أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 20 أذار 2012

أحداث الثلاثاء، 20 أذار 2012

اشتباك بين «الجيشين» في قلب دمشق… وموسكو لتأمين هدنة
نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، بيروت، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز
عادت العاصمة السورية دمشق إلى قلب المواجهات بين الجيش النظامي و»الجيش السوري الحر»، على رغم التقدم الذي حققته القوات النظامية في المواجهات التي خاضتها في المناطق التي خرجت عن سيطرتها في الفترة الأخيرة، خصوصاً في حمص وإدلب ودرعا. ووقعت المواجهة الأخيرة بعد يوم واحد على تفجيرين بسيارتين ملغومتين وقعا في قلب العاصمة اسفرا عن مقتل 27 شخصاً على الأقل، ما زاد المخاوف من انزلاق العاصمة إلى حالة فوضى. وتبادل النظام والمعارضة المسؤولية عنهما. وتركزت هذه المواجهة في مبنى في حي المزة حيث يقيم ضباط كبار في الجيش، وبدأت ليل الأحد الاثنين واستمرت إلى صباح امس.
وفي الرياض، كرر مجلس الوزراء السعودي في الجلسة الأسبوعية التي عقدها امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعوة مجلس الأمن «إلى ممارسة دوره القانوني وتحمل مسؤولياته الأخلاقية بالمبادرة إلى الدعوة لوقف العنف في سورية ووضع حد لإراقة دماء الشعب السوري الشقيق والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين»، منوهاً في هذا الصدد بعقد الأمم المتحدة منتدى إنسانياً في جنيف الخميس المقبل لتحديد الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري.
وتشير التفاصيل التي توافرت عن مواجهات المزة امس أن منشقين قاموا باستهداف منزل ضابط كبير في الجيش برتبة عميد بقذيفة أر بي جي، ثم تحصنوا داخل احد المباني واشتبكوا مع عناصر الأمن لمدة ثلاث ساعات. وذكر التلفزيون السوري أن «الاشتباكات بين قوات حفظ النظام وعناصر إرهابية مسلحة أسفرت عن مقتل ثلاثة من الإرهابيين وعنصر من قوات حفظ النظام». بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المجموعة المنشقة التي قامت بالعملية يتراوح عددها بين ستة وعشرة أشخاص، وأسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16 آخرين. وقتل أربعة منشقين فيما جرح الباقون أو اعتقلوا. وقال أن 18 من القوات الحكومية أصيبوا في القتال بينما تردد دوي نيران الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية حتى الفجر. وهذه الاشتباكات هي الأعنف والأقرب إلى مقر قوات الأمن في دمشق منذ اندلاع الانتفاضة السورية.
ويقيم في حي المزة مسؤولون وضباط كبار، وقد وقع الاشتباك قرب مبنى لمديرية الأمن السياسي يقع في منطقة الفيلات الغربية وهو مجاور لمنزل نائب رئيس الأركان في الجيش العماد آصف شوكت وللسفارة السويسرية. وتشير المواجهات الأخيرة في هذا الحي، وفق مراقبين، إلى أن المنشقين عن الجيش ناشطون في أحياء دمشق وما زالوا قادرين على توجيه ضربات للقوى الأمنية، على رغم التقدم الذي حققته أخيراً. كما وقعت هذه المواجهات بعد التفجيرين اللذين وقعا في دمشق نهار السبت الماضي. وكان «الجيش السوري الحر» اعلن مسؤوليته عن مواجهات مع الجيش النظامي في السابق غير أن قائده العقيد رياض الأسعد رفض امس في اتصال مع وكالة «اسوشيتدبرس» التعليق على المواجهة في المزة قائلاً «إنها قضية أمنية حساسة».
كما قامت امس عشرات الدبابات السورية باقتحام بلدة دير الزور لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد «الجيش السوري الحر» وذكر سكان عبر الهاتف أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها إلى أحياء في جنوب شرقي المدينة كانت قد سقطت في أيدي المعارضين. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه الاشتباكات أسفرت عن سقوط 25 على الأقل من المجموعات المسلحة وفقدان 33 منهم وخمسة من القوات النظامية بينهم ضابطان.
في هذا الوقت أعلن مصدر في هيئة أركان أسطول البحر الأسود الروسي، إن الناقلة «إيمان» وصلت إلى السواحل السورية من سيفاستوبول وترسو حالياً في ميناء طرطوس. كما أن سفينة الاستكشاف «إكفاتور» توجد في البحر الأبيض المتوسط أيضاً. وذكرت وزارة الدفاع الروسية «أن الناقلة موجودة في مرفأ طرطوس منذ عشرة أيام لضمان إمداد سفن أساطيل البحر الأسود والشمال التي تتولى الأمن في خليج عدن لحمايته من القراصنة، نافية بذلك معلومات أوردتها وسائل إعلام عن وجود سفن حربية في سورية.
وأعلن في موسكو امس أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وافق خلال لقاء مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرغر على فكرة وقف إطلاق النار في سورية لمدة ساعتين يومياً لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مناطق المواجهات ووعد لافروف بالضغط على الحكومة السورية لقبول هذا الاقتراح.
وكان اكثر من 500 سوري عبروا الحدود التركية في الساعات الـ 24 الأخيرة هرباً من أعمال العنف، ما يرفع إلى 16446 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان إلى صفوف المنشقين عن الجيش السوري ووصلا إلى تركيا نهار الجمعة الماضي. وبذلك يرتفع إلى تسعة عدد الضباط الذين فروا إلى تركيا مع عشرات العسكريين الآخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد النظام السوري.
ووصلت إلى دمشق امس بعثة الخبراء الدوليين الخمسة الذين أوفدهم المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان وستتابع البعثة المشاورات والاقتراحات التي بدأها أنان في زيارته الأخيرة إلى العاصمة السورية. وأعلن المتحدث باسمه احمد فوزي أن زيارة أنان المقبلة إلى دمشق ستكون رهناً إلى حد كبير بالتقدم الذي يتم إحرازه خلال المحادثات بين خبراء الأمم المتحدة والسوريين.
وفي نيويورك طرحت فرنسا نيابة عن الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن مشروع بيان رئاسي يهدف إلى دعم النقاط الست التي قدمها كوفي أنان. وطرحت روسيا مشروع بيان آخر يدين التفجيرات الأخيرة في دمشق وحلب يلقيه رئيس المجلس أمام الصحافة. وبقي المشروعان قيد البحث أمس الإثنين مع التطلع إلى إصدارهما اليوم في حال حصلا على الإجماع.
وحصلت «الحياة» على مسودة مشروع البيان الرئاسي الذي يعبر مجلس الأمن بموجبه «عن دعمه الكامل للمبعوث المشترك في سعيه إلى الإنهاء الفوري لكل أنواع العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، ولضمان حرية وصول المعونات الإنسانية، ولتسهيل عملية انتقالية سياسية يقودها السوريون نحو نظام سياسي ديموقراطي وتعددي يتساوى فيه المواطنون السوريون بغض النظر عن انتماءاتهم الإثنية أو العقائدية، بما في ذلك من خلال البدء بحوار سياسي شامل ما بين الحكومة السورية وجميع أقطاب المعارضة السورية».
ويعبر مجلس الأمن بموجب مشروع البيان الرئاسي عن «الدعم الكامل للنقاط الست التي حددها المبعوث المشترك أمام مجلس الأمن في ١٠ آذار (مارس)، كجزء من اقتراحاته الأولية إلى السلطات السورية».
ويعالج أعضاء مجلس الأمن النقاط الست التي على السلطات السورية تنفيذها على النحو الآتي:
أ – التزام العمل مع المبعوث المشترك ضمن حوار سياسي سوري حصراً بهدف التطرق إلى التطلعات المشروعة للشعب السوري ومصادر هواجسه.
ب – التزام وقف القتال والتوصل بصورة ملحة إلى قيام الأمم المتحدة بالإشراف على وقف العنف المسلح بكل أشكاله ومن قبل جميع الأطراف من أجل حماية المدنيين».
ويستطرد أعضاء المجلس في هذه النقطة بالقول «وذلك عبر الوقف الفوري لتحركات القوات العسكرية وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكانية، وبدء سحب التجمعات العسكرية حول المراكز السكانية».
ويضيف مشروع البيان «وفيما يتم اتخاذ هذه الإجراءات، سيسعى المبعوث وراء التزامات مماثلة من جميع المجموعات المسلحة الأخرى لوقف العنف تحت آلية إشراف فاعلة للأمم المتحدة».
ويتطرق مشروع البيان الرئاسي إلى النقاط الأربع الأخرى فيدعم الإسراع في تقديم المساعدة الإنسانية، ويؤكد ضرورة التنسيق بين الهيئات الدولية «للإفراج عن الأفراد الذين تم اعتقالهم اعتباطاً» بمن فيهم «أولئك الذين خرجوا في تظاهرات سلمية». ويطالب المجلس أن توفر السلطات السورية «قائمة» تحدد «كل مواقع» احتجازهم وضمان حرية وصول المنظمات الدولية المختصة إليهم.
ويؤكد مشروع البيان الرئاسي ضرورة «ضمان حرية التحرك للصحافة في كل أنحاء البلاد» و»ضمان حرية التظاهر السلمي المرخص له قانونياً» .
ويدعو مجلس الأمن بموجب مشروع البيان الحكومة السورية والمعارضة إلى «الالتزام بالعمل بحسن نية مع المبعوث المشترك وأن ينفذوا خطته فوراً وكاملاً».
ولا يزال الموقف الروسي غير واضح في شأن مشروع البيان الغربي، لكن مصادر اعتبرت أن الاتفاق عليه «سيشكل تراجعاً من الطرفين الروسي والغربي عن تشددهما في المسألة السورية».
وقالت مصادر مجلس الأمن إن الفريق التقني التابع لمكتب المبعوث الدولي العربي المشترك يعمل في دمشق الآن على «التوصل إلى اتفاق مع السلطات السورية على آلية لانسحاب قواتها من المدن ووقف العنف» ليعود إلى مجلس الأمن باقتراحات عملية حول تطبيق الآلية.
وقال رئيس مجلس الأمن السفير البريطاني مارك ليال غرانت إن فرنسا طرحت مشروع بيان رئاسي «لتأكيد دعم مجلس الأمن الكامل لمهمة أنان». وطرحت روسيا في المقابل مشروع بيان صحافي «حول الاعتداءات الأخيرة في دمشق وحلب» وأوضح أن الدول الأعضاء تنتظر التعليمات من عواصمها حول مشروعي البيانين.
وقال السفير الفرنسي جيرار آرو إن طرح مشروع البيان الرئاسي لا يعني الاستغناء عن مشروع القرار المطروح في شأن سورية. وأوضح أن المشروع «يركز فقط على دعم مهمة أنان ونأمل بأن يتم تبنيه بعد ظهر الثلثاء».
وقال السفير المغربي محمد لوليشكي إن المغرب يدعم مشروع البيان «لأننا كنا من عداد الدول التي أكدت دعمها أنان في الجلسة المغلقة الجمعة».
قتال في دمشق وموسكو لهدنة إنسانية فورية
“النهار” تنشر نقاط أنان لحل الأزمة السورية
نيويورك – علي بردى
الدول الغربية في مجلس الأمن تعمل لإصدار بيان يدعم خطة أنان
لجوء 500 سوري إلى الأراضي التركية في الساعات الـ 24 الأخيرة
حصلت “النهار” على النص الأصلي لـ”اللاورقة” التي قدمها المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان والمؤلفة من ست نقاط، بعدما كانت قد نشرت الأسبوع الماضي مضمون “اللاورقة” السورية رداً على مقترحات أنان لحل الأزمة السورية. ويحاول أعضاء مجلس الأمن اليوم اصدار بيان رئاسي اقترحته فرنسا لدعم مهمة المبعوث الدولي – العربي وبيان صحافي قدمته روسيا للتنديد بالتفجيرات الأخيرة في دمشق وحلب.
وجاء في النقاط الست لما يسمى في العرف الديبلوماسي “اللاورقة” التي قدمها أنان ما يأتي:
“1 – التزام العمل مع المبعوث الخاص المشترك في حوار سياسي جامع بقيادة سورية للتعامل مع التطلعات والهواجس المشروعة للشعب السوري.
2 – التزام وقف القتال وتحقيق وقف ضروري في إشراف فاعل من الأمم المتحدة للعنف المسلح بكل أشكاله من كل الأطراف لحماية المدنيين، من خلال وقف فوري لتحركات الجنود في اتجاه المراكز السكنية ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة فيها، والشروع في سحب الحشود العسكرية الموجودة في المراكز السكنية وحولها. ومع القيام بهذه الأعمال على الأرض، يسعى المبعوث الخاص المشترك الى التزامات مماثلة من كل الجماعات المسلحة الأخرى لوقف العنف، بموجب آلية اشراف فاعلة من الأمم المتحدة.
3 – ضمان توفير المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب لكل المناطق المتأثرة بالقتال.
4 – بالتنسيق الوثيق مع المنظمات الإنسانية، التعجيل في وتيرة ودرجة اطلاق الأشخاص المعتقلين تعسفاً، بمن في ذلك خصوصاً الأشخاص المعرضين للخطر وأولئك الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية، بحصول المنظمات الإنسانية من دون شروط مسبقة على لائحة بكل الأماكن التي يحتجز فيها أشخاص كهؤلاء والشروع فوراً مع المنظمات الإنسانية في تنظيم عملية الوصول الى أماكن كهذه.
5 – ضمان حرية تحرك الصحافيين عبر البلاد.
6 – ضمان حرية التجمع وحق التظاهر السلمي المكفول قانوناً”.
ولم تجب السلطات السورية بنعم أو لا عن هذه المقترحات الستة من أنان. غير أنها اجابته بست نقاط مقابلة نشرت مضمونها في “النهار”. ورد أنان طالباً ايضاحات أكثر من مرة. وحصل على بعضها بالفعل.
الى ذلك، تحرك أعضاء مجلس الأمن لتلبية طلب أنان الحصول على دعم لخطته. وتحت بند مواضيع أخرى، قدم المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرار آرو مشروع بيان رئاسي حصلت “النهار” على نسخة منه. لكن اصداره اليوم يستوجب موافقة روسيا التي “تعتقد أن البيان طويل ويحتاج الى تشذيب” على حد تعبير أحد الديبلوماسيين الروس.
وفي المشروع أن مجلس الأمن “يعبر عن أبلغ القلق من الوضع المتدهور في سوريا والذي أدى الى أزمة حقوق انسان خطيرة”. وإذ يرحب بتعيين أنان “يعبر عن دعمه التام” له بغية “التوصل الى وقف فوري لكل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وضمان ايصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل انتقال سياسي بقيادة سورية الى نظام سياسي تعددي ديموقراطي، يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم واعراقهم ومعتقداتهم”.
ولهذه الغاية، يدعم المجلس “تماماً خطة النقاط الست التي حددها المبعوث الخاص لمجلس الأمن” خلال الأسبوع الماضي. ويطالب السلطات السورية والمعارضة “بالتزام العمل بنية حسنة مع المبعوث الخاص المشترك في اتجاه تسوية سلمية للأزمة السورية والتنفيذ الفوري والتام لخطته”. ويطلب من أنان تقديم “تحديث دوري الى المجلس عن التقدم في نشاطاته”. ويقرر “مراجعة تنفيذ خطة النقاط الست في غضون سبعة أيام ودرس اجراءات أخرى”.
وقال آرو أن بلاده “تأمل في موافقة أعضاء مجلس الامن على اقتراحها. وقال إن البيان المقترح هو “الأسهل”، مضيفاً أن هدفه منه “محدّد جداً” وهو دعم أنان. وأشار الى أن بعض الأعضاء طلب مراجعة عواصمه. وأكد أن أنان نفسه طلب دعم المجلس.
وأفاد نظيره البريطاني السير مارك ليال غرانت، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الجاري، أن مشاورات ستجرى صباح اليوم في شأن البيان الرئاسي، وكذلك في شأن مشروع البيان الصحافي الذي قدمته روسيا. وفي حال الإجماع يمكن اصدار أي منهما أو كليهما.
والى دمشق، وصلت بعثة خبراء اوفدهم أنان لمناقشة التوصل الى آلية لتطبيق مقترحاته.
واجرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وطلبت موسكو عقب المحادثات من السلطات السورية الموافقة على هدنة انسانية يومية فورية.
ميدانيا، سجلت مواجهات في مناطق سورية عدة أدت الى مقتل 28 شخصا هم 13 مدنيا و11 رجلا من قوى الامن واربعة منشقين. وكان البارز اشتباكات بين القوات السورية النظامية ومنشقين فجر الاثنين في منطقة المزة بدمشق اسفرت عن مقتل وجرح عدد من افراد القوات النظامية والمنشقين.
ونزح في الساعات الـ24 الاخيرة 500 سوري الى الاراضي التركية. وبين النازحين ضابطان كبيران، ليصل الى 16446 عدد النازحين السوريين الى تركيا.
مجلس الأمن يدعم اليوم مهمة أنان … وموسكو والصليب الأحمر تؤيّدان هدنة إنسانية يومية
دمشـق: الإرهابيـون يحاولـون إفشـال الحـل السـياسـي
اعتبرت دمشق، أمس، أن «لغة القتل والدمار التي تتقنها المجموعات الإرهابية ومن يدعمها تدل على عدم اكتراثها بالإصلاح والديموقراطية وتصميمها على إفشال الحل السياسي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق»، وذلك بعد ساعات من وصول الوفد الدولي الذي أرسله مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان الى العاصمة السورية في محاولة لإيجاد حل للأزمة ووقف العنف.
ويجتمع مجلس الأمن اليوم في محاولة للاتفاق على بيان رئاسي يكتفي بدعم مهمة أنان والنقاط الست التي سلمها الى الرئيس السوري بشار الأسد، فيما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن قلقه «من الوضع الذي يزداد سوءاً والذي من الممكن أن يقود إلى حرب أهلية» في سوريا. ودعت موسكو واللجنة الدولية للصليب الأحمر الحكومة السورية والمعارضة إلى الموافقة من دون إبطاء على وقف يومي لإطلاق النار للأغراض الإنسانية.
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالة «تتعلق بالأعمال الإرهابية المجرمة التي شهدتها مدينتا دمشق وحلب خلال اليومين الماضيين» إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ورئيسة مجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية لحقوق الإنسان.
وقالت الوزارة، في الرسالة، إن «سقوط عشرات القتلى والجرحى من السوريين الأبرياء ضحايا لهذا الإرهاب الذي يتم بدعم خارجي تؤمنه أطراف إقليمية ودولية معروفة، أعلنت بشكل فاضح عن تقديمها المال والسلاح للمجموعات الإرهابية والمتطرفين الآخرين، يعتبر تحدياً صارخاً لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي».
وتابعت الرسالة «لقد جاءت هذه الأعمال الإرهابية والتحريض الإعلامي الذي يشجع على ارتكابها بعد أن خرج ملايين السوريين إلى ساحات سوريا في 15 آذار ليؤكدوا دعمهم وتأييدهم للإصلاحات التي طبقتها سوريا منذ اندلاع هذه الأحداث قبل عام، كما أنها تأتي بعد أن بدأ المبعوث الأممي كوفي انان جهوده الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بعيدا عن لغة التهديد والتدخل الأجنبي وقبول سوريا لمهمة انان، ورفض الأطراف المعارضة للمهمة أو وضع العراقيل الكثيرة بهدف إفشالها».
وشددت وزارة الخارجية على أن «لغة القتل والدمار التي تتقنها هذه المجموعات الإرهابية ومن يدعمها تدل على عدم اكتراثها بالإصلاح والديموقراطية وتصميمها على إفشال الحل السياسي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق، ولم يكن غريبا إطلاقا أن نستمع إلى أن التفجيرات التي شهدتها مدينتا دمشق وحلب وتدمير المنظمات الإرهابية المستمر للبنى التحتية التي بذل الشعب السوري إمكانيات هائلة لبنائها تدل بكل وضوح على أن الإرهاب المدعوم من الخارج، بعد توفير المال والسلاح واستقدام الإرهابيين من العديد من الدول بعد تدريبهم فيها، قد فشل في تحقيق أهدافه بسبب صمود سوريا وشعبها الذي كشف أبعاد المؤامرة وانتقل بتصميم لا مثيل له لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن». وأكدت أن «الدعوات الصريحة لتسليح المعارضة السورية عمل عدائي واضح وتحريض تجب متابعته ومعاقبته، ولا مجال للتسامح مع داعمي الإرهاب تحت أي ذريعة أو عنوان».
الى ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد «مرسوما قضى بتمديد فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 لمدة أسبوع، بدءا من يوم الخميس الواقع فيه 22 نيسان ولغاية الدوام الرسمي من يوم الأربعاء في 28 نيسان». يشار إلى أن الأسد أصدر مرسوما أعلن فيه إجراء الانتخابات في 7 أيار المقبل.
الوفد الدولي في دمشق
وأعلن المتحدث باسم انان، احمد فوزي، أن الخبراء الدوليين الخمسة وصلوا الى دمشق. وقال ان «الوفد وصل بالفعل» موضحا انه يتكون من «خمسة اشخاص يتمتعون بخبرة في مجالات السياسة وحفظ السلام والوساطة»، وقال إنهم سيلتقون مسؤولين في وزارة الخارجية السورية.
وأكد فوزي ان الخبراء مكلفون «التوصل الى اتفاق حول اجراءات ملموسة لتنفيذ اقتراحات انان»، الامر الذي يقتضي «آلية مراقبة». وكان قد أعلن الجمعة الماضي ان «انان قرر ارسال وفد الى دمشق لبحث تفاصيل آلية مراقبة واجراءات ملموسة يجب اتخاذها لتنفيذ بعض اقتراحاته، بما في ذلك وقف فوري للعنف والمجازر».
وقال فوزي ان الخبراء «سيبقون في سوريا ما استطاعوا تحقيق تقدم حول التوصل الى اتفاق حول الخطوات العملية لتطبيق اقتراحات انان». وأوضح ان «زيارة انان المقبلة الى سوريا ستكون الى حد كبير رهناً بالتقدم الذي سيحرز» خلال المحادثات بين خبراء الامم المتحدة والسوريين.
اشتون والعربي
وأدان العربي ورئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمـد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في اتصال هاتفي بينهما، «تصاعد أعمال العنف والقتل التي تشهدها أنحاء مختلفة في سوريا، والتأكيد على الموقف العربي الداعي إلى مطالبة الحكومة السورية بالوقف الفوري لجميع أعمال العنف والانتهاكات ضد المواطنين السوريين، وسحب جميع المظاهر المسلحة، وفك الحصار الأمني عن المدن والأحياء السكنية لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وفرق الإغاثة العاجلة للمناطق المتضررة، وعلى ضرورة تنفيذ الحكومة السورية التزاماتها بحماية أرواح المدنيين، وتسهيل مهمة أنان».
وعلى هامش مؤتمر حول دعم اللاجئين الفلسطينيين في بروكسل، قال العربي، الذي سيزور جنيف اليوم للقاء انان، «أنا قلق جدا من الوضع الذي يزداد سوءا والذي من الممكن أن يقود إلى حرب أهلية» في سوريا.
وتحدث العربي عن حاجة ملحة لقرار من مجلس الأمن، حتى لو كان قرارا متعلقا فقط بالشأن الإنساني. وقال «ما نحتاجه الآن هو بيان ملزم وواضح من مجلس الأمن لوقف القتال، ولتقديم آلية مناسبة لمراقبته (وقف إطلاق النار)، لكي يمكن وصول الاحتياجات الإنسانية والطبية، وكي يمكن لانان الاستمرار في مهمته الصعبة جدا»، مضيفا «من المهم جدا الآن أن يتم الموافقة على قرار لمجلس الأمن بأسرع وقت ممكن، وسأطلب ولو حتى بقرار (حول الوضع) الإنساني حتى يتوقف العنف. هؤلاء الذين يموتون في سوريا سواء من طرف الحكومة أو من طرف المعارضة، هؤلاء سوريون، ونحن قلقون للغاية حول ما يحصل هناك».
وحول إن كان ثمة تعقيد إضافي يأتي مما قاله سابقا، في مقابلة مع «الأهرام»، عن «معضلة» بسبب «إصرار المعارضة السورية على السيناريو الليبي»، قال العربي لـ«السفير»: «أنا لم أقل هذا الكلام، أنا قلت إن بعض أطراف المعارضة السورية يتمسكون بالسيناريو الليبي، ويعتقدون أنه سوف يتم، البعض الآخر يرفض هذا، وهذا من أسباب الخلاف بينهم الآن». وأضاف «لن أتحدث عن شخصيات».
وفي مؤتمر صحافي، وردا على سؤال لـ«السفير»، حول ظهور بعض الأصوات العربية الداعية لتسليح المعارضة، قال وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز «لنكن واضحين، وقد قلنا ذلك وهو مهم جدا، فنحن أوصينا بمنصة موحدة للمعارضة السورية، ونحن نحاول فعل ذلك بمشاركة العديد من الشركاء من الاتحاد الأوروبي وغيرهم».
وردا على سؤال لـ«السفير» حول ما نقلته وكالة فرانس برس، عن مصادر عربية تحدثت عن نقل سلاح سعودي إلى الأردن لإيصاله لأطراف معارضة، قال وزير الخارجية الأردني ناصر الجودة، الذي بدا عليه الارتباك الواضح من السؤال، «أنا واع تماما لمقال الوكالة ومحتواه، وأعتقد أن الناطقين باسم الحكومة تحدثوا عنه، وكان واضحا جدا جدا أننا ننفي صحته».
مجلس الأمن
وتحركت الاتصالات مجددا داخل مجلس الأمن ولكن من دون الكلام عن قرار بل عن بيان رئاسي. وقدمت فرنسا مشروع بيان، ليعرض على مجلس الامن لإقراره اليوم يكتفي بطلب دعم مبادرة انان. كما من المقرر ان يناقش مجلس الأمن أيضا خلال اجتماعه إصدار بيان صحافي بناء على اقتراح روسيا يدين التفجيرات التي وقعت في دمشق وحلب مؤخرا.
وقال المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارنو «نأمل حصول تصويت غدا (اليوم) على مشروع البيان»، مضيفا ان الهدف من البيان «محدد جدا وهو دعم انان». وتابع ان هذا «الاعلان الرئاسي هو الاقل خلافية الذي يمكننا تقديمه».
وقال مندوب بريطانيا مارك ليال غرانت، الذي تترأس بلاده مجلس الامن لهذا الشهر، «لم يلمح أحد الى وجود أي نقطة خلاف، ولكن معظمهم اطلعوا على البيان لأول مرة صباح اليوم (امس)». وذكر بأن انان طلب بإلحاح من مجلس الامن دعم مهمته بصوت واحد. وقال «الهدف هو إيجاد أرضية مشتركة لتوجيه رسالة قوية الى النظام السوري».
روسيا والصليب الأحمر
ودعت روسيا والصليب الأحمر الدولي السلطة السورية والمعارضة للموافقة «فورا» على طلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر إعلان هدنة إنسانية يومية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، بعد اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس لجنة الصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر في موسكو، «دعا الطرفان الحكومة السورية وكل المجموعات المسلحة الى الموافقة فورا على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول الى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم». وأضاف ان روسيا «أشارت الى ضرورة تأمين وصول اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى كل المعتقلين في سوريا اثر الاحتجاجات».
ونفت وزارة الدفاع الروسية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وصول السفن الحربية الروسية إلى السواحل السورية. وقال مصدر في دائرة الإعلام في الوزارة، في بيان، «ليس هناك أية سفن حربية للأسطول الروسي قرب سواحل سوريا»، موضحا أن ناقلة «إيمان» التابعة للأسطول الروسي رست في ميناء طرطوس السوري منذ 10 أيام بعد إتمام مهمات إمداد سفن أسطول البحر الأسود والأسطول الشمالي الروسيين المشاركة في عملية مكافحة القرصنة في خليج عدن بالوقود والأغذية. وأشار إلى أن جميع أفراد طاقم ناقلة «إيمان» مدنيون، وعلى متنها وحدة حراسة.
وكان مصدر في هيئة أركان أسطول البحر الاسود الروسي قد قال إن الناقلة «إيمان» وعلى متنها مجموعة «مكافحة الارهاب» تنفذ المهمات المناطة بها بالقرب من السواحل السورية، كما أن سفينة الاستكشاف «إكفاتور» في البحر الابيض المتوسط ايضا.
وناشدت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، «الشعب وسلطات الدولة في سوريا احترام حياد ونزاهة» العاملين معها والموظفين في الامم المتحدة الذين يتشاركون في مهمة إنسانية في سوريا. وأضاف «تشير المنظمتان الى ان مشاركتهما في البعثة المهمة ليس لها أي طابع سياسي، وهدفها الاطلاع المباشر على الوضع الإنساني والأحوال في البلدات والمدن».
وكشف المراسل الفرنسي جورج مالبرونو في «لوفيغارو» الفرنسية عن أن الدبلوماسيين الأميركيين في لبنان تلقوا تعليمات بضرورة التحفظ على أي تصريح علني حول الأحداث الأخيرة والمواجهات المسلحة بين النظام السوري والمعارضين.
وينقل مالبرونو عن أحد هؤلاء الدبلوماسيين قوله «يجدر بنا الانتظار لمعرفة في أي الاتجاهات سيتطور الوضع»، فيما يؤكد أن المسؤولين الأميركيين يرغبون في تفادي خيبة الأمل الناتجة من بقاء الأسد في الحكم، وهي رغبة عززتها التطورات الأمنية الأخيرة على الأراضي السورية. كما أن هؤلاء المسؤولين حاولوا، بامتناعهم عن التصريح، تفادي التأثير على قرارات الرئيس السوري بالتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى دمشق كوفي أنان الذي يسعى لحلّ تفاوضي، فضلاً عما يمكن أن يترك ذلك من آثار على حملة باراك أوباما الانتخابية.
ووفقاً لدبلوماسي أوروبي يعمل في المنطقة، فإن التحفظ الأميركي بات أكثر وضوحاً مع انكشاف الأدلة على وجود «القاعدة» في سوريا بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة.
ميدانيات
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «داهمت الجهات المختصة وكراً لمجموعة إرهابية مسلحة في بناء مخصص للسكن بمنطقة المزة بعد إخلائه من العائلات القاطنة فيه حرصاً على حياتهم وسلامتهم. واشتبكت الجهات المختصة مع الإرهابيين وقتلت اثنين واعتقلت ثالثا، وصادرت ثلاث بنادق آلية وقنابل هجومية ودفاعية، كما أسفر الاشتباك عن استشهاد عنصر من الجهات المختصة».
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات، «سجلت مواجهات في العديد من المناطق السورية، أدت الى مقتل 28 شخصا هم 13 مدنيا و11 عنصرا من قوات الامن وأربعة منشقين». وأضاف «كان البارز وقوع اشتباكات بين القوات السورية النظامية ومنشقين في منطقة المزة في دمشق»، مضيفا ان «العملية التي شنتها مجموعة منشقة يتراوح عددها بين ستة أشخاص وعشرة في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16، وقتل أربعة منشقين فيما جرح الباقون أو اعتقلوا».
(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
سفينة روسية بها وحدة لمكافحة الإرهاب تصل إلى ميناء طرطوس
دمشق تشهد قتالا عنيفا في حي السفارات ومقار الامن وموسكو تدعو سورية للموافقة ‘فورا’ على هدنة يومية
دمشق ـ بيروت ـ موسكو ـ نيويورك ـ وكالات: قال نشطاء في المعارضة إن قتالا اندلع الاثنين بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في منطقة رئيسية بدمشق في أعنف معارك في العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي دعت فيه روسيا سورية للموافقة ‘فورا’ على طلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر اعلان هدنة يومية، كما اعلن رئيس هذه اللجنة جاكوب كيلنبرغر اثر لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ‘دعا الطرفان الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الى الموافقة فورا على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول الى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم’.
وفي نفس السياق صرح مسؤولون من مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود بأن سفينة روسية تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب وصلت إلى ميناء طرطوس السوري الاثنين.
وأوضحت وكالة أنباء ‘إنترفاكس’ أن السفينة العسكرية انضمت إلى سفينة استطلاع ومراقبة تابعة للبحرية الروسية موجودة بالفعل في طرطوس.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في البحرية أن هدف روسيا من وجود السفينة والقوات في الميناء السوري في البحر المتوسط هو إظهار قلق الكرملين إزاء استقرار سورية والمساعدة إذا تطلب الأمر بإجلاء المدنيين الروس من المنطقة.
تجدر الإشارة إلا أنه رغم إعلان الكرملين اتخاذ موقف محايد من ‘الصراع الدائر بين النظام السوري والمعارضة’ ، تواصل موسكو ارسال شحنات الأسلحة إلى الحكومة السورية عبر منشآت تستأجرها في ميناء طرطوس.
الى ذلك قال دبلوماسيون إن فرنسا قدمت إلى مجلس الامن الاثنين بيانا صاغته قوى غربية يؤيد جهود السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لسورية ويبعث برسالة قوية الى دمشق لانهاء العف ضد المحتجين.
والقتال الذي اندلع قرب مركز قاعدة سلطة الأسد هو محاولة فيما يبدو من جانب المعارضين الذين طردوا من حمص وادلب وتعرضوا لهجمات في مدينة دير الزور بشرق البلاد امس لاظهار انهم لا يزالون يشكلون تحديا خطيرا.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان القتال العنيف هز سكون الليل في حي المزة الذي توجد به مقار المخابرات وسفارات اجنبية واسفر عن مقتل ‘ارهابيين’ اثنين وأحد افراد قوات الامن.
وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن هذه الاشتباكات هي الأعنف والأقرب الى مقر قوات الامن في دمشق منذ اندلاع الانتفاضة السورية. وأضاف أن 18 من القوات الحكومية أصيبوا في القتال بينما تردد دوي نيران الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية قبل الفجر. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من سورية لمنع السلطات دخول الجماعات الحقوقية والصحافيين.
وقال شهود ان القوات الموالية للاسد اقتحمت مدينة دير الزور السنية في شرق البلاد امس لاستعادة السيطرة على مناطق من الجيش السوري الحر المسلح بأسلحة خفيفة.
وابلغ سكان في دمشق رويترز ان القتال في المزة شمل هجوما للمعارضين في منطقة الفيلات الغربية قرب منزل آصف شوكت صهر الاسد ونائب رئيس اركان القوات المسلحة.
وذكر التلفزيون السوري، من جهته، في شريط اخباري عاجل ان ‘اشتباكات جرت بين قوات حفظ النظام وعصابة ارهابية مسلحة اتخذت احد المنازل ضمن منطقة سكنية وكرا لها (أسفرت) عن مقتل ثلاثة ارهابيين واعتقال الرابع واستشهاد عنصر من قوات حفظ النظام واصابة ثلاثة اخرين’.
وتكتسب الاشتباكات في حي المزة اهمية اذ يقع على مقربة من القصر الرئاسي، ويقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، اضافة الى وجود مراكز امنية عدة فيه.
يأتي ذلك فيما اعلن المتحدث باسم مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي عنان الى سورية، احمد فوزي لوكالة فرانس برس ان بعثة الخبراء الدوليين الخمسة الذين اوفدهم عنان الى دمشق ‘وصلت بالفعل’ الاثنين في محاولة لوقف اعمال العنف الدامية في هذا البلد.
من جهته أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الاثنين عن القلق إزاء احتمال أن يؤدي العنف المتصاعد في سورية إلى اندلاع حرب أهلية. وناشد نبيل العربي مجلس الأمن الدولي تبني قرار من شأنه أن يؤمن نقل المساعدات الإنسانية.
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر متحدثا في موسكو حيث التقى بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الوضع الانساني في سورية سيسوء على الارجح مؤكدا على الحاجة ‘لاجراءات عاجلة’ لتخفيف الازمة. ويزور جاكوب كيلينبرغر روسيا لطلب مساعدتها في اقناع الاسد بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات الانسانية الى المناطق الاشد تضررا بسبب العنف.
المعارضة السورية تقايض عميد ركن مخطوفا بسجناء وجثث
عمان- (رويترز): أفرجت المعارضة السورية عن نعيم خليل عودة العميد الركن بالجيش والذي خطف في حي دوما في دمشق مقابل الافراج عن سجناء وتسليم جثث لمعارضين ومدنيين تحتجزهم الشرطة وذلك حسبما ذكر مصدر من المعارضة مطلع على الاتفاق الثلاثاء.
وأضاف المصدر عبر الهاتف من دوما مشيرا إلى العميد الركن الذي خطف في الحي الأسبوع الماضي إن نعيم خليل عودة أفرج عنه مقابل الافراج عن عدد من السجناء و14 جثة.
تيلغراف: الإتحاد الأوروبي سيضيف أسماء الأسد إلى قائمة العقوبات
لندن- (يو بي اي): كشفت صحيفة (ديلي تليغراف) الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي سيضيف أسماء، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى قائمة العقوبات في وقت لاحق هذا الأسبوع، بعد الكشف عن تفاصيل تسوقها عبر الإنترنت، من خلال رسائل إلكترونية مسرّبة.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن “أسماء الأسد (36 عاماً)، البريطانية المولد والتي عملت من قبل في مصرف للإستثمار في لندن، ستُضاف مع أقارب آخرين لأركان النظام إلى 114 مسؤولاً على رأسهم زوجها (الرئيس السوري بشّار الأسد) و38 منظمة يخضعون لتجميد الأرصدة والحسابات المصرفية في الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي”.
وأضافت أن دبلوماسيين أوروبيين “أكدوا أن قرار إضافة إسماء الأسد وعدد من أفراد العائلة إلى القائمة السوداء سيُتخذ خلال اجتماع يعقده وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الجمعة المقبل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأوروبيين والبريطانيين لديهم ثقة بأن هذه الخطوة ستساهم في تضييق الخناق على نظام الرئيس الأسد، رغم أنه نجا من 11 جولة سابقة من عقوبات الإتحاد الأوروبي.
ورجّحت قيام الإتحاد الأوروبي بفرض حظر سفر على أسماء إلى دول الإتحاد الأوروبي، لكن هذا الحظر لن يمنعها من السفر إلى بريطانيا إذا كانت إحتفظت بجنسيتها، كونها ولدت ونشأت في حي أكتون غرب لندن، قبل زواجها من الرئيس الأسد عام 2000، وهو العام الذي تولى فيه منصب الرئاسة بعد فاة والده حافظ الأسد.
وقالت (ديلي تليغراف) إن أسماء الأسد “قد تكون إنتهكت عقوبات الإتحاد الأوروبي من خلال تسوّقها عبر الإنترنت وبشكل يمكن أن يعرّضها للملاحقة القضائية، لأن قوانينه تمنع مواطني الدول الأعضاء من توفير الأموال أو الموارد الإقتصادية في متناول أي شخص أُدرج اسمه على لائحة لائحة العقوبات”.
ونقلت عن معارض سوري مقيم في لندن طلب عدم الكشف عن هويته، أن “أسماء ووالدها طبيب القلب المقيم في لندن (فواز الأخرس) متواطئان في هذه الجريمة، ولم يتعلموا شيئاً من الديمقرطية هنا في المملكة المتحدة، وصارت أسماء شخصية مكروهة من قبل الكثيرين في الجالية السورية والتي كانت ذات يوم جزءاً منها”.
بيرس: الأسد سيسقط ونتائج الصراع في سوريا ستؤثر على إسرائيل
تل أبيب- (يو بي اي): قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس الثلاثاء، إن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط، وإن نتائج الصراع الدائر في سوريا سيؤثر على إسرائيل ومنطقة الجليل في شمال إسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيرس قوله في خطاب أمام في (مؤتمر الجليل) المنعقد في مدينة نهريا، إن “رئيس سوريا الأسد سيسقط وعندما يحدث هذا، عاجلاً أم آجلاً، فإن الشعب سيحاسب الجيش السوري الذي استخدم الدبابات ضد الأطفال”.
وأضاف بيرس أن “نتائج الصراع في سوريا ستؤثر بشكل أو بآخر على الجليل، فإسرائيل منشغلة بالقضية الإيرانية ويجب الإنتباه إلى النتائج التي ستكون لسقوط الرئيس السوري”.
ورأى بيرس أن “سقوطه (الرئيس السوري) وإقامة الحكم الجديد سيؤثر بشكل مباشر على الجليل ودولة إسرائيل”.
أسماء الأسد: “زهرة في الصحراء” سحقها الصراع في سوريا
لندن- (رويترز): كان من المفترض أن تكون أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد الوجه الأكثر رقة لنظام يدعي أنه إصلاحي لكنها اصبحت الآن شخصية يمقتها الكثيرون.
وبعد أن وصفت ذات يوم بانها (زهرة في الصحراء) باتت السيدة الأولى المولودة في لندن مختفية في قلب الدائرة الداخلية الغامضة للرئيس الأسد.
وفي حين تنزلق سوريا نحو الحرب الاهلية وتقف القوى الخارجية في انتظار تصدع الزمرة الحاكمة يمكن أن يكون فهم شخصية أسماء مهما لفهم عائلة الأسد ومستقبل الأزمة السورية.
واكتسبت الموظفة السابقة ببنك استثماري والتي تلقت تعليمها في بريطانيا صورتها كامرأة فاتنة وجادة تحمل قيما قوية مستلهمة من الغرب كان من المفترض أن تحدث تحولا إنسانيا في عائلة الأسد التي تزداد كتمانا وانطواء على النفس.
لكن تلك الصورة انهارت عندما استخدم زوجها العنف الشديد منذ نحو عام للرد على تمرد على الحكومة. وقررت اسماء بشكل واضح الوقوف بجانب زوجها رغم النفور العالمي من افعاله. ويقول الأسد انه يقاتل تمردا يشمل “ارهابيين” مدعومين من الخارج.
وتنحدر أسماء من مدينة حمص التي باتت رمزا للانتفاضة والتي تعرضت لهجوم عنيف بشكل خاص شنته الدبابات السورية حولها إلى انقاض خلال الصراع.
ومع ولعها بأحذية كريستيان لابوتان المرصعة بالكريستال وفساتين شانيل تمثل اسماء لغزا بالنسبة للكثيرين.
وترفض المعارضة السورية بشدة التلميحات إلى أنها فعليا سجينة رأي في القصر الرئاسي.
وقالت جايا سيرفاديو وهي كاتبة ومؤرخة عملت مع اسماء في عدة مشروعات فنية “كانت إلى حد كبير مثلما نقول يسارية. خلقت انطباعا جيدا جدا جدا. كانت تبدو متألقة للغاية وفي غاية الاحترام للاخرين”.
وأضافت “انه نظام كريه للغاية … الاف الاشخاص سقطوا قتلى. لهذا من الصعب للغاية ان نقول : امرأة مسكينة. كان ينبغي لها بالتأكيد ان تجد وسيلة للتحدث”.
وكانت اسماء وهي أم لثلاثة أبناء وتبلغ من العمر 36 عاما توصف في وسائل الاعلام الغربية بانها امرأة راقية وأنيقة مفعمة بالثقة وتتمتع “بذكاء حاد” ومهتمة بانفتاح سوريا من خلال الفن والاعمال الخيرية.
وبالنسبة لاولئك الذين علقوا آمالهم على الأسد كإصلاحي محتمل عززت زوجته الرقيقة تلك الصورة حيث أضفت لمسة من البريق على ظهوره العلني الذي يفتقر للجاذبية.
ووصفتها مجلة فوج الشهيرة في مقال اطرائي بانها “زهرة في الصحراء” وعائلتها “بالديمقراطية الجامحة”.
وقالت صحيفة فرنسية انها “مصدر ضوء في بلد مليء بالمناطق المظلمة”.
وافتتن الناس بسلوكها المهذب وارائها الليبرالية ولهجتها البريطانية. وحصلت عام 2008 على الميدالية الذهبية لرئاسة الجمهورية الايطالية تقديرا لدورها الانساني وحصلت على الدكتوراه الفخرية في علوم الاثار من جامعة لاسابينزا في روما.
لكن رسائل الكترونية نشرتها صحيفة غارديان البريطانية هذا الشهر من حسابات يعتقد انها تخص عائلة الأسد ترسم صورة مختلفة حيث تظهرها على انها زوجة دكتاتور غريب الأطوار تنفق عشرات الالاف من الجنيهات الاسترلينية على الجواهر والاثاث الفاخر ومزهرية زجاجية من البندقية من محلات هارودز.
وقالت على ما يبدو في احدى الرسائل الالكترونية في تعليق بشأن زوجها “انا الدكتاتورة الحقيقية.. ليس لديه اي خيار”.
ويبدو أن من يتصل بها من لندن وهو رجل اعمال سوري يرسل إليها رسائل الكترونية مستخدما عنوانا اطلق عليه اسم “حفلة حفلة”.
وتبدو قصة كيفية زواج ابنة الطبيب السني المولودة في لندن من أحد أفراد عائلة الأسد التي تنتمي للاقلية العلوية أمرا مقصودا.
وولدت أسماء في ضواحي لندن الغربية التي تصطف المنازل الفاخرة على جانبي شوارعها الهادئة. وبعد 12 عاما على زواجها من الأسد يبدو منزل العائلة شبه مهجور وستائره مسدلة. وقال الجيران ان والدها ما زال يعيش في المنزل مع زوجته وهي دبلوماسية سابقة.
وقالت احدى الجيران وهي امرأة عربية منقبة طلبت عدم الكشف عن اسمها “نعرف انهما هناك لكننا لا نراهما”.
ولم يرد أحد على جرس الباب عندما توجهت رويترز إلى المنزل في مطلع الاسبوع.
وقال معارض سوري من حلب يعيش على مقربة وطلب أن يشار إليه بلقبه فقط وهو زايد إن معظم السوريين في بريطانيا يحتقرون اسماء الان.
وشبه زايد اسماء بماري انطوانيت أو بزوجة دكتاتور رومانيا نيكولاي تشاوشيسكو. وطالب زايد زوجة الزعيم السوري “باتخاذ موقف من اجلك .. من اجل شعبك…(لكنها) لم تفعل ذلك قط.”
وقال عضو كبير في الجمعية البريطانية السورية التي شكلت بمساعدة الأسد لتعزيز الروابط التجارية انه التقى بالأسد وزوجته في لندن واستخدم كلمات دافئة في وصفهما.
وقال “كان الحديث إليهما أمرا مثيرا للغاية. كان كشخص اراد الاستماع وتلقي الافكار والنصائح ومنفتح على الجميع. اوضح انه يرغب في ان يساعد السوريون في الخارج في بناء الدولة مجددا. كان ودودا ومتحمسا”.
وأضاف مشترطا عدم الكشف عن اسمه في ناد للرجال في إحدى ضواحي لندن “شعرنا جميعا بان هناك فرصة في ان الرئيس الذي يمثل الجيل الاصغر يمكن ان يقود سوريا إلى عصر جديد من التغيير.
“ربما يشعر بالتعرض للخيانة. لماذا يتحالفون (الغرب) ضده؟ الان يقول البعض انه يملك السيطرة الكاملة .. واخرون يقولون خلاف ذلك. ربما شعر بالصدمة لأنهم… انقلبوا جميعا عليه في النهاية”.
ولم يرد فواز الاخرس والد اسماء وهو طبيب قلب ومؤسس الجمعية البريطانية السورية على طلب من رويترز قدم عبر احد الوسطاء لعقد لقاء معه.
وأمضت أسماء التي تعرف لدى اصدقائها البريطانيين باسم (ايما) سنواتها الخمس والعشرين الاولى في نورث اكتون والتحقت بمدرسة كوينز كوليدج للفتيات ودرست علوم الكمبيوتر في الكلية الملكية بلندن.
وكانت نجمة صاعدة في بنك جيه.بي مورجان عندما قابلت بشار الذي درس طب العيون في لندن لكن أعيد إلى بلاده لإعداده لتولي الرئاسة بعد وفاة شقيقه الأكبر باسل في حادث تحطم سيارة عام 1994.
وقالت اسماء لمجلة فوج “كنت جادة دائما في العمل وفجأة بدأت في أخذ عطلات في نهاية الاسبوع أو الاختفاء ولم يستطع الناس تفسير ذلك. ماذا أقول لهم.. (هل أقول) أواعد نجل رئيس؟”
وتزوج الاثنان في عام 2000. وكانت حياتهما بعد ذلك مليئة بالتألق. وتناولا العشاء ذات يوم مع انجيلينا جولي وبراد بيت في سوريا.
وتقول مجلة فوج إن بشار قال مازحا “أراد براد بيت إرسال حراسه الامنيين إلى هنا للحصول على بعض التدريبات”.
ويظهران في صورة وهما يلعبان مع اطفالهما واللعب متناثرة على السجادة. لكن عائلة الأسد لم تحب أسماء لأسباب من بينها أصولها السنية.
وقالت سيرفاديو التي امضت وقتا مع العائلة في سوريا قبل الانتقاضة لرويترز في لندن “من المؤكد ان عائلة الأسد لا تحبها .. وهذا بعبارة مهذبة … كانت تحت المراقبة باستمرار – هاتفها – كانت شديدة الحذر”.
وأضافت “كانوا يصرخون في وجهها. كم هو غريب صراحة ان تعامل امرأة اختيرت لتكون زوجة الرئيس وهو حاكم مطلق بهذه الطريقة”.
وتابعت “كان الأمر يشبه سلطة من العصور الوسطى.. امراء حرب .. واحد ضد الاخر”.
وانتخب بشار رئيسا بحصوله على 97 في المئة عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم سوريا بقبضة من حديد لعدة عقود.
وقبل بدء انتفاضة عام 2011 كانت هناك آمال في امكانية حدوث تغيير في سوريا. ورأى السوريون اختياره لزوجه دليلا على ان الاوضاع توشك ان تتغير.
وقال غسان ابراهيم رئيس تحرير الشبكة العربية العالمية ومقرها لندن “عندما تولى السلطة قال الناس .. لنعطيه فرصة ونرى ماذا سيفعل.. “.
وأضاف “ما حدث هو انه جعل الفساد اكثر تنظيما وظهرت المافيا وتزايدت حدة الفقر … (لكنها) تقف بجانب المجرم وتدعمه”.
وأعطت رسائل الكترونية سربتها المعارضة السورية لمحة تقشعر لها الابدان لاسلوب حياة الترف الذي يتمتع به الزوجان حتى في الوقت الذي تقصف فيه قوات الأسد معاقل المعارضة.
وفي احدى الرسائل الالكترونية يستخف الأسد بالإصلاحات التي طرحها ويصفها بانها “هراء”.
وكتبت اسماء فيما يبدو رسالة بالبريد الالكتروني قالت فيها لزوجها “ان كنا قويين معا فسنتجاوز هذه المحنة معا…احبك”.
ومع انتشار الانتفاضة بدأت أسماء تتوارى تدريجيا عن الانظار لكنها كسرت صمتها في فبراير شباط قائلة في بيان إن الرئيس هو رئيس لسوريا وليس لفصيل من السوريين وإنها تدعمه في ذلك الدور.
وفي مقابلة اجرتها معها شبكة (سي.ان.ان) عام 2009 بدت أسماء عصبية وقالت “الوقت ينفد. نعمل ضد عقارب الساعة. اصيب ثلاثة الاف وثلاثمئة شخص. والاكثر من ذلك شرد 22 الف شخص من منازلهم… انه القرن الحادي والعشرين. اين يمكن حدوث ذلك في اي مكان بالعالم؟”
وكانت أسماء تتحدث عن عملية إسرائيلية في غزة في ذلك الوقت.
ويعتقد البعض أن اسماء أداة دعائية لعائلة الأسد وغير قادرة على التحدث أو الهرب.
وقالت سيرفاديو “انها اسيرة فعليا… سأتهمه (الأسد) بكل تاكيد بانه جبان.. اعتقد انه دمية… بالنسبة لها (العائلة) من الرائع ان يكون لديها كبش فداء.. هذان الشخصان على القمة اللذان ينالان كل الكراهية”.
ويختلف غسان ابراهيم مع ذلك ويقول “هذا ليس صحيحا على الاطلاق. الأسد في السلطة منذ اكثر من 12 عاما. انه يسيطر على الأمور كلها. تقديم مثل هذه الاعذار له غير مقبول. انهم مثل المافيا”.
وتقول رسائل البريد الالكتروني المسربة انه مع احتدام المعارك في انحاء سوريا واصلت اسماء انفاق الاموال على الحلي الانيقة من لندن.
وبالنسبة للمواطنين العاديين فإن اسماء الأسد اصبحت الان شخصية مكروهة.
وقال شخص يدعى فواز شارك في اجتماع لجمع الاموال للمعارضة في لندن “لقد سرقوا الاموال السورية وتبعثرها (اسماء) هنا في لندن”.
وأضاف “هي ووالدها شريكان في هذه الجريمة. لم يتعلما شيئا من الديمقراطية هنا في المملكة المتحدة”.
المعارضة السورية تنسحب من دير الزور في مواجهة هجوم الجيش
عمان- (رويترز): انسحب معارضون يقاتلون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من مدينة دير الزور في شرق سوريا الثلاثاء في مواجهة هجوم شرس للجيش السوري في أحدث انتكاسة لقوات المعارضة.
وقالت مصادر في المعارضة إن القوات الحكومية قصفت مناطق سكنية أيضا في مدينتي حماة وحمص وبلدة الرستن القريبة مما اسفر عن مقتل عشرة على الاقل وقتل جندي في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في الجنوب.
وأجبرت القوات المعارضة المسلحة تسليحا خفيفا على الانسحاب من مناطق في سوريا في الاسابيع القليلة الماضية واستخدم الجيش المدفعية الثقيلة لملاحقتهم في البلدات والمدن وحقق أحدث انتصار له في بلدة دير الزور التي تقع على الطريق إلى العراق.
وقال بيان لاتحاد اللجان الثورية بدير الزور إن الدبابات دخلت الاحياء السكنية ولاسيما في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور وان الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين .
وبعد أن سيطر الجيش السوري الحر المعارض على مناطق كبيرة من الاراضي يقول محللون إن المعارضين بدا أنهم يلجأون إلى أساليب التمرد في إشارة إلى هجومين بسيارتين ملغومتين في بلدتين كبيرتين مطلع الاسبوع وتخريب جسر رئيسي.
ويواجه الاسد الذي يكافح لاستمرار عائلته في الحكم الذي تولته قبل أكثر من أربعة عقود ضغطا متزايدا من القوى الاجنبية خاصة حليفتها روسيا لفرض هدنات يومية لتمكين المهمات الانسانية.
وتتهم قوات الاسد بممارسة التعذيب والاعدام التعسفي في محاولتها لاخماد الانتفاضة لكن منظمة هيومن رايتس ووتش قالت اليوم إن المعارضة المسلحة ارتكبت جرائم خطيرة أيضا.
وقالت سارة ليا ويتسون مديرة الشرق الاوسط في هيومن رايتس ووتش “لا يمكن أن تبرر الاساليب الوحشية للحكومة السورية انتهاكات جماعات المعارضة المسلحة” وذلك في إشارة إلى حالات خطف وتعذيب وقتل بدم بارد.
وفي مسعى جديد لتشكيل جبهة دولية موحدة في مواجهة الأزمة المتصاعدة قدمت فرنسا إلى مجلس الأمن الدولي بيانا صاغته قوى غربية يندد بالاضطرابات ويؤيد جهود السلام التي يقوم بها كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا.
وقال سفير بريطانيا في الأمم المتحدة إنه يأمل في إقرار البيان اليوم.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا وله اتصالات في جميع أنحاء سوريا إن قصف الجيش أسفر عن قتل سبعة في حمص في وقت مبكر الثلاثاء كما قتل زوجان وابنهما في هجوم قذيفة مورتر ببلدة الرستن القريبة.
وأصبحت حمص مركز الانتفاضة التي بدأت قبل عام في سوريا ضد الاسد وتستهدف القوات الحكومية المدينة بشكل متكرر. ويعتقد أن القوات الحكومية طردت معظم المعارضين المسلحين من حمص.
واندلع قتال إلى الشمال حول حماة وقالت مصادر في المعارضة إن الدبابات السورية قصفت المدينة في وقت مبكر اليوم في محاولة لاخراج مقاتلي الجيش السوري الحر الذين استمروا في شن الهجمات على الرغم من عمليات الجيش.
ولم ينجح الجيش السوري الحر في مضاهاة الأجهزة الامنية للنظام السوري وقال خبراء إن المعارضة يبدو أنها تغير من أساليبها.
وكان 30 على الاقل قتلوا في هجومين بسيارتين ملغومتين في العاصمة دمشق ومدينة حلب مطلع الاسبوع ودمر المعارضون أيضا جسرا للسكك الحديدية يربط بين دمشق ودرعا وفقا لوسائل الاعلام الرسمية السورية.
وحذر المحللون منذ وقت طويل من تحول الانتفاضة إلى حرب أهلية شاملة تحارب فيها الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الاسد الاغلبية السنية التي تمثل ما يصل إلى نحو 75 في المئة من تعداد السكان في سوريا وهو 23 مليون شخص.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة السورية قبل عام. وتقول الحكومة إن نحو ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا على يد “مجموعات إرهابية مسلحة” ممولة من الخارج.
ولا يمكن التحقق من صحة التقارير الواردة من سوريا بشكل مستقل لان السلطات تمنع الجماعات المعنية بالحقوق والصحفيين من دخول المدن.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين لاحباط قرارين ملزمين في مجلس الامن الدولي ينددان بهجوم القوات السورية المستمر على المتظاهرين المعارضين للاسد.
ولن يكون بيان قدمته فرنسا إلى مجلس الامن الدولي قرارا رسميا له ثقل قانوني وإنما “بيان رئاسي” يكون غير ملزم بشكل عام لكنه لا يزال بحاجة إلى دعم بالاجماع.
وفي مؤشر على استعداد موسكو لزيادة الضغوط على سوريا أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا الاثنين دعت فيه دمشق والمعارضة المسلحة إلى الموافقة “دون تأخير على وقف يومي (للقتال) للأغراض الإنسانية”.
ورفضت سوريا من قبل مثل هذا الطلب وقالت إن القتال لن يتوقف إلا عندما يضع المعارضون أسلحتهم.
اسماء الاسد تصف نفسها بالديكتاتور الوحيد وتنكت على الحماصنة
في الوقت الذي تدوس الدبابات على جثث الجرحى في ادلب
لندن ـ ‘القدس العربي’: في مقابلات الاسد وزوجته مع الصحافة الاجنبية قبل الثورة، كانا يؤكدان ان الجو الذي تدار فيه امور البيت هو جو ديمقراطي، وكل شيء يتم بالتصويت، ولكن الرسائل الالكترونية التي كشفت عنها صحيفة ‘الغارديان’ الاسبوع الماضي اظهرت وجها اخر لاسماء، المولودة في بريطانيا والتي كانت رمزا للحداثة في بلادها، فعلاوة على انها كشفت عن امرأة مشغولة بالتسوق من فرنسا وبريطانيا الا انها كانت تصف نفسها لصديقاتها بأنها ‘الديكتاتور الحقيقي’ في العائلة وقرارتها مع زوجها، مما يقترح حسب صحيفة ‘ديلي تلغراف’ انها تتمتع بموقع خاص في الدائرة المقربة من الرئيس الاسد.
فالرسائل الالكترونية التي كانت ترسلها الى زوجها ومساعديه وصديقاتها تظهر انها تقف الى جانب زوجها وتدعم حملته من اجل وقف الانتفاضة التي دخلت عامها الثاني.
ففي رسالة الكترونية تعود الى 10 كانون الثاني (يناير) تحدثت باعجاب عن خطاب زوجها الذي وصفته بـ’القوي ولا عبث بعد اليوم’. واشتكت في رسالة اخرى من الطريقة التي بثت فيها شبكة ‘اي بي سي’ المقابلة التي اجرتها مع الرئيس، وكيف انها قامت بتحريرها بطريقة غير محبذة. وارسلت نكتة في 17 من الشهر نفسه عن اهل حمص الذين كانوا دائما هدفا للتنكيت عليهم من قبل السوريين، وقبل الهجوم الكاسح الذي قامت به قوات النظام على المقاتلين المتحصنين في حي بابا عمرو. وتبادلت مع زوجها سلسلة من النكات التي جاءت على صيغة سؤال ‘طالب اخذ صفر في الامتحان’ وفي نكتة اخرى ‘في اي معركة مات نابليون؟ في آخر معاركه’، ويبدو ان الرئيس وزوجته كانا في مزاج للتنكيت على المدينة التي كانت مسقط رأس والدها، فواز الاخرس الطبيب المعروف. وفي اليوم الثاني ارسلت رسالة الى والدها واثنين من افراد عائلتها تبدأ ‘طالب حمصي ذكي’ مع ان الحماصنة في ذهن السوريين يوصفون بالغباء.
وعن وصفها نفسها بالديكتاتور الحقيقي، جاء ذلك اثناء حديث مع صديقة لها عن الدور الذي يلعبه الزوج في حياة البيت فأجابت ‘ان الديكتاتور الحقيقي لا رأي له…’. وبحسب الصحيفة فان هذا يشير الى صورة الاسد والانطباع العام عنه الذي يتركه مع كل من قابله بانه شخصية غير جذابة، وان تحدث في اي اجتماع او حفلة فلا احد ينتبه اليه. وتضيف الصحيفة ان اسماء، الام لثلاثة اولاد كانت تحب التسوق في لندن بنفسها لكن العقوبات التي تقيد حركتها اجبرتها على التسوق من خلال الانترنت. وكانت اسماء الاسد قد ردت على تقرير نشرته صحيفة ‘التايمز’ في العام الماضي عن وضعها والتكهنات حول مصيرها قائلة، انها تمارس مهامها كسيدة اولى في مجال العمل الخيري، وزيارة عائلات الضحايا. وفي رسالة الكترونية اخرى كتبتها في الثالث من شباط ( فبراير) الماضي قالت فيها ‘وقمت ايضا بزيارات عديدة لعائلات الضحايا، التي كانت صعبة ولكنها جعلتني اقوى’. وتوقفت الاتصالات بعد ان اكتشف الاسد انه تم الدخول على الحسابات السرية التي استخدمها عبر شركة مقرها دبي ولها مكاتب في لندن وباسم مستعار ‘سام’، اما اسماء فقد كانت توقع رسائلها بـ ‘اي اي اي’ اي اسماء الاسد. وكشفت الرسائل التي تزيد عن 3 الاف رسالة الكترونية عن العلاقة الحميمة بين الاسد وزوجته لدرجة انه علق على الاصلاحات التي اقترحها بالنفايات عندما ارسلت اليه قائلة انها ستنتهي من عملها في الساعة الخامسة.
دبابات وجهاديون
كل هذه السخرية في الوقت الذي كانت فيه قوات الاسد تقصف حمص، ولا زالت تقوم بعملياتها ضد المدن الثائرة وترتكب في طريقها الجرائم ضد المدنيين، ففي تقرير نشرته صحيفة ‘التايمز’ جاء فيه ان الدبابات داست على جثث الجرحى في مدينة ادلب، وذلك حسب روايات الفارين من مقاتلي جيش سورية الحر الذين فروا من المدينة بعد ان سقطت بيد الجيش الاسبوع الماضي، فحسب رواية مهندس مكيفات اسمه ماجد انضم للجيش وشارك في معركة الدفاع عن المدينة، حيث كان يتمترس خلف مستشفى ابن سينا مع رفاقه وشاهد رفاقه يسقطون بسبب قذائف الدبابات المتقدمة، ولم يكن ورفاقه الاخرون قادرين على الوصول اليهم لانقاذهم، ولم يكن امامهم الا المراقبة. وراقبوا المشهد الذي وصفه ‘بعد ذلك رأيت الجنود وهم يبولون على الجرحى’، وفي مشهد اخر قال ان الجنود قاموا بصف جثث القتلى على شارع قبل ان تتحرك الدبابات وتدوس عليهم، وقال انه احصى الدبابات التي سحقت جثثهم. ووصف ماجد مشهد دخول القوات السورية لادلب حيث قال انه كان فوضويا ولم يكن لدى المقاتلين السلاح الكافي، كما جرح احد عشر مقاتلا اضافة الى ثلاثة قتلى. ووصف المقاتل اللحظات الاخيرة قبل دخول الجيش وانسحاب المقاتلين الذين كان عتادهم خفيفا وعددهم قليلا ولم يكن بمقدورهم مواجهة الدبابات، حيث قال ان الجيش قام بفرض حصار شديد على المدينة وبدأ عملية تفتيش واسعة عن المعارضة المسلحة. ووصف مقاتل اخر وضع الجيش الحر بانه لم يكن منظما بشكل جيد، حيث قال ان من بين عشرين مقاتلا كانوا معه فان ثلاثة اضافة له نجوا من هجوم الجيش، ووصف عتادهم الخفيف بانه لم يكن لدى كل واحد الا سبع رصاصات، واربي جي واحد مع اربع قذائف.
وقالت الصحيفة ان المقاتلين الذين هربوا يقومون باعادة تنظيم صفوفهم في تركيا، ولكنهم يشعرون بالخيبة لتخلي العالم عنهم، حيث قال احدهم ‘في الغرب هناك منظمات تدافع عن الحيوانات اكثر مما تدافع عنا’. ومع ان تقارير تحدثت عن اسلحة قطرية وسعودية تصل للمقاتلين الا انهم يقولون انها لم تصل وكل الاسلحة التي يحصلون عليها هي من التهريب، ومع ذلك لم يتردد النظام باتهام السعودية وقطر بأنهما وراء سلسلة من التفجيرات يوم الاحد استهدفت مقرات الامن في دمشق وحلب. وظلت المدينتان هادئتين حتى الآن. ويبدو ان التفجيرات التي شهدتهما في الاسابيع الاخيرة تهدف الى اضعاف سيطرة الحكومة عليهما، كما ان الاشتباكات التي شهدتها دمشق امس تقترح ان الانتفاضة المسلحة بدأت تقترب من معقل الحكومة ومصدر قوتها. ومع ذلك يخشى عدد من الناشطين من ان التفجيرات التي تحمل بصمات ‘القاعدة’ التي اعترفت الولايات المتحدة انها دخلت سورية ستعطي المبرر للنظام كي يصور المقاومة على انها مجموعات ارهابية. وعبر بعض الناشطين في المعارضة مثل هيثم مناع عن ‘خوفهم من الجهاديين الاجانب’ الذين دخلوا سورية، وقال انه ‘يشك في مزاعم بعض الناشطين من ان الحكومة هي التي تقف وراء العمليات’، حسبما نقلت عن ‘نيويورك تايمز’.
وصول دفعة جديدة من اللاجئين السوريين الى تركيا بينهم ضابطان برتبة لواء أوغلو: سنواصل مساعدة المجلس الوطني للحصول على مزيد من الدعم الدولي
تركيا ليس لديها انباء عن الصحافين التركيين المفقودين في سورية
انقرة ـ ا ف ب ـ يو بي آي: عبر اكثر من 500 سوري الحدود التركية في الساعات الـ 24 الاخيرة هربا من اعمال العنف في بلادهم، ما يرفع الى 16446 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان الى صفوف المنشقين عن الجيش السوري، على ما افادت مصادر تركية الاثنين.
وصرح مصدر دبلوماسي تركي لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان ‘الضابطين وصلا الجمعة’.
وبذلك يرتفع الى تسعة عدد الضباط الذين فروا الى تركيا مع عشرات العسكريين الاخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في اذار (مارس) 2011 بحسب المصدر نفسه.
ولم يكشف المصدر هوية الضابطين الجديدين اللذين انشقا عن الجيش السوري.
واعلنت ادارة الاوضاع الطارئة من جهة ثانية ان عدد السوريين اللاجئين في تركيا بلغ الاثنين 16446 شخصا.
وتواجه تركيا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية تدفقا للاجئين في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من الحدود المشتركة والتي تضم ستة مخيمات نصبها الهلال الاحمر التركي. ويقيم ايضا في هذه المخيمات افراد في الجيش السوري الحر.
وتقول السلطات التركية ان الهجوم الذي قام به الجيش السوري مؤخرا على ادلب معقل المتمردين على النظام يفسر كثافة حركة الوافدين من اللاجئين في الايام الاخيرة.
ويجري حاليا اقامة مخيمين اخرين يتسع احدهما لـ13 الف شخص والاخر لـ 20 الفا في محافظتي كيليش وشنليورفة (جنوب شرق).
وقال الهلال الاحمر التركي انه يستعد لسيناريوهات عدة منها وصول كثيف لـ500 الف لاجىء سوري الى تركيا.
وزارت الناشطة المعارضة اليمنية حائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2011 توكل كرمان الاحد مخيما للاجئين قرب الحدود السورية بعد سلسلة محادثات في انقرة مع مسؤولين اتراك.
والتقت كرمان في المخيم عائلات فرت من اعمال العنف وقمع نظام بشار الاسد.
وشاركت توكل كرمان في الثورة الشعبية ضد الرئيس علي عبدالله صالح في اليمن العام الماضي.
من جهته قال وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو، الإثنين، إن بلاده ستواصل العمل مع ‘المجلس الوطني السوري’ ومساعدته للحصول على مزيد من الدعم الدولي، فيما أعلن حزب (العدالة والتنمية) الحاكم إن الحكومة لم تقرر بعد إن كانت ستقيم منطقة عازلة على الحدود مع سورية.
ونقلت صحيفة (زمان) التركية عن داوود أوغلو قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي سعد الدين عثماني في أنقرة، إن تركيا ستواصل العمل مع ‘المجلس الوطني السوري’ المعارض لمساعدته على توسيع قاعدته الإجتماعية وزيادة الدعم الدولي له.
ولم يذكر الوزير أية خطط لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية.
وأشار إلى أن تركيا لن تقف على حياد في ظل التطورات الحاصلة في سورية، لافتاً إلى الزيادة الحادة في عدد السوريين الهاربين إلى تركيا خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، حيث بلغ عددهم حتى اليوم 16097 شخصاً، وقال ‘واجبنا مساعدتهم’.
بدوره، رفض الوزير المغربي أي ّتدخل عسكري خارجي في سورية، قائلاً إن هذا ‘سيجرّ المنطقة إلى الإضطراب’.
بدوره، قال نائب رئيس الحزب الحاكم في تركيا، حسين جليك إن ‘الحكومة لم تأخذ بعد قراراً في ما إن كانت ستنشئ منطقة عازلة مع سورية أو لا’.
وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان قال مؤخراً إن بلاده تدرس إمكانية إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية.
كما اعلن اوغلو الاثنين ان تركيا ليس لديها اي انباء عن الصحافيين التركيين اللذين فقدا منذ حوالى 10 ايام في سوريةة
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المغربي سعد الدين عثماني الذي يزور انقرة ‘نجهل للاسف مكان وجودهما وليس لدينا معلومات مؤكدة في هذا الخصوص. لكننا نعمل على مدار الساعة للعثور عليهما واعادتهما سالمين الى تركيا’.
واوضح ‘نحن دائما على اتصال بكافة الاطراف المعنيين وفي مقدمتهم السلطات السورية’ داعيا النظام السوري الى اعتماد ‘موقف انساني’ في خصوص هذا الملف.
وكانت تركيا قطعت علاقاتها بالنظام السوري بسبب قمعه الوحشي لحركة الاحتجاج.
وذكرت وكالة انباء الاناضول الجمعة ان الصحافيين التركيين وهما المصور التلفزيوني حميد جوشكون والمراسل آدم اوزكوسي الذي يعمل لحساب صحيفة ‘ميلات’ سلما الى جهاز الاستخبارات السورية من قبل مليشيات موالية للنظام.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها ان المصور كان مصابا وربما تعرض للتعذيب.
واضافت الوكالة ان وحدات الاستخبارات السورية اخذت الصحافيين من قرية قريبة من مدينة ادلب (شمال غرب) في عربتين مدرعتين.
وبحسب الوكالة دخل الصحافيان قبل 10 ايام الى سورية لتصوير فيلم وثائقي عن الوضع في هذا البلد.
الخارجية الروسية تلحظ واقعية أكثر في موقف الغرب تجاه سورية
زيادة كبيرة في واردات الاسلحة السورية ومعظمها من موسكو
موسكو ـ ستوكهولم ـ رويترز: قالت الخارجية الروسية الإثنين إن موسكو لاحظت حصول بعض التغيرات في موقف شركاء روسيا الغربيين بشأن الوضع في سورية باتجاه أكثر واقعية.
ونقلت قناة ‘روسيا اليوم’ عن بيان للخارجية أن ‘موسكو لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث بعض التغير في موقف شركائنا الغربيين بشأن الأوضاع في سورية بظهور مزيد من الواقعية، إلا انه غير كاف للخروج من الأزمة الحالية’.
وأشار البيان الى أن الجانب الروسي يواصل العمل من أجل تسوية الأزمة السورية سياسياً، من خلال الوقف الفوري لأية أعمال عنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المواطنين.
وقال ‘من جانبنا نبذل جهودا دبلوماسية نشيطة في الاتصالات مع جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، وكذلك في لقاءاتنا الثنائية’.
من جهة اخرى ذكر معهد أبحاث دولي بارز الاثنين ان شحنات الاسلحة لسورية زادت بنسبة 600 في المئة تقريبا في الفترة من عام 2007 الى عام 2011 مقارنة مع السنوات الخمس السابقة وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الاسلحة لدمشق.
ويؤكد هذا التقرير كيف ان موسكو استمرت في تزويد سورية بقوة نيران بينما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول اخرى حظرا على الاسلحة ردا على الحملة الدامية التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد على المحتجين.
ولم تتمكن القوى العالمية من وقف اراقة الدماء المستمرة منذ أكثر من عام في سورية حيث توجد مقومات العديد من النزاعات الاقليمية والطائفية. ولم تنجح المكاسب التي حققها الجيش في الاونة الاخيرة في إخماد العنف ولا تلوح في الأفق مؤشرات على امكانية التوصل الى تسوية عن طريق التفاوض.
وقال معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام ان روسيا قدمت 78 في المئة من واردت الاسلحة لسورية خلال السنوات الخمس الماضية واسهمت بزيادة نسبتها 580 في المئة في حجم واردات الاسلحة السورية. وقال مارك بروملي كبير الباحثين المعنيين ببرنامج نقل الاسلحة بالمعهد ان ‘نقل الاسلحة الى دول تأثرت بالربيع العربي أثار جدلا في الاوساط العامة والبرلمانية في عدد من الدول الموردة’. وأضاف ‘لكن اثر هذه المناقشات على سياسات تصدير الاسلحة للدول محدود حتى الآن’.
وزادت عمليات نقل الاسلحة على مستوى العالم في تلك الفترة بنحو الربع. وكانت أكبر خمس دول مستوردة من اسيا ومثلت مشتريات آسيا والأوقيانوسيا 44 في المئة تليها اوروبا بنسبة مشتريات 19 في المئة ثم الشرق الاوسط بنسبة 17 في المئة والامريكتين بنسبة 11 في المئة ثم افريقيا بنسبة تسعة في المئة.
وكانت الهند أكبر مستورد للاسلحة في العالم ومثلت وارداتها عشرة في المئة من اجمالي المشتريات تليها كوريا الجنوبية وباكستان والصين وسنغافورة. وتراجعت الصين أكبر متلق للاسلحة اثناء الفترة من 2002 الى 2006 في التصنيف بسبب زيادة الانتاج المحلي.
ويستخدم معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام نظاما يحاول قياس حجم شحنات الاسلحة وليس قيمتها المالية.
لافروف: ندعم مشروع أنان بدون مهلة
أعلن وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، استعداد بلاده لدعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، في مجلس الأمن الدولي، مشدداً على إصرار روسيا ولبنان على منع تهريب الأسلحة إلى سوريا، فيما رأى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الوضع في سوريا «غير مقبول»، وحث المجموعة الدولية على التحرك فوراً لوقف العنف. من ناحيته، أكد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أن مشروع «الإعلان الرئاسي» بشأن سوريا، يهدف إلى ثلاثة أمور، أحدها إقرار وقف إطلاق نار بأسرع وقت ممكن.
أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني، عدنان منصور، في موسكو اليوم، «أننا مستعدون لدعم مهمة كوفي أنان.. وكذلك دعم الاقتراحات الموجهة الى الحكومة والمعارضة في سوريا. نحن على استعداد لدعم اقتراحاته في مجلس الأمن الدولي، وذلك ليس على نحو بيان فقط بل، وقرار»، وذلك بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية.
وشدد لافروف على وجوب ألا تكون اقتراحات كوفي أنان بشأن سوريا على شكل إنذار، مضيفاً إن بلاده «لن تصدّق بياناً لمجلس الأمن أو قراراً يدعم كوفي أنان في حال تضمّنه إنذاراً».
وأكد لافروف عدم وجود تغيير في الموقف الروسي، موضحاً أنه «لا مجال للحديث عن أي تغيير في موقف روسيا من سوريا».
ورأى لافروف أن «سحب السفراء (العرب) من دمشق يعرقل جهود بعثة أنان»، مشيراً إلى أننا «نحن نرى تتابع الأحداث الذي لا يتيح بجلاء نجاح هذه البعثة، فضلاً عن الكلام عن العمليات الإرهابية التي وقعت في دمشق وحلب ومدن أخرى أخيراً»، ومشيراً إلى أنها «استفزازات ترمي إلى نسف جهود أنان».
كذلك، نفى لافروف ما ورد في تقارير نشرت، أمس، عن زيارة سفن حربية روسية ميناء سوريا، مشدداً على أن هذه «المزاعم» هي «قصة من نسج الخيال».
وأعلن لافروف إصرار روسيا ولبنان على منع تهريب الأسلحة إلى سوريا عبر الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أن «مهمتنا المشتركة تكمن في أن نساعد على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع هذه العملية، لأنها تصب في إطار تفاقم الوضع في سوريا وتغذّي النزاع المسلح».
بدوره، أكد وزير الخارجية اللبناني أن بلاده كانت قد بذلت جهوداً لتأمين الحدود مع سوريا، وتمكنت من ضبط محاولات تهريب الأسلحة إليها، إضافة إلى مصادرة الأسلحة المهربة واعتقال مسلحين حاولوا التسلل إلى الأراضي السورية.
وفي السياق نفسه، رأى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم، أن الوضع في سوريا «غير مقبول»، وحث المجموعة الدولية على التحرك فوراً لوقف العنف.
ولفت مون، خلال مؤتمر صحافي في بوغور في جزيرة جاوا الإندونيسية، حيث توجّه بكلمة إلى قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في البلاد، إلى أن «الوضع في سوريا لم يعد محتملاً ولا مقبولاً»، مضيفاً: «لا يمكننا إهدار الوقت. كل دقيقة أو ساعة واحدة ستعني المزيد من القتل… وهذه هي المسؤولية المعنوية والسياسية للمجموعة الدولية».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، اليوم، أن مشروع «الإعلان الرئاسي» بشأن سوريا، الذي طرحته فرنسا في مجلس الأمن الدولي، لديه «ثلاثة أهداف»، أحدها إقرار وقف إطلاق نار بأسرع وقت ممكن.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات مون وجوبيه جاءت قبيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي، اليوم، من أجل بحث مشروع إعلان رئاسي يحث على اتخاذ «إجراءات إضافية» محتملة اذا لم يلتزم الرئيس السوري، بشار الأسد، بتطبيق خطة سلام عرضها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.
من ناحية ثانية، أفاد مصدر دبلوماسي تركي، اليوم، أنه جرى تقديم موعد مؤتمر «أصدقاء سوريا» المقرر عقده في إسطنبول يوماً واحداً، من 2 إلى 1 نيسان/أبريل المقبل، الأمر الذي يعود إلى «أسباب تقنية».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
مجلس الأمن يدعم مهمة أنان
الوفد الأممي يصل إلى دمشق… وموسكو والصليب الأحمر تدعوان إلى هدنة إنسانية ووحدة من قوات مكافحة الإرهاب الروسية تصل طرطوس
دعت موسكو سوريا إلى الموافقة «فوراً» على هدنة يومية إنسانية، بالتزامن مع اجتماع مجلس الامن اليوم، في محاولة للاتفاق على بيان رئاسي يكتفي بدعم مهمة الموفد الدولي إلى سوريا كوفي أنان
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو لاحظت حصول بعض التغيرات في موقف الشركاء الغربيين بشأن الوضع في سوريا باتجاه أكثر واقعية، إلا انه غير كاف للخروج من الأزمة الحالية، في وقت اقترحت فيه فرنسا أمس استصدار بيان من مجلس الامن الدولي يؤيد بقوة جهود مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإنهاء العنف في سوريا، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون.
وقال أحد الدبلوماسيين إن «الهدف الآن هو إيجاد أرضية مشتركة وإرسال رسالة قوية إلى النظام السوري». وقال الدبلوماسي إن أنان ذكر انه يريد من المجلس ان يوافق على بيان يدعمه في أقرب وقت ممكن. ومن المقرر ان يجتمع مجلس الامن اليوم في محاولة للاتفاق على إقرار البيان الرئاسي الذي يتلوه رئيس المجلس ويدوّن في سجلات الأمم المتحدة الرسمية.
يأتي ذلك فيما اعلن المتحدث باسم أنان، أحمد فوزي، ان بعثة الخبراء الدوليين الخمسة التي أوفدها أنان إلى دمشق «وصلت بالفعل» الاثنين في محاولة لوقف اعمال العنف الدامية في هذا البلد. وأضاف فوزي أن «زيارة أنان المقبلة لسوريا ستكون رهناً إلى حد كبير بالتقدم الذي يحرز» خلال المحادثات بين خبراء الامم المتحدة والسوريين.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ«الأخبار» أنه حتى الآن لا توجد رؤية للطبيعة الكلية للتسوية التي يقترحها أنان. وقال المصدر ان المبعوث الأممي كان واجه أسئلة تستقصي جلاء غموض مهمته وآلياتها، وذلك عندما تحدث من مكتبه في جنيف مع مندوبي مجلس الامن. وبحسب المصدر عينه، كشف أنان لمندوبي دول مجلس الامن انه سيقوم بزيارة سوريا عند الحاجة، ما أوحى انه يعتزم اتباع سياسة مفاوضات مكوكية مع الأسد، يتدخل فيها شخصياً كلما واجهت مهمة مبعوثيه عقبات.
وكشف المصدر عينه أن أنان خرج من لقائه بمندوبي مجلس الامن بشأن جدية الدعم الدولي له، وخاصة من قبل الدول الدائمة العضوية في المجلس، ما قاده إلى جولة مشاورات بدولهم بعيدة عن الاضواء، أسفرت عن تفاهمه معهم على ثلاث ضمانات والتزامات محددة، وفّرت له إكمال مهمته التي انطلقت أمس بزيارة فريق مبعوثيه لدمشق. المبدأ الاول يقوم على التعهد بمدّه برسالة ترمز إلى دعم مجلس الامن لمهمته، وبالفعل بدأ العمل لإصدار بيان عن مجلس الامن لدعم مهمته. والمبدأ الثاني إعطاؤه الوقت الكافي لاختبار ما اعلنته الحكومة السورية لجهة استعدادها للتعاون مع مهتمته، علماً بأن آلية المراقبة تهدف إلى وقف العنف من جميع الاطراف. والمبدأ الثالث يقوم على توفير دعم لمهمته في عديد الموظفين والموارد.
بدورها، وجهت وزارة الخارجية السورية رسالة إلى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة ومنظمة الامم المتحدة للتعاون الاسلامي ورئيسة مجلس حقوق الانسان والمفوضة السامية لحقوق الانسان تتعلق بالأعمال «الإرهابية المجرمة» التي شهدتها مدينتا دمشق وحلب خلال اليومين الماضيين.
في هذا الوقت، دعت روسيا أمس سوريا إلى الموافقة «فوراً» على طلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر إعلان هدنة يومية، كما أعلن رئيس هذه اللجنة جاكوب كيلنبرغر إثر لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «دعا الطرفان الحكومة السورية والمجموعات المسلحة إلى الموافقة فوراً على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول إلى الجرحى والمدنيين الذين يتعيّن نقلهم». وأضاف البيان ان روسيا «أشارت إلى ضرورة تأمين وصول اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى كل المعتقلين في سوريا إثر الاحتجاجات».
وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أعلنت في وقت سابق أمس أن رئيسها حصل في موسكو على «مؤشرات دعم إيجابية» رداً على طلبه إعلان هدنة يومية من ساعتين «في كل المناطق التي تشهد أعمال عنف» في سوريا. وأجرى كيلنبرغر محادثات في موسكو مع لافروف دامت ساعة ونصف الساعة.
وفي تطور ميداني لافت، أعلن طاقم الأسطول الروسي في البحر الأسود، أمس، عن وصول سفينة روسية تحمل وحدة من مشاة البحرية الروسية لمكافحة الإرهاب إلى ميناء طرطوس السوري. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن طاقم الأسطول «أن ناقلة النفط إيمان أبحرت بنجاح من سيفاستوبول إلى الساحل السوري، وهي موجودة في ميناء طرطوس لإتمام مهمتها. ويتألف فريق مكافحة الإرهاب الذي نقل على متن السفينة من مشاة البحرية الروسية. ورجحت مصادر أمنية مطّلعة أن الخطوة الروسية تهدف إلى حماية نقاط استراتيجية في العاصمة السورية وغيرها من محاولة استهدافها، حيث تلقّت أجهزة الاستخبارات الروسية معلومات عن أن أجهزة استخبارات عربية وضعت المصالح الروسية على قائمة أهداف المنظمات الإرهابية التي تدعمها، والتي سبق لكوادر منها أن قاتلوا في الشيشان بعدما تسللوا من أفغانستان. وفي رد فعل على معلومات ذكرتها محطات تلفزيونية عربية عن وصول «قوات خاصة روسية» إلى طرطوس، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن هذه القوات هدفها حماية ناقلة النفط إيمان، وأنه لا يوجد أي سفينة حربية في مهمة في سوريا.
ميدانياً، أفادت قناة الاخبارية السورية أمس بأن «مجموعة إرهابية مسلحة» اختطفت رئيس النيابة العامة في معرة النعمان التابعة لريف إدلب، فيما وقعت عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقين أدت إلى مقتل 26 شخصاً في أنحاء عدة من سوريا. وقال شهود إن عشرات من الدبابات السورية دهمت أمس مدينة دير الزور لاستعادة أحياء رئيسية من المجموعات المسلحة.
إلى ذلك، جدد الرئيس بشار الأسد بموجب مرسوم الاثنين «فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الاول لعام 2012 لمدة أسبوع، ابتداءً من 22 آذار» حسبما ذكرت وكالة (سانا). وستجرى انتخابات مجلس الشعب في السابع من أيار.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)
المراسل الإسرائيلي إيتاي إنغل: «سكوب» في درعا!
سناء الخوري
حمل التقرير عنوان «سيأتي يوم تسألون فيه أنفسكم كيف لم تفعلوا شيئاً حيال المجزرة»
بإمكان تقرير تلفزيوني، من 25 دقيقة، أن يقول الكثير عن انتهازيّة الإعلام الإسرائيلي. لكنّه يمكن أن يقول أكثر عن صعوبة التدقيق في الصور والمعلومات التي تردنا من الشام عبر الفضائيات أو على الشبكة. منذ يومين، انشغل روّاد يوتيوب بفيديو عن تقرير للصحافي الإسرائيلي إيتاي إنغل، بثّته القناة الإسرائيلية الثانية يوم 13 آذار (مارس). يصوّر التقرير المراسل المعروف وهو يجول على بيوت لاجئين سوريين في شمال الأردن، على بعد مئة متر من الحدود السوريّة، بموازاة درعا. مواقع سورية موالية عديدة تناقلت الشريط، تحت عناوين «تهويلية». فهمت هذه المواقع أنّ الصحافي الإسرائيلي دخل درعا، عبر الحدود الأردنيّة، والتقى بأهلها! بدا أنّ الحدود السوريّة صارت مفتوحة أمام تسلّل الإسرائيليين، وخصوصاً أمام صحافي من طينة إيتاي إنغل الذي خدم في الجيش الإسرائيلي، رغم ما يدّعيه من حرص على السلام، تحت ستار اليسار.
رغم أنّ نيات المواقع الموالية والرسميّة طيبة، إن لم نشأ قول العكس، إلا أنّها وقعت في خطأ التضليل والتسرّع: الصحافي الإسرائيلي الانتهازي لم يدخل درعا، ولم يحصل على سبق صحافي أو أمني بعبور الحدود إلى داخل الشام. هذا ما قد يكتشفه أيّ مدقّق على موقع القناة الإسرائيلية الثانية التي ما زالت تبثّ التقرير على صفحتها الإلكترونية، تحت عنوان «سيأتي يوم تسألون فيه أنفسكم كيف لم تفعلوا شيئاً حيال المجزرة». وقد أرفق التقرير بنصّ وجداني للمراسل، يروي مغامراته مع «اللاجئين السوريين في الأردن، على حدود درعا». يكفي أن تستعين بمترجم للغة العبريّة، لتفهم أنّ كلّ ما استطاع إنغل الوصول إليه، هو صور بعيدة لدرعا، وأصوات إطلاق رصاص قادمة من الجانب السوري. وقف إيتاي إنغل على بعد مئة متر من الحدود السورية، حيث أشار هاتفه الخلوي إلى أنّه فقد الشبكة الأردنيّة. وهناك، صعد إلى أحد الأسطح مع بعض المعارضين الفارّين، وراح يتأمّل سحر الشام من بعيد.
لكنّ الصحافي الذي كان المراسل الإسرائيلي الوحيد الذي دخل مع جيش العدو إلى أرض الجنوب، مواكباً حرب تموز 2006 على ظهر الدبابة، وقع في الكثير من الأخطاء المهنية في تقريره «الخطير»، كما كان يحلم بأن يكون. أخطاءٌ لا يرتكبها إلا هواة الصحافة، أو الانتهازيون، أو الساعون إلى أداء أدوار البطولة أمام الكاميرا، أو من يريدون استغباء الجمهور.
تقرير إيتاي يمتدّ على نصف ساعة تقريباً، نصفها مخصص لرثاء صديقه ريمي أوشليك، المصور الصحافي الذي لقي حتفه في حمص أخيراً، ولتوثيق عملهما الميداني معاً في مصر وتونس. ونصفها الآخر عواطف وبكائيات، وأغانٍ بالعربيّة وندبيّات. وما علينا هنا إلا أن نصدق محبة هذا الإسرائيلي المسالم لسوريا وشعبها. وحين يقرّر إنغل أن يقطع مطوّلاته الشعريّة، يطالعنا بمشاهد لم يصوّرها بكاميرته الخاصّة، بل نقلها عن يوتيوب، وهي نفسها مشاهد التعذيب المنتشرة على الفضائيات ومواقع الإنترنت العربية الموالية منها للنظام، وتلك المعارضة له. هذه المشاهد المؤلمة بفداحتها، لا تزال موضع شكّ. باستثناء قناتي «الجزيرة» و«العربيّة»، يسود اتفاق شبه رسمي بين القنوات العالميّة على تذييل المشاهد المماثلة الواردة عبر الإنترنت، بتعابير من نوع «لم يتمّ التحقق من المضمون» حرصاً على سمعة القناة وصدقيتها، وليس على سمعة النظام أو العصابات المسلّحة. الواضح أنّ إيتاي إنغل يكثّف تلك المشاهد في تقريره لمصلحة غاية واحدة فقط، هي إثبات فكرة شريطه المحوريّة: أنّه إسرائيلي وإنساني ومتعاطف مع الشعب السوري. والمشكلة في البروباغندا المضادة أنّها لم تكلّف نفسها عناء ترجمة التقرير الإسرائيلي وفهمه كما هو. عندها ربما، كانت ستكتشف ما هو أفظع من تسلل مراسل إسرائيلي عبر الحدود السوريّة: السبق الصحافي على صفحة القناة العبريّة الثانية، مذيّل برقم هاتفي، موجّه (انتبهوا جيّداً) لمن يرغب في تقديم المعونات للشعب السوري! رقم الهاتف هذا كافٍ لإفهامنا أنّ مستوى الحرص الإسرائيلي على شؤون «الثورة» السورية بلغ درجة غير مسبوقة من الوقاحة والادعاء.
في حديث إيتاي إنغل مع اللاجئين السوريين في الأردن، يغيب أي حديث عن الأزمة الإنسانية من جانب حقوقي. الشريط موجّه نحو طلب مساعدات خارجية، بلسان رجال ونساء وجوههم مموّهة. يصوّب إنغل زاوية طرحه نحو إطار محدّد، هو أنّ المسؤولَين الوحيدَين عن الأزمة السوريّة هما حزب الله وإيران … «وروسيا والصين» يضيف أحد اللاجئين. يبدو أنّ إيتاي إنغل كان مطمئناً إلى أنّ أحداً لن يقرأه بالعربيّة. أمّا المعلقون الإسرائيليون على تقريره، فقد اختلفوا معه بشدّة: هذا يشتمه، وذاك يسأله لماذا يطلب مساعدة «شعب عربي»، والآخر يعبّر عن سعادته الغامرة بخراب الشام.
هل قلت سلاماً؟
شرّ البليّة ما يضحك… هذا ما تثبته على الأقلّ بعض الأخطاء في شريط إيتاي إنغل. أحد الذين التقاهم في التقرير، ممن فضلوا التحدّث إلى الكاميرا من دون إظهار وجوههم، أكّد له: «حزب الله أدخل الشبيحة من جنوب لبنان… عن طريق حمص»! فات الرجل أن يؤطّر كذبته بشكل أدقّ جغرافياً. في المقابل، يطمئن إنغل متابعيه في دولة الاحتلال: «هناك من قال لنا إنّه بعد الأسد، سيكون هناك احتمال لاتفاق سلام مع إسرائيل». في نهاية الشريط، يلتقي راعي غنم، على الحدود بين الأردن ودرعا، فيسأله إن كان يسمع إطلاق رصاص من الجانب الآخر، فيقول له الرجل، بخفّة دمّ واضحة (يفسرها إنغل خوفاً): «هنالك عرسٌ ربما».
هيومان رايتس ووتش: المعارضة المسلحة في سورية ترتكب انتهاكات
ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان الثلاثاء ان مسلحين في المعارضة السورية يرتكبون “انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان” بينها اعمال خطف وتعذيب واعدامات.
وقالت المنظمة في رسالة بعثت بها، بحسب ما جاء في تقرير صادر عنها تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، الى المجلس الوطني السوري وغيره من المجموعات السورية المعارضة، ان مجموعات مسلحة معارضة ترتكب “انتهاكات بينها عمليات خطف واحتجاز وتعذيب في حق عناصر من القوى الامنية والموالية للحكومة واشخاص تم التعرف عليهم على انهم من +الشبيحة+”.
كما نقلت تقارير عن “اعدامات نفذتها المجموعات المعارضة المسلحة في حق مجموعات امنية ومدنيين”.
وجاء في البيان ان “على قادة المجموعات المعارضة ان يدينوا ويمنعوا عناصرهم من ارتكاب مثل هذه الانتهاكات”.
واشارت المنظمة الى انها جمعت شهادات تشير الى ان “دوافع بعض المجموعات المسلحة المعارضة تمليها مشاعر ضد الشيعة او العلويين، ناشئة من الدمج بين هذه الطوائف وبين سياسات الحكومة”.
وتابع التقرير ان عددا من “المجموعات المناهضة للحكومة التي تقوم بانتهاكات تبدو وكانها لا تنتمي الى هيكلية قيادية منظمة او تنفذ اوامر المجلس الوطني، الا انه تقع على قيادة المعارضة مسؤولية الكلام عن هذه الانتهاكات وادانتها”.
وقالت المنظمة ان “كل من يكون في عهدة الجيش السوري الحر او قوى اخرى معارضة بمن فيهم عناصر من القوى الامنية او الشبيحة يجب ان تتم معاملتهم بطريقة انسانية بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الانسان”.
ونقل التقرير عن ناشط سوري يدعى مازن ان عناصر من “مجموعة ابو عيسى” في تفتناز قرب سراقب في ادلب (شمال غرب) “خطفوا اشخاصا يعملون مع الحكومة وعذبوا ثلاثة منهم حتى الموت”.
كما افاد مازن انه تحدث مع “عنصر امني كان مخطوفا لدى مقاتلين معارضين خلال فترة احتجازه (…)، فقال له هذا الاخير ان مقاتلي المعارضة ضربوه بالاسلاك الكهربائية على راسه بينما كان معصوب العينين… وانهم سمحوا له بالكلام مع اهله وطلبوا مالا للافراج عنه”.
واكد ناشط سوري آخر عمل مع الجيش السوري الحر، سميح، لهيومان رايتس ووتش انه رأى سكانا في مدينة سراقب يشكون من ان عناصر في مجموعة “النور السلفية التي لا تشكل جزءا من هيكلية الجيش الحر الرسمية” يخطفون مدنيين من اجل المطالبة بفدية.
واشار سميح الى ان عناصر من الجيش الحر خطفوا مرة ضابطا في الجيش النظامي، “فخطف الجيش في المقابل فتيين في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من سراقب”. وقال انه تولى التفاوض من جانب الجيش الحر مع مسؤولين حكوميين محليين وانتهى الامر بعملية تبادل.
كما عبرت هيومن رايتس ووتش عن قلقها من خطف عناصر الجيش الحر مواطنين ايرانيين.
واشارت المنظمة الى تلقيها اشرطة فيديو يظهر “18 منها على الاقل معتقلين (من قوات الامن السورية او مؤيدين لها) على اجسادهم آثار كدمات وينزفون او تظهر عليها آثار تعذيب اخرى”.
وذكرت المنظمة انها لا تستطيع التأكد من صحة هذه الاشرطة.
ويظهر ثلاثة اشخاص في احد الاشرطة، بحسب التقرير، وهم يجثون على ركبهم بينما اشخاص آخرون يسالونهم عن اسمائهم ودينهم وما الذي يفعلونه في مدينة تلكلخ. فيقول الثلاثة انهم شيعة ومن الربوة في محافظة حمص و”يعترفون” انهم قتلوا “متظاهرين مسالمين”.
كما اشارت المنظمة الى شريط فيديو تم بثه على موقع “يوتيوب” الالكتروني يظهر فيه شخص مشنوق يتدلى من شجرة امام مجموعة من المسلحين، وتشير التعليقات الى انه من “الشبيحة وقد تم اعدامه على ايدي كتيبة كفر تخاريم”.
وقالت مديرة الشرق الاوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة لي ويتسون في التقرير ان “تصرفات الحكومة السورية العنيفة لا يمكن ان تبرر الانتهاكات التي تقوم بها مجموعات المعارضة المسلحة. على قادة المعارضة ان يشرحوا لاتباعهم بوضوح انهم لا يجب ان يمارسوا التعذيب او الخطف او الاعدام في اي ظرف”.
واشار التقرير ايضا الى ان منظمة هيومن رايتس ووتش “وثقت اكثر من مرة ودانت انتهاكات واسعة تقوم بها القوات السورية الحكومية بما فيها عمليات اخفاء واستخدام متزايد للعنف واعتقالات تعسفية وقصف عشوائي للاحياء السكنية”.
واشنطن: الرسائل الالكترونية للأسد مثيرة للاشمئزاز
أ. ف. ب.
واشنطن: قال البيت الابيض الثلاثاء ان الرسائل الالكترونية التي تنسب الى الرئيس السوري بشار الاسد وجاء فيها انه سعى الى الالتفاف على العقوبات المفروضة على بلاده بما في ذلك شراء اغان من موقع “ايتيونز” هي “مثيرة للاشمئزاز”.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان ادارة اوباما تدرس سبلا اخرى لتشديد العقوبات على الحكومة السورية لعقابها على حملة القمع التي تشنها على مناهضي النظام والتي قتل فيها الالاف منذ بدئها قبل عام.
وجاءت تصريحات كارني كرد فعل على ما نشرته صحيفة الغارديان عن رسائل الكترونية قيل انها تكشف عن حياة الرفاهية التي يعيشها الاسد وزوجته اسماء.
وتحدثت الصحيفة عن رسائل الكترونية بين الاسد وموقع “ايتوينز” الموسيقي تظهر ان الاسد قام بتنزيل اغان للفرقة البريطانية “رايت سيد فريد”، ومغني الكونتري بليك شيلتون، وفرقة “نيو اوردر” الشهيرة بالموسيقى الالكترونية، وفرقة “لمفاو” الاميركية. وقيل ان الاسد قام بتسجيل بريد الكتروني باسم مستعار للالتفاف على العقوبات.
نقاشات بمجلس الأمن حول بيان يدعم مهمة انان في سوريا
نيويورك: بدأ الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي الثلاثاء مناقشة مشروع بيان لدعم وساطة كوفي انان في سوريا، بعد ان تبينت صعوبة الاتفاق على اصدار قرار ملزم. وقدمت فرنسا مسودة النص الى شركائها وما زالت باريس “تأمل” ان يتم اقرارها الثلاثاء كما صرح السفير الفرنسي جيرار ارنو للصحافيين.
واوضح ارنو ان النص تمت مناقشته اولا على مستوى الخبراء في الصباح قبل ان يجتمع السفراء بعد الظهر ل”اكمال التفاوض ان دعت الضرورة”. وابدت روسيا حليفة دمشق تحفظات اذ رفض وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان يكون البيان “بشكل انذار” للنظام السوري.
وتطالب مسودة “البيان الرئاسي” الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية ب”العمل بحسن نية” مع انان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية وبـ”التطبيق التام والفوري” لخطة تسوية من ست نقاط طرحها انان اثناء محادثاته في دمشق.
ويتناول النص الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه النقاط الست بالتفصيل ومنها انهاء اعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لاطلاق النار وتقديم مساعدة انسانية واطلاق حوار سياسي. وينوي المجلس “اتخاذ تدابير اضافية” لم يوضحها ان لم تطبق النقاط الست في غضون الايام السبعة التي تلي تبني البيان.
وهذا النص هو “بيان رئاسي” يتم اقراره بالاجماع وليس له قوة قرار. وقد استخدمت روسيا والصين مرتين حتى الان حق النقض (الفيتو) لمنع المجلس من تبني قرار حول سوريا، في تشرين الاول/اكتوبر 2011 وفي شباط/فبراير الماضي.
مدينة سرمين السورية تتخوف من هجوم جديد
أ. ف. ب.
سرمين: يخيم صمت مخيف في شوارع سرمين شبه المقفرة شمال غرب سوريا، ولا يشاهد فيها سوى بضعة رجال يترصدون هجوما جديدا من قوات النظام بعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له المدينة قبل شهر.
ففي 27 شباط/فبراير دخلت مئة دبابة هجومية المدينة مع حوالى الف جندي من المشاة تنقلوا من منزل الى اخر لتنفيذ اعدامات تعسفية حسب ما روى السكان. وخلال الهجوم العنيف على سرمين الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة ادلب، قتل 13 شخصا واصيب حوالى ثلاثين بجروح وفقا لشهادات جمعت على الارض.
وقال رجل يقف عند احد المتاريس التي اقيمت في الشوارع حيث نشرت اطارات سيتم اشعالها في حال حصول هجوم “قصفوا اولا المدينة بالدبابات وقذائف الهاون. ثم ارسلوا قوات المشاة لانجاز مهمتهم القذرة”.
ولا تزال آثار الهجوم الذي استمر ثماني ساعات، ظاهرة على واجهات المنازل التي اخترقها الرصاص. وقال محسن والى جانبه اولاد شقيقه يحملون صورة والدهم “قامت مجموعة من حوالى 20 جنديا بخلع قفل منزل شقيقي وسحبوه خارجا حيث اعدموه بدم بارد. ثم اخذوا هاتفه النقال ومحفظته وساعته”.
وقال احد سكان المدينة “كان هدفهم قتل كل ما يتحرك اي شخص كان في الشارع. قتلوا من اجل القتل. انهم اسوأ من الحيوانات”. ورأت شادية طفلها اياد ابن الاربع سنوات يقتل بشظايا قذيفة. وقالت وهي تتحدث عن اولادها الستة والدموع تنهمر على وجهها “لم يرتكبوا اي سوء كانوا ينظرون من النافذة”.
وقال ابو محمد ان بعض جنود الجيش النظامي وسط اجواء الرعب، خالفوا الاوامر لانقاذ سكان. وروى “دخلت مجموعة عسكريين منزلا وجمعت السكان في الطابق الارضي. واصدر قائدهم اوامر باعدامهم ثم غادر. وطلب الجنود من السكان ان يصرخوا وفتحوا النار على الجدران لاعطاء الانطباع بان الامر نفذ”.
ومنذ هجوم الشهر الماضي، مدينة سرمين مقفرة. ومعظم سكانها الذين يقدر عددهم ب15 الى 20 الفا فروا للجوء الى اماكن اكثر امانا خصوصا في تركيا التي تبعد 40 كلم. وقال احمد “يتوقع الجميع هجوما جديدا خصوصا بعد سقوط ادلب” التي استعاد الجيش النظامي السيطرة عليها في 14 اذار/مارس بعد هجوم دام. واضاف “سنكون المدينة التالية”.
وتابع “اني في الخمسين من العمر ولدي ثمانية اولاد. اني مستعد للتضحية بحياتي دفاعا عن هذه المدينة. لا انوي البقاء في منزلي في حين يسقط اخواني. اني مستعد للقتال والشهادة”. وفي سرمين يقدر بحوالى 250 عدد مقاتلي الجيش السوري الحر لكنهم لا يملكون سوى اسلحة خفيفة تبدو غير مجدية امام الامكانات العسكرية الهائلة للقوات النظامية.
وبحسب احد المقاتلين حشدت القوات النظامية 40 دبابة على مسافة تقل عن كيلومترين من سرمين والمسافة نفسها من ادلب. ويحاول السكان الاستمرار في العيش وسط هذه الاجواء في حين يسجل نقص في اسطوانات الغاز والطحين والحليب والسكر.
وتقول النساء اللواتي لم يغادرن سرمين انهن يشعرن بالذعر. وقالت احداهن “نبقى هنا لان ازواجنا قرروا القتال والموت. لكني اشعر بالخوف”. وذكرت اخرى “لا نشعر بالخوف لاننا سنموت يوما لا محالة”.
المعارضة السورية تغازل رجال الأعمال لاستمالتهم
لميس فرحات
لميس فرحات: تحول الطبيب ورجل الأعمال السوري خالد المحاميد، من مواطن سوري إلى ناشط ضد نظام الرئيس بشار الأسد، عندما شنت القوات الأمنية هجوماً قاتلاً على مدينته درعا.
الدكتور المحاميد – الذي كان يعتقد ان الرئيس السوري مصلحاً حقيقياً، والتقى به أكثر من مرة واحدة – وقف مذهولاً أمام هول المشهد المرعب لهذه الحملة الوحشية التي شنتها قوات الأسد على المدينة، حيث بدأت الانتفاضة، وأدت إلى مقتل 44 من افراد عائلته.
ونقلت صحيفة الـ “فاينانشال تايمز” عن الطبيب السوري المعارض قوله: “أنا مستعد لتقديم كل ما عندي من المال للمساعدة في هذه الثورة. الثوار يقدمون دماءهم، والدم أغلى بكثير من المال”.
المحاميد واحد من مجموعة صغيرة من رجال الأعمال في سوريا، الذين تحاول المجموعات المعارضة الإستفادة من تمويلهم، لا سيما من المعارضين منهم الذين لم يستطيعوا السكوت والتفرج على أعمال العنف وعدم الاستقرار، إضافة إلى السياسات القديمة التي ينتهجها الأسد، والتي أدت إلى إثراء الطبقة الحاكمة وإفقار الشعب وقمعه.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس الوطني السوري يدعو إلى الطبقة العاملة في البلاد ورجال الأعمال إلى التجمع في بوتقة واحدة – الدكتور المحاميد هو واحد من المؤسسين الخمسة – التي تهدف إلى تأمين التمويل للانتفاضة التي دخلت عامها الثاني، على أسس أكثر رسوخاً.
كان رجال الأعمال مصدرا بالغ الأهمية للدعم المالي للثورة ضد الأسد، ويرغب المجلس الوطني السوري في زيادة هذا التمويل. وهذا الدعم سوف يساعد المعارضة على الحفاظ على زخمها وقوتها في مواجهة عنف النظام المستمر، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 8000 شخصًا قتلوا جراء حملة القمع الدموية منذ بدء الثورة الشعبية في البلاد.
الدفع الذي يمارسه المجلس بهدف ضم رجل الأعمال السوريين إلى صفه هو جزء من صراع متزايد لنمو الثورة وقدرتها على الاستمرار، في الوقت الذي تضطر فيه المعارضة إلى اللجوء إلى وسائل أحرى، مثل الضغط على النظام دبلوماسياً واقتصادياً في مواجهة القوة العسكرية الساحقة الموالية وعدم وجود اتفاق دولي على عمل عسكري في سوريا.
وقال وائل مرزا، أمين سر الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، إن المجموعة اتصلت بعدد متزايد من رجال الأعمال الذين كانوا على علاقة معقولة مع النظام، وأعلنوا معارضتهم أخيرًا. وأضاف “يقولون إن رأس المال جبان، ويبحث دائماً عن السلام والاستقرار”، مضيفاً: “إن مجتمع الأعمال يرى أن الوضع العام في البلاد والأعمال المسلحة لا تقود إلى الاستقرار”.
ويأمل مرزا أن مجلس رجال الأعمال السوريين سوف يضم أعضاء جددًا في وقت قريب، ليصل إلى أكثر من 100 شخص، وذلك من خلال جذب الناس الذين يعارضون النظام، لكنهم لم يقولوا ذلك علناً. وكشف عن اجتماعٍ عقد أخيرًا، في مكان لم يكشف عنه خارج سوريا، في أواخر شهر كانون الثاني/يناير، وجذب أكثر من 50 من رجال الأعمال، مما يعكس شعوراً متزايداً في قطاع التجارة للبلاد بأن النظام يضرّ مصالحه ومصيره على المدى البعيد.
وأشارت الـ “فاينانشال تايمز” إلى أن الأعضاء المؤسسين في المجلس – ومعظمهم مستقرون في دولة الإمارات العربية المتحدة – يشملون غسان عبود، الذي يملك مؤسسة لبيع السيارات وقطع الغيار وقناة تلفزيونية معارضة تدعى “المشرق”، ومحمد رهيف حكمي أحد الأقطاب في مجال العقارات. وقال حكمي: “الرسالة هي أننا رجال أعمال من ذوي المكانة المالية الممتازة، ونحن نضع أسماءنا لدعم الانتفاضة علناً”.
وأشارت الصحيفة إلى أن رجال الأعمال الأثرياء في سوريا هم شركاء للمجلس الوطني السوري، ويحاولون بناء مصداقيته ودعمه في النضال الطويل ضد نظام الأسد.
وعلى الرغم من انه من الصعب التحقق في مزاعم المعارضة بالحصول على دعم أوسع من رجال الأعمال، إلا أنه ينسجم مع السخط التدريجي مع النظام بين بعض المسؤولين التنفيذيين في سوريا، الذين يواجهون عقوبات دولية، والتضخم والتغيرات المفاجئة في السياسة مثل فرض حظر على الاستيراد.
لكن الصحيفة أضافت ان “العضوية المسلمة السنية الساحقة في مجلس رجال الأعمال السوريين التابع للمجلس الوطني السوري، يشير إلى صحة الاتهامات التي توجّه إلى نظام الأسد، التي تتحدث عن تربح الطائفة العلوية من النظام السوري، والتي تبقى موالية للأسد حتى الساعة”.
رامي مخلوف، واحد من أبرز الشخصيات العلوية القريبة من الأسد – وشخصية مكروهة من قبل رجال الأعمال السنة، الذين يشعرون بأنه يحصل على المال والسلطة بشكل غير عادل – وهو ابن عم الأسد، ورئيس شركة “سيرياتل”، أكبر شركة في البلاد لخدمة الهاتف المحمول.
وقال ابراهيم ميرو، نائب مدير الشؤون المالية في المجلس الوطني السوري، انه يرفض الإدعاءات التي تقول ان المجلس يتحرك على أسس العداء الطائفي، مشدداً على عزم المجلس تحطيم هذه الشبكات. وأضاف: “ستتم إزالة المافيا الاقتصادية في سوريا”.
سوريا.. المعارك في عقر النظام
السعودية تؤكد على أهمية وقف نزيف الدم وفق الخطة العربية * «الجيش الحر» يشكل «كتيبة شهداء العاصمة» * فرنسا تقترح إصدار قرار دولي لدعم مهمة أنان
آثار الاشتباكات بين عناصر «الجيش الحر» والقوات الحكومية تبدو واضحة على بناية في حي المزة بدمشق أمس (رويترز)
موسكو: سامي عمارة بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي
بالتزامن مع وصول بعثة دولية مكونة من 5 خبراء الى سوريا، شهدت العاصمة دمشق، وتحديدا حي المزة عقر النظام، القريب من القصر الرئاسي، أمس، اشتباكات وصفت بأنها «الأعنف من نوعها» والأقرب إلى المراكز الأمنية في العاصمة منذ انطلاقة الثورة.
وقال مدير المرصد السوري إن «العملية التي شنتها مجموعة من الجيش الحر يتراوح عددها بين 6 و10 أشخاص في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16 آخرين». وأضاف: «قتل 4 منشقين، بينما جرح الباقون أو اعتقلوا». وبحسب مصادر المرصد، فإن المنشقين استهدفوا بيت ضابط برتبة عميد بقذيفة «آر بي جيه»، قبل أن يتحصنوا داخل مبنى ويشتبكوا مع عناصر الأمن على مدى 3 ساعات. وتكتسب الاشتباكات في حي المزة أهمية خاصة، إذ يقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، إضافة إلى وجود مراكز أمنية عدة فيه. وقال سكان في دمشق إن القتال في المزة شمل هجوما لـ«الجيش الحر» في منطقة الفيلات الغربية قرب منزل آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ونائب رئيس أركان القوات المسلحة.
من جهتها أعلنت صحيفة «واشنطن بوست» أمس بان «الجيش الحر» شكل فرقة جديدة في دمشق للمرة الأولى، باسم «كتيبة شهداء العاصمة» وهو بات فعالا في دمشق، وساهم في اشتباكات المزة. وقالت الصحيفة أن عدد الكتائب التابعة للجيش الحر اصبحت اكثر من 30 كتيبة تعمل في مناطق متفرقة في البلاد. جاء ذلك في وقت نشرت فيه قناة «الجزيرة الانجليزية» وثائق أمنية قالت انها تظهر الاستراتيجية التي يتبعها النظام السوري في قمع المعارضة. الى ذلك اقترحت فرنسا أمس استصدار بيان من مجلس الأمن يؤيد بقوة مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان لإنهاء العنف. فيما أكدت السعودية على أهمية تركيز الجهود نحو الوقف الفوري لنزيف الدم وأعمال العنف في سوريا وفق خطة الجامعة العربية, خلال جلسة لمجلس الوزراء أمس.
معارك المزة توصل الاشتباكات قرب القصر الجمهوري ومنازل كبار ضباط النظام السوري
شهود عيان أفادوا بسقوط عشرات القتلى والجرحى في دمشق.. والروايات تضاربت حول ما جرى
لندن: «الشرق الأوسط»
ما زال الغموض يلف ما حصل في حي المزة فيلات غربية في العاصمة السورية دمشق ليل الأحد وفجر أمس الاثنين، حيث استيقظ السكان هناك مذعورين على وقع أصوات خمسة انفجارات ضخمة متتالية، بدأت بعد منتصف الليل عند الساعة 12:40، مع سماع إطلاق رصاص كثيف استمر لغاية الساعة الرابعة فجرا، جرى خلالها إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى المنطقة، مع تشغيل كشافات ضوئية كانت تسلط على الأبنية المحيط بموقع الانفجارات.
وبحسب روايات شهود عيان من سكان المزة فيلات غربية فقد سبق الانفجارات انتشار أمني كثيف في المنطقة وشوهدت قوات الأمن تعتقل أحد الشبان، ثم توالى سماع صوت الانفجارات الضخمة مع إطلاق رصاص كثيف، مع توارد أنباء عن انشقاق ضخم في منطقة المزة واشتباكات عنيفة بين المنشقين وقوات الأمن والشبيحة، دخل بعدها الجيش السوري الحر إلى المنطقة لمؤازرة المنشقين وتأمينهم». وتكتسب الاشتباكات في حي المزة أهمية خاصة، إذ يقع على مقربة من القصر الرئاسي، ويقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، إضافة إلى وجود مراكز أمنية عدة فيه.
وقال شاهد عيان إن شبيحة بأعداد كبيرة من سكان حي المزة 86 الشعبي نزلوا إلى المزة فيلات غربية بالسلاح والعتاد الكامل مع بداية سماع أصوات الانفجار، كما شوهدت قوات الأمن وهي تخلي سكان مبنى (سوبر ماركت حمادة) ويقع مقابل (برج تالة) التجاري، حيث دارت الاشتباكات في هذا المبنى، كما وصلت عشرات من سيارات الإسعاف إلى الموقع بدون صوت، وجرى نقل عشرات القتلى والجرحى إلى مشفى المواساة الحكومي الواقع قريبا من منطقة الحدث.
وبحسب ناشطين، قُدر عدد القتلى بـ 80 قتيلا من قوات الأمن وأكثر من 140 جريحا، غير أنه لم يتم التأكد من هذه الحصيلة.
وتضاربت المعلومات حول حقيقة ما جرى في المزة فيلات غربية، الواقع في الجانب الغربي من العاصمة، وزاد في ذلك خصوصية الحي، إذ وقعت الأحداث قريبا من منازل عدد من كبار قادة الأجهزة الأمنية والحزبية وفي مقدمتهم اللواء آصف شوكت، صهر الرئيس بشار الأسد، كما أنه رئيس أهم جهاز استخبارات في البلاد، واللواء علي مملوك رئيس جهاز المخابرات العامة، وسعيد بخيتان، الأمين القطري المساعد لحزب البعث. بالإضافة إلى مقار أمنية وعدد من السفارات العربية والأجنبية والمؤسسات الحكومية والدولية.
ومن جانبه، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن اشتباكات جرت بين منشقين وقوات الأمن، وقال إن «العملية التي شنتها مجموعة منشقة يتراوح عددها بين ستة أشخاص وعشرة في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16 آخرين». وأضاف: «قتل أربعة منشقين، فيما جرح الباقون أو اعتقلوا».
وأعلنت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن الجيش السوري الحر شكّل فرقة جديدة في العاصمة السورية للمرة الأولى، باسم «كتيبة شهداء العاصمة»، وهو بات فعالا في دمشق، وساهم في الاشتباكات في المزة أمس وأول من أمس. وقالت الصحيفة إن عدد الكتائب التابعة للجيش السوري الحر أصبحت أكثر من 30 كتيبة تعمل في مناطق متفرقة في البلاد.
أما وكالة الأنباء السورية (سانا) فقد قالت إن الجهات المختصة داهمت فجر أمس «وكرا لمجموعة إرهابية مسلحة في بناء مخصص للسكن بمنطقة المزة بعد إخلائه من العائلات القاطنة فيه حرصا على حياتهم وسلامتهم». وأن اشتباكا جرى «بين الجهات المختصة مع الإرهابيين وقتلت اثنين واعتقلت ثالثا وصادرت ثلاث بنادق آلية وقنابل هجومية ودفاعية». وأن الاشتباك «أسفر عن استشهاد عنصر من الجهات المختصة».
وفي رواية أخرى نقل موقع «محطة أخبار سوريا» وهو موقع إخباري سوري إلكتروني موالٍ للنظام قول مصادر إعلامية نقلا عن «أحد الأجهزة الأمنية السورية أنها توصلت إلى طرف خيط أدى التحقيق معه إلى كشف وكرين لـ(القاعدة) في حي المزة وعلى بعد لا يزيد عن خمسمائة متر عن أهم مركز أمني في المنطقة» وأوضح أن «الشقة الآمنة ملك لشخصية خليجية وجرى التمويه على دخول المجموعة إلى المبنى في ظل تردد نساء وأطفال أحد الإرهابيين على الشقة بحجة أنهم من حمص ومهجرون». وتابع «لكن الأمن اكتشف الأمر وحدد الهدف وهاجم المجموعة التي بدا أن أغلبها ذو تدريب عال وانتماء قاعدي أكيد، فبعدما قفز أحد الإرهابيين من نافذة الشقة إلى الشارع (طابقين) كسر رجليه فقام بتفجير نفسه، وكذا فعل ثلاثة آخرون كلما حوصر أحدهم في طبقات المبنى».
بينما أكدت روايات لسكان في الحي تطابقت مع ما تناقله ناشطون عما حصل بأن مجموعة من الشباب – نحو عشرة أشخاص مسلحين – دخلوا إلى بناء سكني يدعى «بناء الصحافة» عند الساعة الحادية عشرة لتنفيذ عملية اختطاف لضابط برتبة عميد يسكن في الطابق الرابع من هذا المبنى، إلا أن قوات الأمن التي يبدو أن معلومات وصلت إليها بسرعة عن العملية قامت بمحاصرة البناء بأكثر من مائتي عنصر أمن مع أسلحة متوسطة (آر بي جي)، واعتصم الشباب داخل منزل العميد والشقة المجاورة، وبداية جرت الاشتباكات داخل البناء مما ألحق خسائر كبيرة في صفوف قوات الأمن واضطروا إلى التراجع إلى خارج البناء، وبعد إخلاء البناء كاملا من السكان ووضعهم داخل برج تالة، تم قصف منزل العميد في الطابق الرابع بنحو خمس قذائف «آر بي جي» وقتل الشباب في منزل العميد والمنزل المجاور بعد اشتباكات استمرت لأربع ساعات، جرى خلالها قطع كافة الطرقات المؤدية إلى المنطقة، ونصب حواجز بكثرة في جميع مناطق المزة ونزول شبيحة مسلحين من حي الـ 86 ذي الأغلبية العلوية من أبناء الساحل الموالين للنظام والعاملين في الأمن، لمؤازرة قوات الأمن. وعند الساعة السادسة صباحا وصلت سيارات الإطفاء لإخماد الحريق الذي تسببت به القذائف، وانتهت العملية عند الساعة العاشرة من صباح أمس.
ومع وصول وسائل الإعلام الرسمي إلى الموقع انطلقت مسيرة مؤيدة هناك غالبية المشاركين فيها من عناصر الأمن والشبيحة.
وأسفرت العملية عن مقتل مجموعة الشباب المسلحة بالكامل، وقتل وجرح العشرات من الشبيحة والأمن. الذين تم نقلهم إلى مشفى المواساة بسيارات إسعاف كانت تتحرك بدون صوت أبواق الإسعاف. وذلك بعد قطع الكهرباء عن عموم المنطقة، وتشغيل كشافات ضوئية للمباني والشوارع المحيطة.
وشوهد فجرا مع انبلاج الضوء سحابة دخانية كبيرة تخيم على منطقة الفيلات الغربية فوق فرع الأمن السياسي والمركز الثقافي بالقرب من برج تالة. وقال سكان إن أصوات الانفجارات والرصاص لم تتوقف طيلة الليل كما سمعت انفجارات عديدة من عدة أحياء في دمشق لم يعرف مصادرها بالتحديد. حيث قال ناشطون إنه وبالتزامن مع اشتباكات المزة سمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في حي القابون، كما أعلنت مجموعة تدعى (ثوار المهاجرين) القيام برمي قنبلة صوتية في حي المالكي بالقرب من ساحة زنوبيا القريبة من مدخل قصر المرابط الذي أصبح مقرا للحرس الجمهوري. وتم رمي مناشير ثورية باتجاه عناصر الحرس الجمهوري المنتشرين هناك بكثافة مما أدى إلى استنفار كبير في المنطقة.
مع وصول الخبراء الدوليين.. عشرات الدبابات تداهم دير الزور.. وقصف على حمص
السلطات تحرق 60 منزلا في إدلب.. وانفجارات في الحولة والقصير
بيروت: بولا أسطيح
لم يؤثر وصول الخبراء الدوليين الخمسة الموفدين من قبل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى العاصمة السورية دمشق يوم أمس على الوضع الميداني العام، بحيث استمرت الحملة الأمنية الشرسة التي يشنها النظام السوري على مجمل المناطق السورية وقد تصاعدت بالأمس في دير الزور وحمص اللتين شهدتا اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر. وتحدث ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش السوري الحر والجيش النظامي في عدد من المناطق وعلى رأسها منطقة دير الزور، حيث أكد عدد من أعضاء الجيش الحر على إلحاق دمار كبير في فصيلة الريف التابعة للجيش النظامي في عدة هجمات شنتها فجر أمس.
وقال الناشط وائل غيث: إن نحو مائتين من مقاتلي الجيش الحر هاجموا مساء أول من أمس الأحد مواقع للجيش النظامي والأمن والشبيحة في المدينة ردا على عملية عسكرية قتل فيها 6 منشقين، لافتا إلى أن الجيش السوري انسحب الليلة الماضية من الشوارع الرئيسية بالمدينة.
وقال شهود: إن عشرات من الدبابات السورية داهمت أمس مدينة دير الزور لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد الجيش السوري الحر الذين يصعدون هجماتهم على القوات الحكومية. وذكر سكان محليون أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها إلى أحياء في جنوب شرقي المدينة سقطت في أيدي الجيش الحر.
بدوره، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة دارت بالأمس قرب دوار غسان العبود بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة. وقال: «الجدير بالذكر أن اشتباكات عنيفة دارت يوم أول من أمس في عدة أحياء بالمدينة أسفرت عن سقوط 25 قتيلا على الأقل من المجموعات المسلحة وفقدان 33 منهم كما سقط 5 من القوات النظامية بينهم ضابطان»، لافتا إلى أن «مجموعات مسلحة منشقة تسيطر حاليا على حي الحميدية وتجول في شوارع الحي بسيارات رباعية الدفع».
وفيما شهد حي المزة في العاصمة السورية دمشق اشتباكات عنيفة أدت لوقوع عدد من القتلى والجرحى، قال ناشطون: إن انفجارات دوت في حي القابون، وفي عربين بالغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأفادت معلومات أن السلطات السورية اعتقلت مساء أول من أمس الطبيب فرزند عمر، مدير مكتب «تيار بناء الدولة السورية» في حلب، عند وصوله إلى مطار دمشق الدولي قادما من حلب. وقال المرصد السوري: إن «ضابطا برتبة مقدم قتل في حلب فيما أصيب ضابطان آخران بجراح خطيرة وذلك إثر إطلاق الرصاص من قبل مسلحين مجهولين على سيارة كانت تقلهم على طريق السفيرة حلب عند مفرق بلدة تل شغيب».
ومن حمص، قال أبو جعفر الحمصي الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية: إن الجيش قصف صباح يوم أمس بعنف الأحياء القديمة في حمص. وأشار إلى أن حيي الخالدية والبياضة من بين الأحياء التي استهدفت بالأمس بالصواريخ ومدافع الهاون.
وفيما أكد الحمصي حدوث اشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين في مركز المدينة، أشار إلى انفجارات في الحولة والقصير بريف حمص.
بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قرية جوسية التابعة لمدينة القصير تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة تزامن مع سقوط قذائف هاون، متحدثا عن إصابة 5 مواطنين بجراح، وأضاف المرصد أنه في مدينة حمص اقتحمت قوات أمنية حي كرم الشامي صباح يوم أمس ونفذت حملة اعتقالات.
وفي إدلب أفيد عن مقتل شاب في مدينة خان شيخون إثر إصابته برصاص قناصة، في وقت اقتحمت فيه قوات الأمن قرية أبديتا في جبل الزاوية ترافق مع أصوات إطلاق رصاص كثيف. وقال المرصد السوري: إنه وفي قرية مرعيان أحرقت السلطات السورية أكثر من 60 منزلا خلال 24 ساعة.
وفي إطار العمليات العسكرية أيضا، قال ناشطون: إن الجيش اقتحم صباح يوم أمس بلدة كفر شمس في درعا، في وقت تحدث ناشطون عن انشقاقات جديدة شملت نحو 200 عسكري من الفرقة الثالثة المتمركزة في القلمون في ريف دمشق.
النظام يتهم «مجموعة إرهابية» باختطاف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان
الجيش الحر ينفي علاقته بالموضوع
بيروت: بولا أسطيح
نفى المقدم المظلي المنشق خالد الحمود علاقة الجيش السوري الحر بعملية اختطاف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان القاضي صبحي الأسود، بعدما كانت قناة «الإخبارية» السورية اتهمت أمس مجموعة إرهابية مسلحة باختطافه في معرة النعمان التابعة لريف إدلب. وقد أفادت القناة في خبر عاجل على شريطها الإخباري بأن «مجموعة إرهابية مسلحة تختطف رئيس النيابة العامة في معرة النعمان القاضي صبحي الأسود».
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أكد حمود أنه لا علاقة للجيش الحر بالعملية، مشددا على أنه لم يختطف أحدا أو يجبر أحدا على الانشقاق، وقال: «هناك سياسة محددة يعتمدها النظام، فهو كلما وصلت إليه معطيات عن انشقاق شخصية معينة، وبعد أن يفقد الاتصال معها، يخرج للإعلام ليقول إن مجموعة إرهابية اختطفتها، وبالتالي نعتقد أن هذا السيناريو يتكرر حاليا».
وذكر الحمود بقضية النائب العام لإدلب، الذي كان ينسق مع الجيش الحر للانشقاق، فبعدما وضع النظام يده على معطيات تؤكد أنه بصدد الانشقاق استهدف سيارته بقذيفة قبل يومين على عملية سحبه إلى تركيا.
ولفت الحمود إلى أن القاضي الأسود قد يكون ينسق مع عناصر الجيش الحر الموجودين في المناطق القريبة من معرة النعمان، مشيرا إلى أن الاتصالات بين العناصر المنشقة والقيادة أصبحت صعبة جدا، وبالتالي يتم التكتم كثيرا في هذه الحالات حفاظا على حياة الشخصيات التي تسعى للانشقاق، وأضاف: «أمن هذه الشخصيات أساسي جدا بالنسبة لنا لأن النظام لم يعد يعتمد على عمليات الاعتقال، فهو بات يقتل أهدافه مباشرة».
وكشف الحمود أنه ينسق حاليا مع شخصية سياسية كبيرة ستعلن انشقاقها قريبا بعد أن تصبح في أمان، لافتا إلى أن عددا آخر من العناصر المنشقة في الجيش الحر ينسق مع شخصيات سياسية أخرى تعلن انشقاقها في الأيام القليلة القادمة، وأضاف: «هنالك كذلك 9 عمداء انشقوا وهم حاليا معنا في تركيا ولكنهم لن يعلنوا انشقاقهم رسميا إلا بعد التأمين على عائلاتهم».
وأوضح الحمود أن الجيش الحر سيصدر بيانا في وقت قريب يحدد فيه ساعة الصفر بعد تجديد الدعوة للضباط والعناصر للانشقاق، وبعد وضع الطائفة العلوية أمام مسؤولياتها، فإما تعلن براءتها من النظام وإما أنها جزء لا يجزأ منه. ويتوقع معارضون سوريون أن «تتكثف عملية الانشقاقات السياسية والإدارية عن النظام في المرحلة المقبلة ليدخل بعدها نظام الأسد مرحلة تفكك حقيقية، وكل ذلك بسبب الاستخدام غير الإنساني والوحشي للعنف ضد المواطنين».
يذكر أن النائب في مجلس الشعب السوري عماد غليون، الذي أعلن انشقاقه عن النظام مطلع العام الحالي، كان أرفع مسؤول مدني يقدم على خطوة مماثلة، تلاه انشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين في مارس (آذار) الماضي.
روسيا و«الصليب الأحمر» تدعوان إلى هدنة يومية إنسانية في سوريا
رئيس اللجنة الدولية: الوضع سيتدهور ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة
موسكو ـ لندن: «الشرق الأوسط»
دعت روسيا أمس السلطات السورية و«المجموعات المسلحة» للموافقة «فورا» على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر إعلان هدنة يومية، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «دعا الطرفان الحكومة السورية والمجموعات المسلحة إلى الموافقة فورا على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم».
وكان جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قال أمس لدى زيارته موسكو ولقائه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن الوضع الإنساني في سوريا سيزداد سوءا على الأرجح، مؤكدا الحاجة إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» لتخفيف آثار عام من إراقة الدماء.
وزار كيلينبرغر موسكو ليطلب من روسيا المساعدة في إقناع الحكومة السورية بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتجزين في مناطق القتال. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسعى من أجل التوصل إلى هدنة لمدة ساعتين يوميا بين القوات الحكومية والمسلحين للسماح بنقل إمدادات إغاثة وإجلاء أشخاص لأسباب طبية.
وعلاقات روسيا الوثيقة مع سوريا تجعلها واحدة من الدول القليلة التي لها تأثير على الرئيس بشار الأسد، لكن موسكو معزولة بدرجة متزايدة في دعمها لحكومة دمشق التي قتلت قواتها أكثر من ثمانية آلاف شخص في عام من أعمال العنف، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقال كيلينبرغر لوزير الخارجية الروسي في بداية المحادثات: «تقييمنا للأسف هو أن الوضع الإنساني سيتدهور على الأرجح»، وأضاف أنه يريد أن ينقل تقييم اللجنة «وقناعاتنا بشأن أهم الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها في المجال الإنساني».
من جانبه أعلن لافروف عن استعداد بلاده للتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل اتخاذ كل ما من شأنه تقديم المساعدات اللازمة وحل المشكلات الإنسانية التي يواجهها أبناء الشعب السوري.
وأكد لافروف أنه بإمكان روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر اتخاذ خطوات مشتركة لحل المشكلات الإنسانية في سوريا. وأعرب عن «تقدير بلاده لنشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مختلف مناطق العالم ودور قيادتها في تطوير نشاط الصليب الأحمر والهلال الأحمر». وأضاف أنه «من الضروري تبادل الرأي حول الخطوات التي يمكن أن تتخذها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمشاركة روسيا، لحل المشكلات الإنسانية الحادة في سوريا».
ووعد لافروف ضيفه بالاهتمام بموضوع مواصلة التعاون لتنفيذ القانون الدولي الإنساني عمليا، معربا عن أمله في أن يواصل بيتر ماورير الذي سيخلف كيلينبرغر في رئاسة اللجنة في شهر يونيو (حزيران) المقبل السير على التقاليد الحميدة التي رسخت في عهده.
وكانت الخارجية الروسية أصدرت بيانا قالت فيه إن «موسكو لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث بعض التغير في موقف شركائنا الغربيين بشأن الأوضاع في سوريا بظهور مزيد من الواقعية، إلا أنه غير كاف للخروج من الأزمة الحالية». وأشار البيان إلى أن «الجانب الروسي يواصل العمل من أجل تسوية الأزمة السورية سياسيا، من خلال الوقف الفوري لأي أعمال عنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المواطنين». وأضاف: «إن موسكو تبذل قصارى جهودها الدبلوماسية في الاتصالات مع جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، وكذلك عبر اللقاءات الثنائية».
وفي وقت لاحق، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن كيلينبرغر تلقى أمس من موسكو «إشارات إيجابية بدعم» طلبه إعلان هدنة يومية لساعتين «في كل المناطق التي يطالها العنف» في سوريا.
وقال المتحدث باسم المنظمة هشام حسن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الاجتماع كان إيجابيا. خلال الاجتماع تلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إشارات إيجابية بدعم مبادرتنا لوقف المعارك لساعتين يوميا في كل المناطق التي يطالها العنف».
وتابع أنه إلى جانب فكرة الهدنة «تناولت المحادثات التي استمرت ساعة ونصف الساعة أهمية القيام بعمل إنساني محايد ومستقل في سوريا اليوم»، وأضاف «هذا الاجتماع يندرج في إطار اتصالاتنا مع كل الذين يمكنهم ترك أثر إيجابي على عملنا الإنساني في سوريا».
لكنه لم يشأ القول ما إذا كان من المرتقب عقد اجتماع مماثل في بكين التي عارضت حتى الآن على غرار موسكو مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا. واكتفى المتحدث بالقول «نأمل في رؤية نتائج ملموسة لاتصالاتنا على الأرض». وقال «في انتظار ذلك نواصل أنشطتنا الإنسانية مع شركائنا في الهلال الأحمر العربي السوري» مضيفا أن «محاورينا الرئيسيين هما السلطات السورية والمعارضة السورية». وحمت موسكو وبكين الأسد باستخدام حق النقض (الفيتو) مرتين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع صدور قرارين كانا سينددان بحكومته. وواصلت روسيا نقل شحنات أسلحة إلى سوريا بموجب عقود، لكنها عبرت عن تأييدها للجهود الدولية للإغاثة الإنسانية.
وصول وحدة بحرية روسية تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب» إلى ميناء طرطوس السوري
واشنطن ترفض التعليق.. وترى «تحولات إيجابية» في موقف موسكو * واردات سوريا من الأسلحة ازدادت 600% خلال السنوات الأخيرة.. وروسيا زودتها بمعظمها
موسكو: سامي عمارة واشنطن: محمد علي صالح
بينما أعلنت مصادر البحرية الروسية أمس عن وصول وحدة من مشاة البحرية الروسية تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب» إلى ميناء طرطوس السوري، ذكر تقرير أورده معهد أبحاث دولي بارز أمس أن شحنات الأسلحة لسوريا زادت بنسبة 600 في المائة تقريبا في الفترة من عام 2007 إلى عام 2011، مقارنة مع السنوات الخمس السابقة، وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الأسلحة لدمشق.
وأعلنت البحرية الروسية عن وصول وحدة من مشاة البحرية الروسية، تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب» إلى ميناء طرطوس على متن سفينة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، هي ناقلة الوقود «إمان». وتضم الوحدة «أفراد كتيبة الإنزال والاقتحام من لواء مشاة البحرية». وكشفت المصادر أيضا عن وجود سفينة أخرى تابعة لأسطول البحر الأسود هي سفينة الاستطلاع «أكفاتور» في البحر المتوسط. ووصلت هذه السفينة إلى البحر المتوسط منذ شهر ونصف الشهر. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مصدر في مقر قيادة أسطول البحر الأسود قوله إن سفينة «إمان» حلت محل سفينة «إيفان بوبنوف» التي تم إرسالها إلى شواطئ سوريا، إشارة إلى وجود روسيا في هذه المنطقة التي يلفها التوتر، وتقوم بإجلاء الرعايا الروس من هناك عند الضرورة. وكانت سفينة «إيفان بوبنوف» راسية في ميناء طرطوس أيضا وعلى متنها وحدة من مشاة البحرية الروسية.
وبدورها، رفضت الخارجية الأميركية أمس التعليق على خبر بأن قوات روسية نزلت في ميناء طرطوس السوري، وقالت: إنها ستعلق عليه بعد أن تدرس تفاصيله.
لكن الخارجية الأميركية أشادت بما سمته «تحولات إيجابية» في الموقف الروسي إزاء سوريا، وبتركيز روسيا على وقف إطلاق النار إلا أنها شددت على أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد هي التي يجب أن توقف النار أولا، لا المعارضة كما تطالب بذلك موسكو.
وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «نرحب بتغييرات إيجابية مؤخرا في موقف روسيا، وخاصة إزاء تأييد وقف إطلاق النار بأسرع فرصة ممكنة، والمساعدة في إيصال المعونات الإنسانية إلى السوريين، واستقبالهم لبعثة الصليب الأحمر الدولية». وعن وصول وفد الفنيين الدوليين إلى سوريا، قالت نولاند إن الولايات المتحدة تؤيد الجهود التي يقوم بها كوفي أنان، الأمين السابق للأمم المتحدة، والوسيط الحالي لسوريا باسم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وأشارت إلى تصريحات أنان بأنه سوف يزور روسيا والصين. وقالت: «نأمل في أن يقدر على إقناعهم بالطريق الصائب بعد أن قابل الأسد، واطلع عن قرب على الوضع في سوريا».
إلى ذلك ذكر معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن شحنات الأسلحة لسوريا زادت بنسبة 600 في المائة تقريبا في الفترة من عام 2007 إلى عام 2011 مقارنة مع السنوات الخمس السابقة، وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الأسلحة لدمشق.
ويؤكد هذا التقرير كيف أن موسكو استمرت في تزويد سوريا بقوة نيران بينما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى حظرا على الأسلحة؛ ردا على الحملة الدامية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد على المحتجين.
وأفاد المعهد بأن روسيا قدمت 78 في المائة من واردات الأسلحة لسوريا خلال السنوات الخمس الماضية، وأسهمت بزيادة نسبتها 580 في المائة في حجم واردات الأسلحة السورية.
إحدى كتائب الجيش الحر تطلق على نفسها اسم كمال جنبلاط
بيروت: «الشرق الأوسط»
تزامنا مع الذكرى الخامسة والثلاثين لاغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، أظهر شريط فيديو، قام ناشطون سوريون بتحميله على موقع «يوتيوب»، مجموعة من الجنود السوريين الذين يتحدرون من الطائفة الدرزية وهم يعلنون انشقاقهم عن الجيش النظامي التابع للرئيس بشار الأسد وتشكيل كتيبة تتبع للجيش السوري الحر أطلقوا عليها اسم «كتيبة الشهيد كمال جنبلاط».
وقال ذمامة شروف، الناطق باسم المجموعة إن الهدف من تشكيل الكتيبة «حماية المظاهرات السلمية وضرب الأمن والشبيحة الذين يسفكون دماء أهلنا العزل في سوريا ولا يراعون حرمة شيخ أو طفل أو امرأة». ودعا شروف – الذي أكد انتماءه إلى «الطائفة الدرزية الكريمة» – «الشرفاء في سوريا، خاصة بني معروف (الدروز) أهل النخوة والكرامة والمروءة بالوقوف وقفة عز وأن يوحدوا صفوفهم ضد الطاغية بشار وعصابته المجرمة». كما ناشدهم «التطوع والالتحاق بصفوف الجيش السوري الحر كي نقضي على بشار وعصابته المجرمة ونحقن دماء أهلنا الأبرياء في سوريا الحرة».
ويعد كمال جنبلاط أحد أبرز زعماء لبنان في فترة الحرب الأهلية وما قبلها ومن زعامات الطائفة الدرزية في جبل لبنان، إضافة لكونه مفكرا وفيلسوفا. كما شغل منصب زعيم الحركة الوطنية اللبنانية في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية وأحد مؤسسي الحزب التقدمي الاشتراكي، ويعتبر من الشخصيات اللبنانية المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية واغتيل في 16 مارس (آذار) 1977. وقد اتهم ابنه وليد جنبلاط الذي خلفه في رئاسة الحزب عبر أكثر من مناسبة، النظام السوري بتصفية والده.
ويأتي هذا الانشقاق في الجيش النظامي من أفراد ينتمون إلى الطائفة الدرزية بعد أسابيع من إعلان مجموعة عسكرية يتحدر أفرادها من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد الانشقاق عن الجيش الموالي لنظام الحكم وتأسيس سرية «الطائفة العلوية الأحرار».
المتحدث باسم أنان لـ«الشرق الأوسط»: الخبراء يحاولون الوصول إلى آلية لمراقبة وقف إطلاق النار
فرنسا تقترح إصدار بيان من مجلس الأمن يدعم مهمة المبعوث الأممي
واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي أنان إلى سوريا أمس في محاولة لوضع حد لأعمال العنف الدامية في البلاد منذ عام، وبالتزامن مع ذلك، اقترحت فرنسا استصدار بيان من مجلس الأمن الدولي يؤيد بقوة جهود أنان لإنهاء العنف.
وأكد أحمد فوزي المتحدث باسم أنان وصول بعثة الخبراء الدوليين التي أوفدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا في مهمة «إنهاء العنف في البلاد». وقال في تصريحات خاصة لـ« الشرق الأوسط»: «البعثة وصلت بالفعل، وهي تضم 5 أشخاص من ذوي الخبرة والكفاءة في مجال حفظ السلام والوساطة السياسية. وسيكون بقاء البعثة في سوريا لفترة قد تطول حتى يتم التوصل إلى اتفاق مع المسؤولين السوريين حول الخطوات لتنفيذ المقترحات التي قدمها أنان لوقف القتال ووضع حد لسفك الدماء وآليات لمراقبة وقف إطلاق النار».
ورفض فوزي الإشارة إلى ملامح تلك الخطوات وقال: «لا أستطيع الكشف عن الخطط التي يتم مناقشتها في الوقت الراهن لكنى أؤكد أن أعضاء البعثة يقومون بمحادثات مع مسؤولي وزارة الخارجية السورية ويتعاونون مع فريق الأمم المتحدة الموجود على الأرض في سوريا». كما رفض فوزي الإشارة إلى أسماء أو جنسيات أعضاء البعثة أو جدول أعمالهم في سوريا. غير أن مصادر تحدثت عن أن الوفد سيلتقي كبار المسؤولين في وزارة الخارجية السورية.
وأشار فوزي إلى زيارة مرتقبة لكوفي أنان إلى سوريا وعدد من الدول العربية، وقال: «سيتم تحديد موعد الزيارة وفقا للتقدم الذي ستحرزه المحادثات مع المسؤولين السوريين مع البعثة وتحديدا في تنفيذ مقترحات أنان بما في ذلك الاتفاق على آلية المراقبة».
ولم يعلق المتحدث باسم كوفي أنان حول الاشتباكات المسلحة بين القوات السورية والمنشقين التي اندلعت في توقيت متزامن مع زيارة البعثة الأممية.
وفي غضون ذلك، قال دبلوماسيون إن فرنسا اقترحت أمس استصدار بيان من مجلس الأمن الدولي يؤيد بقوة جهود مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإنهاء العنف في سوريا.
وكانت روسيا والصين عرقلتا صدور قرارين يدينان سوريا في مجلس الأمن مما ترك المجلس المؤلف من 15 عضوا في حالة من الانقسام يصعب معها الاتفاق على إصدار قرار، بحسب الدبلوماسيين.
وقال أحد الدبلوماسيين إن «الهدف الآن هو إيجاد أرضية مشتركة وإرسال رسالة قوية إلى النظام السوري». ويعتبر صدور أي بيان رئاسي من المجلس أقل وزنا من صدور قرار ولا بد من موافقة الأعضاء الـ15 عليه لصدوره.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس «نريد من مجلس الأمن أن يعرب وبسرعة عن تأييده لمهمة كوفي أنان لوقف القمع الدموي وضمان وصول المساعدات الإنسانية».
إلى ذلك، ناشدت منظمة التعاون الإسلامي «الشعب وسلطات الدولة في سوريا احترام حياد ونزاهة» العاملين معها والموظفين في الأمم المتحدة الذين يتشاركون في مهمتهم الإنسانية في سوريا.
وأوضح بيان للمنظمة، ومقرها جدة، «تناشد الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي الشعب وسلطات الدولة في سوريا احترام حياد ونزاهة موظفي المنظمتين الذين يشاركون في بعثة تقدير الاحتياجات الإنسانية التي تقودها الحكومة حاليا في سوريا». وتابع: «تشير المنظمتان إلى أن مشاركتهما في البعثة المهمة ليس لها أي طابع سياسي، وهدفها الاطلاع المباشر على الوضع الإنساني والأحوال في البلدات والمدن». وأضاف: «لذا، تناشد الأمم المتحدة والتعاون الإسلامي جميع السوريين احترام سلامة وأمن موظفي المنظمتين من أجل تيسير الاحتياجات الإنسانية وتقديم المساعدة إلى المدنيين».
وكان مساعد الأمين العام للمنظمة للشؤون الإنسانية عطاء بخيت أعلن أول من أمس أن «البعثة المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة دخلت الجمعة إلى سوريا لتقييم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية». وأضاف أن البعثة الممثلة بـ«ثلاثة خبراء» في الشؤون الإنسانية من قبل منظمة التعاون الإسلامي «تغطي 15 مدينة سورية».
وهي المرة الأولى التي تسمح فيها دمشق بإجراء عملية تقييم تشمل المناطق التي تشهد أعمال عنف منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا قبل عام.
ظهور وثائق أمنية سورية بعد سلسلة تسريبات رسائل إلكترونية
الصحف البريطانية تواصل نشر تفاصيل الرسائل من دمشق
لندن: «الشرق الأوسط»
بعد سلسلة التسريبات التي حصلت عليها صحيفة «الغارديان» قبل 5 أيام، ظهرت أمس وثائق أمنية نشرتها قناة «الجزيرة الإنجليزية» تقول: إنها تظهر «استراتيجية الرئيس (السوري) بشار الأسد لقمع المظاهرات ضد الحكومة، بالإضافة إلى الجهود التي بذلتها لحماية مواقع قواتها».
ونشرت القناة تفاصيل على موقعها الإلكتروني أمس بناء على على مئات الوثائق تقول: إنها حصلت عليها من منشق سوري يدعى عبد المجيد بركات، الذي هرب إلى تركيا مؤخرا. وقالت القناة إن بركات كان يعمل لحساب المعارضة بينما كان مسؤولا عن جمع المعلومات الأمنية في خلية إدارة الأزمات في دمشق. وبعد أن شعر بالخطر، قرر الهروب من سوريا وبحوزته وثائق سرية تشمل برقيات تحذر من مساعي دبلوماسيين سوريين للانشقاق عن النظام.
وتعتبر هذه التسريبات، التي لم يكن بالإمكان التأكد من دقتها حتى نشر هذا الخبر، ضربة جديدة للنظام السوري وزيادة ضعف سيطرته على المعلومات السرية في هذا الوقت الحساس. وبعد أيام من تسريب صحيفة «الغارديان» لرسائل إلكترونية من حسابين تقول: إنهما تابعان للرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد، واصلت الصحف البريطانية تغطيتها للرسائل. ونشرت صحيفة «التلغراف» اللندنية خبرا مطولا مبنيا على رسالة تقول: إنها من حساب أسماء الأسد تقول فيها: «أنا الديكتاتور الحقيقي»، في إشارة إلى تعاملها داخل الأسرة الحاكمة. وأفادت الرسالة: «إنني الديكتاتورة الحقيقية، ليس لديه خيار»، فيما اعتبرته الصحيفة أنها إشارة إلى علاقتها ببشار الأسد.
واهتم الناشطون المعارضون بالرسائل المسربة، حيث اعتبر أنها مؤشر على الصراعات الداخلية للنظام. وقال ناشط يحمل اسم «سوري حر» على موقع «تويتر» ولديه نشاط واسع في نشر التسجيلات من داخل سوريا: «لا بد أن هناك الكثير من الجدالات داخل القصر الرئاسي حول الرسائل الإلكترونية وأيضا الوثائق الرسمية».
ومن اللافت أن النظام السوري لم يعلق على فحوى الوثائق أو الرسائل المسربة، لكن القناة الرسمية السورية نفت في فبراير (شباط) الماضي أن يكون حسابات البريد الإلكتروني المسربة مسبقا صحيحة.
تمديد الأسد مهلة الترشح للانتخابات التشريعية يطرح علامات استفهام حول إحجام المرشحين
نشار لـ «الشرق الأوسط»: مشكلة سوريا أكبر من أن تصلحها الانتخابات
بيروت: يوسف دياب
أثار قرار الرئيس السوري، بشار الأسد، القاضي بتمديد مهلة الترشح للانتخابات التشريعية المحددة في السابع من مايو (أيار) المقبل لمدة أسبوع إضافي، أسئلة عن أبعاد هذا التمديد، وما إذا كانت الترشيحات المقدمة حتى الآن غير كافية للمقاعد المطلوبة لمجلس الشعب، وما إذا كانت تؤشر على إحجام المرشحين عن خوض غمار هذا الاستحقاق الدستوري، بسبب الغموض الذي يلفّ مستقبل سوريا، وفي ظلّ الأوضاع السياسية والأمنية المعقّدة، وما ترسمه من علامات استفهام عن هوية المجلس العتيد، فقد أصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم رقم 120 لعام 2012، القاضي بـ«تمديد فترة الترشح لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام الحالي لمدة أسبوع، بدءا من يوم (بعد غد) الخميس الواقع في 22 – 3 – 2012 ولغاية الدوام الرسمي من يوم الأربعاء الواقع في 28 – 3 – 2012».
وتعليقا على هذا الإجراء، أبدى عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري»، سمير نشار، اعتقاده أنه «لم يعد أحد داخل سوريا أو خارجها مقتنعا بمصداقية بشار الأسد، الذي يحاول أن يقنع الناس بقوانين إصلاحية فات أوانها». وأكد نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة في سوريا باتت أكبر من أن تصلحها القوانين أو الانتخابات، هناك فقدان للثقة بنظام الأسد، والشعب بدأ ينظر إليه كمشكلة وحيدة أمام تحقيق طموحاته بنظام ديمقراطي، وأن يأخذ دوره في بناء مستقبله الذي يطمح إليه».
وردا على سؤال عن نظرة المجلس الوطني للمجلس التشريعي الجديد الذي سينبثق عن هذه الانتخابات المقررة في 7 مايو (أيار)، قال: «هذا المجلس سيكون كالمجالس التشريعية السابقة التي انتخبت على مدى الـ40 عاما الماضية، فمن يشاهد الاشتباكات التي دارت اليوم (أمس) في منطقة المزة في قلب دمشق، بين قوات بشار الأسد والجيش السوري الحر، يتأكد أنه لا مجال للخوض بتفاصيل لم تعد موضع اعتبار، ومنها الانتخابات التي يزمع الأسد إجراءها». وأضاف: «الانتخابات تحتاج إلى بيئة من الحرية والأمن والاستقرار والهدوء تسمح للناس بالتعبير عن رأيهم وتمكن المرشحين من تقديم برامجهم الانتخابية، والسؤال المطروح الآن: هل يمكن في ظل هذه الثورة المشتعلة إجراء انتخابات؟ كيف تجري الانتخابات والمدن تقصف بالدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ؟ كيف تكون هناك انتخابات وقسم كبير من الشعب السوري في المعتقلات وقسم كبير أيضا بات مشردا خارج بلده؟ كيف تكون انتخابات ومدن حمص وحماه ودرعا وإدلب ودير الزور وريف دمشق وغيرها مدمرة خالية من سكانها؟». وجزم نشار بأن «بشار الأسد من خلال دستوره الجديد الذي فصّله على قياسه، أبقى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية بيده، وهو لم يقدم إلا تنازلات صورية لخداع الشعب السوري وخداع الرأي العام الدولي»، مذكرا بأن «الرسائل الإلكترونية السرية الخاصة ببشار الأسد التي كشفت أخيرا، تظهر كيف كان بنفسه يهزأ من إصلاحاته والقوانين والمراسيم التي يصدرها».
أما مسؤول العمليات والتنسيق في «تجمع الضباط الأحرار»، العميد المنشق حسام العواك، فرأى أن «بشار الأسد يعيش حالة من انفصام الشخصية، فهو يريد انتخابات لمجلس الشعب وانتخابات رئاسية ومجالس بلدية، ويضع رأسه في الرمال كالنعامة وكأنه لا يرى ما يجري على كل الأراضي السورية». وسأل العواك في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «كيف يجري الأسد انتخابات وهو يعيش حالة من الرعب ويغيّر أماكن إقامته يوميا، بين منطقة وأخرى، لشعوره أن الثوار اقتربوا من قصر المهاجرين؟». وأكد أن «الانتخابات ستكون فاشلة، هذا إن لم يسقط النظام قبلها»، لافتا إلى أن «الناخبين معروفون؛ فلن يذهب إلى صناديق الاقتراع إلا الموظفون المساكين الذين يهددهم بقطع أرزاقهم وطلاب المدارس، وهذا دليل على أن هذه الانتخابات فاشلة سلفا».
وردا على سؤال، أكد أن «الجيش الحر لن ينفذ أي عملية أمنية ضد أي مركز انتخابي، لأنه حريص على سلامة أهله وأبنائه».
قوة “مكافحة إرهاب” روسية في طرطوس وواشنطن ترى تطوراً إيجابياً في موقف موسكو
اشتباكات عنيفة في المزة بين “الجيش الحر” وقوات الأسد
وصلت الاشتباكات بين “الجيش السوري الحر” وقوات بشار الأسد لأول مرة أمس منذ اندلاع الثورة السورية في درعا قبل أكثر من سنة، إلى حي المزة في قلب دمشق حيث بدأ فريق شكله مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان عمله بالتزامن مع اقتراح فرنسي لدعم مهمته ببيان رئاسي يصدره مجلس الأمن.
دولياً، برز نبأ وزعته وكالة “أنباء روسيا” أمس كشفت فيه وجود “قوة مكافحة إرهاب” روسية في مدينة طرطوس ودعوة موسكو سوريا أمس إلى الموافقة “فوراً” على هدنة انسانية يومية، مع تسجيل الولايات المتحدة “تطوراً” ايجابياً في الموقف الروسي حيال الوضع في سوريا.
كما واصلت تركيا أمس تأكيد دعمها “المجلس الوطني السوري” المعارض، معلنة الاستمرار في بحث امكانية اقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية.
ميدانياً، كان البارز أمس وقوع اشتباكات بين القوات السورية النظامية ومنشقين فجراً للمرة الأولى في منطقة المزة في دمشق أسفرت عن مقتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية والمنشقين حسب مصادر عدة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان “العملية التي شنتها مجموعة منشقة يراوح عددها بين ستة اشخاص وعشرة في منطقة المزة، أسفرت عن مقتل عنصري أمن وجرح 16 آخرين”، مضيفا ان “اربعة منشقين قتلوا فيما جرح الباقون او اعتقلوا”.
وبحسب مصادر المرصد، فإن “المنشقين استهدفوا بيت ضابط برتبة عميد بقذيفة “آر بي جي” قبل أن يتحصنوا داخل مبنى ويشتبكوا مع عناصر الامن ثلاث ساعات”.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أمس ان اشتباكات جرت بين قوات حفظ النظام و”عصابة ارهابية مسلحة” مساء (أول من) امس في حي المزة في دمشق اسفرت عن مقتل ثلاثة من “الارهابيين” وعنصر من قوات حفظ النظام.
وفجراً، اعلن المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في محافظة دمشق مرتضى رشيد في اتصال عبر سكايب ان “اصوات انفجارات وتبادل لاطلاق النار سمعت فجر اليوم (أمس) في منطقة المزة في ما يبدو انه عملية للجيش السوري الحر على القوات النظامية”.
وتكتسب الاشتباكات في حي المزة اهمية اذ يقيم فيه مسؤولون وضباط كبار، اضافة الى وجود مراكز امنية عدة فيه.
وقال مرتضى ان “هذه العمليات التي يقوم بها عناصر الجيش الحر في دمشق تساهم في حجز قوات كبيرة للنظام في دمشق لتخفيف الضغط عن المدن والمناطق المحاصرة”، مشيرا الى “استقدام النظام لوحداته التي تشن عمليات في ريف دمشق الى العاصمة بعد الاشتباكات”.
وأعلن المرصد عصر أول من أمس عن وقوع “اشتباكات في حي القابون في دمشق بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة سمعت خلالها اصوات ثلاثة انفجارات”، كما اوضح انه “سمعت اصوات اطلاق رصاص ايضا عصر الاثنين في حي برزة بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات تنفذها القوات النظامية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية”.
وفي محافظة درعا اعلن المرصد ان “ثمانية من عناصر الامن قتلوا وجرح 27 اخرون اثر تفجير مجموعة مسلحة منشقة عبوات ناسفة بحافلتي امن في قرية كفر شمس”، وفي محافظة ادلب (شمال) قتل ضابط واصيب اثنان اخران بجروح خطرة برصاص مسلحين غير معروفين اطلقوا النار على سيارتهم كما ذكر المرصد.
وسقط أمس 34 قتيلاً مدنياً برصاص قوات الامن السورية، في حين توفي شخص متأثراً بجروح اصيب بها جراء تعذيب تعرض له الاحد، حسب لجان التنسيق المحلية في سوريا.
وأوضح المرصد ان ستة اشخاص قتلوا في محافظة درعا في بلدات وقرى بصرى الشام وداعل والحارة وكفر شمس، في حين قتل شاب في بلدة الاتارب برصاص قوات الامن السورية في محافظة حلب.
وفي مناطق اخرى، قال شهود إن القوات الموالية للاسد اقتحمت مدينة دير الزور في شرق البلاد امس لاستعادة السيطرة على مناطق من “الجيش السوري الحر”.
وذكر سكان إن مدنيا واحدا على الاقل يدعى عدنان خليفه عمره 60 عاما لقي حتفه في الهجوم.
وقال مقيم يدعى طارق بالهاتف من المدينة التي تقع على الطريق المؤدي الى العراق: “سمعت صوت عدة انفجارات. قد تكون اصوات مدافع دبابات او ديناميت يستخدمه معارضون لمحاولة ابطاء تقدمها”. وقتل شخصان في حيي العمال وجبيلة.
وفي محافظة حمص قتل ثلاثة اشخاص “اثر اطلاق رصاص عشوائي ورصاص قناصة في احياء الخالدية ودير بعلبة والوعر” بمدينة حمص.
وفي محافظة ادلب قتل شاب في مدينة خان شيخون برصاص قناصة، كما قتل شخص في مدينة قطنا في ريف دمشق متأثرا بجراح اصيب بها الاحد اثر تعرضه لتعذيب داخل منزله من قبل القوات النظامية السورية نقل على اثرها الى المستشفى.
وافاد الناشط نور الدين العبدو من محافظة ادلب ان القوات النظامية شنت هجوما على قرية عبديتا التي يتحدر منها العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر الذي لجأ الى تركيا بعد انشقاقه عن الجيش النظامي، كذلك شنت القوات السورية هجوما على كفر شمس في محافظة درعا (جنوب) التي تحاصرها بآليات نقل الجند واقامة الحواجز. واضاف المرصد ان القوات قصفت ايضا قرية قلعة المضيق في منطقة حماة (وسط).
وفي حمص (وسط) قصفت القوات احياء باب السباع والخالدية وكرم الشامي حيث قامت ايضا بحملة اعتقالات بحسب المرصد.
وفي محافظة حمص ايضا قصفت القوات النظامية قرية جوسيه القريبة من الحدود اللبنانية خصوصا بالصواريخ مما ادى الى اصابة خمسة اشخاص بحسب المنظمة غير الحكومية.
وفي موقف لافت دعت روسيا دمشق أمس للموافقة “فورا” على طلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر اعلان هدنة انسانية يومية كما اعلن رئيس هذه اللجنة جاكوب كيلنبرغر اثر لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “دعا الطرفين الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الى الموافقة فورا على هدنة يومية للسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول الى الجرحى والمدنيين الذين يتعين نقلهم”. وأضاف البيان ان روسيا “اشارت الى ضرورة تأمين وصول اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى كل المعتقلين في سوريا اثر الاحتجاجات”.
وأوضحت الوزارة أن “موسكو لاحظت في الفترة الأخيرة حدوث بعض التغير في موقف شركائنا الغربيين بشأن الأوضاع في سوريا بظهور مزيد من الواقعية، إلا انه غير كاف للخروج من الأزمة الحالية”. وأشار البيان الى أن الجانب الروسي يواصل العمل من أجل تسوية الأزمة السورية سياسياً، من خلال الوقف الفوري لأية أعمال عنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المواطنين. وقال “من جانبنا نبذل جهودا ديبلوماسية نشيطة في الاتصالات مع جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، وكذلك في لقاءاتنا الثنائية”.
عسكرياً، أرسلت موسكو وحدة من مشاة البحرية تحمل اسم “قوة مكافحة الإرهاب” إلى ميناء طرطوس السوري على متن سفينة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، هي ناقلة الوقود “إمان”.
وتضم الوحدة “أفراد كتيبة الإنزال والاقتحام من لواء مشاة البحرية” على ما أعلن مصدر في البحرية الروسية امس نقلت كلامه وكالة “أنباء روسيا”، كما أعلن عن وجود سفينة أخرى تابعة لأسطول البحر الأسود هي سفينة الاستطلاع “أكفاتور” في البحر المتوسط كانت وصلت إليه منذ شهر ونصف.
ونقلت وكالة أنباء “إنترفاكس” عن مصدر في مقر قيادة أسطول البحر الأسود قوله إن السفينة “إمان” حلت محل سفينة “إيفان بوبنوف” التي تم إرسالها إلى شواطئ سوريا لتدل على وجود روسيا في هذه المنطقة التي يلفها التوتر، وتقوم بإجلاء الرعايا الروس من هناك عند الضرورة.
وكانت سفينة “إيفان بوبنوف” راسية في ميناء طرطوس أيضا وعلى متنها وحدة من مشاة البحرية الروسية. وتوجد في ميناء طرطوس نقطة إمداد وصيانة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس عن وجود سفينة امداد روسية في مرفأ طرطوس السوري منذ عشرة ايام نافية بذلك معلومات اوردتها وسائل اعلام عن وجود سفن حربية في سوريا.
وفي رد فعل على معلومات ذكرتها محطات تلفزيونية عن وصول “قوات خاصة روسية” الى طرطوس، اكدت وزارة الدفاع الروسية كما نقلت عنها وكالات الانباء الروسية ان “لا يوجد اي سفينة حربية في مهمة في سوريا”. وأعلنت الخارجية الاميركية أمس ان الولايات المتحدة تسجل “تطورا” ايجابياً في موقف روسيا حيال الوضع في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين “نسجل تطوراً ايجابياً في موقف روسيا العام”. واضافت ان “وزير الخارجية سيرغي لافروف قال ايضا بوضوح تام في نهاية الاسبوع(..) ان (الروس) يأملون وقفاً لاطلاق نار انساني وعملية سياسية” لتسوية الازمة.
واعتبرت نولاند انها “خطوات في الاتجاه الصحيح”، وقالت ان “توافقا” يرتسم تدريجاً بين المواقف الروسية والغربية حول الملف السوري.
وعلى الصعيد الديبلوماسي تحركت الاتصالات مجدداً داخل مجلس الامن ولكن من دون الكلام عن قرار بل عن بيان رئاسي.
فقد قدمت فرنسا مشروع بيان ليعرض على مجلس الامن لاقراره اليوم يكتفي بطلب دعم مبادرة الموفد الدولي والعربي الى سوريا. وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارنو أمس، “نأمل حصول تصويت غدا” (اليوم) على مشروع البيان، مضيفا ان الهدف من البيان “محدد جدا” وهو “دعم كوفي انان”. واضاف السفير الفرنسي ان هذا “الاعلان الرئاسي هو الاقل خلافية الذي يمكننا تقديمه”.
والاعلان او البيان الرئاسي لا بد ان يصدر بموافقة جميع الاعضاء الـ15 في مجلس الامن.
ويجتمع مجلس الامن صباح اليوم لمناقشة نص البيان الرئاسي حسبما قال السفير البريطاني مارك ليال غرانت الذي تترأس بلاده مجلس الامن خلال شهر آذار (مارس). وذكر بأن انان طلب الجمعة بإلحاح من مجلس الامن دعم مهمته بصوت واحد. وقال الديبلوماسي البريطاني “الهدف هو ارضية مشتركة لتوجيه رسالة قوية الى النظام السوري”.
يأتي ذلك فيما اعلن احمد فوزي المتحدث باسم انان ان بعثة الخبراء الدوليين الخمسة الذين اوفدهم انان الى دمشق “وصلت بالفعل” أمس في محاولة لوقف اعمال العنف الدامية في هذا البلد. وأضاف فوزي ان “زيارة انان المقبلة الى سوريا ستكون رهناً الى حد كبير بالتقدم الذي يحرز” خلال المحادثات بين خبراء الامم المتحدة والسوريين.
وقال مصدر قريب من مهمة مشتركة لخبراء من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وبقيادة الحكومة السورية إن الفريق بدأ ايضا مهمة لتقييم الاحتياجات الإنسانية في انحاء البلاد.
وقالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” عصر أمس، “توجهت لجنة أممية من الأمم المتحدة إلى حي جنوب الملعب اليوم (أمس) وزارت جمعية الرعاية الاجتماعية (النهضة الإسلامية)، بمرافقة الأمن وبرغم ذلك خرج بعض شبان الحي في تظاهرة أمامهم وتكلم بعضهم مع أعضاء اللجنة”.
ومن المقرر أن تزور المجموعة مناطق تضررت خلال الانتفاضة بما في ذلك مدينة حمص التي شهدت حصارا وقصفا من الجيش استمر نحو شهر ودرعا التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة قبل نحو عام.
وفي أنقرة، عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس اجتماعاً مع أعضاء اللجنة التنفيذية لحزبه الحاكم “العدالة والتنمية” تركز حول سوريا. وذكرت فضائية “ان تي في” التركية الاخبارية أنه ينتظر أن يبحث الاجتماع الخطة المحتملة لإقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا.
وقال وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو امس، إن بلاده ستواصل العمل مع “المجلس الوطني السوري” ومساعدته للحصول على مزيد من الدعم الدولي، فيما أعلن الحزب الحاكم إن الحكومة لم تقرر بعد إن كانت ستقيم منطقة عازلة على الحدود مع سوريا.
ونقلت صحيفة “زمان” التركية عن داوود أوغلو قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي سعد الدين عثماني في أنقرة، إن تركيا ستواصل العمل مع “المجلس الوطني السوري” المعارض لمساعدته على توسيع قاعدته الإجتماعية وزيادة الدعم الدولي له.
وعبر اكثر من 500 سوري الحدود التركية في الساعات الـ24 الاخيرة هرباً من اعمال العنف في بلادهم، ما يرفع الى 16446 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان الى صفوف المنشقين عن الجيش السوري، على ما افادت مصادر تركية أمس.
وصرح مصدر ديبلوماسي تركي طالبا عدم كشف اسمه ان “الضابطين وصلا الجمعة”، وبذلك يرتفع الى تسعة عدد الضباط الذين فروا الى تركيا مع عشرات العسكريين الاخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد الاسد في آذار (مارس) 2011 بحسب المصدر نفسه.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ب، أ ش أ)
رسائل من معجبات سرّيات .. وأسماء تؤكد: أنا الديكتاتور الحقيقي!
في الوقت الذي احتلت الصفحات الاولى للصحف السورية صورة اسماء الاسد زوجة الرئيس السوري بشار الاسد وهي تبتسم امام الكاميرات وهي تنظر اليه يدلي بصوته في الاستفتاء على الاصلاح الدستوري، وتنقل المواقع المؤيدة له صورتها مع اولادها تشارك في تظاهرة “شعبية حاشدة” مؤيدة له في العاصمة دمشق… كانت ترد الى البريد الخاص لبشار الاسد رسائل “غرام وغزل” من معجبات ثلاث ضمن الاف الرسائل التي تمت القرصنة عليها من البريد الالكتروني الخاص به من قبل الهيئة العامة للثورة السورية.
وتظهر الرسائل ان الرئيس المتزوج من البريطانية المولد اسماء الاسد (36 عاما) تلقى رسائل من شابتين تعملان مساعدتين له في مجال العلاقات العامة حيث تخبرانه انهما في غاية الاشتياق اليه، بينما كتبت له امراة ثالثة قيل انها مصممة مجوهرات تقول: “لا استطيع الحياة من دونك!”. واحتوت رسالة بريدية اخرى تم ارسالها الى الاسد في كانون الاول (ديسمبر) 2011 على صورة امرأة غير معروفة لا ترتدي سوى ملابس داخلية مثيرة بيضاء اللون تنحي بجسدها نحو الحائط.
وتم الكشف عن تفاصيل احدى المعجبات الثلاث ببشار الاسد وهي شهرزاد الجعفري ، مستشارته لشؤون العلاقات العامة، ولا تزال في بداية العشرينات من العمر وهي ابنة السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري. ومن ضمن ما كتبته الى بشار الاسد انها تحبه وانها في اشتياق بالغ اليه. وفي رسالة في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 كتبت تقول انه انسان مدهش.
اما المعجبة الاخرى فهي كما كشفت الرسائل البريدية المسربة فهي مساعدة العلاقات العامة هديل العلي التي ارفقت احدى رسائلها الالكترونية الى “سام” أي بشار بصورة له في فترة شبابه وكتبت ” شو مهضوم” ووصفته بانه “ذكي وفاتن”.
اما المرأة الثالثة فقد كشفت الرسائل الخاصة ان اسمها رشا موكيه ولم تعط الصحيفة أي تفاصيل عنها.
ومن بين الرسائل رسائل متبادلة بين الاسد وامرأة غامضة تبادلا فيها الغزل في اطار مناقشتهما لامور تخص الدولة وفي رسالة اخرى تبادلا اغاني عاطفية لفيروز ونصري شمس الدين واحتوت رسالة اخرى غير موقعة على كلمة” احبك”. وظهرت تفاصيل الرسائل في صحيفة صنداي تايمز امس، التي افادت أن الناشطين المناهضين للحكومة قاموا بتجميعها وتوزيعها وانها قد تسبب الضرر لسمعة الأسد في العالم العربي، ولا سيما في ايران المحافظة.
وكانت الصورة قد تم إرسالها إلى الأسد فى 11 كانون الاول(ديسمبر) الماضى من قبل امرأة مجهولة ودون أي كلمات مرافقة، لكن أفرادا من المعارضة السورية يعتقدون أن هذه المرأة لديها حساب إلكتروني آخر تحت اسم مستعار استخدمته لإرسال مزيد من الرسائل الحميمية للأسد. وتوضح الصحيفة البريطانية أن الحساب الإلكتروني الذي أرسل منه الصورة تم إنشاؤه فى الأول من ديسمبر 2011، وقد أرسل بريدا للأسد يقول “مرحبا”، ثم أتت الإجابة بعدها بـ18 دقيقة: “مرحبا ونصف. وعلى مدى أسابيع، تبادل الطرفان رسائل غزلية وأغاني رومانسية للمطربة اللبنانية فيروز، ويبدو أن الرئيس السوري أهدى صديقته شيئا ما، وفي 17 كانون الثاني (يناير) تسلم الأسد بريدا إلكترونيا من حساب آخر مكتوب فيه “أحبك”، وفي 25 كانون الثاني (يناير) استلم رسالة اخرى تحتوى فقط على الحرف “إكس” الذي يشير الى قبلة.
وفى حين ليس هناك أي دليل مباشر على وجود علاقة بين الطرفين، إلا أن كشف العلاقة قد يسبب للأسد ضررا شديدا، مع سعيه لتأسيس جبهة مع زوجته أسماء في مواجهة العزلة الدولية المتزايدة. وأوضحت رسائل أخرى مدى التوافق بين السيدة الأولى وزوجها الرئيس وتأييدها لجميع مواقفه. وتشير بعض رسائل البريد الإلكتروني إلى تأييد اسماء لزوجها في الوقت الذي اشتدت ضراوة القتال في سوريا، ولكنها على الأقل تبدو مدركة بأن حكم الأسرة الذي استمر أربعة عقود يمكن أن ينتهي قريباً. إذ كتبت لزوجها في 28 كانون الأول (ديسمبر) “إذا كنا أقوياء معاً فإننا سنتغلب على هذا معاً…. أُحبك.”. ورد الرئيس السوري: “ليس لدي قلق أو شك في هذا الشأن”.
ورغم الطموحات التي ابدتها اسماء الأسد لتحقيق الانفتاح السياسي في سوريا قبل الانتفاضة، فإنها لا تبدي تحفظات إزاء حملة البطش التي يواصلها النظام ضد المحتجين. فمراسلاتها مع بشار الأسد ومعاونيه ومع الأصدقاء وافراد العائلة تكشف عن تأييدها للحملة ووقوفها بقوة الى جانب زوجها .وفي رسالة الى أحد اصدقاء العائلة بتاريخ 10 كانون الثاني (يناير) أثنت اسماء الأسد على خطاب ألقاه الرئيس والإحساس بالقوة “وأن لا لعب بعد الآن” الذي اشاعه بذلك الخطاب، على ما ترى زوجة الرئيس. وفي رسالة الكترونية أخرى تشكو اسماء الأسد من شبكة ال أي بي سي، التي قامت بتحرير مقابلة مع الرئيس على نحو لا يرضيها. وفي 17 كانون الثاني (يناير) عممت اسماء الاسد رسالة على بريدها الالكتروني تتضمن نكتة تنال من اهل حمص، قبيل هجوم قوات النظام على المدينة والذي أسفر عن مقتل مئات من سكانها . والحمصيون هم تقليدياً موضع تندر السوريين الآخرين. وتلقت أسماء الأسد من زوجها رسالة الكترونية موضوعها “طالب ينال 10 من مئة في الامتحان”. وتضمنت الرسالة نكاتاً من النوع الذي يجري تداوله على الانترنت، في صيغة اسئلة وأجوبة مضحكة. وكان السؤال الأول في هذه النكات “في أي معركة قُتل نابليون؟ في معركته الأخيرة”، على افتراض أن هذه كانت اجابة الطالب الحمصي. وفي اليوم التالي، حولت اسماء الأسد الرسالة الى والدها واثنين آخرين من افراد العائلة بعد تغيير موضوع الرسالة الى “طالب حمصي نبيه حقاً”.
وكانت اسماء الأسد تعمل في أحد البنوك الاستثمارية في لندن قبل أن تتزوج من بشار في سن الخامسة والعشرين. وسعت الى الحفاظ على علاقات النظام الذي يزداد عزلة مع العالم الخارجي، فعملت على اقامة ما أسمته “تحالفاً استراتيجياً” بين شركة أم تي أن الأفريقية العملاقة للاتصالات، والأمانة السورية للتنمية برعايتها. وكان منتقدون ينظرون الى هذه الهيئة على انها غطاء دعائي للنظام في مجال الاصلاح الاجتماعي حتى قبل اندلاع الانتفاضة.
ويبدو في رأي الصحف البريطانية ان اسماء الاسد ستتغاضى عن هفوات زوجها العاطفية وان تنسى الرسائل البريدية المحرجة فهي تعرف مكانتها وابلغت الجميع بمن فيهم مجموعة المعجبات المعروفات منها انها مهما حصل تحتل مكانة خاصة في الدائرة المقربة من الرئيس الأسد. فكتبت في 14 كانون الأول (ديسمبر): “في ما يتعلق بمن يسمع مَنْ فأنا الديكتاتور الحقيقي، ولا خيار لديه..” ويشير استخدامها صفة الديكتاتور في الحديث عن زوجها الى أنها تدرك كيف ينظر اليه الآخرون. ولاحظ مراقبون أن مثل هذا الكلام لا يساعد الأسد الذي حرص على أن يبدو قائداً ينفذ اصلاحات منذ اندلاع الاحتجاجات ضده.
(دايلي ميل، دايلي تلغراف، صنداي تايمز)
اليمنية توكل كرمان الحائزة جائزة “نوبل” للسلام تؤكد أن حكم الأسد سيزول
وصول لاجئين سوريين جدد إلى تركيا بينهم ضابطان برتبة لواء
وصل مئتا سوري الى تركيا في الساعات الاخيرة هربا من اعمال العنف في بلادهم، ما يرفع الى 16100 عدد اللاجئين السوريين في تركيا، في حين انضم ضابطان الى صفوف المنشقين عن الجيش السوري.
وصرح مصدر ديبلوماسي تركي لوكالة “فرانس برس” بان “الضابطين وصلا الجمعة ووصل نحو 200 شخص معظمهم من النساء والاطفال منذ امس”.
وبذلك يرتفع الى تسعة عدد الضباط الذين فروا الى تركيا مع عشرات العسكريين الاخرين منذ اندلاع حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في اذار (مارس) 2011 بحسب المصدر نفسه.
ولم يكشف المصدر هوية الضابطين الجديدين اللذين انشقا عن الجيش السوري.
وتواجه تركيا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا تدفقا للاجئين في محافظة هاتاي (جنوب) القريبة من الحدود المشتركة والتي تضم ستة مخيمات نصبها الهلال الاحمر التركي. ويقيم ايضا في هذه المخيمات افراد في الجيش السوري الحر.
وتقول السلطات التركية ان الهجوم الذي قام به الجيش السوري مؤخرا على ادلب معقل المتمردين على النظام يفسر كثافة حركة الوافدين من اللاجئين في الايام الاخيرة.
ويجري حاليا اقامة مخيمين اخرين يتسع احدهما لـ13 الف شخص والاخر لـ20 الفا في محافظتي كيليش وشنليورفة (جنوب شرق).
وقال الهلال الاحمر التركي انه يستعد لسيناريوات عدة منها وصول كثيف لـ500 الف لاجئ سوري الى تركيا.
وزارت الناشطة المعارضة اليمنية حائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2011 توكل كرمان الاحد مخيما للاجئين قرب الحدود السورية بعد سلسلة محادثات في انقرة مع مسؤولين اتراك.
والتقت كرمان في المخيم عائلات فرت من اعمال العنف وقمع نظام بشار الاسد.
وشاركت توكل كرمان في الثورة الشعبية ضد الرئيس علي عبدالله صالح في اليمن العام الماضي.
وحضت كرمان، والتي كانت من بين الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في اطاحة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، اللاجئين السوريين في تركيا على عدم اليأس وقالت ان حكم رئيسهم سينتهي هو الآخر.
وأبلغت كرمان حشدا من اللاجئين داخل مخيم بوينويوجون وهو واحد من بين عدة مخيمات في اقليم هاتاي التركي بجنوب البلاد ان العالم كله يعلم ان السوريين على حق وان الدماء التي ارقيت لن تذهب هباء “ان شاء الله” على حد قولها.
واكدت كرمان للاجئين انهم سيعودون للحرية. واضافت قائلة داخل خيمة ضخمة تستخدم كمسجد داخل المخيم ان اليمنيين اطاحوا الرئيس السابق صالح وان الرئيس السوري بشار الاسد سيصل هو الآخر لنهايته.
ورد المستمعون بالتكبير وبالتلويح بايديهم للتأكيد على عزمهم على اطاحة الاسد.
وكانت كرمان وهي صحفية ذات توجهات اسلامية تبلغ من العمر 33 عاما ونشطة حقوقية اطلق عليها لقب “ام الثورة”، شخصية مؤثرة منذ الايام الاولى للثورة اليمنية التي شهدت احتجاجات ضد صالح منذ نحو عام وقد احتجزت لفترة وجيزة لمشاركتها في الاحتجاجات.
وفازت كرمان هي والرئيسة الليبيرية ايلين جونسون سيرليف والنشطة الليبيرية ليما جبووي بجائزة نوبل للسلام 2011 تقديرا لجهودها في “الكفاح غير المشوب بالعنف من اجل سلامة المرأة وحقوقها”.
واصبحت كرمان اول عربية تفوز بالجائزة واصغر فائزة بجائزة “نوبل”.
وتنتمي كرمان لحزب الاصلاح اليمني المعارض ذي التوجهات الاسلامية.
وتفقدت كرمان المخيم وهي تعانق وتقبل السيدات وتداعب الاطفال الصغار. ولف لاجئون كرمان بالعلم السوري.
وقالت كرمان ان بشار الاسد سيمثل امام المحكمة الجنائية الدولية وان السوريين سيحصلون على العدالة مؤكدة ان احدا لن يقدر على سلب السوريين حريتهم وان الامر لن يطول.
وبينما كان الحشد يهتف بدا على اخرين الحزن.
وقالت سيدة (46 عاما) خارج خيمة بعد ان رفضت الكشف عن اسمها “ان كلماتها طيبة ولكن مهما كان ما تقوله فإنه لن يريح الالم الذي يعتصر قلبي. لازال شعبنا يقتل”. واضافت السيدة التي لها تسعة من الاولاد انها تركت بعض ابنائها في سوريا. واوضحت ان اثنتين من بناتها في لبنان واثنين من ابنائها تمكنا من العبور الى تركيا ووصلا المخيم قبل ايام.
ومضت تقول: “لا نستطيع التحدث لاقاربنا في سوريا. لقد قطعوا خطوط الهواتف”.
وقالت سيدة اخرى تتشح بالسواد “قلوبنا تحترق ونريد لهذه الامور ان تنتهي. بعض ابنائنا هنا والبعض الاخر في سوريا”.
ورفضت السيدة الثانية ايضا الكشف عن هويتها وقالت انها تركت ابنتها الوحيدة في سوريا عندما فرت لتركيا قبل 11 شهرا ولم تسمع عنها اي شيء منذ ذلك الحين. والسيدتان من جسر الشغور البلدة الواقعة في شمال سوريا والتي شهدت اعمال عنف واسعة.
وقالت احدى السيدتين “ان الدبابات دخلت المدينة ولا اعرف إن كانت ابنتي حية ام ميتة. لم ارها او اتصل بها منذ ان غادرت”.
ولم يرغب الكثير من اللاجئين في ان يتم تصويرهم او الكشف عن اسمائهم خوفا من انتقام الحكومة. وبعد دقائق من مغادرة كرمان للمخيم قال مسؤولون ان ثلاثة رجال يشتبه في تجسسهم لصالح نظام الاسد اعتقلوا على ايدي قوات الدرك وهي قوات عسكرية تتولى مهمة حفظ النظام في المناطق الريفية التركية.
وبعد اعتقالهم بقليل حاولت مجموعة من الرجال اقتحام مجمع داخل المخيم يحتجز به المشتبه فيهم ولكن احد افراد قوات الامن اطلق النار في الهواء لتفريق المتجمهرين وتم نقل المشتبه فيهم بعيدا.
وقال احد اللاجئين خارج المخيم “نعرف ان هؤلاء الناس ليسوا من بيننا. يبدو بالتأكيد انهم اغراب”.
(أ ف ب، رويترز)
ناطق باسم الثورة: قصف الجيش السوري ليس عشوائياً.. والشبيحة سيقتحمون باب السباع
ندّد الناطق باسم الثورة السورية الملقّب بـ “أبو رامي” بـ “العملية العسكرية الوحشية التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد والتي لا زالت مستمرة وذهب ضحيتها اليوم أكثر من 25 شهيداً بينهم عائلة كاملة في الرستن وطفلين وأكثر من 40 جريحاً”. وفي حديث لقناة “أخبار المستقبل”، قال :”إن الجرحى يوضعون فوق بعضهم البعض والأدوات لا تكفي، اذ أن هناك نقص في الكفاءة الطبية”.
ورداً على سؤال، أوضح ” أبو رامي” أن “القصف ليس عشوائياً بل يستهدف المدنيين وتجمعات الجيش السوري الحر والمارة في الشوارع”، مشيراً إلى أنّه يتم “استخدام جميع أنواع الأسلحة في هذا القصف بدعم ايراني – روسي ومن حزب الشيطان (في اشارة إلى “حزب الله”)”. وختم بالقول: “إن أحياء المريجة والعدوية في حمص باتت خالية وشبيحة الأسد في طريقهم لاقتحام باب السباع وهم ينهبون البيوت ومن المرجح احراقها كما حصل منذ ما يقارب الخمسة أيام في حي كرم الزيتون”.
موسكو تقبل إعلانا أمميا يدعم أنان شرط ألا يتضمن مهلة زمنية
أبدت روسيا اليوم استعدادها للموافقة على إعلان في مجلس الأمن الدولي يدعم مهمة المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان شرط ألا يتضمن “مهلة زمنية”، يأتي هذا بعد تقديم فرنسا مشروع إعلان للمجلس لدعم مهمة أنان يلوح بتدابير إضافية في حال لم يحصل أي تقدم خلال أسبوع من تاريخ إقراره.
بدوره اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الوضع في سوريا “غير مقبول”، وحث المجموعة الدولية على التحرك فورا لوقف العنف.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عدنان منصور استعداد بلاده لدعم مهمة أنان والاقتراحات المقدمة إلى الحكومة والمعارضة السوريتين، ودعم اقتراحاته في مجلس الأمن الدولي ليس فقط في إعلان بل في قرار.
وشدّد على وجوب ألا تكون اقتراحات أنان بشأن سوريا بشكل إنذار، مشيرا إلى أن الاقتراحات المقدمة من أنان للرئيس السوري بشار الأسد لم يعلن عن مضمونها.
وأضاف أنه يجب على أنان الإعلان عن الاقتراحات أولا وأن يوافق عليها مجلس الأمن ليس على شكل مهلة زمنية أو إنذار لكن كقاعدة عمل لجهود أنان للتوصل إلى اتفاق بين السوريين.
ويناقش مجلس الأمن الدولي اليوم مشروع إعلان رئاسي يدعم الوساطة التي يقوم بها أنان في سوريا ويشير إلى “إجراءات إضافية” إذا لم توافق دمشق على مقترحات أنان لحل الأزمة.
ويعرب مجلس الأمن الدولي، حسب المشروع الأخير للنص، عن “قلقه العميق” حيال تدهور الوضع في سوريا، وكذلك عن “أسفه العميق” لسقوط آلاف القتلى.
المعارضة بموسكو
ويطلب مشروع البيان -وهو أقل من قرار ويتطلب إجماعا لكي يتم تبنيه- من الرئيس السوري ومن المعارضة السورية “التطبيق الكامل والفوري” لخطة التسوية من ست نقاط التي قدمها أنان خلال محادثاته في دمشق.
كما يتعهد المجلس “باتخاذ إجراءات إضافية” غير محددة إذا لم يحصل أي شيء خلال الأيام السبعة التي تعقب تبني هذا البيان. وكان الفيتو المزدوج الروسي الصيني حال مرتين دون صدور قرار عن مجلس الأمن بشأن سوريا.
وفي روسيا أيضا قال مصدر بوزارة الخارجية هناك إن موسكو تستعد حاليا لاستقبال وفد من هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، وإنه يجري التنسيق بشأن تشكيل الوفد وموعد زيارات لموسكو.
ونقلت وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية عن المصدر، الذي لم تسمه، قوله إن موسكو مستعدة لتنظيم لقاء للمعارضة السورية “ليس في وزارة الخارجية الروسية فقط، بل وفي مجلس الدوما”، وأشار إلى استعداد لافروف للاجتماع بهم.
كسب الوقت
وكانت روسيا واللجنة الدولية للصليب الأحمر دعتا الحكومة السورية والمعارضة إلى الموافقة على هدنة إنسانية يومية لإيصال المساعدات إلى المدنيين المتضررين من الأزمة.
وفي السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحافي في إندونيسيا إن الوضع في سوريا لم يعد محتملا ولا مقبولا، وأضاف أنه لا يمكن إهدار الوقت لأن ذلك سيعني المزيد من القتلى، مؤكدا أن هذه هي المسؤولية المعنوية والسياسية للمجموعة الدولية.
في غضون ذلك أفاد مسؤول بوزارة الخارجية التركية الثلاثاء بأنه تم تقديم موعد “مؤتمر أصدقاء سوريا” في إسطنبول المقرر في الثاني من أبريل/نيسان يوما واحدا لأسباب تقنية.
وقال مصدر دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية “اتخذنا هذا القرار لكسب الوقت واستخدام هذا العامل بفعالية أكبر”.
وكان المؤتمر الأول الذي عقد في نهاية فبراير/شباط في تونس، ضم ممثلي حوالي ستين بلدا عربيا وغربيا بينهم عدد من وزراء الخارجية.
في مقابل هذا الحراك الدولي، وجهت الخارجية السورية رسالة إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس حقوق الإنسان تتعلق بما أسمته الأعمال الإرهابية المجرمة التي شهدتها مدينتا دمشق وحلب خلال اليومين الماضيين.
وقالت إن سقوط عشرات القتلى والجرحى من السوريين الأبرياء ضحايا “لهذا الإرهاب الذي يتم بدعم خارجي تؤمنه أطراف إقليمية ودولية معروفة أعلنت بشكل فاضح عن تقديمها للمال والسلاح للمجموعات الإرهابية والمتطرفين الآخرين” يعتبر تحديا صارخا لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي والقوانين الدولية.
وأضافت الرسالة أن “هذه الأعمال الإرهابية والتحريض الإعلامي الذي يشجع على ارتكابها” جاءت بعد خروج ملايين السوريين إلى الساحات ليؤكدوا دعمهم وتأييدهم “للإصلاحات” كما أنها تأتي بعد بدء أنان جهوده الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة بعيدا عن لغة التهديد والتدخل الأجنبي وقبول سوريا بالمهمة ورفض الأطراف المعارضة لها أو وضع العراقيل الكثيرة بهدف إفشالها.
اتهام للمعارضة المسلحة بانتهاكات ضد حقوق الإنسان
قتلى بسوريا و”الحر” ينسحب من دير الزور
قال ناشطون معارضون إن مقاتلي الجيش السوري الحر انسحبوا من مدينة دير الزور بشرقي سوريا اليوم الثلاثاء بعد هجوم شنته القوات السورية بالمدرعات على مدى يومين لاستعادة السيطرة على الأحياء الرئيسية بالمدينة، وذلك في وقت قال فيه مصدر في المعارضة السورية إنه تم الإفراج عن عميد ركن بالجيش خطف في دوما بريف دمشق مقابل الإفراج عن سجناء وتسليم جثث لمعارضين ومدنيين يحتجزهم الأمن.
وقال بيان لاتحاد اللجان الثورية بدير الزور إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولا سيما في المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور وإن الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مجزرة بين المدنيين.
وفيما قال ناشطون سوريون إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا اليوم بنيران الأمن السوري معظمهم في حمص وحماة، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش “عناصر مسلحة” في المعارضة “بانتهاكات جدية” ضد حقوق الإنسان.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 17 شخصا وعشرات الجرحى سقطوا بقصف الجيش والأمن للمدن والقرى، بينهم 11 بحمص، وثلاثة بريف دمشق بعدما أطلق الأمن الرصاص على المنازل، وقتيلان باقتحام الأمن والجيش لبلدة القورية بدير الزور وقتيل آخر بحماة.
ومن بين قتلى القصف بحمص، عائلة مؤلفة من أب وأم وابنتهما البالغة من العمر أربع سنوات -بث الناشطون على الإنترنت صورا لجثثهم- في مدينة الرستن، وأضافت الهيئة العامة للثورة أن القصف على أحياء الخالدية والبياضة وباب السباع لم يتوقف, وأن الأهالي يحاولون النزوح منها إلى مناطق آمنة.
وفي تطور لافت نقلت رويترز عن مصدر مطلع أن اتفاقا بين الجيش السوري والجيش الحر يتضمن مبادلة العميد الركن نعيم خليل عودة الذي تم أسره في دوما الأسبوع الماضي مقابل إطلاق سراح عدد من السجناء و14 جثة.
وفي غضون ذلك قال وليد الفارس -عضو مجلس الثورة السورية- إن أربعة قتلى على الأقل سقطوا في حي الخالدية نتيجة للقصف العنيف للحي منذ فجر اليوم بقذائف الهاون، وأضاف للجزيرة أن سحب الدخان تغطي سماء الحي بسبب تهديم منازل في الحي وإحراق السيارات والمحال التجارية.
انسحاب من دير الزور
ولفت الفارس إلى عدم وجود اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري في الحي الذي يقصف عن بعد، وأوضح أن نحو أربعين دبابة تحاصر مدينة حمص القديمة وتدكها بالقذائف وتحدث أيضا عن سماع هدير طائرات حربية تحلق في سماء مدينة حمص.
وفي حماة ذكر ناشطون أن تسعة قتلى على الأقل بينهم خمسة من عناصر الجيش الحر سقطوا بقصف واشتباكات وأضافوا أن الأمن يطوق حي الحميدية في المدينة بأكثر من مائة آلية عسكرية من جهاته الأربع ويقصفه بقذائف المورتر والمدافع الألية الثقيلة. وأفادت الهيئة بأن قصفا شديدا يستهدف أحياء الحميدية والشرقية والقصور في حماة منذ الصباح, مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
يأتي هذا بعد يوم سقط فيه 52 قتيلا بينهم 22 عسكريا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهجمات شنها الجيش الحر على مراكز أمنية للنظام في حي المزة بوسط دمشق، مما أسفر -بحسب ناشطين- عن سقوط نحو ثمانين قتيلا ومائتي جريح من الأمن السوري.
“نفي وانتهاكات
في هذه الأثناء نفى مصدر عسكري سوري ما تناقلته وسائل إعلام عن وصول سفن حربية روسية تحمل طواقم عسكرية لمكافحة الإرهاب إلى السواحل السورية.
وقال المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن هذه الأنباء تأتي في إطار حملة الأكاذيب الموجهة ضد سوريا من قبل بعض أطراف المعارضة والدول الداعمة لها إقليميا ودوليا بهدف التغطية على الدعوات المطالبة بالتدخل الخارجي في الشؤون السورية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية نفت أيضا أمس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وصول سفن حربية روسية إلى السواحل السورية.
وكان مسؤولون من مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود قالوا إن سفينة روسية تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة “الإرهاب” وصلت إلى ميناء طرطوس السوري أمس الاثنين.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن عناصر مسلحة من المعارضة السورية تمارس انتهاكات بحق عناصر من الجيش السوري تتضمن الخطف والاعتقال والتعذيب.
وأوضحت مديرة قسم الشرق الأوسط بالمنظمة سارة لي أن “الأعمال الوحشية” التي تقوم بها الحكومة لا تبرر هذه “الانتهاكات” من قبل المعارضة المسلحة.
معارك شرسة بين النظام والجيش الحر على أطراف دمشق
مواجهات ليلية في برزة وطائرات مروحية تمشّط حرستا
العربية.نت
بعد 24 ساعة من هجوم المزة، وزّع مجلس قيادة الثورة في دمشق شريطاً مصوراً لإطلاق نار ومواجهات قال إنها وقعت ليلاً في حي برزة في دمشق.
وأفادت شبكة “شام” الإخبارية بسقوط ثلاثة قتلى الليلة الماضية في إطلاق نار عشوائي على المنازل من قبل قوات النظام.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن طائرات مروحية من سلاح الجو السوري تقوم بحملة تمشيط في منطقة البساتين حول حرستا بحثاً عن عناصر من الجيش السوري الحر.
وقال ناشطون إن ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ جرت ﻓﻲ ﻏﺮﺏ حرستا ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﺮ وجيش النظام، حيث سُمعت أصوات الرشاشات الثقيلة, وأصوات من ﻣﻀﺎﺩ للطيران ﻣﻦ ﻓﺮﻉ المخابرات ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ. كما ﺷﻬﺪﺕ ﺣﺮﺳﺘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ أﻳﻀﺎً إﻃﻼﻕ ﻧﺎﺭ ﻛﺜيفاً وانفجارات ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﻮﻉ.
وقامت قوات الأمن بحملة اعتقالات في صفوف المصلين ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ خاصة في ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻮﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ بحرستا. كما ﻗﺎﻣﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍلأﻣﻦ ﺑﺤﺼﺎﺭ ﻣﺤﻜﻢ على مزارع ﺑﺮﺯﺓ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﺤﺮﺳﺘﺎ.
قتل عائلة في الرستن
وقتل 13 شخصاً في محافظة حمص، بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلتهما إثر سقوط قذيفة على منزلهم في مدينة الرستن، وسبعة أشخاص نتيجة القصف على حي الخالدية في مدينة حمص، وثلاثة إثر إطلاق نار في حي باب السباع في المدينة، بحسب “فرانس برس”.
روسيا تنفي وجود سفن حربية
ومن جهتها، نفت وزارة الدفاع الروسية وجود سفن حربية في المياه الإقليمية السورية، وأفادت بأن ناقلة وقود ترسو منذ 10 أيام في ميناء طرطوس لتقديم خدمات لوجستية لسفن أسطول البحر الأسود والأسطول الشمالي والتي تضمن سلامة الملاحة في خليج عدن وتمنع أعمال القرصنة.
وأشار بيان لوزارة الدفاع إلى أن طاقم السفينة من المدنيين والفنيين، ولا توجد بينهم قوات خاصة.
مساعٍ سياسية
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن روسيا مستعدة للموافقة على بيان في مجلس الأمن يدعم ممة المبعوث الدولي الى سوريا كوفي عنان شرط ألا يتضمن “مهلة محددة”. كما ذكرت فرانس برس.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي: “نحن مستعدون لدعم مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان والاقتراحات المقدمة الى الحكومة والمعارضة السوريتين. نحن مستعدون لدعم اقتراحاته في مجلس الامن الدولي وليس فقط في بيان بل في قرار”.
الا ان وزير الخارجية الروسي طرح سلسلة شروط بينها أولاً “الإعلان عن هذه الاقتراحات”.
وتناقش الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي اليوم مشروع بيان اقترحته فرنسا يدعم وساطة عنان.
وفي المسودة الأخيرة للنص التي حصلت عليها “فرانس برس”، يعرب مجلس الأمن عن “بالغ قلقه” إزاء تدهور الوضع في سوريا و”أسفه العميق” لسقوط آلاف القتلى جراء هذه الازمة.
كما يطلب من الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية “التطبيق الكامل والفوري” لخطة الحل المؤلفة من ست نقاط التي قدمها عنان خلال زيارته الى دمشق في الثالث والرابع من آذار/مارس.
ويتعهد المجلس “درس تدابير إضافية” غير محددة في النص في حال لم يحصل اي تقدم في الايام السبعة التي تلي إقرار الاعلان.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء أن مشروع “البيان الرئاسي” حول سوريا لديه “ثلاثة أهداف” هي “وقف أعمال العنف، وقف إطلاق نار في أسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الانسانية.. ومواصلة العملية السياسية لأنه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديمقراطية”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية رأت أمس تطوراً إيجابياً في موقف روسيا حيال الوضع في سوريا، بعد أن دعت موسكو دمشق الى الموافقة على طلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر إعلان هدنة يومية.
وأعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم ان الوضع في سوريا “لم يعد محتملاً ولا مقبولاً”.
وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بصدور قرار من مجلس الأمن يؤكد وقف القتال في سوريا, محذراً من أن تدهور الوضع قد يؤدي الى حرب اهلية.
وفي أنقرة، أفاد مصدر دبلوماسي تركي اليوم بأنه تم تقديم موعد مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول من الثاني الى الأول من نيسان/أبريل، “لأسباب تقنية”.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعلن الأسبوع الماضي أن المؤتمر يرمي الى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة النظام السوري.
انتهاكات خطيرة
وذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان اليوم أن مسلحين في المعارضة السورية يرتكبون “انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان” بينها أعمال خطف وتعذيب وإعدامات.
وقالت المنظمة في رسالة بعثت بها، بحسب ما جاء في تقرير صادر عنها الى المجلس الوطني السوري وغيره من المجموعات السورية المعارضة، على ما ذكرت فرانس برس، إن مجموعات مسلحة معارضة ترتكب “انتهاكات بينها عمليات خطف واحتجاز وتعذيب في حق عناصر من القوى الأمنية والموالية للحكومة وأشخاص تم التعرف إليهم على أنهم من “الشبيحة”.
التسلح السوري بمستويات قياسية
وبلغ التسلح السوري مستويات قياسية عكستها أرقام أعلنها تقرير يصدر كل خمس سنوات عن معهد ستوكهولهم لأبحاث السلام, والذي يقول إن نسبة هذا التسلح زادت بمقدار 600%.
وتعكس الأرقام التي كشف عنها تقرير للمعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم, مدى اهتمام النظام السوري بالحصول على أسلحة استعداداً لمواجهة عسكرية كان يأخذها بالحسبان.
وهذا الحجم من التسلح السوري كان لموسكو نصيب الأسد فيه باعتبار أنها المورد الأساسي لسوريا من السلاح، وبلغت الحصة الروسية في التسلح السوري نحو 78%.
ولا تتغير تلك النسبة كثيراً منذ اندلاع الثورة قبل عام وذلك رغم عقوبات أوروبية وأمريكية تحظر توريد الأسلحة لنظام الأسد.
يُذكر أن العدد الإجمالي للقتلى في سوريا هو 11147، توزعو على مختلف المدن السورية ليبقى نصيب حمص هو الأكبر بـ4564 قتيلاً، ومن درعا 1225 قتيلاً، وحماة1148 قتيلاً، وريف دمشق 1018 قتيلاً، وإدلب 1976 قتيلاً، وأخيراً دير الزور 395 قتيلاً.
الاتحاد الأوروبي يعاقب “أسماء الأسد” اقتصادياً
القرار قد يتخذ نهار الجمعة المقبل في لقاء وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل
العربية نت
بعد فضيحة الرسائل الرئاسية المسربة، التي كشفت عن قيام أسماء الأسد بالتسوق من أفخر المحال العالمية، يبدو أن السيدة الأولى ستنضم إلى لائحة المشمولين بالعقوبات الاقتصادية.
هذا على الأقل ما أفاد به دبلوماسيون أوروبيون لصحيفة “ذي تليغراف” البريطانية. ويبدو أن القرار قد يتخذ نهار الجمعة المقبل، في لقاء وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل. كما سيصار إلى ضم أفراد آخرين من عائلة الأسد إلى لائحة العقوبات، حيث ستجمد أرصدتهم وحساباتهم، وتفرض عليهم عقوبات اقتصادية في مجمل دول الاتحاد الاوروبي.
ويعتقد العديد من المراجع الرسمية الأوروبية والبريطانية أن تلك الخطوة ستشدد الخناق على النظام السوري، على الرغم من تمكنه من الصمود حتى الآن بوجه 11 جولة من العقوبات.
وفي حال اتخذ قرار ضمها إلى اللائحة، فسيحظر على السيدة الأولى السفر إلى أي من دول الاتحاد الاوروبي، باستثناء بريطانيا إذا كانت لم تتخل بعد عن جنسيتها.
لكنها قد تواجه عندها احتمال ملاحقتها لتسوقها عبر الانترنت، واقتنائها مشتريات قد تكون عائدة لصالح زوجها. ما قد يعرضها للسجن سنتين إذا ثبتت صحة استفادة بشار الأسد من المشتريات.
مأساة سوريا بعيون أطفالها اللاجئين
أكثر من 400 طفل سوري يخضعون لعلاج نفسي بالأردن
عمان – غسان أبو لوز
يجسد أطفال اللاجئين السوريين حجم المأساة التي تعيشها بلادهم ببراءة الطفولة الممزوجة بالحزن والأسى، فإسلام ابنة الـ4 سنوات تتجاوز في كلامها حدود الطفولة لتصل إلى حد الحديث عن “الانتقام” ممن تسببوا بقطع يد والدها، وفي كل مرة يحاول أبو كرمو القادم من حماة إقناع طفلته بأن يده ذهبت إلى الجنة تصر إسلام أن “بشار” هو من قام بقطعها.
يقول أبو كرمو إن أطفاله يعيشون حالة نفسية سيئة نتيجة القمع الذي عايشوه في سوريا قبل أن يلجأوا إلى الأردن قبل عدة أشهر، و يضيف أنه بعدما تمكن من إبعاد الأطفال عن تلك الأجواء، بات يتفاجأ في كل مرة بأسئلة مؤلمة مثل “متى بدها تطلع إيدك بابا حتى تلاعبنا فيها؟”
ويضيف أبو كرمو أن ابنته إسلام وشقيقها الأصغر يصابان بحالة من الذعر والبكاء كلما سمعا أصوات الألعاب النارية بالقرب من منزلهما في عمّان، ويصرخان “شبيحة بدهن يقتلونا، بشار بدو يموتنا” .
الوضع النفسي الذي تعاني منه إسلام وشقيقها ينطبق على المئات من الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن، ومع تزايد تدفق المهجرين السوريين منذ منتصف آذار/ مارس الماضي، حيث بلغ تعدادهم بحسب السلطات أكثر من 80 ألف سوري، تبرز أشكال مختلفة من المساعدات المقدمة لهم، من بينها تلك التي تعنى بالطفولة.
وفي هذا السياق تقدم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” المساعدات للأطفال المحتاجين للدعم النفسي الاجتماعي في “مركز الضيافة” في كل من مدينة الرمثا شمال العاصمة عمّان ومحافظة معان جنوب العاصمة.
وقال سمير بدران مدير الاتصال والإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” لـ “العربية” إن اليونيسيف تتعامل مع 285 طفلا سوريا في لواء الرمثا، و190 طفلا في محافظة معان من بينهم 15 شابا سوريا، مضيفا أن أعداد الأطفال المحتاجين لهذا النوع من الدعم في تزايد.
وأشار بدران إلى أن الملاحظات التي يسجلونها خلال متابعتهم لحالات الأطفال السوريين هي التبول غير الإرادي و العزلة والانطوائية.
ويوضح بدران أن المساعدات تتم على أيدي مرشدين مدربين ومتخصصين يقدمون خدمة العلاج النفسي الاجتماعي والدمج عبر برامج مخصصة للأطفال للتخفيف من الضغوطات النفسية التي خلفتها الأحداث في بلادهم. كما يقوم المختصون باعتماد برامج “الإلحاق في التعليم” لتعويض الطلبة عما فاتهم من دروس وإلحاقهم بالفصول الدراسية أسوة بغيرهم من الطلاب.
التغيير الديمقراطي السورية: المبادرات الأممية لا تلامس جوهر الأزمة والنظام يرفض أساسياتها
روما (20 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأت هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة أن المبادرات التي تعمل عليها الأمم المتحدة “لن يكون لها نتيجة جدّية” في حل الأزمة السورية، لأن البنود الأساسية فيها “يرفضها النظام السوري بالمطلق”، ونوهت بأن مساعي مبعوث الأمم المتحدة ومشاريع بيانات مجلس الأمن “تتوجه فقط لحل قضايا إنسانية ولا تلامس جوهر الأزمة” في البلاد
وقال ناطق باسم هيئة التنسيق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هذه المبادرات هي تحركات سياسية ودبلوماسية ولكن لن يكون لها نتيجة جدّية في حل الأزمة السورية لسببين رئيسيين، الأول أن القضية الرئيسية في هذه المبادرات هي وقف العنف، ويعني وقف العنف سحب الجيش وترك المظاهرات السلمية في الشوارع وترك الناس يعبرون عن آرائهم، وهذا ما يرفضه النظام السياسي السوري رفضاً مطلقاً، لأنه يقول أن هناك عصابات مسلحة هي التي تضطره لاستخدام القوة العسكرية”
وتابع “أما السبب الثاني فهو الحوار الذي تشير إليه هذه المبادرة، والحوار كلمة عامة وغير واضحة، فالحوار بنظر السلطة هو أن تذهب المعارضة إلى السلطة بدون أي شروط مسبقة وتقبل معها بالقرارات التي صدرت والتي أسمتها قرارات إصلاحية”. وأردف “أما المعارضة فتقول إن أي حوار له جانبين، الجانب الأول هو إيجاد مناخ مناسب للحوار، وهذا يعني سحب القوات الأمنية والعسكرية من القرى والمدن والسماح بالتظاهر السلمي وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين وهم عشرات الآلاف وإحالة المرتكبين الذين قتلوا ونهبوا وعذّبوا وأحرقوا البيوت إلى المحكمة، أما الجانب الثاني فهو مضمون الحوار نفسه، والمعارضة تؤكد أنه لا يمكن إلا أن يكون حول كيفية تغيير النظام السياسي إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي، والاتفاق على المدة اللازمة لهذه المرحلة الانتقالية، والجهة التي تشرف عليها، والصلاحيات الممنوحة لها، ولابد أن تُسحب الصلاحيات من الرئيس وتُعطى لحكومة انتقالية حتى لو كانت حكومة وحدة وطنية، ليكون الحوار بالنتيجة حول نقطة واحدة وهي كيفية انتقال السلطة وهذا ما ترفضه السلطة أيضاً رفضاً مطلقاً”
وأضاف “الأمران الرئيسيان وهما وقف العنف وإجراء حوار جدي ترفضهما السلطة، فأي فائدة من كل هذه المبادرات، ولا يبقى منها إلا الجوانب الأخرى الإنسانية والإغاثية، وهي أمور مكمّلة للأزمة السياسية ولا تحل هذه الأزمة، ويبدو أن التوجه الدولي يميل الآن نحو القضايا الإنسانية، حتى مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية أصبحت تتوجه نحو حل قضايا إنسانية وليس نحو حل جوهر الأزمة، ومجلس الأمن سيبحث اليوم هذا الأمر، أي ليس جوهر الأزمة وإنما المساعدة في حل القضايا الإنسانية” في سورية
سوريا: مجلس الأمن يبحث مشروع بيان لدعم مقترحات عنان
يبحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي صباح الثلاثاء مشروع بيان يدعم الوساطة التي يقوم بها موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لإنهاء العنف في سوريا.
ويأتي هذا في الوقت الذي بدأ فريق الخبراء الذي أرسله عنان مباحثاته في دمشق مع المسؤولين السوريين بشأن المقترحات التي قدمها عنان الى النظام السوري بهدف إنهاء العنف في البلاد.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الوضع في سوريا ” أصبح غير مقبول وغير محتمل”.
وطالب بان كي مون الذي يزور اندونيسيا أعضاء المجتمع الدولي بأن ” يتحدثوا بصوت واحد فيما يتعلق بسوريا” كما طالب أعضاء مجلس الأمن بالاتحاد.
وقف إطلاق النار
في غضون ذلك، حثت موسكو الحكومة السورية والمعارضة على الاتفاق فورا على وقف إطلاق النار يوميا.
وقالت روسيا التي تعتبر حليفا رئيسيا للحكومة السورية إنها تدعم الطلب الذي تقدم به الصليب الأحمر الدولي والداعي إلى تمكينه من إجلاء الجرحى والمدنيين الذين يحتاجون إلى عناية.
ويأتي البيان الروسي في أعقاب لقاء جمع وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف ورئيس الصليب الأحمر الدولي جاكوب كيلينبرغر في موسكو.
بيان رئاسي
وكان دبلوماسيون قد أعلنوا أن فرنسا قدمت إلى مجلس الأمن يوم الاثنين بيانا صاغته قوى غربية يؤيد جهود السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا.
وجاء قرار إعداد “بيان رئاسي” للمجلس المكون من 15 عضوا بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين ضد قرارين ملزمين ينددان بهجوم القوات السورية المستمر منذ عام ضد المتظاهرين المعارضين للرئيس بشار الاسد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي قوله إن “التركيز الرئيسي هو على بناء أرضية مشتركة ودعم جهود عنان وتوجيه رسالة واضحة الى دمشق”.
تطورات ميدانية
ميدانيا، قال نشطاء معارضون ان قتالا اندلع الاثنين بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في منطقة رئيسية بدمشق في أعنف معارك تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وكانت حركة المرور والسيارات عادت إلى طبيعتها، وانسحبت قوات الأمن وقوات حفظ النظام من حي الفيلات الغربية في منطقة المزة.
ويأتي هذا بعد اشتباكات عنيفة كانت قد وقعت بين قوات الأمن وحفظ النظام ومسلحين كانوا في بناء على تقاطع برج تاله وسوبر ماركت حمادة استمرت حتى صباح الاثنين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، رامي عبد الرحمن، إن أربعة متمردين قتلوا وجرح رفاقهم الذين كانوا في وحدة مكونة من 16 مقاتل، أو ألقي القبض عليهم.
وقال المرصد السوري إن عنصرين من قوات الأمن قتلا وجرح 16 آخرون في العملية التي نفذها مقاتلون ليسوا من المدينة ذاتها.
وأضاف عبد الرحمن أن المقاتلين أطلقوا قذيفة صاروخية على منزل أحد كبار ضباط الجيش.
لكن التلفزيون السوري قال إن عنصرا في قوات الأمن قتل وجرح ثلاثة آخرون في اشتباكات حي المزة.
الاشتباكات الأعنف
وتعد الاشتباكات في حي المزة الأعنف من نوعها التي تشهدها دمشق منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد قبل عام.
وألقي القبض على أربعة من المسلحين، كما أفاد مراسلنا نقلا عن سكان من الحي الذين قال بعضهم لبي بي سي إن عدد المهاجمين جاوز الستة عشر مسلحا، بينما خرجت تظاهرة موالية في الحي عقب الاشتباكات تهتف للرئيس السوري.
وقال السكان إن البناء الذي كان فيه المسلحون أصيب بأضرار بالغة، كما تضررت السيارات المتوقفة في الحي.
ولم يصدر بعد أي بيان رسمي حول هذه الاشتباكات التي تأتي بعد تفجيرين في دمشق يوم السبت، وتفجير آخر في حلب يوم الأحد.
دبابات
وقال شهود ان عشرات من الدبابات السورية داهمت الاثنين مدينة دير الزور لاستعادة أحياء رئيسية من أفراد الجيش السوري الحر المعارض الذين يصعدون هجماتهم على القوات الحكومية.
وذكر سكان عبر الهاتف أن دبابات وحاملات جند مدرعة دخلت المدينة من الشمال وواجهت مقاومة من مقاتلي المعارضة أثناء توجهها الى أحياء في جنوب شرق المدينة سقطت في أيدي المعارضين.
روسيا مستعدة لدعم مهمة عنان الخاصة بسوريا في الامم المتحدة
موسكو (رويترز) – قالت روسيا يوم الثلاثاء انها مستعدة للموافقة على بيان لمجلس الأمن الدولي يدعم مهمة السلام التي يقوم بها كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية في سوريا مادام البيان لا يوجه انذارا لحكومة الرئيس بشار الاسد.
وعبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مجددا عن إصرار روسيا على ضرورة ان يوقف الجانبان -قوات الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة- اطلاق النار بطريقة متزامنة لانهاء عام من اراقة الدماء وهو موقف يختلف بوضوح عن موقف الولايات المتحدة.
وقال لافروف ان روسيا التي عرقلت صدور قرار من مجلس الامن بشأن سوريا على مدى اشهر مستعدة للموافقة على بيان أو قرار يدعم جهود عنان. لكنه اضاف انه يوجد “شرطان على الاقل”.
وقال لافروف بعد محادثات مع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور “يجب على مجلس الامن اقرار ذلك ليس كانذار وانما … كأساس لاستمرار جهود التوصل الى اتفاق بين الحكومة السورية وكل جماعات المعارضة.”
ووزعت فرنسا يوم الاثنين بيانا صاغته دول غربية يدعم جهود عنان للسلام ويبعث برسالة قوية الى دمشق لانهاء العنف. وقال سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة انه يأمل في تبني البيان يوم الثلاثاء.
وتشمل خطة عنان وقف اطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية واجراء حوار سياسي مع المعارضة السورية.
وتشير تصريحات لافروف الى ان روسيا ربما تسعى الى ادخال تعديل على نص البيان. وكانت روسيا قد حمت الاسد باستخدام حق النقض (الفيو) مرتين لمنع صدور قرارين يؤيدهما الغرب في مجلس الامن يندد بحكومة الرئيس السوري لاراقة الدماء المستمرة منذ عام في حملة قتل خلالها أكثر من ثمانية الاف شخص.
ويبدو ان التهديد الذي تضمنه نص البيان باتخاذ “مزيد من الاجراءات” اذا لم تلتزم سوريا خلال سبعة ايام غير مقبول لروسيا.
وتقول دول غربية وعربية تسعى الى تنحية الاسد ان حملته العسكرية ضد انتفاضة شعبية دمرت شرعيته ولا تريد روسيا ان تتمكن هذه الدول من استخدام قرار للامم المتحدة للترويج لرؤاها لكيفية حل الازمة في سوريا.
وأعطى الاسد لموسكو أقوى موطيء قدم في الشرق الاوسط اذ يشترى اسلحة روسية بمليارات الدولارات ويستضيف منشأة صيانة وامداد على ساحل البحر المتوسط تمثل القاعدة البحرية الروسية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي السابق.
وتبني بيان أو قرار لمجلس الامن بتأييد روسيا سيضع ضغوطا على الاسد ويمكن ان يساعد موسكو على تحسين صورتها بعد حماية الاسد من الادانة من خلال استخدام حق النقض في مجلس الامن في اكتوبر تشرين الاول وفبراير شباط.
وقد تحرص الصين -التي انضمت لروسيا في استخدام حق النقض ضد القرارين- على إصلاح العلاقات مع دول عربية تعتمد عليها في امدادات النفط.
لكن لافروف أوضح انه توجد خطوط لن تعبرها روسيا تحت مبرر تحقيق الوحدة بين القوى العالمية. وقال ان موسكو ستواصل المطالبة بأن تتوقف حكومة الاسد ومعارضوها عن اطلاق النار في نفس الوقت.
ودعا الى “اجراءات واضحة لانهاء العنف من أي جانب كان- وبالتزامن على وجه التحديد وليس بترتيب ما- حين يطلب من الحكومة سحب جميع وحداتها من المدن ولا يكون ذلك متوقعا من جانب المعارضة.”
وأكدت وزارة الخارجية الامريكية يوم الاثنين اصرارها على ضرورة ان يوقف الاسد العنف اولا لكي يتحقق أي وقف لاطلاق النار. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الوزارة “التسلسل الزمني الذي نتصوره واضح جدا. النظام هو الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية عن العنف ويحتاجون الى التوقف اولا.”
والشرط الاخر الذي طرحه لافروف للموافقة على بيان مجلس الامن هو ان تنشر خطة عنان.
وفي تصريحاته يوم الثلاثاء ايضا نفى لافروف صحة تقارير اعلامية سابقة عن أن سفنا حربية روسية دخلت المنشأة البحرية في طرطوس بسوريا أو انها على مقربة منها ووصف تلك التقارير بأنها “قصص خيالية”.
وقال ان ناقلة روسية وحيدة تدعم مهمة موسكو لمكافحة القرصنة في خليج عدن تتمركز في المنشأة الروسية في الوقت الراهن وان افرادها المدنيين تحميهم وحدة من الحرس.
(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)
روسيا تقول ان القيادة السورية ارتكبت أخطاء كثيرة
موسكو (رويترز) – قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في تصريحات بثت يوم الثلاثاء ان القيادة السورية ارتكبت “أخطاء كثيرة جدا” فاقمت الازمة في البلاد.
وكانت تصريحات لافروف من أشد الانتقادات الروسية لحكومة سوريا خلال الصراع الدائر منذ نحو عام لكنه جدد التأكيد على أنه ينبغي ألا يكون تنحي الرئيس بشار الاسد شرطا مسبقا لحل الازمة.
وقال لاذاعة كومرسانت اف.ام الروسية “نعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل خاطيء على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا.”
واضاف أن “مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية” لا يمكن تقريرها الا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة وان مطالبة الاسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار “غير واقعية”.
(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير محمد هميمي)
اختراق مهم في الملف السوري :”صفقة تمرير حلول الحد الأدنى” في مجلس الأمن!!
يبدو ان اختراقا على وشك الحصول في الملف السوري يقوم به المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، يعطي دوراً كبيراً لموسكو في حل الأزمة ، وذلك بموافقة واشنطن ولندن واعتراض باريس. ومن الأفكار المطروحة تشكيل مجموعة اتصال تضم روسيا والحكومة والمعارضة والدول المجاورة، مختلفة عن “مجموعة أصدقاء الشعب السوري” ، أهدافاً وخططاً.
ثمة مفاوضات بعيدة عن الأضواء بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من أجل التوافق على مسودة لقرار جديد أو إعلان رئاسي في مجلس الأمن، بعدما ظهر تباين صريح في مواقف الدول الثلاث حول التكتيك الواجب إتباعه للخروج من “الورطة” مع سوريا. ومن اللافت أن واشنطن ولندن أجرتا نقلة، في غاية الأهمية، باتجاه الموقفين الروسي والصيني بموافقة وإلحاح من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. بينما اعلنت باريس بلسان وزير خارجيتها ألان جوبيه بأنها تعارض كلياً “مسخ الحل” المطروح وحصره بالجانب الإنساني فقط. والسبب هو عدم رغبتها في العودة إلى المربع الأول، وبالتالي الإقرار بـ”انتصار” الرئيس السوري بشار الأسد بالنقاط على رغم عزلة نظامه السياسية والديبلوماسية.
فلندن التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن تريد أن تحقق اختراقاً في المحادثات الجارية في المبنى الزجاجي، ولو اضطرت إلى التنازل عن عدد من الثوابت التي كانت اتفقت في شأنها مع باريس. ولقد جاءت قمة الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون لتثبت هذا الإتجاه، الذي يأخذ في الإعتبار تعقيدات الوضع السوري وتبعاته الإقليمية من جهة، وتوازن القوى على الأرض المائل جداً لصالح السلطات الحاكمة من جهة أخرى.
وعليه فالنقاش جار منذ نحو أسبوع حول أمرين: مسودة قرار تؤيد مهمة أنان ولا تشير بشكل واضح وصريح إلى خطة سلام الجامعة العربية الصادرة في 22 كانون الثاني المنصرم، مع ما تعنيه من إسقاط مطالبة الرئيس الأسد التخلي عن جزء من مسؤولياته لصالح نائبه الأول، أو إصدار بيان رئاسي يدعو في نقاطه الثلاث إلى وقف العنف والقتل من الجانبين وإرسال مجموعة دولية لمراقبة ذلك ، وتنظيم إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق التوتر بالتعاون مع السلطات السورية ، وفتح حوار بين الحكومة السورية والمعارضة من دون شروط مسبقة.
في هذا السياق ، ترى مصادر بريطانية واسعة الإطلاع أن لندن تعتمد في ذلك على ثلاثة مرتكزات أساسية :
أولاً ، أنه من دون ضغوط موسكو لن يخفف النظام السوري من استخدام القوة ولن يدخل حقاً في عملية سياسية مع المعارضة. وعليه لا بد من إنخراط موسكو الفاعل من أجل حقن الدماء والحؤول دون سقوط سوريا في حرب أهلية طويلة. ولهذا لا بد من خطب ود موسكو ومباركتها لإيجاد حل سياسي للأزمة.
ثانياً، يتعين على كوفي أنان الدفع في اتجاه العملية السياسية حيث سيعطي دوراً قيادياً لروسيا في عملية وقف إطلاق النار والانخراط في مفاوضات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة على الرغم من الفظاعات المرتكبة هنا وهناك.
ثالثاً، تشكيل مجموعة اتصال دولية تضم ممثلين عن روسيا والحكومة السورية والمعارضة فضلاً عن الدول المجاورة لسوريا لتحديد مرجعيات وقف إطلاق النار. وبالتالي التمهيد لتوافق دولي على 3 أهداف استراتيجية هي : وضع حد للعنف، وفصل الأزمة السورية عن أهدافها الاستراتيجية الأوسع (اضعاف نفوذ إيران عبر اسقاط نظام الأسد)، وتقوية المعارضة السياسية. الأمر الذي يؤدي في المحصلة إلى وضع أسس لعملية انتقال سياسية لاحقة مختلفة عن خارطة طريق “مجموعة اصدقاء الشعب السوري”.
هذه الاقتراحات هدفها في النهاية تحويل موسكو من “عقبة كأداء” في مجلس الأمن إلى “منفذ لإمرار حلول الحد الأدنى”. وبدا واضحاً على هامش الاجتماع الوزاري في مجلس الأمن الذي بحث موضوع “الربيع العربي وتحدياته وفرصه” ، أن “ضغوطاَ صديقة” مارستها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى جانب نظيرها البريطاني وليم هيغ، على وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه والبعثة الفرنسية الدائمة في الأمم المتحدة، من أجل إقناعهما بضرورة التوصل إلى مخرج يرضي موسكو وبكين، إذ لا سبيل غير ذلك لإخراج مجلس الأمن من حالة الشلل السائدة نتيجة الانقسام الكبير في مواقف الجانبين.
إلا أن وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه “بق البحصة” في حديثه إلى صحفية “لوموند” في عددها الأخير، حيث رفض التنازل عن “خطين أحمرين” كانت قد وضعتهما باريس منذ إنطلاق الاحتجاجات.
ويؤكد جوبيه أمرين :”
أولاً ، لا يمكنني قبول تقديم الجلادين والضحايا على المستوى نفسه.
ثانياً ، لا يمكن الاكتفاء بتصريح إنساني ووقف إطلاق النار . قطعاً ، يجب الإشارة إلى عملية التسوية السياسية القائمة على اقتراح الجامعة العربية “.
ويضيف : “أقر بوجود ورطة حقيقية. هل يمكن تجميد قرار لا يكون سوى قرار إنساني من دون أي بعد سياسي بالمجازفة في الإبقاء على استمرار المذابح ؟ أو يجب قبول هذه التسوية غير المشرفة كثيراً بالمجازفة في تخليد بقاء النظام ؟ إنه لأمر صعب للغاية. ولهذا كان هناك ضغط قوي ، الاثنين في الأمم المتحدة ، للذهاب في هذا الاتجاه من قبل بان كي مون، والبريطانيين والأميركيين”.
وعليه يمكن استنتاج مدى “إحباط باريس وغضبها ” من مآل التحركات الديبلوماسية في مجلس الأمن وفي عدد من عواصم القرار الإقليمي التي أقرت بأن نظام الأسد بسط سيطرته الميدانية على بؤر التحركات المعارضة في أبرز النقاط الحساسة من جهة ، ولا يزال يفرض أجندته الداخلية من تعديل للدستور والاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات التشريعية من جهة أخرى ، على الرغم من الحالة السياسية والأمنية المضطربة في البلاد. إلا أن ما يلفت هو اعتراف جوبيه بأنه قلل من إمكانات النظام السوري وقدرته على الصمود والمواجهة.
صحيفة الجمهورية اللبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى