أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء، 20 تشرين الثاني، 2012

اتساع المواجهات بين «الجيش الحر» والأكراد

القاهرة – محمد الشاذلي

دمشق، بيروت الدوحة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – استمرت امس الاشتباكات بين مقاتلي «الجيش السوري الحر» ومسلحين أكراد تابعين لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» المرتبط بحزب العمال الكردستاني في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة الحدودية مع تركيا، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة من مقاتلي المعارضة، ينتمون إلى كتيبة «غرباء الشام» المعروفة بتوجهها الإسلامي قتلوا أمس. وذكر المرصد أن هناك قتلى في صفوف المقاتلين الأكراد أيضاً من بينهم عابد خليل زعيم المجلس الكردي المحلي في رأس العين.

ووصف رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم حوادث رأس العين بأنها «مؤسفة»، وأضاف «نحن لا نريد الاصطدام بالجيش الحر، لكن هؤلاء الذين يقاتلون الأكراد في رأس العين يتلقون أوامرهم من تركيا، وقد دخلوا المدينة من تركيا».

ويؤكد الأكراد سيطرتهم على مناطق من الشمال الشرقي لسورية مستغلين انهيار قبضة النظام الذي انسحب من هذه المناطق وتركها في عهدة المقاتلين الأكراد. وتكمن أهمية السهول الكردية قبالة تركيا في مخزونها من النفط الخام الذي يقدر بحوالى بليونين ونصف بليون برميل.

من جهة أخرى قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب لـ «الحياة» إن النظام الداخلي للائتلاف يسمح بتوسيعه وبانضمام قوى أخرى من المعارضة إليه. وأضاف إن هناك 14 قوة ثورية معارضة انضمت إلى الائتلاف «وسنستمع إلى إخواننا الذين لم يشاركوا». وأكد الخطيب انه لا توجد اعتراضات عربية على تشكيل حكومة انتقالية في الخارج برئاسة «الائتلاف»، وأعرب عن تفهمه للخلافات بين قوى المعارضة، قائلاً إن الشعب السوري حرم من حريته لمدة 50 عاماً من الظلم والقمع ما أدى إلى تشرذمه وعدم الثقة بين بعض الأطراف.

وظهرت امس أول بوادر الاعتراض من الداخل على «ائتلاف» قوى المعارضة. فقد أعلنت مجموعات إسلامية مقاتلة في منطقة حلب رفضها الائتلاف من بينها «جبهة النصرة» و»لواء التوحيد» و»كتائب أحرار الشام»، وهي اكبر المجموعات المقاتلة في شمال سورية، وأكدت توافقها على تأسيس دولة إسلامية، بحسب ما جاء في شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب». وورد في البيان الذي تلاه احد ممثلي المجموعات «نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على ارض حلب وريفها رفضنا المشروع التآمري لما سمي الائتلاف الوطني، وتم الإجماع والتوافق على تأسيس دولة إسلامية عادلة». غير أن أعضاء بجماعات إسلامية وردت أسماؤها في مقطع الفيديو قالوا إنهم لا علاقة لهم بهذا الإعلان لكنهم اعترفوا بأن بعض أعضاء جماعاتهم ظهروا في الفيديو.

ورداً على البيان قال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن «هذه التشكيلات تشكل جزءاً من القوة العسكرية الموجودة على الأرض في حلب وتعبر عن رأيها الخاص». وأكد أن «المجلس العسكري الثوري اعلن تأييده للائتلاف الوطني، وهو سيتعاون معه».

وفيما استمرت الاشتباكات مع المقاتلين الأكراد في الحسكة سيطر مقاتلو المعارضة على مقر الفوج 46 التابع لقوات النظام والذي كانوا اقتحموه أول امس وتعرض المقر لقصف من طائرات حربية امس. وفيما ذكر المرصد أن تسعين في المئة من الفوج تحت سيطرة المقاتلين، قال مصدر عسكري سوري في حلب لوكالة «فرانس برس» إن «القاعدة تحت السيطرة الكاملة للمسلحين منذ مساء الأحد». وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة استخدموا اكثر من خمس دبابات وقذائف هاون وقذائف أخرى صاروخية، ما اضطر جيش النظام إلى الانسحاب تدريجياً. والفوج 46 عبارة عن قاعدة فوق مساحة 12 كيلومتراً مربعاً تضم مدفعية كانت تتولى قصف مناطق في ريف حلب، لا سيما مدينة الأتارب الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون أخيراً.

وقتل ثلاثة أشخاص امس وأصيب ما لا يقل عن عشرة بجراح في تفجير عبوة ناسفة استهدف حافلة صغيرة للركاب في شمال غربي دمشق، واستهدفت العبوة حافلة ركاب صغيرة تعمل على خط دمشق – مساكن الحرس في قدسيا، بالقرب من مشروع دمر. وفي ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك العميد عبدالله الدرعاوي وأربعة من عناصر الشرطة عندما اطلقوا الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي في مدينة النبك. وسقطت اربع قذائف على حي المزة في دمشق ما أدى إلى تكثيف الحواجز الأمنية في هذا الحي وفي حي المالكي.

وشهدت مناطق في ريف دمشق والعاصمة خلال الأسابيع الماضية تفجيرات عدة مماثلة، كما شهدت الأحياء الجنوبية في العاصمة قصفاً من قوات النظام واشتباكات.

معاذ الخطيب: لن «نتسول» روسيا وإيران وهيئة عسكرية عليا لملف تسليح المعارضة

القاهرة – محمد الشاذلي

قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب لـ «الحياة» إن وزارة الخارجية المصرية وافقت على اتخاذ القاهرة مقراً للائتلاف الجديد الذي تشكل لتوحيد المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً تمهيداً لاعلان سلطة انتقالية تدير «الاراضي المحررة» داخل سورية.

وكشف الخطيب عن عقد اجتماع للهيئة العامة للائتلاف في العاصمة المصرية بعد أقل من عشرة أيام. واستقبل وزير الخارجية محمد عمرو ظهر أمس وفد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية برئاسة الخطيب، حيث جرى استعراض التطورات الأخيرة على الساحة السورية. وأبلغ عمرو الوفد استعداد مصر لتقديم كل أوجه المساعدة للائتلاف السوري في المرحلة المقبلة.

ودعا عمرو إلى تعزيز الحوار بين الائتلاف وكل التجمعات السياسية والشخصيات المعبرة عن المجتمع السوري في المرحلة المقبلة، واستكمال آليات العمل، ورحب وزير الخارجية باتخاذ الائتلاف القاهرة مقراً وأكد للوفد دعم مصر لجميع الجهود التي من شأنها التوصل إلى حل للأزمة السورية.

وصرح الخطيب عقب اللقاء بأنه أطلع وزير الخارجية المصري على نتائج جولته في باريس ولندن من أجل الحشد للشعب السوري، كما عبر له عن الشكر للشعب والحكومة المصرية. وقال إنه طلب من الوزير عمرو «تذليل بعض العقبات التي تواجه الجالية السورية في القاهرة إلى جانب تحرك الائتلاف السوري خلال المرحلة المقبلة في مصر حيث نعتبرها هي الأم والجهة الأقرب الينا».

وحول الطلب المصري والعربي بتوسيع الائتلاف، أوضح الخطيب أن الائتلاف الوطني في نظامه الداخلي يسمح بانضمام أطراف أخرى من المعارضة مع الاخذ في الاعتبار ان الائتلاف مولود حديث ويتم حالياً تشكيل لجانه التنفيذية.

وقال إن هناك 14 قوة ثورية معارضة منضمة إلى هذا الائتلاف حيث هناك اقرار من الهيئة العامة وسنستمع إلى إخواننا الذين لم يشاركوا في هذا الائتلاف. وعما إذا كان الاعتراف المصري والعربي بالائتلاف صريحاً، أكد الخطيب أن مصر اعترفت بالائتلاف في اطار القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية منذ ايام. وقال إنه لا توجد اعتراضات عربية على تشكيل حكومة انتقالية في الخارج برئاسة الائتلاف الوطني، لافتاً إلى عدم وجود أي اعتراض مصري أو عربي على شيء طالما يصب في مصلحة الشعب السوري، منوهاً بأن مصر تقتح يدها للشعب السوري.

وحول التحرك السياسي للائتلاف تجاه روسيا وإيران، قال الخطيب: «إننا لن نقوم بزيارة روسيا او ايران، فهذا قرار الشعب السوري وإذا ارادت ايران ان تقدم لنا مبادرة فعليها تقديم ذلك، فنحن لن نتسول رضى ايران أو روسيا». ورفض الخطيب ادعاءات بأن الائتلاف «صناعة اميركية»، واعتبرها «افتراء وظلم». وقال: إننا نتعامل مع الجميع من فوق الطاولة وليس هناك ما يتم اخفاؤه، نافياً وجود جهات او دول تعارض تشكيل هذا الائتلاف.

وحول تسليح المعارضة، أكد أن هناك تواصلاً بين اطراف سورية عسكرية عدة لتشكيل هيئة عسكرية عليا لتدير هذة الامور، وشدد على أن الوعود شيء جيد ولكننا ننتظر تفعيلها في المجلس العسكري المزمع إنشاؤه وهو الذي سيتابعها.

وأعرب الخطيب عن تفهمه للخلافات بين قوى المعارضة، معتبراً أن الشعب السوري حرم من حريته لمدة 50 عاماً من الظلم والقمع مما أدى إلى تشرذم الشعب السوري وعدم الثقة بين بعض الأطراف. وقال: «لم نكن ندري اسباب هذا الجفاء، إلا اننا اكتشفنا ان فيروسات النظام قد تدخل فينا ونحن لا ندري ولم نشعر».

وتابع: «الآن خطوات كثيرة ايجابية تحركت في اتجاه العافية والشفاء وإخواننا المتحفظون سنتواصل معهم من اجل مزيد من التعاون لمصلحة الشعب السوري».

ألمانيا تتوقع أن تطلب تركيا رسمياً

نشر “باتريوت” على حدودها مع سوريا

توقعت المانيا ان تطلب تركيا رسميا نشر صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ لحلف شمال الاطلسي على حدودها مع سوريا قريباً، لكنها تراجعت عن تصريح سابق بأن من المرجح ان تتخذ هذه الخطوة امس الاثنين. (راجع العرب والعالم)

وصرّح وزير الدفاع الالماني توماس دي فيريير في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع لوزراء الدفاع لدول الاتحاد الاوروبي ببروكسيل: “اهم شيء ليس ما إذا كان الطلب الرسمي سيصل اليوم أم في الايام المقبلة”.

وكان الوزير قال لدى وصوله الى الاجتماع في وقت سابق انه يتوقع ان تطلب تركيا رسميا من حلف شمال الاطلسي امس نشر صواريخ “باتريوت” ارض – جو. واضاف انه “اذا نشرنا صواريخ باتريوت على الحدود التركية، فإن هذا سيحصل مع جنود المان”. ولا تملك سوى الولايات المتحدة وهولندا والمانيا نظام صواريخ “باتريوت” المناسب.

وقال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن إن تركيا تستطيع أن تعول على “تضامن الحلفاء”، لكنه لفت الى أن الصواريخ ستكرس للدفاع وليس لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا.

قطر والابرهيمي

وفي الدوحة، استقبل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي.

وافادت وكالة الأنباء القطرية “قنا” أنه تم خلال المقابلة عرض آخر مستجدات الوضع في سوريا.

الوضع الميداني

في غضون ذلك، تستمر الاشتباكات بين مقاتلين معارضين وآخرين اكراد في بلدة راس العين الحدودية مع تركيا. وسيطر مقاتلون معارضون على مقر الفوج 46 التابع للقوات النظامية والذي اقتحموه الاحد في حلب أيضاً.

السيطرة على مقر كتيبة

وأعلن معارضون سوريون ليلاً أنهم استولوا على مقر كتيبة عسكرية قرب البوابة الجنوبية لدمشق وهي أقرب قاعدة عسكرية الى العاصمة ترد أنباء عن سقوطها في أيدي مقاتلي المعارضة.

وقالت وحدتان من جماعتي “أنصار الاسلام” و”كتائب جند الله” في بيان إنهما سيطرتا على كتيبة الدفاع الجوي قرب الحجر الاسود بعد أربعة أيام من القتال.

وأظهرت مشاهد مصورة، مقاتلي المعارضة وهم يتجولون في الموقع وسط مدافع مضادة للطائرات مدمرة، وقائداً يقول عبر جهاز لاسلكي: “استولينا على المجمع تماماً”.

وقال ناشطون من المعارضة إن الجيش السوري النظامي هاجم أحياء جنوبية في دمشق بالقذائف والصواريخ طوال النهار لمنع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على القاعدة في واحدة من أعنف عمليات القصف بالعاصمة خلال الانتفاضة التي بدأت في البلاد قبل 20 شهراً.

“الائتلاف الوطني السوري” يشق طريقه في الغرب القلق من الإسلاميين

و”التوافق” على الدولة الاسلامية يعقد خطط رفع الحظر عن السلاح

    موناليزا فريحة

بصعوبة وبطء، يشق “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي ولد في قطر والذي صار مقره القاهرة، طريقه على الساحة الدولية. ومن شأن اعلان مجموعات اسلامية مقاتلة رئيسية أمس توافقها على انشاء دولة اسلامية تعقيد مهمته أكثر.

قبل توجهه الى السعودية أمس لاجراء محادثات مع ممثلين لـ”الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية”،  كتب الممثل البريطاني الخاص لدى المعارضة السورية جون ويلكس في حسابه بموقع “تويتر” أنه سيبرز حاجة هذه المعارضة الى التواصل مع الاقليات وتعهد رؤية تعددية وديموقراطية والتزام لاحترام حقوق الانسان، قائلاً إن تفاقم المذهبية “يشكل مصدر قلق لنا جميعا”.

ليست لندن  وحدها القلقة  من الانقسامات المذهبية والطائفية في سوريا، والخائفة على شكل النظام الذي سينبثق من “سوريا الجديدة”، وإنما أوروبا كلها ومعها أميركا. واذا كانت فرنسا اتخذت موقفا متقدماً من “الائتلاف الجديد”، فهذا لا يعني أنها أكثر اطمئناناً من شركائها الغربيين، بيد أنها تتطلع على ما يبدو الى تهميش الإسلاميين الذين يتزايد نفوذهم في المعارضة.

في 11 تشرين الثاني الجاري، ولد “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية”،في رعاية أميركية وقطرية، الامر الذي اعتبر بداية لمعارضة سورية أوسع تمثيلاً، تلبي الشرط الاساسي لواشنطن وأوروبا من أجل زيادة مساعداتهما للثوار.

ولا شك في أن معارضة كهذه كانت حاجة ملحة أيضاً، في ظل الانتقادات الموجهة الى “المجلس الوطني السوري” الذي تهيمن عليه جماعة “الاخوان المسلمين” وغياب التواصل بينه وبين المقاتلين على الارض وعدم تمثيله على نحو صحيح كل مكونات الموزاييك الاتني-الطائفي السوري.

من هذا المنطلق، شكل الائتلاف الموسع، وإن يكن خصص حصة كبيرة لاعضاء “المجلس الوطني السوري” نقلة نوعية على طريق ظهور قيادة سياسية سورية تؤدي دورها في هذه المرحلة الحساسة من عمر الثورة وتنجح في تبديد المخاوف الغربية من تزايد نفوذ الاسلاميين في “الجيش السوري الحر”، الامر الذي يفتح الباب لزيادة المساعدة المالية والعسكرية من المجتمع الدولي.

وحظي الائتلاف بدفع ديبلوماسي فوري مع اعتراف باريس به “الممثل الشرعي للشعب السوري” وتعهدت البحث في امكان مد الثوار بالاسلحة.واعترفت به تركيا وايطاليا ودول الخليج وجامعة الدول العربية، ووصفه أمينها العام نبيل العربي بأنه “بصيص أمل”. وصار الاتحاد الاوروبي أمس آخر المؤيدين للائتلاف “ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري”، وإن يكن لم يذهب الى حد مجاراة فرنسا، بحجة أن الاعتراف الديبلوماسي رهن بكل دولة عضو على حدة.

 معاذ الخطيب

ومع ذلك، لم تحصل هذه النقلة النوعية في مسيرة المعارضة السورية من دون مفاجآت، ولم تكتسب الزخم المتوقع ، أقله حتى الان.

ولعل أبرز المفاجآت كان تعيين الداعية أحمد معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف.فعلى رغم الاجماع على أنه شخصية محترمة في سوريا، وأنه معتدل ومنفتح،أثار قربه من جماعة”الاخوان المسلمين” تساؤلات عدة. فمع دعوته في الخطاب الذي أعقب انتخابه الى حقوق متساوية “لجميع أطياف الشعب السوري”، رصدت له مجلة “فورين بوليسي” مواقف سابقة اتسمت بالحدة حيال الاقليات. ففي احد مقالاته ، وصف الشيعة بأنهم “روافض”، وذهب الى انتقاد قدرة الشيعة على “نسج الاكاذيب والتقيد بها”.

كذلك، اتهم القوى الغربية بدعم النظام المصري السابق والعمل على اضعاف البلاد لتحقيق اهدافها الخاصة. وقال إن “انهيار النظام المصري هو بداية سقوط النظام الاقليمي العالمي”.

ويبدو عداء الخطيب للغرب واضحاً في كتاباته. ففي احد مقالاته عام 2001 ، يتحدث عن الديبلوماسية “الاميركية الغبية ” و”البريطانية الماكرة” و”الفرنسية الخبيثة”. ولم يتوان عن اثارة مخاوف المسلمين من الغرب، وأورد في موقعه على الانترنت تقريراً بثته الاذاعة الهولندية عن التطهير الاتني للاقليات المسلمة في أوروبا، مستنداً الى تصريحات لشخصيات أوروبية يمينية متطرفة.

ويعتبر الخطيب من المعجبين بالشيخ يوسف القرضاوي.ويشبه أسلوبه أحيانا لغة النظام السوري.ففي مقال له عنوانه “الفايسبوك موقع استخباري أميركي اسرائيلي”، يدعي أن مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي يصيرون الزاميا جواسيس أميركيين أو اسرائيليين من خلال مشاطرتهم المعلومات.وحذر من احتمال تبادل معلومات جنسية عبر “الفايسبوك” يمكن أن تشكل “نقاط ضعف” لتعبئة جواسيس.

لن توحي المواقف السابقة للخطيب بالطمأنينة الى الغرب، وهي تخالف الصورة التي تحاول المعارضة السورية عموما تقديمها عن نفسها، في الداخل كما على الساحة الدولية.

“دولة اسلامية”

ووقت كان الغرب يترقب توحيد الثوار المسلحين من خلال إنشاء  قيادة عسكرية موحدة، خطوة تالية بعد “توحيد” المعارضة السياسية، اعلنت مجموعات اسلامية في منطقة حلب منها “جبهة النصرة” و”لواء التوحيد” و”كتائب احرار الشام”،رفضها “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة”، مؤكدة توافقها على انشاء دولة اسلامية، الامر الذي يشكل انتكاسة قوية للائتلاف ويدل على أنه لا يتمتع بالسلطة على كل الحركات التي تحارب النظام السوري، وتحديداً المجموعات المسلحة الاكثر نفوذاً.

وورد في  بيان تلاه في شريط  فيديو احد ممثلي المجموعات: “نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على ارض حلب وريفها… رفضنا المشروع التآمري لما سمي الائتلاف الوطني، وتم الاجماع والتوافق على تأسيس دولة اسلامية عادلة”.وعدد  التشكيلات الموافقة على البيان، وهي الى” النصرة” و”التوحيد” ذات التوجه الجهادي، “كتائب احرار الشام” (سلفيون)، و”احرار سوريا”، و”لواء حلب الشهباء الاسلامي”، و”حركة الفجر الاسلامية” و”درع الامة”  و”لواء عندان” و”كتائب الاسلام” و”لواء جيش محمد” و”لواء النصر” و”كتيبة الباز” و”كتيبة السلطان محمد” و”لواء درع الاسلام”.

ويعدّ بعض هذه المجموعات المقاتلين الاكثر اهمية في شمال سوريا الذي صار بكامله في أيدي الثوار والذي يمثل الجهاديون القوة المسلحة الرئيسية فيه.

وردا على سؤال لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، أقر رئيس المجلس العسكري في “الجيش السوري الحر” بمحافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي بان “هذه التشكيلات تشكل جزءاً من القوة العسكرية الموجودة على الارض في حلب وتعبر عن رايها الخاص”، لكن “المجلس العسكري الثوري اعلن تأييده للائتلاف الوطني، وهو سيتعاون معه”.

ومن شأن هذا التطور أن  ينعكس على خطط المؤيدين لرفع الحظر عن تسليح الثوار.

وكانت صحيفة “الفيغارو” الفرنسية نسبت الى مصادر ديبلوماسية فرنسية أن الهدف الآن يتمثل فى إنشاء “الجبهات الخمس” حول المدن الكبرى في سوريا، بحيث يمثل الثوار المقربون من “الائتلاف” الجديد ثلثي المسلحين من أجل استبعاد الثلث الأكثر راديكالية.

جاد يشيد بمرسي وقطر ترفض تسليح غزة

السعوديـة تطالب مجلـس الأمـن بالتدخـل

بعد حوالي أسبوع على بدء العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، تواصلت التنديدات العربية والدولية الداعية إلى وقف العدوان من جهة، وصواريخ المقاومة من جهة ثانية. ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها «دولة إرهابية»، في حين أكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني على رفضه الكامل لتسليح المقاومة. أما روسيا فاعتبرت الغارات الإسرائيلية على القطاع «غير متكافئة».

وقال أردوغان في كلمة أمام مؤتمر «المجلس الإسلامي الأورو آسيوي» في اسطنبول «من يربطون بين الإسلام والإرهاب يغضون الطرف عن عمليات قتل جماعي للمسلمين ويشيحون بوجوههم عن قتل الأطفال في غزة»، مضيفاً «لهذا السبب أقول إن إسرائيل دولة إرهابية وان أفعالها أعمال إرهابية».

وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغارات الإسرائيلية «غير المتكافئة» على قطاع غزة أمر غير مقبول. وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن «لافروف أكد على موقف موسكو الرافض لقصف المناطق الجنوبية في إسرائيل، والغارات غير المتكافئة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي تسفر عن سقوط ضحايا أبرياء بين المدنيين».

ومن الدوحة، دعا رئيس الوزراء القطري ونظيره الايطالي ماريو مونتي إلى التهدئة ووقف النار في غزة، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك.

وقال مونتي «بالنسبة لغزة، فنحن قلقون جدا من تصعيد العنف هناك ونحن في تواصل مع الرئيس المصري محمد مرسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسلطة الفلسطينية وأمير قطر (حمد بن خليفة آل ثاني) ورئيس الوزراء، ويجب أن يتم التوصل بأسرع وقت لوقف إطلاق النار، وان يتحقق ذلك على نحو يسمح بانطلاق عملية السلام في أسرع وقت».

ومن جهته، قال الشيخ حمد بن جاسم «هناك وضوح لنا أن ما يجري في غزة غير مقبول عربيا من الجميع»، مضيفاً «نحن مع التهدئة لكنها يجب أن تتم بوضوح وعدم السماح لأي طرف بأن يستمر في اغتيال شخصيات ويدخل في معارك جانبية، ويطلب من الطرف الآخر تهدئة مئة في المئة … التهدئة يجب أن تكون من الطرفين».

وأضاف «ألفت أيضاً إلى الحصار الجائر على غزة لأنه سيكون دائما نقطة الشرارة»، مؤكداً على ضرورة رفع الحصار وأن «يعامل هذا السجين بطريقة تختلف لان هذا هو الذي يؤدي إلى الإرهاب والتطرف».

ورفض الشيخ حمد تسليح قطاع غزة، قائلاً «موضوع الأسلحة إلى غزة، لا. نحن نتحدث عن السلام وعن الدعم الإنساني وإعادة إعمار ما دمر، موضوع التسليح نحن ضده».

أما السعودية فطالبت مجلس الأمن الدولي بإجبار إسرائيل على وقف هجماتها على غزة. ودعا وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، في بيان، «مجلس الأمن الى أن يكون أكثر صرامة، وأن يتحمل مسؤولياته لإجبار إسرائيل على وقف الاعتداءات على الأبرياء المحاصرين في غزة».

واتفق الرئيسان الإيراني والمصري على ضرورة إيجاد إجماع دولي للحيلولة «دون استمرار العدوان الصهيوني» على غزة. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أشاد في اتصال هاتفي مع نظيره المصري محمد مرسي، بالجهود التي يبذلها الأخير «لإعادة الهدوء والاستقرار والأمن إلى غزة».

بدورها، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن قلقها إزاء تطورات الوضع في غزة، مؤكدة أن هذا الوضع لن ينتهي إلا من خلال حل طويل المدى. وشددت في كلمتها الافتتاحية في اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل على ضرورة توقف إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه الأراضي المحتلة.

ودعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد اجتماعهم في بروكسل إلى وقف «فوري» للأعمال الحربية، لأنه «يصب في مصلحة الجميع ولا سيما في ظل عدم الاستقرار في المنطقة». وأشاروا إلى دعمهم لـ«جهود الوساطة المصرية وفاعلين آخرين».

وجاء في بيان صادر عنهم أن الوزراء الأوروبيين «يدينون بقوة الهجمات بالصواريخ من غزة على إسرائيل، وهو ما يتعين على حماس ومجموعات أخرى أن توقفه فورا»، مضيفا «لا يمكن أن يكون هناك مبرر لاستهداف مدنيين أبرياء عمدا. لإسرائيل الحق في حماية شعبها من هذا النوع من الهجمات، ولهذا، يجب أن يكون ردها متكافئا».

وحثت الصين كلا الجانبين على وقف العنف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ أن «الصين قلقة للغاية بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق المستمرة ضد قطاع غزة. نحن ندين الاستخدام المفرط للقوة الذي يتسبب في وقوع قتلى وجرحى بين أشخاص عاديين أبرياء»، مضيفة «نحن نحث بشدة الأطراف المعنية خاصة إسرائيل على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت».

وبعيداً عن التصريحات الديبلوماسية، وصل وفد القوى السياسية المصرية برئاسة رئيس «حزب الحرية والعدالة» الجناح السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد سعد الكتاتني الى غزة، والذي يضم 60 شخصية سياسية.

وقال الكتاتني إن «هذا العدوان يقتل المدنيين ويدمر المنازل ويغتال الأطفال بأسلحة أميركية الصنع»، مؤكداً دعم مصر للشعب الفلسطيني، وأنها «لن تتركه وحيداً فى هذه المعركة».

ومن المقرر أن يصل غزة اليوم وفد من وزراء الخارجية من بينهم المصري محمد كامل عمرو واللبناني عدنان منصور، والتركي أحمد داود أوغلو.

ودعت الأمانة العامة لـ«اتحاد المحامين العرب» جميع نقابات المحامين إلى التظاهر اليوم عند الساعة الواحدة ظهراً، تضامناً مع غزة.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ش ا)

اعتراف أوروبي مشروط بـ«الائتلاف» وخامنئي يدعو إلى إلقاء السلاح

اشتباكات مع الأكراد ومسلحو حلب ينادون بدولة إسلامية

اشتبك المقاتلون الأكراد أمس مع مسلحين في بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، وذلك للمرة الأولى منذ استيلاء المسلحين على البلدة قبل حوالى 10 أيام، بعد شن المئات منهم هجوما ضخما انطلاقا من الأراضي التركية، فيما أعلنت 14 مجموعة إسلامية متشددة مسلحة في منطقة حلب رفضها «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» مشيرة إلى توافقها على «تأسيس دولة إسلامية» في سوريا.

في هذا الوقت، اعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أن حل الأزمة السورية يكمن في منع إرسال الأسلحة إلى هذا البلد، وإلقاء المعارضة السلاح لتتمكن من إيصال مطالبها إلى الحكومة، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن «الائتلاف ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري» مع سقف واشتراطات لا تغفل وجود أطراف معارضة أخرى.

وبحث أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في الدوحة «آخر مستجدات الوضع في سوريا».

ووقعت مواجهات مسلحة بين مسلحين ومقاتلين أكراد في مدينة رأس العين التي استولى عليها المعارضون قبل حوالى عشرة أيام في محافظة الحسكة، بالقرب من الحدود السورية التركية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين من كتائب معارضة»، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ستة «مسلحين ينتمون إلى كتيبة غرباء الشام» الإسلامية المتشددة. وأضاف: «أدت أعمال العنف في مناطق مختلفة إلى مقتل 50 شخصا». وأعلن مصدر عسكري سوري في حلب سيطرة المسلحين على قاعدة «الفوج 46» في ريف حلب. (تفاصيل صفحة 14)

وأعلنت 14 مجموعة إسلامية متشددة مسلحة في منطقة حلب، بينها «جبهة النصرة» و«لواء التوحيد» و«كتائب أحرار الشام»، رفضها «الائتلاف»، مؤكدة توافقها على تأسيس «دولة إسلامية» في سوريا. وورد في البيان الذي تلاه في الفيديو احد ممثلي المجموعات: «نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على ارض حلب وريفها رفضنا المشروع التآمري لما سمي الائتلاف الوطني، وتم الإجماع والتوافق على تأسيس دولة إسلامية عادلة».

وقال خامنئي، خلال لقائه طواقم بعثة الحج الإيرانية في طهران، إن «جبهة الاستكبار تريد تدمير سوريا باعتبارها تشكل حلقة في سلسلة المقاومة بالمنطقة قرب الكيان الصهيوني الغاصب».

وحث «المعارضة السورية على نبذ العنف والتخلي عن السلاح كمخرج من الأزمة»، معتبرا انه «عندما تلقي المعارضة السورية سلاحها، حينها يمكن مطالبة النظام بالإصغاء لمطالبها». وأكد «ضرورة منع تهريب السلاح إلى الداخل السوري للخروج من الأزمة»، موضحا أن «تزويد المعارضة بالسلاح في أي دولة بالعالم من قبل دول أجنبية من شأنه أن يضع النظام الحاكم في ساحة المواجهة معها».

واختتم مؤتمر «الحوار الوطني السوري» تحت شعار: «لا للعنف، نعم للديموقراطية والإرادة الشعبية» بمشاركة ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية أعماله في طهران.

وذكرت وكالة «مهر» إن ممثلي المعارضة والحكومة قرروا «تشكيل لجنة للمتابعة بهدف إجراء اتصالات مع باقي ممثلي الشعب السوري، وبذل الجهود لإقامة الحوار الوطني الشامل وتحقيق المصالحة الوطنية وإجراء الإصلاحات السياسية». وشددوا على «ضرورة عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية».

وأعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» احمد معاذ الخطيب، بعد لقائه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة، ان مصر ستكون المقر الرئيسي لـ«الائتلاف»، مشيرا إلى اجتماع قريب في القاهرة لإطلاق «الائتلاف» بهيئته الكاملة. وقال: «إننا لن نقوم بزيارة روسيا أو إيران فهذا قرار الشعب السوري، وإذا أرادت إيران أن تقدم لنا مبادرة فعليها تقديم ذلك، فنحن لن نتسول رضى إيران أو روسيا». ودعا معارضون سوريون في دمشق إلى عقد مؤتمر في القاهرة يوحد المعارضة السورية في الداخل والخارج، من دون تحديد تاريخه.

وفي بروكسل، أعلن وزراء الخارجية الأوروبيون، في ختام اجتماعهم، انهم يعتبرون «الائتلاف ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري» مع سقف واشتراطات لا تغفل وجود أطراف معارضة أخرى. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لدى وصوله إلى بروكسل: «فرنسا تصرفت بما تمليه عليها مسؤوليتها، وسيلحق بها الآخرون» في إشارة إلى الاعتراف الفرنسي «بالائتلاف». (تفاصيل صفحة 14)

وكانت ايطاليا آخر الدول المرحبة بالائتلاف. وقال رئيس وزرائها ماريو مونتي، خلال مؤتمر صحافي في الدوحة مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني: «لقد اعترفنا بالائتلاف الذي يضم مختلف أطياف المعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

خلافات الأوروبيين تعطي «الائتلاف» السوري اعترافاً مشروطاً

فسترفيله لـ«السفير»: أصدقاء المعارضة أولى بتبني ائتلافها

وسيم ابراهيم

الأوروبيون مترددون حيال محض «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» اعترافاً على بياض. يرحّبون ويشيدون به، ويقولون إنه «خطوة كبيرة للأمام». لكن ما موقع «الائتلاف» بالضبط؟ هنا كان الخلاف. أخيرا، اعتبروه «ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري»، مع سقف واشتراطات لا تغفل وجود أطراف معارضة أخرى. في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، استطاع معارضو التسرع فرض «تريّثهم» في الموقف المشترك.

مصدر ديبلوماسي تابع النقاشات الأوروبية قال لـ«السفير» إنها شهدت «تردداً كبيراً» في منح «ائتلاف» المعارضة اعترافاً كاملاً. المصدر أكد أن «العديد، بل الكثير من الدول» الأوروبية اعترضت على موقف الفرنسيين، ولسان حالهم كان يقول «نريد مزيدا من الوقت لنعرفهم أكثر، ونعرف برامجهم». الأوروبيون وقفوا طويلا أمام الجملة التي سيعبّرون فيها عن اعترافهم بالائتلاف: هل هو «ممثل» أم «الممثل»، قبل أن يفرض المتريثون تسوية.

هكذا، رحب الاتحاد الأوروبي بـ«ائتلاف» المعارضة، وأعلن في البيان المشترك أنه «يعترف به ممثلا شرعيا لتطلعات السوريين». تشكيل الائتلاف رآه الأوروبيون «خطوة رئيسية تجاه الوحدة الضرورية للمعارضة». إذاً، هناك معارضة أخرى معترف بوجودها أيضا، والاتحاد الأوروبي أعلن انه يتطلع كي يرى «الائتلاف» يستمر في العمل من أجل «شمول كامل… بالاشتراك مع جميع فصائل المعارضة وجميع قطاعات المجتمع المدني السوري».

كما قال البيان المشترك إن الاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم «الائتلاف» في علاقاته مع المجتمع الدولي، ودعاه إلى «طرح برنامجه من أجل الانتقال السياسي بهدف إيجاد بديل موثوق للنظام الحالي»، بالعمل مع المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

موقف فرنسا المتقدم في تبني «الائتلاف» السوري المعارض، قدمه وزير خارجيتها لوران فابيوس باعتباره يقود «الاوركسترا» الأوروبية، وبدا حاسما بأن بلاده لن تكون في موقع «العازف المنفرد».

وردا على سؤال «السفير» قال فابيوس بثقة إن ما قامت به فرنسا «مبادرة ممتازة»، مضيفا «تحملت فرنسا مسؤولياتها، وكما هو الحال في الكثير من الأحيان، الآخرون سيتبعونها».

بريطانيا جاءت للقاء نظرائها وموضوع الاعتراف الكامل بـ«الائتلاف» واستقبال «سفير» له مؤجل سلفا، إذ قال وزير خارجيتها وليام هيغ، ردا على سؤال لـ«السفير»، إن مسألة الاعتراف المجزي بمولود المعارضة «هي مسألة سأعالجها عندما أتحدث إلى مجلس العموم في وقت لاحق هذا الأسبوع. من مسؤولياتي كوزير للخارجية أن أتباحث مع البرلمان البريطاني، لذلك سأفعل ذلك هناك بدلا من هنا اليوم (أمس)».

لكن هيغ حرص على الأمل بأن الاعتراف الكامل إذا لم يأت «بالجملة» يمكنه ذلك «بالمفرق»، عندما استدرك بأن تشكيل الائتلاف «خطوة كبيرة للأمام، في ما يتعلق بالاعتراف بهم من قبل الدول المنفردة».

الاعتراف الكامل يقتضي السماح بتعيين سفراء. الخلافات والتردد حيال هذا الأمر بدا واضحا في كلام وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، فهو لم يعــول في الأساس على موقف أوروبــي مشترك الآن يتبنى بقــوة «الائتلاف» المعارض، لكنه أشار إلى اجتماع آخر أكثر استعداداً لهذا التبني.

وقال فسترفيله، ردا على سؤال لـ«السفير»، إن «ائتلاف» المعارضة «خطوة مهمة»، مضيفا «نحن ندرك أهمية هذه الجهود، وأود أن أقترح أن تلتقي مجموعة أصدقاء سوريا في وقت قريب جدا. أعتقد أن الأفضل هو أن يكون لدينا اجتماع لهذه المجموعة المهمة قبل نهاية هذا العام، ووقتها يمكننا مناقشة الخطوات المقبلة وتحديدها».

مطالب «الائتلاف» بالحصول على أسلحة متطورة لم تجد تجاوباً، فهي لا تزال تثير خلافاً أوروبياً كبيراً، رغم أن الفرنسيين كانوا قالوا قد إنهم سيضغطون لفك الحظر الأوروبي على الأسلحة إلى سوريا تحت صيغة تقديم «الأسلحة الدفاعية» للمعارضة.

وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز تحدث لـ«السفير» رابطا بين زيادة الدعم وتحصيل «مناطق محررة». وقال «ربما يمكن العمل على أسلحة أخرى للمعارضة إذا كان لدينا بعض المناطق المحررة، حتى الآن ليس الوضع كذلك، وإذا كان لدينا مناطق حرة ونعمل مع معارضة موحدة فعندها يمكن القيام بالمزيد». وأضاف «سيكون هذا (المناطق المحررة) أسهل لفعل المزيد، بالنسبة لمثل هذه المعارضة، وكذلك مع (تقديم) بعض الأدوات الدفاعية».

لكنّ هناك دولاً عديدة تقف بشدة ضد أي خيار يتعلق بتسليح المعارضة. وزير خارجية لوكسمبورغ جون اسلبورن قال لـ«السفير» «أنا لست خبيراً في الأسلحة. سأقول فقط إنني، مبدئياً، أبقى على موقفي أن الصراع السوري لن يحل بالأسلحة، لا يمكننا حله إلا من خلال الوسائل السياسية».

عندما يعارض أسلبورن التسليح فلا يمكن منطقياً أن يخص ترحيبه الحار إلا بما يفترضه أداة «للحل السياسي»، وهــنا المقصود «ائتلاف» المعارضة، فــهو يقــول إن «تعيين زعيم المعارضة إشارة قوية للغاية»، مضيفا «هذا الشخص الذي يمثل المعــارضة الآن هو حقا الممثل الشرعي للشــعب السوري. الآن سنرى ما سنفــعله مع جميع الأوروبيــين، لكن ليــس هناك مشكلة تتعلق بالاعتراف به».

لكن التبني الأوروبي المتردد «لائتلاف» المعارضة يبقي الباب مفتوحا أمام الدول الأوروبية، إذا أرادت، لتتخذ خطوات منفردة، خصوصا مسألة تعيين «سفراء للائتلاف».

جانب من اجتماع الوزراء الأوروبيين ناقش القضايا الدفاعية، وكان التوتر بين سوريا وتركيا على طاولة النقاش، وخصوصا قصة نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود بينهما. وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إن الحلف سينظر «عاجلاً» حالما يتلقى طلبا رسميا من تركيا لنشر «الباتريوت».

لكن راسموسن شدد على أن تلك الصواريخ، إذا نشرت، لن تكون لإنشاء «منطقة حظر جوي» فوق الأراضي السورية، مؤكدا أنها ستوضع في تركــيا وسيكون الهدف منها «دفاعيا بحــتا» لحمايتها من قذائف الهاون. «الأطلسي» كرر أن بإمكان تركيا «الاعتماد» على تضامنه، في حين أن ألمانيا وهولندا، اللتين تمتلكان هذه الصواريخ في تركيا، قال وزيرا دفاعهما إنهما أيضــا بانتظار استلام طلب رسمي من حليفتهما أنقرة.

قصف على جنوب دمشق واشتباكات في محيط كتيبة عسكرية بشمال سوريا

بيروت- (ا ف ب): قتل أربعة اشخاص الثلاثاء جراء قصف من القوات النظامية على أحد أحياء جنوب دمشق، في حين تدور اشتباكات في محيط كتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب شمال البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “استشهد أربعة مواطنين وسقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرض له حي الحجر الاسود في مدينة دمشق” بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، متحدثا عن اطلاق نار في حي القدم المجاور له.

وافاد المرصد ان القصف تجدد ليلا على الاحياء الجنوبية من العاصمة، التي تشهد اشتدادا في حدة القصف والاشتباكات في الفترة الاخيرة.

وفي ريف دمشق الذي يشهد تصاعدا في العمليات العسكرية، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين جراء قصف تتعرض له حرستا من القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين في المدينة، بحسب المرصد.

كما تعرضت مدينة دوما وبلدات عربين والسبينة ويلدا وبيبلا للقصف، بحسب المرصد.

وفي محافظة حلب (شمال)، تحدث المرصد عن “اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط كتية الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي”، تزامنا مع قصف مدفعي تتعرض له المنطقة.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على الفوج 46 في ريف حلب الغربي، وهو قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية تضم مرابض مدفعية كانت تتولى قصف مناطق عدة، لا سيما مدينة الاتارب الاستراتيجية التي يسطير عليها المقاتلون.

اوروبا اعتبرته ‘ممثلا شرعيا’.. والناتو مستعد لنشر ‘باتريوت’ في تركيا

مقاتلون اسلاميون سوريون يرفضون الائتلاف ويطالبون بدولة اسلامية

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اعلنت مجموعة كتائب والوية اسلامية في منطقة حلب بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد، وهما اكبر مجموعتين مقاتلتين في شمالي سورية، رفضها الائتلاف الوطني السوري المعارض، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة اسلامية، بحسب ما جاء في شريط فيديو منشور على شبكة الانترنت الاثنين، وذلك بعد ساعات من استكمال المقاتلين المعارضين السيطرة على قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية جنوب حلب في شمال البلاد.

وورد في البيان الذي تلاه في الفيديو احد ممثلي المجموعة ونشر على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني وعلى صفحة ‘فيسبوك’ الخاصة بلواء التوحيد، ‘نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على ارض حلب وريفها (…) رفضنا المشروع التآمري لما سمي الائتلاف الوطني، وتم الاجماع والتوافق على تأسيس دولة اسلامية عادلة’.

كما رفض البيان ‘اي مشروع خارجي من ائتلافات ومن مجالس تفرض علينا في الداخل من اي جهة كانت’.

وعدد القارىء التشكيلات الموافقة على البيان وهي بالاضافة الى النصرة والتوحيد، كتائب احرار الشام، احرار سورية، لواء حلب الشهباء الاسلامي، حركة الفجر الاسلامية، درع الامة، لواء عدنان، كتائب الاسلام، لواء جيش محمد، لواء النصر، كتيبة الباز، كتيبة السلطان محمد، لواء درع الاسلام.

وجلس حوالى ثلاثين رجلا حول طاولة مستطيلة، بينما جلس قارىء البيان الملتحي على رأس الطاولة مع علم اسود وراءه كتب عليه ‘لا اله الا الله’، ونسخة من كتاب القرآن امامه على الطاولة.

وبعد الانتهاء من تلاوة البيان، رفع رجل آخر واقفا وراءه نسخة اخرى من القرآن، وقال ‘اجعلوا القرآن دستورا لكم، تفرحوا والرب يأتيكم في حين’. ثم صرخ ‘الله اكبر’، وردد الجميع وراءه ‘الله اكبر’.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول البيان، قال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي ان ‘هذه التشكيلات تشكل جزءا من القوة العسكرية الموجودة على الارض في حلب وتعبر عن رأيها الخاص’.

واضاف ‘هذه ليست كل القوة العسكرية’، مشيرا الى ان ‘المجلس العسكري الثوري اعلن تأييده للائتلاف الوطني، وهو سيتعاون معه’.

وهذا اول موقف من مجموعات مقاتلة مناهضة للنظام السوري على الارض ضد الائتلاف السوري الذي نشأ اخيرا في الدوحة وضم غالبية اطياف المعارضة مع ممثلين ‘للحراك الثوري’ في الداخل ولقي تشجيعا دوليا.

واعلن الائتلاف بعد تشكيله انه سيعمل على توحيد المجموعات العسكرية على الارض، مطالبا الدول الصديقة للمعارضة السورية بتسليح هذه المجموعات.

في بروكسل، عقد وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي اجتماعا امس بحث في طلب تركي لنشر بطاريات مضادة للصواريخ على الحدود التركية السورية، بينما بحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في لقاء بعد الظهر في احتمال رفع الحظر عن تصدير السلاح الى سورية، بهدف فتح الطريق لدعم الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي نشأ اخيرا، بالسلاح في مواجهته مع النظام.

واعلن رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب الاثنين ان مصر ستكون المقر الرئيسي للهيئة التي تضم غالبية اطياف المعارضة ولقيت ترحيبا دوليا فور الاعلان عنها.

في هذا الاطار، اعتبر الاتحاد الاوروبي الاثنين الائتلاف السوري المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد ‘ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري’.

واكد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في ختام اجتماع الاثنين في بروكسل ‘ان الاتحاد الاوروبي يعتبر (الائتلاف السوري المعارض) ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري’.

واضاف البيان الذي تبناه وزراء الخارجية الاوروبيون ان الاوروبيين يأملون في ان يواصل الائتلاف ‘العمل من دون قيود عبر الالتزام بمبادىء حقوق الانسان والديموقراطية، بمشاركة كل مجموعات المعارضة وكل قطاعات المجتمع المدني السوري’.

واكد البيان ‘استعداد الاتحاد الاوروبي لدعم هذا الائتلاف الجديد في جهوده وعلاقاته مع المجموعة الدولية’. وطلب وزراء الخارجية من قادة الائتلاف الاتصال بالمبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي وتقديم برنامجهم السياسي له ‘من اجل تأمين بديل من النظام الحالي يتمتع بالصدقية’.

من جهة اخرى، اكد امين عام الحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين انه لم يتلق حتى الساعة اي طلب رسمي من تركيا حول نشر اسلحة دفاعية على الحدود التركية السورية، لكن في حال قدمت انقرة طلبا في هذا الشأن، ‘فسنعتبره طلبا عاجلا’.

واضاف ان ‘الوضع على طول الحدود السورية التركية يثير مخاوف جمة. لدينا جميع الخطط اللازمة للدفاع عن تركيا ان دعت الحاجة، وهذه الخطط قابلة للتعديل عند الضرورة لضمان حماية ودفاع فعالين لتركيا’.

وتوقع وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير ‘ان يقدم الاتراك طلبهم اليوم’.

على الارض، على الحدود التركية السورية، وقعت امس مواجهات مسلحة بين مقاتلين معارضين وآخرين اكراد في مدينة رأس العين التي استولى عليها المعارضون قبل حوالى عشرة ايام في محافظة الحسكة (شمال شرق).

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان تسعة مقاتلين اصيبوا بجروح في الاشتباكات بينهم اربعة من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

مقاتلون معارضون يستولون على قاعدة عسكرية في ريف حلب ويشتبكون مع مسلحين اكراد في راس العين والنظام يصعد قصفه لضواحي دمشق

مقتل عميد و4 من عناصر الشرطة في منطقة النبك بريف دمشق.. وسقوط 4 قذائف هاون على منطقة المزة

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: بات المقاتلون المعارضون يسيطرون سيطرة شبه كاملة على مقر الفوج 46 في ريف حلب التابع للقوات النظامية والذي اقتحموه الاحد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين، مشيرا الى قصف يتعرض له المقر من مواقع للقوات النظامية، فيما أطلقت قوات الحكومة السورية صواريخ على ضواح جنوبية في دمشق الإثنين فيما وصفه نشطاء معارضون بقصف عشوئي لمنع تقدم مقاتلي المعارضة المناهضين لحكم الرئيس بشار الأسد من ضواح تقطنها الطبقات العاملة إلى وسط المدينة.

وقال المرصد في بيان ان ‘الفوج 46 في ريف حلب الغربي يتعرض للقصف بالطائرات الحربية من القوات النظامية اثر سيطرة مقاتلين من كتائب عدة على اجزاء كبيرة منه’.

واوضح مدير المرصد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الفوج ‘بنسبة تسعين في المئة منه تحت سيطرة المقاتلين’، مشيرا الى ان الفوج عبارة عن قاعدة فوق مساحة 12 كيلومترا مربعا تضم مدفعية كانت تتولى قصف مناطق في ريف حلب، لا سيما مدينة الاتارب الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون اخيرا.

وقال مصدر عسكري سوري في حلب لوكالة فرانس برس ان ‘القاعدة تحت السيطرة الكاملة للمسلحين منذ مساء’ الاحد، مشيرا الى ان ‘الهجوم كان كبيرا’، وان المقاتلين المعارضين استخدموا ‘اكثر من خمس دبابات وقذائف هاون وقذائف اخرى صاروخية، ما اضطر الجيش الى الانسحاب تدريجيا’.

واوضح المصدر ان الجيش بدأ يقاتل من المنازل القريبة من الفوج. و’عندما أدرك حجم الهجوم، انقسمت القوات الى وحدات صغيرة وانسحبت الى قواعد اخرى قريبة’.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور، بحسب المرصد السوري، ‘اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة على الاطراف الجنوبية لمدينة معرة النعمان يرافقها سقوط قذائف على المنطقة في محاولة من القوات النظامية لاقتحام المدينة’ التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر).

على صعيد آخر، وقعت مواجهات مسلحة الاثنين بين مقاتلين معارضين وآخرين اكراد في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي استولى عليها المعارضون اخيرا في محافظة الحسكة (شمال شرق).

وقال المرصد في بيان ان تسعة مقاتلين اصيبوا بجروح في الاشتباكات بينهم اربعة من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وان الاشتباكات اندلعت اثر ‘هجوم على حاجز لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي’.

واوضح مدير المرصد ان تظاهرة سبقت الاشتباكات وطالبت بخروج المقاتلين غير المتحدرين من راس العين من المدينة.

وقال ناشط كردي يقدم نفسه باسم هفيدار في بريد الكتروني ان هناك ‘احتقانا منذ أيام بين الطرفين في المدينة’، وان ‘أحد عناصر الجيش الحر أحرق علما تابعا لحزب الاتحاد الديمقراطي ما ادى الى ردة فعل من الجهة الأخرى التي قامت بحرق علم للجيش الحر’.

وافاد المرصد في بيان لاحق ان ‘قناصا من مسلحي الكتائب المقاتلة اطلق النار على رئيس مجلس الشعب المحلي الكردي في راس العين عابد خليل’، ما ادى الى مقتله.

وانشأ الاكراد في عدد كبير من مناطقهم خلال الاشهر الاخيرة مجالس محلية لادارة هذه المناطق في ظل الفراغ الذي تركه انسحاب قوات النظام منها، انتخبوا على راسها مسؤولا في كل مدينة.

في ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك العميد عبدالله الدرعاوي واربعة من عناصر الشرطة عندما اطلقوا الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي في مدينة النبك الذي يضم مقار الادارات الحكومية، بحسب ما ذكر المرصد السوري. في هذا الوقت، يستمر التوتر في دمشق وريفها منذ اكثر من اسبوع. وسجل صباح امس، بحسب المرصد السوري، قصف على منطقة السيدة زينب القريبة من دمشق والبلدات المحيطة بها مصدره القوات النظامية. كما تعرض حي الحجر الاسود في جنوب مدينة دمشق للقصف.

الى ذلك قتلت مجموعة مسلّحة، الاثنين، عميداً و4 من عناصر الشرطة في منطقة النبك بريف دمشق.

وقال مصدر محلي في ريف دمشق ليونايتد برس إنترناشونال، إن مجموعة مسلّحة قتلت مدير منطقة النبك العميد عبد الله الدرعاوي و4 عناصر باستهداف سيارتهم بالقرب من منزله في شارع المحكمة.

وأشار المصدر إلى تواجد أمني كثيف في منطقة المجمع الحكومي وطريق المشفى وبجانب النادي الرياضي، بعد أنباء عن محاولات اقتحام المجمع الحكومي من قبل مجموعة مسلحة.

وقال رامي السيد من المركز الإعلامي السوري وهو منظمة معارضة تراقب حملة الاسد المستمرة منذ 20 شهرا على الانتفاضة إن طائرات مقاتلة قصفت ما بدا وكأنه اهداف للمعارضة الاحد. وأضاف أن منصات إطلاق الصواريخ احدثت الاثنين دمارا هائلا وعشوائيا في العاصمة.

وقال نشطاء معارضون إن الصواريخ والقنابل اصابت مناطق الحجر الاسود والتضامن والقدم التي فر منها السكان بدرجة كبيرة بعد أن سقطت تحت سيطرة الجيش السوري الحر المعارض. ولم ترد انباء فورية عن سقوط قتلى او جرحى.

وقال مقاتلو المعارضة كذلك إن الأسد بدء في سحب بعض القوات من المحافظات لحماية العاصمة.

وقتل الألوف في الصراع الذي يتطور إلى حرب أهلية بين الاقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد والأغلبية السنية.

وقال السيد في اتصال هاتفي من دمشق إن القصف يستهدف منع مقاتلي المعارضة الذين يعززون قواتهم على المشارف الجنوبية لدمشق من التقدم داخل العاصمة.

وأضاف أن القصف يحمي كذلك قاعدة للجيش على مشارف ضاحية الحجر الأسود التي تضم آلاف اللاجئين الفقراء من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل والذين كانوا في طليعة التحرك ضد حكم الأسد في بداية الانتفاضة.

وبعد تقدم بطيء على مدى شهور بسبب الافتقار للتنظيم والامدادات اجتاح مقاتلو المعارضة العديد من مراكز الجيش في المناطق النائية في الاسبوع الماضي منها قاعدة للقوات الخاصة قرب مدينة حلب الشمالية ومطار عسكري صغير في الشرق على الحدود مع العراق.

وفي دمشق كثفوا الهجمات على قوات الاسد مستهدفين حاجز طريق الأحد على مشارف حي أغلب سكانه من العلويين الذين يحكمون سوريا منذ ستينات القرن الماضي.

وقالت مصادر من مقاتلي المعارضة إن الأسد سحب طابور مدرعات وثلاثة آلاف جندي من محافظة درعا الجنوبية الاسبوع الماضي. وفي الشرق قال الشيخ نواف البشير وهو زعيم قبيلة معارض للاسد إن وحدة صغيرة من الحرس الجمهوري انسحبت كذلك من دير الزور متوجهة إلى دمشق.

وأضاف البشير مشيرا إلى انشقاق عشرات الضباط في الفترة الأخيرة في المحافظات أنه يبدو أن النظام يدرك إن إبقاء سيطرته على المحافظات قضية خاسرة وان عليه التركيز على منع سقوطه في العاصمة.

لكن مقاتلي المعارضة الذين مازالوا يعملون بشكل منفصل في مجموعات صغيرة على الرغم من جهود توحيدهم تحت قيادة موحدة لم يسيطروا على أي مدينة كبيرة منذ بداية الانتفاضة.

وقال دبلوماسي غربي يتابع الوضع العسكري ‘التوازن العسكري يتحسن لصالح مقاتلي المعارضة. لم يصل إلى مستوى التعادل بعد لكن عندما يحدث ذلك سيسأل الموالون للاسد أنفسهم أكثر وأكثر عما إذا كان الدفاع عنه مازال مجديا’.

الائتلاف السوري المعارض يعلن اتخاذ القاهرة مقراً رئيسياً له

ايطاليا تعترف به ممثلا شرعيا للشعب السوري

القاهرة ـ الدوحة ـ يو بي آي: أعلن رئيس ‘الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية’ أحمد معاذ الخطيب، الإثنين، أن الائتلاف سيتخذ من القاهرة مقراً رئيسياً له.

وقال الخطيب، عقب لقائه ووفد من الائتلاف وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة امس، إن الائتلاف سيتخذ من القاهرة مقراً رئيسياً له، مضيفاً أن ‘هناك 14 قوة ثورية معارضة منضمة الى هذا الائتلاف، وسنستمع إلى إخواننا الذين لم يشاركوا فيه’.

وأشار الى أنه طلب من وزير الخارجية المصري تذليل بعض العقبات التي تواجه الجالية السورية المتواجدة في القاهرة إلى جانب تحرك الائتلاف السوري خلال المرحلة المقبلة في مصر.

وقال الخطيب إلى إن مصر اعترفت بـ’الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية’ في إطار القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية منذ أيام، معتبراً أن ‘مصر هي الأم والجهة الأقرب لنا، وهي تفتح يدها للشعب السوري’.

وحول ما إذا كانت هناك اعتراضات عربية على تشكيل حكومة سورية إنتقالية في الخارج برئاسة الائتلاف الوطني، قال الخطيب إنه ‘ليس هناك أي اعتراض على شيء طالما يصب في مصلحة الشعب السوري’.

وتناول لقاء وزير الخارجية المصري مع وفد الائتلاف التطورات الراهنة على الساحة السورية والجهود الرامية لحل الأزمة القائمة في سورية.

ودعا الوزير المصري، خلال اللقاء، إلى تعزيز الحوار بين الائتلاف وكل التجمعات السياسية والشخصيات المعبِّرة عن المجتمع السوري في المرحلة المقبلة، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم كل أوجه المساعدة للائتلاف السوري في المرحلة المقبلة.

وكانت فصائل معارضة سورية اتفقت بالعاصمة القطرية الدوحة، مطلع الأسبوع الفائت، على إنشاء ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ كهيئة موحّدة للمعارضة تنبثق عنها حكومة مؤقتة.

من جهة اخرى قال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي خلال مؤتمر صحافي في قطر الاثنين ان بلاده تعترف بالائتلاف المعارض للنظام في دمشق ‘ممثلا شرعيا للشعب السوري’.

واضاف مونتي، طبقا للترجمة العربية لتصريحاته خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ‘لقد اعترفنا بالائتلاف الذي يضم مختلف اطياف المعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري’.

وفرنسا هي الدولة الغربية الوحيدة التي تعترف بهذا الائتلاف ‘ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري’، وتشير علنا الى احتمال تسليمه اسلحة.

وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة الجزيرة باللغة الانكليزية حول احتمال قيام اوروبا بارسال اسلحة الى المعارضة السورية، اجاب مونتي ‘هذا ليس انعكاسا مباشرا لعملية الاعتراف’.

واضاف دون توضيحات ‘يجب اخذ عوامل اخرى في الاعتبار’.

ووقعت اطراف المعارضة السورية في 12 الشهر الحالي في الدوحة بعد ضغوطات مكثفة عربية وغربية اتفاقا لتشكيل ائتلاف يتمتع بالقوة والوحدة لكي يتمكن من اسقاط النظام في سورية.

«هيئة التنسيق» لمؤتمر «قاهرة» جديد

مجموعات إسلامية ترفض الائتلاف… والاتحاد الأوروبي اعترف به ممثلاً شرعياً

يمرّ «الائتلاف السوري» بمطبّات عدة، إذ رفضت مجموعات إسلامية مسلحة الاعتراف به، فيما رأت «هيئة التنسيق» أنّه لا يمثل المعارضة، داعيةً إلى عقد مؤتمر في القاهرة لتوحيد المعارضة في الداخل والخارج

في خطوة «معارضة» جديدة، دعت «هيئة التنسيق» إلى عقد مؤتمر في القاهرة لتوحيد المعارضة السورية في الداخل والخارج، فيما رفضت مجموعات إسلامية مسلحة الاعتراف بالائتلاف السوري الجديد الذي كرسه الاتحاد الأوروبي «ممثلاً شرعياً لتطلعات الشعب السوري». ودعا معارضون سوريون، في مؤتمر صحافي في دمشق، إلى عقد مؤتمر يوحّد المعارضة السورية في الداخل والخارج، بما فيها الائتلاف الوطني السوري الذي تألف في الدوحة أخيراً. وقال أمين سر هيئة التنسيق الوطنية، حسن عبد العظيم، «ندعو جميع القوى وأطراف المعارضة في الداخل والخارج إلى حضور مؤتمر في القاهرة. وستوجه الدعوات إلى كل القوى بما فيها المجلس الوطني الكردي، والمنبر الديموقراطي، والائتلاف الوطني السوري، وبقية الشخصيات والقوى». وأضاف «قلنا دائماً إنّه ليس من حقّ أيّ فريق أن يدّعي أنّه الممثل الشرعي للشعب أو الثورة قبل أن تتحقق القدرة على الاحتكام إلى جميع المواطنين عبر صناديق الاقتراع». ورأى أنّ «وحدة المعارضة كما التغيير الديموقراطي يجب أن يكونا صناعة وطنية بالأساس والجوهر، ولا يمكن أن يكونا بإرادة خارجية». وأشار إلى أنّ الائتلاف الوطني لقوى المعارضة «هو خطوة باتجاه توحيد المعارضة، لكنه لا يمثل المعارضة كلها»، مضيفاً أن المعارضة السورية هي التي اجتمعت في مؤتمر القاهرة في شهر تموز.

وقال عبد العظيم إنّ «المؤتمر يجب أن يخرج بلجنة تحضيرية لوضع رؤية سياسية مشتركة تنصّ على «إنهاء النظام الاستبدادي، ورفض التسليح، والتدخل العسكري ونبذ الطائفية والمذهبية، والتحوّل إلى الحلّ السياسي». ورفض تأليف أي حكومة في المنفى، معتبراً ذلك «سابقاً لأوانه». وأضاف أنّ ذلك يمكن أن يحصل «بعد أنّ يتمّ الانتقال إلى نظام وطني ديموقراطي وإحداث تغيير شامل بالخلاص من هذا النظام، حينها تستطيع المعارضة الوطنية مع بقية الأطراف وقوى الشعب السوري أن تؤلف الحكومة التي تعبّر عن الإرادة الوطنية».

من ناحيتها، أعلنت مجموعات إسلامية مقاتلة معارضة للنظام السوري رفضها الائتلاف الوطني السوري المعارض. وأكّدت المجموعات، بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد وكتائب أحرار الشام، توافقها على تأسيس دولة إسلامية، بحسب ما جاء في شريط فيديو نشر على شبكة الإنترنت. وورد في البيان، الذي تلاه في الفيديو أحد ممثلي المجموعات، «نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على أرض حلب وريفها رفضنا المشروع التآمري لما سمّي الائتلاف الوطني، وتمّ الإجماع والتوافق على تأسيس دولة إسلامية عادلة».

في السياق، قال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب، العقيد المنشق عبد الجبار العكيدي، إنّ «هذه التشكيلات تمثّل جزءاً من القوة العسكرية الموجودة على الأرض في حلب وتعبّر عن رأيها الخاص». وأضاف أنّ «المجلس العسكري الثوري أعلن تأييده للائتلاف الوطني، وهو سيتعاون معه».

من ناحيته، أعلن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، أحمد معاذ الخطيب، أنّ الائتلاف سيتخذ من القاهرة مقراً رئيسياً له. وقال الخطيب، عقب لقائه ووفداً من الائتلاف وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في القاهرة أمس، إن «هناك 14 قوة ثورية معارضة منضمة إلى هذا الائتلاف، وسنستمع إلى إخواننا الذين لم يشاركوا فيه». وأضاف أن مصر اعترفت بـ«الائتلاف» في إطار القرار الذي اتخذه مجلس الجامعة العربية منذ أيام، معتبراً أنّ «مصر هي الأم والجهة الأقرب لنا، وهي تفتح يديها للشعب السوري».

من جهته، دعا الوزير المصري، خلال اللقاء، إلى تعزيز الحوار بين الائتلاف وكل التجمعات السياسية والشخصيات المعبِّرة عن المجتمع السوري في المرحلة المقبلة، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم كل أوجه المساعدة للائتلاف السوري في المرحلة المقبلة.

وفي السياق، اعتبر الاتحاد الأوروبي، أمس، الائتلاف السوري المعارض «ممثلاً شرعياً لتطلعات الشعب السوري».

ورحّب بيان صادر عن اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل بتأليف «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة»، واعتبره «الممثل الشرعي لتطلعات الشعب السوري».

واعتبر الاتحاد الأوروبي هذا الاتفاق خطوة رئيسية نحو الوحدة اللازمة للمعارضة السورية، معرباً عن تطلعه لأن يواصل هذا التحالف الجديد العمل لكي يشمل جميع القوى المعارضة ويضمن الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية. كذلك قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، خلال مؤتمر صحافي في قطر مع نظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني، إنّ بلاده تعترف بالائتلاف المعارض «ممثلاً شرعياً للشعب السوري».

في موازاة ذلك، قال مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي إنّ حلّ الأزمة السورية يكمن في منع إرسال الأسلحة إلى هذا البلد، وقيام المعارضة بإلقاء السلاح لتتمكن من إيصال مطالبها الى الحكومة. وأضاف «إنّ حقيقة القضية السورية هي أنّ جبهة الاستكبار تعتزم تفكيك حلقة ارتباط المقاومة في المنطقة التي تقع بجوار الكيان الصهيوني الغاصب». ورأى «أنّ السبيل لحلّ الأزمة السورية يكمن في منع إرسال الأسلحة إلى هذا البلد»، مضيفاً «لو تمّ تزويد المعارضين في كل بلد بالأسلحة من خارج البلاد فمن الطبيعي أن يتصدى النظام الحاكم للمعارضين».

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، أنّ بلاده تعتقد أنّ الحلّ السياسي هو الحلّ الوحيد للأزمة التي تشهدها سوريا. وقال مدلسي، في حديث إذاعي، «إن الوضع في سوريا أليم والعنف مستمرّ من الطرفين، وهناك محاولات لإيجاد حلّ سياسي لم نصل إليه بعد، والجزائر تعتبر الحلّ السياسي هو الحل الوحيد… وهي ليست وحدها».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

قصف على جنوب دمشق واشتباكات في محيط كتيبة عسكرية في شمال سوريا

أ. ف. ب.

بيروت: قتل اربعة اشخاص الثلاثاء جراء قصف من القوات النظامية على احد احياء جنوب دمشق، في حين تدور اشتباكات في محيط كتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب شمال البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “استشهد أربعة مواطنين وسقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرض له حي الحجر الاسود في مدينة دمشق” بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، متحدثا عن اطلاق نار في حي القدم المجاور له.

وافاد المرصد ان القصف تجدد ليلا على الاحياء الجنوبية من العاصمة، التي تشهد اشتدادا في حدة القصف والاشتباكات في الفترة الاخيرة.

في ريف دمشق الذي يشهد تصاعدا في العمليات العسكرية، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين جراء قصف تتعرض له حرستا من القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين في المدينة، بحسب المرصد.

كما تعرضت مدينة دوما وبلدات عربين والسبينة ويلدا وبيبلا للقصف، بحسب المرصد.

في محافظة حلب (شمال)، تحدث المرصد عن “اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط كتية الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي”، تزامنا مع قصف مدفعي تتعرض له المنطقة.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على الفوج 46 في ريف حلب الغربي، وهو قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية تضم مرابض مدفعية كانت تتولى قصف مناطق عدة، لا سيما مدينة الاتارب الاستراتيجية التي يسطير عليها المقاتلون.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/775104.html

انقسام حول التسليح ومعارضة الداخل لـ “مؤتمر توحيدي

اتفاق أوروبي على الاعتراف بـ “الائتلاف” ممثلاً لـ “تطلعات الشعب السوري”

اتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في بروكسيل أمس، على الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري المعارض “ممثلاً شرعياً لتطلعات الشعب السوري”، وسط انقسام بينهم على خلفية اقتراحات تسليح المعارضين، فيما دعت المعارضة الداخلية إلى مؤتمر توحيدي ثانٍ يعقد في القاهرة، وأعلنت تشكيلات مقاتلة رفض الائتلاف الذي أعلن القاهرة مقراً له، وسعيها إلى إنشاء دولة إسلامية، في حين ينتظر حلف شمال الأطلسي “الناتو” طلباً تركياً لنشر صواريخ “باتريوت” على الحدود المتوترة مع سوريا .

على الأرض، سيطر معارضون سوريون بشكل شبه كامل على مقر الفوج 46 في ريف حلب (شمال)، فيما حصدت أعمال عنف المزيد من القتلى، واندلعت اشتباكات بين معارضين ومقاتلين أكراد في منطقة حدودية، اغتيل فيها مسؤول كردي .

واتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض “ممثلاً شرعياً لتطلعات الشعب السوري”، فيما انقسموا حول ما إذا كان عليهم أن يحذوا حذو فرنسا في الاعتراف بالمعارضة السورية كممثل شرعي، وحول اقتراحات بدعمها بالسلاح .

وذكرت مصادر من وزارة الخارجية التركية أن أنقرة ستطلب رسميا من حلف الناتو إرسال صواريخ أرض-جو من طراز “باتريوت” إلى حدودها مع سوريا، وقال دبلوماسي تركي “لا أستطيع القول إن ذلك سيحدث اليوم أو غدا، لكنه سيحدث قريبا” . وأكد أمين عام الحلف أندرس فوغ راسموسن أن الحلف سيتعاطى مع أي طلب تركي مماثل باعتباره أمراً عاجلاً .

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له إن “الفوج 46 في ريف حلب الغربي يتعرض للقصف بالطائرات الحربية من القوات النظامية، إثر سيطرة مقاتلين من كتائب عدة على أجزاء كبيرة منه” . ووقعت مواجهات مسلحة بين مقاتلين معارضين وآخرين أكراد في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، في محافظة الحسكة (شمال شرق) . واستمر التوتر في دمشق وريفها، وسجل قصف على منطقة السيدة زينب والبلدات المحيطة بها، كما تعرض حي الحجر الأسود للقصف، وانفجرت حافلة لنقل الركاب عند مدخل مشروع دمر غربي دمشق، ولم يعرف عدد الضحايا .

وأكد “رئيس الائتلاف الوطني السوري للقوى الثورية والمعارضة” معاذ الخطيب أن هناك قراراً للائتلاف بأن تكون مصر المقر الرئيسي له . وقال عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد عمرو، أمس، “إن الائتلاف الوطني يسمح بانضمام أطراف أخرى من المعارضة مع الأخذ في الاعتبار أن الائتلاف مولود حديث، ويتم تشكيل لجانه التنفيذية حاليا، ثم سندعو إلى اجتماع للهيئة العامة في القاهرة في أقل من 10 أيام لإطلاق الائتلاف بهيئته الكاملة، مشيراً إلى أن هناك 14 قوة ثورية معارضة منضمة، وإلى أنه “سنستمع إلى إخواننا الذين لم يشاركوا” .

وانتقدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة اعتراف باريس بالائتلاف . وقال المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم إن اعتبار الائتلاف الوطني كممثل شرعي ووحيد “خلاف للواقع، نحن ننتقد هذا الموقف” . وكشف رجاء الناصر رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق عن نية الهيئة الدعوة لمؤتمر جديد للمعارضة في العاصمة المصرية القاهرة، تشمل دعوة الائتلاف إليه .

وأعلنت مجموعة كتائب وألوية إسلامية في حلب بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد، وهما أكبر مجموعتين مقاتلتين في شمال سوريا، رفضها الائتلاف المعارض، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة إسلامية .  (وكالات)

الجيش الحر يقتحم كتائب بحلب ودمشق

                                            أكد ناشطون سوريون صباح اليوم الثلاثاء اقتحام الجيش السوري الحر كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، وذلك بعد ساعات من سيطرته على كتيبة للدفاع الجوي في دمشق وعلى مقرين لقوات النظام في الغوطة الشرقية، في حين يتواصل القصف والاشتباكات بأنحاء متفرقة من البلاد.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن الجيش الحر اقتحم كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، حيث لا تزال الاشتباكات العنيفة دائرة داخل الكتيبة، مع سماع دوي انفجارات في المنطقة.

وقالت وحدتان من جماعتي لواء الإسلام وكتائب جند الله في بيان إنهما سيطرتا أمس على كتيبة الدفاع الجوي “الفوج 246” قرب حي الحجر الأسود في ريف دمشق بعد معركة استمرت أربعة أيام استعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة.

وأظهرت لقطات مصورة الثوار وهم يتجولون في الموقع وسط مدافع مضادة للطائرات مدمرة، حيث أكد بيان للواء الإسلام أن المعركة أسفرت عن مقتل جميع الضباط والجنود العاملين في الفوج من الذين قرروا المواجهة، وانتهت بسيطرة تامة على الفوج وعلى جميع آلياته ومعداته العسكرية.

اشتباكات عنيفة

وفي الأثناء، قالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم في أحياء عدة بمدينة دير الزور، وإن دوي الانفجارات يهز المدينة بالكامل.

ووثقت الشبكة عشرات المواقع التي شهدت اشتباكات أمس الاثنين، حيث شهدت العاصمة دمشق هجوما للجيش الحر على مطار المزة العسكري وعلى كتائب نظامية في طريق درعا الدولي، كما فجر حافلة لقوات الأمن بمنطقة دمر.

وفي ريف دمشق، دمر الثوار دبابة بالبويضة، واستهدفوا دورية في عين ترما، وهاجموا عددا من حواجز الجيش بمدينة النبك، كما سيطروا على مقر قيادة لواء التأمين الإلكترونية في منطقة الحتيتة، وتصدوا لمحاولة جيش النظام اقتحام داريا.

وفي جبهة حلب، تمكن الجيش الحر من صدّ هجوم لجيش النظام على أحياء صلاح الدين وسليمان الحلبي والصاخور، كما هاجم إمدادات النظام المرسلة لكتيبة حندرات، وهاجم كتائب نظامية عند سد تشرين.

وتحدث ناشطون عن هجمات مماثلة في معرة النعمان وحاجز السماد بمحافظة إدلب، وكذلك في جبل التركمان بريف اللاذقية، وحاجز عيصون ومستودعات الأسلحة في بلدة مهين بريف حمص، وحاجز الشؤون بحي العليليات في حماة، ومفرق السد بالحسكة، ومدن الصنمين وبصرى الشام وتل شهاب بدرعا.

وبثت شبكة شام صورا لاستهداف الجيش الحر كتيبة المدفعية في مدينة الميادين ومعارك أخرى بأحياء الجبيلة والموظفين والرشدية في دير الزور.

قصف عنيف

من جهة أخرى، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 100 شخص قتلوا أمس الاثنين معظمهم في دمشق وريفها وحلب.

وأكد ناشطون أن عشرات المواقع في سوريا تتعرض للقصف الجوي والبري من قبل قوات النظام، حيث استهدفت أحياء دمشق الجنوبية وخصوصا حي الحجر الأسود.

كما تركز القصف المدفعي على مدن وبلدات يلدا وببيلا والبلالية ودوما ومزارع بلدة رنكوس والسيدة زينب والبويضة وحجيرة البلد وداريا وزملكا ومعظم مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وفي محافظة حمص، تجدد القصف العنيف على أحياء بابا عمرو والسلطانية وأحياء حمص القديمة، وكذلك على بلدة آبل ومدن القصير وقلعة الحصن والرستن والحولة.

وفي ريف حماة، قصف جيش النظام قرى الجومقلية والحواش والحويز والحويجة وجسر بيت الرأس بسهل الغاب.

وشمل القصف كلا من أحياء درعا البلد ومدن وبلدات علمان والصورة ومنطقة اللجاة وبصرى الشام وداعل، ومدن وبلدات معرة مصرين وسرمين وأبو الظهور وتفتناز ومعرة النعمان وحنتوتين في إدلب.

وتواصل القصف أيضا على معظم أحياء مدينة دير الزور، إضافة إلى ناحية كنسبا وقراها وقرى ربيعة وسلمى والخضراء والحلوة والمريج ودورين والمارونيات ومنطقة الفرلق باللاذقية، وكذلك الحال في مناطق عدة بمحافظتي الرقة والحسكة.

 أوروبا تعترف بائتلاف المعارضة السورية

اتخذ الاعتراف بائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا للسوريين بعدا جديدا مع اعتراف الاتحاد الأوروبي به، وانضمت دبلوماسية سورية إلى قائمة المنشقين، وسط استبعاد أن تصرف أحداث غزة النظر عن أحداث الثورة على نظام الرئيس بشار الأسد.

وتوافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في ختام اجتماعهم في بروكسل على اعتبار الائتلاف السوري المعارض “ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري”.

جاء ذلك بعد ساعات من تصريح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي بأن وزارة الخارجية الإيطالية تدرس فكرة اعتماد سفير للائتلاف السوري الوطني المعارض أسوة بما فعلته فرنسا قبل أيام. وقد أدلى مونتي بذلك ردا على سؤال من الجزيرة في مؤتمر صحفي بالدوحة جمعه بنظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني.

في السياق استبعد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن يصرف ما يجري في غزة الأنظار عما يجري في سوريا. جاء ذلك ردا على سؤال للجزيرة تناول كذلك موضوع تعيين سفير للائتلاف الوطني السوري في قطر أسوة بالخطوة الفرنسية قبل أيام.

وكان رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب قد أعلن أن الائتلاف سيتخذ من القاهرة مقرا بعد لقائه هناك اليوم وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو، ونفى الاتهامات الموجهة للائتلاف بأنه “صناعة أميركية”.

وشدد على أن الائتلاف الوطني في نظامه الداخلي يسمح بانضمام أطراف أخرى من المعارضة مع الأخذ في الاعتبار أن الائتلاف مولود حديث وتشكل حاليا لجانه التنفيذية ثم تكون الدعوة إلى اجتماع للهيئة العامة في القاهرة في أقل من 10 أيام لإطلاق الائتلاف بهيئته الكاملة.

وعما اذا كان سيتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالائتلاف أو يقوم بزيارات إلى الدول الرئيسية التي تعارضه وهي روسيا أو إيران، قال الخطيب -حسب تصريحات نقلها مراسل الجزيرة نت أنس زكي في القاهرة- إنه لن يقوم بزيارتهما، “وإذا أرادت إيران أن تقدم لنا مبادرة فعليها أن تفعل”.

معارضة الداخل

في المقابل انتقدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا -المعروفة بمعارضة الداخل- اعتراف باريس بالائتلاف الوطني المعارض ممثلا شرعيا ووحيدا للسوريين.

وقال المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي بدمشق إن “كل دولة خارجية أو إقليمية أو عربية لها مصالح، وسياساتها مرتبطة مع مصالحها”، وأضاف أن اعتبار الائتلاف الوطني ممثلا شرعيا ووحيدا “خلاف للواقع .. نحن ننتقد هذا الموقف”.

وشدد عبد العظيم على أن هيئة التنسيق “لا تقبل تشكيل أي حكومة في المنفى”، مشيرا إلى أن تشكيل حكومة جديدة يجب أن يحدث “بعد أن يتم الانتقال إلى نظام ديمقراطي”.

من جانبه أكد رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق رجاء الناصر أن أي “محاولة لشطب وتجاهل” للمعارضة في الداخل لن تنجح، كاشفا عن نية الهيئة الدعوة لمؤتمر جديد للمعارضة السورية يقام في العاصمة المصرية القاهرة، وستشمل الدعوة إليه الائتلاف الوطني.

على صعيد آخر أعلنت الملحق في السفارة السورية في الصين هدى أورفلي انشقاقها عن النظام السوري، وقالت في تصريحات للجزيرة إنه بات معيبا تمثيل هذا النظام، وأضافت أنها تنضوي مع دبلوماسيين آخرين ضمن ما يعرف بتجمع الدبلوماسيين من أجل دولة ديمقراطية مدنية.

دولة إسلامية

في هذه الأثناء، أعلنت مجموعة كتائب وألوية إسلامية بحلب وريفها بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد -وهما أكبر مجموعتين مقاتلتين في شمالي سوريا- رفضها الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، ووصفته بـ”التآمري”.

وأكدت في المقابل توافقها على تأسيس دولة إسلامية، حسبما جاء في شريط فيديو منشور على شبكة الإنترنت اليوم الاثنين.

وورد في البيان الذي تلاه في الفيديو أحد ممثلي المجموعات ونشر على موقع “يوتيوب” الإلكتروني وعلى صفحة “فيسبوك” الخاصة بلواء التوحيد، “نعلن نحن التشكيلات المقاتلة على أرض حلب وريفها رفضنا المشروع التآمري لما سمي الائتلاف الوطني، وتم الإجماع والتوافق على تأسيس دولة إسلامية عادلة”.

كما رفض البيان “أي مشروع خارجي من ائتلافات ومن مجالس تفرض علينا في الداخل من أي جهة كانت”.

 وعدد القارئ التشكيلات الموافقة على البيان، وهي بالإضافة إلى النصرة والتوحيد: كتائب أحرار الشام، وأحرار سوريا، ولواء حلب الشهباء الإسلامي، وحركة الفجر الإسلامية، ودرع الأمة، ولواء عندان، وكتائب الإسلام، ولواء جيش محمد، ولواء النصر، وكتيبة الباز، وكتيبة السلطان محمد، ولواء درع الإسلام.

 وفي أول تعليق لها على الخبر، نفت كتائب أحرار الشام في بيان لها أن تكون شاركت في اجتماع التشكيلات المقاتلة في حلب وريفها. وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية بشأن البيان، قال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن “هذه التشكيلات تشكل جزءا من القوة العسكرية الموجودة على الأرض في حلب وتعبر عن رأيها الخاص”.

وأضاف “هذه ليست كل القوة العسكرية”، مشيرا إلى أن “المجلس العسكري الثوري أعلن تأييده للائتلاف الوطني، وسيتعاون معه”.

ويعد موقف الألوية والكتائب المذكورة أول موقف من مجموعات مقاتلة مناهضة للنظام السوري على الأرض ضد الائتلاف السوري الذي نشأ مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة وضم غالبية أطياف المعارضة مع ممثلين “للحراك الثوري” في الداخل ولقي تشجيعا دوليا.

 المثقفون السوريون وامتحان الثورة

طارق عبد الواحد

 إضافة إلى بطش القبضة الأمنية وسطوتها المتمادية، يتعرض المثقفون والفنانون السوريون المناصرون للثورة السورية إلى شتى صنوف الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي قد تنتهي بلفظهم ونبذهم من محيطهم وبيئاتهم وطوائفهم إذا كان المثقف منتميا إلى إحدى الأقليات الطائفية في سوريا.

ولا تقتصر سلوكيات وممارسات النظام السوري على استدعاء المثقفين المعارضين إلى مديريات الأمن المتعددة واعتقالهم وزجهم في أقبية السجون، فقد يصل الأمر إلى درجة التصفية الجسدية كما حدث للروائي إبراهيم خريط والكاتب نمر المدني.

وقد دفع هذا المناخ الترهيبي -الذي تشارك فيه مجموعات مؤيدة للنظام السوري على المستويين الميداني والإعلامي- الكثير من المثقفين والفنانين السوريين إلى التواري في داخل سوريا أو الهجرة واللجوء إلى بلدان عربية وأجنبية عديدة، ومن هناك يطلق بعد المبدعين أعمالهم التي احتفت بالثورة وساندتها مثل الفنان سميح شقير الذي صدحت بعض أغانيه من أفواه الثوار.

أحمد محمود:

ثورة طبقات مهمشة

السيناريست فؤاد حميرة -الذي كان في الآونة الأخيرة هدفا لحملات التشهير والتخوين على خلفية تعرض منطقة المزة 86 بدمشق إلى هجمات تفجيرية- يرجع تلك السياسات القمعية إلى رغبة “النظام وشبيحته بإفراغ سوريا من المثقفين لكي يتسنى لهم وصف الثورة بأنها خالية من العقول ويثبتون للعالم أنها ثورة رعاع”.

ويشدد صاحب مسلسل “الحصرم الشامي” الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية على أن الثورة السورية هي “ثورة كرامة وحرية وثورة طبقات مهمشة وليست ثورة طائفية كما يحلو للإعلام الرسمي أن يصورها”.

ويذهب الصحفي والمعتقل السياسي السابق أحمد محمود إلى مدى أبعد فيقول إنه ليس بالضرورة أن يكون المثقف مناصرا للثورة حتى يتعرض إلى الضغوط والمساءلة والاعتقال، بل يكفي أن يكون محايدا بعض الشيء أو داعيا إلى الحل السياسي لكي ينال نصيبه من التضييق والتشهير من قبل مليشيات تابعة للنظام تستطيع عمل أي شيء لأنها خارج القانون والمحاسبة وصلاحياتها في القتل مطلقة.

ويضيف محمود -الذي ينتمي بدوره للطائفة العلوية- بالقول إذا كان المثقف والناشط بالشأن العام موظفا فهو سيكون خاضعا لسلطة “قانون الإرهاب” الجديد (المادة 19 من دستور عام 2012) الذي يخول الإدارات صرف أي موظف من دون حقوق أو تعويضات إذا كتب مجرد تعليق على “فيسبوك” أو نشر مقالا مقتضبا عن الأحداث في سوريا، حتى وإن كان المقال موضوعيا.

ضغوط مضاعفة

ويؤكد محمود أن المثقفين السوريين المنتمين إلى الطائفة العلوية يتعرضون لضغوط مضاعفة، فالبيئة الاجتماعية تلفظهم والأجهزة الأمنية تعد عليهم أنفاسهم، وهنالك الكثير -حسب قوله- من أصدقائه لا يجرؤون على زيارة أقاربهم خوفا من أهالي تلك القرى.

من ناحيته، يرى الشاعر منذر مصري أن المثقفين السوريين نجحوا بامتحان الثورة السورية بدرجات متفاوتة، فـ”قلة ممن يشكلون الجسم الحقيقي للثورة وقفوا ضد ثورة السوريين يتبعهم عدد أكبر -ربما- ممن وقفوا على حياد صادق أو مزيف”.

ويضيف صاحب مجموعة “الشاي ليس بطيئا” بالقول “على العموم لم يكن امتحان الثورة سهلا فقد عرفت أصدقاء جاهروا بمعارضتهم للنظام طوال سنوات حياتهم، ولكن ما إن حدثت الثورة حتى زاغت نظراتهم واهتزت أفكارهم وتزعزعت مواقفهم ومضوا يتصارعون في دواخلهم إلى الحد الذي يمكن لمن هو قريب منهم أن يسمع صراخ أرواحهم وهي تتمزق”.

ويحيل الكاتب والصحفي فايز سارة أسباب انقسام المشهد الثقافي السوري بين مناصر للثورة ومعاد لها إلى سياسات النظام المتلاحقة “بتهميش النخبة وإلحاقها به عبر هيئات ومنظمات ونقابات، لكن الواقع دفع مثقفين كثرا لاختيار خندق الثورة والانخراط في فعالياتها، ما عدا قلة لعبت -نتيجة الخوف أو المصلحة- دور الشبيح الثقافي المؤيد للنظام”.

سقوط حقبة خادعة

أما الشاعر ياسر الأطرش فقد رأى أن الثورة السورية هي امتحان لمصداقية وانسجام المثقف مع ذاته، وقد سقط في ذلك الامتحان مثقفون كبار في طليعتهم أدونيس وزياد الرحباني، وشدد الأطرش على أن هذا النوع من السقوط ليس سقوطا آنيا وإنما هو سقوط تاريخ وحقبة خادعة.

وبنبرة هجائية، يشير الصحفي جهاد أسعد محمد إلى تحطم صورة المثقف السوري وانكسار دوره ومكانته والمؤسسات التي ينتمي إليها، ويقول “إن معظم المثقفين السوريين لم يغيروا شيئا من عاداتهم بعد الثورة، فهم ما زالوا يجلسون في المقاهي يثرثرون ويتهكمون على بعضهم ويسكرون ويطاردون النساء ويتناقشون في الترهات والنوافل ويكتبون زواياهم الثابتة ومقالاتهم عن أدباء أميركا اللاتينية ولا يستاؤون إلا من قطع الطرقات والوقوف على الحواجز”.

ويشير محمد -الذي كان مديرا لتحرير صحيفة حزبية يسارية وترك موقعه فيها على خلفية الأحداث في سوريا- إلى انبثاق عهد جديد وظهور مثقفين جدد تنتجهم الثورة وهؤلاء سيكون على عاتقهم إعادة إنتاج صورة المثقف ودوره ووظيفته ومساهمته في بناء المجتمع السوري بعد الثورة.

سوريا.. قصف وزارة الإعلام بـ”الهاون

الأزمة في سوريا , بلدة رأس العين , النظام السوري , الجيش الحر , دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نقل التلفزيون السوري الثلاثاء أنباء عن قصف مقر وزارة الإعلام في دمشق بقذائف “الهاون”.

ولم يسفر القصف عن سقوط ضحايا وإنما نتجت عنه أضرار مادية.

وفي سياق متصل أفاد معارضون سوريون أن 5 أشخاص قتلوا جراء أعمال العنف في البلاد.

وفي العاصمة دمشق استهدفت راجمات الصواريخ والمدفعية الأحياء الجنوبية وتركز القصف على حي الحجر الأسود.

كما حدث دمار واسع في المنازل في ريف العاصمة عقب قصف مدن داريا ودوما وزملكا.

وفي حلب أغار الطيران الحربي على حي السكري.

واقتحم الجيش النظامي بعض المناطق في درعا، وشن حملة دهم للمنازل.

وتواصلت الاشتباكات في الحسكة بين الجيشين الحر والنظامي في مدينة رأس العين.

وفي حمص قصفت الدبابات حي دير بعلبه و الرستن و حي الربيع العربي.

وبث ناشطون سوريون معارضون ما قالوا إنها عناصر من الجيش الحر استهدف دبابات الجيش النظامي في منطقة الأتارب بحلب.

وكان 161 شخصا قتلوا في مدن سورية عدة الاثنين بنيران القوات النظامية وفقا لناشطين، في وقت وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وحزب العمال الكردستاني في بلدة رأس العين الحدودية شمال شرقي سوريا، حسبما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية”.

161 قتيلا في مناطق سورية عدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 161 شخصا في مدن سورية عدة الاثنين بنيران القوات النظامية وفقا لناشطين، في وقت وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وحزب العمال الكردستاني في بلدة رأس العين الحدودية شمال شرقي سوريا، حسبما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية”.

وأوضح المراسل أن 4 جنود من “الجيش السوري” سقطوا في تلك الاشتباكات حتى اللحظة.

وتحولت بلدة رأس العين، التي وقعت في أيدي “الجيش الحر”، إلى هدف للقوات السورية، الأمر الذي دفع العشرات إلى الهرب والعبور إلى الجانب التركي رغم المخاطر.

من جانب آخر، أعلنت مجموعة كتائب وألوية إسلامية مسلحة قاتلت الجيش السوري فيما بات يعرف بمعركة حلب، بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد، رفضها الائتلاف الوطني السوري المعارض، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة إسلامية، حسب شريط مصور بث على الإنترنت عبرت فيه عن رفضها للائتلاف الوطني.

ولم يرد إلى “سكاي نيوزر عربية” تأكيد ميداني فوري بشأن تحركات هذه الكتائب في حلب.

وفي سياق متصل، أفادت الشبكة السورية لحقوق الأنسان أن حصيله القتلى في سوريا الاثنين بلغت 100 قتيل معظمهم في دمشق وريفها.

وقد أغار الطيران المروحي الحكومي على قرى جبل التركمان بريف اللاذقية بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بالمنطقة بين الجيشين الحر والنظامي.

وفي العاصمة دمشق تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على الحجر الأسود، كما سمع إطلاق نار بالقرب من أحياء نهر عيشة والقدم.

وقصفت راجمات الصواريخ أحياء الغوطة الشرقية، كما شن الجيش النظامي حملات دهم واعتقال في بلدة عين حور.

وأفاد ناشطون باستيلاء الجيش الحر على مقر قيادة لواء التأمين الإلكتروني في بلدة الحتيتة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وفي حلب دارت اشتباكات بين المعارضين المسلحين والقوات الحكومية في حي الشهباء ومطار النيرب العسكري.

 وفي إدلب قصفت الدبابات التابعة للجيش السوري الحكومي مدينة معرة النعمان ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى جراء القصف.

وفي ريف إدلب قصف الطيران الحربي بلدة حنتوتين بجبل الزاوية، كما وقع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة معرة النعمان، وعلى بلدات عدة بينها حاس وتفتناز وكفر سجنة ومعرة حرمة بريف إدلب الجنوبي.

كما تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة على أحياء بابا عمرو والسلطانية في حمص.

وكانت لجان التنسيق المعارضة ذكرت أن “الجيش السوري الحر” تمكن، الأحد، من السيطرة على الفوج 46 التابع للقوات الحكومية بعد معارك عنيفة وحصار دام 55 يوما، في حين أفاد ناشطون باستمرار أعمال العنف والاشتباكات في مدن سورية عدة ما أسفر عن مقتل 78 شخصا.

شبح باسل الأسد يطارد فارساً سورياً نافسه

بشار الأسد لعائلة قصار: الذي حبسه يحاكمه ويقرر ما إذا كان يستحق الحرية أم لا

العربية.نت

في نفس التوقيت من كل عام، يتم إخراج عدنان قصار من زنزانته في سجن تدمر، ليعذب ويسحق تحت البساطير وليترك على هيئة بقايا جسد، ولم يكن يدري لماذا يختار سجانوه هذا التوقيت بالتحديد، واستغرق الأمر أكثر من خمس سنوات حتى علم من معتقل جديد أن موعد تعذيبه هو ذكرى وفاة باسل الأسد، فأدرك أن لعنة “المعلم” تلاحقه حتى بعد رحيل باسل.

وكان عدنان قصار كابتن المنتخب السوري للفروسية في عام 1992، ووفقاً لحديث دار بينه وبين المعتقل السابق (د.س) يعود لعائلة قصار الفضل في تأسيس نادي الفروسية في الديماس، وكان الكابتن عدنان يعيش شغفه إلى أقصاه، فهو وأخوته لا يغادرون النادي، إلى أن بدأ الكابوس بدخول باسل الأسد إلى نادي الفروسية.

غيرة باسل الأسد وقلة خبرته تسجنان عدنان

ووفقاً لقصار كان باسل الأسد لا يدري الكثير عن الفروسية وكيفية التعامل مع الخيل، ورغم ذلك أراد فرض رأيه على النادي، حيث صار يتدرب ويتصرف على أساس أنه فارس متمرس، ويملي تعليماته على المنتخب. وأزعج الأمر عدنان، خاصة عندما بدأ باسل الأسد يتدخل في تفاصيل المنتخب، ويحدد نوعية الخيول التي يريد شراءها للمنتخب.

وحسب ما روى قصار للمعتقل السابق (د.س) فإنه في هذه الفترة كان يلعب مع المنتخب السوري، وحصل على العديد من الجوائز على مستوى المتوسط، ما زاد من حقد باسل الأسد عليه.

أما نقطة الفصل في خلافهما، فكانت أثناء دورة المتوسط 1992، حيث المنافسة شديدة بين الفرق. ومن المعروف أن الفوز في لعبة الفروسية يكون من خلال تجميع كل فريق نقاطاً يحصلها فرسانه. وحكى قصار لـ(د.س) ما حدث يومها، عندما ارتكب باسل أكثر من خطأ مما سبب خسارة كبيرة في نقاط الفريق، في حين تمكن قصار أثناء جولته من رفع معدل الفريق حيث لم يرتكب أي خطأ، وفاز الفريق السوري بفضله، وحصل قصار على شارة الكابتن من باسل الأسد.

وهذا الفشل لم يوقف باسل الذي ازداد تطاولاً على قصار وعلى الفريق. وبعد مرور عام على الحادثة كان قصار في النادي ومعه حقيبة فيها مستلزماته، ينتظر خروج باسل الأسد من الحلبة، ولكن بعد دخوله إلى الحلبة بدقائق، فوجئ بالأمن داخل الحلبة يعتقلونه من على حصانه.

“لولا الخبز والملح لكنت أعدمتك”

وروى (د.س) أن الأمن عندما حقق مع قصار، سأله إن كانت الحقيبة تخصه، فأجاب بنعم، ليفتحوها ويكتشفوا أنها ممتلئة بالمتفجرات، فألصقت بالخيال تهمة محاولة اغتيال باسل الأسد، وتهمة حيازة متفجرات في سيارته، ونقل بعد التحقيق من الأمن العسكري إلى سجن صيدنايا حيث بقي 11 شهراً، في جناح يدعى “الباب الأسود”، وهو عبارة عن مهجع مخصص للمعتقلين المعزولين.

وأشار (د.س) إلى أن قصار لم يتعرض للضرب أو التعذيب أثناء التحقيق، إلا أنه بعد أن أنكر التهم الموجهة إليه، أجابه المحققون “سنراجع المعلم بحكم الزمالة التي تجمعكما”، فأرسل له باسل الأسد خبراً جاء فيه: “ما قمت به شيء كبير، ولولا الخبز والملح الذي يجمعنا، لكنت أعدمتك في ساحة العباسيين، إلا أنني سأعفو عن إعدامك!”.

ووصف (د.س) عدنان بأنه فارس حتى بصفاته وبقدرته على تمالك نفسه، فالسجن لم يتمكن من النيل من عزة نفسه، على الرغم من الأهوال التي مرت عليه، راوياً أنه ذات مرة تم تكبيل قصار ووضعه في كيس خيش في ساحة السجن، حيث بدأ البعض بضربه لأكثر من ست ساعات متواصلة، متسببين بكسورٍ في سائر أنحاء جسده، كما كسر فكه السفلي بشكل كامل. ومن ثم نقل الخيال وهو غارق بدمه في الكيس إلى سجن تدمر، حيث بقي فترة طويلة في السجن الانفرادي، ثم وضع مع الإخوان المسلمين.

ورفض قصار الموت البطيء الذي يتسلل إلى أجساد مساجين تدمر، وعلى الرغم من أن عذاب باسل الأسد ظل يلاحقه، قرر الاستفادة من كونه خريج قسم اللغة الإنكليزية في بريطانيا، فبدأ بتدريس المعتقلين الإنكليزية.

“الذي حبسه يحاكمه”

وفي عام 2000 كان ضمن خطة بشار الأسد “الإصلاحية” إغلاق سجن تدمر ونقل السجناء إلى صيدنايا، حيث تحققت نقلة نوعية في حياة عدنان، حيث أعفاه الأمن من التعذيب في ذكرى وفاة باسل الأسد.

وبعد سنوات عدة تمكن أهل قصار من الوصول إلى بشار الأسد عن طريق اتحاد الفروسية الدولي، وطلبوا منه إطلاق سراح عدنان فرد عليهم: “الذي حبسه يحاكمه، ويقرر ما إن كان يستحق الحرية أم لا”.

وختم (د.س) قائلاً: “إن الحرية تتجسد عند عدنان في ركوب الخيل، فلطالما حلم بأنه يقود الفرس من جديد، ولذلك يحافظ قصار على لياقته الجسدية في السجن، على أمل أن يخرج ويعود إلى ركوب الخيل”. ويهوى عدنان قصار، الموجود حالياً في سجن عدرا، رسم الخيول بالفحم، وهو ينحت الخيول في الصابون العسكري.

الجيش الحر يقتحم كتيبة للدفاع الجوي في ريف حلب

قوات الأسد تحاصر دمشق وريفها بعشرات القناصة

دبي – قناة العربية

اقتحم الجيش السوري الحر كتيبة للدفاع الجوي بريف حلب الغربي، ووقعت اشتباكات عنيفة مع قوات جيش النظام داخل الكتيبة، وهزت الانفجارات المنطقة بأسرها.

كما انتشر العشرات من قناصة النظام في دمشق وريفها، الثلاثاء، ما أثار حالة من الرعب في شوارع العاصمة دمشق.

وفي حلب، حاصرت النيران منازل المدنيين جراء قصف جيش النظام لحي الزبدية، وتحدثت تنسيقية المحافظة عن اشتباكات بين الجيش الحر وكتيبة المدفعية في الميادين في ريف دير الزور.

وتأتي هذه الاشتباكات غداة سيطرة المقاتلين المعارضين على الفوج 46 في ريف حلب الغربي، وهو قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية تضم مرابض مدفعية كانت تتولى قصف مناطق عدة، لا سيما مدينة الأتارب الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون.

وأعلنت وحدة المخابرات العامة في الجيش السوري الحر، عن تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية. وقال بيان صادر عن الجهاز إن من مهماته تزويد الجيش الحر بمعلومات عن خطط وتحركات قوات النظام.

في الشق السياسي، اعتبر الاتحاد الأوروبي الائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري. وأوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن الدول الأعضاء في الاتحاد تفضل في هذه المرحلة عدم التشديد على الطابع “الوحيد” للائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري.

في المقابل أخفق الاتحاد الأوروبي في اتخاذ قرار بتسليح المعارضة، وهو ما طالبت به فرنسا وتحفظت عليه ألمانيا وبريطانيا.

الجماعات الاسلامية المقاتلة ترفض الائتلاف الوطني المعارض في سوريا

تقول الجماعات الاسلامية المقاتلة في حلب انها ترفض ائتلاف المعارضة الجديد المدعوم من الغرب.

وفي فيديو بث على الانترنت ادانت تلك الجماعات ما وصفته بانه “مشروع تآمري” وتعهدت باقامة “دولة اسلامية” في سوريا.

وظهر في الفيديو متحدث غير معروف يجلس الى طاولة جلس اليها 20 اخرون على الاقل امام راية سوداء. وعدد المتحدث 13 جماعة اسلامية ترفض الائتلاف الوطني المعارض.

وقال المتحدث: “نحن ممثلو التشكيلات المقاتلة في حلب ونعلن رفضنا للمشروع التآمري المسمى الائتلاف الوطني. واتفقنا بالاجماع على تأسيس دولة اسلامية بشكل عاجل”.

وقلل زعيم الائتلاف الوطني معاذ الخطيب من اهمية الفيديو، وقال من القاهرة: “سنظل على اتصال معهم لمزيد من التعاون من اجل مصلحة الشعب السوري”.

سوريا

تخشى بعض الدول من وصول الاسلحة المرسلة لسوريا الى المتطرفين

ويقول المراقبون ان هذا التطور يزيد المخاوف لدى بعض الدول الغربية التي تخشى من ان اي اسلحة ترسل الى سوريا يمكن ان ينتهي بها المطاف في ايدي متطرفين.

اوروبا

وفي بروكسيل، اعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي انهم يعتبرون الائتلاف الوطني السوري المعارض الجديد “ممثلا شرعيا” للشعب السوري، لكنهم لم يصلوا إلى حد منحهم الاعتراف الكامل الذي منحته فرنسا.

وكانت فرنسا أول دولة اوروبية تعترف بالائتلاف الوطني السوري الاسبوع الماضي باعتباره “الممثل الوحيد” للشعب السوري.

لكن دولا غربية أخرى تشعر بالقلق وعدم الارتياح لوجود اسلاميين اصوليين بين المعارضة المسلحة وبشأن اتهامات من محققين للامم المتحدة للمعارضين المسلحين بارتكاب جرائم حرب.

وقال وزراء خارجية الاتحاد المؤلف من 27 دولة اثناء اجتماع في بروكسل الاثنين إنهم يرحبون بتشكيل الائتلاف الجديد، ودعوه الى العمل من اجل ان يشمل الجميع وأن يلتزم بمباديء حقوق الانسان والديمقراطية.

وأضاف الوزراء في بيان إن “الاتحاد الاوروبي يعتبرهم ممثلين شرعيين لتطلعات الشعب السوري. هذا الاتفاق يمثل خطوة كبيرة نحو الوحدة اللازمة للمعارضة السورية.”

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي أشار من قبل إلى أنه يحتاج لمعرفة المزيد عن المعارضة الجديدة قبل أن يقدم الاعتراف الكامل بهم، إنه عقد “اجتماعا جيدا” مع الائتلاف الوطني السوري الجديد في لندن.

وقال هيغ للصحفيين على هامش اجتماع بروكسل “اعجبت بأهدافهم ووضوحهم واتساع نطاق تأييدهم وتصميمهم على أن يضموا جميع الطوائف والجماعات داخل سوريا.”

تركيا

كما ابدى حلف شمال الاطلسي (الناتو) استعداده لدراسة طلب من تركيا بنشر صواريخ باتريوت على طول حدودها مع سوريا.

واعلن مسؤولون اوروبيون، بينهم وزير الدفاع الالماني توماس دومايزيير انهم بانتظار الطلب التركي بسرعة.

وقال الامين العام للناتو اندرس فوغ راسموسن الاثنين ان الحلف سيعتبر اي طلب تقدمه تركيا لنشر بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ على طول حدودها مع

سوريا طلبا “عاجلا”.

واضاف راسموسن لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الدفاع الاوروبيين في بروكسل: “اذا تلقينا طلبا رسميا من تركيا لتوفير هذا النوع من الدفاع والحماية الفعالين فسنعتبر هذا الطلب عاجلا”.

واكد ان الحلف الذي يضم 28 دولة بينها تركيا “يملك كل الخطط اللازمة للدفاع اذا احتاج الامر”، مضيفا ان “تركيا تستطيع الاعتماد على حلفائها”.

والمانيا وهولندا هما البلدان الاوروبيان الرئيسيان في الحلف الاطلسي اللذان يملكان صواريخ باتريوت للدفاع الجوي التي نشرت في تركيا العام 1991 في اثناء حرب الخليج ثم في 2003 عند اجتياح العراق.

BBC © 2012

“الائتلاف”.. شرعية تربكها مفردات مطاطة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

مازال الغموض يكتنف الاعتراف بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي تشكل في قطر قبل عشرة أيام، فبينما اعترفت فرنسا بالائتلاف “ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري” واستقبلت له سفيرا في باريس، اكتفت دول أخرى باعتباره “ممثلا شرعيا للشعب السوري”، فيما رحبت ثالثة به “ممثلا شرعيا للمعارضة”، في حين نأت دول من بينها عربية بنفسها عن قضية الاعتراف، وعارضته أخرى.

وبدا الارتباك واضحا في التعامل مع هذا الجسم السياسي الوليد منذ لحظة إعلان جامعة الدول العربية الاعتراف به، حين قال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب قبل أسبوع: “إن الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي والوحيد للمعارضة السورية”، ليستدرك لاحقا ويعتذر عن ذكر كلمة “الوحيد”، لعدم ورودها في بيان الاعتراف، دون الإتيان على تمثيل الائتلاف “للشعب السوري”.

وحث وزراء الخارجية العرب في بيانهم “المنظمات الإقليمية والدولية على الاعتراف به ممثلا شرعيا لطموحات الشعب السوري” ووصفوه بأنه “ممثل شرعي ومفاوض رئيسي مع الجامعة العربية”، ما أظهر عجز الجامعة العربية عن الإعلان بوضوح أن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة هو “الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري”. وتحفظ العراق والجزائر على صيغة بيان الاعتراف العربي، في حين نأى لبنان بنفسه عن المسألة برمتها.

بدوره، اعترف مجلس التعاون الخليجي بالائتلاف فور الإعلان عنه “باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري” وسحب اعترافه بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. تلا ذلك اعتراف باريس بالائتلاف على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس بأنه “ممثل وحيد للشعب السوري”.

واعتبر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، “الائتلاف السوري المعارض” “ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري”. وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل “أن الاتحاد الأوروبي يعتبر (الائتلاف السوري المعارض) ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري”.

وكانت إيطاليا اعترفت على لسان رئيس وزرائها “بالائتلاف المعارض” للنظام السوري في دمشق “ممثلا شرعيا للشعب السوري”. وقال ماريو مونتي خلال مؤتمر صحفي في الدوحة مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم الاثنين:  “لقد اعترفنا بالائتلاف الذي يضم مختلف أطياف المعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري”.

أما واشنطن فجاء اعترافها بالائتلاف مشروطا. فقد اعتبرته “ممثلا شرعيا للمعارضة السورية” دون أن تعترف به باعتباره حكومة انتقالية.

أكثر من ذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما: “أرحب بكون المعارضة السورية أسست مجموعة يمكن أن تكون متجانسة أكثر من السابق، سنتحدث إليهم”، لكنه استدرك قائلا: “نحن غير مستعدين للاعتراف بهم كحكومة في المنفى، إلا أننا نعتقد أنها مجموعة تتمتع بصفة تمثيلية”.

إلا أن فرنسا تبقى الدولة الأعلى درجة في الاعتراف بائتلاف المعاضة السورية، حيث أعلن رئيسها فرنسوا هولاند أن بلاده ستستقبل في باريس “سفيرا” للائتلاف المعارض السوري الجديد، وذلك عقب اجتماعه برئيسه أحمد معاذ الخطيب قبل ثلاثة أيام في باريس.

أما الحكومة السورية وحلفاؤها، فلم يرحبوا بالائتلاف. فقد قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد إن “هذه المعارضات ليست صناعة سورية، بل صناعة أميركية وقطرية”، وأضاف في تصريح لتلفزيون “روسيا اليوم”: “عندما لا تنبت المعارضة في أرض الوطن ولا تحظى بدعم أهله، فإنها تستخدم من أجل التشكيك بالوطن وتدميره”.

في حين، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف في رسالة لاجتماع ممثلي الحكومة السورية وأحزاب المعارضة السياسية في داخل سوريا الدول التي تساند الائتلاف من تزويده بالسلاح، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر انتهاكا فاضحا للقانون الدولي.

ويتكون الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من 63 مقعدا، وينضوي تحته المجلس الوطني السوري، الهيئة العامة للثورة السورية، لجان التنسيق المحلية، المجلس الثوري لعشائر سوريا، رابطة العلماء السوريين، اتحادات الكتاب، المنتدى السوري للأعمال، تيار مواطنة، هيئة أمناء الثورة، تحالف معا، الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، المكون التركماني، المجلس الوطني الكردي، المنبر الديمقراطي، والمجالس المحلية لكافة المحافظات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى