أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 18 كانون الأول 2012

 

نزوح كبير من اليرموك… وإجراءات احترازية لـ«أندوف» ضد «الكيماوي»

نيويورك – راغدة درغام

الرياض، بيروت، دمشق – «الحياة»، ا ف ب – شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق نزوحاً كبيراً امس بعدما انتشرت اشاعات في الصباح ان هناك دعوة لسكانه بمغادرته. واستمرت الاشتباكات داخله بين المقاتلين المعارضين للنظام وفصائل فلسطينية موالية وخاصة من «الجبهة الشعبية – القيادة العامة». وكان مخيم اليرموك الذي يقيم فيه نحو 150 الف فلسطيني تعرض لقصف جوي من مقاتلات النظام السوري للمرة الاولى اول من امس الاحد، وسقط بنتيجة القصف ثمانية قتلى على الاقل.

في موازاة ذلك، رحب مجلس الوزراء السعودي، في جلسته الاسبوعية التي انعقدت امس برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز، بنتائج الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في مدينة مراكش، «مجدداً موقف المملكة وأملها في أن يتمكن الائتلاف الوطني السوري، بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، من بلورة منظور شامل وواضح، يتضمن حقوق أبناء الشعب السوري بأعراقه وفئاته وأقلياته كافة، وبما يحقق طموحاته في الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وسيادة واستقلالا».

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم دعا الفلسطينيين الى طرد «الارهابيين» من مخيم اليرموك، وذلك في رد على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي اشار الى «تصعيد خطير» في النزاع في سورية بعد الغارات الجوية على المخيم. واعتبر الناطق باسم بان ان هذا القصف هو «مصدر قلق كبير». ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن المعلم، خلال اتصال هاتفي اجراه معه بان، ان «الامم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان تجاه حالة الاحباط التي يعيشها الفلسطينيون لعدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». واضاف ان «ما تقدمه سورية للاخوة الفلسطينيين منذ عقود لم تقدمه اي من الدول المضيفة لهم». وأكد المعلم ان القوات النظامية السورية لم تدخل الى المخيم وان الاشتباكات الجارية فيه «هي بين المجموعات الارهابية التي تتلقى الدعم بالسلاح والمال من بعض دول الجوار، وعناصر من المخيم شكلتها اللجان الشعبية». ونقلت «سانا» ان المعلم شرح لبان ان عناصر من «جبهة النصرة» دخلت الى المخيم «بعد قيام المجموعات الارهابية المسلحة بقصف مدفعي على احيائه اصابوا خلاله جامعا ومشفى».

وفي نيويورك، علم ان الأمم المتحدة اتخذت إجراءات احترازية لحماية قواتها في الجولان (أندوف) من إمكان استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية.

وقال إيرفيه لادسوس رئيس قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إن قوة «أندوف» في الجولان «اتخذت إجراءات أمنية معززة بينها التزود بمدرعات وأقنعة مضادرة للغازات الكيماوية فضلاً عن اعتماد طرق انسحاب عبر إسرائيل وليس دمشق خلافاً لما كان معتمداً سابقاً». وأضاف، بعد إحاطة قدمها الى مجلس الأمن عن عمل «أندوف»، أن قسم عمليات حفظ السلام «ناقش مع دول أعضاء في الأمم المتحدة خطط نشر قوة حفظ سلام في سورية في إطار أولي، إضافة الى البحث في بعض السيناريوات حول تطور الوضع في سورية».

وكان ديبلوماسيون أكدوا لـ»الحياة» أن لادسوس «بحث مع ممثلي دول غربية وعربية نشر قوة من ٣٥٠٠ جندي في سورية مؤلفة من مراقبين وقدرات حماية ومراقبي حقوق إنسان» وأن «من بين السيناريوات التي تناقش احترازياً إمكانية تدخل عسكري تركي في شمال سورية».

وأوضح السفير الفرنسي جيرار آرو أن «دائرة عمليات حفظ السلام تناقش بالفعل هذه السيناريوات، لكن ليس لتنفيذها فوراً بل لتكون مستعدة في حال طلب منها نشر قوة حفظ سلام في سورية بقرار من مجلس الأمن». وأضاف «إن مواجهات وقعت في المنطقة الفاصلة في الجولان بين مسلحين والقوات النظامية التي أبقت بعض الدبابات قرب حدود تلك المنطقة، ما يعزز مخاوف دول مشاركة في قوة أندوف وقد يدفعها الى سحب جنودها من تلك القوة» مضيفاً أن «مثل هذا الوضع قد يهدد بانهيار أندوف وما تمثله من ترتيبات أمنية بين إسرائيل وسورية». ومن المقرر أن يمدد مجلس الأمن غداً الأربعاء ولاية «أندوف» ستة أشهر إضافية في قرار يتوقع أن يصدر بالإجماع.

وكان مقرراً أن يستمع مجلس الأمن أمس الى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس حول الوضع الإنساني في سورية وفي مخيمات اللاجئين السوريين في الدول المجاورة بعد جولة قامت بها على هذ المخيمات.

وفي تصريح لوكالة «فرانس برس» جدد انور رجا الناطق باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة» (التي يقودها احمد جبريل) تأكيد وقوف الجبهة الى جانب النظام السوري، وذلك بعد وقت قصير من مطالبة حسام عرفات المتحدث باسم الجبهة في رام الله الرئيس السوري بـ «الاعتذار» عن قصف مخيم اليرموك.

من جهة اخرى، ارسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية من مطار المزة العسكري الى مدينة داريا جنوب غربي العاصمة التي تحاول هذه القوات اقتحامها منذ فترة. وقال ناشط في داريا لوكالة «فرانس برس» ان التعزيزات تشمل آليات ثقيلة ودبابات لكن قوات النظام لم تتمكن من التقدم «تحت ضربات الجيش الحر». وتخوف من استقدام النظام تعزيزات اكبر لاقتحام المدينة والتنكيل بأهلها، مشيرا الى ان الوضع الانساني والطبي «صعب جدا بسبب الحصار الخانق»، لا سيما في غرب المدينة حيث يمنع قناصة القوات النظامية «نحو ثمانية آلاف شخص محاصرين من المغادرة». وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مجموعات معارضة شنت امس هجمات على معظم حواجز قوات النظام في ريف حماة. وكان عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا لـ «لجيش السوري الحر» العقيد الطيار الركن قاسم سعدالدين اعلن في بيان ليل اول من امس «بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها من عصابات الاسد وشبيحته بعد أن طلبنا من كافة الالوية والكتائب محاصرة واقتحام جميع الحواجز في آن واحد». وأمهل سعد الدين «جميع الضباط والجنود» حتى الواحدة بتوقيت سورية من بعد ظهر الثلثاء «وقد اعذر من انذر».

فلسطينيو اليرموك ينزحون إلى لبنان وواشنطن تدرج سماحة على لائحة الإرهاب

باريس – رندة تقي الدين؛ واشنطن – جويس كرم؛ بيروت – «الحياة»

تكثفت الاجتماعات اللبنانية – الدولية بهدف احتواء مشكلة تزايد أعداد النازحين السوريين الى لبنان وضعف الإمكانات التمويلية لإيواء هؤلاء وتأمين مستلزمات إقامتهم، لا سيما الإنسانية والمعيشية والصحية. وعقد اجتماع جديد أمس برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحضور مسؤولي الهيئات الدولية وسفراء 24 دولة أجنبية وعربية، تبين خلاله أن النداءات لتمويل الخطة اللبنانية لم تلق تجاوباً إلا بنسبة 15 في المئة من الأموال اللازمة.

وإذ دخلت الى لبنان أمس 300 عائلة فلسطينية هرب أفرادها من القصف الذي طاول مخيم اليرموك في دمشق، قالت مفوضة «أونروا» في لبنان نينت كيلي إن في لبنان أكبر عدد من النازحين مقارنة بدول المنطقة الأخرى، وأشارت الى تسجيل دخول نحو 30 ألف نازح شهرياً، وطالبت بوضع موازنة أكبر للبنان.

وكان هذه المسألة موضع بحث خلال لقاء عقده النائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في باريس مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مبنى الخارجية الفرنسية. وقال جنبلاط لـ «الحياة»، بعد الاجتماع، ان فابيوس مدرك جدا للعبء على لبنان نتيجة هذا التدفق للاجئين من سورية الى لبنان، متوقعا ان يصل العدد الى نحو ١٥٠ الفا.

ونقل جنبلاط عن فابيوس عزم فرنسا على دعم الدولة اللبنانية والمؤسسات فيها، مشيرا الى انهما توافقا على ضرورة الحوار بين الاطراف السياسية في لبنان من اجل تحييده عن الصراع في سورية.

وكان جنبلاط التقى مسؤول ملف الشرق الاوسط في القصر الرئاسي ايمانييل بون الذي اكد له ان الرئيس فرانسوا هولاند سيستقبل جنبلاط في الاسبوع الاول من كانون الثاني (يناير) المقبل.

وفي رسالة موجهة الى حلفاء النظام السوري في لبنان، و تمثل دعما ضمنياً لعمل المؤسسات الدستورية والقضائية اللبنانية، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية الوزير السابق ميشال سماحة على لائحة «الإرهاب الدولي» وربطته برئيس جهاز الأمن القومي السوري علي مملوك وبالعمل معه على تدبير اعتداءات «نيابة عن النظام السوري» في لبنان.

وذكر القرار أن سماحة وضع على لائحة الإرهاب وضمن القرارين التنفيذيين ١٣٢٢٤ و١٣٤٤١» على خلفية أفعاله الهادفة الى تقويض العملية الديموقراطية والمؤسسات في لبنان والمساهمة بتعزيز النفوذ السوري وتدخله في لبنان وتحجيم السيادة اللبنانية». ولفت القرار الى أن سماحة «الذي هو قيد الاعتقال تم اتهامه بالتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية وروحية في لبنان عبر تفجيرات هدفت لإذكاء الاقتتال المذهبي في لبنان نيابة عن النظام السوري». وأضاف القرار أنه «طبقاً للمعلومات المتوافرة، فإن الرئيس السابق للدائرة العامة للاستخبارات السورية ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك كان له دور في المخطط مع سماحة لتدبير تفجيرات ضد شخصيات روحية وسياسية لبنانية في الشمال وزود مملوك سماحة بالمال والمتفجرات لهذا الهدف».

وبوضع سماحة على اللائحة، يتم تجميد كل أصوله في الولايات المتحدة ومنع أي تعاملات معه عبرها أو مع مواطنين أميركيين.

على صعيد آخر، انتخب المجمع المقدس لطائفة الروم الأرثوذكس بطريركاً جديداً لأنطاكيا وسائر المشرق الاسقف يوحنا يازجي خلفاً للراحل إغناطيوس هزيم أمس. ويتصف البطريرك الجديد بأنه من التيار المحافظ في الكنيسة الذي يتجنب المواقف السياسية، مع انفتاحه المعروف في العلاقة مع سائر الطوائف المسيحية والإسلامية واشتهر بميله الى الروحانية وإلى العمل الاجتماعي واهتمامه بالفقراء، مع التزامه القضايا العربية، لا سيما قضية فلسطين.

توقعت مصادر أرثوذكسية أن يولي البطريرك الجديد اهتماماً بالمهجرين في سورية ومنها خصوصاً أنه ليس مع أي فريق في الأزمة السورية. وأكد يازجي أن المسيحيين باقون والأرض أرضهم (في سورية) و «نعيش دوماً على الرجاء وهو لا يخيب».

على صعيد آخر، وقع انفجار فجر أمس في خراج بلدة طير حرفا (جنوب لبنان) تعددت الروايات في شأنه، هو الثاني خلال أشهر، وقال مختار البلدة إنه ناجم عن انفجار صاروخ من مخلفات الذخيرة الإسرائيلية في حرب 2006. وحضرت قوة من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة الى مكان الانفجار الذي يبعد زهاء 300 متر عن منزل في آخر البلدة. وأعلن الجيش و «يونيفيل» أنهما باشرا التحقيق في أسبابه.

فرحة الاستيلاء على كلية المشاة قرب حلب يعكرها مقتل القائد أبو فرات

المسلمية (سورية) – أ ف ب

امتزج فرح المقاتلين السوريين المعارضين بالسيطرة على كلية المشاة قرب حلب بشعور من المرارة اثر مقتل واحد من قادتهم كانوا يعتبرونه بمثابة والد لهم.

فقد قتل العقيد يوسف الجادر الذي يلقبه المسلحون باسم ابو فرات السبت في الهجوم على الكلية الذي أسفر عن مقتل عشرات المقاتلين من جنود او متمردين.

وأبو فرات ضابط منشق عن الجيش النظامي اصبح احد قادة لواء التوحيد، احدى اهم كتائب المعارضين المسلحين في حلب (شمال).

وقد انسحب الجيش السوري كلياً من الموقع اول من امس لكن قواته بقيت محتشدة على حواجز قريبة وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، وهو منظمة مقرها في بريطانيا وتستند في معلوماتها الى شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية المدنية والعسكرية.

وبالنسبة للمقاتلين المعارضين فان السيطرة على الكلية تشكل نجاحاً جديداً بعد الانجاز الذي سجل قبل اسبوع بالاستيلاء على قاعدة ابو سليمان العسكرية، حتى وان كان ذلك من فعل الجهاديين في «جبهة النصرة» التي باتت واشنطن تعتبرها منظمة ارهابية.

وقال مصطفى مرعي وهو مقاتل معارض في السادسة والعشرين من عمره التقته «فرانس برس» على بعد كيلومتر من القاعدة «اننا نشعر بالفخر في كل مرة يسقط جندي في معركة تكللت بالنصر».

وتابع هذا الشاب «لكن لو كان لدي الخيار لكنت فضلت ان يبقى ابو فرات على قيد الحياة»، مضيفاً: «كان يحول كل عملية الى نجاح، فمن الصعب ايجاد شخص مثله».

وعند مدخل كلية المشاة على مسافة نحو عشرة كيلومترات الى شمال حلب، تغطي الرصاصات الفارغة الارض الملطخة بالدماء. كما تبدو اثار الرصاص على الواجهة والمتاريس التي اقامها الجنود. وتظهر السيارات المتفحمة والحفر التي تسببت بها قذائف الهاون على ان المعركة كانت شرسة.

وأكد ابو يزن وهو احد مسؤولي المقاتلين المعارضين ان هذه الكلية تعتبر «نقطة استراتيجية لأنهم كانوا يقصفون منها بلدات مثل مارع او اعزاز».

وأكد «لواء التوحيد» السبت مقتل ابو فرات الذي سقط وفق احد المسؤولين بنيران دبابة. وقتل ما لا يقل عن 23 مقاتلاً معارضاً آخر و20 عنصراً من القوات النظامية في اليوم نفسه وفق المرصد السوري.

وقبل الازمة كان ابو فرات قائد كتيبة مدرعات في الجيش السوري. وقد انشق بعد ان وضع زوجته واولاده في مأمن، لينضم الى المعارضة المسلحة حيث حظي هذا الرجل المحبب والذكي بتقدير كبير.

وكان يقاتل ايضاً في الصف الاول على الجبهات الاكثر خطورة في حلب وخصوصاً جبهات صلاح الدين وسيف الدولة، كما كان مكلفاً العمليات العسكرية داخل كتيبته المرتبطة بـ «الاخوان المسلمين».

روى حافظ ابراهم احد مسؤولي لواء التوحيد في مقر له في حلب «ان النبأ كان له وقع الصاعقة علينا»، مضيفاً: «فقدنا مخططاً عسكرياً كبيراً جداً». وأشار الى قائدين آخرين قتلا في معركة كلية المشاة مؤكداً «ان هذين المسؤولين العسكريين كانا دوماً في ساحة المعركة، وكانا يتمتعان بخبرة كبيرة ودربا كثيرين من المقاتلين».

وتذكر عبدالله الذي قاتل مرات عدة الى جانبه «ان ابو فرات كان بمثابة اب لجنودنا». وروى «عندما كان احد منا يشعر بالحزن، كان يرفع معنوياته. كان يجسد رمزاً لنا جميعاً. واشعر بأنني فقدت جزءاً من ذاتي».

العربي والابرهيمي بحثا الازمة السورية

أ.ف.ب.

الازمة السورية كانت موضوع بحث بين الامين العام للجامعة العربية احمد العربي مع المبعوث العربي والدولي الاخضر الابرهيمي الخاص بسوريا.

واوضح مصدر في الجامعة، ان الابراهيمي والعربي بحثا “الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الابراهيمي مع مختلف اطراف الازمة، ونتائج محادثاته الاخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي”.

الصحافي الأميركي انغيل: ميليشيات النظام السوري خطفتني

قال الصحافي الأميركي ريتشارد انغيل بعد تمكنه من الفرار من قبضة خاطفيه بعد خمسة ايام من الاحتجاز في سوريا، ان خاطفيه هم من الميليشيات الموالية للنظام وهددوا بقتله وفريقه.

واضاف في اول مقابلة يجريها منذ الافراج عنه مع شبكة “ان بي سي” التي يعمل لحسابها: “هذه المجموعة تعرف باسم الشبيحة. وهي ميليشيا حكومية موالية للرئيس بشار الاسد”.

فلسطينيو اليرموك إلى لبنان والموجة تكبر

14 آذار تلتقي قريباً ائتلاف الثورة السورية

الحريري لنصرالله: خسرت كل شيء عندما تحولت مشروع اغتصاب للسلطة

 واشنطن تصنّف ميشال سماحة “ارهابياً عالمياً” وتفرض عليه عقوبات

شهد لبنان أمس موجة نزوح واسعة لاعداد من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيم اليرموك في سوريا عقب تعرض المخيم لغارة جوية، مما زاد المخاوف الرسمية والسياسية من تفاقم ازمة النزوح التي باتت تتقدم سلم اولويات الدولة بمختلف اجهزتها المعنية.

وعلمت “النهار” ان نحو 1200 نازح فلسطيني هربوا من مخيم اليرموك ودخلوا لبنان امس، وكان سبقهم عدد مماثل يقدر بـ1200 نازح فلسطيني ايضا منذ 14 كانون الأول الجاري بعد تعرض مخيم اليرموك للقصف.

وجاء هذا التطور فيما انعقد في السرايا الحكومية الاجتماع الموسع الثاني للدول المانحة والمنظمات الدولية والذي أقر خطة الحكومة لمواجهة اعباء ازمة النازحين السوريين الى لبنان تمهيدا لضمها الى خطة الامم المتحدة التي ستناقش في اجتماع غداً في جنيف.

ولم يقتصر هاجس هذه الازمة على الجانب الرسمي، بل بدأ يطاول الاهتمامات السياسية والتحركات المتصلة بانعكاسات الازمة السورية على لبنان.

وأفاد مراسل “النهار” في باريس أمس ان مسألة النازحين السوريين شكلت محورا اساسيا في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. وأوضح جنبلاط على الاثر انه اجرى جولة افق حول الوضعين اللبناني والسوري مع فابيوس وانهما تناولا “بشكل خاص تدفق اللاجئين السوريين والفلسطينيين الى لبنان وكيفية دعم الدولة اللبنانية لتقوم بواجباتها في مساعدة هؤلاء النازحين”. واضاف ان “فرنسا تدعم المؤسسات اللبنانية وترى ان انقطاع التواصل بين الافرقاء غير مفيد، كما ترى ضرورة دعم الحوار الوطني لدرء تداعيات الازمة السورية”.

رد الحريري

ولم تغب تداعيات الأزمة السورية على المناخ السياسي عن رد الرئيس سعد الحريري امس عبر موقع “تويتر” على الكلمة الاخيرة للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. وقال الحريري رداً على اتهام نصرالله قوى 14 آذار بالرهان على انتصار الثورة السورية: “في الحقيقة هو الذي يراهن على الحرب الاهلية في سوريا ليقنع نفسه بأن الثورة لن تنتصر وكان من الافضل له ان يقارب الامر بالحد الادنى كما قاربه نائب بشار الاسد فاروق الشرع الذي اعترف ان النظام السوري لا يمكنه ان ينتصر”. واستغرب كلام نصرالله على القاعدة و”ندائه الاخوي اليها”، معتبراً انه “ربما كان على حكومته ان تستوضحه” هذا الموقف، ليخلص الى ان نصرالله “خسر كل الدعم والتضامن إن لم يكن خسر كل شيء عندما تحوّل من مشروع مقاومة الى مشروع سلطة واغتصاب سلطة في لبنان”. وانتقد الحريري “بدعة” دعوة نصرالله الى مجموعة عمل لمعالجة الاقتصاد ووصفها بأنها “خروج جديد على المؤسسات”، ورأى ان نصرالله “هو المسؤول الاول” عن الوضع الاقتصادي “المحزن لان حكومته هي التي اوصلت لبنان الى هذا المكان”. وذكّره بأن “طاولة الحوار ليس أمامها إلا موضوع واحد وحيد هو سلاح حزب الله”.

اما في موضوع قانون الانتخاب فقال الحريري: “لسنا متمسكين بقانون الستين ولكن يبدو ان السيد نصرالله هو الذي لا يريد للانتخابات ان تجرى”.

الاعتراف بالائتلاف

وعلمت “النهار” ان مشاورات تجرى من اجل عقد اجتماع قيادي لقوى 14 آذار يبحث في الاعتراف بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” قبل نهاية السنة على الارجح. واوضح نائب بيروت نهاد المشنوق لـ”النهار” ان قوى 14 آذار قد تشكل وفداً للقاء قيادة الائتلاف في الايام المقبلة في اسطنبول او القاهرة. وقال: “ان هذه الخطوات ستترجم نأياً للنفس من الشعب اللبناني والدولة عن اعتراف الحكومة المستمر بالنظام السوري (…) ومن خلال خطواتنا في اتجاه الاعتراف بالوقائع نقوم بواجبنا لحماية لبنان ومشروعيته الدولية”، مذكراً بأن وفداً من قيادة الائتلاف زار الرئيس سعد الحريري في الرياض وبأنه سبق لـ”المجلس الوطني السوري” ان حدد رؤيته للعلاقات المستقبلية بين سوريا ولبنان.

وأكد منسق الامانة العامة فارس سعيد لـ”النهار” هذا التوجه على قاعدة ضرورة البدء في أسرع وقت ببناء تفاهمات مسبقة مع النظام المقبل في سوريا على الحدود والمصالح المشتركة والاتفاقات السابقة والتوجهات المستقبلية.

اما على الصعيد الداخلي، فعلمت “النهار” ان قوى 14 آذار ستبلغ خلال الساعات المقبلة رئيس مجلس النواب نبيه بري طروحاتها الجديدة حول اطلاق عمل لجنة الوساطة الخاصة بقانون الانتخاب. وكان عضو الوفد النيابي لقوى 14 آذار النائب مروان حماده تسلم ظهر السبت من بري محاضر اجتماعي اللجنة في تشرين الاول الماضي وأحالها على قادة 14 آذار والنائب بطرس حرب لاتخاذ الموقف المناسب منها.

واشنطن وسماحة

على صعيد آخر، أفاد مراسل “النهار” في واشنطن أمس ان الولايات المتحدة صنفت الوزير السابق الموقوف ميشال سماحة “ارهابيا يعمل لمصلحة النظام السوري” بتهمة التحريض على العنف في لبنان. وأصدرت وزارة الخزانة الاميركية بيانا أعلنت فيه فرض عقوبات على سماحة بموجب قرار تنفيذي وقعه الرئيس الاميركي سابقا جورج بوش عام 2007.

ويمنع تصنيف سماحة “ارهابيا عالميا” اي مواطن أميركي من التعامل معه، كما يقضي بتجميد أي أرصدة يملكها سماحة في أي مكان أو مؤسسة خاضعة للقوانين الاميركية. وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين إن “الولايات المتحدة ستواصل فضح أي محاولات يقوم بها نظام الاسد للتدخل في شؤون أي من جيرانه أو اثارة الاضطرابات في المنطقة”. وأضاف: “سنواصل العمل مع شركائنا العالميين لضمان احترام سيادة لبنان وصونها”.

انفجار طيرحرفا

ولم تتضح حتى ليل أمس طبيعة الانفجار الذي حصل في خراج بلدة طيرحرفا في قضاء صور ضمن بقعة عمليات الجيش و”اليونيفيل”. وفيما تضاربت المعلومات عن الانفجار بعدما ذكر ان عناصر من “حزب الله” ضربت طوقا حول المكان فور حصوله، وقبل أن يصل اليه أفراد الجيش و”اليونيفيل”، ألف الجيش لجنة  للتحقيق في الانفجار في اشراف القضاء المختص. وتحدثت مصادر أمنية عن انفجار صاروخ كبير من مخلفات حرب تموز.

إعلان سيطرة المعارضة على اليرموك

مبادرتان إيرانية وتركية والإبرهيمي ينتظر

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

أعلنت مصادر فلسطينية وفي المعارضة السورية ان مقاتلي المعارضة سيطروا تماما على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بينما فتحوا جبهة جديدة على القوات النظامية في ريف حماه بعد التقدم الذي أحرزوه في حلب خلال الايام الاخيرة.

وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند  بأن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق البالغ من التقارير عن مقتل أو جرح عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال في اليرموك وهي منطقة في دمشق تؤوي 150 ألف لاجئ فلسطيني نتيجة غارة جوية والقتال بين القوات السورية الحكومية والمعارضة المسلحة في 16 كانون الأول”. وأضافت أن “هذه الهجمات الأخيرة تشكّل تصعيداً مهماً وخطيراً للنزاع في سوريا”، وأن “على جميع الأطراف وقف الهجمات غير القانونية على المدنيين والتزام القانون الدولي”.

الحلقي في حلب

وبث التفزيون السوري الحكومي أن رئيس الوزراء  وائل الحلقي زار حلب وتعهد تقديم مساعدات قيمتها أربعة ملايين دولار. ولم يورد التلفزيون صورا او شريط فيديو للزيارة التي تعد الاولى من نوعها منذ أشهر لمسؤول رفيع في حكومة الرئيس بشار الاسد.

الابرهيمي

وفي نيويورك كشف مصدر دولي لـ”النهار” أن الجهود الديبلوماسية التي يبذلها الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي “لم تحقق أي اختراق يسمح بالشروع في عملية سياسية ممكنة” تضع حداً للحرب الدائرة على كل الأراضي السورية.

وأوضح المصدر الدولي المطلع  على الاتصالات التي يجريها الابرهيمي، أن الإجتماعات التي انعقدت في دبلن وجنيف بين الممثل الخاص المشترك ووزيري الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف وعدد آخر من المسؤولين في البلدين “اتسمت بالواقعية، لكنها لم تحقق أي اختراق يسمح بالشروع في عملية سياسية ممكنة لوضع حد للأزمة في سوريا”.  وأكد أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع “لم تحصل بناء على تنسيق مسبق” مع جهات لم يسمها. بيد أنه “من الواضح أن بعض الناس داخل النظام في سوريا بدأوا يعترفون بأن الحل الأمني لن يحقق الغايات التي كانوا يتحدثون عنها في السابق”. واستدرك بأن هذا “قد لا يكون الرأي الشائع في كل أجنحة النظام”.

كذلك أفاد المصدر أن لدى  الابرهيمي “رغبة في زيارة دمشق من أجل جس النبض بعد التطورات الميدانية المتسارعة على الأرض”، ولكن  “لا موعد محددا حتى الآن لزيارة كهذه. وعزا ذلك الى “أسباب عملية وأمنية”.

¶ في طهران افادت وكالة “فارس” الايرانية للأنباء ان مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبداللهيان توجه الى موسكو للتشاور مع المسؤولين الروس في الاوضاع المتأزمة في سوريا.

وسبق الزيارة اعلان وسائل الاعلام الايرانية ان طهران قدمت تفاصيل “خطة للخروج” من الازمة في سوريا تنص خصوصا على “وقف أعمال العنف” واجراء “حوار وطني” بين النظام والمعارضة.

¶ في أنقرة، نشرت صحيفة “راديكال” التركية ان تركيا عرضت اخيراً  على روسيا خطة جديدة لاجراء انتقال سلمي للسلطة في سوريا اعتبرتها روسيا “مبتكرة”.

 الاطلسي

¶ في بروكسيل، رفض الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن تصريحات مسؤولين ايرانيين اتهموا الغرب بالاعداد لحرب عالمية من خلال نشر صواريخ “باتريوت” في تركيا قرب الحدود مع سوريا.

الإطلالة البطريركية الأولى: ضرورة الحوار

فاديا دعبول

أعرب بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، في الإطلالة الإعلامية الأولى له من المقر البطريركي في دير سيدة البلمند، عن ايمانه بضرورة الحوار في سوريا لان ذلك ما يسعى له الجميع في البلاد وخارجها، مؤكدا «أننا سنبقى في هذه المسيرة لما هو أمن وخير بلادنا».

وشدد على ان «الانسان يمر دوما بظروف قاسية وصعبة من كل النواحي، انما بايماننا الكبير ومحبتنا وانفتاحنا دوما على الاخر، وايماننا اننا عائلة واحدة في المجتمع الذي نحبه والبلد الذي نعيش فيه، نتخطى كل الصعاب».

وقال» امامنا في الكنيسة عمل كثير فعلى صعيد البيت الداخلي علينا ان نسير المسيرة الروحية في البناء واعني بها اولا بناء الانسان، وترتيب البيت الداخلي يعني الاهتمام بالقضايا التي تهم الانسان كافة».

واكد ان امامه الكثير من العمل، وان «الكنيسة المسيحية بشكل عام والارثوذكسية الانطاكية بشكل خاص كانت عبر التاريخ، ونحن ابناء هذا البلد ونحن جزء منه وهو جزء منا، ونحن فيه مسلمين ومسيحيين، وكلنا يد واحدة لخير الانسان، وبناء البلد وبخاصة المشرق حيث نحن موجودون وبشكل خاص في لبنان وسوريا». واعتبر ان «مصيرنا واحد مسلمين ومسيحيين».

ووصف مسيرته بمسيرة الصليب وتقديم الذات وخدمة الشعب الطيب. وحول الخوف على الوجود المسيحي اكد ان «المسيحيين باقون والارض ارضهم كما هي للجميع. وقد تعرضت بلادنا عبر التاريخ والعصور لاوقات صعبة بحيث قال كثر جاءت الاخرة، الا اننا باقون وثقتنا كبيرة ببعضنا البعض».

وحول موقف الرئيس بشار الاسد من الخطر على الوجود المسيحي، قال «اننا دوما نعيش على الرجاء وهو لا يخيب قلوبنا. وفي لبنان وسوريا كنيسة واحدة وعائلة واحدة، وحدود كنيستنا ابعد من لبنان وسوريا، والكنيسة عبر العصور لعبت دورا مشرفا ومحبا مع سائر الاطياف وهكذا سنبقى».

واضاف «سنتابع كل ما يهم ويساعد الكنيسة والشعب في لبنان وسوريا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. ورسالتنا شهادة سلام ومحبة على صعيد الانسان وذاته، والانسان وعلاقته مع ربه، والانسان وعلاقته مع الاخر والكون».

وشدد على ان هناك «اهتمامات روحية وادارية وكنسية تختص بترتيب البيت الداخلي ومع الكنائس الاخرى». وقال ان «علينا في الكنيسة العمل يدا واحدة والاستفادة من كل المواهب وتفعيلها حتى تأخذ الكنيسة الدور المشع والنير على الصعيدين الداخلي والخارجي».

الإبراهيمـي في القاهـرة لتسـويـق «جنيـف 2» السـوري خطـط لإرسـال قـوات دوليـة وموسـكو تضـع شـروطها

عاد المبعوث الدولي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الى القاهرة امس، بعد جولة غربية بحث خلالها مع مسؤولين روس وأميركيين إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بناء على «اتفاق جنيف»، بالرغم من أن مصادر ديبلوماسية عربية في دمشق نفت لـ«السفير» وجود أية مبادرات سياسية جديدة مطروحة حيال الأزمة السورية، موضحة أن «حالة الانقسام الدولي ما زالت موجودة على الرغم من الجو الإيجابي» للمحادثات الأميركية – الروسية التي تجري بحضور الإبراهيمي.

الى ذلك، أعلن المسؤول عن عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو، أمس، أن المنظمة الدولية تعكف على وضع خطط طارئة لإرسال قوات دولية إلى سوريا في حال انهيار الحكومة السورية، وذلك بعد ساعات من تحذير موسكو من التفكير بنشر قوات حفظ سلام في ظل الظروف الراهنة، ومن دون موافقة الحكومة السورية.

وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن الابراهيمي، الذي وصل الى القاهرة آتياً من باريس، سيلتقي الأمين العام للجامعة نبيل العربي اليوم، موضحا أن «المباحثات ستشمل الحديث عن المرحلة الانتقالية في سوريا ودور الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تم تشكيله مؤخرا في الدوحة، والموقف الدولي والأوروبي تجاه الملف السوري عامة». كما سيلتقي الإبراهيمي وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو.

وكان مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط قد كتب أن الابراهيمي ينتظر ضوءاً أخضر من دمشق لاستقباله، موضحا أنه سيذهب إلى دمشق حاملا عرضا سياسيا يستند إلى تقارب أميركي ـ روسي في اجتماعات عقدت في جنيف الأسبوع الماضي، يدعو الرئيس السوري بشار الأسد الى تسمية وزراء يمثلون النظام في الحكومة الانتقالية التي تفترض مشاركة المعارضة فيها، وذلك بناء على «اتفاق جنيف» في 30 حزيران الماضي.

وشدد الرئيس المصري محمد مرسي، خلال لقائه عمرو، على «ضرورة دفع كل الأطراف الدولية بقوة خلال المرحلة المقبلة لوقف سفك الدماء في سوريا والحفاظ على وحدة الأراضي السورية».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، رداً على سؤال بشأن إعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده للحوار، «قلنا منذ البداية إن الخطوة الأولى التي نتوقعها من النظام السوري هي وقف العنف،

وبعدها سنكون منفتحين إزاء أي خيار تفاوضي لانتقال السلطة يجمع عليه السوريون».

وتطور الوضع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، مع حشد القوات السورية آلياتها على مداخله. وقالت مصادر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة إنها ما زالت تحاول صد اقتحام المجموعات المسلحة للمخيم، الذي سيطرت فصائل المعارضة على قسم كبير منه أمس الأول. (تفاصيل صفحة 13)

وزار رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي مدينة حلب للمرة الأولى منذ بدء المعارك فيها قبل خمسة أشهر، واعداً بزيادة مادة الطحين والمساعدات المالية للمحافظة، في وقت كان المسلحون يفتحون جبهة جديدة في ريف حماه. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «نفذت مجموعات مسلحة هجمات على معظم حواجز الجيش النظامي في ريف حماه»، مشيرا إلى اشتباكات «هي الأعنف منذ أشهر طويلة» في المنطقة.

وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، أن «القنوات الفضائية الشريكة في سفك الدم السوري بثت مجموعة من الأخبار المضللة والتي أفادت باستيلاء مجموعات إرهابية على عدد من النقاط العسكرية في مدينتي حلب ودرعا»، مؤكدة أنه في ريف حلب «تم دحر مجموعة إرهابية كانت اقتحمت أجزاء من كتيبة حندرات للدفاع الجوي». وأضافت «بشأن سيطرة الإرهابيين على اللواء 34 في منطقة اللجاة بدرعا فقد حاولت مجموعة إرهابية مهاجمة سور اللواء، إلا أن الحراس تمكنوا من ردهم على أعقابهم بعد قتل عدد كبير منهم وإصابة آخرين».

لادسو

وأعلن لادسو، بعد إطلاعه مجلس الأمن على الجهود لتعزيز سلامة القوات الدولية في الجولان السوري المحتل، أن الأمم المتحدة «سترسل أجهزة للوقاية من الأسلحة الكيميائية إلى هذه القوات».

وأعلن لادسو أن الأمم المتحدة تعكف على وضع خطط طارئة لإرسال مزيد من القوات الدولية إلى سوريا في حال انهيار الحكومة السورية، من دون أن يكشف عن أية تفاصيل. وأضاف «إنها خطط طارئة تستند إلى عدد من السيناريوهات المحتملة، لكن العمل جار».

وكان المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد عبّر، في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن، عن مخاوف السلطات السورية من تزويد بعض الدول للمجموعات المتشددة بأسلحة كيميائية، ومن ثم اتهام النظام باستخدامها. واتهم الولايات المتحدة بدعم «الإرهابيين» في سوريا والوقوف وراء اتهام دمشق بأنها قد تستخدم «الكيميائي».

موسكو

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، لوكالة «انترفاكس» الروسية، «تجري في أمانة الأمم المتحدة بالفعل أعمال للتخطيط الأولي فقط لمختلف أشكال الحضور الأممي في سوريا، لكن انطلاق مثل هذه العملية لا يمكن إلا بموافقة مجلس الأمن الدولي، وذلك مع الاستجابة لعدد من الشروط».

وأضاف ان «الأسباب مفهومة تماما، وفي ظل العمليات العسكرية الواسعة النطاق الجارية في سوريا اليوم، لا يمكن تحقيق هذه الفكرة، وبعبارة أخرى، ليس هناك سلام لتحافظ عليه القوات الدولية، كما ليس هناك نظام وقف إطلاق النار ليكون من شأنها أن تراقب مراعاته».

وأضاف ان «الشرط الأساسي لنشر قوات سلام هو موافقة الطرف المستضيف. في هذه الحالة فإن هذا الطرف هو الحكومة السورية التي لمّحت أكثر من مرة الى أنها تعارض نشر ذوي القبعات الزرق، في الوقت الذي ليس فيه خط فاصل بين الطرفين المتنازعين، وتحصل المعارضة على مزيد من المساعدات العسكرية والمادية من الخارج. ويجب على فصائل المعارضة أيضا التعاون مع القوة الدولية (في حال نشرها)، لكنها تعارض ذلك أيضا، وتراهن على الحل العسكري للنزاع». وأعرب عن «اعتقاده ان مجموعات المعارضة السورية تخشى، على ما يبدو، رقابة خارجية على نشاطاتها العسكرية».

وقال غاتيلوف إن «المحاولات لتمرير قرارات في مجلس الأمن الدولي تقضي باستخدام القوة، بما في ذلك إشراك قوات حفظ السلام، تعتبر غير مقبولة إطلاقا بالنسبة إلينا، وغير قابلة للحياة».

إلى ذلك، نفت مصادر ديبلوماسية عربية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر وجود أية مبادرات سياسية جديدة مطروحة حيال الأزمة السورية. وقالت المصادر نقلا عن مسؤولين أمميين إن «حالة الانقسام الدولي ما زالت موجودة على الرغم من الجو الإيجابي» للمحادثات الأميركية ـ الروسية، التي تجري بحضور الإبراهيمي.

وقالت مصادر سورية واسعة الاطلاع إن «أية أفكار لم تطرح على دمشق» حيال الأزمة، كما أن «دمشق ليست بصدد تغيير موقفها القائم على أولوية مكافحة الإرهاب المدعوم خارجيا». وعلمت «السفير» أن كلام نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لا ينطوي على مبادرة سياسية جديدة للحكم، وإنما تعبير عن رأيه الخاص حيال الأزمة ومسارها على مدى العامين الماضيين.

وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، بعد لقائه مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والأمنية في حلف شمال الأطلسي ديرك برنغلمان، إن «مسألة تدخل الأطلسي في سوريا أمر مستبعد تماما، وان الجهود الحالية ترتكز بالأساس على الحل السياسي».

وحول مدى بلورة المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، قال بن حلي «هناك الآن فكرة مطروحة حول جنيف 2، بمعنى أن هناك بيانا صدر في 30 حزيران الماضي عن اجتماع جنيف يحتوي على عدد من العناصر الأساسية التي يمكن أن تكون مرجعية لأي تحرك سياسي، وهناك مشاورات حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا وبحضور الإبراهيمي أو مساعديه، وفي حالة التوصل إلى صياغة متفق عليها سيطلق عليها جنيف 2، ومن ثم تعرض على مجلس الأمن باعتبارها خطة للحل، ولا تزال الأفكار تتداول والمناقشات متواصلة».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «راديكال» التركية أن أنقرة عرضت مؤخرا على موسكو «خطة جديدة لإجراء انتقال سلمي للسلطة في سوريا اعتبرتها روسيا مبتكرة».

وأضافت «بحسب هذه الخطة يتنحى الرئيس الأسد عن السلطة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2013، ويتسلم السلطة لمرحلة انتقالية الائتلاف الوطني». وتابعت «عرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هذه الخطة في الثالث من كانون الأول الحالي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة قام بها إلى اسطنبول، ووجدها الأخير مبتكرة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

واشنطن: الهجوم على فلسطينيين في سورية منذر بالخطر

واشنطن- (د ب أ): قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إن الهجمات الجوية الدامية التي شنتها الحكومة السورية على لاجئين فلسطينيين وحالات القتل التي سببها الصراع مع المعارضة المسلحة تمثل “تصعيدا كبيرا ومنذرا بالخطر”.

واستشهدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بتقارير تفيد بأن عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال قتلوا أو أصيبوا يوم الأحد في عمليات قصف جوي واشتباكات بين الحكومة السورية والمعارضين في مخيم اليرموك.

واليرموك، الذي يقع في دمشق، هو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سورية ويضم 150 ألف لاجئ.

وقالت نولاند في بيان: “إن هذه الهجمات تمثل تصعيدا كبيرا ومنذرا بالخطر للصراع في سورية”.

وأضافت: “على جميع الأطراف أن توقف الهجمات غير المشروعة على المدنيين والالتزام بالقانون الدولي”.

وهناك ما يقرب من 500 ألف فلسطيني في سورية بعضهم مؤيد للحكومة والبعض الآخر يدعم المعارضة.

وذكرت نولاند في إيجازها الصحفي اليومي أن الهجمات التي شنتها الحكومة على اليرموك قوضت دعوات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى “تسوية تاريخية” وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت إن الهجمات أظهرت أنه لم يحدث أي تغيير في “سلوك النظام بما في ذلك الوحشية التي ينتهجها ضد شعبه”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن الهجمات على اليرموك استمرت يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل طفل وإصابة عدة أشخاص آخرين بجروح. وفرت أسر كثيرة من المعسكر إلى مناطق أخرى في دمشق.

وقال معارضون إنهم اقتحموا مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يتزعمها أحمد جبريل، حليف النظام.

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه ينبغي على الفلسطينيين عدم إيواء “جماعات إرهابية” داخل مخيم اليرموك.

المعارض السوري هيثم المالح: الروس في سوريا هدف مشروع للثورة السورية

موسكو- (يو بي اي): قال عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم المالح في مقابلة مع قناة (روسيا اليوم) الثلاثاء إن كل روسي في سوريا هو هدف مشروع للثورة السورية.

وقال المالح تعليقاً على اختطاف مواطنيين روسيين “ان روسيا تحارب الشعب السوري وتمد العصابة الحاكمة بكافة أنواع الاسلحة وتستعمل حق النقض من اجل ان يستمر النظام في قتل الشعب السوري”.

وتابع المالح القول انه “بفضل الفيتو قتل اكثر من 50 الف شهيد في سوريا”، وقال “أنا أنظر لكل مدني روسي في سوريا كهدف مشروع للثورة السورية”.

وقال إن مواطني الدول التي “تحارب الشعب السوري” هدف مشروع، مثل الإيرانيين.

وفي ما يتعلق بالمختطف الإيطالي، قال المالح إنه لا يجوز اختطاف مواطني البلدان التي لا تدعم النظام، داعيا روسيا إلى الاقلاع عن “محاربة الشعب السوري”.

ويذكر أنه تم اختطاف ثلاثة مواطنين في منطقة طريق طرطوس – حمص أمس أحدهم مواطن روسي، والثاني يحمل جنسية مزدوجة روسية ـ سورية، والثالث مواطن إيطالي.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء أن الخاطفين طلبوا فدية مقابل الإفراج عنهم.

وقالت في بيان إن “خاطفي المواطنَين الروسيَين والإيطالي طلبوا هاتفياً من شركة ‘حمشو’ للصلب الواقعة في منطقة حسياء بالقرب من حمص والتي يعمل بها المخطوفون الثلاثة، فدية مالية مقابل الإفراج عنهم”.

وكشفت الوزارة عن أسماء المخطوفين، وهم ف. ف. غوريلوف، وعبد الستار حسون الذي يحمل أيضاً الجنسية السورية، والإيطالي ماريو بيلوومو.

الصحافي الامريكي انغيل: الخاطفون هم من الميليشيات الموالية للنظام السوري

واشنطن- (ا ف ب): قال الصحافي الامريكي ريتشارد انغيل الثلاثاء بعد تمكنه من الفرار من قبضة خاطفيه بعد خمسة أيام من الاحتجاز في سوريا، إن خاطفيه هم من الميليشيات الموالية للنظام وهددوا بقتله وفريقه.

واضاف في أول مقابلة يجريها منذ الافراج عنه مع شبكة ان بي سي التي يعمل لحسابها “هذه المجموعة تعرف باسم الشبيحة. وهي ميليشيا حكومية موالية للرئيس بشار الاسد”.

وقال انه واثنين من رفاقه الصحافيين لم يتعرضوا لاية اساءة جسدية باستثناء عصب اعينهم وربط ايديهم، الا انهم تعرضوا “للكثير من التعذيب النفسي” على ايدي خاطفيهم المقنعين الذين هددوا بقتلهم.

واضاف “جعلونا نختار واحدا منا ليطلقوا عليه النار اولا. وعندما رفضنا الاختيار، اطلقوا عيارات وهمية .. اطلقوا النار في الهواء. كانت تجربة مؤلمة بحق”.

وتابع انه تم اخباره ان خاطفيه تدربوا في ايران وهم متحالفون مع حزب الله اللبناني، مضيفا انهم ارادوا مقايضته مع فريقه باربعة عناصر ايرانيين وشخصين لبنانيين وعدد اخر من الاشخاص خطفهم معارضون مسلحون سوريون.

وقال “كانوا سينقلوننا الى معقل لحزب الله داخل سوريا .. وكنا في طريقنا الى هناك عندما فررنا ولجأنا الى حاجز للمعارضين المسلحين. واندلع اشتباك مسلح قتل خلاله اثنان من الخاطفين وفر الباقون ولم يصب انغيل وفريقه، وعبروا الى تركيا حيث وصلوا بصحة جيدة.

ويعتبر انغيل (39 عاما) احد ابرز الصحافيين الامريكيين الذين قاموا بتغطية الاحداث في سوريا التي تشهد قتالا بين معارضين مسلحين وقوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسفر حتى الان عن مقتل نحو 43 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقالت شبكة (ان بي سي) ان انغيل وعددا لم يحدد من الموظفين فقدوا بعد عبورهم الى سوريا من تركيا الخميس، وانها لم تتمكن من الاتصال بهم الى حين ان علمت بالافراج عنهم الاثنين.

وذكرت الشبكة انه لم تعلن اية جهة عن مسؤوليتها كما لم يجر اي اتصال مع الخاطفين او طلب فدية.

روسيا ترسل سفنا حربية لاحتمال إجلاء مواطنيها من سوريا

موسكو- (رويترز): نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر بحري قوله الثلاثاء إن روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سوريا.

وقال المصدر الذي لم تذكر الوكالة اسمه إن سفينتين هجوميتين وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق الإثنين.

وأضاف “إنها تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس… جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية”.

ولم يتسن على الفور التأكد من صحة التقرير من مصدر مستقل.

قوات الأسد تحاصر اليرموك في دمشق و95% من اللاجئين نزحوا والمخيم تحول لساحة اشتباك

القاهرة- (د ب أ): قال ناشطون سوريون إن قوات النظام تحاصر مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة دمشق الثلاثاء، فيما واصل سكان المخيم النزوح منه إلى مناطق أكثر أمنا في دمشق أو الفرار إلى لبنان.

ووصلت تعزيزات من القوات الليلة الماضية إلى أطراف المخيم، وذلك بعدما أعلن مسلحو الجيش السوري الحر سيطرتهم على معظم مناطقه.

وفي غضون ذلك، قال مسؤول من حرس الحدود اللبنانية لوكالة الأنباء الألمانية إن نحو ألفي لاجئ فلسطيني عبروا إلى الأراضي اللبنانية على متن حافلات أو بسيارات منذ مساء الاثنين.

وأكد محمود الخالدي السفير الفلسطيني في سورية أن أكثر من 95% من لاجئي المخيم قد فروا منه ونزحوا بسبب شدة القصف الذي تنفذه طائرات ودبابات النظام السوري.

وقال الخالدي في تصريحات لوكالة أنباء (معا) الفلسطينية أن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر والجيش التابع للنظام السوري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وأن دمارا كبيرا حل في منازل اللاجئين بالمخيم.

وبين الخالدي أن مدارس وكالة الغوث فتحت أبوابها لاستقبال النازحين من اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن تحول المخيم إلى ساحة اشتباك بين الجيش الحر وجيش النظام.

وأكد الخالدي أنه أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس محمود عباس، الذي أمر بدوره بفتح مدينة أبناء الشهداء لاستقبال النازحين الفلسطينيين، مؤكدا أن الوضع الصحي بات كارثيا في ظل حالة النزوح الكبيرة.

وحول عدد الشهداء الذين سقطوا في المخيم ، أكد الخالدي أنه لا توجد حتى اللحظة إحصائية نهائية، مبينا أن العشرات من اللاجئين الفلسطينيين سقطوا بين جريح وشهيد.

وأكد على أنه ومنذ بداية الأزمة كان هناك اتفاق على ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية وعدم التدخل بالحرب وأن المخيمات الفلسطينية لم تكن طرفا بالصراع الدائر في سورية، لكن إشكالية الموقع الجغرافي دفعت لزج الفلسطينيين في هذه المعركة.

الصليب الأحمر يتحدث عن حاجة مئات آلاف السوريين للمياه والغذاء

بيروت ـ دمشق ـ غزة ـ رام الله واشنطن ـ وكالات: تدفق مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في سورية على لبنان امس الاثنين بعد اندلاع اشتباكات بين فصائل فلسطينية مؤيدة للاسد واخرى معارضة له في حي بدمشق.

وقال شاهد من رويترز انهم اتوا في حافلات وسيارات محملة بمتعلقاتهم. وقال مصدر امني لبناني ان اللاجئين من مخيم اليرموك بدمشق حاولوا الفرار الاحد لكن الطريق كان مغلقا جراء القتال.

وقال نشطاء بالمعارضة ان طائرات سورية مقاتلة قصفت اليرموك الاحد فقتلت ما لا يقل عن 25 شخصا كانوا يحتمون في مسجد. وقالوا ان القوات والدبابات احتشدت خارج المخيم امس بينما استمرت الاشتباكات داخله.

وقال عصام، وهو احد سكان المخيم، لوكالة فرانس برس ان اليرموك شهد صباح الاثنين حركة نزوح ‘بسبب شائعات غير معروفة المصدر مفادها ان امام سكان المخيم ساعتين (بين السادسة والثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، الرابعة والسادسة ت غ) لمغادرته’.

واشار الى انه امضى الليلة قبل الماضية في مكان عمله بعدما لم يتمكن من العودة الى منزله ‘بسبب الاشتباكات التي تدور في غالبية الشوارع ووجود القناصة على الاسطح’، وانه انتقل الاثنين مع زوجته واولاده للاقامة لدى اهله في دمشق.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، جدد المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة انور رجا الاثنين من دمشق تأكيد وقوف الجبهة الى جانب النظام السوري، وذلك بعد وقت قصير من مطالبة متحدث باسم الجبهة في رام الله الاسد بـ’الاعتذار’ عن قصف مخيم اليرموك.

واعربت الولايات المتحدة عن قلقها ازاء قصف مخيم اليرموك ،واعتبرته تصعيداً خطيراً في النزاع السوري.

وبالإضافة إلى ذلك أشارت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجيو الامريكية الى أن الولايات المتحدة قلقة من وضع أكثر من 500 ألف لاجئ فلسطيني في سورية الذين يعانون بازدياد من تصاعد العنف، مطالبة الحكومة السورية بالسماح لهيئات الاغاثة الإنسانية بالدخول الكامل والحر من أجل حماية ومساعدة ضحايا النزاع’.

كما تواصلت التنديدات الفلسطينية الرسمية بعمليات القصف العنيف الذي يتعرض له مخيم اليرموك، واتهم ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير النظام بارتكاب ‘مجازر’ ضد اللاجئين، في الوقت الذي تحدثت فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ‘الأونروا’ عن فرار أعداد كبيرة من اللاجئين المخيم من شدة القصف.

وقال ياسر عبد ربه في تصريحات صحافية ان استهداف النظام السوري لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين يعد ‘جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين’.

وسبق وأن دعا الرئيس محمود عباس إلى ‘الوقف الفوري’ للقصف الذي تقوم به القوات السورية النظامية على المخيمات الفلسطينية في سورية.

من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية السوري وليد’المعلم الفلسطينيين الى طرد ‘الارهابيين’ من المخيم، وذلك في رد على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي اشار الى ‘تصعيد خطير’ في النزاع في سورية ، بعد قصف بالطيران على المخيم الاحد.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ عن المعلم قوله في اتصال هاتفي اجراه معه بان كي مون ان ‘الامم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان تجاه حالة الاحباط التي يعيشها الفلسطينيون لعدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني’.

وشدد على ان القوات النظامية السورية لم تدخل الى المخيم ‘على الرغم من مناشدات السكان’، موضحا ان الاشتباكات الجارية فيه ‘هي بين المجموعات الارهابية التي تتلقى الدعم بالسلاح والمال من بعض دول الجوار، وعناصر من المخيم شكلتها اللجان الشعبية’ التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة والموالية للنظام السوري.

ونبه المعلم الى ضرورة ان ‘يحرص الاخوة الفلسطينيون على عدم ايواء او مساعدة هذه المجموعات الارهابية الدخيلة على المخيم والعمل على طردها’، مشيرا الى دخول عناصر من ‘جبهة النصرة’ الاسلامية المتطرفة الى المخيم.

جاء ذلك بينما قال الصليب الأحمر الدولي إن حاجة مئات الآلاف من الناس في سورية إلى المياه والمواد الغذائية والمساعدات الطبية تتزايد نظراً للتدهور المتواصل للوضع هناك، وإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري يبذلان قصارى جهدهما من أجل الوصول إلى المحتاجين. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي في بيان وزعه الاثنين مكتبها في بيروت، إن البُنى التحتية والأساسية في سورية أصيبت بأضرار جسيمة من جرّاء التصعيد المتواصل للعنف في البلاد، وتعود هذه الأضرار بعواقب وخيمة على الخدمات العامة الأساسية، ومنها خدمة الإمداد بالمياه على سبيل المثال.

وقال المسؤول عن أنشطة اللجنة الدولية الخاصة بالماء والإسكان في سورية سمير بطرس ‘قد لا يتمكن الملايين من الناس من الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة الصالحة للشرب، إذ تجعل المصاعب الناجمة عن الظروف الأمنية والنقص في المواد اللازمة لمعالجة المياه عملية إمداد الناس المقيمين والنازحين على حدّ سواء بالمياه النظيفة عملية عسيرة على مؤسسات المياه المحلية’.

في الوقت نفسه، افاد ناشط من مدينة داريا في ريف دمشق التي تتعرض لهجمات من قوات النظام منذ اسابيع، عن تقدم القوات النظامية حتى نصف المدينة تقريبا.

وادت اعمال العنف الاثنين الى مقتل 42 شخصا في مناطق مختلفة من سورية، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كل انحاء سورية وعلى مصادر طبية.

ولاول مرة منذ بدء النزاع زار وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة السوري وائل الحلقي مدينة حلب في شمالي سورية للاطلاع على الصعوبات التي تواجهها جراء المعارك الجارية فيها منذ تموز (يوليو)، بحسب ما اورد التلفزيون الرسمي السوري الاثنين.

وجاء في شريط اخباري على شاشة التلفزيون ‘وفد وزاري برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي في حلب لمتابعة الصعوبات التي تواجه المدينة جراء الاعمال الاجرامية التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة’.

تصريحات لفاروق الشرع تعكس اختلافا في الراي مع الاسد حول امكانية الحسم في سورية

دمشق ـ ا ف ب: صرح نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان الرئيس بشار الاسد يرغب في حسم الوضع عسكريا في سورية قبل اي حوار، في حين اعتبر هو ان طرفي الازمة غير قادرين على حسمها عسكريا، ما يعكس اختلافا في وجهات النظر بينه وبين الاسد ازاء هذه النقطة.

في غضون ذلك، كشف عن تفاصيل ‘خطة للخروج’ من الازمة في سوريا قدمتها طهران، الحليف الاقليمي الابرز للنظام السوري، وتنص على وقف العنف وبدء الحوار، بينما ألغى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد زيارة كانت مقررة له الاثنين الى تركيا.

على الارض، يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين نزوحا واشتباكات غداة قصفه بالطيران الحربي للمرة الاولى، ما دفع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى التعبير عن قلق متزايد من ‘التصعيد الخطير’ للنزاع.

وقال الشرع في حديث الى صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية المقربة من سورية وايران نشر الاثنين، ‘ليس في امكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما ان ما تقوم به قوات الامن ووحدات الجيش لن يحقق حسما’، داعيا الى ‘تسوية تاريخية’ تشمل الدول الاقليمية واعضاء مجلس الامن.

وتابع الشرع من دمشق ان ‘من اتيحت له فرصة لقاء السيد الرئيس سيسمع منه ان هذا صراع طويل، والمؤامرة كبيرة واطرافها عديدون (…) وهو لا يخفي رغبته بحسم الامور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائي وعندها يصبح الحوار السياسي ممكنا’.

الا انه اضاف ان ‘كثيرين في الحزب والجبهة (الوطنية) والقوات المسلحة يعتقدون منذ بداية الأزمة وحتى الآن أن لا بديل عن الحل السياسي، ولا عودة إلى الوراء’.

ويعكس موقف الشرع تباينا في اعلى هرم القيادة السياسية حول مقاربة النزاع المستمر في البلاد منذ 21 شهرا واودى باكثر من 43 الف شخص.

ورغم تأكيد الرجل الثاني في النظام ان الاسد ‘يملك في يديه كل مقاليد الامور في البلاد’، تحدث عن ‘آراء ووجهات نظر’ داخل القيادة، لم تصل الى حد ‘الحديث عن تيارات او عن خلافات عميقة’، على حد تعبيره.

واشار الى ان رئيس الجمهورية ‘هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهو الذي يعين رئيس مجلس الوزراء ويقود الحزب الحاكم ويختار رئيس مجلس الشعب’، بينما تتولى ادارة شؤون الدولة ‘مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية’.

واوضح ان المسؤولين عن هذه المؤسسات يستندون الى توجيهات الاسد في اتخاذ قرارات غير قابلة للنقاش، فهم ‘يعملون، أو يزعم بعضهم أنه يعمل، وفق التوجيه، واحيانا يحسمون قرارهم عندما يشيرون بأصابعهم الى الصورة المعلقة فوق مكاتبهم (العائدة للرئيس الاسد)، مما يعني ان التوجيه لا نقاش فيه’.

والحديث هو الاول للشرع منذ تموز (يوليو) 2011، ويأتي بعد شهرين من اقتراح تركيا اسمه لتولي الفترة الانتقالية في سورية. وسرت معلومات في الصيف الماضي عن انشقاقه عن النظام، لكن بيانا صادرا عن مكتبه نفى الامر.

في طهران، نقلت وكالة الانباء الايرانية ‘مهر’ عن رئيس ادارة الشؤون الدولية في الرئاسة الايرانية ان نجاد ألغى زيارة مقررة الاثنين الى تركيا بسبب ‘برنامج العمل المثقل’، بعدما كان مقررا ان يشارك في احياء ذكرى شاعر فارسي ويلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.

واتت هذه الخطوة اثر انتقادات ايرانية لعزم حلف شمال الاطلسي على نشر صواريخ باتريوت في تركيا بناء لطلبها، اذ اعتبر وزير الخارجية علي اكبر صالحي الخطوة ‘عملا استفزازيا’، بينما حذر رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الجنرال حسن فيروز ابادي من مخطط غربي ‘لخلق حرب عالمية’.

وكشفت وسائل الاعلام الايرانية الاثنين تفاصيل خطة كان وزير الخارجية الايراني قدمها في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي الى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.

وتدعو خطة النقاط الست الى ‘وقف فوري لاعمال العنف والاعمال المسلحة باشراف الامم المتحدة’ ورفع العقوبات المفروضة على سورية، وبدء حوار ‘بعد عودة الهدوء’ لتأليف لجنة مصالحة من اجل تشكيل حكومة انتقالية تتولى تنظيم ‘انتخابات حرة للبرلمان والجمعية التأسيسية والرئاسة’.

وتقضي الخطة بافراج الحكومة عن السجناء السياسيين ومحاكمة ‘المتورطين’ امام محاكم ‘غير منحازة’، وانشاء لجنة لتقييم اضرار البنى التحتية، والطلب من وسائل الاعلام تأمين ‘تغطية موضوعية’ لما يجري في سورية.

من نيويورك، قال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي الاحد ان بان كي مون ‘قلق من استمرار التصعيد الخطير للعنف في سوريا في الايام الماضية’، واصفا قصف مخيم اليرموك الذي تسبب بمقتل ثمانية اشخاص الاحد، بانه ‘مصدر قلق كبير’.

وشهد المخيم الاثنين نزوحا كثيفا مع استمرار الاشتباكات في احياء داخله بين مقاتلين معارضين ومسلحين من اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعببية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للنظام السوري، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونددت اطراف فلسطينية باستهداف المخيم، ابرزها الرئيس محمود عباس الذي اجرى اتصالات مع بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بهدف ‘تجنيب مخيماتنا وأهلنا في سورية الصراع الدائر هناك’.

ودعت حركة حماس الى ‘وقف استهداف ابناء شعبنا وتجنيبه ما يجري في سورية’. وتدعم الحركة الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام السوري بعد سنوات من تأييدها له واتخاذها من دمشق مقرا لها.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، جدد المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة انور رجا الاثنين من دمشق تأكيد وقوف الجبهة الى جانب النظام السوري، وذلك بعد وقت قصير من مطالبة متحدث باسم الجبهة في رام الله الاسد بـ’الاعتذار’ عن قصف مخيم اليرموك.

المعلم يرد على بان كي مون بتحميل المجتمع الدولي مسؤولية ‘الاحباط’ الفلسطيني

دمشق ـ ا ف ب: دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم الفلسطينيين الى طرد ‘الارهابيين’ من مخيم اليرموك في دمشق الذي يشهد منذ الصباح اشتباكات عنيفة، وذلك في رد على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي اشار الى ‘تصعيد خطير’ في النزاع في سورية بعد قصف بالطيران على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الاحد.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ عن المعلم قوله خلال اتصال هاتفي اجراه معه بان كي مون ان ‘الامم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان تجاه حالة الاحباط التي يعيشها الفلسطينيون لعدم تنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني’.

واضاف ‘ما تقدمه سورية للاخوة الفلسطينيين منذ عقود لم تقدمه اي من الدول المضيفة لهم’.

وشدد على ان القوات النظامية السورية لم تدخل الى المخيم ‘على الرغم من مناشدات السكان’ بذلك، موضحا ان الاشتباكات الجارية فيه ‘هي بين المجموعات الارهابية التي تتلقى الدعم بالسلاح والمال من بعض دول الجوار، وعناصر من المخيم شكلتها اللجان الشعبية’ التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة والموالية للنظام السوري.

ونبه المعلم الى ضرورة ان ‘يحرص الاخوة الفلسطينيون على عدم ايواء او مساعدة هذه المجموعات الارهابية الدخيلة على المخيم والعمل على طردها’، مؤكدا بقاء ‘القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتحرير الاراضي المحتلة من الاولويات التي تناضل سوريا من اجل تحقيقها’. وشرح المعلم للمسؤول الدولي، بحسب سانا، ‘حقيقة ما يجري في المخيم ومحيطه’، مشيرا الى دخول عناصر من ‘جبهة النصرة’ الاسلامية المتطرفة الى المخيم ‘بعد قيام المجموعات الارهابية المسلحة بقصف مدفعي على احياء في المخيم اصابوا خلاله جامعا ومشفى’.

وحذر بان كي مون الذي سيقدم تقريرا الاثنين الى مجلس الامن الدولي عن الوضع في سورية، طرفي النزاع المستمر منذ 21 شهرا في سورية من ان الهجمات على المدنيين قد ترقى الى ‘جرائم حرب’.

ونقل عنه الناطق باسمه مارتن نيسيركي انه ‘قلق من استمرار التصعيد الخطير للعنف في سورية في الايام الماضية والاخطار الكبيرة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تشهد اطلاق نار’.

ووصف بان كي مون قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بانه ‘مصدر قلق كبير’.

ويبلغ مجموع اللاجئين الفلسطينيين في سورية نحو 520 الف شخص، بحسب ارقام منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الاونروا’.

من جهة اخرى، قال بان كي مون انه ‘يشعر بقلق كبير من التقارير’ التي تحدثت عن مجزرة بحق مدنيين علويين في قرية عقرب قرب حماة (وسط سورية) الاسبوع الماضي وعن اطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل الحكومة السورية.

واعرب بان عن ‘ادانته الشديدة لهذا التصعيد في العنف المسلح وعلى الاخص قصف مناطق سكانية والهجمات على المدنيين’ داعيا ‘جميع اطراف (النزاع) الى وقف كل اشكال العنف’.

واكد انه ‘تم توثيق غارات متواصلة من طائرات حربية وهجمات لمروحيات على مناطق مأهولة بالسكان’.

واضاف بان كي مون ان ‘استهداف المدنيين وتنفيذ عمليات عسكرية في مناطق آهلة وبشكل عشوائي او غير متناسب يؤثر على المدنيين، يشكل جريمة حرب’.

واشاد بان كي مون بالدول المجاورة لسوريا التي استقبلت لاجئين مشددا على ضرورة ‘ابقاء الحدود مفتوحة امام كل الذين يهربون من العنف في سورية’.

كما دعا الى تقديم ‘مساعدة انسانية كافية’ للسكان

وجدد الامين العام للامم المتحدة دعوته الى القوى الكبرى المنقسمة الى ‘بذل كل جهد لوقف دوامة العنف المأساوية في سورية والتشجيع بسرعة على عملية سياسية تقود الى انتقال سياسي سلمي’ للسلطة.

هيئة التنسيق السورية المعارضة تعلن تأجيل مؤتمر روما وتتهم حكومات غربية بالضغط عليها

لندن ـ يو بي آي: أعلنت ‘هيئة التنسيق الوطنية السورية’ المعارضة، الإثنين، تأجيل ‘مؤتمر روما للمعارضة السورية الوطنية الديمقراطية’ الذي خطّطت لعقده هذا الشهر، واتهمت حكومات غربية بممارسة ضغوطات عليها.

وأبلغ خلف داهود، القيادي بهيئة التنسيق الوطنية في المهجر وممثلها في بريطانيا، يونايتد برس إنترناشونال، أنه ‘كان من المقرر أن نعقد مؤتمر روما يومي 17 و18 من الشهر الحالي، لكن وزارة الخارجية الإيطالية لم تُسهّل منح تأشيرات زيارة للمعارضين السوريين المقيمين في الداخل نتيجة الضغوطات التي مورست من قبل بعض الحكومات الغربية، ظناً منها بأنه سيؤثّر على اجتماع أصدقاء سوريا في مدينة مراكش المغربية’.

وقال داهود ‘اضطرننا لهذا السبب لتغيير مكان وزمان المؤتمر ليُعقد في جنيف منتصف شهر كانون الثاني (يناير) من العام المقبل، وسنقوم بإرسال الدعوات إلى المعارضة الوطنية الديمقراطية بكافة إنتماءاتها، حيث من المتوقع أن يشارك أكثر من 30 حزباً وفصيلاً سياسياً، بما فيها منظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية مستقلة، وستكون حصة الداخل من الحضور هي الأغلبية’.

وأضاف أن مؤتمر جنيف ‘يهدف إلى البحث في وقف العنف وتطبيقه كأولوية سياسية وأخلاقية نضالية ماسّة، والحد من تعاظم الطائفية في المجتمع، والبحث في رسم معالم الحل السياسي للآزمة عبر مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، وتعزيز موقعها’.

وأشار داهود إلى أن ‘وفداً قيادياً رفيع المستوى من هيئة التنسيق الوطنية يضم هيثم مناع نائب المنسق العام ورئيس الهيئة في المهجر، وصالح مسلم نائب المنسق العام ورئيس حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي، ورجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق، سيتوجه إلى العراق يوم غد الثلاثاء لعقد لقاءات مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني، ورئيس الوزراء نوري المالكي، ووزير الخارجية هوشيار زيباري، حول المستجدات الحالية وتطورات الأوضاع وضرورة تقديم الدعم المناسب للحل السياسي للآزمة السورية’.

وكان منّاع أعلن في وقت سابق تأجيل مؤتمر روما، وقال في بيان إن ‘القطب الديمقراطي المدني، داخل هيئة التنسيق وخارجها، يتعرّض لهجوم محلي ودولي كبير من أجل إضعاف صوته وقوته وإنجاح فكرة استئصالية تابعة وخانعة لتنصيب ممثلين للشعب السوري يختارهم غير السوريين، ولمحاولات تشويه وإضعاف لا تتوانى عن اللجوء لوسائل ضغط تسببت في تأجيل مؤتمر روما للمعارضة الوطنية الديمقراطية المدنية بضغوط حكومية غربية’.

واعتبر منّاع أن هذا الموقف ‘ليس بغريب عمن صمت عن التكفيريين وتحالف معهم سراً أو علناً، وصمت عن الحقد المذهبي والطائفي بذريعة كل من هو ضد الدكتاتورية مع الثورة’.

ايران تقدم تفاصيل ‘خطة للخروج من الازمة’ في سورية

طهران ـ ا ف ب: اعلنت وسائل الاعلام الايرانية الاثنين ان ايران قدمت تفاصيل ‘خطة للخروج’ من الازمة في سورية تنص خصوصا على ‘وقف اعمال العنف’ واجراء ‘حوار وطني’ بين النظام والمعارضة.

وكان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي قدم في 14 تشرين الاول (اكتوبر) صيغة اولى من هذه الخطة التي وصفت حينذاك بانها ‘غير رسمية’، الى الوسيط الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي.

وتدعو الخطة التي تتضمن ست نقاط واعدتها ايران الحليفة الكبرى للرئيس السوري بشار الاسد في المنطقة، على ‘وقف فوري لاعمال العنف والاعمال المسلحة باشراف الامم المتحدة’ و’رفع العقوبات المفروضة على سورية لاتاحة توزيع المساعدات الغذائية’.

كما تنص على ‘بدء حوار بعد عودة الهدوء، لانشاء لجنة مصالحة من اجل تشكيل حكومة انتقالية. وستكلف هذه الحكومة تنظيم انتخابات حرة للبرلمان والجمعية التأسيسية والرئاسة’.

كما تقضي الخطة بان ‘تفرج الحكومة عن السجناء السياسيين ومحاكمة المعتقلين المتورطين في جرائم امام محاكم غير منحازة’.

واخيرا، تنص الخطة على انشاء لجنة ‘لتقييم الاضرار الناجمة (عن النزاع) في البنى التحتية’.

وتطلب الخطة من وسائل الاعلام تأمين ‘تغطية موضوعية’ من اجل ‘وقف حملة التضليل الحالية ضد سورية’.

مسؤول روسي: القيام بعملية حفظ سلام للأمم المتحدة في سورية مستحيلة في الظروف الراهنة

موسكو ـ يو بي آي: قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الإثنين إن القيام بعملية للأمم المتحدة لحفظ السلام في سورية مستحيلة في الظروف الراهنة.

وقال غاتيلوف لوكالة ‘انترفاكس’ الروسية إنه ‘تجري في أمانة الأمم المتحدة بالفعل أعمال للتخطيط الأولي فقط لمختلف أشكال الحضور الأممي في سورية، لكن انطلاق مثل هذه العملية لا يمكن إلا بموافقة مجلس الأمن الدولي، وذلك مع الاستجابة لعدد من الشروط’.

وأضاف أنه ‘لأسباب مفهومة تماما، وفي ظل العمليات العسكرية الواسعة النطاق الجارية في سورية اليوم، لا يمكن تحقيق هذه الفكرة.. وبعبارة اخرى، ليس هناك سلام لتحافظ عليه القوات الدولية، كما ليس هناك نظام وقف إطلاق النار ليكون من شأنها أن تراقب مراعاته’.

وأشار غاتيلوف إلى أن فكرة نشر قوات لحفظ السلام في سورية ‘تطرح بين حين وآخر في سياق الجهود لتسوية الأزمة السورية. كما تحدث عنها الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت مؤخرا’.

وقال إن الشرط الأساسي لنشر قوات سلام هو موافقة الطرف المستضيف وهو في هذه الحالة الحكومة السورية ‘التي ألمحت أكثر من مرة أنها تعارض نشر ‘ذوي القبعات الزرق’ في الوقت الذي لا يوجد فيه خط فاصل بين الطرفين المتنازعين، وتحصل المعارضة على مزيد من المساعدات العسكرية والمادية من الخارج’، وأضاف أنه ‘يجب على فصائل المعارضة أيضا التعاون مع القوة الدولية (في حال نشرها)، لكنها تعارض ذلك ايضا، وتراهن على الحل العسكري للنزاع’.

واعرب عن اعتقاده بان مجموعات المعارضة السورية ‘تخشى، على ما يبدو، رقابة خارجية على نشاطاتها العسكرية’.

وقال نائب الوزير الروسي إن ‘المحاولات لتمرير قرارات في مجلس الأمن الدولي تقضي باستخدام القوة، بما في ذلك مع إشراك قوات حفظ السلام، تعتبر غير مقبولة إطلاقا بالنسبة إلينا وغير قابلة للحياة’.

وأضاف أن موقف بلاده مبني على مبدأ ضرورة الالتزام بالقانون الدولي واخذ الخبرة التاريخية بعين الاعتبار، ‘وهذه الخبرة تدل على ان المنطق الأحادي الجانب، مثلما كان في العراق، والانتهاك المتعمد لقرارات مجلس الامن الدولي وتفسيرها الحر، مثلما كان في ليبيا، لا يؤديان إلى حل الأزمة، بل الى زيادة تعقيد وخطورة الوضع لفترة سنوات عديدة’.

واشار غاتيلوف الى ان المجتمع الدولي سيضطر بنتيجة مثل هذه الخطوات لبذل جهود سياسية هائلة وانفاق الكثير من الموارد المادية لاستعادة الاستقرار.

مخيّم اليرموك: حركة نزوح واسعة… ومخاوف من بابا عمرو جديد

أنس زرزر

دمشق | اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على أبواب نكبة جديدة. ما يؤكد الكلمات السابقة هو المشهد الذي يعيشه سكان مخيّم اليرموك، الذي تحوّل في الساعات الماضية إلى ساحة حرب مفتوحة على جميع الجهات، بعد سيطرة عناصر من الجيش الحر ومقاتلين إسلاميين متشددين على مساحات واسعة من المخيّم، وخضوع أحياء كاملة لسيطرتهم، مع استمرار المواجهات المسلحة مع فلول عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة. كما تناقلت أنباء متضاربة عن سقوط مجمع الخالصة، أكبر وأهم معاقل فصيل «القيادة العامة» وسط المخيم، بعد مواجهات ضارية مع عناصر الجيش الحر، انشق على أثرها عدد كبير من كوادر التنظيم الفلسطيني، وأعلنوا انضمامهم إلى الجيش الحر.

حالة من الرعب والخوف عاشها سكان المخيّم في الأيام الماضية، زاد من وقعها حجم الدمار الهائل والموت المجاني الذي لحق بالمخيّم، نتيجة القصف بمدافع الهاون من جانب الجيش الحر، وقذائف المدفعية وصواريخ الطائرات الحربية التابعة للجيش السوري النظامي. القصف المتبادل حصد عشرات القتلى والجرحى، وخلّف خسائر مادية كبيرة، ما تسبّب بحالة نزوح كبيرة قدّرت بآلاف العائلات، التي قررت أخيراً الخروج من بيوتها والبحث عن ملجأ آمن، حاملة معها ما تيسّر من حاجيات، في مشهد يعيد إلى الذاكرة صور نكبة عام 1948، مع اختلاف بسيط يزيد هول المشهد مرارة وحزناً، إذ إنّ المخيّم يُقصف بنيران أطراف متناحرة على سلطة أغرقتها الأحداث الدامية بدماء الأبرياء.

صباح أمس، استفاق سكان مخيّمات: خان الشيح، السبينة وجرمانا على وصول عشرات الآلاف من النازحين من مخيّم اليرموك. بعضهم استقل شاحنات كبيرة على نحو جماعي، والبعض الآخر وصل سيراً على الأقدام بعدما تقطعت بهم السبل. «لا يمكن وصف المشهد، أو الحالة المأسوية المرعبة، التي رافقت وصول النازحين. عائلات كاملة افترشت الأرصفة والشوارع في انتظار من يساعدها»، يخبرنا أدهم (25 عاماً) أحد الشباب الناشطين في مخيّم خان الشيح. ويضيف «أعداد كبيرة جداً وصلت إلى المخيّم هذه المرة، لا يمكن مقارنتها مع حجم النزوح الذي استقبلناه في الأشهر الماضية. عملنا على فتح جميع مدارس وكالة الغوث، والجوامع والبيوت لاستقبال النازحين». وأكد لـ«الأخبار» أنّ مساعدات كثيرة قدّمت من أهالي المخيم، مع غياب كامل لدور المنظمات الدولية أو الشعبية أو حتى فصائل المقاومة الفلسطينية، و«ما يزيد حجم المعاناة هذه المرة هو البرد القارس، وعدم قدرتنا على إيجاد وسائل تدفئة تحدّ من قسوته».

وتعالت أصوات المآذن لطلب مساعدة النازحين لتقديم البطانيات والحاجيات الأساسية، وما تيسّر من طعام وخبز في حال توفره. مخيم خان الشيح، الصغير نسبياً، وجد نفسه أمام عدد هائل من اللاجئين، وعلى سكانه توفير متطلبات يعجزون عن تلبيتها. فحجم النزوح قارب عدد سكان المخيم البالغ زهاء 25 ألفاً.

المئات تجمعوا أمام فرنَي المخيم، في انتظار الحصول على رغيف الخبز. أما شباب المخيم فقد وقفوا عاجزين عن مساعدة من دخل مخيمهم للاحتماء، فالغالبية العظمى منهم تحولوا إلى باعة بسطات خضر، نتيجة الأحوال المادية الصعبة التي فرضتها الحرب المستعرة في البلاد. يقول نضال (33 عاماً)، أحد سكان المخيّم الذي استقبل أسرتين في منزل عائلته الصغير، «كيف لنا أن نساعد ونعين أهلنا الذين استجاروا بنا، ونحن لا نجد قوت يومنا؟». أما الكاتب الفلسطيني رائد وحش فيصف واقع المخيّم الذي يقطنه بالقول «أُفرغت مدارس وكالة الغوث الدولية من الطلبة في مخيّم خان الشيح، بعد إعلان تعليق التعليم فيها، لتؤول الصفوف إلى مهجري مخيم اليرموك، بعدما كانت في رمضان الماضي لمهجري مناطق الحجر الأسود والسيدة زينب والتضامن». الفصل الجديد في «التغريبة الفلسطينية» ممهورٌ بختم الدم السوري. حالة النزوح غير المسبوقة الواصلة إلى مخيّمات الشتات الفلسطيني على الأراضي السورية، رافقها احتشاد الآلاف أمام فرع الهجرة والجوازات، الواقع في منطقة عين كرش وسط العاصمة دمشق، للحصول على تصريح سفر إلى لبنان، الذي تفرضه أجهزة الأمن السورية واللبنانية على حد سواء، على جميع اللاجئين الفلسطينيين الراغبين في دخول الأراضي اللبنانية. «كان قرار صعباً، اتخذته مع عائلتي عندما حسمنا أمرنا بالتوجه إلى مخيّم عين الحلوة جنوب لبنان، والإقامة عند أقاربي هناك. لا أملك المال الكافي للسفر، ولست قادراً على ضمان تأمين عمل في لبنان لأعيل به عائلتي، لكن مشاهد الموت بعد قصف مسجد عبد القادر الحسيني كانت كافية لمغادرة المخيم إلى غير رجعة»، يروي أبو محمد (43 عاماً)، الذي يجب عليه الانتظار بضعة أيام للحصول على التصريحات الأمنية له ولأفراد عائلته السبعة. ويضيف «على ما يبدو أنّ أطراف الصراع المسلح ستعمل على تحويل مخيّم اليرموك إلى ما يشبه منطقة بابا عمرو في حمص، أو منطقة داريا في الأيام المقبلة. الجيش الحر سينطلق لتنفيذ عملياته من المخيم. أما الجيش السوري النظامي فسيعمل على دكه بكل أنواع القذائف والصواريخ».

سياسياً، ردّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أشار إلى «تصعيد خطير» في النزاع في سوريا بعد قصف مخيم اليرموك. وأشار المعلم إلى أنّ «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان تجاه حالة الإحباط التي يعيشها الفلسطينيون، لعدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». وأضاف «ما تقدّمه سوريا للإخوة الفلسطينيين منذ عقود لم تقدمه أيّ من الدول المضيفة لهم».

وكان بان قد حذّر من أنّ الهجمات على المدنيين قد ترقى إلى «جرائم حرب». ونقل عنه الناطق باسمه مارتن نيسيركي أنّه «قلق من استمرار التصعيد الخطير للعنف في سوريا، والأخطار الكبيرة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تشهد إطلاق نار».

في السياق، حمّل الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، السلطات السورية مسؤولية أمن المخيّمات الفلسطينية، معرباً عن «قلقه البالغ» لأعداد الضحايا الفلسطينيين. وحذر من مخاطر إقحام المخيمات الفلسطينية في النزاع الدائر في سوريا. ودعا السلطات السورية وكل الأطراف المتنازعة إلى «المحافظة على أمن اللاجئين الفلسطينيين، وعدم إقحامهم في الصراع الدائر، وتجنيبهم مخاطر الاقتتال والتهجير والنزوح وتوفير الحماية اللازمة لهم».

ريف حلب: من هراوة الأمن إلى سوط المطاوعة

المرأة السورية التي نالت حق التصويت في الانتخابات، قبل نساء عدد من الدول الأوروبية، يريد تيار في الثورة السورية المسلحة منعها من قيادة السيارة. مطاوعة ينتشرون في ريف حلب لإجبار الناس على الصلاة. مشهد متناقض مع صيحات الحرية التي أطلقت في بداية الحراك. يشعر «علمانيو الثورة» بخيبة أمل كبيرة، لكنهم رغم ذلك يحمّلون النظام المسؤولية

باسل ديوب

حلب | لم يعد لمعركة حلب وهجها. المعركة، التي وصفت بأنها الحاسمة لإسقاط النظام السوري، استمرت دون قدرة أيّ طرف من الأطراف على تغيير الواقع الذي ارتسم في الأيام الأولى لدخول الميليشيات المدينة. إلّا أنّ التشكيلات «المدنية» التي يحاول مقاتلو الميليشيات تكوينها أصبحت مثار قلق إضافي للحلبيين، الذين تلاحقهم أزمة الخبز، والوقود، وفقدان الأمن، والموت العبثي. أهل حلب صدموا بإنشاء ما سمّي أمن الثورة أو «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، والبدء بتسيير دوريات بعضها من المقاتلين العرب لإجبار المواطنين على أداء الصلاة.

قنوات الإعلام العربي، التي تصفها السلطات السورية بـ«قنوات سفك الدم السوري»، لم تذكر يوماً أنّ وحدات حفظ النظام فرّقت المتظاهرين بالهراوات، أو خراطيم المياه، أو الغاز المسيل للدموع، بل حصراً عبر «إطلاق النار على صدور المتظاهرين العزل». الهراوة ستبقى الرمز المعبّر عن قساوة أيّ سلطة في الشارع، التي تحولت إلى عصا المطاوع ورشاشه بـ«النسخة السورية»؛ إذ يسعى إلى إجبار الناس على إغلاق متاجرهم والتوجه إلى المساجد لأداء الصلاة.

الانقلاب

مطاوع اليوم الذي كان يهتف بالأمس «الله سوريا حرية وبس» ترك أمر قمع التظاهرات المندّدة بممارسات الجيش الحر لرصاص «مقاتلي الحرية»، واتخذ لنفسه مهمة إجبار المواطنين على الصلاة، وإغلاق المحال التجارية أثناء فترات الصلاة، والبحث عن النساء اللواتي يقدن السيارات لمنعهن من ارتكاب هذه «المعصية».

شُغل الرأي العام في حلب بإعلان تشكيل «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في ريف المحافظة، في مدينة الباب تحديداً. المعارضون سارعوا إلى إنكار الأمر في البداية، معتبرين أنّ الصورة المنشورة لمقر الهيئة مفبركة من قبل المؤيدين لتشويه الثورة، وأنّها مأخوذة عن مقرّ للهيئة في السعودية، فيما ردّ المؤيدون بنشر صور أخرى من زوايا مختلفة للمقر المذكور، مع اسم الخطاط الذي خطّ لوحة التعريف، وزعيم المجموعة المسلحة الذي أمر بخطّها. وفي اليوم التالي، أصدر «المجلس العسكري الثوري» في حلب بياناً حرّم فيه قيادة المرأة للسيارة تحت طائلة العقوبة، في وقت بثّت فيه مقاطع فيديو تُظهر شباناً من جنسيات عربية يقومون بدوريات لإجبار الناس على أداء الصلاة في مشهد لا يمكن رؤيته إلا في المملكة العربية السعودية. وقبل أيام بثّ ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» تسجيلاً مصوراً يظهر أحد المطاوعة السعوديين، عبد الله الهاضل، العضو السابق في هيئة الجنادرية في الرياض، وفق تقارير إعلامية، أثناء عمل الهيئة للتنبيه إلى صلاة العصر في إحدى مناطق ريف حلب. ويظهر الهاضل في تسجيل الفيديو راكباً سيارة «بيك أب» بلا لوحة، مسروقة من إحدى مؤسسات الرسمية، يحمل رشاشاً حربياً وهو يدعو الناس في الشوارع إلى الصلاة.

الهيئة، التي شكّلت، أوكلت إليها مهمات حفظ الأمن من تجاوزات المقاتلين والتحقيق في السرقات المنسوبة إليهم، وينظر إليها بعض السكان بإيجابية.

محمد النجار، وهو أحد سكان الباب، قال: «لقد حصلت تجاوزات مسيئة من قبل بعض عناصر الجيش الحر، والهيئة ستمنعهم وستعاقب المتورطين وباب الشكوى مفتوح لأيّ إنسان، ولا يجب الحكم على الأمر قبل تجربته».

غضب نسائي

التطورات الأخيرة أثارت غضباً نسائياً واسعاً في المدينة. المواطنة ميس عمر قالت إنّ «هذا المآل البالغ السوداوية لثورة قالت إنها قامت لأجل الحرية يدفعنا إلى التمسك أكثر بمؤسسة الجيش الوطني، وبالنموذج السوري للحريات الاجتماعية والفردية. كان ينقصنا حرّيات سياسية أوسع، فقضموا لنا الحريات الاجتماعية والفردية الموجودة». وتساءلت زينة علبي: «هل حقاً سينتشر المطاوعة في حلب لمنعنا من قيادة السيارات، بعدما أحرقوا لنا المعامل ونهبوا الأسواق وقتلوا الجنود. آن الأوان لصحوة وطنية سورية في وجه هذه القباحة».

بدوره يلفت مؤسس «مرصد نساء سوريا»، بسام القاضي، إلى أنّ «هذا الأمر هو مجرّد إفصاح جديد عن الطبيعة الحقيقية للثورة السورية، بصفتها حركة إرهابية انقلابية جوهرها إقامة الدولة الفاشية الدينية على أساس مشترك ما بين الإخوان المسلمين والوهابيين والقاعدة». ورأى القاضي، الذي سجن سبع سنوات في معتقلات النظام، أنّ «واجب الجميع الوقوف مع الجيش العربي السوري في معركته ضد هؤلاء الإرهابيين؛ فهؤلاء يحاولون فرض أجندتهم بقوة السلاح، لا بأيّ شكل آخر». وطالب «بفضحهم في كل مكان وتبيان حقيقة معاداتهم الجذرية للمواطنة وحقوق الإنسان عموماً، وحقوق المرأة خصوصاً. فهم أصلاً لا يرون في المرأة إلا وعاءً جنسياً لتفريغ متعتهم، ولإنجاب ذكور يحملون رايتهم في الفكر الأصولي المنحطّ». بدورها، رأت ميس العمر أنّ «الأقنعة كلها سقطت، وليس الأمر مجرّد انحراف طرأ. كنا نحذّر لأننا نعرف هؤلاء الأشخاص وفكرهم المتطرف». وتساءلت: «هل تقبل تركيا التي تدعم تلك الجماعات عسكرياً وتوفّر لها المعسكرات للتدريب والتجمّع والانطلاق نحو الأراضي السورية أن تنشر فكرها بقوة السلاح في الأراضي التركية؟».

الخشية من تطوّر عمل الهيئة إلى تطبيق متعسف لأحكام الشريعة بالجلد وقطع الأيدي أو الرجم قوبل بسخرية عند البعض؛ فحازم موصللي رأى أنّه «لا حاجة للجلد أو قطع الأيدي؛ فالعقوبة الوحيدة لدى الجيش الحر هي القتل، لكن التدرج هو في شدته ذبح بالسكين أو رمي بالرصاص».

العلمانيون

لعلّها مفارقة عجائبية أن تنتهي صيحات الحرية، التي أطلقتها حناجر الشبّان السوريين الخارجين من المساجد، إلى تحويل هراوات الاستخبارات وعناصر حفظ النظام إلى عصي وسياط مطاوعة يجوبون الشوارع لإجبار المواطنين على أداء الصلاة.

الخطوة التي قوبلت بتشكيك من العلمانيين المؤيدين للثورة، واعتبارها «فبركة متقنة من الأمن والمؤيدين»، تبيّن أنها صحيحة، وتلتها شرائط مسجّلة لشبان عرب وسوريين لاقت استياء أوساط المؤيدين وبعض المعارضين واستهجانهم.

معارض علماني، رفض ذكر اسمه، رأى أنّ القرار «إهانة كبيرة وسلوك عنصري إجرامي بحقّ المرأة السورية، التي تقود الطائرات المدنية منذ سنوات طويلة، ودخلت ميادين كانت وقفاً على الرجال، ومنها الجيش والقضاء».

وحاول آخرون التقليل من شأنه باعتباره «صادراً عن هيئة غير منتخبة ولا تمثّل الثورة السورية، وهي حالة استفادة من الفوضى التي سببها النظام المتعنت».

واستنكرت صفاء معراوي القمع الذكوري باسم الحرية. «في السعودية تتظاهر النساء من أجل حقّ قيادة السيارة، ويأتي في سوريا من يريد حرمان المرأة السورية هذا الأمر البديهي، وهي التي خرجت في التظاهرات من أجل الحرية، في وقت كان فيه الأصوليون يسخرون من قدرة التظاهر على إحداث التغيير»، تقول.

كذلك حمّلت النظام المسوؤلية عن ذلك؛ لأنّه «قمع التيارات العلمانية وبنى آلاف المساجد، وزجّ العلمانيين في السجون في بداية أول الثورة، وترك المجال للإسلاميين ليخيف المجتمع بهم».

«الهيئة» في صلب الثورة

في المقلب الآخر، لا يجد «أبو عبيدة السراقبي»، وهو طالب جامعي، حرجاً في تأكيد أنّ «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو في صلب ثورة الحرية، التي تعني أنّ الغالبية الإسلامية المحافظة يحقّ لها أن تفرض رؤيتها على المجتمع، ما دامت هي الأكثرية، وتدين بدين الحق».

الطالب الجامعي الذي يقول إنّه اضطر إلى حمل السلاح «دفاعاً عن حقّ المتظاهرين في حرية التظاهر السلمي»، يعتقد أنّ «المجتمع السوري سيجد صعوبة في تقبّل المطاوعة في البداية كما حصل مع أشقائنا السعوديين قبل قرن من الزمان، لكنّهم سيدركون مع الوقت كم أنّ الأمر يعني تجسيداً للإسلام الحق العادل».

بدوره، رأى سالم، المؤيد للجيش الحر، أنّ «إعلام النظام يضخّم من شأن المطاوعة، وهي ظاهرة محلية ثانوية جداً بالقياس إلى جسم الثورة المدنية السلمية، وهي مرتبطة بظاهرة السلاح والشعب السوري لن يقبل المطاوعة بعد إسقاط النظام». وأضاف: «يجب ألا ينزعج أحد من المطاوعة، بالأخصّ لأنهم من شريحة قاومت ظلم النظام، ومشهود لها بالأخلاق الدينية الرفيعة، وهي لا تفرض على الناس إلا ما تفرضه على نفسها».

من جهته، قال سامر عثمان إنّ «هيئة الأمر بالمعروف مختصّة بملاحقة المجرمين واللصوص وشاربي الخمور، والتركيز على مسألة منع النساء من قيادة السيارات هو للتغطية على إيجابياتها».

80 متطوعاً بإمرة أبو إسلام

في ثكنة انتزعها مقاتلو المعارضة في مدينة الباب في حلب، يستقبل أبو إسلام، الذي يقود شرطة جديدة تمّ تشكيلها، المواطنين الذين يتهمون المقاتلين بممارسة الترهيب والسلب والتخريب. وفي هذه المدينة، بات بإمكان السكان اللجوء إلى 80 متطوعاً يشكّلون «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». مهمة هؤلاء وضع حد للتجاوزات التي يرتكبها المقاتلون، ولا سيما السرقات أو الأضرار التي يرى السكان أنّها تحلّ بالممتلكات.

ويشير أبو إسلام إلى أنّ تأسيس هذه الشرطة الجديدة، في منتصف تشرين الثاني الماضي، جرى «بعد الحديث مع كل الكتائب المقاتلة في الباب». ويوضح أنّه «قررنا تجنيد متطوعين لا يقدمون أنفسهم كعسكريين، بل كأفراد في المجتمع المدني».

(أ ف ب)

مجلة جامعة الثورة: إثبات للعالم أن حلب أرض الثورة والثقافة والحرية

ملهم الحمصي

الثورة في سوريا على كل الجبهات، حتى الثقافية والأدبية. مجلة جامعة الثورة ناطقة بلسان طلاب جامعة حلب، تريد أن تثبت للعالم أن حلب مهد الثقافة وأرض الثورة، وتطمح لتكون منبرًا ثقافيًا لأكبر تكتل ثوري في سوريا.

على الرغم من تأخر مدينة حلب في انضمامها إلى الثورة السورية، إلا أن حراك شبابها الجامعي كان الأقوى والأعلى صوتًا والأكثر تأثيرًا من بين كل جامعات سوريا، ولا سيما أنها جامعة حكومية رسمية. فجامعة حلب سبقت مدينتها في ركب الثورة، وذلك يرجع إلى غياب الطابع الاجتماعي المشترك لسكان مدينة حلب، بسبب اتساعها الجغرافي وتعدادها السكاني، ما جعل من الجامعة هذا المجتمع المصغر المتلاحم منبعًا لمنابر الثورة في المدينة.

ثورية ثقافية هادفة، تصدر عن أحرار جامعة الثورة… بهذه الكلمات يصف محررو مجلة جامعة الثورة مجلتهم الفريدة في تصنيفها من بين إعلام الثورة السورية، فيما يصف القائمون على المجلة أنفسهم بأنهم “طلاب جامعة حلب، جامعة الثورة، نثبت للعالم وللشعب السوري أننا أهل علم وثقافة وأدب، ندعو للحرية بجميع أشكالها، بما فيها الادبية والاعلامية، وهذه مجلتنا الخاصة بنا وبأدبائنا ومثقفينا تعبر عنا”.

التقت “إيلاف” الدكتور محمد، العضو المؤسس في مجلة جامعة الثورة، فكان الحوار الآتي:

أليس غريبًا أن تكون جامعة حلب سباقة في هذا المجال، على الرغم من أن المدينة تأخرت في الانضمام إلى ركب الثورة؟

في الحقيقة، طبيعة حراك الشباب الجامعي هي ذاتها طبيعة حراك مدينتي حلب وإدلب وريفيهما، فالمحرك واحد، ألا وهو الشباب المثقف الواعي المنتج لهذه الثورة. أما عن جامعة حلب التي سبقت مدينتها في ركب الثورة، فذلك يرجع إلى غياب الطابع الاجتماعي المشترك لسكان مدينة حلب، بسبب اتساعها الجغرافي وتعدادها السكاني، ما جعل من الجامعة هذا المجتمع المصغر المتلاحم منبعًا لمنابر الثورة في المدينة. وهذا ما ميز حلب عن المدن الأخرى، التي قد تتبع لشخصية معينة أو لنزعة طائفية في حراكها الثوري. كما أن التعتيم الإعلامي الذي مارسه النظام على مدينة حلب جعل الحراك الجامعي أكثر تميزًا ووضوحًا.

ما أسباب تأخر أهالي حلب عن الالتحاق بركب الثورة؟

النظام منذ البداية حشّد طاقته الأمنية في العاصمتين، دمشق وحلب، للحد من حراكهما، ما ألزمنا مئات الناشطين لاستنهاض المدينة عن بكرة أبيها، وترسيخ الثورة ميدانيًا وإغاثيًا وإعلاميًا في ربوعها.

اعتدنا المضايقات

ما هي أبواب المجلة وأهم موضوعاتها؟

تضم المجلة حتى هذه اللحظة أربعة أبواب مختلفة: الباب الأول من المجلة بعنوان “ملف العدد”، الذي يسلط الضوء على أحد النقاط التي تهم الشارع في مدينة حلب بشكل عام أو جامعة الثورة بشكل خاص، ويدرس آراء وأفكار طلاب جامعة الثورة حول هذه النقطة ويعرضها. أما الباب الثاني فهو بعنوان “آراء” ويعرض آراء مختلفة ومتباينة لطلاب جامعة الثورة، ويكون المجال مفتوحًا لإدلاء الطالب برأيه بشكل حر. أما في باب “أدبيات”، وهو الثالث في مجلتنا، فيعرض ما تتفتق عنه قريحة أدباء الجامعة ومثقفيها في المجال الأدبي، ويكون ساحة لهم يعرضون فيها من ثمين بضاعتهم ما يشاؤون.

وفي بابنا الأخير وهو “التوثيق” يتم توثيق كل ما يخص جامعة الثورة ككيان، كتوثيق شهداء جامعة الثورة، وذلك بالتعاون مع الجناح الحقوقي من المكتب الاعلامي لجامعة الثورة، إضافة إلى توثيق الحراك الثوري ككل في جامعة الثورة وكلياتها وتاريخ انتهاكات حقوق الانسان فيها. وقد تتخلل في بعض صفحات المجلة مجموعة من الصور الكوميدية الساخرة من النظام وأعوانه، أو تلك التي تذكر لنا قصصًا من واقعنا المرير.

مجلتكم واحدة من المجلات القليلة، التي يقوم عليها شباب ينتسبون إلى جامعة حكومية، وتعمل في الداخل السوري، ألا يسبب لكم ذلك أي مضايقات أو ملاحقات أمنية؟

أن تكون طالبًا حرًا كفيل وحده بالتسبب بالمضايقات، فكيف العمل في مجال ثوري منظم؟!! زد عليه ضرورات تنظيمية دقيقة لا يمكن القيام بها إلا بشروط غاية في الدقة. في الحقيقة، نعاني منذ ثمانية أشهر من ضغوط على جميع الأصعدة، قد تستغرب إن قلت لك إنّ المضايقات الأمنية هي أقل من غيرها، إذ اعتدناها وتأقلمنا نوعًا ما عليها، بسبب ابتكارنا أساليب تجنبنا العمل في ساحة رؤية المنظمات الأمنية.

حيادية سياسية

ما هي صلتكم بأقطاب المعارضة السورية، وهل تمثل المجلة أي توجه سياسي معين؟

في الاجتماع الأول من الهيئة التأسيسية لمجلة جامعة الثورة، اخترنا أن تتخذ المجلة سياسة جامعة الثورة ككل، بالنأي بالنفس عن أي توجه أو ميول سياسي معين، وما زلنا نسير على خطى الشارع السوري الثوري الذي يتخذ اتجاهًا مستقيمًا نحو غايته من دون تسييس أو ميل نحو اتجاه معين. ونحمد الله أننا في مجلة جامعة الثورة نضم كوادر مختلفة الإتجاهات والإيديولوجيات، بحيث استطعنا في ذلك تحييد المجلة عن أي تجاذبات سياسية، مع الإلتزام بنهج ما يكتبه الكاتب المعبر عن رأيه لا عن رأي المجلة، حتى نتيح الفرصة للكُتّاب حرية القلم أن يكتبوا ما يناسبهم دون تقييدهم بنهج معين، ومن دون توجيه المجلة نحو سياستهم أو تيارهم الخاص .

كيف تغطون الأخبار الميدانية في مدينة حلب؟

في مجلة جامعة الثورة، نهتم بثقافة ووعي الثورة السورية. فنحن لا ننقل أخبارًا ولكن نناقشها وندرسها ونسلط الأضواء على نتائجها، ونحاول أن نستكشف ما ستؤول إليه الأحوال، أضف إلى ذلك السعي إلى إيجاد الحلول لها، فنقدمها للجهات المعنية المتمثلة بمكاتب جامعة الثورة والتي توجه الحراك أو تصدرها لجهات معنية أخرى.

ما هي المشقات التي تواجهونها؟

في الحقيقة، لدينا في جامعة الثورة ألم نعانيه ليلًا ونهارًا، سرًا وجهرًا، في جعبتنا أكثر من مئة شهيد من طلاب الجامعة موثقين بالأسماء، وآخرون هجروا مدرجات الجامعة إلى ساحات الموت. وحملنا على عاتقنا ثقل مدينة بحجم مدينة حلب، فاخترنا في مجلة جامعة الثورة أن نكون المنبر الثقافي لأكبر تكتل ثوري مثقف في سوريا، وما زلنا حتى هذه اللحظة نعاني من صعوبات ومشقات تثقل كاهلنا.

كل الألم سيزول عندما نرى مجلة جامعة الثورة مجلة رسمية توزع في ساحات جامعة الثورة المحررة قريبًا، يتبناها الطالب الجامعي كمنبر له فتعبر عنه، ونسعى جاهدين لأن نقيم ندوات ثقافية على مدرجات الجامعة المختلفة تحت رعاية المجلة لتساهم بشكل أو بآخر في صقل ثقافة الوطن.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/780652.html

مقاتلو المعارضة يتقدمون في مخيم اليرموك الدمشقي

يحاول مقاتلو المعارضة السورية السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق فيما وجهت دعوة عبر المساجد إلى السكان للمغادرة.  وتعرض المخيم الذي يعد الاكبر في سوريا يوم الأحد لغارة جوية هي الأولى من الطيران الحربي السوري.

بيروت: تقدم مسلحو المعارضة السورية الثلاثاء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق فيما قال أحد سكان المخيم إن “مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون” داخل المخيم.

ووجهت دعوة عبر مساجد المخيم الواقع جنوب العاصمة السورية إلى السكان للمغادرة. وأضاف الشاهد أن الجيش السوري الذي لم يكن متواجدًا حول المخيم امهل السكان البالغ عددهم 150 الفا حتى الساعة 12:00 (10:00 ت.غ) لاخذ اغراضهم والرحيل.

وتابع أن “البعض قرر الامتثال لذلك والبعض الاخر قرر البقاء”. وشاهد في شوارع المخيم العديد من عناصر الجيش السوري الحر الذين قدموا من احياء مجاورة لا سيما الحجر الاسود ويلدا. واضاف “هذا الصباح كان الوضع هادئا”. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المرصد “تدور اشتباكات عند أطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية – القيادة العامة ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون وأسفرت الاشتباكات حتى اللحظة عن إحراق الية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية بصفوف الطرفين”.

وأضاف “كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة عند اطراف بلدة زملكا”. وتعرض المخيم الذي يعد الاكبر في سوريا ويضم نحو 150 الف لاجىء، الاحد لغارة جوية هي الاولى من الطيران الحربي السوري ادت الى مقتل ثمانية اشخاص، بحسب المرصد.

 ويشهد معبر المصنع الحدودي مع سوريا في شرق لبنان اليوم الثلاثاء عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف الذي شهد تصعيدا خلال الايام الماضية، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وسينضم هؤلاء الى حوالى الفي فلسطيني آخرين دخلوا لبنان خلال الايام الثلاثة الماضية، بحسب تقديرات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (انروا) والامن العام اللبناني.

وقال مراسل وكالة فرانس برس ان عشرات الحافلات والسيارات التي تقل فلسطينيين عبرت الحدود اللبنانية قبل ظهر اليوم، مشيرا الى ان ركابها ابلغوا الصحافيين انهم قادمون من مخيم اليرموك “الذي يتعرض لقصف في مناطق عدة، وقد غادره اغلب الناس”، بحسب ما صرح احد الشبان رافضا الكشف عن اسمه.

وكانت السيارات والحافلات تتوقف في ساحة صغيرة امام مركز الامن للقيام بالمعاملات قبل متابعة طريقها.

في شمال لبنان، ذكر مسؤول لجنة النازحين الفلسطينيين السوريين في مخيمي البداوي والبارد ربيع دامس ان العدد التقريبي للعائلات الفلسطينية التي نزحت على مدى ال48 ساعة الماضية من مخيم اليرموك الى مخيمي البداوي والبارد يتراوح بين 60 الى 70 عائلة موزعة على منازل أقارب لها.

وأشار دامس الى ان “اوضاع العائلات سيء للغاية ومعظمهم اضطروا لمغادرة منازلهم دون ان يخرجوا ايا من امتعتهم”.

وقالت المتحدثة باسم الاونروا في لبنان هدى سمرا لوكالة فرانس برس ان “اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا يتوزعون على اقارب لهم واما يستأجرون اماكن للسكن”.

واشارت الى ان عشرة الاف فلسطيني كان سبق لهم ان لجأوا الى لبنان من سوريا، وغالبيتهم من مخيم اليرموك.

واوضحت سمرا ان الاونروا “قامت بعد تقدير حاجات هؤلاء باستدراج تبرعات بقيمة ثمانية ملايين و200 الف دولار من اجل تقديم خدمات صحية وتعليمية وغذائية لهؤلاء، لكن لم يصلها من المبلغ الا 760 الفا”.

واشارت الى ان الوكالة “وضعت عياداتها الطبية في تصرف هؤلاء”، وانشات “قاعات صفوف خاصة في مدارسها لاولاد النازحين من سوريا”، كما بدأت تقدم “بالتنسيق مع عدد من المنظمات الاهلية وغير الحكومية سلعا خاصة بفصل الشتاء كثل قسائم لشراء ملابس”.

واقرت سمرا بوجود مشاكل عديدة مثل النقص في المواد الغذائية وفي بدلات الايجار. ووقالت ان “هناك وعودا بتمويل قريب لبعض الاحتياجات” معربة عن الامل بان يكون في الامكان من خلالها التعامل مع حاجات النازحين الملحة.

من جهة ثانية انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي اليوم الثلاثاء، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل 48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان بعد الظهر “انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة”.واشار الى معلومات اولية عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل الانسحاب منه، والى قتل واسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالاضافة الى الاستيلاء على اليات عسكرية.

وكان المرصد افاد امس عن انسحاب القوات النظامية من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في المنطقة نفسها.

واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقاتلين من مجموعات عدة “بدأوا هجوما واسعا على معظم الحواجز في ريف حماة” اعتبارا من الاحد. كما اعلن عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا للجيش السوري الحر العقيد الطيار الركن قاسم سعدالدين في بيان ليل الاحد “بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها من عصابات الاسد وشبيحته”.

وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 191 شخصا هم 98 مقاتلا معارضا و53 عنصرا من قوات النظام و40 مدنيا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.

من جانب آخر، ذكرت وزارة الدفاع الثلاثاء أن روسيا أرسلت اسطولاً جديدًا من السفن الحربية الى المتوسط باتجاه السواحل السورية في حين يشتد النزاع في هذا البلد. ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن الوزارة قولها ان سفينة ياروسلاف مودري الدورية وسفينتي الانزال كاليننغراد والكسندر شابالين وسفينة اس بي-921 القاطرة وسفينة التموين لينا ابحرت من بحر البلطيق الى المتوسط.

وذكر المصدر نفسه ان هذه السفن ستحل مكان اسطول اخر تقوده السفينة الطراد موسكفا التي ارسلت الى المنطقة من البحر الاسود في تشرين الثاني (نوفمبر). ولم توضح الوزارة ما اذا كانت السفن سترسو في ميناء طرطوس السوري (200 كلم شمال غرب دمشق) حيث تنشر روسيا حليفة سوريا منذ العهد السوفياتي، قاعدة تموين ودعم تقني.

ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن مصدر في قاعدة البلطيق البحرية قوله ان الاسطول ارسل الى المتوسط “لمشاركة محتملة في اجلاء مواطنين روس” من سوريا. وهناك اكثر من خمسة الاف من الرعايا الروس المسجلين لدى السلطات القنصلية الروسية في سوريا لكن الخارجية الروسية تقدر عددهم الفعلي بما بين 25 الى 30 الف شخص مع احتساب الروس المتزوجين مع سوريين واولادهم.

وقالت الوزارة الثلاثاء ان مواطنين روسيين خطفا مع مواطن ايطالي في سوريا. وفي تشرين الاول/اكتوبر خطفت الصحافية الاوكرانية انخار كوتشنيفا في سوريا ويتهمها مقاتلون في الجيش السوري الحر الذين يهددون باعدامها، بالعمل لحساب الاستخبارات الروسية. وروسيا من اخر الدول الداعمة للنظام السوري الذي تبيعه اسلحة.

هذا ووصل جنود المان مساء الاثنين الى تركيا في اطار بعثة للحلف الاطلسي استعدادا لنصب صواريخ باتريوت المانية في هذا البلد بغية حماية اراضيه من اي تهديدات سورية محتملة كما اكد مصدر دبلوماسي الثلاثاء.

واوضح المصدر ان العسكريين وصلوا الى مطار اضنة في جنوب تركيا قبل ان ينتقلوا الى القاعدة الجوية الاميركية في انجرليك القريبة من اضنة. ثم سيتوجهون اليوم الثلاثاء الى كهرمانمراس (جنوب) حيث سيتم نصب صواريخ باتريوت ارض جو بحسب المصدر.

وافادت وكالة انباء الاناضول التركية ان الوفد يضم ايضا عسكريين هولنديين. ولم يتسن الحصول على تعليق من السفارة الهولندية بشأن هذه المعلومة. وقد وافق النواب الالمان في البوندستاغ الجمعة على ارسال صواريخ باتريوت طلبتها تركيا من حلف شمال الاطلسي لحماية اراضيها من اي هجمات محتملة من الجانب السوري.

الابراهيمي يبحث مع العربي مستجدات الوضع في سوريا

دبلوماسيًا، بحث الامين العام للجامعة العربية الثلاثاء في القاهرة مع المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي الخاص بسوريا، مستجدات الوضع في هذا البلد، بحسب ما افاد مصدر في الجامعة.

وبحث الابراهيمي والعربي “الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الابراهيمي مع مختلف اطراف الازمة، ونتائج محادثاته الاخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف ، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي”.

وتاتي هذه المحادثات بعد اعلان فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ان ايا من طرفي النزاع في سوريا لن يستطيع حسم الامور. وقال الشرع في حديث لصحيفة “الاخبار” اللبنانية المقربة من سوريا وايران نشر الاثنين، “ليس في امكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما ان ما تقوم به قوات الامن ووحدات الجيش لن يحقق حسما”، داعيا الى “تسوية تاريخية” تشمل الدول الاقليمية واعضاء مجلس الامن.

الأمم المتحدة تحذر من نقص الوقود

وحذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، من أن نقص الوقود يعيق إيصال المساعدات إلى السوريين العالقين في النزاع. وحضت آموس الحكومة السورية على السماح بشكل عاجل باستيراد الوقود، ودعتها إلى تمكين عمال الإغاثة من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من مناطق النزاع والسماح لعشر منظمات إغاثية أخرى بالعمل في سوريا.

وأضافت آموس أن عمال الإغاثة يحتاجون أيضا إلى السماح لهم بحرية الحركة في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون داخل سوريا حتى يضاعفوا جهود الإغاثة التي يقومون بها. وقدمت البارونة آموس إيجازا لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن زيارتها الأخيرة إلى سوريا واجتماعها مع بعض المسؤولين السوريين لمناقشة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وقالت تعليقا على المخاوف من أن تكون الطائرات الحكومية قصفت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين إن الوضع هناك يتسم بالفوضى. ويحتاج أكثر من 2.5 مليون سوري إلى الحصول على مساعدات إنسانية، حسب إحصائيات الأمم المتحدة. كما أن أكثر من 500 ألف سوري اضطروا إلى النزوح عن منازلهم والانتقال إلى العيش في الدول المجاورة.

واكدت الحكومة الالمانية تأييدها لارسال بطاريتي صواريخ باتريوت وحتى 400 جندي الماني الى تركيا. وتشارك في هذه البعثة هولندا والولايات المتحدة مع ارسال بطاريتي صواريخ ونحو اربعمئة جندي من كل طرف.

ومن المفترض ان تسهم صواريخ باتريوت ارض جو في حماية الاراضي التركية. وبامكانها ايضا ان تدمر في الجو صواريخ بالستية تكتيكية وصواريخ عابرة وطائرات بحسب مجموعة لوكهيد مارتن التي صنعتها.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/780715.html

المعارضة تقطع طريق لجوء الأسد إلى ملاذه الأخير

عبدالاله مجيد

بسط مقاتلو المعارضة السورية سيطرتهم على ست قرى علوية ويضعون الخطط للسيطرة على جبل العلويين والتقدم نحو اللاذقية جاعلين مشروع إقامة دولة توفر ملاذًا آمنًا للأسد أقرب إلى الحلم منه إلى الفكرة الواقعية.

قاد أبو ياسين الذي يسكن واحدة من عشرات القرى السنية في جبل الأكراد سيارته التي كانت الوحيدة على الطريق مارًا بهياكل دبابات محترقة وحواجز تفتيش انسحبت منها قوات النظام السوري، وصف تلو آخر من القرى المهجورة.

وعلى مبعدة كانت الحرب مستعرة حيث مروحيات النظام تحوم فوق البلدات الواقعة على خطوط القتال وتلقي براميل من المتفجرات على المباني بدوي يصم الآذان. وكان مقاتلو المعارضة يردون بمضادات جوية أخفوها وسط مبانٍ ضيقة أو قرب الأحراش التي تكسو سفوح الجبال.

ويرى مراقبون أنّه في هذه المنطقة الجبلية المتاخمة لشاطئ المتوسط في محافظة اللاذقية قد يراهن رئيس النظام بشار الأسد على خوض معركته الأخيرة.

حلم الأسد

وعلى امتداد قرون كانت هذه المنطقة موطن عائلته وطائفته العلوية. وهذا الجيب حيث تقع مدينتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان والجبال الممتدة شرقًا هو الذي يعتبره الأسد وعلويون آخرون فرصتهم الأخيرة لإقامة دولة علوية منفصلة يأملون بأن تحميهم من المعارضة المسلحة ذات الأغلبية السنية.

لكنّ مقاتلي المعارضة بسطوا سيطرتهم على رقعة واسعة من الأرض في هذه المنطقة تحديدًا جاعلين مشروع اقامة دولة توفر ملاذًا آمنا للأسد ورهطه أو، على الأقل، ملاذاً يمكن الدفاع عنه، أقرب الى الحلم منه الى الفكرة الواقعية.

وفي هذه المنطقة خاض مقاتلو المعارضة الذين يتسللون من تركيا حربًا ظلت بعيدة عمليًا عن التغطية الاعلامية. ويسيطر مقاتلو المعارضة الذين تقدموا قرية تلو أخرى وبلدة بعد أخرى، على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان اللتين تشكلان القسم الأعظم من شمال محافظة اللاذقية.

قرى مهجورة

ومع تقدم قوات المعارضة حزمت عائلات علوية متعلقاتها على عجل ونزحت. قال ابو ياسين لصحيفة الديلي تلغراف إن قوات المعارضة تسيطر الآن على ست قرى علوية “ولكن لم يبقَ فيها علويون. فهم يعتقدون بأنهم سيُقتلون إذا رحل بشار الأسد لذا هربوا الى مناطق يسيطر عليها النظام”.

ولاحظت صحيفة الديلي تلغراف أن القرى العلوية التي زارتها مهجورة ومقفرة الآن، وأن آثار النزوح بعجالة بادية على العديد منها أحذية وملابس وكتب متناثرة على الأرض، جدران البيوت مخرمة بآثار الرصاص والقصف، ومتاجر عديدة أُضرمت فيها النار على ما يبدو.

 ونزحت غالبية العائلات العلوية الى اللاذقية وطرطوس أو الى جبل العلويين القريب حيث تقع القرداحة بلدة بشار الأسد. وبدأت عائلات علوية من انحاء سوريا ايضا تشيد منازل في هذه الملاذات الجبلية خشية أن تصبح ضحية اعتداءات طائفية سواء أكان افرادها مؤيدين للنظام أو غير مؤيدين. ولكن حتى هذه الملاذات تقع الآن في مرمى قوات المعارضة.

وعلى بعد نحو ثلاثة كيلومترات من مواقع المعارضة يلوح جبل العلويين مرئيًا بوضوح من بلدة سلمى الواقعة على خط الجبهة. وتقصف مروحيات النظام وطائراته الحربية البلدة في النهار وفي الليل، واحال القصف الذي يكاد يكون متواصلاً غالبية مبانيها ركامًا وطرقها حفرًا. ولكن النظام لم يتمكن من وقف تقدم المعارضة، وقريبًا قد لا يجد الأسد مكانًا يلوذ به.

خطط للسيطرة على جبل العلويين

وقال ابو طاهر القائد العسكري في بلدة سلمى لصحيفة الديلي تلغراف: “نحن نخطط للسيطرة على جبل العلويين ونتقدم نحو اللاذقية. فإذا سمحنا للدولة العلوية أن تكون حقيقة قائمة ستقول سائر الأقليات “نحن ايضًا نريد دولتنا” وسيتمزق البلد اشلاء”.

ويؤكد قادة عسكريون معتدلون مثل ابو طاهر أن العلويين الملطخة أيديهم بالدماء وحدهم الذين سيُعاقبون “على جرائمهم”. وإذا حاول أي جهاديين طائفيين متطرفين اندسوا في صفوف بعض الفصائل المسلحة أن يرتكبوا اعتداءات على العلويين فإن مقاتلي المعارضة المحليين سيردونهم على اعقابهم، بحسب ابو طاهر.

مخاوف من أعمال انتقامية

 لكنّ هناك همسًا تشوبه مخاوف حتى في اوساط المعارضة السنية بأن منع انطلاق موجة من اعمال القتل الانتقامية سيكون صعبًا إذا انتصرت قوات المعارضة في هذه الجبال ثم في اللاذقية التي تقع تحتها. وكان السنة والعلويون تعايشوا جيرانًا في هذه المنطقة منذ زمن طويل ولكن الحرب أخذت تمزق هذا النسيج الاجتماعي وتؤجج نعرات طائفية خطيرة.

ورفض احمد بركات وزوجته البالغان 80 عامًا من العمر أن يرحلا عندما وصل مقاتلو المعارضة الى قريتهما العلوية عين العشرة. وتعهد مقاتلو المعارضة بقيادة الشيخ ايمن عثمان من اهالي المنطقة بألا يلحق بهما أذى. ولكن عندما قُتل الشيخ عثمان في معركة اقتحمت القرية ميليشيا طائفية وتحولت حياة اهلها الى كابوس يعيشونه كل يوم. وقال احمد بركات “إنهم سرقوا كل شيء، اخذوا السيارات واقتحموا بيوتنا. وبعد ذلك قال سكان القرية انهم سيُقتلون فهربوا الى اللاذقية”.

وفيما كان بركات يتحدث كانت الدموع تنهمر من عيني زوجته: “قبل ثلاثة اشهر جاؤوا واعتقلوا ابني الذي لم يفعل شيئًا”. وتابع بركات “جاء رجل وطالب بفدية قدرها 1.5 مليون ليرة وأمهلوني ثلاثة ايام لجمع المال وإلا فإنهم سيقتلون ولدي. شحذت واقترضت من اصدقائي واقاربي وحين جاء ثانية في الليل أخذ المال ولكنهم لم يعيدوا لي ولدي”.

تثقيف المعارضة

 واتفق شيوخ جبل الأكراد ووجهاؤها على تنظيم حملة لتثقيف مقاتلي المعارضة بطرق السيطرة السلمية على المناطق العلوية. وقال الشيخ محمد رحيل: “نحن نحاول أن نمنع اعمال القتل الثأرية”.

وكان الشيخ خالد كمال أول رجل دين في مدينة اللاذقية تحدث ضد النظام عندما خرجت تظاهرات مناوئة للحكم في المدينة العام الماضي. وهو يقيم الآن في مناطق جبلية تقع تحت سيطرة المعارضة عاملاً على منع الثورة من الانزلاق الى فوضى طائفية. وقال الشيخ كمال لصحيفة الديلي تلغراف “أنا متأكد من أن مجازر ستُرتكب ضد العلويين وان اعمال قتل ثأرية ستقع عندما يصلون الى اللاذقية. فإن النظام السوري جعلنا اعداء خلال العامين الماضيين”.

 واضاف الشيخ كمال “أنا والشيوخ الآخرون نحاول منع ذلك ولكننا لسنا واثقين من النجاح في محاولتنا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/780704.html

سماحة إرهابي عالمي: رسالة إنذار إلى النّظام السّوري

ريما زهار

يرى البعض وصف أميركا ميشال سماحة بالارهابي العالمي رسالة انذار إلى النظام السوري، وأنه لا يؤثر في مجريات تحقيق السلطات القضائية اللبنانية.

بيروت: يؤكد النائب تمام سلام في حديثه لـ”إيلاف” أن تصنيف ميشال سماحة بالارهابي العالمي يعني أن اميركا بالدرجة الاولى، لها مقاييسها وقوانينها التي تعتمدها للتعاطي مع من تريد وصفه، اما في ما يختص بنا في لبنان، فإن القضاء يأخذ مجراه في قضية سماحة، ولا بد وأن تصدر الادانة قريبًا، نعم هي عملية ذات طابع ارهابي.

تبعات هذا الوصف يتأثر بها لبنان ايضًا، في هذا الخصوص يقول سلام إنه طالما لبنان يقوم بواجباته القضائية لملاحقة الارهابيين، فبرأيي أن الامر ممسوك ولا يمكن أن تكون له تداعيات الا اذا اظهر عدم قدرة على ذلك، عندها تكون للبعد الدولي حصته.

صفة الارهاب اليوم تبقى تلاحق العربي واللبناني، هل هذا الوصف يزيد من تبعات هذه الصفة على اللبناني خارجًا؟ يجيب سلام الامر لا علاقة له بما يصفه الغرب من ارهاب بقدر ما هو حصل عندنا أي محاولة للاخلال بالامن والايقاع بالارواح، وهذه معطيات لسنا بحاجة الى أي وصف من الغرب.

الارهاب في القانون

الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري تحدث بدوره لـ”إيلاف” مؤكدًا أن هذا شأن داخلي قررته الولايات المتحدة، في تصنيف شخص آخر خارجها، وهذا التصنيف يستتبع كما جرى فعلاً حظر دخوله الى الارض الاميركية، وحجز امواله المودعة فيها، أو أي توظيفات أخرى، ولكن هذا التصنيف لا يؤثر على الدول الأخرى في تعاملها مع سماحة، لأنه لا يتسم بأي صفة دولية، ويضيف المصري:” اعتقد من الناحية القضائية وليس السياسية، لا يؤثر ايضًا على التحقيق الذي تقوم به السلطات القضائية اللبنانية، بحق سماحة، ولكن في الاطار السياسي هذا التصنيف يحمل اكثر من رسالة، رسالة دعم الى الحكومة اللبنانية بشكل عام، ورسالة انذار ربما للنظام السوري.

ويضيف المصري:” من جملة الرسائل الرسالة الموجهة الى لبنان التي يمكن أن تحمل 3 معانٍ، الاول أن الولايات المتحدة متعاطفة مع الحكومة اللبنانية في تعاملها مع هذه القضية، والمعنى الثاني أن الموضوع بتشدد الولايات المتحدة الاميركية فيه غير قابل للتسوية أو التسويف، وهي رسالة سياسية لا علاقة لها بالوضع القضائي، ويجب التركيز على موضوع أنها رسالة سياسية اكثر منها قانونية، والرسالة الثالثة للبنان أن هذه الاتهامات تندرج ايضًا في الاعتقاد الاميركي، ضمن تهمة الارهاب الدولي وليس فقط نقل متفجرات والى ما هنالك، وكل هذه المعاني سياسية وليست قضائية، لأن القضاء يستكمل تحقيقاته وفقًا للحيثيات التي يراها ملائمة مع هذه الدعوى.

اما صفة الارهابي فهل تؤثر على سائر اللبنانيين المتواجدين في الخارج؟ يجيب المصري:” ليس هناك أي ارتباط مباشر بين هذه القضية، لأن فيها عناصر اثبات حقيقية، فالامر ليس مجرد تصنيف سياسي، وفي كل الاحوال، اللبنانيون وغيرهم في الولايات المتحدة، كلهم تحت المراقبة.

وكانت الولايات المتحدة اليوم وصفت وزير الإعلام والسياحة الأسبق في الحكومة اللبنانية ميشال سماحة بأنه “إرهابي عالمي” وجمّدت أصوله، وأكدت أنه دعم محاولات النظام السوري للتحريض على العنف في لبنان.

وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن سماحة “إرهابي عالمي”، مشيرة إلى أنه تعاون مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لزعزعة الاستقرار في لبنان.

وقالت الوزارة في بيان لها “الولايات المتحدة ستواصل فضح أي محاولات من جانب نظام الأسد للتدخل في شؤون جيرانه والتسبب في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة”.

وأضافت أن قرارها الذي يجمد أصول سماحة الواقعة تحت الولاية القضائية الأميركية يمنع أيضًا المواطنين الأميركيين من الدخول في معاملات تجارية معه.

يشار إلى أن السلطات اللبنانية اعتقلت ميشال سماحة في آب /اغسطس الماضي بسبب مزاعم عن التحريض على العنف في لبنان وكان يؤيد بشكل معلن نظام الأسد ضد الثورة.

وقد عمل وزيرًا في ثلاث حكومات لبنانية بين 1992 و2004 عندما كانت سوريا لاعبًا مركزيًا في سياسة وأمن لبنان، كما كان عضوًا في البرلمان.

وأدرج في 2007 على قائمة البيت الأبيض للشخصيات اللبنانية والسورية المشتبه بأنها تعمل لتقويض استقرار لبنان والحكومة اللبنانية المدعومة من الغرب، والتي كانت تتولى السلطة في ذلك الوقت.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/780686.html

النظام يحشد قواته لاقتحام اليرموك.. والمعلم يحذر الفلسطينيين من إيواء «الإرهابيين»

انقسام في «الجبهة الشعبية».. والجيش الحر يسيطر على مقرها في المخيم

صورة بثها موقع سوري معارض لرجال يحاولون إجلاء مصاب في مخيم اليرموك بعد قصفه من طائرات «الميغ» السورية

لندن: «الشرق الأوسط»

تواصل القصف المدفعي العنيف على مخيم اليرموك، الذي يأوي لاجئين فلسطينيين، وحشدت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد دباباتها أمس أمام المخيم، جنوب العاصمة السورية، استعداد لاقتحامه، وذلك بعد توجيه نداءات للسكان لإخلائه. كما حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الفلسطينيين في المخيم من إيواء «الإرهابيين أو تقديم أي مساعدة لهم» خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وكانت مقاتلات سوريا قصفت أول من أمس وللمرة الأولى مخيم اليرموك استهدف أحدها محيط جامع عبد القادر الحسيني الذي التجأ إليه العشرات من المدنيين من النساء والأطفال، وتسببت القذيفة في مقتل وجرح العشرات.

وبحسب شهود عيان شوهد أمس عند دوار البطيخة في مدخل مخيم اليرموك انتشار كثيف للقوات السورية بالعتاد الكامل ونحو 100 عنصر باللباس المدني يقومون بمنع دخول السيارات إلى المخيم، مع نشر للقناصة على أسطح البنايات.

وقال ناشطون إن الاشتباكات تواصلت في حي التقدم بمخيم اليرموك بين مقاتلين من اللجان الشعبية الفلسطينية التابعة للجبهة الشعبية – القيادة العامة (التابعة لأحمد جبريل) ومقاتلي الجيش الحر الذين أعلنوا مساء أمس سيطرتهم على مقر القيادة العامة في المخيم، ويشار إلى سماع أصوات انفجارات في المنطقة وحي الحجر الأسود المجاور. من جانب آخر تحدث شهود عيان عن تجمع المئات من سكان المخيم عند دوار البطيخة نزحوا من المخيم ولا يدرون إلى أين يذهبون، وقالوا إن عشرات الأسر افترشت الأرض في الحدائق، ومداخل الأبنية، دون غذاء ولا كساء. ووجه ناشطون نداءات استغاثة لسكان دمشق لإيواء النازحين من المخيم وتقديم العون لهم. كما ازدحم مئات العائلات الفلسطينية أمام مركز الهجرة والجوازات الخاصة بالفلسطينيين للحصول على تصريح بالخروج إلى لبنان، و«يلاقي هؤلاء معاملة سيئة جدا من الموظفين بسبب الفوضى والازدحام الشديد. وبعضهم وقع على الأرض وتعرض للدهس بالأقدام من شدة التزاحم» بحسب شهود عيان. وقال عصام، وهو أحد سكان المخيم، لوكالة الصحافة الفرنسية إن اليرموك شهد صباح أمس حركة نزوح، بسبب شائعات غير معروفة المصدر مفادها أن أمام سكان المخيم ساعتين (بين السادسة والثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، لمغادرته».

وأشار إلى أنه أمضى الليلة الماضية في مكان عمله بعدما لم يتمكن من العودة إلى منزله «بسبب الاشتباكات التي تدور في غالبية الشوارع ووجود القناصة على الأسطح»، وأنه انتقل أمس مع زوجته وأولاده للإقامة لدى أهله في دمشق.

ويذكر أن المخيم أحد المناطق الشعبية الأكثر اكتظاظا بالسكان، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين والذين يقدر عددهم في مخيم اليرموك بنحو 150 ألف نسمة، من 500 ألف فلسطيني يعيشون في سوريا، كما يسكن في مخيم اليرموك آلاف السوريين من ذوي الدخل المحدود من المناطق الأخرى، كما كان المخيم خلال الأشهر الماضية ملاذا لآلاف النازحين السوريين من الأحياء والبلدات الساخنة المجاورة والبعيدة. وبدوره قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اتصال أجراه الأخير أن سوريا «سبق لها أن حذرت مرارا من خطورة زج الفلسطينيين بالأزمة السورية ومن محاولات حرفهم عن حقوقهم وفي مقدمتها حق العودة»، لافتا إلى أن «ما تقدمه سوريا للفلسطينيين فيها منذ عقود لم تقدمه أي من الدول المضيفة لهم». وحول ما يجري في مخيم اليرموك قال المعلم: «إنه منذ أربعة أيام دخلت مجموعات إرهابية مسلحة تابعة لـجبهة النصرة إلى بعض أحياء المخيم الذي يقطنه فلسطينيون وسوريون بعد قيام تلك المجموعات الإرهابية المسلحة بقصف مدفعي على أحياء في المخيم أصابوا خلاله جامعا ومشفى وعلى الرغم من مناشدات السكان لقواتنا المسلحة بالتدخل إلا أن الجيش السوري لم يدخل إلى المخيم والاشتباكات الجارية منذ بضعة أيام هي بين هذه المجموعات الإرهابية التي تتلقى الدعم بالسلاح والمال من بعض دول الجوار وعناصر من المخيم شكلتها اللجان الشعبية الفلسطينية المقيمة فيه». وحذر المعلم الفلسطينيين من «إيواء أو مساعدة هذه المجموعات الإرهابية الدخيلة على المخيم» وطالبهم بـ«العمل على طردها».

وفي أول انتقاد من نوعه للنظام السوري واتهامه بقصف المخيم، طالب المتحدث باسم الجبهة الشعبية حسام عرفات في بيان باعتذار من الأسد، وقال في بيانه من رام الله، إن «القصف الذي قامت به طائرات النظام السوري لجامع عبد القادر الحسيني (في المخيم) لا يدع مجالا للشك بالجهة التي تقف خلف هذا القصف وهي سلاح الجو السوري». وأضاف: أن «الجبهة الشعبية – القيادة العامة تطالب القيادة السياسية في سوريا وفي مقدمتهم الرئيس السوري بشار الأسد بتقديم توضيح تفصيلي لهذه الجريمة ومحاسبة مرتكبيها والاعتذار العلني عنها». ووصف عرفات القصف بأنه «جريمة لا يمكن تبريرها أزهقت أرواح العشرات من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم اليرموك وجريمة مدانة بأشد العبارات ومحاولة مرفوضة لإقحام المخيمات الفلسطينية في الأزمة السورية الحالية وتطور خطير لا يمكن المرور عليه مرور الكرام».

إلا أن المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أنور رجا برأ القيادة العامة من تصريحات حسام عرفات، وأكد في تصريحات صحافية من دمشق «وقوف الجبهة إلى جانب النظام السوري» وقال رجا: إن «الجبهة تؤكد ثبات موقفها تجاه ما تتعرض له سوريا من مؤامرة وحرب كونية»، معتبرا أن التصريح الصادر في رام الله «لا علاقة للجبهة فيه».

وتتخذ الجبهة بزعامة أحمد جبريل من دمشق مقرا لها، وشارك مقاتلون تابعون لها في اشتباكات في مخيم اليرموك ضد مقاتلي الجيش الحر. وكان معارضون سوريون ومصادر فلسطينية أفادوا بمغادرة أحمد جبريل للمخيم اليرموك السبت مع نجله متوجها إلي مدينة طرطوس على البحر المتوسط وهي معقل للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. من جهته، حمل نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس السلطات السورية مسؤولية أمن المخيمات الفلسطينية، معربا عن «قلقه البالغ» لأعداد الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا في مخيم اليرموك. وحمل السلطات السورية مسؤولية أمن المخيمات الفلسطينية، وحذر من «مخاطر إقحامها في النزاع الدائر في سوريا».

ودعا السلطات السورية وكافة الأطراف المتنازعة إلى «المحافظة على أمن اللاجئين الفلسطينيين، وعدم إقحامهم في الصراع الدائر وتجنيبهم مخاطر الاقتتال والتهجير والنزوح وتوفير الحماية اللازمة لهم». وأشار البيان إلى أن العربي أجرى مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس جرى فيها التداول حول سبل التحرك من أجل ضمان حماية اللاجئين الفلسطينيين وأمنهم في سوريا.

«الحر» يعلن النفير العام في حماه.. ويسيطر على «اللواء 34» بدرعا

300 شخص يلقون حتفهم بسوريا خلال يومين.. والحلقي يزور حلب

بيروت: كارولين عاكوم

في موازاة استمرار القصف والعمليات العسكرية الشاملة في معظم المناطق السورية، أعلن الجيش الحر النفير العام في حماه وريفها لتحريرها، مؤكدا في الوقت عينه سيطرته على «اللواء 34» في درعا وكتيبة «حندرات 603 دفاع جوي» في حلب، وأفاد ناشطون بأن قذيفة «هاون» سقطت أمس في منطقة المهاجرين بدمشق حيث يقع قصر الروضة الرئاسي. ووصل عدد قتلى أمس، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى نحو 120 سوريا في أنحاء متفرقة من البلاد، ليرتفع عدد القتلى خلال اليومين المنصرمين إلى أكثر من 300.

وبعدما كانت الألوية التابعة للمجلس العسكري الثوري في حماه، مساء أول من أمس، قد أعطت ضباط وجنود قوات النظام مهلة 48 ساعة للانشقاق معلنة النفير العام في حماه، أعلن الجيش الحر أمس بدء عملية تحريرها والإعداد لعمليات واسعة تستهدف بالدرجة الأولى الحواجز المنتشرة في المنطقة.

وقال العقيد قاسم سعد الدين عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا في الجيش الحر إن العمليات العسكرية تشمل الريف الشمالي والشرقي والريف الشمالي الغربي والجنوبي لحماه، مشيرا إلى وجود تواصل مع الحواجز التابعة لقوات النظام، ولفت إلى أن معظم الحواجز منهارة وجاهزة للاستسلام. كذلك، اندلعت معارك بين الجيشين الحر والنظامي في مدينة حلفايا بريف حماه، بينما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ بلدتي كفرزيتا وكرناز. وفي ما يتعلق بمعركة تحرير حماه، قال أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، لـ«الشرق الأوسط»، إن الإعلان عنها جاء ردا على التصعيد المفاجئ على حماه وريفها، بعدما كان يفترض أن يعلن عنها في الأسابيع القليلة المقبلة، لافتا إلى أن قوات النظام عمدت إلى قصف حلفايا حيث ارتكبت مجزرة أودت بحياة 35 شخصا، ومناطق عدة في حماه بالصواريخ، الأمر الذي جعل الجيش الحر يبدأ بمواجهة الحواجز ويحاصر عددا من العناصر فيها. وفي حين يرى الحموي أن معركة حماه لن تكون سهلة نظرا إلى محاولة النظام الاحتفاظ بها، أشار إلى أن أهم أهداف الجيش الحر سيكون المطار العسكري الذي يعتمد عليه النظام كمحطة للطائرات المحملة بالعتاد والأسلحة وتوزيعها على مناطق ومطارات أخرى، وقطع طريق حماه – إدلب، إضافة إلى لواء القوات الخاصة واللواء 47 وتجمعات عسكرية مهمة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات النظامية انسحبت من حاجز الشيخ حديد بعد تعرضها للقصف بقذائف «الهاون» وقذائف مضادة للدروع من قبل مقاتلين من المعارضة كما انسحبت من حاجزي باب الطاقة وحصرايا مع تواصل الاشتباكات وحصار الحواجز في بلدات حلفايا وكفرزيتا وكرناز والحماميات وطيبة الإمام وحاجز للقوات النظامية عند مدخل مدينة محردة وعدة قرى أخرى في سهل الغاب في عملية هي الأوسع منذ أشهر. كذلك، أفاد المرصد بتجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة حلفايا التي شهدت قصفا عنيفا واشتباكات في محيطها أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 23 مواطنا كما تعرضت قرية الزكاة بريف حماه للقصف من قبل القوات النظامية.

وفي حلب أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على كتيبة «حندرات 603 دفاع جوي» قرب مدرسة المشاة التي سبق أن سيطر عليها بالكامل، بينما لا يزال يحرز تقدما في المعركة المستمرة منذ أيام مع جنود النظام في كلية الشؤون الإدارية غرب حلب، بحسب ما ذكره المرصد، وقد تمكن مقاتلو الجيش الحر من السيطرة على الجزء الأكبر من الكلية.

وفي ريف حلب الشمالي قصفت الطائرات الحربية السورية مدينة أعزاز الواقعة على بعد مئات الأمتار عن الحدود التركية، والتي يسيطر عليها الجيش السوري الحر. وقد أدى القصف إلى تدمير عدد من المنازل ومسجد، وسقوط عدد من الجرحى، ونتج عن ذلك حالة من الخوف في صفوف السكان واللاجئين السوريين في تركيا.

وفي غضون ذلك، زار وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي مدينة حلب للاطلاع على الصعوبات التي تواجهها جراء المعارك الجارية فيها، بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي السوري أمس. وهي المرة الأولى التي يزور فيها وفد حكومي على هذا المستوى المدينة التي تشهد منذ خمسة أشهر معارك دامية. وجاء في شريط إخباري تلفزيوني أن الزيارة أسفرت عن «تخصيص الحكومة مائتي مليون ليرة (مليوني دولار بحسب السوق الموازية) لشراء مواد إغاثية و100 مليون (مليون دولار) لشراء مواد أساسية ومتطلبات الخدمات و140 مليون ليرة (1.4 مليون دولار) للمساهمة في الموازنة المستقلة لمحافظة حلب وتأمين مساعدات أسبوعية بواسطة الطائرات».

وفي إدلب، ذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت في مدينة خان شيخون بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين كانوا ينفذون هجوما على حواجز القوات النظامية في المدينة ومحيطها. وفي ريف الرقة، قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر سيطر على حاجز الرصافة العسكري التابع للجيش النظامي. أما في دير الزور، فقد قال ناشطون إن الجيش الحر تقدم في عدد من الأحياء التي يسيطر عليها النظام، كما أنه ما زال يحاصر مطار دير الزور العسكري ويقصفه بقذائف «الهاون». وقالت شبكة «سوريا مباشر» إن قوات النظام قصفت منذ الصباح الباكر بالمدفعية الثقيلة أحياء الجبيلة والموظفية والعمال والحميدية. وفي السويداء، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن فرقت اعتصاما حاشدا أمام الملعب البلدي في المدينة.

من جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام اقتحمت قرية القرفا بدرعا، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص، بينما قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة طفس وحيي طريق السد ومخيم النازحين في درعا. وشهدت هذه الأحياء اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي.

وذكر المرصد أنه سقط عدد من القتلى من قوات النظام إثر استهداف آليات عسكرية واشتباكات في مدينة درعا. ومع توتر الأوضاع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، شوهد تحليق كثيف لطيران «الميغ» في سماء العاصمة، في وقت هز حي المهاجرين في دمشق صوت انفجار إثر سقوط قذيفة «هاون» في منطقة نوري باشا خلف السفارة الفرنسية، أعقبه صوت إطلاق نار، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها «هاون» في هذه المنطقة القريبة من قصر الروضة الرئاسي، حيث تم إغلاق المنطقة من جهة العفيف والجسر الأبيض وسط استنفار أمني كبير، ويأتي ذلك بعد نحو 24 ساعة على قيام قوات النظام بمداهمة منزل في حي الشعلان الراقي المتصل بحي الروضة واعتقال أربعة أشخاص قالت مصادر مقربة من النظام إنهم من الجيش السوري الحر. في الوقت نفسه، أفاد ناشط من مدينة داريا في ريف دمشق التي تتعرض لهجمات من قوات النظام منذ أسابيع، بتقدم القوات النظامية حتى نصف المدينة تقريبا.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية النمساوية إنها طالبت سوريا بتقديم توضيح حول اعتقال جمال عرابي (47 عاما)، وهو مواطن نمساوي من أصل سوري، من قبل الاستخبارات العسكرية السورية أثناء وجوده في منزل أقاربه في حلب. بدورها، قالت منظمة «الإغاثة الإنسانية» إن عرابي كان يعمل لحسابها في سوريا ويقوم بتوزيع الأدوية والأغذية للمدنيين المتضررين من النزاع الدائر في هذا البلد. جاء ذلك بينما أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن مهندسا إيطاليا خطف في سوريا مع زميلين له من جنسيتين أخريين، كانوا يعملون في مصنع فولاذ في مرفأ اللاذقية.

أميركا تضع خطط طوارئ تحسبا لفقدان الأسد السيطرة على الأسلحة الكيماوية

بينها مراقبة مواقع وتنفيذ عمليات مشتركة مع القوات المسلحة الأردنية والتركية

واشنطن: كريغ ويتلوك وكارول موريللو*

في ظل ضعف قبضة بشار الأسد على السلطة، يزداد قلق المسؤولين الأميركيين من وقوع أسلحة دمار شامل في أيدي متطرفين إسلاميين أو جنرالات منشقين أو جماعات خارجة عن السيطرة. وشارك الأسبوع الماضي مقاتلون ينتمون إلى جماعة صنفتها إدارة أوباما ضمن الجماعات الإرهابية في الاستيلاء على قاعدة «الشيخ سليمان» العسكرية بالقرب من حلب التي تجرى فيها أبحاث عن الأسلحة الكيماوية.

ويقترب الثوار من قاعدة أخرى بالقرب من حلب تعرف باسم «السفيرة» وكانت تستخدم مركز إنتاج رئيسيا للذخيرة الكيماوية بحسب مسؤولين ومحللين أميركيين. وأكد الجيش السوري الحر المعارض أنه لم يعثر على أي أسلحة كيماوية في القاعدة الأولى. مع ذلك، تزيد التطورات المخاوف ليس فقط من استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، بل أيضا من فقدانه السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية الضخمة. وقال جنرال سوري سابق، كان يتولى إدارة برنامج تدريب على الأسلحة الكيماوية في الجيش، إنه من المفترض أن الآلاف من أفراد القوات السورية يتولون تأمين المخازن الرئيسية لغاز الخردل وغاز الأعصاب، لكن من السهل اقتحام تلك المخازن.

وقال اللواء عدنان سيلو، الذي انشق عن الجيش السوري وانضم لصفوف المعارضة في يونيو (حزيران) الماضي، في مقابلة تمت بالقرب من الحدود التركية – السورية، إن المواقع لا تحظى بتأمين جيد، وأوضح قائلا: «يستطيع أي أحد من الجيش السوري الحر أو من أي جماعة إسلامية متطرفة الاستيلاء عليها». وحذر الرئيس أوباما وقادة آخرون الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية بقولهم إن مثل هذه الخطوة تعد تجاوزا لـ«الخط الأحمر» ستضطرهم إلى القيام بتحرك عسكري. مع ذلك، كان موقف البيت الأبيض غامضا في ما يتعلق بطريقة التعامل مع سقوط الأسد والتخلي عن تأمين مخازن الأسلحة الكيماوية في سوريا أو وقوعها في أيدي المتمردين المناهضين لأميركا.

ووضع البنتاغون خططا خاصة برد الفعل الأميركي في حال تحقق سيناريوهات مختلفة تتعلق بالأسلحة الكيماوية في سوريا كما أوضح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا يوم الجمعة الماضي خلال زيارته قاعدة «إنجرليك» الجوية في تركيا التي تبعد نحو 60 ميلا عن الحدود السورية. ورفض بانيتا الإفصاح عن التفاصيل. مع ذلك، قال مسؤولون في وزارة الدفاع خلال مقابلات إنهم كانوا عاكفين على تحديث الخطط الخاصة بالسيناريوهات المحتملة على مدى الأسابيع القليلة الماضية في ظل الفوضى التي تعم سوريا. وأوضحوا أنهم يعملون مع إسرائيل والأردن والحلفاء في حلف شمال الأطلسي، ومن بينهم تركيا، عن كثب من أجل مراقبة المواقع التي يُعتقد أنها تحتوي على أسلحة كيماوية، وتنسيق خيارات التدخل إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

وقد استعرض مسؤولون في البنتاغون خططهم مع أعضاء من الكونغرس خلال لقاءات سرية. أما على صعيد ما هو معلن، فقد أشار مسؤولون عسكريون إلى أنهم يستعدون للقيام بعمليات مشتركة محتملة مع القوات المسلحة الأردنية والتركية، في الوقت الذي يتبادلون فيه المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل. كذلك تطلع مسؤولون أميركيون إلى تعاون روسيا، التي كانت تربطها علاقات عسكرية قوية مع سوريا وساهمت في وضع برنامج الأسلحة الكيماوية السوري منذ عقود.

على الجانب الآخر، تستعين الحكومة الأميركية وبعض حلفائها من الدول الأوروبية بشركات أمن خاصة لتدريب الثوار السوريين على مراقبة وتأمين مواقع الأسلحة الكيماوية في حال ما إذا تخلى الأسد عن تأمين وحماية مثل هذه المواقع أو فقد السيطرة عليها بحسب رواية «سي إن إن». ورفض كل متحدثي وزارة الخارجية التعليق على هذا الأمر. وتقول السيناتور جين شاهين، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية نيو هامبشاير وعضو لجنة القوات المسلحة بالمجلس: «نستطيع القول إن تأمين مثل هذه الأسلحة سيتطلب جهودا دولية»، وأكدت جين ثقتها في خطط الإدارة بشأن السيناريوهات المحتملة، لكنها حذرت من صعوبة المهمة.

وأشارت جين إلى أن بانيتا وصف تحدي تأمين مخازن الأسلحة الكيماوية في سوريا بأنه «أصعب بمائة مرة» من تأمين ترسانة الأسلحة الكيماوية والتقليدية في ليبيا بعد إسقاط نظام القذافي العام الماضي بفضل الثورة التي دعمها حلف شمال الأطلسي. وقالت: «يتمثل التحدي في مواجهتنا وضعا لا نملك السيطرة عليه.. إن وتيرة القتال تزداد». لقد كان مخزون الأسلحة الكيماوية في ليبيا صغيرا والجزء الأكبر منه مكونات أولية لصناعة غاز الخردل. وعلى عكس سوريا، وقعت ليبيا على معاهدة دولية أفصحت بموجبها عن المواد التي تستخدم في الحروب الكيماوية وبدأت في تدميرها. رغم ذلك، فإن المفتشين الدوليين اكتشفوا في يناير (كانون الثاني) الماضي مخزون ذخائر كيماوية سرية. وفي ما يعد درسا للتخطيط في أمر سوريا، من الجيد تذكر أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الحلفاء لم يتمكنوا من تأمين الترسانات الضخمة من القاذفات الصاروخية والأسلحة التقليدية في ليبيا، التي سيطرت الجماعات المسلحة على كثير منها أو تم تهريبها خارج البلاد. ورغم تردد إدارة أوباما في الانخراط في الحرب الأهلية السورية واكتفائها بتقديم مساعدات غير عسكرية إلى الثوار، أكد محللون في شؤون منع انتشار الأسلحة أنه لا توجد دولة سواها قادرة على تدريب الأفراد وتوفير الأسلحة المتخصصة وتأمين وتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية.

وتساءل مايكل آيزنستاد، ضابط جيش متقاعد يدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية بمعهد «واشنطن إنستيتيوت لسياسات الشرق الأدنى»: «من سيتطوع؟ من الذي سيدفع المال؟ لا يوجد كثير من الدول التي لديها هذا النوع من الخبرة؟ يجب أن يتم إنجاز كل شيء بتأن وروية. سيكون تأمين المواقع أمرا صعبا. كذلك لا نعلم عدد المواقع بالتحديد». رغم استعراض الخطوط الأساسية لبرنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا لسنوات في معرض شهادات بالكونغرس وفي تقارير مستقلة، فإن محللين حذروا من غموض طبيعة ونطاق المخزون. وهناك مئات الأطنان من غاز الخردل والأنواع المختلفة من غازات الأعصاب السامة خاصة غاز «السارين»، بحسب تقديرات محللين. مع ذلك، هناك ما يدل على أن سوريا كانت تعمل على تطوير غاز أعصاب يستمر لمدة أطول وأكثر قدرة على الإهلاك، الذي يعرف باسم «في إكس»، فضلا عن غاز الأعصاب «سومان».

يتم تخزين أكثر الأسلحة الكيماوية في موقعين؛ أحدهما في مجمع مخازن في الفرقلس على أطراف مدينة حمص التي ترزح تحت رحى القتال على الجانب الغربي من الصحراء السورية، والآخر في خان أبو الشامات، الذي يقع على بعد 50 ميلا من شرق العاصمة دمشق. كذلك يوجد موقع ثالث وهو بالقرب من مدينة مصياف، غرب حمص. ويعتقد أن هناك مخازن صغيرة متفرقة بين منشآت عسكرية أخرى في مختلف أنحاء البلاد. تعد ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا هائلة إلى الحد الذي يتطلب وجود ألف مفتش واختصاصي من الخارج لمراقبة حالة كل موقع وما به من ذخيرة على حد قول ليونارد سبيكتور نائب مدير «مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة» التابع لـ«معهد مونتيري للدراسات الدولية». هذا بافتراض عدم وجود حاجة لتأمين المنشآت، ناهيك بافتراض عدم وجود قوات معادية.

وفي سيناريو أسوأ يفترض استخدام الجيش السوري الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، يتوقع البنتاغون ضرورة توافر قوات قوامها 75 ألفا من أجل التدخل. وقال سبيكتور: «يمكن السيطرة على عدد كهذا في بيئة يتعاون فيها الجميع. والعدد أكبر في بعض السيناريوهات الأخرى». ومع اتساع رقعة الأراضي التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية، يقول مسؤولون ومحللون أميركيون إن احتمالات سيطرة متمردين على موقع أسلحة كيماوية أو تخلي القوات السورية عن تأمين تلك المنشآت تزداد. وقال آيزنستاد: «إن هذا الأمر شبه حتمي، بل وربما يكون قد حدث بالفعل، فمن يعرف؟».

وقال اللواء سيلو، الذي انضم إلى صفوف المعارضة، إن مخزون الأسلحة الكيماوية في سوريا يمكن أن يتسبب في مقتل مئات الآلاف من الناس إذا ما تم نشرها في مدن كثافتها السكانية مرتفعة. ويمكن تعبئة الغازات في 600 رأس حربي بما في ذلك صواريخ «سكود» روسية الصنع متوسطة المدى على حد قول سيلو. وأكد أنه يوجد في سوريا آلاف القذائف المدفعية التي يمكن استخدام مواد كيماوية بها، وكذلك يمكن رش المواد السامة ببساطة فوق مناطق مأهولة بالسكان أو مواقع للثوار. وأوضح سيلو قائلا إنه من غير المرجح أن يعلم الثوار كيفية تفجير الذخيرة الكيماوية وحدهم، لكنه يشعر بالقلق من تهريبها بسهولة إلى إيران أو إلى حزب الله في لبنان أو تنظيم القاعدة في العراق. وأضاف: «من السهل على أي أحد الحصول عليها بعد سقوط النظام». الأسد فقط هو الذي يمتلك سلطة إصدار أوامر باستخدام هذه الأسلحة الكيماوية، كما يوضح سيلو. وكذلك يتمتع كل من علي مملوك مدير مكتب الأمن القومي السوري، وجميل حسن مدير الاستخبارات الجوية السورية، بهذه السلطة، لكن فقط في حال موت الأسد. وأضاف سيلو أنه تقدم باقتراح لإنشاء وحدة قوامها ألفي مقاتل تسمى «أبطال الجبل» يمكن نشرها لحماية أكبر مخزنين للأسلحة الكيماوية في حال سقوط نظام الأسد. ومن المفترض أن تتكون هذه الوحدة من ضباط منشقين متخصصين في استخدام الأسلحة الكيماوية. وقال إن الوحدة ستضم 200 ضابط من الضباط المنشقين عن الجيش السوري الذين يوجدون حاليا في تركيا، و1200 يوجدون حاليا في الأردن، بينما يوجد الباقي داخل سوريا. مع ذلك، أشار سيلو إلى عدم توفر المال الكافي لشراء الأسلحة والزي ومعدات الاتصال والطعام. وحذر نظام الأسد من احتمال اقتراب الثوار، الذين تربطهم علاقة بتنظيم القاعدة، من الحصول على أسلحة كيماوية.

وصرح وزير الخارجية السوري الأسبوع الماضي بأن «جبهة النصرة»، المناهضة للأسد التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، استولت على مصنع كلور بالقرب من مدينة السفيرة شرق حلب. وحذر الوزير قائلا: «ربما تلجأ الجماعات الإرهابية إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري». ويقع مصنع الكلور التابع لـ«الشركة السورية – السعودية للكيماويات» بالقرب من المدينة نفسها التي يقع فيها مركز كبير لبحوث وإنتاج الأسلحة الكيماوية يعرف باسم «السفيرة» على حد قول المحللين. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك ذخيرة كيماوية أيضا أم لا.

* شارك موريللو في إعداد هذا التقرير من أنطاكيا بتركيا

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية تنتفض ضد نظام الأسد

شهدت مظاهرات حاشدة.. والجيش الحر بدأ عملياته فيها

بيروت: «الشرق الأوسط»

شهدت محافظة السويداء (جنوب سوريا) فجر أمس، مظاهرات حاشدة نددت بنظام الرئيس بشار الأسد وطالبت بالحرية، حيث أشار ناشطون من المدينة ذات الغالبية الدرزية أن التنسيقيات الناشطة في المحافظة نظمت اعتصاما قرب دوار الملعب وتم قطع الطريق الرئيسي وإحراق الإطارات ليتحول الاعتصام إلى مظاهرة علت فيها هتافات منددة بنظام الحكم منها «سوريا لينا وما هي لبيت الأسد»، و«عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد»، و«الموت ولا المذلة»، و«واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد»، و«خسى من قال عيشتنا ذليلة».

ولا تعتبر هذه الاحتجاجات الأولى من نوعها في المدينة التي تتمركز فيها الأقلية الدرزية، حيث شهدت مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء في 7 فبراير (شباط) من العام الحالي خروج مظاهرات حاشدة تطالب نظام الحكم بالرحيل، الأمر الذي استدعى تدخل المئات من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والشبيحة بهدف تفرقة المظاهرات، وحوصر عدد من المنازل التي لجأ إليها المتظاهرون بينهم جرحى.

ويلفت أحد الناشطين المقيمين في المدينة إلى أن «هذه الاحتجاجات تبين أن طائفة الموحدين الدروز بدأت تتخلى عن نظام الأسد وتتخذ موقفا أقرب إلى الثورة المندلعة ضده»، ويضيف الناشط، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن «حيلة النظام في تخويف الأقليات لم تعد تنطلي على أحد من سكان المدينة»، ولا يستبعد الناشط المعارض أن «يكون أهل السويداء قد أدركوا أن سقوط النظام بات محتما فبدأوا يعدون لمرحلة ما بعد سقوطه بالانضمام إلى الثورة»، لافتا إلى أن «دروز السويداء لم يكونوا في أي محطة من محطات سوريا إلا في صف حرية الشعب السوري».

وقد تزامن خروج المظاهرات في المحافظة مع بداية نشاطات عسكرية للجيش السوري الحر داخل المدينة حيث أصدر المجلس العسكري الثوري في محافظة السويداء والذي يقوده العقيد المنشق مروان الحمد بيانا قال فيه إنه «قد تم تنفيذ عدة عمليات ضد عصابة الإجرام الأسدية في السويداء منها ضرب حاجز المجيمر التابع للجيش النظامي إضافة إلى عدة مواقع لقوات النظام السوري بالقرب من بلدة براق»، وتوعد المجلس في بيانه بـ«مزيد من (العمليات النوعية)» ضد ما سماها «العصابة الخائنة وشبيحتها».

يذكر أن مدينة السويداء تحدها من الشمال العاصمة دمشق، ومن الجنوب الأردن، ومن الشرق مرتفع الرطبة، ومن الغرب سهول حوران، وتبلغ مساحتها نحو 5550 كيلومترا مربعا، تتوزع على مناطق شهبا، وصلخد، وقنوات، وسيع، وشقة، وعتيل. وتعد المعقل الرئيسي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الذين يشكلون نحو 3 في المائة من سكان البلاد.

وقد شهدت منطقة السويداء وما حولها في عام 2000، أي السنة التي تسلم فيها الرئيس بشار الأسد مقاليد السلطة في البلاد، أحداثا دامية حيث احتج أهالي السويداء على مقتل أحد أبنائهم على يد زعيم من زعماء البدو في المنطقة، فما كان من النظام إلا أن اعتبر أن هذا العمل من قبل أهالي السويداء أشبه بعصيان مدني.

وتشير معلومات إلى أن النظام استخدم نفس الآلية التي يستخدمها الآن في قمع الثورة السورية، إذ منذ اللحظة الأولى دخلت الدبابات إلى المحافظة بمدنها وقراها وانتشرت الحواجز العسكرية على جميع مداخل القرى المتاخمة لقرى وتجمعات البدو آنذاك.

المعارضة السورية ردا على الشرع: زمن التسويات انتهى

نائب الرئيس السوري اعتبر أن «التغيير أمر مفروغ منه».. وأن كل مقاليد الأمور بيد الأسد

بيروت: نذير رضا

أكدت المعارضة السورية أن «زمن التسويات انتهى»، في أول رد لها على تصريح نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي رأى في حديث مع صحيفة لبنانية مؤيدة للنظام السوري أن إنهاء الصراع يتطلب «تسوية تاريخية بمشاركة قوى إقليمية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة».

وأكد عضو الائتلاف السوري المعارض أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن شخصيات قريبة من رأس النظام وحاشيته «أدركت أخيرا أن النظام بات على وشك السقوط»، كاشفا أن بعض المقربين منه «يحاولون إجراء اتصالات مع بعض الشخصيات القريبة من المعارضة لضمان سلامتهم وأمن عائلاتهم بعد سقوط النظام»، مشيرا إلى أن «العديد من أركان النظام يبحثون عن مخرج لهم مع اقتراب لحظة سقوط النظام».

ومع إقرار الشرع بأن «التغيير آت إلى سوريا»، لفت رمضان، عضو اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني السوري، إلى أن هذا الاعتراف «جديد على المستوى الرسمي في العلن، لكنه يعبر عن قناعة متأخرة توصل إليها أركان النظام بعد عامين من الثورة وسقوط 50 ألف قتيل ووصول البلد إلى تدمير غير مسبوق». وأضاف أن «هذه القناعة تؤشر إلى انهيار متواصل في معنويات السلطة وأركانهم، ودخولهم في شعور أن المعركة التي يخوضها النظام يائسة».

ورأى رمضان أن توقيت التصريحات الصادرة عن الشرع، ومسؤولين آخرين، يتزامن مع تحركات لبعض الأطراف ومنها موسكو للبحث عن تسوية ما، لكنه أكد أن «وقت التسويات التي تستند إلى بقاء النظام أو جزء منه انتهى»، لافتا إلى أن «التطورات التي تجري على الأرض لا تسمح للتسويات بأن ترى النور، وخصوصا أن المعركة وصلت إلى قلب دمشق، بينما يواصل النظام قصفه العشوائي داخل العاصمة، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى تسوية مع نظام ينتحر».

وأضاف رمضان أن «البحث عن تسوية هو عنوان مخادع يراد منه حماية النظام»، مشددا على أن «الثورة توشك على تحقيق أهدافها بالتغيير، ولن تسمح لهم بتحقيق مكاسب لم يتمكنوا من تحقيقها حين كانوا يمتلكون القوة والنفوذ». كما جدد رمضان رفض المعارضة السورية أن تكون العملية الانتقالية «حوارا مع النظام أو تشمل بقاء مكوناته في المرحلة الانتقالية».

وحمل رمضان داعمي النظام بالأسلحة المتطورة مسؤولية «عسكرة الثورة»، موضحا أن «الشعب السوري لم يكن بوارده خوض قتال مسلح، بدليل بقاء الثورة سلمية مدة عام، لكن الأطراف الذين وفروا للنظام الغطاء السياسي والعسكري لاستخدام طائراته وصواريخه ومدافعه الثقيلة، دفعوا المعارضة إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسها».

وكان الشرع أكد أن أيا من القوات النظامية أو مقاتلي المعارضة لا يمكن له الفوز في الحرب، قائلا: «ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما».

وفي انتقاد مستتر للعمليات العسكرية قال الشرع إن هناك فارقا بين واجب الدولة في توفير الأمن لمواطنيها وبين «انتهاج الحل الأمني للأزمة». ورأى أن الأسد نفسه «ليس بوسعه أن يكون متأكدا مما ستؤول إليه الأحداث في سوريا لكن أي أحد يقابله يسمع منه (أن هذا صراع طويل والمؤامرة كبيرة وأطرافها كثيرون).. وهو لا يخفي رغبته بحسم الأمور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائي.. وعندها يصبح الحوار السياسي ممكنا على أرض الواقع».

وقال نائب الرئيس السوري «إننا ندرك اليوم أن التغيير أمر مفروغ منه. إذا لم تأخذ السلطة زمام المبادرة لتحقيقه مع الآخرين فإن التغيير سيحصل بإملاءات أحادية منهم».

وإذ أشار قائلا «إننا ندرك اليوم أن التغيير أمر مفروغ منه»، رأى أن الحل «يجب أن يكون سوريا ولكن من خلال تسوية تاريخية تشمل الدول الإقليمية الأساسية ودول أعضاء مجلس الأمن». وأوضح أن «هذه التسوية لا بد أن تتضمن أولا وقف العنف ووقف إطلاق النار بشكل متزامن وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة».

وتابع الشرع من دمشق أن «من أتيحت له فرصة لقاء السيد الرئيس سيسمع منه أن هذا صراع طويل، والمؤامرة كبيرة وأطرافها كثيرون (…)، وهو لا يخفي رغبته بحسم الأمور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائي وعندها يصبح الحوار السياسي ممكنا». إلا أنه أضاف أن «كثيرين في الحزب والجبهة (الوطنية) والقوات المسلحة يعتقدون منذ بداية الأزمة وحتى الآن أنه لا بديل عن الحل السياسي، ولا عودة إلى الوراء».

ويعكس موقف الشرع تباينا في أعلى هرم القيادة السياسية حول مقاربة النزاع المستمر في البلاد منذ 21 شهرا وأودى بأكثر من 43 ألف شخص.

ورغم تأكيد الرجل الثاني في النظام أن الأسد «يملك في يديه كل مقاليد الأمور في البلاد»، تحدث عن «آراء ووجهات نظر» داخل القيادة، لم تصل إلى حد «الحديث عن تيارات أو عن خلافات عميقة»، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن رئيس الجمهورية «هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهو الذي يعين رئيس مجلس الوزراء ويقود الحزب الحاكم ويختار رئيس مجلس الشعب»، بينما تتولى إدارة شؤون الدولة «مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية».

وأوضح أن المسؤولين عن هذه المؤسسات يستندون إلى توجيهات الأسد في اتخاذ قرارات غير قابلة للنقاش، فهم «يعملون، أو يزعم بعضهم أنه يعمل، وفق التوجيه، وأحيانا يحسمون قرارهم عندما يشيرون بأصابعهم إلى الصورة المعلقة فوق مكاتبهم (العائدة للرئيس الأسد)، مما يعني أن التوجيه لا نقاش فيه».

والحديث هو الأول للشرع منذ يوليو (تموز) 2011، ويأتي بعد شهرين من اقتراح تركيا اسمه لتولي الفترة الانتقالية في سوريا. وسرت معلومات في الصيف الماضي عن انشقاقه عن النظام، لكن بيانا صادرا عن مكتبه نفى الأمر.

موسكو تلمح إلى إمكانية إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا

تركيا تعرض خطة «مبتكرة» على بوتين لحل الأزمة تتضمن رحيل الأسد

موسكو: سامي عمارة أنقرة – لندن: «الشرق الأوسط»

كشفت موسكو رسميا عن احتمالات إرسال قوات لحفظ السلام إلى سوريا تحت غطاء الأمم المتحدة لحل الأزمة المشتعلة هناك منذ مارس (آذار) 2011، في الوقت نفسه الذي كشفت فيه صحيفة تركية عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية خطة «مبتكرة» تقضي بتنظيم الأمور في سوريا تتضمن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد في غضون الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل وتسليم السلطة للمعارضة لإدارة مرحلة انتقالية.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات أدلى بها إلى وكالة أنباء «إنترفاكس» حول إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا، إنه «تجري في أمانة الأمم المتحدة بالفعل أعمال للتخطيط الأولي فقط لمختلف أشكال الحضور الأممي في سوريا، لكن انطلاق مثل هذه العملية لا يمكن إلا بموافقة مجلس الأمن الدولي، وذلك مع الاستجابة لعدد من الشروط».

وأضاف المسؤول الروسي أنه «لا يمكن تحقيق هذه الفكرة لأسباب مفهومة تماما، وفي ظل العمليات العسكرية الواسعة النطاق الجارية في سوريا اليوم، أو بعبارة أخرى، ليس هناك سلام لتحافظ عليه القوات الدولية، كما أنه ليس هناك نظام وقف إطلاق النار ليكون من شأنها أن تراقب مراعاته».

وأشار غاتيلوف إلى أن فكرة نشر قوات لحفظ السلام في سوريا «تطرح بين الحين والآخر في سياق الجهود لتسوية الأزمة السورية. كما تحدث عنها الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت مؤخرا».

وقال غاتيلوف إن الشرط الأساسي لنشر قوات سلام هو موافقة الطرف المستضيف. وتابع: «في هذه الحالة فإن هذا الطرف هو الحكومة السورية التي لمحت أكثر من مرة إلى أنها تعارض نشر (ذوي القبعات الزرق) في الوقت الذي لا يوجد فيه خط فاصل بين الطرفين المتنازعين، وتحصل المعارضة على مزيد من المساعدات العسكرية والمادية من الخارج. ويجب على فصائل المعارضة أيضا التعاون مع القوة الدولية (في حال نشرها)، لكنها تعارض ذلك أيضا، وتراهن على الحل العسكري للنزاع».

وأعرب غاتيلوف عن اعتقاده بأن مجموعات المعارضة السورية «تخشى، على ما يبدو، رقابة خارجية على نشاطاتها العسكرية». وقال نائب الوزير الروسي في تصريحاته إن «المحاولات لتمرير قرارات في مجلس الأمن الدولي تقضي باستخدام القوة، بما في ذلك إشراك قوات حفظ السلام، تعتبر غير مقبولة إطلاقا بالنسبة إلينا وغير قابلة للحياة».

واستطرد نائب وزير الخارجية الروسي قائلا إن «موقف روسيا يقوم على مبدأ ضرورة الالتزام بالقانون الدولي ومراعاة الخبرة التاريخية. وهذه الخبرة تدل على أن المنطق الأحادي الجانب، مثلما كان في العراق، والانتهاك المتعمد لقرارات مجلس الأمن الدولي وتأويلها كيفما يشاءون، مثلما كان في ليبيا، لا يؤديان إلى حل الأزمة، بل إلى زيادة تعقيد وخطورة الوضع لفترة سنوات عديدة».

وأشار غاتيلوف إلى أن المجتمع الدولي سيضطر نتيجة مثل هذه الخطوات إلى بذل جهود سياسية هائلة وإنفاق الكثير من الموارد المادية لاستعادة الاستقرار.

وكانت وكالة أنباء «ريا وفوستي» نقلت عن صحيفة «راديكال» التركية أمس أن تركيا عرضت مؤخرا على روسيا خطة جديدة لإجراء انتقال سلمي للسلطة في سوريا اعتبرتها روسيا «مبتكرة». وقالت إن الخطة تنص على أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2013، على أن يتسلم السلطة لمرحلة انتقالية «الائتلاف الوطني» الذي اعترفت به نحو 100 دولة ومنظمة الأسبوع الماضي ممثلا شرعيا للشعب السوري، حسب ما أشارت إليه الصحيفة التركية. وقالت الصحيفة إن رجب طيب أردوغان رئيس الحكومة عرض هذه الخطة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته التي قام بها إلى إسطنبول في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ونقلت الصحيفة عن بوتين وصفه للخطة بأنها «مبتكرة» على حد ما نشرته الصحيفة التركية التي أضافت أن هذه الخطة الجديدة قيد البحث خلال الأيام الأخيرة من جانب الولايات المتحدة وروسيا ومصر وقطر والأمم المتحدة. وأشارت إلى أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة صرح خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا في السابع من ديسمبر بأنه اطلع على المبادرات الجديدة التي جرى بحثها أثناء قمة بوتين وأردوغان، وأنه يأمل في أن يتم النقاش بالتنسيق مع الأمم المتحدة للوصول إلى توافق دولي.

المعارضة السورية ترفض «المبادرة الإيرانية» وتعتبرها محاولة لإنقاذ النظام

نجاد يلغي زيارة إلى تركيا على خلفية أزمة «الباتريوت»

بيروت: كارولين عاكوم

لم تجد المعارضة السورية جديدا في المبادرة الإيرانية معتبرة إياها محاولة للمحافظة على النظام السوري، رافضة في الوقت عينه أي حوار معه، هذا ما عبر عنه رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا، بالقول: «هذه المبادرة التي أتت متأخرة كثيرا ليست إلا محاولة من إيران للحفاظ على ماء وجه النظام السوري وإنقاذ رئيسه بشار الأسد».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بعد التطورات اللافتة على الأرض والتقدم الذي يحرزه الثوار يعكس العزلة التي بدأ يعيشها الأسد، من يقرأ ما بين سطور المبادرة الإيرانية سيكتشف أن إيران تحاول تقديم خطتها كحل وسط للمحافظة على النظام وإرضاء المعارضة في الوقت عينه». معتبرا كل هذه المحاولات وما يقال إنها بنود لحلول هي مفاهيم عامة غير واضحة وتبقى غير واقعية ما لم تحدد مصير الأسد وتقدم حلولا جذرية، وبالتالي فإن المعارضة لم ولن تقبل بما تطرحه إيران لأن ما يحصل في سوريا هو ثورة شعبية وليس خلافا بين الحكومة والمعارضة، وأهم ما تطلبه هو قطع الصلة نهائيا مع هذا النظام. مضيفا: «لسنا بمواجهة مع إيران ونؤكد أننا نريد أفضل العلاقات مع إيران ولكن ليس على حساب الثورة والشعب السوري، وبالتالي على إيران أن تتوقف عن مد النظام بالمال والسلاح، وعليها أن تتهيأ لمرحلة ما بعد الأسد التي باتت قريبة».

بدوره، أكد فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش الحر، أن المعارضة ترفض المبادرة الإيرانية جملة وتفصيلا لأنها لا تتضمن رحيل الأسد ونظامه، معتبرا إياها محاولة لإنقاذ الأسد وأعوانه وليس سوريا وشعبها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إيران ليست جزءا من الحل كي تتقدم بمبادرات واقتراحات لأنها تشكل جزءا أساسيا من الأزمة، ولا يمكن للقاتل أن يتحول إلى حكم ويقدم حلولا».

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن مبادرة لحل الأزمة في سوريا من ست نقاط، وتدعو بشكل رئيسي إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعمليات المسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة، والبدء فورا بتقديم المساعدات للمتضررين وإلغاء العقوبات الاقتصادية على سوريا، وتهيئة الأرضية لعودة النازحين واللاجئين.

كما تدعو المبادرة إلى إطلاق حوار وطني شامل يمهد لتشكيل حكومة انتقالية توافقية تكون مسؤوليتها الأساسية إقامة انتخابات حرة لتشكيل برلمان جديد وجمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد، وإقامة انتخابات رئاسية.

كما دعت المبادرة إلى الإفراج عن المعتقلين من الطرفين، وضرورة التوقف عن نقل الأخبار المغلوطة عن تطورات الساحة السورية، وتهيئة الأجواء لجميع وسائل الإعلام لنقل الحقيقة. وطالبت بتشكيل لجنة لتقييم الأضرار وإعادة الإعمار، خصوصا الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.

وجاء ذلك في وقت ألغى فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة رسمية كانت مقررة أمس إلى تركيا، غداة تحذير وجهته طهران إلى أنقرة بشأن قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر صواريخ «باتريوت» قرب الحدود السورية.

الإعلان عن كيان سياسي كردي جديد في سوريا

مخاوفهم من «هيمنة» مسلحي «الكردستاني» على المنطقة تدفعهم للتوحد

أربيل: شيرزاد شيخاني

يثير تفرد مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، المحسوب على حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، بالسيطرة الميدانية على مناطق كردية في سوريا، مخاوف الأحزاب الكردية غير المسلحة التي لها جذور تاريخية بين أكراد سوريا.. فرغم وجود العديد من الاتفاقات السياسية الموقعة بين تلك الأحزاب والاتحاد الديمقراطي وآخرها اتفاقية «هولير أربيل» التي تمخض عنها تشكيل هيئة عليا لإدارة شؤون المناطق الكردية داخل سوريا، فإن مسلحي الحزب المعروفين بـ«لجان الحماية الشعبية» يبسطون سيطرتهم المطلقة على الأرض، ولا يسمحون لغيرهم بالوجود في الميدان، مما يثير فزع الأكراد هناك.

وبدأ الشارع الكردي بالضغط على بقية الأحزاب نحو التحالف والائتلاف في كيان سياسي موحد، كما أكد ذلك القيادي الكردي السوري عبد الباقي يوسف عضو المكتب السياسي لحزب «اليكيتي» الكردي الذي انضم إلى تكتل سياسي جديد مؤلف من: حزب «اليكيتي»، والحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) بقيادة الدكتور عبد الحكيم بشار، وحزب «آزادي الكردي». وأطلق على التنظيم الجديد اسم «الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي السوري».

وتعاني المناطق الكردية السورية من تعددية أحزابها السياسية بشكل غير طبيعي، حيث تتوالى الانشقاقات في صفوفها، خاصة في الفترة الأخيرة، حيث ظهرت عشرات الأحزاب الصغيرة مع توتر الأوضاع هناك وبوادر انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن كل هذه الأحزاب الصغيرة لم يعد لها أي تأثير على صعيد الأحداث والتطورات الهائلة التي تشهدها سوريا منذ انطلاق انتفاضتها الشعبية، وبقيت أحزابا هامشية بعيدة عن أي اعتراف دولي بسبب ضعف مكانتها.

حتى المجلس الوطني السوري الذي يضم أحزابا عريقة وفاعلة، والذي تشكل أساسا لإجراء تغيير سياسي في سوريا المستقبل وإرساء دعائم الديمقراطية والتعددية، رفض الاعتراف بالمطالب الكردية نتيجة لضعف أحزابها، وحاول أن ينسق مع الفاعليات الشبابية الناشطة على الأرض، ولكن عددا من تلك الأحزاب الكردية التي لها جذور تاريخية في سوريا، وضاعت جهودها في زحمة هذا التكالب من بعض القيادات الكردية على المغانم والمكاسب في ظل غياب قبضة النظام على المناطق الكردية، تحركت أخيرا مع تقدم ونجاح القوى السورية الأخرى في تأسيس تحالفات سياسية وتوحيد الجهد المعارض وكذلك الجهد الميداني العسكري الذي حقق انتصارات مهمة في مسار الثورة السورية، نحو مراجعة الموقف والتحرك إلى توحيد الجهد بهدف احتلال موقع لها في المستقبل.

وعلى هذا الأساس، تشكل التحالف السياسي الجديد الذي قال عنه عبد الباقي يوسف: «هناك ضغوطات كبيرة ومتتالية تعرضنا لها من الشارع الكردي بالداخل، فالوطن ينادينا بالتوحد، خاصة مع تصاعد نفوذ مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الذي بات ينفرد بإدارة شؤون المنطقة ويسعى لفرض هيمنته المطلقة على الأرض. ومما زاد من مخاوف الشارع الكردي التصرفات الأخيرة لهذا الحزب ومجاميعه المسلحة بالهجوم على مقراتنا من دون أي مبرر، رغم أن هناك اتفاقا سياسيا بيننا وبينهم بالتوحد وإدارة المنطقة بصورة مشتركة، لكنهم لا يأبهون بكل الاتفاقات التي وقعناها، ولذلك حاولنا توحيد جهدنا لكي نتمكن من مواجهة نفوذ هذا الحزب، خاصة أنه لا يقبل إلا الند».

وأشار يوسف: «هناك بعض القوى الموالية للنظام تحاول تهميش دور المجلس الوطني الكردي، ولذلك حاولنا من خلال تأسيس هذا الكيان السياسي أن نعيد تفعيل دور أحزاب هذا المجلس، وطرحنا الفكرة على الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي بقيادة عبد الحميد درويش لكنهم تحفظوا على الفكرة واحترمنا رغبتهم، وأمضينا نحن الأحزاب الأربعة جهودنا بهذا المسعى».

وفي سياق متصل، كشف قيادي كردي عن مخاوفه من تكرار تجربة كركوك داخل المناطق الكردية في سوريا، مشيرا إلى عدد من المستوطنات العربية التي أقامها النظام السوري بمحاذاة الحدود السورية – التركية المشتركة، مشيرا إلى أن «هذه المستوطنات ستثير مشكلة كبيرة في المستقبل لا تقل خطورة وحساسية عن مشكلة كركوك التي ما زال العراق يعاني من تداعياتها السياسية والأمنية والاقتصادية».

السعودية ترحب بنتائج اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في مراكش

مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد يشكر الشعب السعودي على مشاعره النبيلة تجاه خادم الحرمين

الرياض: «الشرق الأوسط»

رحب مجلس الوزراء السعودي، بنتائج الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، الذي عقد في مدينة مراكش، مجددا موقف المملكة العربية السعودية، وأملها، في أن يتمكن الائتلاف الوطني السوري، بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، من بلورة منظور شامل وواضح، يتضمن حقوق أبناء الشعب السوري بأعراقه وفئاته وأقلياته جميعا، وبما يحقق طموحاته في الحفاظ على وحدة سوريا، أرضا، وشعبا، وسيادة، واستقلالا.

وعبر الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بقصر اليمامة بالرياض أمس، عن عظيم الشكر لله عز وجل، أن من على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالشفاء ومغادرة المستشفى، بالصحة والسلامة، ونقل تحياته وشكره لإخوانه وأخواته وأبنائه وبناته، شعب المملكة العربية السعودية، على مشاعرهم النبيلة تجاهه، ولمن سأل عنه أو بعث بتمنياته له بالصحة والعافية من قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة.

محليا أوضح الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام، لوكالة الأنباء السعودية أن المجلس نوه بجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية، للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، مثمنا ما لهذه الجائزة، من أثر كبير في العناية بالمصدر التشريعي الثاني، بعد كتاب الله الكريم.

وبين أن مجلس الوزراء فوض وزير الخارجية – أو من ينيبه – بالتباحث مع نظيره في جمهورية بنين، إحدى جمهوريات غرب أفريقيا، في شأن مشروع اتفاقية عامة للتعاون بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية بنين، والتوقيع عليه، في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.

وبعد الاطلاع على ما رفعه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية في شأن محضر اللجنة المشتركة بين وزارة المالية، والهيئة العامة للطيران المدني لمناقشة وإقرار خطة استراتيجية شاملة للنهوض بصناعة الطيران في المملكة والاتفاق على برنامج عملي مرحلي وآلية زمنية لتنفيذه، وبعد الاطلاع على توصية اللجنة الدائمة للمجلس الاقتصادي الأعلى رقم 71 – 33 وتاريخ 21 – 11 – 1433هـ، أقر مجلس الوزراء عددا من الإجراءات من بينها: «تمكين الهيئة العامة للطيران المدني من ممارسة مسؤولياتها واختصاصاتها المنصوص عليها في نظام الطيران المدني وفي تنظيمها لإدارة وتشغيل المطارات والتحقق من أن الممارسات العملية التي تنفذها الجهات العاملة فيها لا تتعارض مع التوصيات والقواعد القياسية الدولية التي وافقت عليها المملكة، وأن تضع الهيئة العامة للطيران المدني دليلا استرشاديا لتحديد أسعار التذاكر وفقا للآلية الواردة في المحضر المشترك بين وزارة المالية والهيئة العامة للطيران المدني يحل محل الأسعار الحالية، ويعتمده مجلس إدارتها، والتأكيد على الهيئة العامة للطيران المدني بالتوسع في إسناد تنفيذ وتشغيل المطارات ومرافقها بمشاركة القطاع الخاص الوطني والأجنبي، والموافقة على عدد من الآليات ومن بينها آلية لتطوير التنظيم الوظيفي والمالي للهيئة، وآليات لتطوير البنية التحتية للمطارات ومنظومة الملاحة الجوية واحتياجات خطة الحماية الأمنية والإسناد للمطارات، وآليات لتمويل صندوق المطارات لدعم مشاريع المطارات ذات المردود المالي الضعيف. وأن تشكل لجنة من وزارة المالية ووزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة الاقتصاد والتخطيط، والهيئة العامة للطيران المدني، لمراجعة أسعار الوقود في المطارات السعودية ومقارنتها بالأسعار المعمول بها في مطارات المنطقة، والرفع إلى المقام السامي بما يتم التوصل إليه».

وأقر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير التجارة والصناعة، في شأن إجراء بعض التعديلات والإضافات على الضوابط المتعلقة ببيع وحدات سكنية أو تجارية أو مكتبية أو خدمية أو صناعية على الخارطة، الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم 73 وتاريخ 12 – 3 – 1430هـ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على تعديل الضوابط المشار إليها، ومن بينها ما يلي:

أولا: تكون الفقرة «ز – 4» من البند «ثانيا» من الضوابط بالنص الآتي: «صك ملكية العقار المراد تطويره، مع خطاب سريان مفعول الصك صادر من وزارة العدل بموجب مخاطبة رسمية من وزارة التجارة والصناعة».

ثانيا: إضافة فقرة جديدة تحمل الرقم 3 إلى البند «رابعا» بالنص الآتي «يتحمل المطور العقاري التكاليف المالية التي تقتضيها دراسة الطلب للترخيص، وتحدد الوزارة تلك التكاليف، والإجراءات النظامية لدفعها».

ثالثا: إضافة بند جديد يكون البند «ثامنا» ينص على الآتي: «1 – يهمش صك العقار المراد تطويره بعدم التصرف في ملكية العقار – بعد الموافقة على طلب الترخيص وقبل إصداره – ولا يرفع التهميش عن سجل صك عقار المشروع إلا بطلب من الوزارة (وزارة التجارة والصناعة) وتحدد الوزارة الحالات التي يرفع فيها التهميش».

2 – تطلب وزارة التجارة والصناعة من وزارة العدل إجراء التهميش على سجل صك عقار المشروع لدى كاتب العدل بعدم التصرف في ملكية العقار.

رابعا: إضافة بند جديد إلى الضوابط المشار إليها يكون البند (تاسعا) ينص على الآتي «تسري أحكام هذه الضوابط على جميع مشاريع التطوير العقاري لبيع وحدات عقارية – سكنية أو تجارية أو مكتبية أو خدمية أو صناعية على الخارطة – التي تسلم فيها مبالغ من المشترين أو من الممولين للمشروع بما في ذلك مشاريع التطوير العقاري التي لم يكتمل تطويرها».

وقرر مجلس الوزراء اعتماد الحساب الختامي للمؤسسة العامة للموانئ للعام المالي «1431-1432هـ»، كما وافق على تعيين المهندس عبد الله بن عبد اللطيف السيف، عضوا في مجلس إدارة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ممثلا للمشتركين، بدلا من الدكتور عبد الله بن عبد العزيز العبد القادر وذلك لمدة ثلاث سنوات ابتداء من تاريخ صدور هذا القرار.

وناقش مجلس الوزراء عددا من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، ومن بينها التقريران السنويان المرفوعان من كل من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

الحر” يقطع طريق فرار الرئيس السوري ولندن ترى تسليح الثوار “ضرورة استراتيجية”

روسيا: خطة اردوغان لرحيل الأسد مبتكرة

                                            رأت موسكو أن الخطة التي قدمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء زيارته الأخيرة الى اسطنبول، وتتضمن تنحي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة في الاشهر الثلاثة الاولى من العام 2013، “مبتكرة”.

وفي لندن اعتبر رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون أن تسليح المعارضة السورية “ضرورة استراتيجية” لمنع سيطرة فئات مرتبطة بتنظيم القاعدة على الأراضي المحرّرة من نظام بشار الأسد الذي قال الثوار إنهم قطعوا طريق فراره من دمشق إلى مدن الساحل الغربي للبلاد ولا سيما مدينة اللاذقية.

وارتكبت قوات الأسد مجزرة جديدة ضد الفلسطينيين في مخيم درعا للاجئين راح ضحيتها ثلاث عائلات بأكملها، مع حشد الجيش السوري قوات كبيرة معززة بالدبابات حول مخيم اليرموك جنوب دمشق، الذي اعتبر وزير الخارجية وليد المعلم أنه يؤوي جماعات إرهابية، ما ينذر بمجزرة جديدة في المخيم الذي سقط كله بيد الجيش السوري الحر أمس بعد انشقاق عدد من العناصر وانسحاب آخرين وانضمامهم إلى قوات الأسد على مشارف المخيم.

وفي ما يشبه زيارة “الإنذار الأخير”، يتحضر المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا الاخضر الابراهيمي لزيارته المقبلة إلى دمشق للقاء الرئيس السوري، الذي يناقش جدول محادثاته معه في اجتماع مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم في القاهرة.

ففي أنقرة عرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أخيراً على روسيا خطة جديدة لاجراء انتقال سلمي للسلطة في سوريا اعتبرتها روسيا “مبتكرة” كما أوردت صحيفة تركية أمس.

وبحسب هذه الخطة يتنحى الرئيس السوري عن السلطة في الاشهر الثلاثة الاولى من العام المقبل، ويتسلم السلطة لمرحلة انتقالية الائتلاف الوطني السوري الذي اعترفت به نحو مئة دولة ومنظمة من “اصدقاء الشعب السوري” الاسبوع الماضي ممثلاً شرعياً للشعب السوري.

وقد عرض رئيس الوزراء التركي هذه الخطة في الثالث من كانون الأول الجاري على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء زيارة قام بها الى اسطنبول، ووجدها المسؤول الروسي “مبتكرة” بحسب صحيفة “راديكال” التركية. وأضافت الصحيفة ان هذه الخطة الجديدة يجري البحث فيها في الايام الاخيرة بين الولايات المتحدة وروسيا ومصر وقطر والامم المتحدة.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون صرح اثناء زيارة خاطفة الى تركيا في 7 كانون الأول أنه “أخذ علماً” بـ”الأفكار الجديدة” التي جرى بحثها اثناء قمة بوتين واردوغان وأنه يأمل ان يتم النقاش بالتنسيق مع الامم المتحدة للوصول الى توافق دولي.

وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن هناك “ضرورة استراتيجية” للتحرك إزاء الوضع في سوريا مع ارتفاع أعداد القتلى من جراء الصراع هناك.

ونقلت صحيفة “الدايلي تلغراف” البريطانية أمس عن كاميرون أنه في حال لم يتم دعم الثوار فإن مقاتلين على ارتباط بتنظيم القاعدة سيستولون على بعض المناطق المحررة.

ونقل التليفزيون البريطاني “بي بي سي” أمس عن كاميرون في كلمة له أمام مجلس العموم أن القادة الأوروبيين اتفقوا خلال قمتهم الأخيرة على ضرورة مراجعة حظر السلاح لمساعدة معارضي الأسد، موضحا أن هناك “أزمة إنسانية تجتاح سوريا مع مقتل أكثر من 40 ألفاً ووجود الملايين في حاجة لمساعدة عاجلة مع اقتراب الشتاء الشديد”.

وعقب تساؤلات إضافية عن سوريا قدمها زعيم حزب العمال المعارض ايد ميليباند، قال كاميرون “من المناسب النظر في تعديل حظر السلاح وبالتأكيد سنواصل حظر السلاح على النظام”.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن عدد من الثوار في مناطق من الجبال المحيطة بالساحل الغربي لسوريا إلى حيث ذكر أن الرئيس السوري سيلجأ، أنهم قطعوا الطريق إلى تلك المدن ولا سيما اللاذقية، وأفادت الصحيفة نقلا عن “أبو ياسين” أحد سكان جبل الأكراد الذي كان يقود سيارته في طرق خالية حيث تظهر آثار لقتال على دبابات محترقة ومراكز تفتيش مهجورة، أن الجيش الحر سيطر “على ستة قرى علوية تركها اهلها لانهم يعتقدون أن الأسد إن رحل فإنهم سيقتلون”، وقال إن معظم العائلات العلوية رحلت إلى مدن اللاذقية وطرطوس أو بعض القرى الجبلية القريبة من القرداحة.

وفي سوريا أفاد ناشطون سوريون بمقتل ثلاث عائلات بأكملها بعد اقتحام قوات النظام مخيم درعا القريب من الحدود الأردنية، حسبما ذكرت قناة “الجزيرة” الاخبارية أمس، مؤكدة كذلك سقوط قذيفة هاون على منطقة المهاجرين قرب القصر الرئاسي.

وقال راديو هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مساء أمس إن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق يشهد تصاعدا في حدة القتال المسلح بين مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعناصر الجيش السوري الحر.

وأضاف راديو “بي بي سي” أن الاقتتال المسلح بين الجيش السوري الحر (المعارض) ومقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) تسبب في حركة نزوح كثيفة للاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك باتجاه مناطق أخري بعيدة داخل سوريا.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم “إن مخيم اليرموك شهد اشتباكات بين مقاتلي جماعة (جبهة النصرة) السلفية الجهادية وعناصر من اللجان الشعبية الفلسطينية المؤيدة لنظام الأسد، كما طالب المعلم, سكان “اليرموك” بعدم إيواء من وصفهم بالجماعات الإرهابية والدخيلة على مخيم اللاجئين الفلسطينيين في دمشق.

وتحاصر المخيم مجموعات كبيرة من الجيش السوري معززة بالدبابات ما ينذر باقتحام للمخيم المكتظ باللاجئين.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) أدانت أول أمس الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على معسكر اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق والذي راح ضحيته 20 شخصا على الأقل، مطالبة النظام السوري بالاعتذار، فيما طالب عدد من الفصائل الفلسطينية عدم الزج باللاجئين الفلسطينيين في الأزمة السورية.

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ من التقارير التي تتحدث عن مقتل وجرح عشرات المدنيين في قصف استهدف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، معتبرة ذلك تصعيدا خطيرا في النزاع.

جاء ذلك في بيان للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ادلت به أمس، وطالبت فيه جميع الأطراف بوقف الهجمات غير القانونية على المدنيين والالتزام بالقانون الدولي .

وتابعت نولاند قائلة إن المسؤولين عن الفظائع التي ترتكب بحق السكان المدنيين يجب أن يحاسبوا.

ووصل المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مساء إلى القاهرة قادمًا من باريس.

ويلتقي الابراهيمي خلال زيارته للقاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ليطلعه على نتائج مباحثاته التي أجراها مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول الوضع في سوريا وجهود حل الأزمة السورية، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية.

كما سيطلعه على تفاصيل الأوضاع على الأرض في سوريا، وجهود توحيد المعارضة، وكذلك آخر اتصالاته بقيادات المعارضة والمسؤولين الدوليين.

ويلتقى الابراهيمي وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو لبحث إقامة المقر الدائم للبعثة الدولية إلى سوريا في القاهرة، ويلتقي عدداً من قوى المعارضة السورية بالقاهرة لاستعراض خطواته القادمة في إطار سعيه لحل الأزمة السورية.

وتشمل مباحثات العربي بمصر المرحلة الانتقالية في سوريا ودور الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تم تشكيله أخيرًا في الدوحة، والموقف الدولي والأوروبي تجاه الملف السوري بشكل عام.

وبحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد آخر تطورات الأزمة السورية وسبل حلها.

وذكر بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أمس، أن المالكي استقبل السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد، وأكد خلال اللقاء رؤية العراق التي تستند للحل السياسي لبقاء الدولة السورية وحفظ وحدتها أرضاً وشعباً.

(ا ف ب، رويترز، ا ش ا، الدايلي تلغراف، بي بي سي، الأناضول)

الخاطفون يرجؤون اعدام الصحافية الاوكرانية المخطوفة في سوريا

ذكرت وسائل اعلام الثلاثاء ان الخاطفين السوريين للصحافية الاوكرانية انهار كوتشنيفا التي خطفت في تشرين الاول ، اعلنوا انهم ارجأوا اعدامها الى الاحد واكدوا ان السلطات الاوكرانية لا تفعل شيئا للافراج عنها.

وقال زعيم الخاطفين ابو جندل خلال محادثة عبر سكايب نشرت ترجمتها الى اللغة الاوكرانية مساء الاثنين شبكة 11 التلفزيونية الاوكرانية على موقعها “عندما اجريت مفاوضات مع الحكومة الاوكرانية وسفارتها (في سوريا)، لم يكونوا (الاوكرانيين) جديين، لم يحترموا وعودهم ولم يفعلوا شيئا للافراج عن انهار”.

واضاف كما جاء في مدونة الصحافية التي حاورته “لم يرد احد عندما طلبنا ما يمكن ان يعرض علينا للافراج عنها. ويبدو ان لا احد يهتم بالامر”.

وطالب الخاطفون السوريون الذين اعلنوا انتماءهم للجيش السوري الحر، اوكرانيا بأن تعرض عليهم مفاوضا “لا يكذب.

القوات النظامية تنسحب من محافظة حماة

انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل 48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المرصد في بيان الى ان “القوات النظامية انسحبت من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات”، لافتاً في معلومات اولية الى “سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل الانسحاب منه، والى قتل واسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالاضافة الى الاستيلاء على اليات عسكرية”.

الأمم المتحدة: برنامج الأغذية يواجه صعوبات في مساعدة السوريين

أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي اليزابيث بايرز أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تلقى صعوبات متزايدة لمساعدة السوريين بسبب “تصعيد العنف” و”نقص الشركاء” الإنسانيين على الأرض.

بايرز، وفي مؤتمر صحافي في جنيف، شددت على أن الحاجات الإنسانية تتزايد حاليًا في سوريا حيث يوزع برنامج الاغذية العالمي معظم مساعداته بفضل الهلال الاحمر العربي السوري. وأضافت أن نحو 2,5 مليون شخص مقابل 1,5 مليون سابقًا يحتاجون لمساعدة غذائية، موضحةً أنها أرقام من الهلال الأحمر العربي السوري.

وأوضحت المتحدثة أن البرنامج لا يتمكن في الوقت الحاضر سوى بلوغ 1,3 مليون شخص شهريًّا، معربةً عن أسفها لـ”تصعيد العنف” خاصة في شمال البلاد.

ودليل على هذا العنف المتزايد، أشارت الوكالة في بيان، إلى أن “الهجمات على شاحنات برنامج الاغذية العالمي ازدادت في الأسابيع الأخيرة”. وقد سجل البرنامج عشرة هجمات منذ تشرين الاول معظمها في الاسابيع الاخيرة، لكن في معظم الحالات استطاعت الوكالة الأممية من استعادة المؤن بفضل مفاوضات عبر “أطراف أخرى”.

روسيا ترسل سفنا تحسبا لإجلاء رعاياها

معارك بحماة وريف دمشق وتهديد “اليرموك”

                                            أعلن الجيش السوري الحر اليوم الثلاثاء أنه سيطر على بلدة وحواجز بريف حماة، في إطار ما سماه “تحرير” المحافظة, واشتبك مجددا على أطراف دمشق مع الجيش النظامي الذي حشد من جهته قوات لاجتياح مخيم اليرموك, وقصف مدنا وبلدات موقعا عشرات القتلى.

وقال الجيش الحر إنه سيطر على بلدة حلفايا بريف حماة, واستولى على حواجز للجيش النظامي هناك بعد اشتباكات سقط فيها قتلى من الجانبين.

وقال الناشط الميداني أحمد رعدون للجزيرة إن الجيش الحر سيطر على أكثر من ستة حواجز نظامية في بلدة كفر نبودة بريف حماة والتي تشهد بدورها قتالا, مشيرا إلى إعطاب دبابات في اشتباكات منفصلة في محيط قرية حصرايا بالمنطقة نفسها.

 معارك

وكان الجيش الحر قد حقق قبل أيام مكاسب في حلب باستيلائه على كلية المشاة التي غنم منها آليات وأسلحة وذخائر كثيرة. وبالتزامن مع القتال في حماة, اشتبك مقاتلو الجيش الحر اليوم مع جيش النظام في زملكا ومعضمية الشام وداريا بريف دمشق.

وأعلن الجيش الحر أمس بدء عملية تحرير حماة في سياق تصعيد ميداني يرمي من خلاله إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها في إدلب وحماة وحلب بعضها ببعض.

كما يسعى من خلال عملية حماة إلى السيطرة على قوس يمتد من خان شيخون في إدلب شمالا إلى محردة في حماة غربا لقطع طرق الإمداد عن الجيش النظامي.

وأشارت لجان التنسيق إلى مقتل أربعة من مقاتلي المعارضة في اشتباكات عنيفة صباح اليوم في المعضمية وعقربا على طريق مطار دمشق الدولي, كما سجلت مواجهات مماثلة في درايا.

ومع توسع رقعة القتال, أرسلت روسيا سفنا حربية إلى الساحل السوري تحسبا لإجلاء الروس الموجودين في سوريا وفقا لوكالة إنترفاكس. وفي هذه الأثناء, تعرضت جل بلدات ريف دمشق صباح اليوم لقصف جوي ومدفعي أوقع قتلى وجرحى، وفقا للجان التنسيق.

واستهدف قصف القوات النظامية اليوم مناطق في حمص بينها حي دير بعلبة ودير الزور ومعرة النعمان بإدلب والنعيمة بدرعا، مما تسبب في مقتل وجرح مدنيين حسب ناشطين. وأحصت لجان التنسيق حتى ظهر اليوم أربعين قتيلا، جلّهم في دمشق وريفها.

مخيم اليرموك

وفي دمشق, قال ناشطون إن قوات نظامية احتشدت شمالي مخيم اليرموك الذي اقتحمه الجيش الحر أمس وطرد منه الجنود النظاميين ومقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل الذي غادر المخيم وفقا لمصادر متطابقة.

وبينما انضم نحو 150 عنصرا من الجبهة إلى الجيش الحر, انضم آخرون إلى الجيش النظامي الذي أمهل السكان حتى بعد ظهر اليوم للخروج قبل شن عملية عسكرية فيه “لتطهيره”، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت لجان التنسيق إن شابا وطفلا قتلا صباح اليوم في قصف على المخيم الذي فر منه أكثر من ثلث سكانه -بينهم ألفان نزحوا إلى لبنان- عقب القصف الجوي الذي أوقع 25 قتيلا أول أمس.

تحرير صحفيين

من جهة أخرى, أعلنت “كتائب أحرار الشام” تحرير خمسة صحفيين أجانب في إدلب كانوا محتجزين لدى موالين للنظام، حسب قولها. وقالت إن اثنين من الصحفيين أميركيان والباقون بريطانية وتركية وألماني، وهم يعملون في شبكة أن.بي.سي الأميركية, ومن ضمنهم المراسل المعروف ريتشارد إنغل, وقد غادروا جميعا إلى تركيا.

وأكدت أن.بي.سي لاحقا الإفراج عن إنغل والفريق المصاحب له, وقالت إن مقاتلين من كتائب أحرار الشام اعترضوا الخاطفين بينما كانوا يحاولون نقل الرهائن من مكان يقع قرب بلدة معرّة مصرين واشتبكوا معهم، مما أدى إلى مقتل اثنين من الخاطفين وفرار الآخرين.

وفي السياق نفسه, قالت الخارجية الروسية اليوم إن خاطفي روسييْن -أحدهما يحمل الجنسية السورية أيضا- وإيطالي طلبوا فدية من شركة قرب حمص يعمل بها الثلاثة الذين خُطفوا أمس بينما كانوا متوجهين من حمص إلى طرطوس.

الإبراهيمي بالقاهرة لبحث الوضع بسوريا

                                            التقى المبعوث الأممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي في القاهرة اليوم الثلاثاء الأمين العام لـجامعة الدول العربية نبيل العربي وبحث معه تطورات الوضع في سوريا، وذلك في وقت جددت فيه روسيا موقفها بأن الشعب السوري وحده يحدد مصير بلاده، بينما دعت بريطانيا لإعادة النظر في حظر تزويد المعارضة السورية بالسلاح.

وقال مصدر في الجامعة إن الابراهيمي والعربي بحثا الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الإبراهيمي مع مختلف أطراف الأزمة ونتائج محادثاته الأخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وتأتي هذه المحادثات بعد إعلان فاروق الشرع نائب الرئيس السوري أن أيا من طرفي النزاع في سوريا لن يستطيع حسم الأمور عسكريا.

وقال الشرع في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية نشر أمس الاثنين إنه ليس في إمكان كل أطراف المعارضة حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما، داعيا إلى “تسوية تاريخية” تشمل الدول الإقليمية وأعضاء مجلس الأمن.

وفي جدة قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الثلاثاء إن القضية السورية باتت في “بداية النهاية”، داعيا القيادة السورية مرة أخيرة إلى “التضحية من أجل الشعب”، مستبعدا في الوقت ذاته فتح المنظمة مكتب تمثيل للمعارضة.

الموقف الروسي

وفي موسكو جددت روسيا التزامها بموقفها القائل إن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري فقط، وأن أي تدخّل خارجي سيؤدي لتصعيد الوضع.

ونقلت وسائل إعلام روسية اليوم عن إلياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قوله خلال لقائه حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية بموسكو إن مجلسي البرلمان الروسي والخارجية الروسية والحكومة ورئيس الدولة ملتزمون بخط وموقف موحد حيال الحالة السورية.

وذكر أن الكثير من المواطنين الروس يعيشون في سوريا، ولذلك بالنسبة لروسيا فإن الوضع يحمل بعداً إنسانياً أيضاً.

وكان عبد اللهيان قال في مقابلة أجرتها معه إذاعة صوت روسيا إن إيران تقترح إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا، وسوف تقدم هذا الاقتراح كخطة لحل الأزمة السورية في اللقاء المنتظر مع وزارة الخارجية الروسية.

وأوضح أن موعد الانتخابات يجب أن يتم تحديده نتيجة الحوار بين الحكومة السورية والأطراف المعارضة غير المتورطة في ما سماها عمليات إرهابية.

كما قال نائب الوزير الإيراني إن اقتراح بلاده يتألف من ستة بنود تتضمن إجراء انتخابات برلمانية أولاً ومن ثم رئاسية في سوريا، على أن يبقى الرئيس بشار الأسد إلى ذلك الحين رئيساً للبلاد.

ومن المقرر أن يلتقي عبد اللهيان نظيره الروسي ميخائيل بغدانوف خلال زيارته الحالية لموسكو.

تسليح المعارضة

من ناحية أخرى أفادت صحيفة إندبندنت البريطانية اليوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء ديفد كاميرون دعا إلى إعادة النظر في الحظر المفروض على تزويد المعارضة السورية بالسلاح  واستكشاف جميع الخيارات لدعمها وتوفير حماية أفضل للمدنيين.

وقالت الصحيفة إن كاميرون أبلغ مجلس العموم (البرلمان) أن بلاده ودولاً أوروبية أخرى ستقوم بمراجعة الحظر المفروض على الأسلحة في سوريا، وأن القادة الأوروبيين اتفقوا في اجتماعهم الأسبوع الماضي على أن هناك ضرورة أخلاقية لاتخاذ إجراء في سوريا.

ونسبت الصحيفة إلى كاميرون تشديده على عدم قبول استمرار الوضع كما هو عليه الآن، وتعهّد الاتحاد الأوروبي بالعمل من أجل مستقبل ديمقراطي واسع التمثيل لسوريا يدعم بشكل كامل حقوق الإنسان والأقليات.

كما نقلت الصحيفة عن كاميرون تحذيره من تنامي ما سماها الجماعات المتطرّفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، لافتاً الى وجود من وصفهم بإرهابيين مرتبطين بعناصر من المعارضة السورية، ووجود أدلة قوية جداً على أن جماعات في المعارضة السورية المسلّحة تأخذ وجهات نظر غير مقبولة مما سماه التطرّف الإسلامي.

وعلى صعيد آخر قال مندوب سوريا الدائم بالأمم المتحدة في رسالة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ومجلس الأمن إن بلاده تشعر “بقلق حقيقي” من احتمال أن تقوم بعض الدول بتزويد “جماعات متطرفة” بأسلحة كيميائية ثم تدعي بعد ذلك أن الحكومة السورية هي التي استخدمتها.

واتهم السفير بشار الجعفري الحكومة الأميركية أيضا بدعم “إرهابيين” في سوريا، والقيام بحملة ترويج لإمكانية استخدام دمشق مثل تلك الأسلحة.

الإسعاف في حلب من الدراجة للسيارة

فراس نموس-حلب

منظومة الرحمة اسم في عالم الإسعاف بمحافظة حلب، أبصرت النور باسمها هذا منذ عشرة أيام، تغطي خدماتها المناطق المحررة من المحافظة وتلبي نداء مقاتلي الجيش الحر والمدنيين على السواء، فتهرع بهم إلى المشافي العاملة أو الميدانية وتنقل الحالات الصعبة إلى تركيا.

هي فكرة بدأها أبو أحمد شمس الدين في مدينة حلب بإسعاف من يصاب على دراجته النارية، يحاول بها -على صعوبتها- إنقاذ حياة من الموت وإسعاف مصاب لا يجد وسيلة للوصول إلى المستشفى، لتصل الآن إلى 12 سيارة، لكلٌّ منها طاقم مكون من سائق ومسعف.

وهذا العمل المنوط بمستشفيات الدولة اقتحمه الثوار ومن يقف معهم من الشعب لإسعاف المصابين منهم ومن المدنيين الذين أصبح دخولهم إلى المستشفيات التي تديرها الدولة يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم، لما يتعرضون له من خطف واعتقال.

يقول شمس الدين -الذي كان يعمل بتصميم الأزياء في لبنان- إنه اضطر إلى استخدام دراجته النارية لإنقاذ حياة مدنيين وعسكريين، وعندما كثرت الإصابات لم يجد بدا من “سرقة” سيارة إسعاف من معهد التمريض بمساعدة أحد الممرضين، ليباشر بها عمله في الإسعاف.

وتطور الأمر مع وصول مساعدات جلها من دول أوروبية. فقد وصلت للمنظومة أربع سيارات إسعاف من دول إسكندنافية ومثلها من النمسا والبقية من جمعيات في تركيا وفرنسا، وهو ما استدعى تهيئة كوادر قادرة على الإسعاف يشرف عليها الدكتور عثمان حاج عثمان.

والدكتور عثمان هو الطبيب الوحيد في المنظومة، يقوم بالإضافة إلى عمله في المشافي الميدانية، بالإشراف على المسعفين وتدريب الشبان الراغبين في تقديم الخدمة الطبية للمحتاجين، وكان يعمل في مستشفى الشباب قبل أن تحيله قاذفات النظام السوري ركاما.

عمل المنظومة

وعن عمل المنظومة يقول شمس الدين إنه يتمحور حول نقل الجرحى من أماكن الإصابات للمشافي، ونقل المصابين بين المستشفيات عند الحاجة، ونقل الإصابات الخطرة إلى تركيا، ومرافقة مقاتلي الجيش الحر على خطوط التماس مع قوات النظام.

ورغم العدد الذي وصلت له، إلا أن المنظومة بحاجة لسيارات إسعاف مجهزة بالكامل، فقد خرجت من الخدمة الآن ثلاث سيارات بسبب استهدافها، كما أن السيارات المقدمة كانت في الأغلب قد “نسقت” أي خرجت من الخدمة في بلدانها الأصلية، ولذا فهي ليست جاهزة بما يكفي، وأعطالها -مع ندرة قطع الغيار- تعيق استخدامها.

وتعطي المنظومة في عملها الأولوية للمقاتلين الذين لا يمكنهم التداوي إلا في مستشفيات ميدانية أو خاضعة بالكلية لسيطرة الجيش الحر، لكن ذلك لا يعني أبدا -حسب شمس الدين- إهمال الحالات التي تستدعي إسعافا بين المدنيين، لقد “أسعفنا اليوم جنديا نظاميا في مدرسة المشاة، فكيف لا نسعف أهلنا المدنيين؟!”.

وعن هذا يقول “أنا لدي عمل وميثاق يحملني على إسعاف الجرحى أيا كانوا، والطبيب ملزم بعلاجهم. وإن كانوا مطلوبين للجيش الحر لأفعال اقترفوها، أو مقاتلين في الجيش النظامي، فواجب القاضي والحاكم محاسبتهم، وذلك ليس عملي أو عمل أي طبيب”.

صعوبات العمل

أما الصعوبات التي تواجههم فيلخصها شمس الدين بالاستهداف المباشر من الطيران أو الشبيحة على الأرض، ودخولهم في مناطق مختلطة يتبادل السيطرة عليها الجيش الحر وقوات النظام، مما يضعهم في مواجهة مباشرة مع الموت طيلة فترة عملهم.

وبحكم أن المنظومة في بدايتها فلا تزال تفتقر إلى الإمكانيات المادية أو الطبية التي تتطلبها مساحة الأرض العاملة فيها وطبيعة الظرف الذي تخدم فيه. ومنها أجهزة اتصال لاسلكي ذات مدى بعيد لعدم وجود تغطية شبكات في أغلب الأوقات.

ومع ترحيب الألوية والكتائب المقاتلة بالمنظومة ومدّها بما يستطيعون من مال ووقود، إلا أن التعاون لم يرقَ إلى المأمول، بحسب ما يقول شمس الدين، فإذا ما توفرت سيارة إسعاف للواء للجيش الحر آثر الاحتفاظ بها، ففي ساحة الحرب يحب المقاتل أن تكون سيارات الإسعاف تحت يده لا تحت هاتفه!

 تحذير ألماني من كيمياوي الأسد

                                            خالد شمت-برلين

 ذكرت مجلة دير شبيغيل الألمانية أن جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي أن دي) قدّر الفترة التي يحتاجها النظام السوري لتجهيز مخزون أسلحته الكيمياوية للإطلاق بما بين 4 إلى 6 ساعات، إذا ما قرر الرئيس بشار الأسد استخدام هذه الأسلحة كورقة أخيرة لمحاولة حفظ نظامه من الانهيار.

ونقلت المجلة في عددها الصادر اليوم الاثنين عن رئيس (بي أن دي) غيرهارد شيندلر قوله “إن نظام الأسد يمتلك ألف صاروخ باليستي متوسطة المدى قادرة على حمل أسلحة كيمياوية، وتم اختبار أربعة منها الأسبوع الماضي بإطلاقها من دمشق باتجاه حلب معقل الثورة، غير أنها سقطت في الحقول قبل وصولها إلى حلب”.

وقدر شيندلر مخزون الأسلحة الكيمياوية لدى نظام الأسد بألف طن من الغازات السامة، منها سبعمائة طن من غاز السارين المميت ومائة طن من غازي الخردل و(في أكس) شديدي السمية.

وأشارت دير شبيغيل إلى أن تحليلات الاستخبارات الألمانية كشفت أن عددا من كبار ضباط جيش الأسد يطالبون منذ فترة باستخدام الأسلحة الكيمياوية في مواجهة الثورة الساعية لإسقاط نظامهم.

وقالت المجلة إن صور الأقمار الاصطناعية لم ترصد علامات على استعداد جيش الأسد لاستخدام ما يملكه من أسلحة الدمار الشامل، وكشفت عن حركة نشطة لقوات النظام السوري حول مناطق تخزين الأسلحة الكيمياوية المحاطة بقوات الأسد الخاصة، والمرتبطة بممرات لإقلاع وهبوط الطائرات المقاتلة.

ولفتت إلى أن المخاوف العالمية من استخدام النظام السوري لأسلحة الدمار الشامل لصد الثوار الزاحفين تزايدت بعد رصد عدة أجهزة استخبارات عالمية اختبار قوات الأسد إطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى من دمشق نحو حلب منذ أسبوع.

وقالت دير شبيغيل إن وزارة الدفاع الألمانية أقرت إرسال وحدات من قواتها الخاصة في مهمتين لم يُكشَف عن تفاصيلهما إلى الأردن بمنطقة الحدود مع سوريا نهاية شهري مايو/أيار وأغسطس/آب الماضيين.

وأوضحت أن ردَّ وزارة الدفاع جاء بعد مطالبة حزب الخضر المعارض لها بتقديم إيضاحات عن مهمتي القوات الخاصة الألمانية بمنطقة حدود الأردن مع سوريا.

وقالت المجلة إن رد الوزارة بأنها أرسلت وحداتها الخاصة للأردن بهدف تقديم الدعم لجيشه لم يقنع نائب رئيس الكتلة البرلمانية للخضر هانز كريستيان شترويبله الذي طالب وزارة الدفاع بالكشف عن السبب في إرسال القوات الألمانية الخاصة للأردن بشكل سري وغير معلن.

“طلب الغفران من الأمهات”.. رسائل شباب سوريا بعد الموت

عبدالرحمن الأتاسي.. رصاصة القناص سبقت تحذير صديقه

دمشق – جفرا بهاء

ليس جديداً موت السوريين، حتى إن البعض يقول “سئم الموت من الموت في سوريا”، وربما يكون قتل عبدالرحمن الأتاسي في حمص برصاصة قناص أمراً اعتاده السوريون، ولكن الحزن الذي خلفه عبدالرحمن في حمص كان واضحاً وقاتلاً.

في أكبر أحياء حمص “الوعر” جمّع عبد الرحمن الأتاسي شباب حمص الهاتفين “جنة جنة”.

يبدو شباب حمص وكأن كل واحد منهم يحتاج أعصاب مئة رجل ليستطيع لجم دموعه، وإن كانت حمص تقصف منذ عدة أشهر، وتعيش حصارها الخانق، ويدخل البرد وفقدان المازوت والخبز والبنزين إلى قلب كل حمصي، فإن جنازة الأتاسي أدفأت قلوباً لساعات.

كتب صديق عبد الرحمن “ف” على صفحته في فيسبوك: “لك عبودي وين طالع ارجاع فوت في قناص عم يضرب على أي شي بيتحرك وكاشف كل شارعنا… عبودي يخرب بيتك لا تجن عم قلك في قناص.. لا تعملي هيك بأيدك ولا.. عم قلك لاتطلع.. بلا جنان.. عبودي عبودي.. يا ويلي يا ويلي يا شباب عبودي اتصاوب يا شباب… عبودي… عبدالرحمن الأتاسي استشهد… ادام عيوني”.

ولعل التشييع المهيب والحزن الشديد الذي أضفاه عبدالرحمن يمكن أن يصبح مفهوماً أكثر عندما نعرف أنه ناشط منذ بداية الثورة، حيث عمل في الإنشاءات عندما كانت منطقة بابا عمرو تتعرض للقصف، وتطوع حينها لمساعدة اللاجئين والهاربين من القصف.

ولعل يوم استشهاده ازدادت العواصف الباردة، وأسقطه رصاص النظام الأسدي فور نزوله لجولته التفقدية اليومية على الحي.

الأولاد يراسلون الأمهات

سيحكى عن الثورة السورية أن قتلاها كتبوا رسائل وداع لأمهاتهم، وعبدالرحمن الأتاسي ترك رسالة وداع وضعها تحت وسادة نومه قبل أن يخرج اليوم الذي قتل فيه طلب منها أن تسامحه، وأنه غير قادر على تحمل الظلم والقهر، وختم بأنه يشتاق لرفاقه الشهداء، وإن صرخت هي فوق جثته: “و ين رحت يا ابني و ين الحمد لله ع كلشي ع الجنة يا ابني ع الجنة”، فإن كلماتها أبكت رجال حمص وشوارعها.

الثوار السوريون يسيطرون على طريق هروب الأسد

صحيفة بريطانية: المدن السورية تسقط في أيدي المقاتلين واحدة تلو الأخرى

لندن – محمد عايش

تمكن المقاتلون السوريون من السيطرة على الطريق الذي يفترض أن يسلكه الرئيس السوري بشار الأسد عندما يتخذ قرار الهروب من دمشق، مسجلين بذلك حلقة جديدة في سلسلة حلقات إحكام الحصار على العاصمة السورية، وتضييق الخناق على النظام.

وكشفت جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية أن الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة اللاذقية الساحلية الرئيسية قد وقع تحت سيطرة الثوار بشكل كامل، وغابت عنه كافة مظاهر النظام، وأصبحت “نقاط التفتيش التابعة لقوات الأسد مهجورة بالكامل”.

وتأتي المعلومات عن سقوط الطريق السريع الذي يربط العاصمة بالساحل بعد 48 ساعة فقط على المعلومات التي نشرتها “العربية.نت” نقلاً عن جريدة “صنداي تايمز” البريطانية والتي تحدثت عن خطة بشار الأسد للهروب من دمشق إلى “بلدة ساحلية علوية” والتحصن فيها عند سقوط العاصمة، وهو الأمر الذي يصبح تنفيذه غير ممكن في حال تمكن الثوار من الحفاظ على سيطرتهم على الطريق الرئيس المؤدية إلى الساحل، وتمكنوا أيضاً من السيطرة على الطرق الأخرى البديلة.

ونقلت “ديلي تلغراف” عن شاهد عيان قوله إنه عبر بسيارته الطريق السريع المؤدي إلى اللاذقية فشاهد عشرات الجثث المتفحمة حول العديد من الدبابات المعطوبة التابعة للنظام، والتي يبدو أن قواته تقهقرت أمام تقدم قوات المعارضة السورية.

وتؤكد الصحيفة البريطانية المعلومات التي تتحدث عن أن بشار الأسد سيلجأ إلى سلسلة الجبال الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط ليخوض منها معركته الأخيرة بعد هروبه من دمشق، وأنه سيتحصن في واحدة من البلدات الساحلية التي يسكنها “علويون” بالقرب من مدينة اللاذقية أو طرطوس، إلا أن “ديلي تلغراف” تقول بأن المفاجأة التي اكتشفتها هي أن الطرق المؤدية إلى هناك أصبحت تحت سيطرة الثوار وغاب النظام عنها.

وتصف الصحيفة الوضع الميداني في مناطق واسعة من سوريا، مشيرة إلى أنه من الحدود مع تركيا، فإن مناطق واسعة من البلاد أصبحت بلا حرب، بعد أن استقرت فيها الأوضاع لصالح قوات المعارضة، مشيرة إلى أن الثوار يسيطرون على البلاد مدينة بعد مدينة، وقرية تلو الأخرى.

وقال ناشط في الثورة السورية: “ستة من القرى العلوية الساحلية أصبحت تحت سيطرتنا، لكن غالبية سكانها غادروها إلى مناطق يسيطر عليها النظام ظناً منهم أنهم سيصبحون في خطر”، وهو ما يعني أيضاً أن العديد من القرى والبلدات المرشحة لأن تستقبل الأسد أصبحت تحت سيطرة الثوار، فضلاً عن الطرق الرئيسية المؤدية إليها.

وتقول “الديلي تلغراف” إنها تجولت في العديد من البلدات العلوية الساحلية في سوريا، والمرشحة لأن يهرب إليها الأسد بعد سقوط دمشق، فوجدت أن غالبية السكان قد غادروها بالفعل، بما في ذلك مدينة القرداحة التي تعود إليها أصول عائلة الأسد.

ويسود الاعتقاد في أوساط المراقبين للأوضاع في سوريا بأن الحسم أصبح قريباً، وأن الرئيس بشار الأسد يدرك الآن أكثر من غيره بأن أيامه في الحكم أصبحت محدودة، وهو ما دفعه للبدء فعلياً في التفكير لما بعد سقوط دمشق وانهيار النظام. أما ما يعزز هذه القناعة لدى المراقبين فهو التصريح الروسي مؤخراً الذي يتضمن اعترافاً بأن النظام السوري آيل للسقوط.

الفلسطينيون في سوريا.. حقائق وأرقام

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

جاء سقوط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بجنوبي دمشق في أيدي قوات المعارضة الاثنين ليلفت الأنظار إلى واقع الفلسطينيين في الدولة التي تمر بأزمة سياسية حادة منذ مارس 2011، وتشهد أعمال عنف أسقطت آلاف القتلى.

ويوجد في سوريا ما يزيد على 13 مخيماً للاجئين الفلسطينيين، بعضها رسمي والآخر غير رسمي، ويقدر عدد الفلسطينيين فيها بنحو نصف مليون نسمة.

وسقط المخيم الاثنين بعد معركة دارت بين مقاتلي المعارضة السورية، الذين يدعمهم بعض الفلسطينيين، ضد مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للرئيس بشار الأسد.

وقالت مصادر المعارضة إن كثيرين من مقاتلي الجبهة انشقوا وانضموا إلى قوات المعارضة، وإن زعيم الجبهة أحمد جبريل غادر المخيم.

وقال ناشط فلسطيني في اليرموك “المخيم كله تحت سيطرة الجيش السوري الحر”، مضيفا أن الاشتباكات توقفت، وأن بقية جنود الجبهة الشعبية انسحبوا، وانضموا إلى القوات الحكومية المحتشدة على المشارف الجنوبية للمخيم.

ويعتبر مخيم اليرموك في دمشق، الذي أنشئ عام 1957، أكبر تجمع للفلسطينيين في سوريا، ويقدر عدد سكانه حالياً بنحو 360 ألف نسمة، ويوجد في المخيم 4 مستشفيات، وأكبر عدد من المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وتقع عديد من المخيمات الفلسطينية حول دمشق، مثل مخيم سبينة (حنوبي العاصمة) ويقدر عدد سكانه بأكثر من 19 ألف نسمة، ومخيم جرمانا (5 آلاف نسمة)، ومخيم خان دنون (8600 نسمة) وهو على بعد 23 كيلومتراً جنوبي دمشق، ومخيم قبر الست (حوالي 16 ألف نسمة) قرب حي السيدة زينب، ومخيم خان الشيخ (أكثر من 15500 نسمة) ويقع على بعد 27 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من دمشق.

وتوجد مخيمات أخرى موزعة حول مدن سورية، مثل مخيم نيرب قرب حلب، ويقدر عدد سكانه بحوالي 17500 نسمة، ومخيم عين التل (14 ألف نسمة) على بعد 13 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من حلب. ومخيم العائدون في حمص ويبلغ عدد سكانه نحو 14 ألف نسمة، ومخيم حماة بعدد سكانه البالغ نحو 8 آلاف نسمة، ومخيم الرمل في اللاذقية (6500 نسمة) ومخيم درعا (5600 نسمة)، ومخيم درعا – طوارئ (5600 نسمة).

يشار إلى أن معظم اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا إلى سوريا في عام 1948 هم من الأجزاء الشمالية من فلسطين، وتحديداً من مدن صفد وحيفا ويافا بالإضافة إلى عدد من الفلسطينيين الذين فروا من هضبة الجولان بعد احتلالها من قبل إسرائيل عام 1967، وبضعة آلاف فروا من أتون الحرب التي مزقت لبنان في عام 1982.

نزوح فلسطيني من مخيم اليرموك إلى لبنان

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت السلطات اللبنانية أن مئات العائلات الفلسطينية دخلت إلى الأراضي اللبنانية خلال اليومين الماضيين بسبب أعمال العنف في مخيم اليرموك في دمشق.

وشهد معبر المصنع الحدودي مع سوريا شرقي لبنان الثلاثاء عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف.

وينضم هؤلاء إلى حوالي 2000 فلسطيني آخرين دخلوا لبنان خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب تقديرات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أنروا) والأمن العام اللبناني.

وذكر مسؤول لجنة النازحين الفلسطينيين السوريين في مخيمي البداوي والبارد في شمال لبنان، ربيع دامس إن العدد التقريبي للعائلات الفلسطينية التي نزحت على مدى الـ48 ساعة الماضية من مخيم اليرموك إلى مخيمي البداوي والبارد يتراوح بين 60 الى 70 عائلة موزعة على منازل أقارب لها.

وأشار دامس إلى أن “أوضاع العائلات سيء للغاية ومعظمهم اضطروا لمغادرة منازلهم دون أن يخرجوا شيئا من أمتعتهم” وفقا لفرانس برس.

ونقلت فرانس برس عن المتحدثة باسم الأونروا في لبنان هدى سمرا قولها إن 10 آلاف فلسطيني كان سبق لهم أن لجأوا إلى لبنان من سوريا، وغالبيتهم من مخيم اليرموك.

وأوضحت سمرا أن الأونروا “قامت بعد تقدير حاجات هؤلاء باستدراج تبرعات بقيمة ثمانية ملايين و200 ألف دولار من أجل تقديم خدمات صحية وتعليمية وغذائية لهؤلاء”.

إيران تشكك في سقوط الأسد قريبا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، إن “إيران لا تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته سيسقطان قريبا”.

وبعد محادثات أجراها في موسكو قال ردا على سؤال عن توقعات غربية بأن الإطاحة بالأسد وحكومته وشيكة: “لدينا شكوك قوية في هذا. الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة”.

وظلت إيران -مثلها مثل روسيا- حليفة للأسد طوال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد حكمه منذ 21 شهرا. ورفض عبد اللهيان التلميحات بأن موسكو غيرت موقفها تجاه سوريا، رغم تصريحات دبلوماسي روسي كبير قال الأسبوع الماضي إن معارضي الأسد قد ينتصرون في الصراع.

وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي: “خلال محادثاتنا مع نظرائنا الروس تبين لنا أنه ليس هناك تغير في الموقف الروسي تجاه سوريا.”

وحمت روسيا حكومة الأسد من انتقادات وعقوبات في مجلس الأمن وقاومت الضغوط الغربية للانضمام لجهود الإطاحة بالأسد.

مبادرة “جنيف 2”

إلى ذلك، بحث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الثلاثاء في القاهرة مع المبعوث العربي والدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، مستجدات الوضع في هذا البلد، بحسب ما أفاد مصدر في الجامعة.

وتأتي هذه المحادثات بعد إعلان فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، أن أيا من طرفي النزاع في سوريا لن يستطيع حسم الأمور.

وكان أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أشار في تصريحات الاثنين إلى أفكار متداولة بشأن ما سماه “جنيف2” تتعلق بمرحلة انتقالية في سوريا.

وأوضح بن حلي أن “هناك الآن فكرة مطروحة حول جنيف 2، بمعنى أن هناك بيان صدر في 30 يونيو الماضي عن اجتماع جنيف يحتوي على عدد من العناصر الأساسية التي يمكن أن تكون مرجعية لأي تحرك سياسي”.

وأضاف بن حلي “وهناك مشاورات حاليا بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبحضور إما الممثل الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي أو مساعديه، وفي حالة التوصل إلى صياغة متفق عليها سيطلق عليها جنيف2، ومن ثم تعرض على مجلس الأمن باعتبارها خطة للحل”.

وشدد بن حلي اثر لقائه مساعد الامين العام للشؤون السياسية والامنية في حلف شمال الاطلسي ديرك برنغلمان الاثنين “أن مسألة تدخل حلف الناتو في سوريا أمر مستبعد تماما وأن الجهود الحالية ترتكز بالأساس على الحل السياسي”.

59 قتيلا.. وقوات حكومية تنسحب من حماة

أفادت لجان التنسيق عن مقتل 59 شخصا في مدن سورية عدة، الثلاثاء، في حين انسحبت القوات الحكومية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل 48 ساعة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان “انسحبت القوات النظامية من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة”.

وأشار إلى معلومات أولية عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية إثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل الانسحاب منه، وإلى قتل وأسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالإضافة إلى الاستيلاء على آليات عسكرية.

وكان المرصد أفاد أمس عن انسحاب القوات النظامية من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في المنطقة نفسها.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مقاتلين من مجموعات عدة “بدأوا هجوما واسعا على معظم الحواجز في ريف حماة” اعتبارا من الأحد.

كما أعلن عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا للجيش السوري الحر العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين في بيان الأحد “بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها من عصابات الأسد وشبيحته”.

روسيا ترسل سفنا للمتوسط

وفي وقت سابق الثلاثاء أرسلت روسيا، سفنا حربية إلى البحر المتوسط تحسبا لإجلاء رعاياها من سوريا. وقال مصدر لم يكشف عن اسمه إن “سفينتين حربيتين وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق الإثنين”.

أضاف: “إنها تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس… جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية”. ولم يتسن على الفور التأكد من صحة التقرير من مصدر مستقل.

على صعيد آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية إن ما يصل إلى مائة مصاب ينقلون يوميا إلى المستشفى الرئيسي في دمشق الذي يعاني من نقص في الأدوية وإمدادات التخدير.

وأضافت في بيان صدر خلال مؤتمر صحفي في جنيف: “أغلب الإصابات عبارة عن حروق وإصابات بأعيرة نارية وأخرى نتيجة انفجارات”. وتابعت “جرى الإبلاغ عن نقص في المراهم الخاصة بالحروق والمعدات وإمدادات التخدير والتدخل الجراحي”.

أوروبا تتجه نحو مناقشة موضوع رفع حظر توريد الأسلحة إلى سورية

بروكسل (18 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

في ظل إزدياد المطالبات بتقديم مزيد من الدعم “العملي” لقوات المعارضة السورية وما يتطلبه ذلك من رفع الحظر الأوروبي المفروض على توريد السلاح لسورية، أكدت مصادر أوروبية مطلعة أن هذا الأمر سيكون محل نقاش خلال الفترة القادمة على مختلف مستويات صنع القرار

وأشارت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن رفع الحظر سيصبح ممكناً فقط بعد إنقضاء الأشهر الثلاثة التي لا يزال الحظر قائماً خلالها، “قمنا بتمديد الحظر لمدة ثلاثة أشهر، وعلى هذا الأساس يجب العودة إلى مناقشته قبل حلول شهر آذار/مارس العام القادم”، وأوضحت أن موضوع تعديل أو رفع حظر توريد السلاح إلى سورية سيناقش خلال إجتماعات وزراء خارجية الدول في التكتل الموحد خلال شهر كانون الثاني/يناير القادم

وقالت المصادر إنه “بإنتظار نتائج المناقشات القادمة، لا يمكن الحديث حالياً عن أي تغير في الموقف الأوروبي لجهة تسليح المعارضة السورية، فنحن نرى أن مزيداً من التسليح يعني مزيداً من العنف والدمار” حسب قوله

يذكر أن الإتحاد الأوروبي يصر حتى الآن، على تقديم مساعدات “غير عسكرية” للمعارضة السورية والعمل على الملفين الإنساني والسياسي في سبيل البحث عن حلول للأزمة في سورية، ولكن بريطانيا كانت قد طالبت أكثر من مرة مؤسسات الإتحاد الأوروبي بمراجعة حظر توريد الأسلحة المفروض أوروبياً على سورية ما يضمن توسيع نطاق المساعدات المقدمة للمعارضة السورية، وهو ما دفع المجلس الوزراي الأوروبي إلى إدراج الموضوع على جدول أعمال إجتماعات العام القادم لوزراء الخارجية

وتشهد الأروقة الأوروبية حالياً جدلاً واسعاً بخصوص إحتمالات تزويد قوات المعارضة السورية بالسلاح، إذ تخشى العديد من الدول الأوروبية أن تقع الأسلحة في أيدي جماعات “غير منضبطة”، في حين تصر دول أخرى على أن وجود آليات تعاون جادة مع المعارضة المسلحة والسياسية هو الكفيل بتفادي هذا الخطر

المعارضة السورية تقول إنها حققت مكاسب وتصاعد حدة المواجهات مع القوات الحكومية

أفادت الأنباء الواردة من سوريا بأن مسلحي المعارضة حققوا مكاسب جديدة في معاركهم ضد القوات الحكومية وذلك في الوقت الذي تصاعدت حدة المواجهات بين الطرفين في أنحاء متفرقة في البلاد.

ففي حماة، أعلنت المعارضة سيطرتها على بلدة حلفايا بعد أن هاجموا مواقع للجيش النظامي وسيطروا عليها.

أما في درعا، قالت المعارضة إنها اقتحمت مقر الفرقة 34 التابعة للجيش السوري واستولت على آليات تابعة للجيش.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره، بريطانيا بأن مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على مخيم اليرموك جنوبي دمشق وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

تداعيات قصف مخيم اليرموك للاجئين

*دانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ما وصفته بالمجزرة التي يرتكبها الجيش السوري بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك مطالبة بعدم زجهم في اي صراعات سورية داخلية.

وقالت الفصائل في بيان مشترك صدر عنها في ختام إجتماع لها في مكتب الجبهة الشعبية بغزة “ندين المجزرة التي اُرتكبت بحق أبناء شعبنا في مخيم اليرموك، ونجدد دعواتنا لجميع الأطراف في سوريا بعدم تحويل المخيمات الفلسطينية إلى ساحة للاقتتال السوري الداخلي”.

وقال المرصد ” تدور اشتباكات عند اطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الاسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية -القيادة العامة ومسلحين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون واسفرت الاشتباكات حتى اللحظة عن احراق الية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية بصفوف الطرفين”.

وأضاف “كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة اطراف بلدة زملكا”.

زيارة مفاجئة

وفيما يبدو أنه محاولة من الحكومة لإثبات سيطرتها على البلاد، قال التلفزيون الحكومي إن رئيس الوزراء وائل الحلقي قام بزيارة نادرة لمدينة حلب الاثنين وتعهد بتقديم مساعدات قيمتها أربعة ملايين دولار.

ولم يبث التلفزيون صورا أو شريط فيديو للزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ شهور لمسؤول رفيع في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وتولى الحلقي السلطة بعد فرار سلفه رياض حجاب في وقت سابق من العام الجاري.

سفن روسية

في هذه الأثناء، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر في القوات البحرية الروسية قوله إن “روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سوريا”.

وقال المصدر، الذي لم تذكر الوكالة اسمه، إن “سفينتين هجوميتين وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق الاثنين”.

وأضاف أنها “تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس”.

الفصائل الفلسطينية تدين “المجزرة في مخيم اليرموك

دانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ما وصفته بالمجزرة التي يرتكبها الجيش السوري بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، مطالبة بعدم زجهم في اي صراعات سورية داخلية.

من ناحية أخرى قرر المجلس الوطني الفلسطيني إلغاء عضوية أحمد جبريل زعيم تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة من عضويته بسبب “دعمه للنظام السوري”، حسب المجلس الذي اتهمه “بجرالفلسطينيين الى نزاع سوري داخلي بالرغم من القرار الذي اتخذته القيادة الفلسطينية بعدم التدخل في النزاع”.

وقالت الفصائل في بيان مشترك صدر عنها في ختام إجتماع لها في مكتب الجبهة الشعبية بغزة “ندين المجزرة التي اُرتكبت بحق أبناء شعبنا في مخيم اليرموك، ونجدد دعواتنا لجميع الأطراف في سوريا بعدم تحويل المخيمات الفلسطينية إلى ساحة للاقتتال السوري الداخلي”.

وتابع كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية الذي تلا بيان الفصائل القول” تؤكد القوى الوطنية والإسلامية على أن شعبنا الفلسطيني بكافة فئاته وقواه السياسية ليس طرفاً في الصراع السوري الداخلي، وتجدد إدانتها لمحاولات جر المخيمات الفلسطينية لهذا الصراع”.

ودعت الفصائل في غزة جميع القوى الفلسطينية في سوريا بالالتزام بما وصفته الموقف الوطني الفلسطيني الذي اتخذته بتجنيب المخيمات الفلسطينية وشعبنا من أن يكون جزءاً من حالة الصراع الداخلي في سوريا.

كما ودعت أيضا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتحرك سياسي فاعل على المستويين العربي والدولي من أجل تجنيب المخيمات الفلسطينية تبعات الصراع السوري الداخلي، بالإضافة إلى دورها الاغاثي إزاء المهجرين من أبناء المخيمات بسورية.

ووجهت الفصائل دعواتها أيضا للمنظمات الدولية، وبشكل خاص الأونروا، للقيام بدورها الإغاثي والإنساني تجاه الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في سوريا.

هذا وقد تداعت القوى والفصائل الفلسطينية صباح اليوم الثلاثاء إلى اجتماع طارئ لها بمكتب الجبهة الشعبية بمدينة غزة، لبحث تطورات أوضاع الفلسطينيين في سوريا وخاصة مخيم اليرموك.

ووجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعوات لكافة القوى والفصائل لحضور الاجتماع في مكتبها بغزة لمناقشة الأوضاع الميدانية الأخيرة لفلسطيني سوريا وخاصة بمخيم اليرموك وما يتعرض له من قصف عنيف راح ضحيته عشرات الفلسطينيين ومئات الإصابات.

والجدير بالذكر أن مخيم اليرموك الذي يعد أكبر المخيمات في سوريا ويضم نحو 150 ألف لاجئ فلسطيني يتعرض لغارات عنيفة من قبل الجيش السوري والموالين له، أدت لمقتل العشرات ونزوح الآلاف من المخيمات.

BBC © 2012

نائب وزير الخارجية الإيراني يشكك في سقوط الأسد قريبا

موسكو (رويترز) – قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني يوم الثلاثاء إن إيران لا تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته سيسقطان قريبا.

وبعد محادثات أجراها في موسكو قال لرويترز عبر مترجم ردا على سؤال عن توقعات غربية بأن الاطاحة بالأسد وحكومته وشيكة “لدينا شكوك قوية في هذا. الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة.”

وظلت إيران -مثلها مثل روسيا- حليفة للأسد طوال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد حكمه منذ 21 شهرا.

ورفض عبد اللهيان التلميحات بأن موسكو غيرت موقفها تجاه سوريا رغم تصريحات دبلوماسي روسي كبير قال الأسبوع الماضي إن معارضي الأسد قد ينتصرون في الصراع.

وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي “خلال محادثاتنا مع نظرائنا الروس تبين لنا أنه ليس هناك تغير في الموقف الروسي تجاه سوريا.”

وحمت روسيا حكومة الأسد من انتقادات وعقوبات في مجلس الأمن وقاومت الضغوط الغربية للانضمام لجهود الاطاحة بالأسد.

إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير امل ابو السعود

إنترفاكس: روسيا ترسل سفنا حربية لاحتمال إجلاء مواطنيها من سوريا

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بحري قوله يوم الثلاثاء إن روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سوريا.

وقال المصدر إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق يوم الإثنين في أوضح علامة على أن روسيا تقوم باستعدادات مؤكدة لإجلاء محتمل لرعاياها.

وقالت انترفاكس إن السفن في طريقها للبحر المتوسط وقد تبقى هناك لفترة غير محددة.

وأضافت الوكالة عن المصدر قوله “إنها (السفن) تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس… جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية.”

ولم يتسن على الفور التأكد من صحة التقرير من مصدر مستقل.

ونشرت انترفاكس تقريرها بعد أيام من تأكيد وزارة الخارجية الروسية نبأ خطف مواطنين روسيين يعملان في سوريا إلى جانب إيطالي.

وأضاف المصدر أن أي شخص سيتم إجلاؤه من سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قال الأسبوع الماضي إن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد قد ينتصرون في الحرب الأهلية في سوريا وإن روسيا تبحث استعدادات لإجلاء محتمل لرعاياها.

وظلت روسيا وهي أكبر مورد للسلاح لسوريا حليفا قويا للأسد خلال الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهرا ووفرت له حماية من ثلاث قرارات متعاقبة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استهدفت ممارسة الضغوط عليه.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى