة عربية. والجزائر لم ترسل جوابها على الدعوة التي وجهت اليها. ويحضر الاجتماع شركات ومصارف خاصة ورجال اعمال. والقطريون سيحضرون بوفد أعلى من السفراء لرئاستهم اللجنة الوزارية العربية المختصة بسوريا. (تفاصيل صفحة 13).

طليعة المراقبين في دمشق

وأجاز مجلس الامن الدولي بالاجماع السبت الماضي نشر ما يصل الى 30 مراقبا غير مسلحين، في اول قرار بشأن سوريا منذ تفجر الاحتجاجات في آذار العام 2011. ويندد قرار مجلس الامن رقم 2042 «بالانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان على أيدي السلطات السورية وكذلك بأي انتهاكات لحقوق الإنسان على أيدي الجماعات المسلحة». وتضمن القرار أيضا تحذيرا مبهما لدمشق بقوله إن المجلس «سيجري تقييما لتنفيذ هذا القرار وينظر في اتخاذ خطوات أخرى إذا اقتضت الضرورة».

وبدأت مجموعة صغيرة من جنود القبعات الزرق عملها في دمشق امس على امل نجاح مهمتها في تثبيت وقف هش لإطلاق النار بدأ سريانه منذ الخميس الماضي.

وقال العقيد المغربي احمد حميش، رئيس الفريق الطليعي للصحافيين في فندق في دمشق عقب لقائه بمسؤولين سوريين، إن «المراقبين سينظمون أنفسهم ليكونوا مستعدين للقيام بمهمتهم في أقرب وقت ممكن».

وعما اذا كان متفائلا بأن بعثة المراقبين التي ستوسع لتشمل 250 شخصا يمكنها تعزيز وقف إطلاق النار الذي شهد أعمال عنف متفرقة، قال حميش إن «جميع أعضاء فريق حفظ السلام متفائلون».

وكان احمد فوزي، المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان، اوضح ان البعثة الصغيرة التي تضم ستة مراقبين، وصلت امس الاول الى دمشق. وقال ان مهمة المراقبين «ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم صباح اليوم (امس)، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين».

واعلن فوزي ان الفريق الطليعي التقى مسؤولين في وزارة الخارجية السورية لبحث ما يمكنهم القيام به على الارض، ضمنها حرية تحركهم. واوضح ان انان كان على اتصال وثيق بمسؤولين سوريين في اليومين الاخيرين، وانه اتصل بالمعلم ونائبه. واشار الى ان انان سيحضر الاجتماع الوزاري للجامعة العربية الذي يعقد في الدوحة اليوم.

قطر

وقال امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي في روما، ان فرص نجاح خطة انان «لا تتعدى 3 في المئة»، معتبرا ان الشعب السوري لا يلزمه دعم بالسبل السلمية، بل «بالاسلحة».

ونقلت وكالة الانباء الايطالية (اكي) عن حمد قوله إن الدوحة «أيدت في الماضي فائدة التدخل العسكري لإنقاذ دماء الشعب السوري»، وهي الفرضية التي «تضاءلت نتيجة لموقف روسيا»، معتبرا أن موقف موسكو الآن «يظهر تحسنا». ورأى أن موقف مجلس الأمن «غير أخلاقي إزاء شعب يقتل كل يوم ويتلقى الصمت فقط».

وحول الوضع داخل سوريا، قال أمير قطر «لا أعتقد أن الشعب سيتراجع، ولو كلف ذلك عشرات الآلاف من القتلى»، مضيفا أن «مطالب الكرامة والعدالة التي ولدت بطريقة سلمية، يمكن أن تصبح مسلحة».

وقال مونتي، الذي اكد على «التعاون الوثيق» بين ايطاليا وقطر حول المسألة السورية، ان روما مستعدة لارسال مراقبين للمساعدة في الاشراف على وقف اطلاق النار.

وفي الدوحة، اعلن مصدر رسمي ان اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالازمة السورية ستعقد مساء اليوم اجتماعا تبحث فيه التطورات في سوريا، وليس غدا كما سبق ان اعلنت الجامعة العربية.

وكانت الجامعة العربية رحبت بقرار مجلس الامن بإرسال المراقبين. وقال نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي، امس الاول، إن «الجامعة العربية رحبت بالقرار لأنه يمثل إرادة دولية لدعم مهمة انان والحرص على تنفيذ الخطة بكامل بنودها وعناصرها من كافة الأطراف السورية حتى يمكن تهيئة المناخ المناسب للمرحلة الثانية، بعد وقف إطلاق النار، وهي إطلاق عملية سياسية وتحقيق إصلاحات وتطلعات الشعب السوري».

رايس

واعتبرت مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس، التي ترأس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر، ان مواصلة اعمال العنف في سوريا قد تؤدي الى اعادة النظر في بعثة المراقبة التي كلفتها الامم المتحدة الاشراف على وقف اطلاق النار.

وقالت ان الولايات المتحدة تعرب عن «قلقها الشديد» ازاء هذه التطورات. واضافت «هذا غير مقبول على الاطلاق وهو يتعارض مع الالتزامات» التي اتخذتها سوريا أمام انان. وتابعت «في حال تواصل هذا العنف، ولم يصمد وقف اطلاق النار، فسيؤدي ذلك الى اعادة النظر في مبررات ارسال بعثة مراقبة كاملة».

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في مؤتمر صحافي في بروكسل امس، النظام السوري الى توخي «اقصى قدر من ضبط النفس»، غداة تعبيره عن «قلقه الشديد» إزاء الوضع على الارض في سوريا.

وقال «على السلطات السورية إبداء أكبر قدر من ضبط النفس»، مضيفا «على قوى المعارضة ان تتعاون ايضا بشكل كامل» حتى يمكن تطبيق خطة انان. واضاف إن الفريق الطليعي سيحاول «تقديم مقترحات ملموسة بحلول 18 نيسان (الحالي) من أجل بعثة مراقبين رسمية».

ووصف وقف اطلاق النار «بالهش جدا»، لكنه شدد على ضرورة ان يتواصل من اجل «مواصلة الحوار السياسي الشامل». وأكد «ضرورة تعاون المعارضة بشكل كامل».

ورفض بان كي مون التفكير في خيار تأمين حماية عسكرية للمراقبين في سوريا حاليا. قال «لا نفكر حاليا في حماية عسكرية لاننا نعتقد ان حرية تحركهم يجب ان تكون مضمونة» من قبل السلطات السورية.

وقال الرئيس التركي عبد الله غول إن انقرة تعتبر ان خطة أنان تمثل الفرصة الأخيرة لدمشق، مجددا التشديد على ضرورة تنفيذها. ونقلت وكالة «الأناضول» عن غول قوله قبل توجهه إلى هولندا «نراها فرصة مهمة لسوريا»، مؤكدا ضرورة تنفيذها، وهذا يعني ان «على الجميع إلقاء السلاح، وضمان وقف إطلاق النار، وعلى من يريد التعبير عن آرائه بسلام القيام بذلك بحريّة». وأضاف أن «ضمان مثل هذا الجو، وإجراء انتخابات عادلة تحت رعاية المجتمع الدولي، سيمكنان حل المشكلة من دون المزيد من سفك الدماء واضعاف سوريا أكثر».

وفي جنيف، تحدثت لجنة التحقيق حول سوريا، التي انشأها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، عن انتهاكات لحقوق الانسان ارتكبها معارضون خلال مواجهاتهم مع الجيش السوري. ونددت اللجنة بمواصلة القوات الحكومية السورية قصفها لمناطق سكنية.

وفد «التنسيق» في موسكو

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية السورية هيثم مناع ان وفد المعارضة الذي التقى نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف في موسكو «لمس حرص الجانب الروسي على سماع وجهة نظر هيئة التنسيق في أدق التفاصيل».

وأكد مناع، في تصريحات لـ«السفير» عقب اجتماعين للوفد الاول في مقر الخارجية الروسية والثاني في مجلس الدوما (النواب) مع رئيس لجنة الشؤون الدولية الكسي بوشكوف، «ادهشتنا معرفة بوغدانوف بأدق التفاصيل عن الوضع في سوريا». واضاف «شددنا اثناء المباحثات على ضرورة ان تنفذ السلطات السورية الجزء المتعلق بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في سوريا كما ورد في خطة انان، وتعويض المتضررين بما يشيع اجواء الثقة في البلاد كشرط اساس لاي حوار».

وقال مناع ان «النظام مسؤول عن انعدام الثقة، لانه ينكث بوعوده ولا يحترم القرارات الصادرة عن مؤسساته نفسها، وبدلا من اطلاق سراح السجناء والمعتقلين زادت السجون وتحولت بعض المدارس الى معتقلات. ففيما كنا سابقا نعاني من السجون السياسية اصبحنا اليوم نعيش سجونا مؤقتة الى جانب السجون السياسية».

وحسب مناع فان الجانب الروسي «ابدى تفهما لطروحات الوفد وتصورات هيئة التنسيق للخروج من الازمة». وقال سنعرض في لقائنا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم «خريطة طريق ورؤية هيئة التنسيق لمرجعية المعارضة، مضيفا «نحن نعلم ان بعضا من ممثلي المعارضة لا يملك قراره المستقل، وبالتالي من المستحيل ايجاد قاسم مشترك مع مثل هولاء». واضاف «الروس يعرفون عن الوضع اكثر مما نعرف نحن، وقد زرت اكثر من 60 دولة في اربع قارات عارضا الملف السوري فلم اجد اكثر من الروس فهما ودراية بحال سوريا في كل المجالات». وشكا من ان هيئة التنسيق الوطنية السورية «تعاني من حصار اعلامي»، موضحا «عقدنا في ١٤ الحالي مؤتمرا في باريس حضرته عشرات الكاميرات بما فيها الجزيرة والعربية وغيرهما، ولم نر خبرا ولو صغيرا عن وقائع الموتمر».

واعلن رئيس الهيئة حسن عبد العظيم لوكالة «ايتار تاس» ان «المعارضة السورية تأمل ان تواصل روسيا التأثير على الاسد لتنفيذ خطة انان بشكل كامل». وقال «يجب ان تنفذ كل البنود في خطة كوفي انان للتسوية السلمية. وكان لقاء اليوم (امس) في وزارة الخارجية الروسية ناجحا جدا، وقد بحثنا اهم امرين، وهما سبل ايقاف العنف ووقف اطلاق النار في سوريا».

واعلن بوشكوف، بعد اللقاء، ان «هناك فرصة لجلوس ممثلي دمشق الرسمية والمعارضة السورية المتفرقة الى طاولة المفاوضات». واعلن ان قرار «اصدقاء سوريا» في اسطنبول حول ان المجلس الوطني السوري هو الممثل الرئيسي للشعب السوري اتخذ على عجل، لان المعارضة السورية الداخلية لا تؤيده، علما انها تحظى بنفوذ كبير في البلاد. وان القوى المعارضة في سوريا يجب ان تقرر من يمثلها في الحوار مع السلطات». واوضح ان «المرحلة الثانية هي مرحلة الحوار مع السلطة، والحديث عن صيغته يعتبر الان سابقا لاوانه. لكنه لا مفر منه».

ميدانيات

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت خرقها لخطة أنان مرتكبة المزيد من الجرائم بحق المواطنين وقوات حفظ النظام»، مشيرة الى سقوط قتلى وجرحى من قوات الامن والمدنيين في ريف درعا وحلب وحمص وادلب.

ورغم استمرار أعمال العنف خلال وقف إطلاق النار فقد شهد العدد اليومي للقتلى تراجعا ملموسا. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات، «قتل 13 شخصا (امس) في حمص وريفها وحماه وادلب ودرعا». وكان اعلن مقتل 9 اشخاص امس الاول، و14 السبت الماضي.

(«السفير»، سانا، ا ف ب،

ا ب، رويترز)

اليونيفيل والمطارات اللبنانيّة للمساعدات الإنسانيّّّّة لسوريا

ناصر شرارة

كشف مصدر دبلوماسي في نيويورك، لـ«الأخبار»، عن حراك كثيف تقوده باريس، بعيداً عن الأضواء، في مجلس الأمن من أجل إشراك قوة اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان بمهمات على صلة بمشروع إيجاد ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية لسوريا. وكشف المصدر أن تعليمات صدرت أخيراً لقيادة اليونيفيل في الناقورة تطلب منها الاستعلام عما إذا كان مطار رياق أو مطار القليعات مؤهلين لوجستياً للخدمة، وعن قدرتهما على استقبال طائرات نقل مساعدات إنسانية.

وأوضح الدبلوماسي عينه أن دولاً عربية تتعاون مع فرنسا في هذا المشروع، وتقترح اعتماد أحد المطارين كنقطة تجميع للمساعدات الإنسانية الغربية والعربية، تحت إشراف الأمم المتحدة، قبل إيصالها إلى النازحين السوريين داخل سوريا وعلى الحدود اللبنانية ـــ السورية، وذلك ربطاً بالشروط السعودية بضرورة التثبت من وجود ممر آمن للمساعدات، أو الاستمرار بالعمل بقرار تجميد إرسال المساعدات الإنسانية. وأعطت دول في مجلس التعاون إشارات الى أنها تفضل هذه الممرات اللبنانية لتجميع المساعدات وتوزيعها تحت إشراف الأمم المتحدة، وعبر الاستعانة بقوة من اليونيفيل.

ولفت الدبلوماسي الى أن الاقتراح وتجميع المعلومات لا ينسجمان مع المهمات التي حددها القرار ١٧٠١ للقبّعات الزرقاء في منطقة جنوبي نهر الليطاني. ويحذر المصدر من أن يكون الهدف الفعلي هو خلق أمر واقع في سياق السعي الدائم الى تعديل صلاحيات ومهمات قوات اليونيفيل.

ويعود المصدر الى ما حصل في مجلس الأمن في آب الماضي، عندما طلب القرار رقم ٢٠٠٤ من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قيادة عملية مراجعة استراتيجية لليونيفيل في جنوب لبنان. وكانت فرنسا هي من بادر الى إجراء هذه المراجعة بهدف «الحكم على نتائج عمل اليونيفيل بعد ست سنوات من انتهاء الأعمال العدائية في جنوب لبنان، وتحسين عملها».

ويقول الدبلوماسي إن مضمون المراجعة اشتمل على أربعة محاور، يقول أحدها الذي جاء تحت عنوان «استكمال المهمة والتنسيق»: هناك أهمية في هذه النشاطات لتطوير أهداف القرار ١٧٠١». ويأتي مضمون المحور الأخير ليكشف عن جانب من المقصود بتطوير أهداف القرار ١٧٠١، فيقول «إن اليونيفيل لا يمكن عزلها عن الطبيعة السياسية للقرار ١٧٠١ وكذلك عن الظروف الأمنية والعملية المتبعة». وتشي هاتان الفقرتان بأن المقصود هو تطوير أهداف القرار ١٧٠١ لتشتمل على مهمات تفرضها ظروف أمنية وسياسية داخل نطاق عملياتها وخارجه، وبحيث لا تعود قيادة اليونيفيل عسكرية صرفة كما ينص القرار ١٧٠١، بل تصبح سياسية أيضاً، كون المراجعة الاستراتيجية تفيد بأنها «تتطلب قيادة سياسية للعملية إما عبر قيادة اليونيفيل أو قائد القوة».

ويلفت المصدر الى أنه عقب إقرار المراجعة الاستراتيجية، تمت المباشرة بدراسة إجراء تعديلات على هيكلية قيادة اليونيفيل في جنوب لبنان، بحيث تم استحداث منصب جديد لأحد المسؤولين المدنيين فيها، تناط به مسؤولية وصلاحيات التدخل في الشؤون العسكرية والمدنية، وحتى التدخل في أدق التفاصيل التي تتعلق بالشؤون المدنية في مسرح عمليات اليونيفيل.

ويؤكد المصدر أن استحداث هذا المنصب جاء ترجمة عملية لإحدى توصيات المراجعة، كما ورد في محور «النشاطات العملانية» التي تحدثت عن أهمية «إقامة علاقات مع السكان المحليين على مدى استراتيجي بعيد وتعزيز قدرات اليونيفيل البشرية».

ويخلص المصدر الى اعتبار أن الاتجاه لتغيير بنية قيادة اليونيفيل في الناقورة لتشتمل على إرساء قيادة سياسية لها واستطلاع المطارات يسمحان بالاستنتاجات الآتية:

أولاً ــ وجود توجه لتسييس القرار ١٧٠١ الذي هو بالأصل قرار عسكري صرف ينظّم العلاقة بين اليونيفيل والجيش اللبناني.

ثانياً ــ تغيير مهمات اليونيفيل بغية منحها دوراً سياسياً ومدنياً داخل النسيج الشعبي في قرى جنوبي خط الليطاني عبر إنشاء «علاقات ذات مدى استراتيجي أبعد» معها.

ثالثاً ــ جعل هذه الإجراءات مقدمة لإحداث تغيير على قواعد الاشتباك السارية حالياً والخاصة باليونيفيل وذلك لمصلحة تطويرها، وتوسيع مفاعيل القرار ١٧٠١، ليصبح لليونيفيل في جنوب لبنان إسهام في موضوعي إنشاء ممر آمن للمساعدات الدولية للنازحين السوريين انطلاقاً من مطار رياق وتعميم مهمتها ليكون لها دور في ضبط الحدود السورية اللبنانية وترسيمها.

ويكشف المصدر عينه أنه بتاريخ 21/3/2012 عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة لمناقشة التقرير الثامن عشر للأمين العام للأمم المتحدة بشأن تنفيذ القرار ١٧٠١، وفي أثناء نقاش المندوبين في هذه الجلسة للمراجعة الاستراتيجية، برز تفاهم أميركي ـــ فرنسي على إثارة نقطتين من خارج جدول اهتمام نطاق القرار ١٧٠١:

ـــ الأولى بضرورة الإسراع في ترسيم الحدود اللبنانية ـــ السورية، والعمل على تثبيت أهمية مراقبتها وضبطها.

ـــ الثانية بإظهار القلق من تعاظم قدرات حزب الله التسليحيّة.

موسكو: وقف اطلاق النار في سوريا “هش

أ. ف. ب.

موسكو: وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء وقف اطلاق النار في سوريا بانه “هش” مشيرا الى ان عددا من الدول تتمنى ان تفشل خطة كوفي انان.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو “فعليا، وقف اطلاق النار هش نسبيا”. واضاف ان “هناك من يريدون ان تفشل خطة كوفي انان وعبروا (عن هذا الموقف) حتى قبل الاعلان عن الخطة”.

وتابع لافروف “هناك دول وقوى في الخارج (خارج سوريا) لا يريدون النجاح لجهود مجلس الامن في الامم المتحدة”، دون تسمية هذه الجهات.

وتندد روسيا الحليف الرئيسي لدمشق، باستمرار بدعم دول غربية وعربية للمعارضة المسلحة في سوريا. وهي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرارات تدين قمع حركة الاحتجاجات في سوريا.

ودعا لافروف الثلاثاء الدول الاجنبية للعمل لما فيه “مصلحة الشعب السوري” وليس “لطموحاتها الجيوسياسية ومصالحها الظرفية”.

وعلى الرغم من دخول وقف اطلاق النار في سوريا رسميا حيز التنفيذ الاسبوع الماضي ووصول طليعة بعثة مراقبي الامم المتحدة الى سوريا، قصفت القوات النظامية الثلاثاء بعض المناطق، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

من جهة اخرى، زار وفد من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي موسكو الثلاثاء لاجراء محادثات مع مسؤولين روس.

ودعت الهيئة التي لا تنتمي الى المجلس الوطني السوري، المحاور الرئيسي للغرب والدول العربية، روسيا للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لوقف اعمال العنف.

وقال العضو في الهيئة هيثم المناع بحسب ما نقلت وكالات الانباء الروسية “نحن نعتبر ان الحكومة الروسية قادرة على لعب دور مهم جدا لاقناع النظام السوري بنبذ العنف في بلادنا”.

وبحسب المناع، فان موسكو لا تدعم بقاء الرئيس السوري في السلطة.

وقال المناع “لاحظنا ان ممثلي روسيا، اثناء الحديث معنا عن المشاكل السورية، لا يميلون لدعم فكرة بقاء نظام بشار الاسد ويدعمون اجراء تغييرات ديموقراطية”.

وترفض روسيا الحديث عن مستقبل بشار الاسد، مشددة على ان هذا الموضوع يعود للشعب السوري وحده.

خمسة قتلى في اعمال عنف في سوريا واستمرار القصف على حمص

أ. ف. ب.

بيروت:  واصلت القوات السورية النظامية الثلاثاء عمليات القصف واطلاق النار على مناطق عدة في حمص وادلب ودرعا، ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين، وذلك في اليوم الثاني من مهمة مراقبي وقف اطلاق النار الدوليين في سوريا.

في درعا (جنوب)، قتل شخصان واصيب العشرات نتيجة قصف على بلدة بصر الحرير مصدره “القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة”، بحسب بيان للمرصد السوري.

واشار المرصد الى تعرض منطقة اللجاة ايضا في درعا “لقصف واطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من القوات النظامية السورية”.

وتضم منطقة اللجاة الصخرية الوعرة تجمعا كبيرا للمنشقين.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة ليل الاثنين الثلاثاء ان “القصف العشوائي على بصر الحرير واللجاة” بدأ قرابة الثالثة (0,00 تغ) واستخدمت فيه المدفعية وقذائف الهاون “وتسبب باحراق بعض المنازل”.

وسارت تظاهرة فجر الثلاثاء في خربة غزالة في درعا “تضامنا مع بصر الحرير واللجاة”، رفع خلالها المتظاهرون لافتة كتب عليها “بشرى للعالم: النظام السوري يستقبل طلائع المراقبين بقصف نوعي على حوران بصر الحرير”.

وبدت في شريط فيديو نشره ناشطون على موقع “يوتيوب” الالكتروني مجموعة من حوالى خمسين شخصا قبل طلوع الضوء وهم يهتفون على وقع قرع الطبل “يا بصر نحن معك للموت”.

في ادلب (شمال غرب)، قتل ثلاثة مواطنين بنيران القوات النظامية في منطقة اريحا وقرية سرجة في جبل الزاوية.

واشار المرصد السوري الى استخدام القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والحوامات المجهزة برشاشات وقذائف الهاون في عملياتها في ادلب.

وفي حمص في وسط سوريا، يتعرض حيا الخالدية والبياضة في المدينة لقصف عنيف من الجيش. ولم يتوقف القصف على حمص رغم وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الخميس.

وبدت في شريط فيديو وزع باكرا الثلاثاء سحب من الدخان الابيض تتصاعد من امكنة مختلفة لدى سقوط القذائف على احياء حمص.

وكان المجلس الوطني السوري المعارض ندد في بيان صدر ليل الاثنين بمواصلة القوات النظامية عملياتها العسكرية من قصف وحصار، واصفا هذه العمليات بانها “عقوبات جماعية (…) تشكل جرائم بحق الانسانية وانتهاكا صارخا لوقف اطلاق النار الذي نصت عليه المبادرة الدولية العربية واستهتارا بارادة المجتمع الدولي”.

ودعا المجلس المراقبين الدوليين الى “التوجه الفوري الى ادلب وحمص ليشهدوا بالعين المجردة مذابح لم يتوقف النظام يوما عن ارتكابها”.

وطالب المجلس برد “حازم وعلى مستوى التحدي من قبل مجلس الامن ومن مجموعة اصدقاء الشعب السوري ومن الجامعة العربية”.

وسقط الاثنين 35 قتيلا في عدد من المناطق السورية في اعمال عنف ابرزها اشتباكات في مدينة ادلب بين القوات النظامية والمجموعات المنشقة وقصف على حمص وحوادث اطلاق نار متفرقة.

وسارت مساء الاثنين تظاهرات صغيرة تندد باستمرار اعمال العنف رغم وصول طلائع المراقبين الدوليين الى دمشق، احداها في سقبا في ريف دمشق رفعت خلالها لافتة كتب عليها “وصلت طلائع المراقبين الى بلد يحرقه جيشه. يا لها من مهزلة اممية”.

وسجلت تظاهرات ايضا في احياء من مدينتي حلب (شمال) وحماة (وسط).

سوريا وايران تعتمدان على ان اميركا لا تريد حربًا في المنطقة

النظام السوري لا يحتمل تغييرًا سلميًا او عنفيًا وسيذهب الى النهاية

ريما زهار من بيروت

تواجه طليعة المراقبين الدوليين في دمشق سهام الانتقادات بعدم جدواها أو فاعليتها، رغم ذلك يرى الكاتب والمفكر اللبناني رضوان السيد ان عملها سيكون افضل من عمل المراقبين العرب، الا انها لن تتوصل الى نتيجة وسيذهب النظام السوري الى النهاية لانه لا يحتمل التغيير.

بيروت: يقول الكاتب والمفكر اللبناني رضوان السيد ل”إيلاف” ان لا شك بعثة المراقبين الدوليين مختلفة جوهريًا عن بعثة المراقبين العرب، فهذه اتت نتيجة قرار صادر عن مجلس الامن من جهة، ثم انها تمثل نوعًا من التوازن الدولي، حيث روسيا شريكة في ذلك هي والصين، ولذلك لا شك في ان في هذا تدويلاً للازمة السورية من جهة، ومن جهة اخرى انها بالفعل تقصد ايجاد حل سلمي للمسألة السورية، ان امكن ذلك، ففرصها من حيث انها تمثل توازنًا دوليًا جديدًا، هي افضل بكثير من السابق، إنما برأيي النظام لا يستطيع التجاوب معها، فالنظام، وايران معتمدان على ان الاميركيين لا يريدون حربًا في المنطقة، ولا يريدون تغييرًا جذريًا في المشرق العربي على حدود اسرائيل، وبالذات قبل الانتخابات الاميركية، ويعتمدون على ان المجتمع الدولي بزعامة اميركا وروسيا، يريد ان يعمل مهادنة في العام مع ايران، ويعتقد السوريون انهم يستطيعون الاستفادة من ذلك، في كل الاحوال، سواء مشت مبادرة انان التي تستلزم بعد وقف العنف، البدء بخطوات سياسية، او لم تمش لان النظام لا يستطيع ان يحتمل المضي بها، هو لا يريد لا تغيير سلمي، او عنيف، في كل الاحوال اظن ان الازمة السورية ستزداد احتدامًا وعنفًا وفي وقت قصير لا يتعدى الشهر الواحد.

ويضيف السيد:”اتوقع استمرار العنف في سوريا، والا تفلح المبادرة رغم انها دولية وجدية، النظام السوري لا يستطيع احتمال التغيير لا السلمي ولا العنفي، وسيذهب الى النهاية، في حربه الابادية، والآخرون سيضطرون من اجل الدفاع عن انفسهم ونصرة الثورة ان ينظموا انفسهم أكثر، وان يعطوا انفسهم وقتًا طويلاً ينتهي بسقوط النظام، انما بتكلفة عالية لسوريا.

عن حل آخر بديل عن العنف لحل الازمة في سوريا، يقول السيد:” الآن مبعوث الامم المتحدة كوفي انان يعرض حلاً حقيقيًا، ويؤدي الى حل تدريجي، يسقط النظام في آخره ويتغير الرئيس وليس في اوله، لكن النظام لا يستطيع لانه لا يستطيع ان يتغير، ولا يريد ان تتفكك تلك السلطة لصالح اخرى ديموقراطية منتخبة، ماذا يبقى له؟، لذلك يخوض حربًا انتحارية لكنه وضع نفسه في اجواء وعقلية انه بهذا الانتحار هناك امكانية مهما كانت نسبتها ضئيلة جدًا في النجاة، ومن جهة اخرى ايران ما تزال تحرضه على ذلك، ومن مصلحتها استخدام كل اوراقها للوصول الى بداية حل لمسألتها النووية، وينحي عنها الحصار، لذلك تضغط من خلال الوضع في العراق، وفي سوريا ولبنان والبحرين، في كل هذه الاتجاهات كي يلجأ المجتمع الدولي الى حل معها وتنازلات.

الوضع محليًا

محليًا هل تتوقع ان تلقى الازمة في سوريا صداها في لبنان؟ يجيب السيد:” لا تزال الحكومة اللبنانية الحالية مفيدة لحزب الله، وللنظام السوري، ولذلك، يقاومون محاولات المعارضة لإسقاطها، والآن هناك جلسات مناقشة الحكومة، وستستمر لثلاثة ايام، وستزداد فيها الحكومة تفككًا وبهدلة لانها فاشلة في الحقيقة في كل الملفات، المحلية والوطنية والعربية العامة، في سياستها الداخلية تجاه الخدمات والملف المالي الكبير، او تجاه الازمة السورية، انما ما تزال تخدم النظام السوري وحزب الله، فهي سترة له، ويسيطر اي حزب الله على كل الاجهزة والمفاصل، ثم ان الجنرال ميشال عون يطغى ويبغي كما يشاء.

لذلك مهما تبهدلت الحكومة ومهما فشلت، فليس في الافق المنظور امكانية لاسقاطها الا اذا تغيرت الظروف، بمعنى الملف السوري يتسارع من جهة، ومن جهة اخرى يزداد التوتر في المنطقة، انما بضغوط ايرانية او اسرائيلية، او اميركية، وهذا كله لا اراه الآن حاضرًا، من حيث الانهيار السريع للنظام السوري ولا من حيث دخول المنطقة في توتر نتيجة فشل المفاوضات الدولية الايرانية على النووي، لانها نجحت نصف نجاح يوم الاحد والاثنين الماضيين.

ناشطون سوريون للمعارضين المسلحين: أعيدوا لنا ثورتنا!

عبدالاله مجيد من لندن

عناصر الجيش الحر أجبروهم على مغادرة مدنهم

أجبر الجيش السوري الحر ناشطين سوريين، على الهروب إلى لبنان، بعد أن اعتقلهم النظام لأيام عدة، وتكلم الناشطون عن الممارسات التي حصلت بحقهم وكيف تحولت ثورتهم السلمية إلى حركات عنيفة أودت بحياة الآلاف من المدنيين.

لندن: غادر الناشط السوري محمد علوش بلده الى لبنان ليس هربًا من ملاحقات الأجهزة الأمنية لنظام الرئيس بشار الأسد، بل إن عناصر الجيش السوري الحر هم الذين أجبروه على الرحيل من مدينته حمص. وقال علوش في حديث لصحيفة كريستيان سانيس مونتر في بيروت، إن النظام اعتقله مرة أخرى في ايلول(سبتمبر) الماضي لتنظيمه احتجاجات وبعد الإفراج عنه، التقى مجموعة يعرف أن أفرادها من عناصر الجيش السوري الحر. وأضاف: “توجهتُ اليهم وصرخت “أنتم سرقتم ثورتنا! أنتم لا تقلون سوءًا عن الشبيحة””.

بعد ذلك اعتقل عناصر الجيش السوري علوش وابقوه معهم أربعة أيام ثم قالوا له ألا يُري وجهه مرة أخرى في حمص.

وينتمي علوش الآن الى حركة من الثوار الشباب الذين بدأوا الاحتجاجات ضد نظام الأسد في آذار(مارس). ويشعر ناشطو الحركة بالتهميش بعد المنحى العسكري الذي اتخذته الانتفاضة منذ تشكيل الجيش السوري الحر في صيف العام الماضي.

ويتألف الجيش السوري الحر في الغالب من منشقين عن جيش النظام ولكن تقارير تحدثت عن تعاونه مع جهاديين من خارج سوريا، وأن العديد من وحداته يستخدم لغة طائفية بصورة متزايدة، كما أفادت صحيفة كريستيان ساينس مونتر ناقلة عن مغنية تستخدم إسم صافيناز لأنها ما زالت في سوريا قولها “إن ثورتنا سرقها منا أشخاص لديهم أجندتهم الخاصة. فنحن لا نؤمن بالعنف بل نريد العودة الى الانتفاضة الحقيقية التي كانت نظيفة حين بدأت لكنها اصبحت شيئًا آخر الآن”. وأضافت: “أنا ضد النظام ولكني ضد المعارضين المسلحين”.

واجتمع أكثر من 200 ناشط سوري في القاهرة لتوحيد الثوار حول هدف مشترك هو العودة الى الاحتجاجات السلمية. وفي حين أن الناشطين يعترفون بأن الجيش السوري الحر اكتسب زخمًا كبيرًا بدعوة العربية السعودية وقطر المجتمع الدولي الى تسليح الثوار، فإنهم يرون فرصة في عودة هذا الزخم لصالح الناشطين السلميين إذا صمد وقف اطلاق النار الذي تنص عليه خطة المبعوث الدولي كوفي أنان.

وقال هيثم خوري، عضو المنبر الديمقراطي السوري الذي شارك في مؤتمر القاهرة، “إن خطة انان هي أملنا الرئيسي ونعمل على التزام الجميع بها”. وأضاف أن اتصالات تجري مع فصائل معارضة أخرى “محاولين أن نمنح الشعب أملاً من خلال الاعلام لينقل اليه، أن هذه خطوة جيدة جدًا نحو انقاذ الأرواح والعودة الى ثورة سلمية تمامًا”.

في دمشق، قال ناشط تحدث لصحيفة كريستيان ساينس مونتر عن طريق سكايب: “نحن بصراحة يأسنا من المجتمع الدولي”. واضاف الناشط الذي قدم نفسه باسم مار “أن الجيش السوري الحر هو أملنا الوحيد بالخلاص الآن”.

ويقول النظام السوري إن الانتفاضة من تدبير عصابات مسلحة ومجموعات ارهابية.  ويرى مراقبون أن نشاط الجيش السوري الحر الذي اتُهم بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الانسان، تسبب في تعقيد ما بدأ ثورة جماهيرية سلمية، لكنها قوية العزيمة في مطالبتها بالاصلاح السياسي على غرار ما حققه المصريون في ميدان التحرير.

ويؤكد ناشطون، أن نظام الأسد ينظر الى التغيير السياسي على أنه الخطر الأكبر وليس العمل المسلح ضده. وقالت يارا نصير التي أُجبرت على مغادرة سوريا الصيف الماضي بعد اعتقالها لمدة 18 يومًا لتوزيعها منشورات “إن النظام يخاف المحتجين السلميين اكثر مما يخاف الاسلاميين المسلحين…. وأنه ارادها أن تصبح انتفاضة مسلحة لأن ذلك يتيح له أن يقول للعالم إنه يقاتل ارهابيين”.

وكان وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو حين سُئل خلال مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي إن كان النظام السوري يخاف أن يتكرر في دمشق ما حدث في ميدان التحرير في القاهرة، قدم اجابة ذات مغزى حين قال “إن هذا ما كنا نعتقده منذ اليوم الأول”.

 وكان علوش الذي غادر حمص هربًا من الجيش السوري الحر من أوائل الناشطين الذين نظموا احتجاجات مناوئة للنظام في حمص حين بدأت الانتفاضة في آذار(مارس) 2011. وقال علوش إن النظام كان وقتذاك سيعمل على دس عناصر مسلحة بين المحتجين يتذرع بهم لإطلاق النار على المتظاهرين “ولكنه الآن لا يحتاج الى القيام بذلك لأن الجيش السوري الحر قدم له ذريعة مثلى لقتل الناس”.

في شباط (فبراير) عاد علوش سرًا الى حمص وطاف على المساجد لإقناع الخطباء بالدعوة الى الابتعاد عن العنف. وحين عرف به الجيش السوري الحر هرب عائدًا من جديد الى لبنان.

واثار ناشط آخر يستخدم إسم يوسف الشامي غضب الجيش السوري عليه. إذ كان الشامي في طرابلس شمالي لبنان في آذار(مارس) ليطلب مساعدة الجيش السوري الحر في إرسال شحنة أدوية الى المدن السورية المحاصرة، عندما نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان تقريرها عن انتهاكات عناصره ضد حقوق الانسان، بما في ذلك الضلوع في اعمال خطف وتعذيب واعدامات. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن الشامي “قلتُ لهم بوجهم إنكم مجرمون إذا فعلتم هذه الأشياء وانهم لا يعرفون معنى كلمة الحرية”. وقيل للشامي ألا يُري وجهه ثانية في طرابلس إذا أراد ان يبقى على قيد الحياة.

واتهم الشامي الجيش السوري الحر بأنهم “خربوا كل شيء. في البداية كنا كلنا سوريين ولكن عندما كنتُ في حمص (اواخر العام الماضي) وجدت الناس لا يعرفون حتى بما يجري في انحاء البلاد الأخرى. فهم ينظرون الى الأمر على أنه حركة مسلحة يقوم بها السنة واتهموني بأنني جاسوس بسبب اصولي الدرزية”.

سبب انحسار الانتفاضة

بادر ناشطون في الآونة الأخيرة الى تشكيل تنظيم جديد للعودة الى التظاهرات السلمية في أيام الثورة الأولى.

وقالت ناشطة تحدثت لصحيفة كريستيان ساينس مونتر عن طريق سكايب باسم سيلين: “نحن الذين نريد ثورة سلمية ما زلنا كثيرين ولكن منذ أن أصبحت نزاعًا مسلحًا انسحب العديد ممن كانوا متعاطفين مع قضيتنا”.  واصبح تنظيم احتجاجات أخطر بكثير الآن وقالت سيلين “إننا هذه الأيام لا نفاتح إلا من نعرفهم معرفة جيدة”.

ونتيجة لذلك أصبحت الاحتجاجات اصغر بكثير، وتحدثت سيلين عن فعالية أخيرة قائلة: “اتفقنا على التحشد عند مفترق استراتيجي وسط دمشق وأحرق بعضنا اطارات فيما ردد البعض الآخر هتافات.  ولم تستمر العملية كلها أكثر من 5 دقائق وكان المارة يريدون الانضمام الينا لكننا اختفينا قبل أن يحدث ذلك”.  وشددت سيلين على “أن من المهم إسماع اصواتنا ، ونحن نحرص على تصوير احتجاجاتنا وارسالها الى وسائل الاعلام”.

الحاجة الى قيادة في هذه المرحلة الحساسة

شُكل المجلس الوطني السوري بوصفه اطارًا تنظيميًا للعمل من اجل التغيير السياسي.  ولكن حتى يارا نصير المتحدثة باسم المجلس في لبنان ترى أن المجلس الوطني السوري متحالف تحالفًا وثيقًا مع الجيش السوري الحر بحيث أنه لا يمثل بديلاً حقيقيًا عن العمل المسلح.

ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن نصير قولها “إن المجلس الوطني السوري يدعي أنه ممثل الشعب السوري. وهذا ليس صحيحًا. فهم لا يتحدثون إلا عن تسليح الثوار ولا يتحدثون ابدًا عن المقاومة اللاعنفية، وهم قطعًا لا يتحدثون عن “الرماديين”، أي الأغلبية الصامتة من الذين لا يؤيدون النظام ولا الثوار المسلحين”.

وأشارت نصير الى أنها فكرت في الاستقالة من المجلس الوطني السوري كما فعل آخرون “ولكنني أُقنعتُ بالبقاء ومحاولة التغيير من الداخل”.

وعبرت نصير عن آمالها في مؤتمر القاهرة حيث دعت الى الاتفاق على “رسالة يمكن أن يقف وراءها كل من يعارض الاستمرار في عسكرة هذا النزاع”.

 وقال الناشط علي الذي شارك في مؤتمر القاهرة حيث يقيم الآن بعدما قام بدور نشيط في التخطيط للانتفاضة إن على المعارضة نفسها أن تحل هذه المشكلة.  واضاف أن الذين يتظاهرون في الشوارع يحتاجون الى وقف إراقة الدماء “ويحتاجون الى معارضة حقيقية لقيادة هذه الفترة الحساسة”.

وقالت الناشطة أروى الأحمد التي تقيم في دبي إن مؤتمر القاهرة “حلبة لالتقاء جميع الأفكار والرؤى السياسية وأن الغالبية هي مع المبادرة السلمية ولكن تحقيق ذلك يتطلب مشاركة قيادات ورؤى سياسية”.

ويدرك الناشطون الذين اجتمعوا في القاهرة أنهم لا يستطيعون أن يعيدوا عقارب الساعة الى الصيف الماضي، قبل تحول الانتفاضة الى العنف. ولكنهم مصممون على العمل من أجل حلول سلمية. وقال علوش “إن الجيش السوري الحر حقيقة قائمة وعلينا أن نقبل به ولكن هذا لا يعني قبولنا بهم قيادة لهذا الثورة. فأنا أعرف هؤلاء الناس وأعرف أن العديد منهم يريدون تحويل سوريا الى جمهورية اسلامية إذا أُتيحت لهم الفرصة”، على حد تعبيره.

ودعت المعارضة الى تظاهرات جماهيرية لاختبار خطة أنان التي تنص في أحد بنودها على حرية التجمع. وقالت الناشطة صافيناز “إن لدينا نافذة صغيرة ولكن الوقت ضدنا. فنحن الآن نقاتل نظامين وجيشين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى